المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قاعدة وجوب الالتزام بمنهج الوحي في الرد - مجمل أصول أهل السنة - جـ ٣

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌ وجوب الاتباع وذم الابتداع

- ‌قاعدة ثبوت العصمة للرسول ولمجموع الأمة والاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة

- ‌قاعدة الإلهام والرؤى والفراسة والكرامات في الأمة

- ‌قاعدة المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة

- ‌قاعدة وجوب الالتزام بمنهج الوحي في الرد

- ‌قاعدة كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة

- ‌الأسئلة

- ‌معنى قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه

- ‌حكم إنزال البدعة على المخترعات والصناعات

- ‌وجه كرامات وخوارق أهل البدع

- ‌مفهوم البدعة

- ‌معنى حديث: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)

- ‌موقف العامي من البدعة وأهلها

- ‌دعوى وجود بدعة حسنة

- ‌حكم تتبع زلات العلماء

- ‌علاقة الإلهام بالتشريع

- ‌ضوابط الحكم على المبتدع

- ‌وجه إجماع العلماء على العقيدة وبيانها للناس

- ‌ضرورة الاعتماد على فتاوى العلماء في القضايا المعاصرة والنوازل المستجدة

- ‌البدع المكفرة وغير المكفرة وضابطها

- ‌حكم وضع اليد على المصحف عند الحلف

- ‌علاقة البدع بأمور الدنيا وشئون الحياة

- ‌وسائل معالجة المراء

الفصل: ‌قاعدة وجوب الالتزام بمنهج الوحي في الرد

‌قاعدة وجوب الالتزام بمنهج الوحي في الرد

قال المؤلف حفظه الله تعالى: [القاعدة الحادية عشرة: يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس].

يجب الالتزام بمنهج الوحي في التأصيل، وهو التزام الدليل ومصادر الكتاب والسنة في التزام المنهج الذي ذكرته في الجدال والمراء والمجادلة بالحسنى، وكذلك كما يجب هذا في التأصيل والعلم والفقه في الدين كذلك يجب في الرد؛ لأن بعض الناس عند التقرير والبيان يأخذ بأدب الشرع، لكن عندما يرد يخرج من سمته وتصدر منه ردود الأفعال، وقد يعالج الغلو بتفريط، فإذا رأى الناس تشددوا أو غلوا تساهل في الدين وميع الدين كما يفعل كثير من المفتونين الآن عبر كثير من الوسائل، لما رأوا بعض طوائف الأمة نزعت إلى الغلو والعنف ذهبوا إلى الطرف الآخر المعاكس فميعوا الدين، وأضاعوا معالمه بدعوى الرد على الغلو، فهذا خطأ في الرد، إذا أردت أن ترد على الغلاة فرد عليهم بمنهج الاعتدال، وكذلك العكس هناك من يعالج مظاهر التميع في الدين ومظاهر التساهل بالغلو الذي نتج عنه التكفير والتفجير، زعماً منهم أن هذا هو الرد الحقيقي الذي نرد به الباطل، وهذا كله خروج عن منهج الإسلام الذي هو منهج الاعتدال.

وكلا الفريقين الذين شطحوا في الرد أساء إلى الإسلام، فتشوهت مفاهيم الأمم تجاه الإسلام اليوم، وتشوهت مفاهيم كثير من المسلمين وعامة المسلمين وناشئتهم تجاه اعتدال الدين وأفقيته؛ لأنهم يرون المنهج الخاطئ في الرد، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا يرد الإفراط بالجفاء، فالذين يردون البدع التي أحدثها الناس في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون عند بعضهم شيء من الجفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء وقعوا في خطأ شنيع، والأنموذج في مثل هذا أن يكون المسلم معتدلاً في محبته لله عز وجل ومحبته للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته للخير، وألا يرد بدع الناس التي ابتدعوها في الدين ببدع مقابلة أو بنحوها، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس.

ص: 5