المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب الطب والرقى - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٧

[ابن الملقن]

الفصل: ‌كتاب الطب والرقى

‌كتاب الطب والرُّقى

1073 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"عليكم بالهلَيْلج الأسود، فاشربوه، فإنه من شجر الجنة، طعمه مُرّ، وهو شفاء من كل داء"(1).

قلت: فيه (سيف)(2) بن محمد، قال أحمد (3) وغيره: هو كذاب (4).

(1) من قوله: (فإنه من شجر) إلى هنا ليس في (ب).

(2)

في (أ): (يوسف).

(3)

الكامل لابن عدي (3/ 1268).

(4)

في (ب): (قلت: فيه سيف بن محمد كذاب).

1073 -

المستدرك (4/ 404): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، أنبأ عبد الرحمن بن سلمة الرازي، ثنا سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بالهليلج الأسود، فاشربوه، فإنه شجرة من شجر الجنة، طعمه مر، وهو شفاء من كل داء".

دراسة الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم، وسكت عنه، وتعقبه الذهبي بقوله: "قال أحمد =

ص: 3206

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وغيره: سيف كذاب". وسيف هذا هو ابن محمد الثوري، الكوفي، ابن أخت سفيان، الثوري، وتقدم في الحديث (488) أنه: كذاب وضاع.

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع بهذا الِإسناد لنسبة سيف إلى الكذب ووضع الحديث.

ص: 3207

1074 -

حديث عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه مرفوعاً:

"عليكم بألبان البقر، وسمنها، وإياكم ولحومها؛ فإن ألبانها، وسمانها دواء، وشفاء، ولحومها داء"(1).

قال: صحيح.

قلت: فيه سيف بن مسكين وهّاه ابن حبان (2).

(1) من قوله: (وسمنها، وإياكم) إلى هنا ليس في (ب).

(2)

انظر المجروحين (1/ 347).

1074 -

المستدرك (4/ 404): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا معاذ بن المثنى العنبري، ثنا سيف بن مسكين، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"عليكم بألبان البقر، وسمانها، وإياكم ولحومها، فإن ألبانها، وسمانها دواء، وشفاء، ولحومها داء".

تخريجه:

الحديث له عن ابن مسعود رضي الله عنه طريقان:

الأولى: يرويها عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، والثانية: طارق بن شهاب، كلاهما عن ابن مسعود، به.

أما الطريق الأولى: فهي التي أخرجها الحاكم هنا، وأخرجها أيضاً ابن السني، وأبو نعيم في الطب -كما في كنز العمال (10/ 30 رقم 28210) -.

وأما الثانية فيرويها قيس بن مسلم، عن طارق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواها عن قيس جماعة منهم: الرُّكين بن الربيع، وعبد الرحمن المسعودي، والجراح والد وكيع، وإبراهيم بن =

ص: 3208

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مهاجر، وأبو حنيفة، وسفيان الثوري، وقيس بن الربيع، وأيوب الطائي، والربيع بن لوط.

أما الركين بن الربيع، والمسعودي، والجراح، وإبراهيم بن مهاجر، وأبو حنيفة، وسفيان في بعض الروايات عنه، فكلهم رووه عن قيس، عن طارق، عن ابن مسعود، مرفوعاً.

ورواه سفيان في بعض الروايات عنه، عن يزيد أبي خالد الدالاني، عن طارق، مرسلاً.

ورواه الربيع بن لوط، وسفيان في بعض الروايات، كلاهما عن قيس، به موقوفاً على ابن مسعود.

ورواه قيس بن الربيع، وأيوب الطائي، كلاهما عن قيس، عن طارق، مرسلاً.

أما رواية الركين بن الربيع فيرويها عنه شعبة وإسرائيل.

أما رواية إِسرائيل فأخرجها الحاكم في المستدرك (4/ 403) عنه، عن الركين بن الربيع، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر، وهو شفاء من كل داء".

قال الحاكم: "صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.

وأما رواية شعبة، فاختلف عليه فيها.

فرواها أبو زيد سعيد بن الربيع، عنه، عن الركين بن الربيع، عن قيس، عن طارق، عن عبد الله رفعه بلفظ:"في ألبان البقر شفاء".

أخرجه هكذا النسائي في الطب من الكبرى -كما في التحفة (7/ 62 - 63 رقم 9321) -، عن زيد بن أخزم، عن أبي زيد به. =

ص: 3209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 196) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، فذكره بلفظ:"ما أنزل الله من داء، إلا وقد أنزل له شفاء، وفي ألبان البقر شفاء من كل داء".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.

ورواه أبو قلابة هذا مرة عن حجاج بن نصير الفساطيطي، ثنا شعبة، عن الربيع بن ركين، عن قيس، به هكذا بتسمية شيخ شعبة: الربيع بن ركين، بدلاً من: الركين بن الربيع.

أخرجه هكذا الهيثم بن كليب في مسنده (ل 85 أ): حدثنا أبو قلابة، فذكره بلفظ:"عليكم بألبان البقر، فإن فيها شفاء من كل داء".

ولم ينفرد به أبو قلابة، بل تابع عليه عباس بن محمد.

أخرجه البغوي في زياداته على مسند علي بن الجعد (2/ 807 رقم 2166): حدثنا عباس بن محمد، نا حجاج بن نصير، فذكره بمثل رواية الهيثم.

وأما رواية المسعودي فأخرجها:

الطيالسي في مسنده (ص 48 رقم 368).

والحاكم في المستدرك (4/ 197) من طريق جعفر بن عون.

قال الطيالسي: حدثنا المسعودي، وقال جعفر بن عون: أنبأ المسعودي، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء"، إلا الهرم، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر".

وأخرجه إبراهيم بن إسحاق الحربي في "غريب الحديث"(1/ 69) من =

ص: 3210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طريق ابن المبارك، ومحمد بن سعد، كلاهما عن المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عليكم بألبان البقر فإنها تَرْتَم من كل الشجر".

فهؤلاء أربعة من الأئمة رووه عن المسعودي هكذا، فخالفهم أبو نعيم، فرواه موقوفاً على ابن مسعود، بنحو لفظ الطيالسي، والحاكم.

أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 272 رقم 9164): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، فذكره (موقوفاً).

وأما رواية الجراح بن مليح والد وكيع فأخرجها البغوي في زياداته على مسند ابن الجعد (2/ 806 رقم 2164): حدثنا أبو الربيع الزهراني، نا أبو وكيع: الجراح بن مليح، عن قيس بن مسلم، فذكره بنحو سابقه.

وأما رواية أبي حنيفة فأخرجها الطبراني في الكبير (10/ 16رقم 9789) من طريق زفر بن الهذيل، عن أبي حنيفة، عن قيس، به بنحو سابقه.

وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 86) من طريق يحيى بن عبد الحميد، نا ابن المبارك، ووكيع، وأبي، عن أبي حنيفة النعمان، ولفظه:"عليكم بألبان البقر، فإنها تَرُمّ من كل الشجر".

وأما رواية إبراهيم بن مهاجر فأخرجها الطبراني في الموضع السابق برقم (9788) من طريق الربيع بن ركين، عن إبراهيم بن مهاجر، عن قيس بن مسلم، به بلفظ:"تداووا بألبان البقر، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء؛ فإنها تأكل من الشجر".

وأما رواية سفيان الثوري فاختلف عليه فيها.

فرواه محمد بن كثير، عن سفيان، عن قيس عن طارق، عن ابن مسعود، رفعه، بنحو رواية الطيالسي، والحاكم السابقة.

أخرجه البغوي في زياداته على مسند ابن الجعد (2/ 806 رقم 2165). =

ص: 3211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه حميد بن زنجويه، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، واختلف فيه على حميد. فرواه عنه البغوي في الموضع السابق موقوفاً على ابن مسعود.

ورواه ابن حبان في صحيحه (ص340 رقم 1398): أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، حدثنا حميد بن زنجويه، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذا رواه النسائي في الوليمة من الكبرى -كما في تحفة الأشراف (7/ 62 رقم 9321) - عن عبيد الله بن فضالة، عن محمد بن يوسف، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن عبد الله، فذكره مرفوعاً.

ورواه عن سفيان عبد الرزاق في المصنف (9/ 260 رقم 17144)، فوقفه على ابن مسعود. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 271 - 272 رقم 9163).

وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (1/ 492 رقم 559): حدثنا زيد بن الحباب العكلي، عن سفيان، فذكره موقوفاً على ابن مسعود.

وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 315): ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً، بنحو لفظ المسعودي عند الطيالسي، والحاكم.

ومن طريق عبد الرحمن أخرجه النسائي في الكبرى -كما في الموضع السابق من التحفة-.

ورواه قيس بن الربيع، وأيوب الطائي، كلاهما عن قيس، به مرسلاً.

أخرجه البغوي في زياداته على مسند ابن الجعد (6/ 802 رقم 2163) من طريق قيس بن الربيع، عن قيس بن مسلم، بنحو لفظ الطيالسي والحاكم. =

ص: 3212

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي في الكبرى -كما في الموضع السابق من التحفة-، من طريق أيوب، عن قيس بن مسلم، به نحو سابقه.

وأخرجه النسائي في الموضع السابق من طريق شعبة، عن الربيع بن لوط، عن قيس، عن طارق، عن ابن مسعود، به موقوفاً عليه بقصة اللبن فقط.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"سيف وهّاه ابن حبان".

وسيف هذا هو ابن مسكين الأسواري، تقدم في الحديث (710) أنه: ضعيف.

وفي سنده أيضاً عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وتقدم في الحديث (574) أنه: صدوق اختلط قبل موته.

وأما الطريق الأخرى التي رواها قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، فتقدم بيان اختلاف الرواة على قيس فمن دونه فيها.

فقد رواها الحاكم من طريق إسرائيل، عن الركين بن الربيع، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، رفعه.

وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.

ورواها أبو زيد سعيد بن الربيع، عن شعبة، عن الركين بن الربيع، به.

وخالفه حجاج بن نصير الفساطيطي، فقلب اسم شيخ شعبة، فقال:"الربيع بن ركين".

والصواب ما رواه سعيد بن الربيع، العامري، الحَرَشي، أبو زيد الهروي، البصري، لأنه ثقة من رجال الشيخين./ الجرح والتعديل (4/ 20 رقم 83)، والتقريب (1/ 295 رقم 159)، والتهذيب (4/ 27 رقم 40).

وأما حجاج بن نُصير -بضم النون- الفساطيطي، القيسي، أبو محمد البصري فإنه ضعيف، كان يقبل التلقين كما تقدم في الحديث (616). =

ص: 3213

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وبالإضافة لذلك فإن شعبة إنما يروي عن الركين بن الربيع، لا عن الربيع بن ركين -كما في تهذيب الكمال (2/ 581) - ولكن انقلب الاسم على هذا الراوي الضعيف.

وتقدم أن الحاكم صحح رواية سعيد بن الربيع على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وفي الِإسناد عنده أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وتقدم في الحديث (719) أنه تغير حفظه لكنه لم ينفرد به، بل تابعه زيد بن أخزم عند النسائي.

والركين بن الربيع بن عميلة، أبو الربيع الكوفي ثقة من رجال مسلم./ الجرح والتعديل (3/ 513 - 514 رقم 2321)، والتقريب (1/ 252 رقم 108)، والتهذيب (3/ 287 - 288 رقم 543).

ورواه عن قيس أيضاً المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة تقدم آنفاً أنه صدوق اختلط.

ورواها عن المسعودي هذا جماعة منهم أبو داود الطيالسي، وجعفر بن عون، وابن المبارك، وابن سعد، جميعهم عنه، عن قيس، به موقوفاً لرواية الركين بن الربيع السابقة.

وخالفهم أبو نعيم الفضل بن دكين، فرواه عن المسعودي، عن قيس، موقوفاً على ابن مسعود.

والراجح رواية الأكثر؛ لأن فيهم جعفر بن عون، وهو ممن سمع من المسعودي قبل اختلاطه -كما في الكواكب النيرات (ص 293) -.

ورواها عن قيس أيضاً الجراح بن مليح، وأبو حنيفة، وإبراهيم بن مهاجر -كما تقدم- ثلاثتهم وافقوا الراجح من الروايات السابقة.

ورواه سفيان الثوري، واختلف عليه -كما سبق- في رفع الحديث، ووقفه، وإرساله، وأخشى أن يكون سفيان قد دلّس في روايته لهذا الحديث، فإن رواية الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، =

ص: 3214

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن أبي خالد الدالاني، عن قيس، وعبد الرحمن بن مهدي ثقة ثبت حافظ عارف بالرجاله والحديث -كما تقدم ذلك في الحديث (657).

وأما رواية الباقين عنه فبإسقاط الدالاني، مع الاختلاف السابق.

وأبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن تقدم في الحديث (492) أنه: صدوق يخطيء كثيراً، ومدلس من الثالثة، وقد عنعن، ولعل هذا من أقوى أسباب الاختلاف على سفيان.

وبالجملة فالراجح رواية من رواه عن قيس، عن طارق، عن ابن مسعود، مرفوعاً، لأنهم، أكثر عدداً، وأكثرهم ثقات، وروايتهم أسلم لخلوها من الاضطراب المخلّ بالرواية، مع اعتضاد روايتهم برواية من في حفظه كلام ممن تابعهم.

وقد رجح هذه الرواية الحافظ ابن عساكر، فقال:"المحفوظ الموصول"، نقله عنه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 584) وأيّده.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف سيف بن مسكين، واختلاط المسعودي.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بألبان البقر، فإن فيها شفاء من كل داء" صحيح لغيره بالطريق الأخرى التي رواها قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، مرفوعاً.

وأما الحث على سمنها، والنهي عن لحومها وقوله صلى الله عليه وسلم:"سمنها دواء، وشفاء، ولحومها داء" فله شاهد من حديث صهيب، ومليكة بنت عمر رضي الله عنهما أما حديث صهيب رضي الله عنه فلفظه:"عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء". =

ص: 3215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه ابن السني، وأبو نعيم في الطب -كما في كنز العمال- (10/ 30 رقم 28211)، وكما في السلسلة الصحيحة للألباني (4/ 584) -.

وذكر الألباني أنهما روياه من طريق دفاع بن دغفل السدوسي، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب، ثم قال:"هذا إسناد لا بأس به في الشواهد، وهو على شرط ابن حبان، فإنه وثق جميع رجاله، وفي بعضهم خلاف". اهـ.

وأما حديث مليكة بنت عمر رضي الله عنها فيرويه زهير -وهو ابن معاوية-، عن امرأته، -وذكر أنها صدوقة-، أنها سمعت مليكة بنت عمرو، وذكر أنها ردت الغنم على أهلها في امرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها وصفت لها من وجع بها سمن البقر، وقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء".

أخرجه علي بن الجعد في مسنده (2/ 964 رقم 2776) والسياق له.

وأبو داود في المراسيل (ل 21 أ) بنحوه، والمرفوع مثله.

والطبراني في الكبير (25/ 42 رقم 79) بنحوه.

ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (2/ ل 369 ب).

قال الهيثمي في المجمع (5/ 90): "رواه الطبراني، والمرأة لم تسمّ، وبقية رجاله ثقات".

وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 231 - 332)، وعزاه أيضاً لابن مندة في المعرفة، وأبي نعيم في الطب، وقال: (رجاله ثقات، لكن الراوية عن مليكة لم تسمّ، وقد وصفها الراوي عنها زهير بن معاوية -أحد الحفاظ- بالصدق، وأنها امرأته، وذكْرُ أبي داود له في مراسيله لتوقفه في صحبة مليكة ظناً، وقد جزم بصحبتها جماعة، وله شواهد، منها: عن ابن مسعود، رفعه:"عليكم بألبان البقر، وسمانها، وإياكم ولحومها، فإن =

ص: 3216

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ألبانها وسمنها دواء، وشفاء، ولحومها داء"، أخرجه الحاكم، وتساهل في تصحيحه له كما بسطته مع بقية طرقه في بعض الأجوبة. وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر، وكأنه لبيان الجواز، أو لعدم تيسر غيره، وإلا فهو لا يتقرب إلى الله تعالى بالداء، على أن الحليمي قال -كما أسلفته في: "عليكم

"-: إنه صلى الله عليه وسلم إنما قال في البقر ذلك: ليبس الحجاز، ويبوسة لحم البقر منه، ورطوبة ألبانها، وسمنها، واستحسن هذا التأويل، والله أعلم). اهـ.

قلت: فهذه الجملة من الحديث ترتقي لدرجة الحسن لغيره بهذين الشاهدين، والله أعلم.

ص: 3217

1075 -

حديث عائشة:

مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الجَنْب.

قلت: لم يصح؛ فيه ابن لهيعة (1).

(1) في التلخيص قال: (قلت: لم يصح)، كذا في المخطوط، والمطبوع، فلعل قوله:"فيه ابن لهيعة" زيادة إيضاح من ابن الملقن.

1075 -

المستدرك (4/ 405): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى الأسدي، ثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذات الجنب.

دراسة الإسناد:

أخرج الحاكم قبل هذا الحديث حديث عروة، عن عائشة، أنها حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال حين قالوا: خشينا أن الذي برسول الله ذات الجنب، قال:"إنها من الشيطان، وما كان الله ليسلّطه علي"، ثم قال:"هذا حديث على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد روي عن عائشة رضي الله عنها ضد هذه الرواية بإسناد واه"، ثم ساق هذا الحديث، فقال عنه الذهبي:"لم يصح"، مع أن الحاكم سبقه إلى ذلك.

والحديث في سنده ابن لهيعة، وتقدم في الحديث (614) أنه ضعيف، ومدلس من الخامسة، وقد عنعن هنا، بالإضافة لمخالفته للحديث السابق الذي صححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لضعف ابن لهيعة ومعارضة متنه بما صح، والله أعلم.

ص: 3218

1076 -

حديث ابن عباس:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل بالِإثْمِد -ثلاثاً- قبل أن ينام، على ليلة.

قال: فيه عباد بن منصور، ولم يتكلم (فيه)(1) بحجة.

قلت: ولا هو بحجة.

(1) في (أ) و (ب): (عليه)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

1076 -

المستدرك (4/ 408): أخبرني أبو عون أحمد بن محمد بن ماهان الجزار بمكة على الصفا -حرسها الله تعالى- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن يونس، ثنا إسرائيل، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه أحمد في المسند (1/ 354 مرتين).

والترمذي في سننه (6/ 203 - 204 رقم 2122) في الطب، باب ما جاء في السعوط وغيره. و (5/ 447 - 450 رقم 1811 و 1812) في اللباس، باب ما جاء في الاكتحال.

وابن ماجه (2/ 1157 رقم 3499) في الطب، باب من أكتحل وتراً.

وعبد بن حميد في مسنده (1/ 500 رقم 571).

والعقيلي في الضعفاء (3/ 136).

أما إحدى الروايتين عند الإمام أحمد فمن طريق إسرائيل، عن عباد، به نحوه.

وأما الأخرى عنده، ورواية ابن ماجه، وعبد بن حميد، وإحدى روايتي الترمذي فهي من طريق يزيد بن هارون، عن عباد، به بلفظ: كانت =

ص: 3219

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثاً في كل عين، وهذا لفظ أحمد، وعبد بن حميد، ولفظ الترمذي، وابن ماجه نحوه، ومثله لفظ العقيلي، وهو عنده من طريق محمد بن إسماعيل، عن عباد.

وللترمذي، والعقيلي لفظ آخر في نفس الرواية، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال:"خير ما اكتحلتم به الإثمد"، زاد الترمذي:"فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر".

وبنحو اللفظين السابقين رواية الترمذي الأخرى من طريق أبي داود الطيالسي، عن عباد، به.

قال الترمذي عقبه: "حديث ابن عباس حديث حسن لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور".

دراسة الإسناد:

حديث عباد بن منصور جزء من حديث طويل تقدم تخريج بعض أجزائه برقم (937)، وتقدم هناك أنه حديث ضعيف لضعف عباد بن منصور، وتدليسه، وهو هنا من نفس الطريق.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف عباد بن منصور وتدليسه، والله أعلم.

ص: 3220

1077 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"ما مررت بملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة "(1).

(1) التعقيب على هذا الحديث يأتي في الحديث بعده، حيث أشركهما في الحكم فقال:(قال: صحيحان. قلت: لا).

1077 -

المستدرك (4/ 409): حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ومحمد بن أحمد القنطري ببغداد، قالا: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي.

وحدثنا أحمد بن إسحاق الفقيه، وإسماعيل بن نجيد السلمي، قالا: ثنا أبومسلم، ثنا أبو عاصم، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال، فذكره بلفظه.

وهذا الحديث سبق أن أخرجه الحاكم (4/ 209)، وتقدم برقم (937)، وأخرجه الحاكم هناك من طريق شيخه مكرم بن أحمد القاضي، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ عباد بن منصور، فذكره.

وتقدم هناك أنه ضعيف بإسناد الحاكم لاختلاط عباد بن منصور، وتدليسه، وحسن لغيره بشواهده بما يغني عن الإعادة هنا، والله أعلم.

ص: 3221

1078 -

(وبه)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم (لسبع)(2) عشرة (3)، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.

قال: صحيحان، قلت: لا (4).

(1) في (أ): (وله)، وقوله:(به) يعني بإسناد عباد بن منصور السابق، وهو كذلك هنا.

(2)

في (أ): (سبعة).

(3)

إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(4)

في التلخيص المخطوط، والمطبوع:(صحيح. قلت: لا).

1078 -

المستدرك (4/ 409): حدثنا أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا سليمان بن داود، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.

تخريجه:

هذا الحديث عبارة عن حديث واحد أخرجه الحاكم في ثلاثة مواضع، تقدم تخريج الأول برقم (937) و (1077)، والثاني برقم (1076)، وهذا هو الثالث، وقد ساق الترمذي الحديث بطوله (6/ 211 - 212 رقم 2128) في الطب، باب ما جاء في الحجامة، من طريق النضر بن شميل، عن عباد، به، إلا أنه جعل الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ:"إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة، ويوم تسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين".

قال الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور". =

ص: 3222

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومن طريق يزيد بن هارون أخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 354).

وعبد بن حميد في مسنده (ص 500 رقم 572).

كلاهما بنحو سياق الترمذي.

وكان الحاكم قد أخرجه (4/ 210) من طريق يزيد، بنحو سياق الترمذي، وصححه، وأقره الذهبي.

وأخرجه البيهقي في سننه (9/ 340) في الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة، من طريق الطيالسي، عن عباد، به نحو سياق الترمذي.

دراسة الإسناد:

الحديث في سنده عباد بن منصور، وتقدم في الحديث (937) أنه اختلط، ومدلس من الرابعة.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لاختلاط عباد بن منصور، وتدليسه.

وله شاهد من حديث أنس، وأبي هريرة رضي الله عنهما.

أما حديث أنس رضي الله عنه فأخرجه الحاكم سابقاً (4/ 210) من طريق همام بن يحيى، وجرير بن حازم، قالا: ثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم على الأخدعين، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.

قال الحاكم عقبه: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي.

ومن طريق همام، وجرير، وبمثل سياق الحاكم أخرجه الترمذي (6/ 207 - 208 رقم 2126) في الطب، باب ما جاء في الحجامة، إلا أنه قال:"على الأخدعين والكاهل"، وقال:"هذا حديث حسن غريب". =

ص: 3223

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: فيه قتادة وتقدم في الحديث (729) أنه مدلس من الثالثة، وقد عنعن هنا، فالحديث ضعيف بهذا الإسناد لأجله.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجه الحاكم في الموضع السابق، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء".

وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 196 رقم 3861) في الطب، باب متى تسحب الحجامة، كلاهما من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة، به، ولفظ أبي داود:"من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء".

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في سننه (9/ 340) في الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة.

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.

قلت: فالحديث بهذين الشاهدين أقل أحواله أنه حسن لغيره، وقد صححه الألباني في سلسلته الصحيحة (2/ 191 و610 رقم 622 و 907)، والله أعلم.

ص: 3224

1079 -

حديث ابن عمر أنه قال:

إنه قد تَبَيّغ (1)(بي)(2) الدم.

قلت: واه (3).

(1) تَبَيّغ أي غلب عليه الدم، تقدم ذلك في الحديث (939).

(2)

في (أ): (في).

(3)

في التلخيص: (مَرّ هذا، وهو واه).

1079 -

المستدرك (4/ 409): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ عمر بن حفص بن عمر السدوسي، ثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، ثنا أبو علي عثمان بن جعفر، ثنا محمد بن جحادة، عن نافع، قال: قال لي ابن عمر: يا نافع، إنه قد تبيغ بي الدم، فالتمس لي حجاماً، واجعله رفيقاً -إن استطعت-، ولا تجعله شيخاً كبيراً، ولا صبياً صغيراً؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الحجامة على الريق أمثل، وفيه بركة، وشفاء، يزيد في العقل، ويزيد الحافظ حفظاً، احتجموا على بركة الله تعالى يوم الخميس، واجتنبوا يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، وليس يبدو برص، ولا جذام، إلا يوم الأربعاء، وليلة الأربعاء، وإنما ابتلي أيوب يوم الأربعاء".

قال الحاكم:"رواة هذا الحديث كلهم ثقات غير عثمان بن جعفر هذا فإني لا أعرفه بعدالة، ولا جرح"، فتعقبه الذهبي بقوله:"مَرّ هذا، وهو واه".

ويقصد أن الحديث سبق أن مَرّ، وهو كذلك، وقد تقدم برقم (939)، حيث رواه الحاكم (4/ 211) من طريق غزال بن محمد، عن محمد بن جحادة، به نحو هذا، ولم يذكر أيوب صلى الله عليه وسلم، وتقدم تخريجه هناك. =

ص: 3225

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عثمان بن جعفر، وتقدم في الحديث (939) أنه مجهول، فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجله، وله طرق أخرى تقدم ذكرها هناك، وأن الحديث يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، وأن الألباني صححه، واستنكر متنه جماعة من العلماء، منهم ابن عدي، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر.

ص: 3226

1080 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"من احتجم يوم الأربعاء، والسبت، فرأى وَضَحاً (1)، فلا يلومن إلا نفسه".

قلت: فيه سليمان بن أَرْقم متروك.

(1) الوَضَحُ: البياض من كل شيء، والمراد به هنا: البَرَص./ انظر النهاية (5/ 195 - 196).

1080 -

المستدرك (4/ 409 - 410): حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أبو مسلم، ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، عن سليمان بن أرقم، عن السدي، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"من احتجم يوم الأربعاء، ويوم السبت، فرأى وضحاً، فلا يلومن إلا نفسه".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1101).

والبيهقي في سننه (9/ 340) في الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة.

كلاهما من طريق سليمان بن أرقم، ولفظ البيهقي مثله، ولفظ ابن عدي نحوه، وفيه:"فأصابه برص".

وله طريق أخرى يرويها عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، به.

أخرجه ابن عدي مقروناً بالحديث السابق، وأخرجه أيضاً (4/ 1446).

وأشار لهذه الطريق البيهقي بقوله عقب الحديث السابق: "سليمان بن أرقم ضعيف، وروي عن ابن سمعان، وسليمان بن يزيد، عن الزهري، كذلك أيضاً موصولاً، وهو أيضاً ضعيف، وروي عن الحسن بن الصلت، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله =

ص: 3227

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عنه- مرفوعاً، وهو أيضاً ضعيف، والمحفوظ عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً، والله أعلم". اهـ.

وقال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، يرويها عنه سليمان بن أرقم، فإن روى بعض هذه الأحاديث غيره، عن الزهري، فيكون أشد منه

وحديث: "من احتجم" جمع إسماعيل بن عياش بينه، وبين ابن سمعان، عن الزهري"، وقال أيضاً عن رواية ابن سمعان: "هذه الأحاديث التي أمليتها بأسانيدها غير محفوظة"، ومنها هذا الحديث، من رواية ابن سمعان.

دراسه الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم شاهداً لبعض الحديث السابق، وتعقبه الذهبي بقوله:"سليمان متروك".

وسليمان هذا هو ابن أرقم، أبو معاذ البصري، وهو متروك -كما قال الذهبي-، قال أبو داود وأبو حاتم، والترمذي، وابن خراش، وأبو أحمد الحاكم، والدارقطني وغير واحد: متروك الحديث./ الكامل لابن عدي (3/ 1100 - 1105)، والتهذيب (4/ 168 - 169 رقم 297).

وأما عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني قاضيها، وراوي الطريق الأخرى، فإنه كذاب، كذبه الإمام مالك، وهشام بن عروة، وإبراهيم بن سعد، وابن معين، وأبو داود والجوزجاني. / الكامل (4/ 1444 - 1446)، والتهذيب (5/ 219 - 221 رقم 378).

الحكم على الحديث:

الحديث بإسناد الحاكم ضعيف جداً لشدة ضعف سليمان بن أرقم.

وأما الطريق الأخرى فموضوعة لنسبة ابن سمعان إلى الكذب.

وفي معنى هذا الحديث الحديث السابق، وهو حسن الِإسناد لغيره، وأما متنه فتقدم الكلام عنه.

ص: 3228

1081 -

، حديث ابن عباس مرفوعاً:

"نعم الدواء الحجامة (1)؛ وتذهب الدم، وتجلو البصر، وتخف الصلب".

قال: صحيح.

قلت: لا؛ فيه عباد بن منصور (2).

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(2)

في التلخيص: (صحيح. قلت: لا)، وكذا في المخطوط، ولم يذكر عباد بن منصور، فلعل العبارة من زيادات ابن الملقن للتوضيح.

1081 -

المستدرك (4/ 410): حدثنا أبو عبد محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث لم أجد من أخرجه بهذا السياق، وله سياق آخر بلفظ:"نعم العبد الحجام يذهب بالدم، ويُخفّ الصلب، ويجلو عن البصر".

أخرجه الترمذي (6/ 211 رقم 2128) في الطب، باب ما جاء في الحجامة.

وابن ماجه (2/ 1151 رقم 3478) في الطب، باب الحجامة.

والحاكم في المستدرك (4/ 212).

جميعهم من طريق عباد بن منصور، به، واللفظ للترمذي، وابن ماجه، ولفظ الحاكم قال فيه:"نعم العبد الحجام يُخفّ الظهر، ويجلو البصر".

قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور. =

ص: 3229

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.

قلت: وهو جزء من الحديث الذي ساقه الترمذي بطوله، وفرّقه الحاكم، وتقدم بعض أجزائه برقم (936) و (937) و (1076) و (1077) و (1078).

دراسة الإسناد:

الحديث في سنده، عباد بن منصور وتقدم الكلام عنه مراراً في المواضع المشار إليها آنفاً، وأنه اختلط، ومدلس، وقد عنعن.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لاختلاط عباد بن منصور، وتدليسه.

ص: 3230

1082 -

حديث عائشة مرفوعاً:

"ما من أحد إلا في رأسه عروق من الجذام (1) تَنْعُر (2)، فإذا هاج سلط الله عليه الزكام، فلا تتداووا له".

قلت: كأنه موضوع، فالكُدَيْمي فيه، وهو متّهم.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(2)

تَنْعُر: من نَعَرَ العرق بالدم، أي: إذا ارتفع وعلا./ النهاية (5/ 81).

1082 -

المستدرك (4/ 411) حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن يونس القرشي، ثنا بشر بن حجر السلمي، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد إلا وفي رأسه عرق من الجذام تنعر، فإذا هاج سلط الله عليه الزكام، فلا تداووا له".

قال الحاكم قبل هذا الحديث: "قد أدّت الضرورة إلى إخراج حديث الليث بن أبي سليم رحمه الله، ولم يمض فيما تقدم".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 204 - 205) من طريق محمد بن يونس، به نحوه، وقال:"هذا حديث لا يصح، ومحمد بن يونس هو الكديمي، وقد ذكرنا أنه كان كذاباً، وقال ابن حبان: "كان يضع الحديث على الثقات".

وأخرجه القاسم السرقسطي في "غريب الحديث" -كما في الضعيفة للألباني (1/ 244) -.

ولم يتعقب السيوطي ابن الجوزي بشيء في اللآليء (2/ 402 - 403) سوى ذكره لهذا الحديث عند الحاكم، وتعقب الذهبي له عليه. =

ص: 3231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم، ولم يصححه، واعتذر عن إخراجه له بأن الضرورة أدّت إلى إخراجه له من طريق الليث بن أبي سليم، ولم يعله بغيره، فتعقبه الذهبي بقوله:"كأنه موضوع، فالكديمي متهم".

والحديث في سنده محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكديمي، وتقدم في الحديث (570) أنه متهم بالوضع.

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع بإسناد الحاكم لنسبة الكديمي إلى الكذب ووضع الحديث، وقد حكم عليه بالوضع ابن الجوزي، وقال الألباني في سلسلته الضعيفة (1/ 224 رقم 190):"موضوع".

وأخرج ابن الجوزي عقبه حديثاً من طريق يحيى بن محمد بن (حسن)، حدثنا محمد بن سعيد بن سحنون التنوخي، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من آدمي إلا وفيه عرق من الجذام، فإذا تحرك ذلك العرق سلط عليه الزكام يسكنه".

قال ابن الجوزي عقبه: "قال النقاش: هذا حديث موضوع لا شك، وضعه يحيى بن محمد، أو محمد بن بشر". اهـ. فتعقبه السيوطي بقوله: "يحيى توبع"، ثم أورد حديثاً أخرجه الديلمي من طريق الحسين بن يوسف الفحام، حدثنا محمد بن سحنون التنوخي، به.

قلت: فيبقى محمد بن بشر هو علة الحديث، والله أعلم.

ص: 3232

1083 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"إياكم والجلوس في الشمس (1)، فإنها تبلي الثوب، (وتُنْتِن) (2) الريح، وتظهر الداء الدَّفين".

قلت: ذا من وضع محمد بن زياد الطحان.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه

(2)

في (أ): (وتعين)، وليست في (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

1083 -

المستدرك (4/ 411): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، أنبأ عمار بن هارون، ثنا محمد بن زياد الطحان، ثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره بلفظه.

دراسة الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم، ولم يصححه، فتعقبه الذهبي بقوله:"ذا من وضع الطحان".

والطحان هذا اسمه محمد بن زياد اليشكري، الطحان، الكوفي، الأعور، الفأفأ، المعروف بالميموني، الرقي، وهو كذاب يضع الحديث. قال الإمام أحمد: كذاب خبيث أعور يضع الحديث، وكذبه كذلك ابن معين، وعمرو بن علي، والجوزجاني، وأبو زرعة والنسائي، والدارقطني، وغيرهم. / الكامل لابن عدي (6/ 2140 - 2142)، والتهذيب (9/ 170 - 172 رقم 251).

الحكم علي الحديث:

الحديث موضوع بهذا الِإسناد لنسبة الطحان إلى الكذب ووضع الحديث.

والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 130 رقم 2922)، ورمز له بالضعف، فتعقبه المناوي بكلام الذهبي هنا، وقال:"فكان ينبغي للمصنف حذفه".

وذكره الألباني في سلسلته الضعيفة (1/ 223 رقم 189)، وقال عنه:"موضوع"، والله أعلم.

ص: 3233