المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثناء العلماء عليه: - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ١

[ابن الملقن]

الفصل: ‌ثناء العلماء عليه:

‌ثناء العلماء عليه:

إن شخصية الذهبي العلمية فرضت محبته وتقديره على كل منتسب للعلم وأهله، حتى وإن لم يكن على وفاق معه في المعتقد، ولذا نجد من يطريه بألفاظ من المديح يخشى عليه من مجاوزة الحدّ فيها، ومع ذلك يحمل راية الحطّ عليه؛ لأجل اعتقاده، كتلميذه تاج الدين السبكي كما سيأتي.

والعمدة في ذلك على جمهور العلماء، فإن ثناءهم على الذهبي لا يكاد يحصر، ويكفيه فخراً أن الحافظ ابن حجر قال:"شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ"(1).

وقد أثنى عليه جملة من العلماء، منهم تلاميذه: ابن شاكر الكتبي، والصفدي، والحسيني، والتاج السبكي وابن كثير، وابن الموصلي الطرابلسي، والبدر النابلسي، ومنهم الأسنوي، وابن الجزري، وابن ناصر الدين، وابن قاضي شهبة، وابن تغري بردي، والسيوطي، وابن طولون، والشوكاني.

أما الكتبي، والصفدي فعبارتهم واحدة، والظاهر أن أحدهما أخذ من الآخر، وكلام الصفدي أتم، حيث يقول: "الشيخ الإِمام العلّامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، حافظ لا يجارى، ولافظ لا يُبارى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإِبهام في تواريخهم والِإلباس، ذهن يتوقَّد ذكاؤه، ويصحّ إلى الذهب نسبته وانتماؤه، جمع الكثير، ونفع الجمّ الغفير، وأكثر من التصنيف، ووفّر مؤنة التطويل في التأليف

، اجتمعت به، وأخذت عنه، وقرأت عليه كثيراً من تصانيفه في ولم أجد عنده جمود المحدّثين، ولا كودنة النقلة، بل هو فقيه النظر، له دربة بأقوال الناس، ومذاهب الأئمة من السلف وأرباب القالات، وأعجبني منه

(1) ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي (ص 348).

ص: 30

ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو إظلام إسناد، أو طعن في رواته، وهذا لم أر غيره يراعي هذه الفائدة فيما يورده" (1).

وأما الحسيني، فقال:"شيخنا الحافظ الِإمام العلاّمة، مؤرّخ الشام"، ومحدّثه، ومفيده

، خرّج لجماعة من شيوخه، وجرّح وعدّل، وفرّع وأصّل، وصحّح وعلّل، واستدرك وأفاد، وانتقى، واختصر كثيراً من تواليف المتقدمين والمتأخرين، وصنّف الكتب المفيدة السائرة في الآفاق" (2).

وأما تاج الدين السبكي، فقال: "أما أستاذنا أبو عبد الله، فبصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظاً، وذهب العصر معنى ولفظاً، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، فنظرها، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها

، وهو الذي خرّجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة

" إلى أن قال: "ومما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار، وما تعب لسانه وقلمه، وضُربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس، إلا أنه لا يتقلّص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال" (3).

وأما ابن كثير فقال: "الشيخ الحافظ الكبير، مؤرخ الِإسلام، وشيخ المحدثين، وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه رحمه الله"(4).

وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الموصلي الطرابلسي،

(1) الوافي بالوفيات (2/ 163).

(2)

ذيل العبر (ص 267 - 268)، وذيل تذكرة الحفاظ (ص 34 - 35) كلاهما له.

(3)

طبقات الشافعية له (9/ 101 و 102).

(4)

البداية والنهاية (14/ 225).

ص: 31

الشافعي، فإنه قدم دمشق متوجهاً إلى الحج سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، فلما التقى بالذهبي قال:

ما زلت بالسمع أهواكم، وما ذكرت

أخباركم قط إلا مِلْتُ من طرب

وليس من عجب أن ملت نحوكم

فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب (1)

وأما البدر النابلسي، فقال في مشيخته:"كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم، ثاقب الذهن، وشهرته تغني عن الإِطناب فيه"(2).

وقال الأسنوي: "حافظ زمانه

، صنّف التصانيف الكثيرة المشهورة النافعة" (3).

وقال ابن الجزري: "الحافظ، أستاذ ثقة كبير

، كتب كثيراً، وألّف وجمع وأحسن في تأليف طبقات القراء" (4).

وقال ابن ناصر الدين: "الشيخ الإِمام، الحافظ الهمام، مفيد الشام، ومؤرخ الإِسلام، ناقد المحدّثين، وإمام العدّلين والمجرّحين

، كان آية في نقد الرجال، عمدة في الجرح والتعديل، عالماً بالتفريع والتأصيل، إماماً في القراءات، فقيهاً في النظريات، له دربة بمذاهب الأئمة وأرباب المقالات، قائماً بين الخلف بنشر السنة ومذهب السلف

، له المؤلفات المفيدة، والمختصرات الحسنة، والمصنفات المديدة" (5).

وقال ابن قاضي شهبة: "الإِمام العلامة الحافظ المقرىء، مؤرخ

(1) الرد الوافر (ص 31 - 32).

(2)

الدرر الكامنة (3/ 427).

(3)

طبقات الشافعية له (1/ 558 - 559).

(4)

غاية النهاية (2/ 71).

(5)

الموضع السابق من الرد الوافر.

ص: 32

الإِسلام

، قرأ القراءات وأتقنها، وشارك في بقية العلوم، وأقبل على صناعة الحديث فأتقنها، وتخرج به حفاظ العصر، وصنف التصانيف الكثيرة المشهورة، مع الدين المتين، والورع والزهد" (1).

وقال ابن تغري بردي: "الشيخ الإِمام، الحافظ المؤرخ، صاحب التصانيف المفيدة

، أحد الحفاظ المشهورة

، سمع الكثير، ورحل البلاد، وكتب وألّف، وصنّف وأرّخ، وصحّح، وبرع في الحديث وعلومه، وحصّل الأصول، وانتقى" (2).

وقال السيوطي: "الِإمام الحافظ، محدث العصر، وخاتمة الحفاظ، ومؤرخ الِإسلام، وفرد الدهر، والقائم بأعباء هذه الصناعة

، رحل، وعني بهذا الشأن، وتعب فيه، وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع، وأذعن له الناس

، والذي أقوله: إن المحدّثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر" (3).

وقال ابن طولون: "الِإمام العلامة، شيخ المحدّثين، وقدوة الحفاظ، ومؤرخ الشام ومفيده

، جرّح، وعلل، وعدّل، واستدرك، وأفاد، وانتقى، واختصر كثيراً من تواريخ المتقدمين والمتأخرين، وكتب علماً كثيراً، وصنف الكتب المفيدة

، ومصنفاته، ومختصراته، وتخاريجه تقارب المائة، وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعروفين، والحفاظ المبرزين" (4).

وقال الشوكاني: "الحافظ الكبير المؤرخ، صاحب التصانيف السائرة في

(1) طبقات الشافعية له (3/ 72 - 73).

(2)

النجوم الزاهرة (10/ 182).

(3)

ذيل تذكرة الحفاظ له (ص 347 - 348).

(4)

القلائد الجوهرية (2/ 450 - 451).

ص: 33

الأقطار

، وجميع مصنفاته مقبولة، مرغوب فيها، رحل الناس لأجلها، وأخذوها عنه، وتداولوها، وقرأوها، وكتبوها في حياته، وطارت في جميع بقاع الأرض، وله فيها تعبيرات رائقة، وألفاظ رشيقة غالباً، لم يسلك مسلكه فيها أهل عصره، ولا من قبلهم، ولا من بعدهم، وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه، ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه، ولا حرره كتحريره" (1).

وقد برع الذهبي في التأليف فأكثر منه جداً، وقد حصر الدكتور بشار عواد معروف ما استطاع من مؤلفاته فبلغت خمسة عشر ومائتي مؤلف (2)، ومن أهم مؤلفاته:

1 -

تاريخ الِإسلام، وهو أعظم كتبه وأحسنها، يقع في واحد وعشرين مجلداً، تناول فيه الحوادث والتراجم من السنة الأولى للهجرة حتى سنة (700هـ)، ورتبه على الطبقات، والطبقة عنده مدتها عشر سنوات، فتألَّف كتابه من سبعين طبقة، ورتب فيه الحوادث على السنوات (3).

2 -

سير أعلام النبلاء، وهو كتاب يشبه في مادته كتابه تاريخ الإِسلام، إلا أنه اقتصر فيه على النبلاء فقط، وهم المشاهير، وأما تاريخ الِإسلام فإنه جمع فيه النبلاء وغيرهم، ولذا يعتبر بعضهم هذا الكتاب مختصراً من تاريخ الِإسلام.

3 -

ميزان الاعتدال في نقد الرجال، وهو من أحسن كتب الذهبي

(1) البدر الطالع (2/ 110 - 111).

(2)

انظر مقدمة السير (1/ 75 - 90) و: "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام"

(ص 140 - 276).

(3)

انظر المرجع الأخير السابق (ص 279) والوافي بالوفيات (2/ 163).

ص: 34

وأجلِّها، وقد أورد فيه جميع من وقف عليه ممن تكلِّم فيه، بما فيهم الأئمة وخلق من الثقات، لا للقدح فيهم، وإنما للدفاع عنهم، ولذا فقد حوى كتابه هذا الوضاعين والمتروكين والضعفاء وخلقاً من الأئمة وثقات المحدثين.

توفي الذهبي رحمه الله تعالى ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، بالمدرسة المنسوبة لأم الصالح، في قاعة سكنه، بعد العشاء قبل نصف الليل، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير من دمشق.

وكان رحمه الله قد أضرَّ قبل موته، في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بماء نزل في عينيه، فكان يتأذى ويغضب إذا قيل له: لو قَدَحْتَ هذا لرجع إليك بصرك، ويقول: ليس هذا بماء، وأنا أعرف بنفسي؛ لأنني ما زال بصري ينقص قليلاً قليلاً، إلى أن تكامل عدمه.

وكان في غاية من الحرص على طاعة الله، حتى وهو في لحظات النزع، فقد عاده تقي الدين السبكي قبل المغرب وهو في السياق، وقال له: كيف تجدك؟ قال: في السياق، ثم سأله. أدخل وقت المغرب؟ فقال له: ألم تصلّ العصر؟ قال: بلى، ولكن لم أصلّ المغرب إلى الآن، ثم سأل السبكي عن الجمع بين المغرب والعشاء تقديماً، فأفتاه بذلك، ففعله (1).

وكان رحمه الله يقول شعراً جيداً، فمن ذلك قوله:

إذا قرأ الحديث عليّ شخص

وأخلى موضعاً لوفاة مثلي

فما جازى بإحسان؛ لأني

أريد حياته ويريد قتلي

وقال أيضاً:

العلم قال الله قال رسوله

إن صحّ والإِجماع فاجهد فيه

وحذار من نصب الخلاف جهالة

بين الرسول وبين رأي فقيه

(1) الموضع السابق من طبقات الشافعية.

ص: 35

وقال تلميذه الصفدي في رثائه:

أشمس الدين غِبْتَ وكل شمس

تغيب وزال عنا ظلّ فضلك

وكم ورّخت أنت وفاة شخص

وما ورّخت قط وفاة مثلك (1)

ولتلميذه تاج الدين السبكي قصيدة طويلة جيّدة في رثائه (2).

رحم الله الذهبي رحمة واسعة، وأسكنه فسيع جنّاته (3).

(1) الموضع السابق من الوافي بالوفيات.

(2)

انظرها في طبقات الشافعية له (9/ 109).

(3)

مصادر ترجمته كثيرة جداً، انظر منها:

1 -

فوات الوفيات (3/ 315 - 317) للكتبي.

2 -

الوافي بالوفيات (2/ 163 - 168) للصفدي.

3 -

ذيل العبر (ص 267 - 269).

4 -

ذيل تذكرة الحفاظ (ص 34 - 38) كلاهما للحسيني.

5 -

طبقات الشافعية الكبرى (9/ 100 - 116).

6 -

معيد النعم ومبيد النقم كلاهما لابن السبكي.

7 -

طبقات الشافعية (1/ 558 - 559) للأسنوي.

8 -

البداية والنهاية (14/ 225) لابن كثير.

9 -

غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 71) لابن الجزري.

10 -

الرد الوافر (ص 31 - 36) لابن ناصر الدين.

11 -

طبقات الشافعية (3/ 72 - 74) لابن قاضي شهبة.

12 -

الدرر الكامنة (3/ 426 - 427) لابن حجر.

13 -

النجوم الزاهرة (10/ 182) لابن تغري بردي.

14 -

الِإعلان بالتوبيخ للسخاوي.

15 -

ذيل تذكرة الحفاظ (ص 347 - 349) للسيوطي.

16 -

القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (2/ 450 - 451) لابن طولون.

17 -

شذرات الذهب (153/ 6 - 157) لابن العماد الحنبلي.

18 -

البدر الطالع (2/ 110 - 112) للشوكاني.

وقد ترجم الدكتور بشار عواد معروف للذهبي ترجمة وافية أطال فيها وأجاد، ومنه استفدت في هذه الترجمة في كتابه:"الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإِسلام".

ص: 36

مختصرُ إستدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

للعَلاّمة سِرَاج الدّين عُمَر بن علي بن أحمَد المعروف بابن المُلَقن

توفي عَام 804 هـ

تحقيق وَدراسة

عَبد الله بن حمد اللحَيدَان

الجزء الأول

دَارُ العَاصِمَة

الرياض

ص: 37

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ الِإمام المتقن الحافظ وحيد دهره وفريد عصره سراج الدين أبو حفص عمر بن الشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي. عرف بابن الملقن، تغمده الله تعالى برحمته وأسكنه بحبوحة جنته:

بعد حمد الله تعالى والثناء عليه بما يليق بجلاله وصلاته وسلامه على محمد نبيه وصحبه وآله.

هذه المواضع التي استدركها، وأفادها الحافظ (المحرر)(1) شمس الدين (أبو عبد الله)(2) محمد بن أحمد (بن عثمان)(3) الذهبي. على (الحافظ)(4) أبي عبد الله الحاكم. في تلخيصه مستدركه (رأيت)(5) أن تكون مجموعة في هذه الكراريس لمن يكون عنده المستدرك، وبالله التوفيق.

وحيث (أقول)(6): قال: فهو للحاكم. وقلت: فهو للذهبي.

وربما زدت من عندي زيادات مبينات على حسب ما تيسر.

(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(2)

ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(3)

ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(4)

ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(5)

"أحببت" وما أثبته من (أ).

(6)

في (ب)"ذكرت" وما أثبته من (أ).

ص: 39

[كتاب](1) الِإيمان

1 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً: "من سره أن يجد حلاوة الِإيمان ليحب المرء لا يحبه إلا لله".

فيه أبو بلج. قال: احتج به مسلم. قلت: لم (2) يحتج به قد وثق. وقال البخاري: فيه نظر.

(1) ليس في (أ)، (ب) وهكذا في أكثر الكتب لا يذكر كلمة (كتاب) وسأذكرها في كل كتاب من دون الِإشارة إلى زيادتها اكتفاء بالِإشارة هنا اعتماداً على ما في المستدرك وتلخيصه.

(2)

في التلخيص (لا) وما أثبته من (أ)، (ب) وعلى ذلك يستقيم المعنى، لأن غير مسلم احتج به كما سيأتي بيانه.

1 -

المستدرك (1/ 3): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي بلج.

وأخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا شعبة، عن يحيى بن أبي سليم -وهو أبو بلج، وهذا لفظ حديث أبي داود- قال: سمعت عمرو بن ميمون، يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من سره أن يجد حلاوة الِإيمان، فليحب المرء، لا يحبه إلا لله". =

ص: 41

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

1 -

رواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" منحة المعبود. كتاب الِإيمان، باب ما جاء في صفة المؤمن (29/ 1)، (ح 49).

2 -

رواه أحمد "بنحوه (2/ 520).

3 -

ورواه أبو نعيم في الحلية "بنحوه"(4/ 154).

4 -

ورواه البزار "بنحوه" كشف الأستار. كتاب الِإيمان، باب الحب في الله (1/ 50، ح63).

رووه من طريق أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.

وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 90) ونسبه لأحمد، والبزار وقال: ورجاله ثقات.

وكذا أورده السيوطي في الصغير ورمز له بالصحة (2/ 609).

وقال المناوي في الفيض بعد أن ذكر كلام الحاكم وتعقب الذهبي عليه: قال الحافظ العراقي في أماليه: حديث أحمد صحيح وهو من غير طريق الحاكم (6/ 151).

قلت: بحثت عنه في مسند أحمد فلم أجده إلا من هذا الطريق، كما أن أحمد شاكر عند تعليقه على المسند لم يذكر أن أحمد رواه من طريق آخر (15/ 117)، (ح 7954).

وقال أحمد شاكر عن هذا الطريق: إسناده صحيح.

لكن قال الألباني في صحيح الجامع: إسناده حسن (5/ 300، ح 6165).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم وغيره. أبو بَلْج -بفتح أوله وسكون اللام- الفزاري الواسطي. ويقال: الكوفي الكبير واسمه يحيى بن سليم بن بلج. ويقال: ابن أبي سليم. قال ابن معين، وابن سعد، والنسائي، والدارقطني: ثقة. وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث،=

ص: 42

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لا بأس به. وقال ابن سعد: قال يزيد بن هارون: كان جاراً لنا وكان يتخذ الحمام يستأنس بهن، وكان يذكر الله كثيراً. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء. وقال يعقوب بن سفيان: كوفي لا بأس به. وقال إبراهيم الجوزجاني. وأبو الفتح الأزدي: كان ثقة. ونقل ابن الجوزي، وابن عبد البر أن ابن معين ضعفه وقال أحمد: روى حديثاً منكراً. تهذيب التهذيب (12/ 47).

قال ابن حجر في التقريب: صدوق ربما أخطأ (2/ 401، 42)(ع).

وقال الذهبي في الكاشف: وثقه ابن معين، والدارقطني. وقال أبو حاتم لا بأس به.

وقال البخاري: فيه نظر (3/ 318).

وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه ابن معين، والنسائي، والدارقطني. وقال يزيد بن هارون كان خارجياً. ص 446.

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن أبا بلج ثقة عند أكثر العلماء. لكن مسلمًا لم يخرج له كما قال الذهبي متعقباً الحاكم. فتعقب الذهبي في محله. فيكون الحديث بهذا الِإسناد صحيحاً لكنه ليس على شرط مسلم. وعلى ذلك جرى أكثر العلماء في تصحيح الحديث كما سبق بيانه.

كما أن للحديث شاهداً من الصحيح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الِإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله

الحديث".

رواه البخاري، بشرحه فتح الباري. كتاب الِإيمان- 9، باب حلاوة الِإيمان (1/ 60، ح 16).

ص: 43

2 -

حديث أبي هريرة أيضاً (1) مرفوعاً: "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين (2) وسبعين فرقة.

فيه محمد بن عمرو عن أبي سلمة. قال: احتج به مسلم.

قلت: ما احتج به منفرداً، بل بانضمامه إلى غيره (3).

(1) ليست في المستدرك وتلخيصه وما أثبته من (أ)، و (ب) إشارة إلى ما سبق من حديث أبي هريرة.

(2)

في (أ)، (ب)(اثنتين) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه 1/ 6 وهو الموافق لقواعد اللغة.

(3)

قوله: فيه محمد بن عمرو في التلخيص قال: (احتج مسلم بمحمد بن عمرو وقد روى هذا عن كعب، وعوف بن مالك، وعبد الله بن عمرو. قلت: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفرداً بل بانضمامه إلى غيره) وكذا من المستدرك مختصراً وما أثبته من (أ)، (ب).

2 -

المستدرك (1/ 6): أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري بمرو، ثنا أبو الموجه حدثنا أبو عمارة ثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصاري مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة".

تخريج الحديث:

1 -

رواه أحمد "بلفظه"(3/ 120، 145) ولم يذكر افتراق النصارى.

2 -

ورواه الترمذي "بلفظه" كتاب الإِيمان- 18، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. (5/ 25، ح 2640). وقال: حسن، صحيح.

3 -

ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب السنة، باب شرح السنة (4/ 197، 198)، (ح 4596).

4 -

ورواه ابن حبان في صحيحه "بلفظ مقارب" موارد. كتاب الفتن، باب في افتراق الأمم (ص 454)، (ح 1834).

5 -

ورواه ابن أبي عاصم في السنة "بنحوه" 1/ 33. =

ص: 44

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 6 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الفتن- 17، باب افتراق الأمم (2/ 1321)، (ح 3991).

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة.

وقال المناوي في الفيض: في أسانيده جياد (2/ 20، 21).

رووه من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وهو طريق الحاكم.

وقد رواه الحاكم (1/ 128) من طريق محمد بن عمرو وقال: على شرط مسلم ولم يتعقبه الذهبي هناك.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد الله ويقال: أبو الحسن المدني.

قال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: محمد بن عمرو كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: لا بل أشدد. قال: ليس هو ممن تريد. قال يحيى: وسألت مالكاً عنه فقال فيه نحو ما قلت لك. وقال: إسحاق بن حكيم عن يحيى القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث.

وقال ابن معين: ما زال الناس يتَّقون حديثه قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة، عن أبي هريرة. وقال الجوزجاني: ليس بقوي الحديث ويشتهى حديثه. وقال أبوحاتم: صالح الحديث يكتب حديثه وهو شيخ. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال مرة: ثقة. وقال ابن عدي: له حديث صالح. وأرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء.

وقال يعقوب بن شيبة هو وسط وإلى الضعف ما هو. وقال الحاكم: قال ابن المبارك: لم يكن به بأس. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف.

روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات تهذيب التهذيب (9/ 375، 376، 377).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (2/ 196)(ع). =

ص: 45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس (4 خ م متابعه).

وقال الخزرجي في الخلاصة: أحد أئمة الحديث. وثقه النسائي. قال الجوزجاني: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. روى له (خ) مقروناً فرد حديث، و (م) متابعة ص 354.

الحكم علي الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن التوسط في أمر محمد بن عمرو أن يكون حسن الحديث فيكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً. وقد حسنه الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم (1/ 33). لكن للحديث شواهد. منها حديث معاوية وهو "بنحو" حديث أبي هريرة.

1 -

رواه أبو داود. كتاب السنة، باب شرح السنة (4/ 198، ح 4597).

2 -

والدارمي. كتاب السير، باب في افتراق هذه الأمة (2/ 241).

3 -

وأحمد (4/ 102).

4 -

والحاكم. كتاب العلم (1/ 128) وقال: هذه أسانيد تقوم بها الحجة.

وجاء بأسانيد أخرى لا تقوم بها حجة غير ما ذكرت ووافقه الذهبي.

وقال الألباني في سلسلة الصحيحة: قال الحافظ في تخريج الكشاف ص 63 إسناده حسن. وقال شيخ الِإسلام ابن تيمية في المسائل (83/ 2) هو حديث صحيح مشهور. وصححه أيضاً الشاطبي في الاعتصام (3/ 38). وذكر الألباني طرقاً كثيرة لهذا الحديث.

ومنها حديث أنس بنحو حديث أبي هريرة.

رواه ابن ماجة. كتاب الفتن- 12، باب افتراق الأمم (2/ 1322، ح 3993).

وقال المعلق: في الزوائد إسناده صحيح. رجاله ثقات.

قلت: فمما مضى من هذه الشواهد. ومن الشواهد التي ذكرها الألباني في سلسلة الصحيحة (203) يكون الحديث صحيحاً لغيره. فالظن أن تصحيح الترمذي ومن بعده المنذري في مختصر السنن (7/ 3، ح 4428) وكذا السيوطي في الصغير (1/ 184) لما له من شواهد. والله أعلم.

ص: 46

3 -

حديث أبي هريرة أيضاً (1) مرفوعاً في سرد الأسماء الحسنى.

فيه عبد العزيز بن حصين. قال: وهو ثقة. قلت: بل ضعفوه.

(1) هذه الكلمة أشار بها ابن الملقن إلى ما سبق من حديث أبي هريرة وهو الحديث الذي قبل هذا الحديث.

3 -

المستدرك (1/ 17): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، وأبو بكر بن عبد الله، قالا حدثنا الحسن بن سفيان، ثنا أحمد بن سفيان النسوي، ثنا خالد بن مخلد، ثنا عبد العزيز بن حصين بن الترجمان، ثنا أيوب السختياني، وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة. الله، الرحمن، الرحيم، الِإله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارىء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبدىء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والِإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم". =

ص: 47

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريج الحديث:

1 -

رواه الترمذي "بنحوه" كتاب الدعوات- 83 باب (5/ 530، ح 3570).

2 -

ورواه الحاكم "بنحوه"(1/ 16). وقال: هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه. والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقته بطوله وذكر الأسامي فيه ولم يذكرها غيره.

وليس هذا بعلة فإني لا أعلم اختلافاً بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق، وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان، وبِشْر بن شعيب، وعلي بن عيَّاش وأقرانهم من أصحاب شعيب. ووافقه الذهبي.

3 -

ورواه البيهقي (10/ 27).

رووه من طريق صفوان بن صالح. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا شعيب بن حمزة، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. مرفوعاً.

4 -

ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الدعاء، باب أسماء الله عز وجل (2/ 1270، ح 3861).

من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني. حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي.

حدثنا موسى بن عقبة حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من ثلاثة طرق عن أبي هريرة.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم. ولم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وفيه عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أبو سهل مروزي الأصل.

قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على روايته بين. وأورد له العقيلي في الضعفاء حديث الأسماء. وقال: لا يتابع عليه وفيه لين =

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= واضطراب. وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: متروك الحديث.

وقال البغوي: ضعيف الحديث. وضعفه علي بن المديني جداً. وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. قال ابن حجر: وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم أخرج له في المستدرك، وقال إنه ثقة. الميزان (2/ 627)، اللسان (4/ 28، 29).

قلت: مما مضى يتبين أن عبد العزيز بن الحصين ضعيف. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: قلت لكن الحديث جاء من طريق آخر عن أبي هريرة. عند الحاكم ومن وافقه.

وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي كما تقدم.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من طريق صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث -قلت: وهو كذلك كما في التقريب (1/ 368) - قال: وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.

* الطريق الثالث: وجاء الحديث أيضاً من طريق آخر عن أبي هريرة عند ابن ماجه.

وفيه عبد الملك بن محمد. قال المعلق على سنن ابن ماجه: إسناد طريق ابن ماجه ضعيف لضعف عبد الملك بن محمد. وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطىء تغير حفظه لما سكن بغداد (1/ 522، ت 1344).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم الأول ضعيف. لكن الطريق الثاني قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وكذا صححه الترمذي.

والطريق الثالث ضعيف قابل للانجبار.

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره. والله أعلم.

ص: 49

4 -

حديث عائشة مرفوعاً: "ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهم في الإِسلام كمن لا سهم له

إلخ".

فيه شيبة الحضرمي قال: خرج به البخاري (1). قلت: ما خرج له سوى النسائي هذا الحديث، وفيه جهالة.

(1) في التلخيص: (قال شيبة ويقال الخضري قد خرجه البخاري) وفي المستدرك: قال: (شيبة الحضرمي قد خرجه البخاري وقال في التاريخ: ويقال الخضري سمع عروة، وعمر بن عبد العزيز. وهذا الحديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه)(1/ 20) وما أثبته من (أ)، (ب).

4 -

المستدرك (1/ 19): حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ببغداد، ثنا أبو بكر بن أبي العوام. ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا همام، وحدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى: ثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن محمد بن حبان الأنصاري، أنبا أبو الوليد، وموسى بن إسماعيل، قالا ثنا همام بن يحيى: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني شيبة الحضرمي: إنه شهد عروة بن الزبير، يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث أحلف عليهن، لا يجعل الله من له سهم في الِإسلام كمن لاسهم له. وسهام الِإسلام: الصوم، والصلاة، والصدقة. ولا يتولى الله عبداً فيوليه غيره يوم القيامة. والرابعة: إن حلفت عليها رجوت أن لا آثم ما يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستر عليه في الآخرة".

تخريجه:

1 -

رواه أحمد "بنحوه"(6/ 145).

2 -

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للنسائي في الكبرى (12/ 8).

3 -

وعزاه الألباني لأبي يعلى في مسنده (216/ 2) سلسلة الصحيحة (ح 1387). =

ص: 50

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رووه من طريق شيبة الحضرمي أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة به مرفوعاً.

4 -

ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 268)"بنحوه".

من طريق الحسن بن محمد بن الحسن الأصبهاني. حدثنا أبو مسعود. أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً به.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن عروة، عن عائشة.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه شيبة الحضرمي- ويقال الخضري. والخضر قبيلة من محارب بن خصفة. ذكره ابن حبان في الثقات روى له النسائي حديثاً واحداً -قلت: وهو الحديث الذي معنا- قال الحافظ بن حجر: قال الذهبي: لا يعرف. تهذيب التهذيب (4/ 378).

وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (1/ 357)(س).

وقال الذهبي في الكاشف: وثّق (2/ 17)، وقال في الميزان: لا يعرف.

تفرد عنه إسحاق بن عبد الله (2/ 286).

قلت: مما مضى يتبين أن شيبة الحضرمي ويقال الخضري. مقبول كما لخص حاله بذلك ابن حجر. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة عند أبي نعيم في أخبار أصبهان كما سبق.

قال الألباني: في السلسلة الصحيحة (1387): أورده أبو نعيم في ترجمة الحسن ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وبقية رجاله ثقات. قلت: ولم أجد من ترجمه.

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بسند الحاكم ضعيف، لكن طريقه الثاني عند أبي نعيم الظاهر أنه ضعيف أيضاً فيكون الحديث بكلا الطريقين حسن. كما أن للحديث شاهداً عن أبي أمامة "بنحو حديث عائشة".=

ص: 51

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1 - رواه الطبراني في الكبير (5/ 315، ح 8023).

2 -

ونسبه الألباني في الصحيحة (3/ 377) لأبي بكر الشافعي في الرباعيات (1/ 106، 2).

ولأبي عبد الله الصاعدي في السداسيات (4/ 2).

وفيه فضال بن جبير. قال الهيثمي في المجمع: ضعيف (1/ 37).

وقال المناوي في الجامع الأزهر: ضعيف (1/ 212)(ن).

وله شاهد أيضاً عن ابن مسعود نسبه الألباني في الصحيحة (3/ 376) لأبي يعلى في مسنده قال: صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله ثقات. (1/ 37).

فبهذه الشواهد يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره.

ص: 52

5 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً: "المؤمن (1) يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".

قال: على شرطهما ولا أعلم له علة. قلت: انقطاعه (فإن أبا حازم المذكور في إسناده هو المديني)(2)، لا الأشجعي، ولم يلق أبو صخر، الأشجعي، ولا المديني لقى أبا هريرة.

(1) في المستدرك وتلخيصه (إن المؤمن يألف)(1/ 23) وما أثبته من (أ)، (ب) وكذا من أخرجه.

(2)

قوله: (فإن أبا حازم

إلخ) في التلخيص (فإن أبا حازم هذا هو المديني

إلخ) (1/ 23) وهكذا يفعل ابن الملقن مثل هذه الزيادة للتوضيح في بعض الأحاديث لعدم ذكره لسند الحديث في مختصره.

5 -

المستدرك (1/ 23): حدثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا أحمد بن يحيى بن رزين، ثنا هارون بن معروف، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني أبو صخر، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف".

تخريجه:

1 -

رواه أحمد "بلفظ مقارب"(2/ 400).

2 -

ورواه البيهقي في السنن "بلفظ مقارب، كتاب الشهادات، باب شهادة أهل العصبية (1/ 236، 237).

3 -

ورداه ابن عدي في الكامل (ل 236).

رووه من طريق أبي صخر، عن أبي حازم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 87) عن أبي هريرة مرفوعاً وقال: رواه أحمد، والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. =

ص: 53

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4 - ورواه الخطيب في تاريخه "بلفظ مقارب"(8/ 288، 289).

رواه من طريق خالد بن وضاح، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

ورواه الخطيب "بلفظ مقارب"(3/ 117).

من طريق أبي الحسين محمد بن العباس الفقيه. حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. حدثنا أبي وعمي أبو بكر، عن أبي عبيدة الجواد، عن ابن عون، عن ابن سيرين والحسن قالا: لا عشنا إلى زمن لا يعشق فيه، قال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكره.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طرق.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم. وقال عنه الذهبي منقطعاً.

والظاهر أن كلامه في محله، لأن أبا صخر حميد بن زياد الخراط روى عن أبي حازم المديني كما ذكره المزي في تهذيب الكمال، ولم يذكر أنه روى عن أبي حازم الأشجعي، وقد ذكر أن أبا حازم المديني من شيوخ أبي صخر، فهذا يبين أن أبا حازم هذا هو المديني. تهذيب الكمال (1/ 336، 337).

كما أنه عند ترجمة الأشجعي: سلمان أبو حازم، ذكر أنه روى عن أبي هريرة. ولم يذكر أن أبا صخر روى عنه. تهذيب الكمال (1/ 522).

وأنه عند ذكر ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار الأعرج المدني، لم يذكر أنه روى عن أبي هريرة.

وقال ابنه ليحيى بن صالح: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب.

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بسند الحاكم منقطع. كما قال الذهبي، وتبعه ابن الملقن.

فعلى هذا يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه.=

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكنه جاء موصولاً عند أحمد، والبيهقي، والخطيب في تاريخه بذكر أبي صالح في مكان الانقطاع عند الحاكم، وأبو صالح هذا هو ذكوان أبو صالح السمان وهو من شيوخ المديني كما في تهذيب الكمال (1/ 523).

وهو ثقة ثبت كما في التقريب (1/ 238)، وكذلك أبو حازم سلمة بن دينار فإنه ثقة عابد كما في التقريب (1/ 316). قلت: لكن في سندهم أبو صخر حميد بن زياد. قال عنه الذهبي في الكاشف: مختلف فيه. قال أحمد: لا بأس به (1/ 356).

قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم (1/ 202).

وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أحمد، وابن معين في رواية: ليس به بأس.

وضعفه يحيى في رواية (ص 94). وحميد هذا من رجال مسلم.

قال الألباني: بعد إيراده لطريق أحمد: قلت: وكلهم من رجال مسلم فهو صحيح على شرطه. سلسلة الصحيحة (1/ 167، رقم 426).

قلت: لكن أبا صخر حميد بن زياد، الظاهر أنه مختلف في توثيقه كما سبق بيانه فيكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.

* الطريق الثاني: لكنّ أبا صخر لم يتفرد بالحديث بل جاء عند الخطيب من طريق خالد بن وضاح.

قال الألباني: لم أجد من ترجمه.

قلت: كما أني بحثت عنه ولم أجد من ترجمه.

* الطريق الثالث: وجاء الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة عند الخطيب.

قال الألباني: ورجال هذا الطريق موثقون غير أبي الحسين. قال الخطيب: وفي روايته نكرة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم ضعيف لانقطاعه. لكن جاء موصولاً بذكر أبي صالح، وسبق بيان حاله أنه ثقة ثبت، إلا أن في الِإسناد =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حميد بن زياد وهو مختلف فيه، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً. كما أن للحديث شاهداً عن سهل بن سعد بلفظ مقارب لحديث أبي هريرة.

1 -

رواه أحمد (5/ 335).

2 -

والخطيب في تاريخه (11/ 376).

وأورده الهيثمي في المجمع في موضعين (8/ 87، 10/ 273).

قال في الأول: رواه أحمد والطبراني وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.

وقال في الآخر: رواه أحمد، والطبراني وإسناده جيد.

فعليه يكون الحديث بهذه الطرق والشاهد صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

ص: 56

6 -

حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً: " [ما من عبد يعبد الله](1) ولا يشرك به شيئاً

الحديث".

قال: على شرطهما، [ولا علة](2) له، قلت:[عبيد الله](3) عن أبيه سلمان الأغر المذكور في إسناده. خرج له البخاري فقط.

(1) في (أ)(من عبد الله يعبد الله)، وفي (ب)(من عبد الله) ثم بياض قدر كلمة. وكلاهما لا يستقيم عليه المعنى وما أثبته من المستدرك وتلخيصه (1/ 23)، والكتب المخرجة للحديث، وعليه يستقيم المعنى.

(2)

في (أ)، (ب)(ولا عذر)، وما أثبته من التلخيص. وعليه يستقيم المعنى.

ولعل ما في النسختين تحريف من النساخ، ويلاحظ أن تلخيص الذهبي لكلام الحاكم هنا فيه توسع، لأن عبارة الحاكم "ولا أعرف له علة" فنفى معرفته علة للحديث، بينما عبارة الذهبي، "ولاعلة له" فيه نفي مطلق/ المستدرك مع تلخيصه (1/ 23).

(3)

في (أ)، (ب)(عبد الله) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه (1/ 23)، وصحيح ابن حبان، موارد ص36، تهذيب التهذيب (7/ 18).

6 -

المستدرك (1/ 23): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن بكر المقدمي، ثنا فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، سمع عبيد الله بن سليمان، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويجتنب الكبائر إلا دخل الجنة". قال: فسألوه، ما الكبائر؟ قال:"الِإشراك بالله والفرار من الزحف، وقتل النفس".

تخريجه:

1 -

روى ابن حبان في صحيحه شقه الأول "بلفظه"، موارد الظمآن، كتاب الإِيمان، باب في قواعد الدين (36/ ح 20). =

ص: 57

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رواه من طريق عبيد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي أيوب مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

2 -

ورواه أحمد "بنحوه"(5/ 413).

3 -

ورواه النسائي "بنحوه" كتاب تحريم الدم، باب ذكر الكبائر (7/ 88).

روياه من طريق بقية. قال حدثني بُحَير بن سعد، عن خالد بن معدان أن أبارهم السمعي حدثهم أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

4 -

وأورده ابن حجر في المطالب العالية عن أبى أيوب رفعه. وقال: صحيح، لأبي يعلى (3/ 71)، (ح2907).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن أبي أيوب.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم، وابن حبان. قال الحاكم: على شرطهما. وقال الذهبي: عبيد الله عن أبيه سلمان الأغر. خرج له البخاري فقط.

قلت: وهو كذلك كما رمز له الحافظ في التهذيب (7/ 18) وهو ثقة لتوثيق العلماء له. كما في التهذيب أيضاً. وقال في التقريب: ثقة (1/ 534).

وعليه فالحديث كما قال الذهبي صحيح على شرط البخاري فقط؛ لأن مسلمًا لم يخرج لعبيد الله.

* الطريق الثاني: كما أن للحديث طريقاً آخر عند أحمد والنسائي ورجاله كلهم ثقات كما في التقريب (1/ 54)، (1/ 93)، (1/ 218)، (1/ 49) غير بقية بن الوليد فإنه صدوق يدلس كما في التقريب (1/ 105) وقد عده ابن حجر في الطبقة الرابعة الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا بالتحديث به./ طبقات المدلسين ص 4.

وفي هذا الحديث صرح بالتحديث فيكون حديثه حسناً. فيكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً. =

ص: 58

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحكم على الحديث:

مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم صحيح على شرط البخاري وأما بالطريق الثاني: فهو حسن؛ لكنه مع طريق الحاكم يكون صحيحاً لغيره- والله أعلم.

المستدرك (1/ 27): حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا مالك بن أنس، وأخبرني أبو بكر بن أبي نصر الدرابردي بمرور، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، وأخبرني أحمد بن محمد الغزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قالا: حدثنا القعنبي، فيما قرىء على مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم ابن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية:

{وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنىءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُمْ} .

قال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسئل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون".

تخريجه:

الآية (172) من سورة الأعراف.

1 -

رواه مالك في الموطأ "بنحوه" كتاب القدر، باب النهي عن القول في القدر (2/ 898، 899).

2 -

ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير، 8 تفسير سورة الأعراف (5/ 266/ ح 3075) وقال هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الِإسناد بين مسلم بن يسار، وبين عمر =

ص: 59

7 -

حديث مسلم بن يسار أن عمر سئل عن هذه الآية {وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِىَءَادَمَ} .

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله خلق آدم ومسح ظهره بيمينه

الحديث".

قال: على شرطهما. قلت: فيه إرسال.

= رجلًا مجهولاً.

3 -

ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب السنة، باب في القدر (4/ 226، 227).

4 -

ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه"، موارد كتاب القدر، باب في أخذ الميثاق (ص 447)، (ح 1800).

5 -

ورواه النسائي في الكبرى، كتاب التفسير كما في تحفة الأشراف (8/ 447).

6 -

ورواه ابن جرير في تفسيره سورة الأعراف (13/ 233، 234) تحقيق أحمد شاكر.

7 -

ورواه أحمد "بلفظه"(1/ 44، 45).

رووه من طريق مالك عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار أن عمر سئل عن هذه الآية فذكره. وزادوا. فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال النار فيدخله النار".

- ورواه أبو داود "بنحوه"(4/ 227).

- وابن جرير في تفسيره "بنحوه"(13/ 234).

روياه من طريق محمد بن المصفى، حدثنا بقية. قال: حدثني عمر بن جعثم =

ص: 60

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

= القرشي قال: حدثني زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة. قال نعيم: كنت عند عمر بن الخطاب. فذكره. قال أبو داود: وحديث مالك أتم.

8 -

ورواه البخاري في تاريخه الكبير "بنحوه"(4/ 2، 96، 97).

رواه من طريق محمد بن يحيى. أخبرنا محمد بن يزيد. سمع أباه. سمع زيداً، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار الجهني، عن نعيم بن ربيعة الأزدي.

قال مسلم: سألته عن هذه الآية. {وَإذ أَخَذَ رَبُكَ}

الآية.

فقال نعيم: كنت عند عمر فسئل فقال عمر: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسأله رجل. فذكره.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم ومن وافقه رُوي من طريق مسلم بن يسار، عن عمر بن الخطاب.

قال الحاكم: على شرطهما. وقال الذهبي: قلت: فيه إرسال.

قلت: قال الترمذي: مسلم بن يسار لم يسمع من عمر.

وقال ابن أبي حاتم في المراسيل: سمعت أبي يقول: مسلم بن يسار لم يسمع من عمر.

بينهما: نعيم بن ربيعة.

وقال أبو زرعة مسلم بن يسار عن عمر مرسل. (ص 210/ رقم 381).

وقال في التهذيب: مسلم بن يسار الجهني عن عمر قوله في تفسير {وَإِذ أَخَذَ رَبكَ}

الآية.

وقيل عن نعيم بن ربيعة عن عمر (10/ 142).

وقال الذهبي في الكاشف: مسلم بن يسار الجهني، عن نعيم بن ربيعة عن عمر وربما أرسله (3/ 143).

وقال الخزرجي في الخلاصة: مسلم بن يسار عن عمر والصحيح بينهما =

ص: 61

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ....

= نعيم بن ربيعة (ص 376).

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بسند الحاكم منقطع لأن مسلم بن يسار لم يسمع من عمر بن الخطاب.

فعلى هذا يكون الحديث ضعيفاً لانقطاعه. وهذا هو مراد الذهبي بالِإرسال هنا.

لكن الحديث جاء عند البخاري في تاريخه، وابن جرير في تفسيره، وأبو داود في سننه.

بذكر نعيم بن ربيعة بين مسلم بن يسار، وعمر بن الخطاب. فبذلك يزول الانقطاع.

لكن نعيم بن ربيعة قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 305).

وقال في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات (10/ 464).

وسكت عنه الذهبي في الكاشف (3/ 207).

وسكت عنه الخزرجي في الخلاصة (ص 402).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (8/ 460، رقم 2107).

الحكم على الحديث:

قلت: فعلى هذا الظاهر أن نعيم بن ربيعة مقبول كما لخص حاله ابن حجر بذلك.

فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

وأما تحسين الترمذي له، فلعله لشواهد عنده لم يبينها، وأما ابن حبان فهو معروف بالتساهل في التوثيق.

وقد أورد الحديث الحاكم (2/ 334، 335) من هذا الطريق. وقال: على

شرط مسلم ووافقه الذهبي، ورواه الحاكم أيضاً (2/ 544، 545)، وقال الحاكم: على شرطهما.

ووافقه الذهبي -وهو من نفس الطريق المنقطع - فلم يتعقبه هناك بل وافقه على قوله. ولعله اكتفى بتعقبه هنا عن تعقبه هناك.

ص: 62

8 -

حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: "أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر

".

(لم يتكلم عليه بشيء وهو منقطع، (لأن)(1) إسحاق لم يدرك عبادة، قاله غير واحد من الحفاظ وهو جدير بالاعتراض عليه، فإنه قال الحاكم عقبه: صحيح على شرطهما) (2).

(1) ليست موجودة في (ب) وما أثبته من (أ).

(2)

قوله: (لم يتكلم عليه بشيء

إلخ) من كلام ابن الملقن الذي أشار إليه في المقدمة بقوله: وربما زدت من عندي بعض الزيادات، ولذا نجد في تلخيص الذهبي بعد أن ذكر الحديث قال: قال: على شرطهما ولم يخرجاه، ولم يذكر التعقب السابق. فهو من زيادات ابن الملقن.

8 -

المستدرك (1/ 30): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا فضيل بن سليمان. حدثنا موسى بن عقبة، حدثني إسحاق بن يحيى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإن معي لواء الحمد، أنا أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فأستفتح. فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد. فيقال: مرحباً بمحمد فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً أنظر إليه".

تخريجه:

1 -

أورده الهيثمي في المجمع 10/ 376 ونسبه للطبراني عن عبادة بن الصامت.

وقال: إسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله ثقات.

قلت: لم أجده في المطبوع من الكبير، ولا في الصغير. ولعله في الوسيط.

كما أني لم أجد من أخرجه عن عبادة غير الطبراني كما نسبه إليه الهيثمي. =

ص: 63

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .....

= دراسة الإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم والطبراني رُوي من طريق إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت.

قال الحاكم: على شرطهما. وقال ابن الملقن: منقطع ثم ذكر السبب كما سبق. والظاهر أنه منقطع، فقد قال البخاري في إسحاق بن يحيى: أحاديثه معروفة، إلا أنه لم يلحق عبادة. تهذيب التهذيب (1/ 256).

وقال ابن حجر في التقريب: أرسل عن عبادة وهو مجهول الحال (1/ 62).

وقال المزي في تحفة الأشراف: إسحاق بن يحيى بن الوليد، عن جد أبيه عبادة ولم يدركه (4/ 239).

وقال الذهبي في الكاشف: إسحاق بن يحيى، عن عبادة بن الصامت مرسلاً (1/ 114) وهنا وافق الحاكم على أن الحديث على شرطهما.

وقال الخزرجي في الخلاصة: روي عن عبادة بن الصامت ولم يدركه (ص 30).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد ضعيف لانقطاعه.

كما أن إسحاق بن يحيى ضعيف أيضاً. قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة.

وذكره ابن حبان في الثقات. إلا أنه نسبه إلى جده فقال: إسحاق بن الوليد ابن عبادة، وقال في التقريب مجهول الحال كما سبق.

لكن للحديث شاهداً عن أبي سعيد الخدري "بنحوه".

1 -

رواه الترمذي. كتاب المناقب، 1 باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم (5/ 587، رقم 3615).

وقال: وفي الحديث قصة، وهذا حديث حسن صحيح.

2 -

ورواه ابن ماجه. كتاب الزهد- 37 باب: في الشفاعة (2/ 1440، ح 4308).

3 -

ورواه احمد في مسنده (3/ 2).

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للثلاثة وقال: حديث حسن.

قلت: فعلى هذا يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره- والله أعلم.

ص: 64

9 -

حديث فضالة مرفوعاً: "طوبى لمن هُدي (إلى الِإسلام) (1) وكان عيشه كفافاً [وقنع] "(2).

قال: على شرط مسلم. ولم يعقبه الذهبي بشيء وهو عجب.

والحديث في مسلم من الطريق المذكورة) (3).

(1) في (ب)(للِإسلام)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه (1/ 35).

(2)

ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه (1/ 35)، وكذلك الكتب المخرجة للحديث.

(3)

قوله: ولم يعقبه (الذهبي

إلخ) ليس في التلخيص بل فيه الموافقة على قول الحاكم، فهو من تعقب ابن الملقن.

9 -

المستدرك (1/ 35): حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل، ثنا السري بن خزيمة، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، قالا ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء، ثنا حيوة بن شريح: أنبأ أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني، أن أبا علي الجبني أخبره، أنه سمع فضاله بن عبيد يخبر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

"طوبي لمن هدي إلى الِإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع".

تخريجه:

1 -

رواه النسائي في الكبرى، في الرقاق. كما في تحفة الأشراف (8/ 261، ح 11033).

2 -

رواه أحمد "بلفظه"(5/ 255).

3 -

ورواه الترمذي "بلفظه" كتاب الزهد- 35 باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه (4/ 576، ح 2349). وقال: حديث حسن صحيح.

4 -

ورواه ابن حبان في صحيحه "بلفظ مقارب" كتاب الزهد- باب في القناعة (ص 631، ح 2541 موارد).

رووه من طريق المقرىء. أخبرنا حيوة. أخبرني أبو هانئ الخولاني. أن أبا علي =

ص: 65

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ......

= الجنبي أخبره، عن فضالة بن عبيد مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

هذا الحديث قال عنه الحاكم على شرط مسلم. ووافقه الذهبي وتعقبهما ابن الملقن بأن الحديث في مسلم، ومن نفس الطريق. والظاهر أن كلام ابن الملقن ليس في محله. حيث إن الحديث لم يذكر في مسند فضالة في تحفة الأشراف رواية مسلم له، وإنما اقتصر على عزوه للنسائي والترمذي كما تقدم وأورده العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الألباس ولم ينسبه لمسلم وذكر أن الحاكم قال: على شرط مسلم (2/ 49).

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ولم ينسبه لمسلم (2/ 138).

كما أنه لم يذكره صاحب مفتاح الصحيحين.

ولم ينسبه في ذخائر المواريث لمسلم عند إيراده له (3/ 80).

وكذلك في المعجم المفهرس لم ينسب لمسلم عند إيراده (4/ 70)، (4/ 449).

نعم قد روى مسلم حديثاً بنحو حديث فضالة بن عبيد هكذا.

قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرىء، عن سعيدبن أبي أيوب حدثني شرحبيل -وهو ابن شريك- عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه).

كتاب الزكاة- 43 باب في الكفاف والقناعة (2/ 730)(ح 126).

فليس هو من طريق الحاكم كما قال ابن الملقن.

الحكم على الحديث:

قال الحاكم: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وابن الملقن، لكن قال ابن الملقن: إنه في مسلم وقد أقر المناوي في الفيض الحاكم، والذهبي على أن الحديث على شرط مسلم (4/ 282).

كما صحح الحديث الترمذي وقد سبق قوله.

وللحديث أيضاً شاهد عند مسلم كما سبق ذكره.

فالحديث صحيح على شرط مسلم كما هي أقوال العلماء.- والله أعلم. =

ص: 66

10 -

حديث أنس مرفوعاً: "لما خلق (الله) (1) آدم صوره، وتركه في الجنة ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك (2) ".

قال: على شرط مسلم (3)، ولم يعقبه الذهبي بشيء، وعزاه بعضهم إلى مسلم (4).

(1) ليس في (ب) وما أثبته من (أ)، والمستدرك وتلخيصه (1/ 27).

(2)

معنى لا يتمالك: أي لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات.

(3)

في المستدرك. "هذا حديث صحيح على شرط مسلم وقد بلغني أنه أخرجه في آخر الكتاب".

(4)

قوله: (ولم يعقبه الذهبي

إلخ) ليس في التلخيص.

فهو من تعقب ابن الملقن، وقد أشار الحاكم إلى إخراج مسلم للحديث.

10 -

المستدرك (1/ 37): أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا بهز بن أسد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لما خلق الله آدم صوره، وتركه في الجنة في شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف، عرف أنه خلق لا يتمالك".

تخريجه:

1 -

رواه مسلم هكذا "قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به. ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك".

كتاب البر والصلة- 31، باب خلق الِإنسان خلقاً لا يتمالك (4/ 2016)، (ح 111). =

ص: 67

11 -

حديث خالد، عن أبي قلابة، عن عائشة مرفوعاً:"من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله".

قال: على شرطهما. قلت: فيه انقطاع.

= وقال أيضاً: حدثنا أبو بكر بن نافع حدثنا بهز. حدثنا حماد بهذا الِإسناد نحوه.

فلعل المسند الثاني بلفظ الحاكم.

وعلى هذا يكون تعقب ابن الملقن في محله.

وقال المناوي في الفيض: استدركه الحاكم فوهم (5/ 297).

كما أن الحاكم نفسه قال: بلغني أنه أخرجه في آخر الكتاب. كما سبق ذكره.

2 -

وروى الحديث أيضاً أحمد في مسنده "بلفظه"(3/ 254).

من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به.

11 -

المستدرك (1/ 53): أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا القعنبي، ثنا يزيد بن زريع، وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله".

تخريجه:

1 -

رواه الترمذي "بلفظه، كتاب الِإيمان- 6، باب ما جاء في استكمال الِإيمان وزيادته ونقصانه (5/ 9، ح 1612).

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس بن مالك.

وقال: هذا حديث صحيح ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة.

2 -

ورواه أحمد "بلفظه"(6/ 47).

3 -

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بلفظه"(8/ 515، ح 5371).

رووه من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عائشة به مرفوعاً.=

ص: 68

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم ومن وافقه روى من طريق أبي قلابة عن عائشة.

قال الحاكم: على شرطهما. وقال الذهبي: فيه انقطاع.

والظاهر أن كلامه في محله. حيث إن أبا قلابة عبد الله بن زيد بن عمرو لم يسمع من عائشة.

قال أبو حاتم في الجرح والتعديل: روي عن عائشة، وابن عمر مرسلاً.

(5/ 57، 58).

وقال ابن حجر في التهذيب: أرسل عن عمر وحذيفة وعائشة. (5/ 224، 225).

وقال الترمذي: لا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة وقد سبق هذا.

كما أن الحاكم نفسه عندما أورد الحديث عن أبي هريرة قال: ورواه ابن عُلّيَة، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن عائشة، وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه من عائشة (1/ 3).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد ضعيف لانقطاعه كما قال الذهبي.

ولعل تصحيح الترمذي له للشواهد التي ذكرهاة لأنه هو أيضاً قد بين الانقطاع في هذا المسند.

لكن للحديث شاهداً، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة "بنحو حديث عائشة" وفيه "وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً".

1 -

رواه الترمذي. كتاب الرضاع- 11 باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (3/ 466)، (ح 1162).

وقال: حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيح.

2 -

ورواه أحمد (2/ 250). =

ص: 69

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .....

= 3 - ورواه أبو داود. كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (4/ 220)(ح 4682).

4 -

ورواه الحاكم (1/ 3). وقال: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم.

5 -

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 515)، (ح 5370).

6 -

ورواه ابن حبان في صحيحه "باللفظ السابق" من طريق سليمان بن

بلال. أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة به.

موارد/ كتاب النكاح- 30 باب عشرة النساء (ص 318)، (ح 1311).

فعلى هذا يكون حديث عائشة صحيحاً لغيره.-والله أعلم-.

ص: 70

12 -

حديث شداد بن أوس مرفوعاً: "الكيس من دان (1) نفسه، وعمل لما بعد الوت".

قال: على شرط البخاري. قلت: لا والله أبو بكر بن أبي مريم المذكور في أسناده واه.

(1) معنى (دان نفسه) أي حاسب نفسه في الدنيا قبل أن تحاسب في الآخرة.

12 -

المستدرك (1/ 57): أخبرنا الحسن بن حليم المروزي، ثنا أبو الموجه، ثنا عبدان، ثنا عبد الله (بن المبارك). أنبأنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله".

تخريجه:

1 -

رواه الترمذي "بلفظه" كتاب صفة القيامة، باب 25 - (4/ 638، ح 2459).

وقال: هذا حديث حسن.

2 -

ورواه ابن ماجه "بلفظه" كتاب الزهد- 31 باب ذكر الموت والاستعداد له (2/ 1423، ح 7143).

3 -

ورواه أحمد "بلفظه"(4/ 124).

4 -

ورواه الطبراني في الكبير "بلفظه"(7/ 341، ح 7143).

رووه من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس.

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة (2/ 303).

لكن قال المناوي في الفيض: قال ابن طاهر: مدار الحديث على أبي بكر وهو ضعيف جداً (5/ 68).

وورد في الكشف وقال: رواه العسكري، والقضاعي، عن شداد بن أوس (2/ 136). =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

= وورد في المقاصد (329)، ومختصر المقاصد (162) وقال: ضعيف وقيل صحيح.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي وقد ينسب إلى جده.

قال حرب بن إسماعيل عن أحمد: ضعيف، وقال أبو داود: سُرق له حلي فأنكر عقله، وضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف، طَرَقهُ لصوص فأخذوا متاعه فاختلط. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفاً.

وقال الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (12/ 29، 30).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه، له علم وديانة (3/ 315).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف، وكان قد سُرِق بيته فاختلط (2/ 398).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. ولعل تحسين الترمذي للحديث. وتصحيح غيره له كالسيوطي وغيره، لما له من شواهد قد اطلعوا عليها -والله أعلم-.

ص: 72

13 -

حديث ابن المنكدر قال: التقى ابن عباس، وابن عمرو.

فقال له ابن عباس: أي آية أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو:

{قُل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلىَ أَنفُسِهِم

} الآية.

فقال: لكن قول إبراهيم:

{رَب أَرِنِي كيفَ تُحِي الموتى}

إلخ.

[قال: على شرطهما (1)]. قلت: فيه انقطاع.

(1) ليست موجودة في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه (1/ 60).

13 -

المستدرك (1/ 60): حدثناه علي بن حمشاد العدل، ثنا محمد بن غالب، ثنا بشر بن حجر الشامي. حدثنا عبد العزيز بن الماجشون، عن ابن المنكدر قال: التقى عبد الله بن عباس وابن عمرو. فقال له ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى عندك؟ قال عبد الله بن عمرو:

{يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسرَفوُاْ عَلَىَ أَنفُسِهِم لَا تَقنطُوْا مِن رّحمَةِ اللَّهِ} .

فقال: لكن قول إبراهيم:

{رَب أَرِنِى كيفَ تُحى الَمَوتَى قَالَ أَوَلَم تُؤمِن قالَ بَلى وَلكِن ليَطمَئِنَ

قلبى}.

هذا لما في الصدور ويوسوس الشيطان.

فرضى الله من قول إبراهيم بقوله: أولم تؤمن؟ قال بلى.

تخريجه:

الآية الأولى (53) من سورة الزمر، والآية الثانية (206) من سورة البقرة.

1 -

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، =

ص: 73

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..........

= وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم عن ابن عباس (1/ 335).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم: على شرطهما. وقال الذهبي: فيه انقطاع.

ولم يتبين لي الانقطاع لأن كل رواته صرحوا بالتحديث من بعضهم بعضاً إلا محمد بن المنكدر وهو ثقة فاضل كما في التقريب (2/ 210).

وقد قال ابن عيينة: ما رأيت أحداً أجدر أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يسأل عمن هو؟ من ابن المنكدر. تهذيب التهذيب (9/ 473، 474، 475).

كما أنه أدرك عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، فإن ابن المنكدر توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وله ست وسبعون سنة. تهذيب التهذيب (9/ 474).

وتوفي ابن عباس سنة ثمان وستين على الأرجح كما في الِإصابة (6/ 140).

وأما عبد الله بن عمرو فإنه توفي سنة خمس وستين، وقيل سنة ثمان وستين وقيل تسع وستين. الِإصابة (6/ 176، 177، 178).

فعلى هذا فإن ابن عباس توفي وعمر ابن المنكدر ثلاث عشرة سنة.

وأما ابن عمرو فإنه توفي وعمر ابن المنكدر عشر سنوات، أو ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة.

فبذلك يكون قد أدرك كلا منهما.

وكذا عبد العزيز بن الماجشون فإنه لم يصرح بالسماع من ابن المنكدر، لكنه ثقة ففيه مصنف. ولم يصفه أحد بالتدليس كما أنه روى عن محمد بن المنكدر، وأدركه أيضاً كما هو واضح من تاريخ وفاتهما. فقد توفي ابن المنكدر في سنة إحدى وثلاثين ومائة، وتوفي عبد العزيز في سنة أربع وستين ومائة. وقد قال ابن السراج عن ابن وهب حججت في سنة ثمان =

ص: 74

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .....

= وأربعين ومائة وصائح يصيح لا يفتى الناس إلا مالك، وعبد العزيز بن أبي سلمة. فهذا يدل على أنه في تلك السنة رجل مؤهل للفتوى. لذلك كله يتبين أن عبد العزيز بن أبي سلمة أدرك محمد بن المنكدر وأخذ عنه. تهذيب الكمال (2/ 338، رقم 839)، تهذيب التهذيب (6/ 343، 344)، (9/ 473، 474)، التقريب (1/ 510).

فالذي يظهر أنه كلام الذهبي ليس في محله. فالحديث صحيح متصل وليس فيه انقطاع.

ص: 75

14 -

حديث ابن عباس مرفوعاً: "للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها

" الحديث.

قال: صحيح الِإسناد، لكن ما احتجا بمحمد بن ثابت البُناني. قلت: ضعفه غير واحد، والحديث منكر.

14 - المستدرك (1/ 65 - 66): حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وحدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ املاء، ثنا إبراهيم بن أيوب الخرمي، وأخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري قالوا: حدثنا سعيد الجرمي. حدثنا عبد الواحد بن واصل. حدثنا محمد بن ثابت البناني، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للأنبياء منابر من ذهب، قال: فيجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه قائمًا بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة، ويبقي أمتي من بعدي، فأقول: يا رب أمتي أمتي. فيقول الله عز وجل يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب: عجل حسابهم، فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أعطي صكاكاً برجال قد بعث بهم إلى النار وآتى مالكاً خازن النار فيقول: يا محمد ما تركت للنار لغضب ربك في أمتك من بقية".

تخريجه:

1 -

أورده الهيثمي في المجمع "بنحوه" ونسبه للطبراني في الكبير، والأوسط.

وقال: فيه محمد بن ثابت البُناني وهو ضعيف (10/ 380).

قلت: بحثت عنه عند الطبراني في الكبير فلم أجده. =

ص: 76

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ....

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم ومن وافقه روي من طريق محمد بن ثابت بن أسلم البناني.

قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو داود، والنسائي: ضعيف.

وقال أبو زرعة: لين.

وقال الدارقطني: ضعيف. تهذيب التهذيب (9/ 82، 83).

قال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 148).

وقال الذهبي في الكاشف: قال البخاري: فيه نظر (3/ 26).

وقال الخزرجي في الخلاصة: ضعفه أبو داود، وغيره (ص 329).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما مضى يتبين من أقوال العلماء أن محمد بن ثابت ضعيف. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

ص: 77

15 -

حديث عبد الرحمن بن أبي عقيل: "ألا سألت ربك ملكاً كملك سليمان

" الحديث.

قال: فيه عبد الجبار بن العباس [الشبامي (1)] وهو ممن يجمع حديثه.

قلت: قواه بعضهم، وكذبه أبو نعيم اللائي، والحديث ليس بثابت.

(1) في (أ) غير واضحة، وفي (ب)، والمستدرك وتلخيصه (1/ 67)(الشامي)، وما أثبته من التهذيب. وقال: وشبام جبل باليمن (6/ 102).

وكذلك التقريب (1/ 465). وقال المعلق: الشبامي ينسب إلى: شبام.

قال السمعاني: وهي مدينة باليمن. وقال ابن الأثير: قلت: إنما شبام بطن من همدان وهو: شبام بن أسعد بن جشم.

15 -

المستدرك (1/ 67 - 68): حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن، أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا علي بن هشام بن البريد. حدثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي، عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فعلقنا طريقاً من طرق المدينة حتى أنخنا بالباب وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل نلج عليه منه، فدخلنا، وسلمنا، وبايعنا، فما خرجنا من عنده حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده فقلت: يا رسول الله: ألا سألت ربك ملكاً كملك سليمان فضحك وقال: "أجل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبياً إلا أعطاه دعوة: فمنهم من اتخذ دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة".

ص: 78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

1 -

أورده الهيثمي في المجمع، بنحوه، (10/ 371) عن عبد الرحمن بن أبي عقيل وقال: رواه الطبراني، والبزار، ورجالهما ثقات. ولم أجده في المطبوع من الكبير، ولا في الصغير فلعله في الأوسط.

2 -

وأورده ابن حجر في المطالب العالية "بنحوه" قال المعلق: قال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى، والبزار، والطبراني، ورواته ثقات. (4/ 387، ح 4647).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم. عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني الكوفي.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: أرجو أن لا يكون به بأس، وكان يتشيع، وقال ابن معين، وأبو داود: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، يفرط في التشيع.

قال الحافظ ابن حجر: قلت: وروى عن أبي نعيم أنه كذَّبه. وقال البزار: أحاديثه مستقيمة إن شاء الله.

وقال العجلي: صويلح لا بأس به. تهذيب التهذيب (6/ 102، 103).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يتشيع (1/ 465).

وقال الذهبي في الكاشف: شيعي صدوق (2/ 147).

وقال في ديوان الضعفاء والمتروكين: قال أبو نعيم: لم يكن في الكوفة أكذب منه (182/ 2372).

وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أبو حاتم صدوق، وقال الجوزجاني: غَالٍ، وقال العقيلي: لا يتابع (ص 221). =

ص: 79

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ............

= الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين لنا أنه قد اختلف في توثيق عبد الجبار وتجريحه وأكثرهم على أنه لا بأس به. وقد لخص حاله ابن حجر بأنه صدوق يتشيع، وكذلك الذهبي في ديوان الضعفاء كما سبق. ولا يقدح في الاحتجاج به نسبته إلى التشيع طالما لم يثبت استحلاله للكذب، كما أن الحديث ليس فيه تأييد لمذهبه.

وعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.

وقد ورد عند الطبراني. وغيره ورواته ثقات كما قال ذلك الهيثمي، والبوصيري.

كما أن للحديث شاهداً عن عمرو بن العاص "بنحو حديث عبد الرحمن بن أبي عقيل".

رواه الإِمام أحمد (2/ 222).

وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله ثقات (10/ 367).

فعليه يكون الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

ص: 80