المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند على بن أبى طالب رضي الله عنه - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ١

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌مسند على بن أبى طالب رضي الله عنه

‌مسند على بن أبى طالب رضي الله عنه

-

261 -

حدّثنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى، سنة ست وثلاثمائةٍ، حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ، حدّثنا أبو معاوية محمد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليٌّ: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء أحب من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره، فإنما أنا محاربٌ، والحرب

(*) هو: أمير المؤمنين، الإمام الكبير، والأسد المغوار، والليث الجسور، والفارس المقدام، والفتى الشجاع، والرجل الحصيف الرزين القوى المتين. أول من أسلم من الصبيان على الإطلاق، صاحب راية خيبر، الإمام المظفر أبدًا. ما خاض معركة إلا وكان النصر حليفه، ومن له طاقة في الصمود أمام أبى الحسن؟! وصفه بعضهم فقال:"كان والله بعيد المدى شديد القوى؛ يقول فصلًا، ويحكم عدلًا، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه؛ يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، كان إذا تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله".

قلتُ: وسيأتى في الحديث [رقم 291]، أن النبي قد عهد إليه:"أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق" ونحن نشهد الله ورسوله والمؤمنين: أننا نحب أبا الحسن ونتولاه ونعتقده، ونُبغض كل من يبغضه ويسبه، بل نفسقه ونُبدِّعه ونؤثِّمه ونُعاديه ونكرهه، ومن يبغض عليًا فهو يبغض رسوله ومن يبغض رسوله فهو يبغض ربه ومَنْ يبغض ربه فقد هلك، وليست محبتنا للإمام على كالتى للّه والنبى، بل لا نجفو عنه، ولا نغالى فيه. فليس هو معصومًا ولا شبه معصوم أصلًا. ودع عنك قول غلاة الروافض في على وأهل بيته فإنهم حمير هذه الأمة كما قاله جماعة من السلف. فمن أفْرط في: محبة هذا الإمام حتى أنزله منازل الأنبياء فهو غالٍ هالك، ومن فرَّط في محبته حتى جعل يسبه وأولاده فهو آثم فاسق. وأهل السنة وسط الوسط. نسأل اللّه أن يجمعنا بعلى وأهل بيته في دار كرامته، وفى فردوس رحمته. وهو حسبنا ونعم الوكيل.

261 -

صحيح: أخرجه البخارى [3415]، ومسلم [1066]، وأبو داود [4767]، والنسائى [4102]، وأحمد [1/ 81]، وابن حبان [6739]، والطيالسى [168]، والبزار [568]، وعبد الرزاق [18677]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[2595]، وابن أبى عاصم في =

ص: 285

خدعةٌ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّة لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

262 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن علىٍ يعوده، فقال له علىٌ: أعائدًا جئت أم شامتًا؟ قال: لا بل عائدًا، قال: إن كنت جئت عائدًّا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنَّ كانَ غَدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمسِىَ، وَإِنَّ كانَ مَسَاءً، صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ".

= "السنة"[2/ 914/ ظلال]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ 624]، وأبو عمرو الدانى في "السنن الواردة في الفتن"[3/ رقم 280]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن سويد بن غفلة عن علي به نحوه. وهكذا رواه جماعة من أصحاب الأعمش عنه على هذا الوجه. وخالفهم محمد بن طلحة فرواه عن الأعمش فقال: عن زيد بن وهب عن علي به

هكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[3/ 228]، ثم قال:"ووهم فيه، والصواب حديث خيثمة عن سويد بن غفلة" وهو كما قال.

262 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [3099]، وابن ماجه [1442]، والنسائى في "الكبرى"[7494]، وأحمد [1/ 81]، وابن أبى الدنيا في المرض والكفارات [رقم 89]، وهناد في "الزهد"[رقم 372]، والحاكم [1/ 501]، والبزار [620]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9173]، وفى "سننه"[6376]، وجماعة كثيرة، من طرف عن أبى معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة لكن قد أعل بالوقف. فقد اختلف على الأعمش في رفعه ووقفه! وكذا خولف في وصله وسنده؛ خالفه شعبة، فرواه عن الحكم عن عبد الله بن نافع عن على به موقوفًا

هكذا أخرجه أبو داود [3098]، وأحمد [1/ 121]، وجماعة. وعبد الله بن نافع مجهول الحال وإن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد اختلف في وصله ووقفه على شعبة؛ فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى موقوفًا

=

ص: 286

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

263 - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبرإهيم التيمى، عن أبيه، قال: خطبنا علىٌ، فقال: من زعم أن عندنا شيئًا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، صحيفةٌ فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات، فقد كذب، قال: وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المْدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ الله وَالمْلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ الله مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلا وَلا صَرْفًا، وَذِمَّةُ الْمسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ".

_________

= وخالفهم: محمد بن أبى عدى، فرواه عنه بإسناده مرفوعًا به

أخرجه الحاكم [1/ 501]، وغيره. وتابعه عليه: عبد الله بن يزيد المقرئ عند أحمد [1/ 120]، والبيهقى [6377]، والفاكهى في حديثه [رقم 119]، وجماعة. ثم اختلف على المقرئ في رفعه، فرواه عنه بعضهم موقوفًا به.

هكذا أخرجه ابن الشجرى في "أماليه"[1/ 489]، وغيره. وقد توبع شعبة على الوجه الموقوف؛ تابعه: منصور بن المعتمر، كما ذكره أبو داود والحاكم وغيرهما.

وقد توبع الحكم على هذا الوجه الموقوف؛ تابعه: يعلى بن عطاء عند ابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 58]، واختلف فيه على يعلى! كما سيأتي برقم [289].

وللحديث: طرف أخرى على الوجهين أيضًا: أعنى المرفوع والموقوف، والموقوف هو الأشبه، كما شرحناه في مكان آخر، وهو الذي مال إليه الدارقطنى في "العلل"[1/ 267 - 269].

بعد ما استقصى أوجه الاختلاف في سنده. راجع: "سنن البيهقى"[3/ 380، 381]، و"شعب الإيمان"[6/ 531، 532]، و"الصحيحة"[3/ 353]، وغيرها.

263 -

صحيح: أخرجه البخارى [3001]، ومسلم [1370]، والترمذى [2127]، وأبو داود [2034]، وأحمد [1/ 81]، وابن حبان [3717]، والطيالسى [184]، وعبد الرزاق [16309]، والبيهقى [9731]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 215]، واللالكائى في شرح الاعتقاد" [1/ رقم 189]، وعبد الله بن أحمد في "السنة" [2/ 542]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام" [3/ رقم 571]، وجماعة كثيرة، من طرف عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمى عن أبيه عن علي به نحوه

وقد وقع في سنده: اختلاف لا يضر على الأعمش. راجع "علل الدارقطنى"[4/ 154]. =

ص: 287

264 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئٍ، قال: سألت عائشة، عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليًا فسله، فإنه كان أعلم بذلك منى، فأتيت عليًا فسألته عن المسح، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن يمسح المقيم يومًا وليلةً، والمسافر ثلاثًا.

265 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن علي، قال: قلتُ: يا رسول الله، ما لك تنوق في قريشٍ، وتدعنا؟ قال:"وَعِنْدَكمْ شَىْءٌ؟ " قال: قلنا: نعم، ابنة حمزة، قال: فقال: "إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي، هِىَ ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ".

264 - صحيح: أخرجه مسلم [276]، والنسائى [128]، وابن ماجه [552]، وأحمد [1/ 96]، وعبد الرزاق في "أماليه"[رقم 92]، والدارمى [714]، وابن خزيمة [194]، وابن حبان [1322]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5190]، والبيهقى في "سننه"[1206]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 81]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 83]، وأبو أحمد الغطريفى في "حديثه"[رقم/ 3]، وجماعة كثيرة من طرق عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ عن علي به مرفوعًا نحوه

وهذا إسناد صحيح، لكن قد اختلف في وقفه ورفعه على ألوان أكثرها قوى، وقد ذكرها الدارقطنى في "العلل"[3/ 236]، ثم رجَّح الوجه المرفوع. والأشبه: أن كلاهما محفوظان. ولا يمنع أن يكون على - رضى الله عنه - قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فحدَّث به هكذا، ثم صار يفتى الناس به ولا يرفعه. وهذا معروف مشهور.

265 -

صحيح: أخرجه مسلم [1446]، والنسائى [3304]، وأحمد [1/ 114]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2921]، والبزار [587]، وابن أبى شيبة [رقم 17040]، والمروزى في "السنة"[رقم 286]، والبيهقى [رقم 13216]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 159]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به مرفوعًا نحوه

وللحديث: شاهد عن ابن عباس مرفوعًا عند البخارى [رقم/ 2502]، ومسلم [رقم/ 1447]، وجماعة. وله: طرق أخرى عن علي سيأتي بعضها [برقم 381، 382].

ص: 288

266 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن سخبرة، قال: مُرَّ على على بجنازةٍ فذهب أصحابه يقومون، فقال لهم علىٌ: ما يحملكم على هذا؟ قالوا: إن أبا موسى أخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرت به جنازةٌ قام حتى تجاوزه، قال: فقال: إن أبا موسى لا يقول شيئًا، لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مرةً، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يتشبه بأهل الكتاب فيما لم ينزل عليه شئٌ، فإذا أنزل عليه تركه.

266 - صحيح: دون فقرة التشبُّه. أخرجه أحمد [4/ 413]، وعبد الرزاق [6311]، والطيالسى [162]، الحميدى [50]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 489]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 156]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 477]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 241]، وجماعة من طريق الليث بن أبى سليم عن مجاهد عن عبد الله بن سخبرة عن علي به نحوه

وهو عند الحميدى: دون فقرة التشبه في آخره.

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح.

والليث: لم يكن في الحديث بالليث، وقد ضعفوه مع كونه كان مختلطًا لا يدرى ما الحديث، على صلاحه وزهده، وقد اضطرب في إسناده كعادته. أما إسناده: فعاد ورواه عن مجاهد به

ولم يذكر فيه "عبد الله بن سخبرة".

هكذا أخرجه المؤلف في الآتى [رقم/ 339]، وأخشى أن يكون "عبد الله بن سخبرة" قد سقط من الناسخ سهوًا في سند المؤلف، وقد خولف الليث في سياقه! خالفه عبد الله بن أبى نجيح - الثقة المشهور - فرواه عن مجاهد عن عبد الله بن سخبرة به نحوه. دون قصة التشبه الأخيرة؛ أعنى قول على - رضى الله عنه -:"وكان يحب أن يتشبه بأهل الكتاب .... ".

هكذا أخرجه النسائي [1923]، وابن أبى شيبة [11919]، والحميدى [15]، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 342]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن ابن أبى نجيح به

وهذا إسناد صحيح، وهو المحفوظ عن مجاهد.

وقد كان ابن عيينة يتردد في ذكر: "عبد اللَّه بن سخبرة" كما ذكره تلميذه الحميدى عنه في "مسنده"[1/ 28].

وللحديث - دون قصة التشبه -: طرق أخرى عن علي - رضى الله عنه - يأتى بعضها [برقم/ 273، 288].

ص: 289

267 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن علي، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أخبرنى بشهرٍ أصومه بعد رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُم الْمُحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ الله، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ الله فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيتَاب فِيهِ عَلَى آخَرِينَ".

268 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الرحمن، عن النعمان بن سعدٍ،

267 - ضعيف: أخرجه الترمذى [741]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 154]، وابن أبى شيبة [9223]، والدارمى [1756]، والبزار [699]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3775]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 305]، وابن المقرئ في "معجمه"[3/ رقم 1281]، وابن الشجرى في "أماليه"[1/ 283]، وجماعة، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي به نحوه.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".

قلتُ: وهذا إسناد منكر. وعبد الرحمن بن إسحاق: هو أبو شيبة الواسطى الذي يقول عنه أحمد: "ليس بشئ منكر الحديث"، ومثله قال أبو حاتم وغيره. وقال البخارى:"فيه نظر".

وهذا جرح شديد عنده، وضعفه سائر النقاد. والنعمان: شيخ مجهول ينفرد عنه أبو شيبة بالرواية. قال الحافظ في "التهذيب"[10/ 453]: "والراوى عنه - يعنى عن النعمان - ضعيف كما تقدم، فلا يحتج بخبره".

قلتُ: وهو كما قال، أما ابن حبان فقد ذكره في "الثقات"[5/ 472] ولم يفعل شيئًا، والحديث: ضعفه الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف"[ص/ 36].

268 -

منكر: أخرجه الترمذى [2564]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 156]، وابن أبى شيبة [33971]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 9]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم/ 252/ طبعة دار البشير]، والمروزى في "زوائد الزهد" لابن المبارك [رقم 1487]، وعبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس"[172]، والمحاملى في "أماليه"[رقم/ 113]،، والبيهقى في "البعث والنشور"[367]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[446]، وتمام في فوائده [1/ رقم 379]، وابن الجوزى في "العلل المتناهية"[2/ 932]، وفى "الموضوعات"[3/ 256]، والثقفى في "الثقفيات"[4/ 29]، والضياء المقدسى في "صفة الجنة"[3/ 81/ 2]، كما في "الضعيفة"[4/ 419]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 498]، وفى "سير النبلاء"[11/ 397]، =

ص: 290

عن عليٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ، إِلا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا. قال: وَفِيهَا مَجْمَعٌ لِلْحُورِ الْعِينِ. قال: يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَسْمَعِ الخْلائِقُ مِثْلَهَا، قَالَ: يَقُلْنَ:

= وجماعة، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق أبى شيبة الواسطى عن النعمان بن سعد عن على به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث غريب". وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، والمتهم به عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطى، قال أحمد: ليس بشئ، منكر الحديث، وقال يحيى: متروك".

قلتُ: وهذا إسناد منكر مثل الذي قبله. وعبد الرحمن بن إسحاق: مضى أنه منكر الحديث كما قاله جماعة من النقاد. وشيخه: النعمان مجهول لا يعرف كما سبق. وقد اختلف في إسناده على عبد الرحمن الواسطى. فرواه جماعة عن عبد الرحمن بن إسحاق على الوجه الماضى به مرفوعًا

وخالفهم آخرون فرووه عن عبد الرحمن بإسناد به موقوفًا

هكذا: رواه عبد الواحد بن زيد عن عبد الرحمن، كما ذكره البزار في "مسنده" [2/ 282]. وتابعه: محمد بن فضيل كما ذكره الذهبى في "التذكرة"[2/ 498]، وفى "سير النبلاء" [1/ 397]. والأشبه: أن عبد الرحمن هو الذي كان يتلوَّن في وقفه ورفعه! وقد مضى أنه غير ثقة ولا مأمون. وللحديث: طريق آخر أخرجه ابن عساكر - كما في "اللألئ المصنوعة"[2/ 378]- قال: "أنبأنا أبو محمد بن الأكفانى حدّثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو القاسم عمر بن الحسن بن محمد بن درسويه أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسى أنبأنا أبو الحسن بن فيل حدّثنا أبو ثوبة حدّثنا محمد بن أبو الفرات الجرمى [كذا!] سمعت أبا إسحاق يذكر عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله: "إن في الجنة لسوقًا لا يباع فيه ولا يشترى إلا الصور من النساء والرجال، يتوافدون على كل مقدار كل يوم من أيام الدنيا، يمر بهم أهل الجنة، فمن اشتهى صورة دخل فيه من رجل أو امرأة، وكان هو تلك الصورة".

قلتُ: وسنده ساقط هابط! والحارث في سنده: هو الأعور الشيخ الضعيف الواهى. وأبو إسحاق: هو السبيعى الحافظ، لكنه قد تغير بآخرة!، وكان كثير التدليس أيضًا، ولم يذكر فيه سماعًا! والراوى عنه لم أعرفه! وللشطر الأول من الحديث: شاهد مرفوع من حديث جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 5664]، وفى سنده جابر الجعفى ذلك الرافضى الخبيث الهالك.

ص: 291

نَحْنُ الخْالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ

وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ

وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ

فَطُوبَى لمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ"

269 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سيفٌ المكى، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نحر البدن أمرنى أن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها.

270 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن جُرَيّ بن كليبٍ النهدى، عن عليٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعضب القرن والأذن.

269 - صحيح: أخرجه البخارى [1621]، ومسلم [1317]، وأبو داود [1769]، وابن ماجه [3099]، والنسائى في "الكبرى"[4153]، وأحمد [1/ 79]، والدارمى [1940]، وابن خزيمة [2919]، وابن حبان [4022]، والبزار [608]، والبيهقى في "سننه"[9964]، وفى "الشعب"[5/ رقم 7341]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[64]، والحميدى [14]، وابن الجارود [482]، وجماعة كثيرة من طرق عن مجاهد عن ابن أبى ليلى عن علي به نحوه

270 -

حسن: أخرجه الترمذى [1504]، وابن ماجه [3145]، وأبو داود [2805]، والنسائى [4377]، وأحمد [1/ 83]، وابن خزيمة [2913]، والبزار [875]، والطحاوى في شرح المعانى [4/ 169]، والحاكم [1/ 64]، والبيهقى [18884]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 177]، وجماعة من طرق عن قتادة عن جُرَى بن كليب عن علي به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح"

قلتُ: مداره على جُرَى بنِ كُلَيبٍ، وعنه يقول ابن المدينى:"مجهول، لا أعلم روى عنه غير قتادة"!

قلتُ: قد روى عنه أيضًا: أبو إسحاق السبيعى وابنه يونس بن أبى إسحاق وعاصم بن أبى النجود. ووثقه ابن حبان والعجلى، وصحَّح له الترمذى والحاكم أيضًا.

لكن يقول أبو حاتم: "شيخ لا يحتج به" وتعقبه الذهبى في "الميزان"[397/ 1]، قائلًا:"قلتُ: قد أثنى عليه قتادة".

قلتُ: وثناء قتادة ذكره له البخارى في "تاريخه"[2/ 244]. فالذى يظهر لى: أنه شيخ صدوق لا بأس به؛ فإسناده حسن إن شاء الله. وقد بحث الإمام الألبانى بحثًا حول هذا الحديث =

ص: 292

271 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن جرى بن كليبٍ النهدى، عن علي، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضحى بأعضب القرن والأذن.

272 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن

= في "الإرواء"[4/ 361/ رقم 1149]، وخلص منه إلى قوله:"وجملة القول: أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح؛ وذكر "القرن" فيه منكر عندى؛ لتفرد جرى به، مع مخالفته لما رواه حُجْية عن علي أنه لا بأس به".

قلتُ: مضى أن التحقيق في شأن جرى أنه صدوق حسن الحديث. نعم: قد روى بعضهم عن على خلاف ما رواه جرى عنه هنا، ولأجل ذلك حكم الإمام على تفرد جرى بذكر "القرن" فيه بالنكارة. والصواب عندى: أن الجمع بين الحديثين هو الواجب ما دام الرواة مقبولين، ولم نتيقن خطأ بعضهم فيه. والجمع ههنا ظاهر غير متكلَّف. وحاصل هذا: أن جرى قد روى آنفًا عن علي: النهى عن الأضحية العضباء القرن. وهو حديث حسن مرفوع كما مضى.

ثم جاء حُجية بن عدى الكندى: وروى عن علي جواز ذلك في العضباء القرن! كما أخرجه الترمذى [1503]، وأحمد [1/ 95]، والدارمى [1951]، وابن خزيمة [2915]، وجماعة. وسيأتى [برقم 333]، وسنده قابل للتحسين. وطريقة الجمع بينهما أن يقال: حديث جرى في النهى مرفوع؛ وحديث حجية في الجواز موقوف. والمرفوع مقدم على الموقوف بلا شك؛ لأن الأول من قول النبي صلى الله عليه وسلم والثانى من قول الصحابى. ولا يتعارض هذا بذاك، كما هو التحقيق عند جمهور العلماء، خلافًا للحنفية.

وقد يقال أيضًا: لعل عليًا رضي الله عنه كان يرى النهى عن ذلك أولًا، فسمعه منه جُرى، ثم تغير اجتهاده بعد ذلك ورأى أن هذا جائز لا بأس به، وجعل على يفتى الناس به، فسمعه منه حجية بن عدى في تلك الحال. فاندفعت بذلك النكارة إن شاء الله.

وللحديث: شاهد من طريق آخر عن علي به نحوه ..

أخرجه عند الطيالسى [رقم 97]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"، وسنده تالف. والله المستعان.

271 -

حسن: انظر قبله.

272 -

صحيح: أخرجه النسائي [5147]، وابن ماجه [3595]، والبزار [886]، وابن أبى شيبة [24659]، والبيهقى في "سننه"[4019]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6582]، =

ص: 293

أبى حبيبٍ، عن عبد العزيز بن أبى الصعبة، عن أبى أفلح الهمدانى، عن عبد الله بن زريرٍ الغافقى، قال: قال علىٌ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى يديه ذهبٌ وفى الأخرى حريرٌ، فقال:"هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى".

273 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيدٍ، ومحمد بن

= وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 80/ المنتخب]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 189]، والبزار [3/ رقم/ 886/ البحر الزخار]، وجماعة كثيرة، من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن أبى حبيب عن عبد العزيز بن أبى الصعبة عن أبى أفلح الهمدانى عن عبد الله بن زرير الغافقى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله. ابن إسحاق: صدوق إمام في المغازى، وقد صرح بالسماع عند عبد بن حميد، وقد توبع عليه كما يأتى. ويزيد: فقيه إمام. وابن أبى الصعبة: روى عنه رجلان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المدينى:"ليس به بأس معروف". فهو صدوق متماسك. وأبو أفلح الهمدانى: روى عنه جماعة ووثقه العجلى وحده. ونقل ابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 248]، عن علي بن المدينى أنه قال عن هذا الحديث:"هو حديث حسن، رجاله معرفون". هذا يقوى من شأن أفلح إن شاء الله. وقد اختلف على ابن إسحاق في سنده على وجوهٍ: ذكرها الدارقطنى في "علله"[3/ 261]، ثم رجَّح الطريق الماضى. وقد توبع عليه ابن إسحاق: تابعه الليث بن سعد: عند النسائي [5144]، وأبى داود [4057]، والبيهقى في "الشعب"[5/ 6082]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 250]، وجماعة. واختلف على الليث في تسمية "أبى أفلح" كما ذكره النسائي [5144، 5145، 5146]، وتابعهما: عبد الحميد بن جعفر عند البزار [798]. وخالفهم زيد بن أبى أنيسة، فرواه عن يزيد بن أبى حبيب فقال: عن عبد الله بن زرير عن علي به

وأسقط منه رجلين. هكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[3/ 261].

أما ابن لهيعة فهو في وادٍ آخر، فقد رواه عن ابن أبى حبيب على لون ثالث. ذكره له الدارقطنى أيضًا. والمحفوظ هو الوجه الأول. وفى الباب: عن جماعة من الصحابة ذكرهم الترمذى في "سننه"[4/ 217]، وراجع:"نصب الراية"[4/ 296]، للحافظ الجمال الزيلعى.

273 -

صحيح: أخرجه مسلم [رقم 962]، والترمذى [رقم 1044]، والنسائى [رقم 1999]، وأحمد [1/ 82]، والشافعى [1664]، وابن حبان [3054]، وابن أبى شيبة [11518] =

ص: 294

عمرٍو، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذٍ، قال: خرجت في جنازةٍ فقمت أنتظر أن توضع فأجلس، ونافع بن جبيرٍ قريبًا منى، فلما وضعت جلست إليه، فقال: كأنك انتظرت هذه الجنازة أن توضح فتجلس؟ قلت: أجل، لحديث بلغنى عن أبى سعيدٍ، فقال: حدثنى مسعودٌ، أنه سمع عليًا، يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازةٍ، ثم جلس وأمرنا بالجلوس.

274 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشبٍ، عن عمرو بن

= ومالك في "الموطأ"[رقم 551]، والبيهقى [6675]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 488]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 266]، وجماعة كلهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى - وقُرن معه محمد بن عمرو بن علقمة في بعض الطرق - عن واقد بن عمرو عن نافع بن جبير عن مسعود بن الحكم عن علي به .. . وهو عند بعضهم مختصرًا.

قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم. وهكذا رواه مالك والليث بن سعد وعبد الوهاب الثقفى ويزيد بن هارون ويحيى بن أبى زائدة وعائذ بن حبيب وجماعة، كلهم رواه عن يحيى بن سعيد على الوجه الماضى. وخالفهم جميعًا: جرير بن عبد الحميد فرواه عن يحيى فقال: عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن نافع بن جبير عن مسعود بن الحكم عن علي به .. هكذا أخرجه البزار [908]. قال الدارقطنى في "علله"[4/ 128]: "ووهم فيه جرير".

قلتُ: وهو كما قال؛ لكن الثورى قد عكَّر علينا هذا الصفو، ورواه عن الأنصارى فقال: عن نافع بن جبير عن علي به

هكذا أخرجه الدارقطنى في "علله"[4/ 128]، ثم قال:"لم يُقِم الثورى إسناده"! وقبل ذلك قال: "والصواب قول الليث ومن تابعه عن يحيى". وأقول: قد رواه عن الثورى: إبراهيم بن أبى الليث، وهو غير ثقة ولا مأمون كما تراه في "اللسان" [1/ 22]. وقد توبع يحيى عليه: تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عند جماعة، لكن اختلف عليه في إسناده أيضًا، وتوبع عليه: واقد بن عمرو ونافع بن جبير. والحديث: صحيح على كل حال.

274 -

صحيح: أخرجه البخارى [2945]، ومسلم [2727]، وأبو داود [5062]، وأحمد [1/ 95]، والدارمى [2685]، وابن حبان [5524]، والطيالسى [93]، والبزار [606]، وابن أبى شيبة [29344]، والنسائى في "الكبرى"[10650]، والبيهقى [14495]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 233]، وابن راهويه [2108]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[63]، والحميدى [43]، وجماعة كثيرة، من طرق عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به نحوه

وقد وقع في إسناده: اختلاف محتمل، ذكره الدارقطنى في "علله" =

ص: 295

مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بينى وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضجعنا: ثلاثًا وثلاثين تسبيحةً، وثلاثًا وثلاثين تحميدةً، وأربعًا وثلاثين تكبيرةً، قال عليٌّ: فما تركتها بعد، فقال له رجلٌ: ولا ليلة صفين؟ قال عليٌّ: ولا ليلة صفين

275 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرٍو الفزارى، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ، عن عليٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول في وتره:"اللَّهمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".

276 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن

= [3/ 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286]. وقد توبع عليه ابن أبى ليلى: تابعه عبيدة السلمانى وجماعة.

275 -

صحيح: أخرجه أبو داود [1427]، والترمذى [3566]، والنسائى [1747]، وابن ماجه [1179]، والحاكم [1/ 449]، والطيالسى [123]، وابن أبى شيبة [29711]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 195]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 81/ المنتخب]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 751]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 351]، والبيهقى [4650]، وابن الجوزى في التحقيق [1/ 459]، والمزى في التهذيب [30/ 257]، وجماعة كثيرة من طرق عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزارى عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي به. قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب من حديث على، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة".

قلتُ: وهذا إسناد صحيح ليس فيه خدشة، وهشام بن عمرو: وثقه أبو حاتم وأحمد وابن معين وابن حبان والفسوى وغيرهم. ثم يأتى الحافظ ويقول عنه بالتقريب: "مقبول" يعنى: حيث يتَابع، وإلا فهو لين الحديث كما نصَّ هو على ذلك في مقدمة "التقريب" [1/ 8]! وهذا من غفلاته المعدودة في التقريب؛ وإلا فهشام ثقة صالح مقبول. وباقى رجال الإسناد: ثقات أئمة.

276 -

صحيح: أخرجه مسلم [2078]، والترمذى [1737]، والنسائى [5175]، ومالك [176]، وأبو داود [4044]، وأحمد [1/ 92]، وعبد الرزاق [2832]، وابن حبان [5440] =

ص: 296

إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، عن علي، قال:"نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أقول نهاكم، عن التختم بالذهب ولبس القسى، وأن أقرأ وأنا راكعٌ".

277 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا سفيان بن حسينٍ، عن الزهرى، عن أبى عبيدٍ مولى عبد الرحمن بن عوفٍ، قال: سمعت عليًا، يقول:"نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحبس لحوم الأضاحى فوق ثلاثٍ".

278 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيدٍ، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور،

= والبزار [918]، والبيهقى [2398]، وجماعة، من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. وقد اختلف في سنده ومتنه على وجوه كثيرة! ذكر أكثرها الدارقطنى في "العلل"[3/ 78، 79، 80، 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87،]. وذكر شطر منها: ابن عبد البر في "التمهيد"[16، 111، 112، 113، 114، 115]. وبعض هذه الوجوه: محفوظ ثابت. وكثير منها لا يثبت. وسيأتى وجه منها: [برقم 304]، ووجه ثان:[برقم 413]، ووجه ثالث:[برقم 601]، وسنتكلم عليها في مواضعها إن شاء الله.

277 -

صحيح: أخرجه البخارى [5251]، ومسلم [1669]، وأحمد [1/ 103]، والنسائى [4424]، وعبد الرزاق [5636]، والبيهقى [18986]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 184]، وجماعة من طرق عن الزهرى عن أبى عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عن علي به.

قلتُ: وقد اختلف على الزهرى في رفعه ووقفه! والوجهان محفوظان إن شاء الله. ويحمل هذا: على أن عليًا كان يرويه مرفوعًا، ثم صار يفتى الناس به ولا يرفعه. وقد توبع عليه الزهرى مرفوعًا: كما يأتى عند المؤلف [برقم/ 549].

278 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 145]، وابن أبى شيبة [11806]، وتمام في فوائده [2/ رقم 1308]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 159]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 54]، والطحاوى في "شرح معانى الآثار"[4/ 185]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 407]، وابن عساكر في "تاريخه"[60/ 136]، وجماعة، من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي به نحوه. =

ص: 297

وعن الأوعية، وأن نحتبس لحوم الأضاحى بعد ثلاثٍ، قال:"إِنِّى كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا وَاجْتَنِبُوا مَا أَسْكَرَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لحُومِ الأَضَاحِى أَنْ تَحْبِسُوهَا فَوْقَ ثَلاثٍ، فَاحْبِسُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ".

279 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان، عن زبيدٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله".

= قلتُ: وهذا إسناد مُنْحدر، وعلى بن زيد: هو ابن جدعان الحافظ الفقيه الضعيف المشهور، صاحب تلك المناكير التى جرَّحوه بها حتى تركه جماعة، وقد شهد عليه شعبة وغيره بالاختلاط، فأجارك الله من أحاديث المختلطين، وربيعة بن نابغة: شيخ مجهول مثل أبيه نابغة، وقد خولف حماد بن سلمة في إسناده. خالفه عبد الوارث بن عبد الصمد، فرواه عن على بن زيد فقال: عن النابغة بن مخارق بن سليم عن أبيه عن علي به

هكذا أخرجه الفسوى في "المعرفة"[1/ 407]، والطحاوى في "شرح المعانى" [4/ 185]. وقد رجَّح الفسوى هذا الوجه قائلًا:"وهذا الصحيح". وذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 133]، ولم يتكلم عليه بشئ.

والظاهر عندى: أن هذا الاضطراب هو من على بن زيد نفسه على أن مخارق بن سليم: لا يعرف له ولد يسمى: النابغة، وعلى كل حال: فللحديث شواهد تقويه.

أصحها: حديث بريدة عند مسلم [977]، وأبى داود [3698]، والترمذى [1510]، والنسائى [2032]، وأحمد [5/ 350]، وجماعة من طرق مطولًا ومختصرًا، ولفظ مسلم:"نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحى فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرًا". وسيأتى شاهد: من حديث ابن مسعود [برقم/ 5299]. وراجع الصحيحة [2/ 574]، للإمام الألبانى.

279 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 129]، وابن حبان [4568]، والطيالسى [109]، وابن أبى شيبة [33709]، وجماعة، من طرق عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به مرفوعًا

بهذا اللفظ. =

ص: 298

280 -

حدّثنا زهير، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن شعبة، عن أبى إسحاق، عن حارثة بن مضربٍ، عن عليٍّ، قال: ما كان فينا فارس يوم بدرٍ غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى تحت شجرةٍ ويبكى حتى أصبح.

281 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم بن كليبٍ، عن أبى بردة، عن عليٍّ، قال:"نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل الخاتم في هذه، أو في هذه: السبابة والوسطى".

= قلتُ: وهو عند البخارى [4085]، ومسلم [1840]، والنسائى [4205]، وأبى داود [2625]، وأحمد [1/ 94]، وابن حبان [4567]، والبزار [586]، والبيهقى [16386]، وأبى نعيم في "الحلية"[5/ 38]، وأبى القاسم البغوى في "الجعديات"[894]، وجماعة كثيرة من الطريق الماضى بنحو اللفظ السابق.

280 -

صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[823]، وابن خزيمة [899]، وعنه ابن حبان [2257]، والطيالسى [116]، وأحمد [1/ 131]، وفى فضائل الصحابة [رقم/ 1686]، وابن أبى الدنيا في "قيام الليل"[رقم 427]، والمروزى في تعظيم "قدر الصلاة"[1/ رقم 213]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 536]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1557]، وابن عساكر في "تاريخه"[60/ 163]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن أبى إسحاق السبيعى عن حارثة بن مضرب عن علي به نحوه

وهو عند بعضهم مختصرًا.

قلتُ: وسنده صحيح مستقيم. وحارثة: وثقه ابن معين وأحمد وابن حبان والعجلى، لكن نقل ابن الجوزى في "الضعفاء والمتروكين"[1/ 185]، عن ابن المدينى أنه قال:"متروك الحديث".

قلتُ: وابن الجوزى ليس بعمدة في النقل؛ لكثرة خطئه وأوهامه، وتسرعه في التأليف والنقل.

كما شرحنا ذلك في ترجمته من كتابنا "المحارب الكفيل". وقد غلَّطه الحافظ في "التقريب" فقال: "غلط من نقل عن ابن المدينى أنه تركه".

وقد توبع عليه شعبة: تابعه: الثورى عند أبى نعيم في "الحلية"[9/ 25]. وتابعه أيضًا: يوسف بن إسحاق - حفيد أبى إسحاق - عند أبى الشيخ في "أخلاق النبي"[رقم 537]. والله المستعان.

281 -

صحيح: أخرجه النسائي [2510]، وأحمد [1/ 124]، وغيرهما، من طرق عن الثورى عن عاصم بن كليب عن أبى بردة عن علي به نحوه

=

ص: 299

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد صحيح. وقد توبع الثورى عليه، تابعه:

1 -

أبو الأحوص عند: مسلم [2095]، وأبى عوانة في المستخرج [رقم 8650]، والنسائى في "الكبرى"[9537]، وجماعة.

2 -

وأبو عوانة عند: أحمد [1/ 154]، وأبى عوانة في "المستخرج"[1/ رقم 1492]، وجماعة.

3 -

وبشر بن المفضل: عند: أبى داود [4225]، والمؤلف [برقم 418]، والبيهقى [5914]، وجماعة.

4 -

وعمارة بن زريق عند: أبى عوانة [5/ رقم/ 8650].

5 -

والمسعودى عند: الخطيب في الفقيه والمتفقه [2/ 260].

6 -

وصالح بن عمر عند: المؤلف [رقم 606]، وسيأتى.

7 -

وشعبة: عند النسائي في "الكبرى"[9540]، وابن حبان [998]، وأحمد [1/ 109]، وابن حزم في المحلى [4/ 50]، والطيالسى [161]، وأبى عوانة [1/ رقم 1490]، وجماعة كثيرة.

وقد اختلف في سنده على شعبة على ألوان غريبة، ذكرها الدارقطنى في "علله"[4/ رقم 492]، ثم قال: "والصواب: عن شعبة عن عاصم بن كليب عن أبى بردة عن علي

".

8 -

وعبد الله بن إدريس: عند مسلم [278]، وابن ماجه [3648]، وابن أبى شيبة [25274]، وجماعة.

9 -

وابن عيينة: لكنه اضطرب فيه.

فتارة يقول: "عن عاصم بن كليب عن أبى بكر بن أبى موسى

" فيجعله "أبا بكر بن أبى موسى" بدلًا من "أبى بردة". وهذا الوجه: أخرجه عنه الحميدى [25]، ومن طريقه أبو عوانة في "المستخرج" [5/ رقم 8652]، والخطيب في "الكفاية" [2/ 75]. وقد كلموا ابن عيينة في ذلك؛ فوجس وصار يحدث به عن ابنٍ لأبى موسى الأشعرى هكذا على الإبهام! وهذا الوجه: عند مسلم [1659]، والترمذى [1786]، وأبى عوانة [5/ رقم 8653].

فهؤلاء: تسعة رووه عن عاصم بن كليب على الوجه الماضى، وخالفهم: محمد بن فضيل وخالد الواسطى والوليد بن أبى محمد وعبد الله بن أبى المغيرة أربعتهم. =

ص: 300

282 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن شعبة، وسفيان، وإسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان".

= كلهم رووه عن عاصم فقالوا: عن أبى بردة عن أبيه عن علي به

هكذا ذكر الدارقطنى في "علله"[4/ 171]، وجزم بكونهم قد وهموا فيه. والمحفوظ: هو الوجه الأول. وفى إسناد الحديث: وجوه أخرى من الخلاف ذكرها أبو الحسن أيضًا.

* تنبيه: وقع عند جماعة في لفظ الحديث "

وأن ألبس خاتمى في هذه وفى هذه .. " وهذا اللفظ ضعفه الإمام الألبانى في "ضعيف الترمذى" [1/ 203]، وتكلم عليه في الضعيفة [5499]، وصححه بلفظ: "في هذه أو هذه" على الشك! والصواب أن اللفظين: صحيحان، والجمع بينهما ظاهر.

282 -

صحيح: أخرجه الترمذى [795]، وأحمد [1/ 98]، والطيالسى [118]، والبزار [724]، وعبد الرزاق [7703]، وابن أبى شيبة [8674]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 135]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 93/ المنتخب]، وابن أبى الدنيا في "قيام الليل"[رقم 479]، والفريابى في "الصيام"[رقم 145]، وابن المقرئ في "معجمه"[3/ رقم 1268]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 297]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 133]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 237]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن هبيرة بن يريم عن علي به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله. وهبيرة: مختلف فيه، والتحقيق أنه صدوق. وقد توبع عليه: تابعه هانئ بن هانئ - مقرونًا معه - عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7425].

قلتُ: وهذه متابعة لا يفرح بها، وفى سندها: أبو مريم عبد الغفار بن القاسم المتروك المنحط.

راجع ترجمته باللسان [4/ 42]. وأبو إسحاق السبيعى: قد اختلط أخيرًا - ويأبى الذهبى هذا - لكن رواه عنه جماعة من قدماء أصحابه، منهم: سفيان الثوى وشعبة.

وقد اختلف في سنده على شعبة: كما ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 394]، والحديث: حسنه الهيثمى في "المجمع"[3/ 174].

وله شاهد عن عائشة: عند الشيخين وجماعة كثيرة.

ص: 301

283 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى حية، عن عليٍّ:"أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا".

284 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، مر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاكٍ، وأنا أقول: اللَّهم إن كان أجلى قد حضر فأرحنى، وإن كان متأخرًا فارفعنى، وإن كان بلاءً فصبرنى، فضرب بيده صدرى، وقال: اللَّهم عافه واشفه، فما اشتكيت وجعى ذلك بعد.

283 - صحيح: أخرجه أبو داود [116]، والترمذى [44]، والنسائى [136]، وأحمد [1/ 157]، والبزار [795]، والبخارى في "الكنى"[194]، وعبد الرزاق [120]، وابن ماجه [456]، وابن أبى شيبة [54]، والبيهقى في "سننه"[358]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 225]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى حية عن علي به نحوه مطولًا ومختصرًا

قال الترمذى: "حديث على أحسن شئ في هذا الباب وأصح".

قلتُ: وسنده ضعيف. وأبو حية هو ابن قيس الوداعى لم يوثقه معتبر. وقال عنه أحمد: "شيخ". وحكى ابن الفرضى عن ابن المدينى أنه قال: "مجهول"! لكن قال ابن الجارود في "الكنى": "وثقه ابن نُمير".

قلتُ: ابن الجارود لم يدرك ابن نمير، ولم ينقل عنه من كتاب. ففى القلب من أمثال هذا أشياء، وقال ابن القطان:"وثقه قوم".

قلتُ: وهذه مجازفة منه، ولْيذكر لنا واحدًا فقط. وقد توبع عليه أبو حية: تابعه عبد خير من طريق أبى إسحاق السبيعى عنه عند البزار [رقم/ 795]، بإسناد صحيح إلى أبى إسحاق به.

وتابعه: آخرون ولكن بأسانيد غير محفوظة، وقد اختلف في سنده على أبى إسحاق اختلاف شاق، ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 189، 190، 191، 192]، ثم رجَّح طريق أبى حية الأول، وطريق عبد خير الماضى.

وقد رواه جماعة عن أبى إسحاق على الوجه الأول: منهم شعبة والثورى - وهما من قدماء أصحابه - لكن اختلف في سنده ومتنه على الثورى، راجع "علل الدارقطنى" [4/ 189]. وفى الباب: عن جماعة من الصحابة - ذكرهم الترمذى [1/ 63]. وهو حديث صحيح ثابت.

284 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [3564]، وابن حبان [6940]، وأحمد [1/ 107]، والحاكم [2/ 377]، والطيالسى [143]، وابن أبى شيبة [23571]، والنسائى في "الكبرى" =

ص: 302

285 -

حدّثنا أبو خيثمة، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة، قال حدثنى عمى الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر، ثم قال:"وجَّهتُ وَجْهِىَ للَّذِى فطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرض حَنِيفًا وَما أَنا مِن الْمُشرِكينَ، إِنَّ صلاتِى وَنُسُكى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتى للَّه رَبِّ الْعَالمَينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَلُ الْمُسلِمِينَ"، قال: وذكر الحديث.

286 -

حدّثنا زهيرٌ، وعبيد الله القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا

= [10897]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 73/ المنتخب]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2025، 2026، 2027]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 97]، وجماعة، من طرق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة المرادى عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وابن سلمة: قال عنه البخارى: "لا يتابع على حديثه". وقال أبو حاتم: "تعرف وتنكر" ومشَّاه ابن عدى. لكن صَّح عن عمرو بن مرة أنه قال: "كان عبد الله بن سلمة يحدّثنا وقد كبر؛ فكنا نعرف وننكر".

قلتُ: وهذا دليل على أنه قد تغير بآخرة، وأن عمرو قد سمع منه في حال تغيره أيضًا. فانتبه.

285 -

قوى: أخرجه مسلم [771]، وأبو داود [760]، والترمذى [3421]، والنسائى [897]، وأحمد [1/ 94]، والدارمى [1238]، وابن خزيمة [462]، وابن حبان [1773]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 296]، والطيالسى [152]، والبزار [536]، وابن أبى شيبة [1/ 2399]، والبيهقى [2172]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 199]، وابن الجارود [179]، وجماعة كثيرة، من طريق عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون عن عمه عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبى رافع عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد قوى. وعم عبد العزيز: هو يعقوب بن أبى سلمة الماجشون الشيخ الصدوق، والد يوسف وعبد العزيز.

286 -

صحيح: أخرجه أبو داود [111]، والترمذى [49]، - وعنده معلقًا - والنسائى [92]، وابن ماجه [404]، وأحمد [1/ 125]، والدارمى [701]، وابن خزيمة [147]، وابن حبان =

ص: 303

زائدة بن قدامة، عن خالد بن علقمة الهمدانى، عن عبد خيرٍ، قال: دخل عليٌّ، الرحبة بعد ما صلى الفجر، فجلس في الرحبة، ثم قال لغلامٍ له: ائتنى بطهورٍ، فجاء الغلام بإناءٍ فيه ماءٌ وطُسْتٍ، قال عبد خيرٍ: ونحن جلوسٌ ننظر إليه، فأخذ بيمينه الإناء فأكفأ على يده اليسرى فغسل كفيه ثلاث مراتٍ، قال عبد خيرٍ: كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مراتٍ، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء وملأ فمه ماءً فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ثلاث مراتٍ، ثم غسل وجهه ثلاث مراتٍ، ثم غسل يده اليمنى ثلاث مراتٍ إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى ثلاث مراتٍ، ثم أدخَل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء، ثم رفعها بما حملت من الماء، ثم مسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه جميعًا، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، ثم صب على رجله اليمنى فغسلها ثلاث مراتٍ بيده اليسرى، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فملأها، ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى فغسلها ثلاث مراتٍ بيده اليسرى، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فملأها من الماء فشرب منه، ثم قال: هذا طهور نبى الله صلى الله عليه وسلم، فمن أحب أن ينظر إلى طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذا.

287 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا شعبة، عن عمرٍو بن مرة،

= [1056]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 89]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7030]، وفى "الصغير"[2/ رقم 939]، والبزار [791]، وابن أبى شيبة [55]، وابن الجارود [68]، والحسن بن سفيان في "الأربعين"[رقم 15]، والبيهقى [رقم 214]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 29]، وجماعة كثيرة، من طرق عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي به نحوه مطولًا ومختصرًا.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. لكن قد اختلف في إسناده ومتنه على خالد بن علقمة! كما شرحه الدارقطنى في "العلل"[4/ 46، 47، 48، 49، 50، 51، 52، 53]. وتحرير هذا الخلاف هنا: يطول. وطريقه عند المؤلف: مستقيم سندًا ومتنًا.

وراجع: "نصب الراية"[1/ 57]، و"التلخيص"[1/ 85].

287 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [229]، والنسائى [265]، وابن ماجه [594]، والترمذى [146]، وأحمد [1/ 84]، وابن خزيمة [208]، وابن حبان [799]، والحاكم [1/ 253]،=

ص: 304

عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولا يحجبه، أو قال: ولا يحجزه شئٌ عن القرآن إلا الجنابة.

288 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت مسعود بن الحكم يحدث، عن عليٍّ، قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقمنا، وقعد فقعدنا يعنى في الجنازة.

= والطيالسى [101]، والطبرانى في "الأوسط"[7 رقم 6697]، والبزار [706]، وابن أبى شيبة [1078]، والبيهقى في "سننه"[418]، وفى "الشعب"[2/ رقم 2109]، والطحاوى في

"شرح المعانى"[1/ 87]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم/ 59]، وابن الجارود

[رقم/ 94]، وابن المنذر في "الأوسط"[2/ رقم 605]، وجماعة كثيرة، من طرق عن عمرو

بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبى طالب به

قلتُ: مدار هذا الحديث على عبد الله بن سملة المرادى، وقد وثَّقه ابن حبان والعجلى ويعقوب بن شيبة، ومشَّاه ابن عدى أيضًا. لكن قال البخارى:"لا يتابع على حديثه". وقال أبو حاتم: "تعرف وتنكر"، فالظاهر أنه صدوق حسن الحديث.

لكن: ثبت أنه لما كبر وشاخ تغير حفظه وساء، وسمع منه عمرو بن مرة وهو في تلك الحال. فأخرج ابن عدى في "الكامل"[4/ 169]، بإسناد صحيح عن عمرو بن مرة أنه قال:"كان عبد الله بن سلمة يحدّثنا وقد كبر، فكنا نعرف وننكر". ثم أخرج عن شعبة أنه قال: "روى هذا الحديث عبد الله بن سلمة بعد ما كبر".

قلتُ: وهذا نص صريح يقطع قول كل مَنْ قوَّى هذا الحديث أو صححه، وقد وقع في سنده اختلاف أيضًا: ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 248]، ثم رجَّح الوجه الماضى. وهو الصواب. وقد توبع عليه عبد الله بن سلمة بنحوه: تابعه أبو الغريف المرادى كما يأتى عند المؤلف [برقم 365]. وهى متابعة تحتاج إلى متابعة كما سيأتي إيضاحه هناك. ومقام استيفاء علل هذا الحديث، مع ذكر شواهده، واختلاف طرقه والرد على من صححه أو حسنَّه: في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". واللَّه المستعان.

288 -

صحيح: أخرجه مسلم [962]، والنسائى [رقم 2000]،، وابن ماجه [رقم 1544]، والطيالسى [150]، وابن أبى شيبة [11962]، وابن الجارود [529]، والبيهقى [6678]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 448]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[1668]، =

ص: 305

289 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن عبد الله بن يسارٍ، أن عمرو بن حريثٍ عاد الحسن بن علي، فقال له عليٌّ: أتعود حسنًا وفى النفس ما فيها؟ فقال: يا على، إنك لست برب قلبى تصرفه حيت تشاء، قال: أما إن ذلك لا يمنعنى أن أؤدى إليك النصيحة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من مُسْلمٍ يَعودُ مَريضًا إِلا صَلَّى عَلَيْه سبعونَ أَلْفَ مَلَكٍ أَيَّةَ ساعَات النَّهار حتى يُمْسى، وأيَّةَ سَاعَاتِ اللَّيلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ".

= وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 268]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن مسعود بن الحكم عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة. ومسعود بن الحكم من جلة التابعين وكبارهم، كما يقول ابن عبد البر.

وقال الذهبى: "كبير القدر"، ومثله ليس بحاجة إلى توثيق الواقدى الكذاب له، وقد ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وجزم جماعة بأن له رؤية.

وقد توبع عليه المنكدر: تابعه نافع بن جبير، كما مضى في الحديث [رقم 273]، وسيأتى.

289 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 118]، وابن حبان [2985]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكَفارات"[رقم 82]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2541]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 249/ زوائد]، وابن بشران في "أماليه"[1/ رقم 124]، وابن الشجرى في "أماليه"[1/ 488]، وجماعة، من طرق عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن على

ثم ذكره.

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. وابن يسار: مجهول العين والصفة! وقد خولف حماد بن سلمة في إسناده؛ خالفه هشيم فرواه عن يعلى فقال: عن عبد الله بن نافع أن أبا موسى الأشعرى: عاد الحسن بن على

فذكر الحديث عن علي به موقوقًا.

هكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[3/ 269].

وللحديث: طرق أخرى عن علي موقوفًا ومرفوعًا.

ورجَّح الدارقطنى الموقوف؛ لكثرة من رواه على هذا الوجه، وهو الصواب كما شرحناه في غير المكان. وراجع: ما علقناه على هذا الحديث [برقم/ 262].

ص: 306

290 -

حدّثنا أبو خيثمة حدّثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبى: عن على أنه أتى بزان محصن قال: فجلده يوم الخميس قال: ثم رجمه يوم الجمعة قال: فقيل له: جمعت عليه حدين قال: فقال: جلدته بكتاب الله ورجمته بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

291 -

حدّثنا أبو خيثمة حدّثنا عبيد الله بن موسى حدّثنا الأعمش عن عدى بن ثابت عن زر بن حبيش: عن علي قال: والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى "أنَّهُ لا يُحَبِّكُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلا يُبْغِضُك إِلَّا مُنَافِقٌ".

290 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 116]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 123]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1979]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 329]، وجماعة، من طرق عن هشيم عن إسماعيل بن سالم - وقُرِن معه حصين عند جماعة - عن الشعبى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة، وإسماعيل ثقة مشهور، وقد تابعه جماعة كما يأتى، والشعبى: هو عامر بن شراحيل الإمام الحجة. وقد اختلف في سماعه من على، فنفاه جمهور الحدثين مطلقًا! وهو الصواب؛ لكن استثنى الدارقطنى هذا الحديث فقط، كما في "علله"[4/ 96]، وهو كما قال الدارقطنى. وقد صرح الشعبى بسماعه هذا الأثر من على عند الحاكم [4/ 405]، بإسناد صحيح إليه. وقد رواه جماعة عن الشعبى به: منهم: سلمة بن كهيل من طريق شعبة عنه عند البخارى [6427]، والمروزى في "السنة"[رقم 356]، وأحمد [1/ 141]، والنسائى في "الكبرى"[7140]، وأبى نعيم في "الحلية"[4/ 329]، وأبى القاسم البغوى في الجعديات [423]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 34]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[22/ 117].

وقد اختلف في سنده على شعبة! كما شرحه الدارقطنى في "العلل"[4/ 96]، ثم رجَّح الوجه الماضى. ورواه أيضًا عن الشعبى: مجالد بن سعيد وحصين بن عبد الرحمن وأشعث بن سوار والأجلح، وجابر بن زيد، وسليمان الشيبانى، وابن أبى خالد وغيرهم.

291 -

صحيح: أخرجه مسلم [78]، والترمذى [3736]، والنسائى [5022]، وابن ماجه [114]، وابن حبان [6924]، والبزار [560]، وابن أبى شيبة [32064]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 185]، والحميدى [58]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1325/ ظلال]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 271]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 261]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن عدى بن ثابت عن زرِّ بن حبيش عن علي به نحوه. =

ص: 307

292 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا نعيم بن حكيمٍ، عن أبى مريم، قال: حدّثنا عليٌّ، قال: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلًا حتى أتينا الكعبة، فقال لى:"اجْلِسْ"، فجلست، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبى ثم نهضت به، فلما رأى ضعفى تحته، قال: اجلس، فجلست، فنزل رسول الله وجلس لى، فقال:"اصْعَدْ إِلَى مَنْكِبَيَّ"، ثم صعدت عليه، ثم نهض بى حتى إنه ليخيل إلى أنى لو شئت نلت أفق السماء، وصعدت على البيت، فأتيت صنم قريشٍ، وهو تمثال رجلٍ من صفرٍ، أو نحاسٍ، فلم أزل أعالجه يمينًا وشمالًا، وبين يديه وخلفه حتى استمكنت منه، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"هِيهِ هِيه" وأنا أعالجه، فقال لى:"اقْذِفْهُ" فقذفته، فتكسر كما تكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقنا نسعى حتى استترنا بالبيوت خشية أن يعلم بنا أحد، فلم يرفع عليها بعد.

= قلتُ: وهذا إسناد كوفى كأن عليه من شمس الضحى نورًا! وقد صرح الأعمش بالسماع عند الحميدى وغيره. وقد اختلف في إسناده عليه: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 204]، ثم رجَّح رواية من رواه عنه على الوجه الماضى.

وقد توبع عليه: تابعه شعبة عند أبى نعيم في "الحلية"[4/ 185]، وغيره، وتابعه أيضًا: سالم بن أبى حفصة وكثير النوَّاء كما قاله أبو نعيم الحافظ.

292 -

منكر: أخرجه أحمد [1/ 84]، وابنه عبد الله في "زوائد المسند"[1/ 151]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف/ للزيلعى"[2/ 288]، والحاكم [2/ 398]، و [3/ 6]، والبزار [رقم/ 769]، وابن أبى شيبة [رقم/ 36907]، والنسائى في "الكبرى"[8507]، وفى "خصائص على"[رقم 122].

والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 236، 238/ مسند على]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 200]، والضياء في "المختارة"[2/ 331]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 302]، وجماعة، من طرق عن نعيم بن حكيم عن أبى مريم الثقفى عن علي به نحوه. وهو عند الأكثرين في سياق أتم.

قال البزار: "هَذَا الحدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى بهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا عَنْ عَليِّ بْن أبى طَالِبٍ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بهَذَا الإِسْنَادِ". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبى قائلًا: "إسناده نظيف والمتن منكر". =

ص: 308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: ومداره على أبى مريم الثقفى، وهو قيس المدائنى، روى عنه نعيم بن حكيم، وأخوه عبد الملك، وذكره ابن حبان في "الثقات". لكن يقول عنه الدارقطنى:"أْبو مريم الثقفى عن عمار، مجهولٌ متروك"! نقله عنه البرقانى في "سؤالاته"[ص/ 75]. وهذا أولى من توثيق ابن حبان كما ترى! وقد رأيت الذهبى قد قال عنه في جزئه في "طرق حديث: من كنت مولاه فعلىٌ مولاه": "وأبو مريم: يجهل حاله"! وكذا جهَّله الحافظ في "التقريب" أيضًا. وقد كان أبو مريم هذا: ينفرد بمناكير لا يتابع عليها، ولا يأتى بها سواه! ومن تلك المناكير: هذا الحديث، والحديث الآتى [برقم/ 294]. ويبقى أن المزى - وتبعه الذهبى - قد نقلا عن النسائي أنه قال في "التمييز":"قيس أبو مريم الحنفى ثقة"، فتعقبه الحافظ في "التهذيب"[12/ 232]، بكونه وهم في قوله "الحنفى". وإنما هو الثقفى. ثم قال الحافظ:"على أن النسخة التى وقفتُ عليها من كتاب "الكنى" للنسائى؛ إنما فيها: "أبو مريم قيس الثقفى".

قلتُ: المشهور بأبى مريم من تلك الطبقة رجلان:

أولهما: أبو مريم إياس بن ضبيح الحنفى، روى عن عمر وعثمان وغيرهما، وعنه ابن سيرين وجماعة، وهو أول قاضٍ كان بالبصرة، وقد وثقه الدارقطنى وغيره.

والثانى: أبو مريم قيس المدائنى، وهو شيخ يروى عن علي وعمار، وعنه نعيم بن حكيم، وأخوه عبد الملك وغيرهما، وقال عنه الدارقطنى:"مجهول متروك". هكذا فرق بينهما الإمام أحمد وجماعة من النقاد، وقد وهم من خلط بينهما. وصاحب هذا الحديث هنا: هو الثاني، أبو مريم قيس الثقفى المدائنى.

وقد عرفتَ ما فيه. فقول النسائي عنه في "التمييز": "الحنفى"! وهم كما قاله الحافظ، والأظهر عندى: أن ذلك الوهم ليس من النسائي نفسه، بل هو ممن دونه. وأما توثيقه له! فهو معارض بقول الدارقطنى الماضى! وهو أرجح وأولى. ثم بدا لى احتمال: أن يكون "أبو مريم" الذي وثقه النسائي في "التمييز": هو "أبو مريم الحنفى"، لكن أخطأ النسائي في تسميته فقال:"قيس"! وإنما هو: "إياس بن ضبيح".

وأما قول الذهبى عن أبى مريم الثقفى في "الكاشف": "ثقة"! فتساهل عُرِف به في هذا الكتاب خاصة! وقد مضى أنه قال عن الثقفى مرة أخرى: "يجهل حاله"، فلعله تراجع عن توثيقه. أو كأنه اختلط عليه أبو مريم الثقفى بأبى مريم الحنفى. =

ص: 309

293 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا شيبان، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن حُبْشىٍ، عن عليٍّ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، تبعثنى إلى قومٍ شيوخٍ ذوى أسنانٍ، وإنى أخشى أن لا أصيب، قال:"إِنَّ الله سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَيهْدِى قَلْبَكَ".

= وأما قول الهيثمى في "المجمع"[6/ 23]، عن هذا الحديث:"رواه أحمد وابنه وأبو يعلى والبزار، ورجال الجميع ثقات"! فهو دارج في جملة مسايرته لابن حبان في كل من يذكره في "ثقاته" ولو كان عند غيره مجهولا متروكًا! كأبى مريم الثقفى هذا! فقد جهَّله وتركه الدارقطنى كما مضى. ونعيم بن حكيم: شيخ مختلف فيه! والتحقيق: أنه صدوق متماسك، لكن قال عنه أبو الفتح الأزدى:"أحاديثه مناكير". وفى متن الحديث نكارة كما قال الذهبى. فالحاصل: أن الحديث معلول بتفرد نعيم وشيخه بإسناده مع نكارة متنه. وقد غمز شيخ الإسلام في صحة هذا الحديث! كما تراه في "منهاج السنة"[37/] له. ثم رأيتُ إسحاق بن راهويه قد قال في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"[رقم/ 4224/ طبعة العاصمة]-: "أنْبَأنَا شبابة بن سوار المدائنى، حَدَّثَنَا نعيم بن حكيم، أنْبَأنَا أبو مريم أنه حدثه، عن علي بن أبى طالب قال: كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التى حول الكعبة، فنأتى العذرات لنأخذ حريراق - كذا - بأيدينا، فننطلق به إلى أصنام قريش فنلطخها، فيصبحون فيقولون: من فعل هذا بآلهتنا؟ فينطلقون إليها ويغسلونها باللبن والماء". قلتُ: وهذا السياق هو الأشبه.

293 -

قوى لغيره: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8422]، وفى "خصائص على"[رقم 37]، والدارقطنى في "العلل"[4/ 168]، وغيرهم، من طريقين عن شيبان عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن حبشى عن علي به نحوه.

قلتُ: هكذا رواه معاوية بن هشام القصار وعبيد الله بن موسى عن شيبان. واختلف في إسناده على عبيد الله. فرواه عنه: زهير بن حرب وجعفر بن محمد بن فضيل على الوجه الماضى. وخالفهما محمد بن سعد الكاتب، فرواه عنه فقال: عن شيبان عن أبى إسحاق عن عمرو بن حبشى عن حارثة بن مضرب عن علي به

فزاد فيه "حارثة بن مضرب". هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[2/ 337]. وخالفهم محمد بن إشكاب فرواه عن عبيد الله فقال: عن سفيان الثورى عن أبى إسحاق عن عمرو بن حبشى عن علي به

هكذا أخرجه الآجرى في "الشريعة"[رقم 1512]، والدارقطنى في "العلل"[4/ 168]. =

ص: 310

294 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا نعيم بن حكيمٍ، عن أبى مريم، عن عليٍّ، أن امرأة الوليد بن عقبة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكى الوليد أنه يضربها، فقال لها:"ارْجِعِى فَقُولِى لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَارَنِى"، قال: فانطلقت فمكثت ساعةً ثم جاءت، فقالت: يا رسول الله، ما أقلع عنى، قال: فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم هدبةً من ثوبه فأعطاها، فقال: "قُولِى: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَارَنِى، هَذِهِ هُدْبَةٌ مِنْ

= وخالفه إبراهيم بن هانئ فرواه عن عبيد الله فقال: عن سفيان أو شيبان! هكذا بالشك ذكره الدارقطنى. ثم جاء يوسف بن موسى ورواه عن عبيد الله فقال: عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي به

هكذا أخرجه البزار [721]. وتابعه إسحاق الكوسج: عند الآجرى في "الشريعة"[رقم 1511]. وتابعه: ابن سعد في "الطبقات"[2/ 337]. ثلاثتهم: رووه عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل على هذا الوجه. وتوبع عليه عبيد الله بن موسى هكذا: تابعه: يحيى بن آدم عند النسائي في "الكبرى"[8421]، وفى الخصائص [رقم 36]، وعند أحمد أيضًا [1/ 88]. وأرى أن هذا الاضطراب في سنده: هو من أبى إسحاق السبيعى نفسه، فهو قد تغير حفظه أخيرًا إن لم يكن اختلط.

نعم: روى عنه الثورى في الاختلاط، لكن رواية الثورى مخدوشة كما مضى. فبعضهم: رواه عن عبيد الله بن موسى عن الثورى به. وبعضهم: رواه عن عبيد الله عن شيبان أو الثورى به

والمحفوظ: هو ذكر شيبان فيه كما مضى من غير طريق عنه. ثم أتى عمرو بن ثابت البكرى وخالف الكُل، ورواه عن أبى إسحاق فقال: عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي به

هكذا أخرجه البزار [711]. وعمرو: رافضى خبيث فلا حب ولا كرامة، وللحديث: طرق أخرى عن علي به

ولا يصح منها شئ، لكن يقوى بعضها بعضًا إن شاء الله. وسيأتى بعضها عند المؤلف:[برقم/ 316]. والله المستعان.

294 -

منكر: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 152]، والبخارى في كتاب "رفع اليدين"[رقم 92]، والبزار [رقم/ 768]، والضياء في "المختارة"[2/ 332]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 114]، ومن طريقه ابن عساكر [63/ 233]، وغيرهم، من طرق عن نعيم بن حكيم عن أبى مريم عن علي به

=

ص: 311

ثَوْبِهِ"، فمكثت ساعةً، ثم إنها رجعت، فقالت: يا رسول الله، ما زادنى إلا ضربًا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: "اللَّهمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا".

295 -

حدّثنا محمد بن عبد الله بن عمارٍ، حدّثنا المعافى بن عمران، عن مختار التمار، عن أبى مطرٍ البصرى، قال: كنت مع علي، فانتهينا إلى سوق الكبير فتوسم شيخًا منهم، فقال: يا شيخ، أحسن بيعتى في قميصٍ بثلاثة دراهم، قال: نعم، يا أمير المؤمنين، فلما عرفه لم يشتر منه شيئًا، وأتى غلامًا حدثًا فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم فلبسه من الرصغين إلى الكعبين، يقول في لباسه:"الحْمْدُ للَّه الذِى رَزَقَنِى مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ في النّاسِ وَأوارِى بِهِ عَوْرَتِى"، فقال المسلمون: شيئًا تحدثه عن نفسك، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك: إذا لبس ثوبًا.

= قلتُ: وهذا إسناد منكر. ونعيم بن حكيم صدوق متماسك، لكنه يروى مناكير. وأبو مريم: هو قيس الثقفى، وعنه يقول الدارقطنى:"مجهول متروك"! كما في "سؤالات البرقانى" له [ص/ 75]. وكذا جهَله الذهبى - مرة - والحافظ في "التقريب". وقد وهم من خلط بينه وبين: "أبى مريم الحنفى إياس بن ضبيح"، فذا ثقة مشهور. وقد أشرنا إلى حال الرجلين: في الحديث قبل الماضى [برقم/ 292]، فراجع ما سطرناه هناك.

وقد رأيتُ البوصيرى قال في "إتحاف الخيرة"[4/ 93]: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ"! ولم يفعل شيئًا.

295 -

ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد في المسند [1/ 157]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1215]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 157]،، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم 1214]، وعبد بن حميد في "المسند"[رقم/ 96/ المنتخب].

والطبرانى في "الدعاء"[رقم 395]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 712]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 485]، وغيرهم، من طرق عن المختار بن نافع التمار عن أبى مطر البصرى به نحوه مختصرًا ومطولًا

قلتُ: وهذا إسناد منكر.

والمختار: يقول عنه أبو زرعة: "واهى الحديث" وقال البخارى والنسائى وأبو حاتم والساجى: "منكر الحديث" وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا؛ كان يأتى بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك

". =

ص: 312

296 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمى، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: ما عندنا إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إِنَّ المْدِينَةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ أَوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمْلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، وَقَالَ: ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمْلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمْلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ الله مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلًا".

= قلتُ: وضعفه سائر النقاد. لكن يقول العجلى في ثقاته [2/ 267]،:"كوفى ثقة" كذا قال! وما أنصت له أحد، وأبو مطر المصرى: شيخ مجهول لا يعرف، كما قاله أبو حاتم الرازى.

وقد تركه حفص بن غياث أيضًا. راجع "الجرح والتعديل"[9/ 445]. وبه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 207].

وقد توبع عليه المختار: تابعه معمر بن زياد عند الطبراني في "الدعاء"[رقم 394]، من طريق عارم عن رجاء أبى يحيى صاحب السقط عن معمر بن زياد به

قال الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 128]: "وأبو يحيى فيه ضعف، وشيخه ما عرفتُ حاله".

قلتُ: أبو يحيى من رجال "التهذيب" وقد ضعفوه سوى ابن حبان، وفى الباب: عن عمر بن الخطاب عند الترمذى [3560]، وابن ماجه [3557]، وجماعة.

وفى سنده لين، وعن أبى أمامة: عند جماعة بإسناد تالف، وعن أنس بن مالك: عند جماعة بإسناد صالح، وسيأتى [برقم/ 1488]. وعن ابن أبى ليلى مرسلًا: عند ابن أبى شيبة [25088]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 460]، وسنده ضعيف مع إرساله، ولا يصح في هذا الباب شئ سوى حديث أنس المشار إليه.

ولفظ رواية أنس: "من لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة، غُفر له ما تقدم من ذنبه".

والحديث هنا: ضعيف بهذا اللفظ.

296 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 263].

ص: 313

297 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن علي بن أبى طالبٍ، أنه نهى أن يقرأ الرجل القرآن وهو راكعٌ، وقال:"إِذَا رَكَعْتُمْ فَعظَّمُوا اللهُ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا الله، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُم".

298 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزرى، عن مجاهدٍ، عن ابن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال:"أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه، وأن أقسم جلودها، وجلالها، وأمرنى أن لا أعطى الجزار منها شيئًا، نحن نعطيه من عندنا".

299 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، يبلغ به، قال:"قَدْ عفوت لَكُمْ عَنْ صَدقَةِ الخْيْلِ وَالرقيقِ".

297 - قوى لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 155]، والبزار [697]، وابن أبى شيبة [2560]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 233]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 610]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 243]، والمؤلف أيضًا [416، 421]، وجماعة، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق أبى شيبة الواسطى عن النعمان بن سعد عن علي به نحوه

قال البزار: "لا نعلم يروى هذا الكلام عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلتُ: وهذا إسناد مُتدهْور، وأبو شيبة: ضعفه النقاد بخط عريض، وهو إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، وشيخه النعمان: مجهول لا يعرف له حال، وقد انفرد عنه أبو شيبة بالرواية. قال الحافظ في "التهذيب" [10/ 453]:"والراوى عنه ضعيف؛ فلا يحتج بخبره.".

قلتُ: وهو كما قال. وأبو شيبة هو ابن أخته، والعِرق دسَّاس فلْيوثقه ابن حبان ما شاء، والاضطراب في وقفه ورفعه: هو من أبى شيبة أو خاله النعمان. لكن للحديث شاهد ثابت عن ابن عباس سيأتي [برقم 417، 2387]. ولجملة النهى عن القراءة في الركوع طريق آخر عن على مرفوعًا قد مضى [برقم 276]، وسيأتى.

298 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم/ 269]، بأقلَّ مِنْ متنه هنا.

299 -

صحيح لغيره: أخرجه ابن ماجه [1790]، وأحمد [1/ 146]، والطيالسى [124]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6404]، والبزار [840]، وابن أبى شيبة [14140]، وعبد بن حميد في "مسنده"[65/ المنتخب]، والحميدى [54]، والبيهقى [7199]، والطحاوى =

ص: 314

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "شرح المعانى"[2/ 28]، وخيثمة في "حديثه"[ص 189]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم/ 1208]، وأبو عبيد في "الأموال"[رقم 985]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 1476]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 214]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 141]، وجماعة كثيرة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث الأعور عن علي به نحوه. وهو عند جماعة في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. والحارث الأعور: تابعى فقيه ضعيف؛ نقموا عليه تشيعه؛ ومن كذَّبه فذلك لشئ غير الحديث! وقد وثقه ابن معين - في رواية - وأحمد بن صالح، وأثنى عليه جماعة. وضعفه سائر النقاد. والصواب في شأنه: أنه شيخ ضعيف لا يحتج بحديثه، وليس بالواهى، بل يكتب حديثه وينْظر فيه. وقد اختلف على أبى إسحاق في سنده. فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم آخرون فرووه عنه فقالوا: عن عاصم بن ضمرة عن علي به مرفوعًا. فأبدلوا "الحارث الأعور" بـ: "عاصم بن ضمرة"! هكذا أخرجه أبو داود [1574]، والنسائى [2477]، والترمذى [620]، وجماعة كثيرة، من طرق عن أبى إسحاق عن عاصم عن علي به

قال الترمذى في "سننه"[3/ 16]، بعد أن ذكر هذا الاختلاف:"وسألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فقال: كلاهما - يعنى الوجهين الماضيين - عندى صحيح عن أبى إسحاق؛ يحتمل أن يكون روى عنهما جميعًا".

قلتُ: ومثله قال الدارقطنى في "العلل"[3/ 159]. وهو الصواب إن شاء الله. لكن اختلف على أبى إسحاق في رفعه ووقفه من الوجهين جميعًا! فرواه أكثرهم عنه على الوجهين مرفوعًا به

ورواه جماعه آخرون: عن أبى إسحاق على الوجهين - أيضًا - فوقفوه على على به. ذكره أبو داود في "سننه"[1/ 494]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[3/ 130]، وأشار إليه الترمذى. ونقل الحافظ في "التلخيص"[2/ 173]، عن الدارقطنى أنه قال:"الصواب وقفه".

قلتُ: وهذا لم أجده في "علله"[3/ 156، 157، 158، 159، 160]. والأشبه: أن الوقف والرفع كلاهما محفوظان من حديث أبى إسحاق. على أن الوقف لا ينافى الرفع، كما شرحناه في غير هذا المكان، لا سيما والرافعون له ثقات. وقد حسنه الحافظ في "الفتح"[3/ 327]، من طريق عاصم بن ضمرة عن علي به

وهذا إسناد صالح حقًا. ولسياق المؤلف: شاهد في "الصحيحين" من حديث أبى هريرة.

ص: 315

300 -

وبه، عن عليٍّ، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: قضى بالدين قبل الوصية، قال: وأنتم تقرؤون الوصية قبل الدين.

300 - ضعيف: أخرجه البخارى [3/ 1010]، معلقًا، ووصله الترمذى [2094]، وابن ماجه [2715]، وأحمد [1/ 79]، والحاكم [4/ 373]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 86]، والطيالسى [179]،، والبزار [839]، وعبد الرزاق [19003]، وابن أبى شيبة [29054]، والبيهقى [12108]، والحميدى [56]، وابن الجارود [950]، وابن المبارك في مسنده [رقم 165]، والمروزى في "السنة"[رقم 265]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5156]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به نحوه. وهو عند جماعة في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. قال الترمذى: "هذا لا نعرفه إلا من حديث أبى إسحاق عن الحارث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث". وتعقبه ابن كثير في تفسيره [1/ 607]، فقال:"قلتُ: لكن كان - يعنى الحارث - حافظًا للفرائض معتنيًا بها وبالحساب .. ".

قلتُ: وهو كذلك؛ غير أن هذه الصفات لا تكسب صاحبها الضبط والإتقان في الرواية. وفى الفقهاء جماعة كبار ضعَّفهم النقاد لسوء حفظهم، وقلة ضبطهم، مع الاعتراف لهم بالتفقه في الآثار، والسعة في العلم. والحارث من هذا الضرب، وقد انفرد بهذا الحديث عن أبى إسحاق، وقد تواترت كلمات نقاد الصنَّعة على تضعيف هذا الحديث؛ لتفرد الحارث به.

فقال البيهقى: "امتناع أهل الحديث عن إثبات هذا لتفرد الحارث الأعور بروايته عن علي رضى الله عنه، والحارث لا يحتج بخبره لطعن الحفاظ فيه".

فإن قيل: قد تابعه عاصم بن ضمرة عند الدارقطنى في "سننه"[4/ 97]، والبيهقى في "سننه"[12343]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 190]، والخطيب في الموضح [2/ 88]، فماذا تقولون؟!

قلنا: هذه متابعة لا يفرح بها إلا من لا يدرى ما وراء الأكمة، والذى رواه عن أبى إسحاق هكذا، هو يحيى بن أبى أنيسة الذي كذبه أخوه زيدٌ بخط عريض، وضعفه جمهرة النقاد وأسقطه آخرون؛ فكيف وقد خالفه الحفاظ الذين رووه عن أبى إسحاق على الوجه الأول؟!

والحديث: وإن ضعف جماعة إسناده؛ إلا أنهم صححوا متنه؛ لكون الإجماع قد انعقد على وفْق ما رواه الحارث! فقال الحافظ في "الفتح"[5/ 377]، بعد أن عزى الحديث للترمذى =

ص: 316

301 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سفيان، عن أبى سعدٍ، عن نصر بن عاصمٍ، عن علي، قال: كان المجوس لهم كتابٌ يقرءونه، وعلمٌ يدرسونه، فزنى إمامهم، فأرادوا أن

= وغيره: "وهو إسناد ضعيف، لكن قال الترمذى: إن العمل عليه عند أهل العلم، وكأن البخارى اعتمد عليه؛ لاعتضاده بالاتفاق على مقتضاه، وإلا فلم تجر عادته أن يورد الضعيف في مقام الاحتجاج به".

وهذه الطريقة في تصحيح الأخبار الضعاف: لسنا نرضاها ولا نشتغل بها! وقد تسلَّط بها جماعة على تصحيح جملة من الأحاديث التى لم تثبت أصلًا؛ اتكالًا على دعوى أن الإجماع منعقد على القول بمضمونها ولسنا نشاححهم في صحة المعنى، وإنما نخالفهم في تصحيح الأخبار الضعيفات جملة بدعوى الإجماع هذه! مع أنك ترى: أن أكثر هذه الإجماعات إنما هي من قبيل المنخنقة والموقوذة والمتردية! وأنَّى يصح بمثلها ما رواه أغمار الضعفاء وسُذَّج النقلة؟! وقد قضينا على جميع الشبهات في هذا المقام في رسالتنا: "طَرْقُ الأسماع بإبطال دعوى حُجية الإجماع".

ثم إن الإجماع المزعوم هنا: إن صح؛ فمأخذه من القرآن كما قال جماعة من الأئمة والمحققين.

وقد رأيتُ الحافظ في "الفتح"[5/ 378]، قد استثنى من هذا الإجماع صورة واحدة انتصر لها بعض الشافعية. فقال هناك:"ولم يختلف العلماء في أن الدين يقدم على الوصية إلا في صورة واحدة! وهى: ما لو أوصى لشخص بألف مثلًا وصدقه الوارث وحكم به، ثم ادعى آخر أن له في ذمة الميت دينًا يستغرق موجوده، وصدقه الوارث، ففى وجه للشافعية تُقدم الوصية على الدين في هذه الصورة الخاصة". فكيف يستقيم الإجماع هنا مع ذاك الخلاف؟!.

وللحديث: طريق آخر عن علي به

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[38/ 351]، من طريق أبى الدنيا الأشج عنه به. ولكن ما قيمة هذا، وأبو الدنيا إنسان ساقط كذاب لا يدرى ما يقول؟! راجع ترجمته من "اللسان"[4/ 135]. وكذا للحديث شاهد عن ابن عمر بإسناد ساقط، وذكر له الإمام الألبانى في "الإرواء" [6/ 109]: شاهدًا من حديث سعد بن الأطول.

ثم قوَّى به حديث الحارث! وفى ذلك نظر ذكرناه في "غرس الأشجار". وحديث سعد بن الأطول: سيأتي تخريجه [برقم/ 1510]. فالله المستعان.

301 -

ضعيف: أخرجه الشافعي [817]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 123]، ومحمد بن يحيى العدنى في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[رقم 2107]، ومن طريقه البيهقى في =

ص: 317

يقيموا عليه الحد، فقال لهم: أليس آدم كان زوج بنيه من بناته؟ فلم يقيموا عليه الحد، فَرُفِعَ الكتابُ وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من المجوس الجزية وأبو بكرٍ، وأنا.

= "سننه"[18430]، وفى "المعرفة"[رقم 5732]، وعبد الرزاق [10029]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 353]، وغيرهم، من طريق سفيان بن عيينة عن أبى سعد البقال عن نصر بن عاصم الليثى عن علي به نحوه

قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقى في "المعرفة": "حديث نصر بن عاصم عن علي متصل .. ".

لكن أعلَّه الحافظ في "التلخيص"[3/ 175]، بأبى سعد البقال. فقال:"وقد ضعفه البخارى وغيره، وقال يحيى القطان: لا أستحل الرواية عنه".

قلتُ: فإذا كان هذا حاله عند الحافظ فكيف به يحسِّن إسناده في "الفتح"[6/ 261]؟! وهو الذي يقول عنه في "التقريب": "ضعيف مدلس" فكأنه نسى كل هذا، والبقال: إلى الترك أقرب منه إلى الضعف.

وقد خولف ابن عيينة في إسناده؛ خالفه الفضل بن موسى ومحمد بن فضيل، فروياه عن أبى سعد البقال فقالا: عن عيسى بن عاصم عن علي به. هكذا ذكره البيهقى في المعرفة [رقم/ 5732]، ثم نقل في كتابه "السنن"[9/ 189]، وفى "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"[ص/ 20]، وفى "المعرفة" أيضًا عن ابن خزيمة أنه قال:"توهمتُ أن الشافعي - وقد رواه عن ابن عيينة رحمه الله أخطأ في حديث ابن عيينة، فرأيتُ الحميدى تابعه في ذلك؛ فعلمتُ أن الخطأ من ابن عيينة".

قلتُ: قد تابعه أيضًا عبد الرزاق عن ابن عيينة به

لكن: إلصاق الخطأ بأبى سعد البقال أولى به من ابن عيينة، والبقال: كثير الاضطراب في أسانيد الأخبار، معروف بذلك. وعيسى بن عاصم: هو الأسدى. قال الحافظ في "التلخيص"[3/ 175]: "وهو لم يلق عليًا ولم يسمع منه، وممن دونه كابن عباس وابن عمر .. ".

قلتُ: وهو كما قال، ونصر بن عاصم في الوجه الأول: لم أجد من نصَّ على سماعه من على. وهو ثقة مشهور. ثم قال الحافظ: "نعم: له شاهد يعتضد به: أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" عن الحسن الأشيب عن يعقوب القمى عن جعفر بن أبى المغيرة عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال على: "كان المجوس أهل كتاب، وكانوا متمسكين به

فذكر القصة. وهذا إسناد حسن". =

ص: 318

302 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا زهير بن معاوية، حدثنى أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب: عن علي أنه قال: كنا إذا احمر البأس ولقى القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أقرب إلى القوم منه.

= قلتُ: ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الثَّعْلَبِيّ في "تَفْسِيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف/ للزيلعى"[4/ 183]، وابن حزم في "المحلى"[9/ 448]، وسنده معلول! كما شرحناه في "غرس الأشجار".

302 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 156]، والحارث [2/ رقم 938/ زوئد]، وابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 154]، والحاكم [2/ 155]، والنسائى في "الكبرى"[8639]، والطيالسى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[2561]، والبيهقى في "الدلائل"[3/ رقم 1121]، أبو الشيخ في أخلاق النبي [رقم 99]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 13]، وجماعة من طرق عن زهير بن معاوية عن أبى إسحاق السبيعى عن حارثة بن مضرب عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد معلول. وأبو إسحاق: ثقة إمام لكنه تغير حفظه بآخرة، ورماه بعضهم بالاختلاط، وأنكر ذلك الذهبى. وزهير بن معاوية: ممن سمع من أبى إسحاق أخيرًا، كما قاله أبو حاتم وغيره. لكنه لم ينفرد به: بل تابعه إسرائيل عند أحمد [1/ 126]، والمؤلف [412]، والبزار [723]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 23]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 14]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 23]، وأبى الشيخ في "أخلاق النبي"[رقم 98]، وغيرهم. وإسرائيل: ثقة حجة لكن تكلم بعضهم في سماعه من أبى إسحاق كأحمد وغيره. وقد اعتمد الشيخان روايته عن أبى إسحاق. وقد مدحه جماعة وثبتوه في جده، حتى قال أبو حاتم. "ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبى إسحاق". واشتهر إسرائيل بروايته عن جده، واهتمامه بحديثه، مع كثرة ملازمته له حتى لقبوه بـ"قائد جده". ثم رأيتُ الثورى: قد تابعه عليه عند ابن أبى عاصم في الجهاد [2/ رقم 251]، من طريق ابن أبى شيبة عن وكيع عن سفيان عن أبى إسحاق بإسناده به

والذى رواه ابن أبى شيبة في "المصنف"[32614]، و [36666]، من طريق وكيع، إنما هو عن إسرائيل دون سفيان. فإن كان هذا محفوظًا - فالثورى حجة في أبى إسحاق باتفاقهم؛ فالإسناد قوى. =

ص: 319

303 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يحيى، عن فطرٍ، عن منذرٍ أبى يعلى، عن محمد ابن الحنفية، عن عليٍّ، أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إن ولد له بعده ولدٌ أيسميه باسمه، ويكنيه بكنيته؟ قال: فكانت رخصةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان اسمه محمدٌ، وكنيته أبو القاسم.

= وأبو إسحاق: وإن كان عريقًا في التدليس إلا أنه صرح بسماعه من حارثة عند الطيالسى من رواية زهير عنه. وقد رأيتُ: العراقى قد صحح سنده في "تخريج الإحياء"[1/ 681]. وقبله قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

303 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 95]، والترمذى [2843]، وأبو داود [4967]، والحاكم [4/ 309]، والبخارى في "الأدب المفرد"[843]، وفى "تاريخه"[1/ 182]، وابن أبى شيبة [25914]، والبيهقى [19112]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 335]، وابن راهويه [1274]، وابن سعد في "الطبقات"[5/ 91]، والدولابى في "الكنى"[1/ رقم 29]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 42]، وجماعة، من طرق عن فطر بن خليفة عن منذر عن ابن الحنفية عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. ومنذر: هو ابن يعلى الثورى وثقوه. وفطر: شيخ ثقة يتشيع، وقد حمل عليه بعضهم لغلوه في التشيع، فقال أحمد:"هو خشبى مفرط" وقال الجوزجانى: "زائغ غير ثقة". وقال الدارقطنى: "فطر زائغ". وقال أبو بكر ابن عياش: "ما تركتُ الرواية عنه إلا لسوء مذهبه".

قلتُ: وهذا إن ثبت عنه فهو ساقط العدالة. نعم: ليس بمجرد التشيع يذم صاحبه؛ اللَّهم إلا إذا اقترن ذلك بالطعن في أحد الصحابة، وهذا لم أجده عن فطر بعد التتبع.

فإن قيل: قد أخرج ابن أبى خيثمة في "تاريخه" عن قطبة بن العلاء أنه قال: "تركتُ فطرًا؛ لأنه يروى أحاديث فيها إزراء على عثمان". وهذا صريح جدًّا.

فالجواب: أن قطبة قد ضعفه النقاد حتى تركه بعضهم؛ فدعه يترك مَنْ يشاء ويأخذ عمن يشاء، ثم ما هي تلك الأحاديث التى فيها إزراء على عثمان؟! فهلا ذكر لنا قطبة واحدًا حتى نعرف صحة دعواه، أو سوء فهمه وحَمْله على فطر الذي هو فوقه في كل شئ، وأكثر نقاد المحدثين: كانوا شديدى الحمل على كل شيعى في الغالب لما اقترفه الرافضة من صنوف الكذب والعدوان! وقد خولف فطر في إسناده. خالفه الربيع بن المنذر الحورى فرواه عن أبيه عن علي به

=

ص: 320

304 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يحيى، عن ابن عجلان، قال: حدثنى إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن عليٍّ، قال:"نهانى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن حاتمٍ الذهبِ، وعن القراءةِ في الركوعِ، وعن القَسِيِّ والمعصفر".

= ولم يذكر فيه محمد ابن الحنفية هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[5/ 91]، من طريق محمد بن الصلت وخالد بن مخلد عن الربيع به

وهذا إسناد صحيح إلى الربيع. وهو صدوق لا بأس به. لكن رواية فطر: أرجح؛ لما فيها من الزيادة. ثم وجدتُ الحاكم قد أخرجه في معرفة علوم الحديث [ص/ 259]، من طريق محمد بن الصلت عن الربيع به .... إلا أن الربيع قد شك فيه عن أبيه فقال:"أظنه عن ابن الحنفية ..... ".

قلتُ: فكأنه كان يرويه على الجادة ثم نسى بعد، وقد توبع منذر الثورى: تابعه محمد بن نشر - بالنون - الهمدانى وغيره.

304 -

صحيح: أخرجه مسلم [480]، والنسائى [5267]، وأحمد [1/ 81]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 113]، والبزار [457]، والدارقطنى في "العلل"[3/ 87]، وجماعة من طرق عن ابن عجلان عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عن علي به نحوه ..

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. وقد توبع عليه ابن عجلان: تابعه الضحاك بن عثمان عند مسلم [480]، والنسائى [5173]، وجماعة. وتابعهما: داود بن قيس عند النسائي [5172]، والبزار [459]، والبيهقى في "الشعب"[6331]، وأبى نعيم في "الحلية"[9/ 22]، والمؤلف [329]، وجماعة. وقد اختلف في إسناده على داود، كما شرحه الدارقطنى في "العلل" [3/ 49]. وتابعهم أيضًا: عبد الحكم بن عبد الله بن أبى فروة

كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 78]. أربعتهم: كلهم رووه عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين على الوجه الماضى.

وخالفهم جماعة كثيرة، رووه عن إبراهيم عن أبيه عن علي به - ولم يذكروا فيه ابن عباس؛ منهم: ابن شهاب، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وقد مضت رواية محمد بن عمرو عند المؤلف:[برقم/ 276]. وإسحاق بن أبى بكر ومحمد بن إسحاق: وستأتى روايته [برقم 329]. ويزيد بن أبى حبيب، والحارث بن أبى ذباب، وزيد بن أسلم، وجماعة، كلهم رووه عن إبراهيم فلم يذكروا ابن عباس فيه، والأشبه عندى: أن الوجهين محفوظان - ولا مانع من أن يكون عبد الله بن حنين قد سمعه تارة من ابن عباس عن علي، ثم قابل عليًا فحدثه به

وهو قد سمع منهما جميعًا، وهذا أولى من توهيم الثقات إن شاء الله. =

ص: 321

305 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي، قال: لم يكن فينا فارس يوم بدر إلا المقداد.

306 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يحيى، عن ابن أبى ذئب، عن ابن أبى ليلى، حدثنى أخى، عن أبى، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقلِ: الحْمْدُ لله رَبِّ الْعَالمَينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ: يَرْحَمُكُمُ الله، وَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ".

= ثم وجدتُ ابن عبد البر: قد نقل في "التمهيد"[16/ 114]، عن ابن المدينى: أن يحيى بن سعيد كان يذهب إلى أن عبد الله بن حنين سمعه من ابن عباس ومن على ويقول: "كان مجلسهما واحد وتحفَّظاه

". وهذا مثل الذي قلناه آنفًا. فللَّه الحمد. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث: اختلاف كبير، كما أشرنا إلى ذلك عند الحديث [رقم/ 276]، فانظره هناك.

305 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 280].

306 -

صحيح لغيره: أخرجه الترمذى عقب [رقم/ 2741]، وابن ماجه [3715]، والنسائى في "الكبرى"[10040]، وأحمد [1/ 120]، والحاكم [4/ 296]، والطبرانى في "الكبير"[4/ رقم 4009]، وابن أبى شيبة [25997]، - وعنده خطأ في إسناده - والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9336]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 302]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 163]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 99]، وجماعة كثيرة، من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أخيه عن أبيه - وسقط:"أبيه" عند الحاكم - عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف لا يثبت. وابن أبى ليلى: إمام فقيه عالم كبير جليل القدر، غير أنه سيئ الحفظ ضعيف الضبط، مشهور بذلك. وقد اضطرب في هذا الحديث على ألوان. فتارة يرويه عن أخيه عن أبيه عن علي به

كما مضى. وتارة يرويه عن أخيه والحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى أيوب الأنصارى. أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9338]. وهذا لون ثانٍ، ولون ثالث: فرواه عن أخيه عن عبد الله بن عيسى عن أبيه عن علي به. أخرجه البيهقى في الشعب أيضًا [7/ رقم 9339]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 131].

ولون رابع ورواه عن أخيه عن أبيه عن أبى أيوب به. أيضًا. =

ص: 322

307 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدثنى أبى، عن قتادة، عن أبى حرب بن أبى الأسود الديلى، عن أبى الأسود، عن علي بن أبى طالبٍ، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم، قال في الرضيع:"يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الجْارِيَةِ".

قال قتادة: هذا ما لم يكن يطعما الطعام، فإذا طعما الطعام غسلا جميعًا.

= أخرجه الترمذى [2741]، وأحمد [5/ 419]، والنسائى في "الكبرى"[10041]، والحاكم [4/ 296]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9338]، والشاشى في "مسنده"[3/ رقم 1028]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[573]، وابن المقرئ في "معجمه"[1/ رقم 456]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[1/ 482]، وجماعة كثيرة. وقد ذكر الدارقطنى بعضًا من هذه الألوان في "العلل"[3/ 276]، ثم قال:"والاضطراب فيه من ابن أبى ليلى؛ لأنه سيئ الحفظ".

قلتُ: وهذا أمر معلوم من ابن أبى ليلى بالضرورة. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة عند البخارى [5870]، وأبى داود [5033]، وأحمد [2/ 353]، وجماعة كثيرة. وراجع:"الإرواء"[3/ 246]، للإمام الألبانى.

307 -

قوى لغيره: أخرجه أبو داود [378]، والترمذى [610]، وابن ماجه [525]، وأحمد [1/ 76]، وابن خزيمة [284]، وابن حبان [1375]، والحاكم [1/ 270]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 129]، والبزار [717]، والبيهقى [3960].

والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 92]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 670]، وابن المنذر في "الأوسط"[2/ رقم 679]، وجماعة، من طريق هشام الدستوائى عن قتادة عن أبى حرب بن أبى الأسود عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد معلول. وقد رواه عن هشام: ابنه معاذ وعبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما على هذا الوجه. وخالفهما: بعضهم فرواه عن هشام بإسناده به موقوفًا

هكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 185]، وقبله البزار في "مسنده" [2/ 294]. وخالفهم: مسلم بن إبراهيم الفراهيدى، فرواه عن هشام عن قتادة عن ابن أبى الأسود عن أبيه به مرسلًا

هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[3963]، من طريق الحاكم عن أبى بكر بن إسحاق الفقيه عن الحسن بن سهل بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم به. =

ص: 323

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: والحسن وثقه ابن حبان، لكنه قال:"ربما أخطأ". فلعله وهم في إسناده، وقد توبع هشام على الوجه الموقوف: تابعه شعبة، كما ذكره البخارى، ونقله عنه الترمذى في "علله" [1/ 55]. وتابعه على الوقف: سعيد بن أبى عروبة: عند أبى داود [377]، ومن طريقه البيهقى [3962]، وابن المنذر في "الأوسط"[2/ رقم 676]، من طرق عن يحيى القطان عن سعيد به

واختلف في إسناده على سعيد! فرواه عنه القطان على الوجه الماضى. وخالفه عثمان بن مطر! فرواه عنه فقال: عن أبى حرب بن أبى الأسود عن علي به

ولم يذكر فيه أبا الأسود. هكذا أخرجه عبد الرزاق [رقم/ 1488]. لكن ابن مطر ليس بالثقة.

غير أنه توبع عليه على هذا الوجه؛ تابعه: عبدة بن سليمان عند ابن أبى شيبة [1292].

واختلف فيه على عبدة كما تراه عند ابن المنذر في "الأوسط"[2/ 428]، وابن أبى شيبة [1291]. والمحفوظ عندى: هو الوجه الموقوف. ويؤيده: أن همامًا أيضًا قد تابع شعبة وابن أبى عروبة وهشام الدستوائى - في أحد الوجهين - على وقفه كما ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 185]. قال الحافظ في التلخيص [1/ 38]"اختلف في رفعه ووقفه، وفى وصله وإرساله، وقد رجَّح البخارى صحته وكذا الدارقطنى".

قلتُ: كذا قال الحافظ. أما البخارى: فلم يصححه أصلًا، بل قال كما نقله عنه الترمذى:"شعبة لا يرفعه، وهشام الدستوائى حافظ، ورواه يحيى القطان عن ابن أبى عروبة عن قتادة فلم يرفعه".

قلتُ: وهذا لا يفهم منه إلا كونه يميل إلى ترجيحه مرفوعًا وحسب، إنْ صحَّ هذا الفهم أيضًا.

أما الدارقطنى: فذكر الخلاف فيه بـ"العلل"[4/ 85]، ولم يرجِّح منه شيئًا أصلًا. وإن كان صنيعه يوحى بكونه يرجِّح الوجه الموقوف إن شاء الله. واللذان روياه عن هشام مرفوعًا: هما: ابنه معاذ وعبد الصمد. أما معاذ: فقد غمزه بعضهم. وقال ابن عدي: "هو ربما يغلط في الشئ بعد الشئ وأرجو أنه صدوق". ولا ينفى هذا كونه قويًا في حديث أبيه.

وأما عبد الصمد: فثقة صدوق. لكن قال ابن قانع: "ثقة يخطئ". والموقوف عندى: أصح كما مضى.

لكن: للحديث شواهد يتقوى بها. يأتى منها: حديث أم سلمة [برقم/ 6921، 6923].

وحديث أم الفضل: [برقم/ 7074]. راجع: "التلخيص"[1/ 38]. =

ص: 324

308 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: سمعت يحيى بن سعيدٍ، قال: أخبرنى واقد بن عمرو بن سعد بن معاذٍ الأنصارى، أن نافع بن جبيرٍ أخبره، أن مسعود بن الحكم أخبره، عن عليٍّ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام ثم قعد - يعنى في الجنازة.

309 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا مسعرٌ، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: أتى عليٌّ بماءٍ فشرب قائمًا، ثم قال: إن ناسًا يكرهون الشرب قائمًا، وإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا، ثم أتى بماءٍ فتمسح به، ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث.

310 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبى عائشة، عن عبد الله بن أبى زَرِير، قال: قال عليٌّ للعباس: قل للنبى صلى الله عليه وسلم أن يعطيك الخزانة، فسأله العباس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ: مَا تُرْزَؤُكُمْ وَلا تُرْزَؤُونَهَا، فَأَعْطَاهُمُ السِّقَايَةَ".

308 - صحيح: مضى تخريجه في الحديث [رقم/ 273].

309 -

صحيح: أخرجه البخارى [5293]، وأبو داود [3718]، والنسائى [130]، وأحمد [1/ 18]، وابن خزيمة [16]، و ابن حبان [1057]، والطيالسى [148]، والبزار [780]، والترمذى في "الشمائل"[210]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 34]، والبيهقى في "سننه"[359]، وفى "الشعب"[5982]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[459]، والدارقطنى في "العلل"[4/ 140]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 104]، والمزى في "التهذيب"[29/ 336] وجماعة، من طرق عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن على به

قلتُ: وهذا إسناد لا غبار عليه. وهكذا رواه جماعة عن عبد الملك على هذا الوجه. وتابعهم الأعمش، لكن اختلف عليه في إسناده، كما ذكره الدارقطنى [1404]. والصواب عنه الوجه الماضى.

310 -

ضعيف: هذا إسناد ضعيف منقطع. ومحمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الحافظ الثقة، لكنه كثير الخطأ في حديث الثورى، كما قاله أحمد وغيره. وعبد الله بن أبى رزين: شيخ مجهول، انفرد عنه موسى بن أبى عائشة بالرواية. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته =

ص: 325

311 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الخليل، عن عليٍّ، قال: كان للمغيرة رمحٌ، فكنا إذا خرجنا مع رسول

= العجيبة في توثيق الأغمار، وقد خولف أبو أحمد في إسناده؛ خالفه قبيصة بن عقبة رواه عن الثورى فقال: عن موسى ابن أبى عائشة عن عبد الله بن أبى رزين عن أبيه عن علي به

فزاد فيه: "عن أبيه" بين أبى رزين وعلى، أخرجه الحاكم [3/ 375]، والبزار [895]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 25]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1632]، وإسحاق في "مسنده" وابن أبى شيبة في "مسنده" وابن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[رقم 1354]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب المزى"[14/ 505]، وغيرهم، من طرق عن قبيصة بن عقبة عن الثورى عن عبد الله بن أبى رزين عن أبيه [وسقط "أبيه" عند ابن سعد]، عن علي به

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم له إسنادًا عن علي إلا هذا الإسناد".

قلتُ: وهذا هو المحفوظ. وقد صححه الحاكم والطبرى، وحسنه الحافظ في "المطالب" ولا أدرى ما هذا، فإن عبد الله بن أبى رزين: مضى أنه مجهول لا يُعرف له حال، ولم يوثقه معتمد، والحافظ نفسه: قد قال عنه بـ: "التقريب": "مقبول" مع أن الصواب أن يقول: "مجهول". وراجع: تعليق الإمام الألبانى على "صحيح ابن خزيمة"[2390].

* تنبيه مهم: وقع في إسناد المؤلف في الطبعتين: "عن موسى بن أبى عائشة عن عبد الله بن زرير، قال على للعباس:

" ثم ذكره.

ثم قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 620]: "رواه أبو يعلى وهو مرسل عبد الله بن زرير لم يدرك القصة".

قلتُ: وهذا تصحيف إن شاء الله، وصواب الإسناد:"عن عبد الله بن أبى رزين" تصحفت "رزين" على الناسخ بـ"زُرير" ولم يفطن له، ويؤيده قول الحافظ في "المطالب"[4/ 218]، بعد أن ذكره عن عبد الله بن أبى رزين عن أبيه به

: "ورواه أبو يعلى: حدّثنا عبيد الله - هو القواريرى - ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير - هو أبو أحمد - ثنا سفيان به نحوه، ولم يقل عن أبيه.". وهذا ظاهر جدًّا. ويزيده وضوحًا: أن موسى بن أبى عائشة لا تعرف له رواية عن عبد الله بن زرير أصلًا. وموسى كوفى، وابن زرير مصرى معروف. فانتبه. والله المستعان.

311 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [2809]، وأحمد [1/ 148]، وابن أبى شيبة [33012]، والنسائى في الكبرى [5807]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1648]، وغيرهم، من طريقين عن الثورى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الخليل عن علي به

=

ص: 326

الله صلى الله عليه وسلم في غزاةٍ ركزها فيمر الناس عليه فيحملونه، قال: قلتُ: لأخبرن به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِذَّا لا ترْفَعُ ضَالَّةٌ فَتَرَكْتُهُ".

312 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله، حدّثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عليٍّ، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، وقال:"هَذِهِ عَرَفَةُ المْوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، ثم أفاض حين غابت الشمس، وأردف أسامة والناس يضربون عن يمينه وشماله لا يلتفت إليهم وهو، يقول:"أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ"، فلما أتى جمعًا صلى بها الصلاتين جميعًا، فلما أصبح أتى قزح فوقف عليه، فقال:"هَذَا قُزَحُ وَهَذَا الموْقِفُ وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، ثم أفاض فلما أتى مُحَسَّر قرع ناقته حتى جاوز الوادى،

= قلتُ: هذا إسناد رجاله ثقات سوى أبى الخليل، وقد اختلفوا في اسمه على أقوال. روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو صدوق إن شاء الله. وقال الذهبى في الكاشف:"ثقة" وآفة الحديث: هي من كون أبى إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وقد كان رأسًا في التدليس على إمامته، وبهذا حكى الطبرى إعلاله عن جماعة. وقد خولف الثورى فيه، خالفه الأعمش؛ فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن رجل من أصحاب على عن علي به. هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم/ 1649]، بإسناد صحيح إلى الأعمش، وقد صرح هناك بالسماع، ويظهر لى: أن هذا الرجل المبهم هو نفسه أبو الخليل الماضى في طريق الثورى، فلعل أبا إسحاق كان يبهمه أحيانًا. قال الطبرى:"هذا خبر عندنا صحيح سنده".

قلتُ: الطبرى يتساهل جدًّا في كتابه "تهذيب الآثار"، وأعجب من تساهله فيه: أنه يسوق علل الحديث القادحة بنفسه ثم يصر على الدعوى من غير أن يجيب على ما حكاه من صنوف العلل، وهذا غريب من مثله، وطريقته في هذا الكتاب: تشبه طريقة الفقهاء في تصحيح الأخبار.

312 -

صحيح لغيره: أخرجه أبو داود [1935]، والترمذى [885]، وابن ماجه [3010]، وأحمد [1/ 75]، والبزار [532]، والبيهقى [9287]، وابن الجارود [471]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 425]، وفى "الاستذكار"[4/ 298]، وجماعة، من طرق عن الثورى، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن زيد بن على، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبى رافع عن علي به نحوه، مطولًا ومختصرًا. =

ص: 327

وقف ثم أردف الفضل، ثم أتى الجمرة، ثم أتى المنحر، فقال:"هَذَا المْنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ"، قال: واستفتته جاريةٌ من خثعمٍ، فقالت: يا رسول الله، إن أبى شيخٌ كبيرٌ قد أفند، وقد أدركته فريضة الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال: حجى عن أبيك، ولوى عنق الفضل، فقال له العباس: يا رسول الله، لم لويت عنق ابن عمك؟ قال:"رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنْ عَلَيْهِمَا الشَّيْطَانَ"، قال: وأتاه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، رميت قبل أن أحلق، قال: احلق أو قصر، ولا حرج، قال: وأتاه آخر، فقال: يا رسول الله، نحرت قبل أن أرمى، قال:"ارْمِ وَلا حَرَجَ"، قال: ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم، فقال:"يَا بَنِى عَبْدِ المطَّلِبِ، سِقَايَتُكُمْ لَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ لَنَزَعْتُ".

= قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله. رجاله ثقات، سوى عبد الرحمن بن الحارث، وهو ابن عبد الله بن عياش القرشى، وهو شيخ مختلف فيه. وحديثه في رتبة الحسن على التحقيق. وقد توبع سفيان عليه: تابعه: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث: عند أحمد [1/ 72]، والبزار [532]، وغيرهما. وتابعه أيضًا: الدراوردى ومحمد بن فليح، كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [4/ 16]. أربعتهم: رووه عن عبد الرحمن بن الحارث على الوجه الماضى. وخالفهم: إبراهيم بن إسماعيل الأنصارى؛ فرواه عن عبد الرحمن بن الحارث فقال: عن زيد بن على عن عبيد الله بن أبى رافع عن أبى رافع عن علي به

وأسقط منه "والد زيد بن على" وزاد فيه "عن أبى رافع"؛ هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1006]، والبزار [479].

قلتُ: وإبراهيم هذا قد ضعفوه؛ لكثرة وهمه، واضطراب حفظه، حتى قال ابن حبان:"كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل". وقد اضطرب فيه أيضًا؛ فعاد ورواه عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن على فقال: عن عبيد الله بن أبى رافع عن أبى رافع به .. ولم يذكر فيه عليًا. هكذا أخرجه المؤلف في "المسند الكبير" كما في "نصب الراية"[3/ 63]- وسقط عند الزيلعى "عبد الرحمن بن الحارث" - والطبرى في "تهذيب الآثار" أعقب [رقم 1006]، كلاهما من طريق يونس بن بكير عن إبراهيم به. ثم جاء يحيى بن عبد الله بن سالم المدنى ولجَّ في المخالفة، ورواه عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن على عن أبيه عن علي به

، وأسقط منه "عبيد الله بن أبى رافع". هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 17]، ثم قال:"والصواب ما ذكرنا من قول الثورى ومن تابعه". =

ص: 328

313 -

حدّثنا عبيد الله، أخبرنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا شعبة، عن علي بن مدركٍ، قال: سمعت أبا زرعة يحدث، عن عبد الله بن نُجىٍ، عن أبيه، قال: سمعت عليًا، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال "لا تَدْخُلُ المْلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَلا جُنُبٌ، وَلا كلْبٌ".

= قلتُ: وهو المحفوظ. ويشهد له: حديث جابر الطويل في سياق "قصة الحج": عند مسلم [1218]، وجماعة كثيرة.

313 -

صحيح: دون قوله "ولا جنب": أخرجه أبو داود [227]، وابن ماجه [3650]- وليس عنده "ولا جنب" -، والنسائى [261]، وأحمد [1/ 139]، وابن حبان [1205]، والبزار [880]- وسقط "عن أبيه" عنده - والبيهقى [920]، وابن الأعرابى في "معجمه"[رقم/ 1767]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجى عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وعبد الله بن نجى: ضعفه الدارقطنى. وقال ابن عدي: "وأخباره فيها نظر". وقال البخارى: "فيه نظر". وهذا جرح شديد عنده، وقال الشافعي:"مجهول"، ووثقه النسائي والعجلى وابن حبان. والصواب كونه ضعيفًا. قال الدارقطنى:"وليس بقوى في الحديث". وهذا جرح مفسر مقدم على مطلق التوثيق الماضى، ونحوه قول ابن عدى:"وأخباره فيها نظر".

وأبوه: شيخ مجهول الحال، نعم قد وثقه العجلى وابن حبان، لكن قال الأخير:"لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إذا نفرد". وقد انفرد عنه ولده بالرواية. و اختلف في إسناد هذا الحديث على ألوانٍ كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[3/ 259]، وسيأتى بعضها [برقم 592].

وحاصلها: يعود إلى طريقين عن عبد الله بن نجى:

فرواه بعضهم عنه عن أبيه عن علي به. كما مضى من طريق شعبة. ورواه آخرون عنه عن علي به

ولم يذكروا فيه "عن أبيه"، وإسناده صحيح إليه على هذا الوجه، لكن غمز ابن معين من هذا الطريق وقال:"لم يسمع من على - يعنى ابن نجى - بينه وبينه أبوه". فكأنه يرجِّح الوجه الأول، وقال الدارقطنى في "العلل" [3/ 258]:"ويقال: إن عبد الله بن نُجى لم يسمع هذا من على؛ وإنما رواه عن أبيه عن علي".

قلتُ: وخالفهما البزار، فقال:"سمع هو وأبوه من على". ومثله قال ابن حبان أيضًا. وقد وقع تصريحه بالسماع من على عند البزار [883]، لكن الطريق إليه مخدوش لا يصح، والظاهر =

ص: 329

314 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا أيوب بن واقد الكوفى، حدّثنا يزيد بن أبى زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: كنت رجلًا مذاءً، فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى، فقال:"مِنْهُ الْوُضُوءُ، وَمِنَ المْنِيِّ الْغسْلُ".

315 -

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا أسباط بن محمدٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة

= عندى: هو ما قاله ابن حبان والبزار. وعلى كل حال: فالحديث ضعيف؛ لانفراده به، أعنى: عبد الله بن نجى. وفى متنه لفظة منكرة وهى قوله "ولا جنب"، والحديث صحيح بدونها. وله شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة. يأتى منها: حديث أبى طلحة [برقم/ 1414، 1430]، وحديث: عائشة [برقم/ 4508]، وحديث: ميمونة [برقم/ 7093].

314 -

صحيح: أخرجه الترمذى [114]، وابن ماجه [504]، وأحمد [1/ 87]، والبزار [630]، وابن أبى شيبة [966]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 46]، وجماعة، من طرق عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي عن القداد به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. ويزيد: هو القرشى الهاشمى الضعيف المتلقِّن، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث؛ فتارة: يرويه عن ابن أبى ليلى عن علي عن المقداد به. وتارة: يرويه عن ابن أبى ليلى عن علي به

ولا يذكر "مقدادًا"، وتارة يرويه عن ابن أبى ليلى عن علي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذى

والحديث: صحيح ثابت من طرق أخرى عن علي به. يأتى بعضها: عند المؤلف [برقم/ 362، 458].

* تنبيه: أيوب بن واقد الكوفى في سند المؤلف: شيخ متروك. لكن قد توبع عليه: تابعه هشيم وخالد الطحان وخلف بن أبى جعفر الرازى وعبيدة بن حميد وابن فضيل وعبد العزيز القسملى وجرير بن عبد الحميد وجماعة غيرهم.

315 -

منكر: دون الفقرة الأولى: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 193]، والبيهقى في "سننه"[3817]، وفى "الشعب"[3/ رقم/ 3285]، وأبو القاسم الأصبهانى في "الترغيب"[ق 1/ 196]، وابن شاذان في "الفوائد"[1/ 19]، وابن بشران في "الفوائد"[2/ 105/ 26]، كما في "الضعيفة"[3/ 413]، وابن عساكر في "تاريخه"[401/ 37]، وجماعة، من طريق موسى بن عبيدة الربذى، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه عن علي به نحوه

=

ص: 330

الربذى، عن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، قال: وكان أبوه من كتاب علي، عن عليٍّ، قال:"نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أَقرأ وأنا راكعٌ"، وقال:"يَا عَلِيُّ، مَثَلُ الذِى لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي صَلاتِهِ كمَثَلِ الحُبْلَى حَمَلَتْ، فَلَمَّا دَنَا نِفَاسُهَا أَسْقَطَتْ، فَلا هِىَ ذَاتُ حَمْلٍ، وَلا ذَاتُ وَلَدٍ".

= وهو عند بعضهم في سياق أتم. قال البيهقى: "موسى بن عبيدة لا يحتج به، وقد اختلف عليه في إسناده".

قلتُ: هكذا رواه أسباط بن محمد وزيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة على هذا الوجه.

وخالفهما: سليمان بن بلال؛ فرواه عن موسى بن عبيدة فقال: عن صالح بن سويد عن علي بنحوه مرفوعًا .. هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[عقب رقم/ 3817]. وتابعه الدراوردى: عند الرامهرمزى في "أمثال الحديث"[رقم 55]، كلاهما عن موسى بن عبيدة عن صالح - ووقع عند الرامهرمزى:"ماعز" وهو خطأ قبيح - بن سويد عن علي به

وأقول: الوجهان محفوظان عن موسى بن عبيدة. والاضطراب فيه: إنما هو منه نفسه. وهو صدوق في الأصل، كان شيخًا عابدًا صالحًا، لكنه كثير الأوهام والمناكير؛ فضعفوه لذلك؛ حتى تركه بعضهم؛ وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[2/ 304]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 58]، وقبلهم البيهقى في "سننه". وهو كما قالوا. وقد توبع على الفقرة الأولى من الحديث، كما مضى [برقم 276، 304]، فانظره.

* تنبيه مهم: وقع في طبعة حسين أسد من "مسند المؤلف": "عن عبد الله بن حنين عن أبيه". وفى الطبعة العلمية [رقم/ 310]، "عن عبد الرحمن بن حنين عن أبيه" والصواب:"عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه". وقد سقط "إبراهيم" من طبعة حسين أسد ومثله في الطبعة العلمية مع زيادة تصحيف. وموسى بن عبيدة: لا يروى عن عبد الله بن حنين أصلًا، وإنما تُعرف روايته عن ولده إبراهيم وحسب. وإبراهيم: مشهور بالرواية عن أبيه، بخلاف أبيه عن أبيه، ولم يتفطن الإمام إلى هذا في "الضعيفة"[3/ 413] فعزاه إلى البيهقى في "سننه"[2/ 387]، وأبى القاسم الأصبهانى في "الترغيب"[ق 1/ 196]، وأبى يعلى [1/ 90]، قائلًا:"من طريق موسى بن عبيد الربذى عن عبد الله ابن حنين عن أبيه".

قلتُ: وهذا وهم ولابد. نعم: وقع هكذا عند المؤلف ويبدو أنه سقط قديم، فقد نقل البوصيرى إسناد المؤلف في "إتحاف الخيرة" وليس فيه إبراهيم، لكنه عند البيهقى على =

ص: 331

316 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرٍو، قال: سمعت أبا البخترى، قال: أخبرنى من، سمع عليًا، يقول: لما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: تبعثنى وأنا رجلٌ حديث السن، وليس لى علمٌ بكثيرٍ من القضاء!! قال: فضرب صدرى، وقال:"اذْهَبْ فَإِنَّ الله يُثَبِّت لِسَانَكَ، وَيَهْدِى قَلْبَكَ"، قال: فما أعيانى قضاءٌ بين اثنين.

= الصواب: "عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه .. ". وهناك احتمال بعيد: بأنه ربما كان سقوط "إبراهيم" من سند أبى يعلى، إنما هو لون من ألوان الاختلاف على موسى الربذى فيه، ثم قال الإمام الألبانى بعد أن أعله بموسى بن عبيدة:"وقد خالفه في إسنادها - يعنى جملة النهى عن القراءة في الركوع - إبراهيم بن عبد الله بن حنين فقال عن أبيه أنه سمع عليا يقول: فذكرها دون حديث الترجمة، وجعله من سماع عبد الله بن حنين من على، دون ذكر أبيه بينهما".

قلتُ: وهذا وهم مضاعف، وعبد الله بن حنين لا يروى عن أبيه أصلًا، ومن يكون أبوه؟! وإنما هو "إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه.". فانتبه يا رعاك الله.

316 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 136]، والبيهقى [19942]، والطيالسى [98]، وغيرهم، من طريق شعبة عن أبى البخترى سعيد بن فيروز عمن حدثه عن علي به نحوه

قلتُ: هذا إسناد صحيح؛ لولا جهالة مَنْ حدَّث أبا البخترى به، وقد رواه جماعة فجعلوه: عن أبى البخترى عن علي به

منهم: الأعمش عند ابن ماجه [2310]، والنسانى في الكبرى [8417]، والحاكم [3/ 145]، وأحمد [1/ 83]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 337]، وجماعة كثيرة. وتابعه جماعة على هذا الوجه. وأبو البخترى: لم يدرك عليًا كما قاله جماعة من النقاد، وطريق شعبة: دليل على كونه لم يسمع منه هذا الحديث بخصوصه. فكيف وهو لم يسمع منه أصلًا، وقد رواه بعضهم عن شعبة فقال: عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبى سلمة

وهو وهم كما قاله الدارقطنى في "العلل"[4/ 168].

وقد اختلف في سنده على عمرو بن مرة، والمحفوظ عنه: هو الطريق الماضى. وللحديث: طرق أخرى عن علي به

وقد مضى بعضها [برقم/ 293]، وسيأتى طريق الأعمش [برقم 401]. واختلف عليه فيه كما سنذكره هناك إن شاء الله. وهو حديث ثابت.

ص: 332

317 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا غندر، عن شعبة، عن أبى إسحاق، قال سمعت عاصم بن ضمرة يحدث: عن علي أنه قال: ليس الوتر بحتم كالصلاة ولكنه سنة فلا تدعه قال شعبة: فوجدته مكتوبًا عندى فقد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

317 - قوى: أخرجه الترمذى [453]، والنسائى [1676]، وابن ماجه [1169]، وأحمد [1/ 115]، والدارمى [1579]، وابن خزيمة [1067]، والحاكم [1/ 441]، والطيالسى [88]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1760]، والبزار [683]، وعبد الرزاق [4569]، وابن أبى شيبة [6848]، والبيهقى [2059]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[2553]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 70/ المنتخب]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 265]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 265]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عاصم بن ضمرة عن علي به نحوه. وهو عند بعضهم في سياق أتم. قال الترمذى:"حديث حسن". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، ورواه غير واحد، عن أبى إسحاق".

قلتُ: وهذا إسناد قوى رائق. وأبو إسحاق رموه بالتدليس والاختلاط. أما الاختلاط: فقد رواه عنه جماعة من قدماء أصحابه: أمثال الثورى وشعبة. وقريبٌ منهما: إسرائيل بن يونس، فقد احتج الشيخان بروايته عن جده. وكذا رواه عنه أبو عوانة أيضًا. وأما تدليسه: فقد كفانا شعبة إياه بروايته عنه. وعاصم بن ضمرة: شيخ صدق قوى الحديث من مشاهير أصحاب الإمام على، وقد وثقه ابن معين وابن المدينى وابن سعد وغيرهم. وقال الترمذى:"ثقة عند أهل الحديث". وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال البزار: "صالح الحديث". ومشاه النسائي وغيره. لكن لم يأب ابن حبان إلا أن يتفلسف - على عادته - بشأن عاصم فيقول في "المجروحين": "كان ردئ الحفظ فاحش الخطأ يرفع عن علي قوله كثيرًا، فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك

". كذا يقول ولم يستطع أن يسوق له حديثًا واحدًا خلط فيه. ثم يأتى أبو أحمد بن عدى الحافظ ويقول في عاصم بكل جرأة: "وعاصم بن ضمرة لم أذكر له حديثًا؛ لكثرة ما يروى عن علي مما تفرد به، ولا يتابعه الثقات عليه، والذى يرويه عن عاصم قوم ثقات، البلية من عاصم ليس ممن يروى عنه".

قلتُ: ومع ذلك، فلم يستطع ابن عدى - هو الآخر - أن يسوق لعاصم حديثًا واحدًا أتى فيه ببلية أو نصف بلية.

أما سبط ابن العجمى فقد أتى في حق عاصم بالتى تملأ الفم، فتراه يذكر عاصمًا في كتابه =

ص: 333

318 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، ومحمد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، قال: سمعت عاصم بن ضمرة، يقول: سألنا عليًا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار، فقال: إنكم لا تطيقون ذلك، قال: قلنا: من أطاق ذلك منا، فقال: كان إذا كانت الشمس من ها هنا، كهيئتها من ها هنا عند العصر، صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من ها هنا، كهيئتها من ها هنا عند الظهر، صلى أربعًا، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من النبيين والمرسلين.

= "الكشف الحثيث"[ص 143]، في عداد الكذابين والوضاعين، اعتمادًا على قول ابن عدى الماضى، وهذا عدوان شديد في حق الرجل.

نعم: ليس عاصمٌ بالحجة، وإن قالها أحمد عنه، كما نقله ابن العجمى في "الكشف"[ص 143]، بل قد يهم في أشياء مما لا يخرجه ذلك عن رسم الثقات. أما أن نرميه بما يقوله ابن حبان وابن عدى ومن سايرهما فهذا شئٌ لا نَسْتَسيِغُه، ودع عنك غمز الجوزجانى له؛ فإنه مما لا يسمع أصلًا، كما شرحه الحافظ في ترجمة عاصم من "التهذيب" [5/ 45]. وعدوان الجوزجانى على أغلب ثقات الشيعة: فشئ شنيع يليق بانحرافه عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب وأصحابه، نسأل الله كلمة الحق في السخط والرضا.

وقد توبع عليه عاصم: تابعه الحارث الأعور عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7641]، لكن الطريق إليه غير محفوظ. وراجع: علل الدارقطنى [4/ 178].

318 -

قوى: أخرجه الترمذى [598]، والنسائى [874]، وابن ماجه [1161]، وأحمد [1/ 85]، والبيهقى [4268]، وعبد الرزاق [4806]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ 9328]، وابن خزيمة [1232]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 181]، والبزار [673]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عاصم بن ضمرة عن علي به نحوه. و هو عند بعضهم في سياق أتم. قال الترمذى:"هذا حديث حسن".

قلتُ: وإسناد قوى متين. وأبو إسحاق قد صرح بالسماع في بعض طرقه، ورواه عنه شعبة وسفيان وهما ممن سمع منه قديمًا، وتابعهما جماعة. لكن يقول الترمذى بعد أن رواه:"وروى عن عبد الله بن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث". ثم قال الترمذى: "وإنما ضعفه عندنا - واللَّه أعلم -: لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي، وعاصم بن ضمرة هو ثقة عند أهل العلم". =

ص: 334

319 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن هبيرة يحدث، عن عليٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له حلة من حريرٍ، قال: فكسانيها، قال على: فخرجت فيها، فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّى لَسْتُ أَرْضَىَ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِى"، قال: وأمرنى فشققتها بين نسائى خمرًا: فاطمة، وعمته.

320 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، وعبد الله بن داود، عن سفيان، عن عبد الأعلى، عن أبى جميلة، عن عليٍّ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جاريةٍ فجرت، فقال:"أَقِمْ عَلَيْهَا الحْدَّ"، فوجدتها في دمها لم تعلل من نفاسها، فأتيته فذكرت ذلك له، فقال:"إِذَا تَعَلَّلَتْ مِنْ نِفَاسِهَا فَطَهُرْتُ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الحدَّ"، قال: ثم قال: "أَقِيمُوا الحدَّ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".

= قلتُ: والقول ما قاله الترمذى. وقد مضى أن عاصمًا شيخ صدوق متماسك لم يتكلم فيه أحد بحجة، فمثله يحق له التفرد إن شاء الله، وإن كره ذلك منه الجوزجانى في هذا الحديث خاصة، وراح يشنَّع عليه بما أساء هو في فهمه، راجع "تهذيب الحافظ"[5/ 45]، و"الصحيحة" [1/ 421]. وقد نقل الترمذى عن ابن راهويه أنه قال:"أحسن شئ رُوى في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم في النهار هذا".

319 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 137]، وعبد الرزاق [19939]، والطيالسى [119]، والبزار [726]، و [727]، وابن أبى شيبة [24644]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 132]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 177]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد حسن لا بأس به. وهبيرة: صدوق متماسك. وأبو إسحاق: وإن كان مدلسًا إلا أن شعبة قد رواه عنه، وحسبك به. وللحديث طرق أخرى عن علي به

منها: طريق أبى صالح عنه: عند مسلم [2071]، والنسائى [5298]، وأحمد [1/ 130]، وجماعة.

320 -

قوى لغيره: أخرجه أبو داود [4473]، وأحمد [1/ 95]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 158]، والطيالسى [146]، والبزار [762]، وابن أبى شيبة [28276]، والبيهقى [16782]، والنسائى في الكبرى [7268]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[2237]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 331]، والمزى في "التهذيب"[14/ 388]، وجماعة، من طرق عن عبد الأعلى الثعلبى عن أبى جميلة ميسرة بن يعقوب عن علي به نحوه

=

ص: 335

321 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن محمد بن إسحاق، حدثنى أبان بن صالحٍ، عن عكرمة، قال: دفعت مع الحسين بن علي، من المزدلفة فلم أزل أسمعه، يقول: لبيك لبيك حتى انتهى إلى الجمرة، فقلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ قال: سمعت أبى على بن أبى طالبٍ، وحدثنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل حتى انتهى إليها، قال: فرجعت إلى ابن عباسٍ، فأخبرته بقول حسينٍ، فقال: صدق، قال: وأخبرنى أخى الفضل بن عباسٍ: وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى انتهى إلى الجمرة.

= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وعبد الأعلى: ضعيف على التحقيق، ضعفه جمهرة النقاد فأحسنوا، وقد تابعه: عبد الله بن أبى جميلة عن أبيه عن علي به

أخرجه النسائي في "مسند على"، كما في تهذيب المزى [14/ 388]، والبيهقى في "سننه"[16883]، من طريق شريك القاضى عن عبد الله بن أبى جميلة به. وهذه متابعة لا تثبت؛ وشريك سيئ الحفظ ليس بذاك القوى.

وأبو جميلة شيخ صدوق لا بأس به.

وللحديث: شاهد أبى عبد الرحمن السلمى عن علي بنحوه: عند مسلم [1705]، والترمذى [1441]، وسيأتى [برقم 326].

وسنده حسن دون قوله: "أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم"، وإنما صحَّت تلك الفقرة من قول على موقوفًا عليه كما في طريق السلمى الماضى، فلعل عبد الأعلى بن عامر الثعلبى قد سمعها من أبى جميلة موقوفًا فرفعها، ومثله قد يجوز عليه ذلك، وقد قال عنه أبو زرعة:"ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه".

لكن: قد يقال: إن في حديث أبى هريرة الثابت عند الشيخين وغيرهما والذى فيه: "إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فلْيجلدها الحد." ما يقرب أن يكون شاهدًا لقوله: "أقيموا الحد - أو الحدود - على ما ملكت أيمانكم

" بل هو شاهد مستقيم عند النظر والتأمل.

321 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 155]، والبزار [500]، وابن أبى شيبة [13987]، والطبرانى في "الكبير"[81/ رقم 680]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 224]، وجماعة من طرق عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن عكرمة به

قلتُ: وهذا إسناد حسن رائق. وابن إسحاق: قد صرح بالسماع عند جماعة. وشطره الأخير عن ابن عباس: ثابت عند الشيخين وأصحاب السنن.

ص: 336

322 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ، قال:"من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أوله، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى آخر الليل".

323 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا الضحاك بن مخلدٍ، حدّثنا سفيان، عن محمد بن السائب، عن أصبغ بن نباتة، عن عليٍّ، أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صالح بنى تغلب على أن يثبتوا على دينهم، ولا ينصروا أبناءهم، وإنهم قد نقضوا، وإنه إن يتم لى الأمر قتلت المقاتلة، وسبيت الذرية.

322 - قوى: أخرجه ابن ماجه [1186]، وأحمد [1/ 104]، وابن خزيمة [1080]، والطيالسى [115]، والبزار [680]، وعبد بن حميد في مسنده [رقم/ 72/ المنتخب]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عاصم بن ضمرة عن علي به نحوه ..

قلتُ: وإسناده قوى مستقيم. وقد مضى مختصرًا [برقم/317].

وقد توبع عليه عاصم: عند أحمد [1/ 185]، وغيره. ولا أظن تلك المتابعة محفوظة إن شاء الله.

وقال الإمام الألبانى في تعليقه على ابن خزيمة [2/ 43]: "إسناده ضعيف لعنعنة أبى إسحاق".

قلتُ: قد صرح بالسماع عند الطيالسى وجماعة. ثم إن الحديث: عند ابن خزيمة [1080]، من طريق شعبة عنه، وقد قال البيهقى في "المعرفة" [1/ 35]:"وروِّينا عنه - يعنى شعبة - أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبى إسحاق، وقتادة

". بل من دقِّق النظر وأنعم الفكر: تبين له أن شعبة لا يروى عن شيوخه المدلسين إلا ما هو مسموع لهم، كما قاله الحافظ في "الفتح" [4/ 38]، و [10/ 166]، وتبعه العينى على مثله في العمدة [1/ 145]، و [10/ 181]. وانظر: ما علقناه بذيل الحديث الآتى [برقم/ 1733].

323 -

منكر: أخرجه عبد الرزاق [9975]، و [19393]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 119]، وغيرهما، من طرق عن محمد بن السائب عن أصبغ بن نباتة عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد ساقط، وابن السائب: هو الكلبى الهالك، وأصبغ بن نباتة: قد أسقطه النقاد هو الآخر، وله طريق آخر: عند أبى داود [3040]، والبيهقى [18580]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 349]، والطبرى في "تهذيب الآثار" رقم [1610]، وأبى نعيم في "الحلية" =

ص: 337

324 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليٌّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَخْرجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأْسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لمِنْ قَتْلَهُمْ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

325 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبى حبيبٍ، عن عبد العزيز بن أبى الصعبة، عن أبى أفلح الهمدانى، عن عبد الله بن زريرٍ الغافقى، قال: سمعت عليًا، يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبًا بيمينه، وحريرًا بشماله، وقال:"هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى".

= [4/ 198]، ومن طريقه المزى في "تهذيب الكمال"[9/ 450]، وجماعة، من طرق عن أبى نعيم النخعى عن شريك القاضى عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير عن علي بنحوه ..

قال أبو داود عقبه: "هذا حديث منكر، وهو عند بعض الناس شبه المتروك؛ وأنكروا هذا الحديث على عبد الرحمن بن هانئ - وهو أبو نعيم النخعى - وبلغنى عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا".

قلتُ: وإنكار أحمد أخرجه عنه العقيلى [2/ 349]، بسندٍ صحيح. وكذا أنكره العقيلى على أبى نعيم. ثم يجئ الإمام الطبرى ويقول في "تهذيب الآثار": "هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلل

". ثم ذكر منها أربع علل، أدناها يسقط بها الحديث دون كلام، فواعجبًا لتصحيحه له مع اعترافه بتلك العلل القادحة ثم لا يراها قادحة، وهلا أجاب عليها قبل أن يجازف بالتصحيح؟!

وخُطَّة الطبرى في هذا الكتاب: كافية في استجلاء مناهج الفقهاء في مصادمة أساطين الحذاق من أئمة أهل الحديث في الجرح والتعديل والنقد والتعليل، وسيأتى النظر في تلك الخطة تباعًا إن شاء الله. وقد اضطرب إبراهيم بن المهاجر في إسناده ومتنه، كما تراه عند عبد الرزاق [10115]، وأبن أبى شيبة [10580]، والبيهقى [18585]، وأبى القاسم البغوى في "الجعديات"[184]، وجماعة. والمحفوظ: موقوف.

324 -

صحيح: مضى الكلام عليه في الحديث [رقم 261].

325 -

صحيح: مضى تخريجه في الحديث [رقم 272].

ص: 338

326 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا زائدة، عن السدى، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، قال: خطب عليٌّ، فقال: أيها الناس، أقيموا على أرقائكم الحد: من أحصن منهم ومن لم يحصن، فإن أمةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجلدها فأتيتها، وإذا هي قريبة عهدٍ بنفاسٍ، فخشيت إن جلدتها أن تموت، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:"قَدْ أَحْسَنْتَ".

327 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا شيخٌ من أهل الكوفة يقال له: أبو المحياة التيمى، قال: حدثنى أبو مطرٍ، أن عليًا، أتى أصحاب الثياب، فقال لرجلٍ: بعنى قميصًا بثلاثة دراهم، قال: فأعطاه ثوبًا فلبسه ما بين كعبه إلى رصغه، فلما لبسه، قال:"الحْمْدُ لله الَّذى كَسَانِى مِنَ الرِّياشِ، مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِى، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ"، ثم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبًا جديدًا قال هكذا.

326 - قوى لغيره: أخرجه مسلم [1705]، والترمذى [1441]، وأحمد [1/ 156]، والحاكم [4/ 410]، والطيالسىى [112]، والبزار [591]، وابن الجارود [816]، والبيهقى [155814]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 319]، وغيرهم، من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدى عن سعد ابن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله. والسُّدى: شيخ صدوق متماسك. غمزه بعضهم، والغالب على حديثه الاستقامة، لكن حكى عنه أنه كان يتناول الشيخين؛ فإن ثبت فهو ساقط العدالة ولا حب ولا كرامة، ولا أظنه يثبت عنه إن شاء الله. وباقى رجاله ثقات. وهكذا رواه: زائدة بن قدامة وإسرائيل عن السدى على هذا الوجه. وخالفهما: عبد السلام بن حرب؛ فرواه عن السدى فقال: عن عبد خيرٍ عن علي به

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 159]، ثم قال:"وقول إسرائيل أصح".

قلتُ: بل هو المحفوظ. وعبد السلام بن حرب: وإن كان ثقة حافظًا إلا أن بعضهم غمزه في حفظه.

327 -

ضعيف: هذا إسناد لا يصح. والحديث: مضى [برقم 295]، من طريق أبى مطر به

وأبو المحياة التيمى: لا نعرفه، إلا أن يكون يحيى بن يعلى الكوفى الذي وثقه ابن معين وغيره. وقد توبع عليه في الحديث الآتى:[295]. وفى الباب: شواهد لا يثبت منها شئ أصلًا.

ص: 339

328 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا هذا الشيخ أيضًا أبو المحياة التيمى، قال: قال أبو مطرٍ: رأيت عليًا أتى برجلٍ، فقالوا: إنه قد سرق جملًا، فقال: ما أراك قد سرقت، قال: بلى، قال: فلعله شُبِّهَ لك؟ قال: بلى قد سرقت، قال: اذهب به يا قنبر فشد أصبعه، وأوقد النار، وادع الجزار يقطعه، ثم انتظر حتى أجئ، فلما جاء، قال له: سرقت؟ قال: لا، فتركه، قالوا: يا أمير المؤمنين، لم تركته وقد أقر لك؟ قال: أخذته بقوله وأتركه بقوله، ثم قال عليٌّ: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلٍ قد سرق فأمر بقطعه ثم بكى، فقيل: يا رسول الله، لم تبكى؟ فقال:"وَكيْفَ لا أَبْكِى وَأُمَّتِى تُقْطَعُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ " قالوا: يا رسول الله، أفلا عفوت عنه؟! قال:"ذَاكَ سُلْطَانُ سَوْءٍ الَذِى يَعْفُو عَنِ الحُدُودِ، وَلَكِنْ تَعَافَوْا بَيْنَكُمْ".

329 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدثنى

328 - منكر: هذا إسناد مائل، وأبو مطر: هو البصرى شيخ مجهول لا يدرى أحد من يكون، وكيف لنا معرفة حاله واسمُه لا يعرف بعد؟، وقد تركه حفص بن غياث، وأصاب في ذلك. راجع "الجرح والتعديل"[9/ 445]، و"تعجيل المنفعة" [1/ 520]. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[6/ 259]. وضعفه السيوطى كما نقله عنه الهندى في "كنز العمال"[13902].

وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[4/ 266]: "هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ".

ولجملة: "ولكن تعافوا بينكم" شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه مرفوعًا

أخرجه أبو داود [4376]، والنسائى [4886]، والحاكم [4/ 424]، والبيهقى [17389]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 298]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6212]، وغيره. وسنده حسن صالح لولا أنه معلول بالإرسال. راجع: سنن الدارقطنى [3/ 113]، ومصنف عبد الرزاق [18937]. وقد أشار الحافظ إلى هذا بقوله في الفتح [12/ 87]:"وسنده إلى عمرو بن شعيب صحيح".

329 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 92]، والبيهقى [4013]، والنسائى في الكبرى [9568]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 253]، وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي

بمثل هذا السياق. =

ص: 340

إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، قال: سمعت على بن أبى طالبٍ، يقول: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، ولبس القسى والمعصفر، وقراءة القرآن وأنا راكعٌ، وكسانى حلةً سيراء، فخرجت فيها، أو رحت فيها، فلما رآها عليَّ، قال:"إِنِّي لَمْ أَكسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا"، قال: فرجعت فأعطيت فاطمة ناحيتها كأنها تطويها معى، قال: فشققتها باثنين، قال: فقالت: تربت يداك فماذا صنعت؟ قلتُ: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبسها، فالبسى واكسى نساءك.

330 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن أبى

= قلتُ: وإسناده جيد مستقيم. وقد رواه جماعة عن إبراهيم بإسناده به مختصرًا. كما مضى [برقم/ 276، 304].

ولقصة الحُلَّة: طرق أخرى عن علي به

مضى بعضها [برقم/ 319]. وانظر: البخارى [2472]، ومسلم [2071].

330 -

حسن بشواهده: أخرجه الدولابى في الذرية الطاهرة [رقم 148]، من طريق محمد بن إسحاق عن أبى جعفر محمد بن على عن أبيه عن جده به نحوه

قلتُ: ابن إسحاق مشهور بالتدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، واختلف عليه في إسناده؛ فرواه عنه يزيد بن هارون على الوجه الماضى. وخالفه يعلى بن عبيد؛ فرواه عن ابن إسحاق فقال: عن أبى جعفر عن علي بن الحسين به ....

هكذا أخرجه الخلال في السنة [رقم 1572]. وخالفهما ابن عيينة فرواه عن ابن إسحاق عن أبى جعفر به

ولم يذكر فيه "أباه"، ولا "جده". هكذا أخرجه الشافعي [959]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[15673].

وقد توبع ابن إسحاق على الوجه الثاني: "عن علي بن الحسين به

": تابعه: إبراهيم الأسلمى عند الشافعي [958]، ومن طريقه البيهقى [15672]. وتابعه: سليمان بن بلال عند البيهقى أيضًا [15672]. وتابعه: ابن جريج عند عبد الرزاق [18847]. وتابعه: عبد الوهاب الثقفى عند أبى بكر الشافعي في "الغيلانيات" [1/ رقم 72].

أربعتهم: رووه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده على بن الحسين به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح إليه. وله: شاهد من حديث عائشة مثله مع زيادة في آخره: يأتى [برقم 4757]، إن شاء الله. =

ص: 341

جعفرٍ محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: وجدت مع قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفةً مربوطةً: إن أشد الناس على الله عداءً القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن جحد نعمة مواليه فقد برئ مما أنزل الله على محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

331 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد أبو خالدٍ البيسرى، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: حدّثنا حبيب بن أبى ثابتٍ، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلا تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ".

= * تنبيه: لم يظهر لى كون هذا الحديث مرفوعًا، ومثله الآتى [برقم/ 4757]. نعم: هو وجادة مستقيمة، ولكن عمن؟، وكونها موجودة في قائم سيف النبي صلى الله عليه وسلم لا يعنى أنه هو الذي أمر بكتابتها؛ بل قد يكون ذلك بأمر بعض الخلفاء بعده، ثم وضِعَتْ في قائم سيفه. ثم إنى غفلتُ عن كون الحديث القادم [برقم/ 4757]، إنما ترويه عائشة أم المؤمنين فهو مرفوع إن شاء الله. وله شواهد سيأتي ذكر بعضها هناك. والله المستعان.

331 -

ضعيف: بهذا اللفظ: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 146]، والبيهقى في "سننه"[6416]، وفى "الشعب"[6/ رقم 7760]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 280]، وغيرهم، من طريق يزيد أبى خالد البيسرى عن ابن جريج أخبرنى حبيب بن أبى ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد معلول. وأبو خالد البيسرى: قال عنه ابن حزم "لا يدرى من هو" ونقل الإمام الألبانى في "الثمر المستطاب"[1/ 270]، عن الحافظ أنه قال في "التعجيل":"إنه مجهول".

قلتُ: وهذا وهم يقع فيه كثير ممن ينقلون من "التعجيل". فلم يقل الحافظ ذلك أصلًا، وإنما قائله: هو الحافظ الحسينى في كتابه "التذكرة" الذي هو أصل "التعجيل". وقد تعقبه الحافظ بكون ابن حبان قد ذكره في "الثقات" ثم رجَّح أنه غيره. ثم عاد في اللسان [6/ 290]، ونقل عن ابن حبان توثيقه وسكت عليه، وهو الصواب. فانظر:"ثقات ابن حبان"[9/ 274]، فقد قال هناك:"مستقيم الحديث". وهذا توثيق معتمد جدًّا. وهذا الرجل: قد روى عنه جماعة من الثقات، ولم يجرحه أحد أصلًا.

نعم: ذكره ابن عدى في "الكامل"[7/ 280]، ثم قال:"وليس هو بمنكر الحديث".

وقد توبع على هذا الوجه، مع تصريح ابن جريج فيه بالسماع: تابعه: روح بن عبادة عند =

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدارقطنى في "سننه"[1/ 225]، من طريق أحمد بن منصور بن راشد عنه به. قال الإمام في "الإرواء" [1/ 296]:"وأحمد بن منصور هذا لم يوثقه أحد إلا ما قاله أبو حاتم فيه: "صدوق"، لكن الصدوق قد يخطئ". ثم ذكر: أن جماعة قد خالفوه في تصريح ابن جريج بالسماع. منهم: بشر بن آدم عند ابن ماجه [1460]، والبزار [694]. والحارث بن أبى أسامة: عند الحاكم [4/ 200]. ومحمد بن سعد العوفى: عند البيهقى [رقم/ 3049]. وتابعهم أيضًا: محمد بن عبد الرحيم ومحمد بن معمر: كلاهما عند البزار [رقم/ 694]. وحمدان بن عمر: عند المحاملى في "أماليه"[رقم 198]. والكديمى: عند الخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم/ 426]، وابن الأعرابى في "معجمه"[1/ رقم 439].

ثم قال الإمام: "وكذلك؛ فإنه خالف أيضًا رواية الآخرين عن ابن جريج - قلتُ ستأتى - فلم يصرح واحد منهم بالسماع؛ فدل ذلك على نكارة روايته أو شذوذها على الأقل".

قلتُ: قول الإمام آنفًا عن أحمد بن منصور: "لم يوثقه أحد" غفلة مكشوفة عن كون ابن حبان قد ذكره في "الثقات"[8/ 34]، وقال:"ثنا عنه شيوخنا .. ". وتوثيقه لهذه الطبقة: مقبول على الرأس والعينين.

نعم: الحكم على روايته بالشذوذ أو النكارة: صحيح متوجه.

ثم وجدتُ محمد بن سعد العوفى - الصدوق - قد تابع أحمد بن منصور عليه عن روح بتصريح ابن جريج فيه بالسماع، فقال: ثنا روح بن عبادة ثنا ابن جريج حدثنى حبيب بن أبى ثابت بإسناده به. أخرجه الشاشى في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[3/ 349/ طبعة العاصمة]. لكن: اختلف على العوفى فيه، فرواه عنه الشاشى كما رأيتَ. وخالفه أحمد بن كامل القاضى، فقال: ثنا محمد بن سعد العوفى ثنا روح - يعنى ابن عبادة - ثنا بن جريج عن حبيب بن أبى ثابت بإسناده به. ولم يذكر فيه سماع ابن جريج.

هكذا أخرجه البيهقى [رقم/ 3049]، كما مضى. وقد اختلف في سنده على روح بن عبادة: كما تراه عند ابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[3/ 349/ طبعة العاصمة]. وقد نقل الحافظ في "التلخيص"[1/ 279]، عن أبى حاتم أنه جزم بأن ابن جريج لم يسمعه من حبيب، وأن الواسطة بينهما هو الحسن بن ذكوان، ولفظ ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم/ 2308/ طبعة سعد الحميد]: "سَألتُ أبِى عَن حَدِيثٍ؛ رَواهُ رَوحُ بن عُبادَةَ، عَنِ ابنِ جُرَيجٍ،=

ص: 343

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَن حَبِيبِ بن أبِى ثابِتٍ، عَن عاصمِ بن ضَمرَةَ، عَن عَليٍّ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"لا تُبرِز فَخِذَكَ، وَلا تَنظُر إِلى فَخَذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ"؟. قالَ أبى: رَواهُ حَجّاجٌ، عَنَ ابنِ جُرَيجٍ، قالَ: أُخبِرتُ عَن حَبيب بن أبى ثابتٍ، عَن عاصم، عَن عَلَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ أبى: ابن جُرَيج لم يسمع هَذا الحَديثَ بذى الإسناد من حبيب، إنما هو من حديث عمرو بن خالد الواسطى، ولا يثبت لحبيب روايَة عَن عاصِم، فأرى أنَّ ابن جُرَيج أخذه منَ الحَسَن بن ذكوان، عَن عَمرو بن خالِد، عَن حَبيب، والحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفى الحَدِيث".

قلتُ: قد نقل يعقوب بن شيبة الحافظ عن ابن المدينى أنه قال عن حديث ابن جريح هذا: "رأيته في كتب ابن جريح: أخبرنى إسماعيل بن مسلم عن حبيب". نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 273/ طبعة الرشد].

وإسماعيل بن مسلم هذا: هو المكى الذي ضعفه النقاد بخط عريض، بل تركه النسائي ورماه، فالإسناد: منكر لا يثبت، وقول ابن المدينى هنا: أولى بالقبول من قول أبى حاتم الماضى: "أرى أن ابن جُرَيج أخذه من الحَسَن بن ذكوان"، لأن هذا ظن منه دون تحقق، بخلاف قول ابن المدينى؛ لكونه هكذا رآه في "كتب ابن جريج".

وقد قال الحافظ في "التلخيص" بعد أن نقل قول أبى حاتم الماضى:: "ووقع في "زيادات المسند" وفى "الدارقطنى" و"مسند الهيثم بن كليب" تصريح ابن جريج لإخبار حبيب له، وهو وهم في نقدى

".

وهو كما قال. ويؤيده: أن جماعة من الثقات قد رووه عن ابن جريج بالعنعنة بينه وبين حبيب أيضًا: منهم: عبد المجيد بن أبى رواد: عند الدارقطنى في "سننه"[2/ 86]. والقطان: عند الطحاوى في "المشكل"[4/ 256]. بل في رواية حجاج ابن محمد عنه: عند أبى داود [4015]، ومن طريقه البيهقى [3049]، قال:"عن ابن جريج قال: أخبرتُ عن حبيب.". وهذا واضح جدًّا في الانقطاع وعدم السماع، وفى الحديث علة أخرى، وهى أن أبا حاتم قد قال:"لا يثبت لحبيب رواية عن عاصم". نقله عنه الحافظ في "التلخيص"[1/ 279]، تم نقل عن ابن معين أنه قال:"إن حبيبًا لم يسمعه من عاصم، وإن بينهما رجلًا ليس بثقة".

قال الحافظ: "وبيَّن البزار أن الواسطة بينهما: هو عمرو بن خالد الواسطى". وهكذا جزم غير واحد من النقاد. =

ص: 344

332 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراوى، حدّثنا الكلبى، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ، قال:"شهدت النبي صلى الله عليه وسلم صالح نصارى بنى تغلب على أن لا يُنَصِّرُوا أولادَهم، فإن فعلوا فقد برئت منهم الذمة"، قال: فقال عليٌّ: فقد واللَّه فعلوا، فواللهِ لئن تم لى الأمر، لأقتلن مقاتلتهم، ولأسبين ذراريهم.

333 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان بن سعيدٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن حُجَية بن عدىٍ، قال: سألت عليًا عن البقرة، فقال: عن سبعةٍ، قال: المكسورة القرن؟ قال: لا بأس به، قال: العرجاء؟ قال: إذا بلغت المنسك، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن.

= فقال ابن المدينى: "أحاديث حبيب عن عاصم بن ضمرة لا تصح، إنما هي مأخوذة عن عمرو بن خالد الواسطى". نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 273/ طبعة الرشد].

ونقل أيضًا عن أبى حاتم أنه قال: "لا تثبت له رواية عن عاصم"؛ فالإسناد ساقط، والواسطى قد كذبه جماعة.

وقد قال أبو داود عقب هذا الحديث: "هذا الحديث فيه نكارة". فلعله يريد بذلك: النكارة الإسنادية الماضية في تدليس حبيب بن أبى ثابت، كما استظهره الإمام في "الثمر المستطاب" [1/ 269]. وقد يكون مراده: نكارة متنه، وهو الظاهر عندى.

والحديث ضعيف بهذا السياق. وله شواهد دون هذا اللفظ. راجع: "نصب الراية"[4/ 313]، والإرواء رقم [269]. وقد بسطنا تخريج هذا الحديث في كتابنا:"غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه.

* تنبيه: علَّق حسين أسد في تعليقاته على "مسند المؤلف" تعليقًا طريفًا على مقولة أبى داود الماضية: "هذا الحديث فيه نكارة

" فقال أسد: "وأما النكارة التى صرح بها أبو داود

فهى ليست أكثر من وهم لا يصمد أمام الدراسة الجادة للحديث ولرجالة". كذا يقول ردًا على أبى داود، وفى ذلك عبرة!

332 -

منكر: مضى سابقًا [برقم/ 323].

333 -

حسن: أخرجه الترمذى [1503]، والنسائى [4376]، وابن ماجه [3143]، وأحمد [1/ 95]، والدارمى [1951]، وعبد الرزاق [13437]، وابن خزيمة [2914]، وابن حبان [5920]، والحاكم [1/ 640]، والطيالسى [160]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ 9391] =

ص: 345

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبزار [753]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 169]، والبيهقى [18886]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 93]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 172]، وجماعة، من طرق عن سلمة بن كهيل عن حُجية بن عدى عن علي به. وهو عند بعضهم في سياق أتم. قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده حسن إن شاء الله. وحجية: قال عنه أبو حاتم: "شيخ لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول". وقال ابن سعد: "ليس بذاك"، لكن روى عنه ثلاثة من الأئمة الثقات، ووثقه ابن حبان والعجلى، وقال ابن سعد:"كان معروفًا". ولم ينفرد به: بل تابعه شريح بن النعمان على المرفوع منه مع زيادة فيه: عند أبى داود [2804]، والنسائى [4372]، والترمذى [1498]، وأحمد [1/ 128]، والدارمى [1952]، والحاكم [4/ 249]، والبيهقى [18882]، وجماعة كثيرة. وهو عند ابن ماجه [3142]، دون موضع الشاهد. وسنده معلول، وقد رجَّح الدارقطنى وقفه في "العلل"[3/ 238]. وذكر له الإمام في "الإوراء"[4/ 363]، طريقًا ثالثًا عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 132]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 163]، من طريق الجراح بن مليح عن أبى إسحاق السبيعى عن هبيرة بن يريم عن علي به نحوه

قلتُ: وهو طريق غير محفوظ أصلًا، بل هو نفسه الطريق الماضى عن شريح بن النعمان، وهم فيه الجراح بن مليح على أبى إسحاق، كما ذكره الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 7973]، إشارة بعد أن رواه. والجراح: قد ضعفه النقاد، وقد خالفه جماعة من أصحاب أبى إسحاق. كلهم رووه عنه عن شريح بن النعمان عن علي به

وهذا هو المحفوظ عن أبى إسحاق. وإن كان الدارقطنى: قد رجَّح وقفه في "العلل"[3/ 238]، وهو الصواب. ثم جاء سعيد بن سنان الكوفى وخالف الكل. ورواه عن أبى إسحاق فقال: عن صلة بن زفر عن حذيفة به نحوه مرفوعًا

هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9422]، والبزار في "مسنده" كما في "نصب الراية" [4/ 280]. وقد رواه عن سعيد بن سنان: محمد بن كثير القرشى، وكلاهما مما يهم ويغلط، ووقع في سند البزار:"عن سعيد بن سنان عن أبى إسحاق الشيبانى" هكذا "الشيبانى". فإن لم يكن تصحيفًا؛ فهو وهم آخر في سنده، وقد وقع عند الطبراني على الصواب "عن أبى إسحاق" وهو الهمدانى. قال الطبراني:"ورواه الناس عن أبى إسحاق عن شريح بن النعمان عن علي .. ".

قلتُ: وهو المحفوظ كما مضى.

ص: 346

334 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى الضحى".

335 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، وعبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان بن سعيدٍ، عن أبى إسحاق، قال يحيى في حديثه، حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن الخليل، عن علي، وقال عبد الرحمن: عن أبى إسحاق، عن أبى الخليل، عن عليٍّ، قال: سمعت رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له، فقال: ألم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له: فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 113].

334 - قوى: أخرجه أحمد [1/ 89]، وابن خزيمة [1232]، والطيالسى [127]، والنسائى في الكبرى [469]، وغيرهم، من طريق شعبة عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به

قلتُ: وإسناده قوى مستقيم. وهو مختصر من حديث طويل: مضى بعضه [برقم/ 318، 322].

وهكذا جزم ابن خزيمة بكونه مختصرًا، عقب روايته في "صحيحه"[2/ 233]، وقد ساقه في [رقم/ 1211]، مطولًا. وراجع: الماضى [برقم/ 318].

335 -

حسن: أخرجه الترمذى [3101]، والنسائى [2036]، وأحمد [1/ 99]، والحاكم [365/ 2]، والبزار [894]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9377]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[1/ 459]، والطبرى في تفسيره [6/ 490]، وابن أبى حاتم في تفسيره [رقم/ 10881]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الخليل عبد الله بن الخليل عن علي به نحوه. قال البزار:"وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا على، ولا نعلم له عن علي إسنادًا غير هذا الإسناد". قال الترمذى: "هذا حديث حسن". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: وإسناده صالح لولا أن أبا إسحاق لم يذكر فيه سماعًا وهو عريق في التدليس، نعم: وكان قد تغير لما شاخ وكبر، إلا أن الثورى قد رواه عنه، وهو من قدماء أصحابه. فيبقى الخوف من تدليسه. ثم رأيته قد صرح بالسماع عند الطيالسى [رقم/ 131]، من طريق قيس بن الربيع عنه به. =

ص: 347

336 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سفيان، عن أبى حصين، عن عمير بن سعيد، عن علي قال: ما كنت لأقيم حدًا على أحد فيموت فأجد في نفسى إلا صاحب الخمر فإنه لو مات وديته لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسُنَّه.

337 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة قال: ذكر عليٌّ أهل النهروان فقال: فيهم رجل مُودَنُ اليد أو مثدون اليد، لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال: قلتُ: آنت سمعته؟ قال: إى ورب الكعبة.

= وقيس: فيه كلام معروف، لكن أرجو أن يكون قد حفظه إن شاء الله. وأبو الخليل شيخ صدوق، روى عنه جماعة من الأثبات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذى، وصحح له الحاكم وأبو جعفر النحاس هذا الحديث. وفى الباب عن المسيب بن حزن.

336 -

صحيح: أخرجه البخارى [6396]، ومسلم [1707]، وأحمد [1/ 130]، وأبو داود [4486]، وابن ماجه [2569].

وعبد الرزاق [13543]، وابن أبى شيبة [27673]، والنسائى في "الكبرى"[5271]،

والبيهقى [17327]، وجماعة، من طرق عن أبى حصين عثمان بن عاصم عن عمير بن سعيد

النخعى عن علي به نحوه

قلتُ: وقد توبع عليه أبو حصين؛ تابعه: أبو إسحاق عند الطيالسى [183]، وغيره، إن ثبت أنه محفوظ عنه.

337 -

صحيح: أخرجه مسلم [1066]، وأبو داود [4763]، وابن ماجه [167]، وأحمد [1/ 83]، وابنه في "الزوائد"[1/ 113]، وفى السنة [2/ 619]، والنسائى في الكبرى [8572]، وعبد الرزاق في "الأمالى"[رقم 125]، وابن حبان [6938]، والطيالسى [166]، والبزار [538].

والبيهقى [16476]، والآجرى في "الشريعة"[ص 38]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 390]، وجماعة، من طرق عن ابن سيرين عن عبيدة السلمانى عن علي به نحوه. وهو عند جماعة في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناده غاية في الصحة. وسيأتى [برقم/ 475، 477].

ص: 348

238 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: انطلقت إلى علي، أنا ورجلٌ، قال: فقلت له: عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهد به إلى أحدٍ؟ قال: لا، إلا ما في قرابى هذا، قال: فأخرج كتابًا، فإذا في كتابه ذلك:"المُؤْمِنُون تَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَلا يُقْتَلُ مُؤْمِنُ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمْلائِكَةِ أَجْمَعِينَ".

339 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: مُرَّ على عليٍّ، بجنازةٍ، فقام ناسٌ، فقال: ما هذا؟ قالوا: أبو موسى، فقال عليٌّ: إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مرةً ثم لم يقم.

340 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا مسعرٌ، عن أبى

338 - صحيح: أخرجه أبو داود [4530]، والنسائى [4734]، وأحمد [1/ 122]، وابنه في "السنة"[2/ 538]، والبزار [714]، والبيهقى [13541]، والطحاوى في"شرح المعانى"[3/ 192]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 605]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 308]، وجماعة، من طرق عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن البصرى عن قيس بن عباد القيسى به.

قلتُ: وهذا صحيح ثابت، رجاله كلهم ثقات مشاهير. وللحديث: طرق أخرى عن علي به

منها: طريق أبى جحيفة عند البخارى [2882]، وجماعة. وسيأتى [برقم 451].

339 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم/ 266]. فانظره.

* تنبيه: المعروف أن الليث بن أبى سليم يروى هذا الحديث عن مجاهد عن عبد الله بن سخبرة به

كما مضى [برقم 266]. وهنا رواه عن مجاهد به. ولم يذكر فيه "عبد الله بن سخبرة".

فإما أن يكون ذلك من سوء حفظ الليث، كما ذكرناه هناك. أو يكون "عبد الله بن سخبرة" قد سقط من إسناد المؤلف من الطبعتين في هذا الموضع.

340 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 147]، والحاكم [3/ 72]، والبزار [729]، وابن أبى شيبة [31954]، وأبو نعيم في "الحلية"[367/ 4]، وتمام في، "الفوائد"[2/ رقم 1036]، =

ص: 349

عونٍ، عن أبى صالحٍ الحنفى، عن عليٍّ، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدرٍ، ولأبى بكرٍ:"مَعَ أَحَدِكمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الآخرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ القِتَالَ، أوْ يَكُونُ فِي الْقِتَالِ".

341 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن ابن أبى الجعد، عن عبد اللَّه بن سبع قال: قيل لعلى: ألا تستخلف؟ قال: لا ولكنى أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

= وابن أبى عاصم في السنة [2/ رقم 1217]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 175]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 128]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 289]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 141]، وابن أبى داود في "المصاحف"[رقم 248]، واللالكائى في "الاعتقاد"[2050]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[5/ 51]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 643]، وجماعة، من طرق عن مسعر عن أبى عون عن أبى صالح الحنفى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد مستقيم. وأبو عون: هو محمد بن عبيد الله الثقفى. وأبو صالح: هو عبد الرحمن بن قيس الكوفى.

341 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 130]، وابن أبى شيبة [37424]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 34]، والخلال في "السنة"[1/ رقم 332]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 538]، وغيرهم، من طرق عن وكيع عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن عبد الله بن سبع عن علي به

وهو عند بعضهم في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفيه ثلاث علل:

الأولى: عبد الله بن سبع شيخ مجهول، لم يرو عنه سوى سالم بن أبى الجعد وحده ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته المعروفة في توثيق الأغمار. وتبعه الهيثمى على توثيقه في "المجمع"[9/ 188]، ولا تثريب عليهما.

والثانية: أن الأعمش عريق في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا.

والثالثة: قد اختلف على الأعمش في إسناده؛ فرواه عنه وكيع كما مضى. وخالفه جرير بن عبد الحميد؛ فرواه عن الأعمش فقال: عن سلمة بن كهيل عن سالم بن أبى الجعد، عن عبد الله بن سبع به

=

ص: 350

342 -

حدّثنا عبيد الله، قال: حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، قال: اجتمع عليٌّ، وعثمان، وكان عثمان ينهى عن المتعة، أو عن العمرة، فقال عليٌّ: ما تريد إلى أمرٍ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عنه؛ فقال عثمان: دعنا منك، قال: إنى لا أستطيع أن أدعك، قال: فلما رأى علي ذلك أهل بهما جميعًا.

= وزاد فيه "سلمة بن كهيل". هكذا أخرجه المؤلف [برقم/ 590]، والحاملى في "أماليه"[رقم 194]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 540]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 802].

وتابعه: عبد الله بن داود الخريبى عند الآجرى في "الشريعة"[رقم 1551]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 145]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[6/ 15]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 57]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 541]. وتابعهما أيضًا: محاضر بن المورع، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 365]. واختلف على محاضر فيه؛ فرواه عنه بعضهم على الوجه الأول مثل رواية وكيع به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 538].

ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش واختلف عليه فيه؛ فرواه عنه: إسحاق بن إبراهيم الشهيدى، مثل رواية وكيع على الوجه الأول به. أخرجه اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1210]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 538].

وخالفه الأسود بن عامر، فرواه عنه عن الأعمش مثل رواية جرير ومن معه به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 539]. وقد اختلف في إسناده على الأعمش على ألوان أخر، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[3/ 265]، ثم رجَّح رواية عبد الله بن داود ومن تابعه عن الأعمش.

لكن لسياق المؤلف: طريق آخر عن علي به نحوه. أخرجه البيهقى في "الاعتقاد"[ص 357]، وفى "سننه"[16350]، وابن أبى عاصم في السنة [2/ رقم 1158]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 4]، وجماعة، من طريق أبى وائل به

قلتُ: وفى سنده شعيب بن ميمون وقد ضعفوه، بل وذكروا له هذا الخبر في مناكيره، راجع "التهذيب" [4/ 337]. وله طريق ثالث: عند الحاكم [3/ 156]، وغيره. وسنده واهٍ. وطريق رابع: عند البزار [871]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 542]. وسنده لا يثبت. وفيه علل.

342 -

صحيح: أخرجه البخارى [1494]، ومسلم [1223]، وأحمد [1/ 136]، والطيالسى [100]، والبزار [527]، والبيهقى [8663]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 140]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن المسيب به نحوه. =

ص: 351

343 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودى، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن أبى الهياج، قال: قال على: أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَدَعْ قَبْرًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالًا إِلا طَمَسْتَهُ".

= قلتُ: وقد توبع عليه عمرو بن مرة؛ تابعه: عبد الرحمن بن حرملة: عند النسائي [2733]،

وأحمد [1/ 57]، والحاكم [1/ 644]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 287]، والبزار [521]،

والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 141]، وجماعة. وله طرق أخرى.

343 -

صحيح لغيره: هذا إسناد منكر، والمسعودى: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، إمام المختلطين، وهو ثقة فقيه، لكنه اختلط أخيرًا، وقد جزم ابن نمير بكون يزيد بن هارون قد سمع منه بعد الاختلاط، وقد خولف المسعودى في إسناده؛ خالفه سفيان الثورى: فرواه عن حبيب فقال: عن أبى وائل عن أبى الهياج به

فزاد فيه "أبا وائل" بين حبيب وأبى الهياج. هكذا أخرجه مسلم [969]، والنسائى [2031]، وأحمد [1/ 128]، والمؤلف [614]، وأبو داود [3218]، والحاكم [1/ 524]، والبيهقى [6548]، وجماعة. وهكذا رواه جماعة من أصحاب الثورى عنه، وخالفهم آخرون فرووه عنه مثل الماضى إلا أنهم قالوا: عن أبى وائل: "أن عليًا قال لأبى الهياج

". هكذا أخرجه الترمذى [1049]، وعبد الرزاق [6487]، والمؤلف [رقم/ 350]، والدارقطنى في "العلل" [4/ 181]، والحاكم [1/ 524]، وجماعة، من طرق عن الثورى به. وهذا الوجه: هو الذي صححه البخارى، كما نقله عنه الترمذى في "علله" [ص/316].

قلتُ: وهو صحيح على كل حال؛ لأن أبا وائل قد صح سماعه من على. وقد اختلف في إسناده على الثورى على ألوان غريبة؛ ذكرها الدارقطنى في "علله"[4/ 174، 175]. ثم اختلف في إسناده على حبيب بن أبى ثابت أيضًا. ثم اختلف على ثلاثتهم: أبى وائل على وجوه، ذكرها الدارقطنى أيضًا [4/ 175، 176، 177]، ثم قال: "والحديث حديث الثورى

".

قلتُ: وهو المحفوظ. والصواب: هو طريق الثورى عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى وائل بإسناده به.

وللحديث: طرق أخرى عن علي - وبعضها غير محفوظ - ذكر بعضها الإمام في الإرواء [3/ 209]. وله شاهدٌ من حديث فضالة بن عبيد: عند مسلم [968]، وجماعة. وقد استوفينا تخريجه في كتابنا:"غرس الأشجار".

ص: 352

344 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد بن أبى وقاصٍ، قال: خَلَّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالبٍ في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفنى بالنساء والصبيان، قال:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِى؟ ".

345 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشبٍ، حدثنى

344 - صحيح: أخرجه البخارى [4154]، ومسلم [2404]، وأحمد [1/ 182]، والنسائى في الكبرى [8142]، وابن حبان [6927]، والطيالسى [209]، والبزار [1170]، وابن أبى شيبة [32074]، والبيهقى [17671]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 196]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 431]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد لا غبار عليه. وهكذا رواه جماعة من أصحاب شعبة عنه، منهم: أبو داود الطيالسى الإمام، لكن اختلف عليه فيه؛ فرواه عنه يونس بن حبيب على الوجه الماضى. وخالفه نصار بن حرب، فرواه عنه شعبة فقال: عن عاصم عن مصعب بن سعد عن أبيه به. هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[11/ 431]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 161]. والمحفوظ: هو الوجه الأول، كما قاله أبو بكر الخطيب.

وقد رواه تابع شعبة عليه: إبراهيمُ بن عثمان ومعاوية بن ميسرة والمغيرة ابن أيوب وغيرهم، كما ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 313]، كلهم رووه عن الحكم على الوجه الماضى. ثم جاء الليث بن أبى سليم وأبى إلا أن يرويه عن الحكم ويقول: عن الحكم عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد به

هكذا أخرجه النسائي في الكبرى [8442]، وفى "خصائص على"[رقم 57]، والبزار [1200]، والحميرى في حديثه [رقم 25]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 52]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 163]، وغيرهم. وهذا من تخاليط الليث، ولم يكن في الحديث بالليث، والحديث: ثابت عن عائشة من طريق آخر. وقد رواه جماعة كثيرة من الصحابة، أطنب الحافظ ابن عساكر في تتبع رواياتهم في "تاريخه"[42/ 139 - 186].

وراجع فتح البارى [7/ 74].

ولشعبة في هذا الحديث: إسناد آخر.

345 -

صحيح: مضى تخريجه [رقم 274].

ص: 353

عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع قدمه بينى وبين فاطمة، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا:"ثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً"، قال: قال عليٌّ: فما تركتها بعد، فقال له رجلٌ: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.

346 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع بن الجراح، حدّثنا الأعمش، عن أبى إسحاق، عن عبد خيرٍ، عن علي، قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهرهما.

346 - صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 95]، وابنه في "الزوائد"[1/ 114]، وغيرهما، من طرق عن وكيع عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد خيرٍ عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفيه علل:

الأولى: أن الأعمش لم يذكر فيه سماعًا. وهو إمام في التدليس.

والثانية: أبو إسحاق يدلس أيضًا، ولم يصرح بالسماع، ثم قد تغير أيضًا. لكن رواه عنه الثورى كما يأتى، وهو ممن سمع منه قديمًا.

والثالثة: قد اختلف في لفظ هذا الحديث؛ فرواه وكيع عن الأعمش باللفظ الماضى: "كنتُ أرى" وتابعه جماعة على هذا اللفظ، منهم:

1 -

يزيد بن عبد العزيز: عند أبى داود [163]، ومن طريقه البيهقى [1294].

2 -

وعيسى بن يونس بن أبى إسحاق: عند ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 124]، والنسائى في الكبرى [119]، ثلاثتهم رووه عن الأعمش بإسناده باللفظ الماضى.

وخالفهم: حفص بن غياث، فرواه عن الأعمش بإسناده بلفظ: "لو كان الدين بالرأى لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ

".

هكذا أخرجه أبو داود [162]، ومن طريقه البيهقى [1293]، وفى الصغرى [103]، وفى "المدخل إلى الكبرى"[1/ رقم 157]، وابن أبى شيبة [1895]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 199]، وابن عبد البر في "التمهيد"[11/ 149].

قال الدارقطنى في "العلل"[4/ 46]، بعد أن ذكر هذا الخلاف: "والصحيح من ذلك قول من قال: كنتُ أرى أن باطن الخف

". =

ص: 354

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهو ظاهر صنيع أبى داود أيضًا، حيث ذكر رواية حفصٍ أولًا، ثم جعل يذكر رواية وكيعٍ وعيسى ويزيد عن الأعمش باللفظ الأول. ولو كان مراده بهذا: مجرد ذكر مَنْ تابع حفصًا عليه؛ ما كان يعيد لفظه الأول مرتين، ويؤيده أنه قال أخيرًا: "ورواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه قال: رأيتُ عليا توضأ فغسل ظاهر قدميه، وقال: لولا أنى رأيتُ رسول الله

وساق الحديث".

قلتُ: وهذا ظاهر في ترجيحه لفظ رواية وكيع ومن معه على رواية حفص عن الأعمش. ويرجحه: أن حفص بن غياث قد تغير حفظه قليلًا لما كبر. وقد رواه جماعة منهم: الثورى وإبراهيم بن طهمان ويونس بن أبى إسحاق وإسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد خير عن علي به

نحو رواية وكيع وزملائه عن الأعمش. فانظر: "سنن الدارمى"[715]، وأحمد [1/ 148]، والبيهقى [1295]، و"علل الدارقطنى"[4/ 46].

وهذا هو الظاهر في نقدى. وهى علة: لم ينتبه لها أحد ممن تكلم على هذا الحديث من المتأخرين فيما أعلم، ويقوى ما ذكرناه: أن الدارقطنى لما رجَّح اللفظ الماضى من رواية وكيع وغيره عن الأعمش، ذكر أن يونس وإسرائيل والثورى قد تابعا الأعمش عليه بنحو هذا اللفظ، ثم قال: "وكذلك قال حكيم بن زيد عن أبى إسحاق

". ثم قال: "ومما يقوى ما ذكرناه: ما رواه خالد بن علقمة وعبد الملك بن سلْع والحسن بن عقبة أبو كيران، وغيرهم عن عبد خير أن عليًا:"غسل قدميه ثلاثًا وقال: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل".

قلتُ: ثم ذكر رواية المسيب بن عبد خير عن أبيه بنحو رواية الماضين. ثم جعل يذكر بعض الاختلاف في سنده على خالد بن علقمة وغيره.

وبالجملة: فالمحفوظ في لفظ هذا الحديث: هو رواية وكيع ومن تابعه عليها أو بنحوها. لكن ابن أبى شيبة الإمام الحافظ أبى إلا أن يفْحمنا في تلك القضية، وقال في مصنفه [183]:"حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبى إسحاق عن عبد خير عن علي قال: لو كان الدين برأى كان باطن القدمين أحق بالمسح على ظاهرهما .... ". هكذا مثل رواية حفص بن غياث. لكن: قد خولف ابن أبى شيبة في لفظه، خالفه الإمام أحمد وجماعة، كلهم رووه عن وكيع بإسناد به مثل لفظ المؤلف هنا. وهذا هو المحفوظ عن وكيع.

إذا عرفت هذا: فاعلم أن الحديث إسناده ضعيف؛ لعدم تصريح أبى إسحاق بالسماع فيه. أما عنعنة الأعمش: فقد مضى أنه توبع عليه .. =

ص: 355

347 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا أسباط بن محمدٍ، حدّثنا مطرفٌ، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ قال:"كان رسول الله لا يصلى صلاةً إلا صلى بعدها ركعتين".

= وأما اختلاط أبى إسحاق أو تغيُّره: فقد رواه عنه الثورى، وهو قدماء أصحابه. وروايته: قد أخرجها الدارقطنى في "علله"[4/ 47]. فالحديث معلول بكون أبى إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو كثير التدليس على التحقيق عندنا. لكن: تابعه جماعة عن عبد خير به

مثل لفظ رواية عيسى بن يونس ووكيع - في الرواية المحفوظة عنه - ويزيد بن عبد العزيز عن الأعمش. ومن هؤلاء: المسيب بن عبد خير: وروايته عند أحمد [1/ 124]، والشافعى [121]، وعبد الرزاق [57]، والنسائى في الكبرى [120]، وجماعة، بإسناد قوى. وراجع "الثمر المستطاب"[1/ 17، 18، 19]، للإمام. وعليه فالحديث: لا يصح بلفظ "لو كان الدين بالرأى

"، لكونه يدور على أبى إسحاق السبيعى، وهو يدلس ولم يذكر فيه سماعًا. فإن ثبت تصريحه بالسماع عند بعضهم، أو رواه شعبة عنه، فهو لفظ صحيح، ولكن متى وأين وجِدَ هذا؟،.

* تنبيه مهم: ظاهر لفظ المؤلف " .. كنتُ أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما .. " يدل على أن القدم تُمسح وليس الأمر كذلك. بل هذا اللفظ: مختصر كما بينَتْه بعض الطرق الأخرى، ونبَّه عليه البيهقى في "سننه"[1/ 292]، والإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 17]، فليس فيه حجة للأقحاح من الشيعة، لا رُعُوا.

347 -

قوى: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 144]، والبزار [689]، والنسائى في الكبرى [346]، وغيرهم، من طرق عن محمد بن فضيل عن مطرف بن طريف عن أبى إسحاق السبيعى عن عاصم بن ضمرة عن علي به

قلتُ: وقد توبع عليه مطرف: تابعه: الثورى لكنه زاد: "إلا الفجر والعصر". أخرجه أبو داود [1275]، وأحمد [1/ 124]، وابن خزيمة [1196]، والبزار [674]، وعبد الرزاق [4823]، والمؤلف [رقم 573]، وابن أبى شيبة [7329]، والبيهقى [4198]، والنسائى في "الكبرى"[341]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 246]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 17/ المنتخب]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[1/ رقم 258]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 303]، وجماعة من طرق عن الثورى عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به

=

ص: 356

348 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحجبه عن قراءة القرآن شئٌ إلا أن يكون جنبًا.

349 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن علي بن حسينٍ، عن مروان بن الحكم، قال: كنا نسير مع عثمان بن عفان فسمع رجلًا يلبى بهما جميعًا، فقال: من هذا؟ قال عليٌّ: فأتاه، فقال: أما علمت أنى نهيت عن هذا؟ قال: بلى، ولكنى لم أدع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك.

= قلتُ: وهكذا رواه أصحاب الثورى عنه على هذا الوجه. وخالفهم معاوية بن هشام القصار فرواه عن سفيان فقال: عن أبى إسحاق عن الحارث عن الأعور عن علي به

هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل"[4/ 69]، ثم قال:"والمحفوظ حديث عاصم عن علي".

قلتُ: وهو كما قال. ومعاوية القصار: يقول عنه أحمد: "هو كثير الخطأ". وتوبع عليه الثورى: تابعه مسعر بن كدام: عند أبى نعيم في "الحلية"[7/ 246]، وسنده إليه مغموز.

والحديث: إسناده قوى مستقيم.

فإن قيل: كيف ذلك وأبو إسحاق قد تغير بآخرة؟، ثم هو مدلس وقد عنعنه؟، فالجواب عن الأول: أن الثورى قد رواه عنه، وهو ممن سمع منه قديمًا. وأما عن الخوف من تدليسه فيقال: نعم قد عنعنه أبو إسحاق في جميع طرقه التى وقفنا عليها. لكن المدلس إذا أكثر من السماع عن شيخ - مع طول ملازمة - ثم عنعن عنه، حُملت عنعنته على السماع عند التحقيق، كما قاله الحميدى وغيره. وقرَّره الحافظ الذهبى في ترجمة الأعمش من "الميزان". ولنا بحث في تقوية هذه القاعدة. وأبو إسحاق: من المكثرين عن عاصم بن ضمرة.

348 -

ضعيف: مضى الكلام عليه في الحديث [رقم 287].

349 -

صحيح: أخرجه النسائي [2722]، وأحمد [1/ 95]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 149]، وغيرهم، من طرق عن مسلم البطين عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم به نحوه

وهذا إسناد قوى ثابت. وقد توبع عليه البطين - وهو ثقة - تابعه: الحكم بن عتيبة: عند البخارى [1488]، والنسائى [1423]، والدارمى [1923]، والطيالسى [95]، والمؤلف [برقم 434]، والبيهقى [8555]، وأحمد [1/ 135]، وجماعة، من طرق عن شعبة =

ص: 357

350 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، أن عليًا، قال لأبى الهياج: أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَدَعْ قَبْرًا مُشْرَفًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالا إِلا طَمَسْتَهُ".

= عن الحكم بن عتيبة عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم به نحوه

ومروان بن الحكم قيل له رؤية. قال الذهبى: "وذلك محتمل".

قلتُ: بل هو الظاهر. وقد حمل عليه جماعة، لكونه رمى طلحة يوم الجمل بسهمٍ فقتله؛ لكنه كان متأولًا في ذلك، كما قاله الإسماعيلى وغيره، كما في "هدى السارى"[ص 443]، للحافظ. وترى الذهبى يحمل عليه بقسوة، فيقول في "السير" [1/ 36]:"قلتُ: قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل على".

قلتُ: وهذا مع ما فيه من النظر، فينبغى أن يقول مثله في قاتل عمار: أبى الغادية الجهنى وهو صحابى قح؛ وهكذا فليقل الذهبى في قتل الصحابة بعضهم بعضًا في صفِّين والجمل وتلك الفتن الدهماء.

والحق: أن من ثبت له شرف الصحبة أو الرؤية فقد قفز القنطرة، بل قفز من الجانب الغربى إلى الجانب الشرقى، فمن تكلم في أحدهم فنحن نتهمه على الإسلام، والظن بل اليقين في قتال هؤلاء السادة لبعضهم: إنما كان بتأويل واجتهاد، وللمخطئ أجر على خطئه إن شاء الله. ونحن نسلك هذا المسلك ونقوله في آحاد الناس، فكيف في أصحاب رسول الله؟ والذهبى معذور في مروان، لكثرة ما يُحْكى فيه من الطعون؛ فكلاهما - أعنى مروان والذهبى - مأجور إن شاء الله.

لكن: للذهبى كلمات لاذعة لا تعجبنى، يُطْلقها في حق جماعة من الصحابة، والله يسامحه؛ لطيب مقصده، ودفاعه عن السنة، ومن مثل الذهبى؟!

وقد صحَّ ثناء عروة بن الزبير على مروان في الرواية، وهذا توثيق معتمد إنْ ثبت كونه تابعيًا كما ارتضاه جماعة. أما إن ثبت أن له رؤية - وهو الظاهر - فلْتخرس الألسنة، والله المستعان.

350 -

صحيح لغيره: مضى تخريجه قريبًا [برقم/ 343].

* تنبيه مهم: سقط "أبو وائل" من سند المؤلف في الطبعتين؛ فوقع فيهما: "عن عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن حبيب بن أبى ثابت أن عليًا قال

". وصوابه: "عن حبيب عن أبى وائل: أن عليًا قال

". وهكذا أخرجه الترمذى [1049]، وأحمد [1/ 128]، وغيرهما، من طريق عبد الرحمن بن مهدى بهذا الإسناد. وأنا أستبعد - جدًّا - أن يكون قد اختلف =

ص: 358

351 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيمٍ، عن أبى مريم، عن عليٍّ، قال: إن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن الوليد يضربنى، قال: قولى له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارنى، قال عليٌّ: فلم تلبث إلا يسيرًا حتى رجعت، فقالت: ما زادنى إلا ضربًا، فأخذ هُدْبةً من ثوبه، فدفعها إليها، فقال: قولى له: "إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَارَنِى"، فلم تلبث إلا يسيرًا حتى رجعت إليه، فقالت: ما زادنى إلا ضربًا، فرفع يديه، فقال:"اللَّهمَ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ".

352 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا زائدة، عن منصور بن المعتمر، عن ربعى بن حِراشٍ، عن عليٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْموْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ".

= على ابن مهدى في سنده، ولم ينتبه حسين أسد لهذا السقط في تعليقه على "مسند المؤلف"؛ فسارع وقال في تخريجه:"إسناده ضعيف لانقطاعه". كذا قال، وهذا من الغفلة والعجلة.

351 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم/ 294].

352 -

ضعيف: بهذا اللفظ والسياق: أخرجه أحمد [1/ 97]، والترمذى [رقم/ 4145]، وابن ماجه [81]، والحاكم [1/ 87]، والطيالسى [106]، وتمام في "الفوائد"[2/ رقم 1443]، وابن حبان [178]، والبزار [904]، وابن أبى عاصم في السنة [1/ رقم/ 130، 887]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 845]، وابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1449]، والآجرى في "الشريعة"[ص 200]، والفريابى في "القدر"[ص 39/ رقم 196]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 141]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1105]، وابن عساكر في "تاريخه"[35/ 83]، وجماعة، من طرق عن منصور بن المعتمر عن ربعى بن حراش عن علي به مرفوعًا

قلتُ: هكذا رواه شريك القاضى وجرير بن عبد الحميد عن منصور على هذا الوجه. وتابعهم جماعة، منهم:

1 -

ورقاء بن عمر، واختلف عليه فيه؛ فرواه عنه بعضهم على الوجه الماضى. وخالفه الطيالسى؛ فرواه عنه فقال: عن منصور عن ربعى عن رجل عن علي به

وزاد فيه رجلًا مبهمًا. هكذا أخرجه الطيالسى في مسنده [رقم/ 106]. =

ص: 359

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2 - وسفيان الثورى، واختلف فيه عليه؛ فرواه عنه محمد بن كثير وأبو عاصم النبيل على الوجه الأول. وخالفهما: أبو حذيفة النهدى، فرواه عن الثورى مثل رواية ورقاء من طريق الطيالسى عنه، وزاد فيه رجلًا بين ربعى وعلى؛ هكذا أخرجه الحاكم [1/ 87]، ثم أعله بكون أبى حذيفة كثير الخطأ والوهم، لكن: أبا حذيفة لم ينفرد به أصلًا، بل تابعه جماعة عن الثورى على هذا الوجه الذي أنكره الحاكم، منهم:

أ - وكيع عند أحمد [1/ 133]، وجماعة.

ب - وأبو نعيم الملائى: عند ابن بطة في الإبانة [2/ رقم 1450]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 75/ المنتخب]، والبغوى في "تفسيره"[7/ 436]، وفى "شرح السنة"[1/ 122].

جـ - ويعلى بن عبيد: عند البيهقى في "القضاء والقدر"[عقب/ رقم 142]، والبغوى في "تفسيره"[7/ 436]، وفى "شرح السنة"[1/ 122]، وغيرهما.

د - وعبيد الله بن موسى: عند البغوى في "تفسيره"[7/ 436]، وفى "شرح السنة"[1/ 122].

3 -

ومحمد بن يوسف الفريابى: عنده في "حديثه عن الثورى"[رقم 295/ طبعة دار البشائر الإسلامية]. وصنيع الدارقطنى في "العلل"[3/ 196]، يقضى بكونه: يرجِّح هذا الوجه الثاني عن الثورى.

4 -

وشعبة بن الحجاج، واختلف عليه فيه هو الآخر؛ فرواه عَنه محمد بن جعفر غندر والطيالسى وروح بن عبادة على الوجه الماضى، عن منصور عن ربعى عن علي به. وخالفهم معاذ العنبرى؛ فرواه عن شعبة وزاد فيه ذلك الرجل المبهم بين ربعى وعلى. هكذا أخرجه الفريابى في القدر [رقم/ 164]. وتابعه النضر بن شميل على هذا الوجه: عند الترمذى [عقب/ رقم 2145].

قال الترمذى: "حديث أبى داود عن شعبة - يعنى رواية الطيالسى على الوجه الأول - عندى أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد عن منصور".

قلتُ: الذي رواه عن منصور مثل رواية شعبة من طريق الطيالسى وغيره: إنما هو: جرير بن عبد الحميد وشريك القاضى، وهذان لم يختلف عليهما في إسناده. أما سفيان وشعبة وورقاء فاختلف عليهم كما مضى. =

ص: 360

353 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا حماد بن مسعدة، عن المنذر بن ثعلبة، عن علباء بن أحمر، قال: قال على بن أبى طالبٍ: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة، قال: فباع عليٌّ درعًا له وبعض ما باع من متاعه، فبلغ أربع مائةٍ وثمانين درهمًا، قال: وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثيه في الطيب، وثلثًا في الثياب، ومج في جرةٍ من ماءٍ فأمرهم أن يغتسلوا به، قال: وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها، قال: فسبقته برضاع الحسين وأما الحسن فإن النبي صلى الله عليه وسلم صنع في فيه شيئًا لا ندرى ما هو، فكان أعلم الرجلين.

= وقد رواه أبو الأحوص عن منصور عن ربعى وزاد فيه هذا الرجل المبهم أيضًا. أخرجه الفريابى في "القدر"[رقم 194]، والمؤلف كما يأتى [برقم 37]. وتابعه سليمان التيمى وزائدة بن قدامة: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 196]. ثلاثتهم: رووه عن منصور عن ربعى عن رجل عن علي به

قال الدارقطنى: "وهو الصواب".

قلتُ: والظاهر أنه قد اختلف على زائدة أيضًا في إسناده؛ فقد رواه عنه ابن مهدى مثل الوجه الأول به

كما عند المؤلف هنا .. فالقول: ما قاله الدارقطنى؛ ويكون الحديث: معلولًا بجهالة هذا الرجل المبهم بين ربعى وعلى. لكن قال الإمام الألبانى في كتابه "الظلال"[1/ 50]: "فلعل ابن حراش رواه مرة عن رجل عن علي، ومرة عن علي بإسقاط الرجل، لعله سمعه منه فروى مرة هكذا، ومرة هكذا، ثم رأيتُ الحافظ الضياء المقدسى قد مال إلى هذا في المختارة .. ".

قلتُ: وعبارة الضياء في "المختارة"[2/ 68]: "ويحتمل أن يكون ربعى سمعه من على، وسمعه من رجل عنه، فكان يرويه مرة عن علي، ومرة عن رجل عنه. والله أعلم".

قلتُ: وإلى هذا مال الترمذى أيضًا. والأصح عندى: هو ما رجحه الدارقطنى آنفًا.

* فالحاصل: أن الإسناد معلول بكون ربعى لم يسمع هذا الحديث من على، وإنما سمعه بواسطة رجل مجهول لم يُسم عن علي به. ولبعض فقرات الحديث: شواهد ثابتة، لكنه ضعيف بهذا اللفظ والسياق.

353 -

ضعيف: أخرجه الضياء في "المختارة"[2/ 307]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 226]، من طريق المؤلف قال: حدّثنا حماد بن مسعدة عن المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر قال: قال على بن أبى طالب به. =

ص: 361

354 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا فضيل بن سليمان النميرى، حدّثنا أبو حازمٍ، حدّثنا سهل بن سعدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يَفْتَحُ الله عَلَى يَدَيْهِ"، قال: فغدا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطيه الراية، قال:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " قالوا: هو شاكى العين يا رسول الله، قال:"ادْعُوهُ"، فجئ به فبصق في

= قلتُ: ورجاله ثقات، كما قاله الهيثمى في "المجمع" [9/ 175]. لكن علباء بن أحمر: لم يذكروا له رواية عن علي أصلًا، والذى يروى عن علي: هو علباء بن أبى علباء الكوفى، الذي يروى عنه عمرو بن غزى وحده، وليس هو ذاك، وقد فرق البخارى وابن حبان وأبو حاتم بينهما. وهو الصواب. وقد رأيتُ ابن سعد: قد أخرجه في "الطبقات"[8/ 21]، من طريق وكيع عن المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر:"أن عليًا تزوج فاطمة" وذكره مختصرًا. ولفظه: يؤيد الإرسال بين ابن أحمر وعلى.

بل وجدتُ ابن سعد قد روى قبل ذلك [8/ 19]، من طريق المنذر بن ثعلبة عن علباء به. مثله، إلا أنه قد زاد في أوله قصة فقال: "إن أبا بكر خطب فاطمة

". وهذا ظاهر جدًّا في أن علباء كان يرسل عن كبار الصحابة. وقد أغفله أصحاب كتب "المراسيل"؟ فلم يترجموا له، والظاهر عندى: أنه لم يسمع من على إن شاء الله. ولفظه هنا يدل عليه.

أما ما ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"[6/ 266]، من كون علباء بن أحمر قد سمع عليًا؛ فهذا قد بناه على أن علباء بن أحمر وعلباء بن أبى علباء كلاهما واحد، وهذا قول قد استضعفه الحافظ المزِّى وغيره. بل قد فرق بينهما البخارى وأبو حاتم وابن حبان، ومعهم حافظ الدنيا أبو الحسن الدارقطنى أيضًا. وهو الحق. وقد استدل ابن ماكولا على كونهما واحدًا: برواية ضعيفة لا يصح سندها. وشرح ذلك هنا، ربما طال. وتكفى الإشارة. وقد رأيت العلامة محمد بن يوسف الصالحى، قد ضعَّف سند هذا الحديث في "سبل الهدى والرشاد"[11/ 38/ الطبعة العلمية].

354 -

صحيح: أخرجه البخارى [2783]، ومسلم [2406]، وأحمد [5/ 333]، والنسائى في الكبرى [8149]، وابن حبان [6932]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5818]، وسعيد بن منصور [2/ رقم 2472]، والبيهقى [18009]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 207]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 62]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 85]، وجماعة من طرق عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدى به نحوه

=

ص: 362

عينه ودعا له فبرأ، ثم أعطاه الراية، ثم قال:"ادْعُ عَلِيًّا"، فجاء ثم قال:"يَا عَلِيُّ، لا تَلْتَفِتْ حَتَّى تَنْزِلَ بِالْقَوْمِ فَتَدْعُوَهُمْ"، فقال: يا رسول الله، أنقاتلهم حتى، يقولوا: لا إله إلا الله؟ قال: "عَلَى رِسْلِكَ، إِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى الله، فَوَالله لأَنْ يُسْلِمَ رَجُلٌ عَلَى يَدَيْكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".

355 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا يزيد الرشك، عن مطرف

= وهكذا رواه جماعة من الثقات عن أبى حازم على هذا الوجه. وخالفهم: يزيد بن كيسان؛ فرواه عنه فقال: عن أبى هريرة به .. ، فجعله من "مسند أبى هريرة". هكذا أخرجه ابن راهويه [219]، والنسائى في الكبرى [8151]، وفى "خصائص على"[18]، وابن أبى شيبة [32096]، وغيرهم.

قلت: وهذا وهم. والمحفوظ عن أبى حازم إنما هو على الوجه الأول.

355 -

قوى لغيره: أخرجه الترمذى [3712]، وأحمد [4/ 437]، وابن حبان [6929]، والطيالسى [829]، والنسائى في الكبرى [8146]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 294]، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى [4/ رقم 2298]، وفى السنة [2/ رقم 1187]، وعبد الرزاق في الأمالى [رقم 106]، وابن أبى شيبة [32121]، والحاكم [3/ 119]، والطبرانى في "الكبير"[18/ رقم 265]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"[رقم 83]، والرويانى في مسنده [1/ رقم 120]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 198]، وجماعة، من طرق عن جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان". وقال ابن عدى: "وهذا الحديث يعرف بجعفر بن سليمان، وقد أدخله أبو عبد الرحمن النسائي في "صحاحه" ولم يدخله البخارى".

قلتُ: وسنده قوى مستقيم. وقد رأيت الحافظ: قد قوَّى سنده في "الإصابة"[4/ 569].

وقد قال الحاكم عقب روايته: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". وهو كما قال، وبتلك الترجمة: أخرج مسلم [رقم/ 2649]: حديث عمران بن حصين قال: "قيل يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: فقال: نعم، قال: قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال كل ميسر لما خلق له". =

ص: 363

ابن عبد الله، عن عمران بن حصينٍ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً واستعمل عليهم على بن أبى طالبٍ، قال له:"يَا عَلِيُّ، السَّرِيَّةَ"، قال عمران: كان المسلمون إذا قدموا من غزوةٍ أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتوا رحالهم، فأخبروه مسيرهم، قال: فأصاب عليٌّ جاريةً، فتعاقد أربعةٌ فأخبروه بمسيرهم، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، وأصاب على جاريةً، فأعرض عنه، ثم قام الثاني، فقال: يا رسول الله، صنع عليٌّ كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث، فقال: يا رسول الله، صنع عليٌّ كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع، فقال: يا رسول الله، صنع عليٌّ كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا، الغضب يعرف في وجهه، فقال:"مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ عَلِيٍّ مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِى".

= ورجال الحديث ثقات، سوى جعفر بن سليمان فهو صدوق متماسك، وقد غمزوه في روايته عن ثابت البنانى. وطعن فيه بعضهم لغلوه في تشيعه. لكن دافع عنه ابن حبان بكونه لم يكن داعية. نعم: ورد عنه أنه كان يبغض الشيخين دون سب لهما، لكن أنكر الذهبى ذلك، وقال في "سير النبلاء" [8/ 198]:"فهذا غير صحيح عنه".

قلتُ: بل هو ثابت عنه، كما شرحناه في مكانٍ آخر. وليس البغض مثل الشتم والثلْب، ولعل جعفرًا رجع عن ذلك المذهب النحْس، فقد روى بعد ذلك أحاديث في "فضائل الشيخين" كما قال ابن عدى والذهبى. وقد: ساق ابن عدى هذا الحديث لجعفر في كتابه "الكامل" وتبعه الذهبى في "الميزان"، وتعلَّق بذلك بعض المتأخرين، وزعموا أن الحديث من منكرات جعفر، وأن ابن عدى قد أنكره عليه، ويرد عليهم: أن ابن عدى قد قال في ختام ترجمة جعفر، بعد أن ساق له جملة من الأحاديث، قال:"وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان منها منكرًا فلعل البلاء فيه من الراوى عنه، وهو عندى ممن يجب أن يقبل حديثه". وقبل ذلك قال عقب روايته هذا الحديث: "وهذا الحديث يعرف بجعفر بن سليمان، وقد أدخله أبو عبد الرحمن النسائي في "صحاحه" ولم يدخله البخارى". ولو كان يراه منكرًا، لتعقب النسائي في سوقه له في "صحاحه". والمقصود بـ:"صحاح النسائي": أحاديثه التى أخرجها في كتابه "السنن". وقول ابن عدى هنا: من الأدلة الكثيرة على جواز تسمية "سنن النسائي" بـ: "الصحيح" و"الصحاح"، وعلى هذا جرى الدارقطنى والخطيب البغدادى وجماعة من المحدثين والحفاظ. =

ص: 364

356 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا على بن زيدٍ، عن عبد الله بن الحارث، أن أباه صنع لعثمان بن عفان نُزُلًا بقدَيدٍ، فجئ بثريدٍ عليه ذلك الحجل، فقال للقوم: كلوا، فإنما أصيبت من أجلى، قال: فقال القوم: هذا على نهانا عن أكله، فأرسل إلى علي فجاء وإنه ليمسح الخبط عن يديه، فقال له عثمان: كله، فقال يعنى عليًا: أنشد الله

= لكن هل يقال: هل يلزم من تسمية "السنن" بـ: "الصحيح" أن تكون جميع أحاديثها صحيحة عند النسائي؟

الأظهر عندى: صحة هذا الالتزام، اللَّهم إلا في الأحاديث التى أعلها النسائي بنفسه عقب روايتها في "سننه". وهل تلك الصحة عنده: تشمل "سننه الكبرى" أم "الصغرى" المعروف بـ: "المجتبى"؟ والصحيح: أن ذلك يشمل "المجتبى" وحسب، وقد صرح النسائي نفسه بذلك.

فقال الإمام المحدث أبو بكر بن الأحمر - راوية "السنن الكبرى" عن النسائي -: قال النسائي: "كتاب "السنن" كله صحيح وبعضه معلول، إلا أنه لم يبين علته، والمنتخب من المسمى "بالمجتبى" صحيح كله". نقله عنه الحافظ في "النكت على ابن الصلاح"[1/ 484].

* فالحاصل: أن الحديث صحيح ثابت، صححه النسائي وابن حبان والحاكم وغيرهم.

وللمرفوع منه: شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة أيضًا. وقد جازف شيخ الإسلام ابن تيمية، وادعى أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، كما تراه في كتابه "منهاج السنة النبوية" [7/ 391]. وقد بسطنا الرد عليه في كتابنا:"التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث"، وكذا: تعقبه الإمام الألبانى في "السلسلة الصحيحة"[رقم/ 2223]. والله المستعان.

356 -

حسن لغيره: أخرجه أحمد [1/ 100]، والبزار [914]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 168]، وغيرهم، من طرق عن علي بن زيد بن جدعان عن عبد الله بن الحارث عن علي به بنحوه. قال الهيثمى في "المجمع" [3/ 518]:"رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار، وفيه على بن زيد، وفيه كلام كثير، وقد وثِّق".

قلتُ: أما صاحبه البوصيرى فإنه قال في "إتحاف الخيرة"[3/ 67]: "رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف؛ لضعف على بن زيد بن جدعان". وهو كما قال. وعلى بن زيد: ضعيف صاحب مناكير وغرائب، وقد تركه بعضهم أيضًا، ومنْ وثقه يريد أنه صدوق في الأصل، وقد كان على حافظًا عالمًا. =

ص: 365

رجلًا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاء الأعرابى برجل حمار وحشٍ، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ الْحِلِّ فَإِنَّا حُرُمٌ"، أو كما قال، فقام ناسٌ وشهدوا، ثم قال: أنشد الله، أو قال: أذكر الله، رجلًا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابى ببيضات نعامٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْحِلِّ فَإِنَّا قَوْمٌ مُحْرِمُونَ"، فقام قومٌ شهدوا، فقلب عثمان وركه فدخل منزله، وقام القوم عن الطعام، فجاء أهل الحل فأكلوه.

= ولم ينفرد به: بل تابعه الحارث بن عبد الله عن أبيه: "وكان الحارث خليفة عثمان - رضى الله عنه - على الطائف، فصنع لعثمان طعامًا فيه من الحجل واليعاقيب ولحم الوحش. قال: فبعث إلى على - رضى الله عنه -، فجاءه الرسول وهو يخبط لأباعر له، فجاء وهو ينفض الخبط عن يده، فقالوا له: كل. فقال: أطعموه قومًا حلالًا، فإنا حرم. فقال على: - رضى الله عنه - أنشد الله من كان ههنا من أشجع: أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى إليه رجل حمار وحش وهو محرم فأبى أن يأكله؟ قالوا: نعم". أخرجه أبو داود [رقم/ 1849]، ومن طريقه البيهقى [رقم/ 9719]، وغيرهما من طريق سليمان بن كثير البصرى عن حميد الطويل عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن أبيه به.

قلتُ: وإسحاق صدوق ما به بأس. وسليمان: صدوق متماسك في غير الزهرى. وحميد: ثقة لا يدلس إلا عن أنس وحده. وقد اختلف عليه في هذا الإسناد؛ فرواه عنه سليمان بن كثير على الوجه الماضى. وتابعه: يحيى بن أيوب المصرى وعبيد الله بن تمام: كما ذكره الدارقطنى في"علله"[3/ 256].

وخالفهم: يزيد بن أبى زياد، فرواه عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن علي به نحوه. ولم يرفعه، هكذا ذكره الدارقطنى في "علله" [3/ 256]. ويزيد: ضعيف مختلط، فلا يفرح بمخالفته أصلًا؛ والإسناد الماضى حسن مستقيم.

نعم: قد خولف على بن زيد وإسحاق بن عبد الله في هذا الحديث متنًا وسندًا. خالفهما: عبد الكريم بن أبى المخارق؛ فرواه عن عبد الله ابن الحارث فقال: عن ابن عباس عن علي به مختصرًا جدًّا

ولفظ ابن ماجه: "أُتىَ النبي صلى الله عليه وسلم بلحم صيد وهو محرم، فلم يأكله"، هكذا أخرجه ابن ماجه [رقم 3091]، وأحمد [1/ 105]، والمؤلف [برقم/ 433]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 168]، والدارقطنى في "حديث أبى الطاهر"[رقم 110]، وغيرهم من طرق عن عمران بن محمد بن أبى ليلى عن أبيه عن عبد الكريم به

ص: 366

357 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنى أبى، حدّثنا الحسن بن ذكوان، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ:"أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذى نابٍ من السباع، وكل ذى مخلبٍ من الطير، وعن ثمن الميتة، وعن الخمر والحمر الأهلية، وكسب البغى، وعن عسب كل ذى فحلٍ".

= قلتُ: وهذا إسناد منكر. وعبد الكريم: قد ضعفه النقاد حتى تركه بعضهم، ولا يشفع له رواية مالك عنه، كما لم يشفع لجابر الجعفى رواية شعبة وسفيان عنه، وكما لم يشفع لعامر بن صالح رواية أحمد عنه، والراوى عنه: هو ابن أبى ليلى الإمام الفقيه المحدث الضعيف المشهور، كان سيئ الحفظ مع وهم كثير في حديثه، وولده عمران: قريب من الصدوق إن شاء الله. ويشهد للمرفوع منه: حديث ابن عباس قال: "يا زيد بن أرقم: هل علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له بيضات نعام وهو حرام فردهن؟ قال: نعم".

أخررجه ابن خزيمة [2644]، بإسناد قوى.

357 -

صحيح لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 147]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 125]، والحاكم في "علوم الحديث"[ص 164]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 223]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 368]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "التخليص"[4/ 151]، وغيرهم، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبى ثابت عن عاصم ابن ضمرة عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد أسود، والحسن بن ذكوان: ضعيف صاحب مناكير وعجائب. قال أحمد: "أحاديثه بواطيل". وقال ابن معين: "صاحب الأوابد منكر الحديث". وقد رموه بالتدليس أيضًا لاسيما في هذا الحديث. فنقل الحاكم في "علوم الحديث"[ص 109]، عن محمد بن نصر المروزى الحافظ أنه قال:"هذا الحديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبى ثابت، وذلك أن محمد بن يحيى - هو الذهلى - حدثنا قال: حدثنا أبو معمر - هو القطيعى - قال: حدثنى عبد الوارث عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبى ثابت .. ". ثم قال المروزى: "وعمرو هذا منكر الحديث، فدلَّسه الحسن عنه".

قلتُ: ومثله قال ابن عدى في "الكامل"[5/ 125]. وقد جزم ابن معين وأبو داود وغيرهما بكون الحسن لم يسمع من حبيب أصلًا، وإنما سمع منه بواسطة عمرو بن خالد، وهو الواسطى الهالك وقد كذبه جماعة. =

ص: 367

358 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا شبابة، حدثنى نعيم بن حكيمٍ، حدثنى أبو مريم، حدّثنا على بن أبى طالبٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ قَوْمًا يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِز تَرَاقِيَهُمْ، طُوبَى، لمِنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، عَلامَتهُمْ رَجُلٌ مخَدَّجُ الْيَدِ".

= قلتُ: وقد توبع عليه الحسن؛ تابعه خالد وما خالد؟، هكذا أخرجه عبد الرزاق [رقم/ 218]، عن عباد بن كثير البصرى عن رجل أحسبه خالد به

هكذا قال عباد بن كثير، وعباد قد تركوه أيضًا، ولعل الذي حدثه: إنما هو عمرو بن خالد الواسطى الماضى، فنسى عباد اسمه فحكاه على التوهم فقال:"أحسبه خالدًا".

ثم قال عبد الرزاق [219]، حدثنا: "ابن جريج قال: أخبرتُ عن حبيب بن أبى ثابت عن عاصم بن ضمرة مثله

".

قلتُ: ولعل من أخبر ابن جريج إنما هو عمرو بن خالد أيضًا؛ والإسناد تالف مِنْ أي الوجوه أتيتُه. راجع "التلخيص"[4/ 151]، للحافظ.

وقد وهم الزيلعى في "نصب الراية"[4/ 260]، فعزاه لأحمد في "المسند". وليس لأحمد، إنما هو لولده في "الزوائد" كما مضى. وفى الحديث علة أخرى وهى عنعنة حبيب بن أبى ثابت، فقد كان مدلسًا. أما الهيثمى فهو في وادٍ آخر فتراه يقول في "المجمع" [4/ 87]:"رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات"، كذا، كأنه ما نظر إسناده،

لكن: لفقرات الحديث شواهد صحيحة ثابتة من وجوه. فلجملة النهى عن: "كل ذى ناب من السباع، وعن كل ذى مخلب من الطير": شاهد صحيح يأتى من رواية ابن عباس [برقم/ 2690]. ولجملة النهى عن: "لحوم الحمر الأهلية": طريق آخر صحيح عن علي يأتى [برقم/ 576]. ولجملة النهى عن: "ثمن الميتة": حديث أبى هريرة عند أبى داود [رقم/ 3485]، بإسناد قوى. ولجملة النهى عن:"كسب البغى": شاهد ثابت من حديث أبى جحيفة يأتى [برقم/ 890]. ولجملة النهى عن: "عسب الفحل" شاهد صحيح من حديث أبى هريرة يأتى [برقم/ 6371].

358 -

صحيح لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 151]، وفى "زوائده على فضائل الصحابة"[2/ رقم 1205]، والطيالسى [165]، وابن أبى شيبة [37927]، =

ص: 368

359 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا شعبة، حدّثنا فضيلٌ، عن أبى حريزٍ، عن الشعبى، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حِينَ رَجَعْتُ مِن جِنَازَةٍ، قَوْلا مَا أُحَب أَنَّ لِي بِهِ الدُّنْيَا جَمِيعًا".

= والخطيب في الأسماء المبهمة [ص 73]، والطبرى في "تاريخه"[3/ 125]، وغيرهم، من طرق عن نعيم بن حكيم عن أبى مريم الثقفى عن علي به نحوه. وفيه قصة.

قلتُ: وهذا إسناد واهٍ. ونعيم بن حكيم: صدوق فيه شئ، وقد تابعه أخوه عبد الملك بن حكيم: عند الطيالسى [165]. وأبو مريم الثقفى: هو قيس المدائنى الذي جهَّله الدارقطنى وتركه، فراجع ما ذكرناه بشأنه فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم/ 292].

وفى الحديث الماضى: قصة أخرجها جماعة مع اللفظ المرفوع، وهى عند أبى داود [4770]، من هذا الطريق دون المرفوع. وللحديث المرفوع شواهد وطرق أخرى عن علي، وسيأتى جملة منها. وهو حديث صحيح ثابت.

359 -

حسن لغيره: أخرجه الطيالسى [121]، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 329]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 160]، وغيرهم، من طريق فضيل بن ميسرة عن أبى حريز عبد الله بن الحسين عن الشعبى عن علي به ....

قلتُ: هذا إسناد ضعيف. وفيه علتان:

الأولى: أن الشعبى لم يسمع من على إلا حديثًا واحدًا، وقد مضى [برقم/ 290]، وتكلمنا هناك في تلك المسألة.

والثانى: أن أبا حريز مختلف فيه، وثقه ابن معين - في رواية - وأبو زرعة وابن حبان.

ومشاه أبو حاتم، وضعفه النسائي وابن أبى مريم والجوزجانى وأبو داود وابن معين - في رواية - وابن عدى، وذكر أحمد أن القطان كان يحمل عليه، ثم قال أحمد:"ولا أراه إلا كما قال".

قلتُ: وهو الصواب: ومَنْ طالع ترجمته من "كامل ابن عدى"[4/ 158]، تبين له صدق مقالة ابن عدى في آخرها:"ولأبى حريز هذا من الحديث غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه".

لكن: للحديث شاهد يأتى [برقم/ 424]، وفيه قصة دفن أبى طالب ورجوع على من جنازته حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فدعا لى بدعوات ما يسرنى أن لى بها حمر النعم أو سودها". وفى لفظ: "ما يسرنى أن لى بها ما على الأرض من شئ". =

ص: 369

360 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا عبد الله بن لهيعة، حدّثنا عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زُرَيرٍ، عن علي بن أبى طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تُنْكَحَ المرأةُ على عمتها، أو على خالتها.

361 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن، عن زهيرٍ، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبى طالبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَرِثُ الرَّجلُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُون إِخْوَتِهِ لأَبِيهِ".

= واللفظ الأخير قريب من لفظ هذا الحديث. وقوله في الحديث هنا: "حين رجعتُ من جنازة" هي جنازة أبى طالب أبيه، كما يأتى عند المؤلف [برقم/ 424].

360 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 77]، والبزار [888]، والمروزى في "السنة"[رقم 283]، وغيرهم، من طريق ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد أجوف، وابن لهيعة: ضعيف سيئ الحفظ مختلط، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. وسيأتى بعضها عند المؤلف [برقم 1890، 6641، 7225]. راجع: "الإرواء"[6/ 288]، و"نصب الراية"[3/ 173].

361 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [2739]، وأحمد [1/ 144]، والدارمى [2984]، والمروزى في "السنة"[رقم 265]، والترمذى [2094]، والدارقطنى في "علله"[4/ 69]، والبيهقى [12108]، وغيرهم، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث الأعور عن علي به.

وزاد بعضهم: "قضى بالدين قبل الوصية، وأن أعيان بنى الأم يتوارثون دون بنى العلَّات".

قلتُ: وزيادة "قضى بالدين قبل الوصية" قد مضت من هذا الطريق [برقم 300].

والزيادة الأخرى رواها أيضًا: الحاكم [4/ 373]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 86]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5156]، والبزار [839]، وعبد الرزاق [19003]، وابن أبى شيبة [29054]، والحميدى [55]، وابن الجارود [950]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 165]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 333]، وغيرهم، من طريق أبى إسحاق عن الحارث عن على به

وهذا إسناد ضعيف لا يصح.

قال الترمذى بعد روايته: "هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث أبى إسحاق عن الحارث، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث". =

ص: 370

362 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن، حدّثنا حسن، عن بيانٍ، عن حصين بن صفوان، عن علي، قال: كنت غلامًا مذاءً، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء قد آذانى، قال:"إِنَّمَا الْغُسْلُ مِنَ الْماءِ الدَّافِقِ".

= قلتُ: الحارث شيعى ضعيف على التحقيق، ولم يكن كذابًا في الرواية أصلًا. وأبو إسحاق: إمام حافظ حجة. لكن ثبت عليه التدليس فلا يحتج بحديثه إلا فيما صرح فيه بالسماع، اللَّهم في شيوخ له أكثر عنهم، وأظن أن الحارث منهم. ثم هو قد اختلط أخيرًا أو تغير - كما يراه الذهبى - لكن روى عنه هذا الحديث: الثورى، وهو من قدماء أصحابه.

فالعلة الحقيقية: هي ضعف الحارث الأعور. فإن وجد للحديث: شاهد صالح للاستشهاد فهو به حسن. وإلا فقد عرفتَ ما فيه. والله المستعان.

* تنبيه أو فائدة: قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 229]: "رواه أبو يعلى ولا أعرف معناه.".

قلتُ: بل معناه ظاهر إن شاء الله. يوضحه اللفظ الآخر: "أعيان بنى الأم يتوارثون دون بنى العلات، الرجل يرث أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه" وهذا لفظ الترمذى. والمراد: إذا مات رجل وترك إخوة لأبيه وأمه، وإخوة لأبيه فقط، فالمال للإخوة من الأب والأم دون الإخوة للأب. وأعيان بنى الأم: هم الأخوة لأب واحد وأم واحدة.

وبنو العلات: هم الإخوة لأب واحد وأمهات شتى. فلو اجتمع بنو الأعيان مع بنى العلات، فالميراث لبنى الأعيان؛ لقوة القرابة وازدواج الصلة. راجع:"غريب الحديث" للخطابى [20/ 160]، و"النهاية" لابن الأثير [3/ 559]، و"غريب الحديث" لابن الجوزى [2/ 140].

و"الفائق" للزمخشرى [3/ 44].

362 -

صحيح لغيره: أخرجه النسائي في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[3/ 517]، والبيهقى في "سننه"[761]، وغيرهما، من طريق الحسن بن صالح عن بيان بن بشر عن حصين بن صفوان عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. رجاله: ثقات أثبات سوى حصين بن صفوان ويقال: ابن معدان أجو قبيصة، وهو شيخ مجهول كما قاله المزِّى، وتبعه الحافظ.

وقد انفرد عنه بشر بن بيان بالرواية. راجع "الجرح والتعديل"[3/ 196]، وهو من رجال "التهذيب".

وللحديث: طرق أخرى عن علي. مضى بعضها [برقم/ 314]، وسيأتى المزيد.

ص: 371

363 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن عبيدٍ، أخبرنا شرحبيل بن مدركٍ، عن عبد الله بن نجىٍ، عن أبيه، أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلقٌ إلى صفين، فنادى عليٌّ: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ وعيناه تفيضان، قال: قلت: يا نبى الله، أغضبك أحدٌ؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال:"بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِى جِبْرِيلُ قَبْلُ، فَحَدَّثَنِى أَنَّ الحسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ"، قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته، قال: قلت: نعم، قال:"فَمَدّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَن فَاضَتَا".

364 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن عبيدٍ، حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين

363 - ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 85]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2811]، والبزار [884]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 427]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1620]، وابن الشجرى في "الأمالى"[ص 130]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 188]، ومن طريقه ابن العديم في "بغية الطلب"[6/ 2596]، وغيرهم، من طرف عن محمد بن عبيد الطنافسى عن شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجى عن أبيه به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وعبد الله بن نجى: صدوق إن شاء الله. وإنما الآفة من أبيه نجى الحضرمى، وهو شيخ مجهول الحال. انفرد عنه ولده بالرواية، كما انفرد العجلى بقوله:"كوفى تابعى ثقة! ". وهو واسع الخُطا في التساهل في التوثيق والتعديل! كما نبَّه على ذلك العلامة المعلمى اليمانى وغيره. وابن حبان - على تساهله - لما ذكره في "الثقات" قال: "لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إذا انفرد" ولهذا قال الذهبى في "الكاشف": "لين". ومثله قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعنى إذا تُوبع وإلا فهو لين.

وللمرفوع من الحديث: شواهد عن جماعة من الصحاية. ذكر شطرًا منها: الإمام في "الصحيحة"[3/ 159]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 188، 189، 190، 191، 192، 193، 194، 195، 196، 197].

364 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [2984]، وأحمد [1/ 84]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 385]، والبزار [626]، وابن زنجويه في "الأموال"[3/ رقم 969]، وابن شبة في "تاريخ المدينة"[2/ 645]، والبيهقى [رقم 12741]، والضياء في "المختارة"[2/ 261 - 262]، =

ص: 372

ابن ميمونٍ، عن عبد الله بن عبد الله، قاضى الرى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: سمعت أمير المؤمنين عليًا، يقول: اجتمعت أنا وفاطمة، والعباس، وزيد بن حارثة، فقال العباس يا رسول الله، كبر سنى، ورق عظمى، وكثرت مؤنتى، فإن رأيت يا رسول الله، أن تآمر لى بكذا وكذا وسقًا من طعامٍ فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعلت، فقالت فاطمة: يا رسول الله، إن رأيت أن تأمر لى بما أمرت فافعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فَعَلْتُ ذَلِكَ"، فقال زيد بن حارثة: يا رسول الله، كنت أعطيتنى أرضًا كانت معيشتى منها، ثم قبضتها منى، فإن رأيت أن تردها عليَّ فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَعَلْتُ ذَلكَ"، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تولينى هذا الحق الذي جعل الله لنا في كتابه في هذا الخمس فأقسمه في حياتك فلا ينازعنيه أحدٌ بعدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَعَلْتُ ذَلِكَ"، فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته في حياته، ثم ولانيه أبو بكرٍ فقسمته في حياته، ثم ولانيه عمر فقسمته في حياته، حتى كان آخر سنةٍ من سنى عمر، وإنه أتاه مالٌ كثيرٌ فعزل خمسًا، ثم أررسل، فقال: يا على، هذا حقكم، فخذ، فقلت: يا أمير المؤمنين، بنا العام عنه غنًى، وبالمسلمين إليه حاجةٌ فاردده إليهم، فرده عمر تلك السنة، ثم لم يدعنى إليه أحدٌ بعد عمر، حتى قصت مقامى هذا فلقينى العباس، فقال: يا على، لقد نزعت منا اليوم شيئًا لا يرد علينا أبدًا.

= والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 252]، والمزى في "التهذيب"[6/ 490]، وغيرهم، من طريق هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله الرازى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به نحوه. وهو عند البخارى والعقيلى مختصرًا. قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي - رضى الله عنه - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات، سوى الحسين بن ميمون الكوفى، ضعفه أبو حاتم.

ودكره البخارى في "الضعفاء" وأورد له هذا الحديث في "تاريخه الكبير" مختصرًا [2/ 385]، ثم قال:"وهو حديث لم يتابع عليه". أما ابن حبان: فقد ذكره في "ثقاته"[8/ 184]، لكنه قال:"ربما أخطأ". وقد ساق له العقيلى وابن عدى [2/ 354]، هذا الحديث في "الضعفاء" وحكيا مقولة البخارى فيه. وبه: أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 30]. راجع: "نصب الراية"[3/ 428].

ص: 373

365 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عائذ بن حبيبٍ، حدثنى عامر بن السمط، عن أبى الغريف، قال: أتى عليٌّ، بالوَضوء، فمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه، وغسل رجليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: هذا لمن ليس بجنبٍ، فأما الجنب فلا والله".

365 - منكر: أخرجه أحمد [1/ 110]، ومن طريقه المزى في "التهذيب"[14/ 26]، والنسائى في "مسند على" كما في "التهذيب"[14/ 26]، والبخارى في "تاريخه"[7/ 60]، والضياء في "المختارة [2/ 244]، وابن الجزرى في "مناقب الأسد الغالب" [رقم/ 76]، وغيرهم، من طريق عائذ بن حبيب عن عامر بن السمط عن أبى الغريف عن علي به نحوه

وهو عند البخارى دون المرفوع في آخره. قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 615]: "ورجاله موثقون".

قلتُ: وهذا إسناد منكر ما فيه خير، وفيه علتان:

الأولى: أبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الكوفى. قال أبو حاتم: "هذا شيخ تكلموا فيه، من نظراء أصبغ بن نباتة".

قلتُ: وأصبغ شيخ متروك قد أسقطه النقاد فسقط. ونقل الحافظ في "التهذيب"[7/ 10]، أن الحافظ ابن البرقى قد ذكر أبا الغريف في الذين احتملت روايتهم، ثم قال:"وقد تكلِّم فيه". فنأخذ من هذا: أن أبا الغريف شيخ ضعيف لا يحتج به إذا انفرد، وليس في طبقة المتروك إن شاء الله. أما توثيق ابن حبان والعجلى له فدلالة على كونهما ما عرفاه أصلًا.

2 -

والثانية: أن عائذ بن حبيب ثقة صدوق جليل، ما تكلم فيه أحد بحجة أصلًا، وقد وثقه جماعة وأثنى عليه أحمد وقال:"كان شيخًا جليلًا عاقلًا". لكن ابن معين: تارة يوثقه، وتارة يقول:"زنديق" فإن صح، فإن عائذًا كان يتشيع؛ فلعل يحيى ظنه من الغالين في مذهبهم فأطلق عليه الزندقة، والرجل برئ من هذا إن شاء الله.

أما الجوزجانى فدعه يثلب عائذًا كما يشاء، وماذا يضر عائذًا قول الجوزجانى فيه:"غالٍ زائغ" وهل الزائغ إلا الغالى في انحرافه عن أمير المؤمنين على - رضى الله عنه - مثلك يا جوزجانى؟! نعم: والزائغ أيضًا مَنْ يهلك في محبته - رضى الله عنه - أمثال جماعة من الضالين عن سواء السبيل: كالروافض وغيرهم.

أما عائذ: فقد ثبت أنه زيدف المذهب. والزيدية: طائفة يتشيعون من غير إزراء على الشيخين =

ص: 374

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أو الصحابة، وإن كانوا يفرطون في محبة على بن أبى طالب - رضى الله عنه - لكنهم أقرب من غيرهم إلى أهل السنة دون كلام.

وبالجملة: فعائذ ثقة مشهور فاضل. لكن نقل الإمام في "الإرواء"[2/ 342]، عن ابن عدى أنه قال:"روى أحاديث أنكرت عليه".

قلتُ: عبارة ابن عدى في "الكامل"[5/ 355]: "وعائذ روى هو عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه". فهكذا ينبغى تقييد تلك الأحاديث بكونها عن هشام بن عروة وحده، وقد خولف عائذ في رفع هذا الحديث. خالفه جماعة: رووه عن عامر بن السمط عن أبى الغريف به موقوفًا على على به نحوه

ومنهم:

1 -

يزيد بن هارون - الحافظ الإمام -: عند الدارقطنى في "سننه"[1/ 118].

2 -

وشريك القاضى: عند ابن أبى شيبة [1086].

3 -

والحسن بن صالح - الإمام -: عند البيهقى [421].

4 -

وخالد بن عبد الله الطحان - الثقة المتقن -: عند البيهقى أيضًا في "سننه"[427]، وابن المنذر في "الأوسط"[2/ رقم 598].

5 -

ومحمد بن فضيل - الثقة المعروف -: عند القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"[272].

6 -

ومروان بن معاوية - الثقة الحافظ -: عند القاسم بن سلام أيضًا في "فضائل القرآن"[272].

7 -

وأبو معاوية الضرير - الثقة المشهور -: عند القاسم بن سلام أيضًا [رقم 272].

فهؤلاء سبعة من الثقات الأثبات - سوى شريك وإن كان حافظًا - كلهم خالفوا عائذًا في عامر بن السمط، ورووه عنه به

موقوفًا. وهذا هو المحفوظ.

وعائذ: هان كان ثقة، فلعله وهم في رفعه، وليس من شرط الثقة ألا يخطئ، ولكن شرطه ألا يكثر من الخطأ.

وقد توبع عامر بن السمط على وقفه أيضًا:

1 -

تابعه عامر الشعبى: عند عبد الرزاق [1306]، بإسناد مثل الشمس إليه، وقد صحح الدارقطنى سنده الموقوف في "سننه"[1/ 118].

وقد استوفينا تخريج هذا الحديث والرد على من صححه مرفوعًا في "غرس الأشجار".

ص: 375

366 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبى، عن أبى إسحاق، حدثنى حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيفٍ، عن محمد بن مسلمٍ الزهرى، عن علي بن حسينٍ، عن أبيه، عن جده على بن أبى طالبٍ، قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة، قال: ثم رجع إلى بيته فصلى هونًا من الليل، فلم نسمع له حسًا، قال: فرجع إلينا فأيقظنا، فقال: قوما فصليا، قال: فجلست وأنا أعرك عينى، وأنا أقول: والله ما نصلى إلا ما كتب الله لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول، ويضرب على فخذه:"مَا نُصَلِّى إِلا مَا كُتِبَ لَنَا، مَا نُصَلِّى إِلا مَا كَتَبَ الله لَنَا، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ"، {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} [الكهف: 54].

367 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنى أبى، عن ابن إسحاق،

366 - صحيح: أخرجه البخارى [6915]، ومسلم [775]، والنسائى [1611]، وأحمد [1/ 77]، والبزار [503]، وابن حبان [2566]، وابن خزيمة [1140]، والأنصارى في "ذم الكلام"[1/ رقم 119]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3005]، والبيهقى [4416]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 360]، وجماعة، من طرق عن الزهرى عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده به نحوه.

قلتُ: وهكذا رواه أصحاب الزهرى عنه على هذا الوجه.

وخالفهم معمر بن راشد، فرواه عن الزهرى فلم يقم إسناده فقال: عن الزهرى عن علي بن الحسين به مرسلًا

هكذا أخرجه عبد الرزاق [2244]. وتابعه: مسعر عن عتبة بن قيس عن على بن الحسين به مرسلًا

ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 99]. ثم رجَّح الوجه الأول.

ورواه الليث عن الزهرى، واختلف عليه فيه كما شرحه الدارقطنى.

* تنبيه: وقع في إسناد المؤلف من الطبعتين: "حدّثنا يعقوب بن إبراهيم حدّثنا أبى عن أبى إسحاق"! هكذا: "أبى إسحاق"! والصواب: "ابن إسحاق" وهو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب "المغازى".

367 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 91]، ومن طريقه ابن بشران في "الأمالى"[رقم/ 35]، والبزار في "مسنده"[834]، وغيرهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن =

ص: 376

وذكر محمد بن كعبٍ، عن الحارث بن عبد الله الأعور، عن عليٍّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَتَانِى جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفةٌ بَعْدْكَ، فَقُلْتُ: فَأَيْنَ المَخْرَجُ يَا جبْريلُ؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ، يَقْصِمُ اللهُ كُلَّ جَبَّارٍ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِه نَجَا، وَمَن تَرَكَهُ هَلَكَ، قوْلٌ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِالْهَزْلِ، لَا تَخْتَلِقُهُ لا تَخْتَلِقُهُ الأَلْسُنُ، وَلا يَنْفَدُ عَنْ طُول الرَّدِّ، وَلَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ، فِيهِ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كائِنٌ بَعْدَكُمْ".

= ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظى عن الحارث الأعور عن علي به نحوه. قال البزار: "لا نعلم روى محمد بن كعب القرظى، عن الحارث، عن علي، إلا هذا الحديث".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: الحارث الأعور ضعيف الحديث، كما مضى شرحه مرارًا. وقد انفرد به كما يأتى.

الثانية: ابن إسحاق إمام صدوق على التحقيق، لكن رماه جماعة بالتدليس، ولم يصرح في هذا الحديث بالسماع، وقد وقع عند أحمد وابن بشران: "عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب القرظى

". وهذا ظاهر في كونه لم يسمعه منه، وإن كان قد سمع من ابن كعب في الجملة.

وقوله: "وذكر" مثل قوله "عن" و"قال"، غير أن:"ذكر" أصرح منهما في الانقطاع، لاسيما إذا كانت من ابن إسحاق. ويدل على ذلك: قول أحمد: "إذا قال ابن إسحاق: "وذكر" فلم يسمعه". كما نقله عنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 261]، ونحوه في تاريخ الخطيب [1/ 230]، وعنه المزى في "التهذيب"[24/ 421].

وبعدم تصريح ابن إسحاق بالسماع: أعله المحدث الحوينى في تعليقه على "فضائل القرآن/ لابن كثير"[ص/ 43/ طبعة مكتبة ابن تيمية]، لكنه قال:"وابن إسحاق مدلس، وقد استخدم ما يدل على التدليس قطعًا"! يعنى قول ابن إسحاق: "وذكر محمد بن كعب"!

ولكن هذا لا يوجب التدليس قطعًا كما زعم! بل غايته أنه فيه شبهة تدليس وحسب، وليس عدم تصريح المدلس بالسماع في حديث من شيخه؛ دليلًا على كونه قد دلس فيه! وإنما ذاك قرينة وحسب!

وكثير من المتأخرين يقع في مثل هذا الخطأ المكشوف! وسنذكر طائفة من أوهامهم، مع إشباع الرد عليهم: في غضون تخريجنا للحديث الآتى [برقم/ 4578]. والله المستعان.

فإن قيل: قد وقع عند البزار: تصريح ابن إسحاق بالسماع من محمد بن كعب. =

ص: 377

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: هذا في نقدى وهم من الناسخ، أو من غيره، فليس للحديث عن ابن إسحاق سوى طريق يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق به

وقد وقع عند جميعهم - سوى البزار - "عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب." فتعين أنه خطأ ممن ذكرنا. ولا يقال: قد يكون ذلك من قبيل الاختلاف في سنده على يعقوب بن إبراهيم. فإن هذا بعيد في نظرى. والذى رواه عن يعقوب على الوجه الأول: هو الإمام أحمد وأبو خمِثمة زهير بن حرب، وحسبك بهما. والذى رواه عن يعقوب على الوجه الثاني هو: عبيد الله بن سعد ابن أخى يعقوب، وهو ثقة صالح.

فلو صححنا رواية البزار بالتصريح بالسماع؛ لقلنا هي وهم من عبيد الله بن سعد لمخالفته أحمد وأبا خيثمة! وإن كان الأقرب هو ما ذكرناه لك.

ثم رأيت الإمام أحمد شاكر: قد قال في تعليقه على "المسند": "وقد وقع في "مسند البزار": "ابن إسحاق قال: حدّثنا محمد بن كعب" ويغلب على ظننا أنه خطأ من الناسخ، والله أعلم". فللَّه الحمد.

وللحديث: طريق آخر عند الترمذى [رقم/ 2906]، وجماعة. وإسناده واه. وله طريق آخر مستقيم: عن الحارث عند الدارمى [3332]، وجماعة. وآفته الحارث الأعور.

وله شاهد: من حديث معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير"[220/ رقم 160]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 2206]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[5/ 253]، وجماعة. وسنده ساقط. وراجع:"الضعيفة"[4/ 258]، للإمام.

* تنبيه مهم: كان قد وقع بالأصل عند المؤلف وأحمد هكذا "عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن أبى إسحاق

"، وهذا تصحيف ظاهر، وصوابه "ابن إسحاق". وهكذا ذكره ابن كثير في "فضائل القرآن" [ص 20/ طبعة دار طيبة]، من طريق أحمد على الصواب. وهكذا جاء عند ابن بشران والبزار كلهم على الجادة. وقد نبه على ذلك: حسين أسد في طبعته من "مسند المؤلف"، وأجاد. ووقع في "الطبعة العلمية" على الصواب أيضًا. لكن أغرب حسين أسد فقال بعد أن أصلح هذا التصحيف: "هكذا رواه الإمام أحمد، وهذا يدل على أن في الحديث علة، ولعلها الانقطاع؛ لأن ابن إسحاق لم يسمع من محمد بن كعب القرظى

" كذا قال، ونقول له: نعم، في الإسناد علة، وهى عدم تصريح ابن إسحاق بالسماع؛ لكونه مدلسًا. أما كونه لم يسمع من محمد بن كعب القرظى فهذا شئ تنفرد به أنت دون برهان، وسماع ابن إسحاق من القرظى: ظاهر جدًّا، بل وقع التصريح منه بالسماع في جملة من الأحاديث والآثار. =

ص: 378

368 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن عبد الملك، عن النزال بن سبرة، قال: صليت مع علي الظهر، ثم انطلق إلى مجلسٍ كان يجلسه في الرحبة، فقعد وقعدنا حوله حتى حضرت العصر، فأتى بإناءٍ فيه ماءٌ، فأخذ منه كفًا فتمضمض، ثم استنشق ومسح وجهه وذراعيه، ومسح برأسه، ومسح برجليه، ثم قام فشرب فضل إنائه، ثم قال: إنى حدثت أن رجالًا يكرهون أن يشرب أحدهم وهو قائم، وإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل،: لك، وهذا وضوء من لم يحدث.

369 -

حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا شريكٌ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن عليٍّ، أنه وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"كان عظيم الهامة، أبيض مشربًا حمرةً، عظيم اللحية، ضخم الكراديس، شثن الكفين والقدمين، لم أر قبله مثله ولا بعده صلى الله عليه وسلم تسليمًا".

= فانظر مثلًا: مسند أحمد [1/ 459]، ومستدرك الحاكم [2/ 605]، والطبرانى في "الكبير"[11/ 11051]، وابن أبى الدنيا في "العقوبات"[رقم 246]، والآجرى في "الشريعة"[ص 304]، وغيرها، وأكثرها ثابتة الأسانيد إليه بذلك. ولو قال أسد: "لأن ابن إسحاق لم يسمعه من محمد بن كعب

" لكان مصيبًا.

368 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم/ 309]، بأخصر منه.

369 -

حسن لغيره: أخرجه أحمد [1/ 133]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 116]، وابن أبى شيبة [31807]، والبزار [رقم/ 474]، والآجرى في "الشريعة"[ص 471]، وابن حبان [6311]، والضياء في "المختارة"[2/ 369 - 370]، والبيهقى في "الدلائل"[1/ 223 الطبعة العلمية]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 255]، وغيرهم، من طريق شريك القاضى عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي به نحوه. وهو عند البيهقى مختصرًا ببعض فقراته.

قال البزار: "هذا الحديث يروى عن علي من غير وجه، ويروى عن علي بهذا الإسناد، وهذا أحسن إسنادًا يروى عن علي وأشده اتصالًا، ولا نعلم روى جبير بن مطعم عن علي إلا هذا الحديث".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وشريك: سيئ الحفظ كثير الخطأ والوهم؛ لكنه لم ينفرد به. =

ص: 379

370 -

حدّثنا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا عباد بن العوام، أخبرنا الحجاج، عن سالمٍ المكى، عن ابن الحنفية، عن عليٍّ، أنه سئل عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان لا قصيرًا ولا طويلًا، حسن الشعر رجلة، مشربًا في وجهه حمرةٌ، ضخم الكراديس، شثن

= بل تابعه عليه: إسماعيل بن أبى خالد عند القطيعى في "الألف دينار"[رقم 157]، وابن عساكر في "تاريخه" [3/ 257]. لكن في الطريق إليه لين. وعبد الملك بن عمير: صدوق صالح من رجال الشيخين، لكنه كثير الأوهام والأخطاء، بل قال أحمد:"مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمس مئة حديث وقد غلط في كثير منها".

قلتُ: وقد اضطرب - على عادته - في هذا الحديث فرواه كما مضى على الوجه الماضى. ثم عاد ورواه عن نافع بن جبير فقال: عنه عن أبيه به نحوه

فجعله من "مسند جبير بن مطعم".

هكذا أخرجه ابن بشران في "أماليه"[2/ رقم/ 765]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 257]؛ فهذان لونان من اضطراب عبد الملك فيه!

ولون ثالث: فرواه تارة أخرى فقال: عن ربعى بن حراش عن علي به

وأسقط منه "نافع بن جبير"، وأبدله بـ:"ربعى"! هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 258]. وقد توبع عليه: عبد الملك على الوجه الأول: تابعه: عثمان بن مسلم هرمز عند الترمذى [3637]، وأحمد [1/ 96]، والحاكم [2/ 662]، والطيالسى [171]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1414]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 411]، والبخارى في "الكبير"[1/ 8]، وأبو زرعة الشامى في "تاريخه"[ص 3]، وابن شبة في "تاريخ المدينة"[602/ 2]، والخلال في "السنة"[1/ رقم 241]، وجماعة كثيرة، من طريق ابن هرمز عن نافع بن جبير عن علي به نحوه. قال الترمذى:"قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وابن هرمز ضعفه النسائي. وقد اختلف عليه في إسناده: كما تراه عند ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 254]. والمحفوظ عنه هو الوجه الأول.

وللحديث: طرق أخرى عن علي، ذكرها ابن عساكر، ومنها الآتى. وله شواهد أيضًا يتقوى بها إن شاء الله.

370 -

قوى لغيره: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 248]، من طريق المؤلف، والبزار [586]، كلاهما من طريق عباد بن العوام عن الحجاج بن أرطأة عن سالم المكى عن محمد ابن الحنفية عن علي به

=

ص: 380

الكفين والقدمين، عظيم الرأس، طويل المسربة، لم أر قبله ولا بعده مثله، إذا مشى يتكفأ كأنما ينحط من صببٍ.

371 -

حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا شريكٌ، عن سماك، عن حنشٍ، عن عليٍّ، قال: بعثنى رسول الله إلى قومٍ ذوى أسنان وأنا حديث السن، فقال:"إِذَا جَاءكَ الْخصْمَانِ فَلا تَسْمَعْ منْ أَحَدِهِمَا حَتَّى تسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ سَيَبِينُ لَكَ الْقَضَاءَ"، قال: فتعلمت فما زلت قاضيًا.

= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأول: الحجاج بن أرطأة فقيه عالم، غير أنه كثير الأوهام مع تدليس شُهِر به، ولم يذكر فيه سماعًا.

الثاني: سالم المكى، هو سالم بن عبد الله الخياط نزيل مكة المكرمة، وليس هو مولى عكاشة على الصحيح. وهو صدوق سيئ الحفظ، كما يقول الحافظ في "التقريب"، ولم يذكر هو ولا المزى أن ابن أرطأة يروى عنه؛ لكن نصَّ على ذلك أحمد في كتاب "العلل"[2/ رقم 3348/ رواية ولده عبد الله]. ولمَّا لم يجده حسين أسد في شيوخ ابن أرطأة من "التهذيبين"، نظر في ترجمة ابن الحنفية، فوجد في الرواة عنه: سالم بن أبى الجعد، فقال في تعليقه على "مسند المؤلف":"وسالم الذي يروى عن ابن الحنفية: هو ابن أبى الجعد الكوفى".

قالت: ولم يفعل شيئا! وسالم بن أبى الجعد وإن كان يروى هو الآخر عن ابن الحنفية، إلا أنه غير المراد هنا بلا ريب،، لكونه كوفيًا حتى النُّخاع، وسالم بن عبد الله الخياط: مكى معروف، وقد وقع في الإسناد هنا:"سالم المكى" فتعين أنه الخياط.

وعلى كل حال: فقد توبع سالم المكى - وليس الكوفى - عليه: تابعه عبد الله بن محمد بن عقيل: عند أحمد [1/ 89، 101]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 248]. وابن عقيل ضعيف عند التحرير، كما شرحناه في تعليقنا على "ذم الهوى/ لابن الجوزى" [1/ رقم/ 456]. وللحديث طرق أخرى عن علي مثله وبنحوه: عند ابن عساكر في "تاريخه"، وعند البيهقى في "الدلائل". وله شواهد كثيرة أيضًا، وانظر: ما قبله.

371 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه أبو داود [3582]، والترمذى [1331]، وأحمد [1/ 96]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 149]، والحاكم [105/ 4]، والطيالسى [125]، والبزار [733]، والنسائى في "الكبرى"[8420]، وفى "خصائص على"[رقم 35] وابن المدينى في =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "العلل" كما في "المحرر/ لابن عبد الهادى"[ص/ 356]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1510]، ووكيع في "أخبار القضاة"[1/ 21]، وابن أبى شيبة [29097]، والبيهقى [19940]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 438]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 390]، وغيرهم، من طرق عن سماك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن علي به نحوه

ولفظ أبى داود: "عن علي قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيًا، فقلت: يا رسول الله ترسلنى وأنا حديث السن ولا علم لى بالقضاء؟ فقال: إن الله سيهدى قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء. قال: فما زلت قاضيًا أو ما شككت في قضاء بعد". وهو عند الترمذى: بالمرفوع منه فقط! ولفظه: "إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع كلام الآخر، فسوف تدرى كيف تقضى. قال على: فما زلت قاضيًا بعد". قال الترمذى: "هذا حديث حسن". وقال ابن المدينى: "هَذَا حَدِيث كُوفِى وَإسْنَاد صَالح". وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن سماك عن حنش عن علي، منهم شريك وزائدة وسليمان بن معاذ".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلت: بل هو إسناد ضعيف إن شاء الله. وفيه علتان:

الأولى: سماك بن حرب، ثقة تغير حفظه أخيرًا حتى صار يتلقَّن وهذه مصيبة، وبسماك: أعله ابن حزم في "المحلى"[9/ 368]، وقرن معه حنش الصنعانى. وقد رواه جماعة عن سماك على الوجه الأول.

ثم جاء أسباط بن نصر فرواه عنه، لكنه اضطرب فيه؛ فمرة يرويه عنه مثل الوجه الماضى به، وتارة يسلك الجادة! ويرويه عنه عن عكرمة عن ابن عباس عن علي به

مع زيادة في متنه، هكذا أخرجه ابن حبان [5065]، وأشار إليه البزار في "مسنده"[2/ 307]. والمحفوظ الأول.

والثانية: أن حنش بن المعتمر شيخ مختلف فيه، وثقه أبو داود والعجلى، وضعفه الجماعة، ومشاه ابن عدى، وقد أفصح ابن حبان عن حاله فقال:"كان كثير الوهم في الأخبار؛ ينفرد عن على عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث الثقات، حتى صار ممن لا يحتج به"، وهذا جرح مفسر مستقيم، وقد أفرط أبو محمد بن حزم بشأنه فقال:"ساقط مطرح". والصواب ما قاله ابن حبان. وله أفراد عن علي في القلب منها كبير شئ. =

ص: 382

372 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، وسفيان، وإسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.

373 -

حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان، وإسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.

374 -

حدّثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، حدّثنا أبو إسحاق، عن هبيرة بن بريم، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر ويرفع الستور.

375 -

حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن سعد بن

= وقد وجدتُ للحديث طريقًا آخر قريبًا من لفظه هنا

، أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"[1/ 21]، وابن حزم في "المحلى"[9/ 367 - 368]، والآجرى في "الشريعة"[4/ 2070]، والضياء في "المختارة"[2/ 388]، والإسماعيلى في "معجم شيوخه"[2/ 654]، من طريق مؤمل بن إسماعيل عن الثورى عن علي بن الأقمر عن أبى جحيفة عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات سوى مؤمل ذلك الرجل السُّنى الصالح الصدوق، لكنه كثير الوهم ضعيف الحفظ. والحديث: ثابت عن علي به نحوه، ولكن دون جملة القضاء بين الخصمين! فانظر الماضى:[برقم/ 316، 293]، والآتى [برقم/ 401].

372 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 282].

373 و 374 - صحيح: انظر قبله.

* تنبيه: وقع في إسناد المؤلف من الطبعتين: "عن هبيرة بن بريم"! هكذا: "بريم" بالباء في أوله! والصواب: "يريم" بالياء في أوله، بوزن عظيم.

375 -

صحيح: أخرجه البخارى [4661]، ومسلم [2647]، وأبو داود [4693]، والترمذى [3344]، وابن ماجه [78]، وأحمد [1/ 82]، وابن حبان [334]، والبزار [593]، وعبد الرزاق [رقم 20574]، والنسائى في "الكبرى"[رقم 11678]، والطيالسى [رقم 151]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 84/ المنتخب]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ 171]، =

ص: 383

عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازةٍ، فلما انتهينا إلى بقيع الغرقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا معه، فأخذ عودًا فنكت به الأرض، ثم رفع رأسه، فقال:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا عَلِمَ الله مَكانَهَا مِنَ الْجنَّة وَمَكَانَهَا مِنَ النَّارِ، وَشَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً"، وقال: فقام رجلٌ من القوم، قال: أفلا ندع العَمل، ونقبل على كتابنا، فمن كان منا من أهل السعادة ييسر لعملها، ومن كان من أهل الشقوة صار إلى الشقوة؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَلِ اعْمَلُوا، فَكُلِّ مُيَسَّرٌ، فَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ يُيَسَّرُ لِعَمَلِهَا، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ يُيَسَّرُ لِعَمَلِهَا".

376 -

حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن ربعىٍ، عن رجلٍ، من بنى أسدٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى تؤْمِنَ بِهِنَّ: أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّى رَسُولُ الله بَعَثَنِى بالْحقِّ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ وَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْموْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ".

377 -

حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان، عن زبيدٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا طَاعَةَ لأَحَدٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ".

378 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، ومحمد بن عبد الله بن نميرٍ، وزهير بن

= وأبو الشيخ في "طبقاته"[3/ 599]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ 598]، وابن بطة في الإبانة [1/ رقم 1315]، والآجرى في "الشريعة"[ص 180]، وجماعة كثيرة، من طريق سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

376 -

ضعيف: بهذا اللفظ والسياق: قد مضى الكلام عليه [برقم 352].

377 -

صحيح: مضى تخريجه برقم [279].

378 -

صحيح: هذا الحديث مُطوَّل الذي قبله. وهو بطوله: عند البخارى [4085]، ومسلم [1840]، وأبى داود [رقم 2625]، والنسائى [رقم 4205]، وأحمد [1/ 82]، والمؤلف =

ص: 384

حربٍ، قالوا: حدِّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن علي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً، واستعمل عليهم رجلًا من الأنصار، وأمرهم ان يسمعوا له ويطيعوا، فأغضبوه في شئ، فقال: اجمعوا لى حطبًا، ثم قال: أوقدوا، فأوقدوا، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا وتطيعوا؟ قال: فادخلوها، فنظر بعضهم إلى بعضٍ، وقالوا: إنما فررنا إلى رسول صلى الله عليه وسلم من النار، فكانوا كذلك، فسكن غضبه وطفئت النار، فلما رجحوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمعْرُوفِ".

379 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، قال: قلت: يا رسول الله، ما لك تَتَوَّقَ في قريشٍ وتدعنا؟ قال:"هَلْ عنْدَكُمْ شَىْءٌ؟ "قلت: نعم، ابن حمزة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي، إِنَّمَا هِىَ ابْنةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ".

380 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، قال: قلت: يا رسول الله، مالك تتوق في نساء قريشٍ وتدعنا؟ فقال:"هَلْ عِنْدَكَ شَىْءٌ؟ " قلت: نعم، ابنة حمزة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا هِىَ ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ".

381 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن علي بن زيدٍ، عن

= [برقم 611]، والطيالسى [109]، وأبى القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم/ 894]، وجماعة كثيرة، كلهم من هذا الطريق به

379 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 265].

380 -

صحيح: انظر قبله.

381 -

صحيح: دون قوله: "أجمل فتاة في قريش": أخرجه الترمذى [1146]، وأحمد [1/ 131]، والشافعى [1455]، والبزار [525]، وسعيد بن منصور [رقم 948]، وعبد الرزاق [13946]، والنسائى في "الكبرى"[5438]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 110]، والمروزى في "السنة"[رقم 288]، وجماعة، من طرق عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن علي به

وهو عند الترمذى مختصرًا. قال الترمذى: "حسن صحيح".

ص: 385

سعيد بن المسيب، عن عليٍّ، قال: قلت: يا رسول الله، ألا أدلك على أجمل فتاةٍ في قريشِ؟ قال:"ومنَ هِىَ؟ " قلت: ابنة حمزة، قال:"وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ؟ وَإِنَّ الله حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ".

382 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى، حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن أبى

= قلتُ: وهذا إسناد معلول، وابن جدعان فقيه عالم ليس الحديث من شأنه، كان كثير الخطأ والمناكير حتى تركه جماعة وضعفوه جدًّا، وقد اضطرب في إسناده - كعادته - فرواه عن ابن المسيب على الوجه الماضى. ثم لم يرض إلا أن يعود ويرويه مرة أخرى ويقول: عن ابن المسيب عن ابن عباس عن علي به. هكذا بزيادة "ابن عباس". أخرجه أحمد [1/ 275]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 1697]، والنسائى في "الكبرى"[5439]. ثم أعرض عن هذا صفحًا! ورواه عن ابن المسيب به مرسلًا

ولم يذكر فيه عليًا ولا ابن عباس.

هكذا أخرجه سعيد بن منصور في سننه [1/ رقم 949]، مختصرًا بشطره الأخير، والحديث رواه البزار من الوجه الأول من طريق الثورى عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن علي به

ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال: عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن علي إلا سفيان الثورى. وغيره يقول: عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس

".

قلتُ: لم ينفرد به الثورى على هذا الوجه أصلًا؛ بل تابعه ابن عيينة وابن علية وعبد الوارث بن عبد الصمد.

وما رواه على الوجه الثاني - بزيادة ابن عباس - إلا سعيد بن أبى عروبة وحده، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 220]. فانتبه.

والحديث: صحيح ثابت من طرق أخرى وشواهد دون قوله: "أجمل فتاة في قريش". فانظر الماضى [برقم/ 265، 379]، والآتى [برقم/ 382، 383].

وكذا حديث: عائشة الآتى [برقم/ 4374].

382 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 138]، والطبرانى في الكبير [3/ رقم 2920]، والبزار [730]، وسعيد بن منصور في "سننه"[944]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 365]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 163]، والطيالسى [147]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم/ 592]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 110]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن أبى عون الثقفى عن أبى صالح الحنفى عن علي به

وهو عند البزار في سياق أتم. =

ص: 386

عونٍ، عن أبى صالحٍ الحنفى، قال: قال عليٌّ على المنبر، وسأله ابن الكَوَّاء، عن ابنة الأخ من الرضاعة، فقال عليٌّ: ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة حمزة، فقال:"وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ؟ ".

383 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا شعبة، عن محمد بن عبيد الله أبى عونٍ، سمعت أبا صالحٍ، يقول: خرج عليٌّ، فقال: سلونى، فسأله ابن الكواء عن بنت الأخ من الرضاعة، فقال عليٌّ: ذكرت ابنة حمزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"هِىَ ابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ".

384 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبى حسان الأعرج، عن عبيدة السلمانى، عن عليٍّ، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم حبسه المشركون يوم الأحزاب عن صلاة العصر حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال: "اللَّهمَّ

= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. وأبو عون الثقفى: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقة المشهور.

وأبو صالح الحنفى: هو عبد الرحمن بن قيس الكوفى.

وقد توبع عليه شعبة: تابعه مسعر بن كدام: عند أبى نعيم في "الحلية"[4/ 366].

383 -

صحيح: انظر قبله.

384 -

صحيح: أخرجه مسلم [رقم 627]، والترمذى [رقم 2984]، والنسائى [رقم 473]، وأحمد [1/ 135]، و [1/ 154]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 2700]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[982]، وابن الجارود [157]، وابن سعد في "الطبقات"[72/ 2]، وابن عبد البر في "التمهيد"[4/ 290]، وابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 294]، وجماعة، من طرق عن قتادة عن أبى حسان الأعرج عن عبيدة السلمانى عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح، قد روى من غير وجه عن علي".

قلتُ: وإسناده صحيح ثابت. وقتادة قد صرح بالسماع عند أحمد وغيره. ويكفى أن شعبة قد رواه عنه عند بعضهم.

وأبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبيد الله البصرى.

ص: 387

امْلأْ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ".

385 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا هشامٌ، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم الخندق:"شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ الله بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا".

386 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريرى، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيشٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: "مَلأَ الله بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَن صَلاةِ الْوُسْطَى".

قال حمادٌ: لا أدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن عليٍّ، وهى العصر.

387 -

حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، عن عاصمٍ، عن زر بن حبيشٍ، عن عليٍّ،

385 - صحيح: أخرجه البخارى [2773]، ومسلم [627]، وأبو داود [409]، وأحمد [1/ 122]، والدارمى [1322]، وابن خزيمة [1335]، والبزار [549]، وابن أبى شيبة [36817]، والبيهقى [1998]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 24]، وعبد بن حميد في "مسنده/ المنتخب"[رقم/ 77]، وابن عبد البر في "التمهيد"[4/ 289]، وأبو يعلى الخليلى في "الإرشاد"[2/ 486/ المنتخب]، وجماعة، من طرق عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي به

386 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [684]، وأحمد [1/ 122]، وعبد الرزاق [2192]، وابن أبى شيبة [8608]، وسعيد بن منصور [1/ رقم 370]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[رقم 112]، والقطيعى في الألف دينار [رقم 38]، والبيهقى [2000]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 174]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 73]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[2/ 191]، وجماعة، من طريقين عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد حسن رائق. وعاصم صدوق مقرئ له أوهام لكنه متماسك. وللحديث: طرق أخرى ثابتة.

387 -

صحيح: انظر قبله.

ص: 388

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلأَ الله قُبُورَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ نَارًا، كمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، قَالَ: وَهِىَ الْعَصْرُ".

388 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدًا يوم الأحزاب على فُرْضَةٍ من فُرَضِ الخندق، فقال:"شغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ الله بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، أَوْ مَلأَ الله بُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا".

389 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، عن سفيان، عن الأعمش، ومنصورٍ، عن أبى الضحى، عن شُتَيْرِ بن شكلٍ، عن علي، قال: شغلنا

388 - صحيح: أخرجه مسلم [627]، وأحمد [1/ 135]، والطيالسى [94]، والبزار [787]، وابن أبى شيبة [8597]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 173]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر"[رقم 164]، وجماعة من طرق عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن يحيى بن الجزار عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. ويحيى بن الجزار: شيخ ثقة، لكن نقل حرب الكرمانى في "مسائله" عن أحمد أنه لم يسمع من على. لكن صحَّ عن شعبة: كما أخرجه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[9/ 133]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 396]، أنه قال: "لم يسمع يحيى بن الجزار من على إلا ثلاثة أشياء

". وذكر منها: هذا الحديث. وهذا يخصِّص قول أحمد الماضى.

389 -

صحيح: أخرجه مسلم [627]، وأحمد [1/ 81]، وابن خزيمة [1337]، وعبد الرزاق [2194]، وابن أبى شيبة [8596]، والنسائى في "الكبرى"[358]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 24]، والبيهقى [1999]، وابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 294]، وابن عبد البر في "التمهيد"[4/ 290]، وجماعة، من طرق عن الأعمش - وتابعه منصور عند المؤلف - عن أبى الضحى مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. والأعمش وإن كان إمامًا في التدليس وقد عنعنه، إلا أن شعبة قد رواه عنه عند أحمد [8/ 151]، وغيره. وقد اختلف في إسناده عليه، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 240]، ثم رجَّح الوجه الماضى. وهو الصواب.

ص: 389

المشركون يوم الأحزاب عن صلاة الوسطى، صلاة الوسطى: صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وبيوتهم وأجوافهم نارًا.

390 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍ، قال: أمرنا عبيدة أن يسأل عليًا، عن صلاة الوسطى، فسأله فقال: كنت أحسب أنها صلاة الفجر، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، يقول:"شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاة الْعَصْرِ، مَلأَ الله قُبُورَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا".

391 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا يوسف بن خالدٍ، عن الأعمش، عن مسلم بن صُبيحٍ، عن شُتَيْرِ بن شكلٍ، عن عليٍّ، أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى صلاها بعد العشاءين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَلأَ الله بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى".

392 -

حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن مسلم بن صُبيحٍ، عن شُتَيْرِ بن شكلٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "شَغَلُونَا عنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلأَ الله قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ المْغْرِبِ وَالْعِشَاءِ".

393 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا هشامٌ، عن محمدٍ، عن عبيدة، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: "مَلأَ الله قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ".

390 - صحيح: مضى آنفًا [برقم 386]، و [387].

391 -

صحيح: انظر قبل الماضى.

392 -

صحيح: انظر قبله.

393 -

صحيح: مضى آنفًا [برقم 385].

ص: 390

394 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر الجشمى، وأبو خيثمة، قالا: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن الحسن بن محمد، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، كاتب علي، قال: سمعت عليًا، يقول: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال:"انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةٌ، وَمَعَهَا كتَابٌ تَجِدُونَهُ مَعَهَا"، فانطلقنا نتعادى، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجى الكتاب، فقالت: ما معى كتابٌ، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنفتشن الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه من حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبًا، فقال:"مَا هَذَا؟ " قال: لا تعجل عليَّ، إنما كنت ملصقًا في قريشٍ، ولم أكن من أنفسهم، وليس أحدٌ من أصحابك إلا له بمكة من يحميه، ويخلفه في أهله غيرى، فأردات أن أتخذ عندهم يدًا، وما فعلته كفرًا ولا ارتدادًا عن دينى، ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَكُمْ"، فقال عمر: دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال له:"إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اغمَنوا مَا شِئْتمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ؟ ".

395 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، أخبرنى الحسن بن محمدٍ، أن عبيد الله، كاتب علي، أخبره، أنه سمع عليًا، يقول: بعثنى رسول الله، أنا والزبير، والمقداد، قال سفيان: هؤلاء فرسان المؤمنين، فقال:"انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَذَكرَ نَحْوَهُ".

394 - صحيح: أخرجه البخارى [2845]، ومسلم [2494]، وأبو داود [2650]، والترمذى [3305]، وأحمد [4/ 79]، وابن حبان [6499]، والنسائى في "الكبرى"[11585]، والحميدى [49]، والشافعى [1458]، والبزار [530]، والبيهقى [18215]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد ابن الحنفية عن عبيد بن أبى رافع عن على به

قلتُ: وله طريق آخر عن علي. وهو بعد الآتى.

395 -

صحيح: انظر قبله.

ص: 391

396 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى، حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن حصين بن عبد الرحمن السلمى، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، قال: سمعت عليًا، وهو يقول: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا، والزبير، وأبا مرثدٍ السلمى، وكلنا فارسٌ، فقال:"انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمشْركِينَ، فَأْتُونِى بِهَا"، فأدركناها وهى تستند على بعيرٍ لها حيث، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أين الكتاب الذي معك؟ فقالت: ما معى كتابٌ، فأنخنا بعيرها، ففتشنا رحلها، فقال صاحبى: ما نرى معها شيئًا، فقلت: لقد علمنا ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذى نحلف به لتخرجنه أو لأجزرنك، يعنى السيف، فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها، وعليها إزارٌ من صوفٍ، فأخرجت الكتاب، فأتينا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " فقال: يا رسول الله، ما بى إلا أن أكون مؤمنًا بالله ورسوله، ولكنى أردت أن يكون لى عند القوم يدٌ يدفع الله بها عن أهلى ومالى، ولم يكن لأحدٍ من أصحابك إلا ومن قومه هناك من يدفع

396 - صحيح: أخرجه البخارى [2915]، ومسلم [2494]، وأحمد [1/ 105]، وابن حبان [7119]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 83/ المنتخب]، والبيهقى [18216]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 3]، وابن عساكر في "تاريخه"[37/ 275]- وعنده إشارة - وجماعة من طرق عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به نحوه.

قلتُ: وهكذا رواه جماعة من ثقات أصحاب حصين عنه على الوجه الماضى. وخالفهم ورقاء بن عمر اليشكرى؛ فرواه عن حصين فقال: عن سعد عن أبى عبد الرحمن السلمى عن عمر به

وجعله من "مسند عمر". هكذا أخرجه الدارقطني في "العلل"[2/ 242]، من طريق أبى سهل القطان عن عبد الله بن روح عن شبابة بن سوار عن ورقاء به.

قلتُ: والمحفوظ الأول. وهو الذي رجحه الدارقطنى فقال: "وهو الصواب". وورقاء: وإن كان ثقة صدوقًا، لكن يقول ابن عدى في "الكامل" [7/ 91]: "وقد روى جملة ما رواه أحاديت غلط في أسانيدها، وباقى حديثه لا بأس به

".

قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن علي. ومنها الآتى:

ص: 392

الله بها عن أهله وماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ، فَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا"، فقال عمر: يا رسول الله، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعنى حتى أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَوَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ، لَعَلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ: اعْمَلُوا مَا شئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجنَّةَ؟ ".

397 -

حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنى إسحاق بن سليمان الرازى، عن أبى سنانٍ، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: لما أراد رسول الله مكة، أرسل إلى أناسٍ من أصحابه، أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبى بلتعة، وفشا في الناس أنه يريد حنينًا، قال: فكتب حاطبٌ إلى أهل مكة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم، قال: فأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبا مرثدٍ، وليس معنا رجلٌ إلا ومعه فرسٌ، فقال:"ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بِهَا امْرَأَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا"، قال: فانطلقنا حتى رأيناها في المكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا لها: هات الكتاب، فقالت: ما معى كتابٌ، قال: فوضعنا متاعها، ففتشناها، فلم نجده في متاعها، فقال أبو مرثدٍ: فلعل أن لا يكون معها كتابٌ، فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا كذبنا، فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك، فقالت: أما تتقون الله؟ أما أنتم مسلمون؟ فقلنا: لتخرجنه أو لنعرينك، قال عمرو بن مرة: فأخرجته من حجزتها، فقال حبيب بن أبى ثابتٍ: وأخرجته من قبلها، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا الكتاب من حاطب بن أبى بلتعة، فقام عمر، فقال: يا رسول الله، خان الله، خان رسوله، ائذن لى فأضرب عنقه، فقال

397 - صحيح: أخرجه الطبرى في "تفسيره"[12/ 55]، وابن المنذر في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"[8/ 125]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[8/ 84/ طبعة دار طيبة]، من طريقين عن أبى سنان سعيد بن سنان الكوفى عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى سعيد بن فيروز عن الحارث الأعور عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. والحارث هو الأعور الفقيه الضعيف، وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [6/ 162]. وأبو سنان صدوق متماسك لا بأس له. والحديث صحيح ثابت: ويشهد له الطريق الماضى قبله.

ص: 393

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال عمر: بلى، ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَلَعَلَّ الله قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْل بَدْرٍ، فَقَال: اعْمَلُوا مَا شِئْتم"، ففاضت عينا عمر، فقال: الله ورسوله أعلم، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطبٍ، فقال:"مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قال: يا رسول الله، كنت امرأ ملصقًا في قريشٍ، فكان بها أهلى ومالى، ولم يكن من أصحابك أحدٌ إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله، فكتبت إليهم بذلك، والله يا رسول الله، إنى لمؤمنٌ بالله وبرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ حَاطِبٌ، فَلا تَقُولُوا لِحَاطِبٍ إِلا خَيْرًا"، قال حبيبٌ: فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1].

398 -

حدّثنا زهيرٌ أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، أخبره الحسن بن محمدٍ، أن عبيد الله بن أبى رافعٍ، أخبره أن عليًا، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمقداد، والزبير إلى روضة خاخٍ، فقال:"إِنَّ بهَا امْرَأَةً وَمَعَهَا كتَابٌ"، قال: فخرجنا تتعادى بنا خيلنا، فأقبلنا فإذا نحن بالمرأة، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنفتشن الثياب، قال: فأخرجت من عقاص شعرها كتابًا، فإذا فيه من حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟ "، قال: يا رسول الله، ما كتبته ارتدادًا عن دينى، واعتذر بشئٍ معناه أنه كان بها غريبًا أو نحو هذا، فقال عمر: يا رسول الله، دعنى أضرب عنق هذا المنافق، قال:"وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَر؟ لَعَلَّ الله قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ".

399 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا شريكٌ، عن الأعمش، عن المنهال، عن

398 - صحيح: مضى آنفًا [برقم/ 394، 395].

399 -

منكر: أخرجه البزار [764]، والحارث في مسنده [رقم 197/ زوائد الهيثمى]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 181]، وابن راهويه في "مسنده" وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[17/ 133/ طبعة العاصمة]، والطبرى في "تهذيب الآثار" كما في "كنز العمال" =

ص: 394

عباد بن عبد الله، أو عبد الله بن عبادٍ، عن عليٍّ، قال: صعد المنبر يوم الجمعة فخطب، ثم قام إليه الأشعث، فقال: غلبتنا عليك هذه الحميراء، فقال: من يعذرنى من هؤلاء الضياطرة، يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه، وهؤلاء يُهَجِّرون إلى ذكر الله، إن طردتهم إنى إذًا لمن الظالمين، أما والله لقد سمعته، يقول:"لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا، كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا".

= [11772]، والطحاوى في "المشكل"[9/ 156، 157/ طبعة الرسالة]، والضياء في "المختارة"[2/ 132]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدى عن علي به مطولًا ومختصرًا

قال البزار: "وهذا الحديث بهذا الكلام لا نعلم رواه إلا المنهال، عن عباد، عن علي".

وقال الهيثمى في "المجمع"[7/ 475]: "رواه أبو يعلى وفيه عباد بن عبد الله الأسدى وثقه ابن حبان وقال البخارى: فيه نظر".

قلتُ: وهذا إسناد منكر، وعباد الأسدى: يقول عنه البخارى "فيه نظر". وهذا جرح شديد عنده، بل قال الذهبى:"وقل أن يكون عند البخارى رجل "فيه نظر" إلا وهو متهم". راجع ترجمة "عثمان بن فائد" من "الميزان" وضعفه ابن المدينى. وقال ابن حزم: "مجهول".

قلتُ: وهو كذلك أيضًا، فقد انفرد بالرواية عنه: المنهال بن عمرو وحده، فماذا يجديه ذكْر ابن حبان له في "الثقات"؟! والمنهال بن عمرو: ثقة صدوق ما تكلَّم فيه أحد بحجة أصلًا. وفى الحديث علة أخرى وهى عنعنة أبى سليمان الأسدى؛ فقد كان مدلسًا مشهورًا على إمامته في الدين، وقد توبع شريك عليه: تابعه:

1 -

محاضر بن المروِّع: عند البزار.

2 -

3 - وأبو عوانة ويحيى بن عيسى الرملى: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 23].

4 -

وجرير بن عبد الحميد: عند ابن راهويه والمحاملى، لكنه قال في روايته: "عن المنهال بن عمرو عن رجل عن علي به

" هكذا قال جرير عن الأعمش، ونقل الحافظ في "المطالب" عم ابن راهويه أنه قال: "وسماه غير جرير: عباد بن عبد الله الأسدى". فتعقبه الحافظ قائلًا: "قلتُ: وهو كما قال".

قلتُ: وليس في رواية جرير مخالفة لمن رواه عن الأعمش وسمَّى فيه ذلك الرجل، بل رواية جرير: رواية مجملة مبهمة فسَّرتها رواية غيره عن الأعمش، وليس ثمَّ اختلاف إن شاء الله. =

ص: 395

400 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا عبيد الله الأشجعى، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبى الجعد، عن علي بن علقمة الأنمارى، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12]، قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى دينارٌ؟ قال: قلت: لا يطيقونه، قال:"فَكَمْ"، قلت: شعيرةً، قال: إنك لزهيدٌ، قال: فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13]، قال:"فبِهِ خَفَّفَ اللهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ".

= 5 - وتابعهم: أبو معاوية الضرير: عند الحارث بن أبى أسامة. لكن ذكر الدارقطنى في "علل"[4/ 23]، أن أبا معاوية رواه عن الأعمش بإسناده موقوفًا، وخالفه سائر أصحاب الأعمش الماضين فرووه عنه به مرفوعًا كما مضى. ورواية أبى معاوية: عند الحارث مرفوعة وليست بموقوفة، فلعله قد اختلف في رفعه ووقفه عليه، والرفع هو الصحيح: كما قاله الدارقطنى.

والمراد بالمرفوع هو تلك الجملة "ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتموهم عليه بدءًا". ووقع عند الدارقطنى في "علله": "أبدًا" بدلًا من "بدءًا" وهو تصحيف.

400 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [3300]، وابن حبان [6941]، والبزار [668]، وابن أبى شيبة [32126]، والنسائى في "الكبرى"[8537]، وفى "خصائص على"[رقم 152]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 90/ المنتخب]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 204]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 20]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 242]، والضياء في "المختارة"[2/ 301 - 302]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 486]، وابن الجوزى في "نواسخ القرآن"[ص 235]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبى الجعد عن على بن علقمة الأنمارى عن علي به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نحفظه من حديث على إلا بهذا الإسناد متصلًا، وعثمان بن المغيرة روى عنه الثورى ومسعر وشريك وجماعة، ولا نعلم روى هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا على".

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

وعلى بن علقمة، قال عنه البخارى:"في حديثه نظر". =

ص: 396

401 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى، عن عليٍّ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأنا حديث السن، ليس لى علم بالقضاء، قال: فضرب صدرى، وقال:"إِنَّ الله سَيَهْدِى قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدَهُ".

402 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيدٍ، عن مجالد عن سعيدٍ، عن الشعبى، عن الحارث، عن عليٍّ، قال:"لعن محمدٌ صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة، والحال والمحلل له، ومانع الصدقة، ونهى عن النوح"، ولم: يقل: لعن.

= وقال ابن حبان في المجروحين: "منكر الحديث، ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه؛ فلا أدرى سمع منه سماعًا، أو أخذ ما يروى عنه عن غيره!! والذى عندى: ترك الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب على في الروايات .. ".

قلتُ: ثم تناكد وذكره في "الثقات"[5/ 163] أما ابن عدى فإنه قال: "ولا أرى بحديث على بن علقمة بأسًا في مقدار ما يرويه".

قلتُ: الظاهر على حديثه الضعف. ثم هو شيخ مجهول لم يرو عنه سوى سالم بن أبى الجعد وحده، وللحديث: شاهد عن سعد بن أبى وقاص عند الطبراني في الكبير [1/ رقم 331]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في الدر المنثور [8/ 84]. وسند الطبراني ضعيف جدًّا، فيه خمس عللٍ على التوالى، وقد ضعفه السيوطى في "الدر".

401 -

صحيح لغيره: مضى تخريجه [برقم/ 316].

402 -

صحيح لغيره: دون قوله: "ومانع الصدقة": أخرجه أحمد [1/ 83]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 311]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5508]، وفى "سننه"[5508]، والبزار [820]، والخطيب في "تاريخه"[423/ 11]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 422]، أيضًا وجماعة من طرق عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن الحارث الأعور عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد ضعف وفيه علتان:

1 -

الحارث الأعور: ضعيف الحديث، كما مضى مرارًا. وقد اختلف عليه في إسناده، كما يأتى الإشارة إليه. =

ص: 397

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2 - ومجالد: قد ضعفه جمهرة النقاد لسوء حفظه. وبمجالد وحده: أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 311]. وقد اختلف عليه في سنده، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه جماعة كثيرة منهم:

1 -

2 - 3 - حصين بن عبد الرحمن، والمغيرة بن مقسم، وعبد الله بن عون ثلاثتهم: عند النسائي [5103]، والبزار [827]. واختلف في إسناده على ابن عون.

4 -

وجابر الجعفى: عند أحمد [1/ 107]، والبزار [821]، وعبد الرزاق [10791].

5 -

إسماعيل بن أبى خالد: عند أحمد [1/ 121]، والبزار [823]. واختلف عليه فيه.

6 -

والليث بن أبى سليم: عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7063].

7 -

وقتادة: عند البزار [822].

8 -

وداود بن أبى هند: عند البزار أيضًا [824]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 111].

9 -

وداود بن يزيد الأودى: عند البزار [828].

10 -

وفراس بن يحيى: عند البزار أيضًا [830].

11 -

وشعيب بن الحبحاب: عند عبد الرزاق [10971].

12 -

والحكم بن عتيبة: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 154]. وهكذا رواه غير هؤلاء، وبعض هذه المتابعات لا تثبت، وبعض رواتها قد اختلف عليهم في الإسناد.

وقد اختلف في سنده على الشعبى أيضًا؛ وتوبع عليه: تابعه أبو إسحاق الهمدانى عن الحارث الأعور عن علي به

أخرجه الدارقطنى في "العلل"[3/ 155]، لكن الطريق إليه غير محفوظ. وقد خولف الشعبى في إسناده؛ خالفه عبد الله بن مرة؛ فرواه عن الحارث فقال: عن عبد الله بن مسعود به مرفوعًا. بجملة: "آكل الربا والواشمة والمستوشمة" فقط مع زيادة أخرى. أخرجه النسائي [5102]، وجماعة. وسيأتى [برقم/ 5241]. واختلف في إسناده على ألوان أخرى كما يأتى شرحه هناك إن شاء الله.

ومدار الحديثين: على الحارث الأعور. وهو ليس بالقوى كما شرحناه سابقًا. ولأكثر لفقرات الحديث: شواهد صحيحة.

فجملة النهى عن "آكل الربا وموكله .. " تأتى من حديث أبى جحيفة [برقم/ 890]. =

ص: 398

403 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن عليٍّ، قال: جاء عمارٌ يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالْطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ".

= وجملة لعن "المحلل والمحلل له" تأتى من حديث ابن مسعود [برقم/ 5054، 5350]. ولجملة النهى عن "النوح" شاهد من حديث أم عطية مضى [برقم 226]، وسيأتى شاهد آخر من حديث أبى مالك الأشعرى [برقم 1577]، وآخر من حديث أنس [برقم 3911]، وآخر من حديث معاوية [برقم 7374].

أما جملة لعن "مانع الصدقة" فلم أجد لها شاهدًا الآن. والله المستعان.

403 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [3798]، وابن ماجه [146]، وأحمد [1/ 99]، وابن حبان [7075]، والحاكم [3/ 437]، والبخارى في "الأدب المفرد"[1031]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4794]، وفى "الصغير"[1/ رقم 238]، والبزار [741]، وابن أبى شيبة [32243]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 140]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[1504]، والآجرى في "الشريعة"[5/ 2480/ طبعة دار الوطن]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[2/ رقم 578]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 151]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 386]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن هانئ بن هانئ عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن علي إلا هانئ بن هانئ، ورواه عن أبى إسحاق غير واحد". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"!

قلتُ: هكذا رواه الثورى وزياد بن خيثمة، والصبى بن الأشعث، وشريك، وزهير بن معاوية، وغيرهم، عن أبى إسحاق به.

وتابعهم: إسرائيل عند الدارقطنى في "العلل"[4/ 151]. وشعبة: عند الطيالسى [117]، وأحمد [1/ 123]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1605]، والطبرى في "التهذيب"[رقم 1506]، والبزار [739]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1949]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 388]، وجماعة. وتابعهم أيضًا: موسى بن عقبة وصفوان بن سليم، وغيرهما.

وقد خالفهم جميعًا: سليمان الأعمش في موضعين من متنه؛ فرواه عن أبى إسحاق بإسناده به. فجعل قوله "مرحبًا بالطيب المطيب" من قول على موقوفًا، ثم زاد في آخره جملة أخرى، وقد اختلف عليه أيضًا في إسناده كما يأتى ذكره في الحديث الآتى. =

ص: 399

404 -

حدّثنا المقدمى، والحسن بن حمادٍ، قالا: حدّثنا عثام بن علي، حدّثنا الأعمش، عن أبى إسحاق، عن هانئ بن هانئٍ، قال: كنا عند على جلوسًا، فدخل عمارٌ، فقال: مرحبًا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"عَمَّارٌ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ".

= ومدار الحديث: على هانئ بن هانئ. وهو شيخ انفرد عنه أبو إسحاق بالرواية. وقد جزم بجهالته جماعة منهم: الشافعي والطبرى وابن المدينى.

وقال ابن سعد في "الطبقات"[6/ 223]: "منكر الحديث"، لكن مشاه النسائي ووثقه ابن حبان والعجلى، وصحَّح له الحاكم وابن حبان والترمذى هذا الحديث؛ وقول ابن سعد عندى: من قبيل الجرح المفسَّر. وأبو إسحاق: قد صرح بالسماع من رواية شعبة عنه عند الطيالسى وغيره.

ولكن: ماذا يجدى هذا في صحة الحديث؟! وهانئ قد جزم الحافظ بكونه "مستورًا"، ثم تناقض وحسَّن الحديث في "الإصابة"[4/ 575]، مع ما مضى من قول ابن سعد فيه، ولم أجد - للحديث شاهدًا إلا باللفظ الآتى. ثم وجدتُ له شاهدًا: عند الآجرى في "الشريعة"[رقم 1539]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 214]، وسنده تالف.

404 -

قوى بشواهده: المرفوع منه فقط، أخرجه ابن ماجه [147]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1508]، وابن أبى شيبة في "الإيمان"[رقم 88]، وفى المصنَّف" [3035]، وابن المقرئ في معجمه [رقم 10]، وابن ماجه [147]، وابن حبان [7076]، والبزار [740]، والضياء في "المختارة" [2/ 395/ 782]، وابن أخى ميمى في "فوائده" [رقم/ 174]، وأبو نعيم في "الحلية" [1/ 139]، وابن عساكر في "تاريخه" [43/ 391]، وجماعة من طرق عن عثام بن على عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن هانئ بن هانئ عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول؛ هانئ بن هانئ: مجهول متكلم فيه كما مضى. وأبو إسحاق يدلس وقد عنعنه، وهو قد تغير أخيرًا أيضًا، وليس الأعمش من قدماء أصحابه. والأعمش: يدلس هو الآخر، ولم يذكر فيه سماعًا، وعثام بن على: صدوق صالح. لكنه خولف في متن هذا الحديث.

خالفه: دراج بن نوح فرواه عن الأعمش بإسناده مثل اللفظ الماضى [برقم/ 403]، ودون جملة "عمَّار ملئ إيمانًا إلى مشاشته".

هكذا أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم/ 1949]، وأبو الحسين بن المظفر في "غرائب مالك" =

ص: 400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [رقم / 153]، والإسماعيلى في "معجمه"[3/ 783 - 784/ طبعة مكتبة العلوم والحكم]، وأبو الشيخ في "ذكر الأقران"[رقم/ 77]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 315]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 390]، وغيرهم.

ونوح بن دراج هذا: ساقط الحديث، لكنى وجدتُ وكيع بن الجراح قد تابعه عليه عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبى طالب قال:"استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوته، فقال: مرحبًا بالطيب المطيب". أخرجه ابن عساكر في "معجم شيوخه"[رقم/ 1447]، من طريق محمد بن سليمان بن هشام البصرى ثنا وكيع بن الجراح به.

قلتُ: لكن هذه متابعة تالفة لا تثبت! ومحمد بن سليمان بن هشام: شيخ ضعيف منكر الحديث! وهو من رجال ابن ماجه وحده؛ فالإسناد لا يصح عن وكيع، غير أن الحديث باللفظ الماضى: هو المحفوظ من طريق أبى إسحاق السبيعى، كما قاله الدارقطنى في "العلل"[4/ 151].

ولجملة "عمار ملئ إيمانًا إلى مشاشته" شواهد: وهى ذى:

1 -

حديث عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا: "ملئ عمار إيمانًا إلى مشاشته".

أخرجه النسائي [5007]، والحاكم [3/ 443]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 392]، من طرق عن عبد الرحمن بن مهدى عن الثورى عن الأعمش عن أبى عمار الهمدانى عن عمرو بن شرحبيل الكوفى به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح لولا أن الأعمش لم يذكر فيه سماعًا، وهو عريق في التدليس، وقد اختلف في إسناده على ابن مهدى! فرواه عنه إسحاق بن منصور والفلاس ومحمد بن المثنى وعبد الرحمن بن عمر المعروف بـ "برستة"، وأبو بكر بن منجوف وغيرهم، كلهم رووه عنه على الوجه الماضى.

وخالفهم جميعًا: محمد بن أبى يعقوب الكرمانى - الثقة المعروف - فرواه عن ابن مهدى بإسناده لكنه قال: عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود به

هكذا أخرجه الحاكم [3/ 443]، ثم قال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان محمد بن أبى يعقوب حفظ عن عبد الرحمن بن مهدى فإن أبا على الحافظ أخبرنى

". ثم ذكر الوجه الأول.=

ص: 401

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وابن أبى يعقوب هذا: ثقة احتج به البخارى. ولم يغمز أحد روايته عن ابن مهدى، والطريق إليه مستقيم، فروايته مقبولة، ويكون ذلك الرجل المبهم في الوجه الأول هو "عبد الله بن مسعود". وقد توبع ابن مهدى على الوجه الأول: تابعه الفضل بن دكين عند ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 392].

وخالفهما: وكيع بن الجراح - الجبل الراسخ - فرواه عن الثورى فقال: عن الأعمش عن أبى عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلًا

هكذا أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1600]، وابن أبى شيبة في الإيمان [رقم 87]، وفى "المصنف"[30349]، وابن عساكر في "تاريخه" [43/ 393]. ويبدو لى: أن الوجهين محفوظان عن الثورى. لكن خولف الثورى فيه، خالفه سليمان بن قرم؛ فرواه عن الأعمش فقال: عن رجل عن عمرو بن شرحبيل به مرسلًا

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 392]. وهذه مخالفة ضعيفة، وابن قرم: سيئ الحفظ صاحب مناكير. وأين هو من الثورى؟!

* فالحاصل: أن الحديث هنا معلول بعدم تصريح الأعمش بالسماع فيه من أبى عمار! وقول الحاكم عنه: "صحيح على شرط الشيخين"! فوهم لا ريب فيه! وليس في "الصحيحين" ولا في أحدهما حديث بتلك الترجمة قط!

2 -

حديث ابن عباس مرفوعًا: "إن عمارًا ملئ إيمانًا من قرنه إلى قدمه، يعنى مشاشه" أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[1/ 139 - 140]، وسنده واهٍ مسلسل بالعلل. راجع:"الصحيحة"[2/ 466].

3 -

حديث عائشة قالت: "ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه، ما خلا عمارًا، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملئ إيمانًا إلى مشاشه". أخرجه البزار [3/ رقم/ 2685/ كشف الأستار]، من طريق يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزَى، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به. قال الهيثمى في "المجمع" [9/ 484]:"رواه البزار ورجاله رجال الصحيح". وصحَّح إسناده الحافظ في "الفتح"[7/ 92].

وهذا تساهل منهما! فإن يحيى بن اليمان في سنده: كان كثير الخطأ في حديثه، وليس هو ممن يحتمل له التفرد عن مثل الثورى بهذا الإسناد! ثم وجدت للحديث: طريقًا آخر عن علي بنحوه. مرفوعًا. أخرجه ابن عساكر [43/ 393]، لولا أن سنده ضعيف لا يثبت.

* فالحاصل: أن المرفوع من الحديث هنا قوى بشواهده إن شاء الله.

ص: 402

405 -

حدّثنا أبو كريبٍ محمد بن العلاء الهمدانى، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى بابنة حمزة لخالتها، وقال:"الخالة بمنزلة الأم". وكان اختصم فيها عليٌّ وجعفرٌ وزيدٌ.

405 - صحيح لغيره: أخرجه البيهقى في سننه [15548]، من طريق يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن أبيه وغيره عن أبى إسحاق السبيعى عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم كلاهما عن علي به مطولًا

قلتُ: وقد توبع عليه ابن أبى زائدة: تابعه إسرائيل: عند أبى داود [2280]، وأحمد [1/ 98]، والحاكم [4/ 382]، والنسائى في "الكبرى"[8456]، وفى "خصائص على"[رقم 194]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"[2/ 268]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 247]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 140]، وجماعة، من طرق عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم [ووقع عند الخطيب:"عن هانئ بن هبيرة" وهو سقط وتصحيف]، عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد مغموز؛ هانئ بن هانئ: مضى أنه ضعيف مجهول، لكن تابعه هبيرة بن يريم، وهو شيخ لا بأس به إن شاء الله. وأبو إسحاق: يدلس وقد عنعنه، لكنه قد صرح بالسماع عند البيهقى وغيره. لكن ثبت أنه قد تغير حفظه حتى رماه بعضهم بالاختلاط، وأنكر صاحب "الميزان" ذلك وقال:"شاخ ونسى ولم يختلط". قال الإمام في "الإرواء"[7/ 247]، بعد أن ذكر الحديث الماضى من رواية زكريا بن أبى زائدة وإسرائيل عنه به، قال:"وسمع منه زكريا بآخرة كما قال الحافظ في "التقريب"، ومثله عندى إسرائيل وهو حفيده؛ فإنه إسرائيل بن يونس بن أبى إسحاق توفى "سنة 160". ومع ذلك فالبخارى قد احتج بروايته عن أبى إسحاق".

قلتُ: قد مدح جماعةٌ في رواية إسرائيل عن جده، وكان الذهبى يسميه "عكاز جده"؛ لكثرة ملازمته له حتى كان من أحسن الناس سياقًا لحديثه، وأضبطهم له، بل نقل الذهبى في سير النبلاء [7/ 359]، عن ابن مهدى أنه قال:"إسرائيل في أبى إسحاق أثبت من شعبة والثورى". قال الذهبى: "قلتُ: هذا أنا إليه أميل". وقول ابن مهدى هذا: أخرجه البيهقى في "سننه"[13396]، وابن عدى [1/ 324]، بإسناد صحيح إليه. وقابل هؤلاء: جماعةٌ من جهابذة النقاد، جزموا بكون إسرائيل قد سمع من جده أخيرًا؛ فقال أحمد:"إسرائيل عن أبى إسحاق فيه لين؛ سمع منه بآخرة". ونحوه قال ابن معين. وقد أعرض القطان عن الرواية عن إسرائيل لهذا الأمر، كما ذكره أحمد.=

ص: 403

406 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: دخلت على عليِّ بن أبى طالبٍ، أنا ورجلان: رجلٌ من قومى، ورجلٌ من بنى أسدٍ أحسبه، فبعثنا وجهًا، فقال: إنكما علجان، فعالجا عن دينكما، ثم دخل المخرج، فقضى حاجته، ثم خرج فأخذ حفنةً من ماءٍ، فتمسح يها، ثم جعل يقرأ

= والصواب عندى: ما قاله أحمد ومن وافقه، ولا ينافيه كون إسرائيل من أعلم الناس وأتقنهم لحديث جده، مع كونه سمع منه بعد تغيره، ولستُ أقدم على شعبة وسفيان في أبى إسحاق أحدًا أصلًا، لا سيما شعبة.

وللحديث: طريق آخر عن علي أخرجه أبو داود [2278]، من طريق عبد الملك بن عمرو عن الدراوردى عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمى عن نافع بن عجير عن أبيه عن علي به نحوه

في سياق قصة.

وهذا إسناد حسن لولا أن عبد الملك قد خولف في إسناده؛ خالفه إبراهيم بن حمزة الأسدى.

فرواه عن الدراوردى فقال: عن يزيد بن الهاد عن محمد بن نافع ابن عجير عن أبيه عن علي به.

هكذا أخرجه الحاكم [3/ 232]، والبيهقى [15549].

وتابعه: عبد العزيز الأويسى: عند البخارى في "تاريخه"[1/ 249]. وقد ذكر البيهقى رواية أبى داود الماضية ثم قال: "والذى عندنا أن الأول أصح".

يعنى: رواية الأويسى وإبراهيم بن حمزة، وهذا فيه نظر عندى، وعبد الملك بن عمرو ثقة حافظ، ما غمزه أحد بشئ أصلًا، ومثله يعسر تخطئته بمجرد المخالفة.

والأشبه: أن هذا الاختلاف في سنده هو من الدراوردى نفسه، فقد كان في حفظه شئ!! لكن مال الإمام في الإرواء [7/ 248]، إلى ترجيح ما قاله البيهقى، ثم أعله بمحمد بن نافع بن عجير قائلًا:"هو مجهول؛ وهو علة هذا الإسناد".

قلتُ: ومحمد هذا قد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وكذا وثقه ابن إسحاق "صاحب المغازى" كما نقله عنه البخارى في "تاريخه"[1/ 249]، وقد روى عنه رجلان، فمثله في طبقة الصدوق إن شاء الله. لكن الحديث معلول بما مضى. وله شواهد عن جماعة من الصحابة: ذكرهم الإمام في "الإرواء"[7/ 246]، والزيلعى في "نصب الراية"[3/ 268].

406 -

ضعيف: قد مضى هذا الحديث مختصرًا [برقم/ 287].

ص: 404

القرآن، قال: فكأنه رآنا أنكرنا ذلك عليه، فقال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته، ثم يخرج فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يحجبه عن قراءة القرآن شئٌ، ليس الجنابة".

407 -

حدّثنا على بن الجعد، حدّثنا شعبة، بنحوه، حفظته ولم أجده بعد.

408 -

حدّثنا محمد بن بشارٍ، حدّثنا محمد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة، قال: دخلت على علي، أنا ورجلان: رجلٌ منا، ورجلٌ من بنى أسدٍ أحسب، فبعثهما وجهًا، فقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما، ثم دخل المخرج، ثم خرج، فأخذ حفنةً من ماء فتمسح بها، ثم جاء يقرأ القرآن، فرأى أنا أنكرنا ذلك، فقال عليٌّ:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى الخلاء فيقضى الحاجة، ثم يخرج فيأكل، معنا الخبز واللحم لا يحجبه، وربما قال: لا يحجزه، عن القرآن شئٌ ليس الجنابة أو الجنازة".

409 -

حدّثنا بندارٌ محمد بن بشارٍ، حدّثنا محمدٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: كنت شاكيًا، فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول: اللَّهم إن كان أجلى قد حضر، فأرحنى، وإن كان متأخرًا فارفعنى، وإن كان بلاءً، فصبرنى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيْفَ قُلْتَ؟ " فأعاد عليه، فضربه برجله، وقال:"اللَّهمَّ عَافِهِ، اللَّهمَّ اشْفِهِ"، قال: فما اشتكيت وجعى بعد ذلك.

410 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، قال: كنت شاكيًا فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول: بنحوه.

407 - ضعيف: انظر الماضى.

408 -

ضعيف: انظر [رقم 287].

409 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم 284].

410 -

ضعيف: انظر قبله.

ص: 405

411 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، وشعبة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يسافٍ، عن وهب بن الأجدع، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تُصَلُّوَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ".

411 - حسن: أخرجه أبو داود [1274]، والنسائى [573]، وأحمد [1/ 80]، وابن أبى شيبة [7324]، وابن خزيمة [1284]، وابن حبان [1574]، والطيالسى [108]، وابن الجارود [281]، وابن حزم في "المحلى"[3/ 31]، والبيهقى [4196]، والمزى في "التهذيب"[31/ 112]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 35]، وجماعة، من طرق عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله. ورجاله: لا يسأل عنهم سوى وهب بن الأجدع؛ فهو لم يرو عنه سوى رجلين فقط، وكان قليل الحديث كما قاله ابن سعد، لكن قال الذهلى:"ليس بمجهول".

وقد وثقه العجلى وابن حبان وابن حزم، وتابعهم على توثيقه الحافظ في "التقريب". فالصواب أنه صدوق صالح. وقد حاول بعضهم أن يرميه بالجهالة، وقد رددنا عليه في "غرس الأشجار".

والحديث: صحَّح إسناده المناوى في "الفيض"[6/ 428]، وقبله الحافظ في "الفتح"[2/ 50]، وفى "التلخيص"[1/ 185]، وقبلهما العراقى في "طرح التثريب"[2/ 187]، وقبلهم أبو محمد ابن حزم في "المحلى"، وقبلهم ثبَّته ابن المنذر، كما نقله عنه ابن رجب في "شرح البخارى"[3/ 278]، وكذا صححه ابن خزيمة وابن حبان.

لكن قد اختلف في إسناده على منصور؛ فرواه عنه جهابذة أصحابه على الوجه الماضى. ثم أبى شريك القاضى إلا أن يرويه عنه فيقول: عن منصور عن سالم عن أبى الجعد عن وهب بن الأجدع به

هكذا أخرجه الطحاوى في "مشكل الآثار"[رقم/ 4593]. وذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 148]، ثم قال:"وكذلك قال أبو داود الحفرى عن الثورى من رواية إبراهيم بن أحمد بن يعيش عنه، ووهما جميعًا في ذكر سالم بن أبى الجعد، وإنما هو هلال بن يساف".

ثم ذكر لونًا آخر من الاختلاف فيه على الثورى ثم رجَّح الطريق الأول.

وهذا اللَّون الآخر على الثورى: هو ما رواه إسحاق الأزرق عنه فقال: عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به. =

ص: 406

412 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، قال: حدّثنا إسرائيل عن أبى إسحاق، عن حارثة بن مضرب: عن علي قال: لما حضر البأس يوم بدر اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من أشد الناس ما كان أحد قال: ولم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه.

413 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا أيوب، عن نافعٍ، عن إبراهيم بن حنينٍ، عن عليٍّ، قال: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقرأ وأنا راكعٌ، وعن لبس القسى، وخاتم الذهب.

= هكذا أخرجه أحمد [1/ 148]، والدارقطنى في "العلل" [4/ 148]. قال الإمام في "الصحيحة" [1/ 341]:"قلتُ: وهذا سند جيد".

قلتُ: وصححه غيره، وظاهر إسناده كذلك؛ لكن قال الدارقطنى بعد روايته:"تفرد به إسحاق الأزرق عن الثورى"! وقبل ذلك قال عن الأزرق: "ولم يتابع عليه؛ والصحيح حديث منصور عن هلال بن يساف .. ".

قلتُ: والأزرق ثقة إمام. لكن قال ابن سعد: "ربما غلط". وقد خولف الأزرق في إسناده: خالفه عبد الرحمن بن مهدى - الحافظ الجبل - فرواه عن الثورى عن منصور عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي به كما مضى.

هكذا أخرجه أحمد [1/ 129]، وابن خزيمة [1285]، وابن حبان [1547]، والمؤلف [برقم 411]، والنسائى في "الكبرى"[1552]، والضياء في "المختارة"[2/ 382]، والبيهقى [4196]، وغيرهم. وتوبع عليه ابن مهدى عن الثورى: تابعه قبيصة بن عقبة عند السرى بن يحيى في "حديثه عن شيوخه عن الثورى"[رقم/ 93]، قال: أخبرنا قَبيصَةُ به. وهذا هو الأشبه عن الثورى. وقد بسطنا تخريج هذا الحديث في كتابنا: "غرس الأشجَار"، ورددنا هناك على من أعله من المتأخرين.

412 -

صحيح لغيره: مضى تخريجه [برقم 302].

413 -

صحيح: قلتُ: هكذا رواه حماد بن زيد عن أيوب على هذا الوجه. وتابعه الحسن بن أبى جعفر عليه عن أيوب: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 83]. وخالفهما ابن علية، فرواه عن أيوب فقال: عن نافع عن إبراهيم بن فلان! بن حنين عن جده حنين عن علي به

هكذا أخرجه أحمد [1/ 126]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 126]، وهو عند عبد الله بن أحمد: من طريق أبى خيثمة عن ابن علية به

=

ص: 407

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد قال أبو خيثمة في آخره عند عبد الله بن أحمد: حُدِّثْتُ أنَّ إِسْمَاعِيلَ رَجَعَ، عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ".

قلتُ: وهكذا أخرجه المؤلف [برقم 601]، من طريق أبى خيثمة حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن إبراهيم بن حنين عن جده حنين عن علي به نحوه.

هكذا وقع عنده: "عن إبراهيم بن حنين"! بدل: "إبراهيم بن فلان"! وقال أبو خيثمة في آخره: "إن إسماعيل رجع عن قوله "عن جده"! فقال بعد: عن إبراهيم بن فلان بن حنين عن أبيه".

قلتُ: وهكذا أخرجه البزار [رقم/ 917]، من طريق مؤمل بن هشام نا إسماعيل بن إبراهيم قال: نا أيوب عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي به. والظاهر: أن ابن علية لم يكن يضبطه.

ثم جاء ابن أبى عروبة وخالف الجميع، ورواه عن أيوب فقال: عن نافع عن مولى للعباس أن عليّا قال

ثم ذكره.

هكذا أخرجه النسائي [5179]. أما عبد الوارث بن عبد الصمد فهو في شأن آخر؛ فقد رواه عن أيوب فقال: عن نافع عن علي به

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 83]. وقد رواه الحارث بن نبهان ووهيب بن خالد عن أيوب وأقاما إسناده، فقالا: عن أيوب عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن على به

أخرجه عنهما: الدارقطنى في "العلل"[3/ 87]. وهكذا رواه مالك عن نافع وأقام إسناده أيضًا: كما في "الموطأ"[176]، ومن طريقه مسلم [480]، وأبو داود [4044]، والترمذى [264]، والنسائى [1044]، وأحمد [1/ 126]، وابن حبان [5440]، والبزار [918]، والبيهقى [2399]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 260]، وجماعة كثيرة.

وقد اختلف في إسناده على نافع على ألوان متعددة! ذكرها الدارقطنى في "العلل"[3/ 83، 84]. وقد توبع نافع تارة وخولف أخرى. وقد اختلف في هذا الحديث اختلاف شديد. ذكرنا بعضه فيما مضى [برقم 276، 304، 315، 329].

وقد أطنب الدارقطنى بشرح ذلك في "العلل"[3/ 87 إلى 87]، ونحوه النسائي في "الصغرى" و"الكبرى" وكذا ابن عبد البر في "التمهيد"[16، 111، 112، 113، 114]. وله أوجه محفوظة ثابتة. ومنها الآتى:

ص: 408

414 -

حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، أخبرنى محمد بن عمرٍو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، أنه سمع على بن أبى طالبٍ، في رحبة الكوفة، يقول: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أقول نهاكم، عن لبوس القسى والمعصفر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن وأنا راكعٌ.

415 -

حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزهرى، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب، وعن لباس القسى، وعن القراءة في الركوع والسجود، ولباس المعصفر".

416 -

حدّثنا مسروق بن المرزبان، حدّثنا يحيى بن زكريا، عن عبد الرحمن بن إسحاق، حدثنى النعمان بن سعدٍ، قال: كنا عند علي، فسأله رجلٌ: أقرأ في الركوع أو في السجود؟ فقال عليٌّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ فِي الرُّكُوعِ، أَوْ فِي السُّجُودِ، فَإِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا الله، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".

4171 -

حدّثنا مسروقٌ، حدّثنا يحيى بن زكريا، عن سفيان، عن سليمان بن سحيمٍ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبدٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.

414 - صحيح: مضى هذا الطريق [برقم 276].

415 -

صحيح: أخرجه عبد الرزاق [2832]، ومن طريقه مسلم [2078]، والترمذى [1737]، وأحمد [1/ 114]، والنسائى [5174]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 113]، والبيهقى [4012]، وجماعة من طريقين عن الزهرى عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد جيد، وعبد الله بن حنين، روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان والعجلى واحتج به الشيخان. وقد تابع الزهرى عليه: جماعة من الثقات.

416 -

قوى لغيره: مضى الكلام عليه في الحديث [رقم 297].

417 -

حسن: أخرجه مسلم [479]، وأبو داود [876]، والنسائى [1045]، وابن ماجه [3899]، والدارمى [1325]، وأحمد [1/ 219]، وابن خزيمة [548]، وابن حبان =

ص: 409

418 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عاصم بن كُليبٍ، عن أبى بردة، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ، قُلِ: اللَّهمَّ اهْدِنِى، وَسَدِّدْنِى، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ"، قال: ونهانى أن أضع الخاتم في السبابة والوسطى، ونهانى عن القسية والميثرة، وقال أبو بردة: فقلنا لعلىٍ: ما القسية؟ قال: ثياب الشام، ومصر، مضلعةٌ، فيها أمثال الأترج، قال: والميثرة: شئٌ كانت تصنعه النساء لبعولتهن أمثال القطائف.

419 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن كليب، عن أبى بردة، عن عليٍّ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل الخاتم في هذه، أو في هذه، يعنى السبابة والوسطى.

= [1896]، والشافعى [155]، وابن أبى شيبة [2559]، والبيهقى [2400]، والحميدى [489]، وابن الجارود [203]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 609]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 216]، وجماعة كثيرة من طرق عن ابن عيينة عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس نحو اللفظ الماضى

قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح. رجاله كلهم ثقات، سوى إبراهيم بن عبد الله، فقد روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان وحده، لكن احتج به مسلم، فهو صدوق إن شاء الله. وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه إسماعيل بن جعفر عند مسلم [479]، والنسائى [1120]، وابن خزيمة [548]، والبيهقى [2516]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 118]، وجماعة. وللحديث: شاهد عن علي. وهو الماضى.

418 -

صحيح: أخرجه مسلم [2725]، وأبو داود [4225]، والنسائى [5210]، وأحمد [1/ 88]، وابن حبان [998]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6359]، والحميدى [52]، وجماعة كثيرة، من طرق عن عاصم بن كليب عن أبى بردة - أو ابنٍ لأبى موسى - عن علي به نحوه. وهو عند بعضهم باختصار.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. وقد اختلف في إسناده على عاصم! كما شرحناه في الحديث الماضى [برقم/ 281]، فانظره ثمَّ. وهو عند جماعة كثيرة دون جملة: سؤال السداد.

419 -

صحيح: انظر الحديث [رقم 281]، والماضى.

ص: 410

420 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثنى إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، عن علي، قال:"نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن خاتم الذهب، وعن القراءة في الركوع والسجود، وعن لبس المعصفر".

421 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن علي بن أبى طالب، قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يقرأ الرجل القرآن وهو راكعٌ"، وقال:"إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا الله، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا الله، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".

422 -

حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الله بن شدادٍ، قال: سمعت عليًا، يقول: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحدٍ، إلا سعد بن أبى وقاصٍ، فإنى سمعته يقول يوم أحدٍ:"ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّى".

423 -

حدّثنا عبد الرحمن بن سلامٍ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبى إسحاق

420 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 304].

421 -

قوى لغيره: مضى أنفًا [برقم 416]، وانظر [رقم 297].

422 -

صحيح: أخرجه البخارى [2749]، ومسلم [2411]، والترمذى [3755]، وابن ماجه [129]، وأحمد [1/ 92]، والطيالسى [102]، والبزار [797]، وابن أبى شيبة [32145]، والبيهقى [18294]، والنسائى في "الكبرى"[10019]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1405]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 141]، وابن عدى في، "الكامل"[1/ 249]، وابن عساكر "تاريخه"[20/ 314]، وجماعة، من طرق عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي به

423 -

حسن: أخرجه أبو داود [3214]، والنسائى [2006]، وأحمد [1/ 131]، والطيالسى [120]، وابن أبى شيبة [1155]، وعبد الرزاق [9936]، وابن الجارود [550]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 124]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2885]، وسعيد بن منصور في "تفسيره"[3/ رقم 988]، والبيهقى [1348]، والآجرى في "الشريعة"[1518]، والمؤلف في "معجم شيوخه"[1/ رقم 234]، وابن الجوزى في "التحقيق"[3/ 7]، وابن عساكر في =

ص: 411

الهمدانى، عن ناجية بن كعبٍ، عن علي بن أبى طالب، قال: لما مات أبو طالبٍ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن عمك الشيخ الضال مات، فقال:"اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلا تُحْدِثنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِى"، ففعلت الذي أمرنى به، ثم أتيته، فقال لى:"اغْتَسِلْ"، وعلمنى دعواتٍ، هُنَّ أحب إليَّ من حمر النعم.

= "تاريخه"[66/ 334]، والمزى في "التهذيب"[29/ 258]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن ناجية بن كعب الأسدى عن علي به نحوه

قلتُ: هذا إسناد صحيح إلى أبى إسحاق، وقد رواه عنه جماعة من قدماء أصحابه: أمثال سفيان وشعبة. وقد صرَّح بالسماع في بعض طرقه. وقد اختلف في إسناده على أبى إسحاق على وجوهٍ مختلفة، ذكرها الدارقطنى في "العلل" [4/ 146]. ثم رجَّح منها الطريق الماضى. ثم قال:"وكذلك رواه فرات القزاز عن ناجية بن كعب أيضًا".

قلتُ: وروايته عنه: أخرجها الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5490]، لكن الطريق إليه لا يصح، ومدار هذا الحديث على "ناجية بن كعب"! وبه أعله البيهقى في "سننه"، وتبعه جماعة من المتأخرين.

واحتجوا بقول ابن المدينى عن ناجية: "لا أعلم أحدًا روى عنه غير أبى إسحاق وهو مجهول".

وكذا قول أبى حاتم الرزاى عنه: "شيخ". وجزم ابن حزم بجهالته وقال: "مجهول جدًّا". أما ابن حبان: فإنه ذكره في "المجروحين"[3/ 57]، وقال: "كان شيخًا صالحًا إلا أنه في حديثه تخليط لا يشبه حديث أقرانه الثقات عن علي؛ فلا يعجبنى الاحتجاج [به]، إذا نفرد

فإن احتج به محتج أرجو أنه لم يجْرح في فعله هذا". وغفل الحافظ عن كلام ابن حبان هذا في ناجية!! فقال في الإصابة [6/ 503]، بشأن ناجية: "لم أر لأحد فيه مقالًا، إلا قول الجوزجانى:"مذموم"، وأشار بذلك إلى مذهبه في التشيع".

لكن: قال عنه العجلى: "كوفى تابعى ثقة"، واعتمده الحافظ في "التقريب" فقال:"ثقة".

وقال ابن معين: "صالح"، وذكره ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات"، وصحح له الحاكم في "مستدركه". والضياء في "المختارة". وقد قيل: ابن حبان ذكره في "الثقات"، وأخرج له في "صحيحه"،! وفى ذلك نظر. بل رأيت ابن أبى حاتم في ترجمة "ناجية بن المغيرة"، من "الجرح والتعديل"[8/ 486]، سأل أباه فقال:"قلتُ له: أيهما أوثق؟! ناجية بن كعب أو ناجية ابن المغيرة؟! قال: جميعًا ثقتان". =

ص: 412

424 -

حدّثنا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا الحسن بن يزيد الأصم، قال: سمعت السدى، يقول: عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، قال: لما توفى أبو طالب، أتيت النبي، فقلت: إن عمك الشيخ قد مات، قال:"اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِى"، قال: فواريته، ثم أتيته، فقال: "اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ، وَلا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى

= فالتحقيق عندى: أن ناجية هذا شيخ صالح الحديث يحتج به إن شاء الله، ولو صح أن أبا حاتم الرازى كان يقصده بذلك التوثيق الماضى، فالرجل كما قال بلا جدال.

وقد غلط من خلط بينه وبين "ناجية بن خفاف العنزى" الذي يروى عن ابن مسعود وعمار، وعنه أبو إسحاق السبيعى - أيضًا - وأبو حسان الأعرج ويونس بن أبى إسحاق وغيرهم، وليس بشئ! وقد فرق بينهما البخارى وابن أبى حاتم وغيرهما.

والحديث ضعفه البيهقى في "سننه الكبرى" و"المعرفة" وأعله بناجية

لكن تعقبه الحافظ في "التخليص"[2/ 114]، قائلًا:"ومدار كلام البيهقى على أنه ضعيف؛ ولا يتبين وجه ضعفه".

قلتُ: بل بيَّن البيهقى ذلك جدًّا. فقال في "سننه"[1/ 304]: "وناجية بن كعب الأسدى لم تثبت عدالته عند صاحبى الصحيح". ثم أخرج عن ابن المدينى أنه ذكر هذا الحديث ثم قال: "لم نجده إلا عند أهل الكوفة، وفى إسناده بعض الشئ، رواه أبو إسحاق عن ناجية ولا نعلم أحدًا روى عن ناجية غير أبى إسحاق".

قلتُ: وهذا واضح جدًّا في إعلاله له بناجية بن كعب، وقد أغرب الإمام في "الإرواء" [3/ 171] وقال: "قلتُ: ولعل وجه ضعفه عند البيهقى أنه من رواية أبى إسحاق - وهو السبيعى - وكان اختلط

".

قلتُ: وهذه غفلة عما سبق نقْله. وللحديث طريق آخر، وهو الآتى. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث، والرد على من ضعفه في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

والله المستعان لا رب سواه.

424 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 103]، وسعيد بن منصور "تفسيره"[3/ رقم 989]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6322]، والبيهقى في "سننه"[1350]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 326]، وغيرهم، من طريق الحسن [ووقع عند الطبراني "يحيى! " وهو تصحيف بلا تردد] ابن يزيد الأصم عن السدى عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به نحوه

=

ص: 413

تَأْتِيَنِى"، قال: فاغتسلت، ثم أتيته، فدعا لى بدعواتٍ ما يسرنى أن لى بها حمر النعم أو سودها، قال: وكان عليٌّ إذا غسل ميتًا اغتسل.

425 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن

= قلتُ: وهذا إسناد ظاهره على رسم الحسن؛ فالسدى: هو إسماعيل بن عبد الرحمن الصدوق المتماسك. والراوى عنه: وثقه أحمد وابن حبان والدارقطنى وغيره، وأثنى عليه ابن معين أيضًا. ولم يتكلم فيه أحد بشئ سوى ابن عدى وحده؛ فإنه أورده في "الكامل"[2/ 326]، ثم ذكر له هذا الحديث مع غيره ثم قال:"وللحسن بن يزيد أحاديث غير ما ذكرته، وهذا أنكر ما رأيتُ له عن السدى". وقال بعد أن ذكر له الحديث الماضى عن السدى: "هذا لا أعلم يرويه عن السدى غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبى إسحاق عن ناجية بن كعب عن على

".

قلتُ: مقصد ابن عدى أن الحديث لا يعرف إلا من هذا الطريق، وأن الحسن بن يزيد قد غلط فيه، ومسلك ابن عدى في تعليل الأخبار قوى جدًّا. والظاهر عندى: هو ما قاله إن شاء الله.

والحديث: محفوظ من طريق أبى إسحاق عن ناجية. والحسن بن يزيد: قد أنكر عليه أحمد وغيره حديثًا آخر عن السدى، فلعله وهم فيه على السدى أيضًا. وقبل ذلك كان ابن عدى قد قال في صدر ترجمته:"ليس بالقوى .. "، فاستشكل الذهبى تلك العبارة في "الميزان" وقال:"لا أدرى هل أراد ابن عدى نفى القوة عنه، أو أراد أنه ليس هو الحسن بن يزيد المعروف بالقوى".

قلتُ: وهذا فهم بعيد جدًّا عن مقصد ابن عدى؛ ولو نظر الذهبى في بقية ترجمته من "الكامل" لما قال ما قال، وللحديث: شاهد مرسل بإسناد ضعيف أيضًا عن الشعبى: عند ابن أبى شيبة [رقم/ 11848]. والعمدة: على طريق ناجية بن كعب الماضى. وهو مما تقوم به الحجة، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار".

425 -

حسن بشواهده: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 153]، والبزار [696]، وابن أبى شيبة [رقم 33621]، والترمذى في "العلل"[1/ رقم 385]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 322]، والسلفى في "مشيخة ابن الحطاب"[رقم 23]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 305]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"[1/ 314]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 338]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 407]، والخرائطى في =

ص: 414

إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِي بُكُورِهَا".

426 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، قال: أتى عليًا، رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرنى بشهرٍ أصومه بعد رمضان، قال: فقال: لقد سألتنى عن شئٍ، ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد رجلٍ سمعته يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فَصُمِ المُحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ الله، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ الله فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ".

427 -

حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أخبرنى بشهرٍ أصومه بعد رمضان، قال: فقال رسول الله: "إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فصُمِ الْمحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ الله، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ الله فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ".

= "مكارم الأخلاق"[2/ رقم 785]، والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 187]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 231]، وغيرهم، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق أبى شيبة الواسطى عن النعمان بن سعد عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد منكر. وعبد الرحمن بن إسحاق: قال أحمد عنه: "منكر الحديث". وقال ابن معين: "ليس بشئ". وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا جرح شديد عنده وضعفه سائر النقاد. والنعمان بن سعد: مجهول لا يعرف إلا برواية ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق عنه، فلْيوثقه ابن حبان ما شاء. لكن: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم: ابن مسعود، وسيأتى "حديثه" [برقم/ 5406]. وعبد الله بن سلام: وسيأتى حديثه [برقم/ 7500]. وصخر الغامدى: عند أبى داود [2606]، والترمذى [1212]، وابن ماجه [2236]، والنسائى في الكبرى [8833]، وأحمد [3/ 417]، وجماعة. وفى الباب عن صحابة آخرين. وليس له إسناد نظيف، لكنه يتقوى بشواهده، إن شاء الله.

426 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم/ 267].

427 -

ضعيف: انظر قبله.

ص: 415

428 -

حدّثنا سريج بن يونس أبو الحارث، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا"، فقال أعرابىٌ: فلمن هي يا رسول الله؟ قال: "لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الْكَلامِ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ".

429 -

وبه، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوقًا مَا فيهِ بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا، قَالَ: وَفِيهَا مَجْمَعٌ لِلْحُورِ الْعِينِ، قَالَ: يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ تَسْمَعِ الخْلائِقُ بِمِثْلِهَا، قال: يَقُلْنَ:

428 - صحيح لغيره: أخرجه الترمذى [1984]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 155]، وابن خزيمة [2136]، وابن أبى شيبة [25743]، وابن أبى الدنيا في قيام الليل [رقم 391]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 123 وابن أبى داود في "البعث" [رقم 75]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 318]، والمروزى في "قيام الليل"[رقم 22]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 410]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3360]، والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 236]، وغيرهم، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق الواسطى عن خاله النعمان بن سعد عن علي به. قال الترمذى:"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفطه". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به على بن أبى طالب".

قلتُ: وهذا إسناد فاسد، وقد مضى شرح حال عبد الرحمن وخاله في الحديث الماضى. لكن: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. منهم:

1 -

أبو مالك الأشعرى: عند أحمد [5/ 343]، وابن خزيمة [2137]، وابن حبان [509]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 3467]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 2873]، وغيرهم، وسنده قوى على التحقيق.

2 -

وعبد الله بن عمرو: عند أحمد [2/ 173]، والحاكم [1/ 153]، وغيرهما.

3 -

4 - 5 - وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وابن عمر وغيرهم.

429 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم/ 268].

ص: 416

نَحْنُ الخْالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ

وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ

وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ

طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ"

430 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ النَّرْسى، حدّثنا حماد بن شعيبٍ، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن ثعلبة بن يزيد السعدى، قال: سمعت عليًا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صَفَرَ، وَلا هَامَةَ، وَلا يُعْدِى صَحِيحًا سَقِيمٌ"، قال: فقلت: أنت سمعته؟ قال: نعم، سمعته أذناى، وأبصرته عيناى.

430 - صحيح لغيره: أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1249]، من طريق حماد بن شعيب عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد واهٍ. وفيه علل:

1 -

حماد بن شعيب ضعفه ابن معين جدًّا. وقال البخارى: "فيه نظر". وقال ابن عدي: "أكثر حديثه مما لا يتابع عليه". وضعفه سائر النقاد. راجع "اللسان"[2/ 348]، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه الثورى: عند الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1237]، لكن الطريق إليه لا يصح. ثم وجدت حمزة الزيات: قد تابعه عند الطبرى أيضًا [رقم 1248]، والرافعى في تاريخ قزوين [1/ 479]، والمؤلف [رقم/ 431]، بإسناد قوى إليه، وهو عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 307]، بشطره الأخير فقط.

2 -

وحبيب بن أبى ثابت: إمام فقيه ثقة، لكنه يدلس كما قال الدرقطنى وقبله ابن خزيمة، بل قد اعترف هو بذلك، ولم يذكر فيه سماعًا.

3 -

وثعلبة بن يزيد: وثقه النسائي وابن حبان، ومشاه الحافظ وقبله ابن عدى. ثم تناكد ابن حبان وذكره في "المجروحين"[1/ 207]، وقال:"كان غاليًا في التشيع، لا يحتج بأخباره التى ينفرد بها عن علي". وقبله قال البخارى: "سمع عليًا، روى عنه حبيب بن أبى ثابت، فيه نظر، لا يتابع في حديثه". هكذا نقله ابن عدى في كامله [2/ 109]، عن البخارى، ثم قال في آخر ترجمته:"لم أر له حديثًا منكرًا في مقدار ما يرويه، وأما سماعه عن علي ففيه نظر كما قال البخارى".

قلتُ: هذا فهم غريب، وما يقصد البخارى الطعن في سماعه من على أصلًا، بل أثبته له كما رأيتَ، وإنما مراده بقوله "فيه نظر": هو الغمز من ثعلبة في ضبطه، كما هو المعروف من صنيع =

ص: 417

431 -

أخْبَرَنَا عثمان بن أبى شيبة، وابن نميرٍ، قالا: حدّثنا الوليد بن عقبة، قال عثمان الشيبانى، حدّثنا حمزة الزيات، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن ثعلبة، في حديث عثمان الحمانى، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صَفَرَ، وَلا هَامَةَ، وَلا يُعْدِى صَحِيحًا سَقِيمٌ".

432 -

حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا على بن زيدٍ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أن أباه، ولى طعام عثمان، قال أبى: فكأنى أنظر إلى الحجل حول الجفان فجاء رجلٌ، فقال لعثمان: إن عليًا يكره هذا، فبعث إلى على فجاء وذراعاه متلطخان من الخبط، فقال: إنك لكثير الخلاف إلينا، فقال عليٌّ: أذكر الله، رجلًا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى إليه عجز حمار وحشٍ، فقال:"إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ؟ "، فقام رجالٌ فشهدوا، فقال عليٌّ: أذكر الله رجلًا شهد النبي صلى الله عليه وسلم أهدى خمس بيضات نعامٍ، فقال:"إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ؟ "، فقام رجالٌ فشهدوا، فقام عثمان، فدخل فسطاطه، وظعن الناس، وتركوا الطعام لأهل الماء.

= كما هو المعروف من صنيع البخارى في إطلاق تلك الجملة، وقد قال الذهبى في ترجمة عثمان بن فائد من "الميزان":"قل أن يكون عند البخارى رجل فيه نظر إلا وهو متهم". وبثعلبة وحده: أشار الهيثمى إلى إعلال الحديث به، فقال في "المجمع" [5/ 173]:"رواه أبو يعلى وفيه ثعلبة بن يزيد الحمانى، وثقه النسائي وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".

وللحديث: شواهد ثابتة بشطره الأول:

منها: حديث ابن عباس الآتى [برقم/ 2333]، وحديث ابن مسعود الآتى [برقم / 5182]، وحديث أبى هريرة الآتى [برقم/ 6508]. ولشطره الأخير: شاهد بلفظ: "لا يعدى شئ شيئًا" سيأتي عند المؤلف [برقم/ 5182]، وهو شاهد ثابت كما سنشرح ذلك هناك إن شاء الله.

راجع: "الصحيحة"[3/ 226]، للإمام الألبانى.

431 -

صحيح لغيره: انظر قبله.

432 -

حسن لغيره: مضى تخريجه [برقم/ 356].

ص: 418

433 -

حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا عمران بن محمد بن أبى ليلى، عن أبيه، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباسٍ، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: أتِىَ النبي صلى الله عليه وسلم بلحم صيدٍ وهو محرمٌ، فلم يأكله.

434 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر حدّثنا غندر حدّثنا شعبة عن الحكم عن علي بن حسين عن مروان بن الحكم قال: شهدت عليًا وعثمان بين مكة والمدينة وعثمان ينهى عن المتعة ولم يجمع بينهما، فلما رأى ذلك على أهل بهما فقال: لبيك بعمرة وحج معًا. فقال عثمان: ترانى أنهى الناس وأنت تفعله؟ فقال على: لم أكن أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس.

435 -

حدّثنا هناد بن السرى، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، عن الحارث،

433 - صحيح: هذا إسناد منكر، وقد مضى الكلام عليه في تخريج الحديث الماضى [برقم 356].

وللحديث بهذا اللفظ شواهد صحيحة. انظر: "نصب الراية"[3/ 140].

434 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم/ 349].

435 -

صحيح لغيره: أخرجه الترمذى [2736]، وابن ماجه [1433]، وأحمد [1/ 88]، والدارمى [2633]، والبزار [850]، وابن أبى شيبة [10842]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1022]، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"[رقم 19]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 208]، وابن الأعرابى في "معجمه"[3/ رقم 1255]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 48]، وابن قدامة في "المتحابين في الله"[رقم 27]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث الأعور عن علي به نحوه

وهو عند بعضهم مختصرًا. قال الترمذى: "هذا حديث حسن، وقد روى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف لا يصح. وفيه علتان:

1 -

أبو إسحاق: مضى أنه يدلس، ولم يذكر فيه سماعًا، ثم هو قد تغير بآخرة، ولم يروه عنه أحد من قدماء أصحابه سوى إسرائيل حفيده وحده، وقد مضى أن أحمد وابن معين جزما يكون إسرائيل قد سمع من جده بآخرة. وخالفهما بعضهم.

2 -

والحارث الأعور: فقيه ضعيف جملة واحدة، وليس بواهٍ على التحقيق، بل يكتب حديثه.

وللحديث شواهد: =

ص: 419

عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِلْمُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٌّ بِالمْعْرُوفِ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُشَيِّعُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ".

436 -

حدّثنا أبو كريبٍ محمد بن العلاء الهمدانى، حدّثنا وكيعٌ، عن هشامٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عليٍّ، أنه صنع طعامًا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فرأى في البيت سترًا فيه تصاوير، فرجع، قال: فقلت: يا رسول الله، ما رجعك بأبى أنت وأمى؟ قال:"إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المْلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ".

= منها: حديث أبى هريرة: عند مسلم [2162]، وجماعة مثل لفظ المؤلف دون، "ويحب له ما يحب لنفسه" فعندهم مكانها "وإذا استنصحك فانصح له". وهذه الجملة:"ويحب له ما يحب لنفسه" ثابتة في الصحيح بلفظ "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وراجع: الصحيحة [رقم 37]، والتلخيص [4/ 96]. وسيأتى للحديث: طريق آخر عن علي [برقم/ 509].

4 -

صحيح: المرفوع في آخره: أخرجه النسائي [5351]، وابن ماجه [3359]، والبزار [523]، والضياء في "المختارة"[2/ 99، 100]، وغيرهم، من طرق عن وكيع عن هشام الدستوائى عن قتادة عن ابن المسيب عن علي به نحوه

قال البزار: "وهذا الحديث من أحسن إسناد يروى عن علي - رضى الله عنه - في ذلك، ولا نعلم أحدًا وصل هذا الحديث عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن علي - رضى الله عنه - إلا وكيع عن هشام".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، وفيه علتان:

الأولى: قتادة إمام المدلسين بلا كلام، ولم أجده ذكر فيه سماعًا، وقد كان مغرمًا بالتدليس عن ابن المسيب خاصة حتى قال أحمد:"أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب ما أدرى كيف هي، لقد أدخل بينه وبين سعيد نحوًا من عشرة رجال لا يعرفون". هكذا نقله عنه العلائى في جامع التحصيل [ص 552]. وقال إسماعيل القاضى في "أحكام القرآن": "سمعت على بن المدينى يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن الميسب تضعيفًا شديدًا وقال: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال". نقله عنه الحافظ في "التهذيب"[8/ 218] ثم نقل عن ابن مهدى قوله: "مالك عن ابن المسيب أحب إلى من قتادة عن ابن المسيب". =

ص: 420

437 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا مسعرٌ، عن أبى عونٍ الثقفى، عن أبى صالحٍ الحنفى، عن عليٍّ، أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حريرٍ، فأعطاه عليًا، فقال:"شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ".

438 -

حدّثنا عمرو بن محمدٍ الناقد، حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعدٍ، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا"، فقال أعرابىٌ:"لِمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلامَ، وَصَلَّى باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ".

439 -

حدّثنا الحسن بن حمادٍ الكوفى، حدّثنا محمد بن الحسن بن أبى يزيد

= الثانية: أنه قد اختلف في إسناده على الدستوائى؛ فرواه عنه وكيع الجراح على الوجه الماضى متصلًا. وخالفه جماعة بل أصحاب هشام الدستوائى - كما يقول الدارقطنى - فرووه عن هشام فقالوا: عن قتادة عن ابن المسيب به مرسلًا

ومن هؤلاء: روح بن عبادة: عند أبى نعيم في "الحلية"[6/ 281]، ومعاذ بن هشام: عند المؤلف [برقم/ 556]، وأحمد بن عصام: في حديثه [رقم/ 5]. قال الدارقطنى في "العلل"[3/ 221]: "وهو الصواب".

قلتُ: وهو كما قال. لكن: للحديث شواهد ثابتة بنحو المرفوع منه. مضى بعضها: [برقم/ 313]، وسيأتى بعضها [برقم/ 1303، 1414، 1430، 2429]، وغيرها كثير.

437 -

صحيح: أخرجه مسلم [2071]، وأحمد [1/ 130]، وابن أبى شيبة [24787]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 253]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 366]، وغيرهم، من طريقين عن أبى عون الثقفى عن أبى صالح الحنفى عن علي به نحوه

قلتُ: وإسناده صحيح مستقيم. وله طرق أخرى عن علي به

438 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 428].

439 -

ضعيف جدًّا: أخرجه الحاكم [1/ رقم 669]، والقضاعى في الشهاب" [1/ رقم 143]، وابن عدى في "الكامل" [6/ 172]، وعبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى في "الترغيب في الدعاء" [ص/ 40 - 41/ طبعة دار ابن حزم]، وأبو على الصفار في "فوائده عن شيوخه" =

ص: 421

الهمدانى، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن جده، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّعَاءُ سِلاحُ المُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ".

= [رقم/ 28 مخطوط/ بترقيمي]، وغيرهم، من طرق عن الحسن بن حماد الضبى عن محمد بن الحسن بن أبى يزيد [ووقع عند الحاكم:"محمد بن الحسن بن الزبير" وهو وهم بلا تردد كما يأتى]، عن جعفر بن محمدعن أبيه عن جده عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ساقط، وفيه علتان:

الأولى: محمد بن الحسن بن أبى يزيد أسقطه النقاد فسقط على أم رأسه. قال أحمد: "ما أراه يسوى شيئًا". وقال ابن معين: "يكذب". وقال أبو داود: "كذاب، وثب على كتب أبيه".

وقال النسائي: "متروك". وضعفه سائر النقاد. وبه أعله: البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 147]، والهيثمى في "المجمع"[10/ 221]، وقبلهم ابن عدى في "كامله" والذهبى في "الميزان" وأنكراه على محمد بن الحسن.

وقد وقع في "المستدرك": "عن محمد بن الحسن بن الزبير الهمدانى.". ثم قال الحاكم بعد أن ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح؛ فإن محمد بن الحسن هذا هو التل، وهو صدوق في الكوفيين".

قلتُ: وهذا وهم فاحش من ابن البيع، وقد أطنب الإمام الألبانى في تعقبه "بالضعيفة" [1/ 328]. وصاحب هذا الحديث هو:"محمد بن الحسن بن أبى يزيد" كما مضى. فهو المتفرد بروايته، وبه يُعْرَف، فلعل ما وقع في "المستدرك" وهم من بعض رواته، كما ذكر الإمام في "الضعيفة". بل يظهر لى أنه من الحاكم نفسه، ثم زاده بعض النساخ بعد ذلك؛ برهان ذلك: أن محمد بن الحسن بن أبى يزيد قد وقع في بعض الطرق هكذا "محمد بن الحسن" غير منسوب، كما عند القضاعى، فلعله وقع هكذا عند الحاكم أيضًا سماعًا من شيخه محمد بن عبد الله الأصبهانى الزاهد، فظنه الحاكم: محمد بن الحسن بن الزبير؛ لكونه من هذه الطبقة أيضًا، فقال: "هذا حديث صحيح؛ فإن محمد بن الحسن هذا هو التل

". فجاء بعض نسَّاخ "المستدرك" فرأى مقولة الحاكم الماضية، فنظر في ترجمة التل من كتب الرجال فوجده: "محمد بن الحسن بن الزبير" فزاد "ابن الزبير" في نسخة "المستدرك".

وهذا احتمال ظاهر، لكن يعكِّر عليه أنه قد وقع في "المستدرك" نسبة محمد بن الحسن بكونه همذانيًا، وابن الزبير أسدى معروف. فالله المستعان. =

ص: 422

440 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا بشر بن منصورٍ السليمى، عن الخليل بن مرة، عن الفرات بن سلمان، قال: قال عليٌّ: ألا يقوم أحدكم، فيصلى أربع ركعاتٍ قبل العصر، ويقول فيهن ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الحْمْدُ، عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الحْمْدُ، بَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الحْمْدُ رَبَّنَا، وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الجْاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وَأَهْنَؤُهَا، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ، وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتَشْفِى السَّقِيمَ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَلا يَجْزِى بِآلائِكَ أَحَدٌ، وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ".

= والثانية: أن على بن الحسين لم يدرك جده على بن أبى طالب بالاتفاق، فالحديث منقطع أيضًا، وبتلك العلة أيضًا: أعله الذهبى في "الميزان"، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 20/ طبعة مكتبة الإمام الشافعي].

وللفقرة الأولى منه: شاهد من حديث جابر بن عبد الله بإسناد فاسد يأتى [برقم/ 1812]، وكذا لتلك الفقرة شواهد أخرى، وكلها تالفة لا يثبت منها شئ.

440 -

منكر: هذا إسناد منكر، وفيه علتان بل ثلاث:

الأولى: الخليل بن مرة: منكر الحديث، كما قاله البخارى في رواية عنه، وقال في أخرى:"فيه نظر"، وضعفه جمهرة النقاد، لكن مشاه أبو زرعة وابن عدى؛ ثم جاء أحمد بن صالح المصرى ووثقه. والصواب الأول، والغالب على حديثه المناكير والمخالفات والغرائب. والممارسة العملية لأحاديث الراوى للحكم عليه: أقوى بكثير من مطلق التوثيق النظرى. وراجع ترجمة هذا الرجل من كامل ابن عدى [3/ 58]، ترى صدق ما قلناه عنه.

أما قول الهيثمى في "المجمع"[10/ 244]: "والخليل بن مرة وثقه أبو زرعة"، فمجازفة منه قد أكثر منها في كتابه، فلم يوثق أبو زرعة المختار أصلًا، وإنما قال عنه:"صالح"، وأين هذا من دعوى التوثيق؟، والحديث: محفوظ موقوفًا كما يأتى، فالوهم في رفعه هو من مناكير الخليل بن مرة بلا تردد.

والثانية: فرات بن سليمان لم يدرك عليًا، كما قاله الهيثمى في "المجمع"[10/ 244]، وسبقه أبو زرعة الرازى إلى هذا، كما نقله عنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 252].=

ص: 423

441 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى، حدّثنا سعيد بن خالدٍ، قال: حدثنى عبد الله بن الفضل، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن على بن أبى طالبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُجْزِئُ عَنِ الجْمَاعَةِ إِذَا مَرَّتْ أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ، وَيُجْزِئُ عَنِ الْقُعُودِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ".

= قلتُ: وهذا ليس فيه شك أصلًا، وفرات عداده في الطبقة الوسطى من أتباع التابعين. وقد وثقه أحمد وابن معين وابن حبان، ومشاه أبو حاتم وابن عدى، ولم يغمزه أحد بشئ. لكن يقول حسين أسد في تعليقه على "مسند المؤلف":"والفرات بن سلمان لم أقع له على ترجمة" كذا قال: ولا أدرى أيش هذه الغفلة، والرجل مترجم في "الميزان" و"اللسان" و"التعجيل" و"الجرح والتعديل" و"تاريخ البخارى" و"ثقات ابن حبان" و"كامل ابن عدى" وغيرها، وقد صحَّ الحديث موقوفًا من طرق عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به

أخرجه ابن أبى شيبة [29257]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 734]، والفريابى في "الذكر" وأبو القاسم بن الفضل في "أماليه" كما في "كنز العمال"[رقم/ 4963]، ومحمد بن فضيل في "الدعاء"[رقم 70]، وغيرهم. وسنده قوى متصل مستقيم.

441 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [5210]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[17725]، وفى "الآداب"[رقم 215]، والبزار [رقم/ 534]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[1/ رقم/ 814]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 223]، والمحاملى في "الأمالى"[5/ 62]، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد"[7/ 89/ 1]، وأبو سعيد النيسابورى في "الأربعين" والضياء في "المختارة"[1/ 214 - 215]، كما في "الإرواء"[3/ 242]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 290]، وفى "الاستذكار"[8/ 463]، والمزى في "التهذيب"[10/ 411]، وغيرهم، من طريق سعيد بن خالد الخزاعى عن عبد الله بن الفضل الهاشمى عن عبيد الله بن أبى رافع عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد مُعل لا يثبت، وسعيد بن خالد: ضعفه أبو زرعة الرازى. وقال البخارى: "فيه نظر"، وكذا ضعفه أبو حاتم وابن حبان والدارقطنى وغيرهم.

وفى الحديث علة ثانية. قال ابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 290]، بعد أن نقل عن أبى زرعة وأبى حاتم ويعقوب بن شيبة أنهم أعلوا الحديث بـ:"سعيد بن خالد"، وجعلوه منكرًا لتفرده به بهذا الإسناد قال:"على أن عبد الله بن الفضل لم يسمع من عبيد الله بن أبى رافع؛ بينهما الأعرج في غير ما حديث".=

ص: 424

442 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاثَة أَيَّامٍ مِنْ كلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ وَيُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ".

= قلتُ: ويؤيده أن أحمد بن منصور المروزى قد رواه عن عبد الملك بن إبراهيم عن سعيد بن خالد فقال: سمعتُ عبد الله بن الفضل يحدث عن الأعرج - إن شاء الله - عن عبيد الله بن رافع عن على به

هكذا ذكره المزى في "التهذيب"[10/ 411]، لكن قد خولف أحمد بن منصور فيه؛ خالفه الحسن بن على الحلوانى فرواه عن عبد الملك على الوجه الأول، وهذا هو الذي رجحه الدارقطنى في "العلل"[4/ 22]، ثم قال:"والحديث: غير ثابت، تفرد به سعيد بن خالد المدنى عن عبد الله بن الفضل، وليس بالقوى. يعنى: سعيد بن خالد.". وللحديث: شواهد ذكرها الإمام في "الإرواء"[3/ 243]، وهى غير محفوظة الأسانيد، بل ولا يصح في هذا الباب شئ سوى مرسل زيد بن أسلم:"يسلم الراكب على الماشى، وإذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم". أخرجه مالك في "الموطأ"[1721]- واللفظ له - وابن عبد البر في التمهيد [5/ 291]، وفى الاستذكار [8/ 463].

442 -

صحيح لغيره: أخرجه البزار [1/ رقم / 1055/ كشف الأستار]، من طريق حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنِ الحْجَّاجِ بْنِ أرْطَأةَ، عَنْ أبِى إِسْحَاقَ السبيعى، عَنِ الحْارِثِ الأعور، عَنْ عَلِيٍّ به.

وهذا إسناد لا يصح.

والحجاج: هو ابن أرطأة الإمام الفقيه صاحب تلك الأخطاء الكثيرة، والأوهام الغزيرة، وقد اضطرب فيه كما يأتى، وأبو إسحاق السبيعى: عريق في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا وقد تغير أيضًا بآخرة، وقد اضطرب فيه الحجاج؛ فعاد مرة أخرى ورواه عن أبى إسحاق فقال: عن عاصم بن ضمرة عن علي به مرفوعًا

أخرجه البزار [رقم/ 688/ البحر الزخار]، من طريق حماد بن سلمة عن الحجاج به. قال البزار: "ورواه يونس بن أبى إسحاق عن أبيه عن الحارث عن علي

".

قلتُ: واختلف فيه على أبى إسحاق؛ فرواه عنه الحجاج كما مضى. وتابعه يونس بن أبى إسحاق: على الوجه الأول عن أبيه به. أخرجه البزار [1/ رقم/ 1056/ كشف الأستار]. وخالفهما: معمر ابن راشد؛ فرواه بنحوه عن أبى إسحاق عن الحارث به مقطوعًا عليه=

ص: 425

443 -

حدّثنا بندارٌ محمد بن بشار، حدّثنا محمد، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له حلةٌ من حريرٍ، قال: فكسانيها، قال عليٌّ: فخرجت فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنِّى لَسْتُ أَرْضَى لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِى، فَأَمَرَنِى، فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِى فَاطِمَةَ، وَعَمَّتِهَا".

444 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا سفيان، عن أبى سعدٍ، عن نصر بن عاصمٍ، أن عليًا، قال: قد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من المجوس الجزية، وأبو بكرٍ، وأنا.

445 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدثنى النضر بن حميدٍ الكوفى، عن أبى الجارود، عن الحارث الهمدانى، قال: رأيت عليًا جاء حتى

= هكذا أخرجه عبد الرزاق [7872]. وخالفهم أبو بكر بن عياش؛ فرواه عن أبى إسحاق عن الحارث عن علي به موقوفًا

هكذا أخرجه الطبرى في "التهذيب"[1/ 339/ مسند عمر]. ثم جاء الأعمش ورواه عن أبى إسحاق فقال: عن عمارة بن عبد الكوفى عن علي به

هكذا أخرجه الطبرى أيضًا [1/ رقم 339/ مسند عمر]. وكل هؤلاء ممن روى عن أبى إسحاق بعد تغيره أو اختلاطه، وللحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو ذر: عند أحمد [5/ 154]، والطيالسى [482]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3856]، وجماعة، وفى سنده مبهم.

ومنهم: أعرابى: عند أحمد [5/ 363]، وابن أبى شيبة [36635]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3858]، وفى "سننه"[12529]، وجماعة، من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أعرابى سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر". وسنده صحيح.

ومنهم: ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم.

443 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 319].

444 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 301].

4 -

باطل: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[60/ 42]، من طريق جعفر بن سليمان حدثنى النضر بن حميد الكوفى عن أبى الجارود عن الحارث الأعور الهمدانى عن علي به.=

ص: 426

صعد، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قضاءٌ قضاه الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم النبي الأمى: أنه لا يحبنى إلا مؤمنٌ، ولا يبغضنى إلا منافقٌ، وقد خاب من افترى، قال: قال النضر: وقال عليٌّ: أنا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمه، لا يقولها أحدٌ بعدى.

446 -

حدّثنا أبو هشام وعثمان بن أبى شيبة قالا: حدّثنا يحيى بن يمان حدّثنا سليمان بن قرم، عن مسلم، عن حبة: عن علي قال: بُعِثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الإثنينِ وأسلمتُ يومَ الثُّلاثاءِ.

= قلتُ: وإسناده مظلم، والنضر بن حميد: هو الكندى الذي يقول عنه البخارى: "منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث". وأبو الجارود: هو زياد بن المنذر ذلك الرافضى الخبيث السافل، كذبه يحيى بن معين بخط عريض، وقال يحيى النيسابورى:"يضع الحديث".

وتركه أحمد وجماعة، وقال البخارى:"يتكلمون فيه" وقال ابن حبان: "كان رافضيًا يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويروى في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول لا تحل كتابة حديثه

". والحارث الأعور: ضعيف على فقهه وعلمه.

وللحديث: طرق أخرى عن علي به

وكلها تالفة ساقطة. نعم جملة: "لا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق" صحيحة ثابتة من وجوه، وقد مضت عند المؤلف [291]، فانظره ثمَّ.

446 -

منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[30/ 42]، من طريق المؤلف، وأبو القاسم بن الجراح في "أماليه" كما في "كنز العمال "[رقم/ 36407]، من طريق يحيى بن يمان حدثنا سليمان بن قرم عن مسلم عن حبة عن علي به. وسنده واهٍ مسلسل بالعلل.

1 -

يحيى بن اليمان: ضعفه بعضهم، وقد ساء حفظه في آخر عمره، حتى كثرت الأوهام في أحاديثه. قال ابن عدى:"عامة ما يرويه غير محفوظ .... ". وقال أبو داود: "يخطئ في الأحاديث ويقلبها" ونحوه قال جماعة.

2 -

وسليمان بن قرم: شيخ مختلف فيه، لكن وصفه الحاكم بسوء الحفظ، وهو جرح مفسر.

وقد قيل: إنه هو نفسه "سليمان بن معاذ" ولم يثبت ذلك.

2 -

ومسلم: هو ابن كيسان الملائى، الذي يقول عنه الفلاس:"منكر الحديث جدًّا". وقال ابن معين: "لا شئ". وقال البخارى "يتكلمون فيه". ومثله قال أبو حاتم، وأسقطه أكثر النقاد، وضعفه الباقون، ولم يثْن عليه أحد قط. =

ص: 427

447 -

حدّثنا أبو هشام الرفاعى،، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن حبة بن جوين: عن علي قال: ما أعلم أحدًا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله قبلى لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع سنين.

= وبه وحده: أعلَّ الحديثَ الهيثميُّ في "المجمع"[9/ 125]، فقال:"رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن كيسان الملائى وقد اختلط".

4 -

وحبة: هو ابن جوين. مختلف فيه كما سنذكر تفصيل ذلك في الآتى:

447 -

منكر: أخرجه الحاكم [3/ 121]، وأبو محمد بن ماسى في فوائده [رقم 33]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 341]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1746]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 30]، وغيرهم، من طريقين عن الأجلح الكندى عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين عن علي به

قال ابن الجوزى: "هذا حديث موضوع على على عليه السلام أما حبهّ فلا يساوى، حبَّة فإنه كذاب قال يحيى - يعنى ابن معين -: ليس بشئ، وقال السعدى - يعنى الجوزجانى -: غير ثقة، وقال ابن حبان: كان غاليًا في التشيع واهيًا في الحديث، وأما الأجلح الكندى فقال أحمد: روى غير حديث منكر، وقال أبو حاتم الرازى: لا يحتج بحديثه، وقال ابن حبان: كان لا يدرى ما يقول".

أما حبَّة: فلم يكذبه أحد سوى ابن الجوزى وحده مع أن إمامه أحمد قد سئل عن الثبْت عن علي - رضى الله عنه - فذكر جماعة منهم: حبة بن جوين، كما تراه في ترجمة "حارثة ابن مضرب" من "تهذيب التهذيب". وقد وثقه العجلى أيضًا، وقال الحافظ صالح جزرة:"ليس هو بمتروك ولا ثبْت، وسط"، وضعفه سائر النقاد.

والحق: أن حبة شيخ صدوق في نفسه، إلا أنه ليس بحجة. والحديث قد سكت عنه الحاكم في "المستدرك"، وتعقبه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا:"هذا باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من أول ما أوحى إليه آمن به خديجةُ وأبو بكر وبلال وزيد مع على قبله بساعات، أو بعده بساعات، وعبدوا الله مع نبيه، فأين السبعُ سنين؟ ولعل السمعَ أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: "عبدتُ الله ولى سبع سنين" ولم يضبط الراوى ما سمع، ثم حبةُ شيعى جلد، قد قال ما يُعْلَمُ بطلانُه: من أن عليًا شهد معه صفين ثمانون بدريًا".

وسبقه ابن الجوزى إلى نحو ذلك في حق "حبة" في ترجمته من "الضعفاء والمتروكين"[1/ 187] =

ص: 428

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فقال عن حبة: "يروى عن علي ويكذب فيما يروى، روى أن عليًا كان معه بصفِّين ثمانون بدريًا وكذب".

قلتُ: الله يحب الإنصاف يا أبا الفرج، وأنت ولا الذهبى ولا غيركما تستطيعون أن تُسِندوا لنا ما تزعمون أن حبة قاله بالإسناد الصحيح المتصل إليه، إنما ورد هذا الكلام: عن الحَكم بن عتيبة، كما أخرجه عنه الحاكم في "المعرفة" كما في "إتحاف المهرة"[18/ 538]، والخطيب في "تالى تلخيص المتشابه"[2/ 503/ طبعة الصميعى]، وأبو الحسن القطان في "الطوالات" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 193/ الطبعة العلمية].

وأكثر ما يقع في حديث "حبة" من المناكير، فإنما ذلك من الرواة عنه. وقد قال الحافظ النقادة أبو أحمد بن عدى عن حبَّة "قلَّما رأيتُ في حديث منكرًا إذا روى عنه ثقة".

وهذا الحديث: ليس مما عملته أيدى حبة، ولا له فيه ناقة أو جمل، وإنما هو من أوهام الأجلح عليه، والأجلح الكندى هذا: يقول عنه أحمد: "قد روى الأجلح غير حديث منكر"، وقد ضعفه سائر النقاد، وما وثقه إلا من لم يسبر مرويات الرجل جيدًا، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث أيضًا، فعاد ورواه عن عبد الله بن أبى الهذيل عن علي به

هكذا ولم يذكر فيه "سلمة بن كهيل" ولا "حبة"؛ أخرجه النسائي في "الكبرى"[8396]. وهذا دليل قوى على تبرئة ساحة حبة من لفظ المؤلف هنا، وإنما الحديث هو من مناكير الأجلح الكندى وحسب.

نعم قد توبع عليه الأجلح: تابعه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن حبة عن علي به نحوه

أخرجه أحمد [1/ 99]، وابن عساكر في "تاريخه"[32/ 42]، لكن يحيى ساقط الحديث، وتابعه عليه بعض الهلكى أيضًا.

والذى صح عن حبة: هو الذي رواه شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي أنه قال: "أنا أول من أسلم أو صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

". هكذا أخرجه أحمد في المسند [1/ 141]، وفى "فضائل الصحابة" [2/ رقم 999]، وابن أبى شيبة [32085]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات" [رقم/ 491]، والنسائى في "الكبرى" [8391]، وفى "الخصائص" [رقم/ 1]، وابن أبى عاصم في "الأوائل" [رقم 68]، وفى "الآحاد والمثانى" [1/ رقم 179]، وابن سعد وفى "الطبقات" [3/ 21]، وابن عدى [5/ 4]، وابن عساكر [32/ 201]، وجماعة، من طريق شعة به. وهذا إسناد كالشمس إلى حبة. ولا يصح عنه سواه. =

ص: 429

448 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمى، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: ما عندنا إلا كتاب الله وهذه يعنى الصحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

449 -

حدثنا أبو كريبٍ محمد بن العلاء، حدّثنا محمد بن الحسن الأسدى، حدّثنا هارون بن صالحٍ الهمدانى، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبى الجُلَّاس، قال: سمعت عليًا، يقول لعبد الله السبائى: ويلك، والله ما أفضى إليَّ بشئٍ كتمه أحدًا من الناس، ولقد سمعته، يقول:"إِنَّ بَيْنَ يَدَى السَّاعَةِ ثَلاثِينَ كَذَّابًا وَإِنَّكَ لأَحَدُهُمْ".

= وللحديث: طريق آخر أخرجه ابن أبى شيبة [12/ 65]، وابن ماجه [رقم/ 120]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم/ 1324]، وفى "الآحاد والمثانى"[رقم/ 178]، والنسائى في الكبرى [رقم / 8395]، وفى "الخصائص"[رقم/ 7]، والحاكم [3/ 111 - 112]، وغيرهم، من طريق العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدى، عن علي قال:"إنى عبدُ الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدى إلا كاذب، صليت قبلَ الناس بسبع سنين قبل أن يعْبُده أحد من هذه الأمة". هذا لفظ الحاكم.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 20]: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات،". وقبله قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، وتعقبه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا:"كذا قال، وهو [ليس] على شرط واحد منهما، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المدينى: ضعيف". قلت: وهو كما قال، وقد نقل ابن الجوزى في "الموضوعات" [1/ 341] عن أبى بكر الأثرم أنه قال:"سألت أبا عبد الله - يعنى أحمد بن حنبل - عن حديث على "أنا عبد الله وأخو رسوله

"؟ فقال: اضرب عليه، فإنه حديث منكر".

448 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 263].

449 -

صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1325]، والهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم/ 622]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 982/ ظلال]، وابن عساكر في "تاريخه"[9/ 29]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[33/ 213]، والبخارى في "الكنى"[116]، وغيرهم من طرق عن محمد بن الحسن الأسدى عن هارون بن صالح، عن الحارث بن عبد الرحمن الهمدانى، عن أبى الجلاس الكوفى، عن علي به

=

ص: 430

450 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن الحسن، بإسناده، مثله.

451 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن مطرف، عن الشعبى، أخبرنى أبو جحيفة قال: قلت لعلى: هل عندكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ سوى كتاب الله؟ قال: لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا شئ سوى كتاب الله إلا أن يؤتى اللهُ رجلًا فَهْمًا في هذا القرآن، وما في الصحيفة قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.

452 -

حدّثنا زهير، حدّثنا ابن عيينة، عن أبى إسحاق، عن زيد بن أثيع قال: سألنا عليًا: بأى شئ بعثت؟ قال: بعثت بأربع: ألا يطوفنَّ بالبيت عريان ولا يدخل الحرم مشرك، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فله أجل أربعة أشهر ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.

= قلتُ: وهذا إسناد ما كان. هارون بن صالح: شيخ غائب لا يدرى أحد من يكون؟، فماذا ينفعه ذكْر ابن حبان له في "الثقات"؟، والحارث الهمدانى: قريب من المجهول، وأبو الجلَّاس، ما نعرف عنه شيئًا أصلًا، بل ولا يعرف إلا بهذا الحديث الغريب، والهيثمى مع كونه لا يعرف أبا الجلاس ولا هارون بن صالح تراه يقول في "المجمع" [7/ 643]:"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". فأيش هذا التساهل السافر؟، ولجملة "إن بين يدى الساعة ثلاثين كذابًا" شواهد عن جماعة من الصحابة وبعضها صحيح ثابت. يأتى منها: حديث أبى هريرة [برقم/ 5945، 6511].

450 -

ضعيف: انظر قبله.

451 -

صحيح: أخرجه البخارى [111]، والنسائى [4744]، وابن ماجه [2658]، والترمذى [1412]، وأحمد [1/ 79]، والشافعى 0980]، وعبد الرزاق [18508]، وابن أبى شيبة [27741]، والحميدى [40]، وابن الجارود [794]، والبيهقى [15685]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 192]، وجماعة كثيرة، من طرق عن مطرف بن طريف عن الشعبى عن أبى جحيفة عن علي به نحوه

قلتُ: وله طرق أخرى عن علي به.

452 -

صحيح لغيره: أخرجه الترمذى [871]، والدارمى [1919]، والحاكم [3/ 54]، والحميدى [84]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 669، 670]،=

ص: 431

قال زهير: كذا قال: زيد بن أثيع وإنما هو ابن يثيع

= وأحمد [1/ 79]، والمزى في "التهذيب"[10/ 117]، والبزار [785]، وسعيد بن منصور في "تفسيره"[3/ رقم 952]، وابن أبى شيبة [14698]، والبيهقى [18523]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن زيد بن يثيع عن علي به نحوه .... قال الترمذى:"حديث على حديث حسن".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول. زيد بن يثيع: شيخ مجهول الحال على التحقيق، لم يرو عنه سوى أبى إسحاق وحده. نعم وثقه العجلى وابن حبان على قاعدتهما في توثيق الأغمار؛ فقول الحافظ في التقريب:"ثقة مخضرم" فيه شئ من التساهل. وقد اختلف على أبى إسحاق في هذا الحديث على ألوان؛ فرواه عنه ابن عيينة وزكريا بن أبى زائدة ومعمر - واختلف عليه - وأبو بكر بن عياش وأبو شيبة الكوفى وغيرهم، كلهم رووه عن أبى إسحاق على الوجه الماضى، وخالفهم سفيان الثورى فرواه من أبى إسحاق فقال: عن رجل من أصحابه عن علي به

هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل"[3/ 163]، وذكره الترمذى في "سننه"[5/ 276].

والثورى أوثق الناس في أبى إسحاق، سمع منه قديمًا هو وشعبة، وسمع منه هؤلاء أخيرًا بعد تغير حفظه، واختلال ضبطه، وقد يقال: قد تكون رواية الثورى من قبيل المجمل الذي فسَّره رواية الماضين، وهذا محتمل، لكن إسرائيل حفيد أبى إسحاق أبى ألا أن يخالف الجميع في إسناده ومتنه؛ فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن زيد بن يثيع عن أبى بكر "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة". وساقه مطولًا. فخالف هؤلاء في إسناده ولفظه.

أما الإسناد: فإنه جعله من "مسند أبى بكر".

وأما المتن: فإنه زاد فيه زيادات تكلَّم عليها الإمام في الإرواء [4/ 302]. ثم اختلف على إسرائيل في سنده. وتابعه بعضهم واختلف عليه أيضًا، وقد مضى شرح ذلك [برقم/ 104].

وقد رجَّح الدارقطنى في "العلل"[1/ 274]، و [3/ 163]، طريق ابن عيينة ومن تابعه، وفيه نظر ذكرناه في تخريج الحديث [رقم/ 104].

وللحديث بهذا السياق طريق آخر: يرويه المحرر بن أبى هريرة عن أبيه قال: "كنت مع على بن أبى طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة، فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادى أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فإن أجله أو أمده إلى أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة الأشهر،=

ص: 432

453 -

أخْبَرَنَا أبو يعلى، أحمد بن على بن المثنى الموصلى، حدّثنا عبد الرحمن بن سلامٍ، ومحمود بن خداشٍ وغيرهم، قالوا: حدّثنا مروان بن معاوية الفزارى، عن الأزهر بن راشدٍ الكاهلى، وفى حديث محمودٍ حدّثنا الأزهر بن راشدٍ، عن الخضر بن القواس، عن أبي سخيلة، قال: قال لنا عليٌّ: ألا أخبركم، وفى حديث الجمحى عبد الرحمن، عن أبى سخيلة، عن عليٍّ، أنه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ، مَا أَصَابَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ بَلاءٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ، فَالله أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّىَ عَلِيكُمُ الْعُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَمَا عَفَا، عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، فَالله أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ".

= فإن الله برئ من المشركين ورسوله، ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك. قال: فكنت أنادى حتى صحل صوتى".

أخرجه الطبرى في "تفسيره"[6/ 301]، والنسائى [2958]، والدارمى [1430]، وأحمد [2/ 299]، - واللفظ له - والحاكم [4/ 198]، وجماعة، وسنده صالح.

وقد وقع في سنده اختلاف لا يضر، ذكره الدارقطنى في "العلل" [3/ 131]. وللحديث: شواهد أخرى.

453 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 85]، والحاكم [4/ 429]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 221]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[1/ رقم 403]، والدولابى في "الكنى"[4/ رقم 751]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[7/ 208/ دار طيبة]، وابن منيع وابن مردويه وابن المنذر والحكيم الترمذى كما في "كنز العمال"، [رقم/ 4591]، والمزى في "التهذيب"[8/ 362]، وغيرهم، من طريق مروان بن معاوية عن الأزهر بن راشد عن الخضر بن القواس [وسقط الخضر عند الحاكم]، عن أبى سخيلة عن علي به نحوه ....

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

1 -

أزهر بن راشد: ضعفه ابن معين، وقال ابن حبان:"كان فاحش الوهم" وقال أبو حاتم: "مجهول". وبه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 229]، فقال:"فيه أزهر بن راشد وهو ضعيف". =

ص: 433

454 -

حدّثنا شيبان بن فروخ، حدّثنا أبو الربيع السمان، عن أبى هاشمٍ، صاحب الرُّمان، عن زاذان، عن علي بن أبى طالب، قال: دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على رجلٍ من الأنصار، وقد وَرِمَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلا تُخْرِجُوهُ عَنْهُ؟ " قال: فَبُطَّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدٌ.

= 2 - والخضر بن القواس: شيخ مجهول كما قال أبو حاتم، فلم يرو عنه سوى أزهر بن راشد الكاهلى وحده، فلْيوثقه ابن حبان أو فليدعه. ومثله أبو سخيلة في الجهالة، والحديث: رواه أبو جحيفة عن علي به نحوه موقوفًا

أخرجه ابن أبى حاتم في "تفسيره" كما في تفسير ابن كثير [7/ 208]. واختلف في إسناده على أبى جحيفة؛ فرواه يونس بن أبى إسحاق عن أبيه عن أبى جحيفة عن علي به مرفوعًا بنحوه

هكذا أخرجه الترمذى [2626]، وابن ماجه [2604]، وأحمد [1/ 99]، والحاكم [2/ 482]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 215]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 46]، والبزار [482]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7135]، وفى "سننه"[17371]، والقضاعى في الشهاب [1/ رقم 503]، وابن أبى الدنيا في "حسن الظن بالله"[رقم 25]، وجماعة.

وقد توبع عليه يونس: تابعه جماعة عليه مرفوعًا. لكن: اختلف على بعضهم في سنده ورفعه؛ كما شرحه الدارقطنى في "العلل"[3/ 128]. ومداره مرفوعًا وموقوفًا: على أبى إسحاق السبيعى، وهو مدلس ولم يذكر فيه سماعًا، وكان قد تغير بآخرة أيضًا، ولم يروه عنه أحد من قدماء أصحابه.

454 -

ضعيف جدًّا: أخرجه الدورقى كما في "كنز العمال"[28470]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 378]، من طريق أبى الربيع السمان عن أبى هاشم صاحب الرمان عن زاذان عن علي به نحوه.

وسنده ضعيف جدًّا. رجاله كلهم ثقات، سوى أبى الربيع السمان، وهو أشعث بن سعيد البصرى، شيخ منكر الحديث على التحقيق، بل له مناكير لا تُطاق. وقد قال أحمد عنه:"مضطرب ليس بذاك". وقال ابن معين في رواية: "ليس بشئ". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، يروى المناكير عن الثقات". وقال النسائي: "ليس بثقة ولا يكتب حديثه" وتركه جماعة. وضعفه الآخرون. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 168]، لكنه تساهل بشأنه؛ فقال:"رواه أبو يعلى وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف"، وقال صاحبه =

ص: 434

455 -

حدّثنا شيبان، حدّثنا مسرور بن سعيدٍ التميمى، حدّثنا عبد الرحمن الأوزاعى، عن عروة بن رويمٍ، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ، فَإِنَّها خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ، وَلَيْس مِن الشَّجرِ يُلْقَحُ غَيْرُهَا".

= البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[4/ 445]: "هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ أبِى الرَّبِيعِ السَّمَّانِ وَاسْمُهُ أشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ". وضعَّف سنده: العلامة الصالحى في "سبل الهدى والرشاد"[12/ 148].

455 -

منكر جدًّا: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 123]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 53]، وأبو الشيخ أيضًا في "الأمثال"[263]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم / 14170/ طبعة المكتبة العصرية]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 44]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 256]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 431]، والباغندى في "حديث شيبان وغيره"[1/ 190]، وأبو نعيم في "الطب"[1/ 23]، كما في "الضعيفة"[1/ 428]، والمستغفرى في "الطب" وعثمان الدارمى في "الأطعمة" كما في "المقاصد"[1/ 44]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 183]، وابن عساكر في "تاريخه"[7/ 382]، وابن بشكوال في "الآثار المروية في الأطعمة السرية"[رقم/ 20/ طبعة أضواء السلف]، وغيرهم، من طرق عن شيبان بن فروخ عن مسرور بن سعيد عن الأوزاعى عن عروة بن رويم عن علي به نحوه

وهو عند بعضهم في سياق أتم. قال ابن كثير في "تفسيره"[5/ 225]: "هذا منكر جدًّا". ومثله قال ابن عدى وغيره. وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وآفته: هو مسرور بن سعيد، وعنه يقول ابن عدى:"منكر الحديث"، ثم ذكر له هذا الحديث ثم قال:"ومسرور بن سعيد غير معروف، لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث". وقال العقيلى: "حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به

". وقال ابن حبان: "يروى عن الأوزاعى المناكير، لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها .. ". وقد أنكر عليه العقيلى وابن عدى وابن حبان هذا الحديث، وساقوه له في ترجمته من "الضعفاء"، وبه أعله: جماعة من السابقين واللاحقين.

وفيه علة أخرى، وهى أن عروة بن رويم لم يدرك عليًا أصلًا، كما أشار إليه ابن عدى، فقال: "وعروة بن رويم عن علي ليس بالمتصل

".

وله شاهد: من حديث ابن عمر فيه: كذاب جرئ وقح، وآخر: عن أبى سعيد الخدرى بإسناد ساقط راجع "الضعيفة"[رقم/ 261، 262]، للإمام الألبانى.

ص: 435

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا نِساءَكُمُ الْوُلَّدَ الرُّطَب، فإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطبٌ فالتَّمْرُ، وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَر أَكْرَمُ عَلَى الله مِنْ شَجَرَةٍ نَزَلَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ".

456 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، سمع عمرو، عن عطاءٍ، عن عائش بن أنسٍ، سمع عليًا يحدث الناس على المنبر قلت لعمارٍ: سل لى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى، فإن ابنته تحتى، وإنى أستحيى أن أسأله، فسأله، فقال:"إِذَا وَجَدَ ذَاكَ، فَلْيَتَوَضَّأْ".

456 - صحيح: المرفوع منه: أخرجه النسائي [154]، والحميدى [93]، وأحمد [4/ 320]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 34]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 203]، وغيرهم، من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبى رباح عن عائش بن أنس عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول. عائش بن أنس لم يرو عنه سوى عطاء وحده، ولم يوثقه إلا ابن حبان؛ فمثله في طبقة المغمور.

وقد اختلف في إسناده على ألوان؛ فرواه قتيبة بن سعيد والحميدى وأحمد عن ابن عيينة على الوجه الماضى. وتابعهم: عبيد الله بن موسى عند الخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 29]، ورواه سعيد بن منصور عنه فوهم عليه فيه؛ فقال: عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس به

هكذا أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 203]. والصواب الأول.

وقد توبع عليه ابن عيينة على الوجه الأول: تابعه معمر عند العقيلى في "الضعفاء"[1/ 34].

ومعقل ابن عبيد الله: عنده أيضًا [1/ 34].

وخالفهم: ورقاء بن عمر؛ فرواه عن عمرو فقال: عنه عن عائش عن علي به

ولم يذكر فيه "عطاء".

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 82]. وورقاء يقول عنه ابن عدى: "روى أحاديث غلط في أسانيدها".

وقد توبع عليه عمرو بن دينار على الوجه الأول: تابعه: ابن جريح عن عطاء به

أخرجه أحمد [5/ 6]، وعبد الرزاق [597]، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"[1/ 151، 668]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 34]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 204]، وغيرهم.=

ص: 436

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= واختلف فيه على ابن جريج؛ فرواه عنه عبد الرزاق والقطان على الوجه الماضى. وخالفهما مخلد بن يزيد؛ فرواه عن ابن جريج فقال: عن عطاء عن ابن عباس به

هكذا أخرجه النسائي [435]. ومخلد: صدوق غير أنه صاحب أوهام، كما جزم بذلك جماعة، فالمحفوظ الأول.

وقد خولف ابن جريج وعمرو بن دينار في إسناده؛ خالفهما ابن أبى نجيح؛ فرواه عن عطاء فقال: عن إياس بن خليفة عن رافع بن خديج به

هكذا أخرجه النسائي [155]، وابن حبان [1105]، والطبرانى في "الكبير"[4/ رقم 4440]، وفى "الأوسط"[1/ رقم 717]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 45]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 33]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 29]، وغيرهم، من طرق عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن ابن أبى نجيح به

قلتُ: وابن أبى نجيح ثقة عالم جليل القدر. لكن رجح الدارقطنى الوجه الأول في كتابه "العلل"[4/ 81]، فقال:"والصواب ما قال عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء". وهو ظاهر صنيع العقيلى في "الضعفاء". وإياس بن خليفة: لم يرو عنه سوى عطاء وحده، وقال عنه العقيلى:"مجهول في الرواية، في حديثه وهم". لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وتوسط الحافظ فقال "صدوق".

* والصواب: ما قاله العقيلى. وقد رواه بعضهم عن يزيد بن زريع فوهم في إسناده، كما ذكره الدارقطنى، وذكر أيضًا أن طلحة بن عمرو المكى المتروك المعروف قد رواه عن عطاء فقال: عن على به

راجع "العلل"[4/ 81].

والمحفوظ فيه عن عطاء: هو الوجه الأول. وكل الوجوه الماضية، قد وقع فيها ذكر "عمار"، وأنه هو الذي أمره عليٌّ أن يسأل له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى. اللَّهم إلا في طريق ابن جريح عن عطاء، فقد وقع فيه الشك من عطاء ونسى السائل، والحديث معلول بجهالة عائش بن أنس كما مضى. وله طرق أخرى ثابتة دون ذكر:"عمار" فيه. بل المحفوظ: أن الذي أمره على أن يسأل له رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقداد بن الأسود وحده.

كما سيأتي عند المؤلف [458]. ومن حمل القصة على التعدد: - مثل ابن حبان والخطيب وابن عبد البر - لزمه أن يقيم البرهان على صحة الطريق الماضى أولًا، وقد عرفتَ ما فيه.

ص: 437

457 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن يزيد بن أبى زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى؟ فقال: "فِيهِ الْوُضُوءُ، وَيَغْسِلُهُ، وَفِى المْنِيِّ الْغُسْلُ".

458 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن منذر، عن محمد ابن الحنفية، عن عليٍّ، قال: كان رجلًا مذاءً، فاستحيا أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى، قال: فقال للمقداد: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المذى، قال: فسأله، فقال رسول صلى الله عليه وسلم:"فيهِ الْوُضُوءُ".

459 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا شريكٌ، عن أبى الحسناء، عن الحكم، عن حنشٍ، عن عليٍّ، قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضحى عنه بكبشين، فأنا أحب أن أفعله.

457 - صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 314].

458 -

صحيح: أخرجه البخارى [132]، ومسلم [303]، وأحمد [1/ 80]، والنسائى [157]، والبزار [651]، والبيهقى [559]، وابن خزيمة [91]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 461]، وابن عساكر في "تاريخه"[54/ 319]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن منذر الثورى عن ابن الحنفية عن علي به

قلتُ: وهكذا رواه جماعة عن الأعمش على هذا الوجه: منهم: الثورى - واختلف عليه - وشعبة وهشيم وجرير ووكيع وعبد الله بن داود وأبو معاوية وغيرهم. وخالفهم جميعًا: عبيدة بن حميد؛ فرواه عن الأعمش فقال: عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به

هكذا أخرجه البزار [426]، وذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 119]، ثم قال:"ولم يتابع على هذا القول، وحديث ابن الحنفية هو الصحيح".

قلتُ: وعبيدة ثقة صدوق، لكن غمزه ابن المدينى ويعقوب بن شيبة، وقال الحافظ:"صدوق ربما أخطأ". وقد توبع عليه الأعمش على الوجه الأول.

459 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [1495]، وأحمد [1/ 107]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 149]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 120]، والحاكم [4/ 255]، والبيهقى [18970]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 438]، والدولابى في "الكنى". =

ص: 438

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [رقم 1345]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[33/ 248]، المزى في "التهذيب"[33/ 248]، وغيرهم، من طرق عن شريك القاضى عن أبى الحسناء عن الحكم عن حنش بن ربيعة عن علي به نحوه

وليس عند أحمد: ذِكْرُ الكبشين، قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك".

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. وفيه علتان:

الأولى: شريك القاضى إمام فقيه علامة، لكنه كثير الخطأ ليس بالقوى في الرواية. وقد انفرد بهذا الحديث كما قاله بعضهم. لكن نقل الترمذى في "سننه"[4/ 84]، عن ابن المدينى أن بعضهم قد تابعه عليه، فمن يكون؟، وبشريك: أعله عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه"، والمنذرى في "مختصر السنن".

والثانية: أبو الحسناء شيخ مجهول، كما قاله الذهبى وابن حجر. وقد اختلف في اسمه، فقيل الحسين، وقيل الحسن، والأخير نقله الترمذى عن مسلم بن الحجاج. ثم وقفتُ على هذا الحديث عند المحاملى في "أماليه"[رقم/ 121/ طبعة دار ابن القيم]، فوجدته أخرجه من طريق أبى أحمد الزبيرى عن شريك عن "حسن بن أبى الحسناء،" هكذا وقع عنده، وابن أبى الحسناء: راوٍ مشهور يلقب بالقواس، وثقه ابن معين والعجلى وابن حبان، ومشاه غيرهم، وانفرد الأزدى بتلْيينه، وهو من هذه الطبقة. بل ثبت أنه يروى عن الحكم، وعنه شريك القاضى أيضًا؛ فهل هو هو، أم ذاك غيره؟ والأشبه عندى: أنه ليس هو إن شاء الله. وأبو الحسناء: شيخ كوفى آخر يروى عنه شريك أيضًا، ومعه الحسن بن صالح، كما قاله ابن معين في "تاريخه"[3/ رقم 2061/ رواية الدورى]، وتابعه ابن ماكولا في "الإكمال"[2/ 475]، وهو المراد هنا. فالظاهر أن أبا أحمد الزبيرى - في سند المحاملى - قد سمعه من شريك عن أبى الحسناء الكوفى، فظنه هو نفسه الحسن بن أبى الحسناء، فوهم فيه على شريك أو أن الاضطراب فيه من شريك نفسه.

أما الحاكم النيسابورى فهو في وادٍ آخر، فقد أورد هذا الحديث في "مستدركه" ثم قال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الحسناء هذا هو الحسن بن الحكم النخعى".

قلتُ: وهذا وهم آخر؛ فقد جزم ابن أبى حاتم: بكون كنية الحسن بن الحكم هي "أبو الحكم"، بل وجزم به الحاكم نفسه في مكانٍ آخر، كما نقله الحافظ عنه في "التهذيب"[2/ 271]، =

ص: 439

460 -

حدّثنا خلاد بن أسلم، حدّثنا النضر بن شميلٍ، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع سورٍ في الركعة الأولى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)} ، و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} ، و {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} ، وفى الثانية:{وَالْعَصْرِ (1)} ، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} ، و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} ، وفى الثالثة:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، و {تَبَّتْ} ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} .

= ثم قال: "وهو الأصوب". لكن مال حسين أسد في تعليقه على "مسند المؤلف" إلى ما قاله الحاكم آنفًا؛ فقال بعد أن ذكر ما مضى آنفًا في كنية الحسن بن الحكم: "الاختلاف في كنيته ظاهر، فلعل "أبا الحسن" تحرفت على يد أحد النساخ إلى "أبى الحسناء" أو أن أخرين أسموه - كذا "أبا الحسناء" واللَّه أعلم".

قلتُ: وفى هذا إهدار لما سبق نقله عن ابن معين وابن ماكولا من وجود رجل آخر كنيته أبو الحسناء يروى عنه شريك والحسن بن صالح. فانتبه. وحنش بن ربيعة: شيخ مختلف فيه. وقد وقع عند البيهقى "عن حنش بن الحارث" وهو خطأ.

460 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [460]، وأحمد [1/ 89]، والبزار [851]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 1594]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 68/ المنتخب]،، وابن المنذر في "الأوسط"[5/ 2706]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ 1241]، وفى "الصغير"[1/ 457]، والدورقى في "مسند على" كما في "الكنز"[21884]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 118]، والمروزى في "صلاة الوتر"[رقم 58/ مختصره]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 412]، وغيرهم، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث الأعور عن علي به

وقلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول. الحارث الأعور: مضى مرارًا كونه ضعيفًا لا يحتج به، وليس بالواهى. وأبو إسحاق: إمام في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، ثم هو قد تغير بآخرة لما شاخ وكبر، ورماه بعضهم بالاختلاط، وأنكره الذهبى، وعلى كل حال: فلم يرو عنه هذا الحديث أحد ممن سمع منه قديمًا.

فإن قيل: قد رواه عنه إسرائيل حفيده عند جماعة، قلنا: إسرائيل مضى أن الصواب بشأنه أنه لم يسمع من جده إلا وقت شيخوخته، وقد اختلف على أبى إسحاق في رفعه ووقفه، فرواه عنه إسرائيل وجماعة على الوجه الماضى مرفوعًا به. =

ص: 440

461 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيفٍ، عن مسعود بن الحكم، عن أمه، أنها حدثته، قالت: كأنى أنظر إلى عليٍّ على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشهباء في شعب الأنصار، وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّهَا لَيْسَتْ أَيَّامَ صِيَامٍ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، أَيَّامُ مِنَّى".

= وخالفهم زهير بن معاوية، فرواه عن أبى إسحاق بإسناده به موقوفًا، هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم/ 279] فقال:"سألتُ أبى عَن حدِيثٍ؛ رواهُ إِسرائِيلُ، وزُهيرُ بن مُعاوِية، عن أبِى إِسحاق، عن الحارِثِ، عن علِيٍّ رفعهُ إسرائِيلُ، ووقفهُ زُهيرٌ: "أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بِتِسعِ سُورٍ" قال أبِى: إِسرائِيلُ أقدمُ سمَاعًا مِن زُهيرٍ فِي أبِى إِسحاق.

قُلتُ: فأيُّهُما أشبهُ بِالصّوابِ: موقُوفًا، أو مرفُوعًا؟ قال: الله أعلمُ، يُقالُ: إِنَّ زُهيرًا سمِع مِن أبِى إِسحاق بِآخَرَة، وإِسرائِيلُ سماعهُ مِن أبِى إِسحاق قدِيمٌ، وأبُو إِسحاق بِآخَرَةٍ اختلط، فكُلُّ من سمِع مِنهُ بِآخَرَةٍ فليس سماعُهُ بِأجودَ ما يَكُونُ".

قلتُ: ويؤيد الوقف: أن الحديث قد روى من طريق آخر عن علي به موقوفًا. فقال الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 516]: "وأخرجه محمد بن نصر من طريق أخرى عن علي موقوفًا، وكأنه أرجح". وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".

461 -

صحيح لغيره: أخرجه ابن أبى شيبة [15258]، والنسائى في الكبرى [2886]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 187]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 246]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[6/ 3446]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[1663]، والحاكم [1/ 600]، وجماعة من طريق محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن مسعود بن الحكم عن أمه عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول. حكيم بن حكيم: روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان والعجلى، وصحَّح له الترمذى والحاكم وابن خزيمة وغيرهم. وقال الذهبى:"حسن الحديث"، وقال الحافظ:"صدوق". لكن يقول ابن سعد: "كان قليل الحديث، ولا يحتجون بحديثه".

قلتُ: وهذا جرح مبهم. ولم يعتمده أحد، ومسعود بن الحكم: له رؤية. وأمه: لها صحبة، كما جزم به الحافظ في "الإصابة"[8/ 303]، وقبله أبو نعيم في "معرفة الصحابة". =

ص: 441

462 -

حدّثنا أبو بكر، حدّثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى أبان بن صالحٍ، عن عكرمة، قال: دفعت مع حسين بن علي من المزدلفة، فلم أزل أسمعه، يقول: لبيك لبيك حتى انتهى إلى الجمرة، قلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ قال: إنى سمعت أبى على بن أبى طالبٍ يهل حتى إذا انتهى إلى الجمرة وحدثنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل حتى انتهى إليها.

463 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، عن أبان بن عبد الله البجلى، قال: حدثنى عمرو ابن أخى عِلباءٍ، عن عِلباءٍ، عن عليٍّ، قال: قال عليٌّ: مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إبِل الصدقة فأخذ وبرةً من ظهر بعيرٍ، فقال:"مَا أَنَا أَحَقُّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

= وابن إسحاق: صدوق إمام في المغازى والسير، لكنه يدلس ولم يذكر فيه سماعًا، وقد اختلف عليه في سنده أيضًا؛ فرواه عنه عبد الأعلى بن عبد الأعلى وأحمد بن خالد الوهبى وإسماعيل بن علية وغيرهم، كلهم رووه عنه على الوجه الماضى.

وخالفهم إبراهيم بن سعد؛ فرواه عن ابن إسحاق فقال: حدثنى عبد الله بن أبى سلمة عن مسعود بن الحكم عن أمه عن علي به نحوه

هكذا أخرجه أحمد [1/ 92] ، والنسائى في "الكبرى"[2887]، من طريق إبراهيم به. وهذا إسناد ظاهره السلامة. وهكذا رواه عبدة بن سليمان عن ابن إسحاق، لكنه ذكر أن ابن إسحاق قد شك في سماعه من عبد الله بن أبى سلمة؛ هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[2888]. وقد خولف ابن إسحاق فيه، واختلف في إسناد هذا الحديث اختلاف شديد، وروى على وجوهٍ غريبة كثيرة، وقد أطنب النسائي جدًّا في ذكر الاختلاف فيه "بسننه الكبرى"[2/ 165]، وذكر الدارقطنى شطرًا منها في "علله"[9/ 175]، وقد شرحنا ذلك في "غرس الأشجار".

وللحديث: شواهد صحيحة عن جماعة من الصحابة؛ يأتى منها: حديث أبى هريرة [برقم/ 5913]. وراجع: "التلخيص"[2/ 196]، و"نصب الراية"[2/ 343].

462 -

صحيح لغيره: مضى تخريجه [برقم/ 321].

463 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 88]، والحارث [1/ رقم 295/ زوائد]، والبخارى في "تاريخه"[7/ رقم 77]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[20/ 294]، =

ص: 442

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأحمد بن منيع في "مسنده" وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في المطالب العالية [5/ 559/ طبعة العاصمة]، والضياء في "المختار"[2/ 308]، وغيرهم، من طرق عن أبان بن عبد الله البجلى عن عمرو بن غزى بن أخى علباء عن علباء عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد مجهول. عمرو بن غزى: لم يرو عنه سوى أبان البجلى وحده، ولم يوثقه أحد من أهل الدنيا، وقد جزم الحسينى في "رجال المسند" بكونه مجهولًا، وتبعه الحافظ في "التقريب".

وبه أعله: الهيثمى في "المجمع"[3/ 84]، ثم قال:"وبقية رجاله ثقات".

قلتُ: تابع الهيثمىُ ابنَ حبان في توثيقه "علباء".

وعلباء: هو ابن أبى علباء الكوفى، شيخ مجهول لا يدرى أحد من يكون، وليس هو علباء بن أحمر الثقة المعروف، وقد فرق بينهما غير واحد من النقاد. نعم: قد جزم الخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 196]، بأن علباء هنا هو ابن أحمر الثقة المشهور،

فقال بعد أن ذكر الحديث من طريق عبد الله بن نمير عن أبان البجلى: "وعلباء بن أحمر: هو علباء الذي روى عنه عمرو بن غزى، وليس بغيره، بيَّن ذلك: عبيد الله بن موسى العبسى، وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيرى في روايتهما عن أبان بن عبد الله الحديث الذي ذكرناه عن ابن نمير".

ثم أخرج الحديث [1/ 195 - 196]، من طريق عبيد الله بن موسى وأبى أحمد الزبيرى كلاهما عن أبان بن عبد الله البجلى عن عمرو بن غزى عن علباء بن أحمر عن علي بن أبى طالب به.

قلتُ: الظاهر عندى أن ذلك خطأ من بعضهم.

أما أبو أحمد الزبيرى: فقد رواه الإمام أحمد وغيره من طريقه فقال: "عن علباء" هكذا دون أن ينسبه، فلعل من رواه عنه عند الخطيب قد نسبه فأخطأ في نسبته.

وأما عبيد الله بن موسى: فقد رواه الحارث من طريقه فقال: "عن علباء بن أبى علباء"، فيقال في حقه: مثلما قيل في حق أبى أحمد الزبيرى، ويؤيد هذا الوهم: أن "علباء بن أحمر" لم يذكروا في ترجمته أن له ابن أخٍ يسمى: "عمرو بن غزى"، وإنما ذكروه في ترجمة "علباء بن أبى علباء". =

ص: 443

464 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده، أن عليًا كان يسير حتى إذا غربت الشمس وأظلم نزل فصلى المغرب، ثم تعشى، ثم صلى العشاء، على إثرها، ثم يقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.

465 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو داود عمر بن سعدٍ، عن ياسين، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المْهْدِيُّ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ الله فِي لَيْلَةٍ".

= وقد مضى أن جماعة من النقاد قد فرق بين الرجلين، منهم البخارى وابن حبان والدارقطنى.

ووجدت الحديث عند ابن أبى شيبة في "المصنف"[رقم/ 32915]، من هذا الطريق يه

لكن تصحف عنده ذكر "علباء" إلى "على"، وللحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة تراهم في "الإرواء"[5/ 73].

وأصح هذه الشواهد: حديث عمرو بن عبسة بلفظ "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما سلَّم أخذ وبرة من جنب البعير ثم قال: ولا يحل لى من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس مردود فيكم" أخرجه أبو داود [2755]، ومن طريقه البيهقى [12722]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 805]، وتمام في الفوائد [1/ رقم 215]، وغيرهم.

وسنده صحيح لولا أنه قد اختلف في إسناده.

464 -

حسن: أخرجه أبو داود [1234]، وابن أبى شيبة [8245]، ومن طريقه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 136]، والبزار [664]، والنسائى في "الكبرى"[1571]، وابن جرير في "تهذيب الآثار" كما في "كنز العمال"[17644] ، والمزى في "تهذيب الكمال"[16/ 94]، وغيرهم، من طرق عن أبى أسامة حماد بن أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن جده عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح. وعبد الله بن محمد بن عمر هو وأبوه وجده: أهل صدق وخيرٍ وإيمان، وليسوا في درجة الثقات الأثبات، وحديثهم في رتبة الحسن. وعمر بن على: قد سمع من أبيه على بن أبى طالب وجالسه.

465 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [4085]، وأحمد [1/ 84] ، ومن طريقه ابن الجزرى في "مناقب الأسد الغالب"[رقم/ 89]، والبزار [رقم 644]، وابن أبى شيبة [رقم 37644]، =

ص: 444

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 177]، وفى "أخبار أصبهان"[1/ 209/ الطبعة العلمية]، وأبو عمر والدانى في "الفتن"[5/ رقم 579]، ونعيم في "الفتن"[رقم 1053]، وأبو الشيخ في "طبقاته"[1/ 379]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 317]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 185]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 465]، وقاسم بن أصبغ في "مصنفه" كما في "الأحكام الكبرى/ لعبد الحق"[4/ 530]، والضياء المقدسى في "المنتقى من حديث أبى الحسن العبدوى"[رقم/ 15/ طبعة دار ابن حزم/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وابن الجوزى في "العلل المتناهية"[2/ 856]، وغيرهم من طرق عن ياسين بن سيار أو شيبان العجلى عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية عن أبيه عن علي به.

قال البزار: "وَهَذَا الحْدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الإسْنَاد، وَإنَّمَا كَتَبْنَاهُ مَعَ لِينِ يَاسِينَ، لأنَّا لَمْ نَعْرِفْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِهَذَا الإِسْنَادِ، فَلِذَلِكَ كَتَبْنَاهُ وَبَيَّنَّا الْعِلَّةَ فِيهِ"

هذا إسناد فيه نظر إبراهيم بن محمد: صدوق لا بأس. ومدار هذا الحديث: على ياسين العجلى، وقد مشاه ابن معين وأبو زرعة. وقال الحافظ "لا بأس به" ثم قال في "التهذيب" [11/ 173]:"ووقع في "سنن ابن ماجه": عن ياسين غير منسوب؛ فظنه بعض الحفاظ المتأخرين "ياسين بن معاذ الزيات" فضعَّف الحديث، فلم يصنع شيئًا".

قلتُ: لكن وقع عند البزار "ياسين الزيات العجلى"، وهو وهم إن شاء الله. والحديث حديث: ياسين بن شيبان، وبه يعرف كما قاله ابن عدى. وقد وثقه أيضًا عثمان بن أبى شيبة، كما أخرجه عنه ابن شاهين في الثقات [رقم / 1637]، وقال الفسوى في "المعرفة" [3/ 54]:"لا بأس به".

وتكلم فيه آخرون؛ فقال ابن حبان في المجروحين [3/ 143].: "منكر الحديث على قلة روايته، يجب التنكُّب عما انفرد به من الروايات.". وتعقبه الدارقطنى في "تعليقاته على المجروحين"[ص/ 236] فقال: "وَهُوَ الَّذى يَرْوى حَديثًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّة، عَنْ أبِيهِ، عَن عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ" وَلَا أعْلَمُ لَهُ مُسْندًا غَيْرَهُ". وذكره ابن عدى في "الكامل" والعقيلى في "الضعفاء"، والذهبى في "الميزان" وأوردوا له هذا الحديث في ترجمته. وقبل ذلك ذكر العقيلى وابن عدى فيه قول البخارى:"في حديثه نظر".=

ص: 445

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هذا لفظ العقيلى، وعند ابن عدى:"فيه نظر"، ومثله في "الميزان"، وهذا جرح شديد عند البخارى، كما تراه في ترجمة "عثمان بن فائد" من "الميزان". والغريب أن البخارى لم يذكر تلك الجملة في ترجمة "ياسين" من "تاريخه الكبير"[8/ 429] وإنما ذكرها في ترجمة إبراهيم بن محمد ابن الحنفية [1/ 317]، ولفظه هناك "في إسناده نظر" يعنى هذا الحديث، فإنه ذكره في ترجمة إبراهيم.

وبه: أعله جماعة، منهم البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 298]، وقبله ابن الجوزى في "المتناهية". وقد تساهل من حسنه من هذا الوجه من المتأخرين، كالمناوى في "التيسير" [2/ 887]. وقال العقيلى:"لا يتابع ياسين على هذا اللفظ".

قلتُ: بل تابعه سالم بن أبى حفصة كما ذكره أبو نعيم في "الحلية"[3/ 177]، ثم أخرج هذه المتابعة في "أخبار أصبهان"[1/ 209/ الطبعة العلمية]، من طريق محمد بن على العلوى ثنا محمد بن على بن خلف ثنا حسن بن صالح بن أبى الأسود عن محمد بن فضيل حدثنى سالم بن أبى حفصة.

لكن: هذه متابعة فاسدة، والطريق إلى سالم غير سالم، ولو صح: فسالم ساقط العدالة عندنا ولا كرامة، وقد شهد عليه عبد الله بن إدريس - الثقة الإمام - بكونه رآه في موسم الحج يطوف ويقول: "لبيك قاتل نعْثل

" أخرجه العقيلى [2/ 153]، بسندٍ صحيح عن ابن إدريس به.

و"نعثل" هو عثمان بن عفان - رضى الله عنه -، هكذا كان يلقبه جماعة من النواصب الخاسرين، فمن يتقرب إلى الله بدم عثمان كيف يروق لنا قبول خبره؟، وقد كان سالم غاليًا هالكًا في التشيع، وقد نقل الحافظ في "التهذيب" عن العقيلى أنه قال عن سالم:"تُرك لغلوه، وبحقٍ ترك". وأقول: كل من طعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كشف لنا سوأته، وحُق لنا أن نقذفه بقذائف المقت والكراهية، وراجع قول ابن معين في ترجمة "تليد بن سليمان" من كتب "التراجم" وستعلم صدق ما نقول.

وقد اختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه حسن بن صالح بن أبى الأسود عن محمد بن فضيل عن سالم به كما مضى. ورواه أحمد بن عمران الأخنسى عَنِ ابن فُضَيْلٍ فقال: عن سَالِمٍ، عن عُمَر بن مُحَمَّد ابن الحنَفِيّة، عَنْ أبيهِ، عن عَليٍّ به موقوفًا، فأبدل:"إبراهيم بن محمد" بـ: "عمر بن محمد"، ثم أوقف الحديث، هكذا أَخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[2/ 909]، قال: حَدَّثَنَا الأخنسى به.=

ص: 446

466 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عبد الله بن نُجَي، عن عليٍّ، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائمٌ، فذكرنا الدجال، فاستيقظ محمرًا وجهه، فقال:"غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عِنْدِى عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ: أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ".

= قلتُ: والأخنسى شيخ مختلف فيه، وهو من رجال "الميزان" و"لسانه".

وبالجملة: فهذا الحديث عندى معلول بياسين العجلى، وقد مضى قول البخارى في هذا الحديث. ووجدتُ الذهبى قد قال عن ياسين في رجال ابن ماجه [ق/ 10]:"لين" كما نقله المعلق على "تهذيب الكمال"[31/ 182].

466 -

صحيح لغيره: أخرجه ابن أبى شيبة [رقم/ 37486]، وأحمد [1/ 98]، والدورقى في "مسند على" كما في "كنز العمال"[29414]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 100/ ظلال]، وقاضى المارستان في "مشيخته"[3/ رقم/ 730/ طبعة عالم الفوائد]، وغيرهم، من طريقين عن جابر بن يزيد الجعفى عن عبد الله بن نجى عن علي به

وهو عند بعضهم بشطره الأخير فقط.

قلتُ: وهذا إسناد تالف. وجابر: ساقط متروك إلى الأبد. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 430]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 14]. وفى سماع عبد الله بن نجى من على خلاف.

لكن: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، تشهد لفقراته، منها: حديث أبى ذر: عند أحمد [5/ 145]، وغيره، وفى سنده ابن لهيعة، وقد أفسده، ويشهد لشطره الأول:"غير الدجال أخوف عندى عليكم من الدجال": حديث النواس بن سمعان عند مسلم [2937]، وغيره.

ويشهد لشطره الأخير: "أئمة مضلون": حديث ثوبان مطولًا وفيه: "أخاف على أمتى الأئمة المضلين". وفى لفظ: "لا أخاف على أمتى إلا الأئمة المضلين".

أخرجه أبو داود [4252]، وابن ماجه [3952]، وأحمد [4/ 123]، وجماعة كثيرة، وهو عند مسلم [2889]، والترمذى [2176]، وجماعة، دون موضع الشاهد. وسنده صحيح، لولا أنه قد اختلف في إسناده، وله شواهد أخرى شواهد غير ما مضى. راجع:"الصحيحة"[رقم / 1582، 1989].

ص: 447

467 -

حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا إسحاق بن منصور، حدّثنا أبو كدينة، عن مطرف، عن المنهال، عن نعيم بن دجاجة، قال: كنت جالسًا عند علي إذ جاءه أبو مسعودٍ، فقال عليٌّ: قد جاء فروخ، فجلس، فقال عليٌّ: إنك تفتى الناس؟ فقال: أجل، وأخبرهم أن الآخرة شرٌ، قال: فأخبرنى، هل سمعت منه شيئًا؟ قال: نعم، سمعته، يقول: لا يأتى على الناسر سنة مئةٍ وعلى الأرض عينٌ تطرف، فقال عليٌّ: أخطأت استك الحفرة، وأخطأت في أول فتياك، إنما قال: ذاك لمن حضره يومئذٍ، هل الرخاء إلا بعد المئة؟

468 -

حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا مندلٌ، عن الحسن بن

467 - حسن: أخرجه أحمد [1/ 93]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 140]، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم 1235]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[2/ 378]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 67]، ومن طريقه الضياء أيضًا [2/ 379]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[29/ 483]، والحاكم [4/ 543]، والطبرانى في "الكبير"[17/ رقم / 693]، والطحاوى في المشكل [1/ 387]، والضياء في "المختارة"، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم/ 5859]، والمزي في "التهذيب"[29/ 483]، وغيرهم، من طريق المنهال بن عمرو عن نعيم بن دجاجة عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد صالح. وابن دجاجة: تابعى كبير، روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان والذهبى، وتبعهما الهيثمى في "المجمع"[1/ 466]، فهو شيخ صدوق. ولم يصب الحافظ في قوله عنه بـ:"التقريب": "مقبول"، وهكذا رواه منصور بن المعتمر ومطرف بن طريف عن المنهال بن عمرو به. ورواه عن منصور جماعة: منهم إبراهيم بن طهمان وشيبان وأبو حفص الأبار والفضيل بن عياض وورقاء وجرير بن عبد الحميد. ورواه عن جرير جماعة: منهم زهير بن حرب واختلف عليه فيه؛ فرواه عنه عبد الله بن أحمد على الوجه الماضى، وخالفه المؤلف فرواه عن زهير فقال: عن جرير عن منصور عن عبد الملك - وهو ابن ميسرة - عن نعيم بن دجاجة به

هكذا وقع عند المؤلف [برقم/ 584]، والمحفوظ هو الوجه الأولى.

468 -

منكر: أخرجه ابن ماجه [1608]، والبزار [815]، وابن أبى شيبة [11887]، والبيهقى في "الشعب"[12/ رقم / 9306/ طبعة الرشد]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[2/ 110]، وغيرهم، من طرق عن مندل بن على عن الحسن بن الحكم عن أسماء بنت عابس عن أبيها عن على به

=

ص: 448

الحكم، عن أسماء بنت عابسٍ، عن أبيها، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن السقط ليراغم ربه إن أدخلَ أبويه النار حتى يقال له: "أَيُّهَا السِّقْطُ المْرَاغِمُ رَبَّهُ، ارْجِعْ فَإِنِّى قَدْ أَدْخَلْتُ أَبَوَيْكَ الجْنَّةَ، قَالَ: فَيَجُرُّهُمَا بِسَرَرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُمَا الجْنَّةَ".

469 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا جعفر بن إبراهيم، من ولد ذى الجناحين، قال: حدّثنا على بن عمر، عن أبيه، عن علي بن حسين، أنه رأى رجلًا يجئ إلى فرجةٍ كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، فقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبى، عن جدى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَتَّخِذُوا قَبْرِى عِيدًا، وَلا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِى أَيْنَمَا كُنْتُمْ".

= قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا على بن أبى طالب رضى الله عنه، ولا نعلم له طريقًا عن علي إلا هذا الطريق". قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": "إسناده ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف مندل بن على".

قلتُ: لم يتفقوا على تضعيفه بل أثنى عليه جماعة، ووثقه ابن حبان والعجلى، ومشاه ابن معين - في رواية - ومثله البزار، والصواب أنه ضعيف لسوء حفظه. وأسماء: امرأة مجهولة لا تُعرف، وأبوها: ثقة فاضل. والحسن بن الحكم: صدوق يخطئ.

والحديث: قد ضعفه الحافظ العراقى، كما نقله عنه المناوى في "فيض القدير"[2/ 345].

469 -

قوى لغيره: أخرجه ابن أبى شيبة [رقم/ 7542]، وفى "مسنده" كما في "المطالب العالية"[7/ 159/ طبعة العاصمة]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[1/ 244]، والبخارى في "التاريخ الكبير"[2/ 186]، وأبو طاهر السلفى في "الجزء الثامن عشر" من "المشيخة البغدادية"[رقم/ 1/ مخطوط/ بترقيمى]، من طريق زيد بن الحباب عن جعفر بن إبراهيم من ولد ذى الجناحين عن علي بن عمر بن الحسين عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده به

قلتُ: وهذا إسناد مغموز معلول، وجعفر بن إبراهيم: روى عنه رجلان وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" لكنه قال: "يعتبر حديثه من غير روايةٍ عن هؤلاء"، وهؤلاء: يريد بهم أصحاب الترجمة الماضية: "على بن عمر عن أبيه عن علي بن الحسين"، كما ذكر هو في صدر ترجمته من "الثقات" [8/ 160]. وعلى بن عمر: يقول عنه الحافظ في "التقريب": "مستور". كذا قال، وقد روى عنه جماعة فوق العشرة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:=

ص: 449

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "يعتبر حديثه من غير رواية أولاده عنه"، ولم يتكلم فيه أحد بشئ غير ما مضى، فمثله صدوق صالح إن شاء الله. وأبوه: ثقة فاضل كريم مثل أبيه.

وآفة الحديث: هي جعفر بن إبراهيم السابق ذكره. وقد اختلف في إسناده عليه؛ فرواه عنه زيد بن الحباب كما مضى. وخالفه إسماعيل بن أبى أويس، فرواه عنه فقال: عمن أخبره من أهل بيته عن علي بن الحسين به

هكذا أخرجه إسماعيل القاضى في "فضل الصلاة" كما في لسان الميزان [1/ 33]، و"تفسير ابن كثير"[6/ 474 - 475/ طبعة دار طيبة]، قال: حدثنا إسماعيل بن أبى أوَيْس به.

قلتُ: وهو كذلك في "فضل الصلاة"[رقم/ 20]. لكن سقط منه ذكر "إسماعيل بن أبى أويس". وإسماعيل: فيه كلام معروف، وخولف إسماعيل القاضى في إسناده، خالفه حاتم بن الليث - الثقة الحافظ - فرواه عن إسماعيل فقال: عن عيسى بن جعفر بن إبراهيم الطالبى، عن على بن عمر بن على بن الحسين عن أبيه عن جده على بن أبى طالب به

هكذا أخرجه البزار [509]، قال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ به. قال البزار: "وَهَذَا الحدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَليٍّ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الإسْنَادِ، وَقَدْ رُوىَ بِهَذَا الإِسْنَادِ أحَادِيثُ صَالحَةٌ فِيهَا مَنَاكِيرُ، فَذَكَرْنَا هَذَا الحدِيثَ؛ لأنَّهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ: "لَا تَجْعَلُوا قَبْرِى عِيدًا وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا"، قَدْ رُوِىَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ".

قلتُ. وإسناده فيه سقط وغرابة، ومن يكون عيسى بن إبراهيم؟، أخشى أن يكون ذكر "عيسى" زيادة مقحمة من الناسخ. والصواب عندى هكذا "عن جعفر بن إبراهيم عن علي بن عمر عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده به .... " كما هو إسناد المؤلف وغيره.

وللحديث: شواهد بهذا اللفظ: منها: حديث أبى هريرة: عند أبى داود [2042]، وأحمد [2/ 367]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8030]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4162]، وفى حياة الأنبياء في قبورهم [رقم 41]، وغيرهم. وسنده حسن. وسيأتى له شاهد آخر من حديث الحسن بن على عند المؤلف [برقم/ 6761].

والحديث: ذكره الهيثمى في "المجمع"[3/ 667]، وأعله بجعفر بن إبراهيم وأصاب، لكن وقع عنده:"حفص" بدل "جعفر" وهو تصحيف. وقال السخاوى بعد أن ساقه في "القول البديع"[ص/ 161/ طبعة دار الريان]: "هو حديث حسن". وراجع: "أحكام الجنائز"[ص/ 219]، للإمام الألبانى. =

ص: 450

470 -

حدّثنا نصر بن علي، أخبرنى العباس بن جعفر بن زيد بن طلق الشنى العبدى، عن أبيه، عن جده، عن عليٍّ، قال: لما تزوجتُ فاطمةَ، قلت: يا رسول الله، ما أبيع، فرسى أو درعى؟ قال:"بِعْ دِرْعَكَ" فبعتها بثنتى عشرة أوقيةً فكان ذاك مهر فاطمة.

471 -

حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان وأبو هشام الرفاعى قالا: حدّثنا ابن فضيل حدّثنا مجالد عن الشعبى عن الحارث: عن علي قال: ما كان لنا ليلة أهدى إليَّ فاطمة شئ ننام عليه إلا جلد كبش.

= * تنبيه مهم: من الغرائب إعلال حسين أسد لهذا الحديث بالانقطاع في "تعليقه على مسند المؤلف". فإنه قال: "إسناده ضعيف؛ لانقطاعه على بن الحسين عن علي روى عن جده مرسلًا

".

قلتُ: فكان ماذا؟، نعم هو يرسل عن جده كما ذكرتَ، ولكن كيف غاب عنك أنه رواه هنا عن أبيه عن جده؟،

470 -

ضعيف: أخرجه أبو حفص ابن شاهين في "فضائل فاطمة"[رقم/ 29/ طبعة مكتبة التوعية]، من طريق العباس بن جعفر بن زيد بن طلق عن أبيه عن جده عن علي به

قلتُ: هذا إسناد مجهول.

وهكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[2/ 193]، من هذا الطريق إشارة. قال الهيثمى في "المجمع" [4/ 520]:"رواه أبو يعلى من رواية العباس بن جعفر بن زيد بن طلق عن أبيه عن جده ولم أعرفهم وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وهؤلاء الرجال طيور غريبة ولسنا ممن يحسن القنص. أما العباس: فشيخ غائب، انفرد عنه نصر بن على بالرواية، وقال أبو حاتم:"هو مجهول". وتوثيق ابن حبان له كالهواء، وأبوه جعفر: لم يرو عنه أحد من أهل الأرض سوى ولده العباس، وذكره ابن حبان هو الآخر في "ثقاته"[8/ 160]، وقد وقع اسمه في "تاريخ البخارى"، و"ثقات ابن حبان": هكذا "عباس بن جعفر بن طلق بن زيد،". وهكذا ترجم البخارى في "تاريخه" لأبيه فقال: "جعفر بن طلق بن زيد العبدى" ثم ساق له هذا الحديث من طريق نصر بن على الجهضمى إشارة، أما طلق بن زيد، أو زيد بن طلق: فهو أغرب من عنقاء مُغْرب، ومن عرفه فلْيعرَّفنا به كيما نعرفه.

471 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [رقم / 4154]، والبزار [رقم/ 832]، وغيرهما، من طريق محمد بن فضيل عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن الحارث الأعور عن علي به

=

ص: 451

472 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، وأبو هشامٍ الرفاعى، وهذا لفظ أبى بكرٍ، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند علي وهو في بعض أمر الناس إذ جاءه رجلٌ عليه ثياب السفر، فقال: يا أمير المؤمنين، فشغل عليًا ما كان

= قلتُ: وهذا إسناد مائل، والحارث الأعور: ضعيف لا يحتج به كما مضى مرارًا. ومجالد بن سعيد: ضعيف سيئ الحفظ على التحقيق. وبه هو والحارث: أعله البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 313]، فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الحارث الأعور ومجالد". وقد اختلف في إسناده على ابن فضيل؛ فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم ابن أبى شيبة؛ فرواه عنه فقال: عن مجاهد الشعبى عن الحارث عن علي به

فأبدل "مجالدًا" بـ "مجاهد". هكذا أخرجه في "المصنف"[رقم/ 34503] حدّثنا محمد بن فضيل به

وخولف ابن فضيل فيه أيضًا. خالفه أبو معاوية الضرير؛ فرواه عن مجالد فقال: الشعبى به مرسلًا

هكذا أخرجه الحسين المروزى في "زوائد زهد ابن المبارك"[رقم/ 1001]، وهناد في "الزهد" [2/ رقم/ 754]. ثم جاء أبو أسامة حماد بن أسامة الحافظ ورواه عن مجالد فقال: عن الشعبى قال: قال على به

هكذا أخرجه هناد في "الزهد"[2/ رقم/ 753]، وابن سعد في "الطبقات" [8/ 22]. وتوبع مجالد على هذا الوجه: تابعه إسماعيل بن أبى خالد عند وكيع في "الزهد"[رقم/ 110]، ومن طريقه أحمد في "الزهد"[رقم/ 251]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 376]. وهذا عندى: هو الراجح. والشعبى لم يسمع من على سوى حديث واحد مضى [برقم/ 290].

ولهذا الأثر شاهد: من حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6441]، والبزار كما في "مجمع الزوائد"[9/ 336]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 188]، من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به في قصة زفاف على وفاطمة، وفيه:"وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب كبش .... ".

قلتُ: هكذا رواه مسلم بن خالد الزنجى وعبد الله بن ميمون القداح - وكلاهما لا يحتج به - عن جعفر بن محمد على الوجه الماضى

وخالفهما: أنس بن عياض الثقة الصدوق. فرواه عن جعفر عن أبيه به مرسلًا

ولم يذكر فيه "جابرًا،". هكذا أخرجه ابن سعد في الطبقات [8/ 23]. وهذا هو المحفوظ.

472 -

قوى: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 160]، وفى "السنة"[2/ رقم 1483، 1485] ، والنسائى في "الكبرى"[8586]، وفى "خصائص على"[رقم 183]، =

ص: 452

فيه من أمر الناس، قال: إنى، فقلت: ما شأنك؟ قال: فقال: كنت حاجًا، أو معتمرًا، قال: لا أدرى أي ذلك، قال: فمررت على عائشة، فقالت: من هؤلاء القوم الذين خرجوا قبلكم يقال لهم: الحرورية؟ قال: قلت: في مكانٍ، يقال له: حروراء، قال: فسموا بذلك الحرورية، قال: فقالت: طوبى لمن شهد هلكتهم، قالت: أما واللَّه لو سألتم ابن أبى طالبٍ لأخبركم خبرهم، فمن ثم جئت أسأله عن ذلك، قال: وفرغ عليٌّ فقال: أين المستأذن؟ فقام عليه فقص عليه مثل ما قص على، قال: فأهل عليٌّ ثلاثًا، ثم قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده أحدٌ إلا عائشة، قال: فقال لى: "يَا عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمٌ يَخْرُجُونَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ المْشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ أَوْ ترَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخَدَّجُ الْيَد كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْىُ حَبَشِيَّةٍ".

ثم قال: نشدتكم باللَّه الذي لا إله إلا هو، أحدثتكم أنه فيهم؟ قالوا: نعم، فذهبتم فالتمستموه ثم جئتم به تسحبونه كما نعت لكم، قال: ثم قال: صدق الله ورسوله ثلاث مراتٍ.

473 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عبد العزيز بن

= وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 913/ ظلال]، وابن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية [18/ 211 - 212/ طبعة العاصمة]، والبزار [3/ رقم/ 872، 873]، وجماعة من طرق عن عاصم بن كليب عن أبيه عن علي به نحوه

قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 358]: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال ثقات، ورواه البزار بنحوه".

قلتُ: وهذا إسناد قوى. وعاصم ثقة عابد. وأبوه: هو كليب بن شهاب ابن المجنون، وثقه أبو زرعة وابن سعد وابن حبان والعجلى، وهو من كبار التابعين، وقد وهم من عده صحابيًا كما بينه الحافظ في "الإصابة" [5/ 668]. والحديث جوَّد إسناده: ابن كثير في "البداية والنهاية"[7/ 2293].

473 -

صحيح: أخرجه أحمد [16018]، والنسائى في الكبرى [11504]، وابن أبى شيبة في "المصنف"[37914]، وابن زنجويه في "الأموال"[2/ رقم 517]، وابن راهويه في "مسنده" =

ص: 453

سياهٍ، حدّثنا حبيب بن أبى ثابت، عن أبى وائلٍ، قال: أتيته فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم عليٌّ، قال: قلت: فيم فارقوه؟ وفيم استحلوه؟ وفيم دعاهم؟ وفيم فارقوه؟ وبم استحل دماءهم؟ قال: إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بحيلٍ، فقال له عمرو بن العاص: أرسل إليَّ بالمصحف، فلا واللَّه لا نرده عليك، قال: فجاء رجلٌ يحمله فنادى: بيننا وبينكم كتاب الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 23] قال عليٌّ: نعم، بيننا وبينكم كتاب الله إنا أولى به منكم، فجاءت الخوارج، وكنا نسميهم يومئذٍ القراء، وجاءوا بأسيافهم على عواتقهم، وقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا تمشى إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقام سهل بن حنيفٍ، فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، ولو نرى قتالًا قاتلنا، وذاك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، ألسنا على حقٍ وهم على باطلٍ؟ قال:"بَلَى"، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: "بَلَى"، قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: "يَا ابْنَ الخْطَّابِ إِنِّي رَسُولُ الله وَلَنْ يُضَيِّعَنِى الله أَبَدًا"، فانطلق عمر ولم يصبر متغيظًا، حتى أتى أبا بكرٍ، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا، فنزل القرآن على محمدٍ بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه، فقال: يا رسول الله، أو فتحٌ هو؟ قال: نعم؟ قال: فطابت نفسه ورجع

= كما في المطالب العالية [18/ 216/ طبعة العاصمة]، وغيرهم، من طرق عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى وائل به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة. وحبيب صرح بالسماع من أبى وائل. وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الشيخ الإمام الحجة التابعى الكبير الجليل. والحديث: صحح سنده الحافظ في "المطالب"، وتبعه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [8/ 17]. وقال الهيثمى في "المجمع" [6/ 238]:"في الصحيح بعضه، ورواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

قلتُ: أصله في "الصحيح" مختصرًا.

ص: 454

ورجع الناس، ثم إنهم خرجوا بحروراء، أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفًا، فأرسل إليهم عليٌّ ينشدهم الله، فأبوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم، وقال: علام تقاتلون خليفتكم؟ قالوا: مخافة الفتنة، قال: فلا تَعَجَّلوا ضلالة العام مخافة فتنة عامٍ قابلٍ فرجعوا، وقالوا: نسير على ما جئنا، فإن قبل عليٌّ القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم صفين، وإن نقضها قاتلنا معه، فساروا حتى بلغوا النهروان فافترقت منهم فرقةٌ فجعلوا يَهُدُّن الناس ليلًا، قال أصحابهم: ويلكهم ما على هذا فارقنا عليًا، فبلغ عليًا أمرهم، فقام فخطب الناس، فقال: ما ترون؟ أنسير إلى أهل الشام أم نرجع إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم؟ قالوا: بل نرجع إليهم، فذكر أمرهم فحدث عنهم بما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ فرْقَةً تَخْرُجُ عِنْدَ اخْتِلافٍ مِنَ النَّاسِ يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الحْقِّ، عَلامَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَدُهُ كَثَدْى المْرْأَةِ"، فساروا حتى التقوا بالنهروان، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فجعلت خيل على لا تقوم لهم، فقام عليٌّ، فقال: يا أيها الناس، إن كنتم إنما تقاتلون لى فواللَّه ما عندى ما أَجزيكم، وإن كنتم إنما تقاتلون للَّه، فلا يكون هذا فعالكم، فحمل الناس حملةً واحدةً، فانجلت الخيل عنهم وهم مكبون على وجوههم، فقال عليٌّ: اطلبوا الرجل فيهم، فطلب الناس الرجل فلم يجدوه، حتى قال بعضهم: غرنا ابن أبى طالب من إخواننا حتى قتلناهم، قال: فدمعت عين علي، فدعا بدابته فركبها فانطلق حتى أتى وهدةً فيها قتلى بعضهم على بعضٍ، فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم فأخبروه، فقال عليٌّ: الله أكبر، وفرح وفرح الناس ورجعوا، وقال عليٌّ: لا أغزو العام، ورجع إلى الكوفة، وقتل رحمه الله، واستخلف حسنٌ، وسار سيرة أبيه ثم بعث بالبيعة إلى معاوية.

474 -

حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن عبد الله بن عثمان

474 - جيد: أخرجه أحمد [1/ 86]، والبخارى في "خلق الأفعال"[رقم 277]، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[8/ 7]، والحاكم [2/ 165]، والبيهقى في "سننه"[16518]، وابن عساكر في "تاريخه"[27/ 102]، و [29/ 142]، و [42/ 465]، وغيرهم، من طرق عن يحيى بن سليم القرشى الطائفى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض المقارى به

مطولًا ومختصرًا. قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 353]: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". =

ص: 455

ابن خثيمٍ، عن عبيد الله بن عياض بن عمرٍو القارى، أنه جاء عبد الله بن شدادٍ، فدخل على عائشة، ونحن عندها جلوسٌ مرجعه من العراق ليالى قُتِلَ على بن أبى طالبٍ، فقالت له: يا ابن شداد بن الهاد، هل أنت صادقى عما أسألك عنه؟ حدثنى عن هؤلاء القوم الذين قتلهم عليٌّ، قال: وما لى لا أصدقك؟ قالت: فحدثنى، عن قصتهم، قال: فإن على بن أبى طالبٍ لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلافٍ من قراء الناس، فنزلوا بأرضٍ يقال لها حروراء من جانب الكوفة، وأنهم عتبوا عليه، فقالوا: انسلخت من قميصٍ كساكه الله، واسمٍ سماك الله به، ثم انطلقت فحكمت في دين الله فلا حكم إلا للَّه، فلما بلغ عليًا ما عتبوا عليه وفارقوه عليه، أمر مؤذنًا فأذن أن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا من قد حمل القرآن، فلما امتلأت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمامٍ عظيمٍ فوضعه عليٌّ بين يديه فطفق يصكه بيده، ويقول: أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مدادٌ في ورقٍ، ونحن نتكلم بما رأينا منه، فما تريد؟ قال: أصحابكم أولاء الذين خرجوا بينى وبينهم كتاب الله، يقول الله في كتابه في

= قلتُ: هذا إسناد رجاله ثقات سوى ابن خثيم ويحيى بن سليم، ففيهما كلام. أما ابن خثيم: فقد وثقه جماعة، وضعفه النسائي في رواية، ووثقه في أخرى، ثم نقل في "سننه"[247/ 5/ رقم 2993]، عن ابن المدينى أنه قال:"ابن خثيم منكر الحديث" ثم قال: "وكأن على بن المدينى خُلِق للحديث".

قلتُ: ابن خثيم صدوق وسط وأحاديثه حسان كما قاله ابن عدى. ويحيى بن سليم: تكلموا في حفظه، حتى قال الدارقطنى:"سيئ الحفظ". وضعفه بعضهم ووثقه جماعة، فالظاهر: أنه ليس بحجة، لكن يقول أحمد:"كان قد أتقن حديث ابن خثيم، وكانت عنده في كتاب". وقال الفسوى: "

إذا حدث من كتاب فحديثه حسن".

قلتُ: وعلى هذا فهو قوى في ابن خثيم خاصة؛ لكونه كان يحدث عنه من كتاب، كما ذكره أحمد. على أنه لم ينفرد به، بل تابعه عبد الله بن واقد الخرسانى الثقة الفاضل: عند الحاكم [2/ 165]، وعنه البيهقى [6518]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[27/ 102]، من طريق محمد بن كثير العبدى عنه به مقرونًا مع يحيى بن سليم

قلتُ: والطريق إليه صحيح. والعبدى: ثقة لم يصب من ضعفه، كما قاله الحافظ. =

ص: 456

امرأةٍ ورجلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم أعظم حرمةً، أو ذمةً، من امرأةٍ ورجلٍ، ونقموا على أنى كاتبت معاوية، كتبت على بن أبى طالبٍ، وقد جاءنا سهيل بن عمرٍو فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قال: وكيف نكتب، فقال سهيلٌ: اكتب: باسمك اللَّهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاكتب: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله"، فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك، فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشًا. يقول الله في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، فبعث إليهم عبد الله بن عباسٍ، فخرجتُ معه حتى إذا توسطت عسكرهم، قام ابن الكَوَّاء فخطب الناس، فقال: أيا حملة القرآن، هذا عبد الله بن عباسٍ، فمن لم يكن يعرفه فليعرفه، فإنما أعرفه من كتاب الله، هذا ممن نزل فيه وفى قومه:{قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، فَرُدُّوه إلى صاحبه، ولا تواضعوه كتاب الله، قال: فقام خطباؤهم، فقالوا: واللَّه لنواضعنه الكتاب، فإن جاءنا بحقٍ نعرفه لنتبعنه، وإن جاء بباطلٍ لنبكتنه بباطلٍ، ولنردنه إلى صاحبه، فواضعوا عبد الله بن عباسٍ الكتاب ثلاثة أيامٍ، فرجع منهم أربعة آلاف، كلهم تائبٌ، فيهم ابن الكواء حتى أدخلهم على على الكوفة، فبعث عليٌّ إلى بقيتهم، قال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم، بيننا وبينكم ألا

= لكن المشهور بالرواية عن عبد الله بن واقد: هو محمد بن كثير المصيصى كما وجدته بالتتبع، بل وذكره المزى أيضًا في ترجمة "عبد الله بن واقد" من "التهذيب" [16/ 255]. والمصيصى هذا: ضعيف مشهور فأخشى أن يكون ذلك وهمًا من راويه عن محمد بن كثير، ويكون الوهم في نسبته "عبديًا". ثم وجدت له متابعًا ثانيًا، وهو مسلم بن خالد الزنجى: عند البيهقى في "سننه"[16519]، وقد اختصر البيهقى سياقه. ولفقرات الحديث: شواهد أيضًا. وقد قال الحاكم عقب روايته: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إلا ذكر ذى الثدية فقد أخرجه مسلم بأسانيد كثيرة".

قلتُ: ليس هو على شرط أحدهما أصلًا، وعبد الله بن عثمان بن خثيم: لم يخرج له البخارى في الأصول ولا في الفروع.

ص: 457

تسفكوا دمًا حرامًا أو تقطعوا سبيلًا أو تظلموا ذمةً، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواءٍ:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)} [الأنفال: 58]، قال: فقالت له عائشة: يا ابن شدادٍ فقد قتلهم؟ قال: فواللَّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، وسفكوا الدماء، واستحلوا الذمة، قالت: واللَّه؟ قال: واللَّه الذي لا إله إلا هو لقد كان، قالت: فما شئٌ بلغنى عن أهل العراق يتحدثونه، يقولون: ذا الثدية مرتين، قال: قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى، فدعا الناس، فقال: هل تعرفون هذا فما أكثر من جاء، يقول: رأيته في مسجد بنى فلانٍ يصلى، ولم يأتوا فيه بثبتٍ يعرف إلا ذلك، قالت: فما قول على حين قام عليه، كما يزعم، أهل العراق؟ قال: سمعته، يقول: صدق الله ورسوله، قالت: فهل سمعت أنه قال غير ذلك؟ قال: اللَّهم لا، قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله عليًا إنه كان من كلامه لا يرى شيئًا يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله، فذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث.

475 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا عوفٌ، حدّثنا محمد بن سيرين، حدّثنا عبيدة السلمانى، قال: لما كان حيث أصيب أهل النهروان، قال لنا عليٌّ: ابتغوا فيهم، فإنهم إن كانوا القوم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فيهم رجلًا مُخَدَّج اليد، أو مثدن اليد، قال: فابتغيناه، فوجدناه، فدعوناه إليه، فقام عليه، فقال: الله أكبر لولا أن تبطروا لحدثتكم ما قضى الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لمن قتل هؤلاء، قال: قلت: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إى ورب الكعبة، إى ورب الكعبة، قاله: فبلغ ذلك بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كأنها حسدته على ذلك، قال عوفٌ: عمدًا أمسكتُ عنها.

476 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثى،

475 - صحيح: مضى سابقًا [برقم/ 337]، بأقل من لفظه هنا.

476 -

ضعيف: بهذا اللفظ: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1499]، من طريق عبد الرحمن بن العريان عن الأزرق بن قيس عن رجل من عبد القيس عن علي به ....

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة شيخ الأزرق ذلك الرجل القيسى فمن يكون؟، وعبد الرحمن بن العريان: لم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة. وللحديث: طرق أخرى بنحوه، لكن دون هذا اللفظ هنا.

ص: 458

حدّثنا الأزرق بن قيس، عن رجل من عبد القيس قال: شهدت عليًا يوم قتل أهل النهروان قال: قال على حين قتلوا: عليَّ بذى الثدية أو المخدج ذكر من ذلك شيئًا لا أحفظه قال: فطلبوه فإذا هم بحبشى مثل البعير، في منكبه مثل ثدى المرأة عليه - قال عبد الرحمن أراه قال - شعر فلو خرج روح إنسان من الفرح لخرج روح عليٍّ يومئذ قال: صدق الله ورسوله من حدثنى من الناس أنه رآه قبل مصرعه هذا فأنا كذاب.

477 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة: قال: ذكر عليٌّ أهل النهروان قال: فيهم رجل مُودن اليد أو مُثْدَن اليد أو مُخَدَّجُ اليد لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال: قال: قلت: أنت سمعته منه؟ قال: إى ورب الكعبة.

478 -

حدّثنا نصر بن علي الجهضمى، حدثنى أبى، عن إسماعيل بن مسلمٍ، حدّثنا أبو كثيرٍ، مولى الأنصار، قال: كنت مع سيدى على بن أبى طالبٍ حين قتل أهل النهروان، قال: فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم، قال: فقال عليٌّ: يا أيها الناس، إن نبى الله صلى الله عليه وسلم قد حدّثنا بأقوامٍ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فلا يرجعون فيه حتى يرجع السهم على قومه، وآية ذلك أن فيهم رجلًا مخدج اليد، إحدى يديه كثدى المرأة لها حلمةٌ كحلمة ثدى المرأة، إن بها سبع هَلَباتٍ فالتمسوه، فإنى أراه فيهم، فالتمسوه فوجدوه على شفير النهر تحت القتلى، فأخرجوه فكبر عليٌّ، وقال: الله

477 - مضى تخريجه [برقم 337].

478 -

صحيح بطرقه: أخرجه الحميدى [95]، وأحمد [1/ 88]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه"[14/ 362]، وابن أبى عمر في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[18/ 206/ طبعة العاصمة]، والبخارى في "الكنى"[رقم/ 853]، من طرق عن إسماعيل بن مسلم العبدى عن أبى كثير مولى الأنصارى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف.

وأبو كثير: شيخ مجهول لم يرو عنه سوى إسماعيل وحده، ولم يوثقه أحد. راجع:"تعجيل المنفعة"[1/ 516].

ولتلك القصة: طرق أخرى ثابتة عن علي، مضى جملة منها. وسيأتى المزيد.

ص: 459

أكبر صدق الله ورسوله، وآية ذلك متقلدٌ قوسًا له عربيةً فأخذها بيده، ثم جعل يطعن بها في مخدجته، ويقول: الله أكبر، صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، وكبر الناس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما كانوا يجدون.

479 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا ابن عونٍ، عن محمدٍ، عن عبيدة، أنه قال: لا أحدثك إلا ما سمعت منه، يعنى عليًا، ثم قال: لولا أن تبطروا لنبأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمدٍ صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: أنت سمعته من محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قال: إى ورب الكعبة، ثلاث مراتٍ، فيهم رجلٌ مخدج، أو مثدن اليد، قال: أحسبه، قال: أو مودن اليد، قال: فطلبوا ذلك الرجل فوجدوا من ها هنا ومن ها هنا مثل ثدى المرأة عليه شعراتٌ، قال محمدٌ: فحلف لى عبيدة ثلاث مراتٍ، أنه سمع من علي، وحلف عليٌّ ثلاث مراتٍ، أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

480 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا جميل بن مرة، عن أبى الوضئ: قال: شهدت عليًا حيث قُتِلَ أهل النهروان قال: التمسوا المخدج قال: فطلبوه في القتلى فقالوا: ليس نجده فقال: ارجعوا فالتمسوه فواللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْتُ فرجعوا فطلبوه ثم ردد مثل ذلك مرارًا: ما كذبت ولا كذبت فانطلقوا فوجدوه تحت قتلى في طين فاستخرجوه فجئ به قال: قال: أبو الوضئ: فكأنى أنظر إليه حبشى عليه قرطق إحدى يديه مثل ثدى المرأة عليها شعرات تكون على ذنب اليربوع.

481 -

حدّثنا أبو خيثمة، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن محمدٍ،

479 - صحيح: مضى مختصرًا [برقم/ 337]، فانظره.

480 -

قوى: أخرجه أبو داود [4769]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 139]، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم 1231]، والطيالسى [169]، ومن طريقه البيهقى في "دلائل النبوة"[6/ 433/ الطبعة العلمية]، والمزى في "التهذيب"[14/ 171]، وغيرهم، من طرق عن جميل بن مرة عن أبى الوضئ به نحوه

قلتُ: هذا إسناد قوى مستقيم. وأبو الوضئ: اسمه عباد بن نسيب، وثقه ابن معين وابن حبان، وروى عنه جماعة، ولم يتكلم فيه أحد. فهو قوى الحديث.

481 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 337].

ص: 460

عن عبيدة، عن عليٍّ، قال: ذكر الخوارج، فقال: فيهم رجلٌ مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدن اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمدٍ، قال: قلت: أنت سمعته من محمدٍ؟ قال: إى ورب الكعبة، إى ورب الكعبة، إى ورب الكعبة.

482 -

حدّثنا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا ابن فضيل، عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند علي، إذ جاء رجلٌ عليه ثياب السفر، فقال: يا أمير المؤمنين، تأذن لى أن أتكلم، وعلىٌ يكلم الناس ويكلمونه فلم يلتفت إليه فسألته عن خبره، فقال: كنت معتمرًا، فلقيت عائشة، فقالت: ما هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون الحرورية؟ قلت: خرجوا من مكانٍ يسمى حروراء فسموا بذلك، قالت: أشهدت هلكتهم؟ فلا أدرى، قال: نعم، أم لا، فقالت: طوبى لمن شهد مهلكتهم، أما واللَّه لو شاء على بن أبى طالبٍ لأخبركم خبرهم، فجئت أسأله عن خبرهم، وفرغ عليٌّ، فقال: أين المستأذن؟ فقص عليه ما قص علينا، فهلل عليٌّ وكبر مرتين، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده غير عائشة أم المؤمنين، فقال:"يَا عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمٌ كَذَا وَكَذَا"، قلت: الله ورسوله أعلم وأشار بيده، قال:"قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ المْشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخَدَّجٌ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْىُ حَبَشِيَّةٍ"، أنشدكم باللَّه أخبرتكم بهم؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم باللَّه أخبرتكم أنه منهم؟ قالوا: نعم، قال: فأخبرتمونى أنه ليس منهم، فحلفت لكم أنه منهم، قالوا: نعم، فأتيتمونى تسحبونه كما نعت لكم، قالوا: نعم، قال: صدق الله ورسوله.

483 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، حدّثنا أبو عبد الله

482 - قوى: مضى تخريجه [برقم 472].

483 -

منكر: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 80]، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم/ 1191]، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 178 - 179]، وغيرهم، من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن أبى عبد الله مسلمة الرازى عن أبى عمرو البجلى عن عبد الملك بن سفيان الثقفى عن أبى جعفر محمد بن على عن محمد ابن الحنفية عن أبيه به

قلتُ: هذا إسناد ساقط مسلسل بالعلل: =

ص: 461

مسلمة الرازى، عن أبى عمرو البجلى، عن عبد الملك بن سفيان الثقفى، عن أبى جعفرٍ محمد بن علي، عن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله يُحبُّ الْعَبْدَ المَّؤْمنَ المَّفْتَنَ التَّوّابَ".

= 1 - أبو عبد الله مسلم الرازى: طير غريب لا ندرى من يكون، بل ولم نجد له ذكرًا إلا في هذا الحديث وحده، وأخشى أن يكون وقع في بعض اسمه تصحيف أو نحوه.

2 -

وأبو عمرو البجلى اسمه: عبيدة على الراجح، وعنه يقول ابن حبان في "المجروحين" [2/ 199]:"يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به بحال". وراجع "تعجيل المنفعة"[1/ 508]، و"اللسان"[4/ 125].

3 -

وعبد الملك بن سفيان: شيخ مجهول كما جزم به الحافظ الحسينى في "الإكمال"[2/ 58]، وأقره الحافظ في "تعجيل المنفعة"[1/ 265]، وهو كما قالا.

وقال الهيثمى في "المجمع"[10/ 331]: "رواه عبد الله - يعنى: ابن أحمد - وأبو يعلى، وفيه من لم أعرفه".

وضعف العراقى سنده في "تخريج الإحياء"[2/ 4]، وتابعه المناوى في "التيسير"[1/ 544].

ثم رأيتُ الدولابى قد أخرج هذا الحديث في "الكنى"[رقم 1075]، ثم نقل عن النسائي أنه قال:"هذا حديث منكر" وهو كما قال.

وللحديث طريق آخر عن ابن الحنفية: عند الكلاباذى في مفتاح المعانى [1/ 67]، كما في "الضعيفة"[1/ 213]، وعند الحارث في "مسنده"[رقم 176/ زوائد الهيثمى].

وفى سنده محمد بن عمر الواقدى: إمام الكذابين بالمدينة.

ثم وجدت له طريقًا آخر عن علي به مرفوعًا بلفظ: "خياركم كل مفتن تواب".

أخرجه الترمذى في "العلل"[ص/ 366/ طبعة عالم الكتب]، والبزار [رقم/ 700]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم / 7121]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1271]، وابن عساكر في "جزء فيه حديثٌ من حديث أهل حردان"[رقم/ 23/ ضمن مجموع فيه عدة أجزاء لابن عساكر/ طبعة دار ابن حزم]، وغيرهم، من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق الواسطى عن النعمان بن سعد عن علي به مرفوعًا

قال البزار: "وَهَذَا الحدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَليٍّ، وَقَدْ رَفَعَهُ بَعْضُ مَنْ نَقَلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَبَعْضُهُمْ أوْقَفَهُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ أوْقَفَهُ". =

ص: 462

484 -

حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا هارون بن مسلمٍ، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ، أَسْبِغ

= قلتُ: وهذا إسناد واهٍ جدًّا. والواسطى هذا: منكر الحديث صاحب غرائب وعجائب ينفرد بها عن خاله النعمان بن سعد، وقد ضعفه النقاد بخطٍ عريض. والنعمان: شيخ مجهول. وقد سبق شرح حاله هو وابن أخته مرارًا. وقد اضطرب فيه الواسطى كعادته. فعاد ورواه مرة أخرى ولكن موقوفًا. هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7120]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 910]، وابن معين في "تاريخه"[3/ رقم 1383/ رواية الدورى]، وغيرهم من طريق محمد بن فضيل - وهذا عنده في "الدعاء" [رقم/ 39]- عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان عن علي به. قال الترمذى عقب الوجه المرفوع الماضى:"رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن إسحاق - هو الواسطى - عن النعمان بن سعد عن علي موقوفًا، وحديث ابن فضيل عندى وهم".

قلتُ: ما وهم ابن فضيل أصلًا؛ وهو الثقة المأمون. وكيف يكون وهم في رفعه وهو الذي رواه موقوفًا أيضًا؟، ومن يظن أنه ربما اضطرب في رفعه ووقفه فهو لا يعرفه، فهذا الحافظ البزار قد جزم في مسنده [2/ 280]، بكون عبد الواحد بن زياد قد رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق بإسناده موقوفًا

ورواية عبد الواحد: عند البيهقى في "الشعب" وابن معين في "تاريخه".

وقد رواه عبد الواحد تارة أخرى بإسناده مرفوعًا مثل ابن فضيل؛ كما تراه عند البيهقى في "الشعب" والقضاعى في "الشهاب". وعبد الواحد: ثقة مأمون أيضًا. فهل وهم هو الآخر في رفعه؟، وكيف غفل الترمذى عن كون عبد الرحمن بن إسحاق ليس بثقة ولا مأمون؟، وهو الذي ينقل تضعيفه عن البخارى في مكان آخر من العلل له [ص/ 72/ طبعة عالم الكتب].

فالصواب: أن عبد الرحمن هذا كان يتلون في رفعه ووقفه، ويؤيد الوجه الموقوف: أن له طريقًا أخر عن علي. فقال ابن أبى الدنيا في "التوبة"[رقم/ 170]: "حدثنى إبراهيم بن عبد الله الهروى، أنبأ هشيم، أنبا العوام بن حوشب، عمن حدثه عن علي، قال: خياركم كل مفتن تواب".

قلتُ: ورجاله كلهم ثقات، سوى شيخ العوام بن حوشب.

484 -

منكر: بهذا التمام: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 78]، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم 1242]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[741] ، والخطيب =

ص: 463

الْوُضُوءَ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ، وَلا تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ، وَلا تُنْزِ الحُمُرَ عَلَى الخَيْلِ، وَلا تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ".

= في "تاريخه"[7/ 434]، وفى "كتاب النجوم" كما في "الإعلام/ لمغلطاى"[1/ 310]، وجماعة، من طريقين عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن على، عن أبيه، عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد هابط، والقاسم بن عبد الرحمن: هو الأنصارى الذي يقول عنه ابن معين: "ليس بشئ". وقال أبو زرعة: "منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث مضطرب الحديث حدثنا عنه الأنصارى - هو محمد بن عبد الله بن المثنى - بحديثين باطلين." راجع "الجرح والتعديل"[7/ 112]. ومحمد بن على: هو أبو جعفر الباقر. وأبوه: على بن الحسين الإمام المشهور، كثير الإرسال عن جده على بن بن أبى طالب. وهارون بن مسلم: هو ابن هرمز العجلى، وثقه الحاكم وابن حبان، وليَّنه أبو حاتم. وقد قال الهيثمى في "المجمع" [1/ 541]:"رواه عبد الله في زياداته في المسند على أبيه، وروى أبو داود منه "إنزاء الحمر على الخيل"، وفيه القاسم بن عبد الرحمن وفيه ضعيف". وقال في موضع آخر [5/ 200]: "رواه عبد الله بن أحمد، وفيه هارون بن مسلم صاحب الحناء، لينه أبو حاتم، ووثقه الحاكم، وبقية رجاله ثقات".

قلتُ: وقد أغفل عزوه للمؤلف، وهو على شرطه، ويقع الهيثمى كثيرًا في تلك الغفلة، وقد رأيتُ الذهبى قد ساق هذا الحديث في "الميزان"[1/ 522]، من طريق الحسن بن محمى: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا هارون بن مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن على، عن أبيه به. ثم قال:"هذا حديث منكر جدًّا، أحسب آفته ابن محمى".

وقد تعقبه الحافظ في "اللسان"[3/ 80/ طبعة أبى غدة]: قائلًا: "قلت: هذا الحسبان فاسد لا ذنب فيه لابن محمى، بل ولا لشيخه وإن كان فيه مقال، فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" عن سويد بن سعيد، وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "زيادات المسند" عن محمد بن أبى بكر المقدمى عن هارون بن مسلم بهذا السند والمتن". وهو كما قال الشهاب ابن حجر.

ولفقرات الحديث شواهد دون قوله: "ولا تجالس أصحاب النجوم" فهى جملة منكرة. ثم وجدتُ للحديث - نحو لفظ المؤلف - طريقًا آخر عن علي مرفوعًا بلفظ: "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُنُزى الحمر على الخيل، ونهانا عن النظر في النجوم، وأمرنا بإسباغ الوضوء". =

ص: 464

485 -

حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عثمان بن صهيبٍ، عن أبيه، قال: قال عليٌّ، قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أشقى الأَولين؟ " قلت: عاقر الناقة، قال:"صدَقْت، فَمنْ أشْقى الآخرين؟ " قلت: لا علم لى يا رسول الله، قال:"الَّذِى يَضْرِبُكَ عَلَى هَذِهِ" وأشار بيده إلى يافوخه، وكان يقول: وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه، يعنى لحيته من دم رأسه.

= أخرجه ابن عدى في "الكامل"[3/ 134]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 49]، من طريق الربيع بن حبيب عن نوفل بن عبد الملك عن أبيه عن علي به

وهذا إسناد منكر، وراجع: الميزان [1/ 506]، ولسانه [2/ 228].

485 -

ضعيف: بهذا اللفظ: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 546]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 802]، من طريق سويد بن سعيد، عن رشدين بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عثمان بن صهيب عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ وفيه علل:

1 -

سويد بن سعيد: صدوق في الأصل، بل ثقة، لكنه عمى بآخرة حتى صار يتلقَّن تلك المناكير والغرائب المبثوثة في كتب العلل حتى أفحش ابن معين في حقه جدًّا، وقد احتج به مسلم لكن مسلم كان ينتقى من حديثه ما تابعه عليه الثقات، وكان يتتبع أصوله ويكتب منها.

وقد كان سويد يضطرب في إسناده؛ فتارة يرويه باسناده عن عثمان بن صهيب عن أبيه عن علي به

كما مضى. وتارة يرويه بإسناده عن عثمان بن صهيب عن أبيه به

ويجعله من "مسند صهيب". هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[8/ 7311]، وعنه أبُو نعيم فِي "دَلَائِل النُّبُوَّة" كما في "تخريج أحاديث الكشاف/ للزيلعى"[1/ 466]، وأبو القاسم البغوى في "معجم الصحابة"[3/ 1288]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 546 - 547]، من طريقين عن سويد بن سعيد به.

وهذا هو المحفوظ، فقد توبع سويد على هذا اللون الثاني: تابعه: محمد بن العلاء أبو كريب: عند الطبراني في "الكبير"[8/ 7311]، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى ثنا أبو كريب به.

ويؤيده: أن رشدين بن سعد، قد توبع على هذا الوجه كما يأتى.

2 -

ورشدين بن سعد: ضعيف صاحب مناكير وعجائب، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه: =

ص: 465

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن لهيعة: عند أبى محمد الخلال في "المجالس العشرة"[رقم 69]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 546]، من طريق سعيد بن عفير عن ابن لهيعة عن ابن الهاد عن عثمان بن صهيب عن أبيه به. وابن لهيعة: مكشوف الأمر إن شاء الله.

3 -

وعثمان بن صهيب: لم يرو عنه سوى رجلين، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" فهو في طبقة المغمور.

وبعثمان ورشدين: أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 217]، فقال:"رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لجهالة عثمان بن صهيب، وضعف رشدين".

وقصَّر صاحبه الهيثمى وقال في "المجمع"[9/ 186]: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد وقد وثق، وبقية رجاله ثقات".

لكن: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم عمار بن ياسر وجابر بن سمرة، وله شاهدان مرسلان، ولا يصح من ذلك شئ أصلًا.

نعم: له طريق آخر عن علي بإسناد نظيف، وسيأتى [برقم 569]، ولكنه دون هذا اللفظ هنا. ولفظه هناك:"عن أبى سنان يزيد بن أمية الديلى قال: مرض على بن أبى طالب مرضًا شديدًا حتى أدنف وخفنا عليه، ثم إنه برأ ونقه فقلنا: هنيئًا لك أبا الحسن، الحمد للَّه الذي عافاك قد كنا نخاف عليك قال: لكنى لم أخف على نفسى، أخبرنى الصادق المصدق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه، وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر، فتخضب هذه منها بدم، وأخذ بلحيته وقال لى: يقتلك أشقى هذه الامة كما عقر ناقة الله أشقى بنى فلان من ثمود. قال: فنسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود".

والحديث هنا: ضعيف بهذا اللفظ. وقول على: "وددتُ أنه قد انبعث أشقاكم

" إلى آخره.

فله طرق عنه محفوظة، ومنها: طريق آخر بلفظ "اللَّهم إنى قد سئمتهم وسئمونى، ومللتهم وملونى؛ فأرحنى منهم، وأرحهم منى فما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم؟، ووضع يده على لحيته .... ".

أخرجه عبد الرزاق [رقم/ 18670]، من طريق معمر عن أيوب عني ابن سيرين عن عبيدة السلمانى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد كأن عليه من شمس الضحى نورًا.

ص: 466

486 -

حدّثنا سويدٌ، حدّثنا صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة القرشى، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد، قال:"اللَّهمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"، وإذا خرج، قال:"اللَّهمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ".

486 - صحيح: أخرجه الطبرى في "ذيل المذيل"[ص/ 151/ المنتخب]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 70]، وأبو طاهر السلفى في "معجم السفر"[ص/ 225]، وابن عساكر في "تاريخه"[27/ 365]، من طريق صالح بن موسى الطلحى عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن علي به

وهذا إسناد منكر، وصالح الطلحى: شيخ تالف الحديث، وقد خالف جماعة كثيرة في سنده كما سيأتي.

وقد ساق ابن عدى هذا الحديث في جملة مناكير "صالح" ثم قال في ختام ترجمته: "ولصالح من الحديث غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه، إما يكون غلطًا في الإسناد، أو متن يرويه بإسناد لا يرويه غيره". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "وقد شذ صالح بن موسى؛ فرواه عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن أبيها الحسين بن على عن أبيه. وصالح ضعيف". وقد خولف في إسناده، خالفه جماعة، منهم:

1 -

الليث بن أبى سليم؛ فرواه عن عبد الله بن حسن فقال: عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى به

هكذا أخرجه الترمذى [314]، وابن ماجه [771]، وأحمد [6/ 282]، والمؤلف [برقم/ 6754]، وابن أبى شيبة [3412] ، والدولابى في "الكنى"[1/ رقم 187]، وابن راهويه [1883]، والطبرى في "ذيل المذيل"[ص 109/ المنتخب]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم/ 424]، وفى "الكبير"[22/ رقم 1044]، والبيهقى في "الآداب"[رقم 64]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 210]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 70]، والمزى في "التهذيب"[35/ 257]، وغيرهم، من طرق عن الليث به. وقد اختلف على الليث في إسناده ومتنه.

أما متنه: فبعضهم رواه عنه وزاد في أوله: "بسم الله والسلام على رسول الله" عند الدخول. ومثلها عند الخروج. وبعضهم رواه عنه مثل لفظ المؤلف. وبعضهم رواه عنه بلفظ: "كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم .... " ومثله عند الخروج. =

ص: 467

487 -

حدّثنا سويدٌ، حدّثنا صالح بن موسى، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"النَّعَمُ كُلُّهَا ظَالِمَةٌ أَوْ جَائِرَةٌ".

= وأما سنده: فقد اختلف عليه فيه على ألوان، لكن الوجه الماضى هو المحفوظ عنه.

2 -

وعبد العزيز الدراوردى: قد اضطرب في إسناده ومتنه.

3 -

وقيس بن الربيع.

4 -

وسعير بن الخمس.

5 -

وروح بن القاسم

وغيرهم، كلهم رووه عن عبد اللَّه بن حسن فقالوا: عن أمه عن فاطمة بنت محمد به

وهذا هو المحفوظ عن عبد الله بن حسن.

قلتُ: وهذا إسناد معلول بالانقطاع. قال الترمذى عقب روايته: "وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى.".

قلتُ: وهذا شئ لا خلاف فيه، راجع "جامع التحصيل"[ص/ 218].

والحديث صحيح ثابت مثل لفظ المؤلف مع زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقط. أما زيادة الحمد والبسملة أو الصلاة: فلم يثبت ذلك من وجهٍ يصح.

وأصح ما في الباب: هو حديث أبى حميد أو أبى أسيد - شك الراوى عنهما - عند مسلم [713]، وأبى داود [465]، والنسائى [729]، وابن ماجه [772]، وأحمد [3/ 497]، والدارمى [1394]، وجماعة كثيرة. ولفظ مسلم:"إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللَّهم افتح لى أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل اللَّهم إنى أسألك من فضلك". وزاد أبو داود: السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند الدخول. وهو حديث ثابت مع اختلاف وقع في سنده. راجع: الثمر المستطاب [1/ 609، 610]. واللَّه المستعان.

487 -

منكر: هذا إسناد منكر، قال الهيثمى في المجمع [4/ 46]:"رواه أبو يعلى وفيه صالح بن موسى الطلحى وهو متروك".

قلتُ: وهو كما قال. لكن فيه علة أخرى، وهى أن شيخ المؤلف: هو سويد بن سعيد الحدثانى الصدوق في نفسه، لكنه عمى في آخر عمره حتى صار يتلقن من المناكير والعجائب ما لا يطاق؛ فانطلق لسان ابن معين فيه بما لم ينْطلق في راوٍ قبله، فوصله أن سويدًا يروى:"من قال في ديننا برأيه فاقتلوه". فقال ابن معين "ينبغى أن يبدأ بسويد فيقْتل". =

ص: 468

488 -

حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدّثنا صفوان بن عيسى الزهرى، حدّثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبى طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي المْكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى المْسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ يَغْسِلُ الخْطَايَا غَسْلا".

= وأخبروه: أنه يروى: "عن أبى بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى فرسًا لأبى جهل" فقال ابن معين: "لو أن عندى فرسًا لخرجتُ أغزو سويدًا"، وبلغه عنه: أنه يحدث بحديث آخر؟ فقال ابن معين: "سويد بن سعيد حلال الدم". وكل هذا: مبالغة في التنفير من تلك المناكير التى كان يتلقَّنها سويد وهو أعمى فاقد البصر، ومحاولة إنكار كونه كان يتلقن هي محاولة فاشلة ودفع بالصدر.

ثم إن سويدًا كثير التدليس، كما قاله أبو حاتم وغيره. ومع كل هذا: فقد احتج به مسلم في "صحيحه" لكنهم اعتذروا له بعدة أمور مذكورة في غير هذا المكان. واللَّه المستعان.

وقد أغرب البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 110] وقال: "هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته"، وما أدرى ما تلك الجهالة التى يعنيها؟، فإن رجاله كلهم معروفون مشهورون.

48 -

صحيح لغيره: أخرجه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2899]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 91/ المنتخب]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 224]، والحاكم [1/ 223]، والبزار [493]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[1/ رقم 63]، والقاسم بن سلام في كتاب "الطهور"[رقم/ 31]، والضياء في "المختارة"[2/ 102]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 442]، وأبو المظفر جمال الدين السرمرى في "الفوائد المخرجة عن شيوخ أبى عبد الله محمد بن عبد العزيز الوراق"[رقم/ 33/ مخطوط/ بترقيمى]، وغيرهم من طرق عن صفوان بن عيسى عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب عن ابن المسيب عن علي به

وزاد البزار في أوله: "ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". وقال المنذرى في "الترغيب"[1/ 96]: "رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح". وقال الهيثمى في "المجمع"[2/ 158]: "رواه أبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح". وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 34]: "هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ".

قلتُ: بل هو إسناد معلول. صفوان بن عيسى شيخ صدوق صالح، لكنه خولف في إسناده خالفه جماعة منهم: =

ص: 469

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1 - عبد الرحمن بن أبى الزناد، فرواه عن الحارث فقال: عن أبى العباس، عن ابن المسيب عن على به

فزاد فيه "أبا العباس".

هكذا أخرجه البزار [2/ رقم/ 529]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم/ 2739]، بإسناد صحيح إليه، لكن وقع عند البيهقى "عن ابن أبى الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث .... " ثم قال البيهقى:"عبد الرحمن بن الحارث، هذا هو عبد اللَّه بن عياش بن أبى ربيعة المخزومى فيما زعم أبو أحمد الحافظ".

قلتُ: بل هو "الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب". وهم ابن أبى الزناد في اسمه. وبعضهم يقلبه ويقول: "عبد الرحمن بن الحارث" مثل ابن أبى الزناد، ومنهم: من يقول: "عبد الله بن عبد الرحمن". ومنهم: من ينسبه إلى جده أيضًا والصواب الأول.

نعم: ابن أبى الزناد يروى أيضًا عن "عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة". لكن الحديث معروف: برواية "الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب" كما مضى. وهكذا توبع عليه ابن أبى الزناد على هذا الوجه، تابعه:

2 -

أنس بن عياض: عند البيهقى في "الشعب"[3/ 2740] ، والضياء في "المختارة"[2/ 102].

3 -

ومحمد بن فليح: عند البيهقى أيضًا [3/ رقم/ 2741].

4 -

وتابعه الدراوردى عند: الدارقطنى في "العلل"[3/ 223]. أربعتهم كلهم رووه عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبى العباس عن ابن المسيب عن علي به

قلتُ: وهذا هو المحفوظ. وأبو العباس هذا شيخ مجهول كما قاله البزر في "مسنده". وقال الضياء في "المختارة": "وأبو العباس: لا يعرف اسمه". وقد تصحف: "أبو العباس" على الهيثمى في "المجمع" إلى "أبى العيَّاس"، فقال:"وزاد - يعنى البزار - في أحد طريقيه رجلًا، وهو أبو العيَّاس [وقد تحرف في المطبوع إلى "أبى العباس"،] غير مسمى، وقال: "إنه مجهول". قلت: "أبو العياس" بالياء المثناة آخر الحروف والسين المهملة".

قلتُ: وهذا ليس بشئ، والحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب: مختلف فيه، وقد خولف في إسناده خالفه عبد الله بن محمد بن عقيل؛ فرواه عن ابن المسيب فقال: عن أبى سعيد الخدرى به

وزاد فيه زيادات. =

ص: 470

489 -

حدّثنا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة البصرى، حدّثنا محمد بن خالدٍ الحنفى، حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعى، عن أبى الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعمٍ، عن علي بن أبي طالبٍ، قال: كنت على قليبٍ يوم بدرٍ أميح أو أمتح منه فجاءت ريحٌ شديدةٌ، ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ، لم أر ريحًا أشد منها إلا التى كانت قبلها، ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ، فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية إسرافيل في ألفٍ من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة جبرئيل في ألفٍ من الملائكة، وكان أبو بكرٍ عن يمينه وكنت عن يساره فلما هزم الله الكفار، حملنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على

= أخرجه ابن ماجه [427]، وأحمد [3/ 3]، والدارمى [698]، وابن خزيمة [عقب رقم 177]، والمؤلف [برقم / 1355]، والبيهقى في "سننه"[2098]، وعبد بن حميد في مسنده [رقم/ 984/ المنتخب]، وجماعة كثيرة كما يأتى تخريجه [برقم/ 1355]. وابن عقيل: ضعيف على التحقيق، كما شرحناه في غير هذا المكان، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه: عبد الله بن أبى بكر عند ابن خزيمة [357]، وابن حبان [402]، والحاكم [1/ 305]، وجماعة. من طريق أبى عاصم النبيل عن الثورى عن عبد الله بن أبى بكر به

هذا إسناد ظاهره الصحة، لكن أنكره جماعة على أبى عاصم حتى قال أحمد: "هذا باطل من حديث عبد الله بن أبى بكر، وإنما هو حديث ابن عقيل

" وأنكره جدًّا. ومراده: أن أبا عاصم قد دخل له إسناد في إسناد، وسيأتى الكلام عليه [برقم/ 1355].

لكن: للحديث شاهد نظيف من حديث أبى هريرة: عند مسلم [251]، والترمذى [51]، والنسائى [143]، وجماعة، من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، واِنتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط". لفظ مسلم.

489 -

منكر: أخرجه الحاكم [3/ 72]، وعنه البيهقى في "دلائل النبوة"[3/ رقم 906]، وابن جرير كما في "الكنز"[29953]، وغيرهم، من طريق محمد بن خالد بن عثمة عن موسى بن يعقوب، عن أبى الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن علي به نحوه

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبى قائلًا: "بل منكر عجيب وأبو الحويرث عبد الرحمن قال مالك: "ليس بثقة"، وموسى فيه شئ". =

ص: 471

فرسٍ، فلما استويت عليه حمل بى فصرت على عنقه فدعوت الله، فثبتنى عليه فطعنت برمحى حتى بلغ الدم إبطى.

490 -

حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا هشام بن يوسف، حدثنى إبراهيم بن عمر، حدثنى عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه، عن أبى خليفة، عن علي بن أبى طالبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ".

= قلتُ: وهو ما قاله الذهبى بلا كلام، وموسى بن يعقوب: هو الزمعى الذي يقول عنه ابن المدينى "منكر الحديث". وضعفه النسائي. وروى عن أحمد أنه قال: "لا يعجبنى حديثه"، ووثقه ابن حبان وابن معين وابن القطان - هو الفاسى - ومشاه أبو داود وابن عدى، والممارسة العملية لمرويات هذا الرجل: تُصدِّق قول ابن المدينى فيه، وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق سيئ الحفظ". وأبو الحويرث: هو عبد الرحمن بن معاوية، مختلف فيه أيضًا، وثَّقه بعضهم وضعفه آخرون، ومالك بن أنس أعرف الناس به، لكونه بلديه، وقد قال عنه "ليس بثقة". وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق سيئ الحفظ".

وبه وحده: أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 78]: فقال: "هذا إسناد ضعيف، لضعف أبى الحويرث، واسمه عبد الرحمن بن معاوية".

أما صاحبه الهيثمى فإنه تساهل وقال في "المجمع"[6/ 99]: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات"، ومحمد بن خالد: صدوق متماسك. وفى الإسناد علة أخرى، وهى أن محمد بن جبير بن مطعم: لم يذكر أحد أنه يروى عن علي. نعم: وقع تصريحه بالسماع من على في هذا الحديث عند الحاكم وعنه البيهقى، لكن الطريق إليه لم يثبت، كما مضى شرحه آنفًا. فالدعوى ما زالت قائمة.

490 -

صحيح: أخرجه البخارى في "تاريخه"[1/ 307]، والدارقطنى في "الأفراد والغرائب"[1/ 116/ أطرافه/ الطبعة التدمرية]، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامى والكنى"[4/ 360]، والضياء في "المختارة"[2/ 413]، والخطيب في "موضح الأوهام" [1/ 431 - 432] وغيرهم من طريق هشام بن يوسف الصنعانى عن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعانى عن أبيه عن عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه عن أبى خليفة عن علي به. قال الدارقطنى:"تفرد به إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعانى عن عبد الله بن وهب بن مُنَبّه عن عبد الله بن وهب بن مُنَبّه عن أبيه". =

ص: 472

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، وقد خولف فيه هشام بن يوسف، خالفه عَبدِ اللَّهِ بن إِبراهِيمَ بن عُمَرَ بن كَيسانَ؛ فرواه عن أبيه فقال: عن عبد الله بن وهب عن أبى خليفة عن علي بن أبى طالب به، وأسقط منه:"عن أبيه" بين ابن وهب وأبى خليفة، هكذا أخرجه أحمد [1/ 112]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[2/ 414]، والبزار [2/ رقم/ 684]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 250]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 395/ الطبعة العلمية]، من طريقين عن عبد الله به. قال البزار:"ولا نعلم روى أبو خليفة عن علي إلا هذا الحديث، ولا له إسناد إلا هذا الإسناد".

قلتُ: وقد توبع عبد الله بن إبراهيم على هذا اللون؛ تابعه: محمد بن عمرو بن مقسم الصنعانى، كما ذكره المزى في "تهذيب الكمال"[33/ 287].

وقد سئل أبو زرعة الرازى عن هذا الاختلاف كما في "العلل"[رقم/ 2512]، فقال:"حديث هشام بن يوسف أصح". وهو كما قال، لكن ذكر المزى في "التهذيب"[33/ 287]، أن النسائي قد أخرج هذا الحديث في "مسند على" من طريق هشام بن يوسف إبراهيم بن عمر عن عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه عن أبى خليفة عن علي به موقوفًا عليه. ولم يرفعه، فإن صح قول المزى ولم يكن واهمًا، فالظاهر أنه قد اختلف على هشام في رفعه ووقفه، وعبد الله بن وهب بن منبه: لا يعرف بالرواية عن أحد سوى أبيه وحده، هكذا ذكره كل مَنْ ترجمه، نعم: روى عنه ثلاثة، وقال أبو داود:"معروف".

ثم وجدتُ الحافظ أبا الفتح الأزدى قد ذكره في كتابه "المخزون في علم الحديث"[ص 136]، ثم قال:"صدوق الحديث". فهو كما قال. وأبو خليفة: هو الطائى البصرى، شيخ مجهول الحال. وقد قال إبراهيم بن عمر بن كيسان:"قلت لأبى من أبو خليفة هذا؟ قال: قرأ على على بن أبى طالب"، هكذا نقله عنه المزى في "تهذيب الكمال".

وقد سأل بعضهم هشام بن يوسف الصنعانى عن أبى خليفة هذا من يكون؟ فقال له هشام: "رجل من أصحاب على، هرب من معاوية، فجاءنا ها هنا، ذاك مسجده". نقله عنه الدارقطنى في "الأفراد/ أطرافه" عقب روايته عن هشام. وباقى رجال الإسناد موثقون.

والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[8/ 40]، ثم قال:"رواه أحمد والبزار وأبو يعلى. وأبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات". =

ص: 473

491 -

حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن أعين، عن أبى حرب بن أبى الأسود الديلى، عن أبيه، عن علي، قال: أتانى عبد الله بن سلامٍ، وقد وضعت قدمى في الغرز، فقال لى: لا تقدم العراق، فإنى أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف، قال عليٌّ: وايم الله لقد أخبرنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محاربًا يخبر بذى عن نفسه.

= قلتُ: نعم أبو خليفة لم يضعفه أحد فيما نعلم، ولكن مَنْ وثقه؟، وقد قال البزار بعد روايته:"ولا نعلم روى أبو خليفة عن علي إلا هذا الحديث ولا له إسناد إلا هذا الإسناد".

قلتُ: وهو كما قال. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بهذا اللفظ وبنحوه. منها: حديث عائشة عند مسلم [2593]، وجماعة، ولفظه:"يا عائشة: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف، وما لا يعطى على ما سواه".

491 -

منكر: أخرجه الحميدى [53]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[2/ 129]، وابن حبان [6733]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 172]، والحاكم [3/ 151]، والبزار [718]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[رقم 1195]، وابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[18/ 229/ طبعة العاصمة]، والفسوى في "المعرفة والتاريخ"[1/ 327]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 545]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 802]، والمزى في "التهذيب"[33/ 236]، وغيرهم، من طرق عن سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن أعين عن أبى حرب بن أبى الأسود عن أبيه عن علي به نحوه

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا على بن أبى طالب - رضى الله عنه - بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه إلا عبد الملك بن أعين عن أبى حرب، ولا رواه عن عبد الملك بن أعين إلا ابن عيينة". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا: "ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضى".

قلتُ: يقصد بـ: "ابن بشار": "إبراهيم بن بشار" راويه عن ابن عيينة عند الحاكم. ولم ينفرد به ابن بشار أصلًا. بل تابعه: الحميدى وإسحاق بن أبى إسرائيل وابن أبى عمر وحامد بن يحيى وأحمد بن أبان وغيرهم، كلهم رووه عن ابن عيينة بإسناده به. نعم: ابن أعين هذا قال عنه ابن معين: "ليس بشئ" وحدَّث عنه الثورى ثم أمسك، وصح عن ابن عيينة أنه قال:"حدثنا عبد الملك بن أعين وكان رافضيًا". =

ص: 474

492 -

حدّثنا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا شريكٌ، عن أبى إسحاق، عن هانئ بن هانئ، أو يزيد بن هانئٍ، عن عليٍّ، قال: استأذن عمارٌ على النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المَّطَيَّبِ".

493 -

وَحدّثناهُ إسحاق، عن شريكٍ، بإسناده نحوه، وفى حديث إسحاق، قال: الشك من شريكٍ.

494 -

حدّثنا زكريا بن يحيى الواسطى، وإسحاق، قالا: حدّثنا شريكٌ، عن أبى إسحاق، عن سعيد بن ذى حدان، عن عليٍّ، قال: إن الله سمى الحرب خدعةً على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

= وقال أيضًا: "عبد الملك بن أعين، وزرارة بن أعين، وحمران بن أعين روافض كلهم، أخبثهم قولًا: عبد الملك".

قلتُ: وهذا جرح مفسَّر، ولعله سبب إمساك الثورى في الرواية عنه. وبه يسقط عبد الملك على أم رأسه ولا كرامة لمثله عندنا وإن وثقه مَنْ وثَّقه، وقد كفانا بشأن أمثاله: ما قاله ابن معين في ترجمة "تليد بن سليمان"، من تاريخ بغداد [7/ 137]، و"تهذيب الكمال"[4/ 322]، و"تهذيبه" [1/ 447]. وقد كان الشيخان ينتقيان من حديث ابن أعين: ما تابعه الثقات عليه، أو ما علما أنه من صحيح حديثه.

492 -

ضعيف: مضى تخريجه في الحديث [رقم/ 403]، فانظره.

493 -

ضعيف: انظر قبله.

494 -

صحيح: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 90]، والطيالسى [172]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 53]، والنسائى في "مسند على" كما في تهذيب الكمال [10/ 425]، والدورقى في "مسند على" كما في "الكنز"[11391]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 118/ مسند على]، والمزى في "تهذيب الكمال"[10/ 425]، وأبو عوانة [4/ 366]، وغيرهم، من طريقين عن أبى إسحاق السبيعى عن سعيد بن ذى حدان عن علي به

قلتُ: هكذا رواه شريك القاضى، وقيس بن الربيع، وإسرائيل بن يونس، وزكريا بن أبى زائدة، وغيرهم، عن أبى إسحاق على هذا الوجه. =

ص: 475

495 -

حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا سعيد بن خثيمٍ، حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل التطوع ثمانى ركعاتٍ، وبالنهار ثنتى عشرة ركعةً.

= وتابعهم سفيان الثورى، لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه أبو حذيفة النهدى ومحمد بن كثير كلاهما عنه عن أبى إسحاق على الوجه الماضى به. أخرجه أبو عوانة [4/ 366]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 366]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[31]، وغيرهم. وخالفهما عبد الرحمن بن مهدى ووكيع بن الجراح؛ فروياه عن الثورى عن أبى إسحاق فقالا: عن سعيد بن ذى حدان عمن سمع عليًا به

هكذا أخرجه أحمد [1/ 90] وابن أبى شيبة [رقم/ 33661]، والنسائى في "مسند على" كما في "تهذيب الكمال"[10/ 425]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 120 - 121/ مسند على]، من طرق عن الثورى به.

وهذا هو المحفوظ عن الثورى وأبى إسحاق أيضًا، وهو الذي رجحه الدارقطنى في "العلل" [3/ 227] فقال:"وَهُو أصَحُّ؛ لأنّ سَعِيد بن ذِى حُدّانٍ لَم يُدرِك عَليًا". والثورى: من قدماء أصحابه الذين سمعوا منه قبل تغيره أو اختلاطه، وفى الإسناد علَل:

الأولى: كون أبى إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، فقد كان عريقًا في التدليس، وبهذا نقل الطبرى إعلاله عن جماعة في "تهذيب الآثار".

والثانية: جهالة سعيد بن ذى حدان، فهو شيخ مجهول كما قال ابن المدينى، ونقل الطبرى في "تهذيب الآثار" عن جماعة أن "سعيد بن ذى حدان عندهم مجهول". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:"ربما أخطأ".

والثالثة: جهالة من حدَّث سعيدًا به عن علي، لكن: سيأتي له طريق آخر صحيح [برقم/ 559]. وفى الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة.

سيأتي منها: حديث جابر [برقم/ 1826]، وحديث ابن عباس [برقم/ 2504] ، وحديث عائشة [برقم/ 4559].

495 -

قوى: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 147]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 145]، من طريق سعيد بن خثيم عن فضيل بن مرزوق عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به

=

ص: 476

496 -

حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا عبثر بن القاسم، وجريرٌ، وابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن ثعلبة بن يزيد الحمانى، عن عليٍّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَذَبَ عَلِيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

497 -

حدّثنا وهب بن بقية الواسطى، حدّثنا خالدٌ، عن مطرفٍ، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ قَبْلَ الْعَتَمَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ".

= قلتُ: وهذا إسناد قوى في المتابعات. سعيد بن خثيم وفضيل بن مرزوق: فيهما كلام معروف.

لكن تابعهما جماعة عن أبى إسحاق به كما مضى [برقم/ 318]، فسياقه هنا مختصر من لفظه هناك. لكن رواه الكثيرون عن أبى إسحاق، وذكروا أن عدد الركعات صلاة النهار "ست عشرة ركعة"، ورواه بعضهم عنه: مثل رواية فضيل بن مرزوق: كما تراه عند البزار [رقم/ 677].

فالظاهر: أن بعضهم كان يختصره؛ بدليل الاختلاف الواقع بينهم في سياقه، ورواية "ست عشرة ركعة" هي الزائدة، فهى أرجى بالقبول، ويُحمل ما دونها على أنها اختصار من بعض الرواة، وليس مخالفة لمن رواه بالعدد الماضى.

وهذا عندى أولى من تخطئة بعضهم، وإلا فرواية "الست عشرة ركعة" راجحة على غيرها من كل وجه.

496 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 78]، والبزار [867]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 109]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 119]، وفى "أخبار أصبهان"[2/ 55/ الطبعة العلمية]، والطبرانى في طرق حديث "من كذب عليَّ متعمدًا"، [رقم 41، 51]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحمانى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. الأعمش وحبيب مدلسان معروفان، ولم يذكرا فيه سماعًا كما ترى، وثعلبة بن يزيد: شيخ مختلف فيه، لكن للحديث طرق أخرى عن علي: فرواه عنه أبو عبد الرحمن السلمى، وربعى بن حراش، وعمرو بن شرحبيل، وقيس بن عباد، وعبد الله بن نجى، وغيرهم. والحديث معدود من المتواتر.

497 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 104]، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"[رقم/ 201]، ومسدد في "مسنده" وابن أبى شيبة في "مسنده"، كما في "المطالب العالية"[4/ 409/ طبعة العاصمة] =

ص: 477

498 -

حدّثنا عيسى بن سالم، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن ابن عقيلٍ، عن محمد بن علي، عن علي بن أبى طالبٍ، أنه سمى ابنه الأكبر حمزة، وسمى حسينًا بعمه جعفرٍ، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا، فلما أتي، قال:"غَيَّرْتَ اسْمَ ابْنَيَّ هَذَيْنِ"، قلت: الله ورسوله أعلم، فسمى حسنًا وحسينًا.

= والدورقى في "مسند على" كما في "كنز العمال"[رقم/ 4113]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2659]، والآجرى في "مسألة الطائفتين"[رقم/ 1]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 52/ الطبعة العلمية]، وأبو العباس السراج في "حديثه"[رقم/ 350]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 2413/ طبعة الرشد]، وغيرهم، من طريق خالد الطحان عن مطرف بن طريف عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به نحوه

قال ابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 319]: "هذا تفرد به خالد الطحان وهو ضعيف، وإسناده كله ليس مما يحتج به".

قلتُ: كذا قال، وابن عبد البر له مجازفات لا تُطاق مثل التى لعصريِّه أبى محمد الفارسى، ورجال هذا الإسناد كلهم - سوى الحارث - ثقات أثبات أئمة عدول، ما تكلم فيهم إلا من لا يعرفهم، وخالد الطحان: الذي يقول عنه ابن عبد البر "ضعيف" ذلك إمام فاضل ثقة عابد عامل حجة في كل شئ، ولقد آذى ابن عبد البر نفسه بتضعيفه هذا الرجل. ثم رأيتُ الحافظ: قد ذكر مقولة ابن عبد البر الماضية في "التهذيب"[3/ 101]، ثم قال:"قلتُ: وهى مجازفة ضعيفة؛ فإن الكل ثقات إلا الحارث، فليس فيهم ممن لا يحتج به غيره".

قلتُ: على أن خالدًا لم ينفرد به عن مطرف، بل تابعه عليه: قبيصة بن الليث - وهو صدوق صالح - عن مطرف بن طريف بإسناده به. أخرجه الآجرى في "مسألة الطائفين"[رقم/ 2]، ومن طريقه الذهبى في "تذكرة الحفاظ"[3/ 99]، وفى "سير النبلاء"[16/ 136]، من طريق محمد بن عبيد المحاربى قال ثنا قبيصة بن الليث الأسدى به. قال الذهبى:"غريب من الأفراد".

قلتُ: وآفته هي من الحارث الأعور، وهو ضعيف ليس بحجة. وبالحارث: أعله الهيثمى في المجمع [2/ 543]. وللحديث شواهد ثابتة دون هذا السياق، منها: عن أبى سعيد، ورجل من بنى بياضة.

498 -

ضعيف: أخرجه أحمد في المسند [1/ 159]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1219] ، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2780]، والبزار [2/ رقم 1996]، وغيرهم، من طرق =

ص: 478

499 -

حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، عن أبى حية، قال: رأيت عليًا يتوضأ، فغسل كفيه حتى أنقاهما، ثم مضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل

= عن عبيد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفية، عن على به

قلتُ: وهكذا رواه جماعة عن عبيد الله الرقى على هذا الوجه. وخالفهم العلاء بن هلال الباهلى؛ رواه عن عبيد الله فقال: عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبيه عن علي به

، هكذا أخرجه الحاكم [4/ 308]، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبى قائلًا: "قلتُ: قال أبو حاتم: العلاء منكر الحديث".

قلتُ: وهو كما قال، وقد ضعفه سائر النقاد فأحسنوا، والمحفوظ: هو الوجه الأول. وسنده معلول: بعبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام طويل.

والتحقيق: أنه ليس بالقوى، ولا يحتج به على انفراده أصلًا، وقد كان سيئ الحفظ واسع الأوهام، كما قاله جماعة من حذاق النقاد.

وأثنى عليه آخرون حتى أتى ابن عبد البر في حقه بالتى تملأ الفم؛ فقال كما نقله عنه الحافظ في "التهذيب"[6/ 15]: "هو أوثق من كل من تكلم فيه". وتلك مجازفة قبيحة جدًّا، وكأن ابن عبد البر لا يدرى ما يقول، ألا يعلم أن ثمة جماعة من الكبار قد تكلموا في ابن عقيل كلامًا شديدًا؟، وكيف خفى عليه إعراض إمامه مالك عن الرواية عنه مع كونه من أهل بلده؟.

وبالجملة: فابن عقيل صدوق في الأصل، ضعيف في الرواية. وبعض أصحابنا: لهم شغف غريب في تقوية حال ابن عقيل بمثل مقولة البخارى التى حكاها عنه الترمذى: "كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، والحميدى يحتجون بحديث ابن عقيل، وهو مقارب الحديث".

وتلك مقولة قد هدمنا عروشها - بأدلة نيرة واضحة المعالم - فيما علقناه على "ذم الهوى/ لابن الجوزى"[1/ رقم/ 456]. وللَّه الأمر. وقد توبع عليه عبيد الله الرقى، تابعه: عمرو بن ثابت عند الدولابى في "الذرية الطاهرة"[1/ رقم/ 93]. وقد اختلف في إسناده على ابن عقيل على وجه ثالث، كما تراه عند ابن عساكر في "تاريخه" [13/ 170]. وفى الباب: شواهد مرفوعة ومرسلة لا يصح منها شئ.

499 -

صحيح: أخرجه أبو داود [رقم 116]، والنسائى [96]، وأحمد [1/ 127]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 127]، والترمذى [رقم 48]، والبزار [رقم 736]، وابن ماجه [رقم 45] ، =

ص: 479

وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل قدميه إلى الكعبين، وأخذ فضل طهوره فشرب وهو قائمٌ، ثم قال: أحببت أن أريكم كيف كان طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.

500 -

حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، قال: ذكر عبد خيرٍ، عن عليٍّ، مثل حديث أبى حية، إلا أن عبد خيرٍ، قال: كان إذا فرغ من طهوره أخذ بكفٍ من فضل طهوره فشرب.

= وعبد الرزاق [120]، وابن أبى شيبة [رقم/ 54]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم/ 161]، والمزى في "التهذيب"[33/ 270]، وجماعة كثيرة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى حية به نحوه

وهو عند بعضهم في سياق أتم.

قلتُ: هذا إسناد صحيح في الشواهد والمتابعات. وأبو إسحاق قد رواه عنه جماعة من كبار أصحابه: منهم الثورى وشعبة وغيرهما - مختصرًا - واختلف في سنده على ألوان كثيرة بعضها على الثورى، وغيره، والباقى على أبى إسحاق. وقد أطنب الدارقطنى في شرح ذلك بـ"العلل"[4/ 189 - 192]، ورجَّح أخيرًا قول من رواه من أبى إسحاق على الوجه الماصى، وكذا رجَّح قول من رواه عنه أيضًا عن أبى حية وقرن معه عبد خير كما يأتى. وأبو حية: هو قيس الوادعى إلى الجهالة أقرب منه إلى غيرها، لكن تابعه عبد خير. وهو الآتى.

500 -

صحيح: أخرجه الترمذى [49]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 127]، والبزار [736]، وغيرهم، من طرق عن أبى الأحوص عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد خير عن علي به نحوه

قال الترمذى: "رواه أبو إسحق الهمدانى عن أبى حية، وعبد خير، والحارث عن على. وهذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وإسناده مستقيم. وعبد خير: ثقة مشهور. ولأبى إسحاق في هذا الحديث: ثلاث شيوخ: أبو حية، وعبد خير، والحارث الأعور. فكان تارة: يرويه عن أحدهم مفردًا. وتارة: يجمع بين عبد خير وأبى حية كما هنا. وقد قال البزار بعد روايته: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ عن أبى إسحاق عن عبد خير وأبى حية عن علي مجموعين، إلا أبو الأحوص".

قلتُ: لم ينفرد أبو الأحوص بروايته عن أبى إسحاق على هذا الوجه، بل تابعه: عبد الرحمن بن حميد الرؤاسى: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 192]، وقبله ذكر الاختلافات الغريبة على أبى إسحاق في سنده.

ثم قال: "وأصحها قول من قال: عن أبى حية، وقول عبد الرحمن بن حميد: عن أبى حية وعبد خير؛ فإنه ثقة وقد ضبطه: أبا حية، وزاد معه عبد خير

". =

ص: 480

501 -

حدّثنا أبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن القاسم أبى إبراهيم الأسدى، عن سعيد بن عبيدٍ، عن علي بن ربيعة، عن عليٍّ، قال: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيُهْرِقْهُ وَلَوْ بِمِشْقَصٍ".

= قلتُ: وتابعه أبو الأحوص كما هنا. وقد توبع أبو إسحاق على هذا الحديث مطولًا عن عبد خير به وحده. تابعه: خالد بن علقمة كما مضى [برقم/ 286]. وقد مضى في الذي قبله: أن الثورى وشعبة قد رويا أصل هذا الحديث عن أبى إسحاق، وبروايتهما نأمن أن يكون أبو إسحاق قد حدث به بعد اختلاطه، لأنهما أخذا عنه قديمًا. وبرواية شعبة وحده: نأمن أن يكون أبو إسحاق قد دلس فيه.

501 -

ضعيف: أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"[2/ رقم 1899] ومن طريقه ابن عدى في "الكامل"[6/ 248]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 126]، وغيرهما، من طريق أبى معمر القطيعى عن محمد بن القاسم أبى إبراهيم الأسدى عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن على به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد تالف جدًّا. قال عبد الله بن أحمد: "سمعتُ أبى يقول: محمد بن القاسم يكذب، أحاديثه أحاديث موضوعة، ليس بشئ". وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال أبو داود: "غير ثقة ولا مأمون أحاديثه موضوعة". وقال الدارقطنى: "كذاب". وتركه الأزدى وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه حيث لا نُهوض. أما ابن معين: فإنه خالف الكل وقال عنه: "ثقة كتبتُ عنه".

قلتُ: وأخشى أن يكون كلامه هذا دليلًا على كونه ما عرف الرجل أصلًا، وقد كان بعض الكذابين - من رهبته من ابن معين - إذا علم أنه سيأتيه تزين وتعطَّر وتجمَّل وجلس يحدث الناس بأحاديث مستقيمة الأسانيد، نظيفة الألفاظ؛ فيسمعه ابن معين في تلك الحال، ثم يمضى، فإذا سُئل عنه بعد ذلك قال:"ثقة". وما يدرى أن هذا الرجل شيخ دجال سرعان ما يخرج عقاربه وأفاعيه إذا تيقن أن ليس بالقوم رجل ناقد حافظ خبير كيما يفضحه أمام الله والناس، وقد مضى أن مطلق التوثيق النظرى ليس يقوى أمام الحكم على الراوى باعتبار سْبر أحاديثه وغربلة مروياته على مائدة "التشريح النقدى". وكم وثَّق ابن معين أناسًا هلكى! وشرح خطة ابن معين في التوثيق: تجدها في "تنكيل المعلمى"، وزدنا نحن عليها كثيرًا في كتابنا "المحارب الكفيل بتقويم أسنَّة التنكيل". =

ص: 481

502 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبى، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظىٍ، عن رجلٍ، سماه ونسيته، عن على بن أبى طالبٍ، قال: خرجت في غداةٍ شاتيةٍ جائعًا وقد أوبقنى البرد، فأخذت ثوبًا من صوفٍ قد كان عندنا، ثم أدخلته في عنقى وحزمته على صدرى أستدفئ به، واللَّه ما في بيتى شئٌ آكل منه، ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم شئٌ لبلغنى، فخرجت في بعض نواحى المدينة فانطلقت إلى يهودىٍ في حائطه فاطلعت عليه من ثغرة جداره، فقال: ما لك يا أعرابى، هل لك في دلوٍ بتمرةٍ؟ قلت: نعم افتح لى الحائط، ففتح لى فدخلت فجعلت أنزع الدلو ويعطينى تمرةً، حتى ملأت كفى، قلت: حسبى منك الآن، فأكلتهن ثم جرعت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست إليه في المسجد، وهو مع عصابةٍ من أصحابه، فطلع علينا مصعب بن عميرٍ في بردةٍ له مرقوعةٍ بفروةٍ، وكان أنعم غلامٍ بمكة وأرفهه عيشًا، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم، ورأى حاله التى هو عليها

= وبابن القاسم: أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 153]: فقال: "رواه أبو يعلى وفيه محمد بن القاسم أبو إبراهيم، وثقه ابن معين وضعفه أحمد وكذبه". وللحديث: شاهد عن أنس مرفوعًا بلفظ "إذا هاج بأحدكم الدم فلْيحتجم؛ فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله". أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[1/ 494/ مسند ابن عباس]، قال: حدثنا موسى بن سهل الرملى قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا سليمان بن حيان قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس به.

وقد حسَّن سنده الإمام في "الصحيحة"[6/ 561]، وفيه نظر عندى. وفى الحث على الحجامة: أحاديث كثيرة، وبعضها ثابت. ولكن دون هذا اللفظ هنا.

502 -

صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه الترمذى [2476]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 389]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1017]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[13/ 234/ طبعة العاصمة]، وغيرهم، من طريق محمد بن إسحاق بن يسار، عن يزيد بن زياد المدنى عن محمد بن كعب القرظى عن من سمع عليًا به نحوه. مطولًا وباختصار. قال الترمذى:"هذا حديث حسن، و يزيد بن زياد: هو ابن ميسرة وهو مدنى". وقال الهيثمى في "المجمع"[10/ 565]: "رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات".

قلتُ: وهذا إسناده حسن رائق لولا إبهام من حدَّث القرظى به، وابن إسحاق: صرح بالتحديث عند الترمذى وغيره. وللمرفوع من هذا الحديث: شواهد تصححه إن شاء الله. منها: =

ص: 482

فذرفت عيناه فبكى، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَمْ إِذَا غُدِىَ عَلَى أَحَدِكُمْ بجِفْنة مِنْ خُبْزٍ وَلحْمٍ، وَرِيحَ عَلَيْهِ بِأُخْرَى، وَغَدَا فِي حُلَّةٍ، وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ " قلنا: بل نحن يومئذٍ خيرٌ، نتفرغ للعبادة، قال:"بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ".

= 1 - حديث طلحة بن عمرو النضرى: عند أحمد [3/ 487]، وابن حبان [6684]، والحاكم [3/ 16]، والطبرانى في "الكبير"[8/ رقم 8160]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1200]، وفى "سننه"[4134]، وأبى نعيم في الحلية [1/ 375]، وجماعة من حديث طلحة بن عمرو به. مطولًا ومختصرًا.

ولفظه قريب من لفظ المؤلف، لكن ليس فيه "وسترتم بيوتكم كما تُستر الكعبة" وإنما فيه:"وتلبسون مثل أستار الكعبة". وسنده صحيح مستقيم.

2 -

عبد الله بن يزيد الخطمى: عند أحمد في "الزهد"[رقم/ 1103]، والبخارى في "الكبير"[12/ 5]، والبيهقى في "سننه"[14364]، وفى الآداب [رقم 533]، وغيرهم، من حديث عبد الله بن يزيد به نحوه.

ولفظه قريب جدًّا من لفظ المؤلف. وسنده قوى مستقيم.

3 -

وعبد الله بن مسعود: عند البزار [1941]، مختصرًا، وليس فيه جملة "وسترتم بيوتكم كما تُستر الكعبة .. ". وسنده ضعيف، وإن جوَّده الهيثمى في المجمع [10/ 581]، وقبله المنذرى في الترغيب [3/ 100].

وفى الباب: مراسيل عن الحسن البصرى، وابن شهاب الزهرى، وسعد بن مسعود الصدفى وغيرهم. انظر:"الصحيحة"[4/ 505]، و [5/ 637]، للإمام الألبانى. ولبعض فقرات كلام على: شواهد دون هذا السياق.

* تنبيه مهم: سقط في الطبعتين "محمد بن كعب القرظى" من سند المؤلف؛ بل وتصحَّف: "يزيد بن زياد" إلى "يزيد بن رومان القرظى" فصار هكذا: "عن يزيد بن رومان القرظى عن رجل سماه ونسيته عن علي

"، والصواب ما أثبتناه.

وهكذا: نقله الحافظ عن المؤلف في "المطالب العالية"[13/ 234/ طبعة العاصمة]، على الصواب.

ص: 483

503 -

حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبى نجيحٍ، عن مجاهد، قال: قال على بن أبى طالبٍ، زوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع حديدٍ حُطَمِيّةً، وكان سَلَّحنيها، وقال:"ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا تُحِللَّها بِهَا"، فبعثت بها إليها، واللَّه ما ثمنها كذا وأربعمئة درهمٍ.

503 - ضعيف: أخرجه الحاكم كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 40]، وعنه البيهقى في "سننه"[14129]، والضياء في "المختارة"[2/ 339]، من طريق ابن إسحاق عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، مجاهد بن جبر: لم يسمع من على كما جزم به جماعة من النقاد. راجع "جامع التحصيل"[ص 273].

وبهذا: أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 520]، فقال:"رواه أبو يعلى. ومجاهد لم يسمع من على ورجاله ثقات". وابن إسحاق: مدلس ولم يذكر فيه سماعًا. لكن رواه عنه يونس بن بكير فقال: حدثنى عبد الله بن أبى نجيح به نحوه في سياق أتم .. ، لكنه خالف في متنه، فذكر أن قيمة الدرع إنما هي "أربعة دراهم". هكذا أخرجه الدولابى في "الذرية الطاهرة"[ص/ 63/ طبعة الدار السلفية]، والبيهقى في "الدلائل"[3/ 160/ الطبعة العلمية]، من طريقين عن يونس به.

قلتُ: لكن وقع عند الدولابى أن قيمة الدرع: "أربعمائة درهم". هكذا مثل رواية المؤلف.

فلعل ابن إسحاق - أو يونس - كان يغلط فيه. ولا يقال: لعل رواية "أربعة دراهم" خطأ من الناسخ عند البيهقى؛ فهذا يبطله قول البيهقى نفسه في "سننه"[7/ 243]، بعد أن ذكر الطريق الأول عن ابن إسحاق به

وفيه "أربعمائة درهم".

قال: "كذا في كتابى "أربعمائة درهم"، ورواه يونس بن بكير عن أبى إسحاق فقال: أربعة دراهم".

وقد اضطرب ابن إسحاق في إسناده. فتارة: يروية على الوجه الماضى: "عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن علي

". وتارة: يرويه في "مغازيه الكبرى" فيقول: "حدثنى ابن أبى نجيح عن على به

" مختصرًا. ولا يذكر فيه مجاهدًا، هكذا نقله الحافظ عنه في "الإصابة" [8/ 54].

وقد خولف في إسناده؛ خالفه سفيان بن عيينة فرواه عن ابن أبى نجيح فقال: عن أبيه عن رجل سمع عليًا يقول: "أردت ان أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، فقلت: =

ص: 484

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ما لى من شئ، فكيف؟ ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: هل لك من شئ؟ قلت: لا، قال: فأين درعك الحطمية التى أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قال: هي عندى، قال: فأعطها إياه". هكذا أخرجه أحمد [1/ 10]- واللفظ له - والحميدى [83]، وسعيد بن منصور [1/ رقم 600]، وابن سعد في الطبقات [8/ 20]، وأبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة/ لأحمد" [2/ رقم 1735]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق" [2/ 272]، وابن شاهين في "فضائل فاطمة" [ص/ 43/ طبعة مكتبة التوعية]، والبيهقى في "سننه" [14128]، والخطابى في غريب الحديث [1/ 291]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 124]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة به

ووقع ابن عيينة مبهمًا: "سفيان"، هكذا في بعض الطرق؛ فظنه ابن كثير في البداية [7/ 342]، هو الثورى فقال: "وقال سفيان الثورى عن ابن أبى نجيح عن أبيه سمع رجل عليًا

". وهذا وهم مكشوف، وهذا الوجه هو المحفوظ عن ابن أبى نجيح، وهو ضعيف الإسناد؛ لجهالة ذلك الرجل المبهم الذي سمع عليًا يقوله.

* تنبيه: ابن الجوزى يروى هذا الحديث في "التحقيق" من طريق "أبى بكر القطيعى عن إبراهيم بن عبد الله البصرى - وهو أبو مسلم الكجى - ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان به". لكن وقع عنده: "عن عبد الله بن أحمد" بين أبى بكر القطيعى وأبى مسلم الكجى، وهى زيادة مقحمة لا معنى لها، وعبد الله بن أحمد لا يروى عن أبى مسلم أصلًا، إنما يروى عنه القطيعى دونه، وقد روى القطيعى بتلك الترجمة:"إبراهيم بن عبد الله عن إبراهيم بن بشار عن سفيان" جملة من الأحاديث والآثار في "زوائده على فضائل الصحابة"، فانظر منه [2/ 611، 631، 636، 645، 785]. ومنها هذا الحديث كما سبق. ولم يفطن المعلق على كتاب: "التحقيق" إلى هذا الأمر، ومثله المعلق على "تنقيح التحقيق/ لابن عبد الهادى" [4/ 339 / طبعة أضواء السلف]. وكثير من الباحثين: تراهم لا يفطنون إلى أن لأبى بكر القطيعى زوائد على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد، ويظنون أن "الزوائد" إنما هي لعبد الله بن أحمد وحسب؛ فتجدهم يعزون ما للقطيعى من "الزوائد" إلى عبد الله بن أحمد تمامًا، كما فعل المحدث الحوينى في تخريج هذا الحديث فيما علقه على "فضائل فاطمة" لابن شاهين [ص/ 43/ طبعة مكتبة التوعية]، فقد عزى الحديث إلى عبد الله ابن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"، وليس بشئ، =

ص: 485

504 -

حدّثنا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا عبد العزيز بن المختار الأنصارى، عن عبد الله بن فيروز، حدثنى حضين بن المنذر الرقاشى، قال: شهدت عثمان بن عفان وأتى بالوليد بن عقبة قد صلى بأهل الكوفة الصبح أربعًا، ثم قال: أزيدكم؟ قال: شهد عليه حمران ورجلٌ آخر، شهد أحدهما أنه رآه يشربها، يعنى الخمر، وشهد الأخر أنه رآه يتقيؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيأها حتى شربها، فقال لعلى بن أبى طالبٍ: أقم عليه الحد، فقال عليٌّ لابنه الحسن: أقم عليه الحد، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال لعبد الله بن جعفرٍ ابن أخيه: أقم عليه الحد فأخذ سوطًا فجلده، وعلىٌ يعد فلما بلغ أربعين، قال: أمسك، جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌ سنةٌ وهذا أحب إليَّ.

505 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا منصور بن عبد الله الثقفى، حدّثنا محمد بن عمر بن على بن أبى طالبٍ، عن أبيه، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا كُلَّ خيْرٍ".

= ولقصة إصداق على فاطمةَ درعه الحطمية: شواهد لا يثبت منها شئ، وسيأتى منها: حديث ابن عباس [برقم/ 2439]، وهو شاهد معلول الإسناد، كما يأتى تحريره إن شاء الله.

وله شاهد آخر: عن رجل من الصحابة عن علي به

أخرجه أبو داود [رقم/ 2126]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[14239]، وسنده مغموز.

504 -

صحيح: أخرجه مسلم [1707]، وأبو داود [4480]، والدارمى [2312]، وابن ماجه [2571]، والطيالسى [173]، والنسائى في "الكبرى"[5269]، وأحمد [1/ 140]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 206]، وابن أبى شيبة [28407]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 152]، والبيهقى [17295]، وجماعة من طريقين عن عبد الله بن فيروز عن حضين بن المنذر به نحوه

قلتُ: وإسناده صحيح شريف.

505 -

حسن: أخرجه الضياء في "المختارة"[2/ 315]، وابن عساكر في "تاريخه"[45/ 303]، من طريق مشكدانة عن منصور بن عبد الله الثقفى عن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن علي به

=

ص: 486

506 -

حدّثنا أمية بن بسطامٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن أبى المورع، عن عليٍّ، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازةٍ، فقال:"أَلا رَجُلٌ يذْهَب إِلى المْدينَةِ، فَلا يَدَعُ قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَةً إِلا طَلَخَهَا، وَلا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ"، فقام رجلٌ

= قلتُ: هذا إسناد حسن إن شاء الله. رجاله كلهم معروفون مقبولون سوى منصور بن عبد الله الثقفى، ذكره ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[8/ 174]، من روايته عن محمد بن عمر بن على، ومن رواية مشكدانة عنه فقط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ثم وجدتُ الهيثمى في المجمع [5/ 589]، قد استظهر أنه هو الذي ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 477]، وقال:"يروى عن الزهرى، وكان يطلب الحديث مع ابن عيينة، وكان بينه وبين ابن عيينة مفاوضة".

قلتُ: وتوثيق ابن حبان لهذه الطبقة مقبول على الرأس والعينين؛ فالظاهر أنه هو، كما قاله الهيثمى، وهو من تلك الطبقة. ثم وجدتُ أبا الشيخ الحافظ: قد أخرج هذا الحديث في آخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا [برقم/ 447/ طبعة الدار المصرية اللبنانية]، و [رقم/ 470/ طبعة دار المسلم]، لكن رواه من طريق يحيى الحمانى فقال: عن منصور الخياط وكان جليسًا لشريك، عن عبد الله بن عمر بن على قال:"كان شعار النبي" وذكره.

قلتُ: هكذا وقع عنده، وهو غريب جدًّا، ومنصور الخياط: لا أعرفه، إلا أن يكون هو نفسه منصور بن عبد الله الثقفى، وهو الأقرب؛ فإنه من طبقة شيوخ يحيى الحمانى، لكن ما هكذا رواه منصور الثقفى، فإما: أن يكون وقع سقط وتحريف في طبعة "أخلاق النبي"، ويكون صوابه كما مضى: "عن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن علي به

" وهو الظاهر عندى.

وإما: أن يكون ذلك من قبيل الاختلاف في سنده على منصور، وهذا بعيد.

وإما: أن يكون هذا الإسناد كله طريق آخر لهذا الحديث، ولكن من يكون "عبد الله بن عمر بن على؟ " وكذا "منصور الخياط؟ ". والحديث عزاه صاحب "الكنز"[11390]، إلى الطبراني في "الصغير"، ولم أقف عليه فيه، ولعلنى لم أدقق.

وقد جوَّد سنده: العلامة الصالحى في "سبل الهدى والرشاد"[9/ 122/ الطبعة العلمية].

506 -

ضعيف: بهذا التمام: أخرجه أحمد [1/ 87]، وابنه عبد الله في "زوائد المسند"[1/ 138]، وفى "زوائد فضائل الصحابة"[2/ رقم 1230]، والطيالسى [رقم/ 96]، =

ص: 487

وهاب أهل المدينة، فقام عليٌّ، فقال: أنا يا رسول الله، قال: فذهب ثم جاء، فقال: يا رسول الله، لم آتك حتى لم أدع فيها قبرًا إلا سويته، ولا صورةً إلا لطختها، ولا وثنًا إلا كسرته، قال:"مَنْ عَادَ إِلَى صَنْعَةِ شَىْءٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفْرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، لا تَكُونَنَّ فَتَّانًا، وَلا مُخْتَالا، وَلا تَاجِرًا، إِلا تَاجِرَ خَيْرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ المُسَبِّوقُونَ فِي الْعَمَلِ".

= والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3412]، وغيرهم، من طرق عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن أبى المورِّع أو أبى محمد الهذلى - وكلاهما واحد - عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، أبو محمد الهذلى أو أبو المورع: شيخ مجهول لا يعرف، ونكرة لا تُتعرف، لكن يقول عنه الهيثمى في "المجمع" [5/ 172]:"لم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة".

قلتُ: وهذه غفلة مكشوفة، بل لم يرو عنه سوى الحكم بن عتيبة وحده، وقد اختلف في إسناده على شعبة؛ فرواه عنه يحيى القطان والفزارى أبو إسحاق وأبو شهاب الحناط والطيالسى ويزيد بن زريع وغيرهم، كلهم عنه على الوجه الأول. وخالفهم غندر فرواه عنه فقال: عن الحكم عن رجل من أهل البصرة، قال القائل - هو الحكم - ويكنونه أهل البصرة: أبا المورع، قال: - القائل هو الحكم - ويكنونه أهل الكوفة بأبى محمد، قال

ثم ساقه مرسلًا دون ذكر على فيه.

هكذا أخرجه أحمد في المسند [1/ 87]، وأشار المزى إلى إرساله من هذا الطريق في "التهذيب".

وقد توبع شعبة على الوجه الأول: تابعه: الحجاج بن أرطأة: عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 139]. وخالفهما أبان بن تغلب الكوفى؛ فرواه عنه الحكم فقال: عن ثعلبة بن يزيد أو يزيد بن ثعلبة عن علي به نجوه باختصار

هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 45/ مسند على]، من طريق سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثنا أبان بن تغلب به. قال الطبرى: "وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح" ثم ساق له على لسان مخالفيه ثلاث علل.

والراجح عندى من هذا الاختلاف: هو قول شعبة وابن أرطأة كلاهما عن الحكم عن أبى المورع أو أبى محمد الهذلى عن علي به

وراجع: "الضعيفة"[11/ 449/ رقم 5447]، للإمام الألبانى. ولشطر الحديث الأول: شواهد مضى بعضها [برقم/ 343]. وهو هنا: ضعيف بهذا التمام.

ص: 488

507 -

حدّثنا عبد الغفار بن عبد الله، حدّثنا على بن مسهرٍ، عن أشعث، عن سعيد بن أشوع، عن حنشٍ الكنانى، عن علي بن أبى طالبٍ، أنه دعا صاحب شرطته، فقال: انطلق فلا تدع قبرًا إلا سويته، ولا زخرفًا إلا وضعته، ثم قال: هل تدرى فيما بعثتك؟ بعثتك فيما بعثنى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

508 -

حدّثنا عبد الغفار، حدّثنا على بن مسهرٍ، عن الأشعث بن سوارٍ، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنحر البدن، وأن أتصدق بلحومها، فرجعت إليه أسأله عن جلالها وجلودها، فأمرنى أن أتصدق بها.

509 -

حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهرى، حدّثنا يحيى بن نصر بن حاجبٍ، حدّثنا

507 - قوى لغيره: أخرجه أحمد في "المسند"[1/ 145] ، وعبد الله في "زوائد المسند"[1/ 150]، وابن أبى شيبة [1238]، ووكيع في "أخبار القضاة"[1/ 253]، وغيرهم، من طرق عن الأشعث بن سوار عن سعيد بن أشوع عن حنش الصنعانى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. وابن سوار: ضعيف كثير الخطأ، كما قاله غير واحد من النقاد.

لكنه لم ينفرد به. بل تابعه: أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، عند وكيع في أخبار القضاة [1/ 253]، من طريق إسماعيل بن أبان عن أبى مريم به.

وهذه متابعة سخيفة مثل صاحبها، وأبو مريم هذا: قد أسقطه النقاد في مكان سحيقٍ. راجع "اللسان"[4/ 42]. لكن: للحديث طرق أخرى عن علي به: فراجع ما مضى [برقم/ 343].

508 -

صحيح: أخرجه البزار [622]، من طريق أشعث بن سوار عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي - رضى الله عنه - إلا أشعث بن سوار".

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وأشعث: ضعيف مخلط، والحديث: ثابت من طرق عن مجاهد عن ابن أبى ليلى كما مضى [برقم/ 269].

509 -

صحيح لغيره: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 246]، من طريق يحيى بن نصر بن حاجب عن هلال بن خباب عن زاذان عن علي به

=

ص: 489

هلال بن خباب، عن زاذان، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَقُّ المُسْلمِ عَلَى المُسْلمِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَنْصَحُ لَهُ بِالْغَيبِ، وَيُشَمِّتُ عَلَيْهِ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ".

510 -

حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا حسين بن محمدٍ، عن عمرو بن ثابتٍ، عن أبيه، عن أبى فاختة، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: "إِنِّى وَإِيَّاك وَهَذَا، يَعْنينى، وَهَذَيْن: الحْسَنَ وَالحُسَيْنَ يَوْم الْقِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحدٍ".

= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. ويحيى بن نصر بن حاجب: قد ضعفه جماعة. فقال أبو زرعة: "ليس بشئ". وقال أبو حاتم "يتكلمون فيه". وقال العقيلى: "منكر الحديث". وضعفه الدارقطنى أيضًا، ووثقه ابن حبان، ومشاه ابن عدى. وهلال بن خباب: صدوق صالح، لكنه لما كبر وشاخ تغير حفظه وساء، ورماه ابن حبان بالاختلاط وبالغ في شأنه كعادته.

والصواب: أنه ما اختلط، وسماع المتقدمين منه أجود من غيرهم، وليس يحيى بن نصر منهم.

وزاذان: هو الكندى الصدوق المتماسك، بل هو ثقة عند التحقيق.

وللحديث: طريق آخر عن علي مضى [برقم/ 435]، نحوه، وله شاهد: عن أبى هريرة بلفظه عند مسلم [2162]، وجماعة، بسندٍ جيد.

510 -

ضعيف: أخرجه الطيالسى [190]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2622]، والبزار [779]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 227]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1226]، وغيرهم، من طرق عن عمرو بن ثابت بن هرمز الكوفى عن أبيه عن أبى فاختة عن علي به نحوه

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلتُ: وهذا إسناد هالك. وعمرو بن ثابت: رافضى خبيث لا يروى عنه ولا كرامة، وأبوه ثقة تكلم فيه بلا حجة، وأبو فاختة: هو سعيد بن علاقة الكوفى، ثقة مشهور.

وله طريق آخر: عن علي عند أحمد [1/ 101]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1183]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1322] والمحاملى في "أماليه"[رقم/ 188]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ رقم 163] ، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ رقم 1397] ، وغيرهم، =

ص: 490

511 -

حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا حسين بن محمدٍ، عن الهذيل بن هلالٍ، عن عبد الرحمن بن مسعودٍ العبدى، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ تَسْبِقُهُ بَعْضُ أعْضَائِهِ إِلَى الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ".

= من طريق معاذ بن معاذ عن قيس بن الربيع عن أبى المقدام عن عبد الرحمن الأزرق [وعند المحاملى "الأودى" وهو تصحيف]، عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. عبد الرحمن الأزرق: لم أعرفه، ورجَّح الحافظ في التعجيل [1/ 259]: أنه هو عبد الرحمن بن بشر الأزرق - وهو من تلك الطبقة - فإن يكنه فهو صدوق، لكن لم يذكر أحد أنه يروى عن علي. ثم تردد الحافظ واحتمل أنه ربما يكون هو "عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق".

قلتُ: فإن يكنه فهو شيخ مجهول، وقيس بن الربيع: ضعيف صاحب مناكير ليس بذاك، وكان له ولد سافل يأخذ أحاديث أغمار الناس ويدسُّها في كتب أبيه فيأتى أبوه فيرويها - من تغفيله - على السلامة. وأبو المقدام: جزم الحسينى في "الإكمال" بكونه مجهولًا، وتعقبه الحافظ في التعجيل [1/ 521]، قائلًا: "قلتُ: بل هو معروف الحال والاسم، وهو ثابت بن هرمز الحداء الكوفى

".

قلتُ: إن ثبت ذلك، فهذا الطريق ما هو إلا وجه من الاختلاف في سنده على أبى المقدام، وكلا الوجهين: غير محفوظ.

وللحديث: شاهد عن أبى سعيد الخدرى عند الحاكم [3/ 147]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 1016]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 224]. وسنده مغموز فيه علتان.

511 -

منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 123]، ومن طريقه البيهقى في "دلائل النبوة"[6/ 416] ، والخطيب أيضًا في "تاريخ بغداد"[8/ 439]، وابن عساكر في "تاريخه"[19/ 435]، من طريق المؤلف عن إبراهيم بن سعيد حدثنا حسين بن محمد عن الهذيل بن بلال عن عبد الرحمن بن مسعود العبدى عن علي به.

وهذا إسناد تالف. وآفته: الهذيل بن بلال الفزارى، ضعفه جمهرة النقاد ووثقه بعضهم، والقول قول من ضعَّفه. وهذا الحديث يدل على ذلك، وقد قال عنه ابن حبان: "كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل على قلة روايته، فلما كثر مخالفته الثقات فيما يروى عن الأثبات؛ خرج عن حد العدالة إلى الجرح، وصار في عداد المتروكين ممن لا يحتج به

". =

ص: 491

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثم نقل عن ابن معين أنه قال عنه: "ليس بشئ". وعبد الرحمن بن مسعود: هو العبدى شيخ مجهول، له ترجمة في "تاريخ مدينة السلام"[10/ 205].

وقد قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 663]: "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم". ثم وجدت المؤلف قد خولف في سنده، خالفه عمر بن محمد البحيرى السمرقندى الإمام الحافظ؛ فرواه عن إبراهيم بن سعيد الجوهرى فقال: نا حسين بن محمد المروزى نا حسين بن الرماحس عن عبد الرحمن بن مسعود العبدى قال سمعت عليًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان". قال حسين بن الرماحس: "وحدثتنى أم الأسود بنت زيد بن صوحان أن زيد بن صوحان حدثها عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك". هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[19/ 435]، من طريق سهل بن السرى البخارى نا عمر بن محمد البجيرى به

قلتُ: ولا ريب أن المؤلف أوثق وأحفظ من أبى حفص البجيرى، كما أنه أحفظ لحديث:"إبراهيم بن سعيد الجوهرى" منه أيضًا. على أن حسين بن الرماحس في سنده: شيخ أغرب من عنقاء مُغرِب.

* تنبيه: وقع في سند المؤلف: "

عن الهذيل بن هلال

" هكذا "هلال" وهو تصحيف دون تردد والصواب: "بلال".

ووقع ابن عدى: "الهذيل بن بليل .... " وهو صواب أيضًا، لكون "بليل" تصغير "بلال"، وهو هذيل بن بلال الفزارى أبو البهلول المدائنى.

وقد راج هذا التصحيف على حسين أسد فقال في تعليقه على "مسند المؤلف": "الهذيل بن هلال لم أجد له ترجمة".

قلتُ: ولن يجده قط، ولو فتش من الساعة إلى يوم الساعة؛ لكونه مصحَّفًا من "هلال بن بلال" كما مضى. والعجيب أنه ذكر أن الخطيب أخرجه [8/ 440]، من طريق المؤلف بهذا الإسناد، وقد وقع عند الخطيب على الصواب هكذا:"عن الهذيل بن بلال" فلم ينتبه له، وهكذا أخرجه ابن عساكر من طريق المؤلف:"نا إبراهيم بن سعيد، نا حسين بن محمد عن الهذيل بن بلال" به.

والحسين بن محمد: هو المروزى الحافظ. وإبراهيم: هو الجوهرى.

ص: 492

512 -

حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا أبو أحمد الزبيرى، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الثريد ويشرب اللبن ويصلى ولا يتوضأ.

512 - منكر: أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار" كما في "الإعلام/ لمغلطاى"، والضياء في "المختارة"[2/ 349]، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهرى عن أبى أحمد الزبيرى عن إسرائيل عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبى عن محمد بن على - وهو ابن الحنفية - عن علي به.

قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 569]: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلى بن عامر: ضعفه أحمد وأبو حاتم.

وقال ابن عدي: حدث عنه الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلتُ: عبد الأعلى قد ضعفه النقاد؛ لاضطراب حفظه وقلة إتقانه. فقال أبو زرعة: "ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه".

وقد وهَّوه جدًّا في روايته عن ابن الحنفية أيضًا، فقال أحمد:"كل شئ روى عبد الأعلى عن محمد ابن الحنفية؛ إنما هو كتاب أخذه لم يسمعه". ومثله قال ابن مهدى.

وقد سأل ابن أبى حاتم أباه عن أحاديثه عن ابن الحنفية، فقال له:"شبه الريح". وقال ابن عدي: "يحدِّث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية. بأشياء لا يتابع عليها". وهو من رجال: "التهذيب".

ويؤيد ما مضى: أنه عاد مرة أخرى وروى هذا الحديث نفسه، ولكن وقفه على ابن الحنفية من فعله هو. هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [544]، من طريق وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن الحنفية أنه "كان يأكل الثريد ويشرب النبيذ [كذا عنده وعند المؤلف "اللبن"]، ويصلى ولا يتوضأ".

قلتُ: ولا يقال: لعل الوهم في رفعه، إنما هو من أبى أحمد الزبيرى راويه عن إسرائيل، فإنه صاحب أوهام كما قاله أبو حاتم، وقد خالفه وكيع - الجبل الراسخ - فرواه عن إسرائيل مقطوعًا كما مضى.

قلتُ: بل الأولى بتعصيب الجناية في رقبته، هو عبد الأعلى بن عامر الثعلبى؛ لما ذكروه عنه؛ لا سيما روايته عن ابن الحنفية، وأين هو من أبى أحمد الزبير الثقة الحافظ على أوهامه في الثورى خاصة؟، فلْينتبه الباحث.

ص: 493

513 -

حدّثنا إسماعيل ابن بنت السدى، حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكَذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ".

513 - صحيح: أخرجه الترمذى [2660]، وابن ماجه [13]، ومن طريقه الطبراني في طرق حديث "من كذب على متعمدًا"[رقم 10]، والحاكم [2/ 149]، وأبو بكر القطيعى في "زوائد فضائل الصحابة/ لأحمد"[2/ رقم/ 1105]، وابن عساكر في "تاريخه"[5/ 390]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 423]، وغيرهم، من طرق عن شريك القاضى عن منصور عن ربعى ابن حراش عن علي به

قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات. وشريك: سيئ الحفظ على إمامته، ولم ينفرد به، بل تابعه عليه جماعة عن منصور، منهم:

1 -

شعبة: عند البخارى [رقم/ 106]، ومسلم [رقم/ 1/ المقدمة]، وأحمد [1/ 83]، والطيالسى [رقم/ 107]، وابن أبى شيبة [رقم/ 26246]، والمؤلف كما يأتى [برقم/ 627]، وجماعة من طرق عن شعبة به.

2 -

وسلمة بن كهيل: عند البزار [905]، والطبرانى في طرق حديث "من كذب على"[رقم 21].

3 -

وقيس بن الربيع عند الطبراني أيضًا [رقم 10]. وقد توبع عليه منصور أيضًا: تابعه قيس بن رمانة وأبو بردة: كلاهما عند الطبراني أيضًا [رقم 31].

وقد اختلف في إسناده على شريك القاضى؛ فرواه عنه جمهور أصحابه على الوجه الماضى.

وخالفهم أبو بلال الأشعرى؛ فرواه عنه فقال: عن منصور عن ربعى بن حراش عن حذيفة به

فنقله إلى "مسند حذيفة".

هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5607]، وفى طرق حديث "من كذب على"[رقم 19]، من طريق أبى بلال به.

وهذا منكر، والمحفوظ هو الوجه الأول.

وأبو بلال الأشعرى: اسمه مرداس الكوفى، ضعفه الدارقطنى كما في "اللسان"[7/ 22]، لكن وثقه ابن حبان، ولعل هذا الوهم هو من أخطاء شريك المشهورة. وللَّه الأمر.

ص: 494

514 -

حدّثنا إسماعيل، حدّثنا شريكٌ، عن أبى حصينٍ، عن عمير بن سعيد، عن علي، قال: ما كنت أدى من أقمت عليه الحد إلا شارب الخمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسن فيه شيئًا، إنما هو شئٌ قلناه نحن

515 -

حدّثنا أبو سعيدٍ الأشج، حدّثنا أبو عبد الرحمن، قال: أبو سعيدٍ سأله رجلٌ، عن اسمه، قال: نضر بن منصورٍ، عن أبيه، قال: حدّثنا عقبة بن علقمة اليشكرى، قال: سمعت عليًا، يوم الجمل، يقول: مر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول:"طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جاراى فِي الجَنَّة".

514 - صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 336]. وشريك: قد تابعه الثورى وغيره عن أبى حصين.

515 -

منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[25/ 91]، من طريق المؤلف حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن قال: أبو سعيد سأله رجل عن اسمه قال: نضر بن منصور - عن أبيه قال: حدثنا عقبة بن علقمة اليشكرى عن علي به.

قال ابن عساكر: "رواه الترمذى عن أبى سعيد من غير ذكر "أبيه" في إسناده، وكذلك رواه أبو بكر محمد بن النضر الجارودى وعبد الله بن زيدان البجلى".

قلتُ: وقال الذهبى في "سير النبلاء" بعد أن ذكر أن الترمذى وابن زيدان والجارودى قد رووه عن أبى سعيد الأشج فلم يذكروا فيه: "عن أبيه" قال: "وشذ أبو يعلى الموصلى، فقال عن نضر، عن أبيه، عن عقبة".

قلتُ: الظاهر أن المؤلف قد وهم فيه على الأشج،

والصواب: عن أبى سعيد الأشج عن النضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة اليشكرى، عن على به.

هكذا أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه"[رقم/ 7]، وعنه الترمذى [3741] ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 544]، والحاكم [3/ 409]، والبزار [818]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1309]، و [25/ 91]، والآجرى في "الشريعة"[5/ 2291/ طبعة دار الوطن]، والدولابى في "الكنى"[2/ 862]، وأبو نعيم في "الإمامة والرد على الرافضة"[رقم/ 193/ مكتبة جامع العلوم والحكم]، وفى "المعرفة"[1/ رقم/ 432/ طبعة الوطن]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 23]، وابن عساكر في "تاريخه"[18/ 390] ، والمزى في "تهذيبه"[20/ 214]، وغيرهم، من طرق عن النضر [وقد تحرف عند بعضهم إلى: =

ص: 495

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "النصر" بالصاد المهملة،] بن منصور عن أبى الجنوب عقبة بن علقمة عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

وقال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا من هذا الوجه عن علي بهذا الإسناد".

قلتُ: وهذا حديث منكر مثل إسناده، وقد جازف الحاكم وقال عقب روايته:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا:"قلتُ: لا". وهو كما قال.

والنضر بن منصور: هو الباهلى الذي يقول عنه أبو حاتم: "شيخ مجهول روى أحاديث منكرة". وقال البخارى: "منكر الحديث". ومثله حكى الساجى عن ابن معين، وضعفه سائر النقاد، وقد أنكر عليه ابن عدى هذا الحديث، وساقه له في ترجمته من "الكامل" ومثله الذهبى في "الميزان". وشيخه: هو أبو الجنوب اليشكرى. قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، وهو مثل الأصبغ بن نباتة، وأبى سعيد عقيصا".

قلتُ: وكلاهما متروكان، وقد ساق الحافظ ابن ماكولا هذا الحديث في ترجمة "النضر بن منصور" من كتابه "الإكمال"[7/ 262]، ثم قال:"حديثه منكر لا يتابع عليه".

وقد اختلف في إسناده على النضر بن يعقوب؛ فرواه عنه أبو سعيد الأشج على الوجه الماضى مرفوعًا. وتابعه: العلاء بن عمرو الحنفى عن النضر بإسناده به. أخرجه ابن الفاخر الأصبهانى في "موجبات الجنة"[رقم/ 392/ طبعة مكتبة عباد الرحمن]، وتابعهما: أبو هشام الرفاعى محمد بن يزيد، لكن اختلف عليه في رفعه ووقفه.

فرواه عنه عبد الله بن الإمام أحمد، وأحمد بن حمدى بن أحمد بن بيان - من شيوخ ابن عدى - وأبو القاسم البغوى، ثلاثتهم رووه عن أبى هشام الرفاعى على الوجه الماضى مرفوعًا.

وخالفهم: أبو حامد محمد بن هارون الحضرمى - وقد وثقه الدارقطنى - فقال: عن أبى هشام الرفاعى عن النضر بن يعقوب عن أبى الجنوب عن علي به موقوفًا، هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[25/ 91 - 92]، والمزى في "التهذيب"[20/ 214]، من طريق أبى طاهر المخلِّص - الحافظ المعروف - عن أبى حامد محمد بن هارون به.

وهذا الوجه الموقوف: هو الأشبه في الحديث كله، كما جزم به الحافظ في ترجمة "أبى الجنوب" من "التهذيب"[7/ 247]. ولعل النضر كان يتلون في روايته.

ص: 496

516 -

حدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا أشعث بن عبد الرحمن، عن زبيدٍ، عن مجالدٍ، عن عامرٍ، عن الحارث، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عشرةً:"آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالمْسْتَوْشِمَةَ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالمُحِلَّ، وَالمْحَلَّلَ لَهُ".

517 -

حدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا منصور بن وردان، حدّثنا على بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبى البخترى، عن عليٍّ، قال: لما نزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، قال المؤمنون: يا رسول الله، أفى كل عامٍ؟ مرتين. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله، أفى كل عامٍ؟ مرتين. قال:"لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ"، فأنزل الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

516 - صحيح لغيره: دون قوله: "ومانع الصدقة": مضى تخريجه [برقم/ 402]. وهو حديث صحيح بشواهده دون فقرة: "ومانع الصدقة". كما مضى هناك.

517 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [3055]، وابن ماجه [2884]، وأحمد [1/ 113]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 280]، والبزار [913]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 392]، والحاكم [2/ 322]، والمروزى في "السنة"[رقم 127]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 190] ، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[3/ 713/ طبعة المكتبة العصرية]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 65]، والمزى في "التهذيب"[28/ 558]، وجماعة، من طرق عن منصور بن وردان [وتحرف عند الحاكم إلى:"زاذان"، وليس بشئ،] عن علي بن عبد الأعلى الثعلبى عن أبيه عن أبى البخترى عن علي به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: على بن عبد الأعلى: ضعفه أبو حاتم والدارقطنى، ووثقه غيرهما. وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق ربما وهم".

والثانية: عبد الأعلى الثعلبى: ضعيف على التحقيق.

الثالثة: أبو البخترى: هو سعيد بن فيروز الثقة المشهور، لكنه لم يسمع من على كما قاله البخارى والبزار وابن معين وغيره، بل جزم جماعة بكونه لم يدركه أصلًا. =

ص: 497

518 -

حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا الربيع بن سهلٍ الفزارى، حدثنى سعيد بن عبيدٍ، عن علي بن ربيعة، قال: سمعت عليًا، على المنبر وأتاه رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، مالى أراك تستحيل الناس استحالة الرجل إبله، أبعهدٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئًا رأيته، قال: واللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، ولا ضَلَلْتُ ولا ضُلَّ بى، بل عهدٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهده إليَّ، وقد خاب من افترى.

= وقد قال الترمذى عقب روايته: "حديث على حديث حسن غريب"،

قلتُ: هكذا وقع في أكثر من طبعة لـ: "جامع الترمذى"، وتعقبه ابن كثير في "تفسيره" [2/ 82/ طبعة دار طيبة] قائلًا:"وفيما قال نظر؛ لأن البخارى قال: لم يسمع أبو البَخْتَرِيّ من عليّ".

قلتُ: قد نقل المزى في "تحفة الأشراف"[9/ 299]: عبارة الترمذى عقب روايته فقال: "قال: غريب من هذا الوجه، سمعت محمدًا يقول: أبو البخترى لم يدرك عليًا". وهكذا: رأيت ابن كثير قد نقل تلك العبارة بعينها في مكان آخر من "تفسيره"[3/ 205]، وهى كذلك مثبتة في "جامع الترمذى"[3/ 170/ طبعة بشار عواد].

وبالانقطاع: أعله البزار أيضًا، فقال عقب روايته:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد تقدم ذكرنا في أبى البخترى، أنه لم يسمع من على".

الرابعة: وقد اختلف في إسناده على منصور بن وردان؛ فرواه عنه جماعة من الثقات على الوجه الماضى. وخالفهم: أبو كريب محمد بن العلاء - الثقة الحافظ - فرواه عن منصور فقال: عن علي بن عبد الأعلى به معضلًا. ودون ذكر على فيه أيضًا. هكذا أخرجه الطبرى في "تفسيره"[104/ 11/ رقم 12803/ الرسالة]، قال: حدثنا أبو كريب قال، حدثنا منصور ابن وردان الأسدى به.

والوجه الأول هو الأشبه بالصواب. ولعل الوهم فيه من على بن عبد الأعلى نفسه، فقد مضى أن الدارقطنى وأبا حاتم قد ضعفاه.

518 -

ضعيف: أخرجه البزار في "مسنده" كما في "كنز العمال"[31649]، من طريق الربيع بن سهل الفزارى عن سعيد بن عبيد الطائى عن علي بن ربيعة عن علي به نحوه.

وهذا إسناد تالف. والربيع بن سهل: هو الفزارى الذي يقول عنه أبو زرعة: "منكر الحديث".

وقال ابن معين: "ليس بثقة". وقال أيضًا: "ليس هو بشئ". =

ص: 498

519 -

حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا الربيع بن سهلٍ، عن سعيد بن عبيد، عن على بن ربيعة، قال: سمعت عليًا، على منبركم هذا، يقول:"عهد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين".

= وقال البخارى: "يخالف في حديثه". وضعفه سائر النقاد، وباقى رجاله ثقات.

وبالربيع هذا: أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 184]، فقال:"رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف". وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 74]: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف الربيع بن سهل الفزارى". ثم تساهل في مكان آخر [1/ 53]، وقال:"هذا إسناد رجاله ثقات".

وللحديث طريق آخر عن علي بنحوه: عند العقيلى في "الضعفاء"[2/ 312]، وابن عساكر في "تاريخه"[34/ 42]، وابن عدى في الكامل [4/ 234]، ثلاثتهم من طريق أحمد بن بديل عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفى عن عبد الله بن نجى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد هابط جدًّا. المفضل: شيخ منكر الحديث، كما قاله البخارى وأبو حاتم.

وكان يروى المقلوبات عن الثقات كما قاله ابن حبان، وجابر الجعفى: ساقط منحط رافضى خبيث، وقد توبع عليه المفضل: تابعه بعض الضعفاء عند ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 42].

وله طريق آخر بنحوه: أخرجه العقيلى في "الضعفاء"[3/ 465]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 534]، وابن الأعرابى في "المُعجم"[رقم/ 1470]. وفى سنده عباد بن يعقوب الرواجنى ذلك الرافضى المجنون.

519 -

ضعيف: أخرجه البزار [رقم/ 774]، وابن المقرئ في "معجمه"[رقم/ 674]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 51]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 468]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 801] من طريق الربيع عن سهل عن سعيد بن عبيد الطائى عن علي بن ربيعة عن علي به.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث على بن ربيعة، عن علي، إلا بهذا الإسناد".

وقال الهيثمى في "المجمع"[5/ 338]: "رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات".

قلتُ: كذا قال، وقد مضى أنه أعل الحديث الماضى بـ:"الربيع" هذا فقال: "فيه الربيع بن سهل وهو ضعيف". فكأنه ما كان عرف الربيع بعد، وإسناده هنا واهٍ كما مضى في الذي قبله. =

ص: 499

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكن له طرق أخر عن علي به

منها:

1 -

طريق ربيعة بن ناجد عن علي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8433]، وابن المقرئ في المعجم [3/ رقم 1319]. وفى سنده متروك، وآخر مجهول الصفة.

2 -

طريق علقمة عن علي به .. أخرجه البزار [551]، وابن عدى في الكامل [2/ 218]، وابن أبى عاصم في السنة [2/ رقم 907]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 469]. وسنده تالف، مع كونه غير محفوظ من طريق علقمة.

3 -

طريق أنس بن عمرو عن أبيه عن علي به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 469].

وسنده مجهول غريب.

4 -

طريق سعد بن جنادة عن علي به

أخرجه ابن عساكر أيضًا في "تاريخه"[42/ 469].

وسنده ساقط.

5 -

طريق الحسين بن على عن أبيه به

أخرجه ابن عساكر أيضًا [42/ 468]. وفى سنده: أبو الجارود الهمدانى ذلك الرافضى الخبيث الذي أسقطه النقاد.

6 -

طريق خليد بن عبد الله العصرى عن علي به

أخرجه الخطيب في "تاريخه"[13/ 340]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [42/ 470]. وفى سنده: أبان بن أبى عياش ذلك المتروك الهابط.

وله شاهد من حديث ابن مسعود: عند الشاشى [رقم 322/ طبعة مكتبة العلوم والحكم]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10054]، وفى "الأوسط"[9/ رقم 9434]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 471]، وغيرهم، من طريق إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به

وقد اختلف في إسناده على إبراهيم على ألوان غريبة، وكذا اختلف عليه في متنه، وشرح ذلك هنا يطول. وقد ذكر الدارقطنى بعض هذا الاختلاف في سنده على إبراهيم في كتابه "العلل"[5/ 148]، ثم رجَّح قول من رواه عن إبراهيم عن علي به

وهذا منقطع، وإبراهيم لم يلق عليًا؛ فضلًا عن أن يكون قد سمع منه، وله شاهد آخر: من حديث أبى أيوب الأنصارى به

أخرجه الحاكم [3/ 150]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 472] وابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 247]، وغيرهم، من طريقين هالكين عنه به ..

وللحديث شاهد ثالث: عن أبى سعيد الخدرى عند ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 471]. =

ص: 500

520 -

حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا شريكٌ، عن عمارٍ، عن أبى صالحٍ، عن علي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامى، فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود واللدد فبكيت، فقال لى: لا تبك يا على، والتفتَ فالتفتُّ، فإذا رجلان يتصعَّدان وإذا جلاميدُ ترضخ بها رؤوسُهما حتى تُفْضَخَ ثم يرجع، أو قال: يعود قال: فغدوت إلى عليّ كما كنت أغدو عليه كل يومٍ، حتى إذا كنت في الخرازين لقيت الناس، فقالوا: قتل أمير المؤمنين.

= وفى سنده: أبو هارون العبدى، كذبه بعضهم وأسقطه آخرون، وهناك: شواهد أخرى لا يثبت منها شئ قط.

وقد قال العقيلى عقب رواية الحديث هنا: "الأسانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق". واللَّه المستعان.

* تنبيه: قد ساق البزار هذا الحديث في "مسنده" عن شيخه عباد بن يعقوب، قال: نا الربيع بن سعد، قال نا سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن علي به. ثم قال:"لم نسمعه إلا من عباد بن يعقوب". فجاء المحدث الحوينى وتعقبه في "تنبيه الهاجد"[رقم/ 431]، قائلًا:"قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك، فقد توبع عباد بن يعقوب، تابعه إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا الربيع بن سعد بسنده سواء. أخرجه أبو يعلى في مسنده" إلخ.

قلتُ: هذا تعقب في غير موضعه؛ لأن البزار لم يجزم بكون عباد قد تفرد به، حتى يأتى المتعقب بما يُذهب ذلك التفرد، وإنما نفى البزار أن يكون سمعه من غير عباد وحده، فأين يكون موضع التعقب في هذا؟! إنما يصح التعقب: لو جاء المتعقب بهذا الحديث من طريق البزار عن شيخ آخر غير عباد بإسناده به. وأين يكون هذا في عالم الإمكان؟!

وقد أكثر المحدث الحوينى من الاستدراك على جماعة من كبار النقاد في كتابه هذا بما لا يلزمهم، ولا يصلح أن يُورَد عليهم، وقد ناقشناه خطوة خطوة في كتابنا:"إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد". وقد أشرنا إلى خطتنا في هذا الكتاب: بذيل تخريج الحديث الآتى [برقم/ 2747]. واللَّه المستعان.

520 -

منكر: هذا إسناد ليس بشئ، وفيه علتان:

1 -

شريك: هو القاضى الإمام الفقيه الصدوق، وهو على علمه ليس من فرسان الضبط والإتقان، بل كان كثير الخطأ، واسع الأوهام، حتى ضعفه جماعة. =

ص: 501

521 -

حدَثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن هشامٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عليٍّ، قال: إنه صنع طعامًا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في البيت شيئًا فيه تصاوير فرجع، قال: فقلت: يا رسول الله، ما رجعك بأبى أنت وأمى؟ قال:"إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المْلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ".

522 -

حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا أبو أسامة، عن هشامٍ، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفرٍ، يقول: سمعت عليًا بالكوفة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

= وقد كان شريك أحد الأعلام من أهل الكوفة.

2 -

والراوى عنه: هو إسماعيل بن موسى الفزارى، مشاه جماعة ووثقه ابن حبان، لكن يقول ابن عدى في الكامل [1/ 325]:"سمعتُ عبدان الأهوازى - الإمام الحافظ - يقول: سمعتُ أبا بكر بن أبى شيبة أو هناد بن السرى أنكر علينا ذهابنا إلى إسماعيل هذا - يعنى الفزارى - وقال: أيش عملتم [في الأصل "علمتم" وهى خطأ، والتصويب من "تهذيب الكمال" [3/ 211]، فانتبه]، عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف".

قلتُ: ثم ختم ابن عدى ترجمته بقوله: "وقد تفرد عن شريك بأحاديث؛ وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، وأما الرواية فقد احتمله الناس ورووا عنه

".

وأقول: الشأن كله في ثبوت غلوه في التشيع - يعنى الرفض - فإن صح عنه فهو فاسق نذْل ولا كرامة، وقد قال الحافظ عنه بالتقريب:"صدوق يخطئ، رُمِىَ بالرفض". وفى لفظ الحديث اضطراب غريب، وقد حاول الهيثمى تأويله في كتابه المجمع [9/ 190]، وفى كلامه تكلُّف، واللَّه المستعان.

521 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 436]، فانظره ثمة.

522 -

صحيح: أخرجه البخارى [3249]، ومسلم [2430]، والترمذى [3877]، والنسائى في "الكبرى"[8354]، وعبد الرزاق [14006] ، وأحمد [1/ 84]، والحاكم [2/ 539]، وابن حبان في "الثقات"[7/ 152]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 5]، والبيهقى [12861]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ قم 2985]، وأبو منصور بن عساكر في الأربعين [ص 15]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 589]، وابن عساكر في "تاريخه"[36/ 130]، وجماعة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي به .. =

ص: 502

يقول: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، هِىَ خَيْرُ نِسَائِهَا يَوْمَئِذٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَديجَةً بِنْتُ خُوَيْلدٍ".

523 -

حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا حبيب بن حبيبٍ، أخو حمزة الزيات، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الإِسْلامُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ: الإِسْلامُ سَهْمٌ، وَالصَّلاةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالحْجُّ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْىُ عَنِ المُنْكَرِ سَهْمٌ، وَخَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ".

= قلتُ: وهكذا رواه الثقات عن هشام بن عروة على هذا الوجه. وخالفهم: محمد بن إسحاق؛ فرواه عن هشام فقال: عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن جعفر عن علي به

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 116].

وتابعه: ابن جريج من طريق عبد الرزاق عنه، واختلف عليه فيه؛ فرواه سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن هشام مثل رواية ابن إسحاق عنه بزيادة:"عبد الله بن الزبير" في إسناده. هكذا أخرجه البزار [468]، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى [5/ رقم 2987].

وخولف سلمة بن شبيب فيه؛ خالفه إسحاق الدبرى فرواه عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن هشام مثل رواية الجماعة عنه على الوجه الأول به

هكذا أخرجه عبد الرزاق [14006]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"، [32/ رقم 4]، وأبو منصور بن عساكر في الأربعين [ص 15]. قال الدارقطنى في "علله" [3/ 116]: "والصواب

ممن لم يذكر ابن الزبير في الإسناد".

قلتُ: وهو كما قال. لكن سلمة بن شبيب حافظ إمام. فالأشبه عندى: أن الوهم فيه من عبد الرزاق الصنعانى الإمام. وراجع: "الفتح"[6/ 471].

523 -

منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 451]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7586]، والدارقطنى في "العلل"[3/ 171]، وأبو صالح أحمد بن بهرام الحرمى في "الجزء السابع عشر من الفوائد العوالى المنتقاة من أصول مسموعاته"[رقم 74/ مخطوط/ بترقيمى]، من طريق سويد بن سعيد عن حبيب بن حبيب عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به

قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 190]: "رواه أبو يعلى وفى إسناده الحارث وهو كذاب". =

ص: 503

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: الله يحب الإنصاف يا أبا الحسن، رما الحارث بذاك الكذاب إن شاء الله، وقد كان فقيهًا عالمًا، والصواب أنه ضعيف لا يشتغل به.

وهلا قلتَ مثل صاحبك البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 14]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الحارث بن عبد الله الأعور"؟.

وسند الحديث هنا: منكر، وفيه علل:

أ - سويد بن سعيد: مضى أنه صدوق تغير حفظه حتى صار يتلقَّن، فتكلم عليه النقاد لأجل ذلك.

لكنه لم ينفرد به عن حبيب بن حبيب:

بل تابعه: محمد بن بكير - وهو ابن واصل الحضرمى - ثنا حبيب بن حبيب بإسناده به سواء

أخرجه أبو القاسم التيمى في "الترغيب والترهيب"[1/ 302، 478/ طبعة دار الحديث]، من طريق الحسين بن الكسائى، ثنا إبراهيم بن مسعر، ثنا محمد بن بكير به

قلتُ: وابن بكير شيخ صدوق من رجال "التهذيب وذيوله".

2 -

وحبيب بن حبيب: هو أخو حمزة الزيات، وعنه يقول أبو زرعة:"واهى الحديث". وتركه ابن المبارك. وجهله ابن معين، وقوَّاه غيرهم.

وقد أنكر ابن عدى هذا الحديث على حبيب، وساقه له مع حديث آخر في ترجمته من "الكامل"، ثم قال:"ولحبيب أحاديث غيرها يرويها عنه عثمان وغيره، وهذان الحديثان اللذان ذكرتهما لا يرويهما عن أبى إسحاق غيره، وهما أنكر ما رأيت له من الرواية".

وقد خولف في إسناده كما يأتى.

3 -

والحارث الأعور: مضى أنه ضعيف على فقهه وعلمه. ولم يكن كذابًا إن شاء الله.

وقد خولف حبيب في إسناده، خالفه يزيد بن عطاء اليشكرى، فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان به مرفوعًا

هكذا أخرجه البزار [رقم 2542]، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التسترى قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى قال: أخبرنا يزيد بن عطاء به

ويزيد: هذا قد ضعفه جمهرة النقاد. =

ص: 504

524 -

حدّثنا داود بن عمرٍو الضبى، حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحجبه عن قراءة القرآن إلا أن يكون جنبًا.

= وخولف يزيد في إسناده هو الآخر، خالفه جماعة من أصحاب أبى إسحاق، كلهم رووه عنه فقالوا: عن صلة بن زفر عن حذيفة به موقوفًا، منهم:

1 -

شعبة عند الطيالسى [413]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7585]، وأبى بكر الخلال في "السنة"[رقم 1578]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 13]، والبزار [رقم 2928]، وغيرهم من طرق عن شعبة به

وهذا إسناد صحيح موقوفًا.

2 و 3 - ومعمر والثورى: عند عبد الرزاق [رقم 9580]، ومن طريقه ابن الأعرابى في المعجم [1/ رقم 165].

ومتابعة الثورى وحدها: عند ابن أبى شيبة [رقم 19561]، و [رقم/ 30313]، وغيره.

4 و 5 - إسرائيل وعلى بن صالح: عند أبى بكر الخلال في "السنة"[رقم 1575]، وغيره.

وهذا الوجه الموقوف: هو الذي رجحه الدارقطنى في "العلل"[3/ 171]، وتابعه الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"[ص 26]، وهو الصواب بلا تردد.

ثم جاء المسعودى وخالف الجميع، ورواه عن أبى إسحاق السبيعى فقال: عن صلة بن زفر عن عمار بن ياسر به موقوفًا عليه

هكذا أخرجه ابن الأعرابى في "المعجم"[1/ رقم 164]، من طريق نافع بن يزيد، عن بقية، عن الوليد الكلاعى الحمصى، حدثه أن المسعودى عبد الرحمن حدثه به

وهذا منكر جدًّا.

والمسعودى: قد اختلط حتى صار لا يدرى ما يقول، والطريق إليه مخدوش أيضًا.

والمحفوظ: هو الموقوف على حذيفة كما مضى.

وللمرفوع: شواهد لا يصح منها شئ أصلًا.

524 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم/ 287].

ص: 505

525 -

حدّثنا محمد بن بكارٍ، حدّثنا حديج بن معاوية، عن أبى إسحاق، عن أبى حذيفة، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ كَأَنَّهُ شِقُّ جَفْنَةٍ".

526 -

حدثنا عبد الرحمن بن صالحٍ الأزدى، حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وهانئ بن هانئٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة حين تنازعوا في ابنة حمزة: "وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَأَخُونَا وَمَوْلانَا".

525 - قوى: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 101]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم/ 36]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 99]، والحافظ لُوين في حديثه [رقم 43] ، وغيرهم، من طريق لوين عن حديج بن معاوية عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى حذيفة سلمة بن صهيب عن علي به

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 38]: "رواه أبو يعلى بسند فيه حديج بن معاوية، وهو مختلف فيه، وباقى رجال الإسناد ثقات".

قلتُ: وهذا إسناده ضعيف معلول. حديج بن معاوية: ضعفه جماعة من النقاد لسوء حفظه، ثم هو ممن سمع من أبى إسحاق بآخرة أيضًا، وقد خولف في إسناده. خالفه شعبة بن الحجاج الحافظ الفحل، واختلف على شعبة في إسناده أيضًا؛ فرواه عنه يوسف بن يعقوب السدوسى - وهو ثقة صدوق - فقال: عن شعبة عن أبى إسحاق عن أبى حذيفة عن عبد الله بن مسعود به

وجعله من مسند "عبد الله بن مسعود". هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 186]. وخالفه محمد بن جعفر المعروف بغندر - أثبت الناس في شعبة - فرواه عن شعبة فقال: عن أبى إسحاق أنه سمع أبا حذيفة يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نظرت إلى القمر صبيحة ليلة القدر، فرأيته كأنه فلق جفنة". فجعله من مسند "رجل من أصحاب النبي". هكذا أخرجه أحمد [5/ 369]- واللفظ له - والنسائى في "الكبرى"[3411]، والمزى في "التهذيب"[11/ 293]، من طريق غندر به.

وهذا الوجه: هو المحفوظ كما قاله الدارقطنى في "العلل"[4/ 186]. وإسناده قوى رائق، وجهالة الصحابى لا تضر؛ خلافًا لأبى محمد بن حزم وغيره، وأبو حذيفة: قوى الحديث.

وفى الباب: شاهد بمثل لفظه عن أبى هريرة، وسيأتى [برقم/ 61176].

526 -

قوى لغيره: أخرجه أحمد [1/ 98]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"[3/ 268]، والنسائى في "الكبرى"[8579]، وفى "خصائص على"[رقم 194]، وابن أبى شيبة [رقم/ 32201]، ومن طريقه ابن حبان [رقم/ 7046]، والحاكم [3/ رقم 130]، =

ص: 506

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقى في "سننه"[15548]، وفى "الآداب"[رقم 626]، وفى "سننه الصغير"[2321] ، وغيرهم، من طرق عن إسرائيل - سوى البيهقى في الكبرى - عن أبى إسحاق السبيعى عن هبيرة بن يريم وهانئ عن علي به

وهو عند أحمد وابن راهويه والنسائى والحاكم في سياق مطول، وعند ابن أبى شيبة وابن حبان مختصرًا. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الألفاظ، إنما اتفقا على حديث أبى إسحاق عن البراء مختصرًا".

قلتُ: بل سنده صالح وحسب. وهانئ بن هانئ: شيخ غائب الحال. لكن تابعه هبيرة بن يريم، وهو صدوق يخطئ. وأبو إسحاق: قد صرح بالسماع عند البيهقى وغيره. نعم: قد اختلف في إسناده عليه وعلى ولده إسرائيل؛ فرواه بعضهم عن إسرائيل عن أبى إسحاق فقال: عن البراء بن عازب به

كما أخرجه البخارى [2552]، وجماعة.

* والصواب: أن الوجهين محفوظان عن إسرائيل، وأن لأبى إسحاق فيه شيخين: البراء وعلى، كما رجحه الحافظ في "الفتح"[7/ 388]. وراجع "الإرواء"[7/ 246].

والحديث من رواية على: قد رواه جماعة مختصرًا، مثل أبى داود [2280]، وغيره، من طريق إسرائيل به

لكن ليس عندهم موضع الشاهد "وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا

". وكذا رواه جماعة من رواية البراء وليس عندهم محل الشاهد أيضًا، وفى سياقه طول، وقد مضى بعضه [برقم/ 405]، وذكرنا هناك الاختلاف الواقع في إسناده، ومدار الروايتين - يعنى رواية البراء، ورواية على -: على أبى إسحاق السبيعى وحده، وهو مدلس مع كونه تغير آخر أمره.

نعم: قد صرح بالسماع في رواية على عند البيهقى وغيره. لكن يبقى الخوف من كونه ربما يكون قد حدث بهذا الحديث - من طريقيه - وهو في حال تغيره، ولم يروه عنه أحد من قدماء أصحابه. نعم: رواه عنه حفيده إسرائيل، وقد ثبَّته بعضهم في جده، بل واحتج الشيخان بروايته عنه في كتابيهما. والتحقيق بشأنه: أنه سمع من جده أخيرًا، كما أوضحناه في تخريج الحديث الماضى [برقم/ 405]، فانظره.

وقد وجدتُ له شاهدًا: نحو لفظ المؤلف من حديث ابن عباس مرفوعًا بسندٍ ضعيف. وسيأتى عند المؤلف [برقم/ 2379]، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لزيد: "يا زيد أنت مولاى

". ووجدتُ له شاهدًا ثانيًا: من حديث أسامة بن زيد عند ابن سعد في الطبقات [3/ 44]، بسندٍ ضعيف ولفظه: "يا زيد أنت مولاى ومنى وإليَّ، وأحب القوم إلى". =

ص: 507

527 -

حدّثنا أبو عبد الرحمن الأذرمى، حدّثنا على بن يزيد الصدائى، عن الحارث بن نبهان، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن المغنيات والنواحات، وعن شراهن، وبيعهن، وتجارةٍ فيهن، وقال:"كَسْبُهُنَّ حَرَامٌ".

= ثم رأيتُ شاهدًا مرسلًا: عن قتادة عند عبد الرزاق [رقم/ 20394]، بإسناد صحيح إليه، ولفظه قريب مما مضى. فالحديث: قوى بهذه الشواهد إن شاء الله.

527 -

منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 191]، وأبو القاسم ابن عساكر في "ذم الملاهى"[رقم/ 3/ طبعة دار البشائر الإسلامية]، من طريق المؤلف على بن يزيد الصدائى عن الحارث بن نبهان عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد هالك وفيه علل شتى:

1 -

على بن يزيد يقول عنه أبو حاتم: "ليس بقوى منكر الحديث" وقال ابن عدى "أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وقد ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وأنكره عليه. ومشاه أحمد.

2 -

والحارث بن نبهان: ساقط الحديث، تكلم فيه النقاد حتى أثْخنوه، وهو منكر الحديث كما قاله البخارى والفسوى وأبو حاتم وسواهم. وما رأيتُ أحدًا أثنى عليه.

3 -

وأبو إسحاق: إمام لكنه يدلس ولم يذكر فيه سماعًا، لكن هو من المكثرين عن الحارث كما قررناه سابقًا، غير أنه قد تغير أخيرًا حتى رماه بعضهم بالاختلاط، ورواية الحارث عنه بآخرة.

4 -

والحارث الأعور: شيخ فقيه تكلموا فيه حتى سقط من مرتبة الاحتجاج؛ لسوء حفظه وعدم ضبطه بل كذبه بعضهم، وهذا غلوٌ كما شرحناه في غير هذا المكان.

والحديث: أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 163]، بالحارث بن نبهان وحده، وهذا قصور منه كالعادة، وقال الحافظ ابن القيسرانى في كتاب "السماع" [ص/ 82/ طبعة أبى الوفاء المراغى]:"هذا حديث رواه على بن يزيد الصدائى عن الحارث بن نبهان عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث عن علي - رضى الله عنه - والحارث بن نبهان ليس بشئ، ولا يكتب حديثه" وساق كلام النقاد في الحارث. ثم قال: "وهذا لم يروه عن أبى إسحاق عمرو بن عبد اللَّهِ السبيعى غيره، ولا رواه عنه غير على بن يزيد الصدائى، وعلى هذا؛ قال أبو أحمد: أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، والحارث الذي روى عن أمير المؤمنين على: وهو الحارث بن عبد اللَّهِ، =

ص: 508

528 -

حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهبانى، عن عبد المؤمن، عن أبى المغيرة، عن عليٍّ، قال: طلبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنى في جدولٍ نائمًا، فقال:"قُمْ مَا أَلُومُ النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ"، قال: فرأى كأنى وجدت في نفسى من ذلك، فقال:"قُمْ فَوَاللَّه لأُرْضِيَنَّكَ، أَنْتَ أَخِى، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِى، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِى، مَنْ مَاتَ فِي عَهْدِى فَهُوَ كَنْزُ الله، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ الله لَهُ بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسْلامِ".

= أبو زهير الخارفى، الأعور، أجمع أهل النقل على كذبه، والحمل في هذا الحديث، عن الحارث بن نبهان، وإن كان في الإسناد من الضعفاء غيره".

قلتُ: ودعواه إجماع النقاد على تكذيب الحارث الأعور، فمن مجازفاته المعروفة، وللحديث شواهد نحوه دون لفظ "والنواحات"، منها: حديث أبى أمامة عند الترمذى [1282]، وجماعة، وسنده واهٍ، واختلف فيه أيضًا، وله: شاهد آخر عن أبى هريرة، وثالث عن عائشة وكلها لا شئ.

528 -

منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 55]، من طريق المؤلف عن سويد بن سعيد بإسناده به

وأخرجه أبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[2/ رقم/ 1118]، عمن حدثه عن ابن أبى عوف عن سويد بن سعيد عن زكريا بن عبد الله الصهبانى عن عبد المؤمن عن أبى المغيرة عن علي بن أبى طالب قال:"طلبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنى في حائط نائمًا، فضربنى برجله، قال: قم فواللَّه لأرضينك، أنت أخى وأبو ولدى، تقاتل على سنتى، من مات على عهدى فهو في كنز الله، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت". قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة بزوائد المسانيد العشرة"[7/ 78]: "رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات".

قلتُ: البوصيرى كثيرًا ما يتساهل، وسويد بن سعيد: صدوق تغير بآخرة حتى صار يتلقَّن، وزكريا بن عبد الله الصهبانى: ذكره الأزدى في "الضعفاء" ثم قال: "منكر الحديث".

وهذا مقدم على توثيق ابن حبان له، راجع "لسان الميزان"[2/ 481]، و"تعجيل المنفعة"[1/ 138]. =

ص: 509

529 -

حدّثنا وهب بن بقية الواسطى، حدّثنا خالدٌ، عن مسلمٍ، يعنى الأعور، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرنى أن أنهى عن الدُّباء، والحَنْتَمِ، والمُزَفَّتِ، والمقيَّر، والنقير.

530 -

حدّثنا محمد بن بشارٍ، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدّثنا عبيد الله بن

= وعبد المؤمن: لم أعرفه بعد، ثم وجدته قد وقع في إسناد حديث عند ابن عساكر في "تاريخه"[44/ 211]، من طريق زكريا بن عبد الله عنه، وسماه "عبد المؤمن بن القاسم"، ولا أعرفه أيضًا إلا أن يكون هو المترجم في "ضعفاء العقيلى"[3/ 92]، ومن طريقه في "اللسان"[4/ 76]. وهو شيعى لا يتابع على حديثه كما قاله العقيلى.

وأبو المغيرة: لم أفطن له أصلًا، والحديث: أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 162]، بزكريا وحده فقال:"رواه أبو يعلى وفيه زكريا الأصبهانى وهو ضعيف". وهو قصور منه كما عرفتَ.

وهكذا وقع عنده: "الأصبهانى"، وهو تحريف لا أدرى ممن يكون؟ والصواب:"الصهبانى".

* تنبيه: الحديث عزاه المحب الطبرى في "الرياض النضرة"[1/ 250]، وفى "ذخائر القربى"[ص/ 66]، إلى الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"، ومثله فعل المعلق على "المطالب العالية"[16/ 140/ طبعة العاصمة]، وهذا خطأ يقع فيه الكثيرون، وإنما أخرجه أبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة".

529 -

صحيح لغيره: هذا إسناد فاسد، ومسلم: هو ابن كيسان الأعور الذي أسقطه النقاد بخط عريض وترجمته مؤسفة في "تهذيب الكمال"[27/ 530]، و"تهذيبه"[10/ 122]، وغيرهما، وله طريق آخر: عن علي بإسناد صحيح، ولكن بجملة النهى "الدباء والمزفت" فقط. وسيأتى [برقم/ 538].

وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة: منهم: حديث ابن عباس وسيأتى [برقم/ 2569]، وحديث أبى سعيد الخدرى وسيأتى [برقم/ 1223]، وحديث جابر بن عبد الله وسيأتى [برقم 1788]، وحديث أنس بن مالك وسيأتى [برقم 3545]، وحديث عائشة وسيأتى [برقم 4462]، وحديث ابن عمر وسيأتى [برقم 5612]، وحديث أبى هريرة وسيأتى [برقم 5944]، وحديث ميمونة وسيأتى [برقم 7103]، وغيرهم.

530 -

ضعيف: أخرجه النسائي في "الكبرى"[رقم 10447]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 611]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ رقم 26]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 190]، =

ص: 510

عبد الرحمن بن موهبٍ، عن إسماعيل بن عون بن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالبٍ، عن أبيه، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: قاتلت يوم بدرٍ قتالًا، ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو ساجدٌ، يقول:"يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ"، ثم ذهبت فقاتلت ثم جئت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ساجدٌ، يقول:"يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ"، قال: ففتح الله عليه.

= والضياء في "المختارة"[2/ 356]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن عبد المجيد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن إسماعيل بن عون عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهكذا رواه جماعة عن عبيد الله بن عبد المجيد على هذا الوجه، منهم: محمد بن بشار، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمى.

وخالفهما: محمد بن سنان القزاز؛ فرواه عن عبيد الله بإسناده لكنه قال: عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن جده عن علي به

هكذا أخرجه الحاكم [1/ 344]، وعنه البيهقى في "الدلائل"[رقم 897]، من طريق محمد بن سنان به. وابن سنان هذا متهم بالكذب، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه: محمد بن المثنى ومحمد بن معمر كلاهما عن عبيد الله بن عبد المجيد به

أخرجه البزار [662]، قال: حدثنا محمد ابن المثنى ومحمد بن معمر قالا به.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلتُ: وابنا معمر والمثنى ثقتان مشهوران.

فالظاهر أن هذا الاختلاف هو من عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب؛ فقد اختلف النقاد فيه: فضعفه ابن عيينة والنسائى ويعقوب بن شيبة وابن معين - في رواية - ومشاه غيرهم. واعتمد الحافظ تضعيفه، فقال في "التقريب":"ليس بالقوى".

وإسماعيل بن عون: شيخ مجهول، فلعل الاضطراب فيه منه نفسه، وسائر رجاله: مقبولون. وعبيد الله بن عبد المجيد: صدوق إن شاء الله.

والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[10/ 220]، ثم قال:"رواه البزار وإسناده حسن".

قلتُ: وبهذا وبغيره عُرف الهيثمى بالتساهل.

ص: 511

531 -

حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن عليٍّ، أن رجلًا قتل عبده متعمدًا، فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم مئةً، ونفاه سنةً، ومحا سهمه من المسلمين، ولم يقده به.

531 - منكر: هذا إسناد واهٍ جدًّا. ابن أبى فروة ساقط الحديث بل كذبه بعضهم، وابن عياش: روايته عن غير أهل بلده الشاميين مغموزة. وابن أبى فروة: مدنى معروف، وأجارك الله من أحاديث ابن عياش عن غير أهل بلده، فثمَّ التخليط والمناكير وما لا تحب، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين: لم يسمع من على، كما قاله المزى في "التهذيب"[2/ 124]. وإنما يروى عنه بواسطة أبيه عبد الله بن حنين، وأنا أخشى أن يكون "أبوه" قد سقط من إسناد المؤلف؛ فقد رواه جماعة عن ابن عياش عن إسحاق عن إبراهيم عن أبيه عن علي به

منهم: ابن الطباع: عند ابن ماجه [2664]. وعباد بن يعقوب: عند الدارقطنى في "سننه"[3/ 144]. وعبد الله بن عون: عند الحارث في "مسنده"[2/ رقم 524/ زوائده]، وابن أبى شيبة [رقم/ 27510]، ومن طريقه البيهقى [15730]، وابن أبى عاصم في "الديات"[رقم 194]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[8/ 177].

وشيخ المؤلف: الذي رواه عن إسماعيل بن عياش على الوجه الأول، هو يحيى بن أيوب المقابرى الثقة. وقد وجدته قد توبع عليه على هذا الوجه، تابعه: الحسن بن عرفة عند الدارقطنى في "سننه"[3/ 144].

فالظاهر: أن هذا الاضطراب من تخليط ابن عياش أو هو من تلوُّن ابن أبى فروة في إسناده، ولإسماعيل بن عياش فيه إسناد آخر يرويه عن ابن أبى فروة أيضًا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله مرفوعًا

أخرجه ابن ماجه [2664]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 144]، وابن أبى شيبة [27511]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[15731]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[8/ 177]. وقد عرفت قيمة رواية ابن عياش عن غير أهل بلده، كما عرفتَ من يكون ابن أبى فروة.

لكن محمد بن عبد العزيز الرملى أبى إلا أن يأتى له بإسناد نظيف؛ فرواه عن ابن عياش فقال: عن الأوزاعى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعًا

هكذا أخرجه الدارقطنى في "سننه"[3/ 143]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 310]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 137]، والبيهقى في "سننه"[15729]، من طريق محمد بن عبد العزيز عن ابن عياش به. فهذا إسناد ظاهره الاستقامة. =

ص: 512

532 -

حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا محمد بن الحجاج اللخمى، حدّثنا عبد الملك بن عميرٍ، عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبى طالبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"زَيْنُ الصَّلاةِ الْحِذَاءُ".

= فالرملى: وثقه ابن حبان والعجلى، وقال الفسوى:"كان حافظًا"، والأوزاعى: شامى مشهور، فرواية ابن عياش عنه لا غبار عليها، وأقول: هذا الإسناد لو ورد مفردًا لكان في تحسينه نظر إن شاء الله، فكيف وقد خولف محمد بن عبد العزيز الرملى في إسناده؟! فقد مضى أن جماعة رووه عن ابن عياش عن إسحاق بن أبى فروة؛ تارة عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين - وزاد بعضهم "عن أبيه" - عن علي به

وتارة: عن ابن أبى فروة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به

فالحديث: حديث ابن أبى فروة وحده، فما للأوزاعى وله؟! بل هذا من أوهام الرملى الذي وثقه العجلى وابن حبان وقال عنه الفسوى:"كان حافظًا"، فقد ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم، وقال الأخير:"كان عنده غرائب". بل ابن حبان مع توثيقه له فقد قال: "ربما خالف" ولا يصح في هذا الباب شئ. وقد بسطنا تخريجه في "غرس الأشجار".

532 -

موضوع: أخرجه تمام في "الفوائد"[1/ رقم/ 885]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 145]، والدارقطنى في "الأفراد والغرائب/ أطرافه"[1/ 112/ طبعة التدمرية]، من طريق محمد بن الحجاج اللخمى حدثنا عبد الملك بن عمير عن النزال بن سبرة عن علي بن أبى طالب به. قال الدارقطنى:"تفرد به محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير عن النزال".

قلتُ: وسنده باطل مكذوب، والمتهم به محمد بن الحجاج اللخمى بائع الهريسة، ذلك الكذاب الوقح، كان مغرمًا بحب الهريسة وبيعها حتى اختلق أحاديث في الترغيب فيها، وقد كذبه ابن معين والدارقطنى وأبو حاتم وجماعة، وكذا اتهمه ابن عدى بالوضع أيضًا، وما وضعه في "الهريسة" تجده في "تاريخ بغداد"[2/ 279]، وكامل ابن عدى [6/ 144]، والمجروحين [2/ 295]، و"ضعفاء العقيلى"[4/ 44].

وقد وضع حديثًا آخر في "فضائل النِّعال"، فكأن الرجل كان إسكافيًا أيضًا يروِّج لصناعته، فتبًا له ذلك الكذاب الخبيث، وهذا السافل النذل لم يجد أحدًا يكذب عليه سوى عبد الملك بن عمير الشيخ الصدوق - على أوهامه - وقد نقل المناوى في الفيض [4/ 67]، عن الحافظ العراقى أنه قال:"هذا ليس له أصل عن عبد الملك، وهو مما وضعه محمد بن الحجاج". =

ص: 513

533 -

حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا وكيع بن الجراح، حدّثنا يونس بن أبى إسحاق، عن الشعبى، عن عليٍّ، قال: كنت جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكرٍ، وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، يَا عَلِيُّ، لا تُخْبِرْهُمَا".

= وقال الهيثمى في "المجمع"[2/ 188]: "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الحجاج اللخمى، وهو كذاب". فاللَّه المستعان.

533 -

ضعيف: هذا الحديث قد اختلف في إسناده اختلاف شديد جدًّا من طريق على بن أبى طالب؛ فرواه عنه الشعبى، واختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه، أما ما دون الشعبى: فقد تضارب فيه النَّقَلة جدًّا، وقد أطنب الدارقطنى في شرح علله والاختلاف في سنده بكتابه "العلل"[3/ 142]، ونحوه ابن عساكر في "تاريخه".

ولو شرعنا في الكلام على تلك الاختلافات، واستيعاب طرقه؛ لجاء في مجلد لطيف إن شاء الله، فلعلنا نفعل ذلك إن كان في العمر بقية. وللحديث: طرق أخرى عن علي - دون طريق الشعبى - وشواهد عن جماعة من الصحابة، مما ينقدح في نفس الباحث أن للحديث أصلًا، وإن كانت جميع طرقه - ولا أستثنى - لا تخلو من مقال؛ فلنتكلم هنا: على هذا الطريق وحده حتى لا يطول المقام؛ فنقول:

طريق يونس بن أبى إسحاق عن الشعبى عن علي: قد أخرجه خيثمة الأطرابلسى في "حديثه"[ص/ 203]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 822]، والبزار [12/ رقم/ 5730 / البحر الزخار]، والضياء في "المختارة"[2/ 167، 168]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[1/ رقم 16/ طبعة دار ابن الجوزى]، وابن الأعرابى في "معجمه"[رقم/ 2024]. وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 173]، والسخاوى في "البلدانيات"[ص/ 273 طبعة دار العطاء]، وغيرهم من طريق يونس بن أبى إسحاق السبيعى عن الشعبى عن علي به.

وهذا إسناد منقطع، والشعبى لم يسمع من على سوى حديث واحد، كما جزم به الدارقطنى.

وهذا الوجه الماضى: هو المحفوظ عن يونس بن أبى إسحاق. وقد رواه عنه بعضهم فقال: عن الشعبى عن أبى هريرة به

ونقله إلى "مسند أبى هريرة".

هكذا أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[1/ رقم/ 20]، وأبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة/ لأحمد"[1/ رقم/ 705]، =

ص: 514

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 176]، من طريق أبى قتيبة سلم بن قتيبة عن يونس بن أبى إسحاق به. وقد نقل أبو بكر القطيعى عقب روايته عن الحافظ يحيى بن صاعد أنه قال:"ورواه غير أبى قتيبة عن الشعبى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ".

قلتُ: وهذا منكر، وأبو قتيبة: وإن وثقه جماعة، إلا أن أبا حاتم الرازى قد وصفه بكثرة الوهم.

ورواه عبيد الله بن موسى عن يونس بن أبى إسحاق فقال: عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به. هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[10/ 192]، من طريق عبد الله بن هارون بن أبى عصمة الشيعى حدثنا لاهز بن جعفر، أخبرنى عبيد الله بن موسى به.

وهذا منكر أيضًا. وابن أبى عصمة: شيخ مجهول الحال، ترجمه الخطيب في "تاريخه"، وساق له هذا الحديث، ثم قال عقبه:"قلت: رواه غير هذا الشيخ عن عبيد الله بن موسى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه عليًا"، والمحفوظ عن يونس هو الوجه الأول.

ويونس: قد أدرك الشعبى، وروى عنه، وسماعه منه محتمل جدًّا، بل هو الظاهر، ولم يصفه أحد بالتدليس فيما أعلم. لكن ذكره الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص/ 37/ رقم/ 66]، ثم قال:"يقال: إنه روى عن الشعبى حديثًا - وهو هذا الحديث - وهو حديثه عن الحارث عن علي - رضى الله عنه -: حديث "أبى بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة"؛ فأسقط الحارث". كذا نقله الحافظ عن بعضهم، وهو وهْم محض، لأن الطريق المحفوظ عن يونس: إنما هو دون ذكر: "الحارث" فيه، كما مضى. فمن جعل المحفوظ منكرًا والمنكر محفوظًا، ثم استنبط من تلك الفذلكة: ثبوتَ تدليس يونس، فقد أخسر في الميزان، وشهد على نفسه بكونه ليس من أهل تلك الصناعة.

نعم: قد رُوى الحديث من طرق أخرى عن أبى إسحاق السبيعى عن الحارث عن علي به

ولكن: لم يصح ذلك عن أبى إسحاق من رواية ولده يونس عنه. فانتبه.

وقد توبع يونس على روايته عن الشعبى عن علي به

تابعه: طعمة بن غيلان وسيار بن ثوبان؛ كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 150]. وخالفهم آخرون.

وفى هذا الحديث: كلام طويل، ويكفى ما ذكرناه سابقًا. وراجع:"الصحيحة"[2/ 487]، للإمام. =

ص: 515

534 -

حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفصٍ الأبار، حدّثنا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبى صادقٍ، عن ربيعة بن ناجدٍ، عن علي، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالمَنْزِلَةِ الَّتِى لَيْسَ بِهِ"، قال: ثم قال عليٌّ: يهلك فيَّ رجلان: محبٌ مُطْرٍ يفرط لى بما ليس فيَّ، ومبغضٌ مفترٍ يحمله شنآنى على أن يبهتنى.

534 - ضعيف: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8488]، وفى "خصائص على"[رقم 103]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 160]، وفى "السنة"[2/ رقم 1263]، والحاكم [3/ 132] ، ومن طريقه ابن الجزرى في "مناقب الأسد الغالب"[رقم/ 28/ طبعة مكتبة القرآن]، والبخارى في تاريخه "الكبير"[3/ 281]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1004]، وأبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة/ لأحمد"[2/ رقم/ 1087]، والآجرى في "الشريعة"[رقم/ 1960]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"[رقم/ 119]، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"[رقم 45]، وابن الأعرابى في "المعجم"[2/ رقم/ 1550/ طبعة دار ابن الجوزى]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 293]، وابن المغازلى في "مناقب على"[رقم/ 104/ طبعة دار الآثار]، وأبو على الصواف في "جزء من حديثه"[رقم/ 32/ مخطوط/ بترقيمى]، وأبو محمد الجوهرى في "مجلسين من أماليه/ رواية أبى بكر البزاز/ تخريج الخطيب البغدادى"[رقم/ 21/ مخطوط/ بترقيمى]، وابن الجوزى في "العلل المتناهية"[1/ 167]، وغيرهم، من طرق عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن أبى صادق الأزدى عن ربيعة بن ناجد عن علي به نحوه. وهو عند بعضهم في سياق أتم، وعند بعضهم باختصار.

قال: ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: الحكم بن عبد الملك ليس بثقة وليس بشئ، وقال أبو داود: منكر الحديث". وهو كما قال. لكن: تورط الحاكم كعادته وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقد تعقبه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا:"الحكم بن عبد الملك وهاه ابن معين".

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح. والحكم بن عبد الملك: ضعفه النقاد بخط عريض، وقد كان مع ضعفه صاحب مناكير وغرائب، وقد انفرد بهذا الحديث. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 181]، وجماعة. =

ص: 516

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد اختلف في سنده عليه أيضًا، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم: سلمة بن صالح؛ فرواه عنه سويد بن سعيد فقال: نا سلمة بن صالح، عن الحكم بن عبد الملك، عن ربيعة بن ناجد عن علي به نحوه.

وأسقط منه: "أبا صادق" والراوى عنه، هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 294]، من طريق أبى لبيد محمد بن إدريس نا سويد بن سعيد به.

قلتُ: سويد وشيخه فيهما مقال، والوجه الأول هو المحفوظ عن عبد الملك.

ثم جاء إسحاق بن موسى الفروى، وقال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة عن أبى صادق به مرسلًا.

هكذا أخرجه البلاذرى في "الأنساب"[2/ 864 - 865/ طبعة دار الفكر]، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الفروى به.

قلتُ: وهذا غير محفوظ عن مالك بن إسماعيل، وقد رواه عنه جماعة كثيرة من الثقات على الوجه الأول موصولًا، وهو الثابت عنه. وإسحاق بن موسى الفروى: من مجاهيل مشيخة البلاذرى، وقد أكثر عنه في "الأنساب"، وكتابه هذا ملئ بالغرائب والعجائب من صنوف الروايات عن ثقات النقلة، وفى القلب منها أشياء، وصاحبه على تقدم طبقته، لا تجد له ثوثيقًا معتبرًا قط.

وقد وهم المحدث الحوينى في كتابه: "النافلة"[رقم/ 151]، وعزى الحديث إلى البلاذرى من الطريق الأول الموصول، وغفل عن كون البلاذرى يرويه مرسلًا كما رأيتَ. ولم ينفرد به الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة، بل تابعه: صباح المزنى عن الحارث بن حصيرة عن أبى صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي به نحوه. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 296]، من طريق أبى العباس بن عقدة نا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدى نا أبى وعثمان بن سعيد الأحول قالا نا عمرو بن ثابت عن صباح المزنى به

قلتُ: وهذه متابعة لا يفرح بها، وابن عقدة: ليس بعمدة، وعمرو بن ثابت: جزم الإمام الألبانى في "الضعيفة"[رقم/ 4904]، بكونه ابن هرمز البكرى الشيخ الضعيف الرافضى المعروف، ولم يظهر لى ذلك، فابن هرمز شيخ قديم متقدم الطبقة على صاحبنا هنا، والصباح المزنى: هو ابن يحيى الشيخ الشيعى الضعيف، قال عنه الذهبى:"متروك بل متهم"، راجع: ترجمته في "الميزان ولسانه"[3/ 180].

ص: 517

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثم جاء مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ القرشى الكوفى وحاول أن يتابع الحكم عليه عن الحارث، فقال: ثنا الحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ أبِى صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِى طَالِبٍ به نحوه مختصرًا.

هكذا أخرجه البزار [1/ رقم/ 758/ البحر الزخار]، قال: حَدَّثَنَا الحُسَنُ بْنُ يُونُسَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ المُلائِيُّ به. قال البزار: "هَذَا الحُدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا بِهَذَا الإِسْنَاد".

قلتُ: ولم يفعل المسكين شيئًا، وهو الذي يقول عنه الإمام أحمد:"خرقنا حديثه"، وقال ابن المدينى:"كتبنا عنه عجائب، وخططت على حديثه"، وهو مترجم في "التهذيب" وذيوله "تمييزًا". وربيعة بن ناجد: - بالدال - وثقه ابن حبان والعجلى ووافقهما الحافظ في "التقريب".

وهو شيخ لم يرو عنه سوى أبى صادق وحده، وقال عنه الذهبى:"لا يكاد يعرف"، وهو الصواب عندى، وتوثيق ابن حبان لهذه الطبقة فيه نظر.

وأما توثيق العجلى: فيقول عنه العلامة المعلمى اليمانى في "الأنوار الكاشفة"[ص/ 70]: "توثيق العجلى: وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان، أو أوسع"، وقد تصحف:"ناجد" عند جماعة إلى: "ناجذ" بالذال المعجمة في آخره، والحارث بن حصيرة: وثقه جماعة ومشاه آخرون، وليَّنه ابن عدى وغيره.

والصواب: أنه قوى الحديث، وقد حكوا عنه الرفض والمغالاة في التشيع؛ فقال الأزدى:"زائغ سألت أبا العباس بن سعيد - هو ابن عقدة - عنه فقال: كان مذموم المذهب، أفسدوه".

قلتُ: وهذا دليل على كون ابن عقدة لم يكن رافضيًا كما قاله البعض، وكما شرحناه في كتابنا "المحارب الكفيل". وقال ابن عدى في "الكامل" [2/ 187]:"وهو - يعنى الحارث - أحد من يعد من المحترقين بالكوفة في التشيع". ونحوه قال جرير بن عبد الحميد، وقال أبو أحمد الزبيرى:"كان الحارث بن حصيرة وأبو اليقظان عثمان بن عميرة: يؤمنان بالرجعة".

قلتُ: فإن ثبت عنه هذا - وأراه قريبًا - فهو فاسق ساقط العدالة، وأبو صادق: قوى الحديث.

وقد تكلِّم فيه بلا حجة، وقد جزم غير واحد من النقاد أنه: أخو ربيعة بن ناجد، وقد اختلف في اسمه، فقال أبو أحمد الحاكم:"أبو صادق مسلم بن يزيد الأزدى، ويقال: عبد الله بن ناجد أخو ربيعة بن ناجد". =

ص: 518

535 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا غندرٌ، حدّثنا شعبة، قال: سمعت مالك بن عرفطة، قال: سمعت عبد خيرٍ، قال: رأيت عليًا تمضمض ثلاثًا مع الاستنشاق بماءٍ واحدٍ، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.

= وللحديث: طريق آخر يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن جده عن علي قال: "جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فوجدته في ملأ من قريش، فنظر إلى وقال: يا على إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم، أحبه قوم فأفرطوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه. قال: فضحك الملأ الذي عنده وقالوا: انظروا كيف شبه ابن عمه بعيسى. قال: ونزل القرآن: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} [الزخرف: 57]. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" [2/ 122]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" [1/ 227 - 228]، من طريق يوسف بن موسى القطان قال حدثنا عيسى بن عبد الله به.

قلتُ: وإسناده ساقط جدًّا، ومتنه لا شك في بطلانه، وعيسى بن عبد الله هذا: قال عنه ابن حبان: "يروى عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطئ، حتى كان يجئ بالأشياء الموضوعة عن أسلافه، فبطل الاحتجاج بما يرويه؛ لما وصفت". ثم ساق له هذا الحديث الباطل.

ولقول على - رضى الله عنه -: "يهلك فيَّ رجلان

" إلى آخره. طرق أخرى: بعضها قوى مستقيم. وقد صححها مرفوعًا، الإمام الألبانى في "ظلال الجنة" [2/ رقم 987]، فقال بعد أن ذكر بعض طرقه الموقوفة: "واعلم أن هذا الحديث - والأربعة قبله - كلها موقوفة على على - رضى الله عنه - ولكنها في حكم المرفوع؛ لأنه من الغيب الذي لا يعرف بالرأى

".

قلت: قول من قال من المحدثين بأن ما لا يُدرك بالرأى من أقوال الصحابة، فإن له حكم الرفع، هو قول معلول لا يصح أصلًا، وقد أبطلناه من وجوه متعددة، بأدلة واضحة المعالم في رسالتنا "برهان الناقد على تحريم الاعتكاف إلا في الثلاثة المساجد". واللَّه المستعان.

وقد توبع عليه الحكم بن عبد الملك: عند البزار [758]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 296].

535 -

صحيح: أخرجه أبو داود [113]، والنسائى [93]، وأحمد [1/ 122]، والطيالسى [149]، والبزار [793]، والبيهقى [234]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 35]، وجماعة، من طرق عن شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير عن علي به

=

ص: 519

536 -

حدّثنا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، حدّثنا عاصمٌ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: قلت لرجل: أقرئنى من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأنى خلاف ما أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلت لآخر. أقرئنى من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأنى خلاف ما أقرأنى الأول، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلىٌ عنده جالسٌ، فقال عليٌّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ".

= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. ومالك بن عرفطة: شخص لا وجود له في العالم، وإنما هو من أوهام شعبة المعروفة في أسماء الرجال، وصوابه "خالد بن علقمة"، كما جزم به البخارى والترمذى وأحمد وابن معين والنسائى والدارقطنى وابن حبان وأبو حاتم وجماعة.

وهكذا رواه جماعة عن خالد بن علقمة على الصواب، كما مضى الإشارة إلى ذلك عند تخريج الحديث الماضى [برقم/ 286]. وهو هناك مطولًا.

536 -

حسن: أخرجه أحمد في "المسند"[1/ 419]، والطبرى في "تفسيره"[1/ 35]، والآجرى في "الشريعة"[ص 75]، وفى "آداب حملة القرآن"[رقم 63]، والهروى في "ذم الكلام"[1/ رقم 39]، من طرق، عن أبى بكر بن عياش عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند بعضهم في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناد حسن رائق. وقد توبع عليه ابن عياش: تابعه جماعة على نحوه

وبعضهم يزيد في سياقه وينقص على بعض، منهم:

1 -

حماد بن سلمة: عند أحمد [1/ 421]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 97].

2 -

إسرائيل: عند الحاكم [2/ 243]، وابن حبان [747]، وابن أبى شيبة في مسنده [رقم 318].

3 -

الأعمش: عند الطبرى في "تفسيره"[1/ 23]، وابن حبان [746].

4 -

أبو خالد الدالانى: عند الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3418].

5 -

شريك القاضى: عند الآجرى في "الشريعة"[ص 75]، وفى "آداب حملة القرآن"[رقم 64].

6 -

شيبان بن عبد الرحمن: عند الشاشى في مسنده [2/ رقم 575]. واختلف عليه. وتابعهم أيضًا: أبان العطار وأبو عوانة وغيرهم.

ص: 520

537 -

حدّثنا أبو موسى الزَّمن، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن عجلان، حدثنى إبراهيم بن عبد الله بن حُنينٍ، عن أَبيه، عن ابن عباسٍ، قال: قال عليٌّ: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكعٌ، وعن القِسِّى والمعصفر.

538 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، حدثنى سليمان، عن إبراهيم التيمى، عن الحارث بن سويدٍ، عن عليٍّ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الدُّباء والمُزَفَّت.

539 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: سمعت عليًا، يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعودٍ أن يصعد شجرةً فيأتيه بشئٍ منها، فنظر أصحابه إلى حُموشة ساقيه فضحكوا منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ".

537 - صحيح: مضى تخريجه من هذا الطريق [برقم/ 304].

538 -

صحيح: أخرجه البخارى [5272]، ومسلم [1994]، والنسائى [5627]، وأحمد [1/ 83]، والبزار [801]، والبيهقى [17243]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 223]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 131]، وجماعة من طرق عن إبراهيم التيمى عن الحارث بن سويد عن على به

قلتُ: وله طرق أخرى عن علي. مضى بعضها [برقم/ 529].

539 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 114]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم/ 237]، وابن أبى شيبة [32232]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8516]، وابن عبد البر في الاستيعاب [1/ 303]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 163/ مسند على]، والبلاذرى في "الأنساب"[4/ 20]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 158/ طبعة دار ابن القيم]، ومن طريقه الذهبى في "تاريخ الإسلام"[38/ 74/ طبعة دار الكتاب العربى]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 309]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 239]، وابن سعد في الطبقات [3/ 155]، وابن أبى زمنين في "أصول السنة"[رقم/ 90]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"[4/ رقم/ 4479]، والضياء في "المختارة"[2/ 421، 422]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 108]، وجماعة، من طرق عن المغيرة بن مقسم عن أم موسى عن علي به نحوه

=

ص: 521

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد صالح إن شاء الله. لكن أعله جماعة بعلتين:

الأولى: قال الطبرى: "أم موسى لا تعرف في نقلة العلم، ولا يعلم راوٍ روى عنها غير مغيرة، ولا يثبت بمجهول من الرجال في الدين حجة، فكيف مجهولة من النساء؟،". ولم أر أحدًا جزم بجهالتها سوى الطبرى وحده، لكن جَزْمُه بالجهالة إنما كان منه تنزلًا على لسان المخالفين له في تصحيح ذلك الخبر، الذي رواه في كتابه عن أم موسى، يدلك على ذلك قوله عقب روايته هذا الخبر:"وهذا خبر عندنا صحيح سنده؛ وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلل .. ". وذكر منها جهالة أم موسى، والطبرى: دائمًا ما يحكى تعليل من يخالفه على لسانه؛ فيظن من لا يدرى أنه هو الذي يعلل وينقد وليس كذلك؛ بدليل أنه دائمًا ما يصحح أسانيد تلك الأخبار التى يحكى إعلالها بلسانه نقلًا عن مخالفيه في ذلك، ولو كان يصح نسبة الإعلال إليه في حديث يقول عنه:"هذا خبر عندنا صحيح سنده" لكان متناقضًا أفحش تناقض في الدنيا.

* فالحاصل: أنه لا يقر تلك الإعلالات التى يسوقها عقب تلك الأخبار التى يصحح إسنادها في "تهذيب الآثار" ولو أقرها ما خالفها وجعل يعاند بتصحيحه أسانيدها عقب روايتهما مباشرة. فانتبه يا رعاك الله.

وقد جزم جماعة بكون أم موسى لم يرو عنها سوى "مغيرة بن مقسم" وحده، وكأنه لذلك وغيره قال عنها الحافظ في "التقريب":"مقبولة" يعنى عند المتابعة فقط، وليس الأمر كما جزم هؤلاء، بل روى عنها أيضًا:"إسماعيل البزاز" عند ابن أبى الدنيا في "التواضع والخمول"[رقم 138]، وفى "إصلاح المال"[رقم 389]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"[1/ رقم 917].

وإسماعيل هذا: لم أفطن له بعد، وزعم بعضهم أنه "إسماعيل بن أبى فديك،" وليس بشئ، ومع رواية من روى عنها: فقد قال الدارقطنى: "يخرج حديثها اعتبارًا" كما في "سؤالات البرقانى" له [ص/ 75]. وقد وهم جماعة ونقلوا عن الدارقطنى أنه قال: "حديثها مستقيم" وليس بجيد؛ إنما هذا سؤال البرقانى للدارقطنى عنها، كما تراه في "سؤالاته" هناك. وتلك المرأة قال عنها العجلى:"تابعية ثقة". ووثقها الهيثمى أيضًا، فإنه ذكر هذا الحديث في "المجمع"[9/ 472]، ثم قال:"رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى، ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهى ثقة". =

ص: 522

540 -

حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا المبارك بن سعيد، أخو سفيان الثورى، عن سعيد بن مسروق، عن حبيب، عن عبد خير الهمدانى، قال: سمعت على بن أبى طالب يقول على هذا المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: فذكر أبا بكر قال: ثم قال: ألا أخبركم بالثانى؟ قال: فذكر عمر بن الخطاب قال: ثم قال: لئن شئتُ لأخبرتكم بالثالث.

= وصحَّح لها الطبرى هذا الحديث كما مضى؛ وكذا صحح لها الحاكم، وقد أخرج لها الضياء في "المختارة"[2/ 420 - 423]، وقد نص غير واحد على أن الضياء قد التزم الصحة في كتابه هذا. وما رأيتُ لها حديثًا منكرًا لا يحتمل.

فهذه الأمور: إذا جمعت في صعيد واحد؛ اطمئن القلب إلى نفى الجهالة عن أم موسى هنا، وقوى الظن على أن مثلها مقبول الرواية إن شاء الله. وقد اختلف في اسمها على أقوال، وهى سرية الإمام على بن بى طالب - رضى الله عنه - وقيل: بل سرية الحسين بن على كما جزم بذلك الإمام مسلم في "المنفردات والوحدان"[ص/ 217]، ولعلها كانت لأبيه، ثم انتقلتْ إلى الحسين لخدمته.

والثانية: قد أعله الإمام الألبانى بعنعنة المغيرة بن مقسم، فقال في "الصحيحة" [رقم/ 3192]:"والمغيرة بن مِقسم ثقة من رجال الشيخين، ولكنه كان يدلس، ولم يصرِّح بالسماع من أم موسى عند أحد من مخرِّجى الحديث".

والتحقيق: أن المغيرة لا يدلس إلا عن إبراهيم النخعى وحده، ولا يليق إعلال الأخبار بمطلق عنعنته أصلًا، فاعرف هذا. وقد اختلف في سنده على المغيرة؛ فرواه عنه محمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وعلى بن عاصم ثلاثتهم على الوجه الماضى. وخالفهم هشيم بن بشير؛ فرواه عن المغيرة فقال: عن إبراهيم عن أم موسى عن علي به نحوه، وزاد فيه واسطة بين المغيرة وأم موسى، هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[7/ 191]، من طريق محمد بن العباس بن نجيح حدثنا جعفر بن محمد بن سوار النيسابورى، أخبرنا عبد الله بن عمر بن الرماح، حدثنا هشيم به.

قلتُ: وسنده صحيح إلى هشيم، وكأنه لزم فيه الطريق، والوجه الأول هو المحفوظ عن مغيرة. وللحديث شواهد تصححه، منها: عن ابن مسعود، ومعاوية بن قرة وغيرهما. وسيأتى حديث ابن مسعود [برقم/ 5365].

540 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 110]، وابنه في "السنة"[2/ رقم 1388]، وأحمد بن منيع في "مسنده" وابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[7/ 62]، =

ص: 523

قال ثم سكت قال: ثم ظننا أنه يعنى نفسه. قال حبيب: فقلت لعبد خير: أنت سمعت هذا من على؟ قال: نعم ورب الكعبة وإلا فَصُمَّتا.

541 -

حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنى الربيع بن حبيبٍ، عن نوفل بن عبد الملك، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّوم قبل طلوع الشمس، وعن ذبح ذوات الدرِّ.

= وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة"[رقم/ 132]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[2/ 872/ طبعة دار الفاروق]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3420]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 199]، وفى "أخبار أصبهان"[1/ 223/ الطبعة العلمية]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 34]، وابن بشران في "أماليه"[2/ رقم 611]، والإسماعيلى في "معجمه"[2/ 595]، وأبو طاهر السلفى في "الجزء السابع عشر من المشيخة البغدادية"[رقم 38، 49، 50/ مخطوط/ بترقيمى]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 364]، وجماعة، من طرق عن حبيب بن أبى ثابت عن عبد خير عن علي به نحوه. وهو عند جماعة مختصر بلفظ:"ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها: صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر".

وسنده صحيح مستقيم. وحبيب: وإن كان يدلس، لكنه صرح بالسماع عند جماعة، ولو لم يصرح بالسماع، فقد رواه عنه شعبة عند أبى طاهر السلفى وغيره، وأنت تعرف قيمة رواية أبى بسطام عن معاشر المدلسين، بل والمختلطين، وقد توبع عليه حبيب بن أبى ثابت: تابعه جماعة عن عبد خير به نحوه

وله طرق أخرى: عن علي مشهورة.

541 -

منكر: أخرجه ابن ماجه [2206]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 83]، وابن راهويه في "مسنده" كما ذكره الضياء في "المختارة"[2/ 278]، والحاكم [4/ 261]، والضياء في "المختارة"[2/ 278]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 134]، والمحاملى في "أماليه"[رقم/ 189]، والمزى في "التهذيب"[9/ 68]، وغيرهم، من طرق عن عبيد الله بن موسى عن الربيع بن حبيب عن نوفل بن عبد الملك عن أبيه عن علي به

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 11]: "هذا إسناد ضعيف لضعف نوفل بن عبد الملك والربيع بن حبيب". وقبله قال عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه": "إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث ضَعيف من أجل نَوْفَل، وَقَبله فِي الْإِسْنَاد أيْضا الرّبيع بن حبيب أخُو عَائِذ بن حبيب، ضعفه البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ". نقله عنه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام"[3/ 261]. =

ص: 524

542 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا منصور بن وردان الأسدى، حدّثنا على بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبى البخترى، عن عليٍّ، قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، قالوا: يا رسول الله، أفى كل عامٍ؟ فسكت، ثم قالوا: في كل عامٍ؟ قال: "لا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ"، فأنزل الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] إلى آخر الآية.

543 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الخليل: عن علي قال: كان للمغيرة بن شعبة رمح، فكنا إذا خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في

= قلتُ: وسنده منكر لا يثبت. والربيع بن حبيب: منكر الحديث، كما قاله البخارى والنسائى وأبو حاتم وغيرهم. وقال أحمد:"حدث عنه عبيد الله بن موسى أحاديث مناكير". وقد أنكر عليه ابن عدى هذا الحديث، وساقه له في ترجمته من "الكامل" مع أحاديث أخرى ثم قال:"وهذه الأحاديث مع غيرها يرويها عن الربيع بن حبيب عبيد الله بن موسى، وليست بالمحفوظة، ولا يروى إلا من هذا الطريق". وتبعه الذهبى، فساق له هذا الحديث في ترجمته من "الميزان"[2/ 40]، ونوفل بن عبد الملك: شيخ مجهول، كما قاله أبو حاتم. وهو قليل الحديث أيضًا. وقال ابن معين:"ليس بشئ" وهو يطلق هذه العبارة - غالبًا - فيمن قلَّ حديثه. وقد ساق له الذهبى هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" أيضًا. وأبوه: ثقة معروف، ولا عبرة بتجهيل ابن القطان الفاسى له، فإنه ما عرفه، وقد نقل المناوى في "الفيض"[6/ 315]، عن صاحب "المطامح" أنه قال:"سنده ضعيف".

نعم: لجملة النهى عن "ذبح ذوات الدر" شواهد مضى بعضها [برقم/ 78]، في حديث طويل. وقد صححها الإمام في "الضعيفة"[رقم 4719]، و"صحيح ابن ماجه"[رقم 2576]، لما لها من الشواهد.

والتحقيق: أن الشواهد المذكورة إنما جاءت فيها تلك الجملة في قصة خاصة مقيدة. ولا يؤخذ منها نهى مطلق مثل الذي في هذا الحديث. فانتبه. واللَّه المستعان.

542 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم 517]. فانظره غير مأمور.

543 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم 311]. فانظر ثمَّ.

ص: 525

غزاة فركزه فيمر به الناس فيحملونه فقلت له: لئن أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأخبرنه فقال: إنك إن فعلت لم تُرْفَعْ ضالة.

544 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عليٍّ، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، فقال:"هَذِهِ عَرَفَةُ، وَهَذَا المْوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقفٌ"، ثم أفاض حين غابت الشمس، فأردف أسامة، وجعل يسير على هيئته، والناس يضربون يمينًا وشمالًا لا يلتفت إليهم، وهو يقول:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ"، ثم أتى جَمْعًا فصلى بهم الصلاتين جميعًا، فلما أصبح أتى قُزَحَ، فوقف عليه، فقال:"هَذَا قُزَحُ، وَهَذَا المْوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، ثم أفاض فلما انتهى إلى وادى مُحَسِّر قرع ناقته فخبت حتى جاز الوادىٍ، وقف وأردف الفضل، ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر، فقال:"هَذَا المْنْحَرُ وَمِنى كُلُّهَا مَنْحَرٌ"، واستفتته جاريةٌ من خثعمٍ، فقالت: إن أبى شيخٌ كبيرٌ قد أفند، وقد أدركته فريضة الله في الحج، فيجزئ أن أحج عنه؟ قال:"حُجِّى عَنْ أَبِيكِ" ولوى عنق الفضل، فقال له العباس: لِمَ لويتَ عنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: "رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا"، وأتى رجَلٌ، فقال: يا رسول الله، إنى أفضت قبل أن أحلق؟ قال:"احْلِقْ، وَقَصِّرْ، وَلا حَرَجَ"، وجاء رجلٌ آخر، فقال: يا رسول الله إنى ذبحت قبل أن أرمى، قال:"ارْمِ وَلا حَرَجَ"، ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم، فقال:"يَا بنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، سِقَايَتَكُمْ، لَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ لنَزَعْتُ بِهَا".

545 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبى، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى، عن عليٍّ، قال: قال عمر بن الخطاب: ما ترون في فضلٍ

544 - صحيح لغيره: مضى الكلام عليه [برقم/ 312]، بأقل لفظ منه.

545 -

ضعيف: دون جملة: "عم الرجل صنو أبيه": أخرجه أحمد [1/ 94]، والبزار [4/ رقم/ 3661/ كشف الأستار]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 140]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 106]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[رقم 7159]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ رقم 382]، =

ص: 526

فَضَلَ عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك، قال لى: ما تقول أنت؟ قلت: أشاروا عليك، قال: قل، فقلت: لِمَ تجعلُ يقيَنكَ ظنًا، وعلمَك جهلًا؟ قال: لتخرجن مما قلت، أو لأعاقبنك، فقلت: أجل واللَّه لأخرجن منه، أما تذكر حيث بعثك نبى الله صلى الله عليه وسلم ساعيًا، فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته، فقلت لى: انطلق معى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلنخبرنه بالذى صنع العباس، فانطلقنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه خاثرًا، فرجعنا ثم عدنا عليه الغد فوجدناه طيب النفس فأخبرته بالذى صنع العباس، فقال:"أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيه"، وذكرنا له الذي رأينا من خثوره في اليوم الأول، وما رأينا من طيب نفسه في اليوم الثاني، فقال:"إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِى فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِى مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارٌ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا لذَلِكَ، وَأَتَيْتُمَانى الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُ، فَذَلِكَ الَّذى رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسى"، فقال عمر: صدقت، أما واللَّه لأشكرنّ، يعنى لك، الأولى والآخرة، فقلت: يا أمير المؤمنين، فَلِمَ تُعَجِّلُ العقوبةَ، وتؤخر الشكر؟

= والدورقى في "مسند على" كما في الكنز [18617]، وغيرهم من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى سعيد بن فيروز عن علي به نحوه

هذا الطريق عند الترمذى [3760]، وأحمد في "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1751]، وابنه في زوائده [2/ رقم/ 1801]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 312]، وغيرهم، مختصرًا بجملة " .. أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه .. ".

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: "لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَليٍّ عَنْ عُمَرَ إِلا بِهَذَا الإسْنَاد، وأبُو الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أحَادِيثَ احْتَمَلَهَا أهَلُ الْعِلْمِ وَحَدَّثُوَا بِهَا".

قلَتُ: ورجاله ثقات مشاهير. لكنه معلول بالانقطاع. فأبو البخترى: لم يدرك عليًا فضلًا عن سماعه منه. راجع جامع التحصيل [1/ 183]، "وتهذيب الحافظ" [4/ 73]. وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع" [10/ 413]. فقول الإمام في "الصحيحة" [2/ 464]:"أخرجه أحمد [1/ 94]، بسندٍ صحيح"، غفلة مكشوفة عما سطره هو نفسه عن تلك الطريق في "الإرواء"[349/ 3/ رقم/ 857]. =

ص: 527

546 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا محمد بن مروان العقيلى، عن عمارة بن أبى حفصة، عن عكرمة قال: قال على: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: واللَّه ما كان ليفر وما أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفى ثم حملت على القوم فأفرجوا لى فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم.

= وفيه علة أخرى، وهى أن الأعمش لم يذكر فيه سماعًا، وقد كان إمامًا في التدليس ولم أتحقق كونه مكثرًا عن عمرو بن مرة الآن. والحديث: ضعيف بهذا السياق، لكن لجملة:"عم الرجل صنو أبيه" شواهد بعضها مستقيم الإسناد. راجع: "الصحيحة"[2/ 464].

546 -

ضعيف: أخرجه ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 156]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[2/ رقم 270]، والضياء في "المختارة"[2/ 294]، وأبو على بن شاذان في "جزء من حديثه"[رقم/ 46/ مخطوط/ بترقيمى]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 793]، وغيرهم، من طريقين عن محمد بن مروان العقيلى عن عمارة بن أبى حفصة عن عكرمة قال: قال على به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وعكرمة: هو مولى ابن عباس، إمام عالم مفسر لم يتكلم فيه أحد بحجة إن شاء الله، كما شرحه الحافظ في "هدى السارى". لكن: جزم أبو زرعة الرازى بكونه لم يسمع عليًا، كما نقله عنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص/ 239]، والحافظ في "التهذيب" [7/ 271]. ومحمد بن مروان العقيلى: وثقه أبو داود وابن حبان. وقال ابن معين: "ليس به بأس، قد كتبتُ عنه أحاديث". أما أبو زرعة فقد قال: "ليس عندى بذاك". وترك أحمد الرواية عنه، فذكره لذلك العقيلى في "الضعفاء" [4/ 133]. والتحقيق: أنه شيخ صدوق متماسك. ومن ثبت توثيقه من إمام معتمد، لم يقبل الجرح فيه إلا مفسرًا. نعم ليس هو بالثبت، لكنه معدود في جملة المقبولين. فآفة الحديث: هي الانقطاع الذي مضى، وقد غفل الهيثمى عن هذا الانقطاع في "المجمع"[6/ 112]، وقال:"رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلى وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح". ومثله صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 83]، فإنه قال:"هذا إسناد حسن".

وللحديث: طريق آخر بإسناد تالف، أخرجه أبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة" [2/ رقم/ 1120]. وأبو موسى في سند المؤلف: هو محمد بن المثنى.

ص: 528

547 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا أبو عاصمٍ، أخبرنا ابن جريجٍ، أخبرنى ابن شهابٍ، عن علي بن حسينٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: أصبتُ شارفًا في مغنم بدرٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطانى رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفًا، فأنختهما عند باب رجلٍ من الأنصار أريد أن أحمل عليهما إذخرًا أبيعه، ومعى رجلٌ صائغٌ من بنى قينقاع، قال عليٌّ: أستعين به على وليمة فاطمة، وحمزة بن عبد المطلب في البيت يشرب ومعه قينةٌ تغنيه، تقول:

*ألا يا حمز ذى الشرف النواء*

فثار إليهما بالسيف فجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، قال: قلت لابن شهاب: ومن السنام؟ قال: قد جب أسنمتهما، قال: فنظرت إلى أمرٍ أفظعنى، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة، وخرجت معه، حتى قام على حمزة، قال: فتغيظ عليه، قال: فرفع حمزة بصره، فقال: وهل أنتم إلا عبيد آبائى؟ قال: فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَهْقِرُ عنه.

548 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا أبو أسامة، حدثنى عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالبٍ، عن أبيه، عن جده، أن عليًا كان إذا سافر سار بعد ما تغرب الشمس حتى يكاد أن يظلم، ثم ينزل فيصلى المغرب، ثم يدعو بعشائه فيتعشى، ثم يصلى العشاء، ثم يرتحل، ويقول: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.

549 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا ابن أبىٍ ذئبٍ، عن سعيد بن خالد، عن أبى عبيدٍ مولى عبد الرحمن بن أزهر، قال: سمعت عليًا، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبقى عندكم من لحم نسككم شئٌ بعد ثلاثٍ.

547 - صحيح: أخرجه البخارى [1983]، ومسلم [1979]، وأبو داود [22968]، وأحمد [1/ 142]، وابن حبان [4536]، والبزار [502] ، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 191]، والبيهقى [1735]، وغيرهم من طريقين، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي به

548 -

حسن: مضى تخريجه [برقم/ 464]. فانظره.

549 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 61]، و [1/ 70]، وغيره من طريق ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد عن أبى عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن علي به

=

ص: 529

550 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا سهل بن حمادٍ أبو عتابٍ الدلال، حدّثنا مختار بن نافعٍ التميمى، حدثنى أبو حيان التميمى، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ الله أَبَا بَكْرٍ زَوَّجَنِى ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِى إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَق بِلالًا مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ الله عُمَرَ، يَقُولُ الحْقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، تَرَكَهُ الحْقُّ وَمَالَهُ صَدِيقٌ، رَحِمَ الله عُثْمَانَ تَسْتَحْييهِ المْلائِكَةُ، رَحمَ الله عَليًّا، اللَّهمَّ أَدِر الحْقَّ مَعَهُ كَيْفَ دَارَ".

= قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. وسعيد بن خالد: هو المدنى حليف بنى زهرة، شيخ ثقة لم يثبت تضعيف النسائي له. وقد توبع عليه: تابعه الزهرى كما مضى [برقم/ 1152].

550 -

منكر: أخرجه الترمذى [3714]، والحاكم [3/ 76]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 5906]، والبزار [806]، ونظام الملك في "جزء من أماليه"[رقم/ 17]، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"[رقم/ 230]، وأبو الحسين بن المهتدى في "الجزء الأول من مشيخته/ تخريج الحافظ شجاع الذهلى"[رقم/ 118/ مخطوط/ بترقيمى]، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصرى في "مجلسين من أماليه"[رقم/ 25/ مخطوط/ بترقيمى]، وأبو منصور بن عساكر في "الأربعين"[ص 86]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 445]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 210]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 10]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 63]، وابن الأثير في أسد الغابة [1/ 823]، وغيرهم، من طرق عن أبى عتاب سهل بن حماد عن المختار بن نافع عن أبى حيان التيمى عن أبيه عن علي به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصرى كثير الغرائب". قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد". وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عتاب الدلال".

قلتُ: وسنده منكر. والمختار بن نافع: منكر الحديث، كما قاله البخارى والنسائى وأبو حاتم والساجى، وقال أبو زرعة:"واهى الحديث" وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا كان يأتى بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك .. ".

ثم أخرج له هذا الحديث. وقد ذكر الذهبى هذا الحديث في كتابه "الميزان" وعدَّه من مناكيره، وكذا فعل ابن الجوزى في "الواهيات"[1/ 256]، وقبلهما العقيلى وابن حبان. =

ص: 530

551 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ، قال: قلت لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته خادمًا، فإنه قد أجهدك العمل، فأتته فلم توافقه، فقال:"أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَالْتُمَا؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ".

= وفى الحديث علة أخرى، وهى أن سعيد بن حيان - والد يحيى -: لم يرو عنه سوى ولده وحده، ولم يوثقه سوى العجلى وابن حبان، فمثله في طبقة المجهول الحال، وقد جزم ابن القطان الفاسى بجهالته في كتابه "بيان الوهم والإيهام" كما في "نصب الراية"[3/ 475]. لكن اعترضه الحافظ في "التهذيب"[4/ 19]، قائلًا:"ولم يقف ابن القطان على توثيق العجلى؛ فزعم أنه مجهول".

قلتُ: وقول ابن القطان هو الصواب عند التحقيق. ثم إن الحافظ نفسه قد أحجم عن إبداء رأيه في سعيد فقال في "التقريب" عنه: "وثقه العجلى" وتابع الذهبيُّ العجليَّ فقال في الكاشف [1/ 434]، عن سعيد:"ثقة".

والذهبى: يتساهل كثيرًا في هذا الكتاب، وقد خولف المختار بن نافع في إسناده؛ خالفه على بن عاصم الواسطى، فرواه عن يحيى بن سعيد التيمى فقال: عن حبَّة بن جوين العرنى عن علي به

نحو لفظ المؤلف، لكن دون الجملة الأخيرة "رحم الله عليًا

". فعنده مكانها عن عثمان: " .. وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا". هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [39/ 71]، من طريق الحاكم عن عبد الله بن إسحاق البغوى عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن على ابن عاصم به

قلتُ: وهذا إسناد واهٍ مسلسل بالعلل:

1 -

عبد الله بن إسحاق: لينه الدارقطنى كما في "تاريخ بغداد"[9/ 414].

2 -

وابن ناصح: ليس بذاك القوى. وهو من رجال "التهذيب".

3 -

وعلى بن عاصم: صدوق في الأصل، لكنه كثير الخطأ صاحب مناكير. وكان طويل اللسان على حفاظ الحديث في عصره، وقد غربلنا حاله في كتابنا "المحارب الكفيل". واللَّه المستعان.

551 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 146]، من طريق إسرائيل، عن أبى إسحاق السبيعى، عن هبيرة بن يريم عن علي به

=

ص: 531

552 -

حدَّثنا أبو موسى، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشبٍ، حدثنى عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع قدمه بينى وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا: "ثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً"، قال على: ما تركتها بعد، فقال له رجلٌ: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.

553 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبى قال: سمعت يحيى بن

= قلتُ: وتوبع إسرائيل عليه: تابعه زهير بن معاوية: عند النسائي في "مسند على" كما في "التهذيب" للمزى [21/ 253]، ومطين في "مسند على" كما في "الفتح" [11/ 122]. لكن: قرن زهير في روايته مع "هبيرة بن يريم": "هانئ بن هانئ وعمارة بن عبد الكوفى" ثلاثتهم عن على به

ثم جاء حبيب بن حبيب الزيات وخالف زهيرًا وإسرائيل في أبى إسحاق، ورواه عن أبى إسحاق فقال: عن الحارث الأعور عن علي به نحوه في سياق أتم

هكذا أخرجه ابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 209]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7064]، من طريق حبيب بن حبيب عن أبى إسحاق به. قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن أبى إسحاق إلا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات". قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 215]: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف".

والمحفوظ عن أبى إسحاق: هو الوجه الأول. وحبيب الزيات: وهَّاه أبو زرعة الرازى، وغمزه ابن عدى، ومشَّاه غيرهما. راجع "اللسان" [2/ 174]. ومدار الإسناد: على أبى إسحاق، وهو قد تغير حفظه بآخرة، حتى صار يحدث على التوهُّم، ورواية قدماء أصحابه عنه مستقيمة، وسائرها فيها شئ. وزهير بن معاوية: ممن روى عنه بآخرة بالاتفاق. أما إسرائيل: فقد اختلف فيه، كما مضى مرارًا. وللحديث: طرق أخرى عن علي به نحوه

وقد مضى بعضها: [برقم/ 274]، وهو الآتى أيضًا. وله شواهد: بعضها ثابت.

552 -

صحيح: مضى هذا الطريق [برقم/ 274].

553 -

حسن: أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 324]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9388]، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"[رقم/ 125/ طبعة مكتبة الفرقان]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 446]، والمزى في "التهذيب"[6/ 41]، وغيرهم من طريقين، عن وهب بن =

ص: 532

أيوب، يحدث عن يزيد بن أبى حبيب، عن مرثد، عن حسان بن كريب، عن علي أنه كان يقول: القائل الفاحشة والذى يسمع في الإثم سواء.

554 -

حدّثنا عبد الرحمن بن صالحٍ، حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وهانئ بن هانئٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة حين تنازعوا ابنة حمزة: "وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَأَخُونَا وَمَوْلانَا".

555 -

حدّثنا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا حماد، حدّثنا جميل بن مرة، عن أبى الوضئ قال: كنا مع على حين قتل أهل النهروان قال: التمسوا لى المخدج فانطلق القوم فلم يجدوه قال: ارجعوا فالتمسوه فانطلقوا فلم يجدوه قال: ارجعوا فالتمسوه فو الله ما كذبت ولا كذبت قال: فانطلقوا فاستخرجوه من تحت القتلى في طين فجاؤوا به فكأنى أنظر إليه حبشى عليه قرطق إحدى يديه مثل حلمة المرأة عليه شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع.

556 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا معاذٌ، حدثنى أبى، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، أن عليًا، صنع طعامًا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا نظر إلى البيت رجع، فقال عليٌّ: ما رجعك يا نبى الله، فداك أبى وأمى؟ قال:"إِنِّى رَأَيْتُ فِي بَيْتِكَ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، وَإِنَّ المْلائكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ".

= جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزنى عن حسان بن كريب عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد حسن رائق. يحيى بن أيوب: هو المصرى الصدوق العالم، وحسان بن كريب: روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، ولم يتكلم فيه أحد بشئ، فهو حسن الحديث إن شاء الله، بل وجدتُ ابن حبان قد ذكره في كتابه "مشاهير علماء الأمصار" [ص/ 120/ رقم 932]؛ ثم قال:"من جلَّة المصريين". وتابعه الهيثمى: على توثيقه في "المجمع"[8/ 172]، فقال:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير حسان بن كريب وهو ثقة".

554 -

قوى لغيره: مضى تخريجه قريبًا [برقم 526].

555 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم/ 480]. فانظره إن شئت.

556 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم/ 436، 521].

ص: 533

557 -

وبه عن سعيد بن المسيب: عن علي أنه قال: الإخوة من الأم لا يرثون دية أخيهم لأمهم إذا قتل.

558 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يوسف بن خالد، حدّثنا هارون بن سعدٍ، عن أبى صالحٍ الحنفى، عن عليٍّ، قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعور آبارها، يعنى يوم بدرٍ.

557 - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الصغير" كما في "الكنز"[40366]. قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 416]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وسنده ضعيف مع ثقة رجاله؛ قتادة هو إمام المدلسين ولم يذكر فيه سماعًا، وهو شغوف جدًّا بالتدليس عن ابن المسيب خاصة حتى قال القاضى إسماعيل في "أحكام القرآن" كما في "تهذيب التهذيب" [8/ 355]:"سمعتُ على بن المدينى يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفًا شديدًا، وقال: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال، وكان ابن مهدى يقول: مالك عن ابن المسيب أحب إلى من قتادة عن ابن المسيب".

قلتُ: وإذا عرف الباحث أن مالكًا لم يدرك ابن المسيب أصلًا علم قيمة قول ابن مهدى الماضى، وراجع: ما قاله أحمد عن رواية قتادة عن سعيد في "جامع التحصيل"[ص 255].

558 -

ضعيف جدًّا: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 367]، من طريق يوسف بن خالد السمتى عن هارون بن سعد عن أبى صالح الحنفى عن علي به نحوه.

هذا إسناد مظلم، ويوسف بن خالد: هو السمتى الفقيه العالم الساقط المنحط، وعنه يقول ابن معين:"كذاب زنديق لا يكتب عنه"، وكذا كذبه الفلاس وأبو داود وغيرهم. وقال أبو حاتم:"ذاهب الحديث" وقال البخارى: "سكتوا عنه" وهذا جرح شديد عنده، وقال النسائي:"ليس بثقة ولا مأمون" وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، والفقه إن لم يقدْ صاحبه إلى التطهر من الأدناس والأرجاس القولية والعملية؛ فبئس الفقه هو، وماذا ينفع صاحبه أصلًا؟! وبه: أعله الهيثمى في "المجمع"[6/ 104]، فقال:"رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتى، وهو ضعيف"، وقد تسامح في حق يوسف، لكن يوسف لم ينفرد به: بل تابعه عليه:

1 -

قيس بن الربيع: عند أبى نعيم في "الحلية"[4/ 367]، من طريق أبى بكر الطلحى قال ثنا أبو حصين الوادعى، قال: ثنا يحيى الحمانى، قال ثنا قيس بن الربيع به

وقيس والراوى عنه: تكلم فيهما النقاد بما يسقط روايتهما. =

ص: 534

559 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبى جحيفة، عن أبيه، قال: قال عليٌّ: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، ولكنَّ الحربَ خَدْعَةٌ.

560 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يونس بن أرقم، حدثنى يزيد بن أبى زيادٍ، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئٍ، قال: أتيت عليًا فسألته عن المسح على الخفين، فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فمسحنا ثلاثة أيامٍ ولياليهن، وللمقيم يومًا.

561 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا محمد بن عبد الواحد بن أبى حزمٍ، حدّثنا عمر بن عامرٍ، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُفِىَ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَلُمُّوا صَدَقَةَ الْوَرِقِ، مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ شَىْءٌ حَتَّى تَكُونَ مِئَتَىْ دِرْهَمٍ، فَإِذَا كَانَتْ مِئَتَىْ دِرْهَمٍ فَفِيهَا خَمْسَةَ دَرَاهِمَ".

= 2 - وأبو عوانة الوضاح اليشكرى: ذكره أبو نعيم في "الحلية"[4/ 367]، وأخرجه البيهقى في "سننه"[رقم/ 17902]، من طريق هلال بن العلاء ثنا أبو ربيعة العامرى ثنا أبو عوانة به.

قلتُ: إن كان أبو ربيعة العامرى هو فهد بن عوف، فالمتابعة ساقطة.

وهارون بن سعد: هو الأعور، شيخ صدوق احتج به مسلم، لكن رُمى بالرفض، وقد حُكى عنه الرجوع عنه.

559 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 134]، والطيالسى [105]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[1437]، وغيرهم من طريق شعبة عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح شريف. وللحديث: طرق أخرى عن علي به

مضى بعضها: [برقم/ 261].

560 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 264].

561 -

قوى لغيره: مضى تخريجه [برقم 299]، ولكن مختصرًا بشطره الأول فقط. وقد توبع الحارث عليه: تابعه عاصم بن ضمرة عن علي به

وقد اختلف في إسناده اختلاف كثير، تارة في رفعه ووقفه، وتارة على أبى إسحاق في سنده، وقد أوضحنا ذلك هناك [رقم/ 299].

ص: 535

562 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حدّثنا عمر بن عامرٍ، عن قتادة، عن أبى حسان الأعرج، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الْمُؤْمِنُونَ تكافأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بكَافرٍ، ولا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ".

563 -

حدَّثنا عبيد الله، حدّثنا السكن بن إبراهيم البرجمى أبو عمرٍو، حدّثنا أشعث بن سوارٍ، عن ابن أشوع، عن حنشٍ الكنانى، عن علي بن أبى طالبٍ، أنه بعث عامل شرطته، فقال له: تدرى علام أبعثك؟ أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنحت له كل زخرفٍ، قال: يعنى كل صورةٍ، وأن أسوى كل قبرٍ.

564 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا محمد بن عبيد الله العبدى، عن حفص بن خالدٍ العبدى، حدثنى أبى، عن جدى، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يومٍ،

562 - صحيح: أخرجه النسائي [4735]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 122]، والمزى في "التهذيب"[26/ 28]، وغيرهم، من طريق عمر بن عامر عن قتادة عن أبى حسان الأعرج عن علي به

قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات. وعمر بن عامر: هو البصرى القاضى مختلف فيه، لكن: تابعه همام عند أحمد [1/ 119]، والنسائى [4745]. وتابعه أيضًا: حجاج بن الحجاج عند النسائي أيضًا [4746]. وقتادة: يدلس ولم يذكر فيه سماعًا، لكن: للحديث طرق أخرى عن علي به. مضى بعضها [263]، وبعض آخر [338]، وراجع "الإرواء"[7/ 266].

والحديث عند أبى داود [2035]، من طريق قتادة عن أبى حسان، ولكن دون موضع الشاهد هنا.

563 -

قوى لغيره: مضى تخريجه [برقم 507]، فانظره غير مأمور. والسكن بن إبراهيم روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، لكن يقول الحسينى في "الإكمال" [2/ 35]:"مجهول" وقد تعقبه الحافظ في "التعجيل"[1/ 157]، وأصاب في ذلك.

564 -

صحيح لغيره: آخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم/ 2116]، من طريق محمد بن عبيد الله العمرى [وعند المؤلف: العبدى]، عن حفص بن خالد عن أبيه عن جده عن علي به

=

ص: 536

فقال: "أَلا إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلا إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلا إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ مَا أَقَامُوا بِثَلاثٍ: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفَوْا، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمْلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".

565 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا حرمى بن عمارة، حدّثنا الفضل بن عميرة أبو قتيبة القيسى، قال: حدثنى ميمون الكردى أبو نصيرٍ، عن أبى عثمان، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذٌ بيدى، ونحن نمشى في بعض سكك المدينة، إذ أتينا على حديقةٍ، فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقةٍ، قال:"لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا"، ثم مررنا بأخرى، فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقةٍ، قال:"لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا"، حتى مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول ما أحسنها، ويقول: "لَكَ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ

= قلتُ: هذا إسناد غائب؛ قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 348]،:"رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم".

وأقول: حفص بن خالد أظنه هو المترجم في "التعجيل"[2/ 362]، وهو حفص بن خالد بن جابر، معروف بالرواية عن أبيه عن جده، كما أشار إليه البخارى في "تاريخه"[2/ 362]، ولم أجد من وثقه سوى ابن حبان وحده، ومثله أبوه، ولم أعرف أباه جابرًا، ومحمد بن عبيد الله العمرى أو العبدى: لم أفطن له أيضًا.

وللحديث: طرق أخرى عن علي، ولكن دون هذا التمام. وله شواهد - بعضها مثل لفظه -: عن جماعة من الصحابة: منهم: أنس بن مالك وسيأتى [برقم/ 3644]، ومنهم أبو برزة الأسلمى وسيأتى [برقم/ 3645]، ومنهم أبو موسى الأشعرى، وجماعة غيرهم.

565 -

منكر: أخرجه الحاكم [3/ 149]، والبزار [716]، وأبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[2/ رقم/ 1109]، وأبو الشيخ في "القطع والسرقة" كما في "كنز العمال"[36523]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 322]، والمزى في "التهذيب"[23/ رقم 239]، وغيرهم، من طرق عن حرمى بن عمارة عن الفضل بن عميرة عن ميمون الكردى عن أبى عثمان النهدى عن علي به نحوه .. قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى أبو عثمان النهدى عن علي إلا هذا". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". =

ص: 537

مِنْهَا"، فلما خلا له الطريق اعتنقنى ثم أجهش باكيًا، قال: قلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: "ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ، لا يُبْدُونَهَا لَكَ إِلا مِنْ بَعْدِى"، قال: قلت: يا رسول الله، في سلامةٍ من دينى؟ قال: "فِي سَلامَةٍ مِنْ دَيْنِكَ".

566 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا سفيان،

= قلتُ: بل إسناده منكر. والفضل بن عميرة: ذكره زكريا الساجى في "الضعفاء" ثم قال: "في حديثه ضعف، وعنده مناكير" كما في "تهذيب الحافظ"، وكذا أورده العقليى في "الضعفاء" [3/ 443]. أما ابن حبان: فقد ذكره في "الثقات"[8، 59] ولم يفعل شيئًا. وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 155]. وباقى رجاله: ثقات. وميمون الكردى: وثقه أبو داود وابن حبان. وقال ابن معين في رواية: "صالح" وفى رواية: "ليس به بأس" وشذ الأزدى فضعَّفه. أما الحافظ فقال: "مقبول" والصواب أنه "ثقة" ويكفى توثيق أبى داود له.

566 -

صحيح: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 244]، من طريق المؤلف به.

قلتُ: وإسناده صحيح لولا أن محمد بن عبد الله بن الزبير - وهو أبو أحمد الزبيرى - يخطئ في حديث الثورى، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه:

1 -

وكيع: عند ابن أبى شيبة [رقم/ 35936].

2 -

وأبو عاصم النبيل: عند البيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 808]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 224].

3 -

وابن المبارك في "الزهد"[رقم 364].

4 -

والفريابى: عند ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 245].

5 -

وعبيد الله بن سعيد الأموى: عند ابن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية [18/ 596/ طبعة العاصمة].

6 -

عبد العزيز بن أبان: عند الرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 458].

7 -

بشر بن السرى: عند ابن عساكر أيضًا [6/ 244]، وسقط من عنده ذكر "على".

وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل المشهور بـ: "ببَّة". والمنهال بن عمرو: ثقة صدوق لم يتكلم فيه أحد بحجة. وقد رواه بعض الضعفاء عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن على به مرفوعًا. هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 255]. =

ص: 538

عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن علي قال: أول من يكسى من الخلائق إبراهيم قُبطيتين ويكسى محمد بردة حبرة قال: وهو عن يمين العرش.

567 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا يونس بن أرقم، حدّثنا يزيد بن أبى زياد، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: شهدت عليًا في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في يوم غدير خمٍ:"مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ"، لما قام فشهد،

= * تنبيه مهم: ذكر الحافظ في "الفتح"[11/ 384]، هذا الأثر من طريق ابن المبارك في "الزهد" ثم قال:"كذا أورده مختصرًا موقوفًا، وأخرجه أبو يعلى مطولًا مرفوعًا". كذا قال. والذى عند المؤلف: إنما هو مختصر موقوفًا كما رأيتَ؛ لا يقال: ربما يكون أبو يعلى قد رواه مطولًا مرفوعًا في "مسنده الكبير". وأنتم تعملون في "مسنده الصغير" فهذا محتمل. وعليه ينزل كلام الحافظ الماضى.

فالجواب: أن هذا وإن كان محتملًا؛ إلا أن الصواب خلافه بلا تردد.

برهان ذلك: أن ابن عساكر الحافظ قد روى هذا الأثر في "تاريخه"[6/ 244]، من طريق أبى عمرو بن حمدان وأبى بكر بن المقرئ كلاهما عن المؤلف بإسناده به مختصرًا موقوفًا. وأبو عمرو بن حمدان: هو راوية هذا "المسند الصغير" الذي نحن مشتغلون بتخريجه. أما أبو بكر بن المقرئ: فهو راوية "المسند الكبير" عن مؤلفه، كما مضى الإفاضة في هذا بالمقدمة.

وثبت بهذا: أنه عند المؤلف مختصر موقوف. أما قول الحافظ: "وأخرجه أبو يعلى مطولًا مرفوعًا" فلا نراه إلا وهمًا، اللَّهم إلا إذا أراد به غير هذا الطريق أصلًا.

567 -

صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 119]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 206]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 798]، من طريق يونس بن أرقم عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. ويونس بن أرقم: روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، وقال البخارى:"معروف الحديث" لكن لينه ابن خراش. راجع "تعجيل المنفعة"[1/ 459]، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه: العلاء بن سالم العطار: عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 198/ الطبعة العلمية]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 236]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 206]. =

ص: 539

قال عبد الرحمن فقام اثنا عشر بدريًا، كأنى أنظر إلى أحدهم عليه سراويل، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول يوم غدير خمٍ:"أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِى أُمَّهَاتُهُمْ؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال:"فَمَنْ كُنْتُ مولاه فعلىٌ مولاه، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه".

568 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا كثير بن هشامٍ، حدّثنا الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن علي بن أبى طالبٍ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجزار الذي ينحر بدنه، فأمرنى أن أتصدق بلحومهن وجلودهن وأجلتهن، ولا أعطى من ذلك شيئًا، وقال:"إِنَّا نُعْطِيهِ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ".

569 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ، أخبرنى زيد بن أسلم، عن أبى سنانٍ يزيد بن أمية الديلى، قال: مرض على بن أبى طالبٍ مرضًا شديدًا حتى أدنف وخفنا

= ويزيد بن أبى زياد: ضعيف مختلط، لكنه توبع عليه: تابعه: سماك بن عبيد بن الوليد عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 119]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 207]، لكن دون جملة "من كنتُ مولاه فعلى مولاه". لكنها متابعة لا تثبت، وسماك مجهول الحال، وتابعهما: عمرو بن عبد الله وعبد الأعلى بن عامر الثعلبى كلاهما: عند ابن عساكر أيضًا [42/ 207]، والطريق إليهما لا يصح أيضًا، وللحديث: طرق أخرى عن علي به

وقد ذكر منها الإمام في "الصحيحة"[4/ 330]، تسعة طرق. وشواهده: كثيرة أيضًا عن جماعة من الصحابة، حتى عده بعضهم من المتواتر. وبعض الحفاظ: لا يثبت هذا الحديث مع كثرة طرقه.

* والصواب: أنه حديث صحيح شريف ثابت، وقد جمع الحافظ الذهبى جزءًا في تصحيحه كما ذكره في "تذكرة الحفاظ"[3/ 1043]، وفى "سير النبلاء"[17/ 169]، في ترجمة الحاكم الصغير.

568 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 269، 298].

569 -

صحيح: أخرجه الآجرى في "الشريعة"[4/ 2104/ طبعة دار الوطن]، والضياء في "المختارة"[2/ 404 - 405]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 542]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 802]، من طريق عبد الله بن جعفر السعدى - والد ابن المدينى - عن زيد بن أسلم عن أبى سنان يزيد بن أمية الديلى عن علي به نحوه

=

ص: 540

عليه، ثم إنه برأ ونقه، فقلنا: هنيئًا لك أبا الحسن، الحمد للَّه الذي عافاك، قد كنا نخاف عليك، قال: لكنى لم أخف على نفسى، أخبرنى الصادق المصدق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه، وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر، فتخضب هذه منها بدمٍ، وأخذ بلحيته، وقال لى:"يَقْتُلُكَ أَشْقَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ الله أَشْقَى بَنِى فُلانٍ مِنْ ثَمُودَ"، قال: فنسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود.

= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات سوى عبد الله بن جعنر والد ابن المدينى الإمام، وهو ضعيف صاحب مناكير، ضعفه النقاد بخط عريض، بل وروى عن ولده تضعيفه أيضًا. لكنه لم ينفرد به، بل تابعه:

1 -

عبد الرحمن بن أبى الزناد: عند عبد بن حميد في "مسنده"[رقم 92/ المنتخب]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 544]، وسنده صحيح إليه. وابن أبى الزناد: صدوق إمام فقيه وله أوهام، لكنه متماسك، وتابعه أيضًا:

2 -

سعيد بن أبى هلال: عند الحاكم [3/ 122]، وعنه البيهقى في "سننه"[15848]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 543]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 174]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 173]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 320]، والآجرى في "الشريعة"[4/ 2103]، لكن الطريق إليه مغموز، وتابعه أيضًا:

3 -

الأعمش: عند الدارقطنى في "الأفراد/ أطرافه"[1/ 117/ الطبعة التدمرية]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 802]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 543]. قال الدارقطنى عقب روايته:"هذا حديث غريب من حديث الأعمش، عن زيد بن أسلم بن أبى سنان، عن على، تفرد به عبد الله بن داهر عن أبيه".

قلتُ: وعبد الله وأبوه ساقطان ليسا بشئ، فالمتابعة لا يفْرح بها، وللحديث طرق أخرى عن على به

استوفاها ابن عساكر في "تاريخه". وهو حديث صحيح ثابت.

* تنبيه: ذكر حسين أسد في "تعليقه على مسند المؤلف" أنه كان قد وقع بالأصل في سند المؤلف: "عَنْ أبِى سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ"! هكذا: "مرة" دون: "أمية"! وهو خطأ لا ريب فيه، لكن يبدو أنه تحريف قديم في سند المؤلف! فهكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" من طريق المؤلف به، ووقع عنده:"عن أبى سنان يزيد بن مرة الديلى"، وساق الهيثمى الحديث في "المجمع" فقال:"وعن أبى سنان يزيد بن مرة الديلى"! والصواب أنه: "يزيد بن أمية"، كما وقع عند الضياء وغيره، وهو الذي يروى عن علي، وعنه زيد بن أسلم.

ص: 541

570 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن مسعود بن الحكم، عن عليٍّ، قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقمنا وقعد فقعدنا، يعنى في الجنازة.

571 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى حية، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.

572 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، حدثنى عبدة بن أبى لبابة، قال: سمعت شفيق بن سلمة، يقول: رأيت عليًا يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: هكذا توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

573 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى دُبُرَ كل صلاةٍ مكتوبةٍ ركعتين، إلا العصر والصبح.

570 - صحيح: مضى هذا الطريق [برقم 288]، وقد مضى له طريق آخر [برقم 273]. وانظر أيضًا:[رقم 308].

571 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 283] و [رقم/ 499].

572 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [413]، والطيالسى [176]، والقاسم بن سلام في الطهور [رقم/ 66]، والبزار [رقم/ 394]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 29]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 160، 161]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم/ 3407]، وفى "جزء من حديثه"[رقم 32]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 282]، وابن عساكر في "تاريخه"[37/ 382]، وغيرهم، من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عبدة بن أبى لبابة عن شقيق بن سلمة عن علي به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات والشواهد. رجاله ثقات سوى عبد الرحمن بن ثابت، فقد تكلموا فيه؛ لكن تابعه عامر بن شقيق الأسدى، واختلف عليه في متنه، كما شرحه الدارقطنى في "العلل" [3/ 34]. والحديث: عند جماعة عن علي وعثمان معًا. وله طرق أخرى عن علي به

573 -

قوى: مضى تخريجه [برقم/ 347] فانظره.

ص: 542

574 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة، حدثنى عمى الماجشون بن أبى سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة كبر، ثم قال:"وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهمَّ أَنْتَ المْلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّى وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِى، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِى، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِى جَمِيعًا، لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِى لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِى لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّى سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّى سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ الْخيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكُ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، إِنَّا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ".

وإذا ركع، قال:"اللَّهمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِى، وَبَصَرِى، وَعِظَامِى، وَمُخِّى، وَعَصَبِى".

وإذا رفع رأسه من الركوع، قال:"سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الحْمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَىْءٍ بَعْدُ".

فإذا سجد، قال:"اللَّهمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، سَجَدَ وَجْهِىَ لِلَّذِى خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالِقِينَ".

فإِذا سلم، قال:"اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ".

575 -

حدّثنا عبيد الله، حدّثنا يوسف بن يعقوب الماجشون، حدثنى أبى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أنه قال في حديثه:"أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ".

574 - قوى: مضى مختصرًا [برقم 285].

575 -

قوى: انظر قبله.

ص: 543

576 -

حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن حسنٍ، وعبد الله، ابنى محمد بن علي، عن أبيهما، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ.

577 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزرى؛ عن مجاهدٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه، وأن أقسم جلودها وجلالها، وأمرنى ألا أعطى الجازر منها شيئًا، وقال:"نَحْنُ نُعْطيه منْ عنْدنا".

578 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبى يزيد، عن مجاهدٍ، عن ابن أبى ليلى، عن عليٍّ، قال: أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تستخدمه خادمًا، فقال: "أَدُلُّكِ، أَوْ أُعَلِّمُكِ، مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ ذَلِكَ؟ إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ تُسَبِّحِينَ ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ،

576 - صحيح: أخرجه البخارى [4825]، ومسلم [1407]، والترمذى [1121]، والنسائى [3365]، وابن ماجه [1961]، والدارمى [2197]، وأحمد [1/ 79]، والبزار [641]، وسعيد بن منصور [848]، وعبد الرزاق [14032]، والبيهقى [13924]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 25]، والحميدى [37]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 177]، وابن الجارود [697]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الزهرى عن حسن وعبد الله ابنى محمد ابن الحنفية عن أبيهما، عن علي به. قال الترمذى:"حديث على حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد اختلف في إسناده على الزهرى على ألوان عديدة؛ ذكرها الدارقطنى في "العلل": [4/ 107، 108، 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116]، ثم رجَّح الوجه الماضى عن الزهرى.

577 -

صحيح: مضى [برقم/ 269، 298، 568].

578 -

صحيح: أخرجه البخارى [5047]، وأحمد [1/ 80]، وابن حبان [5529]، والنسائى في "الكبرى"[10650]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 355]، وابن راهويه [2108]، والحميدى [43]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 224]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبى يزيد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي به

ص: 544

وَكَبِّرى وَاحْمَدِى، أَحَدُهُمَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَالآخَرُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ"، قال عليٌّ: فلم أدعها بعد أن سمعتها، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.

579 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، قال: حدثنى ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا يحجبه عن قراءة القرآن إلا الجنابة.

580 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ تَجَوَّزْنَا لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الخْيْلِ وَالرَّقِيقِ".

581 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ، عن وهب بن الأجدع، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ مُرْتَفِعَةً".

582 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن، عن عليٍّ، قال: كنا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، وجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرةٌ فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قَالَ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كَتَبَ الله مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَمَكَانَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِلا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً"، قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله، ألا نمكث على كتابنا وندع العمل؟

= قلتُ: وتوبع عليه عبيد الله، تابعه: عطاء بن أبى رباح، وعبد الملك بن أبى سليمان، وعمرو بن دينار وحبيب بن أبى ثابت، وحبيب بن حسان، وحصين بن عبد الرحمن، وغيرهم، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 280، 281]. وخالفهم بعضهم، والمحفوظ عن مجاهد: إنما هو على الوجه الماضى. وقد توبع عليه مجاهد: تابعه عمرو بن مرة كما مضى [برقم/ 274].

579 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم/ 287، 348، 406، 524].

580 -

صحيح لغيره: مضى الكلام عليه [برقم/ 299].

581 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 411].

582 -

صحيح: مضى [برقم/ 375]، فانظره غير مأمور.

ص: 545

فمن كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاء؟ فقال:"اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَة فَيُيَسَّرونَ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشِّقْوة، فَيُيَسَّرُون لِعَمَلِ أَهْلِ الشِّقْوَةِ"، ثم قرأ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 10].

583 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن ربعىٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، وَأَنِّى رَسُولُ الله بَعَثَنِى بِالحْقِّ، وَيُؤْمِنَ بالْبَعْثِ من بَعْدَ المْوْتِ، وَيُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ".

584 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن عبد الملك، عن نعيم بن دجاجة الأسدى، قال: كنت عند علي فدخل، عليه أبو مسعودٍ، فقال له عليٌّ: يا فروخ، أنت القائل: لا يأتى على الناس مئة سنةٍ وعلى الأرض عينٌ تطرف، أخطأت استك الحفرة، إنما قال:"لا يَأْتى عَلَى النَّاسِ مِئَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّا هُوَ الْيَوْمَ حَيّ، وَإِنَّمَا رخاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَفَرَحُهَا بَعْدَ الْمِئَةِ".

585 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن

583 - ضعيف: بهذا اللفظ والسياق: مضى تخريجه [برقم/ 352، 376].

584 -

حسن: مضى تخريجه [برقم/ 467].

585 -

قوى: أخرجه الترمذى [453]، وأبو داود [1416]،] ، وابن ماجه [1169]، وأحمد [1/ 110]، وابنه في "زوائد المسند"[1/ 143]، والنسائى في "الكبرى"[440]، وابن بشران في "أماليه"[رقم/ 292]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم/ 2547]، وابن نصر في "صلاة الوتر"[رقم/ 1/ مختصره]، وابن خزيمة [1067]، والحاكم [1/ 441]، والبيهقى في "سننه"[4243]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 102]، وابن الجوزى في التحقيق [1/ 451]، وجماعة كثيرة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عاصم بن ضمرة عن علي به

وهو عند بعضهم بزيادة في أوله. =

ص: 546

ضمرة، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْترُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ".

586 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبى إسحاق، عن علي بن

= قلتُ: وهذا إسناد قوى. وهكذا رواه جماعة كثيرة عن أبى إسحاق على هذا الوجه منهم: شعبة والثورى وجماعة، ذكر منهم الدارقطنى في "علله"[4/ 77]، خمسة عشر راويًا، ثم ذكر أنه قد اختلف في سنده على الثورى وغيره، فساق هذا الاختلاف ثم قال:"والمحفوظ قول من قال: عن عاصم بن ضمرة عن علي".

قلتُ: والقول ما قاله أبو الحسن، وقد اختلف على أبى إسحاق في رفعه ووقفه أيضًا، والمحفوظ: مرفوع كما مضى، على أن الموقوف لا ينافى الوجه المرفوع كما شرحناه مرارًا.

وللحديث: شواهد أيضًا.

تنبيه: قال الإمام الألبانى في تعليقه على "صحيح ابن خزيمة"[2/ 36/ رقم 1067]، بعدما ساق ابن خزيمة هذا الحديث من طريق أبى إسحاق عن عاصم عن علي به، قال: "إسناده ضعيف؛ لاختلاط أبى إسحاق السبيعى؛ وعنْعنته، وفى ابن ضمرة كلام يسير

".

قلتُ: بل الإسناد قوى جيد. أما عن اختلاط أبى إسحاق: فقد نازع الذهبى في صحته، وعلى صحته، فقد رواه عنه شعبة والثورى وهما ممن سمع منه قبل تغيره بالاتفاق، وأما عن عنْعنته: فقد رواه عنه شعبة، وأنت تعرف قيمة روايته عن طائفة المدلسين، وقد سبق ونقلنا عن البيهقى قوله في كتابه "المعرفة":"وروِّينا عنه - يعنى: شعبة - أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: وذكر منهم: أبا إسحاق السبيعى".

وقول شعبة هذا: قد أسنده عنه ابن القيسرانى في "مسألة التسمية"[ص/ 47/ طبعة مكتبة الصحابة/ جدة]، بإسناد صحيح إلى شعبة به. ثم إن أبا إسحاق من المكثرين عن عاصم بن ضمرة أيضًا. وعاصم: قوى الحديث.

586 -

صحيح: أخرجه أبو داود [2602]، والترمذى [3446]، وأحمد [1/ 115]، وابن حبان [2697]، والبزار [773]، والنسائى في "الكبرى"[10336]، والبيهقى [10097]، وعبد بن حميد في "مسنده"[رقم/ 88/ المنتخب]، والطبرانى في الدعاء [رقم/ 783]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 121]، والخطيب في "الجامع"[2/ رقم 1725]، والمحاملى في "الدعاء"[رقم 13]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 645]، والدولابى في "الكنى"[رقم 1458]، =

ص: 547

ربيعة الأسدى، قال: رأيت عليًا أتى بدابةٍ، فوضع رجله في الركاب، قال: بسم الله، فلما استوى عليها، قال: الحمد للَّه، ثم قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13]، ثم كبر ثلاثًا وحمد ثلاثًا، ثم قال: سبحانك إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم استضحك، فقلت: مم استضحكت؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يومًا مثل ما قلت، ثم استضحك، فقلت: مم استضحكت يا رسول الله؟ قال: "تَعَجَّبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْلِ عَبْدِهِ: سُبْحَانَكَ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، قَالَ: عَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ".

= وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم/ 495]، وجماعة، من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن على بن ربيعة الوالبى عن علي به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده ظاهره الصحة، وأبو إسحاق: قد صرح بالسماع عند البيهقى وغيره، وأما عن تغيره؛ فقد رواه عنه الثورى عند جماعة، وهو من قدماء أصحابه بلا خلاف. لكن: جزم غير واحد من الحفاظ أن أبا إسحاق لم يسمعه من على بن ربيعة.

وعمدتهم في ذلك: ما أخرجه ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم/ 800]، قال:"أخبرنا عَبد الرحمن بن بشر النيسابورى فيما كتب إليَّ قال: ذكر عَبد الرحمن بن مهدى حديث على بن ربيعة الذي رواه قال: "كنت ردف على فلما ركب قال سبحان الله الذي سخر لنا هذا"، فسمعت عَبد الرحمن بن مهدى يقول: قال شعبة: فقلتُ لأبى إسحاق: مِمّن سمعتَه؟ قال: من يونس بن خباب، فأتيت يونس بن خباب فقلت: مِمّن سمعتَه؟ فقال: من رجل رواه، عن على بن ربيعة". قال الدارقطنى في "العلل"[4/ 62]: "وروى هذا الحديث: شعيب بن صفوان عن يونس بن خباب عن شقيق بن عقبة الأزدى عن علي بن ربيعة". ورواية يونس هذه: قد أخرجها الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم/ 175]، بإسناد ضعيف إليه.

فثبت بهذا: أن أبا إسحاق قد سمع الحديث من يونس بن خباب، عن آخر، عن علي بن ربيعة، ويونس هذا: شيخ سوء دجال كان يشتم الصحابة، وقد كذبه الجوزجانى بخط عريض، لكن: للحديث طرق أخرى عن علي بن ربيعة به نحوه. =

ص: 548

587 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السائب، عن أبى ظبيان، قال: أتى عمر بامرأةٍ قد فجرت، فأمر بها أن ترجم فمر بها على فعرفها، فخلى سبيلها، فأتى عمر، فقيل له: إن عليًا أخذها من أيدينا فأرسلها، فقال: ادعوه لى، فأتاه، فقال: لم أرسلتها؟ قال: واللَّه لقد علمت يا أمير المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"قَدْ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائمِ حَتَّى يَسْتَيْقظَ، وَعَنِ الصَّبيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ المْجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَإِنَّ هَذِهِ مَجْنُونَةُ بَنى فُلانٍ، وَلَعَلَّ الَّذِي فَجَرَ بِهَا أَتَاهَا وَهِىَ فِي بَلائِهَا".

= * وأصحها: ما أخرجه الحاكم [2/ 108]، والمحاملى في "الدعاء"[رقم/ 19]، من طريقين عن فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة به نحوه. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم".

قلتُ: إنما هو قوى وحسب، وليس في "صحيح مسلم" حديث بتلك الترجمة قط، بل ليس ميسرة ولا شيخه من رجال مسلم أصلًا، وقد تكلم بعض النقاد في سماع على بن ربيعة من على - رضى الله عنه -، والصواب أنه صحيح السماع منه مطلقًا، ولا سيما هذا الحديث. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث: في مكان آخر، ورددنا على من انتصر لإعلاله من المتأخرين.

587 -

صحيح لغيره: المرفوع منه فقط: أخرجه أبو داود [4402]، وأحمد [1/ 154]، والطيالسى [90]، والنسائى في "الكبرى"[7344]، والبيهقى [16989]، وغيرهم، من طرق عن عطاء بن السائب عن أبى ظيبان به نحوه.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف. وفيه علتان:

الأولى: عطاء بن السائب هو إمام المختلطين، وجميع من رواه عنه هنا وهم: حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وغيرهم، كلهم قد رووا عنه بعد الاختلاط؛ اللَّهم إلا حماد بن سلمة، فقد صح أنه روى عنه قبل الاختلاط وبعده.

* والصواب: التوقف في شأنه حتى يثبت هذا أو ذاك.

والثانية: أبو ظبيان هو حصين بن جندب الثقة المشهور، وقد اختلفوا في سماعه من على، فقال أبو حاتم:"لا يثبت له سماع من على". وفى لفظ له: "ولا تبين لى سماعه من على". راجع "التهذيب"[2/ 380]، و"جامع التحصيل"[2/ 380]. =

ص: 549

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما البخارى: فقد أثبت له السماع من على كما في "تاريخه"[3/ 33]، وتبعه الدارقطنى وزاد معه: عمر بن الخطاب أيضًا، كما في "علله"[3/ 73]. وهذا هو الراجح عندى، والإثبات مقدم على النفى في مثل هذا المقام.

وقد خولف عطاء بن السائب في رفعه؛ خالفه أبو حصين عثمان بن عاصم - الثقة الثبت - فرواه عن أبى ظبيان به موقوفًا من قول على، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[7345]، من طريق إسرائيل عن أبى حصين به. قال النسائي: "وهذا أولى بالصواب، وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب

". وقد توبع عليه أبو حصين على هذا الوجه الموقوف: تابعه سعد بن عبيدة عند ابن بشران في "الأمالى" [رقم 956]، من طريق عمرو بن أبى قيس عن منصور عن سعد بن عبيدة به.

قلتُ: وهذا الموقوف هو الصواب والمحفوظ من طريق أبى ظبيان. ثم جاء جرير بن حازم ورواه عن الأعمش فقال: عن أبى ظبيان عن ابن عباس عن علي به مرفوعًا

هكذا أخرجه أبو داود [4401]، والنسائى في "الكبرى"[7343]، وابن خزيمة [1003] ، وعنه ابن حبان [143]، والحاكم [1/ 389]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 138]، والبيهقى [809]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 74]، وجماعة، من طريق جرير به. وقد خولف جرير بن حازم في رفعه؛ خالفه جرير بن عبد الحميد فرواه عن الأعمش عن أبى ظبيان عن ابن عباس عن علي به موقوفًا

، هكذا أخرجه أبو داود [4399]. وقد توبع جرير بن عبد الحميد على هذا الوجه، تابعه جماعة، منهم:

1 -

وكيع: عند أبى داود أيضًا [رقم/ 4400].

2 -

وعبد الله بن نمير: عند البيهقى في "سننه"[16987]، ثم قال البيهقى: "وهكذا رواه شعبة ووكيع وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش موقوفًا

".

قلتُ: وتابعهم أيضًا: محمد بن فضيل كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 72]. فهؤلاء خمسة من الثقات الأثبات كلهم خالفوا جرير بن حازم في رفعه؛ وقد جزم النسائي في "الكبرى" بكون جرير قد وهم فيه، وسبقه الترمذى إلى هذا في "علله"[1/ 498]، فقال:"وروى جرير بن حازم عن الأعمش عن أبى ظبيان عن ابن عباس هذا الحديث ورفعه وهو وهم، وهم فيه جرير بن حازم". =

ص: 550

588 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن ثعلبة الحمانى، قال: سمعت عليا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدا

= قلت: والصواب ما قالاه. وجرير: ثقة صدوق، لكنه كان يخطئ إذا حدث من حفظه، بل قد اختلط أيضًا، لكن: لم يصح أنه حدَّث في حال اختلاطه كما شرحناه في كتابنا "المحارب الكفيل بتقويم أسِنَّة التنكيل".

ثم جاء عمارة بن رزيق وخالف الجميع في سنده؛ فرواه عن الأعمش فقال: عن أبى ظبيان عن على وعمر به

ولم يذكر فيه ابن عباس ثم أوقفه، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[31/ 73]، ثم رجَّح الوجه الموقوف بزيادة ابن عباس من طريق وكيع ومن وافقه عن الأعمش به.

وللحديث: طرق أخرى عن علي، ولا يصح منها شئ. لكن: له شواهد مرفوعة عن جماعة من الصحابة.

أمثلها حديث عائشة: عند أبى داود [4398]، والترمذى في "علله"[رقم 245]، والنسائي [3432]، وابن ماجه [2041]، وأحمد [6/ 100]، والدارمى [2296]، وجماعة كثيرة. وسيأتى الكلام عليه [برقم/ 4400]. وسنده صالح.

وقد سأل الترمذىُ البخاريَّ عن هذا الحديث في "العلل" فقال له: "أرجو أن يكون محفوظًا"، ثم حسَّن الحديث. ولنا بحث في تقوية هذا الحديث بطرقه وشواهده؛ جعلناها ردًا على بعض المجدِّدينات من أهل هذا الزمان الكئيب، وممن انتدب نفسه للتأليف والتصنيف، حتى ألف رسالة في تضعيف هذا الحديث مطلقًا، وفيها من التخليط والتخبط وسوء الفهم وقلة البضاعة ما يُرْثَى له بحق، ثم بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه.

وهو حديث ثابت، صححه جماعات من المتقدمين والمتأخرين. وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس النميرى في "مجموع الفتاوى"[11/ 191]، وفى "الفرقان" [ص/ 40]:"اتفق أهل المعرفة على تلقيه بالقبول". وراجع: "نصب الراية"[4/ 209]، و"التلخيص"[1/ 183]، "والإرواء"[2/ 4].

588 -

صحيح: قد مضى تخريجه [4961]، ولكن دون شطره الأخير: "وأشهد أنه مما كان يشير

" إلى آخره. ولهذا الشطر: طرق كثيرة عن علي بنحوه. مضى بعضها [برقم/ 569].

ص: 551

فَلْيتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ منَ النَّارِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ ممَّا كَانَ يُشِيرُ إِلَيَّ لَيُخَضَّبَنَّ هَذَا مِنْ دَمِ هَذَا، يَعنِى لحيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ - ".

589 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمى، عن الحارث بن سويدٍ، عن عليٍّ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ في الدباء والمزفت.

590 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبى الجعد، عن عبد الله بن سبع قال: خطبنا على بن أبى طالب فقال: والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه - يعنى لحيته من دم رأسه - قال: فقال رجل: واللَّه لا يقول ذاك أحد إلا أبرنا عترته فقال: أذكر الله أو أنشد الله أن تقتل بى إلا قاتلى فقال رجل: ألا تستخلف يا أمير المؤمنين؟ قال: لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: فما تقول للَّه إذا لقيته؟ قال: أقول: اللَّهم تركتنى فيهم ما بدا لك ثم توفيتنى وتركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.

591 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى، عن أبى عبد الرحمن السلمى، قال: قال عليٌّ: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فظنوا به الذي هو أهيأ، والذى هو أهدى، والذى هو أتقى.

589 - صحيح: مضى تخريجه [برقم 538].

590 -

ضعيف: دون الجملة الأولى منه: قد مضى مختصرًا [برقم/ 341]. وذكرنا هناك الاختلاف في سنده على الأعمش وما فيه من العلل، مع ذكر بعض طرقه الأخرى والتى لا تصح أيضًا، لكن للفقرة الأولى منه: طرق كثيرة عن علي به

منها: الحديث السابق. والماضى [برقم/ 569]، وتجد المزيد منها: عند ابن عساكر في "تاريخه" وبعضها صحيح.

591 -

صحيح: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[11/ 131]، والضياء في "المختارة"[21/ 192]، من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. وقد اختلف على الأعمش في إسناده؛ فرواه عنه جرير على الوجه الماضى. وخالفه أبو معاوية الضرير، فرواه عنه فقال: عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن علي به

ولم يذكر "أبا عبد الرحمن السلمى"، =

ص: 552

592 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن الحارث، عن أبى زرعة بن عمرو بن جريرٍ، حدّثنا عبد الله بن نجىٍ، عن علي بن أبى طالب، قال: كانت لى من

= هكذا أخرجه أحمد في "المسند"[1/ 122]. وتابعه: عبد الله بن نمير عند: عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 130]. وتابعهما: فضيل بن عياض وعيسى بن يونس: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 156]. وخالفهم جميعًا: أبو بكر بن عياش فرواه عن الأعمش، فقال: عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن علي به

هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[1/ 130]. وقد توبع الأعمش على الوجه الأول مجوَّدًا. تابعه: 1 - مسعر بن كدام: عند أحمد [1/ 122]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[2/ 193]، والدارمى [592]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 147]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 247]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 41]، وغيرهم من طرق عن مسعر به. واختلف عليه فيه؛ فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم بعضهم فرواه عنه فقال: عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن علي به

، ولم يذكر "أبا عبد الرحمن السلمى" هكذا مثل رواية الأعمش من طريق أبى معاوية ومَنْ معه عنه.

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[4/ 157]، ثم رجَّح الوجه الأول بزيادة أبى عبد الرحمن السلمى فيه. وهو الصواب.

2 -

وشعبة: عند مسدد في "مسنده"، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 55]، وابن ماجه [20]، وأحمد [1/ 122]، والطيالسى [99]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 147]، وابن خزيمة في "التوحيد"[رقم 591]، وأبى القاسم في "الجعديات"[رقم/ 121]، من طرق عن شعبة به

ورواه الثورى عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن علي به

ولم يذكر "أبا عبد الرحمن السلمى". هكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[4/ 157]، ثم قال:"والصحيح قول من ذكر: أبا عبد الرحمن".

قلتُ: والقول ما قالت حَذَامِ.

592 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه الدارمى [2663]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 234]، وغيرهما من طريقين عن الحارث العكلى عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجى عن علي به نحوه

=

ص: 553

رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من السحر آتيه فيها، فكنت إذا أتيت استأذنت، فإن وجدته يصلى سبح، فدخلت وإن وجدته فارغًا أذن لى، فأتيته ليلةً فأذن لى، فقال:"أَتَانِى المَلكُ، أَوْ قَالَ: جِبْرِيلُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ مَا لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدْخلَ"، قال:"فَنَظَرْتُ، فَقلْتُ: لا أَجدُ شَيْئًا، فَطَلَبْتُ، فَقَالَ لِي: انْظُرْ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا جَرْوٌ للْحُسَيْنِ بْن عليٍّ مَرْبُوطٌ بقَائم السَّرِيرِ في بَيْت أُمِّ سَلَمَةَ"، فقال:"إِنَّ المْلائِكَةَ، أَوْ إِنَّا مَعْشَرَ الملائكَة، لا نَدْخُلُ بَيتًا فيه تِمْثَالٌ، أَوْ كَلْبٌ، أَوْ جُنُبٌ".

593 -

حدَّثنا زهير، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: سمعت عليًا، يقول: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهى، وتفل في عينى يوم خيبر حين أعطانى الراية.

= قلتُ: هذا إسناد ضعيف مع اختلاف وقع في سنده أيضًا. وقد مضى شرح ذلك: [برقم/ 313]. وطريق الحارث العكلى: عند أحمد أيضًا [1/ 77]، والنسائى [رقم 1211]، والبيهقى [3156]، وجماعة بطرفه الأول فقط، وهو جملة "الاستئذان".

وللمرفوع من الحديث: شواهد كثيرة، وبعضها ثابت، لكن دون قوله:"أو جنب"، وأقربها لسياق المؤلف: حديث أبى هريرة عند أبى داود [رقم / 4158]، والترمذى [رقم/ 2806]، وأحمد [2/ 305]، وابن حبان [5854]، والبيهقى [14353]، وجماعة. وسنده حسن. وسيأتى حديث ابن عباس: عند المؤلف [برقم/ 7112] بنحوه.

5 -

حسن: أخرجه الطيالسى [189]، وأحمد [11/ 78]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 980]، والمحاملى في "أماليه"[رقم/ 139]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 168/ مسند على]، وابن المقرئ في "معجمه"[رقم/ 743]، والقطيعى في "الألف دينار/ [رقم/ 41]، والضياء في "المختارة" [2/ 422، 423]، وأبو الحسين الآبنوسى في "المشيخة" [2/ 116]، وابن المغازلى في "مناقب على" [رقم/ 214]، وابن عساكر في "تاريخه" [42/ 109]، وابن الجزرى في "مناقب الأسد الغالب" [رقم/ 25]، وغيرهم، من طريق المغيرة بن مقسم عن أم موسى عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد صالح. قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 162]: "رواه أبو يعلى وأحمد باختصار، ورجالهما رجال الصحيح غير أم موسى، وحديثها مستقيم". =

ص: 554

594 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: استأذن قاتل الزبير على علي، فقال: ليدخل النار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَاريٌّ، وَحوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".

= قلتُ: كذا قال الهيثمى، وليس هو ممن يحسن معرفة استقامة أحاديث النقلة من سقيمها، وإنما نظر في ترجمة "أم موسى" من "تهذيب الكمال"[35/ 388]، فوجد المزى نقل عن الدارقطنى أنه قال:"حديثها مستقيم، يخرج حديثها اعتبارًا"، وهذا خطأ من المزى في النقل، تابعه عليه جماعة، وليس قوله:"حديثها مستقيم" من كلام الدارقطنى أصلًا، وإنما هو من قول الحافظ البرقانى للدارقطنى، خرج مخرج السؤال وحسب. ولفظ البرقانى في "سؤالاته للدارقطنى" [ص/ 75]:"أم موسى عن علي حديثها مستقيم؟ فقال: هي سُرِّيَّة لعلى، يخرج حديثها اعتبارًا". والتحقيق بشأن أم موسى: أنها امرأة صالحة الحديث إن شاء الله، وقد شرحنا حالها فيما علقناه علي الحديث الماضى [برقم/ 539]. فانظره ثمة. وللحديث طرق أخرى عن علي به. وكلها تالفة.

594 -

صحيح: أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 169/ مسند على]، والضياء في "المختارة"[2/ 423]، وأبو العرب القيروانى في "المحن"[ص / 109/ طبعة دار العلوم]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص/ 50]، ابن عساكر في "تاريخه"[18/ 373]، والمزى في "التهذيب"[9/ 328]، وغيرهم، من طريق المغيرة بن مقسم عن أم موسى عن علي به

قلت: وهذا إسناد صالح. وأم موسى: امرأة صدوقة، كما مضى بيان ذلك في الذي قبله. لكن للحديث طرق أخرى عن علي به

منها: طريق عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علي به

أخرجه الترمذى [3744]، وابن أبى شيبة [32168]، وأحمد [1/ 89]، والحاكم [3/ 414]، والطيالسى [163]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 228]، وفى "الأوسط"[7/ رقم 7072]، والبزار [556]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 186]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 196]، وتمام في "الفوائد"[1/ رقم 524]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 105]، وابن عساكر في "تاريخه"[18/ 370]، وجماعة من طرق عن عاصم به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". =

ص: 555

595 -

وبِهِ، عن أم موسى، قالت: ذُكِرَ عبد الله بن مسعودٍ عند علي فذكر من فضله، ثم قال: لقد ارتقى مرةً شجرةً أراد أن يجتنى لأصحابه، فضحك أصحابه من دقة ساقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا تَضْحَكُونَ؟ فَلَهُوَ أَثْقَلُ فِي المِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ".

596 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، حدّثنا مغيرة، عن أم موسى، عن علي، قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّلاةَ، الصَّلاةَ، اتَّقُوا الله فيمَا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ".

= قلتُ: وإسناده حسن رائق. وله طريق آخر عن علي به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[18/ 373]، من طريق خيثمة بن سليمان عن هلال بن العلاء عن أبيه عن إسحاق الأزرق عن أبى سنان الكوفى عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي به

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. والعلاء بن هلال: ضعفه أبو حاتم وابن حبان، وغمزه الخطيب أيضًا في حديثه، وله طريق ثالث: عن ابن عساكر أيضًا [18/ 374]، وسنده تالف. وفى الباب عن جماعة من الصحابة به

5 -

صحيح لغيره: مضى قريبًا [برقم/ 539].

5 -

قوى لغيره: أخرجه أبو داود [5156]، وابن ماجه [2698]، وأحمد [1/ 78]، والبخارى في "الأدب المفرد"[158]، وابن أبى الدنيا في "المحتضرين"[رقم 29]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 325]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[3/ 166/ مسند على]، والضياء في "المختارة"[2/ 420]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8555]، وفى "سننه"[15578]، وفى "الآداب"[رقم/ 50/ طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 135]، وجماعة من طرق عن المغيرة بن مقسم عن أم موسى عن علي به ....

قلتُ: وهذا إسناد حسن. وأم موسى: امرأة صالحة الحال، كما مضى بيانه في تخريج الحديث [رقم/ 1539]. له طريق آخر عن علي به

يرويه نعيم بن يزيد عن علي: عند أحمد [1/ 90]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 343]، والمزى في "تهذيبه"[21/ 482]، وغيرهما من طريق عمر بن الفضل السلمى عن نعيم بن يزيد عن علي به

وهذا إسناد ضعيف، ونعيم: شيخ مجهول، كما قاله أبو حاتم. وقد زاد فيه نعيم:"والزكاة" وهى زيادة منكرة، كما قاله الإمام في "الإرواء"[7/ 238]. =

ص: 556

597 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن مطرف، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر في أوَّل الليل وفى وسطه وفى آخره، ثم أثبت له الوتر فى آخره.

598 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد بن أبى عروبة، عن عبد الله الداناج، عن حضينٍ أبى ساسان، أنه ركب ناسٌ من أهل الكوفة إلى عثمان بن عفان، فأخبروه بما كان من أمر الوليد، أي يشرب الخمر، فكلمه في ذلك عليٌّ، فقال له عثمان: دونك ابن عمك فأقم عليه الحد، قال: قم يا حسن فاجلده، قال: فيم أنت من هذا؟ ول غيرى، قال: بل ضعفت ووهنت، قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده، فجعل يجلده، ويعد على حتى بلغ أربعين، فقال: كف، أو أرسله، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وكملها عمر ثمانين وكلٌ سنةٌ.

599 -

حدّثنا زهير، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبى جعفر، قال: جلد على رجلًا من قريش الحد في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان.

= وللحديث: شاهد عن أنس بن مالك يأتى [برقم/ 2933، 2990]، يرويه عنه قتادة، وقد اختلف على قتادة في إسناده، كما سترى ذلك فيما يأتى [برقم/ 6936، 6979].

597 -

قوى: مضى تخريجه [برقم 322].

598 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم/ 504].

599 -

صحيح: دون قوله "بسوط له طرفان": أخرجه الشافعي [1372]، وعبد الرزاق [13544]، والبيهقى في "سننه"[17325]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 154]، وغيرهم، من طرق عن سفيان عن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبى جعفر محمد بن على الباقر به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى أبى جعفر، لكنه منقطع. قال الهيثمى في "المجمع" [6/ 432]:"رواه أبو يعلى، وأبو جعفر لم يسمع من على".

قلتُ: وهذا فيه تسامح، بل هو لم يدرك عليًا أصلًا، وبين مولده وموت على ما ينوف على العشرين عامًا، كما ذكره الحافظ في "الفتح"[12/ 71]، وله طريق آخر: يرويه ابن لهيعة قال حدثنى أبو الأسود عن عروة: "أن عليًا جلد الوليد بن عقبة بسوط له ذنبان أربعين جلدة =

ص: 557

650 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، حدثنى محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد الله الخولانى، عن ابن عباسٍ، قال: دخلت على علي بيته، وقد بال فدعا بوضوءٍ فجئناه بعُسٍ يملأ المد، أو قريبه، حتى وُضِعَ بين يديه، فقال: ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، فداك أبى وأمى، قال: فوضع له الإناء، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق، ثم أخذ بيديه فصك بهما في وجهه،

= في الخمر". أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى" [3/ 155]، من طريق سعيد بن أبى مريم قال ثنا ابن لهيعة به.

قال الحافظ في "الفتح"[12/ 71]: "في سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وعروة لم يكن في الوقت المذكور مميزًا".

والأثر: صحيح ثابت عن علي من طرق أخرى عنه به، لكن دون دوله:"بسوط له طرفان" فهى زيادة ضعيفة. ومنها: الطريق الماضى قبله.

60 -

حسن: أخرجه أبو داود [117]، وأحمد [1/ 82]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[335]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 32]، والبزار [463، 464]، وابن خزيمة [153]، وابن حبان [1080]، والضياء في "المختارة"[2/ 230]، وابن الجوزى في "العلل المتناهية"[1/ 74]، وغيرهم، من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولانى عن ابن عباس به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد جيد إن شاء الله. وعبيد الله الخولانى: روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، وتبعه الحافظ في "التقريب".

• والصواب: أنه صدوق وحسب. ومحمد بن إسحاق: إمام في المغازى والسير، صدوق متماسك في الحديث. وقد أعلوا هذا الحديث بعللٍ لا تقوى عند الغربلة والنقد؛ فقال البزار بعد أن رواه:"عبيد الله الخولانى لا نعلم أن أحدًا يروى عنه غير محمد بن طلحة".

قلتُ: فكأنه يشير إلى إعلاله بجهالته، ولم ينفرد محمد بن طلحة بالرواية عن عبيد الله الخولانى أصلًا، بل روى عنه أيضًا قتادة وبسر بن سعيد وبكير الأشج وغيرهم من الثقات الأثبات، واحتج به البخارى ومسلم. ونقل الترمذى إعلاله عن البخارى بما ليس بعلة على التحقيق، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار". راجع "سنن البيهقى"[1/ 74]، وصحيح أبى داود [رقم 108]، للإمام. =

ص: 558

والتقم إبهاماه ما أقبل من أذنيه، ثم أعاد بمثل ذلك ثلاثًا، ثم أخذ كفًا من ماء بيده اليمنى فأفرغها على ناصيته، ثم أرسلها تسق على وجهه، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم يده الأخرى مثل ذلك، ثم مسح برأسه وأذنيه من ظهورهما، ثم أخذ بكفيه من الماء فصك بهما على قدميه وفيهما النعل، ثم قلبها ثم على الأخرى مثل ذلك، قلت: في النعلين؟ قال: في النعلين ثلاثًا.

601 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافعٍ، عن إبراهيم بن حنينٍ، عن جده حنينٍ، عن عليٍّ، قال: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لُبْسِ المعصفر، وعن القسى، وعن خاتم الذهب، وعن القراءة في الركوع، قال أيوب أو قال: أو أن أقرأ وأنا راكعٌ، قال أبو خيثمة: إن إسماعيل رجع عن قوله: عن جده، فقال بعد: عن إبراهيم بن فلان بن حنينٍ، عن أبيه.

602 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا مروان بن معاوية الفزارى، حدّثنا منصور بن حيان،

= أما ابن الجوزى فقد جاء بالطم والرم؛ فقال في كتابه "العلل المتناهية"[1/ 351]: "محمد بن إسحاق مجروح، قد كذبه مالك وهشام".

قلتُ: الكلام في ابن إسحاق طويل الذيل، وقد تصدى بعض الحفاظ للدفاع عنه وعن كل ما غمزه به النقاد، كما فعل ابن سيد الناس في مقدمة كتابه "عيون الأثر"[1/ 19]، ومثله اللكنوى في حاشيته على كتابه "إمام الكلام". والتحقيق في شأنه: أنه إمام صدوق صاحب أوهام لكنه متماسك. بحر من بحور العلم والمعرفة. أما تكذيب مالك له ومثله هشام بن عروة وسليمان التيمى ووهيب بن خالد وغيرهم فكل ذلك مدفوع عند النظر ببراهين ناهضة ليس هنا موضع شرحها. فراجع "عيون الأثر"[1/ 19]، و"تهذيب المزى"[42/ 412]، و"تهذيبه"[9/ 45]، و"ثقات" ابن حبان [7/ 381]، و"تاريخ بغداد"[1/ 222]، وحاشية اللكنوى على "إمام الكلام".

6 -

صحيح: مضى الكلام على هذا الطريق [برقم 413].

601 -

صحيح: أخرجه مسلم [1978]، والنسائى [4422]، وأحمد [1/ 108]، والبزار [491]، وابن أبى شيبة [22017]، والبيهقى في "سننه"[11317]، والمزى في "التهذيب"[28/ 523]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ 1255]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 70]، وجماعة، من طرق عن منصور بن حيان عن أبى الطفيل عن علي به

=

ص: 559

قال: حدّثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة، قال: كنت عند على بن أبى طالبٍ فأتاه رجل، فقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك؟ فغضب، وقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى شيئًا كتمه الناس، غير أنه قد حدثنى بكلمات أربعٍ، قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: "لَعَنَ الله مَنْ لَعَنَ وَالدَيْهِ، وَلَعَنَ الله مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله، وَلَعَنَ الله مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ الله مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ".

603 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا أبو عامرٍ العقدى، حدّثنا داود بن قيسٍ، عن ابن حنينٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن عليٍّ، قال: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاثٍ، لا أقول نهى الناس: عن تختم الذهب، وعن لبس القسى والمعصفر المُفْدَمِ، وأن أقرأ راكعًا أو ساجدًا.

= قلتُ: وهذا إسناد حجة.

وقد توبع عليه منصور: تابعه القاسم بن أبى بزة: عند مسلم [1978]، وأحمد [1/ 152]، وابن حبان [5896]، والبخارى في "الأدب"[رقم 71]، والبزار [494]، والبيهقى [18731]، وغيرهم.

603 -

قوى: أخرجه مسلم [480]، والنسائى [1118]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 260]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 299]، - وعنده معلقًا - والبزار [434]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 242]، وغيرهم، من طرق عن داود بن قيس عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عن علي به نحوه. وهو عند بعضهم في سياق أتم.

قلتُ: وهذا إسناد قوى رائق.

وهكذا رواه جماعة من الثقات عن داود على هذا الوجه. وخالفهم عبد الله بن مسلمة القعنبى؛ فرواه عنه فقال: عن إبراهيم بن عبد الله عن ابن عباس عن علي به

ولم يقل فيه "عن أبيه".

هكذا أخرجه الشاشى في "مسنده"[رقم 1450]، وهذا وهم من القعنبى إن شاء الله. والمحفوظ عن داود هو الأول.

وقد توبع داود على الوجه الماضى: تابعه محمد بن عجلان كما مضى [برقم/ 304]، و [رقم 420]، و [537].

وكذا تابعه: الضحاك بن عثمان وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبى فروة. =

ص: 560

604 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو عامر العقدى، حدّثنا داود بن قيسٍ، حدثنى إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن عليٍّ، قال: نهاني حِبى صلى الله عليه وسلم عن ثلاث: لا أقول نهى الناس، عن تختم الذهب، وعن لُبْسِ القسى والمعصفر المُفْدَمِ، وأن أقرأ راكعًا أو ساجدًا.

605 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا زكريا، عن أبى إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، وعن القسى، وعن المياثر الحمر.

606 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا صالح بن عمر، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، عن أبى بردة بن أبى موسى قال: كنت جالسًا مع أبى، فأتانا على بن أبى طالب بأمر من أمر الناس، ثم قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُلِ اللَّهمَّ اهْدِنِى وَسَدِّدْنِى، وَاذكُرْ بالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَ السَبَّابَةِ السَّهْمَ، وَنَهَانِى أَنْ أَجْعَلَ

= وخالفهم جماعة كثيرة، كلهم رووه عن إبراهيم بن عبد الله عن أبيه عن علي به

ولم يذكروا فيه "ابن عباس"، وهذا الوجه هو الذي رجحه البخارى في "تاريخه"[5/ 69].

• والصواب: أن الوجهين محفوظان معًا كما ذكرناه في تخريج الحديث [رقم 304].

604 -

قوى: انظر قبله.

605 -

صحيح: أخرجه أبو داود [4051]، والترمذى [2808]، والنسائى [5165]، وابن ماجه [3654]، وأحمد [1/ 93]، والبزار [728]، وابن أبى شيبة [25240]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 260]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 319]، - وعنده معلقًا - والخطيب في "تاريخه"[6/ 319]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 115]، وابن الأعرابى في المعجم [1/ رقم 125]، وغيرهم، من طرق عن هبيرة بن يريم عن علي به

قلت: هذا إسناد حسن؛ هبيرة بن يريم: صدوق إن شاء الله. وأبو إسحاق السبيعى قد صرح بالسماع عند جماعة من طريق شعبة وغيره عنه. وللحديث شواهد كثيرة. أما النهى عن خاتم الذهب والقسى: فيشهد له ما قبله وغيره.

وأما النهى عن "المياثر الحمر": فله شواهد أيضًا. راجع "الصحيحة"[5/ 519]، للإمام.

606 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 418]، فانظره.

ص: 561

خَاتَمِى فِي هَذِهِ"، وأومأ أبو بردة بإبهامه إلى السبابة أو الوسطى، قال عاصمٌ: فأنا اشتبه على أيتهما هي، قال: وقال عليٌّ: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الميثرة والقسية، قال: فأما الميثرة فشئٌ كانت تصنعه النساء - لبعولتهن يجعلونه على رحالهم، وأما القسية فثياب الشام، قيل: شامٌ أو مصر، مضلعةٌ فيها حريرٌ، وفيها أمثال الأترج، قال أبو بردة: فلما رأينا السَّبَنِى عرفنا أن هي هي.

607 -

حدّثنا زكريا، حدّثنا صالحٌ، بإسناده نحوه.

608 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا مروان بن معاوية الفزارى، حدّثنا أزهر بن راشدٍ الكاهلى، عن الخضر بن القواس البجلى، عن أبى سُخَيلة، قال: قال عليٌّ: ألا أخبركم بأفضل آيةٍ في كتاب الله، حدّثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]، وقال:"وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ، مَا أَصَابَكَ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ عُقُوبَةٍ، أَوْ بَلاءٍ فِي الدُّنْيَا فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللَّه أَكرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّىَ عَلَيْكُمُ الْعُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَمَا عَفَا الله عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّه أَجَّلُ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ".

609 -

حدّثنا زهير، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم قال: كنا نسير مع عثمان فسمع رجلًا يلبى بهما جميعًا فقال: من هذا؟ قالوا: على، قال: ألم تعلم أنى قد نهيت عن هذا؟ قال: بلى ولكن لم أكن لأدع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك.

610 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد

607 - صحيح: انظر السابق.

608 -

ضعيف: مضى تخريجه [برقم 453].

609 -

صحيح: مضى [برقم 349].

610 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 375].

ص: 562

الرحمن، عن عليٍّ، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النارِ"، فقلنا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ قال: "لا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 5 - 10].

611 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن السلمى، عن عليٍّ، قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأنصار على سريةٍ بعثهم، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، قال: فأغضبوه في شئٍ، فقال: اجمعوا لى حطبًا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارًا، فأوقدوا، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لى وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعضٍ، وقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار، قال: فسكن غضبه، وطفئت النار، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك، فقال:"لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إنَّمَا الطَاعَةُ فِي المْعْرُوفِ".

612 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَريَمُ".

613 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبى إسحاق، عن عبد خيرٍ، عن عليٍّ، قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهرهما.

611 - صحيح: سبق [برقم 378،375].

612 -

صحيح: سبق [برقم 522].

613 -

صحيح لغيره: مضى الكلام عليه [برقم 346].

ص: 563

614 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن أبى وائل، عن أبى الهياج الأسدى، قال: قال على: أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا أدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا إلا سويته.

615 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن حجية بن عدىٍ، قال: جاء رجلٌ إلى علي، فقال: إنى اشتريت بقرةً، فقال: اذبحَها عن سبعةٍ، قال: مكسورة القرن، قال: لا يضرك، قال: عرجاء، قال: إذا بلغت المنسك فاذبح، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نستشرف العين والأذن.

616 -

حدثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِفتَاحُ الصَّلاةِ الطَّهُور، وتَحْرِيمُهَا التَّكْبيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ".

614 - صحيح لغيره: مضى تخريجه [برقم 343].

615 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 333].

616 -

حسن لغيره: أخرجه أبو داود [61]، والترمذى [3]، وابن ماجه [275]، 13]، والدارمى [687]، والشافعى [133]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 360]، والبزار [633]، وابن أبى شيبة [2378]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 273]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 372]، والخطيب في "تاريخه"[10/ 196]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 129]، وابن عساكر في "تاريخه"[57/ 173]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 158]، وابن الأعرابى في "معجمه"[1/ رقم 371]، وجماعة، من طرق عن الثورى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن أبيه به

قال الترمذى: "هذا الحديث أصح شئ في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه".

قلتُ: وقد تُوبع الثورى عليه: تابعه المفضل بن صدقة: عند ابن عدى في "الكامل"[6/ 409]، لكن المفضل غير ثقة، والحديث حديث الثورى من روايته هو عن ابن عقيل.

وابن عقيل: الكلام فيه طويل الذيل، والتحقيق: أنه صدوق سيئ الحفظ لا يحتج به على الانفراد، بل يكتب حديثه ويستشهد به.

ص: 564

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأفضل ما قيل في بيان حاله: هو قول ابن حبان في المجروحين [2/ 3]: "

كان ردئ الحفظ، وكان يحدث على التوهم؛ فيجئ بالخبر على غير سننه، فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها؛ والاحتجاج بضدها".

قلتُ: وهذا قول خبير بحال الرجل، كأنه سبر مروياته، ونظر في أحاديثه، ثم استخلص ذلك الحكم الدقيق عليه، وتلك طريقة لا يعدلها طريقة أخرى في الحكم على الرواة والنقلة، وأين هذا من مطلق التوثيق النظرى، وقد توسعنا في شرح حال ابن عقيل، وإثبات كونه ضعيف الحفظ، مختل الضبط، مع كونه قد تغير أيضًا حتى رآه ابن عيينة يحدِّث نفسه! وذكرنا الأجوبة على أقوال من حاول توثيقه أو تمشية حاله، كل ذلك فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزى [1/ رقم 456]، وراجع ما مضى [برقم 498].

وزعم الإمام ابن دقيق العيد في "الإمام" كما في "نصب الراية"[1/ 247]، أن الطبراني والبيهقى قد رويا هذا الحديث من طريق أبى نعيم الملائى عن الثورى عن ابن عقيل عن ابن الحنفية به مرسلًا ..

وهذا لم أجده أصلًا؛ بل وقع عند البيهقى من هذا الطريق بعينه [2094]، متصلًا عن ابن الحنفية عن علي به

ولم أقف على سند الطبراني، وأغلب الظن أنه مثل طريق البيهقى موصولًا، بل هو كذلك لكون البيهقى قد رواه من طريق الطبراني نفسه؛ فالظاهر أنه قد وقع سقط في نسختى ابن دقيق العيد من "سنن البيهقى"، و"معجم الطبراني"، وأيضًا: فالحديث في "فضائل الصلاة"[رقم 1]، لأبى نعيم الملائى عن الثورى مرفوعًا به.

وهذا مما يقطع قول كل خطيب، وقد وجدتُ للحديث طريقًا آخر: عند أبى نعيم في الحلية [7/ 124]، وسنده مظلم، وله شواهد عن جماعة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدرى، وسيأتى حديثه [برقم / 1077، 1125]. ومنهم: ابن عباس، ومنهم عبد الله بن زيد، ومنهم جابر بن عبد الله، وكلها لا يصح منها شئ أصلًا. بل وأكثرها تالفة الأسانيد.

وفى الباب عن جماعة من الصحابة موقوفًا عليهم، لكن: بعض هذه الشواهد إذا ضُمَّت إلى حديت عليٍّ هنا أرجو أن يكون الحديث مقبولًا.

وحديث على هنا: قد صححه ابن السكن وغيره، وحسنه: النووى، والبغوى، وابن سيد الناس.

راجع: "نصب الراية"[1/ 247]، و"التلخيص"[1/ 216]، و"صحيح أبى داود"[1/ 102 - 104/ طبعة دار غراس]، و"أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم[1/ 184 - 186]، للإمام الألبانى.

ص: 565

617 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن عاصمٍ، عن علي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى على إثر كل صلاةٍ مكتوبةٍ ركعتين، إلا الفجر والعصر.

618 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن عاصمٍ، عن عليٍّ، قال: الوتر ليس بحتمٍ مثل الصلاة، ولكنه سنةٌ سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

619 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الخليل، عن علي قال: رأيت رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشركٌ؟ قال: فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113، 114]، إلى آخر الآيتين.

620 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن عليٍّ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، على فُرْضَةٍ من فُرَضِ الخندق، فقال:"شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتَ الشَّمْسِ، مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ - أو بيوتهم - وبُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا".

621 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍ، أن عبيدة السلمانى، سأل عليًا عن هذا، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة.

622 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن

617 - قوى: مضى قريبًا [برقم 573].

618 -

قوى: مضى تخريجه [برقم 317].

619 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 3355].

620 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 388].

621 -

صحيح: مضى [برقم 384]، من طريق أبى حسان الأعرج عن عبيدة به. ومضى [برقم 385]، من طريق ابن سيرين عن عبيدة به

أما طريق عاصم عن زر بن حبيش عن عبيدة: فقد مضى [برقم 390].

622 -

قوى: مضى [برقم 318]، بأقل من هذا اللفظ.

ص: 566

ضمرة، قال: سألنا عليًا عن تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار، فقال: إنكم لا تطيقونه، قال: فقلنا: أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر أمهل حتى إذا كانت الشمس من ها هنا، يعنى من قبل المشرق، مقدارها من صلاة العصر من ها هنا، يعنى من قبل المغرب، قام فصلى ركعتين، ثم أمهل حتى إذا كانت الشمس من ها هنا، يعنى من قبل المشرق، مقدارها من صلاة الظهر من ها هنا، يعنى من قبل المغرب، قام فصلى أربعًا، وأربعًا قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتين بعدها، وأربعًا قبل العصر، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين، والنبيين، ومن معهم من المؤمنين، والمسلمين، قال: قال عليٌّ: فتلك ست عشرة ركعةً تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار، وقل من يداوم عليها.

623 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حالٍ ما لم يكن جنبًا.

624 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، عن يونس بن أبى إسحاق، عن الشعبى، عن علي، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكرٍ وعمر، فقال:"هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ، إلا النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ".

625 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤون:{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، وأن أعيان بنى الأم يتوارثون دون بنى العلات.

626 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطان، عن شعبة، قال: حدثنى على بن

623 - ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 287].

624 -

قوى لغيره: سبق تخريجه [برقم 533].

625 -

ضعيف: مضى تفصيل الكلام عليه [برقم 300].

626 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 1313].

ص: 567

مدركٍ، عن أبى زرعة، عن ابن نجىٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَدْخُلُ المْلَكُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ".

627 -

حدّثنا زهير، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا شعبة، قال: حدثنى منصورٌ، عن ربعىٍ، قال: سمعت عليًا، يخطب، وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإنَّهُ مَنْ يَكذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ".

628 -

حدّثنا زهير، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا سعيدٌ، حدّثنا قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عبادٍ، قال: دخلت أنا والأشتر، على علي، فقال: هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى الناس عامةً؟ قال: لا، إلا ما في كتابى هذا، قال: فأخرج كتابًا من قراب سيفه، فإذا فيه:"المُؤْمِنُونَ تَكَافَأْ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بذِمَّتِهِمْ أَدنْاهُمْ، لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِر، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمْلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".

* * *

627 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 513].

628 -

صحيح: مضى [برقم 338]، فانظره هناك.

ص: 568