المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكم الزمني لصويت الغنة في الأداء القرآني - مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤ - جـ ٧

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌الكم الزمني لصويت الغنة في الأداء القرآني

‌الكم الزمني لصويت الغنة في الأداء القرآني

د. يحيى بن علي المباركي

الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم الإنسانية -

جامعة الملك عبد العزيز

ملخص البحث

يحاول هذا البحث أن يقف بطريق التجريب والتطبيق على حقيقة الكم الزمني لصويت الغنة في الأداء القرآني. وهذا الكم الزمني يعد صفة لازمة لبعض الأصوات في اللغة العربية كالميم والنون وما في حكمهما. والوسيلة التي لجأ إليها العرب في أدائهم لأصوات لغتهم حين عمدوا إلى إطالة زمن صويت الغنة في كل من الميم والنون وما في حكمهما، عندما تسبق غيرها من الحروف في اللغة العربية، فيما عرف عند أهل الأداء بعد ذلك بأحكام النون والميم الساكنتين وما في حكمهما، من وجوب إظهار لصويت الغنة دون إطالة لزمنه في بعض الحروف، أو إدغامه فيها عند مجاورته لها في الأداء، أو إطالة لزمن صويت الغنة المنطوق معها، أو إبقاء له دون إدغام مع الحرص على إخفائه عندها والإتيان به مع بعض هذه الحروف على نحو يتفاوت كمه وزمنه بناء على قرب مخرج هذا الحرف أو بعده من مخرجي الميم والنون وما في حكمهما. وقد قسم هذا البحث إلى قسمين:

قسم نظري: تناول أهمية هذا البحث، وتعريفا بصويت الغنة، ومحله مع بعض الحروف في اللغة العربية، وكيفية أدائه ومقداره ومراتبه، وأنواع تأثر النون والميم الساكنتين وما في حكمهما بما بعدها من أصوات في اللغة العربية، وأهداف البحث.

ص: 139

قسم تطبيقي تجريبي: قام على إدخال نص من القرآن الكريم (هو سورة يونس عليه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة وأتم التسليم) إلى الجهاز الصوتي (Sona- Graph Model 5500) بأصوات أربعة من القراء المجيدين المعاصرين هم على الترتيب: محمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط محمد عبد الصمد، وعلي بن عبد الرحمن الحذيفي، على طريقة الترتيل، ثم تم استخلاص المتوسط العام لكل لفظ ورد فيه صويت الغنة في آي هذه السورة الكريمة للوقوف بجلاء على قيمة الكم الزمني لصويت الغنة والتأثيرات التي تطرأ على هذه القيمة طولا وقصرا في الأداء السياقي.

• • •

مقدمة:

ص: 140

تتأثر الأصوات اللغوية بعضها ببعض عند النطق بها في الكلمات والجمل. ويتأثر الصوت اللغوي بما يجاوره من أصوات تألفت معه في السياق ووردت قبله أو بعده مباشرة أو مفصولة عنه بفاصل. ويؤدي ذلك إلى حدوث ظواهر لغوية كثيرة تتناول ظواهر كثيرة تتناول كثيرا من جوانب اللغة وأهمها الأصوات. وقد وجد أن هذا التجاور أو الورود في السياق هو المسئول الرئيس فيما قرره علماء الأصوات عما يصيب بعض الحروف داخل البنية اللغوية من إدغام أو إبدال أو نقل أو حذف

إلخ. وتمثل ظاهرة الإدغام بجميع صوره دليلا قويا على مدى تأثر أصوات الحروف بعضها ببعض إذا تجاورت في الكلمات أو الجمل حيث يترتب على تجاور صوتين متماثلين أو متجانسين أو متقاربين أن أحدهما يفنى في الآخر بحيث ينطق بالصوتين صوتا واحدا كالتالي، أو يقرب أحدهما مخرجا أو صفة من الآخر الأمر الذي يؤدي إلى أن ينتقل الصوت من مخرجه الأصلي الذي ينطق منه إلى مخرج آخر قريب من مجاوره فيستبدل به أقرب الأصوات إليه في هذا المخرج الجديد أو صفته. وعلى هذا الأساس تتغير مخارج بعض الأصوات أو صفاتها لكي تتفق في المخرج أو الصفة مع الأصوات الأخرى المحيطة بها في البيئة اللغوية، فيحدث عن ذلك نوع من التوافق والانسجام. ويشترط لحدوث هذه الظاهرة الصوتية بهذه الكيفية في المدغم أن يلتقي الحرفان خطا، سواء التقيا لفظا أم لا، فدخل نحو " إنه هو " فلا تمنع الصلة من إدغام المثلين، وخرج نحو " أنا نذير " لوجود فاصل هو ألف المد، وفي المدغم فيه كونه أكثر من حرف، وإن كان من كلمة ليدخل نحو " وخلقكم "، ويخرج نحو " نرزقك " و " خلقك "، ووجه ذلك إما التماثل: وهو أن يتحد الحرفان مخرجا وصفة كالنون الساكنة في مثلها والباء في مثلها، وإما التجانس: بأن يتحد الحرفان مخرجا وصفة كالميم الساكنة في الباء والثاء في الذال، وإما التقارب: وذلك بأن يتقاربا مخرجا أو صفة، أو مخرجا وصفة مثل: النون

ص: 141

الساكنة في اللام وكذا الميم الساكنة في النون ولا بد في هذه النون الساكنة (أو الناشئة عن التنوين (1) والميم الساكنة حتى تتأثر بالأصوات التي تجاورها أو تؤثر هي فيها أن يكون التقاؤها بها مباشرا بحيث لا يفصل بينها أي فاصل كان ولو كان هذا الفاصل حركة قصيرة. ولا يتم هذا إلا حين يكون الصوت الأول غير متبوع بحركة (ساكنا) . ويتوقف تأثر النون الساكنة بما يجاورها من أصوات إضافة إلى ما سبق على نسبة قرب المخرج أو الصفة. وتعد النون بعد اللام أكثر الأصوات الصامتة شيوعا في اللغة العربية. وهي من الناحية الأخرى معدودة مع الميم من الأصوات المتوسطة (بين الشدة والرخاوة) . وتخرج بعض هذه الأصوات (النون والراء واللام) من طرف اللسان أو وسطه. وتعد من أكثر الأصوات العربية تأثرا بالنون الساكنة والتنوين وأوضحها من الأصوات الأخرى، وهذه الأصوات المتوسطة خمسة على القول الراجح مجموعة في قولهم " لن عمر ". وعلى هذا فإن أحوال النون الساكنة (أصلا أو الناشئة عن التنوين) حال التقائهما بما يجاورهما من أصوات في الكلمات أو الجمل يعرض لهما من الظواهر اللغوية في اللغة العربية ما لا يشركهما غيرهما من الأصوات الأخرى؛ وذلك لسرعة تأثرهما بما يجاورهما من أصوات الفم إما بفنائهما فيها وإما بقلبهما من جنسها وإما بتقريبهما من مخرجها وإكسابها شيئا من صفاتها كصويت الغنة مثلا. ويبدو أن هذا الإجراء الصوتي الذي يسلكه صوت النون في العربية قد حدث من فترات موغلة في القدم مما جعل القراء يرحمهم الله يعتنون به أشد عناية، ويعقدون له فصولا في كتبهم ومختصراتهم، ويضعون قواعد خاصة بالنون يفرقون بها بين النطق المروي عن فصحاء العرب للنون وبين ذلك النطق الذي شاع في لهجات الكلام بعد اتساع رقعة الدولة العربية. والوسيلة التي لجأ إليها القراء لإعطاء النون بعض حقها الصوتي مع غير أصوات الحلق هي صويت الغنة. فصويت الغنة المصاحب

ص: 142

للنون هو الذي حال بين النون وفنائها في غيرها من الأصوات التي تجاورها، فحرصوا لذلك على المبالغة في الجهر بصويتها عند مجاورتها أصوات الفم احترازا من أن يقرأ القرآن الكريم كما يتكلم الناس في أحاديثهم الدارجة. لأن النون في تلك الأحاديث مالت فيما يظهر إلى الفناء في غيرها من الأصوات دون أن تخلف أية إشارة تنبىء عنها. وليس صويت الغنة المصاحب للنون الساكنة إلا إطالة لصوت النون مع تردد موسيقي محبب فيها كما سنرى ذلك في موضعه. فالزمن الذي يستغرقه النطق بصويت الغنة المصاحب للنون الساكنة هو تقريبا ضعف ما تحتاج إليه النون المظهرة، وليس هذا إلا للحيلولة بين صوت النون الساكنة والفناء في غيرها. ندرك ذلك ونتبينه عند مقارنة نطق النون الساكنة في الكلمات التالية:

من نور (النور 40) وإن أحد (التوبة 6)

من مال (المؤمنون 55) من هاجر (الحشر 9)

ينبت (النحل 11) من عمل (النحل 97)

من وال (الرعد 11) من حاد (المجادلة 22)

ومن يقل (الأنبياء 29) من خيل (الحشر 6)

إن جاءكم (الحجرات 6) من غل (الأعراف 43)

حيث نلاحظ أن إطالة التصويت بصويت الغنة المصاحب للنون الساكنة المدغمة أو المخفاة عند مجاورتها لأصوات المجموعة الأولى وتقصيره عند مجاورتها لأصوات الحلق في المجموعة الثانية إنما جاء نتيجة الفرق في أداء المدة الزمنية بين النون المظهرة والنون الساكنة المدغمة أو المخفاة المصاحبة لصويت الغنة الظاهر من ناحية، وتطور صوت النون وميله إلى مخرج الصوت المجاور، أو تقريبه إلى صوت بينه وبين النون علاقة ومؤاخاة من ناحية أخرى (1) .

ظاهرة صويت الغنة في بعض الأصوات العربية:

ص: 143

1.

تعريف صويت الغنة: قال في الصحاح: الغنة صوت في الخيشوم. والأغن: الذي يتكلم من قبل خياشيمه، يقال: ظبي أغن (1) . وقال في أساس البلاغة: غنن: الظبي أغن، لأن في ترنينه غنة وهي ترخيم في صوته من نحو الخياشيم بعون من نفس الأنف، والنون أشد الحروف غنة (2) . وقال في الجمهرة: الغنة: صوت من اللهاة والأنف نحو النون الخفيفة، لاحظ للسان فيها مثل نون عنه ومنه لاحظ لهما في اللسان وذلك أنك إذا أمسكت أنفك أخل بهما ذلك (3) . وقال في المغرب: هي صوت من اللهاة والأنف مثل نون منك وعنك لأنه لاحظ لهما في اللسان، والخنة أشد منها، قال أبو زيد: الأغن الذي يجري كلامه في لهاته، والأخن: الساد الخياشيم (4) . وقال في المصباح المنير: الغنة: صوت يخرج من الخيشوم والنون أشد الحروف غنة، والأغن: الذي يتكلم من قبل خياشيمه ورجل أغن، وامرأة غناء تتكلم كذلك (5) . وهي تعني عند القراء: صوتا مركبا في جسم النون ولو تنوينا والميم مطلقا،وهي صوت في الخيشوم لا عمل للسان فيه (6) . وقالوا: هي صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم في كل الأحوال فهي ثابتة فيهما مطلقا (7) .قيل: وسمي كذلك لأنه سبيه بصوت الغزالة إذا ضاع ولدها (8) . وقالوا: هي صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه ينقطع عند إمساك الأنف (9) . وقالوا: يقال لحرفي النون والميم حرفا غنة لما فيهما من الأغنان المتصلة بالخيشوم (10) . وقالوا: الغنة صوت يخرج من الخيشوم وهي ثابتة في النون والميم الساكنتين وفي التنوين، ويشبه وجودها في النون المد واللين (11) .

ص: 144

2.

حقيقة صويت الغنة: اختلف القدماء من علماء اللغة العربية والنحو والقراءات حول ماهية صويت الغنة وحقيقته ومخرجه وموقعه وطريقة تأثيره في الحرف الذي يتبعه وكيفية أدائه فمن قائل إنها صوت (حرف) له مخرج خاص به وينسب إليه وأول من أشار إلى ذلك سيبويه يرحمه الله في كتابه (1) وتبعه قدامى اللغويين والنحاة العرب (2) وبعض القراء (3) ، ومن قائل إنها ليست حرفا وهذا هو ظاهر كلام الحافظ ابن الجزري في الطيبة والمقدمة الجزرية حيث يقول فيها " وغنة مخرجها الخيشوم " وممن صرح من المتقدمين زمنا على الحافظ ابن الجزري بخروج صويت الغنة من الخيشوم فقط دون حروفها الإمام أبو الحسن بن بري (4)، ومنهم من توسط بين الأمرين فقال إنها حرف في الإدغام بالغنة والإخفاء وصفة في غيرهما (5) . ومرد هذا الاختلاف في رأينا إلى الصورة الصوتية المنطوقة بإزاء الحقيقة الفنولوجية: ففونيم النون مثلا كأي صوت لغوي له صورة ذهنية وصورة صوتية، وقد تتعدد الصور الصوتية للصوت اللغوي أو للفونيم، ومن هنا كانت مقولة (عائلة الفونيم أو أفراده

) ، والنون كفونيم لها صور صوتية عدة، صورة في حالة الإظهار، وثانية في حالة الإدغام بدون غنة، وثالثة في حالة الإدغام بغنة، ورابعة في حالة الإخفاء، وخامسة في حالة الإقلاب وهكذا

وبما أن النون تتكون من مخرج وصفة (هي الغنة) ، ففي حالة الإدغام بغنة والإخفاء لا يبقى من النون إلا الصفة وهي الغنة، وعلى ذلك فهذه الغنة هي الممثل للنون بمعنى أنها صورة من صور فونيم النون، وبناء عليه يفسر قول من قال: إنها حرف في حالة الإدغام بغنة والإخفاء، أما في غير ذلك أي عندما تكون النون منطوقة بمخرجها وصفتها فإن الغنة حينئذ تكون مضافة إلى المخرج.

ولعل القول بأن الغنة صويت وليس بحرف (صوت) هو القول الذي إليه أميل وبه أقول يؤيد ذلك:

ص: 145

1.

إجماع القدماء من اللغويين والنحاة والقراء في تعريفهم للغنة السابق على أنها صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه ويؤخذ من هذا القول أمران:

الأول: أن الذي يخرج من الخيشوم هو صويت الغنة فقط لا حروفها.

الثاني: أن الغنة ليست حرفا كما في إطلاق بعضهم أو تخصيصه لأن الحرف يعمل فيه اللسان أساسا لإخراجه وصويت الغنة ليس كذلك بل هو صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي أي النون والميم: الأمر الذي أوجب إلحاقها بالصفات اللازمة المشهورة التي لا ينفك عنها هذان الصوتان البتة، وتعد الغنة صفة جوهرية مشخصة لهذين الصوتين (الميم والنون وما في حكمهما) فقط،وتكتسب هذه الصفة عن طريق مرور الهواء من الأنف، وقد عدها من الصفات جمع من العلماء كالإمام ابن بري في الدرر اللوامع (1) .

2.

إجماع القدماء من علماء اللغة العربية والنحو والقراءات أيضا على أن حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفا على القول الراجح وليست الغنة واحدا منها. ولعل من ذكرها في المخارج نظر إلى أن لها مخرجا وهو الخيشوم خاصة وهو خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم، وقيل هو أقصى الأنف ودليل ذلك ما ذكره سيبويه يرحمه الله أنك لو أمسكت بأنفك ثم نطقت بالنون ساكنة لوجدتها مختلة، وأما النون المتحركة فمن حروف الفم إلا أن فيها بعض الغنة من الأنف (2) ، وعدها منها تغليبا للحروف عليها، وأنه محمول على أن مخرج الغنة محقق من أقصى الأنف ثم يجري فيه (3) .

3.

محل صويت الغنة: أما محلها فيمكن النظر إليه في ضوء ما قاله القدماء من القراء وأهل الأداء مقارنا بتصورنا نحن المحدثين من الأصواتين حيث وظفت الحقائق الفيسيولوجية والصوتية عند التأمل في نطق هذه الظاهرة اللغوية:

ص: 146

1.

فقد مال أكثر القدماء من القراء وأهل الأداء إلى أنه في كل من النون والميم المشددتين وكذلك النون الساكنة والتنوين في حالة إدغامهما في النون وكذلك الميم الساكنة المدغمة في مثلها أو المخفاة لدى الباء سواء كانت أصلية أو مقلوبة من النون الساكنة والتنوين فلا يتحول موقعها إلى الخيشوم بل يظل ثابتا في مخرجه الأصلي الذي هو طرف اللسان بالنسبة للنون والتنوين وبين الشفتين بالنسبة للميم، وأما النون الساكنة والتنوين في حالة إدغامهما بالغنة في (الياء والميم والواو) فينتقل مخرجهما من طرف اللسان إلى مخرج المدغم فيه نفسه وليس إلى الخيشوم جريا على القاعدة الصوتية في أن الإدغام في المثلين يستلزم إبدال المدغم من جنس المدغم فيه وخروج الأول من مخرج الثاني وصيرورته حرفا مشددا، فإذا أدغمت النون الساكنة والتنوين في الميم نجد أن مخرجهما قد تحول من طرف اللسان إلى مخرج المدغم فيه وهو الشفتان، وإذا أدغمت في الواو والياء نجد أن مخرجهما قد تحول من طرف اللسان إلى مخرج المدغم فيه (الواو والياء) وهنا نجد أن النون الساكنة والتنوين في حال إدغامهما في الميم والواو كان مخرجهما من الشفتين، وفي حال إدغامهما في الياء كان مخرجهما من وسط اللسان. أما في حالة إخفائهما فلا ينتقلان إلى الخيشوم ولا يستقران في طرف اللسان الذي هو مخرجهما الأصلي بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده من غير أن يبدلا من جنسه كما في الإدغام لأن الإبدال حينئذ يأتي بالتشديد والإخفاء لا تشديد معه. وهذا هو مقتضى تعريف الإخفاء الذي يقرر أنه عبارة عن النطق بحرف ساكن خال من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول والمراد به هنا النون الساكنة والتنوين فوجود الغنة في الحرف الأول مع النطق به ساكنا غير مشدد بين صفتي الإظهار والإدغام يتطلب نقل النون الساكنة والتنوين من طرف اللسان إلى قرب مخرج الحرف الذي

ص: 147

يخفيان عنده (1) . والرأي عند معظم أهل الأداء أنه متى كان المدغم فيه حرفا أغن كانت الغنة ظاهرة للمدغم فيه كالنون بخلاف الواو والياء فإنهما لما كانا حرفين غير أغنين كانت الغنة فيهما للمدغم (2) ، واختلفوا مع الميم فذهب ابن كيسان النحوي وابن مجاهد المقرىء ونحوهما إلى أنها غنة النون تغليبا للأصالة، وذهب الجمهور إلى أنها غنة الميم كالنون في أنه غنة المدغم فيه وهو اختيار الداني والمحققين وهو الصحيح لأن الأولى قد ذهبت بالقلب عندهم فلا فرق في نظرهم بين (من من) وبين (أم من) وهذا بخلاف الواو والياء فإنهما لما كانا غير أغنين كانت الغنة فيهما للمدغم (3)

2.

نرى نحن المحدثين من الأصواتيين في تحليلنا لهذه الظاهرة الصوتية (صويت الغنة) التي تصحب النون والميم وما في حكمهما عند التقائها بأصوات الحروف في الأداء القرآني شيئا آخر، فبعد التأمل في كيفية أداء الناطقين لهذه الظاهرة الصوتية من الناحية الفسيولوجية في ضوء بعض الحقائق الصوتية التي تمدنا بها الأجهزة المختبرية الحديثة كما أشارت إليها هذه الدراسة التي بين أيدينا نرجح بعض الأمور:

ص: 148

1.

أن النون الساكنة وما في حكمها مثلا تنطق كاملة مع الإظهار من مخرجها الذي هو طرف اللسان، وبصفتها وهي الغنة التي تنطق من الأنف. وتؤدى مع الإدغام بدون غنة مع اللام والراء حيث تتحول إلى لام مع اللام، وراء مع الراء، فيضيع مخرجها وصفتها، وتنطق مع الإدغام بغنة عن طريق إلغاء المخرج وإبقاء الصفة التي هي الغنة (والتي مخرجها من الأنف أو الخيشوم) ، وأثناء النطق بها في الإدغام بغنة مع أصوات الحروف (ي، و، م) مثلا يحدث تزامن في النطق، فيخيل للسامع أن الياء مثلا في " من يهدي " مشددة، وأن الواو مثلا في " من وال " مشددة كذلك

إلخ، وليس هناك تشديد في الحقيقة، إذ لو كان هناك تشديد للاحظنا على صورة المطياف ما يوحي بذلك، ولسمعنا الياء والواو في هذين المثالين ونحوهما من آي القرآن الكريم مشددتين بدون غنة، لكننا نسمع الغنة مع نطقنا للنون الساكنة الواردة قبلهما كذلك ونلاحظ امتداد المكونات أو المعالم لصويت الغنة على صورة المطياف من القاعدة إلى القمة (من المكون الأول إلى الثامن) ، وانتظام حزمه الصوتية التي نراها في هيئة بقع سوداء داكنة وانتشارها دون انقطاع من بداية النطق به إلى انتهائه في السلسلة الكلامية،وهو ما نلاحظه بصفة عامة في الطريقة التي يسلكها صوت المد في الأداء السياقي، مما يرجح القول بأن هناك تشابها واضحا بين صويت الغنة وصوت المد (الحركة الطويلة) في النطق والمكونات، المسألة إذن تزامن نطق وليس تحويل مخرجهما ونحوهما كما نص القدماء من علماء القراءات على ذلك إلى مخرج النون أو العكس. أما في الإخفاء فيرى المحدثون من الأصواتيين أنه لإخفاء النون الساكنة والتنوين مثلا مع حروف الإخفاء لا ينتقل مخرجهما _ كما يرى القدماء من القراء وأهل الأداء إلى قرب مخرج الحرف الذي يخفيان عنده، لأن هذا مخالف عندنا للحقيقة الصوتية.فعند إخفاء النون الساكنة والتنوين مثلا في نحو قوله تعالى"

ص: 149

أن كان ذا مال وبنين " يحدث أن النون يسقط مخرجها بمعنى أننا لا نجعل طرف اللسان يلتصق بما يقابله من مقدم الحنك، بل نجعل الصوت يمر من الأنف لكي ننطق صويت الغنة التي هي الصفة الجوهرية المشخصة للنون، وبذلك تكون النون قد حذف منها شطرها الأول وهو المخرج ويبقى منها الشطر الآخر وهو الصفة، وبعد الانتهاء من نطق صويت الغنة نبدأ في نطق حرف الإخفاء وهو الكاف في مثال الآية التي معنا، فالملاحظ أنه ليس فيها انتقال مخرج النون إلى ما يقرب من حرف الإخفاء ولا انتقاله إلى مخرج حرف الإدغام بغنة، ولا تشديد كما تؤكده المشاهدة وتعضده الأدلة المشار إليها في هذا البحث.

4.

كيفية أدائه ومراتبه ومقداره: يؤدى صويت الغنة تبعا لمراتبه ودرجاته غنة سلسة في نطقها وإخراجها من غير تمطيط ولا لوك ومن غير زيادة ولا نقص عن مقدارها المحدد وهو: حركتان بحركة الأصبع قبضا أو بسطا كالمد الطبيعي، وقدرت الحركة برفع الأصبع أو خفضه بحالة متوسطة ليست بالسريعة ولا بالبطيئة أي غنة كاملة من غير تفاوت في مراتبها، ومن تمام كيفية أداء صويت الغنة إتباع صويتها لما بعده تفخيما وترقيقا فإن كان ما بعده حرف استعلاء فخم مثل " ينطقون "، وإن كان ما بعده حرف استفال رقق مثل " ما ننسخ" (1) . ومراتبه خمسة على القول المشهور:

1.

أكملها يكون في المشدد نحو " يمنون عليك الحجرات 17 " ونحو " وهمت به يوسف 34 " والمدغم كامل التشديد نحو " كم من البقرة 249 " ونحو " إن نشأ النور الشعراء 4 ".

2.

المدغم ناقص التشديد نحو " إن يقولون الكهف 5 " ونحو " من ولي ولا واق الرعد 37 ".

3.

المخفي ويدخل فيه الإقلاب نحو " ينبت النحل 11 " ونحو " ولن صبر الشورى 43 " ونحو " فاحكم بينهم المائدة 48 ".

4.

الساكن المظهر نحو " وينئون عنه الأنعام 26 "ونحو " ولكل قوم هاد الرعد 7 ".

5.

المحرك نحو " ينادون غافر 10 ".

ص: 150

والحقيقة أن صويت الغنة لا يظهر إلا في المراتب الثلاث الأول وهي: المشدد والمدغم والمخفي حيث تبلغ درجة الكمال فيها

أما في حالتي الساكن المظهر والمتحرك فالثابت فيها أصلها لا كمالها (1) . وصويت الغنة في حالة الكمال يوجد في:

النون الساكنة والتنوين في حالات: الإدغام بغنة.

النون والميم المشددتين.

الميم الساكنة في حالتي الإخفاء والإدغام (2) .

5.

حروف صويت الغنة: حدد علماؤنا القدامى من اللغويين والنحاة والقراء (3) الحروف العربية التي تخرج من الخيشوم وهي (النون والميم الساكنتان) حال الإخفاء والإدغام، وزاد بعضهم على ذلك النون والميم المشددتين (4) ، وفي النون والميم غنة في الخيشوم ألا ترى أنك إذا أمسكت بأنفك ثم نطقت بهما لم يجر فيهما صويت الغنة (5)، ومن معانيهما في الاصطلاح: الغنة إذ هي صفة لازمة للنون ولو تنوينا والميم سكنتا أو تحركتا ظاهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين (6) . أما الميم فهي بوجه عام صوت شفوي أنفي مجهور وهو بين الشدة والرخاوة ينتج بذبذبة في الأوتار الصوتية،ويتكون بالتقاء الشفة السفلى بالعليا التقاء محكما، وينحبس الهواء خلفهما،ولكن الهواء يخرج عن طريق الأنف لأن اللهاة تنخفض فيسمح للهواء بالمرور عبر الأنف بدلا من الفم الذي يستمر مغلقا، ولا ينفرج كما هو الحال مع الأصوات الانفجارية (7) ، وهذا الصوت مرقق في العربية الفصحى ولكنة في اللهجات العامية قد يفخم بحسب موقعه في السياق (8) . وقد عني القراء يرحمهم الله جميعا في حديثهم عن أحوال الغنة بهذه الميم عندما تكون ساكنة، ويقصدون بها تلك الميم التي سكونها ثابت في الوصل والوقف أو التي لا حركة لها نحو " الحمد لله "، فخرج بقولهم " الميم الساكنة ": الميم المتحركة مطلقا نحو " ما أنت بنعمة ربك بمجنون "، وقولهم " التي سكونها ثابت " خرج به السكون العارض كسكون الميم المتطرفة في الوقف كما لو وقف على نحو " حكيم

ص: 151

عليم "، وقد تقع الميم الساكنة بهذا المعنى متوسطة ومتطرفة وتكون في الاسم نحو " وله الحمد في الأولى والآخرة "، وفي الفعل نحو " قمتم " و " يمكرون "، وفي الحرف نحو " أم لم ينبأ "، وتكون للجمع نحو " ولهم فيها أزواج مطهرة " ولغيره (1) . وتقع قبل أحرف الهجاء جميعها ما عدا حروف المد الثلاثة وذلك خشية التقاء الساكنين وهو ما لا يمكن النطق به (2) . أما مع النون: فيخرج الهواء من الرئتين، فيهتز الهواء في الحنجرة بواسطة اهتزاز الوترين، ثم يمر في الحلق، وتغلق اللهاة طريق الأنف، حتى إذا وصل مقدم اللسان حدث انغلاقه مع مقدم الحنك انغلاقا محكما لا يسمح للهواء بالمرور، فيعود الهواء إلى الخلف ليجد اللهاة قد هبطت ففتحت طريق التجويف الأنفي فيمر منه الهواء محدثا صوت الغنة التي نسمع معها صوت النون. وصويت الغنة صفة لازمة كما سبق لصوت النون لا ينفصل عنها ألبتة في أحوالها جميعا (3) ، وأشد ما يكون صويت الغنة فيها عندما تكون ساكنة (4) ، وحينئذ يتحقق اتصالها بما بعدها اتصالا مباشرا، وهذه هي النون الساكنة وهذه الخالية من الحركة والثابتة لفظا وخطا ووصلا ووقفا وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وتكون متوسطة ومتطرفة وتكون أصلية من بنية الكلمة مثل " أنعم "، وتكون زائدة عن أصل الكلمة وبنيتها مثل " فانفلق " (5) . ويشترك التنوين مع النون الساكنة في أمور ويفارقها في أخرى، فهو في حقيقته نون ساكنة بمخرجها وصفاتها، فقد قالوا في تعريفهم له (6) بأنه نون ساكنة زائدة لغير توكيد تلحق آخر

ص: 152

الاسم وصلا وتفارقه خطا ووقفا نحو قوله تعالى " والله غفور رحيم آل عمرا 31 "، وهو عبارة عن حركة إعرابية قصيرة تابعة للحرف الأخير في الكلمة بعدها نون ساكنة زائدة على هذه الحركة الإعرابية التي تكون ضمة في نحو (جاء زيد) وفتحة في (رأيت زيدا) وكسرة في (مررت بزيد) ، وقد خصها النحاة بهذا اللقب فسموها تنوينا ليفرقوا بينها وبين النون الزائدة المتحركة التي تكون في التثنية والجمع، وعلامته: فتحتان أو كسرتان أو ضمتان. وخرج بقولهم: " نون ساكنة "نون التنوين المتحركة للتخلص من التقاء الساكنين نحو "منيب ادخلوها "، وخرج بقولهم:" زائدة " النون الأصلية التي سبق الكلام عليها قريبا.وخرج بقولهم: " لغير توكيد " نون التوكيد الخفيفة في " لنسفعا " لأنها ليست تنوينا وإن أشبهته في إبدالها ألفا في الوقف. وخرج بقولهم: " تلحق آخر الاسم وصلا " الفعل والحرف فهي لا تلحقها ألبتة ولا ينونان بحال. وقولهم: " وتفارقه خطا ووقفا " خرج به النون الأصلية فهي لا تفارق الاسم مطلقا أثناء وجودها فيه (1) . وحكمه حالة الوقف: تبدل الفتحتان ألفا دائما إلا إذا كانتا على هاء تأنيث مثل " إلا رحمة من ربك " فيوقف عليها بالهاء من غير تنوين. وأما الضمتان والكسرتان فيحذف التنوين فيهما ويوقف عليهما بالسكون إلا في قوله تعالى " وكأين " حيث وقع فإنهم كتبوه بالنون (2) . ويفترقان (التنوين والنون الساكنة) في خمسة أمور تظهر بالتأمل في تعريفهما وهي:

1.

النون الساكنة حرف أصلي من أحرف الهجاء وقد تكون من الحروف الزوائد، أما التنوين فلا يكون إلا زائدا عن بنية الكلمة.

2.

النون الساكنة تقع في وسط الكلمة وفي آخرها والتنوين لا يقع إلا في الآخر.

3.

النون الساكنة تقع في الأسماء والأفعال والحروف والتنوين لا يقع إلا في الأسماء

4.

النون الساكنة تكون ثابتة في الفظ والخط أما التنوين فثابت في اللفظ دون الخط.

ص: 153

5.

النون الساكنة تكون ثابتة في الوصل والوقف والتنوين لا يثبت إلا في الوصل (1) .

6.

أنواع تأثر النون والميم الساكنين بما بعدهما من أصوات: يرى القدماء من علماء اللغة العربية والنحاة أن تأثر النون والميم الساكنين بما بعدهما من أصوات يجري على وجوه:

فللميم الساكنة عندهم أوجه ثلاثة: إدغام وإخفاء وإظهار (2) وللنون الساكنة وما في حكمها عندهم أيضا أوجه أربعة: إظهار وإدغام وإقلاب وإخفاء (3) . وقد تبعهم في هذا التقسيم معظم القراء يرحمهم الله وذكر بعضهم في أحوال النون الساكنة وما في حكمها أنها ثلاثة فقط: إظهار، وإدغام محض، وغير محض وإخفاء مع قلب وبدونه. وقيل إنها خمسة. والواضح أن هذا الاختلاف لفظي فقد وجد عن طريق الاستقراء والحصر أن صوت الحرف الواقع بعد النون الساكنة والتنوين: إما يقرب من مخرجهما جدا أو لا، الأول: واجب الإدغام، والثاني: إما يبعد جدا أو لا، الأول: واجب الإظهار، والثاني: واجب الإخفاء، واعتبار القلب نوعا من الإخفاء، ويلاحظ اختلاف هذه الأقسام باختلاف درجات التأثر (4) .

ص: 154

1.

الإظهار (1) : تظهر الميم الساكنة إذا وليها ستة وعشرون حرفا من الحروف العربية وهي ما عدا الباء والميم فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد الميم الساكنة سواء كان معها في كلمة واحدة نحو " أنعمت عليهم " أو في كلمتين نحو " ذلكم أزكى لكم " وجب إظهارها ويسمى إظهارا شفويا، وسمي إظهارا لإظهار الميم الساكنة عند ملاقاتها بحرف من حروف الإظهار الستة والعشرين؛ وسمي شفويا لخروج الميم الساكنة المظهرة من الشفتين. وإنما نسب الإظهار إليها ولم ينسب إلى مخرج الحروف الستة والعشرين التي تظهر الميم عندها لأنها لم تنحصر في مخرج معين حتى ينسب الإظهار إليه فبعضها يخرج من الحلق وبعضها يخرج من اللسان وبعضها من الشفتين ومن أجل هذا نسب إلى مخرج الحرف المظهر لضبطه وانحصاره وهذا بخلاف الإظهار الحلقي فإنه ينسب إلى مخرج الحروف التي تظهر عندها النون الساكنة والتنوين نظرا لانحصارها في مخرج معين وهو الحلق. ووجه إظهار الميم الساكنة عند ملاقاتها لهذه الحروف الستة والعشرين: هو بعد مخرج الميم عن مخرج أكثر هذه الحروف (2) . ويلاحظ عند وقوع الفاء أو الواو بعد الميم الساكنة أن ينعم بيانها (الميم الساكنة) للغنة التي فيه إذ كان الإدغام لاتحاد مخرجها مع الواو وقربه من الفاء يذهبها فيختل بذلك على أن أحمد بن أبي شريح قد روى عن الكسائي إدغامه في الفاء وذلك غير صحيح ولا جائز (3)، وإظهار هذه الميم في هذه الحالة يسمى إظهارا شفويا أشد إظهار (4) . وتظهر النون الساكنة والتنوين إذا لقيهما حرف من حروف الحلق في كلمة نحو " أنعمت " وفي كلمتين نحو " من هاد " وكذلك التنوين تظهر مع حروف الحلق في كلمتين وذلك نحو " وعفو غفور " وشبهه (5) . والحروف التي يكون شأن النون الساكنة والتنوين معها هكذا هي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء وهي المسماة بحروف الحلق، وإظهار النون الساكنة والتنوين مع هذه الحروف يكاد يكون إجماعا

ص: 155

من القراء، ما عدا أبا جعفر فقد جوز إخفاء النون عند الخاء والغين، فأجرى هذين الحرفين مجرى حروف الفم لقربهما منها (1) . وقد جوز ذلك بشرط أن تكون النون والخاء والغين من كلمتين نحو " من إله غير الله ". أما إذا كان من كلمة كالمنخنقة فلا يجوز حينئذ إخفاء النون (2)، وإنما بينت النون والتنوين عند هذه الحروف لبعد مخرجهما من الحلق (3) وعدم تقاربهما معها في الصفة فلم تقو هذه على أنها تقلبهما لأنها تراخت عنهما فلم يحسن الإدغام (4) وليست من قبيلهما فيجوز الإخفاء. وبيانهما (النون الساكنة والتنوين) عندهن كما ذكر الداني على ضربين: بتعمل وبغير تعمل، والذي يتعمل بيانهما عندهن ثلاثة: الهمزة والغين والخاء لأنه متى لم يتعمل ذلك عندهن ولم يتكلف انقلبت حركة الهمزة عليهما وسقطت من اللفظ، وخفيا عند الغين والخاء؛ لأن ذلك قد يستعمل فيهن لما رواه ورش عن نافع في الهمزة، ورواه المسيبي في الغين والخاء لقربهما من حرفي أقصى اللسان، والتي لا يتعمل بيانهما عندهن ثلاثة أيضا: الهاء والعين والحاء ضرورة (5) . ولعل الإظهار مطلقا عند هذه الحروف الستة أجود وأحسن؛ لأن الخاء والغين من حروف الحلق أيضا فتكونان كأخواتهما غير قادرتين بطبيعتهما على فناء الأصوات فيهما (6) . وذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما (النون الساكنة والتنوين) قبل حروف الحلق. ونسب إلى الداني أنه قال: الغنة ساقطة *إذا أظهر وهو مذهب النحاة وبه صرحوا في كتبهم، وبه قرأت على شيخي ما عدا قراءة يزيد والمسيبي (7)

ص: 156

2.

الإدغام (1) : ويعني عند القراء: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك، فيدخل الحرف الساكن في الحرف المتحرك، بحيث يصير الحرفان حرفا واحدا مشددا، يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة، أو النطق بالحرفين حرفا كالثاني مشددا (2) . وهو عندهم: نوعان: إدغام صغير وهو الشائع المروي عند جمهورهم، وفيه يتحقق مجاورة الصوتين المتماثلين أو المتجانسين أو المتقاربين إذ لا فاصل بينهما. وإدغام كبير وفيه يفصل بين الصوتين المتماثلين أو المتجانسين أو المتقاربين صوت لين قصير (أي أن لحرف الأول منهما يكون متحركا) وينسب هذا النوع من الإدغام إلى أبي عمرو " أحد القراء السبعة "(3) . وفيما يتعلق بالنون الساكنة والتنوين فإنه إذا وقع حرف من الحروف الستة المجموعة في قولهم " يرملون "بعد النون الساكنة بشرط أن يكون ذلك في كلمتين أو بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين وجب إدغامها وتسمى النون الساكنة والتنوين مدغما، ويسمى أحد حروف " يرملون " مدغما فيه. وينقسم هذا الإدغام إلى قسمين:

إدغام بغير غنة (تام) .

إدغام بغنة (ناقص) .

ص: 157

ويتحقق الإدغام بغير غنة التام عندما يقع حرفا اللام والراء بعد النون الساكنة من كلمتين أو بعد التنوين ولا يكون إلا كذلك نحو " ولكن لا يشعرون " و " هدى للمتقين "، وعلة الإدغام هنا هو قرب مخرج اللام والراء من مخرج النون لأنهن من حروف طرف اللسان فحسن الإدغام في ذلك لتقارب المخارج، فتبدل كل من النون الساكنة والتنوين لاما مع اللام وراء مع الراء؛ بحيث تفقد النون المخرج والصفة، وتتحول تحولا كاملا إلى كل من اللام والراء ويكمل التشديد. وأجاز النحويون إظهار الغنة فيهما، وقيل مع اللام خاصة، والذي أجمع عليه القراء إدغام الغنة مع الراء واللام نحو " من لدنه، من ربهم "(1) . ووجه الإدغام التام: هو التقارب في المخرج على مذهب الجمهور، والتجانس على مذهب الفراء وموافقيه القائلين بأن النون واللام والراء من مخرج واحد (2) فلم نلحظ فيه أثرا للصوت بعد فنائه (3) . ووجه ذهاب الغنة هنا: المبالغة في التخفيف والخوف من الثقل؛ (4) لأن النون تقاربهما في المخرج وفي الصفة أيضا؛ لأن الثلاثة مجهورة وبين الشدة والرخاوة (5) . ويختص الإدغام بغنة (الناقص) بأربعة أحرف من حروف (يرملون) مجموعة في قول الكثير من علماء القراءات في لفظ " ينمو "، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الأربعة بعد النون الساكنة بشرط انفصاله عنها (أي وقوعهما في كلمتين) ، أو بعد نون التوكيد الخفيفة المتصلة بالفعل المضارع الشبيه بالتنوين، وجب الإدغام مع اختلاف بين أئمة الإقراء في تحقيق الغنة أو تركها في بعض هذه الحروف دون بعض. ففيما يتعلق بالواو والياء فقد اختلف فيهما بين الغنة وتركها أيضا، فقرأ الجميع بالغنة فيهما إلا خلفا عن حمزة فإنه يدغم النون والتنوين فيهما بلا غنة، وإلا الدوري عن الكسائي في الياء من طريق أبي عثمان الضرير، وروى الغنة عنه جعفر بن محمد وكلاهما صحيح كما النشر، وقرأ الباقون بالغنة فيهما، وهو الأفصح.

ص: 158

ونقل عن سيبويه جواز الأمرين فيهما، حيث قال: تدغم النون مع الواو بغنة وبغير غنة لأنها من مخرج ما أدغمت فيه النون، وإنما منعها أن تقلب مع الواو ميما أن النون حرف لين يتجافى عنه الشفتان، والميم كالباء في الشدة وإلزام الشفتين، فكرهوا أن يكون مكانها أشبه الحروف من مواضع الواو والنون وليس مثلها في اللين والتجافي والمد فاحتملت الإدغام كما احتملته اللام وكرهوا البدل، وتدغم النون مع الياء بغنة وبغير غنة؛ لأن الياء أخت الواو، وقد تدغم فيها الواو فكأنهما من مخرج واحد، ولأنه ليس مخرج من طرف اللسان أقرب إلى مخرج الراء من الياء (1) . ولعل الغنة مع الياء والواو أولى لأن مقاربة النون الساكنة إياهما في الصفة لا بالمخرج، فالأولى أن لا يغتفر ذهاب فضيلة النون رأسا لمثل هذا القرب غير الكامل، بل ينبغي أن يكون للنون معهما حالة بين الإخفاء والإدغام، وهي الحالة التي فوق الإخفاء ودون الإدغام التام فيبقى شيء من الغنة (2) ، وإذا بقيت غنتهما معهما لم ينقلبا قلبا صحيحا، ولا يدغمان إدغاما تاما، وإنما يتمكن ذلك فيهما إذا ذهبت تلك الغنة بالقلب الصحيح، والغنة إذا ثبتت في الأصل لم يشدد الحرف ولفظ به بتشديد يسير، وإذا حذفت الغنة شدد الحرف (3) . وإدغام النون الساكنة والتنوين في النون لا إشكال فيه ولا اختلاف وإنما الجميع على إدغامهما بغنة نحو قوله " من نور " و " ملكا نقتل "، والغنة التي كانت في النون باقية مع لفظ الحرف الأول؛ لأنها (الغنة) ملازمة للنون أدغمت أم لم تدغم، وعلة إدغامها في النون هو اجتماع مثلين الأول ساكن، ولا يجوز الإظهار ألبتة،كما لا يجوز في قوله " فلا يسرف في القتل " و " واجعل لنا " وشبهه إلا الإدغام (4) . وأما الميم فيدغمان فيها إدغاما تاما، ويقلبان من جنسها قلبا صحيحا مع الغنة الظاهرة أيضا؛وذلك أن الميم وإن كان مخرجها من الشفة فإنها تشارك النون في الخياشيم لما

ص: 159

فيها من الغنة، والغنة تسمع كالميم، وعلة إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم لمشاركتهن في الغنة ولتقاربهن في المخرج للغنة التي فيهن كما أوضحنا فحسن لهذا كله الإدغام؛ فالنون مجهورة شديدة والميم مثلها فقد تشاركن في الجهر والشدة؛ فهما في القوة سواء في كل واحد جهر وشدة وغنة فحسن الإدغام وقوي، وبقيت الغنة ظاهرة في كل من الميم والنون عند التقائهما بالنون الساكنة والتنوين لئلا يذهب الحرف بكليته، ولأنك لو أذهبت الغنة لأذهبت غنتين غنة كانت في الأول وغنة في الثاني فلم يكن بد من إظهار الغنة، وهذا كله إجماع من القراء والعرب (1) . أما إذا وقع الواو والياء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار، ويسمى إظهارا مطلقا لعدم تقييده بحلق أو شفة، وقد وقع هذا النوع في أربع كلمات في القرآن ولا خامس لها كما يقولون وهي: الدنيا، بنيان، قنوان، صنوان، ولم يدغم هذا النوع لئلا يلتبس بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله: كصوان وديان فلو أدغم لم يظهر الفرق بين ما أصله النون وما أصله التضعيف فلا يعلم هل هو من الدنى والصنو أو من الدي والصو فأبقيت النون مظهرة محافظة على ذلك (2) .

ص: 160

وتدغم الميم الساكنة في مثلها كقوله تعالى " الرحيم مالك يوم الدين "(1) ، فإذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة سواء أكان معها في كلمة " ألم " أم في كلمتين كقوله تعالى " كم من فئة " وجب إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة، ويسمى إدغام متماثلين صغيرا ولا بد معه من الغنة المصاحبة له وهي هنا بالإجماع، ووجهه: التماثل. ويلحق به أيضا إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم نحو " من مال " كما سيأتي بيانه إن شاء الله وذلك لقلب المدغم من جنس المدغم فيه، وكذلك يطلق على كل ميم مشددة نحو " دمر، يعمر، حمالة، وهم، أم من أسس "(2) . وسمي إدغاما لإدغام الميم الساكنة في المتحركة، وبالمتماثلين لكونه مؤلفا من حرفين متحدين في المخرج والصفة والاسم والرسم، وأدغم الأول في الثاني منهما، وصغيرا لأن الأول منهما ساكن والثاني متحرك، وهذا هو سبب الإدغام أو لقلة عمل المدغم، وقيل غير ذلك.

فإن التقت الميم الساكنة بالباء ولا يكون ذلك إلا من كلمتين فعلماء القراءات مختلفون في وصف أدائها معها، فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على إحداهما، ولا تدغم فيها ولكنها تخفى لأن لها صوتا في الخياشيم تواخي به النون الخفيفة، فقد نقل الداني يرحمه الله: أن من أهل اللغة من يسمي الميم الساكنة عند الباء إخفاء (وهذا هو الإدغام الصغير)، قال سيبويه: المخفي بوزن المظهر، وقال آخرون: هي مبينة للغنة التي فيها

وقال آخرون: أخذنا من أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والباء والفاء في حسن من غير إفحاش. وروي عن أبي عمرو إدغام الميم في الباء إذا تحرك ما قبل الميم مثل قوله تعالى " وقولهم على مريم بهتانا عظيما "

ص: 161

و " لكيلا يعلم بعد علم شيئا " و " وهو أعلم بالشاكرين "(وهذا هو الإدغام الكبير) . وأصحاب أبي عمرو لا يأتون بباء مشددة ولو كان فيه إدغام لصار في اللفظ باء مشددة (1) . وذهب جماعة إلى تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرآن (2) . والإخفاء مع الغنة في جميع ما ذكر هو المختار وعليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وغيرها واختاره أكثر المحققين كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد وغيرهم (3) ويسمى إخفاء لإخفاء الميم الساكنة عند ملاقاتها للباء للتجانس الذي بينهما حيث يتحدان في المخرج ويشتركان في أغلب الصفات، والإخفاء في هذه الحالة، يؤدي إلى سهولة النطق. وسمي شفويا لخروج الميم والباء من الشفتين. ووجهه: التجانس في المخرج وفي أكثر الصفات أيضا (4) .

ص: 162

3.

الإقلاب: وهو عند القراء: قلب النون الساكنة والتنوين ميما وجوبا مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب وذلك عند ملاقاتها لحرف واحد هو الباء (1) . فإذا وقع الباء بعد النون الساكنة (سواء أكان معها في كلمة أم في كلمتين) أو بعد التنوين (ولا يكون إلا من كلمتين) كما هو مقرر أو بعد نون التوكيد الخفيفة المتصلة بالفعل المضارع الشبيهة بالتنوين وجب قلب النون الساكنة والتنوين ونون التوكيد ميما خالصة لفظا لا خطا مخفاة مع إظهار الغنة (2) نحو " أن بورك " و " وظلمات بعضها فوق بعض " و " لنسفعا بالناصية " وما أشبهه، ولا تشديد في هذا إنما هو بدل لا إدغام فيه لكن الغنة التي كانت في النون باقيه لأن الحرف الذي أبدلت من النون حرف فيه غنة أيضا وهو الميم الساكنة فلا بد من إظهار الغنة في البدل كما كانت في المبدل منه وهذا البدل إجماع من القراء (3) . وعلة بدل النون الساكنة والتنوين ميما إذا لقيتها باء لأنه يتعسر التصريح بالنون الساكنة قبل الباء لأن النون الساكنة يجب إخفاؤها مع غير حروف الحلق والنون الخفية ليست إلا في الغنة التي معتمدها الأنف فقط والباء معتمدها الشفة ويتعسر اعتمادان متواليان على مخرجي النفس المتباعدين فطلبت حرفا يقلب النون إليها متوسطة بين النون والباء فوجدت الميم لأن فيه الغنة كالنون وهو شفوي كالباء (4) . وسمي بالقلب لقلب النون الساكنة والتنوين ونون التوكيد الخفيفة ميما خالصة في اللفظ لا في الخط. هذا ولا يتحقق القلب على الصورة التي رأيناها إلا بثلاثة أعمال تقدم شرحها فيما سبق ويمكن إجمالها في:

1.

قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة ميما خالصة لفظا لا خطا تعويضا صحيحا بحيث لا يبقى أثر بعد ذلك للنون الساكنة والمؤكدة والتنوين.

2.

إخفاء هذه الميم عند الباء.

3.

إظهار الغنة مع الإخفاء (5) .

ص: 163

ويجري في النون والميم المشددتين أحكام إدغام الحرفين المتماثلين مع وجوب الغنة ومقدارها الذي حدده القدماء من القراء وأهل الأداء كما سبقت الإشارة إليه نحو قوله تعالى " فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث "، وقوله تعالى " إنا أعطيناك الكوثر " و " من الجنة والناس "(1) .

4.

الإخفاء (2) : ويعني عند القراء: النطق بحرف ساكن عار من التشديد مع بقاء الغنة في المدغم، وهو هنا النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي (3) . وتتحقق هذه الصفة الصوتية في الحروف الباقية بعد حروف الإظهار والإدغام والقلب، وهي خمسة عشر حرفا يجمعها أوائل كلمات هذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما (4)

فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الخمسة عشر بعد النون الساكنة سواء أكان متصلا بها في كلمتها أم منفصلا عنها أو بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين، وجب إخفاؤها ويسمى إخفاء حقيقيا لتحقيق الإخفاء فيهما أكثر من غيرهما، ولاتفاق العلماء على تسميته كذلك. ولا تشديد في الإخفاء لأن الحرف أيضا يخفى بنفسه لا في غيره، والإدغام إنما هو أن تدغم الحرف في غيره؛ فلذلك يقع فيه التشديد والغنة مع الإخفاء كما كانت مع الإظهار؛ لأنه كالإظهار. فالغنة في الحرف الخفي هي النون الخفية؛ وذلك أن النون مخرجها من طرف اللسان وأطراف الثنايا ومعها غنة من الخياشيم، فإذا أخفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان وبقي ما كان يخرج من الخياشيم ظاهرا. وعلة خفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف أن النون الساكنة قد صار لها مخرجان: مخرج لها وهو المخرج التاسع (من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا) ، ومخرج لغنتها وهو المخرج السادس عشر

ص: 164

(من الخياشيم أو الأنف) على مذهب سيبويه (1) . فاتسعت بذلك في المخرج، بخلاف سائر الحروف فأحاطت باتساعهم بذلك في المخرج بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة بها فخفيت عندها، وكان ذلك أخف لأنهم لو استعملوها مظهرة لعمل اللسان فيها من مخرجها ومن مخرج غنتها، فكان خفاؤها أيسر ليعمل اللسان مرة واحدة (2) . وذلك أنها من حروف الفم، وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف، فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم كان أخف عليهم ألا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة، وكان العلم بها أنها نون ذلك الموضع كالعلم بها وهي من الفم لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضع غير النون والميم فاختاروا الخفة إذ لم يكن لبس (3) . وقيل إنما أخفيت (النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة) عندها لأنها تخرج من خرق الأنف الذي يمتد إلى داخل الفم لا من المنخر، فكان بين النون وحروف الفم اختلاط فلم تقو قوة حروف الحلق فتظهر معها، وإنما كانت متوسطة بين القرب والبعد لتوسط أمرها بين الإظهار والإدغام فأخفيت عندها لذلك، وعليه فلها ثلاثة أحوال: الإدغام والإخفاء والإظهار، فالإدغام للتقارب بالحد الأدنى، والإظهار للتباعد بالحد الأقصى، والإخفاء للمناسبة بالحد الأوسط. قال أبو عثمان المازني:" وبيانها مع حروف الفم لحن "(4) . ويفترق الإدغام عن الإخفاء في الأمور التالية:

أن الإخفاء لا تشديد معه مطلقا بخلاف الإدغام ففيه تشديد.

أن إخفاء الحرف يكون عند غيره، وأما إدغامه فيكون في غيره.

أن الإخفاء يأتي من كلمة ومن كلمتين، وأما الإدغام فلا يكون إلا من كلمتين. وقد ساق بعض علماء القراءات مراتب ثلاثا للإخفاء وهي:

1.

أعلاها عند الطاء والدال والتاء لقرب مخرج النون من مخرج هذين الحرفين فيكون الإخفاء فيها قريبا من الإدغام وذلك لقربهن من النون والتنوين في المخرج.

ص: 165

2.

أدناها عند القاف والكاف لبعد مخرج النون من مخرج هذه الحروف فيكون الإخفاء فيها قريبا من الإظهار.

3.

أوسطها عند الحروف العشرة لعدم قربها منها جدا ولا بعدها عنها جدا فيكون الإخفاء فيها متوسطا بينهما (1) .

أهداف البحث:

سبق أن أوضحنا أن الأصوات اللغوية تتأثر بعضها ببعض عند النطق بها داخل الكلمات والجمل والعبارات على حد سواء فتتغير بناء على ذلك مخارج بعض الأصوات أو صفاتها لكي تتفق في المخرج أو في الصفة أو في كليهما مع الأصوات الأخرى المحيطة بها داخل البيئة اللغوية فيحدث عند ذلك نوع من التوافق والانسجام والتقريب بين الأصوات. وتنحو النون الساكنة والتنوين هذا النحو فيتأثر كل منهما بنوع الصوت الذي يقع بعده ويلاصقه تأثرا واضحا في المخرج أو في الصفة أو في كليهما. ويتوقف ذلك على نسبة قرب المخرج فهي أكثر تأثرا بمجاورة أصوات طرف اللسان ووسطه من تأثرها بمجاورة تلك التي مخرجها من أقصى اللسان وليس المخرج وحده هو العامل الوحيد في هذا التأثر بل لا بد معه من صفة الصوت، فالنون التي هي من الأصوات المتوسطة أقل تأثرا بأصوات الشدة والرخاوة من تأثرها بمثيلاتها من الأصوات المتوسطة. وكما بينا سابقا فإن درجات تأثر النون الساكنة وما في حكمها (التنوين) بالأصوات المجاورة تتراوح بين إظهارها خالصة دون شائبة مع أصوات الحلق، وإدغامها إدغاما كاملا في الراء واللام حيث تفنى النون فيهما عند جمهور القراء فناء تاما، وبين إظهارها وإدغامها إدغاما كاملا نلحظ درجات مختلفة لتأثرها بما بعدها،كإخفائها أو قلبها ميما أو إدغامها ناقصا مع بقاء ما يشعر بها وهو الذي اصطلح على تسميته بالإدغام بغنة، وميل هذه النون في الأداء السليم إلى أن تفنى (فناء تاما أو ناقصا) في بعض الحروف التي تجاورها أو تلاصقها في البيئة اللغوية كما ذكرنا، هو الذي جعل القراء يحرصون فيما يبدو على وضع قواعد خاصة بالنون الساكنة وما في حكمها

ص: 166

(التنوين) ، يفرقون بها بين النطق السليم لهذه النون وبين ذلك الذي شاع في كلام العرب بعد اتساع رقعة الدولة العربية. والوسيلة التي لجأ إليها القراء منذ القدم لإعطاء هذه النون بعض حقها الصوتي حتى لا تفنى في غيرها من الأصوات التي تجاورها ما عدا أصوات الحلق هي الحرص على إظهار غنتها مع بعض الأصوات التالية لها. فالغنة التي حالت فيما نظن بين النون وفنائها في غيرها من الأصوات هي وسيلة عمد إليها القراء في قراءة القرآن الكريم احترازا من أن تقرأ آياته كما يتكلم العرب في أحاديثهم الدارجة، وليست الغنة في رأينا إلا إطالة لصوت هذه النون مع تردد موسيقي محبب فيها. فالزمن الذي يستغرقه النطق بالغنة هو في معظم الأحيان ضعف ما تحتاج إليه النون المظهرة، وليس هذا إلا للحيلولة بين النون والفناء في غيرها فالفرق بين النون المظهرة والنون المغنة هو فرق في الكمية من ناحية، وتطور النون وميلها إلى مخرج الصوت المجاور من ناحية أخرى. ويحاول هذا البحث بطريق التطبيق والتجريب أن يقف على أمور تتعلق بالنظر إلى الكم الزمني لصويت الغنة المصاحب للميم والنون وما في حكمها (التنوين) الذي يستغرقه النطق بها في أداء آي القرآن الكريم عندما تتجاور الأصوات مع غير حروف الحلق فيما اصطلح على تسميته الإدغام (التام والناقص) ، والإقلاب، والإخفاء.

مادة البحث:

قام هذا البحث على نص من القرآن الكريم هو سورة (يونس عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم) مقروءة على قراءة حفص عن عاصم على طريق الترتيل بأصوات أربعة من القراء المجيدين المعاصرين هم على الترتيب: (الشيخ محمود خليل الحصري ت عام 1980 هـ. والشيخ محمد صديق المنشاوي ت عام 1969 هـ. والشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد ت عام 1988 هـ. يرحمهم الله والشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي أمد الله في عمره)

ص: 167

كانت مادة البحث مسجلة على شرائط من الكاسيت وجميعها من تسجيلات " العقيدة الإسلامية "، ويعد تسجيل المقرئين الأربعة بصفة عامة تسجيلا نقيا خاليا من المؤثرات الصوتية الأخرى، وروعي في اختيار هؤلاء القراء الأربعة التنوع والتزامهم القراءة بقواعد المد على قراءة حفص عن عاصم (على طريقة الترتيل) ، وكان اختيار مادة البحث " سورة يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم " بأصوات هؤلاء القراء الأربعة عشوائيا فلم يكن وراءه أي غرض سوى غرض البحث العلمي البحت.

طريقة البحث:

تم اختيار مادة البحث على النحو السابق ثم رقمت قراءة كل مقرىء برقم خاص من الأرقام (14) حسب وروده في الترتيب المذكور سابقا فرمز إلى قراءة الشيخ محمود خليل الحصري مثلا

بالرقم (1) ورمز إلى قراءة الشيخ محمد صديق المنشاوي بالرقم (2) وهكذا

ثم قام الباحث بإدخال قراءة كل مقرىء على حدة في وحدة التسجيل الخاص بالجهاز الصوتي (Sona - Graph Model 5500) تبعا لطريقة الإدخال المرفقة صورتها بهذا البحث، بدئ بعد ذلك باستقراء صور صويت الغنة بأشكاله المتعددة تبعا لوروده في الآيات القرآنية الكريمة في قراءة المقرىء رقم (1) ورصدت نتائجها كلا على حدة ثم نظر إلى قراءة المقرئ رقم (2) وفعل بها مثل ما فعل بسابقتها

الخ، وقد تحصل الباحث بعد هذا الاستقراء على (1928) عينة هي حصيلة (482×4) وبعد أن صنفت نتائج عينات قراءة كل مقرىء على حدة جرى في هذا البحث استخراج المتوسط العام لكل عينة لدى القراء الأربعة مجتمعين على النحو الذي نراه في الجداول المرفقة وقد وزعت هذه الجداول إلى خمس مجموعات وهي:

1.

الرقم: ونقصد به في هذا البحث الرقم المتسلسل للعينات المدروسة حسب ورودها في النص القرآني الكريم.

ص: 168

2.

اللفظ المشتمل على صويت الغنة من الآية: ونقصد به في هذا البحث اللفظ المشتمل على صويت الغنة المقيس من الآية منصوصا عليه بخط يوضح موقعه من الكلمة في الآية.

3.

الزمن: وقسمناه إلى:مجموعتين:

أ. زمن صويت الغنة: ونقصد به زمن صويت الغنة لكل لفظ اشتمل على حرف النون الساكنة أو التنوين المتبوع بحروف الإدغام الصغير (الناقص) المجموعة في كلمة (ينمو) أو حرف الإقلاب (الباء) أو حروف الإخفاء الحقيقي (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ) ، وكذا زمن صويت الغنة لكل لفظ اشتمل على حرف النون أو الميم المشددتين، وزمن صويت الغنة لكل لفظ اشتمل على الميم الساكنة المتبوعة بميم مثلها (فيما يعرف بالإغام الصغير) أو الباء (فيما يعرف عند القراء بالإخفاء الشفوي) .

ب. زمن صويت الغنة والصامت بعده: ونقصد به زمن صويت الغنة الناشئ عن حروف النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة المتبوعة بالحروف المقتضية للإدغام الصغير والناقص والإقلاب والإخفاء الحقيقي والشفوي فلفظ مثل قوله تعالى " من تلقاء "(ذات الرقم 177) نجد أن زمن صويت الغنة بلغ (9715،) من الثانية، بينما نجد أن زمن صويت الغنة مع الصامت الساكن بعده بلغ (1.1247) من الثانية.

جدول استقراء عينات البحث:

زمن صويت الغنة والصامت بعده

زمن صويت الغنة

النص المقيس من الآية

3312،

2374،

1.

الكتاب الحكيم

9914،

8309،

2.

للناس عجبا

1.

0224

8415،

3.

رجل منهم

1.

0516

.8998،

4.

أن أنذر

1.

0602

9185،

5.

أن لهم

1.

1556

9955،

6.

عند ربهم

1.

1309

9375،

7.

إن هذا

1.

2411

1.

0225

8.

لساحر مبين

3562،

2437،

9.

مبين

9664،

8129،

10.

إن ربكم

1.

220

9761،

11.

أيام ثم

1.

3012

1.

021

12.

ثم استوى

1.

1013

9246،

13.

ما من شفيع

1.

141

6749

14.

من بعد

3749،

2937 ،

15.

تذكرون

1.

1119

9529،

16.

جميعا وعد

1.

0433

1.

1933

1.

0433

ص: 169

17.

إنه يبدأ

1.

1828

1.

0122

18.

ثم يعيده

1.

0883

9665،

19.

شراب من

1.

2275

1.

008

20.

حميم وعذاب

1.

110

9560،

21.

أليم بما كانوا

4562،

3312،

22.

يكفرون

1.

0012

8677،

23.

ضياء والقمر

1.

0369

9061،

24.

نورا وقدره

1.

0473

9061،

25.

لقوم يعلمون

4312،

3062،

26.

يعلمون

1.

0746

9539،

27.

إن في اختلاف

91623،

7790،

28.

الليل والنهار

1.

0121

8894،

29.

لقوم ينقون

3749،

2812،

30.

يتقون

1.

0513

8954،

31.

إن الذين

8977،

7749،

32.

واطمأنوا

4977،

2937،

33.

غافلون

9357،

7699،

34.

النار بما

5124،

3249،

35.

يكسبون

1.

307

9225،

36.

إن الذين

1.

1392

9725،

37.

ربهم بإيمانهم

1.

0307

8809،

38.

تجري من تحتهم

9268،

7894،

39.

في جنات

9769،

8436،

40.

النعيم

1.

030

8998،

41.

اللهم

4624،

3312،

42.

سلام

3374،

2562،

43.

العالمين

1.

069

9683،

44.

للناس

1.

306

1.

1400

45.

استعجالهم بالخير

3812،

2624،

46.

أجلهم

4187،

2687،

47.

يعمهون

1.

095

9266،

48.

الإنسان

1.

035

8931،

49.

لجنبه

9995،

8030،

50.

قائما فلما

1.

120

8767،

51.

فلما كشفنا

1.

2043

1.

0183

52.

ضر مسه

1.

0248

8787،

53.

من قبلكم

1.

0248

8955،

54.

لما ظلموا

1.

0831

9655،

55.

رسلهم بالبينات

4249،

3062،

56.

المجرمين

1.

0831

9351،

57.

ثم جعلناكم

1.

2411

1.

0851

58.

من بعدهم

1.

0706

9331،

59.

لننظر

1.

033

8290،

60.

بينات قال

9121،

7103،

61.

من تلقاء

91216،

7707،

62.

إني أخاف

4124،

2687،

63.

عظيم

1.

0081

8040،

64.

ولا أدراكم به

95383،

81446،

65.

عمرا من

1.

1267

9766،

66.

من قبله

3567،

2749،

67.

أفلا تعقلون

9775،

83115،

68.

ممن افترى

85197،

71033،

69.

إنه لا يصلح

4312،

3062،

70.

المجرمين

9847،

83946،

71.

من دون

1.

518

1.

306

72.

ينفعهم

1.

0640

90403،

73.

عند الله

3874،

2937،

ص: 170

74.

عما يشركون

3874،

2937،

75.

يشركون

1.

0205

5770،

76.

الناس إلا

1.

0017

8603

77.

أمة

1.

0829

9498،

78.

أمة واحدة

1.

4025

1.

1288

79.

واحدة فاختلفوا

1.

0784

8790،

80.

كلمة سبقت

3812،

2312،

81.

يختلفون

1.

018

8790،

82.

أنزل

9968،

7915،

83.

آية من

9831،

8165،

84.

إنما الغيب

9554،

8165،

85.

فانتظروا

9723،

7874،

86.

إني معكم

9516،

8124،

87.

معكم من

9998،

8373،

88.

المنتظرين

9974،

8499،

89.

الناس

1.

0267

8602،

90.

رحمة من

9540،

8040،

91.

من بعد

9393،

7745،

92 لهم مكر.

1.

160

1.

0274

93.

مكر في

1.

117

9602،

94.

إن رسلنا

3874،

2437،

95.

ما تمكرون

1.

020

8437،

96.

إذا كنتم

9994،

8165،

97.

بهم بريح

1.

134

9777،

98.

بريح طيبة

1.

261

1.

034

99.

طيبة وفرحوا

1.

055

8998،

100.

عاصف وجاءهم

9393،

7853،

101.

من كل مكان

1.

106

9662،

102.

مكان وظنوا

1.

103

9433،

103.

وظنوا

9852،

8290،

104.

أنهم

1.

102

8581،

105.

أنجيتنا

1.

034

8768،

106.

لنكونن

3374،

2187،

107.

الشاكرين

1.

118

9392،

108.

فلما

1.

0163

8665،

109.

أنجاهم

1.

141

9518،

110.

الناس

9513،

7744،

111.

إنما

1.

163

9540،

112.

على أنفسكم

1.

022

8498،

113.

أنفسكم متاع

1.

1954

9769،

114.

ثم إلينا

1.

093

8936،

115.

فننبئكم بما

1.

131

9497،

116.

بما كنتم تعملون

4374،

2687،

117.

تعملون

1.

0975

9039،

118.

إنما مثل

1.

0182

8540،

119.

أنزلناه

1.

0164

9519،

120.

مما يأكل

9306،

7811،

121.

الناس

1.

039

8746،

122.

وظن

8832،

7870،

123.

أنهم

9663،

8061،

124.

وأنهارا فجعلناها

9663،

8144،

125.

حصيدا كأن

1.

068

8476،

126.

لقوم يتفكرون

4312،

2874،

127.

يتفكرون

4312،

2874،

128.

سلام

9663،

8372،

129.

من يشاء

1.

125

9264،

130.

صراط مستقيم

3643،

2374،

131.

مستقيم

9186،

7562،

ص: 171

132.

وزيادة ولا

1.

170

9860،

133.

قتر ولا ذلة

1.

0536

9040،

134.

الجنة

1.

196

9623،

135.

سيئة بمثلها

3499،

2218،

136.

خالدون

1.

112

9436،

137.

جميعا ثم

1.

0067

8061،

138.

ذلة ما لهم

9436،

8155.

،

139.

ما لهم من الله

9437،

8186،

140.

عاصم كأنما

9030،

7374،

141.

كأنما

9248،

7968،

142.

قطعا من.

9186،

7124،

143.

أصحاب النار

3437،

2562،

144.

خالدون

1.

066

8936،

145.

جميعا ثم

1.

141

8249،

146.

ثم نقول

1.

1121

9456،

147.

أنتم وشركاؤكم

1.

212

1.

003

148.

ما كنتم

3999،

2399،

149.

تعبدون

1.

003

8249،

150.

شهيدا بيننا

9974،

8457،

151.

إن كنا

1.

0141

8082،

152.

كنا عن عبادتكم

4030،

2530،

153.

الغافلين

1.

162

9351،

154.

نفس ما

1.

016

8288،

155.

عنهم ما

4297،

2780،

156.

يفترون

9683،

8206،

157.

قل من يرزقكم

9665،

8415،

158.

يرزقكم من

1.

0163

8394،

159.

أمن يملك

9028،

7603،

160.

أمن يملك

9622،

8165،

161.

ومن يخرج

9580،

8123،

162.

ومن يدبر

3624،

2062،

163.

تتقون

9934،

8186،

164.

فأنى تصرفون

4249،

37491،

165.

تصرفون

1.

060

9063،

166.

أنهم لا يؤمنون

3874،

2312،

167.

يؤمنون

9227،

7915،

168.

من شركائهم

1.

016

8561،

169.

شركائهم من

8811،

7915،

170.

من يبدأ

9268،

7936،

171.

ثم يعيده

9123،

7707،

172.

ثم يعيده

1.

032

8686،

173.

فأنى تؤفكون

4437،

27491،

174.

تؤفكون.

1.

0435

8932،

175.

من شركائهم

1.

087

93671،

176.

شركائكم من

1.

124

9715،

177.

من يهدي

1.

068

9315،

178.

أفمن يهدي

1.

034

8624،

179.

أن يتبع

9748،

8623،

180.

أم من

1.

037

8852،

181.

أن يهدى

4187،

2405،

182.

تحكمون

1.

010

8457،

183.

إلا ظنا

9850،

8249،

184.

إن الظن

9935،

8498،

185.

الظن لا

1.

110

9517،

186.

إن الله

1.

202

1.

085

187.

عليم بما

4437،

2905،

ص: 172

188.

يفعلون

9600،

8269،

189.

أن يفترى

1.

034

8540،

190.

من دون الله

9611،

8103،

191.

ولكن تصديق

3280،

2061،

192.

العالمين

1.

260

1.

043

193.

بسورة مثله

1.

068

9164،

194.

استطعتم من

8915،

6624،

195.

من دون الله

1.

012

9330،

196.

إن كنتم

1.

053

9330،

197.

كنتم

3874،

1833،

198.

صادقين

1.

030

8788،

199.

ولما يأتهم.

9912،

8269،

200.

من قبلهم

9767،

8642،

201.

فانظر

3905،

2687،

202.

الظالمين

1.

055

9453،

203.

ومنهم من

9467،

7894،

204.

من يؤمن

9809،

8311،

205.

ومنهم من

3405،

2155،

206.

بالمفسدين

1.

064

8611،

207.

وإن كذبوك

9791،

8490،

208.

أنتم

9914،

8642،

209.

أنتم بريئون

1.

004

8307،

210.

مما أعمل

9915،

8686،

211.

بريء مما

9248،

7645،

212.

مما تعملون

3936،

2812،

213.

تعملون

1.

031

8809،

214.

ومنهم من

9953،

8582،

215.

من يستمعون

1.

012

8811،

216.

أفأنت

9415،

8061،

217.

تسمع الصم

3562،

2374،

218.

لا يعقلون

1.

070

9079،

219.

ومنهم من

1.

012

8478،

220.

من ينظر

1.

001

8891،

221.

ينظر إليك

8853،

7520،

222.

أفأنت

4062،

2749،

223.

لا يبصرون

9727،

8507،

224.

إن الله

9808،

8019،

225.

الناس

9621،

8144،

226.

شيئا ولكن

9831،

8394،

227.

ولكن

9787،

8332،

228.

الناس

9539،

8269،

229.

أنفسهم

3874،

2705،

230.

يظلمون

9807،

8082،

231.

ساعة من

9151،

7561،

232.

النهار

3062،

2062،

233.

مهتدين

9997،

8332،

234.

وإما

9427،

8040،

235.

نرينك

9536،

8207،

236.

أو نتوفينك

1.

056

9081،

237.

ثم الله

3780،

2499،

238.

يفعلون

9601،

8269،

239.

ولكل أمة

9865،

8061،

240.

رسول فإذا

1.

059

7561،

241.

بينهم بالقسط

3999،

2687،

242.

تظلمون

9102،

7206،

243.

إن كنتم

1.

030

9186،

244.

كنتم

3968،

2718،

245.

صادقين

1.

026

8747،

ص: 173

246.

ضرا ولا

1.

036

8475،

247.

ولكل أمة

1.

002

8392،

248.

ساعة ولا

3780،

2437،

249.

يستقدمون

1.

040

8852،

250.

نهارا ماذا

4280،

2843،

251.

المجرمون

9415،

7838،

252.

أثم

1.

068

9204،

253.

آمنتم

1.

172

1.

053

254.

آمنتم به

1.

157

9290،

255.

كنتم

9955،

8771،

256.

كنتم به

4155،

2843،

257.

تستعجلون

8186،

6874،

258.

ثم قيل

1.

024

8831،

259.

بما كنتم

4155،

2749،

260.

تكسبون

1.

122

8571،

261.

ويستنبؤنك

1.

053

9269،

262.

إنه لحق

9580،

7529،

263.

لحق وما أنتم

9808،

8286،

264.

أنتم

9871،

8749،

265.

أنتم بمعجزين

3592،

2468،

266.

بمعجزين

1.

114

9852،

267.

ولو أن

1.

082

9642،

268.

نفس ظلمت

1.

024

8353،

269.

الندامة

1.

082

9102،

270.

لما رأوا

1.

147

9851،

271.

بينهم بالقسط

4124،

2937،

272.

لا يظلمون

1.

059

8186،

273.

ألا أن

1.

127

9811،

274.

ألا أن

1.

047

8392،

275.

حق ولكن

1.

034

8771،

276.

ولكن

3937،

2780،

277.

لا يعلمون

3686،

2468،

278.

ترجعون

1.

038

8728،

279.

الناس

9977،

8394،

280.

جاءتكم موعظة

1.

026

9144،

281.

موعظة من

9102،

7415،

282.

وهدى ورحمة

9436،

7812،

283.

خير مما

1.

003

8055،

284.

مما يجمعون

4312،

2687،

285.

يجمعون

9590،

8155،

286.

أرأيتم ما

8795،

6468،

287.

ما أنزل

1.

013،

8468،

288.

لكم من

9343،

8154،

289.

رزق فجعلتم

1.

289

1.

096

290.

فحعلتم منه

8809،

7468،

291.

حراما وحلالا

1.

005

8749،

292.

حلالا قل

3374،

2437،

293.

تفترون

9684،

7906،

294.

وما ظن

9745،

8467،

295.

إن الله

8592،

8317،

296.

على الناس

3274،

2062،

297.

يشكرون

9994،

8281،

298.

شأن وما

1.

112

8561،

299.

من قرآن

9619،

8061،

300.

قرآن ولا

9311،

7936،

301.

كنا

1.

102

9532،

302.

من مثقال

1.

003

8686،

303.

ذرة في

9342،

7811،

ص: 174

304.

من ذلك

1.

018

8593،

305.

كتاب مبين

3563،

2624،

306.

مبين

9155،

7468،

307.

إن أولياء

3562،

2437،

308.

يحزنون

3562،

2624،

309.

يتقون

3062،

2124،

310.

الفوز العظيم

9216،

7936،

311.

ولا يحزنك

9374،

7995،

312.

إن العزة

3249،

2249،

313.

العليم

9853،

8191،

314.

ألا إن

9583،

8137،

315.

من في

9764،

7998،

316.

ومن في

9768،

8397،

317.

من دون

9281،

8092،

318.

إن يتبعون

9340،

7905،

319.

الظن

3374،

2562،

320.

يخرصون

8561،

6874،

321.

والنهار

8655،

7280،

322.

إن في

1.

287

8359،

323.

لقوم يسمعون

9863،

7895،

324 عندكم

9837،

8375،

325.

عندكم من

8405،

7030،

326.

من سلطان

9967،

8561،

327.

سلطان بهذا

3749،

2812،

328.

ما لا يعلمون

1.

003

8531،

329.

متاع في

1.

024

8557،

330.

ثم إلينا

8593،

7436،

331.

ثم نذيقهم

9031،

7312،

332.

إن كان

9837،

8734،

333.

عليكم مقامي

9997،

8249،

334.

ثم لا يكن

1.

015

8811،

335.

غمة

1.

130

1.

009

336.

غمة ثم

8972،

7856،

337.

ثم

9186،

7967،

338.

ولا تنظرون

3874،

2687،

339.

ولا تنظرون

9369،

7811،

340.

فإن توليتم

9867،

8792،

341.

فما سألتم من

3374،

2562،

342.

من المسلمين

8975،

7964،

343.

ومن معه

9311،

7874،

344.

فانظر

9092،

7936،

345.

المنذرين

3249،

2499،

346.

المنذرين

9217،

7811،

347.

ثم

9778،

8593،

348.

من بعده

1.

008

8778،

349.

فجاءوهم بالبينات

1.

109

9593،

350.

من قبل

3812،

2687،

351.

المعتدين

9061،

7562،

352.

ثم بعثنا

9124،

7968،

353.

من بعدهم

1.

120

8374،

354.

بعدهم موسى

9387،

7953،

355.

قوما مجرمين

9975،

7999،

356.

فلما جاءهم

1.

063

9432،

357.

عندنا

9686،

8405،

358.

إن هذا

8561،

7811،

359.

لسحر مبين

3562،

2062،

360.

مبين

8936،

7124،

361.

لما جاءهم

2187،

1437،

ص: 175

362.

الساحرون

8623،

6999،

363.

عما وجدنا

4249،

3187،

364.

عليم

9123،

7562،

365.

فلما

8686،

7374،

366.

لهم موسى

9749،

8124،

367.

ما أنتم

8936،

7499،

368.

أنتم ملقون

3749،

2499،

369.

ملقون

9654،

7999،

370.

فلما ألقوا

1.

021

9058،

371.

جئتم به

1.

058

9059،

372.

إن الله

9589،

7874،

373.

إن الله ل يصلح

2874،

1874،

374.

عمل المفسدين

3374،

2187،

375.

المجرمون

1.

243

8999،

376.

ذرية من

9568،

7895،

377.

من قومه

8967،

7780،

378.

خوف من

8561،

7030،

379.

من فرعون

9557،

7967،

380.

أن يفتنهم

9217،

8061،

381.

وإن فرعون

9217،

7780،

382.

لعال في

9405،

8186،

383.

وإنه

4124،

3124،

384.

لمن المسرفين

9405،

8281،

385.

إن كنتم

1.

037

8807،

386.

كنتم

1.

024

8748،

387.

كنتم مسلمين

3312،

2249،

388.

مسلمين

8905،

7655،

389.

آمنتم

9123،

7905،

390.

آمنتم بالله

1.

027

8623،

391.

إن كنتم

9281،

8031،

392.

كنتم

1.

068

9311،

393.

كنتم مسلمين

3374،

2187،

394.

الظالمين

8499،

7218،

395.

أن تبوءآ

9122،

7655،

396.

بيوتا واجعلوا

9031،

7655،

397.

قبلة وأقيموا

3499،

2374،

398.

وبشر المؤمنين

9810،

8281،

399.

إنك

8781،

7124،

400.

زينة وأموالا

8249،

6691،

401.

وأموالا في

9873،

8749،

402.

عن سبيلك

3499،

2624،

403.

العذاب الأليم

9935،

8748،

404.

ولا تتبعان

3624،

2187،

405.

لا يعلمون

9245،

7592،

406.

بغيا وعدوا

8249،

7717،

407.

آمنت

8933،

7399،

408.

أنه لا إله

3499،

2124،

409.

من المسلمين

9120،

7686،

410.

وكنت

3937،

2624،

411.

المفسدين

8999،

7593،

412.

وإن كثيرا

1.

002

8499،

413.

كثيرا من

9658،

8167،

414.

الناس

4499،

3499،

415.

لغافلون

9186،

7437،

416.

صدق ورزقناهم

9371،

7985،

417.

ورزقناهم من

8905،

7249،

418.

إنك

ص: 176

4687،

3437،

419.

يختلفون

9061،

7812،

420.

فإن كنت

1.

055

9018،

421.

كنت

9714،

8061،

422.

شك مما

1.

137

9873،

423.

مما

8717،

7530،

424.

أنزلناه

9686،

7843،

425.

من قبلك

8405،

6937،

426.

تكونن

3687،

2249،

427.

الممترين

9713،

8155،

428.

ولا تكونن

3124،

2062،

429.

الخاسرين

9342،

7999،

430.

إن الذين

3249،

2189،

431.

لا يؤمنون

2749،

1749،

432.

الأليم

1.

018

8436،

433.

لما آمنوا

9465،

8124،

434.

من في

9338،

7967،

435.

أفأنت

1.

034

8373،

436.

الناس

3187،

2124،

437.

مؤمنين

8655،

7343،

438.

أن تؤمن

3062،

2124،

439.

يعقلون

1.

012

8368،

440.

انظروا

9808،

7842،

441.

والنذر

8718،

7217،

442.

عن قوم

3687،

2124،

443.

يؤمنون

9059،

7342،

444.

ينتظرون

1.

174

9245،

445.

من قبلهم

9342،

8030،

446.

قل فانتظروا

9217،

8249،

447.

إني معكم

9529،

7933،

448.

معكم من

1.

008

8463،

449.

المنتظرين

9273،

7811،

450.

ثم ننجي

1.

005

8717،

451.

ننجي

3374،

2124،

452.

المؤمنين

1.

046

8874،

453.

أيها الناس

9373،

7874،

454.

إن كنتم

9436،

7780،

455.

كنتم

9717،

7874،

456.

شك من

9436،

8061،

457.

من ديني

4249،

3062،

458.

تعبدون

9217،

8093 ،

459.

من دونه

3749،

2312،

460.

من المؤمنين

1.

018

8374،

461.

حنيفا ولا

1.

012

7968،

462.

تكونن

3124،

2437،

463.

من المشركين

1.

027

9182،

464.

من دون

9278،

7811،

465.

ينفعك

9654،

8155،

466.

فإن فعلت

8781،

7718،

467.

فإنك

8780،

7405،

468.

إذا من

4374،

3437،

469.

الظالمين

1.

033

8593،

470.

وإن يمسسك

9093،

7624،

471.

بضر فلا

9655،

7624،

472.

وإن يردك

9655،

7998،

473.

بخير فلا

9311،

7562،

474.

من يشاء

9874،

8061،

475.

الناس

9844،

8432،

476.

فإنما

1.

093

9381،

477.

ومن ضل

1.

037

8621،

478.

فإنما

ص: 177

1.

006

8749،

479.

عليكم بوكيل

3749،

2562،

480.

الحاكمين

ملاحظات عامة على النتائج:

1.

يتضح لنا بعد مراجعة نتائج عينات البحث المرفقة التي قامت عليها الدراسة أن المتوسط الزمني لمدة النطق بصويت الغنة في قراءة القراء الأربعة بجميع صورها المختلفة ومراتبها المتعددة التي اشتملت عليها الآيات القرآنية الكريمة موضوع البحث متقارب شيئا ما، وما نراه من التفاوت في المتوسط العام لزمن النطق بصويت الغنة في بعض نتائج عينات البحث المرفقة في قراءة القراء الأربعة كما سنرى مظاهره بعد يعود بدرجة كبيرة إلى سبب خارج عن زمن النطق بحرفي النون والميم الساكنين أو المحركين حال حصولهما في المخرج وقد لجأ أصحاب الأداء السليم لألفاظ القرآن الكريم إلى إطالة زمن النطق بصويت الغنة المصاحب لهذين الحرفين وما في حكمهما للحيلولة بينها وبين أن تفنى (فناء تاما أو ناقصا) كما ذكرنا فيما سبق في بعض الحروف التي تجاورها أو تلاصقها في البيئة اللغوية.

2.

لم تشتمل آيات سورة يونس (عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم) على أي نوع من صويت الغنة من نوع إدغام النون الساكنة والتنوين في النون بعدها نحو قوله تعالى " إن نشأ ننزل عليهم من السماء ماء الشعراء _4 _ "، وقوله تعالى " ملكا نقاتل في سبيل الله البقرة 246 "، وقد أجرى الباحث عدة تجارب على عينات من آي أخر اشتملت على هذا النوع من صويت الغنة وردت في سورة البقرة بقراءة هؤلاء القراء الأربعة واستخرج منها الباحث المتوسط العام، وقد أثبتت نتائجها في مكانها من هذا البحث

ص: 178

3.

تظهر صور التمثيل الطيفي لحروف (النون والميم الساكنين وما في حكمهما) المرفق بعض نماذجها بهذا البحث عند التقائها بالحروف المقتضية للإدغام بغنة (الناقص والمثلين) والإقلاب والإخفاء (الحقيقي والشفوي) أن هناك شيئا ما زائدا على أصل الحرف أتى مصاحبا له قبل أن ينطق بالحرف الملاصق له في البيئة اللغوية وهذا الشيء الزائد على أصل الحروف (النون والميم الساكنين وما في حكمهما) هو صفة الغنة الملازمة لهذين الحرفين وما في حكمهما ويستغرق زمن النطق به مدة قد تطول وقد تقصر كما سنرى في مكانه من هذا البحث بناء على الحرف من حيث المخرج والصفة الذي يأتي بعد حروف الغنة وليس ذلك إلا للحيلولة بين (النون والميم الساكنين وما في حكمهما) والفناء في غيرها كما أشرنا إلى ذلك سابقا

4.

اتضح لنا بعد التدقيق في صور التمثيل الطيفي المرفق بعض نماذجها بهذا البحث أن هذا الشي الزائد على أصل الحروف (النون والميم الساكنين وما في حكمهما) يمثل بدقة صفة الغنة الملازمة لهذه الحروف. يؤكد ذلك قول أصحاب الأداء القدماء في تعريفهم للغنة بأنها صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه إذ الخارج من الخيشوم هو صوت الغنة لا حروفها، والغنة كما هو معروف ليست حرفا كما في إطلاق بعضهم أو تخصيصه؛ لأن الحرف يعمل فيه اللسان لإخراجه، والغنة ليست كذلك بل هي صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي أي النون والميم وما في حكمهما. وهذا الأمر هو الذي أوجب إلحاقها بالصفات المشهورة التي لا ضد لها وهي لا تقل أهمية عن صفة القلقلة. وقد عدها من الصفات جمع من العلماء كالإمام ابن بري وغيره. ومنهم من ذكرها مع المخارج ولكل وجهة. فمن ذكرها في المخارج، نظر أن لها مخرجا وهو الخيشوم فذكرها معه، وعدها من الحروف تغليبا للحروف عليها. ومن ذكرها في الصفات، نظر إلى أنها صفة اختصت بمخرج دون سائر الصفات فعدها منها تبعا لها.

ص: 179

5.

تبين للباحث بعد استقراء صور التمثيل الطيفي لكيفية أداء صفة الغنة الملازمة لحروف (النون والميم الساكنين وما في حكمهما) المرفق بعض نماذجها بهذا البحث عند التقائها بالحروف المستلزمة حدوث هذه الغنة أن هناك شيئا ما ظاهرا على هذه الصور يتمثل في شكل حزم سوداء داكنة ممتدة من القاعدة إلى القمة حدثت قبل استكمال النطق بهذه الحروف وقبل النطق بالحرف الملاصق لها أيضا المستلزم لحدوث الغنة في البيئة اللغوية وتحدث هذه الغنة كما أوضحنا سابقا نتيجة اندفاع الهواء من الرئتين محركا الوترين الصوتيين ثم يتخذ مجراه في الحلق أولا حتى إذا وصل إلى أقصى الحلق هبط أقصى الحنك الأعلى فيسد بهبوطه فتحة الفم ويتسرب الهواء من التجويف الأنفي محدثا في مروره نوعا من الحفيف لا يكاد يسمع أو يلاحظ على الصور الطيفية لصويت الغنة في حالة الإدغام بغنة، وكذا في حالة الإخفاء (بما فيه الإقلاب) ، حيث نسقط المخرج ونبقي الصفة في هذه الأحوال جميعا، والفارق بين حال النون في هذه الحالات كما أوضحنا سابقا أنه مع الإدغام يلغى المخرج وتبقى الصفة التي هي الغنة والتي مخرجها من الأنف أو الخيشوم، وفي الوقت نفسه ينطق حرف الإدغام (ي،و، م) فيحدث تزامن في النطق، فيخيل للسامع مع أن الياء في (من يهدي) مشددة، وأن الواو في (من وال) مشددة

إلخ، وليس هناك تشديد لأنه لو كان هناك تشديد لرأينا ذلك واضحا على الصور الطيفية لصويت الغنة، ولسمعنا الياء في (من يهدي) ياء مشددة بدون غنة، لكننا نرى حزما سوداء داكنة على الصورة الطيفية ذات معالم أو مكونات ثابتة، فالمسألة تزامن نطق فقط، أما مع الإخفاء (بما فيه الإقلاب) فيحدث أن النون يسقط مخرجها بمعنى أننا لا نجعل طرف اللسان يلتصق بما يقابله من مقدم الحنك، ونجعل الصوت يمر من الخيشوم أو الأنف لكي ننطق الغنة التي هي الصفة الجوهرية المشخصة للنون، وبذلك تكون النون قد حذف شطر من

ص: 180

مخرجها، وشطر آخر من صفتها، وبعد الانتهاء من نطق الغنة نبدأ في نطق حرف الإخفاء. أما النون في حالة إدغام النون في مثلها أو في الميم نحو " من نار " و " من مال " وكذا النون المشددة في نحو " جنات " والميم المشددة في نحو " فأما من أعطى " فإن الهواء إذا وصل إلى أقصى الحلق، فلا تهبط اللهاة وتسد الفم إلا بعد أن يصل الهواء إلى الفم حيث مخرج الميم في الشفتين، والنون في طرف اللسان الذي يلتصق بمقدم الحنك الأعلى، فيعود الهواء إلى الخلف ليجد اللهاة قد هبطت، وفتحت الطريق إلى الخيشوم، فيخرج منه الهواء محدثا صوت الغنة. بقي معنا إخفاء الميم في نحو " يوم هم بارزون " وهو كإخفاء النون تماما.

ص: 181

6.

لاحظ الباحث بعد التأمل في صور التمثيل الطيفي المرفق بعض نماذجها بهذا البحث ذلك التشابه على وجه العموم في المعالم (Formants) التي يسلكها في الأداء السياقي هذا الهواء المتسرب من التجويف الأنفي عند النطق بالحروف التي تلازمها صفة الغنة وحرف الحركة (قصيرا كان أو طويلا) فكلاهما يشكلان بقعا سوداء داكنة منتظمة تنتشر عموديا على معالم الصورة جميعها وتمتد من القاعدة إلى القمة كما أشرنا إلى ذلك في مكانه من هذا البحث مع اختلاف يسير بينهما في المقدار والمدة الزمنية تبعا لنوع حرف الغنة (نونا ساكنة كانت أو ميما ساكنة أو ما في حكمهما) ، ونوع الحرف الملاصق لها في البيئة اللغوية وكذا حكم الغنة معه (إدغاما كان أو إقلابا أو إخفاء) مما سنرى مظاهره فيما بعد وهذا يفسر بوضوح قول القدماء من علماء اللغة العربية والنحو والقراءات الذين وصفوا صويت الغنة بأنه صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه يشبه المد واللين والمعروف أن هذا الذي يخرج بهذه الكيفية هو صفة الغنة لا حروفها فهو بعض حرف الغنة وليس كله، كما أن الحرف يعمل فيه اللسان لإخراجه وليس كذلك صويت الغنة، هذه الأسباب وغيرها ما جعلني أعد صوت الغنة في هذا البحث (صويتا) .

مناقشة نتائج العينات: بمقارنة نتائج المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة الواردة في الآيات القرآنية بقراءات القراء الأربعة الذين جعلت قراءاتهم الأساس الذي قام عليه البحث والملاحظة نجد اختلافا ملحوظا بين نتائج هذا المتوسط العام لبعض العينات وبعضها الآخر، وهذا الاختلاف أخذ صورا كثيرة ومظاهر عديدة نجملها فيما سنعرضه من نقاط:

أولا: صويت الغنة مع حرفي النون والميم المشددين.

ص: 182

أ. وجد بعد استقراء نتائج العينات في الآيات القرآنية بقراءة هؤلاء القراء الأربعة التي قامت عليها الدراسة أن المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة مع النون المشددة (من مجموع 82 عينة اشتمل عليها البحث) قد بلغ (8340،) من الثانية، في حين بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة نفسه مع الميم المشددة (8423،) من الثانية (من مجموع 35 عينة اشتمل عليها البحث) .

ب. بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لحرف النون المشدد في العينات نفسها (1561،) من الثانية، مقارنة بذلك المتوسط العام للمدة الزمنية لحرف الميم المشدد الذي بلغ (1539،) من الثانية في العينات نفسها أيضا.

ج. بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة والنون المشددة معا في العينات نفسها التي اشتمل عليها البحث (9865،) من الثانية، في حين بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة والميم المشددة (9847،) من الثانية في العينات نفسها التي اشتمل عليها البحث كما نرى في الجدول:

الصوت المقيس

عدد العينات

مجموع المدة الزمنية للصوت المقيس في العينات جميعها

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المشددة

82

68.

39509

8340، من الثانية

صويت الغنة للميم المشددة

35

29.

4806

8423، من الثانية

ص: 183

وكما هو ملاحظ من نتيجة المتوسط العام لنتائج العينات المرفقة لصويت الغنة مع كل من حرفي النون والميم المشددين نستطيع القول إن زمن النطق بصويت الغنة للميم المشددة بدا أطول زمنا من زمن النطق بصويت الغنة للنون المشددة. ولدى إخضاع نتائج العينات المشار إليها لاختبار (T. test) للفروق بين العينات اتضح أن هناك فرقا بينهما في الحالين قدر بحوالي (P > 0،01) وهو وإن كان فارقا ضئيلا إلا أنه يعتد به في مثل هذه الحالات. وما ذلك في رأينا إلا لأن حرف الميم كما يقول علماء القراءات القدماء أقوى من حرف النون لأن لفظها (مخرجها) لا يزول* ولفظ (مخرج) النون قد يزول عنها فلا يبقى منها إلا غنة ولذلك سمي الميم الحرف الراجع لأنك ترجع إلى الخيشوم لما فيها من الغنة *، والخيشوم: هو الخرق المنجذب إلى داخل الفم. ويعد صويت الغنة في حرفي النون والميم المشددين وما في حكمهما عند بعض علماء القراءات من أقوى مراتب صويت الغنة ويشمل هذا النوع من صويت الغنة مع حرف الغنة المشدد ما كان منه في كلمة واحدة، وما كان منه في كلمتين، فالذي في كلمة هو النون والميم المشددتان مطلقا كما رأينا في جداول عينات البحث المرفقة (الأرقام 7، 10، 12، 27، 31، 32، 39، 77، 103

إلخ) والذي في كلمتين يشمل أربعة أنواع وكلها من الإدغام التام:

1.

الإدغام التام المصحوب بالغنة وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم (الأرقام 3، 8، 19، 74، 120، 160، 344، 425

إلخ) وسنرى تفصيلا لذلك في موضعه من هذا البحث.

2.

إدغام الميم الساكنة في مثلها كما نجده في عينات البحث المرفقة (الأرقام 87، 92، 113، 156، 159، 169، 176، 194، 203

إلخ) وسنرى تفصيلا لذلك في موضعه من هذا البحث.

ص: 184

3.

إدغام المتجانسين الصغير المصحوب بصويت الغنة، وهو إدغام الباء الساكنة في الميم نحو قوله تعالى " يا بني اركب معنا هود الآية 42 ". ولم يشتمل النص موضوع الدراسة على شيء من هذا النوع. بيد أن الباحث قد أجرى عدة تجارب على الآية المذكورة آنفا بأصوات هؤلاء القراء الأربعة وقد أثبتت نتائجها في مكانها من هذا البحث.

4.

إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقا كما نراه في عينات البحث المرفقة (الأرقام 2، 28، 34، 40، 44، 89، 110، 121، 144، 228، 232

إلخ) ، وإليك بيان هذه المراتب الخمس وتحديد القيم الزمنية لصويت الغنة مع كل مرتبة:

ص: 185

1.

الإدغام التام المصحوب بالغنة: وهو كما سبق إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم، وإدغام النون الساكنة والتنوين في مثلها لا إشكال فيه وإنما الجميع على إدغامهما بغنة، ويسمى إدغام مثلين صغيرا مع الغنة. وكذلك اتفق الجميع على إدغامهما أيضا بغنة مع الميم وتبقى الغنة غير مدغمة، خارجة من الخياشيم، فينقص حينئذ التشديد، والغنة التي كانت في النون باقية مع لفظ الحرف الأول، لأنك إذا أدغمت في حرفين فيهما غنة، وذلك الميم والنون فبالإدغام تلزم الغنة لأنها باقية غير مدغمة، وبالإظهار أيضا تلزم الغنة لأن الأول حرف تلزمه الغنة ومثله الثاني. فالغنة لا بد منها ظاهرة أدغمت أو لم تدغم. وعلة إدغامها في النون هو اجتماع مثلين الأول ساكن ولا يجوز الإظهار ألبتة. فأما علة إدغامها في الميم فلمشاركتهن في الغنة، ولتقاربهن في المخرج للغنة التي فيهن لأن مخرج النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة من الخياشيم فقد تشاركن في مخرج الغنة فحسن الإدغام مع أن النون مجهورة شديدة والميم مثلها فقد تشاركن في الجهر والشدة فهما في القوة سواء في كل واحد جهر وشدة وغنة فحسن الإدغام وقوي وبقيت الغنة ظاهرة لئلا يذهب الحرف بكليته ولأنك لو أذهبت الغنة لأذهبت غنتين غنة كانت في الأول وغنة كانت في الثاني إذا سكن، وأيضا فإنه لا يمكن ألبتة زوال الغنة لأنك لا بد لك في الإدغام من أن تبدل من الأول مثل الثاني وذلك لا بد من الغنة لأن الأول فيه غنة والثاني إذا سكن فيه غنة فحيثما حاولت مذهبا لزمتك الغنة ظاهرة فلم يكن بد من إظهار الغنة في هذا ذوهذا كله إجماع من القراء والعرب، ولا يتمكن أبدا في إدغام النون والتنوين في الميم والنون إدغام الغنة إلا بذهاب لفظ الحرفين جميعا إلى غيرهما من الحروف مما لا غنة فيه إذا سكن وذلك تغيير لم يقع في كلام العرب. وتشير نتائج عينات البحث المرفقة إلى أن المتوسط العام لصويت الغنة موضوع

ص: 186

البحث للنون الساكنة مع حرف النون قد بلغ (8395,) من الثانية، في حين بلغ هذا المتوسط العام لصويت الغنة للتنوين مع حرف النون (8706,) من الثانية، بينما بلغ المتوسط العام لصويت الغنة للنون الساكنة مع حرف الميم (8453 ,) من الثانية، وللتنوين مع حرف الميم (8550,) من الثانية كما يتضح ذلك من الجدول:

الصوت المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون مع النون

8

6.

2992

8395,

صويت الغنة للتنوين مع النون

5

4.

353

8706,

صويت الغنة للنون مع الميم

30

25.

361

8453,

صويت الغنة للتنوين مع الميم

21

17.

955

8550,

ولدى إخضاع نتائج العينات لاختبار (T. test) للفروق بين العينات اتضح أن هناك فارقا زمنيا بينهما قدر بحوالي (P >0، 01) وهو وإن كان فارقا ضئيلا إلا أنه يعتد به في مثل هذه الحالة.

2.

إدغام الميم الساكنة في مثلها، ويسمى إدغاما صغيرا مع الغنة، وحرفه واحد فقط وهو الميم إذا وقع بعد الميم الساكنة سواء كان معها في كلمة أم كان في كلمتين وهنا يجب إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة. فالذي من كلمة نحو " آلم البقرة آية 1 "،والذي من كلمتين " كم من فئة البقرة آية 249 " ومنه إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم كما ذكرنا آنفا وذلك لقلب المد غم من جنس المد غم فيه، وكذلك يطلق على كل ميم مشددة كما قاله في النشر، وسمي إدغاما لإدغام الميم الساكنة في المتحركة، وسمي بالمثلين لكون المد غم والمد غم فيه من حرفين اتحدا مخرجا وصفة أو اتحدا اسما ورسما، وسمي صغيرا لكون الأول من المثلين ساكنا والثاني متحركا أو لقلة عمل المد غم، وسمي بالغنة لكون الغنة مصاحبة له وهي هنا بالإجماع ووجهه التماثل. وقد بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة في هذا النوع من مراتب الإدغام في عينات البحث المرفقة (8424،) من الثانية من مجموع (27 عينة اشتمل عليها البحث) كما نراه في الجدول

ص: 187

الصوت المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للميم مع الميم

27

22.

7472

8424,

صويت الغنة للميم+ميم بعدها

27

26.

8355

9939,

ولدى إخضاع نتائج العينات لاختبار (F. test) للفروق بين العينات اتضح أن هناك فارقا زمنيا بينهما قدر بحوالي (P > 0،6361) من مجموع (21) عينة وهي قيمة يعتد بها في مثل هذه الحالة.

3.

إدغام المتجانسين الصغير المصحوب بصويت الغنة: وضابطه: أن يكون الحرفان اللذان حصل فيهما هذا الإدغام متفقين في المخرج ومختلفين في الصفة.

ومثاله: إدغام الباء الساكنة في الميم (ولم تشتمل عينات البحث في النص الموضوع للدراسة على شيء من هذا النوع من صور الإدغام. وقد أجرى الباحث عدة تجارب على هذا النوع من الإدغام وهي آية واحدة وردت في سورة هود (عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم) في قوله تعالى" يا بني اركب معنا سورة هود آية 42 " عند من أدغم ومنهم حفص وعاصم من الشاطبية اتفاقا، ووجهه التجانس، وقد جاء عنه من طريق الطيبة الخلاف، وهذا يفيد أن لحفص الوجهين الإظهار والإدغام فيه من طريق الطيبة. وقد عد بعض علماء اللغة العربية والنحو القدماء هذا الإدغام من قبيل إدغام حرف في مقاربه، وإذا أدغم الحرفان المتقاربان قلب الأول فيهما عندهم إلى لفظ الثاني قلبا صحيحا وأدغم فيه إدغاما تاما فتقلب حينئذ الباء ميما وتدغم في الميم التي بعدها ولم يجعلوها باء للغنة التي في الميم ولئلا تذهب الغنة بذهاب ذلك الصوت لعدم وجودها في الباء. وسمي إدغاما صغيرا لقلة العمل فيه حالة الإدغام حيث يكون فيه عملان هما: قلب المد غم من جنس المد غم فيه ثم إدغامه في المد غم فيه. وقد بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لأمثال هذا النوع من مراتب الإدغام (8797،) من الثانية كما نراه في هذا الجدول

الصوت المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

ص: 188

المتوسط العام

صويت الغنة للباء المحولة إلى ميم

1

3.

518

8797،

صويت الغنة للباء المحولة إلى ميم مع الميم

1

4.

364

1.

091

4.

إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقا، وهي عند علماء التجويد لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند البدء وبعدها اسم سواء صح تجريدها عن هذا الاسم كالشمس والقمر أم لم يصح كالتي والذي. وذلك نحو قوله تعالى " عن النعيم _ سورة التكاثر آية 8 "، وسمي هذا وأمثاله إدغاما لإدغام لام التعريف في هذا الحرف، وقيل لإبدال لام التعريف حرفا من نوع الحرف الذي بعدها ثم إدغامه فيها، ووجهه التجانس على مذهب الفراء وموافقيه. وأما على مذهب الجمهور فللتقارب.وقد بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة في هذا النوع من مراتب الإدغام في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لما ورد منه في النص موضوع الدراسة (8179،) من الثانية (من مجموع 21 عينة اشتمل عليها البحث) كما نلاحظه في الجدول

النص المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المشددة

21

17،168

8179،

حرف النون الساكن الصامت

=

3.

3735

1606،

صويت الغنة والنون بعدها

=

20.

4076

97179،

ص: 189

ثانيا: صويت الغنة مع الإدغام بغنة (الناقص) : يقصد القراء بهذا النوع من الإدغام هو سقوط المد غم ذاتا لا صفة بإدغامه في المد غم فيه وبذلك يصير المد غم والمد غم فيه حرفا واحدا مشددا تشديدا ناقصا وذلك من أجل بقاء صفة المد غم بوجه عام، ويختص هذا الإدغام كما أوضحنا سابقا بأربعة أحرف من أحرف " يرملون " عند بعض أئمة أهل الإقراء ويجمعها في قول الكثير من علماء القراءات في لفظ " ينمو ". وهذا عند غير خلف عن حمزة وعنده الإدغام بغنة في حرفين: النون والميم وبلا غنة في أربعة وهي: الواو والياء واللام والراء. وقد بلغت القيمة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها عند إدغامها في حروف الإدغام الناقص بصفة عامة (85661 ،) من الثانية (من مجموع 70 عينة اشتملت عليها مادة النص) كما نلحظ ذلك من الجدول:

نوع الأداء (ظاهرة الإدغام)

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المد غمة

70

59.

9627

85661،

صويت الغنة والحرف المد غم

=

70.

112

1.

0016

ص: 190

ووجه الإدغام في الواو والياء التجانس: في الانفتاح، والاستفال، والجهر. وفي النون التماثل. وفي الميم التجانس: في الغنة والجهر والانفتاح والاستفال، وبعض الشدة أي وهو بين الشدة والرخاوة. وقد اتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء غنة المد غم وهو النون الساكنة والتنوين، وفي حالة إدغامها في النون غنة المد غم فيه وهو النون. واختلفوا في حالة إدغامها في الميم فذهب بعضهم إلى أنها غنة المد غم،وذهب آخرون إلى أنها غنة المد غم فيه وهو الميم لا غنة النون وهذا ما ذهب إليه أكثر المحققين وبه قال الجمهور بناء على أن النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما في الميم انقلبا إلى لفظها وهو ما نلحظه عند النطق بنحو قوله تعالى " من مال النور آية 33 "، " مثلا ما البقرة 26 ". وقد سبق القول آنفا على المدد الزمنية التي استغرقها النطق بصويت الغنة مع كل من النون والميم عند التقائهما بالنون الساكنة والتنوين والميم والباء الساكنتين. وفيما يتعلق بالنون الساكنة والتنوين فإنهما يدغمان في الواو والياء من كلمتين مع إظهار الغنة التي كانت في النون في حال اللفظ بالشدة والمد غم لا في نفس الحرف الأول الذي تبقى الغنة ظاهرة مع لفظ الحرف الأول، وإذا أدغمت النون في الياء والواو أبدلت من النون حرفا لا غنة فيه فلم تكن الغنة لازمة للحرف الأول لأنه لا تلزمه الغنة سكن أو تحرك فتصير الغنة ظاهرة في حال اللفظ بالمد غم خارجة من الخياشيم، وهذا إجماع من القراء غير خلف عن حمزة، وعلة إدغام النون في الواو للمواخاة التي بين الواو والميم في المخرج إذ كانا يخرجان من بين الشفتين وأيضا فإن المد الذي في الواو بمثابة الغنة التي في الميم. وعلة إدغامها في الياء لمواخاتها الواو في المد واللين ولقربها أيضا من الراء لأنه ليس يخرج من طرف اللسان أقرب إلى الراء من الياء. وتبلغ المدة

ص: 191

الزمنية لصويت الغنة عند النطق بالنون الساكنة والتنوين المد غمتين في الواو في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لمادة النص موضوع الدراسة (8491،) من الثانية (من مجموع 25 عينة اشتمل عليها البحث) ، في حين بلغت هذه المدة الزمنية لصويت الغنة عند النطق بالنون الساكنة والتنوين المد غمتين في الياء في قراءة هؤلاء القراء لمادة النص أيضا (8353،) من الثانية (من مجموع 20 عينة اشتمل عليها البحث) كما نلاحظ ذلك من الجدول المرفق:

الصوت المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون مع الواو

25

21،227

8491،

صويت الغنة للنون والواو معا

=

23.

0207

920828،

صويت الغنة للنون مع الياء

20

15.

9338

8352،

صويت الغنة للنون والياء معا

=

18.

8281

9849،

ثالثا: قلب النون الساكنة والتنوين ميما: تقلب النون الساكنة وما في حكمها مع الباء ميما لأنها من موضع تعتل فيه النون فأرادوا أن تدغم هنا إذ كانت الباء من موضع الميم كما أدغموها فيما قرب من الراء في الموضع فجعلوا ما هو من موضع ما وافقها في الصوت بمنزلة ما قرب من أقرب الحروف منها في الموضع. ولم يجعلوا النون باء لبعدها في المخرج، وأنها ليست فيها غنة، ولكنهم أبدلوا من مكانها أشبه الحروف بالنون وهو الميم وذلك قولهم: شمباء وعمبر يريدون شنباء وعنبرا. وإنما تقلب النون الساكنة وما في حكمها ميما عند التقائها بالباء خاصة من أجل مواخاة الميم للنون في الغنة، ومشاركتها للباء في المخرج فقلبا ميما من أجل ذلك. وقد بلغت المدة الزمنية لصويت الغنة عند النطق بالنون الساكنة وما في حكمها في حالة التقائها بالباء (8737،) من الثانية (من مجموع 12 عينة اشتمل عليها البحث) كما نلحظ ذلك من هذا الجدول:

نوع الأداء (ظاهرة الإقلاب)

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون مع الباء

12

10.

4848

8737 ،

حرف الباء الساكن الصامت

=

1.

8111

1509،

ص: 192

صويت الغنة للنون والباء معا

=

12.

711

1.

0592

رابعا: الإخفاء: تقوم علة الإخفاء كما أشرنا إلى ذلك سابقا على أن العلاقة الصوتية للنون والميم الساكنتين وما في حكمهما بالحروف التي تخفى عندها هي بين بين فلا هي شديدة التباين والتباعد فيحصل الإظهار، ولا هي شديدة التقارب والتجانس فيحصل الإدغام، والفرق بين الإخفاء والإدغام بغنة: أنه في حالة الإخفاء يبقى زمن النطق بالحرف التالي كما هو في أصل وضعه أي يبقى مخففا دون أن يطول أو يمتد زمنه وكل ما يحدث هو أنه ينطق بين يديه بغنة وفي هذه الحالة يبطل العمل الفموي الذي يحدث مع النون وتبقى غنة يتفاوت زمنها على قدر درجة قرب ذلك الحرف التالي منها أو بعده عنها كما يختلف خفاؤها على قدر قربها وبعدها منه فالأبعد زمن الغنة معه أطول أي يكون معه خفاء قليلا للنون أو الميم لا خفاء كثيرا. أما في حالة الإدغام فإنه يطول ويمتد زمن النطق بالحرف التالي أي يثقل ويشدد الحرف التالي عوضا عن إسكات العمل الفموي الذي يكون مع النون وينطق مع ذلك بين يديه بصوت من الخياشيم. وقد بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لنطق صويت الغنة التي تكون للنون مع حروف الإخفاء بصورة عامة (8456،) من الثانية (من مجموع 113 عينة اشتمل عليها النص موضوع البحث) ، كما بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لنطق صويت الغنة للميم مع حرف الباء (8776،) من الثانية من مجموع (19) عينة اشتملت عليها عينات هذا البحث، وذلك على نحو ما نراه في الجدول:

نوع الأداء (ظاهرة الإخفاء)

عدد العينات

مجموع نتائج العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون مع حروف الإخفاء

113

95.

5592

8456،

صويت الغنة للنون وما بعدها

=

112.

468

99529،

صويت الغنة للميم مع حرف الباء

19

16.

674

8776،

ص: 193

وقد توزعت قيمها الزمنية وتفاوتت تبعا لقرب مخارج الحروف التي تخفى عندها النون أو الميم الساكنتين أو ما في حكمهما من الغنة أو بعدها عنها هكذا:

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية للنطق بصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها عندما تخفى مع حروف الإخفاء المجهورة (84620,) من الثانية (من مجموع 40 عينة اشتمل عليها البحث) .

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية للنطق بصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها عندما تخفى مع حروف الإخفاء المهموسة (8453,) من الثانية (من مجموع 73 عينة اشتمل عليها البحث) كما نلحظه من هذا الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المخفاة / المجهور

40

33.

8482

8462,

صويت الغنة مع الحرف المجهور

=

39.

877

9969,

صويت الغنة للنون المخفاة / المهموس

73

61.

7069

8453,

صويت الغنة للنون المخفاة /المهموس

=

72.

57839

9943,

وعند النظر إلى المدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها لدى إخفائها قبل حروف الإخفاء المجهورة كما نراه في الجدول المرفق تبين أنها أطول زمنا من المدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها المخفاة عند حروف الإخفاء المهموسة بفارق زمني قدر على اختبار (ت) للفروق بين العينات بمقدار (P > 0، 02) "، وهو وإن كان فرقا ضئيلا ولكنه يعتد به في مثل هذه الأحوال.

بلغ المتوسط العام لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها المخفاة عند حروف الإخفاء التي تخرج من أقصى الحنك

(اللهاة) كالكاف والقاف (8304،) من الثانية (من مجموع 21 عينة اشتملت عليها مادة النص)

كما نلحظه في الجدول المرفق:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون قبل الحرف اللهوي

21

17.

439

8304،

حروف الإخفاء اللهوية

=

3.

295

1569،

صويت الغنة مع حروف الإخفاء

=

20.

383

9706،

ص: 194

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها المخفاة عند حروف الإخفاء التي تخرج من وسط الفم فقط كالجيم والياء (8462،) من الثانية (من مجموع 25 عينة اشتملت عليها مادة النص)

كما نلحظه في الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المخفاة قبل الحرف

25

20.

9841

8462،

حرف الإخفاء الفموي

=

3.

9345

1573،

صويت الغنة مع حروف الإخفاء

=

24.

7971

99857،

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها المخفاة عند حروف الإخفاء التي تخرج من أول اللسان فقط كالطاء والظاء والصاد

(89437،) من الثانية (من مجموع 72 عينة اشتملت عليها مادة النص)

كما نراه من الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المخفاة قبل الحرف

72

64.

395

89437،

حروف الإخفاء من أول الفم بعد النون

=

11.

859

16470،

صويت الغنة مع حرف من أول الفم

=

76.

5429

1.

0630

خامسا: أظهرت نتائج العينات في الجداول المرفقة تفاوتا واضحا في قيم المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها في حالات الإدغام والإقلاب والإخفاء تبعا لصفة الحرف التالي بعدها من حيث كونه حرفا شديدا وقفيا أو رخوا احتكاكيا أو مركبا

الخ في النص المقروء على النحو الآتي:

1.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها إذا تليت بالحروف الوقفية الشديدة الانفجارية فقط (8128،) من الثانية (من مجموع 60 عينة اشتملت عليها مادة النص) كما نلحظه من الجدول

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المخفاة قبل حرف شديد

60

48.

771

8128،

الحروف الشديدة بعد النون المخفاة

=

9.

787

1631،

صويت الغنة مع حرف شديد

=

59.

826

9471،

ص: 195

2.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها إذا تليت بالحروف الرخوة الاحتكاكية فقط (8681،) من الثانية (من مجموع 40 عينة اشتملت عليها مادة النص) كما نلحظ ذلك في الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المخفاة قبل حروف الإخفاء

40

34.

724

8681،

الحرف الاحتكاكي بعد النون المخفاة

=

6.

320

1580،

صويت الغنة مع حروف الإخفاء

=

40.

680

1.

017

3.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها إذا تليت بالحروف المركبة (الجيم) فقط

(8654،) من الثانية (من مجموع 3 عينات استملت عليها مادة النص) كما نلحظ ذلك من الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المخفاة قبل حروف الإخفاء

3

2.

5962

8654،

الحرف المركب بعد حرف النون المخفاة

=

4578،

1526،

صويت الغنة مع حروف الإخفاء

=

3.

123

1.

041

4.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة للنون الساكنة وما في حكمها المد غمة في بعض الحروف المتوسط فقط كالنون والميم (88550،) من الثانية (من مجموع 63 عينة اشتملت عليها مادة النص) كما نلحظه من الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون المدغمة في النون والميم

63

55.

7865

8855،

صويت الغنة مع حروف متوسطة

=

61.

0218

9686،

ص: 196

سادسا: أوضحنا سابقا أقوال أئمة الإقراء وأهل الأداء في مراتب صويت الغنة. فقد قال فريق منهم إنها ثلاث مراتب: المشدد فالمد غم بالغنة الناقص فالمخفي ولم ينظروا إلى صويت الغنة الذي في الساكن المظهر ولا في المتحرك المخفف. وهذا هو ظاهر كلام الشاطبي يرحمه الله في الشاطبية. وذهب الجمهور إلى أنها خمس مراتب الثلاث المتقدمة ورابعها الساكن المظهر وخامسها المتحرك المخفف وهذا هو المعول عليه. والخلاف كما يبدو بين الفريقين لفظي فمن قال بسقوط صويت الغنة في المرتبتين الأخيرتين (الساكن المظهر والمتحرك المخفف) فقد أراد سقوط كمالها وهذا لا ينافي أن أصلها موجود عنده. ومن قال ببقائها فقد أراد بقاء أصلها فقط لا بقاء كمالها ونظر إلى كون الغنة صفة لازمة للنون ولو تنوينا والميم مطلقا.

وقد كشفت نتائج العينات في الجداول المرفقة أن المتوسط العام لصويت الغنة المصاحب للنون والميم الساكنتين المظهرتين الموقوف عليهما في نهاية كاملة (المد العارض للسكون) تختلف قيمه الزمنية اختلافا ملحوظا تبعا لاختلاف نوع الحرف المسبب لصويت الغنة المصاحب لهذين الحرفين مظهرين ساكنين موقوفا عليهما في نهاية كاملة (المد العارض للسكون) .

1.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لهذين الحرفين

(النون والميم الساكنتين المظهرتين) في نهاية كاملة (المد العارض للسكون) _ بصفة عامة – في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لمادة النص موضوع الدراسة (2517،) من الثانية (من مجموع 94 عينة اشتملت عليها مادة النص)

كما نراه في الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون والميم المظهرتين

94

23.

6614

2517،

حرفا الميم والنون ساكنين

=

12.

1357

1291،

صويت الغنة مع الحرفين الصامتين

=

35.

2798

3753،

ص: 197

2.

أظهرت نتائج العينات في الجداول المرفقة أن المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لحرفي النون والميم الساكنتين المظهرتين الموقوف عليهما في نهاية كاملة (في المد العارض للسكون) تختلف قيمه الزمنية اختلافا ملحوظا تبعا لاختلاف نوع الحرف المسبب لصويت الغنة وذلك على النحو الآتي:

أ. بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لحرف النون الساكنة المظهرة الموقوف عليها في نهاية كاملة في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لمادة النص كما نلحظه في نتائج عينات الجداول المرفقة نحوا من (2519،) من الثانية (من مجموع 88 عينة اشتملت عليها مادة النص) كما نراه في الجدول

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للنون الساكنة

88

22.

1682

2519،

حرف النون الساكن الصامت

=

11.

4736

1303،

صوبت الغنة +حرف صامت

=

33.

1784

3770،

ب. بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لحرف الميم الساكن المظهر الموقوف عليه في نهاية كاملة (المد العارض للسكون) في قراءة هؤلاء القراء الأربعة لمادة النص بناء على نتائج عينات الجداول المرفقة نحوا من (2588،) من الثانية (من مجموع 6 عينات اشتملت عليها مادة النص) كما يلاحظ ذلك من الجدول

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة للميم الساكنة

6

1،5528

2588،

حرف الميم الساكن الصامت

=

6621،

1103،

صويت الغنة +حرف صامت

=

2.

1014

3502،

ص: 198

سابعا: لوحظ من قراءة هؤلاء القراء الأربعة لمادة النص موضوع الدراسة الحرص على الالتزام بقواعد الإقراء السليمة التي قررها أئمة الأداء وأهل التجويد في أداء صويت الغنة بعد النون والميم الساكنين وما في حكمهما فلم يتأثر صويت الغنة المنطوق مع هذه الحروف (حروف الغنة) ظاهريا بنوع الحركة الواقعة قبلها من ضم نحو قوله تعالى " ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه يونس آية 20 " أو كسر نحو قوله تعالى " إن يتبعون إلا الظن يونس آية 67 " أو فتح نحو قوله تعالى " قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل يونس آية 90 " فلم نلحظ بوضوح إشباعا لهذه الحركات حتى ينتج عنها مثلا من الضمة واو، ومن الكسرة ياء، ومن الفتحة ألف، وهو ما يقع كثيرا من بعض القراء غير المجيدين إذ يتأثر صويت الغنة بزيادة إشباع الحركات التي يليها دون فاصل كونه شبيها في سلوكه النطقي وخصائصه الأدائية بهذه الحركات وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في موضعه من هذا البحث بيد أننا لاحظنا من استقراء نتائج العينات المرفقة اختلافا يسيرا بين قيم المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة باختلاف نوع الحركة الواقعة قبله على النحو التالي:

1.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون والميم الساكنين وما في حكمهما المنطوق بها إثر حركة الفتحة (8589،) من الثانية (من مجموع 52 عينة وردت في مادة النص) كما نلحظ ذلك من الجدول

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المصاحبة لفتح

52

44.

666

85896،

حرفا الميم والنون بعد صويت الغنة

=

8.

0697

1551،

صويت الغنة مع الحرفين الصامتين

=

53.

2649

1.

024

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون والميم الساكنين وما في حكمهما المنطوق بها إثر حركة الكسرة فقط (8987،) من الثانية (من مجموع 26 عينة وردت في مادة النص) كما نلاحظ ذلك من الجدول:

الحرف المقيس

ص: 199

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المصاحبة لكسر

26

23،3298

8973،

حرفا الميم والنون بعد صويت الغنة

=

4.

0201

1546،

صويت الغنة مع الحرفين الصامتين

=

27.

9573

1.

0752

3.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون والميم الساكنين وما في حكمهما المنطوق بها إثر حركة الضمة (8987،) من الثانية (من مجموع 43 عينة وردت في النص) كما نلاحظ ذلك من الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة المصاحبة لضم

43

38،6221

8976،

حرفا الميم والنون بعد صويت الغنة

=

6.

972

1621،

صويت الغنة مع الحرفين الصامتين

=

45.

373

1.

055

ثامنا: يرى أئمة القراءة وأهل التجويد أن من تمام كيفية أداء الغنة كما أشرنا إلى ذلك سابقا إتباعها لما بعدها من الحروف تفخيما وترقيقا على العكس من ألف المد أو صويت القلقلة في أحد الأقوال

إلخ التي تتبع ما قبلها في ذلك. وبالاستقراء والتتبع وجدنا أن تفخيم الغنة يكون في المرتبة الثالثة وهي مرتبة المخفي وفي نوع الإخفاء الحقيقي منه وعند خمسة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والقاف عند القراء

ويزاد على هذه الأحرف الخمسة حرفان: هما الغين والخاء في قراءة الإمام أبي جعقر المدني، ويلاحظ أن التفخيم في الغنة خاضع لمراتب التفخيم بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة وما قيل في التفخيم يقال في الترقيق كذلك. وعند إجراء مقارنة بين نتائج عينات الجداول المرفقة اتضح للباحث أن هناك تفاوتا ملحوظا في طول المدة الزمنية لصويت الغنة تبعا للحرف الواقع بعدها من حيث كونه حرف استفال أوحرف استعلاء على النحو التالي:

1.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لحروف الإستفال في مادة النص المقروءة بأصوات هؤلاء القراء الأربعة (8717،) من الثانية (من مجموع 64 عينة وردت في مادة النص) على ما نراه في الجدول:

الحرف المقيس

ص: 200

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت غنة قبل حروف الاستفال

64

55.

79189

871748,

حروف الإستفال الصامتة بعد الغنة

=

10.

1075

15792,

صويت الغنة مع الصوامت المستفلة

=

65.

760

1.

0274

2.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب لحروف الاستعلاء في مادة النص المقروءة بأصوات هؤلاء القراء الأربعة (8682,) من الثانية (من مجموع 24 عينة وردت في مادة النص) على ما نلاحظه في الجدول:

الحرف المقيس

عدد العينات

نتيجة العينات

المتوسط العام

صويت الغنة قبل حروف الاستعلاء

24

20.

8373

8682,

حروف الاستعلاء الصامتة بعد الغنة

=

3.

7166

15485,

صويت الغنة مع الصوامت المستعلية

=

24.

3167

1.

013196

وبالتدقيق في المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة مع حروف الاستفال وحروف الاستعلاء نجد أن الفرق بينهما وإن كان ضئيلا في القيمة الزمنية تبعا لاختبار ت للفروق بين العينات إلا أنه يعد ذا قيمة صوتية تستعمل للتفريق بين صويت الغنة في الحالين حيث يقدر ب (P > 0،01) لصويت الغنة المصاحب لحروف الاستفال ولعل السبب وراء هذه الزيادة يكمن في أمر يتعلق بقرب مخارج بعض هذه الحروف أو بعدها من مخرج النون الساكنة وما في حكمها فما كان مخرجه قريبا من هذه النون الساكنة فلا بد من إطالة مدة صويت الغنة المصاحب له والعكس بالعكس كذلك وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في موضعه من هذا البحث.

• • •

الخاتمة:

ص: 201

تقوم فكرة صويت الغنة التي ناقشناها في الصفحات السابقة في ألفاظ اللغة العربية بصفة عامة وألفاظ القرآن الكريم بصفة خاصة على النظر إليه باعتباره صفة صوتية أصلية تلزم حروف النون والميم وما في حكمهما عند النطق بها في مخارجها؛ فهي صويت يخرج من الخيشوم عند النطق بهذه الحروف من مخارجها وليست حرفا كما أشرنا إلى ذلك في موضعه لأن الحرف كما أوضحنا ذلك فيما سبق يعمل فيه اللسان لإخراجه وصويت الغنة ليس كذلك بل هو صفة لازمة تابعة لموصوفها اللساني والشفوي أي النون والميم وما في حكمهما الأمر الذي أوجب كما ذكرنا سابقا إلحاقها بالصفات اللازمة لهذه الحروف فهي في رأينا لا تقل أهمية عن صويت القلقلة التي ناقشناها في بحث سابق منفصل. وقد تبين للباحث بعد استقراء نتائج البحث أنه يعرض للنون الساكنة وما في حكمها عند مجاورتها لغيرها من الحروف:

أ. إسقاط مخرج النون والذي يتحقق به جسدها وأصل بنيتها ويعوض عنه إطالة زمن النطق بالحرف التالي مع النطق بصويت من الخياشيم بين يدي ذلك الحرف التالي إذا ما كان الإدغام بغنة، وذلك قبل أحد أربعة أحرف وهي النون والميم والواو والياء. وسبب الإدغام في هذا الموضع شدة التقارب الصوتي بين النون وهذه الأحرف المذكورة.

ص: 202

ب. إسقاط مخرج النون والذي يتحقق ويتحصل به جسدها وأصل بنيتها وذلك دون تعويض عنه بإطالة زمن النطق بالحرف التالي ولكن يؤتى بصويت من الخياشيم منطوقا به بين يدي ذلك الحرف التالي وحينئذ يبطل المخرج الذي يحدث مع النون ويبقى صويت الغنة يتفاوت كمه أو زمنه على قدر درجة قرب ذلك الحرف التالي أو بعده عنه فالأبعد زمن صويت الغنة معه أطول أي يكون معه خفاء قليلا للنون لا خفاء كثيرا وسبب إخفاء النون مع حروف الإخفاء الخمسة عشر في اللغة العربية هو العلاقة الصوتية للنون بهذه الأحرف التي تليها بين بين فلا هي شديدة التباين والتباعد كما في حالة الإظهار ولا هي شديدة التقارب كما في حالة الإدغام. والفرق بين الإخفاء والإدغام بغنة كما ذكرنا في موضعه أنه في حالة الإخفاء يبقى زمن النطق بالحرف التالي كما هو في أصل وضعه أي يبقى مخففا دون أن يطول أو يمتد زمنه وكل ما يحدث هو أنه ينطق بصويت الغنة وحده المتفاوت زمنه وكمه تبعا لبعد صويت الغنة عنه أو قربه منه، ثم بعد الانتهاء ينطق بالحرف التالي، أما في حالة الإدغام بغنة فإنه يطول ويمتد زمن النطق بالحرف التالي حتى ليخيل للسامع أنه مثقل ومشدد وليس هناك في الحقيقة تشديد ولا تثقيل،وكل ما حدث أن صويت الغنة طال زمن النطق به عوضا عن إسقاط المخرج الذي يكون مع حرف الغنة (النون أو الميم وما في حكمهما) حيث ينطق بصويت الغنة متزامنا مع نطق الحرف التالي.

ص: 203

ج. تبين للباحث بعد هذه الدراسة أن النطق بحرفي النون والميم وما في حكمهما يتم بأن يصل الصوت الصاعد من التجويف الحنجري بعد جهره إلى مقدم اللسان مع النون أو الشفتين مع الميم فيجد الغلق فيعود كما ذكرنا سابقا مباشرة إلى الخلف ليجد اللهاة قد هبطت لتفتح طريق الأنف فيخرج منه الصوت مكونا صويت الغنة. فإذا تكون الصوت بهذه الكيفية معا ودفعة واحدة حصل ما يسمى بالصوت الأنفي (ذي الغنة) في اللغة العربية من الناحية العامة مما يعني أن لكل من حرفي الميم والنون وما في حكمهما في أصل وضعهما نطقين أو مخرجين على القول بجعل الأنف مخرجا لبعض الحروف العربية حيث يتم نطقهما من المخرجين في وقت واحد فيكون معهما عمل من الفم وعمل في الأنف أو الخياشيم وذلك لتوزع الصوت الصاعد من التجويف الحنجري إلى المخرجين. ويعد هذان الحرفان وما في حكمهما في اللغة العربية من الحروف الذلقية لكثرة دورانها في الكلام كما نص القدماء من علماء اللغة العربية والنحو على ذلك من الحروف الصوامت الأخرى كما تمتاز عليها أيضا بميزة الوضوح السمعي كالصوائت ولهذا تبادلت المواقع مع الصوامت في كثير من الألفاظ العربية فقالوا: غس وغمس وانغمس، وعصل وعنصل وهو نبات، وشبث وشنبث علق، وسبل وسنبل للزرع، وشظر وشنظر شتم، والرس والرمس للقبر، وقرص وقرمص حمض، والعباس والعنبس للأسد وتحدس الأخبار وتحندس الليل) ، بل عدت لما اشتملت عليه من صفة الغنة لدى كثير من أئمة اللغة والنحو والقراءات القدماء أصواتا بينها وبين أصوات المد واللين مناسبة وعلاقة، فحسن لذلك إطالة الصوت بصويت الغنة الذي فيها عند مجاورتها لحروف الإدغام أو الإخفاء أو الإقلاب من قبيل أنه لا يمكن أن يزاد إلا في طول زمن أصوات المد واللين دون أصوات الصوامت هذا من ناحية، ولئلا يفنى صويت الغنة الذي فيها حينئذ لمشاركتها أصوات المد واللين في صفة الخفاء لاتساع مخرجها، بخلاف سائر الحروف فأحاطت

ص: 204

باتساعهم بذلك المخرج بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها، فحرص لذلك القراء منذ القدم على إطالة صويت غنتها ليحولوا بين حروف الميم والنون وما في حكمهما وفنائها فيما بعدها من حروف الفم كما أشرنا إلى ذلك فيما سبق. ومظهر هذه الإطالة هو فيما رأينا سابقا زيادة زمن صويت الغنة عند النطق مع تردد موسيقي محبب فيها، فالزمن الذي يستغرقه النطق بصويت الغنة هو في معظم الأحيان ضعف ما تحتاج إليه النون والميم وما في حكمهما المظهرة، وليس هذا إلا للحيلولة بينها وبين الفناء في غيرها فالفرق بين النون المظهرة وصويت الغنة مثلا فرق في الكمية من ناحية وزيادة في النطق الأنفي معها الذي يكسب صوتها رنينا وحسنا في السمع وجرسا موسيقيا محببا يجذب النفس ويجعلها متقبلة لما يلقى إليها من القول.

د. النطق بالنون الساكنة وما في حكمها ميما قبل الباء مع مراعاة صويت الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب وذلك توصلا إلى التجانس الصوتي بين النون والباء التي تليها ووجه القلب كما أوضحنا سابقا أنه لم يحسن الإظهار لأنه يستلزم الإتيان بصويت الغنة في النون وما في حكمها ثم إطباق الشفتين من أجل النطق بالباء عقب هذا الصويت وفي ذلك عسر وكلفة في النطق به وكذلك لم يحسن الإدغام لبعد المخرج وفقد السبب الموجب له فلما لم يحسن الإظهار ولا الإدغام تعين الإخفاء ثم توصل إليه بالقلب ميما لمشاركتها للباء مخرجا وللنون في صفة صويت الغنة.

ص: 205

هـ. اتضح للباحث بعد استقراء صور التمثيل الطيفي للجهاز الصوتي التي تمت لمادة النص أن صويت الغنة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الياء والواو صويت غنة المدغم وهو النون الساكنة والتنوين، وفي حالة إدغامهما في النون صويت غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو، وفي الميم صويت غنة المدغم فيه وهو الميم لا صويت غنة النون حيث بدا ظاهرا على صور التمثيل الطيفي أن النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما في الميم انتقلتا إلى لفظها.

و. كشف البحث أن زمن صويت الغنة المصاحب للنون والميم الساكنتين وما في حكمهما يتفاوت طولا أو قصرا تبعا لقرب مخارج الحروف التي تلي النون والميم الساكنتين وما في حكمهما من الأصوات التي تأتي بعدها على النحو التالي:

1.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون الساكنة وما في حكمها الواقعة قبل حروف الإدغام بغنة بصفة عامة (85661،) من الثانية.

2.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون الساكنة المقلوبة ميما الواقعة قبل الباء (فيما يعرف بالإقلاب) نحوا (8737،) من الثانية.

3.

بلغ المتوسط العام للمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحب للنون الساكنة المخفاة قبل حروف الإخفاء بصفة عامة (8456،) من الثانية. وهناك نتائج أخرى اشتمل عليها هذا البحث متفرقة هنا وهناك تتعلق بالمدة الزمنية لصويت الغنة المصاحبة للنون والميم الساكنين وما في حكمهما الواقعة قبل غيرها من حروف اللغة العربية كما ورد ت في مادة النص بقراءة هؤلاء القراء الأربعة الذين جعلت قراءتهم مصدرا أساسيا اعتمد عليه الباحث في بحثه.

الحواشي والتعليقات

(1)

التنوين: قيل في تعريفه أقوال كثيرة لعل أوضحها قولهم: إنها نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم المعرب النكرة المنصرف لفظا لا خطا ووقفا، وسيأتي مزيد إيضاح فيما بعد.

ص: 206

(2)

أنيس، إبراهيم. الأصوات اللغوية. مكتبة الأنجلو المصرية ط1 سنة 1981م. ص ص 69 70.

(3)

الجوهري، إسماعيل بن حماد. الصحاح. تحقيق عبد الغفور عطار. مطبعة دار الكتاب العربي بمصر

1337م 2/ 354.

(4)

الزمخشري. أساس البلاغة. طبع دار صادر بيروت سنة 1385هـ. ص: 458.

(5)

ابن دريد، أبو بكر محمد بن الحسن. جمهرة اللغة. دار صادر بيروت (طبعة بالأوفست) 3/153.

(6)

المطرزي، أبو الفتح ناصر الدين. المغرب. تحقيق محمود فاخوري وآخرين. مكتبة أسامة بن زيد. حلب سورية. 2/ 115.

(7)

الفيومي. المصباح المنير.

(8)

المرصفي، عبد الفتاح السيد عجمي. هداية القاريء إلى تجويد كلام الباري. ط1 سنة 1402هـ. دار النصر للطباعة الإسلامية شبرا مصر. ص:177.

(9)

قمحاوي، محمد الصادق. البرهان في تجويد القرآن. دار التراث الإسلامي. ص:23.

(10)

نصر، عطية قابل. غاية المريد في علم التجويد. طبع4. دار الحرمين للطباعة. القاهرة. ص:148.

(11)

جهاوي، عوض المرسي. ظاهرة التنوين في اللغة العربية. ط1. عام 1403هـ. مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض. ص:45.

(12)

ابن الجزري، أبو الخير محمد بن محمد. ج1. دار الفكر. 1/204.

(13)

القيسي، أبو محمد مكي ابن طالب. ط2، مؤسسة الرسالة سنة 1401. 1/ 163.

(14)

سيبويه، أبو بشر عمرو. الكتاب. ج2. ط1 سنة 1316هـ. المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر 2/405.

(15)

ابن جني، أبو الفتح عثمان. سر صناعة الإعراب. ج1. تحقيق مصطفى السقا وآخرون. شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ط1. سنة 1374هـ. 1/53. وينظر في ذلك شرح المفصل 10/ 124وما بعدها

(16)

النشر في القراءات العشر 1/201.

(17)

هداية القاريء ص: 185. وينظر في ذلك مخارج الحروف وصفاتها للإمام أبي الأصبغ السماتي الإشبيلي المعروف بابن الطحان ط1. سنة1404هـ. ص: 96.

ص: 207

(18)

النشر في القراءات العشر 1/201.

(19)

هداية القاريء ص: 185.

(20)

الكتاب 2/405. سر الصناعة 1/ 53.

(21)

هداية القاريء ص: 185.

(22)

شرح المفصل 10/145. وانظر هداية القاريء ص:183.

(23)

ظاهرة التنوين. ص: 46.

(24)

هداية القاريء ص: 166، وينظر في ذلك أيضا الكشف 1/162 وما بعدها، وظاهرة التنوين ص:46.

(25)

هداية القاريء ص: 181.

(26)

نفسه ص: 178، 180.

(27)

غاية المريد ص: 27.

(28)

الكتاب 2/ 405، سر صناعة الإعراب 1/ 53 وما بعدها، شرح المفصل 10/124وما بعدها، النشر 1/201، التحديد في الإتقان والتسديد في صنعة التجويد لأبي عمرو عثمان ابن سعيد الداني. تح. د/ أحمد عبد التواب الفيومي ط1 سنة 1993م مكتبة وهبة القاهرة. ص:231.

(29)

هداية القاريء ص: 182.

(30)

التحديد ص: 231.

(31)

الكشف 1/ 167، والهداية ص:177.

(32)

الأصوات اللغوية ص: 87.

(33)

حسان، تمام. مناهج البحث في اللغة المكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة سنة 1955م. ص:109.

(34)

هداية القاريء ص: 191.

(35)

غاية المريد ص: 74.

(36)

الهداية ص: 177.

(37)

ظاهرة التنوين ص: 13.

(38)

غاية المريد ص: 51.

(39)

ظاهرة التنوين ص: 9.

(40)

الهداية ص: 160.

(41)

غاية المريد ص: 51.

(42)

الهداية ص: 166، غاية المريد ص: 51 وما بعدها.

(43)

مناهج البحث في اللغة ص: 105.

(44)

شرح المفصل 10/143 وما بعدها.

(45)

ظاهرة التنوين ص: 37.

(46)

الإظهار: لغة: البيان، ومن معانيه في الاصطلاح: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر. وقال بعضهم: هو فصل الحرف الأول من الثاني من غير سكت عليه. انظر الهداية ص: 161.

(47)

هداية القاريء ص: 197.

(48)

التحديد ص: 366.

(49)

هداية القاريء ص: هداية القاريء ص: 197.

(50)

الكشف 1/ 161.

(51)

الكتاب 2/405، التحديد ص:236.

(52)

ظاهرة التنوين ص: 39.

(53)

التحديد ص: 263.

ص: 208

(54)

الكشف 1/161.

(55)

التحديد ص: 236.

(56)

ظاهرة التنوين ص: 39.

(57)

التحديد 237.

(58)

الإدغام: لغة: مأخوذ من قول العرب: أدغمت اللجام في فم الفرس أي أدخلته وغيبته

فيه. وفي الاصطلاح: تغييب الحرف المدغم في المدغم فيه بحيث يصيران حرفا واحدا

مشددا. انظر ظاهرة التنوين ص: 41.

(59)

هداية القاريء ص: 163.

(60)

ظاهرة التنوين ص: 42.

(61)

الكشف 1/161.

(62)

هداية القاريء ص: 166.

(63)

ظاهرة التنوين ص: 43.

(64)

هداية القاريء ص: 166.

(65)

ظاهرة التنوين ص: 43.

(66)

الكتاب 2/405.

(67)

الاسترابادي، رضي الدين محمد بن الحسن. شرح الكافية. القاهرة. سنة 1275هـ. ص:361.

(68)

التحديد ص: 240.

(69)

الكشف 1/163.

(70)

نفسه 1/163، شرح المفصل 10/143وما بعدها، والتحديد ص:240.

(71)

البرهان ص: 18.

(72)

شرح المفصل 10/ 147، التحديد ص:361.

(73)

هداية القاريء ص: 194.

(74)

شرح المفصل 10/127.

(75)

التحديد ص: 363.

(76)

هداية القاريء ص: 194.

(77)

غاية المريد ص: 74 وما بعدها.

(78)

الهداية ص: 681.

(79)

نفسه ص: 168 وما بعدها.

(80)

الكشف 1/165.

(81)

شرح الرضي على الشافية ص: 333.

(82)

هداية القاريء ص: 168

(83)

هداية القاريء ص: 168.

(84)

الإخفاء لغة: الستر والكتم يقال أخفيت الكتاب إذا سترته.

(85)

هداية القاريء ص: 169وما بعدها.

(86)

غاية المريد ص: 66، وهناك من نظم حروف الإخفاء في أبيات أخرى كقوله:

ضحكت زينب فأبدت ثنايا تركتني سكران دون شراب

طوقتني ظلما فلا يد ذل جرعتني جفونها كأس صاب

وبالنظر في هذين البيتين فإننا لا نجد القاف في أوائل البيت.

(87)

الكتاب 2/405.

(88)

الكشف 1/166.

(89)

الكتاب 2/414 وما بعدها.

(90)

شرح المفصل 10/145.

(91)

غاية المريد ص: 67.

المصادر والمرجع

أولا: العربية

ص: 209

1-

القرآن الكريم " سورة يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم " إصدار مؤسسة علوم القرآن دمشق عام 1978م، مع أشرطة كاسيت (ع4) لكل من المنشاوي، الحصري، عبد الباسط محمد عبد الصمد وعلي بن عبد الرحمن الحذيفي لسورة يونس. تسجيلات العقيدة الإسلامية.

2-

ابن الجزري، أبو الخير محمد. النشر في القراءات العشر. ج1 دار الفكر للطباعة والنشر بيروت لبنان.

3-

ابن جني، أبو الفتح عثمان. سر صناعة الإعراب مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر ط1 سنة 1374 1954

4-

ابن دريد، أبو بكر محمد بن الحسن. جمهرة اللغة. دار صادر بيروت (طبعة بالأوفست) 3/ 153.

5-

ابن يعيش، موفق الدين يعيش. شرح المفصل.ح 10 نشر عالم الكتب بيروت.

6-

أبو الأصبغ السماتي الإشبيلي المعروف بابن الطحان. مخارج الحروف وصفاتها ط1 سنة 1404هـ.

7-

الإسترابادي، رضي الدين. شرح الكافية القاهرة سنة 1275هـ.

8-

الأنصاري، زين الدين أبي محمد يحيى بن زكريا. تحفة نجباء العصر في أحكام النون الساكنة والتنوين والمد والقصر. تحقيق د. محيي هلال السرحان. مستل من مجلة كلية الشروق ع9 سنة 1986 م.

9-

أنيس، ابراهيم. الأصوات اللغوية. مكتبة الأنجلو المصرية. ط1 سنة 1981 م.

10-

جهاوي، عوض المرسي. ظاهرة التنوين في اللغة العربية. ط1 عام 1403هـ. مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض.

11-

الجوهري، إسماعيل بن حماد. الصحاح. تحقيق عبد الغفور عطار. مطبعة دار الكتاب العربي بمصر سنة

1337هـ

12-

الخولي، محمد علي. الأصوات اللغوية مطابع الفرزدق التجارية الرياض ط1 سنة 1407هـ.

13-

الداني، أبو عمرو عثمان. التحديد في الإتقان والتسديد في صنعة التجويد تح. د/ أحمد عبد التواب. طباعة مكتبة وهبة سنة 1993م.

14-

الزمخشري. أساس البلاغة طبع دار صادر بيروت سنة 1385هـ.

ص: 210

15-

سيبويه، أبو بشر عمرو بن قنبر. الكتاب. ط1 المطبعة الأميرية بولاق مصر عام 1316هـ.

16-

السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين. الإتقان في علوم القرآن بيروت لبنان. 17. الضباع، علي محمد. شرح الشاطبية (المسمى إرشاد المريد إلى مقصود القصيد) . مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده بميدان الأزهر بمصر.

18-

عثمان، حسني شيخ. حق التلاوة. ط8. شركة المطبع النموذجية الأردن

19-

غرابة، راوية حمدي. منهاج التلاوة. ط1. دار العلم للطباعة والنشر جدة المملكة العربية السعودية سنة 1413هـ.

20-

القاري، أبو عاصم عبد الفتاح. قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود. ط5. سنة 1404هـ. مكتبة الدار بالمدينة المنورة.

21-

قمحاوي، محمد الصادق. البرهان في تجويد القرآن. دار التراث الإسلامي ط2. سنة 1405هـ.

22-

القيسي، أبو محمد مكي بن أبي طالب. الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. تح. محي الدين رمضان. ج2. ط2. عام 1401هـ. مؤسسة الرسالة. بيروت.

23-

الكلاك، إدريس عبد الحميد. نظرات في علم التجويد. ط1. سنة 1401هـ. مؤسسة المطبوعات الوطنية بيروت لبنان.

24-

الفراهيدي، الخليل بن أحمد. معجم العين. تح. د/ عبد الله درويش بغداد سنة 1967م.

25-

المباركي، يحيى بن علي. "المقطع الصوتي العربي بين الكمية والمدة الزمنية دراسة أكوستيكية تطبيقية ". رسالة دكتوراه. نوقشت بكلية اللغة العربية جامعة أم القرى عام 1413م.

26-

=، = =. القيمة الكمية والزمنية لصويت القلقلة في الأداء القرآني مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ربيع الآخر 1419هـ. ع22: ص ص: 173 256.

27-

مبروك، عبد الرحمن مراد. من الصوت إلى النص (نحو نسق منهجي لدراسة النص الشعري) . الهيئة العامة لقصور الثقافة. سنة 1996م.

ص: 211

28-

محيسن، سالم محمد. التذكرة في القراءات الثلاث المتواترة وتوجيهها من طريق الدرة. ج1. ط1. مكتبة القاهرة مصر سنة 1978م.

29-

المرصفي، عبد الفتاح السيد عجمي. هداية القاري إلى تجويد كلام الباري. ط1. سنة 1402هـ. دار النصر للطباعة الإسلامية. شبرا مصر.

30-

مقبنة، عبد الرقيب بن حامد. كتاب أسنى المعارج إلى معرفة صفات الحروف والمخارج. دار الروائع تعز اليمن. سنة 1407هـ.

31-

نصر، عطية قابل. غاية المريد في علم التجويد. ط3. سنة 1413هـ. دار الحرمين للطباعة القاهرة.

ص: 212