المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ولا تستوي الحسنة ولا السيئة - مجلة البيان - جـ ١٩٦

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌ولا تستوي الحسنة ولا السيئة

- ‌تداعي الديمقراطية الفرنسية أمام فريضة الحجاب

- ‌السبيل إلى حج مبرور

- ‌هكذا حج الصالحون

- ‌الحج مدرسة

- ‌عبرات على صعيد منى

- ‌الافتقار إلى الله.. لبُّ العبودية

- ‌المال بين نظر الغني والفقير

- ‌الإسلاميون بين دولة ضائعة وفرصة سانحة(1)

- ‌تشويه الحق

- ‌الديمقراطية اسم لا حقيقة له

- ‌في ظل الهجمة الاستعمارية على المنطقة:ماذا يرتب للقرن الإفريقي

- ‌لصوص النفط

- ‌المقاومة العراقية والمستقبل السياسي في بلاد الرافدين

- ‌ملامح المرحلة الاستراتيجية الجديدة في السودان

- ‌التغلغل الهندي في دول آسيا الوسطى

- ‌أوروبا الباحثة عن دور في العصر الأمريكي

- ‌هل يعود المسيح إلى أوروبا

- ‌رجل السلام

- ‌مرصد الأحداث

- ‌رسالة علمية في جامعة الأزهر عن:مجلة البيانودورها في نشر الثقافة الإسلامية

- ‌ماذا وراء تمجيد الزنادقة والشخصيات المنحرفةفي التاريخ القديم والمعاصر

- ‌صفات مطلوبة في المدير المسلم

- ‌نزف حِبر

- ‌الحكمة ضالة المؤمن.. ولكن

- ‌ماذا أطلب لصدام حسين

الفصل: ‌ولا تستوي الحسنة ولا السيئة

كلمة صغيرة

‌ولا تستوي الحسنة ولا السيئة

قال الإمام يحيى بن معين: «ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببتُ

أن أزين أمره، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيّن له خطأه فيما

بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلا تركته» [1] .

هذه القاعدة النفيسة ليحيى بن معين رحمه الله في غاية الأهمية لأسباب

من أهمها: أن ابن معين من أجلِّ أئمة الجرح والتعديل، وأعرفهم بالرجال، ومع

ذلك يقول هذه الكلمة التي تلخص منهج أئمة الحديث في التعامل مع الأخطاء وزلات

أهل العلم والفضل.

ومن المعضلات الكبرى التي أنهكت الدعوة ومزَّقت الصف الإسلامي، ذلك

التطاحن والتهارش، وتصنيف العلماء والدعاة والمؤسسات الإسلامية، الذي أشغل

بعض الناس وأصبح معولاً قاسياً لتفريق الأمة وتعطيل طاقاتها..!

ولنا في مجلة البيان وصيتان:

الوصية الأولى: للمشتغلين بمثل هذه الأمور، فنقول لهم: هبوا أن إخوانكم

قصَّروا أو أخطؤوا أيكون التصحيح بالرحمة والستر والنصحية، أم بالتشفي

والتعيير والفضيحة؟! أتحبون أن تلقوا ربكم بإحسان الظن بإخوانكم، والتماس

العذر لهم، أم بالقيل والقال وأخذ الناس بالظِّنة؟! إذا رأيتم خطأ فبينوا.. لكن بعد

التثبت والتزام الدليل، والتماس الأدب النبوي، قال الله تعالى: [وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ

شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] (المائدة: 8) . وقاعدة أهل

الحديث في ذلك أن: «الكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة، تام الورع»

[2]

.

الوصية الثانية: للدعاة وللمؤسسات التي تعرضت لذلك الأذى، فنقول لهم:

إخوانكم منكم وإن بغوا عليكم، فاحمدوا لهم حرصهم، واقبلوا الحق الذي دلوا عليه،

فطالب الحق يقبله من كل أحد، واغفروا لهم ما سوى ذلك. ومَنْ نذر نفسه لخدمة

دينه فلن يجد في وقته فسحة للالتفات إلى تلك الصوارف التي تفسد على المرء دينه،

وتشغل قلبه، قال أبو عبيدة:«مَنْ شغل نفسه بغير المهم أضرَّ بالمهم» [3] .

إنَّ التحديات التي تواجهنا، والنوازل التي تعصف بنا، لن نقوى على الثبات

في ميدانها إلا بنفوس عَليَّة، وقلوب نقيَّة، مطمئنة بذكر الله، معتصمة بحبله، قال

الله تعالى: [وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ

وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ ذُو حَظٍّ

عَظِيمٍ] (فصلت: 34-35) .

(1) سير أعلام النبلاء، (11/83) .

(2)

ميزان الاعتدال، (3/46) .

(3)

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، (2/160) .

ص: 3