الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الربا
فشت في الأمة هذه الخصلة الذميمة الربا فشواً هائلاً، وانتشرت بين عامة طبقاتها انتشاراً غريباً، حتى غلبت عقودها في المعاملات العقود الصحيحة، وعد تعاطيها من أنجح الأعمال، لا جرم تعطلت أصول المكاسب، وطمست كنوز الثروة، وافتقرت البلاد، وتوفرت أسباب خرابها.
إن موارد الارتزاق محصورة في التجارة والزراعة والصناعة وتربية المواشي ولا من متجر أو صانع أو زارع أو مرب للماشية إلا وقد أضر به الربا وألصق به خسارة جسيمة.
بينا ترى التاجر يتأفف من كساد سلعته، وقلة ربحه، وكثرة ديونه وتضييق مداينيه، ترى الصانع يئن من عدم رواج صنعته ويشكو فقره وفاقته، ولا تنتهي إلى الزارع إلا وتجده كالأنعام المسخرة والبهائم المذللة. يجدّ عامه كله في حرث الأرض وقلبها. وبذر البذر وتعهده ولا يحصل من العيش إلا القوت الضروري، ومن الثياب غير الخشن البالي وإذا أمعنا النظر في حال مربي الماشية نجده الرجل الذي كتب عليه الشقاء، وسجل عليه العناء مما يلاقي من أخطار سكنى البادية ومخاوفها، وما يجد من نصب رعي الدواب وتربيتها، وما يعاني في حلب الضرع واستخراج الزبد منه وما يكابد في جز الصوف وقطعه ثم هو بعد ذلك لا يجد من القوت إلا ما يسد الرمق ومن الثياب إلى ما يستر العورة.
هذه حال البائسين شغل شاغل، وعناد دائم، وشقاء مستمر، وفائدة قليلة فما السبب في ذلك يا ترى؟
أليس من أقوى الأسباب المفضية إلى ذلك شيوع الربا بين طبقات الأمة وتهاونها بأمره؟
نعم إن تعاطي الربا من أقوى الأسباب على ضعف التجارة والصناعة والزراعة وتربية المواشي، وهو من أكبر العوامل على بلوغها تلك الدرجة من الانحطاط.
أضر الربا بالتجارة فأقعد عنها أكثر المثرين الذين هم أهلها. ولا تقوم إلا بهم. صرفهم عن كبير فائدتها بما عللهم من منفعة قليلة من طريق خبيث. وسلط عليها غير أهلها، ومن لا يحسنون القيام بها، فأودى بفراغهم، وذهب بجميع ما يملكون.
أضر الربا بالصناعة حيث أفقدها من يعمل على تحسينها وتنميتها وباعد بينها وبين من يضرب آباط الإبل لترويجها في سائر البلاد.
أضر الربا بالزراعة وتربية المواشي فأثقل كاهل أهليها بما حملهم من أعباء ظلم المرابين
واضطهادهم وحرمهم ثمرة كدهم وعنائهم. ولو أتيح لهم الخلاص لكانوا سادة الناس وأغنياءهم. يقول ضعفاء الأحلام من المفتونين بآثار الغربيين أن أوروبا التي بلغت تجارتها وصناعتها الدرجة العالية، وفاقت مدنيتها في القرن العشرين مدنية جميع الأمم وصلت إلى ما وصلت إليه والربا عماد حركتها وأصل كبير من أصولها الاقتصادية. نقول أن من العبث بالنواميس الطبيعية أن ندعي أن الحركة منشؤها السكون وأن الأعمال متسببة عن الإهمال.
إن أوروبا لم تبلغ هذه الدرجة من الرقي بقعود مثريها عن العمل، واكتفائهم بما يبتزونه من الفقراء باسم الربا (كما يزعم من طمست بصيرته) إنما الذي أوصلها إلى هذه المرتبة هو حركتها التجارية والصناعية المنبعثة عن العلوم العصرية التي لم تعرف منها الشعوب إلا بعض أسمائها ثم لما فتحت لهم كنوز الأرض وقبضوا على زمام الثروة نظرت إليهم الأمم بعين الإجلال والإعظام وأخذوا يفكرون في الطرق التي توصلهم إلى اللحوق بهم، والاقتباس من مشكاة مدنيتهم فلم يكن إلا قليل حتى عرفوا طرق الوصول، وأدركوا سر ذلك التقدم ولكن فقدوا قوام هذه الأعمال العظيمة ألا وهو المال فسارعوا إلى اقتراضه من مثري أوروبا برباً غير قليل فلقوا منهم احتفاء ولينا في المعاملة إذ تيقن أولئك الغربيون أنهم بإقراض تلك الأمم شيئاً من الأموال بجنون فوائد جمة منها ترويج تجارتهم في ممالك هذه الأمم وإثقال كاهلها بالديون بصورة تؤدي إلى اضمحلالها، وفقدها استقلالها في حين أن الغربيين أصبحوا يمكنهم الاستغناء عن هذا النزر اليسير من المال، ولا يؤثر فقده على تقدمهم على أنهم لم يبذلوه إلا بفائدة مالية وفضل لا يستهان بهما. ولو جردت أوروبا من مطامعها الاقتصادية والسياسية في غيرها من الأمم لما رأيناها ترغب هذه الرغبة في الربا وتُعنى به هذه العناية، ولكانت صرفت قوتها المالية في ترقي تجارتها وتنمية صنائعها. وإن تكن بلغت مبلغاً كبيراً إذ الكمال كما يقال لا انتهاء له.
وبالجملة فإن وجود الربا مضر بأحوال الأمم الاقتصادية، ومحاولاتها الاجتماعية لذلك جاء الدين الإسلامي الحنيف بتحريم الربا وإعظام عقوبة مرتكبيه.
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون)
وقال عز اسمه (وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما أسلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم).
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة. وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه رواه مسلم وغيره. وقال صلى الله تعالى عليه وسلم أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه رواه الحاكم عن أبي هريرة وصححه.
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام رواه الطبراني في الكبير. وقال صلى الله تعالى عليه وسلم من حديثٍ ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله رواه أبو يعلي بإسناد جيد عن ابن مسعود. وعن القاسم بن عبد الواحد الوراق قال رأيت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنهما في السوق في الصيارفة فقال يا معشر الصيارفة أبشروا قالوا بشركك الله بالجنة بم تبشرنا يا أبا محمد قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم أبشروا بالنار رواه الطبراني بإسناد لا بأس به إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، والأحاديث العظيمة. وبعد كتابة ما تقدم رأينا للكاتب الاجتماعي الكبير محمد فريد بك وجدي في كتابه كنز العلوم واللغة تحت عنوان الربا ما يأتي فأثرنا نقله لفائدته الجمة.
قال الربا هو ربح المال خاصة في الاصطلاح العصري وهو قاعدة من قواعد الفنون الاقتصادية العصرية. وهو محرم عندنا قليله وكثيره على الآخذ والمعطي وذهب قوم إلى أنه حرام على المعطي دون الآخذ وهو ضعيف فإنه ما دام حرماً فيكون آخذه معيناً على الحرام فيأثم.
حجة أهل أوروبا في حليته أنه منظم حركة التعامل في العالم، ومحدث للتكافل بين أصحاب المشروعات. قالوا هب أن جمعية من المهندسين أمامها عمل نافع للعالم ووراءه
فائدة مالية كبيرة ولكن ليس لديها مال تتم به ذلك المشروع الهام فهل عليها من حرج لو استدانت مالاً من أصحاب المال الوفير وأربحتهم في كل مائة خمسة أو أربعة وربحت هي من فضل أموالهم عشرين أو ثلاثين؟ إذا تقاعس أصحاب المشروعات عن إعطاء ربح لأصحاب المال تقاعس هؤلاء عن إقراضهم ومتى لم يجد أصحاب المشروعات مالاً تعطلت مشروعاتهم ووقفت بذلك حركة الصناعات والمشاريع الجسيمة وحرم الناس من فوائدها ووقفت تبعاً لذلك حركة الرقي في الأمة وسبقها غيرها في ميادين المدنية والارتقاء.
هذه أكبر الشبه التي يقدمها أنصار الربا ويزيدون عليهم قولهم أن الربا المحرم في الشرائع والقوانين الوضعية معاً هو الربا أضعافاً والمعنيون بقوله تعالى (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) هم أولئك العتاة القساة الذين يسكنون القرى والمدن ويقرضون النساء والضعفاء (الجنيه) بخمسة قروش صاغ في كل شهر أو بعشرة فتكسب مأتهم 60 أو مائة ويرتهنون في نظير القرض حلي أولئك النسوة ومساكين أولئك الضعفاء فينتهي الأمر بذهاب الرهن وضياع ثروة أولئك العجزة. قالوا هذا هو الذي حرمه الشرع والوضع والطبع أما بالنسبة للأعمال الجسيمة التي تحتاج للتوازر والتكافل ويعوزها التكاتف والتضامن بين أصحاب المال وأهل العلم فلماذا يحرم ربح المال بهذا المعنى وهو إن أفاد صاحبه 5 في المائة أفاد المقترض 25 أو زيادة.
هذا قول أنصار الربا وأقول أن الربا حرام بتاتاً قليله وكثيره على آخذه ومعطيه لأن الأدلة متوفرة على تحريمه والقرائن متوازرة على ذلك. منها أن الربا حرام في القرآن الكريم بتاتاً ولم يعقب تحريمه بتفصيل أو تفريق بين الربا الفاحش والربا المعتدل أو الداخل في حركة المشروعات الجسيمة. ولو كان في تحريمه هوادة لكان ذكره الله على النحو الذي ذكر به غيره. ومنها أن هذا الشكل من التعامل بالمال محي أثره من الهيئة الاجتماعية الإسلامية في صدر الإسلام ولم يعد أحد يذكره. فإن قلت أن حركة المشروعات المدنية كانت ضعيفة قلنا قد حدثت بعد ذلك حركة نشيطة للدرجة القصوى ولم يكن الربا من مستلزمات التعامل فيها مطلقاً بل ولم يشعر بالحاجة إليه أحد.
وفي رأيي أن هذه الحركة المدنية العربية لو بقيت للآن لما شعر بالحاجة إلى الربا أحد.
كل هذا فيما يظهر لنا لأن البواعث لحركة المدنية العربية والعوامل في تقويمها ليست من جنس البواعث لمدنية الغرب وعواملها. السائق لمدنية الغرب كما لا ينكره أحد هو حب الذات وتوفير اللذات الطبيعية الجسمية المعتدلة والذهاب بالإبداع الصناعي غاية ليس وراءها غاية. ومن هذه البواعث نشأت عوامل مناسبة لها وهي المزاحمات والمضاربات واغتناء بيوت لدرجة تكاد تكون خيالية وفقر السواد الأعظم من الأمة فقراً مدقعاً واستحالة سياسة الشؤون العامة بيد البورصات وأصحاب رؤوس المال حتى صار التآزر بين الأمم تابعاً للمصلحة المالية الاقتصادية لا للحق والعدل. والساسة العصريون لا يخجلون من التصريح بذلك حتى قالوا إن السياسة لا دين لها ولا خلق ولكن المدنية العربية لم تستمد روحها من هذه البواعث ولا تشابه ما ذكرناه من العوامل فالباعث الأول لتكوين المسلمين كان لتكوين أمة فاضلة تنصر الحق وتؤيده وتخذل الباطل وتبدده وتدعو إلى كلمة الله وتنصرها وتؤدب الطغاة وتسحقها وتحدث في العالم انقلاباً نتيجته الخير والفلاح قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيد) من هذا الباعث الكبير نشأت العوامل الاجتماعية لتلك الحركة المدنية العربية. من تلك العوامل الاندفاع لإحقاق الحق وإزهاق الباطل والسعي لإقامة حكومة عادلة تقيم أمر القرآن وتبطل سنة الشيطان. والعمل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاجتماع لإقامة الصلوات وبذل الصدقات والتوازر لترقية الروح وإعدادها للكمال الأقدس بنشر الفضيلة وبث الحكمة والتساعد لافتتاح الممالك والبلدان بقصد إمداد الأمة الإسلامية بالمادة لتقوى على نشر ما نيط بها من الدعوة للمعروف والنهي عن المنكر لا لتسهيل سبل التجارة وبز المال من الأمم المفتتحة كما هو الباعث للاستعمار في هذا القرن. على أمثال هذه البواعث والعوامل قامت المدنية العربية فدارت فيها حركة الحياة لا على التزاحم والتنافس والمضاربة بل على التراحم والتساهل والملاينة وهذه كلمة تزاحم وتنافس التي لا يؤاخذ من قالها ولا يلام من عمل بها حتى صارت تكتب فوق الدكاكين لاستجلاب الشارين بل صارت اسماً لألوف مؤلفة من محلات تجارية كانت هذه الكلمة إبان الحركة المدنية العربية من المخازي لا يقولها إلا الساقط العاري عن الفضيلة ولئن قالها فهمساً في أذن مشاكله ولا
يجسر على كتابتها عنواناً لمحل تجارته. نعم لا أنكر أن هذه العوامل في المدنية العربية لم تكن مراعاة كل المراعاة وأعترف أن أكثر الناس كان يلوكها رياءً وسمعة ولكن مما لا يستطاع أن ينكره على أحد أنها كانت عوامل تلك الحركة ولا عوامل لها سواها في المبدأ. ثم أُقر بأن تلك العوامل انقلبت كلها إلى أضدادها وصار التراحم الأول تزاحماً في الحقيقة والتواهب تناهباً في الواقع وآل الأمر بتلك العوامل حتى صارت عين العوامل العصرية ولكن لا ينكر علي أحد أن مبدأ استحالة تلك العوامل إلى أضدادها كان أيضاً مبدأ فتور تلك الحركة وسكونها لأنها غير عواملها وسوى بواعثها الأصلية. من هنا يتضح أن شكل المدنية العربية لا يقتضي وجود الربا فيه ولو كان يقتضيه لنشأ فيه وإن شكل مدنية العصر الحاضر يقتضي الربا ولا يمكن سلامته منه كما يتضح لكل متأمل في حركة آلاتها الحيوية فإن كنا نريد إنسانية بواعثها التزاحم والتواهب والتضامن في الحياة والتكافل في المعائش والوازر بين جميع أفراد الأمة لإيصال أنفسهم إلى كمال مقدس ونيل سعادة روحية تامة وهذا يقتضي عقيدة بالله وباليوم الآخر وبالرسل. إن أردنا هذا الشكل من المدنية ارتفع الربا من بيننا وزال أثره وإن أردنا مجاراة أوروبا في حركتها والاستمداد بفضل حياتها والدخول في حزبها. بل والفناء في جسم شعوبها فليجعل الربا أصلاً من أصول مذاهبنا الاقتصادية. إن قلت وكيف العمل والحركة قد خرجت من أيدينا وصار إيقافها في غير وسعنا نقول: كلا! هذه كلمة عجز في كل أمة من أمم الأرض رجالاً يقال لهم الاشتراكيون لهم في علم الاقتصاد مبادئ عالية يكاد مذهبهم يعد خيالياً ومع ذلك فهم يدافعون عن مبادئهم ويكسبون كل يوم أحزاباً على أن مذاهبهم لم تزل نظرية محضة ولم تطبق على أمة من الأمم قط ولم يعرف للآن أتنجح أم تخيب. أفلا نساويهم نحن في ثباتهم هذا ونضمر في أنفسنا عقيدة راسخة بسمو مبادئنا على مبادئ هذه المدنية ونزيد تلك العقيدة كل يوم قوة بأبحاث جديدة وكتابات سديدة حتى نهيء الرأي العام لقبولها انتظاراً للفرص كما ينتظر اشتراكيو أوروبا الفرص أيضاً؟ وعلى أن الفرق بيننا وبين الاشتراكيين أن مذهبهم لم تؤيده التجربة للآن ومذهبنا قامت به أمة قروناً عديدة كانت فيها مثال الكمال والحياة والأبهة الاجتماعية فما معنى تأويلنا لنصوص كتابنا بعد هذا لتنطبق على أصول مدنية أوروبا في جهاتها السقيمة وما معنى تحليلنا لما حرم في ديننا القويم لينطبق على مبادئ
معوجة لا حياة لها إلا في دور من أدوار الإنسانية دون سواها؟ لعل قائلاً يقول هذا كلام جيد ولكنه إلى الخيال أقرب نقول لا يصح أن نريح أنفسنا من حيث تعب الكرام فإن كنا في دعوتنا إلى دين متين قامت الأدلة على حقيقته وشهد الوجود له بعلو مكانته ننسب إلى الخيال. فبماذا يصف معارضنا اشتراكيي أوروبا وهم يدعون إلى أصول تنافي أصول مدنية أوروبا الاقتصادية بالمرة. على أن تلك الأصول لم تطبق على أمة للآن ومع ذلك فهم دائبون على نشر مذهبهم وإعداد النفوس لقبوله حتى صارت الآن لهم الأغلبية في بعض الممالك هل كانت أصول ديننا أدنى من أصولهم أم أسعفتهم التجربة بما لم تسعفنا؟ ألا يصعب على أنفسنا أن نرتاح من حيث تعب الكرام؟ أهـ.