المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كل ما جاز بيعه جاز رهنه - التعليق على العدة شرح العمدة - أسامة سليمان - جـ ٦٥

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌العدة شرح العمدة [65]

- ‌أحكام الرهن

- ‌كل ما جاز بيعه جاز رهنه

- ‌عدم صحة الرهن إلا بالقبض

- ‌كيفية القبض في المنقول وغيره

- ‌قبض أمين المرتهن يقوم مقام قبضه

- ‌ضمان الرهن بالتعدي

- ‌عدم جواز الانتفاع بالرهن

- ‌غنم الرهن للراهن

- ‌غرم الرهن على الراهن

- ‌حكم الرهن إن أتلفه مالكه

- ‌الحيل في الشرع

- ‌حكم الرهن إن أتلف مالكه جزءاً منه

- ‌حكم الرهن إن جنى عليه غيره

- ‌حكم الرهن إن جنى على غيره

- ‌حكم الرهن إذا حضر وقت سداد الدين

- ‌حكم اشتراط الرهن في البيع

- ‌الأسئلة

- ‌انتشار المعاصي في الصيف

- ‌حكم تجريح الدعاة

- ‌حكم الانتفاع بالرهن

- ‌حكم طلاق المرأة ثلاثاً بنية التهديد

- ‌أرش الجناية

- ‌حكم بيع بول الإبل

- ‌حكم تنظيم النسل من أجل إتمام الرضاعة

- ‌حكم الدعاء على الكاسيات العاريات

- ‌حكم تغطية الرأس

- ‌حكم إنشاد الضالة في المسجد

- ‌حكم صلاة التسابيح

- ‌إزالة إشكال من حديث

- ‌حكم فتح حساب في البنوك التجارية

- ‌حكم قبول الهدية والاقتراض من شخص كل ماله من البنك

- ‌حكم الاحتفال بالمولد النبوي

- ‌حكم جعل بعض الأشياء على شكل لفظ الجلالة

- ‌حكم وضع معاش التقاعد في البنك

- ‌حكم إقامة جماعتين في وقت واحد

- ‌حكم الزواج من مال الوالد الذي يضع أمواله في البنك

- ‌حكم أخذ الصديق من مال صديقه دون معرفته

- ‌مخططات الأعداء ضد الإسلام

الفصل: ‌كل ما جاز بيعه جاز رهنه

‌كل ما جاز بيعه جاز رهنه

قال: [كل ما جاز بيعه جاز رهنه، وما لا فلا].

أي: ما لا يجوز أن يباع لا يجوز رهنه، كأن يرهن أحدهم ولده توثيقاً للدين، ولا يعقل إن جاء الموعد المحدد للسداد فيقول الذي عنده الرهن (الولد): من يشتري هذا الولد مني؟! وكذلك الكلاب لا يجوز بيعها؛ لأن ثمنها حرام حرمه النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا يجوز رهنها.

قال: [لأن المقصود من الرهن الاستيثاق بالدين باستيفائه من ثمنه عند تعذر استيفائه من الراهن]، أي: إذا تعذر السداد في الوقت المحدد، فللدائن أن يبيع الرهن ويستوفي حقه منه، ويجوز رهن الثمرة قبل نضجها؛ لأنه لدينا قاعدة تقول: ما جاز أكله جاز رهنه، ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى:[وهذا يحصل مما يجوز بيعه]، إذاً: لابد أن يكون مما يجوز بيعه.

قال: [فأما ما لا يصح بيعه فلا يصح رهنه كالحر وأم الولد]، أي: ما لا يصح أن يباع لا يصح رهنه، كالحر وأم الولد، وما جاز بيعه جاز رهنه والعكس، وما يجوز أكله يجوز بيعه، لذلك من فقه الإمام البخاري أنه في كتاب البيوع جاء بحديث ابن عمر:(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهو يأكل جماراً)، والجمار: قلب النخلة الأبيض، فأتى به البخاري لبيان جواز بيع الجمار؛ لأنه جاز أكله، والقاعدة الأصولية تقول: ما جاز أكله جاز بيعه.

قال: [لأن مقصود الرهن لا يحصل منه]، يعني: إن كان الشيء لا يباع لم يحصل المقصود منه؛ لأن الغرض من الرهن هو إيفاء الدين، وهنا نقطة مهمة جداً وهي: هل يشترط في الرهن أن يكون كالدين أو أعلى من الدين أو أقل من الدين في القيمة؟ وهل عقد الرهن ملزم للطرفين أم لطرف واحد؟ هناك عقود ملزمة للطرفين، وعقود ملزمة لأحدهما، وعقود غير ملزمة للطرفين، بينما عقد الرهن ملزم للراهن فقط، والرهن إما أن يكون كالدين فبها ونعمت، وإما أن يكون أعلى من الدين، كأن يكون على رجل خمسمائة جنيه، وأعطى رهناً بقيمة ثلاثة آلاف جنيه، وإما أن يكون أقل من الدين، ففي المذهب لا يجوز، لكن الصواب أنه يجوز، ولذلك أخطأ المذهب في قوله: إن قيمة الرهن إن كانت أقل من الدين فلا يجوز؛ لأن الوفاء ببعض الدين أولى من عدم الوفاء كلية.

ص: 3