الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنصور إلى زمانه أسنّ منه، وخلع يوم ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وكانت مدّة خلافته سنة وأربعة أشهر، وذلك أنّه لمّا مات توزون التركي أمير الأمراء ببغداد اجتمع الجيش على محمّد بن شيرزاد (1)، إلى أن ورد الخبر باستيلاء بني بوية، وأنّهم على قصد العراق، وهم ثلاثة إخوة عليّ والحسن وأحمد، ولقّبهم المستكفي بالله، لقب عليّا الأكبر عماد الدّولة، والحسن ركن الدّولة، وأحمد معزّ الدّولة، ولم يزل المستكفي محبوسا إلى أن توفّي يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ومن شعر المستكفي بالله ما ذكره الصاحب ابن عبّاد:
فكم عثرة لي باللّسان عثرتها
…
تفرّق من بعد اجتماع لها شملي
يصاب الفتى من عثرة بلسانه
…
وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
4955 - المستكفي بالله أبو عبد الرحمن محمّد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن
الناصر لدين الله [عبد الرحمن] الامويّ الخليفة بالمغرب
. (2)
امّه ام ولد تسمّى حوراء، مولده سنة ستّ وستين وثلاثمائة، وكان ربعة أشقر أزرق العينين أشمّ، مدوّر الوجه، ضخم الجسم، وكانت العامة تلقّبه بالخوبيّة (كذا) وبأبي زكيرة، ومن العجائب أنه اتّفق مع الخليفة العراقي في اللّقب وفي كميّة الخلافة فإنّه ولي سنة وأربعة أشهر وأياما، وفي كمية العمر، بويع له
(1) وهو أبو جعفر محمّد بن يحيى بن شيرزاد، ذكره ابن الأثير في مواضع من المجلّد الثامن من كتاب الكامل.
(2)
جمهرة الأنساب 100، جذوة المقتبس 26، الذخيرة 433/ 1/1، بغية الملتمس 33، الكامل لابن الأثير 277/ 9، المغرب 54/ 1، البيان المغرب 141/ 3، الوافي 230/ 3، سير الأعلام 397/ 17: 258، تاريخ الاسلام ص 393 وغيرها.
بالخلافة بعد قتل المستظهر بالله (1) يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة وخلع عن الخلافة بقرطبة يوم الثلاثاء لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ستّ عشرة وأربعمائة وكان سبب موته أنّ الرجال الّذين ساروا معه إلى الثغر عند خلعه اتّهموه بأموال جسيمة وجواهر فاغتالوه وقتلوه طمعا في أمواله، وفي رواية أنهم سقوه سما.
4956 -
المستنجد بالله أبو الحسن عبد الله بن المستظهر أحمد بن المقتدي
عبد الله العبّاسي (2) لم يتم أمره.
ذكره النقيب زين الدّين قثم بن طلحة الزينبيّ في تاريخه وقال: لمّا توفّي المستظهر بالله سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بادر ولده أبو الحسن عبد الله ونزل من الروش! إلى دجلة وصحبه ابن المدائني أحمد الأشراف وانحدر إلى المدائن واجتمع بأبي مضر العلوي، ثمّ قصد دبيس بن صدقة بالحلّة، فلمّا نزل به تلقّاه بالإكرام، ولمّا عرف المسترشد أمره نفّد شرف الدّين علي بن طرّاد الزينبي (3) إلى دبيس في أمر الأمير أبي الحسن فكان جوابه أنّي أردت أن ابايع فأتاني الخدم بالسيوف المسلولة فخفت على نفسي فقصدت هذا الأمير لأقيم عنده آمنا على نفسي، فقال له: تبايع لأمير المؤمنين أخيك، فبايع، فعاد شرف الدّين، وأقام أبو الحسن عند دبيس، وفي صفر سنة ثلاث عشرة وردت الأخبار بأنّه خرج من الحلة واجتمع عليه الناس، وكاتبه السلطان سنجر بن ملكشاه وقوّي أمله وجرت له أمور وخطوب، وتلقّب بالمستنجد بالله، وانّ دبيس أخذه ونفّذ [هـ]
(1) المستظهر بالله تقدمت ترجمته باسم عبد الرّحمن بن هشام الأموي.
(2)
مختصر تاريخ ابن الدبيثي ص 208 رقم 754 وفيه أنه توفي سنة 525 وله 37 سنة.
(3)
توفي سنة 538 مترجم في المنتظم والكامل لابن الأثير وسير أعلام النبلاء والعبر والوافي وغيرها وتقدم ذكره استطرادا.