المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌قصيدة أخلاقية الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا حكم قدّر التباين - مجلة الحقائق - جـ ٣٠

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌قصيدة أخلاقية الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا حكم قدّر التباين

‌قصيدة أخلاقية

الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا

حكم قدّر التباين عدلاًَ

عم معروفه وجل جنابه

إن الغواة من أخوان الشياطين

فاستعذ بالإله من شر غاوٍ

في حبال الشيطان طال احتطابه

لم يزعه الإرهاب شرعاً ولا أل

بسه ثوب طاعة إرغابه

الجهل غربة والعلم وطن

توحش الجاهل الإقامة في الأه

ل ولا يوحش اللبيب اغترابه

الحر تكفيه الإشارة

والحكيم الرشيد يخجله العت

ب ولا يخجل اللئيم سبابه

الحظ يجعل العدو صديقاً

وبجد الفتى تعود ولاءً

ووداداً من العدو ضبابه

ليس للمشؤوم صديق

وإذا ولت السعادة خانت

هـ وصارت أعداءه أحبابه

إذا حاق القضاء ضاق الفضاء

وإذا ما القضاء عاند عبداً

حاربته سيوفه وحرابه

وغدا شمله شتيتاً وأحزا

باً عليه لضده أحزابه

من خاف من شيء سلط عليه

يجعل المتقي ويبقى ملياً

من توالي طعانه وضرابه

رب حسن لا يتجاوز الظاهر

لا تغرنك الوجوه فما ك

ل سحاب يروق ترجى ذهابه

عتب الملول عبث

وتجنب عتب الملول فما يج

لب أعتابه إليك عتابه

الدين النصيحة

وأحب نصحاً من استشار فما أن

كر في شرع ملة إيجابه

وإذا قابل النصيحة بالغ

ش فدعه فما عليك حسابه

ص: 23

اللسان سلاح العاجز

وإذا اغتابك اللئيم فشكراً

حيث أضحى جهد اللئيم اغتيابه

وما أجيب السفيه بمثل الإعراض

وإذا ساءك السفيه بما شا

ء فترك الجواب عنه جوابه

لكل شيء نهاية

وإذا الخطب ناب فاصبر فقد تف

رج غماؤه ويكمم نابه

القدرة على الإحسان من فرض الزمان

وافعل الخير ما استطعت فقد تع

جز عن فعله ويغلق بابه

كل نفس بما كسبت رهينة

واخشين كاتب الشمال فيا خس

ر امريء في الشمال منه كتابه

الظهور يقصم الظهور

واغتنم لذة الخمول اختياراً

فهنيء طعامه وشرابه

اليأس إحدى الراحتين

واجعل اليأس للمطامع شرباً

فكفيل بريهن سرابه

السلامة في العزلة

عش وحيداً ولو دعاك إلى صح

بته مخلص الدعاء مجابه

وانظر الجمر وهو يطفأ بالما

ء تجده به يزيد التهابه

كن عبد الله فقط

وانتسب طائعاً إلى باب مولا

ك فما خاب من إليه انتسابه

الناس ذئاب في ثياب

كيف ترجو الوفاء من أهل دهر

قد تساوت أبناؤه وذئابه

طال فيه العدول عن سنن القص

د وطالت رؤوسه أذنابه

أفاضل الناس أغراض لذي الزمن

كم قرت نائباته الهم قلباً

وفرت هام أهله أنيابه

وأباحت ملكاً منيعاً حماه

وأذلت ملكاً عزيزاً جنابه

ص: 24

وأعارت حسن الثناء أخا قب

ح ملاءً من العيوب عيابه

وأعادت سعوده لاثم التر

ب مهيباً ملثومة أعتابه

الدهر بالناس قلب

هذه سنة الزمان قديماً

وعلى مثلها مضت أحقابه

لا كبيرة مع الاستغفار

يا أسير الذنوب تب عائداً من

ها بغفارها المخوف عقابه

فقرين التوفيق من دأبه في

كل ما ساء صبره واحتسابه

وخليق بعاجل الفوز من كا

ن إلى الخالق الكريم متابه

ص: 25