الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
وداعاً
…
يا حليمة
…
!
فيصل محمد الحجي
على لسان شاب فلسطيني أحاط جسمه بالمتفجرات وذهب ليفجر نفسه في
تجمع للمستعمرين الصهاينة.
شُقِّي لِجامَ الحِلْمِ يا حليمة
…
لم تَبْقَ للحِلْمِ لَدَيْنا قيمة
هذا أوانُ الجهلِ والطيشِ
…
فلا
…
جدوى من النصائح القديمة
الحِلم عزٌّ إن فرى سيفُ الهدى
…
كلَّ يَدٍ غدّارةٍ أثيمة
والحِلم ذلٌّ حين يغشانا العدا
…
في خُطةٍ نكراءَ مستديمة
الدار داري.. والعدوُّ يدَّعي
…
أنِّي دخيلٌ سارقٌ قديمَهْ
الدار داري.. دارُ أجدادي الأُلى
…
في الشرق أَجْلَوْا فُرْسَهُ ورُومُهْ
الدار داري والعدوُّ سامَني
…
خسفاً بها.. واحترفَ الجريمة
في كفّهِ كلُّ أساليبِ الفنا
…
وليس في كفِّي سوى رضِيمة
سيلُ البلاءِ دافقٌ مِن حولنا
…
في كلِّ حيٍّ نافثٌ سُمومَهْ
القتلُ
…
فالقتلُ توالى عاصفاً
…
لا راحمٌ يحنو ولا رحيمة
هيا اغضبي.. وانتفِضي.. فما لنا
…
إلا الفِدا والبذلُ والعزيمة
لا ترقُبي نَصْرَ ابنِ عمٍ أو أخٍ
…
أو فزعةً من خُلَّةٍ حَميمة
حتى ولو كانوا كأعداد الحصا
…
فالتجرباتُ كلُّها أليمة
سيوفهم حُبْلى بأحلام الْعُلا
…
لكنّها عند الوغى عقيمة
أُسْدٌ على الشعب
…
وشعبي أعزلٌ
…
أرانبٌ في ساحة الخصومة
قومُكِ أذكياءُ يا حليمة
…
جاؤوا لنا ببدعةٍ عظيمة
قالوا: لِمَ القتال في ساح الوغى
…
والتضحيات في الوغى جسيمة؟
دَعُوا الأعادي يدخلوا أوطانَنا
…
مهما بَغَوْا فما لهم ديمومة
وليظلموا.. وليقتلوا.. ولينهبوا..
…
بالحِلْم نمحو بيننا السخيمة
يكفيك أنّا قد خدعناهم.. فهم
…
لم يفطنوا للخطة الحكيمة
قد لعقوا (مرارةَ) النصر.. لكي
…
نذوقَ نحن (لذَّةَ) الهزيمة
مَن أدمنَ الخِذلانَ أضحى عنده
…
أَلَذَّ مِن أطايب الوليمة
قد جعلوا الجهاد إرهاباً لكي
…
نَذِلَّ ذُلَّ الأَمَةِ اليتيمة
ما بين خصم ونصيرٍ غادرٍ
…
ضاع الحمى في خُطَّةٍ مرسومة
(أبو رغالٍ) بائعٌ بلادَهُ
…
و (العلقميُّ) بائعٌ حَرِيمَه
هُبِّي معي.. ثوري معي.. وانتفضي
…
واجتنبي حكمتَكِ السقيمة
هيا ادفعيني فوقَ أرتالِ العدا
…
حتى أُبيدَ الزمرة اللئيمة
لم تَدُمِ الأمجادُ إلا بِدَمٍ
…
يغسلُ أدرانَ الخنا الوخيمة
هُبِّي معي.. أو فارحلي إلى المدى
…
رحيلَ خصمٍ دائمِ الخصومة
بالعزم والإيمان ألقى المعتدي
…
مُندفِعاً مُزدرياً جحيمَه
أفنى وأفنِي جمعَهم.. لكنّني
…
أحيا وأُحْيِي أُمَّةً مظلومة
كي تعلمَ الأجيالُ بعدي أنّنا
…
عشنا ومُتنا ميتةً كريمة