المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صفات الله بين المحكم والمتشابه - مجمل أصول أهل السنة - جـ ٦

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌ توحيد العبادة

- ‌قواعد في باب التوحيد الإرادي الطلبي

- ‌قاعدة تفرد الرب بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات

- ‌صرف شيء من العبادات لغير الله

- ‌قاعدة في أصول العبادة

- ‌من أصول العبادة المحبة

- ‌من أصول العبادة الخوف

- ‌من أصول العبادة الرجاء

- ‌قاعدة التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله

- ‌قاعدة في الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌قاعدة عامة في تقسيم الدين

- ‌قاعدة في معرفة علم الغيب

- ‌إتيان الكهان والمنجمين وتصديقهم

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين نصوص الوعد والوعيد

- ‌التفصيل في الخوف الذي يوقع العبد في الشرك

- ‌الرسول لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه

- ‌ضوابط تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله

- ‌مراتب معرفة الله

- ‌دلالة اقتران الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر

- ‌صفات الله بين المحكم والمتشابه

- ‌الخوف الذي يصل بالإنسان إلى الموت

- ‌حكم الاستعانة بالجن الصالحين

- ‌معنى عدم قبول صلاة من أتى كاهناً أو عرافاً

- ‌حكم قراءة الكتب الأسطورية التي تتحدث عن نشأة الكون

- ‌حكم الاحتفال بالمولد النبوي

الفصل: ‌صفات الله بين المحكم والمتشابه

‌صفات الله بين المحكم والمتشابه

‌السؤال

مر معنا أن صفات الله من المحكم، وقد قرأنا في علوم القرآن أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، فكيف نوفق بين الأمرين؟ وهل أن المحكم هو معنى الصفة والمتشابه في حقيقتها؟

‌الجواب

نصوص الكتاب والسنة فيما يتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته وأفعاله المحكمة تدل على حقائق بلا شك، ولو كانت مشتبهة ما اعتقد الناس شيئاً، وهل يمكن أن يخاطب الله عز وجل عباده فيما يتعلق بتعظيمه وإجلاله بمشتبهات؟ لو كان الأمر هكذا لضاع الدين.

إذاً: لا بد حتماً -وهذا كلام بدهي عقلاً وفطرة فضلاً عن أن يكون قطعياً شرعياً أن يكون كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة عن أسماء الله وصفاته وأفعاله من المحكم البين الذي لا لبس فيه؛ ولذلك فإن الله عز وجل لما ذكر الخائضين في أسمائه وصفاته في أمور الغيب قال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران:7]، وهو النوع الثاني الذي نتحدث عنه، وهو التشابه في الكيفيات الغيبية، فإذا جاء قوله عز وجل:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64]، وجاء قوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، فنعلم أن هذه حقائق لله تثبت على ما يليق بجلاله من غير تشبيه جزماً.

أما كيفياتها فهذا أمر غيبي ومشتبه، بل لا يجوز السؤال عنه؛ ولذلك لما سئل مالك بن أنس رحمه الله عن الكيفية أصابته الرحضاء من خشية الله عز وجل؛ لأنه يرى أن هذا السؤال وقع في المتشابه.

ص: 21