الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعر
أننسى؟ أننسى
..؟
شعر: محمود مفلح
إذا كانت جراحُ الناس تغفو
…
فإنَّ جراحَنا أبداً تفور
وإن كانت همومهمُ رَماداً
…
فإن همومَنا الصغرى سَعير
أيحكم في قضيتنا عدوٌّ
…
ويُرشدنا لغايتنا ضرير! ؟
ونبقى في الحياة بلا لسانٍ
…
وقد نطقتْ بحاجتها الحمير! !
ندور كما يقول القوم دوروا
…
وإن رغبوا الثباتَ فلا ندور
ومِنّا من يرى في الخيش خزاً
…
ومنّا مَن يضايقهُ الحرير! !
ويبحث بعضُنا عن كأس ماءٍ
…
وتُغرق بعضَ سادتنا الخمورُ؟
كأن النائبات لنا فراشٌ
…
وأنَّ العادياتِ لنا دُثور
وما زالت تُؤرّقنا سفوحٌ
…
لها في كل جارحةٍ حُضور
أننسى فى دروب القدس ليلى
…
وليلى تستغيثُ وتستجير؟
أننسى أعين الليمون ترنو
…
وأعشاشاً تحن لها الطيور
أننسى مسجداً ونداءَ فجرٍ
…
ومحراباً وهل تُنسى الجذورُ؟
لئن مِتنا فإنَّ لنا قبوراً
…
ستحكي كلَّ قصتنا القبور
رجالاً أصبح الاطفال فينا
…
وفي أرض الصدام لهم زئير
كأنهم من الصّوان قدّوا
…
ومن بُركانه هذا الزفيرُ
فلا تعجبْ وليس لهم رصاص
…
إذا وقعت على الموتِ الصدور
نعم ثاروا وعدتهم حجارٌ
…
ونحن القاعدون متى نثور! ؟
نعم ثاروا وكلهمُ جياعٌ
…
ونحن المتخمين متى نثور! ؟
دماؤهم على الطرقات مسكٌ
…
ويمضي للعبير بك العبيرُ
قبلنا بالحلول وأنكروها
…
وقالوا: إنه العار الكبير
وقبلّنا الأكفَّ لقاء سلمٍ
…
حقيرٌ ساقه الزمنُ الحقير
وضيّعنا الأمانة والأماني
…
فلا زحفٌ هناك ولا عبور
وماذا يحكم الشهداء فينا
…
غداة غدٍ إذا انتفضت قبورُ؟ !
دماءٌ قد نسيناها ليبقى
…
لنا شاةٌ همام أو وزير
ولكنَّ الرجال هناك قالوا
…
ألا كُفّوا فقد فُطم الصغير
فَنبتُ القدس ليس له نظيرٌ
…
وحاشا أن يكون له نظير
بماء الذكر يُسقى كل يوم
…
وفي أحضانه تنمو البذور