المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌يا عالم الإسلام

‌يا عالم الإسلام

ننقل هنا عن جريدة (الحق يعلو) القصيدة الآتية للشاعر المجيد السيد محمد الهاشمي يناجي العالم الإسلامي. . قال حفظه الله:

تبين لك الأيام أم تتجمجم

حديث الأماني لو علمت مرجم

وتستعظم الأيام في كل حادث

وجهلك بالأيام أدهى وأعظم

أطلت التمادي بالضلال وأنه

سبيل إلى الحرمان لو كنت تعلم

وكنت قد استضعفت للدهر حقة

ولا الخرق مرتوق ولا الجبل مبرم

هو العيش إمام أن تعيش فتنثني

عزيزاً وإما أن تذل فتحرم

وإني أرى في الموت حالاً تسرني

إذا لم يكن لي في الحياة التقدم

إذا لم أفز في هذه الحال بالمنى

فلا الموت يلويني ولا السقم يؤلم

وإن وطأتني الظالمون بأخمص

فموتي شهد والسلامة علقم

دع العيش واستنجع ظبى الموت إن تجد

على العيس ذلاً أسه فيه محكم

فإن لم تمت ترجع سيداً وإن تمت

تمت حيث لا تشقى ولا تتندم

ولا مأتم مثل المذلة إنها

هي المأتم المردى إذا قام مأتم

دعيني أمت حتف السيوف فإنني

أخاف إذا ما مت أني أشتم

إذا أنا لم أحفظ عهود حقيقتي

فلا بسمت لي يوم حادثة فم

إلى العز نفسي تشرئب ومالها

إليه سوى الموت المفجع سلم

وإني لأوطاني وديني وسؤددي

فداء إذا ما حادث بات يحدم

ألا ليت شعري هل يباح لي الكرى

وفي وطني هوج الوقائع تقصم

أتى جارف الأعداء يغشى بلادنا

لا مواجه حول الوطن هيقم

تألبت الأعداء طراً ليهدموا

دعائم للإسلام لا تتهشم

فيا غيرة الإسلام هذا احتياجنا

إليك وهذا المأزق المتجهم

غلى عالم الإسلام أهدي تحية

بها الحزن يطوى والمدامع تسجم

لماذا اختلفتم والأعادي تظاهرت

عليكم ونمتم والعدى تتغمغم

دعوا الخلف إن السيل قد بلغ الزبى

فما الخلف إلا مرتع متوخم

أرى العرب والأتراك في الدين أخوة

وما الترك إلا في بني العرب تعصم

ص: 14

ولا الترك مرجوح ولا العرب راجح

ولكنهم للدين كف معصم

وما الفرق بين العرب والترك بالذي

تشدد ما أيدي الحوادث تفصم

فيا أيها العرب الكرام تظاهروا

مع الترك أن الحق بالحق يدعم

وإلا فأنتم للخطوب دريئة

تروح أمور الذل فيكم وتعتم

فلا الدين دين الله يبقى ولا الهدى

تؤيد دعواه ولا الملك يسلم

ولا تحسبن الشر فيهم وأنكم

من الشر قوم ما لكم فيه مقسم

لكم ما لهم من أمركم وعليكم

من الذل ما ألقى الرجال عليهم

فكونوا بناء في المصائب واحداً

إذا الدهر يبغي وإذا الشر يهجم

أليس من الخسران أن بلادنا

تصاب وأنا في التباغض نوم

أترضون أن نمسي عبيداً جميعنا

لمن ليس يهدينا ومن ليس يرحم

فلا تجدعوا آنافكم بأكفكم

ولا تصبحوا الذكرى لمن يتوسم

تعصب بعض القوم في الدين واقتفى

سبيل العمى وهو السبيل المذمم

أفي الدين أم في الحق كان تعصب

بقومية أم ذا من السوء ينجم

لقد موهوا في الدين ما لم يكن له

من الحق ظل أو من الدين معلم

وليس رسول الله فرق بيننا

بقومية للمسلمين تقسم

وما رجح الإسلام ممن تمسكوا

به أحداً أو قال هذا مقدم

ولكنه ساوى فكان كما ترى

سواء به عرب وترك وديلم

وما زال هذا الدين في كل موضع

يسب الذي يبغي الخلاف ويشتم

سنوء كل طمر قصعة بعد قصعة

إذا نحن في هذا التعصب نحزم

أتغزى بلاد المسلمين وعندنا

قلوب ويجري في مفاصلنا دم

لنا كل يوم وقعة بعد وقعة

تدق بها الآناف منا وترغم

وتغصب منا بلدة بعد بلدة

أناس لهم في جهلهم متعوم

وتخصمنا الأعداء في كل معرك

بكل خضوع للجيوش فتقضم

فإن دام هذا الحال فالظلم دائم

على عالم الإسلام والذل أدوم

سطت أمم البلقان بالملك سطوة

تمور سماء من لظاها وأنجم

ص: 15

(أدرنة) تبكي والجحافل حولها

تزعزع من بنيانها وتقصم

(سلانيك) تشكو اليأس واليأس واقع

عليها وتشكو الظلم والظلم يؤلم

وفي (الروملي) قد أنزل الخطب رحله

وأصبح فيها الظلم وهو مخيم

تضايق رحب (الروملي) وهو واسع

بأشلاء جيش (الترك) فالرحب مفعم

وهناك ذل المسلمون ودمرت

بلادهم يا من من الذل يعصم

وكم قد غدى منهم خميس عرمرم

إلى الحرب يتلوه خميس عرمرم

فجاهد حتى شتت الموت شمله

وزاحم بحر الموت وهو غطمطم

تولت بلاد المسلمين زعانف

تهدم من أركانها ما تهدم

لقد ملئت بالغدر منهم صدورهم

وآراؤهم يوم المشاكل تسقم

أولئك خانوا قومهم وبلادهم

فذكرهم بالسب واللعن يختم

وقد دنسوا أعراضهم وثيابهم

بعار لهم في صفحة الدهر يرقم

وقد خسروا الدنيا فلا العرض منهم

مصون ولا ما يكسبون مكرم

وقد خسروا الأخرى فليس لهم بها

رجاء إذ يرجو من العفو مجرم

ألا أيها الشرق ما الذي طال نومه

أأنت ضعيف الكف أم أنت أعسم

ألا يا رجال الشرق ما بال حزمكم

يغب وما بال العزائم تحجم

ويا عسكر الإسلام إن خلافكم

مشوم ولكن التباغض أسأم

سلام على الإسلام يوم تفرقوا

فخارت قواهم في الورى وتهضموا

خبت نارهم من بعد ما كان نورها

به يستنير الكون والكون مظلم

وكانت مساعيهم وكانت سيوفهم

بها الجرح يؤسى أو بها الداء يحسم

فيا غيرة الإسلام إن بلادنا

بها الناس تصلي والمنازل تضرم

ويا غيرة الإسلام إن بلادنا

بها الدم يجري إذا أبيح بها الدم

ويا غيرة الإسلام إن بلادنا

تصاب ووجه العدل أربد أقتم

ويا غيرة الإسلام إن بلادنا

تجور بها الأعداء جوراً وتظلم

ويا غيرة الإسلام إن بلادنا

بها الحق يخبو والمساجد تهدم

وتسبى نساء المسلمين وتستبى

أيامى وأطفال هنا تيتم

ص: 16

حرائر لم تطرق عليهن ريبة

ولم يخترق في سبلهن محرم

وقد أوقدت بعض البيوت بأهلها

كما أوقدت بالمجرمين جهنم

فيا وحدة الدين أنجدينا فإننا

بنا حل ليل الظلم والليل مظلم

بغداد

(محمد الهاشمي)

ص: 17