المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ محمد عبد العزيز الخولي - مجلة المنار - جـ ٣١

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد رقم (31)

- ‌المحرم - 1349ه

- ‌فاتحة المجلد الحادي والثلاثين

- ‌نتيجة ما تقدم في حقيقة ربا القرآن

- ‌فتاوى المنار

- ‌فتاوى المنار

- ‌مساواة المرأة للرجلفي الحقوق والواجبات

- ‌الانتقاد على المنار

- ‌أحوال مسلمي روسية

- ‌رسالة مهمة من الصينفي حال مَن فيها من المسلمين

- ‌الدين قبل كل شيء

- ‌رسالة من مؤلف كتابحياة محمد في باريس

- ‌معاملة البنوكاستدراك على ترجمة تيمور

- ‌تهنئة للمنار بالعام الجديد

- ‌ربيع الأول - 1349ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌نقض أساس مذهب داروين

- ‌مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات

- ‌الاتفاق بين دولة الحجاز ونجد السعودية

- ‌الفتح الأوربي والفتح الإسلاميوالاستعمار البريطاني والفرنسي

- ‌المعاهدة الجديدةبين إنكلترة والعراق

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌ربيع الآخر - 1349ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌تفسير القرآن الحكيم

- ‌آفة الشرقأمراؤه المستبدونوزعماؤه المترفون ومرشدوه الجاهلون

- ‌نداء إلى ملوك الإسلام وشعوبه جميعًا [*]

- ‌آراء ساسة فرنسافي سياستها الإسلامية

- ‌كيف تريد فرنسا القضاء على الإسلامفي المغرب الأقصى

- ‌تهنئة للمنار ونقد واقتراح

- ‌الشيخ سليمان بن سحمانوفاته وترجمتهمن جريدة أم القرى الغراء

- ‌جمادى الأولى - 1349ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌تلبُّس الجن بالإنس

- ‌جمع كلمة المسلمينقاعدة أهل السنة والجماعة

- ‌السنة والشيعة وضرورة اتفاقهما

- ‌بيان إلى العالم الإسلاميعن قضية البربر في المغرب الأقصى

- ‌إصرار فرنسةعلى إخراج البربر من الإسلام

- ‌الاحتفال بذكرى جلوس جلالة الملك محمد نادر خانعلى عرش الأفغان

- ‌المعاهدة العراقية بين المنار ونوري باشا

- ‌رجب - 1349ه

- ‌ليلة النصف من شعبان

- ‌أسئلة من جاوه

- ‌لماذا تأخر المسلمون؟ولماذا تقدم غيرهم؟!(1)

- ‌للحقيقة والتاريخ

- ‌زيارة وزير الحقانيةلقسم التخصص التابع للأزهر

- ‌شعبان - 1349ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌لماذا تأخر المسلمون؟ولماذا تقدم غيرهم؟(2)

- ‌مناظرة في الجامعة المصريةفي المدنيتين الفرعونية والعربية

- ‌بقية رد المنارعلى مقالة رئيس تحرير مجلة نور الإسلامفي الدفاع عن نفسه وعنها

- ‌مسيح الهند القادياني الدجال(2)

- ‌رمضان - 1349ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌أسئلة من صاحب الإمضاء في بيروت

- ‌نبوة آدم وعدد النبيين والمرسلين

- ‌مولانا محمد علي الزعيم الهنديوفاته ودفنه

- ‌مسيح الهند القادياني الدجال(3)

- ‌ذو الحجة - 1349ه

- ‌نسخ الشريعة المحمدية لما قبلهاوبعثة محمد خاتم النبيين للناس أجمعين [*]

- ‌بيان بشأن المجالس الحسبيةحادث تنصير البربر يتكرر في مصر [*]

- ‌الانتقاد على المنار وتفسيره

- ‌اقتراحمناظرة في الخلاف بين أهل السنة والشيعة

- ‌نظرة تاريخية في الثورة الهندية الكبرىوأسبابها

- ‌حول النشأة الإسلامية في الهند

- ‌الشيخ محمد عبد العزيز الخولي

- ‌تأخر صدور المناروكثرة مواده المتأخرة والمنتظَرة

- ‌المحرم - 1350ه

- ‌إيطاليةشر دول الاستعمار

- ‌الطريقة المثلى لعمران الحجاز الاقتصادي

- ‌العلويون في أوغندة والمنار

- ‌بيان عن سياسة الإبادة والاستئصالالتي اتبعتها إيطاليا في طرابُلس الغرب

- ‌صفر - 1350ه

- ‌الزواج بالمسلمة وراثةوالكتابية والوثنية تنطق بالشهادتين

- ‌فتاوى المنار

- ‌أسئلة من صاحب الإمضاء في صولو

- ‌حكم وقوف التعظيملشعار الأمة أو الدولة

- ‌عقد النكاحوصيغة الطلاق عند أعراب فِلَسْطِين

- ‌مراهنة سباق الخيل والتداوي بما خلط بمحرم

- ‌مجلة نور الإسلام والأستاذ الدجوي

- ‌مسيح الهند القادياني الدجال(4)

- ‌إلحاد في القرآنودين جديد بين الباطنية والإسلام(2)

- ‌التجديد والتجدُّد والمجدِّدون

- ‌مقدمة الطبع والنشرلرحلة الأمير شكيب الحجازية

- ‌خاتمة المجلد الحادي والثلاثين

الفصل: ‌الشيخ محمد عبد العزيز الخولي

الكاتب: محمد رشيد رضا

‌الشيخ محمد عبد العزيز الخولي

رُزئت مصر، بل نهضة الإصلاح الإسلامي في هذا العصر، باغتضار

الشيخ محمد عبد العزيز الخولي في شرخ شبابه وغضاضة إهابه، وغضارة

معيشته، وصولة مجاهدته، بعد مرض فجأه على غرة فأقصده، بجهل الطبيب

كنهه وعلاجه، لاستكماله ما كتب الله له من العمر، وإذا قُضي الأجل عمي البصر،

وضاعت الحيل، وخاب الأمل.

مات الشاب الذي فاق الشيوخ حكمةً وعلمًا، وفات الكهول همةً وثباتًا وحِلمًا،

وبَذَّ الشباب نجدةً وإقدامًا.

مات خطيب مصر المفوَّه، وواعظها الديني المؤثر، المبشر المنذر، الذي

تخشع لوعظه القلوب، وتسيل الغروب، وتجيش الصدور، وتستهل الشؤون.

مات المصنف المدرس الصحيح العلم، الجيد الفهم، المتحري لهدى القرآن

الحكيم، وهدي محمد خاتم النبيين، صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه،

والتابعين لهم في التزام سنته، والنصح لأمته.

نعم، مات أخونا وصديقنا وأحد أركان جماعتنا دعاة الإصلاح على المنهج

الذي تقتضيه حال الزمان، من هدم الخرافات والبدع، وإقامة قواعد السنن، والقيام

بحقوق الروح والجسد، واستقلال العقل والفكر، والجمع بين الدين والعلم، والعمل

النافع في عمران الدنيا والاستعداد للآخرة، فحزنت لموته القلوب، وفاضت الدموع،

وإنا على فقده لمحزونون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

كان أول عهدنا بمعرفته سنة 1331؛ إذ اشترك في مجلة المنار وصار يتردد

علينا للمذاكرة والبحث، وكان طالبًا في مدرسة القضاء الشرعي، فكانت قراءته

للمنار وزياراته لنا في بعض الأحيان مقوية لاستعداده لمعرفة حقيقة الإسلام،

والاهتداء بهما للعمل والتعليم على منهج الإصلاح.

ولما حان وقت امتحانه النهائي لنيل شهادة المدرسة، وكان لا بد له من كتابة

رسالة في أحد المباحث العلمية الدينية للتقديم بين يدي الامتحان اتباعًا للعادة

الملتزمة - اختار بحث السنة وعلومها وتاريخها، فكتب رسالته التي سماها (مفتاح

السنة - أو تاريخ فنون الحديث) وكان يستشيرنا في تأليفها وفي الكتب التي يستمد

منها، وفي الوقوف على أخبار المشتغلين بعلم السنة في الأقطار الإسلامية في

عصرنا. ونشرنا له هذه الرسالة في مجلد المنار الثاني والعشرين وطبعناها مستقلة

في مطبعة المنار سنة 1329 (1921 م) وقدمها للمدرسة فنالت حسن القبول.

وقد نَوَّهَ رحمه الله تعالى في أواخر هذه الرسالة بما كان من تأثير مجلة المنار

في نشر السنة والاهتداء بها؛ إذ قال في فصل (حال السنة في عصرنا الحاضر)

ما نصه (ص61 من الطبعة الأولى) : (ولما كانت مجلة المنار سلفية المنهج،

وكانت عنايتها موجهة إلى محاربة البدع، والرجوع بالدين إلى ما درج عليه

الرعيل الأول من السلف، وكان ذلك داعيًا للعناية بالسنة والبحث فيها وفي فنونها،

والاستدلال بها في الفتاوى وغيرها - كان لها أثر صالح في نشر السنة وتكثير

سواد الطالبين لها في الأقطار الإسلامية المختلفة) اهـ.

وبقي لنا عليه دَين أدبي كان يعد بوفائه من غير مطالبة، وهو تقريظ تفسير

المنار كما قرظه أخص إخوانه من علماء الأزهر وغيرهم، وكان يسوِّف فيه؛ ليجد

فرصة لكتابة شيء لم يسبقه إليه غيره، فرحمه الله وعفا عنه.

خلاصة ترجمته

قال صديقه ورفيقه في الطلب والتدريس الأستاذ الشيخ مصطفى محمد خفاجي

المدرس في تجهيزية دار العلوم في تأبينه إياه في حفلة المدرسة (في 26 ذي

الحجة) :

(وُلد رحمه الله ببلدة الحامول من أعمال المنوفية سنة 1310 من الهجرة،

ولما أتم حفظ القرآن وتجويده التحق بالجامع الأزهر كسائر أهل بلده إذ ذاك (كذا) .

ولكنه لم يرُقْه ما كان عليه من الفوضى، فولى وجهه شطر الإسكندرية وانتسب إلى

معهدها؛ إذ كان على شيء من حسن النظام والدقة، فقضى به أربع سنين إلا بعض

السنة، ثم تاقت نفسه الوثَّابة وآماله البعيدة إلى الالتحاق بمعهد يكون أدق نظامًا

وأعلى إحكامًا، فكانت مدرسة القضاء الشرعي طِلبته، ومغناها بُغيته، فألقى

عصاه بذُراها، وانتظم في طلبتها وذلك سنة 1329هـ الموافق سنة 1911 ميلادية

وما زال بها الطالب المجد والجندي القوي حتى أتم تسع السنين.

ثم غادرها إلى حلبة الحياة العملية وقد اتسعت أمامه الأرجاء، وانفتح لمداركه

وآماله مغلق الأنحاء، فعُين مدرسًا بالمعهد الذي تخرج فيه سنة 1922. ولما أنشئ

به قسم التخصص في الشريعة الإسلامية، كنا ممن اختير ليدرس في هذا القسم، ولما

عصفت الأعاصير بذلك المعهد الشامخ نقلنا إلى مدرسة دار العلوم، حتى إذا كان

صيف العام الماضي، نقلنا إلى المدرسة التجهيزية حيث نحن الآن، ثم غادرنا إلى

الدار الآخرة قبل شهر كامل من اليوم) (أي في 25 ذي القعدة) .

ثم ذكر خلاصة ما علمه بالمعاشرة، والمزاملة في المدرسة، من شمائله

وآدابه وأخلاقه، وأسلوبه في المدرسة، ومنزعه في الخطابة والوعظ، وصلته

للأرحام، ووفائه للخلان، وغيرته على الدين، واهتمامه بأمر السلمين، وذكر أنه

لقي في طريقته الوعظية التي جرى عليها في المساجد معارضة من الخرافيين

الجامدين، فنصره الله عليهم.

وأقول: إن الخطابة الدينية قد ارتقت في هذه السنين بمصر ارتقاءً يبشر

بخير عظيم، فنبغ فيها طائفة من علماء الخطباء العارفين بحال الزمان، يُرجى

فيهم الخير الكثير في هداية العوام، الذين زادهم جهلاً على جهلهم، وضلالاً على

ضلالهم خطباء الفتنة الذين يلقون على منابرهم خطب الدواوين المعروفة، وكان

فقيدنا رحمه الله تعالى في الذروة منهم. ومن عرف كنه ما هبطت إليه الخطابة

الدينية في المساجد الإسلامية بموت العلم وإفساد الملوك والأمراء الفاسقين للعلماء

الرسميين وأنها صارت في هذا العصر مشوهة للإسلام في نظر المتعلمين

المصريين، ومعززة للخرافات في أنفس العوام الجاهلين - علم أن مثل فقيدنا اليوم

خير لدينه وأهل ملته من ألف عالم من هؤلاء المتأخرين الجامدين، حتى من

يعدونهم من كبراء المصنفين، كالشرقاوي والباجوري والإنبابي والسقا

وأضرابهم. وكتابه في الوعظ والخطابة، ورسالته في تاريخ الحديث أنفع من كل

تلك المصنَّفات ودواوين الخطب التي ليس لأحد منهم تحقيق مسألة دينية نافعة.

فرحمه الله رحمة واسعة، آمين.

_________

ص: 637