المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الاستعانة بالجن الصالحين - مجمل أصول أهل السنة - جـ ٦

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌ توحيد العبادة

- ‌قواعد في باب التوحيد الإرادي الطلبي

- ‌قاعدة تفرد الرب بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات

- ‌صرف شيء من العبادات لغير الله

- ‌قاعدة في أصول العبادة

- ‌من أصول العبادة المحبة

- ‌من أصول العبادة الخوف

- ‌من أصول العبادة الرجاء

- ‌قاعدة التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله

- ‌قاعدة في الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌قاعدة عامة في تقسيم الدين

- ‌قاعدة في معرفة علم الغيب

- ‌إتيان الكهان والمنجمين وتصديقهم

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين نصوص الوعد والوعيد

- ‌التفصيل في الخوف الذي يوقع العبد في الشرك

- ‌الرسول لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه

- ‌ضوابط تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله

- ‌مراتب معرفة الله

- ‌دلالة اقتران الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر

- ‌صفات الله بين المحكم والمتشابه

- ‌الخوف الذي يصل بالإنسان إلى الموت

- ‌حكم الاستعانة بالجن الصالحين

- ‌معنى عدم قبول صلاة من أتى كاهناً أو عرافاً

- ‌حكم قراءة الكتب الأسطورية التي تتحدث عن نشأة الكون

- ‌حكم الاحتفال بالمولد النبوي

الفصل: ‌حكم الاستعانة بالجن الصالحين

‌حكم الاستعانة بالجن الصالحين

‌السؤال

ما حكم من يستعين بالجن ويسميهم بغير اسمهم كأن يقول أحياناً: أستعين بالله ثم بكم وتقضى بعض الحاجات له وهم جن صالحون؟

‌الجواب

هذا لا يجوز؛ لأنه داخل في الاستمتاع الذي حرمه الله عز وجل، كما في قوله عز وجل:{رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} [الأنعام:128]، جاء على سبيل الذم على ما فعلوه، فاستمتاع الإنس بالجن على أي نحو كان لا يجوز إلا إذا جاء من غير قصد، كأن يكون الراقي سمع من الجن خبراً فاستخبره، ومع ذلك يجب أن نأخذ خبر الجن الذي ينطق من خلال التلبس على أنه خبر فاسق لا بد من التثبت منه؛ لأن الجني إذا تلبس بالإنسي فقد وقع في الظلم؛ فهو فاسق.

كذلك الاستمتاع الآخر: وهو تسميتهم قوى أخرى أو غير ذلك هذا مجرد عبث بالألفاظ، كما قال الله عز وجل عن أهل الجاهلية:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6]؛ ولذلك أرى حتى الرقاة الذين يستعينون بالجن حتى في باب الصالحات، أراهم زادوهم رهقاً، وربطوهم بأمور لا طاقة للبشر بها، وأعنتوهم وأوقعوا الناس في مشاكل وعداوات ومصائب لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، فليتق الله الرقاة، ولا يفتحوا باب الاستعانة بالجن على مصراعيه، ولا يكون بين الراقي أو غيره وبين الجن عهود وعقود ومواعيد، كما يقول بعضهم: أنا أواعدهم! أقول لهم إذا احتجتهم: تعالوا، فهذا هو المحرم بعينه، وإلا فما الفرق بين هذا وبين فعل الدجالين والمشعوذين وأهل الجاهلية؟ إذاً: هذا أمر يجب تجنبه، أنا أحترز أن أقول: إلا إذا تطوع الجني بفائدة أتت من غير طلب منا، أو من غير قصد، أو عندما يتكلم ويتلبس نطلب منه مزيداً من المعلومات لأنه حاضر أمامنا مثل الشاهد الحاضر؛ فهذا إذا ما زاد عن هذا القدر فربما يكون من الأمور المباحة، ومع ذلك فيه نظر.

أما تجاوز ذلك إلى ما هو أكثر من هذا فأخشى أن يكون داخلاً في الدجل والكهانة ومما حرمه الله.

ص: 23