الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند أبى هريرة رضي الله عنه
- (*)
5841 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى، حدّثنا محمد بن المنهال أخو حجاجٍ الأنماطى، حدّثنا عبد الواحد، عن معمرٍ، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن فأرةٍ وقعت في سمنٍ، قال: فقال: "إِنْ كَانَ يَابِسًا أخَذْتَهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا أَوْ مَائِعًا لا يُؤْكَلُ".
(*) هو: حافظ الصحابة، بل حافظ الدنيا، الإمام الفقيه الزاهد الورع الصاحب الجليل؛ اختلف في اسمه اختلاف طويل، والذى صححه جماعة أنه:(عبد الرحمن بن صخر) ومناقبه وفضائله كثيرة منشورة؛ يأتيك بعضها إن شاء الله؛ فقبح الله من يتكلم في هذا الصاحب بما يجلب لصاحبه الخسارة، وقد ألف جماعة في الذب عنه مؤلفات؛ وكفاه شرف الصحبة البتة، ومثله قد قفز القنطرة منذ القِدَم، إنما البائس من يحاول النيل من عظيم منزلته عند الله والمؤمنين، فرضى الله عنه.
5841 -
منكر بهذا التمام: أخرجه عبد الرزاق [278]، ومن طريقه أبو داود [3842]، وابن حبان [1393، 1394]، والبيهقى في "سننه"[19405، 19406]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 380]، وابن الجارود [871]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 188]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 37 - 38]، والبغوى في "شرح السنة"[11/ 257 - 258]، وابن المنذر في "الأوسط"[3/ رقم 841]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 211، 212]، وأحمد [2/ 232، 490، 265]، وغيرهم من طرق عن معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به. وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره على شرط الشيخين أيضًا، إلا أنه معلول المتن والإسناد، قد أخطأ فيه معمر مرتين.
الأولى: أنه رواه عن الزهرى هكذا، وخَطَّئه فيه البخارى وأبو حاتم الرازى والترمذى وجماعة، وجزموا بكون المحفوظ عن الزهرى: هو ما رواه مالك وابن عيينة وغيرهما عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن خالته ميمونة بنت الحارث - رضى الله عنها -: (أن فأرة: وقعت في سمن، فماتت، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: ألقوها وما حولها، وكلوه) هذا لفظ رواية ابن عيينة عند البخارى [5218]، وهى أيضًا عند أبى داود [3841]، والترمذى [1798]، والنسائى [4258]، والدارمى [738]، [2083]، وأحمد [6/ 329]، وابن حبان=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [1392]، والمؤلف [برقم 7078]، والطيالسى [2716]، الحميدى [312]، وابن الجارود [872]، وعنه ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 839]، وجماعة كثيرة.
وقال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح) ثم ذكر رواية معمر فقال: (هو حديث غير محفوظ) ونقل عن البخارى أنه قال: "هذا خطأ، خطأ فيه معمر، والصحيح حديث الزهرى عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة" ونقل عنه في "العلل"[ص 184]، أنه قال أيضًا:"وحديث معمر عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة، وهم فيه معمر، ليس له أصل" يعنى من حديث أبى هريرة، إنما هو من حديث ابن عباس عن ميمونة كما مضى.
وهذا الذي جزم أبو حاتم في "العلل"[رقم 1507]، والترمذى وجماعة كما سبق؛ وخالف فيه بعض الأئمة، فجزموا بكون الوجهين محفوظين عن الزهرى، تارة كان يرويه عن (عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة) وتارة كان يرويه عن (سعيد عن أبى هريرة) جزم بذلك: الحافظ الذهلى في (الزهريات) وابن حبان في "صحيحه" وقبلهما الإمام أحمد أيضًا، كما حكاه عنه ابن رجب في "شرح العلل"، واختار ذلك بعض المتأخرين ونصروه، والصواب الأظهر: هو الأول الذي جزم به البخارى ومن تبعه كما شرحنا ذلك مع دلائله في "غرس الأشجار".
والثانى: أن معمرًا خولف في متنه، من حيث التفريق بين الجامد اليابس والذائب المائع من السمن، خالفه في ذلك مالك وابن عيينة وغيرهما من الكبار، فكلهم رووه عن الزهرى فلم يذكروا هذا التفريق أصلًا.
نعم: قد توبع معمر عن الزهرى على هذا التفريق، إلا أن القول قول مالك ومن تابعه، ومالك وحده: أثبت أهل الدنيا في ابن شهاب على التحقيق، فكيف وقد تابعه على ذلك أبو محمد الهلالى وغيره؟! بل ثبت عن الزهرى نفسه من فتياه وقوله؛ ما يبعد معه جدًّا، أن يكون قد روى مثل هذا التفريق في رواية معمر وغيره عنه.
وقد تجلَّد جماعة في تصحيح رواية التفريق عن الزهرى، وتعلقوا بأشياء لا متعلق لهم فيها إن شاء الله، وقد نقضنا غزلهم في "غرس الأشجار" مع استيفاء تخريج هذا الحديث وطرقه وألفاظه؛ واختلاف أصحاب الزهرى عليه متنًا وإسنادًا، ومع مناقشة وغربلة كلام جماعة ممن صححوا الحديث هنا مثل لفظ المؤلف وسنده، وخلصنا من كل هذا: إلى أن المحفوظ في هذا الحديث سندًا ومتنًا: هو ما رواه مالك وابن عيينة وعامة أصحاب الزهري عنه
…
فانظر رواية ابن عيينة الآتية [برقم 7078].
5842 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى المصرى، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنى يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"علَيْكمْ بِالحَبَّةِ السَّوْداءِ، فَإِنَّ فِيهَا شفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلا السَّامَ".
5843 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أبى
5842 - صحيح: أخرجه البخارى [5364]، ومسلم [2215]، وابن ماجه [3447]، والنسائى في "الكبرى"[7579]، وأحمد [2/ 510]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 220]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب [وقُرِنَ معه أبو سلمة: عند البخارى وابن ماجه ورواية لمسلم]، عن أبى هريرة به.
قلتُ: وللزهرى فيه شيخ آخر؟! فرواه عنه جماعة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
عند الترمذى [2041]، وأحمد [2/ 241، 268]، ومسلم [2215]، وابن حبان [6071]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5283]، وعبد الر زاق [20169]، والحميدى [1107]، والنسائى في "الكبرى"[7578]، والبيهقى في "سننه"[19351]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 141 - 142]، والمؤلف [5963]، وجماعة من طرق عن الزهرى به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد توبع عليه الزهرى: تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
وزاد: (قالوا: يا رسول الله: وما السام؟! قال: الموت) أخرجه أحمد [2/ 261، 429، 504]، والمؤلف [برقم 5918]، وغيرهما.
وقد توبع عليه أبو سلمة وابن المسيب عن أبى هريرة، تابعهما عبد الرحمن بن يعقوب الجهنى من رواية ابنه العلاء عنه: عند مسلم [2215]، وأحمد [2/ 389] و [2/ 284]، والمؤلف [برقم 6512]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 141]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 277]، وغيرهم
…
والله المستعان.
5843 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [2228]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8824]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 163]، وتمام في "الفوائد"[2/ رقم 1047]، وأبو يعلى في "المعجم"[رقم 240]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[5/ 171]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحيم بن سليمان [وقع في اسمه تصحيف وسقط عند ابن النجار]، عن أبى أيوب الإفريقى عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.=
أيوب الإفريقى، عن صفوان بن سليمٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سَيَأْتِى أَقْوَامٌ - أَوْ يَكُونُ أَقْوَامٌ - يُصَلُّونَ لَكُمُ الصَّلاةَ، فَإِنْ أَتَمُّوا فَلَهُمْ وَلَكُمْ، وَإِنْ نَقَصُوا فَعَلَيْهِمْ وَلَكُمْ".
5844 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا فليحٌ، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَ اللهُ الْيَهُود، اتَّخَذَوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".
= قال ابن حبان: "أبو أيوب الإفريقى اسمه: عبد الله بن عليّ من ثقات أهل الكوفة".
قلتُ: وقال أبو نعيم: "حديث ثابت مشهور من حديث صفوان، لم يروه عنه إلا أبو أيوب عبد الله بن عليّ الإفريقى" وهذا الإفريقى: قد مشاه ابن معين أيضًا، وقال:"ليس به بأس" كما نقله عنه عباس الدورى في "تاريخه"[2/ 320]، وزاد:(قلت ليحيى: فهو ثقة؟! قال: نعم) وذكره ابن خلفون في "الثقات" كما نقله عنه مغلطاى في "الإكمال"[8/ 74]، لكن تكلم فيه أبو زرعة، فقال: (لين، في حديثه إنكار، ليس بالمتين" ولم يعرفه أبو حاتم، فقال: "مجهول" كما في "العلل" [رقم 1059].
ولخص الحافظ كلامهم فيه فقال: (صدوق يخطئ) وأراه كما قال إن شاء الله؛ فالحديث سنده قريب من الحسن، وقد رأيت ابن رجب قد ضَعَّفه في "شرح البخارى"[4/ 178]، فقال:(إسناده لا يصح) لكن للحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
منها ما رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة مرفوعًا: (يصلون لكم؛ فإن أصابوا فلكم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم) أخرجه البخارى [662]- واللفظ له - وأحمد [2/ 355، 536]، والبيهقى في "سننه"[3868، 5113]، وفى "المعرفة"[رقم 1611]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 405]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 210]، وغيرهم.
وقد ذكرنا سائر طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
5844 -
صحيح: أخرجه البخارى [426]، ومسلم [530]، وأبو داود [2227]، والنسائى [2047]، وأحمد [2/ 284، 285، 366، 396، 453، 518]، وابن حبان [2326]، والبيهقى في "سننه"[7510]، وفى "المعرفة"[رقم 2370]، وأبو عوانة [رقم 1184، 1185، 1186]، والسراج في "مسنده"[1/ 202، 203]، وجماعة من طرق عن الزهرى=
5845 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهرى، قال: حدثنى سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ مَثَلَ المَّجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ؛ كمَثلِ الصَّائِمِ، الْقَانِتِ، الخاشِعِ، الرَّاكِعِ، السَّاجِدِ".
= عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة به
…
ولفظ النسائي في أوله: (لعن الله اليهود والنصارى
…
) وهو رواية لأحمد والسراج، إلا أن الثاني قال:(قاتل) بدل: (لعن) وفى رواية أخرى للسراج قال في أوله: (لعن الله قومًا
…
) وفى رواية لأحمد: (لعن الله اليهود).
قلتُ: قد اختلف على الزهرى في رفعه ووقفه وإرساله، إلا أن المحفوظ عنه هو الوجه الماضى؛ وله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه .... منها: ما رواه ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة المخزومى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه أبى صالح السمان عن أبى هريرة مرفوعًا: (اللَّهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
أخرجه أحمد [2/ 246]، والحميدى [1025]، والمؤلف [برقم 6681]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 317]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 241]، والمفضل الجندى في "فضائل المدينة"[رقم 51]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 44]، والشافعى في "كتاب حرملة" كما ذكره البيهقى في "المعرفة"[رقم 2371]، وغيرهم من طرق عن سفيان به.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث حمزة؛ تفرد به عنه سفيان".
قلتُ: وسفيان إمام لا يسئل عنه، وشيخه حمزة: ذكره ابن حبان في: "الثقات"[8/ 209]، وقال ابن معين:"ليس به بأس" وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا، فالإسناد جيد؛ وسهيل وأبوه من رجال:"الصحيح" والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[3/ 667]، وعزاه للمؤلف وحده، ثم أعله بشيخه (إسحاق بن أبى إسرائيل)، وقال:"فيه كلام لوقفه في القرآن، وبقية رجال ثقات" وهذا إعلال مكشوف، قد رددنا عليه في "غرس الأشجار".
وإسحاق هذا: إمام ثقة حافظ لم يتكلم فيه أحد بحجة، كما بينا ذلك في غير هذا المكان
…
على أنه قد توبع من قبل جماعة من سفيان به.
5845 -
صحيح: أخرجه النسائي [3127]، وابن المبارك في الجهاد [رقم 11]، ومن طريقه ابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 29]، وغيرهم من طريق معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.=
5846 -
حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأموى، قال: حدثنى أبى، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: حدثنى الزهرى، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظٍ، عن أبى هريرة، وعن حديث سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصتْ، يَوْمَ الجَّمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ".
= قلتُ: وسنده صحيح على شرط الشيخين، وقد توبع عليه معمر عن الزهرى به نحوه
…
تابعه جماعة: منهم شعيب بن أبى حمزة عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبى هريرة مرفوعًا: (مثل المجاهد في سبيل الله - واللَّه أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله: بأن يتوفاه: أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة).
أخرجه البخاري [2635]- واللفط له - والنسائى [3124]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4215]، والخطيب في المتفق والمفترق [رقم 477]، وغيرهم. وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار".
5846 -
صحيح: أخرجه مسلم [851]، والنسائى [1402]، وأحمد [2/ 272]، وابن خزيمة [1805]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 367]، والمزى في "تهذيبه"[14/ 276]، وابن عمد البر في "التمهيد"[19/ 30 - 31]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 1912]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1759]، والباغندى في "مسنده عمر بن عبد العزيز" عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ (ويقال له أيضًا: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ) وعن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: ورواه جماعة آخرون عن الزهرى عن سعيد وحده عن أبى هريرة به
…
كما عند البخارى [892]، ومسلم والنسائى وابن ماجه [1110]، وأحمد وأبى داود [1112]، والترمذى [512]، والدارمى [1549]، والشافعى [295]، وابن خزيمة وابن حبان [2793]، وعبد الرزاق [5414، 5416]، والبيهقى في "سننه"[5615، 5616]، وفى "المعرفة"[رقم 1777]، وجماعة.
وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[7/ 268]، وصحح منها الوجهين الماضيين من رواية الزهرى عن ابن المسيب وابن قارظ كليهما عن أبى هريرة به
…
إلا أنه زعم أن المحفوظ في رواية ابن قارظ غير مرفوع، ولا يتابع عليه، وقد ناقشناه في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه
…
ولله الحمد.
5847 -
حَدَّثَنَا أحمد بن جميلٍ المروزى، عن مروان بن معاوية، عن ياسين بن معاذٍ الزيات، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَىْءٍ فَهُوَ لَهُ".
5847 - منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 184]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[18038]، من طريق مروان بن معاوية الفزارى عن ياسين بن معاذ الزيات عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قال البيهقى: "ياسين بن معاذ كوفى ضعيف، جرحه يحيى ابن معين والبخارى وغيرهما من الحفاظ".
قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 604]، وقال:"وهو متروك" ومثله صاحبه ابن حجر في "التلخيص"[4/ 120]، فقال:"فيه ياسين الزيات، وهو منكر الحديث متروك" وقبلهما: أعله به ابن الملقن في "البدر المنير"[9/ 171 - 172]، وخلاصته [2/ 356]، وقال في الأول:"في إسناده ياسين بن معاذ أبو خلف الزيات الكوفى، وهو ضعيف بمرة، قال يحيى: ليس حديثه بشئ، وقال مرة: ضعيف، وقال البخارى: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازى: كان رجلًا صالحًا لا يعقل ما يحدث، منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن "الثقات"، وينفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به .. ".
قلتُ: وهو من رجال "اللسان"[6/ 238]، وحديثه هذا أنكره عليه أبو أحمد الجرجانى! وساقه له مع غيره من مناكيره في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختامها:"ولياسين غير ما ذكرت عن الزهرى وعن غيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة".
وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث من طريق ياسين هذا، فقال كما في "العلل" [رقم 584]:"هذا حديث لا أصل له، يعنى من حديث الزهرى وسعيد وأبى هريرة"، وهو كما قال. نعم: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، إلا أنها كلها مناكير على التحقيق، والمحفوظ في هذا الباب: إنما هو من رواية عروة بن الزبير به مرسلًا، وورد عن ابن أبى مليكة به مرسلًا أيضًا، إلا أنه لا يصح إليه أصلًا، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وشواهده في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
5848 -
حدَّثنَا محمد بن إسحاق المسيبى، قال: حدثنى أنسر بن عياضٍ، عن يونس، عن ابن شهابٍ، أنه قال: أخبرنى سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، أن أبا هريرة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبيًّا منَ الأَنْبيَاء، فَأَمَرَ بقرْيَةِ النَّمْل فأُحْرقَتْ، فَأَوحَى اللهُ إِلَيْهِ: فِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ؟! ".
5848 - صحيح: أخرجه البخارى [2856]، ومسلم [2241]، وأبو دود [5266]، والنسائى [4358]، وابن ماجه [3225]، وأحمد [2/ 402]، وابن حبان [5614]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 83]، وابن عساكر في "تاريخه"[40/ 335] و [64/ 151]، والبيهقى في "سننه"[9848]، وفى الآداب [رقم 366]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 401 - 402]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن [وهو عند الطبراني ورواية لابن عساكر وأبى الحسن والدارقطنى: (عن الزهرى عن سعيد وحده عن أبي هريرة به
…
)]، كلاهما عن أبى هريرة به.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه.
1 -
منها: طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا: (نزل نبى من الأنبياء تحت شجرة؛ فلدغته نملة؛ فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر بيتها فأحرق النار؛ فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة؟!) أخرجه البخارى [3141]- واللفظ له - ومسلم [2241]، وأبو داود [8615]، وأحمد [2/ 449]، والمؤلف [برقم 6304]، والنسائى في "الكبرى"[5615]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1114]، وابن عساكر في "تاريخه"[40/ 335]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 206]، وغيرهم.
2 -
ومنها: طريق النضر بن شميل عن أشعث بن عبد الملك الحمرانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به مرفوعًا نحو الرواية الماضية وزاد: (فإنهن يسبحن).
أخرجه النسائي [4359]، وابن حبان [5647]، وابن عساكر في "تاريخه"[18/ 128]- وليس عنده الزيادة - وابن المقرئ في "المعجم"[187]- وليس عنده الزيادة - وغيرهم من طرق عن النضر بن شميل به.
قلتُ: وسنده صحيح، لكن اختلف على ابن سيرين في رفعه ووقفه، فرواه عنه أشعث مرفوعًا كما مضى، وخالفه يوسف ابن عطية الصفار، فرواه عنه عن أبى حريرة به موقوفًا عليه قوله، هكذا أخرجه المؤلف [برقم 6064]، ويوسف وإن كان ساقط الحديث عندهم، إلا أن سلمة=
5849 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمارٍ، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا مثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيبٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أَفْطَرَ الحاجِمُ وَالمَّسْتَحْجمُ".
= ابن لقمة وحبيب بن الشهيد - وهما ثقتان - كلاهما قد تابعاه عن ابن سيرين عن أبى هريرة به موقوفًا، عند أبى الشيخ في "العظمة"[5/ 1724]، وأبى الحسن بن المقير في "جزء فيه أحاديث وفوائد"[رقم 58/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، كلاهما من طريق ابن عليّة عن سلمة وحبيب به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح موقوف، وأرى الوجهين محفوظين عن ابن سيرين إن شاء الله .. وإن كان الموقوف أصح.
5849 -
صحيح: أخرجه البخارى في "تاريخه"[2/ 179]، من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعًا، وعن عروة بن الزبير عن عائشة به مرفوعًا
…
ولم يسق لفظه، إنما أحال على الرواية قبله بلفظ:(أفظر الحاجم والمحجوم).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، والمثنى بن الصباح قد ضعفوه، وكان قد اختلط أيضًا؛ وقد حدث بمناكير تكلم فيه النقاد لأجلها، حتى تركه بعضهم، وهو من رجال "التهذيب" ولم ينفرد به عن عمرو، بك توبع على الإسنادين معًا.
1 -
فتابعه على الإسناد الثاني: ابن لهيعة، فرواه عن عمرو عن عروة عن عائشة به
…
أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 98]، لكن ابن لهيعة حاله معلومة، وهو ضعيف مطلقًا دون تفصيل أصلًا، كما شرحنا ذلك في غير هذا المكان، غير أنه تابعه الأوزاعى عن عمرو بن شعيب بسنده به مثله
…
عند أبى الشيخ في "الطبقات"[4/ 105]، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 223]، من طريق هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى به.
قلتُ: ولا يثبت هذا عن الأوزاعى إن شاء الله، وهشام بن عمار قد قد تغير حتى صار يتلقن، وشيخه الوليد كان يدلس عن شيخه ويُسَوِّى، ولم يذكر فيه سماعًا، وللحديث طرق أخرى عن عائشة به
…
ولا يثبت منها شئ قط.
2 -
وتابعه على الإسناد الأول: ابن لهيعة أيضًا، فرواه عن عمرو بن شعيب عن سعيد عن أبى هريرة به .. : عند الطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 93]، وابن لهيعة حديثه على مراتب،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أصلحها: أن يكون غير حجة فيما ينقل من أخبار، والكلام فيه طويل الذيل، لكن للحديث طرق أخرى كثيرة عن أبى هريرة به.
1 -
منها: ما رواه يونس بن عبيد عن الحسن البصرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (أفطر الحاجم والمحجوم) أخرجه أحمد [2/ 364]، وابن أبى شيبة [9303]، والنسائى في "الكبرى"[3172]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 92]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 179]، والشافعى في "سننه"[رقم 335/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 2667]، وغيرهم من طرق عن يونس بن عبيد به.
قلتُ: قد اختلف في سنده على يونس على أربعة ألوان، والحسن نفسه لا يصح له سماع من أبى هريرة أصلًا، نص على ذلك يونس بن عبيد وابن المدينى وجماعة؛ وللحسن فيه أسانيد أخرى، ذكرناها في "غرس الأشجار".
2 -
ومنها ما رواه جماعة عن عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة به
…
مثل اللفظ الماضى: أخرجه النسائي في "الكبرى"[3180، 3181، 3182]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1671]، والمؤلف [برقم 6365]، وابن أبى شيبة [9304]، والبيهقى في "سننه"[8076]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 99]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 171]، والعقيلى [2/ 62، 342]، وغيرهم.
قال البيهقى في "سننه"[4/ 267]: "بلغنى عن أبى عيسى الترمذى قال: سألت أبا زرعة عن حديث عطاء عن أبى هريرة مرفوعًا! فقال: هو حديث حسن".
قلتُ: بل صحيح إن شاء الله لطرقه وشواهده كما يأتى؛ إلا أن حديث عطاء هنا معلول جدًّا، وقد اختلف عليه فيه على ألوان كثيرة، والمحفوظ في روايته عن أبى هريرة: أنه يرويه عنه بواسطة رجل لم يسمه، به موقوفًا، وقد صرح عطاء نفسه بكونه لم يسمعه من أبى هريرة أصلًا، وكذا جزم ابن جريج وغير واحد من الأئمة كالنسائى: بكون عطاء لم يسمعه من أبى هريرة، ومن رواه عنه وصرح فيه بسماعه من أبى هريرة، فقد غلط عليه فيه ولا بد، وقد صحح وقفه النسائي والعقيلى والدارقطنى وغيرهم؛ وهو كما قالوا، مع كونه موقوفًا، فالإسناد ضعيف أيضًا، لجهالة ذلك الواسطة بين عطاء وأبى هريرة، وقد شرحنا الاختلاف على عطاء فيه بـ "غرس الأشجار".=
5850 -
حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنا يونس، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يَقْبِضُ الله الأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَطْوِى السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الملِكُ! أَيْنَ المَّلُوكُ؟! ".
5851 -
حدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنا يونس، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، وأبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"قَرَصَتْ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَفِى أَنْ قَرصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أمةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ اللَّهَ؟! ".
= نعم: للحديث طرف أخرى عن أبى هريرة به مرفوعًا، وهى يقوى بعضها بعضًا إن شاء الله؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا، وهو حديث صحيح ثابت، وقد صححه الإمام أحمد وابن المدينى والبخارى وأبو زرعة وأبو سعيد الدارمى وابن راهويه والعقيلى وغير هم من نجوم أهل الحديث، وقد توسعنا في تخريجه جدًّا بـ (كتابنا):"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"
…
واللَّه المستعان.
5850 -
صحيح: أخرجه البخارى [6154، 6947]، وابن ماجه [192]، وأحمد [2/ 374]، والنسائى في "الكبرى"[7692، 11455]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 92]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3020]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 364]، والدارمى في "الرد على الجهمية"[رقم 301]، وابن منده في "الرد على الجهمية"[رقم 47]، وابن خزيمة في "التوحيد"[1/ رقم 93]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 735]، والبغوى في "شرح السنة"[15/ 110 - 111]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 704/ طبعة الحاشدى]، وغيرهم من طريقين عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به مثله
…
إلا أن لفظه في آخره: (أين ملوك الأرض؟!).
قلتُ: وللزهرى فيه شيخ آخر: فرواه عنه جماعة فقالوا: عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
أخرجه البخارى والدارمى وجماعة كثيرة
…
والله المستعان.
5851 -
صحيح: مضى آنفًا [برقم 5848].
5852 -
حَدَّثَنَا الحسين بن الأسود، حدّثنا عمرو بن محمدٍ العنقزى، أخبرنا قيس بن الربيع، عن بكر بن وائلٍ، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَمَلْتُمْ فَأَخِّروا، فَإِن الرِّجْلَ مُوثَقَةٌ، وَالْيَدَ مُغْلَقَةُ".
5852 - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4508]، والبيهقى في "سننه"[11443]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 45]، والترمذى في "علله"[47]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1959]، والبزار في "مسنده"[2/ 1081/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن قيس بن الربيع عن بكر بن وائل عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "سألت محمدًا عن هذا الحديث! فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع، ولا أروى عنه".
قلتُ: وقيس هذا ليس بحجة كما أشار البخارى، وقد أفسده ولده، حيث كان يدخل في أصول أبيه ما ليس منه، والأب لا يدرى كل هذا، فسقط حديثه عند جمهرة المحققين، وقد شرحنا حاله في "المحارب الكفيل".
وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[3/ 492] و [8/ 492]، والمناوى في "الفيض"[1/ 213]، وقد ضعف البيهقى سنده في "سننه"[6/ 122]، وهو كما قال؛ إلا أن قيسًا قد توبع عليه عن بكر بن وائل: تابعه وائل بن داود عن ابنه بكر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
أخرجه ابن صاعد في جزء من حديثه [2/ 9]، كما في "الصحيحة"[3/ 122]، وعنه أبو القاسم بن الجراح الوزير في المجلس السابع من "الأمالى"[2/ 1]، كما في "الصحيحة" ومن طريقه ابن عساكر في "المعجم"[1337]، والمخلص في الثاني من السادس من "الفوائد المنتقاة"[1/ 1888]، كما في "الصحيحة" وغيرهم من طريق ابن عيينة عن وائل بن داود عن بكر به
…
قال الإمام في "الصحيحة": "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، غير وائل بن داود، وهو ثقة كما قال الحافظ".
قلتُ: هو كما قال، لولا أنه معلول، فقد اختلف في سنده على ابن عيينة، فرواه عنه عبد الله بن عمران العابدى على الوجه الماضى عند الجميع سوئ المخلِّص والمخلدى، فلم يذْكر الإماء الألبانى سندهما إلى ابن عيينة حتى ننظر فيهما، وإن كان يغلب على الظن: أنه عندهما من طريق هذا العابدي عن ابن عيينة، كما عند الجماعة أيضًا.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والإمام الألبانى وإن لم يذكر أن أبا القاسم بن الجراح وابن صاعد والمخدى وغيرهم: قد رووه من طريق العابدى عن ابن عيينة، إلا أن هذا ما يغلب على ظنى إن شاء الله، بك وأكاد أجزم به، لاسيما في حق ابن صاعد والوزير أبى القاسم، فإن ابن عساكر قد رواه في "معجمه" من طريق أبى القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى - وهو ابن الجراح - عن أبى محمد بن صاعد عن عبد الله بن عمران العابدى عن ابن عيينة به
…
وهذا العابدى وإن قال عنه أبو حاتم: "صدوق" ووافقه عليه الحافظ في "التقريب" وصحح له الحاكم والترمذى وغيرهما؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 363]، لكن قال عنه:"يخطئ ويخالف" ونقل مغلطاى في "الإكمال"[8/ 100]، عن ابن فاخر أنه قال عنه:"ثقة إلا أنه يخالف" فمثله الأقرب أن يقال عنه "صدوق له أوهام" ولم يكن من مشاهير أصحاب ابن عينة. وقد خولف في وصله، خالفه أحمد بن عبدة الضبى الثقة المأمون، فرواه عن ابن عيينة فقال: عن وائل أو بكر بن وائل - بالشك، - عن الزهرى به مرسلًا، ليس فيه سعيد ولا أبو هريرة، هكذا أخرجه أبو داود في "المراسيل"[رقم 294]، وهذا هو المحفوظ عن ابن عيينة
…
فإن قيل: قد توبع العابدى عليه عن ابن عيينة به موصولًا، تابعه ابن المبارك كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 185].
قلنا: هذا من طريق بقية بن الوليد عن ابن المبارك به، وبقية صدوق عالم، إلا أنه يدلس ويُسَوِّى، ولم يذكر فيه سماعًا من ابن المبارك أصلًا، ولا ذكر سماع ابن المبارك من ابن عيينة، فالمتابعة لا تثبت إن شاء الله.
والحديث ذكره السخاوى في فتح المغيث [3/ 187]، وعزاه الخطيب البغدادى؟! ثم نقل عنه أنه قال:"لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم إلا من جهة بكر وأبيه" وتعقبه السخاوي قاتلًا: "قلتُ: قد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" من حديث قيس بن الربيع عن بكر، لا ذكر لوائل فيه" وقد رأيت السيوطى قد رمز لحسنه في "الجامع الصغير"[رقم 292]، قال المناوى في "الفيض" [1/ 213]:"ولعله بالنظر إلى تعدد طرقه".
قلتُ: ما ثَمَّ له إلا طريقان، وقد عرفت ما فيهما، وكأن المناوى قد اغتر بهذا، فَحسَّن الحديث في "التيسير بشرح الجامع "الصغير" [1/ 98/ طبعة مكتبة الشافعي]، والإمام الألبانى وإن كان قد صححه في "الصحيحة" [3/ 122]، إلا أنه رجع عن ذلك - إن شاء الله - وأورده "الضعيفة" [رقم 6455]
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
5853 -
حَدَّثَنَا محمد بن سهل بن عسكر، حدّثنا محمد بن يوسف الفريابى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، رفعه، قال:"إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرةً يَسيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَؤوا إِن شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة: 30] ".
5853 - صحيح: أخرجه الدارقطنى في "العلل"[7/ 305]، من طريقين عن محمد بن يوسف الفريابى عن ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، إلا أنه معلول، فقد خولف فيه الفريابى، خالفه الحميدى - وهو أثبت منه في ابن عيينة - فرواه عن سفيان فقال: عن الزهرى عمن سمع أبا هريرة به
…
، وأبهم الواسطة بين الزهرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه الحميدى في "مسنده"[1180]، وتوبع على هذا الوجه عن سفيان: تابعه سعيد بن منصور وغيره، كما قاله الدارقطنى في "العلل"[7/ 305]، وزاد:"ولا يصح عن سعيد بن المسيب".
يعنى أن المحفوظ عن ابن عيينة هو ما رواه عنه الحميدى وغيره؛ وهو الصواب؛ ثم ذكر الدارقطنى أن يونس الأيلى رواه عن الزهرى فقال: عن طارق عن [بالأصل: (بن) وهو تصحيف] سعد عن أبى هريرة به
…
، وهذا الوجه: أخرجه الخطيب في "تاريخه"[9/ 347]، بإسناد فيه نظر إلى يونس به
…
، فهذان لونان من الاختلاف على الزهرى في سنده، ولون ثالث، فرواه إسماعيل بن أبى خالد عن زياد مولى بنى مخزوم - وهو شيخ مغمور مختلف فيه، - عن الزهرى عن أبى هريرة به، هكذا أخرجه وكيع كما ذكره ابن القيم في "حادى الأرواح"[ص 113].
والمحفوظ عن الزهرى ما رواه ابن عيينة من رواية الحميدى وغيره عنه؛ لكن للحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به.
منها: ما رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة به مثله .. أخرجه البخارى [4599]، والحميدى [1131]، ومن طريقه البيهقى في "البعث والنشور"[رقم 257]، وابن حبان [7411]، وغيرهم؛ وهو عند مسلم [2826]، وأحمد [2/ 257]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1615]، وغيرهم من هذا الطريق أيضًا، لكن دون قراءة الآية في آخره، والله المستعان.
5854 -
حَدَّثَنَا محمد بن يزيد، أخو كرخويه، حدّثنا أبو عامرٍ العقدى، حدّثنا زمعة، عن بديلٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَقُولُنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِى، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِى".
5855 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال أخو حجاج، حدّثنا عبد الواحد، عن معمرٍ، عن
5854 - صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[3/ 231]، من طريق المؤلف به.
قال ابن عدى: "لا أعرفه عن بديل عن سعيد بن المسيب إلا من هذا الوجه".
قلتُ: قد خولف محمد بن يزيد أخو كرخويه - وهو ثقة معروف - في سنده عن أبى عامر - واسمه عبد الملك بن عمرو - العقدى، خالفه بندار، فرواه عن أبى عامر عن زمعة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به
…
، فجعل شيخ زمعة فيه هو (الزهرى) بدلًا من (بديل)، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 215]، ثم قال:"وهو أشبه بالصواب".
قلتُ: ورواه بعضهم عن زمعة فقال: عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
، هكذا ذكره ابن عدى في "الكامل"[3/ 231]، ومدار هذه الألوان على زمعة، وهو ابن صالح اليمانى الشيخ الضعيف المشهور، كان صاحب مناكير وعجائب، لا سيما عن "الثقات" والمشاهير، راجع كلام النقاد بشأنه في "التهذيب" و"ذيوله" وكأنه المضطرب في هذا الحديث على الألوان الماضية كلها، وقد عهدت منه ذلك غير مرة.
لكن الحديث صحيح ثابت؛ فيشهد له حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مثله
…
عند البخارى [5825]، ومسلم [2250]، وأبى داود [4979]، وأحمد [6/ 51، 259، 230، 281]، وابن حبان [5724]، وابن أبى شيبة [26504]، والنسائى في "الكبرى"[10888]، وابن راهويه [800]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 359]، وجماعة.
لكن اختلف في سنده على هشام، وفى الباب عن أبى أمامة به مثله عند البخارى ومسلم وجماعة كثيرة أيضًا.
5855 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [220]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5424]، وفى "الصغير"[2/ رقم 815]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 266]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 183]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[رقم 59]، طبعة دار ابن حزم، والآجرى في "الأربعين"[رقم 1]، وفى "أخلاق العلماء"[رقم 12]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"=
الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أرَادَ الله بعبْدٍ خيْرًا، فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ"، وَقَالَ:"إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَاللهُ يُعْطِى".
= [1/ رقم 2، 3/ طبعة ابن الجوزى]، وابن بطة في "إبطال الحيل"[ص 59/ رقم 4/ طبعة الرسالة]، وغيرهم من طريق معمر عن الزهرى عن سعيد بن مسيب عن أبى هريرة به
…
وقوله: (إنما أنا قاسم، والله يعطى) ليس عند الجميع سوى أحمد والدارقطنى والطحاوى، ولفظ أحمد وابن ماجه والجميع في أوله: (من يرد له به خيرًا
…
).
قال الإمام في "الصحيحة"[رقم 1194]: "هذا سند صحيح على شرط الشيخين"، كذا قال، وغفل عن كونه معلولًا جدًّا من هذا الوجه، وهلا قال مثلما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" [1/ 32]:"هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري، فرواه النسائي من حديث شعيب عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة، وقال: الصواب رواية الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية" ثم قال البوصيرى: "كما في الصحيحين" يعنى الوجه الأخير، وهو كما قال على ما يأتى؛ وقبل أن يُخْتَلَف في هذا الحديث على الزهرى؛ قد اختلف على تلميذه معمر، فرواه عنه عبد الواحد بن زياد البصرى عند الجميع سوى ابن ماجه وأحمد، وقال الطبراني عقب روايته من هذا الطريق:"لم يروه عن الزهرى عن سعيد بن المسيب إلا معمر، تفرد به عبد الواحد بن زياد".
قلتُ: ما تفرد به عبد الواحد، بل تابعه عليه عبد الأعلى السامى عند أحمد وابن ماجه، وخالفهما عبد الرزاق، فرواه عن معمر فقال: عن الزهرى عن رجل عن أبى هريرة بالفقرة الأولى مع سياق في أوله: فأبهم فيه الواسطة بين الزهرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"[20851]، وهذا هو المحفوظ عن معمر، وعبد الرزاق أثبت أهل الدنيا في الرواية عنه، لاسيما وهو من أهل اليمن الذين سمعوا معمرًا قبل أن ينزل البصرة ويخلط في حديثه - حيث كان يحدث من حفظه دون كتبه - ويأتى بتلك الأوهام والأغاليط التى حملها عنه عبد الواحد بن زياد وعبد الأعلى السامى وغيرهما من أهل البصرة.
ومع كون المحفوظ عن معمر هو ما رواه عنه عبد الرزاق على اللون الماضى؛ إلا أن ذلك غير محفوظ عن الزهرى، فقد خولف فيه معمر، خالفه شعيب بن أبى حمزة، فرواه عن الزهرى قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وذكره مثل سياق المؤلف إلا أنه قال في أوله: (من يرد الله به خيرًا
…
) هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[5839].=
5856 -
حَدَّثَنَا الهذيل بن إبراهيم الجمانى، حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن الزهرى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعْمَلُ هَذِهِ الأُمَّةُ بُرْهَةً بِكِتَاب اللَّهِ، ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ تَعْمَلُ بِالرَّأْى، فَإِذَا عَمِلُوا بِالرَّأْى، فَقَدْ ضَلَّوا وَأَضَلُّوا".
= فهذان لونان من الاختلاف فيه على الزهرى، ولون ثالث، فقال النسائي عقب رواية شعيب:"خالفه يونس - يعنى ابن يزيد الأيلى - رواه عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية".
قلتُ: وهذا الوجه: أخرجه البخارى [71، 6882]، ومسلم [1037] وابن حبان [89]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 284]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 832]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 2316]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 309/ طبعة الحاشدى]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[1/ رقم 61، 62/ طبعة دار ابن حزم]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 181]، وغيرهم من طرق عن ابن وهب عن يونس الأيلى عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية بن أبى سفيان مرفوعًا: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم واللَّه يعطى
…
) لفظ البخارى، وليس عند ابن حبان قوله:(وإنما أنا قاسم، والله يعطى).
قلتُ: وتوبع يونس على هذا الوجه: تابعه عبد الوهاب بن أبى بكر المدنى الثقة المشهور عليه عن ابن شهاب بإسناد به
…
دون الفقرة الثانية: عند أحمد [4/ 101]، والدارمى [224]، من طريقين عن الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن عبد الوهاب به.
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم؛ ومن هذا الطريق: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8766]، نحو سياق المؤلف وزيادة.
وهذا اللون الأخير: هو المحفوظ عن الزهرى: كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[9/ 266]، وقبله أبو عبد الرحمن النسوى كما حكاه عنه البوصيرى في "مصباح الزجاجة" .. والله المستعان.
5856 -
منكر: أخرجه أبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ رقم 252]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 160]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ رقم 1031]، وعنه ابن حزم في "الإحكام"[6/ 219 - 220]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[1/ رقم 466]، والذهبى في "الميزان"[5/ 57]، وغيرهم من طريقين عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاص الزهرى عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 431]: "رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهرى، متفق على ضعفه" ووافقه عليه المناوى في "الفيض"[3/ 256]، ولام السيوطى على سكوته عليه في "الجامع الصغير" وقد رأيته ضعف سنده في "التيسير بشرح الجامع "الصغير" [1/ 917 طبعة مكتبة الشافعي]، وسبقه إلى إعلاله بالوقاص: ابن الملقن في "تذكرة المحتاج" [1/ 71]، وقبله ساقه الذهبى في "الميزان" في عداد مناكير ذلك الوقاصى، كأنه تبع ابن عدى في هذا، فإنه قال في ختام ترجمته من "الكامل" بعد أن ساق جملة من مناكيره: "وسائر الأحاديث عن الزهرى التى أمليتها لا يرويها عن الزهرى غير عثمان هذا - يعنى الوقاص - ولعثمان غير ما ذكرت من الحديث، وعامة أحاديثه مناكير، إما إسناده أو متنه منكرًا".
وعثمان الوقاصى قد تركوه، بل كذبه ابن معين، وهو من رجال الترمذى وحده، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه عليه حماد بن يحيى الأبح عن الزهرى بإسناده به نحوه
…
عند ابن عدى في "الكامل"[2/ 246]، وأبى إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ رقم 252]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ رقم 1032]، وعنه ابن حزم في "الإحكام"[6/ 220]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[1/ رقم 465]، وغيرهم من طرق عن جبارة بن المغلس عن حماد به.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط جدًّا، وجُبَارة يحتاج جُبَارة، وهو ضعيف عندهم، إلا من شذ، وكان يروى مناكيره، وبواطيل وأحاديث كذب وكل شئ، حتى ورد عن ابن معين أنه كذبه، إلا أن التحقيق أنه لم يكن كذابًا أصلًا، إنما أتى من سوء حفظه وغفلة كانت فيه، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وهذا الحديث قد أنكره عليه الإمام أحمد جدًّا، كما نقله عنه ابن قدامة في منتخب علل الخلال [ق 1/ 200]، كما في "الضعيفة"[رقم 3409]، وقال عبد الله بن أحمد في "العلل" [1/ 470]:(عرضت على أبى أحاديث سمعتها من جبارة الكوفى، فقال: في بعضها: هي موضوعة، أو هي كذب) ثم ساق منها هذا الحديث، فالحديث من منكرات جبارة، وبه أعله ابن الملقن في "تذكرة المحتاج"[1/ 71]، وشيخه (حماد بن يحيى الأبح) مختلف فيه، ولا أراه يحتمل مثل هذا.
وقد أغرب أبو أحمد الجرجانى! وساق الحديث في ترجمة يحيى هذا من "الكامل" وكان الأولى به أن يورده في ترجمة (جبارة بن المغلس) ويحيى برئ منه كما قد علمت سابقًا ..
والحديث ضَعَّفه غير واحد من المتأخرين، حتى نقل المناوى في "الفيض"[3/ 256]، عن الولى ابن العراقى أنه قال:"لا ينبغى الجزم بهذا الحديث؛ فإنه ضعيف".
5857 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأرزى، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاءٍ الخفاف، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ في مسْجِدى هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المسَاجِدِ، إِلا المسْجِدَ الحرَامَ".
5857 - صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4836]، وابن جميع في معجمه [رقم 89]، ومن طريقه الذهبى في "التذكرة"[1/ 339]، من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن أبى عروبة، ولا رواه عن سعيد إلا عبد الوهاب بن عطاء".
قلتُ: وعبد الوهاب محدث صدوق، وسعيد إمام حافظ؛ إلا أنه اختلط بأخرة، لكن رواية عطاء عنه قديمة كما أشار الإمام أحمد وغيره؛ وليس في الإسناد ما يعل به سوى عنعنة قتادة، فهو إمام في التدليس، وهو الذي كان ربما أدخل بينه وبين ابن المسيب: عشر رجال، كما يقول الإمام أحمد، وعنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 255/ ترجمة قتادة].
لكنه لم ينفرد به عن سعيد: بل تابعه عليه الزهرى عند مسلم [1394]، وابن ماجه [1404]، وأحمد [2/ 239]، والدارمى [1420]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4138]، والحميدى [940]، والمؤلف [برقم 5875]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 221]، وأبى نعيم في "المستخرج"[رقم 3216، 3217]، وأبى القاسم المهروانى في "الفوائد المنتخبة"[رقم 94]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 73]، وجماعة.
وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[9/ 395 - 396، 397]، ثم رجح منها لونين فقط، منهما الوجه الماضى، ولله الحمد
…
وقد توبع الزهرى عليه عن سعيد: تابعه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندى: عند المؤلف [برقم 6554]، وأبو معشر وإن كان ضعيفًا؛ إلا أنه متابع عليه كما مضى؛ وكذا توبع عليه سعيد بن المسيب:
1 -
تابعه: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ - ويقال له: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ - عن أبى هريرة به
…
عند أحمد [2/ 473]، والسراج في "مسنده"[1/ 250]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 75]، والمؤلف [برقم 6165]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن إبراهيم بن عبد الله عن أبى هريرة به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه غير واحد عن إبراهيم به.
2 -
وتابعه أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو عبد الله الأغر - وقرن معهم إبراهيم بن عبد الله بن قارظ - كلاهما عن أبى هريرة
…
به عند مسلم [1394]، والنسائى [694]، وابن حبان [1621]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 399]، وغيرهم من طريق محمد بن الوليد الزبيدي عن ابن شهاب عن أبى سلمة والأغر به.
قلتُ: وهذا محفوظ عن الزهرى؛ وإن كان قد اختلف عليه في سنده على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "علله"[9/ 395 - 396]، وقد توبع الزهرى عليه عن أبى سلمة والأغر جميعًا.
1 -
فتابعه عن أبى سلمة: عطاء بن أبى رباح ومحمد بن عمرو بن علقمة والمسور بن رفاعة وغيرهم؛ وهو صحيح عن أبى سلمة: كأنه سمعه من أبى هريرة بوسائط عنه أمثال أبى عبد الله الأغر وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ وغيرهما؛ ثم قابل أبا هريرة فحدثه به بلا واسطة، فهو من المزيد في متصل الأسانيد.
2 -
وتابعه عن أبى عبد الله - واسمه سلمان - الأغر زيد بن رباح وعبيد الله بن أبى عبد الله الأغر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وغيرهم.
3 -
ورواه العلاء بن عبد الرحمن أيضًا عن أبيه عن أبى هريرة به
…
عند المؤلف [برقم 6525]، وتمام في "فوائده"[رقم 848]، وغيرهما من طريقين عن العلاء به.
قلتُ: وسنده مستقيم على شرط مسلم، لكن اختلف فيه على العلاء، فرواه عنه روح بن القاسم وعبد الرحمن بن إبراهيم القاص على الوجه الماضى؛ وخالفهما عبد العزيز بن أبى حازم المدنى - وهو شيخ صدوق - فرواه عن العلاء عن أبيه عن عبد الملك بن نوفل بن الحارث عن أبى هريرة به
…
فأدخل فيه واسطة بين والد العلاء وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1382/ طبعة دار الفاروق]، والسراج في "مسنده"[1/ 248]، والوجهان عندى محفوظان إن شاء الله؛ ولا مانع أن يكون عبد الرحمن بن يعقوب المدنى - والد العلاء - قد سمعه من أبى هريرة بواسطة، ثم قابله فشافهه به، فيكوه من المزيد.
والحديث من طريق عبد العزيز بن أبى حازم: رأيته عند البخارى في "تاريخه"=
5858 -
حَدَّثَنَا الحسن بن حمادٍ سجادة، حدّثنا يحيى بن يعلى، عن يزيد بن سنانٍ أبى فروة، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازةٍ فكبر، ثم وضع يده اليمنى على يده اليسرى.
= [8/ 254/ ترجمة هبار بن عبد الرحمن]، وسنده مغموز من هذا الوجه، و (عبد الملك بن نوفل بن الحارث) لم أميزه بعد، بل ما وقفت له على ترجمة أصلًا، ذكره المزى في ترجمة (عبد الرحمن بن يعقوب المدنى) من "تهذيبه"[18/ 18]، وليس هو بـ (عبد الملك بن نوفل بن مساحق) ذلك المتأخر المترجم في "التهذيب".
نعم: قد يترجح عندى: أن يكون هو: (عبد الله بن الحارث بن نوفل القرشى) الإمام الفقيه الحجة أحد كبار التابعين، بل جزم غير واحد بأن له (رؤية) وهو من رجال الجماعة
…
ويكون (عبد الله) قد تصحف إلى (عبد الملك) وربما كان له اسمان ينادى بهما، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به .. وشواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
مضى بيانها [برقم 774، 4691، 5787]، ويأتى المزيد.
5858 -
منكر: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[2/ 74]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 271]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 656]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن حماد سجادة عن يحيى بن يعلى الأسلمى عن يزيد بن سنان أبى فروة الرهاوى عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به
…
وليس عند الدارقطنى وأبى الفضل قوله: (فكبر).
قال ابن عدى: "وهذا الحديث عن الزهرى بهذ الإسناد: يرويه يزيد بن سنان عنه" وعلقه البيهقى من هذا الطريق في "سننه"[4/ 38]، ثم قال:"فإن كان حفظه - يعنى سجادة - فهو مما تفرد به يزيد ابن سنان".
قلتُ: ويزيد هذا شيخ منكر الحديث، وكان مغرمًا برواية المناكير عن الثقات والمشاهير، حتى قال الحاكم:"روى عن الزهرى ويحيى بن أبى كثير وهشام بن عروة المناكير الكثيرة".
قلتُ: وهذا الحديث منها بلا ريب، وتكاد كلمة النقاد تكون متفقة على ضعفه، فراجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"، وقد أنكره عليه ابن عدى، وساقه في ترجمته من "الكامل" وبه أعله ابن عبد البر وابن القطان الفاسى والنووى وابن الملقن وجماعة، والراوى عنه (يحيى بن يعلى الأسلمى) هو القطوانى الضعيف أيضًا، ضعفه أبو حاتم وابن معين وجماعة، وقال البخارى:"مضطرب الحديث" وهو من رجال "التهذيب".=
5859 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: حدثنى ابن شهابٍ، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وعن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ".
5860 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدّثنا مبشر، عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، وأبى سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلم في الركعتين، فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة، وهو رجلٌ من خزاعة حليفٌ لبنى زهرة: أقصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله؟
= وقد ساق له الذهبى هذا الحديث من مناكيره: في ترجمته من "الميزان" وأعله به جماعة أيضًا، وقد اضطرب - هو أو شيخه - في هذا الحديث على ثلاثة ألوان، ذكر الدارقطنى منها اثنين في "العلل"[9/ 150]، ثم قال:"وليس ذلك بمحفوظ، والحديث غير ثابت".
قلتُ: وهو كما قال، وقد شرحنا هذا، مع استيفاء تخريجه؛ وشواهده التالفة نحو لفظه، والرد على قوَّاه بها، كل ذلك في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وفقنا الله لإتمامه وإنجازه بخير.
5859 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 5846].
5860 -
صحيح: دون قوله: (ولم يسجد السجدتين .... إلخ) أخرجه أبو داود [1012]، وابن خزيمة [1040، 1044]، وابن عبد البر في "التمهيد"[11/ 202 - 203]، من طريقين عن الأوزاعى عن الزهرى عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ثلاثتهم عن أبى هريرة به
…
ولفظ أبى داود في آخره: (ولم يسجد سجدتى السهو حتى يقنه الله ذلك) ومثله عند ابن خزيمة إلا أنه قال: (حتى يقنه الناس) وعند ابن عبد البر: (ثم سجد سجدتى السهو).
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لكن اختلف فيه على الأوزاعى، فرواه عنه محمد بن كثير المصيصى والوليد بن مسلم كلاهما على الوجه الماضى، وخالفهما محمد بن يوسف الفريابى، فرواه عنه عن الزهرى بإسناده به مرسلًا، لم يذكر فيه أبا هريرة، هكذا أخرجه ابن خزيمة [1041]، من طريق الذهلى عن الفريابى عن يوسف عن الأوزاعى به
…
=
قال: "لَمْ تُقْصَرْ، وَلَمْ أَنَسَ"، قال ذو الشمالين: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على من صلى معه، فقال:"أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قالوا: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتم الصلاة، ولم يسجد السجدتين اللتين تُسجدان في وَهْمَ الصلاة حين لقنه الناس.
= هكذا عنده، وقوله (عن يوسف) زيادة مقحمة لا معنى لها أصلًا، إنما يرويه الفريابى عن الأوزاعى به دون واسطة، وهكذا قاله الدارقطنى في "العلل"[9/ 375]، وقد توبع عليه الفريابى مرسلًا، تابعه عبد الحميد بن أبى العشرين عن الأوزاعى عند ابن عبد البر في "التمهيد"[11/ 203]، وهكذا رواه عمر بن عبد الواحد الشامى عن الأوزاعى عن الزهرى عن مشايخه الثلاثة به مرسلًا، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 375].
وقد توبع الأوزاعى على الوجهين جميعًا عن الزهرى، لكن اختلف في سنده على ابن شهاب على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "علله"[9/ 375 - 379]، وقد شرحناها وخرجناها في "غرس الأشجار" وكما اختلف عليه في سنده، فقد اختلف عليه في متنه أيضًا، حتى وصفه بعض الحفاظ بالاضطراب فيه سندًا ومتنًا، وأنه لم يُتْقِنْ حفظه، هكذا قاله الصلاح العلائى الحافظ في كتابه "نظم الفوائد لما تضمنه حديث ذى اليدَين من الفوائد" ثم نقل عن ابن عبد البر أنه قال في "التمهيد" [1/ 366]: (لا أعلم أحدًا من أهل الحديث المنصفين فيه: عوَّل على حديث ابن شهاب في قصة ذى اليدين، لاضطرابه فيه، وأنه لم يتم له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن؛ فالغلط لا يسلم منه أحد، والكمال ليس لمخلوق، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلتُ: وإنما عول من عَوَّل على صحة قصة ذى اليدين: بما للحديث من طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
وهى صحيحة ثابتة
…
منها ما رواه مالك عن أيوب عن ابن سيرين عن أبى هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين؟! فقال الناس: نعم، فقام رسول الله فصلى ركعتين أخريين، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع ثم كبر، فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع).
أخرجه مالك [210]- واللفظ له - ومن طريقه البخارى [682] و [1170، 6823]، والترمذى [399]، والنسائى [1225]، وأبو داود [1009]، وابن حبان [2249، 2686]، والشافعى [891]، وجماعة كثيرة.=
5861 -
حَدَّثَنَا أحمد، حدّثنا مبشرٌ، عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب أنه، سمع أبا هريرة، قال: قرأ ناسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاةٍ جهر فيها بالقراءة، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل عليهم، فقال:"هَلْ قَرَأَ مَعِى أَحَدٌ؟ " قالوا: نعم، قال:"إِنِّي أَقُولُ: مَا بَالِى أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟! " قال الزهرى: فاتعظ الناس بذلك، ولم يكونوا يقرؤون فيما جهر.
= ثم اعلم أيها المسترشد: أن قوله في آخره عند المؤلف وغيره: (ولم يسجد السجدتين
…
إلخ) إنما هو مدرج من قول ابن شهاب البتة، كما بَيَّن ذلك ابن خزيمة بيانا شافيًا في "صحيحه"[2/ 127]، وزدناه وضوحًا في "غرس الأشجار" والله المستعان.
5861 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [1850]، والبيهقى في "سننه"[2719]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 320]، والبخارى في "تاريخه الأوسط" - المسمى بـ "الصغير" مطبوعًا -[ص/ 177 رقم 826]، وفى القراءة خلف الإمام [عقب رقم 68]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 298 - 301]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
وهو عند البخارى بقول الزهرى في آخره فقط، وليس كلام الزهرى عند أبى نعيم،.
قلتُ: هكذا رواه أكثر أصحاب الأوزاعى عنه، وخالفهم الوليد بن مسلم، فرواه عنه فقال: عن الزهرى عمن سمع أبا هريرة، وأبهم الواسطة بين الزهرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن حبان [1851]، وقال ابن حبان عقب روايته:"هذا خبر مشهور للزهرى من رواية أصحابه عن ابن أكيمة عن أبى هريرة، ووهم فيه الأوزاعى، إذ الجواد يعثر، فقال: عن الزهرى عن سعيد بن المسيب، فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم، فقال: عمن سمع أبا هريرة، ولم يذكر سعيدًا".
قلتُ: وربما كان الأوزاعى يضطرب فيه، وقد جزم غير واحد من الحفاظ بكونه وهم في سنده على الزهرى، وخالفه الأئمة الكبار من أصحاب الزهرى، كلهم رووه عنه فقالوا: عن ابن أكيمة عن أبى هريرة به
…
وهذا هو المحفوظ بلا ريب، ومن رواه عن ابن شهاب على غير هذا الوجه؛ فقد غلط عليه، كالأوزاعى والنعمان بن راشد وابن أخى الزهرى وعمر بن محمد بن صهبان وغيرهم، وقد ذكرنا رواياتهم المنكرة في "غرس الأشجار".
والرواية المشار إليها آنفًا: هي الصواب عن الزهرى، رواها عنه مالك ومعمر وابن عيينة وأسامة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بن زيد المدنى ويونس الأيلى وعبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله العامرى المدنى والليث وغيرهم، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" ونكتفى هنا بتخريج رواية مالك وحده.
فنقول: أخرج مالك في موطئه [193]، ومن طريقه أبو داود [826]، والترمذى [312]، والنسائى [919]، وأحمد [2/ 301]، وابن حبان [1849]، والبيهقى في "سننه"[2716]، وفى "المعرفة"[947]، والشافعى في "سننه"[رقم 30/ رواية الطحاوى]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 83]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 217]، وغيرهم من طرق عن مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثى عن أبى هريرة:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معى منكم أحد آنفًا؟! فقال رجل: نعم أنا يا رسول الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى أقول: ما لى أنازع القرآن؟! فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم) هذا لفظ مالك.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن".
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وابن أكيمة: قد اختلف في اسمه على أقوال، وانفرد عنه الزهرى بالراوية، كما جزم به جماعة من الكبار؛ ونازع بعضهم في ذلك؛ وقد وثقه ابن معين وابن حبان وغيرهما؛ وقال أبو حاتم الرازى:"صحيح الحديث، حديثه مقبول" وقال الفسوى: "هو من مشاهير التابعين بالمدينة" وزكاه غير واحد من النقلة، وصحح جمع من الأئمة حديثه هذا، وبعضهم حسنه، وكل هذا يرد على قول من جهله أو لم يعرفه، أو أعل حديثه به! كما فعل أبو محمد الفارسى والبيهقى وجماعة، وقد تعقبنا الجميع في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه
…
ثم أعلم أن قول الزهرى في آخر الحديث عند المؤلف وغيره: قد أدرجه مالك وجماعة وجعلوه من قول أبى هريرة، كما مضى في رواية مالك سابقًا، وكل ذلك وهم إن شاء الله
…
والصحيح: أن قوله في رواية مالك وغيره: (فانتهى الناس عن القراءة .... إلخ) مدرج من قول الزهرى، كما جزم بذلك البخارى وأبو داود والفسوى والذهلى والبيهقى والخطابى والخطيب وابن حزم وأبو عليّ الطوسى وغيرهم؛ وَبيَّنه الخطيب في "الفصل للوصل"[1/ 290 - 301]، بيانًا شافيًا؛ ونازع في هذا جماعة من المتأخرين، وحاكموا هؤلاء الكبار بما لا يثبت عند النقد أصلًا! وقد ناقشناهم طويلًا في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان لا رب سواه.
5862 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ المكى، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيدٍ أبو سعيد مولى بنى هاشمٍ، عن حبيب بن أبى حبيب، عن عمرو بن هرمٍ، عن جابر بن زيدٍ، قال: كان أبو هريرة، يقول: سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبى بكرٍ، وعمر، كلهم صلَّى حين خرج من المدينة إلى أن يرجع إليها، ركعتين في المسير، والمقام بمكة.
5863 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدّثنا موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبى الزبير، أخبرنى جابر، أن أبا هريرة أخبره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا اسْتَيْقَظ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلْيفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ".
5862 - حسن: أخرجه الطيالسى [2576]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 400، 401]، من طرق عن حبيب بن أبى حبيب عن عمرو بن هرم عن جابر بن زيد عن أبى هريرة به.
قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 260]: (رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح).
قلتُ: وهذا متعقب بكون (حبيب بن أبى حبيب) وهو الجرمى البصرى الأنماطى: قد جزم ابن خلفون في ترجمته من "الثقات" بكون مسلم قد أخرج له متابعة، كما نقله عنه الحافظ في "التهذيب"[2/ 180]، ثم إن حبيبًا مختلف فيه.
والتحقيق: أنه حسن الحديث ما لم يخالف أو يأت بما ينكر عليه، فالإسناد صالح إن شاء الله؛ لكن أعله حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [10/ 256]، بالانقطاع، فقال:"جابر بن زيد اليحمدى: ما عرفنا له رواية عن أبى هريرة" كذا، وعدم معرفته ليست دليلًا على العدم، والرجل قد أدرك أبا هريرة وعاصره، ولم ينف أحد سماعه منه أصلًا، فهو على الاتصال ما لم يظهر خلافه، وهذا ما عندى
…
واللَّه المستعان.
• تنبيه: رأيت الحديث في "أوسط الطبراني"[5/ رقم 4562]، من الطريق الماضى، وقال: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن جابر بن زيد إلا بهذا الإسناد
…
".
5863 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 403]، من طريق موسى بن داود عن عبد الله بن لهيعة عن أبى الزبير محمد بن مسلم المكى عن جابر بن عبد الله عن أبى هريرة به ..... وزاد:(في الإناء) بعد قوله: (يدخلهما
…
).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وابن لهيعة حاله معلومة! مع كونه مدلسًا أيضًا، وقد عنعنه، وباقى رجاله ثقات من رجال مسلم، ولم ينفرد به ابن لهيعة، بل تابعه عليه: معقل بن عبد الله الجزرى عن أبى الزبير عن جابر عن أبى هريرة به
…
عند مسلم [278]، والبيهقى في "سننه"[213]، وأبى وعوانة [رقم 729]، وأبى نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 641]، وغيرهم من طريق الحسن بن أعين عن معقل به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ومعقل وشخه: شيخان صدوقان، ولم يخف علينا: أن الإمام أحمد كان يُضَعِّف حديث معقل عن أبى الزبير خاصة، ويقول:(يشبه حديثه ابن لهيعة) كما نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 638/ طبعة عِتْر]، لكن هذا معارض باحتجاج الإمام مسلم به في "صحيحه" من روايته عن أبى الزيبر، فالأشبه: هو رَدُّ ما أنْكِر على معقل من روايته عن أبى الزبير، أو ما خالفه فيه من هو أثبت وأتقن؛ وما عدا ذلك من روايته: فهو مقبول على الاستقامة.
على أن ابن رجب لم يذكر لنا تلك العبارة التى فهم منها تضعيف أحمد لرواية معقل عن أبى الزبير، فإن كانت هي تلك العبارة التى فهم منها تضعيف أحمد لرواية معقل عن أبى الزبير، فإن كانت هي تلك التى حكاها:(يشبه حديثه ابن لهيعة) فما أراه كما فهم، إلا إنْ كان ابن رجب قد ظفر برواية عن الإمام أحمد: يَردُّ فيها كل ما رواه ابن لهيعة عن أبى الزبير، وإلا فالعبارة التى ذكرها لا تحتمل ما فهمه أصلًا، بل للنظر فيها مُتَّسَع، لعلنا نأتى عليه في "غرس الأشجار" إن شاء الله.
فإن قيل: نراكم قد غفلتم عن كونكم قد وَسَمْتُم أبا الزبير بالتدليس البتة، وذكرتم في بحث لكم مضى عقب كلامكم على الحديث [رقم 1769]، أن أبا الزبير لا تُقْبَل عنعنته عن جابر بن عبد الله خاصة، اللَّهم إلا إذا كان الليث بن سعد يروى عنه عن جابر، والحديث هنا: رواه غير الليث عن جابر، ولم يذكر فيه أبو الزبير سماعًا أصلًا، فكيف يصح لكم قولكم:(هذا إسناد صالح) فأيَّ صلاح تعنون؟!.
قلنا: لسنا نرد على هذا: بكون أبى الزبير قد صرح بالسماع عند أحمد [2/ 403]، كما أجاب بذلك الإمام في "صحيح أبى دود"[1/ 175]، وخفى عليه: أن أحمد رواه من طريق ابن لهيعة عن أبى الزبير، فالطريق إليه لا يثبت، وابن لهيعة كان مخلطًا جدًّا، ومثله لا يمتنع عليه أنى قلب العنعنة سماعًا.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وإنما نجيب عن قبول عنعنة أبى الزبير هنا: بجواب آخر! وهو أننا كنا قد أغفلنا هناك [عقب رقم 1769]، قيدًا مهمّا لقبول عنعنة أبى الزبير عن جابر، وهذا القيد: هو أن يُصحِّح أحد الأئمة النقاد من حذاق هذا الفن المتقدمين رواية يرويها أبو الزبير عن جابر بالعنعنة، مع كونها من غير رواية الليث عنه أيضًا، وهذا القيد لعلنا نشرح برهانه في مكان آخر إن شاء الله؛ ولإغفالى هذا القيد المهم جدًّا؛ جرنى ذلك إلى ما أكره وأندم عليه الآن، فقد كنت تجرأت وتسرعت وتهجمت على تضعيف حديث رواه غير الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر وهو في "صحيح مسلم" كما مضى ذلك [برقم 2324]، وكنت قد زعمت هناك إعلاله بعنعنة أبى الزبير، متابعة منى - عن برهان - لبعض النقاد من المتأخرين الجِلَّة؛ وضربت بتصحيح مسلم له عرض الحائط، مشيًا على تلك القواعد التى قعدناها دون إمعان نظر؛ لتصرف أئمة القوم من متقدمى الحفاظ والمحدثين في الإعلال والقبول والرد، ونحن نتراجع هنا عن تضعيف الحديث المشار إليه دون حياء منا أو مكابرة، بل وسنرد على أنفسنا بأنفسنا وبطريقتنا إن تيسر لنا ذلك في مكان آخر بعون الله وحوله.
• والحاصل: أن سند الحديث هنا حسن مقبول؛ لكن قد اختلف على أبى الزبير في سنده، كما ذكرناه في "غرس الأشجار".
• وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه:
1 -
منها ما رواه الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمسن يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا؛ فإنه لا يدرى أين باتت يده) أخرجه الحميدى [9511]- واللفظ له - ومسلم [278]، والنسائى [1]، وأحمد [2/ 241]، وابن خزيمة [99]، وابن حبان [1062]، والشافعى [24]، وابن الجارود [9]، والبيهقى في "سننه"[203]، وفى "المعرفة"[رقم 153]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 407]، وأبو عوانة [رقم 726، 727]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى به.
قلتُ: وقد توبع ابن عيينة عليه: تابعه معمر والأوزاعى وغيرهما. وقد توبع الزهرى عليه عن أبى سلمة: تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به نحو سياق المؤلف: عند أحمد [2/ 382]، والمؤلف [5973]، وابن أبى شيبة [1048، 36239]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 181]، وعنه أبو عبيد في "الطهور"[رقم 251]، والطحاوى في =
5864 -
حَدَّثَنَا محمد بن يحيى بن أبى سمينة، حدّثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسيْنِ وَهُوَ يُؤَمِّلُ أَنْ يَسْبِقَ، فَلا خَيْرَ فِيهِ، وَمَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسيْنِ وَهُوَ لا يُؤَمِّلُ أَنْ يَسْبِقَ، فَلا بَأْس بِهِ".
= "المشكل"[13/ 59]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بإسناده به .... وزدوا جميعًا - سوى ابن أبى شيبة -:(فقال قين الأشجعى: يا أبا هريرة: فكيف إذا جاء مهراسكم؟! قال: أعوذ بالله من شرك يا قين) لفظ أحمد؛ وتصحف عنده: (قين) إلى (قيس) راجع ترجمة قين الأشجعى من "الإصابة"[5/ 567]، وزاد الطحاوى وحده:(فلا يغمس يده في الإناء) بعد قوله: (إذا استيقظ أحدكم من منامه .. ).
قلتُ: وسنده صالح؛ ومحمد بن عمرو محدث صدوق .. وقد استوفينا سائر طرقه مع اختلاف ألفاظه في "غرس الأشجار" وراجع "بذل الإحسان"[1/ 18 - 30]، للمحدث الحويني.
5864 -
منكر: أخرجه أبو داود [2579]، وابن ماجه [2876]، وأحمد [2/ 505]، والحاكم [2/ 125]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 111، 405]، وابن أبى شيبة [33552]، والبيهقى في "سننه"[19555]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 175]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 87]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 395 - 396]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 63]، وغيرهم من طرق عن سفيان بن حسين عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به نحوه.
قال أبو حاتم كما في "العلل"[رقم 2249]: "هذا خطأ، لم يعمل سفيان بن حسين بشئ، لا يشبه أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن أحواله أن يكون عن سعيد بن المسيب قوله، وقد رواه يحيى بن سعيد عن سعيد قوله".
قلتُ: وهو كما قال؛ والحديث باطل من رواية أبى هريرة، كما جزم به ابن معين، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص"[4/ 163]، والواهم فيه: هو سفيان بن حسين ذلك الثقة في كل المشايخ إلا الزهرى، فقد ضعفوه فيه قولًا واحدًا، وكان مغرمًا برواية المناكير والأخلاط عنه، مثل هذا الحديث، وماذا تجديه متابعه سعيد بن بشير له عن الزهرى، وهو المكشوف الأمر جدًّا، مع اختلاف عليه فيه أيضًا، وحفاظ أصحاب الزهرى يروونه عنه عن رجال من أهل العلم به =
5865 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا أبو معاوية، عن أبى رجاءٍ الجزرى، عن يزيد بن سنان، أو بردٍ، عن واثلة بن الأسقع، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ عَابِدًا، وَاجْتَنِبِ المحَارِمَ تَكُنْ زَاهِدًا، وأَحْسِنْ جِوَار مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا".
= موقوفًا عليه، ذكره أبو داود في "سننه"[2/ 35]، وقال:"وهذا أصح عندنا" وهو كما قال، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار" وراجع "الفروسية"[ص 229 - 246]، لابن القيم.
5865 -
ضعيف: أخرجه ابن ماجه [4217]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5750]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 365]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 385] و [4/ رقم 3408]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ 639، 640]، والمزى في "تهذيبه"[28/ 278]، وأبو عبد الرحمن السلمى في الأربعين في التصوف [رقم 24]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 223]، وغيرهم من طرق عن أبى رجاء محرز بن عبد الله الجزرى عن برد بن سنان [وعند أبى نعيم:(عن يزيد بن سنان) ومثله عند المؤلف ولكن بالشك: (عن يزيد بن سنان أو برد) وهذا وهم ممن دون أبى رجاء في سنده] عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبى هبريرة به
…
وعند بعضهم بنحوه
…
وليس عند الجميع قوله: (واجتنب المحارم تكن زاهدًا) وزادوا - إلا الخرائطى -: (وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) وهذه الزيادة وحدها عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 252]، وغير هم من هذا الطريق وزادوا أيضًا جميعًا:(وكن قنعًا تكن أشكر الناس).
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 325]: "هذا إسناد حسن".
قلتُ: كلا، بل هو إسناد ضعيف معلول، ومكحول لم يثبت سماعه من واثلة بن الأسقع، كما جزم به أبو زرعة وصاحبه وغيرهما، وخالفه ابن معين في هذا، راجع "جامع التحصيل"[ص 285].
وبرد بن سنان صدوق وسط؛ وقد اختلف في سنده على أبى رجاء على ألوان كثيرة، ذكر بعضها أو أكثرها الدارقطنى في "العلل"[7/ 263 - 265]، ثم قال:"والحديث غير ثابت" وهذه العبارة: نقلها عنه العراقى في "المغنى"[2/ 137]، لكن سقط منها حرف (غير) فصار الجملة هكذا:(والحديث ثابت) ولم يفطن الإمام لهذا في "الصحيحة"[رقم 930]، وظن أن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الدرقطنى يقول بثبوت الحديث، وليس من ذلك شئ، وقد خولف برد بن سنان في وصله، خالفه سليمان بن موسى الشامى الصدوق الفقيه، فرواه عن مكحول به مرسلًا بالفقرة الأولى منه فقط، هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في الورع [رقم 16]، بإسناد حسن إليه به
…
ولعل هذا هو الأشبه إن شاء الله
…
ولفقرات الحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
، وأكثرها لا يصح أصلًا، والثابت منها: إنما هو لبعض الفقرات الزائدة مما ليس عند المؤلف، أعنى فقرة:(وأقل الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب) ولا يثبت غيرها عن أبى هريرة مرفوعًا.
نعم: لبعض فقراته عند المؤلف: شواهد بعضها ثابت؛ والحديث ضعيف بهذا التمام حميعًا، ولعلنا نبسط الكلام عليه في مكان آخر إن شاء الله ....
نعم: يأتى للحديث طريق آخر عن أبى هريرة: يرويه جعفر بن سليمان الضبعى عن أبى طارق السعدى عن الحسن البصرى عن أبى هريرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأخذ عنى هؤلاء الكلمات فيعمل بهن، أو يعلم من يعمل بهن؟! فقال أبو هريرة: فقلتُ: أنا رسول؛ فأخذ بيدى؛ فعد خمسًا، وقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر من الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب).
أخرجه الترمذى [2305]- واللفظ له - وأحمد [2/ 310]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7054]، والمؤلف [برقم 6240]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9543]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 295]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 30]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 991]، وفى "تاريخه"[29/ 320 - 321]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 233]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[5/ 125 - 126]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 412]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان به.
قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث بن جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع من أبى هريرة شيئًا، هكذا روى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلى بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبى هريرة، وروى أبو عبيدة الناجى عن الحسن هذا الحديث قوله، ولم يذكر فيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلتُ: ففيه علتان: =
5866 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا ابن أبى ذئب، عن عثمان بن محمدٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ وُلِّيَ الْقَضَاءَ، فَكَأَنَّمَا ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ".
= الأولى: عدم سماع الحسن من أبى هريرة، وهذا هو الصحيح الذي عليه المعول، وإن خالف في ذلك بعضهم.
والثانية: الاختلاف في سنده، والمحفوظ: أن الحديث من قول الحسن موقوفًا عليه، هكذا أخرجه عنه عبد بن حميد في "تفسيره" ما في "الدر المنثور"[6/ 273]، وهكذا رواه حميد الطويل عن الحسن بالفقرة الأخيرة منه قوله موقوفًا عليه، كما عند ابن أبى شيبة [26673]، وأبى نعيم في "الحلية"[2/ 152]، وابن سعد في "الطبقات"[7/ 171].
والحديث الموصول: تفرد به (جعفر بن سليمان الضبعى) كما قاله أبو نعيم والطبرانى عقب روايته، وجعفر قد تُكُلِّم فيه، وبه أعله المناوى في "الفيض"[1/ 124]، وليس ذلك بجيد منه على الإطلاق، والأولى إعلاله بما مضى؛ ثم إن في سنده علة ثالثة، وهى جهالة أبى طارق السعدى، شيخ جعفر بن سليمان، فالحديث: منكر جدًّا من هذا الطريق، ولبعض فقراته شواهد ثابتة كما مضى، بل للفقرة الأخيرة منه: طريق آخر عن أبى هريرة به
…
عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 253]، وسنده حسن إن شاء الله
…
والله المستعان لا رب سواه.
5866 -
صحيح بطرقه: أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 9/ طبعة المكتبة التجارية]، من طريق معن بن عيسى عن ابن أبى ذئب عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد منكر، وعثمان بن محمد مختلف فيه، وهو متماسك إن شاء الله؛ لكن روى بتلك الترجمة أحاديث مناكير، كما قال ابن المدينى، واختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه عنه ابن أبى ذئب واختلف عليه هو الآخر، فرواه عنه معن بن عيسى على الوجه الماضى؛ وتابعه حماد بن خالد الخياط كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[10/ 40]، وخالفهما القعنبى، فرواه عن ابن أبى ذئب عن عثمان الأخنسى عن سعيد [غير منسوب]، عن أبى هريرة به.
هكذا أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 9]، والبيهقى في "سننه"[2005]، والذهبى في "الدينار"[رقم 8]، وغيرهم، وقد وقع عند الذهبى (عن سعيد وهو المقبرى) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا التفسير لعله من الذهبى، وليس هو من قول القعنبى أصلًا، إنما رواه عن شيخه عن عثمان عن سعيد غير منسوب.
فهذان لونان من الاختلاف على ابن بى ذئب فيه، ولون ثالث، فرواه عنه أبو على الحنفى الثقة المعروف فقال: عن ابن أبى ذئب عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (من استعمل على القضاء فكأنما ذبح بالسكين) فنسب سعيدًا مقبريًا، وهو سعيد بن أبى سعيد المقبرى الثقة صاحب أبى هريرة، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[5924]، وقال:"عثمان بن محمد الأخنسى ليس بذاك القوى؛ وإنما ذكرناه لئلا يخرج عثمان من الوسط، وليس ابن أبى ذئب عن سعيد".
قلتُ: يعنى: "لئلا يدلس فيسقط عثمان، فإذا أسقطه أحد فليعلم أنه بالطريق" هكذا قاله ابن ابن القيم في تهذيب السنن (9/ 352).
وبيان ذلك: أن ابن أبى ذئب من المشهورين بالرواية عن سعيد المقبرى، بل هو أحد الأثبات فيه كما قاله ابن المدينى وعنه ابن رجب في "شرح العلل " فلو أنه سمع من المقبرى بواسطة؛ ثم دلسها وروى عن المقبرى مباشرة، ما فطن لذلك إلا القليل، فلعل النسائي خشى أن يرويه بعضهم عن ابن أبى ذئب عن المقبرى عن أبى هريرة، بإسقاط (عثمان الأخنسى) من الوسط، فلا يُهْتَدَى إليه، ويكون ظاهر الإسناد الجودة، فأراد النسائي التنبيه على أن ابن أبى ذئب ما سمع هذا الحديث من المقبرى إلا بواسطة (عثمان الأخنسى).
وربما خشى النسائي: أن يهم بعضهم فيه على ابن أبى ذئب، ويرويه عنه بإسقاط (عثمان الأخنسى) من سنده، وعثمان ضعيف عنده؛ فلذلك أخرج الحديث في كتابه؛ وإن لم يكن على شرطه؛ لينبه على هذا الأمر الدقيق الذي لا ينتبه له إلا النابهون، فقد يغتر البعض إن هو وقع على طريق يرويه بعضهم عن ابن أبى ذئب عن المقبرى عن أبى هريرة بالحديث، مع إسقاط (عثمان الأخنسى) من سنده، فينخدع بجودة هذا الطريق، مع علمه بأن بعضهم قد رواه عن ابن أبى ذئب عن المقبرى وأدخل بينهما (عثمان الأخنسى) فربما زعم أن الوجهين كلاهما محفوظان، وأن ابن أبى ذئب ربما سمعه من المقبرى بواسطة؛ ثم قابله فحدثه به مباشرة دونها، فيكون الإسناد من المزيد عندهم، ويصح من الوجهين جميعًا على القول بكون عثمان الأخنسى صدوقًا مقبولًا، فقطع النسائي هذا السبيل البتة، فلله دره من حافظ حاذق! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعود على بدء فنقول: قد توبع أبو على الحنفى على الوجه الماضى عن ابن أبى ذئب: تابعه بشار بن عيسى عند وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 9]، وتابعهما يحيى بن سعيد القطان عند الحاكم [4/ 103]، فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف على ابن أبى ذئب في سنده.
• تنبيه مهم: قوله في لفظ النسائي الماضى: "فكأنما ذبح بالسكين"، وهم ممن دون ابن أبى ذئب في سنده، هذا لا ريب فيه عندى، والمشهور من لفظه:"فكأنما ذبح بغير سكين" وقد رأيت السخاوى قد جزم بشذوذ هذا اللفظ عند النسائي، في "المقاصد"[ص 642]، فراجعه.
ولون رابع: فرواه روح بن عبادة عن ابن أبى ذئب فقال: عن عثمان بن محمد الأخنسى عن ابن المسيب به مرسلًا، هكذا أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 10]، بإسناد صحيح إليه، ولون خامس، ورواه عبد الله بن نافع الصائغ عن ابن أبى ذئب فقال: عن عثمان الأخنسى عن سعيد بن المسيب به موقوفًا عليه، هكذا أخرجه وكيع أيضًا [1/ 10].
وهذا اختلاف شديد على ابن أبى ذئب في سنده، وقد نظر أهل العلم فيه، فقال وكيع القاضى بعدما روى أكثر تلك الألوان:"لعل الأخنسى - يعنى عثمان - سمعه من المقبرى عن أبى هريرة، وسمعه من سعيد بن المسيب من قوله، فاختلط على بعض من حمله عنه؛ على أن روح بن عبادة قال: - يعنى في روايته الماضية عن ابن أبى ذئب - عن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم يعنى مرسلًا - فهذا يدل على أن ابن أبى ذئب أوهم في قوله: "ابن المسيب"، إن كان على ما قال روح بن عبادة، ولا أعلم أن أحدًا روى هذا الكلام عن سعيد بن المسيب - يعنى من طريق آخر غير ما مضى - وله عن المقبرى - يعنى سعيدًا - أصل من غير رواية الأخنسى؛ فالقول قولى من قال: عن المقبرى عن أبى هريرة".
قلتُ: وهذا الوجه الأخير عن عثمان الأخنسى: هو الذي جزم به الدارقطنى في رواية ابن أبى ذثب، كما في "علله"[10/ 400 - 401]، فكل من رواه عنه دون هذا؛ فقد غلط عليه، أو قَصَّر في سنده ولم يجوده، وهذا هو الظاهر عندى إن شاء الله؛ فالحديث حديث ابن أبى ذئب عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به.
وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وعثمان وإن ضعفه بعضهم؛ إلا أنه توبع عليه كما يأتى، وكذا توبع عليه ابن أبى ذئب عن عثمان على هذا الوجه: تابعه عبد الله بن سعيد بن أبى هند وعبد الله بن جعفر المخرمى وغيرهما
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواية عبد الله بن سعيد: قد أخرجها المؤلف [برقم 6613]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 203]، ووكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 8 - 9]، وعبد الله ثقة مشهور ربما أخطأ، وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه عبد العزيز الدراوردى عند ابن حبان في "الثقات"[7/ 203 - 204]، والدارقطنى، والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومى القرشى حميد بن الأسود عند وكيع القاضى؛ كلهم رووه عنه على الوجه الماضى؛ وتابعهم صفوان بن عيسى القرشى عند أحمد [2/ 230]، والمؤلف، وأبى داود في مسائله عن أحمد [رقم 2045]، وغيرهم؛ إلا أن صفوان قد وهم وقلب اسم شيخ شيخه، فقال:(عن محمد بن عثمان الأخنسى) كذا قال.
والصواب: (عن عثمان بن محمد الأخنسى) وهم فيه صفوان، كما نقله أبو دود عن الإمام أحمد في "مسائله" وأشار إليه الدارقطنى في "علله"[10/ 400]، وقد سقط (محمد بن عثمان الأخنسى) من سند أحمد، من (طبعة مؤسسة قرطبة) وكذا من (طبعة دار الرسالة [12/ 52]) والصواب إثباته بلا ريب.
ثم نظرت: فإذا أبو داود قد قال عن هذا الحديث في "مسائله عن أحمد"[رقم 2045]: "وكان عند أبى عبد الله - يعنى الإمام أحمد - عن صفوان عن عبد الله بن سعيد عن المقبرى عن أبى هريرة، وهو حدثنا به".
قلتُ: فربما كان صفوان قد اضطرب فيه، والأقرب عندى: أن يكون ذكر (محمد بن عثمان الأخنسى) قد سقط من كتاب الإمام أحمد الذي دَوَّن فيه مسموعاته من صفوان بن عيسى، ولعل هذا يؤيده: أن الإمام أحمد قد نزل درجة، وروى هذا الحديث عن محمد بن عمر المقدمى عن صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبى هند عن محمد بن عثمان عن المقبرى عن أبى هريرة به
…
كما سمعه منه أبو داود في "مسائله عنه" وهذا هو الذي رواه الجماعة عن صفوان، كأحمد بن إبراهيم الدورقى ومحمد بن أبى بكر المقدمى وابن عمه: محمد بن عمر المقدمى وغيرهم؛ وأنا أستبعد أن يكون الصواب مع الإمام أحمد في إسقاطه (محمد بن عثمان) من سنده! بل الظاهر هو ما ذكرناه آنفًا.
فالحاصل: أن صفوان بن عيسى والدراوردى والمغيرة بن عبد الرحمن وحميد بن الأسود كلهم رووه عن عبد الله بن سعيد ابن أبى هند عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالفهم جميعًا: خارجة بن مصعب، فرواه عن عبد الله بن سعيد عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به، وأسقط منه (عثمان بن محمد) هكذا أخرجه السهمى في "تاريخه"[ص 101]، وخارجة هذا قد أخرجه ابن معين من دائرة أهل الصدق، ورماه بالكذب، وأسقطه أكثر النقاد فسقط، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه، فمخالفته كحاله، لا يعبأ بها، وقد اختلف في سنده على عثمان الأخنسى أيضًا، كما شرحناه في "غرس الأشجار" إلا أن المحفوظ عنه: هو ما رواه عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به
…
وقد توبع على هذا الوجه عن المقبرى.
تابعه عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب: عند أبى داود [3571]، والترمذى [1325]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 204]، والبيهقى في "سننه"[20007]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 396]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 161]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[7/ 297]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1821]، والخطيب في المتفق والمفترق [رقم 1005]، وغيرهم من طرق عن عمرو بن أبى عمرو به.
قلت: وسنده صحيح في المتابعات أيضًا.
وكذا تابعه داود بن خالد المكى عن المقبرى عن أبى هريرة به
…
عند ابن حبان في "الثقات"[6/ 286 - 283]، والدولابى في "الكنى"[رقم 1086]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 94]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 756]، والمزى في "تهذيبه"[8/ 384]، وغيرهم من طريقين عن داود بن خالد به.
قال ابن الجوزى: "داود مجهول، قال يحيى: لا أعرفه".
قلتُ: وقال عنه يعقوب بن شيبة: "مجهول لا نعرفه؛ ولعله ثقة" لكن وثقه العجلى وابن حبان، ومشاه الحافظ في "التقريب" وقال ابن عدى عقب رواية حديثه: (وهذا يعرف من حديث عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد المقبرى، يرويه ابن أبى ذئب، وهذا داود بن خالد قد روى أيضًا عن سعيد".
ثم قال في ختام ترجمته: "وداود بن خالد هذا: له غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير؛ وكأن أحاديثه إفرادات، وأرجو أنه لا بأس به
…
".
قلتُ: وهو متابع على كل حال، ورواه جماعة آخرون عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به
…
=
5867 -
حَدَّثَنَا خالد بن مرداسٍ، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عباد بن كثيرٍ، عن أبى عبد الله، عن عطاء بن يسارٍ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا ابْتُلِيَ أَحَدُكُمْ بِالْقَضَاءِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، فَلا يَقْضِ وَهُوَ غَضْبَانُ، فَلْيُسَوِّ بَيْنَهُمْ بِالنَّظَرِ وَالمجْلِسِ وَالإِشَارَةِ، وَلا يَرْفَعْ صَوْتَهُ عَلَى أَحَدِ الخصْمَيْنِ".
5868 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وذكر المدينة:"إِنَّهَا سَتَكُونُ فُتُوحٌ، وَسَيَكُونُ قَوْمٌ يَهِيمُونَ بعَشَائِرهِمْ، وَالمدينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
= وله طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة، وهو حديث ثابت، قد صححه غير واحد، وحسنه الترمذى وجماعة
…
وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".
5867 -
منكر: هذا يأتى الكلام عليه في مسند أم سلمة [برقم 6924].
5868 -
صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 400]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: وهذا إسناد واهٍ جدًّا، ومعاوية بن يحيى هو الصدفى الشامى الذي ضعفوه بخط عريض، بل قال ابن معين:"هالك ليس بشئ" وقال الجوزجانى: "ذاهب الحديث" وقد تكلموا في روايته عن الزهرى، وفى رواية إسحاق بن سليمان عنه.
1 -
أما الزهرى: فقال الساجى: "كان قد اشترى كتابًا للزهرى من السوق؛ فروى عن الزهرى" وقال ابن حبان في ترجمته من "المجروحين"[3/ 3]: "كان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهرى وغيره، فجاء رواية الراوين عنه: إسحاق بن سلمان وذويه كأنها مقلوبة" وقد نقل المزى عن البخارى أنه قال عنه: "أحاديثه عن الزهرى مستقيمة، كأنها من كتاب "كذا، وفى هذا النقل نظر، والثابت عن البخارى أنه قال:(روى عن هقل بن زياد أحاديث مستقيمة) كذا قاله في ترجمة يحيى من "تاريخه"[7/ 336]، وفى "الضعفاء الصغير"[ص 108]، وعنه العقيلى في "الضعفاء"[4/ 182]، فكأن العبارة قد اضطربت على المزى.
2 -
وأما رواية إسحاق بن سليمان عنه: فقد ذكر البخارى وأبو حاتم وابن خراش وابن حبان والدارقطنى: أن في رواية إسحاق عن يحيى: مناكير ومقلوبات، وهذا الحديث من روايته عنه كما ترى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن الحديث صحيح ثابت: فله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
نذكر هنا بعضها: فمنها:
1 -
رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه هريرة مرفوعًا: (يأتى على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .... ) أخرجه مسلم [1381]، وابن حبان [3734] و [6775]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[3195]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1317/ طبعة دار الفاروق]. وغيرهم.
2 -
ومنها: ما رواه أبو صالح مولى السعيديين عن أبى هريرة مرفوعًا: (إن رجالًا يستنفرون عشائرهم، يقولون: الخير الخير، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
…
) أخرجه أحمد [2/ 439]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4179]، من طريقين عن هاشم بن هاشم الزهرى المدنى عن أبى صالح به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وأبو صالح شيخ صالح، روى عنه جماعة؛ وقال أبو زرعة:"لا بأس به" كما في "الجرح والتعديل"[9/ 392]، ونقل المعلق على "مسند أحمد"[15/ 418/ طبعة الرسالة]، عن ابن حبان أنه ذكره في "الثقات"[5/ 590].
3 -
ومنها: ما رواه حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن أبى هريرة مرفوعًا: (ليخرجن من المدينة رجال رغبة عنها، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) أخرجه أحمد [2/ 464، 465]، والطيالسى [2477]، وابن راهويه [364]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به.
قلتُ: وسنده جيد، رجاله رجال مسلم.
4 -
ومنها: ما رواه فليح بن سليمان عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبى هريرة مرفوعًا: (تفتح البلاد والأمصار؛ فيقول الرجال لإخوانهم: هلموا إلى الريف، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
…
) أخرجه أحمد [2/ 338]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1331/ طبعة دار الفاروق]، كلاهما من طريقين عن فليح به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات؛ وفليح متكلم فيه بما يوجب رد حديثه على التحقيق.
5 -
ومنها: ما رواه ابن لهيعة عن ابن الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن يحيى بن النضر الأنصارى المدنى عن أبى هريرة مرفوعًا: (تفتح الأرياف، فيأتى ناس إلى معارفهم؛ فيذهبون معهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .... ) أخرجه أحمد [2/ 349]، من طريق حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة به. =
5869 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، سمع سعيد بن المسيب، سمع أبا هريرة، يقول: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن امرأتى ولدت صبيًا أسود، فقال:"هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " فقال: نعم، قال:"مَا أَلْوَانُهَا؟ " قال: حمرٌ، قال:"هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟ " قال: إن فيها لَوُرْقًا، قال:"وَأَنَّى لَهَا ذَلِكَ؟ " قال: لعله نزعه عرقٌ، قال:"وَهَذَا لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ".
5870 -
حَدَّثَنَا كامل بن طلحة، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، أن رجالًا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا أناسٌ نكون
= قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات أيضًا، ورجاله ثقات سوى ابن لهيعة، فحاله معلومة.
وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه بمعناه
…
وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة بمعناه أيضًا
…
منها حديث سفيان بن أبى زهير عند البخارى [1776]، ومسلم [1388]، وجماعة كثيرة.
5869 -
صحيح: أخرجه مسلم [1500]، وأبو داود [2260]، والترمذى [2128]، والنسائى [3478] ابن ماجه [2002]، وأحمد [2/ 239] وابن حبان [4106، 4107] والشافعى [1295]، والحميدى [1084]، وابن الجارود [848]، وأبو عوانة [4456، 4726]، وابن عساكر في "المعجم"[126]، والبيهقى في "سننه"[15140، 16919]، وفى "المعرفة"[رقم 4820]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة، تابعه مالك ويونس الأيلى ومعمر وسعيد وابن أبى ذئب وغيرهم، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار".
5870 -
ضعيف: هذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات سوى ابن لهيعة، وهو ضعيف الحديث مطلقًا، من قبل ومن بعد، لا تفصيل في ذلك أصلًا، كما فصلنا ذلك في "فيض السماء" لكنه لم ينفرد به: تابعه المثنى بن الصباح - واختلف عليه - والمثنى ضعيف مختلط، وله طرق أخرى عن عمرو بن شعيب به
…
ولا يصح منها شئ كما قال الدارقطنى في "العلل"[8/ 94]، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
بالرمل فتصيبنا الجنابة، وفينا الحائض، والنفساء، ولا نجد الماء أربعة أشهرٍ، أو خمسة أشهرٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ بِالأَرْضِ".
5871 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا اشْتَدَّ الحرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ، فَإِنَّ شدَّةَ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِى بَعْضًا فَأذِنَ لَهَا أَنْ تَتَنَفَّسَ نَفَسَيْنِ: نَفَسًا فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسًا فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تجدُونَ منَ الحرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ".
5871 - صحيح: أخرجه البخارى [512]، وأحمد [2/ 238]، وابن خزيمة [329]، والشافعى [102]، والحميدى [942]، وابن الجارود [156]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 204]، وأبو عوانة [رقم 1014، 1015، 1016]، والنسائى في "الكبرى"[1488]، والبيهقى في "سننه"[1897]، و [1898]، وغيرهم من طريق ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
وهو عند النسائي وابن خزيمة ورواية لأبى عوانة: بالفقرة الأولى منه فقط.
قلتُ: وهذه الفقرة الأخيرة ليست عند أحمد؛ وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان كلها محفوظة، كما شرحنا في ذلك في "غرس الأشجار" وراجع "علل الدارقطنى"[9/ 390 - 394]، وللفقرة الأولى من الحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به ..... منها:
1 -
طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
أخرجه المؤلف [برقم 6074]، وأحمد [2/ 229]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 187]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 274]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان به.
قلتُ: وسنده على شرط الشيخين
…
وتوبع عليه هشام.
2 -
ومنها طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة به
…
أخرجه المؤلف [برقم 6314]، ومالك [29]، ومن طريقه ابن ماجه [677]، وأحمد [2/ 462]، والشافعى [103، 106]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"[رقم 49]، وابن الغطريف في "جزئه"[رقم 73]، وابن عساكر في "تاريخه"[28/ 46]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 294]، وأبو عوانة [رقم 1024]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 205]، والسراج في "مسنده"[1/ 364، 370]، وغيرهم من طريقين عن أبى الزناد به. =
5872 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن سعيدٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الِخْتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الآبَاطِ".
= قلتُ: وسنده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد توبع عليه أبو الزناد: تابعه صالح بن كيسان عند البخارى [510]، وله طرق أخرى قد نظمناها في "غرس الأشجار"
…
واللَّه المستعان.
5872 -
صحيح: أخرجه البخارى [5550]، ومسلم [257]، وأبو داود [4198]، والنسائى [11]، وابن ماجه [292]، وأحمد [2/ 239]، وابن حبان [5482]، وابن أبى شيبة [2047، 26469]، والحميدى [936]، والبيهقى في "سننه"[669]، وفى "المعرفة"[رقم 343]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 56]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 109]، وأبو عوانة [رقم 471]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن الميسب عن أبى هريرة.
قلتُ: وتوبع عليه ابن عيينة: تابعه جمهور أصحاب الزهرى، وخالفهم محمد بن أبى حفصة، فرواه عن الزهرى فقال: عن سعيد وأبى سلمة عن أبى هريرة به، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[7/ 282]، ثم قال:"ولم يتابع عليه".
قلتُ: وابن أبى حفصة: مختلف فيه، وليس في الزهرى بشئ إزاء سفيان ومعمر ويونس وإبراهيم بن سعد وغيرهم ممن رواه عن الزهرى على الوجه الأول، وقد خرجنا رواياتهم في (غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار)
…
واللَّه المستعان.
وللحديث طريق أخرى عن أبى هريرة به ....
منها: ما رواه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله العامرى المدنى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه
…
أخرجه النسائي [5043]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1293]، وابن الجوزى في التحقيق [2/ 341]، والمؤلف [برقم 6595]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
قلتُ: وهذا إسناد جيد، وعبد الرحمن صدوق متماسك؛ لكنه خولفه في رفعه وسنده، خالفه شيخ الحفاظ مالك بن أنس، فرواه عن سعيد المقبرى فقال: عن أبيه عن أبى هريرة به موقوفًا عليه، لم يرفعه، وزاد فيه واسطة بين سعيد وأبى هريرة، هكذا أخرجه مالك في "الموطأ" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [1641]، ومن طريقه النسائي [5044]، والبخارى في "الأدب المفرد"[1294]، وأبو القاسم الجوهرى في مسند "الموطأ"[رقم 380]، وغيرهم، لكن اختلف على مالك فيه أيضًا، راجع علل الدارقطنى [8/ 142]، و"التمهيد"[21/ 56، 57].
وقد صوب الدارقطنى عن مالك: ما رواه أصحاب "الموطأ" عنه على الوجه الماضى
…
وهو كما قال
…
وهذا الوجه هو المحفوظ عن سعيد المقبرى أيضًا
…
واللَّه المستعان.
• تنبيهان:
الأول: وقع في رواية عبد الرحمن بن إسحاق الماضية، عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة مرفوعًا قال:(ونتف الضبع) بدل: (ونتف الإبط) وهذا اللفظ: جزم الإمام بشذوذه في "الضعيفة"[6350]، وأيد ذلك بكون عبد الرحمن: قد خالفه مالك بن أنس كما مضى؛ ورواه عن المقبرى بإسناده به موقوفًا وفيه: (ونتف الإبط) وقال: "وهو المحفوظ، ويؤيده: أن الحديث رواه الإمام الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعًا باللفظ المحفوظ، وسائره مثله".
قلتُ: وهو كما قال، إلا أنه ذكر في آخر بحثه نقلًا عن ابن الأثير في "النهاية"[3/ 156]، أنه قال في تفسير كلمة "الضبع": بكونها: "وسط العضد، وقيل: هو ما تحت الإبط" وسبقه إلى ذلك ابن سيده في "المخصص"[1/ 98]، وفى "المحيط الأعظم"[1/ 147]، ونقله صاحب "اللسان"[8/ 216]، عن الجوهرى في (صحاحه) لكن تعقبه الزبيدى في "شرح القاموس"[21/ 385]، بكونه لم يجده في "الصحاح"، وهو كما قال.
والحاصل: أن إطلاق لفظ (الضبع) على (الإبط) له أصل في اللغة كما رأيت؛ فدعوى الشذوذ فيه ممنوعة؛ لأن الظاهر أن عبد الرحمن بن إسحاق أو غيره: قد روى اللفظ المشار إليه بالمعنى في روايته، وهذا لا تثريب عليه وإن اختلف اللفظان، طالما أن معناهما واحد، ويؤيد الرواية بالمعنى: أنه وقع في نفس رواية عبد الرحمن بن إسحاق عند المؤلف باللفظ المشهور. (ونتف الإبط) وهذا واضح في كون الراوى: كان يرى: (الضبع) و (الإبط) متفقين في المعنى؛ فروى الحديث بهذا اللفظ تارة؛ وبالآخر تارة، والكل صحيح.
والتنبيه الثاني: وقع في رواية محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن عيينة في الطريق الأول عند النسائي في "الكبرى"[9]، قال:(وحلق الشارب) وهذا لفظ أخطأ فيه المقرئ على ابن =
5873 -
وبه عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما رفع رأسه من الركعة الآخرة في صلاة الفجر، قال:"اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ"، ثم خر ساجدًا.
= عيينة، والمحفوظ عن ابن عيينة فيه هو قوله:(وقص الشارب) دون حلقه، هكذا رواه الكبار المقدَّمون في سفيان عنه؛ وقد نبه إلى ذلك قبلى وَبينه الإمام الألبانى في "الضعيفة"[رقم 6350] يرحمه الله.
5873 -
صحيح: أخرجه البخارى [5847]، ومسلم [675]، والنسائى [1073]، وابن ماجه [1244] وأحمد [2/ 239]، وابن خزيمة [615]، والشافعى [1771]، وابن أبى شيبة [7046]، والحميدى [939]، وابن الجارود [197]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 130]، وابن عساكر في "تاريخه"[22/ 135]، والبيهقى في "سننه"[3139]، وفى "المعرفة"[رقم 1077]، وأبو عوانة [رقم 2177]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
وليس عند الجميع قوله: (ثم خر ساجدًا) وهو عند الشافعي دون قوله: (اللَّهم اشدد وطأتك
…
إلخ).
قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة، تابعه جماعة عن الزهرى كما ذكرناه في "غرس الأشجار" وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به.
منها: ما رواه يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
عند البخارى [6030]، ومسلم [675]، وأبى داود [1442]، وأحمد [2/ 470، 521]، وابن خزيمة [617، 621]، وابن حبان [1986]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 241]، والمؤلف [برقم 5995]، والبيهقى في "سننه"[2908، 2909]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2592، 2597]، وأبو عوانة [رقم 2180]، والسراج في "مسنده"[1/ 444، 445]، وغيرهم من طرق عن يحيى به ..
وزاد مسلم وجماعة في آخره: (قال أبو هريرة: ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد
…
).
5874 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا قَرَأ الإْمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}، فَأَمَّنَ الإمَامُ، فَأَمِّنُوا، فَإنَّ الملائِكَةَ تؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الملائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ".
5875 -
وَعَنْ أبى هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"صَلاةٌ فِي مَسْجِدِى أَفْضلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاة، إِلا المسْجِدَ الحرَامَ".
5876 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن أعرابيًا بال في المسجد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فَصُبَّ على بوله سجلٌ من ماءٍ - أو دلوٌ من ماءٍ - وقال:"إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولَمْ تُبْعَثُوا معَسِّرِينَ".
5874 - صحيح: أخرجه البخارى [6039]، والنسائى [926]، وابن ماجه [851]، وأحمد [12/ 238]، وابن خزيمة [569]، وابن أبى شيبة [36392]، والحميدى [933]، وابن الجارود [190]، والبيهقى في "سننه"[2263]، وفى "المعرفة"[عقب رقم 795]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 966]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 60 - 61]، وأبو عوانة [رقم 1688] والشافعى في "سننه"[رقم 160/ رواية الطحاوى]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
دون ذكر الآية فيه.
قلتُ: وقد رواه غير واحد عن الزهرى به
…
وقرن بعضهم (أبا سلمة بن عبد الرحمن) مع (ابن المسيب) في سنده، وبعضهم رواه عنه عن أبى سلمة وحده عن أبى هريرة به
…
وكل ذلك صحيح محفوظ عن الزهرى
…
راجع "علل الدارقطنى"[8/ 84 - 92].
5875 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5857].
5876 -
صحيح: أخرجه أبو داود [380]، والترمذى [147]، وأحمد [2/ 239]، والبيهقى في "سننه"[4039]، والحميدى [938]، وابن الجارود [141]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به في سياق أتم.
قلتُ: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح" ....
وله طرق أخرى عن أبى هريرة به. =
5877 -
وعَنْ أبى هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِل ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَقْتُلُ الخنْزِيرَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَتُوضَعُ الجزْيَةُ، وَيَفِيضُ المالُ، حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ".
5877 - صحيح: أخرجه البخارى [2344]، ومسلم [155]، وابن ماجه [4078]، وأحمد [2/ 240] وابن أبى شيبة [37495]، والبيهقى في "سننه"[11329]، والحميدى [1097]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 490]، وفى "المعجم"[رقم 616]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 408]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 879]، وأبو عوانة [رقم 310]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 390]، وأبو القاسم المهروانى في "الفوائد المنتخبة"[رقم 86]، وأبو عبد الله على بن عمر المعسلى في "معجم شيوخه" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 437]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به .... وهو عند جماعة بنحوه.
قلتُ: وتوبع عليه ابن عيينة: تابعه جماعة عن الزهرى به
…
وزاد بعضهم (أبا سلمة بن عبد الرحمن) مقرونًا في سنده مع (ابن المسيب) ورواه آخرون عن الزهرى عن أبى سلمة وحده عن أبى هريرة به
…
وكل هذا محفوظ عن الزهرى كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[9/ 189 - 190]، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
منها:
ما رواه أحمد بن عيسى المصرى عن ابن وهب عن حميد بن صخر أبى صخر الخراط عن سعيد المقبرى عن أبيه عن أبى هريرة به به نحوه
…
وزاد: (وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء، وليعرضن عليه المال فلا يقبله؛ ثم لئن قام على قبرى فقال: يا محمد لأجيبنه) أخرجه المؤلف [برقم 6584]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 493 - 494]، قال: حدثنا أحمد بن عيسى به.
قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 387]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح" وقال الإمام في "الصحيحة"[6/ 524]: "هذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبى صخر - وهو حميد بن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده؛ وقد تكلم فيه بعضهم، وصحح له ابن حبان والحاكم والبوصيرى، ومشاه المنذرى
…
".
قلتُ: والصواب أن الحديث منكر بهذا التمام، وفى الحديث علل: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأولى: أحمد بن عيسى المصرى: قد تكلم فيه بكلام شديد للغاية، حتى كان ابن معين يقسم بالله الذي لا إله غيره (إنه كذاب) وكذا كذبه أهل مصر أيضًا، كما حكاه عنهم أبو زرعة الرازى، ولام مسلمًا جدًّا على إخراج حديثه في "صحيحه" والقصة مشهورة، وكذا أنكر عليه أبو حاتم الرازى ادعاء سماع ما لم يسمع، وهذا كله جرح مُفَسَّر كما ترى، وقد مشاه النسائي وغيره؛ فالحاصل: أنا نقبل روايته في "الصحيحين" وحسب، لما علما من شدة تحرز الشيخين في الراوية عن مثل هذا الطراز، ولا سيما مسلم، فإنه بَيَّن عذره في الرواية عن هذا الشيخ المصرى، وكم أوقع محبة العلو جماعة من المحدثين في مزلات أقدام، وقد تحمس جماعة من النقاد لهذا الشيخ جدًّا، وذلك لرواية الشيخين عنه، منهم الخطيب والذهبى وابن حجر وسائر المتأخرين، ويزعمون أنه لم يتكلم فيه أحد، وهذا منهم شطط، حتى قال الذهبى في ترجمته من "سير النبلاء"[71/ 12]، عقب نقله طعون الفحول فيه، قال:"قلتُ: العمل على الاحتجاج به، فأين ما انفرد به حتى نُلَيِّنه به؟! ".
كذا، كأن ضعف الرجل لن يتأتى حتى ينفرد بما لا يتابع عليه، ونعترف للذهبى بكونه من أهل الاستقراء التام في هذا الباب؛ كأنه اطلع على كل حديث في الدنيا قد حدث به أحمد بن عيسى، فوجده لم ينفرد به متنًا وإسنادًا، ربما نسلم له بهذا مع ما فيه، لكن لا نسلم له أول غيره برد تلك التجاريح القاتلة في أحمد دون برهان سوى أنها ليست بحجة، كما يقول الذهبى في "الكاشف":"تكلم فيه بلا حجة" وقبله قول ابن ثابت الحافظ: "ما رأيت لمن تكلم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه" ثم ذكر أن النسائي قد ذكره في جملة شيوخه وقال: "ليس به بأس" فصح عنده أن يهدر تكذيب ابن معين مع قسمه، بل وتكذيب أهل مصر له مع إقرار أبى زرعة، بل واتهام أبى حاتم له بكونه كان يزعم السماع ممن لا يثبت سماعه منه ولا يجئ، مع قول الدارقطنى عنه في "سؤالات السلمى":(ليس بالقوى)، بل ومع اعتراف مسلم بضعفه أيضا، حيث بين الباعث على الرواية عن أمثاله في تلك القصة المشهورة! كل هذا يسقط بقول النسائي عنه، "ليس به بأس" مع كون البخارى (ما أخرج له شيئًا تفرد به) كما يقول الحافظ في مقدمة في "الفتح"[ص 406]، أما توثيق ابن حبان وأبى جعفر النحاس ومن سايرهما من المتأخرين، فأنت تعرف قيمته إزاء جرح السادة المتقدمين!
نعم: ربما كان في تخريج الشيخين لأحمد بن عيسى، مع توثيق ابن حبان وغيره، وتمشية النسائي=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= له، ما يدفع عنه تهمة الكذب إن شاء الله، أما مطلق الضعف؛ فلا وكلا، وأقوى الطعون فيه: هو ما ذكره أبو حاتم الرازى؛ مع كونه ربما خرج من ذلك الطعن بتأويل، إلا أنه يدل على عدم تصوُّنه في الرواية مع السذاجة في التحمُّل أيضًا، وكأن هذا الأمر هو ما حمل الدارقطنى على قوله عنه "ليس بالقوى" إذ لو صح عنده ما رمى به؛ لأقسم على كذبه، كما فعل أبو زكريا الغطفانى الحافظ! فالذى أراه: هو رد ما ينفرد به هذا الشيخ في غير (الصحيح)
…
والكلام فيه طويل الذيل، ويكفى ما ذكرناه إن شاء الله.
والعلة الثانية: هي أن حميد بن صخر: وإن كان صدوقًا في الجملة؛ إلا أن غيره أثبت منه، وقد خولف في سنده ومتنه كما يأتى، بل واختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه عنه ابن وهب - والطريق إليه مغموز - كما مضى، وخالفه سعد بن الصلت، فرواه عن حميد فقال: عن سعيد [بالأصل "شبيه" وهو تصحيف] المدنى عن أبى هريرة به نحوه ..... ، فلم يذكر فيه واسطة بين سعيد وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 496]، من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان عن سعد بن الصلت به.
قلتُ: وسعد بن الصلت شيخ صدوق صالح؛ وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"[6/ 378]، إلا أنه قال:(ربما أغرب) والراوى عنه: هو ابن بنته، شيخ مشهور، ذكره ابن حبان أيضًا في "الثقات" وقال عنه أبو حاتم:(صدوق) لكن وَسَمَه الحافظ برواية المناكير والغرائب، كما في ترجمته من "اللسان"[1/ 347].
ويبدو لى أن حميد بن صخر قد اضطرب في سنده، وهو وإن كان صدوقًا في الجملة؛ إلا أن في حفظه شيئًا، فقد ضعفه جماعة، فلعل هذا من ذاك، وقد خالفه ابن إسحاق المطلبى، فرواه عن سعيد المقبرى فقال: (عن عطاء مولى أم حبيبة عن أبى هريرة مرفوعًا: ليهبطن عيسى ابن مريم حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، وليسلكن فجّا حاجًا أو معتمرًا أو بينهما، وليأتين قبرى حتى يسلم عليَّ؛ ولأردن عليه
…
) هكذا أخرجه الحاكم [2/ 699 - 700/ طبعة دار الحرمين] من طريق يعلى بن عبيد عن ابن إسحاق به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
قلتُ: لم يخرجاه لكونه منكرًا بهذا التمام، ونقل المناوى في "الفيض"[5/ 399]، عن الذهبى أنه قال:"إسناده صالح، وهو غريب". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ما لصلاح إسناده من سبيل، وفيه علل شتى:
1 -
منها: كون ابن إسحاق (مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما) قاله الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 51/ رقم 125]، ولم يذكر فيه هنا سماعًا أصلًا.
2 -
عطاء بن أبى حبيبة! هكذا هو في الطبعة التى عندنا من (مستدرك الحاكم/ طبعة دار الحرمين)، وكما صوب اسمه المعلق عليه بالهامش، لكن في الطبعة التى عند الإمام الألبانى، ونقل منها هذا الحديث في "الضعيفة" [2/ 647]:(عطاء مولى أم صبية) بمهملة وموحدة مصغرًا، كما ضبطه الحافظ في "التقريب" وهذا هو الصواب، وبهذا ترجمه البخارى وابن أبى حاتم وابن حبان وغيرهم، ووقع في عدة كتب (مولى أم حبيبة) وهو تصحيف، مثل الذي عند الحاكم في (طبعة دار الحرمين) وعطاء هذا من رجال النسائي في "الكبرى" وهو شيخ لا يعرف، كما قاله الذهبى في "الميزان" وقال عنه الحافظ "مقبول" يعنى إذا توبع، وإلا فلين، ولم يرو عنه سوى سعيد المقبرى وحده، كما ذكروا في ترجمته؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[5/ 201]، على قاعدته في توثيق من لا يدرى.
3 -
وقد اختلف في سنده على ابن إسحاق أيضًا، فرواه عنه يعلى بن عبيد على الوجه الماضى؛ وتابعه عليه يونس بن بكير ومحمد بن سلمة الحرانى كما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2747].
لكن اختلف فيه على محمد بن سلمة، فرواه عنه أبو الأصبع عبد العزيز بن يحيى الحرانى - وهو صدوق يخطئ - على الوجه الماضى .... أخرجه ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2747]، وخالفه أحمد بن أبى شعيب الحرانى - وهو ثقة مأمون -، فرواه عن محمد بن سلمة فقال: عن ابن إسحاق عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة به
…
هكذا أخرجه ابن أبى حاتم في "العلل"[2747]، وأحمد هذا: هو أحمد بن عبد الله بن مسلم الحرانى، من رجال البخارى، وتابعه عليه عن محمد بن سلمة: ابنه الحسن بن أحمد بن أبى شعيب عند ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 493].
وقد صحح أبو زرعة: الوجه الأول عن محمد بن سلمة وابن إسحاق، كما نقله عنه ابن أبى حاتم في "العلل"، والظاهر: أن ابن إسحاق أو الراوى عنه - الوجه الثاني - قد اضطرب فيه =
5878 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ".
= أحدهما، فالإسناد أعوج جدًّا كما رأيت، فأين الصلاح الذي زعمه له الذهبى، فضلًا عن الصحة التى جازف به الحاكم؟
ثم جاء الليث الهصور، والأسد الجسور، والبرق المحرق، والبحر المغرق: الليث بن سعد أبو الحارث المصرى الإمام الجبل الراسخ، وروى هذا الحديث عن سعيد المقبرى وخالف فيه حميد بن صخر وابن إسحاق معًا، فقال: عن سعيد بن أبى سعيد عن عطاء بن ميناء عن أبى هريرة مرفوعًا: (والله لينزلن ابن مريم حكمًا عادلًا؛ فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير؛ وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد؛ وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد).
هكذا أخرجه مسلم [155]، وأحمد [2/ 493]، وابن حبان [6816] خ و [6818]، وابن بشران في "أماليه"[رقم 414]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 492 - 493، 494]، والبغوى في "شرح السنة"[رقم [5/ 82]، وأبو عوانة [رقم 313]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 392]، والطحاوى في "المشكل"[رقم 1/ 60]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 412]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 877]، وغيرهم من طرق عن الليث بن سعد عن سعيد المقبرى بإسناده به
…
واللفظ لمسلم.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح قد استوى على سُوقه واستقام، وهو المحفوظ عن سعيد المقبرى سندًا ومتنًا، وما عداه فخطأ وأوهام، والليث من أثبت الناس في المقبرى، كما قاله ابن المدينى، ونقله عنه ابن رجب في "شرح العلل" واللَّه المستعان.
5878 -
صحيح: أخرجه البخارى [2771]، ومسلم [2912]، وأبو داود [4304]، والترمذى [2215]، وابن ماجه [4096]، وأحمد [2/ 239]، وابن أبى شيبة [37352]، والحميدى [1100]، ونعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 1933]، والبيهقى في "سننه"[18373]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 182]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به في سياق أتم.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". =
5879 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا فَرَعَ، ولا عَتِيرَةَ فِي الإِسْلامِ".
5880 -
وَعَنْ أبى هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلا إِلَى ثَلاثة مَسَاجِد: مسْجدى هذا، وَالمسْجِدِ الحرَامِ، وَالمسْجِدِ الأَقْصَى".
= قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه يونس وعقيل ومعمر وشعيب وغيرهم كلهم عن الزهرى به
…
وخالفهم من لا يعتد بخلافه، كما تراه في "علل الدارقطنى"[9/ 182]، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به.
5879 -
صحيح: أخرجه البخارى [5157]، ومسلم [1976]، وأبو داود [2831]، والنسائى [4222، 4223]، وابن ماجه [3168]، وأحمد [2/ 239]، والدارمى [1964]، وابن أبى شيبة [24297]، والحميدى [1095]، وابن الجارود [913]، والبيهقى في "سننه"[19129]، وفى "المعرفة"[5907]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 350]، وأبو عوانة [رقم [7890]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 75]، وغيرهم من طريق ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به
…
وليس عند الجميع - سوى أبى عوانة - قوله: (في الإسلام).
قلتُ: قد اختلف فيه على ابن عيينة على ثلاثة ألوان، وكذا الزهرى أيضًا، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وقال الدارقطنى في "العلل"[9/ 112 - 115]، بعد أن ساق الاختلاف فيه على الزهرى، قال:"والصحيح: عن سعيد عن أبى هريرة" يعنى الوجه الماضى، ومثله جزم به أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 1615]، والله المستعان.
5880 -
صحيح: أخرجه البخارى [عقب رقم 1132]، ومسلم [1397]، وأبو داود [2033]، والنسائى [700]، وأحمد [238/ 2]، والحميدى [943]، وابن الجارود [512]، والبيهقى في "سننه"[19920]، وفى "المعرفة"[رقم 6025]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 221]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 3223]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 73]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: ورواه غير واحد عن الزهرى مثل رواية سفيان؛ وخالفهم آخرون، فرووه عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به، وجاء آخرون ورووه عن الزهرى عن سعيد وأبى سلمة كلاهما عن أبى هريرة به
…
وكل هذه الوجوه محفوظة عن الزهرى كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[9/ 402 - 403]، ولله الحمد، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
منها: =
5881 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلا كِسْرَى، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلا قَيْصَرَ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا في سَبِيلِ اللَّهِ".
5882 -
وَعَنْ أبى هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يَمُوتُ لمُسْلِمٍ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجُ النَّارَ، إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ".
= ما رواه روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن سعيد المقبرى أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقى أبا هريرة وهو مقبل من الطور، فقال: لو لقيتك قبل أن نأتيه، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إنما تضرب أكباد المطى إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، مسجدى، والمسجد الأقصى) أخرجه الطبراني في "الكبير"[2/ رقم 2159]- واللفظ له - وفى " الأوسط"[3/ رقم 2790]، والمؤلف [برقم 6558]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 123]- معلقًا إشارة، وغيرهم من طريق روح بن القاسم به.
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد توبع عليه روح: تابعه محمد بن جعفر بن أبى كثير ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر وعبد العزيز الدراوردى وعبد الله بن جعفر بن أبى نجيح ومحمد بن طريف كلهم عن زيد بن أسلم به
…
وقد خرجنا رواياتهم في غير هذا المكان؛ وظاهر الحديث أنه من (مسند أبى بصرة) وهو كذلك، وقد جاء من طرق أخرى عن أبى هريرة عن أبى بصرة به.
5881 -
صحيح: أخرجه مسلم [2918]، والترمذى [2216]، وأحمد [2/ 240]، وابن حبان [6689]، والشافعى [1002]، والبيهقى في "سننه"[18383]، وفى "المعرفة"[رقم [5721]، والحميدى [1094]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 308 - 309]، وغيرهم من طريق ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: ورواه شعيب ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهرى به
…
ورواية شعيب عند البخارى [6255]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3009]، ورواية يونس عند البخارى ومسلم، ورواية معمر: عند مسلم وأحمد [2/ 233]، وغيرهما.
5882 -
صحيح: أخرجه مسلم [2632]، وابن ماجه [1603]، والحميدى [1020]، والبخارى [1193]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 862]، والذهبى في "التذكرة"[3/ 824]، =
5883 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أيصلى الرجل في ثوبٍ واحدٍ؟ قال:"أَوَ كُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟! "، فقال أبو هريرة للرجل الذي سأله: أتعرف أبا هريرة؟ فإنه كان يصلى في ثوبٍ واحدٍ، وثيابه موضوعةٌ على المشجب.
= والبغوى في "شرح السنة"[5/ 451]، والثعلبى في "تفسيره"[6/ 226]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهكذا رواه أصحاب الزهرى عنه، وخالفهم من لا تقبل مخالفته لهم أصلًا، ولا يثبت هذا إلا عن سعيد عن أبى هريرة به
…
كما يقول الدراقطنى في "العلل"[9/ 143]، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
منها: ما رواه عوف الأعرابى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (ما من مسلمَيْنِ يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، قال: يقول لهم: ادخلوا الجنة؛ فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم).
أخرجه النسائي [1876]، - واللفظ له - وأحمد [2/ 510]، والمؤلف [برقم 6079]، والبيهقى في "سننه"[6936]، وفى "الشعب"[7/ رقم 9747]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 113]، وغيرهم من طرق عن عوف الأعرابى به.
قلتُ: وسنده كالشمس، لا شك فيه ولا لَبْس، وللَّه الحمد.
5883 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1047]، وأحمد [2/ 238]، وابن خزيمة [758]، وابن حبان [2296]، وابن أبى شيبة [3160]، والحميدى [937]، وابن الجارود [170]، والسراج في "مسنده"[1/ 174]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به ..
وليس عند ابن ماجه: قول أبى هريرة في آخره، ومثله ابن الجارود.
قلتُ: قد توبع عليه ابن عيينة: تابعه يونس وأبو أويس المدنى ومالك وعبيد الله بن عمر العمرى وسفيان بن حسين والأوزاعى محمد بن بى حفصة وجماعة كلهم عن الزهرى بإسناده به
…
ورواية أبى أويس - واسمه عبد الله بن عبد الله - المدنى: تأتى عند المؤلف [برقم 5888]، وهو عند الخطيب أيضًا في موضح الأوهام [2/ 471].
ورواية مالك: عنده في "الموطأ"[رقم 318]، ومن طريقه البخارى [351]، ومسلم [515]، وأبو داود [625]، والنسائى [763]، وابن حبان [2295]، والبيهقى في "سننه"[3094]، =
5884 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبادٍ".
5885 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن عمر، مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه خيرٌ منك، ثم التفت إلى أبى هريرة، فقال: أنشدك
= وفى "المعرفة"[1066]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 419]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2327]، وغيرهم.
وقد رواه بعضهم عن الزهرى؛ فقرن (أبا سلمة بن عبد الرحمن) مع ابن المسيب في سنده! وبعضهم رواه عن الزهرى عن أبى سلمة وحده عن أبى هريرة، وكل ذلك محفوظ عن الزهرى كما شرحناه في "غرس الأشجار" وراجع علل الدارقطنى [9/ 371 - 373]، واللَّه المستعان.
5884 -
صحيح: أخرجه البخارى [2033]، ومسلم [1413]، والترمذى [1222]، وابن ماجه (2175]، والنسائى [3239]، وأحمد [2/ 238]، وابن أبى شيبة [20892]، الحميدى [1026]، وابن الجارود [563، 573، 677]، والبيهقى في "سننه"[10672، 10682] وأبو عوانة [رقم 4120، 4937]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة به
…
وزادوا جميعًا - سوى الترمذى وابن ماجه وابن أبى شيبة ورواية وابن الجارود: (ولا تناجشوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، وتسأل المرأة طلاق أختها؛ لتكفأ ما في إنائها) هذا لفظ البخارى، وهذه الزيادة رواية للمؤلف تأتى [برقم 5887]، وزاد هناك:(ولا يسم الرجل على سوم أخيه) وفى آخره: (ولتنكح؛ فإن رزقها على الله).
قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهكذا رواه جماعة من أصحاب الزهرى عنه .. ورواه آخرون - وهى رواية عن ابن عيينة - عنه وقرنوا (أبا سلمة بن عبد الرحمن) في سنده مع ابن المسيب، والقولان محفوظان عن الزهرى كما جزم الدارقطنى في "العلل"[9/ 135] وللحديث طرق كثيرة عن أبى هريرة به
…
يأتى بعضها [برقم 6187، 6345].
5885 -
صحيح: أخرجه البخارى [3040]، ومسلم [2485]، وأبو داود [5013]، والنسائى [716]، وأحمد [5/ 222]، وابن خزيمة [1307]، وابن حبان [1653]، و [7148]، والحميدى [1105]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 384 - 385]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 532]، والثعلبى في "تفسيره"[86/ 7] وابن المنذر في "الأوسط"[2464]، =
باللَّه، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"أَجِبْ عَنِّى، اللَّهمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؛ " فقال: اللَّهم نعم.
5886 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن رجلًا من بنى فزارة أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن امرأتى ولدت غلامًا أسود؟ فقال: "هَلْ لَكَ مِنْ إبِلٍ؟ " فقال: نعم، قال:"فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قال: أحمر، قال:"هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟ " قال: نعم، إن فيها لَوُرقًا، قال:"فَأَنَّى أَتَاهَا ذَلكَ؟ " قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ؟ قال: "وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَعَهُ عِرْقٌ".
5887 -
وَبِإِسْنَادِهِ، عن أبى هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تَنَاجشُوا، ولا يبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَتهِ، وَلا يَسُمِ الرَّجُلُ عَلَى سوْمِ أَخِيهِ، وَلا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلا تَسْأَلِ المرْأَةُ طَلاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا وَلْتنْكَحَ، فَإِنَّ رِزْقَهَا عَلَى اللَّهِ".
= وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وانتهى سياق أبى داود عند قوله: (وفيه من هو خير منك).
قلتُ: قد اختلف في سنده على الزهرى، والمحفوظ عنه: هو هذا الوجه؛ وقول من رواه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
هكذا رواه عنه شعيب بن أبى حمزة: عند البخارى [5800]، ومسلم [2485]، والمؤلف [برقم 6017]، والنسائى في "الكبرى"[10000]، والبيهقى في "سننه"[20892]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4 / رقم 3053]، وابن سعد في "الطبقات"[5/ 156]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 384]، وأبو القاسم المهروانى في، "الفوائد المنتخبة"[رقم 27]، وغيرهم من طريق شعيب بإسناده به نحوه.
قلتُ: وهكذا رواه غير واحد عن الزهرى
…
ومن رواه عنه على غير هذين الوجهين، فقد وهم عليه فيه، كما أشار أبو الحسن الدارقطنى إلى هذا في "العلل"[11/ 111 - 113]، والله المستعان.
5886 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 5869].
5887 -
صحيح: مضى آنفًا [برقم 5884].
5888 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا أبو أويسٍ، عن محمد بن مسلم الزهرى، أخبرنى سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، كان يقول: سأل سائلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل يصلى الرجل في الثوب الواحد؟ قال رسول الله:"وَلِكُلِّكمْ ثَوْبَانِ؟! ".
5889 -
حدّثنا منصور، حدّثنا أبو أويس، عن الزهرى عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة كان يأتيه الرجل يستفتيه في الصلاة في الثوب الواحد فيقول: أتعرف أبا هريرة؟ فيقول: هو أنت! فيقول: أنا أصلى في الثوب الواحد وإن ثوبى لموضوع على المشجب.
5890 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن الحكم بن عبد الله بن سعدٍ الأيلى، أنه سمع القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، أنها سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضِّيَافَةُ ثَلاثَةٌ، فَمَا زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ".
5888 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5883].
5889 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في المتابعات موقوفًا، وأبو أويس: مختلف فيه، وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحى المدنى، وقد تابعه عليه ابن عيينة كما مضى آنفًا [برقم 5883]، وكذا تابعه عليه: مالك في "الموطأ"[رقم [319]، ومن طريقه الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 379]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2327]، وغيرهم؛ وهكذا رواه معمر وابن جريج ومحمد بن أبى حفصة وغيرهم عن الزهرى به
…
وأكثر هؤلاء ذكر في أوله حديثًا مرفوعًا.
كما في رواية ابن عيينة السالفة [رقم 5883].
5890 -
صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 203]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: وسنده مظلم، والحكم الأيلى ساقط الحديث البتة، كذبه أبو حام والجوزجانى وغيرهما، وتركه النسائي والدارقطنى وجماعة، وقال ابن المدينى:"ليس بشئ" وقال أحمد: "أحاديثه كلها موضوعة" وهو من رجال "الميزان" و"لسانه"[2/ 332 - 333]، وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير؛ وقد أنكر ابن عدى هذا الحديث على الحكم، وساقه مع غيره في ترجمته من "الكامل" لكن في الباب طرق أخرى عن أبى هريرة به مثله ونحوه
…
وبعضها صحيح ثابت، يأتى بعضها [برقم 6134، 6218]، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا به مثله ونحوه
…
مضى منها حديث أبى سعيد [برقم 1244، 1287] ..
5891 -
حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى، حدّثنا أيوب، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى الأغنياء، ويتُرك الفقراء، فمن لم يجب الدعوة، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
= ومن طرقه الثابتة عن أبى هريرة: ما رواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به مثله .. عند أحمد [2/ 431]، وابن أبى شيبة [33472]، والبيهقى في "سننه"[8472]، وأبى إسحاق الحربى في "إكرام الضيف"[رقم 111]، وغيرهم.
وسنده صالح، وقد توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه يحيى بن أبى كثير عند أحمد [2/ 288]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 742]، والحربى في "إكرام الضيف"[رقم 109، 111]، وسنده ظاهره الصحة! لولا أنه اختلف على يحيى في رفعه ووقفه.
ومن طرقه: ما رواه روح بن عبادة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به نحوه
…
عند أحمد [2/ 510]، وسنده حجة، وباقى طرقه وشواهده مخرجة في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
5891 -
صحيح: أخرجه الخطيب في الفصل للوصل [2/ 733]، وأحمد [2/ 494]، وابن حبان [5305]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 119]، وهلال الحفار في "جزئه"[ص 2]، ومن طريقه الذهبى في "سير النبلاء"[71/ 294]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوى عن أيوب بن كيسان عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
فلتُ: هذا إسناد فيه نظر، والطفاوى مختلف فيه، والصواب بشأنه ما قاله أبو زرعة الرازى:"الطفاوى صدوق إلا أنه يهم أحيانًا" وهو من رجال الجماعة سوى مسلم وابن ماجه؛ ولا أراه ممن يحتمل تفرده عن مثل أيوب السختيانى، لاسيما وقد كان يغرب على أيوب كثيرًا، وروى عنه ما لم يتابع عليه أصلًا، وحديثه هذا: أنكره عليه ابن عدى، وساقه في ترجمته من "الكامل"[6/ 194]، ثم قال في ختامها:"وللطفاوى غير ما ذكرت من الحديث، ورواياته عامتها عن من روى: إفرادات وغرائب، كلها مما يحتمل، ويكتب حديثه، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وأخرجته أنا في جملة من سُمِّى محمد بن عبد الرحمن؛ لأجل أحاديث أيوب التى ذكرتها التى ينفرد بها؛ وكل ذلك فمحتمل لا بأس به .. ".
قلتُ: وقبل ذلك قال عقب روايته الحديث: "وهذا عن أيوب عن الزهرى عن سعيد: لا يرويه غير الطفاوى عن أيوب، وقوله: عن سعيد بن المسيب، هو خطأ، وإنما رواه الزهرى عن الأعرج عن أبى هريرة". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هكذا رواه مالك عن الزهرى عن الأعرج عن أبى هريرة به نحوه
…
عنده في "الموطأ"[1138]، ومن طريقه البخارى [4882]، ومسلم [1432]، وأبو داود [3742]، والبيهقى في "سننه"[14297]، والبغوى في "شرح السنة"[9/ 139]، وأبو عوانة [رقم 4203]، وجماعة كثيرة.
لكن اختلف في سنده ووقفه ورفعه على مالك، غير أن ابن عيينة تابعه على الوجه الماضى: عند مسلم [1432]، وابن ماجه [1913]، وأحمد [2/ 240]، والبيهقى في "سننه"[14299]، والنسائى في "الكبرى"[6613]، والحميدى [1171]، ومن طريقه أبو عوانة [رقم 4201]، والمؤلف [6250]، وغيرهم؛ واختلف عليه في سنده، وفى رفعه ووقفه أيضًا، ورواه معمر عن الزهرى من رواية عبد الرزاق عنه فقال: عن سعيد بن المسيب والأعرج كلاهما عن أبى هريرة به
…
هكذا أخرجه عبد الرزاق [9662]، ومن طريقه مسلم [1432]، وأحمد [2/ 267]، والبيهقى وأبو عوانة وغيرهم؛ واختلف فيه على معمر أيضا، وللحديث ألوان أخرى من الاختلاف على الزهرى فيه، وصحح الدارقطنى في "العلل"[9/ 119]، رواية الزهرى عن سعيد والأعرج معًا عن أبى هريرة به موقوفا، ويعنى بالوقف: هو أول الحديث فقط؛ أما قوله في آخره: (فمن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم) فهذا له حكم الرفع عند جمهور المحققين.
وقد ورد الحديث من طريق آخر مرفوعًا كله، وهو ما رواه زياد بن سعد عن ثابت الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا:(شر الطعام طعام الوليمة، يُمنعها من يأتيها، ويدعى إليها من يأباها، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) أخرجه مسلم [1432]، - واللفظ له - وأبو عوانة [رقم 4207]، والحميدى [1170]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[14301]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 3352]، وغيرهم.
وسنده صحيح؛ وثابت الأعرج ثقة معروف، وهو غير (عبد الرحمن بن هرمز الأعرج) كما نبه عليه البيهقى عقب روايته، وللحديث طرق أخرى موقوفًا ومرفوعًا.
وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد استوفينا كل هذا في "غرس الأشجار".
5892 -
حَدَّثَنا زحمويه، حدّثنا هشيمٌ، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: جاء عيينة بن حصنٍ الفزارى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه يقبِّل حَسنًا وحسينًا، قال: تقبِّله يا رسول الله؟ لقد ولد لى عشرةٌ ما قبلت أحدًا منهم! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمُ".
5892 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 228]، والخطيب في "تاريخه"[10/ 177]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 430]، وابن شيبة في أخبار المدينة [1/ 363]، والليث بن سعد بن محمد الهمدانى الصوفى في "مسموعاته من أبى القاسم عبد الملك بن المعافى" كما في تاريخ قزوين [2/ 14]، وغيرهم من طرق عن هشيم بن بشير عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
ووقع في "تاريخ قزوين": (دخل الأقرع بن حابس .... ) بدل: (عيينة بن حصن) ولعله الأولى، فهكذا رواه أصحاب الزهرى عنه كما يأتى.
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وهشيم قد صرح بالسماع عند الخطيب في "تاريخه" والإسناد إليه صحيح؛ وقد تكلم جماعة في رواية هشيم عن الزهرى، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه: شعيب بن أبى حمزة ومعمر - واختلف عليه - وابن عيينة - واختلف عليه ومحمد بن أبى حفصة وغيرهم من أصحاب الزهرى؛ لكن كلهم قالوا فيه: (الأقرع بن حابس) بدل: (عيينة بن حصن) وهو الأصح:
1 -
ورواية شعيب عند: البخارى [5651]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 11012]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 556]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 34]، وفى "الأنوار"[رقم 252]، وغيرهم.
2 -
ورواية ابن عيينة: عند مسلم [2318]، وأبى داود [5218]، والترمذى [1911]، وأحمد [2/ 241]، وابن حبان [457، 463]، والحميدى [1106]، وابن أبى الدنيا في العيال [رقم 178، 223، 250]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1608]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى بإسناده به نحوه
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: هكذا رواه أصحاب ابن عيينة عنه؛ وخالفهم عباس بن يزيد البحرانى - وهو ثقة يخطئ - فقال: عن سفيان عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
، فجعل شيخ الزهرى (سعيد بن المسيب) بدل:(أبى سلمة بن عبد الرحمن). =
5893 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت معمرًا يحدث، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن أبى هريرة، عن
= هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[7/ 270]، والأول: هو المحفوظ عن ابن عيينة.
3 -
ورواية معمر: عند عبد الرزاق [20589]، ومن طريقه مسلم [2318]، وأحمد [2/ 269]، وابن حبان [5094]، والبيهقى في "سننه"[13354]، وفى "الآداب"[رقم 13]، وأبى القاسم المهروانى في "الفوائد المنتخبة"[رقم 66]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر بإسناده به.
قلتُ: هكذا رواه عبد الرزاق، وخالفه عبد الواحد بن زياد البصرى، فرواه عن معمر فقال: عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة بالمرفوع منه فقط، فأبدل:(أبا سلمة) بـ: (سعيد بن المسيب) هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 7974]، بإسناد صحيح إليه، ثم قال:(لم يرو هذا الحديث عن الزهرى عن سعيد إلا معمر، تفرد به عبد الواحد بن زياد).
قلتُ: قد مضى أن عباسًا البحرانى روى هذا الحديث عن ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب، مثل رواية عبد الواحد عن معمر هنا، وكلتا الروايتين ليستا بشئ، أما رواية ابن عيينة فقد مضى الكلام عليها؛ وأما رواية عبد الواحد عن معمر؛ فغير محفوظة أيضًا، والقول قول عبد الرزاق عن معمر، وكان معمر أحد الحفاظ الأثبات؛ إلا أنه لما نزل البصرة جعل يحدث من حفظه دون كتبه، فوقعت له أغلاط وأوهام، حملها عنه البصريون، ومنهم عبد الواحد بن زياد.
أما رواية عبد الرزاق: فقد كانت باليمن قبل أن ينزل معمر أرض العراق،.
4 -
ورواية محمد بن أبى حفصة: عند أحمد [2/ 514]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 752].
5893 -
صحيح: أخرجه مسلم [608]، وأبو داود [412]، والنسائى [514]، وأحمد [2/ 282]، وابن خزيمة [984]، وابن حبان [1582]، [1585]، والبيهقى في "سننه"[1596]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 455]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم [1358]، وأبو عوانة [رقم 1101]، وغيرهم من طرق عن معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبى هريرة به. =
النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"مَنْ أَدْرَكَ رَكعَةً مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَرَكْعَةً مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَدْرَكَ".
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه عبد الرزاق [2227]، لكن سقط من عنده ذكر (أبى هريرة) مع وقفه على ابن عباس أيضًا، ولا أدرى ما هذا، والظاهر أن إسحاق بن إبراهيم الدبرى - راوى (المصنف) عن عبد الرزاق - قد غلط عليه فيه، فقد رواه ابن راهويه ومحمد بن عبد الله الصنعانى على الوجه الماضى:(عن معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبى هريرة به مرفوعًا) هكذا على الصواب؛ وعليه توبع عبد الرزاق:
تابعه ابن المبارك ومعتمر ورباح بن يزيد الصنعانى وغيرهم عن معمر بإسناده به
…
ولعمر فيه إسناد آخر: يرويه عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به مثله
…
عند النسائي [515]، وابن ماجه [700]، وأحمد [2/ 254، 260]، وابن خزيمة [985]، وعبد الرزاق [2224]، وابن الجارود [152] وأبى عوانة [1105]، وأبى نعيم في "المستخرج"[رقم [1357]، والسراج في "مسنده"[1/ 340]، كلهم من طرق عن معمر بإسناده به .. وبعضهم بنحوه.
وهو عند مسلم [607]، أيضًا والبيهقى في "سننه"[5522، 5525]، ورواية لأحمد [2/ 270]، وعبد الرزاق [3369]، وغيرهم مختصرًا، ولفظ مسلم:(من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة) ومثله عند الباقين لكن دون لفظ (الإمام) وهو رواية للمؤلف [برقم 5988]، وقد توبع معمر على هذا الإسناد عن الزهرى: تابعه مالك والأوزاعى ويونس الأيلى وابن عيينة وعبيد الله العمرى كلهم عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) وروايات هؤلاء كلها مجموعة عند مسلم [607]، ومثله المؤلف كما يأتى [برقم 5988]، لكن ليس معهم ابن عيينة والعمرى عنده:
1 -
ورواية مالك وحدها: عنده في "الموطأ"[15]، ومن طريقه البخارى [555]، ومسلم أيضًا [607]، وأبو داود [1121]، والنسائى [553]، وابن حبان [1483، 1487]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 64، 71]، والبيهقى في "سننه"[1684، 5522]، وفى "المعرفة"[عقب رقم 1755]، والشافعى في "سننه"[رقم 105/ رواية الطحاوى]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 248 - 249]، وأبو عوانة [رقم 1529، 1230]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 349]، والسراج في "مسنده"[1/ 341]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 24]، وغيرهم، وقد اختلف على مالك في متنه، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - ورواية ابن عيينة وحدها: عند الترمذى [524]، والنسائى [1425]، وابن ماجه [1122]، وأحمد [2/ 241]، وابن خزيمة [1848]، والشافعى [302]، والمؤلف [برقم 5962]، والحميدى [946]، وابن الجارود [333]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 249]، وأبى عوانة [رقم 1534]، والسراج في "مسنده"[1/ 339]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 24]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى بإسناده به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
3 -
ورواية عبيد الله العمرى وحدها: عند النسائي [554]، وأحمد [2/ 375]، وابن حبان [1485]، والمؤلف [برقم 5967]، والبيهقى في "سننه"[1649]، وأبى عليّ الصورى في "الفوائد" المنتقاة [رقم 10]، وأبى عوانة [برقم 1104، 1532]، وأبى نعيم في "المستخرج"[رقم 1354]، والسراج في "مسنده"[1/ 340]، وغيرهم.
4 -
ورواية الأوزاعى وحدها: عند النسائي [555]، والدارمى [1220]، وابن خزيمة [1849]، وأبى عوانة وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1991]، والسراج في "مسنده"[1/ 240]، وغيرهم.
وقد اختلف على الأوزاعى في سنده ومتنه، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وراجع "علل الدارقطنى"[9/ 215 - 216].
ورواه أيضًا عن الزهرى: يحيى بن سعيد الأنصارى وشعيب والوليد بن كثير وسعيد بن عبد العزيز وعباد بن إسحاق المدنى وغيرهم؛ ورواية الأخير: تأتى عند المؤلف [برقم 5966].
وقد اختلف في متنه وسنده على الزهرى على ألوان، قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار" ورجح بل صحح الدارقطنى قول من رواه عن الزهرى على الوجه الأول إسنادًا ومتنًا، يعنى رواية مالك ومن تابعه كما مضى. وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به.
منها: ما رواه مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وعن بسر بن سعيد وعن الأعرج كلهم عن أبى هريرة مرفوعًا به نحو لفظ المؤلف هنا مع تقديم وتأخير: أخرجه مالك في "الموطأ"[5]، ومن طريقه البخارى [554]، ومسلم [608]، والترمذى [186]، والنسائى [517]، وأحمد [2/ 462]، والدارمى [1222]، وابن خزيمة [985]، وابن حبان [1557، 1583] =
5894 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهرى، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا شعيبٌ، حدّثنا عبد الله بن أبى حسينٍ، عن نافع بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، أخبرنى أبو هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ فِيمَا يُرَى سِوَارَيْنِ هِنْ ذَهَبٍ، فَهَمَّنِى شَأْنُهُمَا، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا، فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَالآخَرُ مْسَيْلِمَةَ".
= والشافعى [104]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 151]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 248]، وأبو عوانة [رقم 1054]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 945]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 1355]، وغيرهم.
وقد توبع عليه مالك عن زيد بن أسلم؛ وكذا توبع عليه زيد بن أسلم عن الأعرج وحده: تابعه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبى هريرة به نحوه
…
عند أبى الحسن الدارقطنى في "سننه"[2/ 84]، والمؤلف [برقم 6284، 6302، 6332]، والسراج في "مسنده"[1/ 343، 344]، وغيرهم؛ وهكذا رواه عبد الله بن سعيد بن أبى هند عن الأعرج: عند النسائي [550]، وأحمد [2/ 474]، وابن خزيمة [985]، والسراج في "مسنده"[1/ 343]، وغيرهم.
5894 -
صحيح: أخرجه البخارى [4115]، ومسلم [2274]، والترمذى [2292]، والحاكم [4/ 440]، والنسائى في "الكبرى"[7649]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 2942]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 31]، وغيرهم من طريق أبى اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين المكى عن نافع بن جبير بن مطعم المدنى عن ابن عباس عن أبى هريرة به
…
وهو عند البخارى ومسلم الطحاوى في سياق طويل.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلتُ: بل أخرجاه كما رأيت، اللَّهم إن كان يعنى أنهما لم يخرجاه بهذه السياقة المختصرة، والله المستعان.
5895 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن عرعرة، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا ابن أبى ذئبٍ، عن عتبة بن عمرو بن عياشٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الميِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحيِّ".
5896 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى النضر، قال: حدثنى أبو النضر، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ".
5895 - صحيح: أخرجه البخارى في "تاريخه"[6/ 523]- إشارة - وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1066]، والخطيب في "تلخيص التشابه"[2/ 779]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى ذئب عن عتبة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد يقول عنه الهيثمى في "المجمع"[3/ 105]: "فيه من لم أجد من ذكره" كذا، كأنه يعنى:(عتبة بن عمرو) وعتبة هذا هو ابن عمرو بن عياش بن عمرو بن علقمة المدنى: شيخ من أهل المدينة، ترجمه البخارى في "تاريخه"[6/ 523]، وابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[6/ 372]، وغيرهما: ولم يذكروا راويًا عنه سوى (ابن أبى ذئب) وحده، وذكره ابن حبان على عادته في "الثقات"[5/ 250]، وقد وقع في الطبعة العلمية من مسند المؤلف [5/ 244]:(عن عتبة بن عمرو عن ابن عباس) كذا، ومثله عند ابن الأعرابى، وفيه تصحيف ظاهر، وصوابه:(عن عتبة بن عمرو بن عياش) كما نبه عليه حسين الأسد في طبعته من مسند المؤلف [10/ 310].
لكن الحديث صحيح ثابت على كل حال: فله شواهد عن جماعة من الصحابة به مثله
…
مضى منها حديث عائشة [بقم 4499، 5681].
5896 -
صحيح: أخرجه مسلم [2840]، وأحمد [2/ 331]، والطياليسى [2391]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 521]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 248]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 406]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1702]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 3518]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبى سلمة عبد الرحمن [وعند الطيالسى:(عن عمر بن أبى سلمة أو أبى سلمة) شك فيه أبو داود] عن أبى هريرة به. =
5897 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا يحيى بن يعلى التيمى، حدّثنا منصورٌ، عن سعد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ".
= قلتُ: هكذا رواه هاشم بن القاسم وأبو داود الطيالسى كلاهما عن إبراهيم بن سعد به
…
وتابعهما: إبراهيم بن أبى الليث - وهو ساقط الحديث - كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 312]، وخالفهم يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فرواه عن أبيه فقال: عن سعد بن إبراهيم عن أبى سلمة مرسلًا، ولم يذكر فيه أبا هريرة، هكذا أخرجه أحمد [2/ 331]، وهذا الوجه المرسل: هو الذي صوبه الدارقطنى في "العلل"[9/ 312]، وفى "الإلزامات والتتبع"[ص 128]، ومثله جزم به عبد الله بن أحمد الإمام بن الإمام: عقب روايته عن أبيه في "المسند"، واعترض هذا النووى في "شرحه على مسلم"[17/ 177]، وقال يرد على الدرقطنى تصويبه الوجه المرسل:"والصحيح أن هذا الذي ذكره - يعنى الدارقطنى - لا يقدح في صحة الحديث! فقد سبق في أولى هذا الكتاب: أن الحديث إذا رُوى متصلًا ومرسلًا كان محكومًا بوصله على المذهب الصحيح، لأن مع الواصل زيادة علم حفظها، ولم يحفظها من أرسله".
قلتُ: وهذا على إطلاقه غير مقبول أصلًا، إنما يدندن به عامة الفقهاء؛ مع أن التحقيق في الأمر: أنه قائم على القرائن المحتفة بكل حديث بخصوصه؛ وليس لذلك قاعدة عامة كما يشير أبو زكريا النواوى، والحديث هنا: ما أراه إلا محفوظًا موصولًا ومرسلًا إن شاء الله؛ ويحمل ذلك على حال النشاط والكسل، ما يمنع أبو سلمة أن يكون ينشط في الحديث فيجوده موصولًا؛ ثم ربما أرسله في المذاكرة وعدم النشاط؟! وهذا أولى من تخطئة من رواه على أحد الوجهين، لأن الكل ثقات مشاهير؛ وتصويب الدارقطنى وغيره الوجه المرسل، معارض بتصحيح الإمام مسلم للوجه الموصول، فسبيل الاقتصاد: هو ما قلناه آنفًا، من صحة الوجهين معًا.
5897 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 258]، وابن أبى شيبة [30169]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 81]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ رقم 161]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 138]، وأبو الحسن بن حذلم في "جزء من حديثه"[رقم 3/ ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية]، والثعلبى في "تفسيره"[8/ 265]، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"[رقم 634]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وهو عند بعضهم بلفظ: (المراء في القرآن كفر). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة، لكن اختلف على سعد بن إبراهيم في سنده، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى؛ وخالفهم آخرون، فقالوا: عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة به
…
، وأدخلوا واسطة بين سعد وأبى سلمة.
هكذا أخرجه أحمد [2/ 478، 494]، والحاكم [2/ 243]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2256]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 41]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ 725]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 3497]، وجماعة كلهم من طرق عن سعد عن عمر بن أبى سلمة به.
قال الحاكم: (أما عمر بن أبى سلمة: فإنهما لم يحتجا به).
قلتُ: مع كونه مختلفا فيه أيضًا، وبعضم يُمشِّى حديثه، ويجعله في رتبة الحسن، وهذا الوجه: هو الذي صححه الدرقطنى عن سعد بن إبراهيم، كما في "العلل"[9/ 316]، وهو كما قال؛ وقد توبع عليه عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة به
…
تابعه جماعة: منهم:
1 -
محمد بن عمرو بن علقمة: بلفظ (المراء في القرآن كفر) عند أبى داود [4603]، وأحمد [2/ 286، 424، 475، 503، 528]، وابن حبان [1464]، والحاكم [2/ 243]، والطبرنى في "الأوسط"[3/ رقم 2478]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2255]، وأبى نعيم في "الحلية"[6/ 134، 215]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 212]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 967]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 137]، والفخر بن البخارى في "مشيخته"[رقم 387، 388]، وجماعة من طرق عن محمد بن عمرو به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
قلتُ: حديث محمد بن عمرو عند مسلم في "المتابعات"، كما جزم به المزى في ترجمته من "تهذيبه"[26/ 217]، فالإسناد صالح وحسب.
2 -
وأبو حازم سلمة بن دينار عن أبى سلمة به مثل اللفظ الماضى: عند أحمد [2/ 300]، وابن حبان [74]، والمؤلف [برقم 6016]، والنسائى في "الكبرى"[8093]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 26]، وأبى إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ 164، 165]، والطبرى في "تفسيره"[1/ رقم 7/ طبعة الرسالة]، وغيرهم من طرق عن أنس بن عياض عن أبى حازم عن أبى سلمة عن أبى هريرة به في سياق أتم.
5898 -
حَدَّثَنَا منصورٌ، حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن صالح بن كيسان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"دَيْنُ المرْءِ، إِذَا مَاتَ مُعَلَّقٌ بِهِ، حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ".
= قلتُ: وصحح سنده ابن كثير في "تفسيره"[2/ 13/ طبعة دار طيبة]، إلا أنه قال:"ولكن فيه علة بسبب قول الراوى: لا أعلمه إلا عن أبى هريرة".
قلتُ: هكذا الشك في سنده عند أحمد والخطيب والطبرى ورواية للهروى، وهو عند الآخرين مجزومًا به دون شك، وهذا الشك: على افتراض وجوده عند الجميع في سنده، فلا أراه بعلة أصلًا، لأن قول القائل:(لا أعلمه إلا عن أبى هريرة) لا يلزم منه الإعلال؛ بل هو قائم على غلبة ظنه البتة، طالما لم يتردد بين وصله وإرساله مثلًا، ثم إن قائل تلك العبارة الماضية - وأراه أنس بن عياض - قد رواه مرة فلم يشك فيه، فكأنه استقر أخيرًا على أنه (عن أبى حازم عن أبى سلمة عن أبى هريرة) دون تردد، فالإسناد صحيح على التحقيق؛ ولا علة له قادحة، وقد صححه الإمام في "الصحيحة"[1522]، على شرط الشيخين فوهم جدًّا، وليس عند الشيخين حديث بتلك الترجمة قط.
والحديث أعله بعض النقاد: بالاضطراب في سنده، كأبى حاتم الرازى، كما في "العلل"[رقم [1714]، ونحوه أبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[2/ 3 - 4]، وليس كما قالا، ولعلنا نبسط الكلام عليه في مكان آخر إن شاء الله
…
والحديث صححه غير واحد من المتقدمين والمتأخرين. وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا.
5898 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1078]، وأحمد [2/ 508]، والحاكم [2/ 32]، والبيهقى في "سننه"[6891، 11193]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 172]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 915]، والسلفى في "معجم السفر"[ص 55/ رقم 145]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة مرفوعًا:(نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه) لفظ الترمذى، ونحوه عند الباقين.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
قلتُ: وهو كما قال؛ لولا أنه اختلف في سنده على سعد بن إبراهيم، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى؛ وخالفهم جماعة آخرون، فرووه عنه عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه أبى سلمة عن أبى هريرة، وأدخلوا فيه واسطة بين سعد وأبى سلمة. =
5899 -
حَدَّثَنَا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبى، أخبرنا ابن جريج، أخبرنى نعمان، عن ابن شهابٍ، أنه أخبره، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ".
= هكذا أخرجه الترمذى [1079]، وابن ماجه [2413]، وأحمد [2/ 440، 475]، والدارمى [2591]، والشافعى [1663]، والطيالسى [2390]، والطبرانى في "الصغير"[2/ رقم 1144]، والمؤلف [برقم 6026]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5543، 5544]، وفى "سننه"[6892، 11048، 11194]، وفى "المعرفة"[رقم 3736]، والبغوى في "شرح السنة"[8/ 202]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 521]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 4006/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبى سلمة به مثل اللفظ الماضى.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن، وهو أصح من الأول".
قلتُ: وهذا الوجه هو الذي صححه الدارقطنى أيضًا في "العلل"[9/ 304]، وأشار إليه الحاكم في "مستدركه"[2/ 32]، وهو كما قالوا؛ وسنده قابل للتحسين، وعمر بن أبى سلمة مختلف فيه، وهناك من يُحَسِّن حديثه، لاسيما عن أبيه، ولم ينفرد به عن أبيه، بل تابعه عليه الزهرى: بلفظ: (نَفَسُ المؤمن معلقة ما كان عليه دين) أخرجه ابن حبان [3061]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 641]، من طريقين عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
واللفظ لابن حبان.
قلتُ: وسند ابن حبان صحيح مستقيم
…
والله المستعان.
5899 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 325، 349]، والنسائى في "الكبرى"[6745]، وابن راهويه [476]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 244]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج عن النعمان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد صحيح في الشواهد، والنعمان في سنده: هو ابن راشد الجزرى كما وقع منسوبًا عند ابن راهويه والنسائى ورواية لأحمد، وفى رواية أخرى لأحمد:(نعمان بن أبى شهاب) كذا، وعند الفاكهى:(نعيمان) هكذا مصغرًا، وكلاهما وهم، والصواب الأول؛ =
5900 -
حدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا مروان بن معاوية، أخبرنا يزيد بن زياد الشامى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ، مَكْتُوبٌ عَلَى جَبْهَتِهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ".
= والنعمان بن راشد: شيخ ضعيف مضطرب الحديث، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه.
ورواه بعضهم عن ابن جريج فأسقط منه النعمان، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [9/ 194]: ثم قال: "وابن جريج إنما سمع هذا الحديث من النعمان بن راشد، لم يسمعه من الزهرى" وهو كما قال، ثم قال الدارقطنى: "ووهم فيه النعمان عن الزهرى، وإنما رواه الزهرى عن أبى بكر بن عبد الله بن عبد الله عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: عن عبدة، عن عبيد الله عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه عن عمر، وهو وهم، والمحفوظ عن الزهرى، عن أبى بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
قلتُ: والقول ما قاله أبو الحسن! فراجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم 207، 5584، 5704، 5705]، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
وكلها غير محفوظة، والحديث صحيح على كل حال، فله شواهد عن جماعة من الصحابة به .... مضى منها حديث ابن عمر كما في الأرقام المشار إليها آنفًا؛ وكذا حديث أنس الماضى [رقم 4272].
5900 -
منكر: أخرجه ابن ماجه [2620]، والبيهقى في "سننه"[5643، 15644]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 259]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 381]، وابن عساكر في "تاريخه"[65/ 193]، وابن أبى عاصم في "الديات"[رقم 6]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 104]، وغيرهم من طرق عن مروان بن معاوية الفزارى عن يزيد بن زياد الشامى عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به
…
وليس عند الجميع - سوى رواية للبيهقى - قوله: (يوم يلقاه).
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 74]: "هذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبى زياد الدمشقى، قال فيه البخارى وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: ذاهب الحديث، كأن حديثه موضوع، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الترمذى: ضعيف الحديث". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وقال ابن نمير أيضًا: "ليس بشئ" وقال الذهبى في "الكاشف": (واه) وقال الحافظ في "التقريب": "متروك" ومثله ساقط الحديث جدًّا، وإن صح عن وكيع أنه قال عنه:"كان هذا رفيعًا في أهل الشام في الفقه والصلاح" فهذا لا يستلزم التوثيق كما هو معلوم؛ وقد كان يوسف السمتى وخالد الزنجى والحسن اللؤلؤى ومحمد بن الحسن الشيبانى وأبو مطيع البلخى وابن شجاع الثلجى وجماعة من أضرابهم: غاية في الفقه وظهور الصلاح؛ وأنت تعلم كلام النقاد بشأنهم؟! وما مقدار يزيد بن زياد إزاء هؤلاء الأعلام؟!.
وبه أعل الناس هذا الحديث، فقال ابن عدى عقب أن ساق له هذا مع آخر من روايته عن الزهرى: "وهذن الحديثان يرويهما يزيد بن أبى زياد الشامى عن الزهرى بأسانيدهما،
…
وجميعًا ليسا بمحفوظين؛ وليزيد غير هذين الحديثين، وكل رواياته مما لا يتابع عليه في مقدار ما يرويه" وقال العقيلى عقب روايته:"ولا يتابعه إلا من هو نحوه" يعنى يزيدًا، وساقه له الذهبى في مناكيره من ترجمته في "الميزان" وأعله به الحافظ في "التلخيص"[4/ 14]، إلا أنه تساهل بشأن يزيد! أما شيخه ابن الملقن، فإنه ظن يزيدًا هذا: هو ابن أبى زياد القرشى الهاشمى أبو عبد الله، الشيخ الضعيف المتلقن، أحد رجال مسلم، وشرع ابن الملقن يذكر كلام النقاد فيه، وسبقه إلى هذا الوهم: ابن الجوزى في "الموضوعات" وغفلا عن كون صاحب الحديث هنا: شيخًا مشهورًا أيضًا من أهل الشام، اشترك مع الماضى في اسمه واسم الأب - على خلاف - دون النسبة، فذا قرشى هاشمى، وصاحبنا شامى متأخر قليلًا عن ذاك.
وقد فطن البوصيرى لهذا في "مصباح الزجاجة" فقال بعد أن أعل الحديث بـ "يزيد بن زياد - ويقال: ابن أبى زياد - الشامى" قال: "وفى طبقته رجل يسمى يزيد بن أبى زياد أبو عبد الله القرشى" وهذه يقظة من البوصيرى يغبط عليها.
وللحديث شواهد تالفة الأسانيد جدًّا، قد ذكرناها وتكلمنا على وهائها: في "غرس الأشجار" وقد جزم غير واحد من الأئمة بضعف وسقوط هذا الحديث، فنقل الذهبى في "الميزان"[7/ 243]، عن أبى حاتم أنه قال:"باطل موضوع" ونقل أبو الفرج البغدادى في "الموضوعات"[3/ 105]، عن الإمام أحمد أنه قال:"ليس هذا الحديث بصحيح" وعن ابن حبان أنه قال: "هذا حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقات ونحوه في "المجروحين" [2/ 75/ ترجمة عمرو بن محمد بن الأعشم]. =
5901 -
حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا ابن المبارك، عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ وَالٍ - أوْ قَالَ: نَبِيٍّ - إِلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ المُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ".
= وقال الزيلعى في "نصب الراية"[4/ رقم 389]: "هو حديث ضعيف" ونقل المناوى في "الفيض"[6/ 72]، عن المنذرى وابن حجر أنهما قال:"حديث ضعيف جدًّا" وتابعهما على ذلك في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 766/ طبعة مكتبة الشافعي]
…
واللَّه المستعان.
5901 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 237]، وابن حبان [6191]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7403]، وفى "سننه"[20104]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 272]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 422]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 299 - 300] و [65/ 368 - 369]، والإسماعيلى في "مستخرجه" كما في "الفتح"[191/ 13]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 157]، والحاكم كما في "التغليق"[5/ 311]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
وزاد الجميع - سوى ابن حبان - في آخره: (وهو مع التى تغلب عليه منهما) هذا لفظ أحمد.
قلتُ: وظاهر سنده الصحة على شرط الشيخين، إلا أنه قد اختلف في سنده على الأوزاعى وابن شهاب معًا.
1 -
أما الأوزاعى: فقد رواه عنه أكثر أصحابه على الوجه الماضى؛ وخالفهم جميعًا: المفضل بن يونس الجعفى، فرواه عنه فقال: عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به مثل سياق المؤلف، إلا أنه لم يشك في أوله، فأبدل (أبا سلمة) بـ (حميد بن عبد الرحمن).
هكذا أخرجه ابن راهويه في (مسنده) كما في "الفتح"[13/ 191 - 192]، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2967]، من طريق موسى بن عيسى القارئ عن مفضل بن يونس به.
قال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعى إلا المفضل، ولا رواه عن المفضل إلا موسى، وهو حديث إسحاق" يعنى ابن راهويه، وكلهم ثقات مشاهير؛ إلا أن المفضل وإن وثقه الجماعة، فقد قال عنه ابن حبان في "الثقات" [9/ 184]:"ربما أخطأ" فلعل هذا من ذاك، كما يقول الحافظ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "الفتح"[13/ 192]، والمحفوظ عن الأوزاعى هو الوجه الأول: وللأوزاعى فيه شيخ آخر كما يأتى.
2 -
وأما الزهرى: فقد اختلف عليه في سند هذا الحديث على ألوان، مضى بعضها [برقم 228]، والمحفوظ: أن له في هذا الحديث طريقين:
الأول: يرويه عن أبى سلمة عن أبى سعيد الخدرى به موقوفًا ومرفوعًا، والمرفوع مضى [برقم 1228]، وهذا الوجه: هو ظاهر اختيار البخارى في "صحيحه" كما أشار الحافظ في "الفتح"[13/ 192].
والثانى: يرويه عن أبى سلمة أيضًا عن أبى هريرة به كما هنا: وهذا الوجه هو الذي اختاره أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[2790]، والوجهان عندى محفوظان إن شاء الله
…
وقد توبع الزهرى على الوجه الثاني: تابعه:
1 -
يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة به نحوه مع الزيادة: عند المؤلف [رقم 6000]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[13/ 191]، من طريقين عن الأوزاعى عن أبى سلمة به.
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد قُرِنَ (الزهرى) مع (يحيى) في سنده عند الإسماعيلى.
2 -
وعبد الملك بن عمير: عن أبى سلمة به نحوه دون الزيادة، مع سياق طويل في أوله: عند الترمذى [2369]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 256]، والحاكم [4/ 145]، وحماد ابن إسحاق في تركة النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 33]، والبيهقى في "الشعب"[4 / رقم 4604]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 195 - 196]، كما في "الصحيحة"[4/ 193]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن عمير به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وصححه الحاكم على شرط الشيخين فوهم، إنما هو على شرط مسلم وحده.
3 -
ومحمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة به نحوه مع الزيادة: عند الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 367]، وفى "المعجم""الصغير"[1/ رقم 188]، - وليس عنده الزيادة - من طريقين عن محمد بن عمرو به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح. وإسناده إلى محمد مغموز في "مسند الشاميين". =
5902 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدَّثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، حدثّنا الأوزاعى، حدثنى الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ بَعْدِى خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَسَيَكُونُ بَعْدِى خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا لا يَعْلَمُونَ، وَيَفْعَلُونَ بِمَا لا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ بَرِئَ، وَمَنْ أَمْسَكَ يَدَهُ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ!! ".
= 4 - وعمر بن أبى سلمة بن عبد الرحمن: عن أبيه به نحوه دون الزيادة: عند المؤلف [برقم 6023]، من طريق هشيم بن بشير عن عمر به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات
…
والله المستعان لا رب سواه.
5902 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [6658، 6660]، والبيهقى في "سننه"[16395]، 19396]، وابن عساكر في "تاريخه"[36/ 214] و [63/ 268]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 329]- وعنده معلقًا - وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.
قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 532]: "رواه أبو يعلى؛ ورجاله رجال الصحيح غير أبى بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وهو ثقة".
قلتُ: وهو كما قال؛ وسنده حجة لولا أنه اختلف على الأوزاعى في سنده، فرواه عنه الوليد بن مسلم وعبد القدوس بن الحجاج والوليد بن مزيد وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة وابن أبى العشرين وغيرهم على الوجه الماضى.
وخالفهم عمر بن عبد الواحد السلمى والحارث بن عطية وخيران بن العلاء وبشر بن بكر، كلهم رووه عن الأوزاعى فقال: عن إبراهيم بن مرة عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
، فزادوا فيه واسطة بين الأوزاعى وابن شهاب، هكذا أخرجه ابن حبان [6659]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 643]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 329]، وابن عساكر في "تاريخه"[7/ 233]، وتابعهم المعافى بن عمران: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 244]، ثم قال:"والصحيح قول من قال: عن الأوزاعى عن إبراهيم بن مرة" وسبقه إلى هذا البخارى في "تاريخه"[1/ 329]، وخالفهما أبو حاتم البستى، فصحح الوجهين جميعًا عن الأوزاعى، فقال في "صحيحه" [15/ 42/ إحسان]:"سمع هذا الخبر: الأوزاعى من الزهرى، وسمعه عن إبراهيم بن مرة الزهرى، فالطريقان جميعًا محفوظان". =
5903 -
حَدَّثَنَا محمد بن مهديٍ، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الثورى، عن يحيى بن سعيدٍ، عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَكَمَ الحاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ".
= قلتُ: ويؤيده: تصريح الأوزاعى بالسماع من الزهرى في الطريق الأول، وإبراهيم بن مرة: شيخ صالح من رجال "التهذيب" فالإسناد ثابت من الطريقين، ثم جاء شعيب بن إسحاق الشامى وخالف أصحاب الأوزاعى فيه، ورواه عنه: فقال: عن إبراهيم بن مرة عن الزهرى عن أبى سلمة به مرسلًا، ليس فيه أبا هريرة، هكذا علقه البخارى في "تاريخه"[1/ 239 ترجمة إبراهيم بن مرة].
وهذا قصَّر فيه شعيب، والصواب عن الأوزاعى ما مضى. وقد توبع الأوزاعى عليه عن الزهرى: تابعه:
1 -
عقيل بن خالد من رواية سلامة بن روح: ذكره البخارى في "تاريخه"[1/ 329].
2 -
وخالد - هو ابن يزيد المصرى -: ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 244].
5903 -
صحيح: أخرجه الترمذى [3226]، والنسائى [5381]، وابن حبان [5060]، والدارقطنى في "سننه"[2044]، والبيهقى في "سننه"[20155]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 535]، وابن حزم في "الإحكام"[5/ 73 - 74]، وأبو عوانة [رقم 6397]، وابن الجارود [996]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 24]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 3492]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن الثورى عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
ولفظ ابن الجارود في أوله: (إذا اجتهد الحاكم
…
) وهو رواية لأبى عوانة.
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سفيان الثورى عن يحيى بن سعيد إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن سفيان الثورى" وقال ابن الجارود: "لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن الثورى غير معمر" وقال البيهقى: "لم يروه عن سفيان إلا معمر، تفرد به عنه عبد الرزاق".
وقال الإمام أحمد: (ما حدث به غير معمر) نقله عنه الدينورى عقب روايته، ونقل ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ 147 طبعة دار ابن حزم]، عن البخارى أنه قال: =
5904 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ: عِيَادَةُ المرِيضِ، وَشُهُودُ الجنَائِزِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ".
= "لم يرو هذا الحديث عن معمر غير عبد الرزاق، وأخشى أن يكون وهم فيه" قال ابن عبد البر: "يعنى في إسناده".
قلتُ: وعبارة البخارى كما نقلها عنه الترمذى في "علله"[رقم 220]: (لا أعرف أحدًا روى هذا الحديث عن معمر غير عبد الرزاق، وعبد الرزاق يهم في بعض ما يحدث به).
قلتُ: إن كان حفظه عبد الرزاق: فالإسناد مستقيم؛ وقد توبع عليه يحيى بن سعيد: تابعه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
عند البخارى [6919]، ومسلم [1716]، وأبى داود [3574]، وابن ماجه [2214]، والنسائى في "الكبرى"[5918]، والشافعى [1623]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 210، 211]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3190]، والبيهقى في "سننه"[20153، 20154]، وفى "المعرفة"[رقم 53، 6041]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 115]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ 146/ طبعة در ابن حزم]، وابن بطة في "الإبانة"[رقم 703]، وأبى عوانة [رقم 6393، 6395، 6396]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 12]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2192]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 24] و [2/ 158]، وجماعة غيرهم
…
ولله الحمد.
5904 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 356، 357، 388]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 519]، والحارث [2/ رقم 909/ زوائد الهيثمى]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 40]، وابن عساكر في "تاريخه"[45/ 71] وابن حبان [239]، والطيالسى [2342]، وغيرهم من طرق عن أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وعمر بن أبى سلمة: شيخ مختلف فيه، ولم ينفرد به: بل تابعه عليه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة مرفوعًا: (خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطش إذا حمد الله). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه ابن ماجه [1435]- واللفظ له - وابن أبى شيبة [10845]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1023]، والمؤلف [برقم 5934]، وأحمد [2/ 332]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 219]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
قلتُ: إنما هو حسن فقط، للكلام المعروف في محمد بن عمرو، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه في سياق أتم: منها: رواية الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة مرفوعًا: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس.
أخرجه البخارى [1183]، - واللفظ له - ومسلم [2162]، وأبو داود [5030]، وابن حبان [241]، وابن الجارود [525]، والنسائى في "اليوم والليلة"[رقم 221]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 336]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9091]، و [7/ رقم 9243]، وفى "سننه"[5638، 6408]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 209]، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"[رقم 29]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 209، 245]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 44]، وجماعة.
ومنها: ما رواه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدنى عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا: (حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن؟! يا رسول الله؟! قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له؛ وإذا عطس فحمد الله؛ فسمته؛ وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه).
أخرجه مسلم [2162]، - واللفظ له - وأحمد [2/ 372 - 412]، وابن حبان [242]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 925، 991] والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9167]، وفى "سننه"[10691، 20082]، وفى "الآداب"[رقم 183]، وتمام في "فوائده"[رقم 860]، وابن عساكر في "تاريخه"[5/ 206]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 210]، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"[رقم 23]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 272]، والحافظ في "التغليق"[3/ 254]، وغيرهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن به.
قلتُ: وله طرق أخرى
…
والله المستعان.
5905 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ".
5905 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 387]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 40]، من طريق أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وعمر بن أبى سلمة: شيخ مختلف فيه، لكن تابعه ابن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا: (من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر، أخرجه الدارقطنى ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[11/ 12 - 13]، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفى عن مالك عن الزهرى به.
قال الدارقطنى: (هذا وهم، ولا يصح فيه عن مالك ولا عن الزهرى غير حديث أبى إدريس الخولانى) نقله عنه ابن عبد البر، وقبل ذلك قال أبو عمر النمرى:(وقد وهم فيه عثمان الطرايفى عن مالك).
ومراده هو وأبو الحسن البغدادى؟! أن المحفوظ فيه عن مالك: هو ما رواه عنه أصحابه عن الزهرى عن أبى إدريس الخولانى عن أبى هريرة باللفظ الماضى مرفوعًا، هكذا أخرجه مالك في "الموطأ"[34]، ومن طريقه البخارى [159]، ومسلم [237]، والنسائى [88]، وابن ماجه [409]، وأحمد [2/ 236، 277]، وابن خزيمة [75]، وابن أبى شيبة [279]، وابن راهويه [325]، والبيهقى في "سننه"[506]، وفى "المعرفة"[رقم 157]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 413]، وأبو عوانة [رقم 673]، وجماعة كثيرة.
ولمالك فيه إسناد آخر: يرويه عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر) أخرجه في "موطئه"[33]، واللفظ له - ومن طريقه البخارى [160]، وأحمد [2/ 278]، وابن حبان [1439]، وابن الجارود [39]، والبيهقى في "سننه"[224]، وفى "المعرفة"[رقم 156]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 412]، وأبو عوانة [رقم 671]، وجماعة كثيرة، وهو عند أبى داود [140]، والنسائى [86]، وجماعة من هذا الطريق به .. ،
• لكن دون موضع الشاهد، وقد توبع مالك عليه:
1 -
تابعه عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبى هريرة به مثل لفظ المؤلف: عند أحمد [2/ 254]، والمؤلف [برقم 6328]، من طريقين عن عبد الرحمن به.
5906 -
حدَّثنا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ، فَبِعْهُ وَلَوْ بِأُوقِيةٍ"، وَالأُوقِيَّةُ أرْبَعُونَ دِرْهَمًا.
= قلتُ: وسنده جيد قوى، وعبد الرحمن صدوق فقيه.
2 -
وتابعه الثورى على مثل اللفظ الماضى: عند أحمد [2/ 463].
3 -
وكذا عبد الله بن على الأزرق الإفريقى: على مثل اللفظ الماضى عن أبى الزناد: عند أبى الشيخ في "الطبقات"[4/ 241]، وابن المقرئ "المعجم"[رقم 1241]، وسنده صحيح في المتابعات.
وكذا تابعه جماعة آخرون
…
ولكن دون محل الشاهد هنا، كما يأتى عند المؤلف [برقم 6255]، واللَّه المستعان.
5906 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [4412]، والنسائى [4980]، وابن ماجه [2089]، وأحمد [2/ 336، 337، 356، 387]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 165]، والطيالسى [2343]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 40]، وأبو أحمد العسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 75]، وغيره من طرق عن أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وعند الجميع - سوى ابن عدى -: (فبعه ولو بنش).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وعمر بن أبى سلمة: شيخ مختلف فيه كما مضى مرارًا! والأكثر على توهينه من غير إسقاط، وكان له مناكير عن أبيه، كما قاله الذهبى في ترجمته من - "الميزان"[3/ 202]، وساق له هذا الحديث بسنده إليه، وبه أعله ابن القطان الفاسى في بيان الوهم والإيهام [3/ 133] فقال:(عمر هذا ضعيف، وإن كان صدوقًا)، يعنى لا يكذب، ثم ضعف الحديث في مكان آخر [4/ 91]، وكذا أعله المناوى بعمر في "الفيض"[1/ 374]، ونقل عن صاحب المنار أنه قال:"سنده ضعيف" وهناك من النقاد من يمشى حديث عمر بن أبى سلمة، ويجعله في رتبة الحسن، وهذا فيه نظر عندى، وعلى التسليم به على إطلاقه؛ فينبغى تقييد ذلك بما أنكر عليه، أو ما خولف فيه؛ فهذا يرد عليه، وكذا ما رواه منفردًا به عمن لا يحتمل منه التفرد عنه، كأبيه أبى سلمة بن عبد الرحمن الإمام الكبير المكثر حديثًا وأصحابًا؛ وله عن أبيه روايات لم يتابع عليه أصلًا، وقد مضى عن الذهبى قوله:(ولعمر عن أبيه مناكير) وذكر هذا الحديث منها، وكذا ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" مع أحاديث غيره من روايته عن أبيه
…
=
5907 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى مَا الَّذِي يُكْتَبُ عَلَيْهِ فِي أُمْنِيَّتِهِ".
= ثم قال في ختام ترجمته [5/ 41]: (كل هذه الأحاديث لا بأس بها، وعمر بن أبى سلمة متماسك الحديث لا بأس به) وعبارة ابن عدى هذه: لا يفهم منها توثيق عمر، فضلًا عن تصحيح كل ما ساقه ابن عدى له من أخبار، وقد شرحنا ذلك في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"
…
واللَّه المستعان.
5907 -
ضعيف: أخرجه أحمد [2/ 357] و [2/ 387]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 794]، والطيالسى [2341]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7274، 7275]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 768]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 148]، وغيرهم من طريق أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
ولفظ البخارى في آخره: (فإنه لا يدرى ما يعطى).
قلتُ: وإسناده مثل الذي قبله، وعمر بن أبى سلمة فيه ضعف، ولا يحتمل له التفرد عن أبى سلمة أصلًا، وإن كان أباه، ونقل حسين الأسد في تعليقه [10/ 313]، عن الهيثمى أنه قال في "المجمع" [10/ 151]:"رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناد أحمد رجاله رجال الصحيح".
كذا، وليس عمر بن أبى سلمة من رجال أحد الشيخين أصلًا، والحديث أشار ابن القطان الفاسى إلى إعلاله بـ (عمر بن أبى سلمة) في "بيان الوهم والإيهام"[2/ 322]، أما السيوطى، فقد حسنه في "الجامع الصغير"[1/ رقم 531/ مع الفيض]، وتابعه المناوى على تحسين سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 171/ طبعة مكتبة الشافعي]، وهذا تساهل منهما قد عهدناه كثيرًا، والحديث قد أخرجه ابن أبى الدنيا في "المتمنين"[رقم [151]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 39]، من الطريق الماضى به
…
والله المستعان.
• تنبيه مهم: عزا الإمام في "الضعيفة"[5/ 282]، وحسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [10/ 313]، هذا الحديث إلى الترمذى، وأنه حسنه أيضًا، وكنت قد ذهلت عن ذلك، ثم وجدته في كتاب (الدعوات) من "جامع أبى عيسى"[رقم 3960]، فللَّه الحمد.
• تنبيه آخر: زعم المناوى في "الفيض"[1/ 319]، أن في سند البيهقى لهذا الحديث ضعفاء، وهذا منه مجازفة، والبيهقى يرويه من طريق ابن عدى عن أبى القاسم البغوى عن عبيد الله =
5908 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ".
= ابن محمد العيشي [وتصحف عنده إلى: (العبسى) وهو في (كامل ابن عدي) على الصواب]، عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهؤلاء كلهم ثقات مشاهير، سوى عمر بن أبي سلمة وحده، ففيه كلام، وهو آفة الحديث كما مضى
…
وبالله التوفيق.
5908 -
ضعيف: أخرجه الترمذي [1056] وابن ماجه [5761] وأحمد [2/ 356 - 337]، وابن حبان [3178]، والطيالسي [23581، والبيهقي في "سننه" [6996] وابن بشران في "الأمالى"[رقم 910]، وابن عدي في "الكامل"[5/ 40]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 234 - 235]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 306]، وغيرهم من طرق عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
وعند الترمذي وأحمد وابن ماجه وابن عبد البر: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدل (لعن الله).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وناقشه عبد الحق الإشبيلى في (أحكامه) وأعله بعمر بن أبي سلمة، فقال:"عمر ضعيف عندهم) نقله عنه الذهبي في "الميزان" [3/ 201 / ترجمة عمر بن أبي سلمة]، واعترضه بقوله: "أسرف عبد الحق" يعنى في قول الماضي: "ضعيف عندهم، فهذا يوهم الاتفاق على ضعفه الرجل عندهم، وليس كذلك؛ لأن عمر قد مشاه جماعة أيضًا، وإن كان التحقيق بشأنه: أنه ليس بهذا القوى؛ ولا يحتج بما ينفرد به أصلًا، لاسيما عن الثقات من الأكابر، كأبيه وهذا الطراز.
وقد جزم الذهبي في ترجمته من "الميزان" بكونه كان يروى مناكير عن أبيه، وهذا الحديث منها إن شاء الله، فأبو سلمة أحد الأئمة الأكثرين حديثًا وأصحابًا؛ فلا يحتمل من عمر - وإن كان ابنه - التفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه البتة، نعم: ثم من النقاد من يمشى حديثه، ويراه مقبولًا، إلا أن تحرير حال الرجل: هو ما ذكرته لك، فراجع كلام النقاد بشأنه من "التهذيب وذيوله" وكون ابن معين وغيره قد صحح أو حسن له بعض حديثه عن أبيه، لا يلزم منه قبول كل ما ينفرد به عنه.
وحديثه هنا: قد حسنه جماعة لذاته، وناقشناهم في "غرس الأشجار". =
5909 -
حَدَّثَنا يعقوب بن ماهان، حدّثنا هشيمٌ، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ ليُؤتمَّ بِه، فإِذا كبر فكبروا، وإِذَا ركعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لمَنْ حَمدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الحمْدُ، وَإِن صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِنَّ صلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِين".
5910 -
حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا النضر بن شميلٍ، عن محمد بن عمرٍو،
= نعم: للحديث شاهد من حديث بن عباس، وآخر من حديث حسان بن ثابت، أما حديث ابن عباس: فهو منكر الإسناد البتة، ضعفه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من الكبار الحفَظَة؛ فأيش قول الصغار إزاء هؤلاء؟! وأما حديث حسان: فهو أحسن شيء في هذا الباب، إلا أنه معلول أيضًا، فيه من يقول عنه ابن المديني:"لا يعرف" ولم يوثقه إلا من تساهل، وقد بسطنا الكلام على هذه الشواهد في "غرس الأشجار"
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
5909 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1239]، وابن عدي في "الكامل"[5/ 41]، والطحاوي في "المشكل"[14/ 142]؛ وغيرهم من طريق هشيم بن بشير عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في التابعات؛ وعمر بن أبي سلمة فيه كلام كما مضى، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
عند أحمد [2/ 230، 141] والدارمي [1311]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 214]؛ والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 238] وفي "المشكل"[14/ 142]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 189]، وهشام بن عمار في حديثه [رقم 96]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه
…
يأتي بعضها [برقم 6326، 6572]
…
وللَّه الحمد.
5910 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4596] والترمذي [2640]، وابن ماجه [3991]، وأحمد [2/ 332]، وابن حبان [6247]، والحاكم [1/ 47، 217]، والبيهقي في "سننه"[20690]، وفي "الاعتقاد"[رقم 216]، وابن أبي عاصم في "السنة"[1/ رقم 66، 67/ "ظلال الجنة"]، وابن نصر في "السنة"[رقم 58]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 22]، =
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعينَ فرْقَةً، وَافْتَرَقَت النَّصَارَى عَلَى إحْدَى - أَو اثنَتَيْن - وَسَبْعينَ فرْقَةً، وَتَفْتَرق أُمَّتِى عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً".
5911 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسي، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن عمرٍو،
= وابن الجوزي في "التلبيس"[ص 27]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ وسنده حسن صالح؛ وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، لأن مسلمًا لم يخرج لمحمد بن عمرو إلا في المتابعات، كما جزم به المزي في ترجمته من "التهذيب"[26/ 217]، وقد أعل بعض المتعصبة هذا الحديث بتفرد محمد بن عمرو به عن أبي سلمة، ورددنا عليه في كتابنا "براءة الذمة حول حديث افتراق الأمة" وذكرنا هناك شواهد الحديث عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث أنس [برقم 3668]، واللَّه المستعان.
5911 -
صحيح: بشطره الثاني فقط: أخرجه أبو داود [2102]، وابن حبان [6078]، والحاكم [4/ 454]، والبيهقي في "سننه"[19309]، وابن عدي في "الكامل"[2/ 263]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"[رقم 6430]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2092]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند البيهقي والحاكم وأبي نعيم قوله: (يا معشر الأنصار: أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه) ولفظ هذه الجملة في أولها عند أبي داود وابن الأعرابى هكذا: (يا بنى بياضة .. ) بدل: (يا معشر الأنصار) وزاد البيهقي والحاكم وأبو نعيم قوله: (من وجع كان به
…
) بعد قوله: (في اليافوخ
…
) وهذا القول الثاني وما قبله: ليس عند ابن الأعرابي.
قلت: وشطره الأول فقط: عند الدارقطني في "سننه"[3/ 300]، والطبراني في "الكبير"[22/ رقم 808]، والبيهقي أيضًا في "سننه"[3506]، وغيرهم، وكذا شطره الثاني فقط: عند أبي دود [3857]، وابن ماجه [3476] وأحمد [2/ 342، 423]، وابن أبي شيبة [23681]، وابن عدي في "الكامل"[2/ 264]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 347]، وغيرهم كلهم من طريق حماد الماضي عن محمد بن عمرو بن علقمة به. =
أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن أبا هند، حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَنْكِحُوا أَبَا هِنْد، وَانْكَحُوا إِلَيْهِ"، وَقَالَ:"إِنْ كَان في شَيءٍ ممَّا تُدَاوَونَ خَيرٌ، فَالحجَامَةُ".
= قلتُ: وظاهر سنده الجودة، وقد حسنه الحافظ في "التلخيص"[3/ 164]، وجوده في "بلوغ المرام"[رقم 1005]، وكذا حسنه الإمام في "الصحيحة"[2446]، وفي صحيح أبي داود [6/ 334]، بل صححه الحاكم على شرط مسلم، وهذه غفلة من الجميع؛ عن كون محمد بن عمرو قد اختلف عليه في وصله وإرساله.
فرواه حماد بن سلمة عنه على الوجه الماضي موصولًا؛ وتابعه محمد بن يعلى السلمى على نحو شطره الأول فقط عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة على أبي هريرة به
…
وعند البخاري في "تاريخه"[1/ 268]، معلقًا - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل"[6/ 67]، ومحمد بن يعلى هذا: شيخ تألف جدًّا، قال عنه البخاري:"ذاهب الحديث" وقال أبو حاتم: "متروك الحديث" وقال النسائي: "ليس بثقة" وهو من رجال الترمذي وابن ماجه؛ فالعمدة على طريق حماد السالف، وقد خولف حماد في وصله، فغيره يرويه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به مرسلًا، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[9/ 289]، ثم قال:(والمرسل أشبه).
قلتُ: فكأن حمادًا سلك الجادة في روايته، وذكر الحافظ في "الإصابة"[7/ 446/ ترجمة أبي هند البياضي]، أن عبد العزيز الدراوردي قد رواه عن محمد بن عمرو فقال: عن أبي سلمة عن أبي هند البياضي به نحو سياق المؤلف، فجعله من (مسند أبي هند) قال الحافظ:(أخرجه ابن جريج والحاكم أبو أحمد عنه) كذا وقوله: (ابن جريج) أراه تصحيفًا، فإن صح هذا إلى الدراوردي: فهو لون ثالث من الاختلاف على محمد بن عمرو في سنده، والأشبه هو الوجه المرسل كما قاله الدارقطني؛ ولعل قول الدراوردي في روايته: (عن أبي سلمة عن أبي هند
…
) يعني عن قصة أبي هند، فلا يلزم منه الاتصال؛ ويكون موافقًا لقول مَنْ أرسله عن محمد بن عمرو.
وهذا الشطر الأول من الحديث: قد ضعفه الإمام أحمد، وأنكره إنكارا شديدًا، كما نقله عنه ابن قدامة في "المغنى"[9/ رقم 389]، ولهذا الشطر شاهد تألف من حديث عائشة به نحوه عند ابن عدي في "الكامل"[1/ رقم 295، 296]، والمحفوظ فيه مرسل من قول الزهري، كما أخرجه البيهقي في "سننه"[رقم 13558]، وأبو داود في "المراسيل"[رقم 230]، وراجع =
5912 -
حَدَّثَنَا محمود بن خداشٍ، حدّثنا عباد بن العوام، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ، وَمَالِهِ، وَوَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ".
= "علل ابن أبي حاتم"[رقم 1229]، وقد جزم أبو حاتم ببطلانه مرفوعًا، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
أما شطر الحديث الثاني: المتعلق بالحجامة: فله شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
مضى منها حديث أنس بن مالك [برقم 3746، 3758، 3850]، وفي الباب عن ابن عباس وسمرة بن جندب وغيرهما
…
وهو حديث صحيح.
5912 -
صحيح: أخرجه الترمذي [2399]، وأحمد [2/ 287]، وابن حبان [2913، 2924]، والحاكم [1/ 497] و [4/ 350]، وابن أبي شيبة [10811]، والبيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9837]، وفي "سننه"[6335]، وفي "الآداب"[رقم 736]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 91] و [8/ 212]، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 40]، وهناد في "الزهد"[1 رقم 402]، والسهمي في "تاريخ السهمي"[ص 207]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 182]، وفي "الاستذكار"[3/ 79]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 246]، وفي "تفسيره"[1/ 17/ طبعة دار طيبة]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 494]، وابن أبي الدنيا أيضًا في الصبر والثواب عليه [رقم 113]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند بن أبي شيبة قوله: (في جسده وماله وولده) ومثله ابن عبد البر في رواية له، وليس قوله:(وماله) عند البيهقي في "الشعب"، وعند بعضهم:(في نفسه) بدل: (في جسده)، وكذا عند جماعة:(وأهله) بدل: (وولده).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 461]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 761/ كشف الأستار]، وليس عند البزار قوله:(في جسده وماله وولده) مثل ابن أبي شيبة
…
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلتُ: إنما هو صالح الإسناد وحسب، ولم يخرج مسلم لحمد بن عمرو إلا في المتابعات، كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= نص عليه المزي وغيره، ومحمد: محدث صدوق صاحب حديث، وقد جرى المتأخرون على تحسين حديثه؛ وهو كذلك إلا في مواطن معلومة! وقد تعنت من رد حديثه عن أبي سلمة خاصة استنادًا إلى رواية عن ابن معين قد يفهم منها بعض ذلك، وقد ناقشناها في غير هذا المكان؛ والرجل مكثر عن أبي سلمة، معدود من مشاهير أصحابه
…
ولم ينفرد به محمد عن أبي سلمة، بل تابعه عليه: عدي بن عدي بن عميرة الكندي على مثله عن أبي سلمة: عند البخاري في "الأدب المفرد"[494]، وعدى ثقة سيد متنسك من رجال "التهذيب" والإسناد إليه مستقيم
…
وللحديث طريق آخر: يرويه معن بن عيسى القزاز عن مالك بن أنس عن ربيعة الرأى عن أبي الحباب سعيد بن يسار المدني عن أبي هريرة مرفغا به نحوه
…
عند البيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9836]، وأبي نعيم في "الحلية"[3/ 265]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 180]، من طريق عبد الله بن جعفر البرمكي عن معن عن مالك به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة جدًّا، ومعن إمام حافظ، لكن قال أبو نعيم عقب روايته:"هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة، قد رواه أصحاب مالك عنه في "الموطأ" أنه بلغه عن أبي الحباب، ولم يسموا ربيعة، وانفرد به معن بتسمية ربيعة".
قلتُ: وكذا أخرجه ابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[5/ 129/ الطبعة العلمية]، من طريق معن به مثله .. وخولف فيه معن، خالفه رواة "الموطأ" عن مالك، كلهم يرويه عنه أنه بلغه عن الحباب عن أبي هريرة به
…
ليس فيه (ربيعة) هكذا هو في "الموطأ"[558/ رواية الليثي]، ورجح الدارقطني قول رواة "الموطأ" عن مالك، كما في "العلل"[11/ 7 - 8]، فقال:(والصحيح أنه بلغه) يعني ليس فيه ربيعة، وقد يقال: معن من أثبت الناس في مالك؛ وقد جود سنده وأقامه؛ وحفظ فيه ما لم يحفظه غيره، فلعل مالكًا كان قد سمعه من ربيعة عن أبي الحباب؛ وحدث به معن بن عيسى هكذا؛ ثم كأنه نسى ممن سمعه عن أبي الحباب، فصار يحدث به عنه بلاغًا، فإن صح هذا، اندفع إعلال ما انفرد به معن، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا: مها حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: (وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة) أخرجه أحمد [1/ 172]، وجماعة كثيرة، وسنده حسن صالح وقد مضى [830]، واللَّه المستعان لا رب سواه.
5913 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الرحيمٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".
5914 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن بشرٍ، عن محمد بن عمرٍو،
5913 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [1719]، وابن حبان [3601]، وابن أبي شيبة [15268]، من طريق عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وعند ابن أبي شيبة: (أيام التشريق) بدل: (أيام منى).
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[1/ 268]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
قلتُ: بل هو حسن وحسب، ومحمد بن عمرو صدوق مشهور في حفظه كلام ينزله عن مرتبة الثقات، وقد توبع عليه عن أبي سلمة: تابعه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: (أيام التشريق أيام طعم وذكر الله، قال مرة: أيام أكل وشرب) أخرجه أحمد [2/ 229]- واللفظ له - والمؤلف [بقم 6024]، والطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 245]، وابن عدي في "الكامل"[5/ 40]، والكلاباذى في بحر "الفوائد"[ص 184/ الطبعة العلمية]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن عمر به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات؛ وله طريق آخر: يرويه الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به نحوه
…
عند أحمد [2/ 513، 535]، وجماعة كثيرة، وقد اختلف فيه على الزهري، والمحفوظ: أنه قوله به مرسلًا، ليس فيه ابن المسيب ولا أبو هريرة، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وفي الباب شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به
…
وهى مخرجة في "غرس الأشجار" وفي "الإرواء"[4/ 128 - 129، 130، 131]، وقد مضى منها حديث مسعود بن الحكم عن أمه به
…
عند المؤلف [برقم 461]، فانظره ثمة.
• تنبيه: وقع في سند المؤلف من الطبعتين: (حدثنا عبد الرحمن عن محمد بن عمرو
…
) كذا، وفيه تحريف، وصوابه:(عبد الرحيم) وهو ابن سليمان الكنانى الحافظ الثقة المأمون.
5914 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 441]، وابن حبان [145]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 1284]، وهناد في "الزهد"[2/ 949]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 776]، وابن أبي عاصم في "السنة"[1/ رقم 362/ ظلال]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وعند بعضهم بنحوه.=
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، إنا لنجد في أنفسنا أشياء ما نحب أن نتكلم بها، وإن لنا ما طلعت عليه الشمس، قال:"قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ " قالوا: نعم، فقال:"ذَاكَ صَرِيحُ الإيمَانِ".
5915 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، وحدّثنا محمد بن المنهال، حدّثنا
= قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وهكذا رواه جماعة من الثقات عن محمد بن عمرو به كما مضى، وخالفه الفضل بن موسى - وهو ثقة ثبت - فرواه عن محمد بن عمرو فلم يجوده، فقال: عن أبي سلمة به مرسلًا، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[8/ 19]، ثم قال:"المسند أصح، ولا نحكم للفضل بن موسى على هؤلاء" يعني أولئك الأثبات الذين رووه عن محمد به موصولًا .. وهو كما قال، وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه
…
منها: ما واه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: (جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أَنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟! قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان) أخرجه مسلم [132]- واللفظ له - وأبو داود [5111]، وابن حبان [148]، والنسائي في "الكبرى"[10500]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 775]، وابن أبي عاصم في "السنة"[1/ 654/ ظلال]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 646]، والبيهقي في "الشعب"[1/ 338]، وابن منده في "الإيمان"[1/ 343]، وأبو عوانة 2271]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[340]، وغيرهم
…
واللَّه المستعان.
5915 -
صحيح: أخرجه أبو داود [565]، وأحمد [2/ 438، 475، 528]، والدارمي [1279]، وابن خزيمة [1679]، وابن حبان [2214]، والشافعي في "مسنده"[819]، وفي "سننه"[رقم 178]- رواية الطحاوي - وعبد الرزاق [5121]، وابن أبي شيبة [7609]، والحميدي [978]، وابن الجارود [332]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 18]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 174]، والبيهقي في "سننه"[160]، وفي "المعرفة"[رقم 1625، 3336]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 438]، والسراج في "مسنده"[1/ 288]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال البغوي: "هذا حديث صحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ فله شواهد كما يأتي بلفظه، وسنده هنا صالح مستقيم، وقد صححه =
يزيد بن زريعٍ، قالا: حدّثنا محمد بن عمرٍو، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَمْنَعُوا إمَاءَ اللَّهِ مسَاجِدَ اللَّهِ، وَلْيَخْرجْنَ تَفِلاتٍ".
= أبو زكريا النواوى على شرط الشيخين، في المجموع [4/ 199] والخلاصة [2/ 679]، ووهم بلا شك؛ لأن محمد بن عمرو لم يرو له البخاري إلا مقرونًا بغيره، وما أخرج له مسلم إلا في المتابعات، كما جزم به المزي في ترجمته من "تهذيبه"[26/ 217]، والحافظ في "هدى السارى"[ص 441]، فالإسناد حسن وحسب كما ذكرنا؛ والحديث صححه ابن الملقن أيضًا في "البدر المنير"[5/ 46]، وفي خلاصته [1/ 231]، وتبعه جماعة، وسبقهم إليه: ابن خزيمة وابن حبان؛ وقد توبع محمد بن عمرو عليه عن أبي سلمة:
1 -
تابعه سلمة بن صفوان بن سلمة: عند البخاري في "تاريخه"[4/ 79/ ترجمة سلمة]، والسراج في "مسنده"[1/ 288]، وسلمة ثقة مشهور من رجال ابن ماجه وحده، لكن الإسناد إليه لا يثبت، كما بيناه في "غرس الأشجار".
2 -
وتابعه المغيرة بن قيس البصري: عند الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 568]، والمغيرة شيخ منكر الحديث، كما قال أبو حاتم الرازي، نقله عنه ابنه في "الجرح و التعديل"[8/ 227]، وهذا الجرح مقدم على ذكر ابن حبان له في "الثقات"[9/ 168]، وترجمته عنده: كأنها منسوخة من ترجمة البخاري له في "تاريخه"[7/ 325]، والرجل من رجال "اللسان"[6/ 79]، والطريق إليه ضعيف أيضًا.
والحديث صحيح على كل حال: فله شواهد بلفظه عن جماعة من الصحابة به
…
وهى مخرجة في "غرس الأشجار" وأصحها: حديث عائشة: عند أحمد [6/ 69]، والسراج في "مسنده"[1/ 294]، وسنده جيد؛ وقد أعله بعضهم بما لا يقدح، كما أوضحته في المصدر المشار إليه .. والحديث في الصحيحين من رواية ابن عمر به مثله .. دون قوله:(وليخرجن تفلات) وقد مضى الكلام عليه [برقم 154]، وقد رواه ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به مثل سياق المؤلف، وغلط فيه، والمحفوظ عن نافع: إنما هو عن ابن عمر به دون الجملة المشار إليها .... واللَّه المستعان.
• تنبيه: عزا العراقي - وابنه - هذا الحديث لمسلم، في كتابه "طرح التثريب"[1/ 314 و 316]، وتعقبه الإمام في "صحيح أبي داود"[3/ 101]، وفي "الثمر المستطاب" [1/ 732،
…
ولله الحمد.
5916 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا محمد بن عمرو، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريح ثومٍ في المسجد، فقال:"مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا".
5916 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 429]، من طريق يحيى القطان عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وزاد واصفًا الشجرة بـ (الخبيثة).
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وقد توبع عليه محمد عن أبي سلمة:
1 -
تابعه يحيى بن أبي كثير مختصرًا بلفظ: (من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا مسجدنا) أخرجه تمام في "فوائده"[3/ رقم 949/ مع الروض البسام]، من طرق عن أبي زرعة الشامي عن الحسن بن بشر البجلى عن المعافى بن عمران عن الأوزاعى عن يحيى به.
قلتُ: ورجاله ثقات مشاهير سوى ابن بشر، فهو مختلف فيه، وقد احتج به البخاري، وهذا يقويه؛ فالإسناد حسن إن شاء الله؛ وقد أعله المعلق على "فوائد تمام" بابن بشر هذا، وبعلة أخرى، فقال:"الحسن بن بشر متكلم فيه، ويحيى - يعني ابن أبي كثير - مدلس، ولم يصرح بالسماع".
قلتُ: يحيى وإن وصف بالتدليس؛ إلا أنه مقل منه؛ بحيث لا يليق الإعلال بعنعنته على التحقيق، لا سيما وهو مكثر عن أبي سلمة خاصة؛ والمدلس - الذي يتوقف في عنعنته - إذا أكثر من السماع والملازمة لشيخٍ له، ثم روى عنه بما لم يذكر فيه سماعًا منه؛ حُمل ذلك على الاتصال أبدًا، ما لم يتبين جزمًا أنه دلس عن شيخه، كما نص عليه الحميدي - شيخ البخاري - وغيره
…
فلو سلَّمنا أن الإمام يحيى ممن يُعَلُّ بعنعنته، لكان ذلك غير مقبول هنا؛ لما قد عرفته قبل
…
ولله الحمد.
2 -
وتابعه أيضًا: ابن شهاب الزهري على نحو المرفوع القولى من سياق المؤلف عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة به
…
عند أبي عوانة [رقم 1226]، من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن شهاب به.
قلتُ: وهذا إسناد حجة إن كان إبراهيم قد حفظه، فإن جماعة يروونه عن الزهري عن ابن المسيب وحده عن أبي هريرة به .... منهم معمر ويونس وصالح بن أبي الأخضر وغيرهم، بل ومعهم إبراهيم بن سعد أيضًا في راوية أخرى عنه، فالظاهر أن القولين محفوظان عن الزهرى
…
=
5917 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا محمد بن عمروٍ، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين: غرة: عبدٌ، أو أمةٌ، قال: فقال الذي قضى عليه: أيعقل من لا أكل، ولا شرب، ولا صاح فاستهل، فمثل ذلك يُطَلّ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ هَذَا يَقُولُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ! فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ".
=ورواية معمر بلفظ: (من أكل من هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يؤذينا في مسجدنا) أخرجه عبد الرزاق [1738]، ومن طريقه مسلم [562]، وأحمد [2/ 266]، والبيهقي في "سننه"[4831]، وفي "المعرفة"[رقم 1524]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 386]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1871]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 1229]، وغيرهم
…
وقد رواه مالك وبعضهم عن الزهري عن ابن المسيب به مرسلًا، ليس فيه (أبو هريرة) ولعل هذا من ابن المسيب، كان ينشط فيوصله؛ وربما فتر فأرسله، والا فالمرفوع صحيح كما جزم به الدارقطني في "العلل"[9/ 193]، وقد فصَّلنا هذا في "غرس الأشجار".
وفي الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
مضى منها حديث جابر [رقم 2226، 2322، 1889، 2321]، وحديث أنس [برقم 4291]، والخدرى [برقم 1195].
5917 -
صحيح: أخرجه الترمذي [1410]، وأبو داود [4579]، وابن ماجه [2639]، وابن حبان [6022]، وأحمد [2/ 498، 438]، والدارقطني في "سننه"[3/ 114]، والطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2946] و [8/ رقم 8101]، وابن أبي شيبة [27268] و [29063]، والبيهقي في "سننه"[16194]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 205]، وابن أبي عاصم في "الديات"[رقم 129] و [رقم 135]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 599]، وابن جميع في "معجمه"[249]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
وهو عند بعضهم نحوه .. ولفظ أبي داود: (قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل) ومثله عند البيهقي وابن الأعرابى وابن جميع ورواية للطبراني وابن أبي عاصم، وليس عند الجميع قوله:(أو فرس أو بغل) وهى زيادة منكرة، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حسن صحيح".
قلتُ: هو كما قال؛ وقد توبع عليه محمد بن عمرو عن أبي سلمة: تابعه ابن شهاب الزهري به نحوه
…
في سياق أتم قليلًا: عند البخاري ومسلم وجماعة كثيرة، وقد استوعبنا تخريج=
5918 -
حَدَّثَنا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا محمد بن عمرٍو، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ، إِلا السَّامَ"، قالوا: وما السام؟ قال: "الْموْتُ".
5919 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا حفصٌ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في (ص).
= هذا الطريق، والاختلاف على الزهري في سنده، في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
5918 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5842].
5919 -
صحيح: أخرجه الدارقطني [1/ 406]، والطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5194]، وغيرهما من طريق حفص بن غياث عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال أبو بكر بن أبي داود: "لم يروه إلا حفص" نقله عنه الدارقطني عقب روايته؛ وقال في "العلل"[8/ 11]: "انفرد حفص بن غياث بذلك، وخالفه إسماعيل بن حفص وغيره، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبيه هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق]
…
وهو الصواب".
قلتُ: وهو كما قال: وهكذا أخرجه أحمد [2/ 449]، والدارمي [1468]، والمؤلف [برقم 5590]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 150]، والطحاوي في "المشكل"[9/ 35]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به نحو اللفظ الذي ذكره الدارقطنى.
وهكذا توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه جماعة عن أبي سلمة به
…
وله طرق أخرى كثيرة عن أبي هريرة به .... أيضًا، فانظر الآتى [برقم 5996، 6047، 6381، 6382، 6413]، لكن اللفظ الأول: وهو سجوده صلى الله عليه وسلم في سورة (ص) شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبي سعيد الخدري [برقم 1069]، ومنها حديث ابن عباس: عند البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي وأحمد وجماعة كثيرة
…
واللَّه المستعان.
5920 -
حَدَّثَنَا وهب بن بقية الواسطى، حدّثنا خالدٌ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَلعَلَّ بَعْضُكمْ أَنْ يَكونَ أَلحْنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ".
5921 -
حَدَّثَنَا أبو سعيدٍ الأشج، حدّثنا أبو أسامة، قال: حدثني محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ فُجِّرَتْ منَ الجنَّةِ: الْفُرَاتُ، وَالنيلُ: نِيلُ مِصْرَ، وَسَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ".
5920 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [2318]، وأحمد [2/ 332]، وابن حبان [5071]، وابن أبي شيبة [22975، 36490]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 154]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 26]: "هذا إسناد صحيح، وله شاهد من حديث أم سلمة رواه الستة".
قلتُ: إنما سنده حسن وحسب، للكلام المعروف في محمد بن عمرو، وهو صدوق متماسك، وشاهد أم سلمة: يأتي عند المؤلف [برقم 6880]
…
واللَّه المستعان.
5921 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 260]، والحميدي [رقم 1163]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 185]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[324]، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"[78]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وسنده صالح؛ وله طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه
…
أصحها: طريق خبيب بن عبد الرحمن عن، حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعًا:(سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة).
أخرجه مسلم [2839]- واللفظ له - وأحمد [2/ 289، 440]، والبيهقي في "البعث والنشور"[رقم 252]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 65]، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"[ص 165]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 272]، وجماعة
…
وسنده صحيح مليح.
5922 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ الهذلى، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال:"آمينَ، آمينَ، آمينَ"، فقيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر، قلتُ:"آمينَ، آمِينَ، آمِينَ"؛ قال: "إِنَّ جِبرِيلَ أَتَانِى، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُل: آمِين، فقُلْتُ: آمِين، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَات، فَدَخَل النارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عَنْدَهُ فَلَمْ يُصَل عَلَيكَ، فَمَاتَ فدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ".
5922 - صحيح: أخرجه ابن حبان [907]، والطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8131]، من طريقين عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند الطبراني قوله: (فدخل النار).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا حفص بن غياث، تفرد به سهل بن عثمان".
قلتُ: ما تفرد به سهل، بل تابعه عليه أبو معمر الهذلى عند المؤلف وعنه ابن حبان؛ وحفص بن غياث: ثقة مشهور؛ وشيخه (محمد بن عمرو) صدوق متماسك؛ ومن فوقه لا يُسأل عنهم! فالإسناد حسن صالح؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه.
منها: ما رواه كثير بن زيد الأسلمى عن الوليد بن رباح المدني عن أبي هريرة به نحو سياق المؤلف، إلا أنه لم يقل:(فدخل النار) وزاد في أول كل فقرة من الفقرات الثلاث: (رغم أنف عبد أو بَعُد) أخرجه ابن خزيمة [1888]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 646]، والطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 8994]، والبيهقي في "سننه"[8287]، والقاضى إسماعيل في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 18]، وغيرهم من طريقين عن كثير بن زيد به.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البزار في "مسنده"[4/ رقم 3169/ كشف الأستار]، وقال الهيثمي في "المجمع" [10/ 260]:"رواه البزار، وفيه كثير بن زيد الأسلمى، وقد وثقه جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: وكثير مختلف فيه كما أشار الهيثمي، وحديثه جيد في الشواهد والمتابعات؛ وكنت أراه حسن الحديث، وقد تراجعت عن ذلك، غفر الله لى. =
5923 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا عبد الرحيم، عن محمد بن عمروٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا شيئًا ما نحب أن نتكلم به، وإن لنا ما طلعت عليه الشمس، فقال:"قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ " قالوا: نعم، قال:"ذَاكَ صَرِيحُ الإيمَانِ".
5924 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا قريش بن أنسٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ، خَيْرُكُمْ لأَهْلِى مِنْ بَعْدِي"، قال أبو خيثمة: الناس يقولون: "لأَهْلِهِ"، وقال هذا:"لأَهْلي".
= ومنها: ما رواه عبد الرحمن بن إسحاق المدنى المشهور بـ (عباد) عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة مرفوعًا: (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة).
أخرجه الترمذي [3545]- واللفظ له - وأحمد [2/ 254]، وابن حبان [908]، والقاضى إسماعيل في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 16]، والمزى في "تهذيبه"[9/ 53]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 198، 199]، والبيهقي في "الدعوات"[رقم 143]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1289]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قلتُ: وسنده صالح، وعباد بن إسحاق صدوق متماسك؛ وللحديث طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة به نحو سياق المؤلف، وبعضها باختصار، وهو حديث صحيح ثابت.
5923 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5914].
5924 -
ضعيف: بهذا اللفظ: أخرجه الحاكم [3/ 352]، وابن أبي عاصم في "السنة"[2/ رقم 1414]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 294، وابن الأعرابى في "المعجم" [رقم 702]، وأبو جعفر بن البخترى في "المجلس الخامس من حديثه"[رقم 95/ ضمن مجموع مؤلفاته،] وغيرهم من طرق عن قريش بن أنس عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ما هو صحيحًا بهذا اللفظ، وليس على شرط مسلم أصلًا، ومحمد بن عمرو، لم يخرج له مسلم إلا في المتابعات وحسب، كما جزم به المزي وابن حجر وغيرهما؛ وهو صدوق متماسك، وحديثه على شرط الحسن كما قال الذهبي؛ أما البوصيري فقد قال في "إتحاف الخيرة" [5/ 180]:"رواه أبو يعلى بسند صحيح" كذا، والتحقيق أن إسناده حسن فقط، ومع ذلك فهو معلول المتن، فقد تفرد به قريش بن أنس عن محمد بن عمرو بهذا اللفظ، وقريش وإن وثقه جماعة؛ واحتج به البخاري ومسلم والباقى دون ابن ماجه؛ إلا أنه قد اختلط ست سنين قبل موته، كما نص عليه بعض الأئمة؛ فذكره لذلك ابن حبان في "المجروحين"[2/ 220]، وقال: "كان سخيًا صدوقًا؛ إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كانت لا يدرى ما يحدث به، بقى ست سنين في اختلاطه، فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه القديم
…
".
قلتُ: فالعمدة في رواية القدماء عنه؛ أمثال أبي بكر عبد الله بن أبي الأسود - وروايته عنه عند البخاري - وابن المديني وابن معين وبندار وأبو موسى الزمن وأضرابهم، نص على الأول والثانى: الحافظ في "الفتح"[9/ 593]، وأشار إلى الآخريين بقوله:"فسماع عليّ بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه) والمذكورين كلهم من أقران على؛ وليس واحد منهم قد روى عنه هذا الحديث، بهذا اللافظ، إنما راوه عنه المتأخرون ممن سمع منه حديثًا، وخالفهم: محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحى في لفظه، فرواه عن قريش بإسناده به قال: (خيركم خيركم لأهله)، هكذا أخرجه تمام في "فوائده" [2/ 789/ الروض البسام]، وهذا اللفظ هو المحفوظ كما يأتي:
فإن قيل: ابن أبي العوام هذا: قد سمع من قريش بأخرة، كما نص عليه الحافظ في ترجمة قريش من "التهذيب"[8/ 375].
قلنا: لم ينفرد به ابن أبي العوام عن قريش بهذا اللفظ، بل تابعه عليه ابن معين - وهو سمع منه قديمًا - وزاد:(وأنا خيركم لأهلى من بعدى).
أخرجه تمام في "فوائده"[2/ رقم 790/ الروض البسام]، من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفى عن أبي زكريا الغطفانى به.
قلتُ: وسنده صحيح إلى ابن معين، لكنه من هذا الطريق عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" والخطيب في "تاريخه"[7/ 276]، باللفظ الأول، فإما أن يكون الراوي عن ابن معين قد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اضطرب في متنه، أو هذا من قريش بن أنس، وهذا الثاني أقرب عندي، كأن قريشًا ما كان يضبطه، وقد أشار أبو خيثمة إلى هذا عقب روايته عند المؤلف، فقال:، (الناس يقولون:"لأهله" وقال هذا: "لأهلى"
…
" وهو كما قال زهير بن حرب؟! فهكذا رواه جماعة عن محمد بن عمرو، وخالفوا قريشًا في لفظه، منهم:
1 -
يزيد بن هارون: بلفظ: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"[رقم 1066]، لكن الإسناد إليه غير ثابت.
2 -
ويزيد بن زريع: بالفقرة الأولى من اللفظ الماضي: عند البزار في "مسنده"[2/ رقم 1482/ كشف]، بإسناد صحيح إليه.
3 -
وبعضهم على نحو اللفظ قبل الماضي: عند القضاعي في "الشهاب"[2/ رقم 1244]، وفي سنده سقط وتصحيف، لم أهتد إلى وجه الصواب فيه.
4 -
وشجاع بن الوليد: مثل اللفظ الماضي: عند الخطيب في "تاريخه"[7/ 13]، لكن الطريق إليه لا يصح.
وزعم الإمام في "الصحيحة"[1845]، أن الحديث منكر من هذا الوجه، يعني بهذا اللفظ من طريق محمد بن عمرو، وأن الصواب عنه هو اللفظ الأول مثل المؤلف، كذا، والحق: أن الحديث منكر بهذا اللفظ الأول الذي انفرد به قريش عن محمد بن عمرو، وقد خالفه جماعة كما مضى، يكفينا منهم: يزيد بن زريع عند البزار؛ ويزيد إمام حافظ أتقن من قريش وأثبت؛ ولم يختلط قط، وروايته هي المحفوظة عن محمد بن عمرو بلا ريب عندي، ويؤيدها: أن جماعة من "الثقات" الأثبات قد رووا معنى رواية يزيد بن زريع عن محمد بن عمرو بن علقمة، ولفظهم:(خياركم خياركم لنسائهم) كما يأتي الكلام عليه [برقم 5926].
وقد توبع محمد بن عمرو على اللفظ المحفوظ: (خيركم خيركم لأهله) تابعه حصين بن عبد الرحمن السلمى عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
مع زيادة في. أوله: عند الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4420]، من طريق عبد الله بن العباس الطيالسي عن عبد الرحيم بن محمد بن زياد السكونى، عن عباد بن العوام عن حصين به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا عباد بن العوام، تفرد به عبد الرحيم بن محمد السكونى".=
5925 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسل -: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَومُ الجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُهْبِطَ مِنْهَا".
= قلتُ: وكل هؤلاء ثقات مشاهير؛ فعباد وحصين من رجال الجماعة؛ و (عبد الرحيم بن محمد بن زياد السكونى) كذا في مطبوعة "أوسط الطبراني" والصواب أنه (عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكرى) ترجمه الخطيب في "تاريخه"[11/ 86]، ونقل عن الدارقطني في توثيقه؛ والراوى عنه:(عبد الله بن العباس الطيالسي) ترجمه الخطيب أيضًا [10/ 36]، وقال:"وكان ثقة) ونقل عن الدارقطنى أنه قال: "لا بأس به" فالإسناد ظاهره الصحة، وليس لدى ما يعل به، وللحديث بهذا اللفظ المحفوظ طرق أخرى عن أبي هريرة به مثله .. ولا يثبت منها شيء، اللَّهم إلا ما رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن نافع بن أبي نعيم المقرئ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا:(خيركم خيركم لنسائه) أخرجه أبو بكر بن القارئ في جزء فيه (أحاديث نافع بن أبي نعيم)[ص 46/ رقم 15]، بإسناد صحيح إلى ابن أبي فديك به
…
وهو طريق حسن الإسناد؛ ونافع القارئ شيخ صدوق، ومن فوقه ثقات حفاظ مشاهير؛ وفي الباب عن جماعة من الصحابة مثل هذا اللفظ المشار إليه (خيركم خيركم لأهله) ونحوه.
5925 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 504]، والحاكم [2/ 593]، والطيالسي [2362]، ومحمد بن أحمد بن مفلح اللخمى في "مشيخة بن أبي الصقر"[رقم 93]، والبغوي في "شرح السنة"[4/ 203]، والطبري في "تاريخه"[1/ 77]، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[5/ 342 - 343]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1669]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند الحاكم قوله: (وفيه أدخل الجنة) وزاد الجميع - سوى الحاكم -: (وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي - وقبض أصابعه يقللها - يسأل الله عز وجل خيرًا إلا أعطاه إياه) لفظ أحمد.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: ما هو على شرط مسلم أصلًا، ومحمد بن عمرو لم يخرج له مسلم إلا في المتابعات، كما جزم به المزي والحافظ؛ فالإسناد حسن فقط، وقد توبع عليه محمد عن أبي سلمة: تابعه جماعة، منهم: محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة به نحوه في سياق=
5926 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا محمد بن عمروٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفضَل المُؤمنِينَ إيمَانًا أَحسَنَهُم خُلُقًا، وَخِيارُكُمْ خِيَاركُمْ لِنِسَائِهِمْ".
= أتم
…
أخرجه مالك [241]، ومن طريقه أبو داود [1046]، والترمذي [491]، والنسائي [1430]، وأحمد [2/ 486]، وابن حبان [2772]، والحاكم [1/ 413]، والشافعي [312]، والبيهقي في "سننه"[5798]، وفي "الشعب"[3/ رقم 2975]، وفي "المعرفة"[رقم 1839]، والبغوي في "شرح السنة"[4/ 206]، وأبو عوانة [رقم 2545]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 95]، والضياء في "المختارة"[رقم 395، 396]، وجماعة من طريقين عن محمد بن إبراهيم التيمي بإسناده به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وسنده مستقيم؛ وللحديث طرق أخرى به نحوه
…
منها: ما رواه الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة به مثل سياق المؤلف؛ عند مسلم [854]، والنسائي [1373]، وأحمد [2/ 401، 512]، والبيهقي في "الشعب"[3/ رقم 3970]، وأبي نعيم في "المستخرج"[رقم 1922]، وابن طهمان في "مشيخته"[رقم 117]، والطبري في "تاريخه"[1/ 75].
• وسنده على شرط الشيخين، وقد توبع عليه الزهري عن الأعرج:
1 -
تابعه عبد الله بن ذكوان أبو الزناد: عند المؤلف [برقم 6286]، ومسلم [854]، والترمذي [488]، والبيهقي في "سننه"[5855]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1536]، وأبي نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 1923]، وأبي عوانة [رقم 2542، 2543]، وغيرهم من طرق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به
…
وزادوا جميعًا: (ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة).
قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح".
5926 -
صحيح؛ أخرجه أبو داود [4682]، والترمذي [1162]، وأحمد [2/ 250، 472]، وابن حبان [479، 4176]، والحاكم [1/ 43]، وابن أبي شيبة [25318، 30369]، والبيهقي في "الشعب"[1/ رقم 27] و [6/ رقم 7981، 7982]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 248]، والحارث [2/ رقم 848/ زوائد الهيثمي]، وابن أبي الدنيا في "العيال"[رقم 471، 479]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1252]، وابن نصر في تعظيم "قدر الصلاة"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [1/ رقم 452]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 237]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 233]، والبغوي في "شرح السنة"[9/ 180] و [13/ 78]، وابن بطة في "الإبانة"[رقم 842، 843، والخرائطى في "مكارم الأخلاق" [رقم 17]، والطحاوي في "المشكل"[11/ 53]، وجماعة من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند أبي داود والحاكم وأبي نعيم وابن عبد البر والخرائطى والآجرى ورواية لابن أبي الدنيا وابن أبي شيبة وابن حبان قوله: (وخياركم خياركم لنسائهم) وفي رواية لابن أبي الدنيا مكان تلك الجملة: (وألطفهم بأهله).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح " وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح؛ لم يخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم بن الحجاج".
قلتُ: ابن الحجاج لم يحتج بمحمد بن عمرو، إنما أخرج له في المتابعات وحسب، كما جزم به المزي في ترجمته من "التهذيب" وكذا الحافظ في "هدى السارى" ومحمد صدوق متماسك؛ فالإسناد ظاهره الصلاح، إلا أنه معلول، اختلف في سنده على محمد بن عمرو، إلا أن المحفوظ هو الماضي؛ لكنه خولف فيه، خالفه الحارث بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذباب، فرواه عن أبي سلمة عن عائشة به بالفقرة الأولى مه فقط، ونقله إلى (مسند عائشة) هكذا أخرجه البيهقي في "الشعب"[6/ رقم 7983]، بإسنادٍ جيد إلى محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق بن يسار عن الحارث بن عبد الرحمن به.
قلتُ: هذه مخالفة ضعيفة، والحارث مختلف فيه، وهو من رجال الجماعة سوى البخاري، وابن إسحاق قبيح التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، ومع هذا، فقد قدَّم أبو حاتم الرازي هذا الطريق على رواية سحمد بن عمرو، فقال كما في "العلل" [رقم 2296]:"حديث الحارث أشبه، ومحمد بن عمرو لزم الطريق".
قلتُ: وخالفه محمد بن يحيى الذهلى، فصحح الوجهين جميعًا عن أبي سلمة، وقال فيما نقله عنه اليبهقى عقب روايته؛ "أرجو أن يكونا - يعني الوجهين عن أبي سلمة - محفوظين عن أبي هريرة وعائشة" كذا، والوجه الأول عند أولى وأصح، لكون محمد بن عمرو قد توبع عليه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مثل سياق المؤلف إلا أن الفقرة الثانية بلفظ:(وخيركم خيركم لأهله).=
5927 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، بنحوه.
5928 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:"انْتَقِلِى إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ، وَلا تَفُوتِينَا بِنَفْسِكِ"، قَالَ أبُو خَيْثَمَةَ: يَعْنِى فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ.
= هكذا: رواه حصين بن عبد الرحمن السلمى عن أبي سلمة به .. عند الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4420]، بإسناد مستقيم إليه
…
وقد تكلمنا على رجاله عقب الحديث قبل الماضي [رقم 5924]، فراجعه ثَمَّ؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة بالفقرتين جميعًا:
فللفقرة الأولى: طريق آخر: يرويه محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة به .. عند الدرمى [2792]، وأحمد [2/ 527]، والحاكم [1/ 43]، وابن أبي شيبة [25321، 30371]، والبيهقي في "سننه"[20572]، وفي "الشعب"[1/ رقم 26] و [6/ رقم 7976، 7977]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 79]، وجماعة كثيرة، وسنده صحيح، ولتلك الفقرة شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا.
والفقرة الثانية: شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا بلفظها: منها حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه [1978]، وصححه في "الزوائد على شرط الشيخين"؛ وهو عند الشيخين وجماعة كثيرة أيضًا، لكن بلفظ:(إن خياركم أحسنكم أخلاقًا)
…
وللَّه الحمد.
5927 -
صحيح: انظر قبله.
5928 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [4045]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1517/ كشف الأستار]، كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"[4/ 55]: (هذا إسناد رجاله ثقات) وقال صاحبه الهيثمي في "المجمع"[4/ 633]: (فيه محمد بن عمرو، وحديثه حسن).
قلتُ: وهو كما قال، إلا أن الإسناد هنا معلول، فقد قال البزار عقب روايته:"لا نعلم رواه هكذا إلا ابن إدريس، ورواه غيره عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس) ".
قلتُ: وهكذا رواه جماعة عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس: منهم عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة عن فاطمة به نحوه في سياق طويل
…
دون قوله: (ولا تفوتينا بنفسك).=
5929 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي، حدّثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، فَإِنَّ الْكَرْمَ قَلْبُ الْمؤْمِنِ".
= أخرجه مالك [1210]، ومن طريقه مسلم [1480]، وأبو داود [2284]، والنسائي [3245]، وأحمد [6/ 412]، وابن حبان [4049، 4290]، والشافعي [1434]، وابن الجارود [760]، والبيهقي في "سننه"[13793، 15263، 15490]، وفي "المعرفة"[رقم 4889، 4984]، والبغوي في "شرح السنة"[9/ 296 - 297]، أبو عوانة [رقم 4138، 4139]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 65]، وجماعة، وهكذا رواه محمد بن جعفر ويزيد بن هارون وجماعة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن فاطمة به في سياق طويل، وفيه الجملة المشار إليها: عند أحمد [6/ 413]، والدارمي [2177]، والطبراني في "الكبير"[24/ رقم 917، 918، 919]، والبيهقي في "سننه"[13794، 15493]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 66]، وابن راهويه [2370]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 274 - 275]، وابن عساكر في "تاريخه"[38/ 179 - 180]، وفي "المعجم"[رقم 1503]، وإسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 198]، وجماعة.
وهذا الوجه هو المحفوظ عن أبي سلمة
…
وله طرق أخرى عن أبي سلمة به
…
كما ذكرنا
…
والله المستعان.
• تنبيه: وجدت الحديث من الطريق الأول: عند ابن أبي شيبة [16843]، لكن سقط من سنده (أبو هريرة) فصار وكأنه مرسل، فانتبه يا رعاك الله.
5929 -
صحيح: أخرجه ابن المظفر في "غرائب مالك"[رقم 154]، من طريق بشر بن الوليد عن يحيى بن العلاء الرازي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط جدًّا، ويحيى بن العلاء رماه الإمام أحمد بالوضع، وأسقطه سائر النقاد فسقط أبدًا، لكن الحديث صحيح ثابت؛ فقد توبع عليه محمد بن عمرو عن أبي سلمة:
1 -
تابعه الزهري: عند البخاري [5828]، وأحمد [2/ 259]، وابن عساكر في "تاريخه"[55/ 118]، وأبي جعفر بن البخترى في "الجزء الحادى عشر من حديثه"[رقم 16/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم من طريقين عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وليس عند البخاري وأحمد قوله: (فإن الكرم قلب المؤمن)، وعند أبي جعفر:(فإن المؤمن هو الكرم).
قلتُ: هكذا رواه معمر والأوزاعى عن الزهري، أما معمر فقد رواه عنه "عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامى" وهو من أئمة البصرة؛ وفي رواية البصريين عن معمر شيء، لكون معمر لما نزل البصرة لم يكن معه كتبه؛ فجعل يحدث من حفظه؛ فحمل عنه أهل البصرة أغلاطًا وأوهامًا، وهذا منها، فإن عبد الأعلى قد خولف فيه، خالفه عبد الرزاق الصنعانى، فرواه عن معمر فقال: عن أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا: (
…
لا يقولن أحدكم للعنب الكرم؛ فإن الكرم الرجل المسلم)
…
، هكذا أخرجه مسلم [2247]، وأحمد [2/ 272]، ومن طريقه ابن بشران في "أماليه"[رقم 849]، وعبد الغنى المقدسى في التوحيد [رقم 25]، والبغوي في "تفسيره"[1/ 245]، وفي "شرح السنة"[12/ 358]، وغيرهم.
وهذا الوجه هو المحفوظ عن معمر؛ وعبد الرزاق ممن سمع من معمر قديمًا، لكن اختلف فيه على أيوب، كما شرحناه في غير هذا المكان، وأما رواية الأوزاعي الماضية: فقد رواها عنه محمد بن كثير المصيصي، ومحمد وصفوه بكثرة الغلط، فأخشى أن يكون وهم فيه على الأوزاعي، فقد رواه سفيان بن عيينة عن الزهري فقال: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: (يقولون كرم، وإنما الكرم قلب المؤمن) وجعل شيخ الزهري فيه (ابن المسيب) بدل: (أبي سلمة)
هكذا أخرجه الحميدي [1099]، والبخاري [5829]، و مسلم [2247]، وأحمد [2/ 239]، وابن حبان [5833]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 355]، وغيرهم؛ وتوبع عليه ابن عيينة على هذا الوجه عن الزهري تابعه:
1 -
يحيى بن سعيد الأنصاري بلفظ: (لا يقولن أحدكم: الكرم، فإن الكرم قلب المؤمن) أخرجه ابن حبان [5834].
2 -
وكذا رأيت الأوزاعي نفسه قد رواه عن الزهري مثل رواية ابن عيينة، وروايته عند ابن عساكر في تاريخ [34/ 305 - 306]، من طريقين عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بإسناده به بلفظ:(لا تقولوا الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم، ولكن قولوا: الأعناب).
وهذا هو المحفوظ عن الأوزاعي بلا ريب عندي، ومن رواه عنه على غير هذا الوجه فقد غلط =
5930 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَامَ رَمَضَانَ إيِمَانًا، وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
=عليه، كما فعل محمد بن كثير المصيصي في روايته السالفة، وكما فعل محمد بن جابر الحلبى في ترجمته عند العقيلي في "الضعفاء"[4/ 43]، وقد عجبت لأبى الحسن بن مهدى البغدادي الحافظ! حيث قدم رواية الأوزاعي - من الوجه المرجوح عنه - عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، على رواية من رواه عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة، كما في "العلل" له [8/ 45]، كأنه غاب عنه ما وقفنا عليه هنا، وأنا أكاد أجزم؛ بأنه لو وقف على ما ذكرناه؛ لرجع عن كلامه، ولاح له ترجيح قول من رواه عن الزهري على الوجه الثاني، كابن عيينة ومن تابعه، وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به.
منها: ما رواه الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (لا تسمو العنب الكرم؛ فإنما الكرم الرجل المسلم) أخرجه أحمد [2/ 476]، وابن أبي الدنيا في "الصمت"[رقم 363]، من طريق وكيع عن الثوري به.
قلتُ: وهذا إسناد كالشمس، وقد توبع عليه الثوري:
1 -
تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه بإسناده به
…
مثل اللفظ الماضي: عند المؤلف [برقم 6315، 6336].
2 -
وورقاء بن عمر: عن أبي الزناد بلفظ (لا يقولن أحدكم: الكرم، فإنما الكرم قلب المؤمن) أخرجه مسلم [2247]، وغيره.
5930 -
صحيح: أخرجه البخاري [38]، والنسائي [2205]، وابن ماجه [1641]، وأحمد [2/ 232]، وابن حبان [3432]، وابن أبي شيبة [8875]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 226]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 183]، وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"[رقم 14]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[5/ 86]، وابن الشجرى في "أماليه"[1/ 226، 269، 280]، والسلفى في "معجم السفر"[ص 352/ رقم 1183]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وقد توبع عليه يحيى الأنصاري: =
5931 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياثٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى قَوْمٍ هَشَمُوا الْبَيْضَةَ عَلَى رَأْسِ نَبِيِّهِمْ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ".
=1 - تابعه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مثله وزاد: (ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري [1910]، وأبو داود [1372]، والنسائي [2202، 2203، 2204]، وأحمد [2/ 241]، وابن خزيمة [1894، 2199]، والحميدي [950، 1007]، وابن الجارود [404]، والمؤلف [برقم 5960]، والبيهقي في "سننه"[8289]، وفي "الشعب"[3/ رقم 3609، 3610، 3611]، وفي "المعرفة"[رقم 2741]، والشافعي في "سننه"[رقم 155/ رواية الطحاوي]، والبغوي في "شرح السنة"[6/ 217]، والآجرى في "الأربعين"[رقم 28]، وجياعة كثيرة من طرق عن ابن عيينة به
…
وهو عند الشافعي ومن طريقه البيهقي: دون الزيادة المشار إليها، وهو رواية للنسائى وابن خزيمة، وفي رواية للنسائى: (من قام شهر رمضان
…
) بدل: (من صام).
قلتُ: قد اختلف في سنده ومتنه على ابن عيينة، مثلما اختلف فيه على ابن شهاب أيضًا، وقد بسطنا هذا في "غرس الأشجار".
2 -
وتابعه أيضًا: يحيى بن أبي كثير على مثل رواية الزهري الماضي من أبي سلمة: عند البخاري [1802]، ومسلم [760]، وأحمد [2/ 473]، والطيالسي [2360]، والطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8821]، والبيهقي في "الشعب"[3/ رقم 3612]، وفي "سننه"[8306]، والنسائي في "الكبرى"[3414، 3415]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 225]، وابن نصر في "قيام رمضان"[رقم 6]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2004]، وجماعة من طرق عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به
…
وزاد الطيالسي قوله: (وما تأخر) عقب الفقرة الأولى، وهى زيادة غير محفوظة في حديث ابن أبي كثير.
3 -
وكذا تابعه محمد بن عمر بن علقمة وغيره عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
وخالفهم من لا يعتد بخلافه، كما تراه عند المؤلف في الماضي [برقم 863]، واللَّه المستعان رب سواه.
5931 -
حسن بهذا اللفظ: أخرجه البزار في "مسنده"[2/ رقم 1793/ كشف الأستار]، من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.=
5932 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمروٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: أنا ابن أشياخ الكرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْن يَعْقُوبَ بْنِ إسحَاقَ بْنِ إبرَاهِيمَ".
=قال البزار: "لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا حماد".
قلتُ: بل تابعه عليه خالد بن عبد الله الواسطى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: (اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا دموا وجهه يومئذ - وهشموا عليه البيضة، وكسروا رباعيته).
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني" [1/ 502]، وفي "المشكل" [12/ 175]، بإسناد صحيح إليه؛ وقال الهيثمي في "المجمع" [6/ 170]: "رواه البزار، وإسناده حسن".
قلتُ: وهو كما قال. وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبي هريرة، لكن دون هذا اللفظ.
5932 -
صحيح: أخرجه الترمذي [3116]، وأحمد [2/ 332، 416]، وابن حبان [5776]، و الحاكم [2/ 377، 633]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 605، 896]، والنسائي في "الكبرى"[11254]، وتمام في "فوائده"[رقم 547]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 221]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[رقم 11611/ طبعة المكتبة العصرية]، وهشام بن عمار في حديثه [رقم 97]، وأبو جعفر بن البخترى في الجزء الرابع من حديثه [رقم 3/ ضمن مجموع مؤلفاته]، والطحاوي في "المشكل"[5/ 134]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
في سياق طويل، وبعضهم في سياق أتم قليلًا، وهو عند ابن عساكر ورواية للحاكم والبخاري مثل سياق المؤلف؛ إلا أنه ليس عند الجميع: قول أبي هريرة في أوله.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن".
قلتُ: وسنده حسن؛ وله طرق أخرى عن أبي هريرة بنحوه دون لفظه؛ وفي الباب عن ابن عمر به مثل لفظ المرفوع عند المؤلف: عند البخاري [3210، 4411]، وأحمد [2/ 96]، وجماعة كثيرة
…
والله المستعان.
• تنبيه: قال الحاكم عقب روايته: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".=
5933 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ الأزدي، حدّثنا عبد الرحيم، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ الله مَسَاجدَ اللَّهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلاتٍ".
5934 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مِنْ حَقِّ الْمسْلِمِ عَلَى الْمسْلِمِ: شُهُودُ الجنَازَةِ، وَرَدُّ التحِيَّةِ، وَعِيَادَةُ المريضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَإجَابُ دَعْوَةً".
5935 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسل -: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ".
= قلتُ: وليس كما قال، لأن محمد بن عمرو حديثه عند مسلم في "المتابعات" كما نص عليه المزي وابن حجر
…
واللَّه المستعان.
5933 -
صحيح: مضى سابقًا [رقم 5915].
5934 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5904]
5935 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 261]، وإسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 183]، من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ومحمد بن عمرو صدوق متماسك؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به.
منها: ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار عن المغيرة بن أبي لبيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به نحوه
…
أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 531]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1341]، وابن معين في "جزء من حديثه"[رقم 196]، والمؤلف [برقم 6044] وغيرهم من طريق عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وفيه عنعنة ابن إسحاق، وشيخه المغيرة لا يُحْفَظ فيه توثيق من معتبر، لكنه لم ينفرد به عن ابن سيرين، بل تابعه عليه هشام بن حسان عند أحمد=
5936 -
حَدًثَنَا أبو هشامٍ الرفاعي، حدّثنا حفصٌ، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ - أَوْ ثلُثُ اللَّيْلِ - أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ؛ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابَ عَلَيْهِ؟ ".
5937 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ، حدّثنا حفصٌ، عن محمد بن عمروٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، وزاد فيه: حتى يطلع الفجر.
= [2/ 507]، من طريق يزيد بن هارون عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به نحوه
…
وزاد: (حتى ماتت).
قلتُ: وهذا إسناد حجة.
ومنها: ما رواه هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة به
…
عند مسلم [2243]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1342]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 171]، وأحمد [2/ 286، 424]، والمؤلف [برقم 6152]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه بإسناده به نحوه
…
وله طرق أخرى كما ذكرنا
…
وللَّه الحمد.
5936 -
صحيح: دون قوله: (أمر مناديًا فنادى): مضى الكلام عليه [برقم 1180]، وقوله:(أمر مناديًا فنادى) جملة منكرة، تفرد بها حفص بن غياث عن الأعمش، وهى من أغلاطه إن شاء الله. راجع كلامنا هناك، والسلسلة "الضعيفة"[3897]، للإمام.
• تنبيه: كنت قبل أصَحِّح تلك الجملة المنكرة الماضية، وأتكلف تأويلها بما يتفق مع عقيدة أهل السنة، ثم بدا لى التنكب عن كل هذا، والجزم بنكارة تلك الجملة، وأنها من أغلاط حفص بن غياث الكوفي الإمام العالم، واللَّه المستعان لا رب سواه.
5937 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 504]، والدارمي [1478]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 884]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1198، 1200]، وابن خزيمة في "التوحيد"[1 رقم 194]، والدارقطني في "النزول"[رقم 11، 12، 13]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 177]، والذهبى في "سير النبلاء"[7/ 427]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة بنحوه مع الزيادة.
5938 -
حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فغلس بها، ثم صلى الغد فأسفر بها قليلا، ثم قال:"أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَاتَينِ: أَمْسِ، وَصَلاتِى الْيَوْمَ".
= قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ولم ينفرد به محمد بن عمرو، بل تابعه عليه الزهري ويحيى بن أبي كثير وغيرهما، ورواه عن الزهري جماعة من أصحابه: منهم:
1 -
مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة كلاهما عن أبي هريرة مرفوعًا: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعونى؛ فأستجيب له؟! من يسألنى فأعطيه؟! من يستغفرنى فأغفر له).
أخرجه مالك في "الموطأ"[498]- واللفظ له - ومن طريقه البخاري [1094]، ومسلم [758]، وأبو داود [1315، 4733]، وابن حبان [920] والنسائي في "الكبرى"[7768]، والخطابى في "الغنية عن الكلام وأهله"[ص 25]، والبيهقي في "سننه"[4427]، وابن أبي عاصم في "السنة"[1/ رقم 492]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[3/ رقم 743، 744]، وابن خزيمة في التوحيد [1/ رقم 192]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 697]، وأبو عوانة [رقم 376]، وجماعة كثيرة، وقد اختلف على مالك في سنده على ألوان غير محفوظة، والصواب عنه هو الوجه الماضي. راجع "التمهيد"[7/ 128 - 129].
2 -
وفليح بن سيلمان: عند المؤلف [برقم 6155]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 700]، من طريق أبي الربيع الزهراني عن فليح عن الزهري بإسناده به نحوه
…
وزاد في آخره: (فلذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله) وهذا من قول الزهري كما يظهر لى.
وقلتُ: وسنده صحيح في المتابعات، وفليح فيه كلام معروف.
3 -
وهكذا رواه معمر ويونس وإبراهيم بن سعد وصالح بن أبي الأخضر وشعيب وغيرهم، كلهم عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة كلاهما عن أبي هريرة به نحوه.
5938 -
حسن: بهذا اللفظ: أخرجه ابن حبان [1493، 1495]، والسراج في "مسنده"[1/ 354]، وغيرهم من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموى عن أبيه عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
5939 -
حدَّثَنَا وهب بن بقية الواسطى، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجنةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ، فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، إِلا أَنَّهُ عِنْدَمَا يُقَالُ لَهُ: لَكَ كَذَا وَكَذَا، يَقولُ: أَلِى كلُّ ذَلِكَ؟! قَالَ: وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
5940 -
حَدَّثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرٍو، عن
= قلت: وهذا إسناد صالح؛ ورجاله كلهم من رجال "التهذيب" وللحديث شواهد ثابتة بمعناه وبعض لفظه عن جماعة من الصحابة، وقد خرجناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
5939 -
صحيح: أخرجه الدارمي [2829]، وابن أبي شيبة [33999]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 136]، وعنه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 31]، وأحمد [2/ 450]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 79] وأبو نعيم في "صفة الجنة"[رقم 478]، وغيرهم من طريقين عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وعند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه
…
منها ما رواه معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعًا: (إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمنَّ؛ فيتمنى ويتمنى، فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه).
أخرجه مسلم [182]- واللفظ له - وأحمد [2/ 315]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 808]، والبغوي في "شرح السنة"[15/ 208]، وأبو عوانة [رقم 436]، وأبو نعيبم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 457]، والبيهقي في "البعث والنشور"[رقم 416]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه - وهذا في صحيفته [رقم 55]- عن أبي هريرة به
…
وللحديث شواهد أيضًا
…
واللَّه المستعان.
5940 -
حسن: أخرجه أبو داود [4744]، والترمذي [2560]، والنسائي [3763]، وأحمد [2/ 332، 354، 373]، وابن حبان [7394]، والحاكم [1/ 79]، والبيهقي في "الشعب"[1/ 384]، وفي "الأسماء والصفات"[رقم 262/ طبعة الحاشدي]، وفي "البعث والنشور" =
أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لمَا خَلَقَ الله الجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الجَنَّةِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَذهَبَ، فَنَظَرَ إلَيْهَا، ثُمَ رَجَعَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يُدْخَلَهَا أَحَدٌ! ثُمَّ أَرْسلَهُ إلَى النَّارِ، فَقَالَ: اذْهَبْ، فَانْظُرْ إلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَذَهَبَ، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، قَالَ: وَعِزَّتِكَ لا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ سَمِعَ بِهَا! قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا، فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: عُدْ، فَانْظُرْ إلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا، قَالَ: فَنَظَرَ إلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَنْجُوَ أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا".
5941 -
حَدَّثَنَا وهب بن بقية، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلحْنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، مَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَه قطْعَةً مِنَ النَّارِ".
= [رقم 156، 157]، وإسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 135]، وهشام بن عمار في "حديثه"[رقم 91]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 242]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 9 - 10] و [19/ 113 - 114]، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 233]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: بل هو حسن الإسناد فقط، ومحمد بن عمرو لم يرو له مسلم إلا في المتابعات وحسب، كما نص عليه المزي في "تهذيبه" والحافظ في "هدى السارى" والحديث: عزاه ابن القيم في حادى الأرواح [ص 17]، إلى مسلم، فوهم، نعم هو عند مسلم والبخاري وجماعة كثيرة من طريق آخر عن أبي هريرة مختصرًا بلفظ:(حُجِبَتْ النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره) فاعلم ذلك يا رعاك الله.
5941 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 5920].
5942 -
وَعَنْ أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"دَخَلَتِ امرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأَرْضِ".
5943 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِهَا وجهْدِهَا إِلا كُنْتُ لَه شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَخْرجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا، إِلا أَبْدَلَهَا اللَّهُ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَالمدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
5942 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5935].
5943 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [3733]، وأبو نعيم في "ذكر من اسمه شعبة"[رقم 27]، وغيرهما من طريقين عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وهو عند ابن حبان بشطره الثاني فقط، وعند أبي نعيم: بشطره الأول فقط.
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وللحديث طرق - بشطريه - عن أبي هريرة به.
فلشطره الثاني: طرق كثيرة، منها:
1 -
رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه
…
: عند مسلم [1381]، وابن حبان [3734، 6775]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 3195]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1317/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم.
2 -
ومنها: ما رواه حماد بن سلمة عن محمد بن زياد القرشي المدني عن أبي هريرة به نحوه
…
عند أحمد [2/ 403، 302]، وابن الجعد [3314].
وسنده صحيح؛ ولحماد فيه شيخ آخر: فرواه عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة به
…
عند الطيالسي [2477]، وسنده قوى؛ ورواه مرة أخرى عن محمد بن زياد وعمار كلاهما عن أبي هريرة به
…
كما عند أحمد [2/ 464]، وله طرق أخرى كما ذكرنا.
وكذا لشطره الأول: طرق أخرى عن أبي هريرة به.
1 -
منها: ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه
…
عند مسلم [1378]، وأحمد [2/ 397]، وابن حبان [3739]، والمؤلف [برقم 6487]، والبغوي في "شرح السنة"[7/ 324]، وأبو عوانة [رقم 3743]، وإسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 245]، وغيرهم.=
5944 -
وَعَنْ أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتبذ في المزفت، والدباء، والحنتمة، والنقير، وقال:"كُلُّ مُسْكِرٍ حرَامٌ".
= فلشطره الثاني: طرق كثيرة، منها:
1 -
رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه
…
: عند مسلم [1381]، وابن حبان [3734، 6775]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 3195]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1317/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم.
2 -
ومنها: ما رواه حماد بن سلمة عن محمد بن زياد القرشي المدني عن أبي هريرة به نحوه
…
عند أحمد [2/ 403، 302]، وابن الجعد [3314].
وسنده صحيح، ولحماد فيه شيخ آخر: فرواه عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة به
…
عند الطيالسي [2477]، وسنده قوى، ورواه مرة أخرى عن محمد بن زياد وعمار كلاهما عن أبي هريرة به
…
كما عند أحمد [2/ 464]، وله طرق أخرى كما ذكرنا.
وكذا لشطره الأول: طرق أخرى عن أبي هريرة به.
1 -
منها: ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه
…
عند مسلم [1378]، وأحمد [2/ 397]، وابن حبان [3739]، والمؤلف [برقم 6487]، والبغوي في "شرح السنة"[7/ 324]، وأبو عوانة [رقم 3743]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 245]، وغيرهم.
2 -
ومنها: ما رواه هشام بن عروة عن صالح بن أبي صالح السمان عن أبيه عن أبي هريرة به
…
نحوه
…
أخرجه مسلم [1378]، والترمذي [3924]، وأحمد [2/ 287، 343]، وابن حبان [3740]، والمفضل الجندى في "فضائل المدينة"[رقم 33]، والبخاري في "تاريخه"[4/ 283]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 57]، وجماعة من طرق عن هشام بن عروة به ..
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه "
…
وله طرق أخرى ثابتة كما ذكرنا
…
واللَّه المستعان.
5944 -
صحيح: أخرجه النسائي [5588، 5589]، وابن ماجه [3401]، وأحمد [2/ 429][501]، وابن حبان [5408]، وابن أبي شيبة [23744]، وابن الجارود [858] والبغوي في "شرح السنة"[11/ 365] وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 155]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وهو عند ابن أبي شيبة ورواية للنسائى وأحمد: بالفقرة الأخيرة منه فقط.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 182]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الشيخان بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة خلال قوله: وكل مسكر حرام".
قلتُ: في هذا الكلام نظر من وجوه.
الأول: أن الحديث ليس على شرط الوصيرى؛ لأنه عند النسائي كما مضى، مثل سياق ابن ماجه تمامًا.
والثانى: أن الحديث سنده حسن وحسب؛ لأن محمد بن عمرو فيه كلام معروف، وحديثه دون الصحيح على التحقيق.
والثالث: أن الجزء الذي عزاه "للصحيحين" من رواية أبي هريرة، ليس إلا عند ابن الحجاج وحده، أخرجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: إلا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت) هكذا عند مسلم [1993]، وكذا هو عند النسائي [5630]، وأحمد [2/ 241]، والشافعي [1352]، والحميدي [1081]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 226]، والبيهقي في "سننه"[17250]، وفي "المعرفة"[رقم 5483]، وأبو عوانة [رقم 8105]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة به.
قلتُ: وتوبع عليه ابن عيينة؛ لكن اختلف فيه على الزهري ومحمد بن عمرو معًا، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وراجع "علل الدارقطني"[9/ 289 - 290] و [9/ 374]، لكن الحديث صحيح ثابت؛ فله طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة به
…
وسيأتي للشطر الأول: طرق أخرى عن أبي هريرة به.
1 -
منها: ما رواه نوح بن قيس عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس: (أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير، والمزادة المجبوبة، ولكن اشرب في سقائك وأوكه).
أخرجه مسلم [993]- واللفظ - وأبو داود [3693]، وابن حبان [5405] والبيهقي في "سننه"[17251]، والمؤلف [برقم 6077]، وأبو عوانة [رقم 8097]، وغيرهم؛ وقد توبع عليه نوح بن قيس: تابعه بكار بن محمد عن ابن عون به
…
عند أبي عوانة [رقم 8098]، وتوبع عليه ابن عون: تابعه هشام بن حسان وأيوب بن كيسان وغيرهما؛ وقد خرجنا ذلك في "غرس الأشجار".=
5945 -
وَعَنْ أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاثُونَ كذَّابًا دَجَّالًا، كُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ، وَعَلَى رَسُولِهِ".
=2 - ومنها ما رواه: أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد عن أبي هريرة قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ والمزفت والدباء) أخرجه المؤلف [6128]- واللفظ - والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 227]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 83]، وغيرهما من طريقين عن أبي إسحاق به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات؛ وأبو إسحاق وإن كان إمامًا في التدليس، إلا أنه صرح بالسماع عند الطحاوي والخطيب
…
لكنه كان قد اختلط أخيرًا، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قديمًا، وقد اختلف عليه فيه أيضًا، راجع "علل الدارقطني"[10/ 74]، وللحديث طرق أخرى وشواهد كثير ثابتة.
وكذا للفقرة الأخيرة (كل مسكر حرام) شواهد ثابتة أيضًا، وقد مضى منها جملة صالحة
…
[برقم 248، 1436، 2729، 3589، 3954].
5945 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4334]، وأحمد [2/ 527]، وابن أبي شيبة [37567]، والبغوي في "شرح السنة"[15/ 39 - 40]، وأبو نعيم في "مقدمة مستخرجه على مسلم"[رقم 20]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 156]، ومن طريقه أبو عمرو الدانى في الفتن [4/ رقم 443]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة به:
1 -
منها: ما رواه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: إلا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله) أخرجه أبو داود [4333]- واللفظ له - وأحمد [2/ 457]، وابن حبان [6651]، والطبراني في "الصغير"[2/ رقم 993]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[1/ رقم 542/ طبعة الريان]، والمؤلف [برقم 6511]، وغيرهم من طرق عن العلاء بإسناده به
…
وزادوا سوى أبي داود والطبراني: (ويفيض المال؛ فيكثر وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قال: قيل: وأيما الهرج؟! قال: القتل القتل، ثلاثًا) لفظ أحمد.
قلتُ: وسنده حسن على شرط ابن الحجاج، وله طرق أخرى ثابتة، وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا.
5946 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابَ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: حُبِّ الحيَاةِ، وَحُبِّ المالِ".
5946 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 501]، وابن حبان [3230]، وعليّ بن محمد الحميدى في "جزء من حديثه"[رقم 1]، والبغوي في "شرح السنة"[14/ 283]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 165]، وهشام بن عمار في "جزء من حديثه"[رقم 111]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن مستوٍ؛ وقد توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة كلاهما عن أبي هريرة مرفوعًا: (لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل) أخرجه البخاري [عقب 6057]- معلقًا - ووصله النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"[13324]، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"[47]، وتمام في "فوائده"[2/ 1451]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 300]، والدارقطني في "العلل"[9/ 367]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[11/ 240]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق"[5/ 162]، وغيرهم من طريقين عن الزهري به
…
واللفظ الماضي للبخاري.
قلتُ: ورواه بعضهم عن الزهري عن سعيد وحده عن أبي هريرة به نحوه .... ، هكذا أخرجه البخاري [6057]، ومسلم [1046]، وجماعة، ولفظ مسلم:(قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة وحب المال) والوجهان محفوظان عن الزهري: كما جزم به الدارقطني في "العلل"[9/ 367]، وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به.
منها ما رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (قلب الشيخ على شاب على حب اثنتين: حب العيش والمال).
وفي رواية: (طول الحياة وكثرة المال) أخرجه مسلم [1046]، وأحمد [2/ 358، 394، 443، 447]، والحاكم [4/ 363]، والحميدي [1069]، والبيهقي في "سننه"[6299]، وفي "الشعب"[7/ رقم 10262]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 258، 746]، والمؤلف [برقم 6258]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 2333]، ووكيع في "الزهد"[رقم 183]، وغيرهم من طرق عن أبي الزناد به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" ثم قال: "ولم يخرجاه".
قلتُ: مَهْ مَهْ، بل أخرجه مسلم كما ترى، واللَّه المستعان.
5947 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في: "كُلُّ عَمَلِ ابن آدَمَ لَه: الحسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلا الصَّوْمَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ، يَتْرُكُ الطَّعَامَ، وَالشَّهْوَةَ، وَيَتْركُ الشَّرَابَ لِشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِى، هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ".
5948 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ تَرَكَ مَالا فَلأَهْلِهِ، وَمَن تَرَكَ ضَيَاعًا فَإلَيَّ".
5947 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 503]، والدارمي [1770]، والدولابي في "الكنى"[قم 1062]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 59]، وهشام بن عمار في "حديثه"[رقم 108]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي هريرة به.
قلتُ: هذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به
…
نحوه منها: ما رواه مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به نحوه
…
أخرجه ابن أنس في "الموطأ"[683]، ومن طريقه البخاري [1795]، وأحمد [2/ 516]، والبيهقي في "سننه"[8291]، والبغوي في "شرح السنة"[6/ 225]، وغيرهم من طريق مالك بإسناده به
…
وزادوا في أوله: (والذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).
5948 -
صحيح: أخرجه الترمذي [2090]، وأحمد [2/ 287]، وابن حبان [5054]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 593]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 142]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وسنده صالح، وقد توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به نحوه في سياق أطول: عند البخاري ومسلم وجماعة كثيرة، وهو مخرج في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" ولله الحمد.
وليس في هذا الطريق قوله: "ومن ترك ضياعًا فإليَّ" وثبتت هذه الجملة في طريق آخر عن أبي هريرة عند أحمد [2/ 356]، وسنده مستقيم، وفي الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
واللَّه المستعان.
5949 -
وَعَنْ أبي هريرة، أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما وضع رأسه ورفع، فإذا انصرف، قال: أنا أشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
5950 -
وَعَنْ أبي سلمة، قال: رأيت أبا هريرة يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق]، فلما انصرف، قلتُ له: سجدت في سورةٍ ما يُسجد فيها! فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها.
5951 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"اعْتَرَضَ لِىَ الشَّيْطَانُ فِي مُصَلاىَ هَذَا فَأَخَذْتُهُ فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى إِنِّى لأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى ظَهْرِ كَفِّى، وَلَوْلا دَعْوَةُ أَخِى سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا تَنْظُرُونَ إلَيْهِ".
5949 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 502]، من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح خالص، ومحمد بن عمرو صدوق متماسك أحد العلماء المحدثين؛ وقد وهم عليه بعضهم في متنه، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[9/ 283]، وشرحناه في "غرس الأشجار" وقد توبع محمد بن عمرو: تابعه مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه: (كان يصلي لهم؛ فيكبر كلما خفض ورفع؛ فإذا انصرف قال: واللَّه إنى لأشبهكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أخرجه مالك في "الموطأ"[166]- واللفظ له - ومن طريقه البخاري [752]، ومسلم [392]، والنسائي [1155]، وأحمد [2/ 236]، وابن حبان [1766]، والشافعى [152]، وابن الجارود [191] والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 221]، والبيهقي في "سننه"[2321]، وفي "المعرفة"[برقم 812]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 89 - 90]، وغيرهم من طرق عن مالك به.
قلتُ: وتوبع عليه مالك: تابعه جماعة عن الزهري به نحوه.
5950 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5919].
5951 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[551]، وابن حبان [2349، 6418]، والبيهقى في "سننه"[3239]، وفي "المعرفة"[رقم 1042]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.=
5952 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذى نابٍ من السباع، والمجثمة، والحمار الإنسى.
= قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وللحديث طريق آخر يرويه شعبة عن محمد بن زياد القرشي المدني عن أبي هريرة مرفوعًا: (إن عفريتًا من الجن تفلَّت على البارحة ليقطع على الصلاة؛ فأمكننى الله منه؛ فدعوته وأردت أن أربطه إلى جنب سارية من سوارى المسجد حتى تصبحوا على فتنظروا إليه كلكم أجمعون، قال: فذكرت دعوة أخى سليمان {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، قال: فرده خاسئًا).
أخرجه أحمد [2/ 298]- واللفظ له - والبخاري [449، 1152، 3241، 4530]، ومسلم [541]، وابن حبان [6419]، والدارقطني في "سننه"[1/ 365]، والنسائي في "الكبرى"[11440]، وابن راهويه [88]، وابن عساكر في "تاريخه"[22/ 262]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 269]، وأبو عوانة [برقم 1729]، والبيهقي في "سننه"[3001]، وفي "الدلائل"[رقم 3021]، وغيرهم
…
واللَّه المستعان.
5952 -
صحيح: أخرجه الترمذي [1479، 1795]، وأحمد [2/ 366، 418]، وابن أبي شيبة [19897]، والبيهقي في "سننه"[19251]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 190]، وفي "المشكل"[8/ 197]، وابن الجوزي في التحقيق [2/ 366، 367]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 140 - 141]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 871]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وهو عند الطحاوي وابن المنذر وابن أبي شيبة ومن طريقه ابن عبد البر ورواية للترمذى وأحمد: بالفقرة الأولى منه فقط.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وروي عبد العزيز بن محمد وغيره عن محمد بن عمرو هذا الحديث؛ وإنما ذكروا حرفًا واحدًا: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذى ناب من السباع".
قلتُ: كأنه يشير إلى كون زائدة بن قدامة - راويه عن محمد بن عمرو عنده - قد تفرد به بهذا السياق والتمام عن محمد بن عمرو، وهذا مردود بكون خالد الطحان قد تابع زائدة على هذا السياق عن محمد بن عمرو عند المؤلف، وعلى كل حال: فإسناد الحديث حسن صالح، وهو صحيح في المتابعات بلا ريب، فإن للحديث طرقًا أخرى عن أبي هريرة به مُقَطَّعًا، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
وقد استوفينا كل ذلك في "غرس الأشجار"
…
وللَّه الحمد.
5953 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحَمَنُ، وهِى الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لهَا مِنِ اسْمِى، فَمَنْ وصَلَهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا أَقْطَعْهُ فَأَبُتَّهُ".
5954 -
وَعَنْ أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف على الحجون عام الفتح،
5953 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 498]، والحاكم [4/ 173]، والخرائطى في مساوئ الأخلاق [رقم 269]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به
…
وليس عند الحاكم قوله: (شققت لها من اسمى).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: كلا، فإن محمد بن عمرو لم يرو له مسلم إلا في المتابعات وحسب، كما نص عليه المزي وابن حجر، نعم: الحديث ظاهر سنده الصلاح؛ إلا أنه معلول جدًّا، فقد اختلف فيه على محمد بن عمرو، فرواه عنه يزيد بن هارون وخالد الطحان وغيرهما على الوجه الماضي؛ وخالفهم إسماعيل بن جعفر، فرواه عن محمد بن عمرو: فقال: عن أبي سلمة به مرسلًا، لم يذكر فيه أبا هريرة، هكذا أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 1208].
فهذان لونان من الاختلاف في سنده، ولون ثالث، فرواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو فقال: عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف .... ، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[9/ 291]، ومن طريق حماد: أخرجه أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتى في مسند عبد الرحمن بن عوف [رقم 15]، إلا أن ظاهره عنده الإرسال أيضًا، وقد خولف فيه محمد بن عمرو، خالفه ابن شهاب الزهري - وهو أتقن منه عشرات المرات - فرواه عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثى عن عبد الرحمن بن عوف به نحوه ....
وقد اختلف على الزهري في سنده، إلا أن هذا الوجه: هو الذي صوبه الدارقطني في "العلل"[4/ 264]، وهو طريق ضعيف الإسناد كما شرحنا في الماضي [برقم 840]، وانظر أيضًا [رقم 841]، لكن في الباب طرق أخرى عن أبي هريرة، وشواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا؛ وأرانى قد ذكرت بعض ذلك هناك. فلينظر ثمة.
5954 -
صحيح: أخرجه الفاكهى في "أخبار مكة"[عقب رقم 1395]، والطحاوي في "المشكل"[8/ 23 - 24]، وفي "شرح المعاني"[2/ 261] و [3/ 328]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 286، 287/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به نحوه
…
وانتهى سياق الطحاوي في "شرح المعاني"=
فقال: "وَاللَّهِ إِنَّكِ لخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَلَوْ لَمْ أخْرَجْ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ، وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ كَان قَبْلِى، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً منْ نَهَارٍ، ثُمَّ هِىَ مِنْ سَاعَتِى هَذِهِ حَرَامٌ، لا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُحْتَشُّ خَلاهَا وَلا يُلْتَقَطُ إِلا لمُنْشِدٍ"، فقال رجلٌ يقال له: شاةٌ، وزعم الناس أنه العباس: فقال: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِلا الإذْخِرَ".
= إلى قوله: (حرام) وزاد: (إلى يوم القيامة) وهو رواية له في "المشكل"[12/ 97]، وليصر عند ابن أبي خيثمة قوله: (فقال رجل يقال له: شاه
…
إلخ) ولم يسق الفاكهى لفظه.
قلتُ: وسنده صالح؛ إلا أن جماعة قد رووه عن محمد بن عمرو فأرسلوه، ولم يذكروا فيه (أبا هريرة) منهم.
1 -
عثمان بن ساج وفيه ضعف - عند الأزرقى في "أخبار مكة"[2/ 149/ طبعة المكتبة الثقافة الدينية].
2 -
ويزيد بن هارون: عند ابن أبي شيبة [36900].
3 -
وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 204].
4 -
وإبراهيم بن محمد الأسلمى - وهو ساقط - عند الأزرقى في "أخبار مكة"[2/ 117/ طبعة المكتبة الثقافة الدينية].
والموصول أصح، وعليه توبع محمد بن عمرو: تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هبريرة به نحوه في سياق أتم، ولم يقل فيه: (واللَّه إنك لخير أرض الله، ولو لم أخرج منك ما خرجت
…
) وكذا ما قبله.
وأخرجه البخاري [112]، ومسلم [1355]، والدارقطني في "سننه"[3/ 97]، والبيهقي في "سننه"[15818]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 3155]، وأبو عوانة [3733، 3734]، وغيرهم من طرق عن شيبان النحوى عن يحيى به.
قلتُ: وتوبع عليه شيبان: تابعه الأوزاعي وحرب بن شداد وغيرهم عن يحيى، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".
وقد خولف محمد بن عمرو بن علقمة في الفقرة التى في أول حديثه، خالفه ابن شهاب الزهري، فرواه عن أبي سلمة فقال: عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا على الحزورة، فقال: واللَّه إنك لخير أرض الله إلى الله، ولو لا أنى خرجت منك ما خرجت)، فأسقط منه (أبا هريرة) وجعله من (مسند عبد الله بن عدي).
هكذا أخرجه الترمذي [3925]- واللفظ له - وابن ماجه [3158]، والنسائي في "الكبرى"[4252، 4253]، وأحمد [4/ 305]، والدارمي [2510]، وابن حبان [3708]، والحاكم [3/ 8، 489]، والطبراني في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3034]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[491]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[1/ رقم 621] وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 289، و [6/ 32 - 33]، وفي "الاستذكار"[8/ 221]، والمزى في "تهذيبه"[5/ 291، 292]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 651]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3906]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2444]، وأبو هلال العسكرى في تصحيفات المحدثين [ص 87، 250 - 251]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 856، 1024]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1198/ ورقم 434، 435/ طبعة دار الفاروق]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 771، 1865]، والطبري في "ذيل المذيل"[ص 56/ منتخبه]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 95/ الطبعة العلمية]، وجماعة غيرهم من طرق عن ابن شهاب عن أبي سلمة به.
قلتُ: قد اختلف فيه على الزهري، إلا أن هذا الوجه هو المحفوظ عنه؛ وهو الصواب عن أبي سلمة أيضًا؛ فإن الزهري أحفظ وأتقن من محمد بن عمرو عدد ما شاء الله، وهذا الذي جزم به جماعة كما يأتي؛ وقد قال الحاكم عقب روايته:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلتُ: وغفل الشيخ عن كون (عبد الله بن عدي بن الحمراء) ليس له ذكر في "الصحيحين" أصلًا، فضلًا عن أن يكون أحد الشيخين قد أخرج له، وهو صحابي معروف؛ فالحديث صحيح الإسناد وحسب؛ وقال ابن عبد البر في "الاستذكار"هو حديث حسن صحيح ثابت عند جماعة من أهل العلم بالحديث .. " وقال أيضًا في موضع آخر:"هو حديث لا يختلف أهل العلم بالحديث في صحته" وقبله قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح
…
" ثم قال: "ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن حمراء: عندي أصح".
قلتُ: وسبقه إلى هذا: أبو زرعة وصاحبه! فجزما بكون محمد بن عمرو قد أخطأ فيه؛ وأن=
5955 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيق لِلنِّسَاءِ".
= الصحيح ما رواه الزهري، كما في "العلل"[رقم 830]، وتابعهما البيهقي على هذا في "الدلائل" ونحوه ابن عبد البر في "الاستذكار" ثم جاء أبو الحسن بن مهدى البغدادي الحافظ وأغرب جدًّا، وجزم بكون الصحيح ما رواه بعضهم عن الزهري عن أبي هريرة، كما في "علله"[9/ 255]، ولم يتابع عليه، وتوسط أبو عبد الله الذهلى الحافظ، وقال: "يمكن أن يكون الحديث لأبى سلمة عن أبي هريرة وابن عدي بن الحمراء معًا).
يعني محفوظًا من الوجهين، نقله عنه ابن عبد البر في "الاستذكار"[2/ 464]، والصواب هو ما جزم به الترمذي وأبو زرعة وصاحبه وغيرهم؛ وهو المحفوظ كما يقول الحافظ في "الإصابة"[4/ 177]، ومثله في "النكت" على ابن الصلاح له [2/ 611]، وجزم في الثاني: بكون محمد بن عمرو قد سلك الجادة في روايته عن أبي سلمة، وهو كما قال، مع كونه اختلف عليه في وصله وإرساله كما مضى
…
والحديث صحيح على كل حال.
5955 -
صحيح: أخرجه الترمذي في "علله"[رقم 81]، والسراج في "مسنده"[1/ 260]، من طريق المغيرة بن مسلم القسلمى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مثله
…
مع سياق قصة في أوله.
قال الترمذي: "سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟! فلم يعرف هذا الحديث، وجعل يستحسنه".
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وقد توبع عليه محمد بن عمرو: تابعه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مثله
…
عند البخاري [1145]، ومسلم [422]، وأبي داود [939]، والنسائي [1207]، وابن ماجه [1134]، وأحمد [2/ 241]، الدارمي [1363]، وابن خزيمة [894]، والشافعي [201]، وابن أبي شيبة [7253، 36273]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 447]، وفي "المشكل"[4/ 212]، وابن الجارود [210]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 107]، والبيهقي في "سننه"[3149]، وفي "المعرفة"[رقم 1087]، والبغوي في شرح السنة" [3/ 271]، وأبو عوانة [رقم 1973]، والسراج في "مسنده" [1/ 224]، وجماعة كثيرة من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهكذا رواه جماعة عن الزهرى، وخالفهم آخرون، فرووه عن الزهرى فقالوا: =
5956 -
حَدَّثَنَا زهير، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسل -، لما مات النجاشي، أخبرهم أنه مات، فاستغفروا له.
= عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ورواه آخرون فقالوا: عن سعيد وأبي سلمة كلاهما عن أبي هريرة به، وكل تلك الوجوه محفوظة عن الزهري؛ كما شرحنا ذلك في:"غرس الأشجار" وراجع ""علل الدارقطني""[8/ 59 - 62]، وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبي هريرة به
…
منها: ما رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة به ....
وأخرجه النسائي [1210]، وأحمد [2/ 432، 473]، وابن حبان [2262]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1255]، والمؤلف [برقم 6042]، والدارقطني في "العلل"[8/ 108]، والسراج في "مسنده"[1/ 236، 237]، والباغندى في "أماليه"[رقم 54]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 338]، وجماعة من طرق عن ابن سيرين به.
قلتُ: وسنده حجة
…
وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
5956 -
صحيح: أخرجه النسائي [2041]، وأحمد [2/ 241]، والحميدي [1023]، والبغوي في شرح السنة" [5/ 339 - 340]، وابن المنذر في "الأوسط" [رقم 3118]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:(لما مات النجاشي، قال النبي صلى الله عليه وسلم استغفروا له) لفظ الجميع سوى أحمد، فعنده مثل المؤلف.
قلتُ: وسنده صحيح على شرطهما؛ وتوبع عليه ابن عيينة: تابعه عقيل وصالح بن كيسان ومحمد بن أبي حفصة ويونس وأبو أويس المدني وغيرهم: كلهم عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة به نحو اللفظ الماضي:
1 -
ورواية عقيل: عند البخاري [1263]، ومسلم [951]، والبيهقي في "سننه"[6723]، وأبي نعيم في "المستخرج"[رقم 2130]، والطحاوي في "المشكل"[1/ 186]، وجماعة.
2 -
ورواية صالح: عند البخاري ومسلم والنسائي [1879، 2042]، والبيهقي في "سننه"[6817]، والدارقطني في "العلل"[9/ 360]
…
وغيرهم.
3 -
ورواية يونس: عند ابن حبان [3101].
4 -
ورواية ابن أبي حفصة: عند أحمد [2/ 529].
5 -
ورواية أبي أويس: عند المؤلف [برقم 5968]، والدارقطني في "العلل"[9/ 361].=
5957 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، وسليمان بن يسارٍ، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبِغُون فَخَالِفُوهُمْ".
= وأبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله المدني
…
ورواه جماعة عن الزهري عن ابن المسيب وحده عن أبي سلمة به نحوه، وكل هذا محفوظ ثابت عن الزهري
…
واللَّه المستعان.
5957 -
صحيح: أخرجه البخاري [5559]، ومسلم [2103]، وأبو داود [4203]، والنسائي [5241]، وابن ماجه [3621]، وأحمد [2/ 240]، وابن أبي شيبة [24999]، والبيهقي في "الشعب"[5/ رقم 6393]، وفي "سننه"[14588]، وفي "المعرفة"[رقم 345]، والحميدي [1108]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 439]، وأبو عوانة [رقم 8715]، والطحاوي في "المشكل"[9/ 59]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار كلاهما عن أبي هريرة به.
قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه الأوزاعي عن الزهري بسنده به
…
عند النسائي [5072]، والمؤلف [برقم 6001]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 154]، وأبي عوانة [رقم 8712، 8713]، والطحاوي في "المشكل"[9/ 59]، وغيرهم.
وروي بعضهم هذا الحديث عن الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري به
…
وقرن (سعيد بن المسيب) في سنده مع (أبي سلمة وسليمان) وقد غلط فيه على الفريابي! كما جزم به الدارقطني والخطيب، وبينا ذلك في "غرس الأشجار".
والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة وسليمان به عن أبي هريرة
…
وليس فيه (ابن المسيب) راجع "علل الدارقطني"[9/ 265]، والحديث رواه آخرون عن الزهري فقالوا: عن أبي سلمة وحده عن أبي هريرة به .. وهذا محفوظ أيضًا عن الزهري .. ، وقد توبع عليه الزهري على هذا الوجه الثاني: تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: (غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى) أخرجه أحمد [2/ 261، 499]، وابن حبان [543]، والمؤلف [برقم 5977]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 89]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 891]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 439]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به.=
5958 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، والمقدمى، قالا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، يبلغ به، قال:"يَأْتِى الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلاتِهِ، فَيُلَبِّسُ عَلَيْهِ، حَتَّى لا يَدْرِى كَمْ صَلَّى، فَمَنْ وَجَدَ مِن ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ".
=قلتُ: وسنده صالح مستوٍ؛ وهكذا رواه أصحاب محمد بن عمرو عنه؛ وخالفهم سهل أبو حريز مولى المغيرة، فرواه عن محمد فقال: عن أبي سلمة عن أبيه به
…
، ونقله إلى "مسند عبد الرحمن بن عوف".
هكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل"[3/ 444]، ثم قال:"هذا غريب من حديث أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير محفوظ، وإنما يروى عن أبي سلمة عن أبي هريرة".
قلتُ: وهو كما قال أبو أحمد؟! وأبو حريز هذا: كان يروى عن الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات، كما يقول ابن حبان في ترجمته من "المجروحين"[1/ 348]، وقال ابن عدي في ختام ترجمته في "الكامل" [3/ 444: و"عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق"، وقد ساق له في ترجمته مناكير لم يتابع على أسانيدها، منها هذا الحديث، والمحفوظ عن محمد بن عمرو: هو الأول: وعليه توبع أيضًا: تابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به مثل اللفظ الماضي دون ذكر (النصارى)، أخرجه الترمذي [1752]، والمؤلف [برقم 6021]، وابن عدي في "الكامل"[5/ 40]، من طريق أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة به.
قال الترمذي: "حديث أبي هريرة: حديث حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
قلتُ: وهو كما قال، والطريق الماضي سنده صحيح في المتابعات، وعمر حديثه جيد في الشواهد .. وهو ضعيف الحديث على التحقيق.
5958 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 241]، والحميدي [947]، ومسلم [389]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 668]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 1245]، والفخر بن البخاري في "مشيخته"[رقم 1058]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.=
5959 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَىْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرآنِ".
5960 -
وَعَنْ أبي هريرة، روايةً:"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه".
5961 -
وَعَنْ أبي هريرة، روايةً:"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ، حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى حَيْثُ بَاتَتْ يَدُ أَحَدِكُمْ".
5962 -
وَعَنْ أبي هريرة، روايةً:"مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ".
= قلتُ: ورواه جماعة كثيرة عن الزهري به نحوه
…
تأتى منهم رواية يونس الأيلى [برقم 5964]، وخالفهم آخرون، فرووه عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به، وصوَّب الدارقطني قول من رواه عن الزهري عن أبي سلمة
…
كما في "العلل"[8/ 14]، وقد توبع الزهري على هذا الوجه المحفوظ: تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به نحوه في سياق أتم في أوله
…
ويأتى تخريجه [برقم 5993]
…
واللَّه المستعان.
5959 -
صحيح: أخرجه البخاري [4735، 4736، 7044]، ومسلم [792]، والنسائي [1018]، وأحمد [2/ 271، 285]، والدارمي [1491، 3490]، وابن حبان [751]، والحميدي [949]، والبيهقي في "الشعب"[2/ 2142]، وفي "سننه"[22561، 20830، 20831]، وأبو عوانة [رقم 3865، 3866، 3867]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم/ 155 مختصره]، وجماعة كثيرة من طرق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: ورواه غير واحد عن أبي سلمة بنحوه أيضًا، وقد وقع في سنده اختلاف غير مؤثر، راجع "علل الدارقطني"[4/ 378]، و [9/ 238 - 243]، ولعلنا نبسط الكلام عليه في مكان آخر بعون الله.
5960 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5930].
5961 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5863].
5962 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5893].
5963 -
وَعَن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عَلَيْكُمْ بِالحبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شفَاءً مِنْ كلِّ دَاءٍ"، إلا السام، والسام: الْموْتُ.
5964 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق المسيبى، قال: حدثني أنس بن عياضٍ، عن يونس، عن الزهري، أنه قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِى عَلَى أَحَدِكُمْ، حَتَّى لا يَدْرِى كَمْ صَلَّى، فَإذَا فَعَلَ ذَلكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالسٌ".
5965 -
حَدَّثَنَا وهبٌ، أخبرنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ كَرِيَاحِ
5963 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5842].
5964 -
صحيح: مضى الكلام قريبًا [برقم 5958].
5965 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [5909]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 75]، والمزى في "تهذيبه"[17/ 408]، وغيرهم من طريق خالد الطحان عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني المعروف بـ (عباد) عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسند جيد؛ وعبد الرحمن فيه كلام، إلا أنه لا يزال متماسكًا؛ وقد احتج به مسلم؛ وتابعه جماعة عليه أيضًا؛ إلا أنهم لم يذكروا فيه قوله:(كرياح الصيف) منهم:
1 -
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري بسنده به وزاد: (فمن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذبه) أخرجه البخاري [6671]، ومن طريقه البغوي في "تفسيره"[3/ 346/ طبعة دار طيبة]، وفي "شرح السنة"[15/ 22]، وأبو عمرو الدانى في الفتن [1/ رقم 38] وغيرهم.
2 -
ومعمر عن الزهري به مع الزيادة: عند أحمد [2/ 282].
3، 4، 5، 6 - ويونس الأيلى وابن أبي عتيق وعبيد الله بن أبي زياد وإسحاق بن يحيى كلهم عن الزهري به: ذكره الدارقطني في "العلل"[9/ 335].
قلتُ: ورواه صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة به مع الزيادة المشار إليها: أخرجه البخاري [3406]، ومسلم [2886]، والدارقطني في "العلل"[9/ 336]، وقد توبع عليه الزهري على الوجه الأول
…
واللَّه المستعان.
الصَّيْفِ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الماشِى، مَنِ اسْتَشْرَفَ لَهَا اسْتَشْرَفَتْهُ".
5966 -
وَعَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ".
5967 -
حَدَّثَنَا أبو سعيدٍ الأشج، حدّثنا عبد الله بن إدريس الأودى، عن عبيد الله ابن عمر، عن الزهري، عن أبى سلمة، عن أبي هريرة، قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا".
5968 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا أبو أويسٍ، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب، وأبا سلمة بن عبد الرحمن حدثاه، أن أبا هريرة حدثهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعى لهم النجاشي في اليوم الذي مات، فقال:"اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ".
5969 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمرٍ، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرَغِّبُ في قيام رمضان من غير عزيمةٍ.
5966 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5893].
5967 -
انظر السابق.
5968 -
صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 5956].
5969 -
صحيح: أخرجه مسلم [759]، وأبو داود [1371]، والترمذي [808]، والنسائي [2104، 2198]، وأحمد [2/ 281]، وعبد الرزاق [7719]، وابن أبي شيبة [7698] و [8869]، والبيهقي في "سننه [4376]، وابن عساكر في "تاريخه" [13/ 328]، والفاكهى في "أخبار مكة" [رقم 1292]، وأبو عوانة [رقم 3044، 3045]، وأبو نعيم في "المستخرج" [رقم 1731]، وغيرهم من طرق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: قد اختلف على معمر والزهرى في وصله وإرساله، وكلاهما محفوظان كما شرحناه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"
…
ولله الحمد.
5970 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَنَاجَشُوا".
5971 -
حَدَّثنا الأشج، حدّثنا إسحاق - يعني الرازي - حدّثنا معاوية، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا مَسَّهُ الشَّيْطَان، فَيسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إياهُ، إِلا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36} [آل عمران: 36] ".
5970 - صحيح: هكذا رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامى عن معمر، وخالفه عبد الرزاق وابن علية ويزيد بن زريع وغيرهم، كلهم رووه عن معمر فقالوا: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به في سياق أتم، وجعلوا شيخ الزهري فيه:(ابن مسيب) بدل: (أبي سلمة).
هكذا أخرجه البخاري [2574]، ومسلم [1413] والنسائي [4502، 4507]، وأحمد [2/ 274، 487]، وعبد الرزاق [14867]، وابن أبي شيبة [22035]- وسياقه مثل المؤلف - والبغوي في "شرح السنة"[8/ 122]، وأبو عوانة [رقم 4121]، وغيرهم .. وهذا هو المحفوظ عن معمر؛ نعم: رواه غير واحد عن الزهري عن سعد وأبي سلمة كلاهما عن أبي هريرة به
…
ورواه أكثر أصحاب الزهرى عنه مثل رواية معمر الماضية؛ والوجهان محفوظان عن الزهري، كما جزم به الدارقطني في "العلل"[9/ 135]، وقد مضى الحديث من رواية ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به في سياق أتم:[برقم 5887]، فانظر ثمة
…
ولله الحمد.
5971 -
صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[6/ 400]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 355]، من طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ ومعاوية الصدفي وإن كان تألف الحديث، إلا أنه توبع عليه.
1 -
تابعه محمد بن الوليد الزبيدى: عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مختصرًا بلفظ: (ما من ابن آدم مولود إلا ويمسه الشيطان حين يولد؛ فيستهل صارخًا) أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"[3/ 1742]، والطبري في "تفسيره"[6/ 6899/ طبعة الرسالة]، وابن =
5972 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن ليلة القدر، فقال:"أُرِيتُهَا، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَهُمْ، وَلَكِنِ اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ".
= عساكر في "تاريخه"[38/ 213]، من طرق عن الزبيدى به
…
وسياق ابن عساكر نحو سياق المؤلف.
قلتُ: وسند الطبراني إليه مستقيم
…
وتابعه أيضًا:
2 -
الأوزاعى على نحو سياق المؤلف: عند ابن عساكر في "تاريخه"[38/ 213]، إلا أن الإسناد إليه لا يصح.
وقد خولف الزبيدى ومن تابعه في سنده، خالفهم معمر وشعيب ويحيى بن سعيد الأنصارى وشعيب بن خالد وغيرهم من أصحاب الزهرى، كلهم رووه عنه فقالوا: عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به نحو سياق المؤلف، وجعلوا شيخ الزهرى فيه هو:(سعيد بن المسيب) بدل: (أبى سلمة).
هكذا أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"[1/ 119]، والبخارى [3248، 4274]، ومسلم [2366]، وأحمد [2/ 233، 7694]، وابن حبان [6235]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 6784]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 3018]، وابن أبى شيبة [31496]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 437]، و [47/ 354]، و [70/ 79]، والطبرى في "تفسيره"[6/ رقم 6887، 6891/ طبعة الرسالة]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 406]، وفى "تفسيره"[2/ 30/ طبعة دار طيبة]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[2/ رقم 3432/ طبعة المكتبة العصرية]، وأبو الحسين بن بشران في الجزء الأول من "فوائده"[رقم 93/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، والخطيب في "الفصل للوصل"[1/ 172 - 173، 174، 175، 176]، وابن الذهبى في "سير النبلاء"[9/ 467 - 468]، وغيرهم، وكلهم ذكروا قراءة الآية في آخره من قول أبى هريرة موقوفًا، وهو مدرج عند المؤلف وبعضهم، وبين ذلك الخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"[1/ 173 - 176]
…
واللِّه المستعان.
5972 -
صحيح: أخرجه مسلم [1166]، والدارمى [1782]، والنسائى في "الكبرى"[3392، 3393]، والطحاوى في شرح المعانى" [90/ 3]، وابن عدى في "الكامل" [6/ 400]، والثعلبى في "تفسيره" [10/ 250/ طبعة إحياء التراث العربى]، وأبو نعيم في "المستخرج على=
5973 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرٍو الليثى، حدّثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدِهِ مِنْ إِنَائِهِ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ"، فقال قينٌ الأشجعى: كيفَ إذا جئنا مهراسكم هذا؟ قالَ: أعوذ باللَّه من شرك يا قينٌ!.
5974 -
حَدَّثَنَا سهل بن زنجلة الرازى، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدثنا الأوزاعى، قال: حدثنى قرة، قال: حدثنى الزهرى، قال: حدثنى أبو سلمة، قال: حدثنى أبو هريرة، قال: قال رسول الله: "مِنْ أَحَبِّ عِبَادِى إِلَيَّ، أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا".
= مسلم" [رقم 2661]، وغيرهم من طرق عن ابن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا:(أريت ليلة القدر؛ ثم أيقظنى بعض أهلى؛ فالتمسوها في العشر الغوابر) لفظ مسلم؛ ومثله ونحوه عند الجميع، ولم يذكروا جميعًا قوله:(وعسى أن يكون خيرًا لهم) سوى ابن عدى وحده.
قلتُ: والجملة المشار إليها ثابتة في حديث عبادة بن الصامت عند البخارى [49، 1919، 5702]، وجماعة كثيرة
…
ولله الحمد.
5973 -
حسن بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 5863].
5974 -
منكر: أخرجه الترمذى [701،700]، وأحمد [2/ 237، 329]، وابن خزيمة [2062]، وابن حبان [3507، 3508]، والبيهقى في "سننه"[7909]، والعقيلى [3/ 485]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 23]، وابن عساكر في "معجمه"[رقم 242]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 255 - 256]، وأبو عمرو السمرقندى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 70]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 244]، و غيرهم من طرق عن الأوزاعى عن قرة بن عبد الرحمن المعافرى عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".
قلتُ: هكذا رواه الجماعة من الأوزاعى؛ وخالفهم محمد بن كثير المصيصى، فرواه عن الأوزاعى فقال: عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
، وأسقط منه (قرة بن عبد الرحمن).=
5975 -
حَدَّثَنَا محمد بن جامع العطار، حدّثنا محمد بن عثمان، حدّثنا عبد السلام بن أبى الجنوب، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجر، ثم قرأ ست ركعاتٍ يلتفت في كل ركعتين يمينًا وشمالًا، فظننا أنه لكل سبوعٍ ركعتين ولم يسلم.
= هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 256]، والأول هو المحفوظ عن الأوزاعى، وهو ما صوبه الدارقطنى؛ ومحمد بن كثير المصيصى: مختلف فيه، وكان قد اختلط بأخرة أيضًا، فكأن هذا من ذاك، والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الترمذى كما مضى؛ ومداره على (قرة بن عبد الرحمن) وهو شيخ منكر الحديث جدًّا، كما قاله الإمام أحمد، وقال أبو زرعة:"الأحاديث التى يرويها مناكير" وقال أبو داود: "في حديثه نكارة" وضعفه الجماعة؛ ووثقه مَنْ لَمْ يَخْبُر حاله جيدًا، كابن حبان الحافظ، وكذا الفسوى، وجُرْحُه أولى، وليس هو من يحتمل عن الزهرى أصلًا، وإن كان عالمًا بحاله، وقد أنكر عليه العقيلى هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال:"ولا يتابع عليه، وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا" يعنى بعضًا من مطلق الأخبار الواردة في استحباب تعجيل الإفطار وحسب، ولا يعنى كونه يرويه بإسنادٍ مقبول بهذا اللفظ هنا.
نعم: قد روى مسلمة بن على الخشنى هذا الحديث عن محمد بن الوليد الزبيدى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
، فأوهم هذا عدم تفرد قرة به عن الزهرى، لكن ما قيمة تلك المتابعة الهابطة؟! ومسلمة ساقط الحديث متروك عندهم، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وروايته عند الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 149]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 1736]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1105]، و ابن عدى في "الكامل"[6/ 314]، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار".
5975 -
منكر: أخرجه العقيلى [3/ 66]، والبيهقى في "سننه"[9217]، من طريق عيسى بن يونس عن عبد السلام بن أبى الجنوب عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة قال:(طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت ثلاثة أسباع جميعًا، ثم أتى المقام فصلى خلفه ست ركعات يسلم في كل ركعتين يمينًا وشمالًا) قال أبو هريرة: (أراد أن يعلمنا).
قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 550]: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد السلام بن أبى الجنوب، وهو متروك" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 56]: "رواه أبو يعلى الموصلى بسند ضعيف! =
5976 -
حَدَّثَنَا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا ابن إسحاق، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يَهْبِطُ الدَّجَّالُ خُوزَ، وَكَرْمَانَ فِي ثَمَانِينَ أَلْفًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وَيَلْبَسُونَ الطَّيَالِسَةَ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المجَانُّ الْمطْرَقَةُ".
= لضعف عبد السلام بن أبى الجنوب" وضَعَّف سنده الحافظ في "المطالب" [رقم 1263]، وقبله قال النووى في "المجموع" [8/ 63]: "هذا الحديث إسناده ضعيف لا يصلح الاحتجاج به".
قلتُ: آفته ابن أبى الجنوب هذا، فهو منكر الحديث كما قاله ابن المدينى، والدارقطنى، وتركه أبو حاتم الرازى وجماعة، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وقد تلون في سنده أيضًا، فعاد ورواه عن الزهرى فقال:(عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: طفت مع عمر بن الخطاب بالبيت، فلما أتممنا دخلنا في الثاني، فقلنا له: إنا قد أتممنا، قال: إنى لم أوهم، ولكنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن؛ فأنا أحب أن أقرن).
هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[3218]، ثم قال:"ليس هذا بالقوى" وقد نقل العقيلى في ترجمته من "الضعفاء"[3/ 66]، عن عليّ بن المدينى أنه سئل عن رواية ابن أبى الجنوب للحديثين الماضيين عن الزهرى، فقال:(ليس بشئ) وقال العقيلى نفسه عقب روايته الحديث الأول، وإشارته للثانى:"جميعًا غير محفوظين" والله المستعان.
5976 -
ضعيف: بهذا اللفظ: هكذا رواه يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، وخالفه جرير بن حازم وجعفر بن الحارث ومحمد بن سلمة الحرانى ثلاثتهم، كلهم رووه عن ابن إسحاق فقالوا: عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
، فصار شيخ ابن إسحاق فيه (محمد بن إبراهيم) بدل:(محمد بن عمرو).
هكذا أخرجه أحمد [2/ 337]، ومن طريقه الخلال في "العلل"[ورقم / 192 منتخب ابن قدمة]، ونعيم بن حماد في "الفتن"[2/ رقم 1913/ طبعة مكتبة التوحيد]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3390/ كشف الأستار]
وهذا هو المحفوظ عن ابن إسحاق إن شاء الله؛ ولعل شيخه (محمد بن إبراهيم) وقع باسمه غير منسوب عند المؤلف، فظنه يونس بن بكير أو من دونه:(محمد بن عمرو) فنسبه توهمًا، وقال البزار عقب روايته:"لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من حديث ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن أبى هريرة" وسقط قوله: (عن أبى سلمة) من مطبوعة "كشف الأستار". =
5977 -
حَدَّثَنَا وهبٌ، أخبرنا خالدٌ، عن محمد، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غَيِّروا الشَّيْبَ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ، ولا بِالنَّصَارَى".
5978 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى - أَوْ ثِنْتَيْنِ - وَسَبْعِينَ فِرْقَةً - قَالَ: إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَالأخْرَى: ثنْتَيْنِ وَسَبْعينَ - وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"، محمد بن عمرٍو يشكُّ.
5979 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مرت به جنازةٌ فأثنوا عليها خيرًا في
= ومدار الحديث على ابن إسحاق، وهو إمام في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، (وقد كان يدلس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شرٍ منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى أو غيرهما) قاله الحافظ في ترجمته من طبقات المدلسين [ص 51/ رقم 125]، وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 662]، فقال:"رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما ثقات، إلا ابن إسحاق مدلس" يعنى ولم يذكر فيه سماعًا، أما صاحبه البوصيرى فإنه قال في "إتحاف الخيرة"[8/ 42]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف وزاد:(أبو بكر بن أبى شيبة) قال: "بسندٍ ضعيف، لتدليس محمد بن إسحاق" كذا يقول هذا الرجل! وما أدراه أن أبا عبد الله المطلبى قد دلس فيه؟! ولا تكفى عنعنته، لإثبات تدليسه أصلًا، وقد أكثر البوصيرى من الإعلال بتدليس ابن إسحاق في أخبار لم يذكر فيها سماعه، وكان دليل تدليسه دعواه، فهل رأيت كاليوم عجبًا؟! وليس يصح الحديث بهذا السياق أصلًا، وإنما الثابت في هذا الباب: ما رواه معمر عن همام بن منبه عن أبيه هريرة مرفوعًا: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم؛ حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر) أخرجه البخارى [3395]، وجماعة كثيرة .... واللَّه المستعان.
5977 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5957].
597 -
صحيح: مضى سابقا [برقم 5910].
5978 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1492]، وأحمد [2/ 498، 528]، وابن أبى شيبة [11995]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 367]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.=
مناقب الخير، قال: فقال: "وَجَبَتْ"، ثم مرت به أخرى، فأثنوا عليها شرًا في مناقب الشر، فقال:"وَجَبَتْ"، ثم قال:"أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ".
5980 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "غِفَارُ، وَأَسْلَمُ، وَمُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ
= قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 229]: "هذا إسناد صحيح، رجاله محتج بهم في الصحيحين".
قلتُ: كلا، فإن محمد بن عمرو لم يخرج له البخارى إلا مقرونًا، ولا مسلم إلا في المتابعات، كما جزم به المزى في ترجمته من "تهذيبه" والحافظ في "هدى السارى" وهو شيخ صدوق عالم محدث، فالإسناد حسن وحسب، لكن الحديث صحيح ثابت؛ فله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه.
1 -
منها: ما رواه عبد الله بن عمر العمرى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه
…
إلا أنه لم يقل: (في مناقب الخير) ولا (في مناقب الشر) وزاد: (إن شئتم خيرًا وإن شئتم شرًا) أخرجه المؤلف [برقم 6569]- وليس عنده الزيادة - والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2513]، من طريقين عن عبد الله العمرى به.
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الله إلا القعنبى) يعنى عبد الله بن مسلمة، وليس كما قال، فقد توبع عليه القعنبى، تابعه عبد الله بن نافع الصائغ عند المؤلف، اللَّهم إلا إن كان الطبراني يريد تفرد القعنبى بتمام الحديث مع الزيادة، فلا يرد عليه رواية الصائغ، لأنها دون الزيادة، ومدار هذا الطريق على عبد الله بن عمر العمرى؛ وهو شيخ ضعيف زاهد.
2 -
ومنها: ما رواه شعبة والثورى ومسعر وغيرهم عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الكوفى عن عامر بن سعد البجلى عن أبى هريرة به نحوه .... دون جملة مناقب الخير والشر.
أخرجه أبو داود [3233]، والنسائى [1933]، وأحمد [2/ 466]، والطيالسى [2388]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 106]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 1218]، وغيرهم، وسنده جيد؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه.
5980 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 450]، وابن حبان [7291]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 164، 241]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.=
مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنَ الْحلِيفَيْنِ: غَطَفَانَ، وَأَسَدٍ؛ وَهَوَازِنُ، وَتَمِيمٌ وَدُونَهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الخيْلِ وَالْوَبَرِ".
5981 -
وَعَنْ أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"اخْتُتِنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِينَ سنةً، واخُتِتُن بِالقدُومِ".
= قلتُ: وهذا إسناد صالح، وهو صحيح في المتابعات؛ فللحديث طرق أخرى نحوه عن أبى هريرة به .... منها:
1 -
ما رواه أيوب بن كيسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (أسلم وغفار وشئ من مزينة وجهينة - أو قال: شئ من جهينة أو مزينة - خير عند الله - أو قال يوم القيامة - من أسد وتميم وهوازن وغطفان) أخرجه البخارى [3326]- واللفظ له - ومسلم [2521]، وأحمد [2/ 230، 420، 422]، والمؤلف [برقم 6054]، وعبد الرزاق [19877]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[14/ 65]، وغيرهم.
2 -
ومنها: ما رواه سعد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا: (أسلم وغفار ومزينة، ومن كان من جهينة أو جهينة: خير من بنى تميم وبنى عامر، والحليفين: أسد وغطفان).
أخرجه مسلم [2521]- واللفظ له - وأحمد [2/ 468]، وابن أبى شيبة [32480]، وغيرهم من طريق شعبة عن سعد بن إبراهيم به.
قلتُ: وسنده حجة؛ لكن اختلف في سنده على سعد بن إبراهيم على ألوان، راجع "علل الدارقطنى"[4/ 286]، وله طرق أخرى عن إبراهيم عن أبى هريرة به نحوه.
5981 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوائل"[رقم 11]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 197، 201]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.
قلت: وهذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق آخرى عن أبى هريرة به
…
منها ما رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (اختتن إبراهيم عليه اسلام - وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم).
أخرجه البخارى [3178، 5940]، ومسلم [2370]، وأحمد [2/ 322، 417]، والبيهقى في "سننه"[17349]، وفى "الشعب"[6/ 8639]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 355]،=
5982 -
حَدَّثَنَا محمد بن جامعٍ العطار، حدّثنا محمد بن عثمان، حدّثنا عبد السلام بن أبى الجنوب، عن أبى سلمة، عن أَبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَقُّ الْجَوَارِ أَرْبَعُونَ دَارًا هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، يَمِينًا وَشِمَالًا، وَقُدَّامًا وَخَلْفًا".
5983 -
حدَّثَنَا نوح بن حاتمٍ، بغدادىٌ، حدّثنا هشيمٌ، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: دخل عيينة بن حصنٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه يقبِّل الحسن، والحسين، فقال: أتقبِّلهما يا رسول الله؟! قال عيينة: وإن لى عشرةً فما قبلت أحدًا منهم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لا يَرحَمْ لا يُرْحَمْ".
5984 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا أنس بن عياضٍ، حدثنى يزيد بن
= وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 196]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 138]، وجماعة من طرق عن أبى الزناد به
…
واللفظ للبخارى.
5982 -
منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[2/ 150]، من طريق المؤلف به.
قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 307]: "رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن جامع العطار، وهو ضعيف".
قلتُ: نعم ضعفه جماعة، وهو من رجال "اللسان"[5/ 99]، وغفل الهيثمى عن (عبد السلام بن أبى الجنوب)، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله ابن والدارقطنى، وتركه جماعة أيضًا، وهو من رجال ابن ماجه وحده؛ وقد أنكر عليه ابن حبان هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "المجروحين"، وبه أعله الحافظ في "التلخيص"[3/ 93]، وفى الدراية [2/ 292].
والحديث ضعفه العراقى في "المغنى"[2/ 189]، والزركشى كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[3/ 376]، ووافقه عليه؛ وفى الحديث علة ثالثة، وهى ضعف:(محمد بن عثمان) وهو ابن صفوان الجمحى الذي يقول عنه أبو حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث" وكذا ضعفه غير واحد، وهو من رجال ابن ماجه وحده، واللَّه المستعان لا رب سواه.
5983 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 5892].
5984 -
صحيح: أخرجه البخارى [6395]، وأبو داود [4477]، وأحمد [2/ 299]، وابن حبان [5730]، والنسائى في "الكبرى"[5287]، والبيهقى في "سننه"[17271]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 327 - 328]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 82]، وغيرهم=
عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاربٍ، فقال:"اضْرِبُوهُ"، فمنا الضارب بثوبه، ومنا الضارب بنعله، فقال بعض القوم: أخزاك الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولُوا هَكَذَا، وَلا تُعِينُوا الشَّيْطَانَ عَلَيْهِ".
5985 -
حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجلًا يصلى والمؤذن يقيم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَصَلاتَانِ مَعًا؟! ".
= من طرق عن أنس بن عياض عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وزاد أحمد وأبو الشيخ والبيهقى والنسائى في آخره: (ولكن قولوا: رحمك الله) وهو رواية للبغوى.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن حزم في "المحلى"[11/ 364]، وليس عنده الزيادة، وقد رواه غير واحد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد بإسناده به نحوه
…
وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
5985 -
قوى بشواهده: هذا إسناد ظاهره الصلاح، إلا أنه معلول، فقد خولف فيه عليّ بن مسهر، خالفه معتمر بن سليمان، فرواه عن محمد بن عمرو فقال: عن أبى سلمة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 297]، فهذان لونان من الاختلاف على محمد بن عمرو في سنده، ولون ثالث، فرواه يحيى القطان عن محمد بن عمرو فقال: عن أبى سلمة به مرسلًا، ذكره الدارقطنى أيضًا، والوجه الثالث: هو المحفوظ عن أبى سلمة؛ وهكذا توبع عليه محمد بن عمرو؛ فرواه مالك وإسماعيل بن جعفر والثورى، والدراوردى كلهم عن شريك بن عبد الله بن أبى نمر عن أبى سلمة به مرسلًا.
نعم: قد اختلف في سنده على شريك على ألوان، إلا أن الصحيح هنا مرسل، كما نص عليه البخارى وأبى حاتم والدارقطنى وغيرهم؛ وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحو لفظه هنا، وكذا في الباب مراسيل أيضًا، والمرفوع منه لا يصح، لكن تلك الشواهد يقوى بعضها بعضًا، لا سيما وقد ثبت في معناها حديث سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن بحينة قال: (أقيمت صلاة الصبح، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يصلى والمؤذن يقيم، فقال:=
5986 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: نشلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتفًا من قدر العباس، فأكلها، وقام يصلى ولم يتوضأ.
5987 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، فَاقْتُلُوهُ وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ"، قال أبو يعلى: ثم بلغنى أنه رجع عنه.
= أتصلى الصبح أربعًا) أخرجه النسائي [867]- واللفظ له - وجماعة كثيرة، وهو في "الصحيحين" بنحوه من هذا الطريق، وقد مضى تخريجه عند المؤلف [914]، وانظر أيضًا [915]، وقد استوفينا تخريج هذا الحديث وطرقه وشواهده في "غرس الأشجار" ولله الحمد.
5986 -
حسن: قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 570]: "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن عمرو عن أبى سلمة، وهو حديث حسن".
قلتُ: وهو كما قال؛ يعنى بهذا اللفظ؛ وإلا فمعنى الحديث ثبت من طرق عن أبى هريرة، وكذا شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد بالغ البوصيرى، وصحح سند الحديث هنا في "إتحاف الخيرة"[1/ 97]، وإنما هو حسن فقط؛ للكلام المعروف في محمد بن عمرو!.
5987 -
منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[1/ 32/ المقدمة]، والبيهقى في (الخلافيات) كما في "البدر المنير"[8/ 610]، كلاهما من طريق المؤلف به
…
ولفظ ابن عدى: (من أتى البهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة).
قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 421]: "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: هو كما قال؛ إلا أن الإسناد هنا معلول، فقد قال أبو يعلى عقب روايته:(ثم بلغنى أنه رجع عنه) يعنى شيخه عبد الغفار بن عبد الله، فإذا كان عبد الغفار قد رجع عن روايته؛ فإنه قد غلط فيه، وكأنه دخل له حديث في حديث، بل نقل الحافظ في "التلخيص"[4/ 160/ الطبعة العلمية]، عن ابن عدى أنه قال عقب روايته وحكاية كلام أبى يعلى الماضى، قال:"إنهم كانوا لَقَّنوه" يعنى عبد الغفار، وهذا إن صح؛ فالإسناد ليس له أصل جزمًا، وإلا فتكفى عبارة أبى يعلى على كون عبد الغفار قد رجع عن روايته، والحديث مشهور من رواية ابن عباس مرفوعًا، وهو منكر الإسناد والمتن، كما شرحنا ذلك شرحًا وافيًا في "غرس الأشجار" ولخصنا ذلك فيما مضى [برقم 2462]، فراجعه ثمه، ولا يثبت حديث في هذا الباب البتة.
5988 -
حدَّثّنَا خالد بن مرداسٍ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن معمرٍ، ويونس، ومالكٍ، والأوزاعى، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا"، قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِىُّ: فَنَرَى أَنَّ الجُمُعَةَ مِنَ الصَّلاةِ.
5989 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عرفة، حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَلْبُ الْكَبِيرِ شابّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: حُبِّ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ"، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: فَأنَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ.
5990 -
حَدَّثّنَا الحسن بن عرفة، حدّثنا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربى، عن محمد
5988 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5893].
5989 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5946].
5990 -
جيد: أخرجه الترمذى [3550]، وابن ماجه [4236]، وابن حبان [2980]، والحاكم [2/ 463]، والبيهقى في "سننه"[6314]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ 172]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 304]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 210]، والثعلبى في "تفسيره"[8/ 114/ طبعة دار إحياء التراث العربى]، وعنه البغوى في "تفسيره"[6/ 425/ طبعة دار طيبة]، وأبو إسحاق الهاشمى في "أماليه"[رقم 16]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 107]، والمؤلف [برقم 135]، وأبو بكر الإسماعيلى [رقم 159]، كلاهما في "المعجم".
وأبو الحسن بن المقير في "جزء من حديثه وفوائده" عن شيوخه [رقم 57/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، والفخر بن البخارى في "مشيخته"[رقم 329، 331]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 397، و [12/ 41]، وابن الشجرى في "أماليه"[1/ 445]، والذهبى في "سير النبلاء"[15/ 74]، وغيرهم من طريقين عن عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
قال ابن منده: "هذا إسناد حسن مشهور عن المحاربى" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". =
ابن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ"، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: وَأنَا مِنَ الأقَلِّ.
= قلتُ: ما هو على شرط مسلم، ومحمد بن عمرو حديثه عند مسلم في المتابعات، كما جزم به المزى في ترجمته من "التهذيب" والحافظ في "هدى السارى" فالإسناد صالح وحسب؛ وقد حسنه النووى في "فتاويه" والحافظ في "الفتح"[11/ 240]، وفى فتاويه الحديثية [رقم 26/ طبعة در الصحابة]، وقبلهما صححه ابن حبان، وقبله قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب من حديث محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقد تعجب ابن كثير في "تفسيره"[6/ 555/ طبعة دار طيبة] من قول الترمذى الماضى، ومثله تعجب الزيلعى أيضًا في "تخريج أحاديث الكشاف"[3/ 155/ طبعة دار ابن خزيمة]، وذكرا أن الحديث قد روى من وجه آخر عن أبى هريرة، قد أخرجه أبو عيسى الترمذى نفسه كما يأتى، هكذا زعما، والعجب من عجبهما؛ لأن الظاهر من عبارة الترمذى، أنه لا يعرف الحديث يروى عن محمد بن عمرو بإسناده به
…
إلا من هذا الوجه الذي ساقه إليه وحسب، ولا ينفى ورود الحديث من طريق آخر، وربما أراد: أنه لا يعرف الحديث بهذا اللفظ إلا من ذاك الوجه المذكور، فلا يرد عليه: كونه قد أخرجه من وجه آخر عن أبى هريرة - كما يأتى - به
…
، لأنه دون لفظه هنا، وإن كان بمعناه، وما ذكرناه أولًا: أقرب إلى مراد الترمذى إن شاء الله.
فإن قيل: في سند الحديث (عبد الرحمن بن محمد المحاربى)، وقد وصفه الإمام أحمد وغيره بالتدليس، ولم يذكر في هذا الحديث سماعًا، فما بالكم قد أغفلتم الكلام عليه مع كونه قد تكلم فيه أيضًا؟!
قلنا: عبد الرحمن المحاربى وإن وصفه الإمام أحمد بالتدليس، إلا أنه ليس مكثرًا منه، بل الظاهر من عبارة الإمام أحمد في وصفه المحربى بالتدليس، يعنى به الإرسال الخفى، كما حققنا ذلك في مكان آخر، ورددنا على من استروح بوصف المحاربى بذلك، وجعل يعل الأخبار بعنعنته، وعبد الرحمن وإن ليَّنه بعضهم، إلا أن العمدة على توثيقه عند جمهور النقلة؛ إنما عيب عليه روايته مناكير عن أغمار ومجاهيل، ولا عهدة عليه في ذلك إن شاء الله؛ إنما السيبل على من فوقه في تلك الأخبار
…
وقد كان عبد الرحمن من الحفاظ المشاهير، وهو من رجال الجماعة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= • وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
منها:
1 -
ما رواه محمد بن ربيعة الكلابى عن كامل أبى العلاء عن أبى صالح عن أبى هريرة مرفوعًا: (عمر أمتى من ستين سنة إلى سبعين سنة) أخرجه الترمذى [2331]- واللفظ له - والمؤلف [برقم 6656]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 81]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 5872]، وغيرهم من طرق عن محمد ربيعة به
…
ولفظ الطبراني في أوله: (أعمار أمتى) وزاد: (وأقل أمتى أبناء السبعين).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن كامل بن العلاء إلا محمد بن ربيعة الكلابى" وقال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب من حديث أبى صالح عن أبى هريرة، وقد روى من غير وجه عن أبى هريرة".
قلتُ: وسنده هنا: يقول عنه الإمام في "الصحيحة"[رقم 757]: هذا إسناد حسن أيضًا، رجاله موثقون رجال مسلم، غير محمد بن ربيعة، وهو الكلابى، وهو صدوق كما في "التقريب".
قلتُ: وهذه غفلة شديدة، فما الإسناد بحسن قط، ولا رجاله رجال مسلم أصلًا، وكامل بن العلاء أبو العلاء من رجال "السنن" وحسب، ثم هو مختلَف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" كأنه ينكره عليه، وتبعه عليه الذهبى في "الميزان".
وشيخه (أبو صالح) لعل الإمام ظنه (أبا صالح السمان) الإمام الثقة المأمون، وليس بشئ، بل أبو صالح في هذا الحديث هو (مولى ضباعة) المسمى (ميناء) وهو شيخ مغمور، لم يرو عنه سوى أبى العلاء وحده، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[5/ 455]، وتابعه الذهبى في "الميزان"[4/ 539/ عقب ترجمة أبى صالح الحارثى من "الكنى"]، أما الحافظ فإنه قال في "التقريب":"لين الحديث" ولم يذكر في "التهذيب" من لينه! والأشبه عندى: أنه شيخ مجهول الحال.
فالإسناد منكر من هذا الوجه؛ وقد عزاه ابن كثير من هذا الطريق في "تفسيره"[6/ 555/ طبعة دار طيبة]، إلى ابن أبى الدنيا أيضًا .. والله المستعان.
2 -
ومنها: ما رواه ابن أبى فديك عن إبراهيم بن الفضل المخزومى عن سعيد المقبرى، عن أبى=
5991 -
حَدَّثَنَا هناد بن السرى، حدّثنا عبدة، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِشَرٍّ أَذَابَهُ اللهُ، كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ".
= هريرة مرفوعًا: (معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين) أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 3 في 102]، وفى "الآداب"[رقم 800]، والقضاعى في "الشهاب"[15/ 2]، كما في "الصحيحة"[رقم 1517]، ومن طريقه ابن العديم في "بغية الطلب"[2/ 400]، والمؤلف [برقم 6543، 6544]، والرامهرمزى في "أمثال الحديث"[رقم 26]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 476]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى فديك به
…
وزاد البيهقى والمؤلف: (وأقل أمتى أبناء سبعين سنة).
قلتُ: وهذا إسناد منحط، آفته إبراهيم بن الفضل، وهو شيخ ساقط الحديث، تركه جماعة، وهو من رجال "التهذيب" وبه أعله الحافظ في "الفتح"[11/ 239]، وفى "الأربعين المتجاينة السماع"[ص 125]، وفى فتاويه الحديثية [25/ طبعة دار الصحابة]، إلا أنه قد تسامح بشأنه وقال:(ضعيف) مع أنه قال في "التقريب": "متروك" وللزيادة المذكورة: (أقل أمتى أبناء سبعين سنة) طرق أخرى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به، وكلها تالفة البتة، والمحفوظ عن المقبرى في هذا الحديث: هو ما رواه الثقات عنه عن أبى هريرة مرفوعًا: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلغه ستين سنة) أخرجه البخارى [6056]، وجماعة كثيرة
…
وللزيادة الماضية: شاهد تالف من حديث أنس عند ابن عدى [2/ 53/ ترجمة بحر بن كنيز]، والحديث عزاه السيوطى - بالزيادة وحدها - في "الجامع الصغير"[رقم 1355]، إلى الحكيم الترمذى أيضًا، واضطرب المناوى في الكلام عليه جدًّا، فراجع "الفيض"[2/ 71]، وأغرب السخاوى للغاية في "المقاصد"[ص 126]، وعزا الحديث بلفظ المؤلف - إلى الترمذى وأحمد أيضًا، وهذه غفلة باردة، والله المستعان.
5991 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3114]، من طريق عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة.
قلتُ: وسنده صالح؛ وقد توبع عليه أبو سلمة بن عبد الرحمن: تابعه أبو عبد الله القراظ عند مسلم وجماعة كثيرة، كما مضى عند المؤلف [برقم 804].=
5992 -
حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبى، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة قال: رأيت أبا هريرة يكبر هذا التكبير الذي ترى فقلت له: يا أبا هريرة، ما هذا التكبير؟! فقال إنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5993 -
وَعَنْ أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نَادَى الْمنَادِى أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذَا قَضىَ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثَوَّبَ أَدْبَرَ، وَإِذَا قَضَى أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ نَفْسِهِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَذْكُرْ، حَتَّى لا
= وفى الباب عن جماعة من الصحابة، مضى منها: حديث سعد بن أبى وقاص [برقم 699]، والله المستعان.
5992 -
صحيح: أخرجه مسلم [392]، والطحارى في "شرح المعانى"[1/ 222]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 82]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 868]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن:(أن أبا هريرة كان يكبر في الصلاة كلما رفع وخفض، فقلنا: يا أبا هريرة ما هذا التكبير؟! قال: إنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم) لفظ مسلم، ومثله عند أبى نعيم والطحاوى، وعند ابن عبد البر: (رأيت أبا هريرة يكبر هذا التكبير الذي ترك الناس
…
إلخ).
قلتُ: وللحديث طرق عن أبى هريرة به
…
مضى بعضها [برقم 5949].
5993 -
صحيح: أخرجه البخارى [1174، 3111]، ومسلم [389]، والنسائى [1253]، وأحمد [2/ 522]، والدارمى [1253] و [1494]، وابن حبان [16، 1662]، وعبد الرزاق [3462]، وابن أبى شيبة [2374]، والبيهقى في "سننه"[3618]، وأبو عوانة [1902،1903]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 1247]، والسراج في "مسنده"[1/ 59 - 60]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
وقد انتهى سياق ابن أبى شيبة عند قوله: (فإذا ثوب أدبر) ليس قوله: (وهو جالس) عند النسائي، وفى رواية للبخارى في آخره:(فإذا لم يدر ثلاثًا صلى أو أربعًا، سجد سجدتى السهو).
قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
=
يَدْرِى أَثَلاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكمْ أَثَلاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ".
5994 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمعَجِّلُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَالْمهْدِى بَدَنَةً، وَالَّذِى يَليهِ كَالْمهْدِى شَاةً، وَالَّذِى يَلِيهِ كَالْمهْدِى طَيْرًا".
5995 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قنت في صلاة العتمة بعدما قال:"سَمِعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَهُ" شَهْرًا فِي قُنُوتِه: اللَّهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبَيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ".
5944 - صحيح: أخرجه الدارمى [1543]، وابن خزيمة [1768]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 276/ ترجمة عليّ بن سلمة]- إشارة - وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 26]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
وزاد الجميع سوى البخارى - قوله: (والذى يليه كالمهدى بقرة
…
) بعد قوله: (كالمهدى بدنة) وفى آخره زيادة عند الدارمى وابن عبد البر.
قلتُ: وظاهر سنده الصحة على شرط الشيخين، إلا أنه معلول بالوقف، فقد خولف فيه الأوزاعى، خالفه هشام الدستوائى - وهو أثبت منه في ابن أبى كثير، فرواه عن يحيى عن علي بن سلمة عن هريرة به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[6/ 276]، وتوبع هشام على هذا الوجه عن ابن أبى كثير: تابعه شيبان النحوى وعكرمة بن عمار: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[8/ 48]، ثم قال:"ويشبه أن يكون هذا أصح".
قلتُ: وهو كما قال؛ وهذا الموقوف سنده لَيِّن، وعلى بن سلمة: هو شيخ قرشى مدنى مجهول، كما يقول أبو حاتم الرازى، ومثله قاله ابن المدينى، وهو من رجال "اللسان"[4/ 233]، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"، ولا يلتفت له، لكن الحديث صحيح ثابت مرفوعًا، فله طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به نحوه في سياق أتم
…
يأتى بعضها [برقم 6158، 6468]
…
والله المستعان.
5995 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5873].
5996 -
وَعَنْ أبى سلمة، قال: رأيت أبا هريرة يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، فقلت: يا أبا هريرة، أراك تسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1]، قال: لو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها ما سجدت.
5996 - صحيح: أخرجه البخارى [1024]، ومسلم [578]، وأحمد [2/ 413، 434، 466]، والدارمى [1469]، والطيالسى [2340]، والبيهقى في "سننه"[3535]، والطحاوى في "شرح المعاني"[1/ 358]، وفى "المشكل"[9/ 35]، وأبو عوانة [رقم 2031]، وجماعة من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه.
قلتُ: ورواه جماعة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به نحوه .... ، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
منها:
1 -
ما رواه قرة بن خالد عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} وأبو بكر وعمر، ومن هو خير منهما، وسجد في:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وأبو بكر وعمر ومن هو خير منهما) أخرجه المؤلف [برقم 6047]- واللفظ له - والنسائى [965، 966]، والطيالسى [2499]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[3543]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 47]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 90]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 122، 126]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 228، 229]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 13]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 111]، وغيرهم من طرق عن قرة بن خالد به.
قلت: وسنده صحيح مليح
…
وتوبع عليه قرة: تابعه أيوب بن كيسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة (أنه كان يسجد فيه، قال أبو هريرة: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها، يعنى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}. . . .).
أخرجه عبد الرزاق [5886]، وعنه أحمد [2/ 281]، من طريق معمر عن أيوب به
…
وهذا إسناد حجة.
2 -
ومنها: ما رواه أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء أبى هريرة قال: (سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أخرجه مسلم [578]- واللفظ له - وأبو داود [1407]، والترمذى [573]، والنسائى [967]، وابن ماجه [1058]، وأحمد [2/ 249، 461]، والدارمى [1471]، وابن خزيمة [554، 555]، وابن حبان [2767]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5006]، والمؤلف [رقم 6381]، وعبد الرزاق [5887]، وابن أبى شيبة [4234]، والبيهقى في "سننه"[3540]، وفى "المعرفة"[رقم 1177]، والحميدى [991]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 116، 178]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 121]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 357، 358]، وفى "المشكل"[9/ 34]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 110]، والبغوى في "شرح السنة"[رقم 3/ 301]، وأبو عوانة [رقم 1954، 1955، 1956، 1957]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2765]، وغيرهم من طرق عن أيوب بن موسى به.
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حيث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال.
وقد توبع عليه أيوب بن موسى: تابعه إسماعيل بن أمية من رواية محمد بن عمرو بن علقمة عنه، واختلف فيه على محمد، فرواه عنه يزيد بن هارن - واختلف عليه - فقال: عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة به .... ، هكذا أخرجه المؤلف [برقم 6382]، وتوبع عليه يزيد على هذا الوجه: تابعه زياد بن عبد الله البكائى وأنس بن عياض: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[8/ 342]، وخالفهم عبدة بن سليمان والمحاربى وغيرهما، فرووه عن محمد فقالوا: عن إسماعيل عن عطاء بن مينا عن أبى هريرة به ....
هكذا ذكره الدارقطنى أيضًا [8/ 341]، فهذان لونان من الاختلاف على محمد في سنده، ولون ثالث، فرواه عنه زائدة بن قدامة وجماعة فقالوا: عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
هكذا أخرجه جماعة، كما ذكرناه في الماضى [برقم 5919] والأشبه: أن يكون محمد بن عمرو قد اضطرب فيه، وقد تابعه جماعة على اللون الأخير، وقد خولف في روايته عن إسماعيل بن أمية أيضًا، كما شرحه الدارقطنى في "العلل"[8/ 342]
…
فراجع كلامه ثمة.
3 -
ومنها: ما رواه الليث بن أبى سليم عن كعب أبى عامر المدنى عن أبى هريرة قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
…
) أخرجه المؤلف [برقم 6413]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن الليث به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، والليث ضعيف مختلط، وشيخه (كعب المدنى) مغمور مجهول، كما جزم به جماعة، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه، والحديث من طريق الليث: أخرجه أيضًا: ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1881/ طبعة دار الفاروق]. =
5997 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
5998 -
وَعَنِ الأوزاعى، قال: حدثنى رجلٌ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَالْمؤْمن يَغَارُ، وَغيْرَةُ اللَّهِ أَوْ يَأْتِى الْعَبْدُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ".
= 4 - ومنها: ما رواه هشيم بن بشير عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أبى رافع الصائغ المدنى قال: (صليت خلف أبى هريرة: العشاء الآخرة، فسجدنا في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
…
) فلما فرغ من صلاته، قلتُ: أتسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ؟! قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد فيها؛ فلا أزال أسجد فيها) أخرجه المؤلف [برقم 6434]- واللفظ له - وابن أبى شيبة [4236]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 357]، من طرق عن هشيم به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات أيضًا؛ وابن جدعان فقيه ضعيف صاحب مناكير، لكن تابعه بكر بن عبد الله المزنى عن أبى رافع عن أبى هريرة به نحو السياق الماضى: عند البخارى [732، 734، 1028]، ومسلم [578]، وأبى داود [1408]، والنسائى [968]، وأحمد [2/ 229]، وابن خزيمة [561]، والمؤلف [برقم 6476]، والبيهقى في سنده [3536، 3576]، وابن راهويه [14]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 308]، وأبى عوانة [رقم 1953]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2793]، وجماعة كثيرة من طريقين عن بكر المزنى عن أبى رافع قال:(صليت خلف أبى هريرة العتمة؛ فقرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد فيها، فقلتُ: يا أبا هريرة: ما هذه السجدة؟! فقال: سجدت بها خلف أبى القاسم، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه) لفظ ابن راهويه.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أبى هريرة كما ذكرنا
…
والله المستعان.
5997 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5930].
5998 -
صحيح: هكذا رواه مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعى، وخالفه الوليد بن مسلم، فرواه عن الأوزاعى فقال: عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
، هكذا أخرجه ابن حبان [293]، وهذا أصح عن أبى عمرو! وعليه توبع: تابعه حرب بن شداد وأبان العطار وحجاج الصواف وشيبان النحوى وغيرهم كلهم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى=
5999 -
وَعَنِ الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صِيَامًا فَلْيَصُمْهُ".
= سلمة عن أبى هريرة به نحو لفظ المؤلف: أخرجه البخارى [4925]، ومسلم [2761]، والترمذى [1168]، وأحمد [2/ 343، 519، 536، 539]، والبيهقى في "سننه"[20811]، وفى "الشعب"[7/ رقم 10796]، وفى "الأسماء والصفات"[2/ رقم 1010]، وابن بشران في "أماليه"[رقم 195، 416]، والسلفى في "المجاز والمجيز"[ص 104 - 105]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 715]، وعليّ بن عمر الحربى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 62]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 115]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1134، 1173]، وجماعة غيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير بإسناده به
…
وليس عند البخارى قوله: (والمؤمن يغار).
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن غريب، وقد روى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عروة عن أسماء بنت أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وكلا الحديثين صحيح".
قلتُ: هو كما قال إسنادًا؛ أما من حديث أسماء فإنما هو بلفظ: (ليس شئ أغير من الله) وفى رواية (لا شئ أغير من الله) أخرجه الشيخان وأحمد وجماعة كثيرة. واللَّه المستعان.
5999 -
صحيح: أخرجه البخارى [1815]، ومسلم [1082]، والترمذى [685]، وابن ماجه [1650]، وأبو داود [2335]، والنسائى [2172]، وأحمد [2/ 234، 347، 408، 477، 513، 521]، والدارمى [1689]، وابن حبان [3586، 3592]، والشافعى [909]، والطيالسى [2361]، وابن أبى شيبة [9036]، وابن الجارود [378]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 2822]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 84]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 236]، وأبو عوانة [رقم 2703، 2704، 2705، 2706]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2431، 2432، 2433، 2434، 2435]، والبيهقى في "سننه"[7731، 7732]، وفى "المعرفة"[رقم 2586]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به نحوه
…
=
6000 -
وَعَنِ الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، قال: حدثنى أبو سلمة، حدثنى أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَا مِنْ نَبِيٍّ، وَلا وَالٍ، إِلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِىَ شَرَّهَا، فَقَدْ وُقِىَ، وَهُوَ مِنَ الَّتِى تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا".
6001 -
وَعَنِ الأوزاعى، عن الزهرى، قال: حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسارٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصارَى لا تَصْبُغُ فَخَالِفُوهُمْ".
6002 -
وَعَنِ الأوزاعى، قال: حدثنى أبو كثيرٍ، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ، وَالْعِنَبَةِ".
= وفى رواية لأبى نعيم وأبى عوانة والمؤلف [برقم 6030]، وأحمد [2/ 281]، في أوله بلفظ: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعجل شهر رمضان بصوم يوم أو يومين
…
). قال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح).
قلتُ: وهو كما قال.
6000 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5901].
6001 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5957].
6002 -
صحيح: أخرجه مسلم [1985]، والترمذى [1875]، والنسائى [5572]، وأحمد [2/ 409، 474، 496، 517]، والدارمى [2096]، والبيهقى في "سننه"[17127، 17128]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 211]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 830]، وابن عساكر في "تاريخه"[50/ 214]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[ص 162]، وأبو عوانة [رقم 7917، 7919، 7920]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 16]، وجماعة من طرق عن الأوزاعى عن أبى كثير عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح، وأبو كثير السحمى هو العبرى، واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة".
قلتُ: وقد رواه غير واحد عن أبى كثير السحمى به
…
وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
6003 -
حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن سليمان بن يسارٍ، وأبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُون، فَخالِفُوهُمْ".
6004 -
حَدَّثَنَا عمرو الناقد، حدّثنا عبد الله بن سليمٍ الرقى، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عقيل بن خالدٍ، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ قُمَامَةً، وَقُمَامَةُ المسْجِدِ: لا وَاللهِ، وَبَلَى وَاللهِ".
6005 -
حَدَّثَنَا أبو إبراهيم الترجمانى، حدّثنا عبيس بن ميمونٍ، حدَّثنا يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقَول: "أَيُّمَا نائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ، أَلْبَسَهَا اللهُ سِرْبَالًا مِنْ قَطِرانٍ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
6003 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5957].
6004 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 823]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 151]، من طريق عبد الله بن سليم [وتصحف عند ابن عدى إلى:(سليمان)] الرقى عن رشدين بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.
قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 138]: (رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد، وفيه كلام، ووثقه بعضهم).
قلتُ: ما علمتُ أحدًا قد وثق رشدين نصًا، نعم: هناك من مشاه، والتحقيق بشأنه: أنه ضعيف صاحب مناكير، وهو من رجال ابن ماجه والترمذى، وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 12]، وقد أنكره عليه ابن عدى، وساقه في ترجمته من "الكامل" ومثله الذهبى في ترجمته من "الميزان"[2/ 49]، وأقره المناوى في "الفيض"[2/ 513]، وقال في "التيسير في شرح الجامع الصغير" [1/ 692/ طبعة مكتبة الشافعي]:"ضعيف؛ لضعف رشدين وغيره" كذا قال: (وغيره) وليس في الإسناد مَنْ يُعَلُّ به سوى رشدين، والراوى عنه شيخ صدوق، ومن فوق رشدين: كلهم ثقات مشاهير، والجميع من رجال "التهذيب"
…
وللَّه الحمد.
6005 -
صحيح: أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[2/ 186]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 373]، من طريق عبيس بن ميمون التيمى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
6006 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء، حدّثنا عبيس بن ميمونٍ، حدّثنا يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، قال: قال رسول
= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه العقيلى في "الضعفاء"[3/ 418]، وعنده:(ألبسها الله سربالًا من نار) بدل: (من قطران).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وعبيس بن ميمون: شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى وغيره؛ وتركه جماعة، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وقد أنكر عليه هذا الحديث: الإمام أحمد - نقله عنه العقيلى - وابن حبان والعقيلى وابن عدى، وساقه الثلاثة الآخرون في ترجمته من كتبهم في "الضعفاء".
وأغرب الهيثمى جدًّا، وقال في "المجمع" [3/ 100]:"رواه أبو يعلى، وإسناده حسن" كذا، كأنه لا يدرى ما يقول، وأين هو من يقظة صاحبه البوصيرى، حيث قال في "إتحاف الخيرة" [2/ 152]:"رواه أبو يعلى، وفى سنده عبيس بن ميمون، وهوضعيف" وقد وجدت الدارقطنى قد ساق الحديث من طريق عُبَيس في "العلل"[9/ 271]، ثم قال:"ووهم فيه، والصحيح عن يحيى عن أبى راشد عن عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وسلم".
قلتُ: قد اختُلِف في سنده على يحيى بن أبى كثير على ألوان، أرجحها: ما رواه عنه أبان العطار وموسى بن خلف العمى وعليّ بن المبارك وغيرهم عن زيد بن سلام من أبى سلام ممطور الحبشى عن أبى مالك الأشعرى مرفوعًا: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها، يقام يوم القيامة عليها سربال من قطران، ودرع من جرب) هكذا أخرجه مسلم وجماعة كثيرة في سياق أتم في أوله، وقد مضى الكلام على هذا الطريق [برقم 1577].
"وهذا اللفظ الماضى: قريب من لفظ الحديث هنا كما ترى، فكأن من أنكر الحديث على عبيس بن ميمون؛ إنما أنكر عليه تفرده به عن يحيى بن أبى كثير بهذا الإسناد، لأن المحفوظ عن يحيى خلافه"، وفى الباب شواهد أيضًا
…
وهى مستوفاة في "غرس الأشجار".
وهذا اللفظ الماضى: قريب من لفظ الحديث هنا كما ترى، فكأن من أنكر الحديث على عبيس بن ميمون؛ إنما أنكر عليه تفرده به عن يحيى بن أبى كثير بهذا الإسناد، لأن المحفوظ عن يحيى خلافه، وفى الباب شواهد أيضًا
…
وهو مستوفاة في "غرس الأشجار".
6006 -
منكر: أخرجه الحاكم [4/ 331]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 186]، من طريقين عن عبيس بن ميمون عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن أبى هريرة به
…
=
الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ، إِنْ قَالَ: إِنِّي يَهُودِيٌّ، فَهُوَ يَهُودِيٌّ، وَإِنْ قَالَ: إِنِّي نَصْرَانِيٌّ، فَهُوَ نَصْرَانِيٌّ، وَإِنْ قَالَ: إِنِّي مَجُوسِيٌّ، فَهُوَ مَجُوسِيٌّ".
6007 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، وأبو بكر بن زنجويه، قالا: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا بشر بن رافع الحارثى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِر خِبٌّ لَئِيمٌ".
= وزاد الحاكم: (وإن قال: هو برئ من الإسلام، فهو برئ من الإسلام، ومن ادعى دعوى الجاهلية، فإنه من جثا جهنم، قالوا: يا رسول الله: وإن صام وصلى؟! قال: وإن صام وصلى).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قلتُ: كذا يجازف الرجل، وقد تعقبه الذهبى بقوله:"عبيس: ضعفوه، والخبر منكر" وكذا أنكر عليه المنذرى تصحيحه لسنده، فقال عقب حكاية تصحيحه في "الترغيب" [3/ 373]: (كذا قال، وكيف يكون صحيح الإسناد؟ وعبيس هذا: تركه جماعة من النقاد، وجزم آخرون بكونه منكر الحديث؟! وهو من رجال ابن ماجه وحده، وحديثه هذا أنكره عليه ابن حبان، وساقه في ترجمته من "المجروحين".
ولأصل الحديث شواهد ثابتة
…
وهو منكر بهذا السياق والتمام؛ وقد قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 317]: (رواه أبو يعلى، وفيه عبيس بن ميمون، وهو متروك) ونحوه قال صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 129]، واللَّه المستعان.
6007 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [4790]، والترمذى [1964]، والحاكم [1/ 104]، والبخارى في "الأدب المفرد"[418] و البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8117]، وفى "الآداب"[رقم 158]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 374، 808]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 188]، والعقيلى [1/ 140]، وابن الجوزى في "العلل" المتناهية [2/ 599]، وغيرهم من طرق عن بشر بن رافع أبى الأسباط الحارثى النجرانى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه).
قلتُ: بل له وجه آخر أحسن من هذا عن يحيى بن أبى كثير كما يأتى؛ وسنده هنا منكر جدًّا، وبشر بن رافع شيخ منكر الحديث كما قاله أبو حاتم والدارقطنى وجماعة، وقال أحمد: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (ليس بشئ، ضعيف الحديث" وقال البخارى: "لا يتابع في حديثه" وضعَّفه أكثر النقاد؛ وقد مشاه بعضهم كابن معين، إلا أنه قال: "يحدث بمناكير" وقال ابن عبد البر: "اتفقوا على إنكار حديثه، وطرح ما رواه، وترك الاحتجاج به، لا يختلف علماء الحديث في ذلك" وقال ابن حبان: (يروى عن يحيى بن أبى كثير أشياء موضوعة، يعرفها من لم يكن الحديث صناعته؛ كأنه المتعمد لها) ثم ساق له هذا الحديث.
وكذا أنكره عليه العقيلى في "الضعفاء" وقال عقب روايته هذا الحديث مع غيره: "وكلها لا يتابع عليها بشر بن رافع إلا من هو قريب منه في الضعف" وبه أعله جماعة، فقال ابن طاهر المقدسى في "معرفة التذكرة"[1/ 85]، بعد أن ساق الحديث:"فيه بشر بن رافع النجرانى، يضع الحديث" كذا بالغ في حق الرجل على عادته، كأنه فهم ذلك من قول ابن حبان الماضى، وكذا أعله به ابن الجوزى في "العلل" وعنه المناوى في "الفيض"[6/ 254]، وقبله ابن مفلح في "الآداب الشرعية"[1/ 379]، وبعده جماعة، وقال المنذرى في "الترغيب" [3/ 259]:"لم يضعفه أبو داود، ورواتهما - يعنى الترمذى وأبا داود - ثقات سوى بشر بن رافع، وقد وثق".
قلتُ: والعمدة على وهاء بشر كما قدمته لك آنفًا، لا سيما وقد أنكروا عليه هذا الحديث كما رأيت، وقد اضطرب في سنده أيضًا، فرواه أسامة بن زيد المدنى فقال: عن رجل من بلحارث بن عقبة عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن به مرسلًا، هكذا أخرجه ابن المبارك في "الزهد"[679/ الطبعة العلمية]، وابن وهب في "الجامع"[246]، كلاهما عن أسامة به.
قلتُ: وهذا الرجل المبهم من (بلحارث بن عقبة) جزم المعلق على "زهد ابن المبارك" بكونه هو (بشر بن رافع الحارثى) راوى الوجه الأول الموصول عن يحيى بن أبى كثير، ويؤيده: أنه وقع عند ابن وهب (عن رجل من أهل نجران) وبشر بن رافع نجرانى معروف؛ وقد رأيت اضطرابه في وصله وإرساله، والله المستعان.
نعم: قد توبع عليه بشر مرفوعًا، ولم ينفرد به عن يحيى، فرواه الثورى عن حجاج بن الفرافصة عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة به مثله
…
أخرجه الحاكم في مستدركه [1/ 103]، وفى "معرفة علوم الحديث"[ص 174]، والمؤلف [برقم 6008]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8115، 8116]، وفى "الآداب"[رقم 158]، وفى "سننه"[20598]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 110]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 133]، وابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 11]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 38]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 86 - 87]، وابن الأعرابى في "معجمه"[رقم 696، 1735] والطحاوى في "المشكل"[8/ 13]، و [8/ 14]، وغيرهم عن طرق عن الثورى بإسناده به.
قال البغوى: "هذا حديث غريب" كأنه يشير لضعفه كما يأتى، وقد اختلف في سنده على الثورى، فرواه عنه أبو شهاب الحناط وعيسى بن يونس ويحيى بن الضريس وقبيصة بن عقبة وعليّ بن قادم وغيرهم كلهم على الوجه الماضى؛ إلا أن بعضهم قد رواه عن قبيصة بن عقبة عن الثورى عن حجاج فقال: (عن يحيى بن أبى كثير أو غيره عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
).
هكذا بالشك، وهذه الرواية عند الطحاوى في "المشكل" ثم جاء أبو أحمد الزبيرى وخالف الجماعة في سنده عن الثورى، فرواه عنه فقال: عن الحجاج بن الفرافصة عن رجل عن أبى سلمة عن أبى هريرة به .... ، فأبهم فيه شيخ الحجاج، هكذا أخرجه أبو داود [4790]، وأحمد [2/ 394]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8115]، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث"[رقم 159] وغيرهم، وتوبع أبو أحمد على هذا الوجه عن الثورى، تابعه محمد بن كثير العبدى عليه مثله به سواء
…
عند الحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 174].
وهذا الاختلاف في سنده: هو عندى من حجاج بن فرافصة، فهو وإن كان شيخًا زاهدًا متعبدًا؛ إلا أنه مختلف فيه، فقد مشاه ابن معين، وذكره ابن خلفون وابن شاهين وابن حبان في "الثقات" لكن قال أبو زرعة:"ليس بالقوى" وقال أبو حاتم: "شيخ صالح متعبد" كأنه يضعفه بذلك! مع التسليم بكون الحجاج ممن يحسن حديثه في الجملة؛ فإنه لا يحتمل منه التفرد عن مثل يحيى بن أبى كثير أصلًا، وأين كان هشام الدستوائى والأوزاعى وعليّ بن المبارك وأبان العطار وحرب بن شداد وغيرهم من الثقات المشاهير من أصحاب ابن أبى كثير عن مثل هذا الحديث الفائدة؛ حتى ينفرد به ابن فرافصة - مع اضطرابه فيه - دونهم؟! ومتابعة بشر بن رافع له عن يحيى، قل عنها: شبه لا شئ، فَمَنْ قَوَّى قوى أحد الطريقين - عن يحيى - بالآخر؛ فقد تساهل في النقد ولا بد، كالسيوطى فيما حكاه عنه صاحب "عون المعبود"[13/ 102]، والإمام في "الصحيحة"[رقم 935]، ومن تبعهما من المتأخرين، وجازف المناوى كعادته، وقال في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [2/ 875/ طبعة مكتبة الشافعي]:"إسناده جيد".=
6008 -
حَدَّثَنَا أحمد بن جنابٍ، حدّثنا عيسى بن يونس، عن سفيان، عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ".
= فليت شعرى: أي الطريقين الماضيين يريد هذا الرجل؟! ولو أنه أنصف لقال: (إسناده منكر) فإنه كذلك على التحقيق؛ أعنى طريقيه عن يحيى بن أبى كثير، فليس هذا الحديث محفوظًا عن يحيى ولا أبى سلمة ولا أبى هريرة، وله شاهد باطل من حديث كعب بن مالك عند ابن عدى في "الكامل"[7/ 163]، والطبرانى في "الكبير"[19/ 166]، وفيه يوسف بن السفر ذلك الساقط المعروف، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 256]، فقال:"فيه يوسف بن السفر، وهو كذاب".
ثم جاء أبو الفرج البغدادى الحافظ، وقال في (المتناهية) عقب روايته الطريق الأول:"وقد رُوىَ من طريق أصلح من هذا، لا بأس بها، قد ذكرتها في شرح "الشهاب".
قلتُ: كأنه يريد بهذا الطريق الصالح عنده: طريق ابن فرافصة عن ابن أبى كثير الماضى، وقد عرفت أنه طريق منكر، وكأن هذا هو الذي دعا المناوى إلى تجويد سنده سابقًا، وقد نقل غير واحد عن القزوينى والصغانى أنهما جزما بوضع هذا الحديث، وهما معذروران إن كانا قد وقفا عليه من الطريق الأول، لكن اعترض الحافظ على دعوى وَضْع الحديث، وقال في رسالته "الأجوبة عن أحاديث وقعت في المصابيح" [312]: بعد أن ذكر الحديث من طريقيه: "قلتُ: وحجاج ضعفوه، وبشر بن رافع أضعف منه، ومع ذلك لا يتجه الحكم عليه بالوضع؛ لفقد شرط الحكم في ذلك).
فكأنه يسلم بضعف الحديث، لكن نقل عنه المناوى في "الفيض"[6/ 254]، أنه قال:"هو لا ينزل عن درجة الحسن" فإن كان المناوى قد ضبط ما نقله عنه؛ فهو من تساهلات الحافظ المعروفة، وله منها أشكال في "أماليه" و"أربعيناته" و"أجزاءه الحديثية"، يعلم ذلك المطلع الناقد، فإن كان قد حسن الحديث لطريق آخر لم نقف عليه، أو لشاهد نظيف السند قد وقع إليه؛ فلا يلزمنا ذلك حتى نرى ما رآه؛ ليوافق هوانا هواه، وإلا فالأقرب أنه حَسَّن الحديث بطرقيه المذكورين، وقد مضى أنهما بين منكر وباطل، وأحلاهما مُرُّ، والله المستعان لا رب سواه.
6008 -
ضعيف: انظر قبله.
6009 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا إسماعيل بن عياشٍ، قال: حدثنى عبد الرحمن بن عمرٍو الأوزاعى، وسعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الجنازة: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لحِيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ فَأَحْيِهِ عَلَى اِلإِسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلا تُضِلَّنَا بعدهُ".
6009 - ضعيف: أخرجه أبو داود [3201]، والترمذى [1024]، والنسائى في "الكبرى"[10919]، وأحمد [2/ 368]، وابن حبان [3070]، والبيهقى في "سننه"[6762]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1174، 1175، 1176، 1177، 1178]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 33]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 132]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وليس عند الجميع - سوى أبى داود والنسائى وابن حزم ورواية للطبرانى - قوله في آخره: (اللَّهم لا تحرمنا أجره
…
إلخ)، وزاد الجميع قوله:(وغائبنا) بعد قوله: (وشاهدنا) وزاد الجميع أيضًا: (وذكرنا وأنثانا
…
).
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، وقد صححه جماعة، إلا أنه معلول جدًّا، قد اختلف فيه على يحيى بن أبى كثير على ستة ألوان، المحفوظ منها لونان:
الأول: روايته عن أبى سلمة به مرسلًا، ليس فيه أبو هريرة، وهذا اللون: صححه البخارى وأبو حاتم والدارقطنى وغيرهم، كلهم جزموا بكونه هو المحفوظ عن أبى سلمة في هذا الحديث، وقد رواه عنه جماعة فجودوا إسناده ووصلوه، وابن أبى كثير أحفظ وأتقن منهم جميعًا، وقد رواه عنه مرسلًا، فالقول قوله.
والثانى: روايته عن أبى إبراهيم الأشهلى عن أبيه به نحوه
…
مرفوعًا .. عند الترمذى وابن ماجه وخلق كثير.
قلتُ: وهذا الطريق آفته (أبو إبراهيم الأشهلى)، فهو شيخ مجهول كما جزم به جماعة؛ وانفرد عنه يحيى بالرواية، وقد غلَّط البخارى وابن أبى حاتم من سماه (عبد الله بن أبى قتادة) كما وقع ذلك لبعضهم، مثل همام بن يحيى، حيث رواه عن يحيى بن أبى كثير فقال: عن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه به
…
أخرجه أحمد [4/ 17] و [5/ 299] و [5/ 308]، والبيهقى والطبرانى وجماعة.
6010 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخٍ، حدّثنا سويدٌ - يعنى أبا حاتمٍ - قال: حدثنى صاحبٌ لى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا صلى على الميت قال:"اللَّهمَّ اغْفِرْ لحِيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائبِنَا، وَغَائِبِنا، وَصَغِيرِنَا، وَكبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا، وَأُنْثَانَا، مَنْ أَبْقَيْتَهُ مِنَّا فَأَبْقِهِ عَلَى الإِسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ".
6011 -
حَدَّثَنا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا معتمرٌ، قال: سمعت أبا عامرٍ، يحدث، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قيل للنبى صلى الله عليه وسلم: إن اليهود تقول: إن العزل هو الموؤودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذَبَتْ يَهُودُ! كذَبَتْ يَهُودُ! لَوْ أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَهَا لَمْ يَسْتَطِعْ عَزَلَهَا".
= هذا من أغلاط همام بلا ريب، لم ينتبه لذلك جماعة من المتأخرين، ومشوا على ظاهر إسناده وصححوه، ولم يفعلوا شيئًا، وللحديث شواهد نحو لفظه هنا: وكلها مناكير على التحقيق، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وطرقه وشواهده في "غرس الأشجار" ورددنا هناك على من عاند الأئمة الكبار في إعلاله، وزعم أنه قد أعل بما لا يقدح، أو صححه لطرقه وشواهد، والله المستعان.
6010 -
ضعيف: انظر قبله، وسويد أبو حاتم: هو ابن إبراهيم البصرى ذلك المعروف بسوء حفظه، واختلال ضبطه، مع مناكير له لا تطاق، وهو صاحب حديث البرغوث المشهور، راجع كلامنا حول الحديث الماضى [برقم 2959]، وشيخه فيه: مغمور لم يسم، وقد مضى أن المحفوظ في هذا الحديث عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة إنما هو مرسل أبدًا، هكذا جزم به نقاد الصنعة؛ فليروه سويد عن عشرين صاحبًا له ما شاء.
6011 -
قوى لغيره: أخرجه النسائي في "الكبرى"[9083]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم/ 1452 كشف الأستار] وابن أبى عاصم في "السنة"[/ رقم 359]، من طريق معتمر بن سليمان عن أبى عامر عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
ولفظ البزار في آخره: (إذا أراد الله أن يخلق خلقًا، لم يمنعه شئ).
قال البزار: "لا نعلم رواه عن يحيى إلا أبو عامر".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهو صالح بن رستم المزنى البصرى؛ شيخ مختلف فيه، وقد خولف في سنده، خالفه الحفاظ من أصحاب يحيى بن أبى كثير، فرووه عنه فقالوا: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رفاعة عن أبى سعيد الخدرى به نحوه
…
هكذا أخرجه أبو داود [2171]، والنسائى في "الكبرى" وأحمد وجماعة كثيرة من طرق عن يحيى به.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن يحيى؛ وفيه جهالة (رفاعة) وقيل: (أبو رفاعة) وقيل: (أبو مطيع بن رفاعة) وقيل غير ذلك، وقد اختلف على يحيى في سنده أيضًا، إلا أن المحفوظ عنه هو ذا؛ وقد روى الحديث من طريق آخر عن أبى سلمة: رواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل، فقيل: يا رسول الله: إن اليهود تزعم أنها الموودة الصغرى، فقال: كذبت يهود).
أخرجه النسائي في "الكبرى"[9091]- واللفظ له - والبيهقي في "سننه"[14093]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1451/ كشف]، وهشام بن عمار في حديثه [رقم 110]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصلاح، إلا أنه معلول أيضًا، فقد خولف فيه محمد بن عمرو، خالفه أبو الزبير المكى، فرواه عن أبى سلمة به مرسلًا نحوه باختصار دون قوله: (لو أراد الله
…
إلخ) هكذا أخرجه ابن الجعد [2617].
وهذا أصح عن أبى سلمة، ثم جاء عمرو بن دينار ورواه عن أبى سلمة عن أبى سعيد الخدرى به
…
نحوه
…
دون القول المشار إليه آنفًا، هكذا أخرجه عبد الرزاق [12549]، والنسائى في "الكبرى"[9084]، من طريقين عن ابن جريج [وسقط ابن جريج عند عبد الرزاق]، عن سليمان الأحول عن عمرو بن دينار به
…
وفى آخره قال عمرو: (فسألت أبا سلمة: أسمعته من أبى سعيد؟! قال: لا، ولكن أخبرنى عنه رجل).
قلتُ: وهذا محفوظ عن أبى سلمة أيضًا؛ وسنده ضعيف؛ لجهالة الواسطة بين أبى سلمة وأبى سعيد، وروى ابن إسحاق هذا الحديث عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبى سلمة وأبى أمامة بن سهل كلاهما عن أبى سعيد به في سياق أطول في أوله به نحوه
…
دون قوله: (لو أراد الله خلقها لم يستطع عزلها).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه ابن أبى شيبة [16608]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 32]، وفى "المشكل"[5/ 70]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ 360/ ظلال]، من طريقين عن ابن إسحاق به.
قلتُ: مضى أن أبا سلمة لم يسمعه من أبى سعيد، إنما سمعه بواسطة عنه، وأبو أمامة بن سهل: تابعى كبير؛ فالعمدة على طريقه، لكن يبقى أن ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو مشهور بالتدليس، فهذا علة الإسناد، لكن قد يقال: إن ابن إسحاق ممن لازم محمد بن إبراهيم التيمى وحمل عنه كثيرًا؛ وقد نص الحميدى - شيخ البخارى - وغيره على أن المدلس إذا روى عن شيخ له حديثًا لم يذكر فيه سماعًا منه؛ وكان هذا الشيخ ممن لازمه هذا المدلس وأكثر من الرواية عنه؛ حُمِلَ حديثه عنه على السماع وإن لم يذكر سماعه منه، ما لم يتيقن أنه لم يسمع منه حديثًا بخصوصه، فعلى هذا: يكون سند الرواية الماضية حسنًا مقبولًا، ولابن إسحاق فيه طريق آخر عن أبى سعيد، فرواه مرة أخرى فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن محيريز وأبى صرمة المازنى كلاهما عن أبى سعيد به نحو السياق الماضى به نحوه
…
وزاد في آخره: (وما عليكم أن لا تفعلوا، وقد قدر الله ما هو خالق من خلقه إلى يوم القيامة).
أخرجه ابن أبى شيبة [16609]، وعنه ابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 361/ ظلال]، ولم يذكر ابن إسحاق فيه سماعًا أيضًا، ورجاله كلهم ثقات رجال "التهذيب" وللحديث طريق آخر عن أبى سعيد: يرويه عياش بن عقبة عن موسى بن وردان عن أبى سعيد قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود يقولون: إن العزل هو الموؤودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت يهود وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أفضيت لم يكن إلا بقدر) أخرجه الطحاوى في "المشكل"[70/ 5]- واللفظ له - وفى "شرح المعانى"[3/ 31]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1453/ كشف]، من طريقين عن عياش بن عقبة به
…
وليس عند البزار قوله: [لو أفضيت
…
إلخ).
قال البزار: "لا نعلم روى موسى عن أبى سعيد إلا هذا، وهو صالح الحديث، روى عن أبى هريرة وأبى سعيد، ولا بأس به
…
" وقال الهيثمى في "المجمع" [4/ 546]: "رواه البزار، وفيه موسى بن وردان، وهو ثقة، وقد ضعف، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: والتحقيق بشأنه أنه (صدوق له أوهام) وهو متماسك إن شاء الله؛ ومن دونه ثقات؛ فالإسناد صالح إن كان موسى قد سمعه من أبى سعيد، وللحديث طرق أخرى وشواهد قد أتينا عليها في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" والله المستعان.
6012 -
حدَّثَنَا محمود بن خداشٍ، حدّثنا عباد بن العوام، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمؤمِنِ وَالْمؤْمِنَةِ: فِي جَسَدِهِ، وَمَالِهِ، وَوَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ".
6013 -
حدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا إسماعيل بن عياشٍ، قال: حدثنى عبد الرحمن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تُنْكَحُ الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَلا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَإِذْنُهَا السُّكُوتُ".
6012 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5912].
6013 -
صحيح: أخرجه البخارى [4843، 6567، 6569]، ومسلم [1419]، والترمذى [1107]، وأبو داود [2092]، والنسائى [3265، 3267]، وابن ماجه [1871]، وأحمد [2/ 434، 425، 250، 279]، والدارمى [2186].
والدارقطنى في "سننه"[3/ 238]، وابن الجارود [707]، والبيهقى في "سننه"[13460، 13477، 13478]، والطحاوى في شرح المعانى" [4/ 367]، وفى "المشكل" [14/ 193]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم 167]، وأبو عوانة [رقم 4238، 4239، 4240، 4241، 4242، 3243، 3244]، وجماعة من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وهو عند جماعة بنحوه.
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد توبع عليه يحيى: تابعه:
1 -
محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا: (تستأمر اليتيمة في نفسها؛ فإن سكتت فهو إذنها؛ وإن زبت فلا جواز عليها) أخرجه أبو داود [2093]- واللفظ له - والترمذى [1109]، والنسائى [3270]، وأحمد [2/ 259]، وابن حبان [4079، 4086]، والمؤلف [برقم 6019] وعبد الرزاق [10297]، وابن أبى شيبة [15983]، والبيهقى في "سننه"[13468، 13479]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 364]، وفى "المشكل"[14/ 186]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1703]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 99]، وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 156 - 157]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به.
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن".=
6014 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن الرومى، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْخيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِى الْخيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَثَلُ الْمنْفِقِ عَلَيْهَا كَالْمتَكَفِّفِ بِالصَّدَقَةِ".
= قلتُ: وسنده صالح.
2 -
وتابعه عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا: (البكر تستأمر، والثيب تشاور، قيل: يا رسول الله: إن البكر تستحى، قال: سكوتها رضاها) أخرجه أحمد [2/ 229]، وسعيد بن بن منصور [554]، وغيرهما من طريق هشيم عن عمر بن أبى سلمة به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات
…
والله المستعان.
6014 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3088]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 1121]، وابن حبان [4675]، والبيهقى في "سننه"[12672]، وأبو عوانة [رقم 7276]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
ولفظ أبى عوانة: (الخيل معقود في نواصيها الخير: الأجر والغنيمة، والمنفق عليها كالمتعفف يده بالصدقة في سبيل الله) ولفظ الطبراني في آخره: (والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها) وهو عند ابن حبان بالفقرة الثانية منه فقط.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، إلا أنه معلول، فقد خولف فيه معمر، خالفه إبراهيم بن سعد الزهرى، فرواه عن الزهرى فقال: عن سهل بن الحنظلية به مرسلًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[9/ 253]، ثم قال:"والمرسل أصح".
قلتُ: والحديث صحيح على كل حال؛ فللفقرة الأولى منه: طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
مضى منها طريقان [برقم 2640، 2641]، ولها شواهد كثيرة ثابتة، أما الفقرة الثانية:(ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة) فلها شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة، أصحها: ما رواه ابن وهب عن معاوية بن صالح عن نعيم بن أبى أبى طلحة عن أبى كبشة الأنمارى مرفوعًا: (الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة) أخرجه ابن حبان [4674]- واللفظ له - والحاكم [2/ رقم 100]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 849]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 2064]، والطحاوى في "شرح المعانى" =
6015 -
حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: أصدق كلمة تكلمت لها العرب قول لبيد: ألا كل شئ ما خلا الله باطل.
= [3/ 274]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 480]، وأبو عوانة [رقم 7294]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد رواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية فأوقفه على أبى كبشة، ولم يرفعه، كما أخرجه البخارى في "تاريخه"[8/ 95]، وكاتب الليث فيه ضَعْف؛ والموصول أصح.
6015 -
صحيح: أخرجه البخارى [3628، 5795، 6124]، ومسلم [2256]، والترمذى [2849]، وابن ماجه [3757]، وأحمد [2/ 248، 391، 393، 444، 458، 470، 480]، وابن حبان [5784]، وابن أبى شيبة [26016]، وابن راهويه [370]، والحميدى [1053]، والبيهقى في "الشعب"[5/ 6811]، وفى "سننه"[20753، 20890]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 269 - 270]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 116]، وجماعة كثيرة من طرق عن عبد الملك بن عمير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وزاد الجميع - سوى الترمذى والبغوى والبيهقى - وفى آخره: (وكاد أمية بن أبى الصلت أن يسلم) ولفظ الترمذى وابن حبان في أوله: (أشعر كلمة
…
) هذه عبارة الترمذى، وعبارة ابن حبان:(أشعر بيت) والعبارتان روايتان للإمام أحمد، والأولى رواية لمسلم، وهذا اللفظ ثابت من رواية إسرائيل والثورى عن عبد الملك بن عمير، ولم يتفرد به شريك القاضى عن عبد الملك، كما زعم بعض المتأخرين.
قلتُ: قد اختلف في سنده على عبد الملك، إلا أن هذا هو المحفوظ عنه كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[9/ 317 - 318]، واللَّه المستعان.
• تنبيه: سقط من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد [80/ 409]، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوهم كونه موقوفًا، وهو ثابت في الطبعة العلمية [5/ 304]، فانتبه يا رعاك الله. =
6016 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا أنس بن عياضٍ، عن أبى حازمٍ، عن أبى سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نَزَلَ الْقُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وَالْمِرَاءُ فِي الْقرآنِ كُفْرٌ - ثَلاثًا - مَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرَدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ".
6017 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، عن الزهرى، أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن، أَنه سمع حسان بن ثابتٍ الأنصارى، يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"، قال أبو هريرة: نعم.
6018 -
حَدَّثَنَا أبو يوسف الجيزى، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا سفيان الثورى، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمسْلِمِينَ الْجنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِمِئَةِ سَنَةٍ".
6016 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5897].
6017 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5885].
6018 -
صحيح: أخرجه الترمذى [2353، 2354]، وأحمد [2/ 296، 343]، وابن حبان [676]، وابن ماجه [4122]، وابن أبى شيبة [34392]، والنسائى في "الكبرى"[11348]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10382]، وفى "البعث والنشور"[رقم 397]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 91]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 84]، وهناد في "الزهد"[رقم 589]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 33] و [7/ 225]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ رقم 700/ طبعة الريان]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 225]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 122]، وجماعة من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وعند الترمذى وجماعة: (يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وهو خمسمائة عام).
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".=
6019 -
حَدَّثّنَا أبو يوسف الجيزى، حدّثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِذَا أَمْسَكَتْ فَهُوَ رِضَاهَا".
6020 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدَّثنا حمادٌ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة؛ وثابتٌ، عن أبى رافعٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ فِي الدُّنْيَا عَنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ فِي الآخِرَةِ".
6021 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، أخو حجاجٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بالْيَهُودِ".
= قلتُ: قد اختلف على محمد بن عمرو في متنه، لكن هذا هو المحفوظ عنه؛ وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
منها: ما رواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به مثل سياق الترمذى الماضى: أخرجه أحمد [2/ 512]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 307]، وجماعة، وسنده قوى، وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا.
6019 -
صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 6013].
6020 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 345، 510]، من طريقين عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
وعن حماد عن ثابت - هو البنانى - عن أبى رافع عن أبى هريرة به.
قلتُ: هذان إسنادان:
أما الأول: فهو حسن صالح. وهو عند الدارمى أيضًا [1769].
وأما الثاني: فهو صحيح مستقيم، وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به
…
مضى بعضها [برقم 1005].
6021 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5957].
6022 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن الأذرمى، حدثنا زيد بن الحباب، عن عمر بن أبى خثعم اليمامى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى بَعْدَ المغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلَتْ لَهُ بِعِبَادَةِ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ سَنَةً".
6022 - باطل: أخرجه الترمذى [435]، وابن ماجه [1167، 1374]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 819]، وابن خزيمة [1195]، وابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 452]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 473]، وابن شاهين في "الترغيب"[رقم 78]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 65/ مختصره]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 118]، والفخر بن البخارى في "مشيخته"[رقم 589]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 5588/ أطرافه/ الطبعة العلمية]، والآجرى في "فضل قيام الليل"[رقم 47]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 83 - 84]، والمخلص في "الفوائد المنتقاة"[8/ 34/ 1]، والعسكرى في "مسند أبى هريرة"[1/ 71]، وكما في "الضعيفة"[1/ 681]، وعبد الملك بن غازى الصراف القارئ في "مسموعه من ناصر بن أحمد الفارسى" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 420]، وغيرهم من طرق عن زيد بن الحباب عن عمر بن أبى خثعم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.
قال الدارقطنى: "تفرد به عمر بن أبى خثعم عن يحيى" وقال: الترمذى: "حديث أبى هريرة: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن خثعم، وسمعت محمد بن إسماعيل - يعنى البخارى - يقول: عمر بن عبد الله بن أبى خثعم منكر الحديث، وضعفه جدًّا".
قلتُ: وقال عنه أبو زرعة: "واهى الحديث؛ حَدَّث عن يحيى بن أبى كثير ثلاثة أحاديث؛ لو كانت في خمس مئة حديث لأفسدتها" وقال ابن عدي: "منكر الحديث" وقال ابن حبان: "كان ممن يروى الموضوعات عن ثقات الأئمة، لا يحل ذِكْرُه في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب"، ثم أنكر عليه هذا الحديث، وكذا أنكره عليه الذهبى في ترجمته من "الميزان" وكذا ابن القيم في "المنار المنيف"[ص 47 - 48]، وغيره.
والحديث ظاهر بطلانه سندًا ومتنًا، افته (عمر بن أبى خثعم) ويقال:(عمر بن خثعم) وهو: (عمر بن عبد الله بن أبى خثعم) نُسب لجده عند المؤلف وجماعة؛ وقد خلط ابن حبان بينه وبين (عمر بن راشد اليمامى) وتعقبه تلميذه الدارقطنى في هذا، كما نقله عنه المزى في ترجمة عمر =
6023 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا هشيمٌ، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ وَمَا كَانَ بَعْدَهُ مِنْ خَلِيفَةٍ - أرَاهُ قَالَ: إِلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الشرِّ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالا، فَمَنْ وُقِىَ الشَّرُّ فَقَدْ وُقِىَ".
6024 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".
6025 -
حَدَّثَنَا إسماعيل بن عبد الله بن خالدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، حدّثنا أبو سلمة، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَيَهُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ عَلَى الْمؤْمِنِ كَتَدَلِّى الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ".
= ابن راشد من "تهذيبه"[21/ 342]، وكذا في ترجمة (عمر بن أبى خثعم) وفى الباب: عن عمار بن ياسر وابن عمر وغيرهما، وكلها بواطيل.
6023 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5901].
6024 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5913].
6024 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [7333]، وابن عساكر في تاريخ [8/ 416]، من طريقين عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح ظاهره الاستقامة، وفى القلب منه شئ، وقد صَحَّح سنده المنذرى في "الترغيب"[4/ 211]، وقال الهيثمى في "المجمع" [10/ 610]:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح"، غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد - يعنى شيخ المؤلف - وهو ثقة".
قلتُ: والوليد بن مسلم وإن كان يدلس التسوية، إلا أنه صرح بسماعه وسماع شيخه عند ابن حبان، وهذا يكفى، والله المستعان.
وقد وجدت الحافظ العراقى قد عزا الحديث في "المغنى"[4/ 229]، إلى المؤلف، ثم جود سنده؛ والحديث أيضًا: أخرجه تمام في "فوائده"[1/ رقم 930]، ومن طريقه ابن عساكر [51/ 199]، من هذا الطريق به.
6026 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَفْسُ الْمؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِه، حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ".
6027 -
حَدَّثنَا عباد بن موسى، حدّثنا عباد بن عبادٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، ومحمد بن إبراهيم، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ؟ لأَن يَأْخُذَ حَبْلا فَيَحْتَطبَ وَيَأْكُلَ مِنْهُ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ منَعُوهُ".
6028 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق المسيبى، قال: حدثنى أنسٌ، عن يونس، عن ابن
6026 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5898].
6027 -
صحيح: أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 160]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[6/ 111 - 112]، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
دون قوله في أوله: (أيعجز أحدكم).
قلتُ: هذا إسناد صالح؛ وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
منها:
1 -
ما رواه مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا: (والذى نفسى بيده؛ لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتى رجلًا أعطاه الله من فضله؛ فيسأله أعطاه أو منعه).
أخرجه مالك [1815]- واللفظ له - ومن طريقه البخارى [1401]، والنسائى [2589]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3508]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 320]، وغيرهم، وتوبع عليه مالك على نحوه: تابعه ابن عيينة عند الحميدى [1057]، وأحمد [2/ 243]، وغيرهما.
2 -
ومنها: ما رواه ابن عيينة عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن أبى هريرة به نحو اللفظ الماضى في سياق أتم: عند الحميدى [1056]، والمؤلف [برقم 6674]، وأحمد [2/ 300]، وغيرهم من طريق ابن عيينة بإسناده به
…
وهو عند المؤلف دون السياقة الأتم.
قلتُ: وسنده صحيح حجة
…
وله طرق كثيرة كما ذكرنا.
6028 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5848].
شهاب، أنه قال: أخبرنى سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، أن أبا هريرة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَفِى أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَهْلَكْتَ أَمَّةً مِنَ الأمَمِ تُسَبِّحُ؟! ".
6029 -
حَدَّثَنَا كامل بن طلحة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسجد كبَّر، ثم يسجد، وَإذا قام من القعدة كبَّر، ثم قام.
6030 -
حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: نهى أن يتعجل قبل رمضان بيومٍ أو يومين.
6031 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا خالدٌ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُدْرَ مَا فَعَلَتْ، وَلا أُرَاهَا إِلا الْفَأْرَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا قُرِّبَ إِلَيْهَا أَلْبَانُ الشَّاةِ شَرِبَتْهُ؟! " قال أبو هريرة: فحدثت بهذا الحديث
6029 - حسن: هذا إسناد حسن صالح، رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" سوى محمد بن عمرو، وهو صدوق متماسك، وكامل بن طلحة: ثقة مشهور؛ لم يتكلم فيه بحجة، والله المستعان.
6030 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5999].
6031 -
صحيح: أخرجه البخارى [3129]، ومسلم [2997]، وأحمد [2/ 234]، وابن حبان [6258]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 200]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 93]، وغيرهم من طرق عن خالد الحذاء عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
وليس عند الطحاوى وابن حبان: قول أبى هريرة في آخره.
قلتُ: وقد توبع عليه خالد الحذاء، تابعه جماعة: منهم:
1 -
أشعث بن عبد الله بن جابر على نحوه باختصار دون قول أبى هريرة في آخره: أخرجه أحمد [2/ 497]، وسنده صحيح. =
كعبًا، فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال له مرارًا، فقال أبو هريرة: فنزلتْ عليَّ التوراة؟!
6032 -
حَدَّثّنَا أبو بكرٍ بن أبى شيبة، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذِي لا وَلَدَ لَهُ، قَالَ:"لا، بَلِ الَّذِي لا فَرَطَ لَهُ".
= 2 - وهشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (الفأرة مسخ، وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم؛ فتشربه، ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه، فقال له كعب - يعنى لأبى هريرة -: أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: أفأنزلت عليَّ التوراة).
أخرجه مسلم [2997]- واللفظ له - وعبد الرزاق [8399]، وعنه أحمد [2/ 279] و [2/ 411، 507]، والمؤلف [برقم 6061]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان به
…
وليس عند المؤلف: قول كعب لأبى هريرة.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط الشيخين.
3 -
وأيوب بن كيسان على نحو السياق الماضى إلا أنه قال في أوله: (فُقِدَ سبط من بنى إسرائيل، وذكر الفأرة .. ) أخرجه أحمد [2/ 289]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن أيوب به.
قلتُ: وهذا إسناد حجة؛ وقد توبع عليه عبد الوارث عن أيوب: تابعه حماد بن سلمة، لكن اختلف عليه في رفعه ووقفه، فرواه عنه عبد الأعلى السامى فقال: عن حماد عن حبيب بن الشهيد وهشام بن حسان وأيوب ثلاثتهم عن ابن سيرين عن أبى هريرة أحسبه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الفأرة يهودية، وإنها لا تشرب ألبان الإبل) أخرجه المؤلف [برقم 6060].
وخالفه الحسن بن موسى الأشيب، فرواه عن حماد بإسناده موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[10/ 37]، ويبدو لى: أن حمادًا قد اضطرب فيه، ولم يحفظ متنه أيضًا، كأنه رواه بالمعنى، وإلا فالمحفوظ عن ابن سيرين: هو مثل تلك الألفاظ الماضية عنه ونحوها؛ أما لفظ حماد الماضى: (الفأرة يهودية) فغير محفوظ عندى، وحماد كان قد تغير حفظه بآخرة، فلعل هذا من ذاك.
6032 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة في (مسنده) كما في "المطالب"[رقم 830]، ومن طريقه المؤلف به.
6533 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أبصر رجلًا يدعو بإصبعيه جميعًا فنهاه، وقال:"بإِحْدَاهُمَا بالْيَمِينِ".
= قلتُ: وهذا إسناد صالح، وأبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدى الشيخ الصدوق المحدث، وفيه كلام معروف؛ إلا أنه متماسك، واحتجاج الشيخين به يقويه؛ وقد قال الهيثمى في "المجمع" [3/ 96]:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 126]: "رواه أبو بكر بن أبى شيبة وعنه أبو يعلى الموصلى بسندٍ رجاله ثقات".
قلتُ: وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به .... منها حديث أَنس [برقم 3608]، وابن مسعود [برقم 5162].
6033 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [884]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 713]، من طريق عبد الله بن عمر بن أبان عن حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا حفص".
قلتُ: وحفص ثقة إمام حافظ قد تغير حفظه بأخرة، وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير؛ وليس في الحديث علة، سوى أنه قد اختلف على حفص في رفعه ووقفه، فرواه عنه عبد الله بن عمر بن أبان المعروف بـ (مشكدانة) على الوجه الماضى مرفوعًا، وتابعه أبو همام شجاع بن الوليد عند المؤلف هنا، وخالفهما أبو بكر بن أبى شيبة، فرواه عن حفص بإسناده به نحوه موقوفًا على أبى هريرة، ولم يرفعه، هكذا أخرجه في "المصنف"[29687].
وأخشى أن يكون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قد سقط من سند ابن أبى شيبة، فإن لم يكن؛ فالأقرب أن حفصًا قد اضطرب فيه ولم يضبطه، وقد مضى أنه تغير بآخرة، وتكلم جماعة في حفظه أيضًا، وربما يمكن القول بكون الوجهين جميعًا محفوظين، إلا أن هذا بعيد عندى، وكذا تغليط ابن أبى شيبة بعيدًا أيضًا، لكن للحديث طريق آخر عن أبى هريرة به نحوه
…
يرويه الأعمش والقعقاع بن حكيم كلاهما عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة به
…
لكن اختلف فيه على الأعمش والقعقاع معًا، كما مضى الكلام عليه في "مسند سعد"[برقم 793]، فينظر هناك: فإن كنا قد صححناه؛ فقد صح الحديث هنا، وإلا فهو ضعيف، وقد تراجعنا عنه، وليس الجزء الذي حققته من (مسند سعد) في يدى الآن، واللَّه المستعان.
6034 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا يحيى بن يمان، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الصرف، الدرهم بالدرهمين، وأبو بكرٍ، وعمر، وعثمان.
6035 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو خالد، عن هشامٍ، عن محمدٍ، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن امرأةً بغيًا رأت كلبًا في يومٍ حارٍ يطيف ببئرٍ، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له موقها، فغُفر لها.
6036 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى
6034 - صحيح: المرفوع منه فقط: هذا إسناد ضعيف معلول، ويحيى بن اليمان معروف بكثرة غلطه وخطئه في الأسانيد والمتون، وقد خولف فيه أيضًا، خالفه يحيى بن سعيد القطان، - وهو أثبت منه عشرين مرة، - فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين به مرسلًا، ليس فيه ذكر (عثمان) ولا أبى هريرة، هكذا أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 87].
وهذا هو المحفوظ عن هشام بلا ريب، نعم، للنهى عن الصرف: طريق آخر رواه جماعة عن ابن سيرين عن أبى صالح السمَّان عن أبى هريرة وأبى سعيد وجابر كلهم به
…
واثنان منهم رفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الطريق مضى الكلام عليه [برقم 1285]، فراجعه، وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
واللَّه المستعان.
6035 -
صحيح: أخرجه البخارى [3143، 3280]، ومسلم [2245]، وأحمد [2/ 507، 510]، وابن حبان [386]، والبيهقى في "سننه"[15597]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 232] وفى "الاستذكار"[8/ 498]، وغيرهم من طرق عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه.
6036 -
صحيح: أخرجه مسلم [1431]، وأبو داود [2460]، والترمذى [780]، وأحمد [2/ 489، 507]، وابن حبان [5306]، والنسائى في "الكبرى"[6611]، والبيهقى في "سننه"[14309]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 113 - 114]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 111]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 374]، وأبو عوانة [رقم 4187]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 3348]، وابن الأعرابى في "المعجم"[1395]، =
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا دُعِى أَحدُكُمْ فلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صائِمًا فلْيُصلِّ، وَإِنَّ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ".
6037 -
حدَّثنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أشعث، عن ابنِ سيرين، قال: قال أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَوِ اتَّبَعَنى وَآمَنَ بِى عَشْرَة مِنَ الْيَهُودِ، لأَسْلَمَ كُلَّ يَهُودِيٍّ"، قال: قال كعبٌ: اثنا عشر، تصديق ذلك في المائدة:{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} [المائدة: 12].
= والكلاباذى في "بحر الفوائد"[1/ 169]، وغيرهم من طرق عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به .. وليس عند الترمذى قوله:(وإن كان مفطرًا فليطعم) وهو رواية لأحمد، وزاد ابن الأعرابى:(والصلاة "الدعاء" وهى زيادة مدرجة من قول هشام بن حسان، كما بَيَّن ذلك رواية أبى داود، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" [7/ 32]، وكذا الطحاوى في "المشكل" [7/ 180]، وعند الترمذى: (فليصل) يعنى "الدعاء" ومثله رواية لأحمد والكلاباذى، وهى لفظ البيهقى أيضًا.
قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".
قلتُ: وله طريق آخر يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا بشطره الأول فقط، دون (وإن كان مفطرًا فليطعم) أخرجه مسلم [1150]، وأبو داود [2461]، والترمذى [781]، وابن ماجه [1750]، وأحمد [2/ 242]، والدارمى [1737]، والمؤلف [برقم 6280]، والنسائى في "الكبرى"[3269]، والحميدى [1012]، والجصاص في أحكام القرآن [1/ 297]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 374]، والشافعى في "سننه"[رقم 281/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 2679]، وأبو عوانة [رقم 2682، 4211]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2609، 2610]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن أبى الزناد به.
قلتُ: وسنده كالشمس، لا شك فيه ولا لَبْس، والله المستعان.
6037 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وأشعث: هو ابن سوار الضعيف المعروف، إلا أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه:
1 -
قرة بن خالد عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (لو تابعنى - وفى رواية: لو آمن - =
6038 -
حَدَّثَنَا أبو سعيدٍ الأشج، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن حجاجٍ، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ".
= عشرة من اليهود، لم يبق على ظهرها يهودى إلا أسلم) أخرجه مسلم [2793]، والبخارى [3725]، والشاموخى في "أحاديثه"[9]، وتمام في "فوائده"[2/ 1365]، والذهبى في "التذكرة"[1/ 198]، وابن عساكر في "تاريخه"[53/ 173]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 367]، وابن الضريس في "أحاديث مسلم بن إبراهيم الأزدى"[4/ 2]، كما في "الصحيحة"[5/ 194]، وغيرهم من طرق عن مسلم بن إبراهيم عن قرة به
…
ولفظ البخارى فيه اختصار، وهو قوله:(لآمن بى اليهود) وليس عند الجميع - سوى تمام والخطيب - قول كعب في آخره.
قلت: قال الإمام في "الصحيحة": "والحديث عزاه المناوى لمسلم، ولم أره عنده" كذا، وقد رأيت أنه في صُلْب مسلم.
2 -
وتابعه أبو هلال الراسبى محمد بن مسلم على مثله عن ابن سيرين إلا أنه قال في آخره: (لآمن بى كل يهودى على وجه الأرض) أخرجه أحمد [2/ 346، 363، 416]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 215]، والذهبى في "سير النبلاء"[2/ 621 - 622]، وغيرهم من طرق عن أبى هلال به
…
وفى رواية لأحمد بلفظ: (لو آمن عشرة من أحبار اليهود، آمنوا بى كلهم) وقول كعب في آخره: رواية لأحمد أيضًا وحده فقط.
قلت: وهذا إسناد صحيح في المتابعات أيضًا، وأبو هلال الراسبى: مختلف فيه! لكنه متابع كما مضى
…
والله المستعان.
• تنبيه: طريق أشعث عن ابن سيرين: وجدته عند بحشل في "تاريخ واسط"[ص 250/ طبعة عالم الكتب]، بإسنادٍ واهٍ إليه.
6038 -
صحيح: أخرجه الترمذى [721]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 180]، وأبو بكر بن المقرئ في "أحاديث الأربعين"[رقم 58/ ضمن جمهرة الأجزاء]، وغيرهم من طريق أبى خالد الأحمر عن الحجاج بن أرطاة عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به نحوه
…
زاد الترمذى والدارقطنى قوله: (فلا يفطر) بعد قوله: (شرب ناسيًا
…
) ولفظ ابن المقرئ: (من أكل أو شرب في رمضان وهو ناسٍ فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه).
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة: حسن صحيح".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: وهو كما قال؛ لكن سنده هنا معلول، فالحجاج ضعيف مضطرب الحديث، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه عليه:
1 -
سعيد بن بشير على نحو لفظ ابن المقرئ: عند الطبراني في "مسند الشاميين"[4/ رقم 2677]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 223]، من طريقين عن محمد بن عثمان أبى الجماهر عن سعيد به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى سعيد، لكنه نفسه ضعيف على التحقيق، وقد رواه عنه عمار بن مطر - وهو متكلم فيه - فقال: عن سعيد عن قتادة عن أبى رافع عن أبى هريرة به نحو لفظ ابن المقرئ الماضى
…
وزاد: (فلا قضاء عليه).
هكذا أخرجه الدرقطنى في "سننه"[2/ 178]، وهذا الوجه هو المحفوظ عن قتادة كما يأتى.
2 -
وتابعه حماد بن سلمة أيضًا بلفظ: (أن رجلًا سَأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنى كنت صائمًا فأكلت وشربت ناسيًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمك الله وسقاك، أتم صومك) أخرجه ابن حبان [3522]، والمؤلف [برقم 6058]، وغيرهما.
3، 4 - وتابعهم: يزيد بن إبراهيم التسترى والحسن بن دينار كلاهما عن قتادة عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو لفظ ابن المقرئ، أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 172]، بإسنادٍ ضعيف إلى يزيد والحسن به.
قلتُ: يزيد ثقة مشهور؛ إلا أنهم تكلموا في روايته عن قتادة خاصة، والحسن: قد تركه جماعة، والإسناد إليهما لا يثبت أيضًا، وقد خولف هؤلاء جميعًا في قتادة، خالفهم سعيد بن أبى عروبة، - وهو أثبت منهم جميعًا في قتادة، - فرواه عن قتادة فقال: عن أبى رافع - وهو نفيع الصائغ المدنى - عن أبى هريرة مرفوعًا: (من أكل أو شرب في صومه ناسيًا، فليتم صومه؛ فإن الله عز وجل أطعمه وسقاه).
أخرجه أحمد [2/ 489]- واللفظ له - وابن الجارود [390]، وابن راهويه [18]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 180]، وغيرهم من طرق عن سعيد به.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن قتادة بلا ريب، وهو الذي صوبه أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 747]، وقال:(وسعيد بن أبى عروبة أحفظ) يعنى ممن رواه عن قتادة على غير هذا اللون، وسنده صحيح إن كان قتادة سمعه من أبى رافع الصائغ، لكن للحديث طرق أخرى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منها: ما رواه حماد بن سلمة - عن أيوب بن كيسان - واختلف عليه فيه - وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان ثلاثتهم عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى كنت صائمًا؛ فأكلت وشربت ناسيًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أطعمك وسقاك، أتم صومك).
أخرجه المؤلف [برقم 6058]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 180]، من طريق عبد الأعلى السامى عن حماد به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وهو عند ابن حبان [3522]، من طريق آخر عن حماد بإسناده به. . . دون (هشام بن حسان) في سنده، وقد توبع حماد في روايته عن هشام وحده عن ابن سيرين: تابعه يزيد بن زريع وابن عليّة وغندر وروح بن عبادة غيرهم كلهم عن هشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه) أخرجه مسلم [1155]- واللفظ له - والبخارى [1831]، وأحمد [2/ 425، 491، 513]، والدارمى [1726]، وابن خزيمة [1989]، وابن حبان [3519]، والبيهقى في "سننه"[7860]، وفى "المعرفة"[رقم 2616]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 291]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2619]، وجماعة غيرهم.
قلتُ: وقد توبع عليه هشام: تابعه غير واحد: منهم:
1 -
عوف الأعرابى عن خلاس بن عمرو وابن سيرين كلاهما عن أبى هريرة به نحو اللفظ الماضى: أخرجه البخارى [7860]، والترمذى [7860]، وابن ماجه [1673]، وأحمد [2/ 395]، وابن راهويه [117]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 279]، والبيهقى في "سننه"[7861]، وابن الجارود [389]- وليس عنده ابن سيرين في سنده - والذهبى في "التذكرة"[2/ 612]، وجماعة غيرهم من طرق عن عوف الأعرابى به.
قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".
قلتُ: وتابعه أيضًا.
2 -
عمران بن خالد الخزاعى عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو اللفظ الماضى
…
عند المؤلف [برقم 6071].
وعمران قد ضعفوه، وهو من رجال "اللسان"[4/ 345]، لكنه متابع عليه كما مضى.=
6039 -
حَدَّثَنَا مسلم بن أبى مسلمٍ الجرمى، حدّثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلا ثَلاثَ كَذِبَاتٍ، كُلُّهُنَّ فِي الله: قَوْلُهُ: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)} [الصافات: 89]، وَقَوْلُهُ:{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خَرَجَ إِبْراهِيمُ عليه السلام، يَسِيرُ فِي أَرْضِ جَبَّارٍ مِنَ الجبَابرَةِ وَمَعَهُ سَارَةُ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ
= 3، 4 - وحبيب بن الشهيد وأيوب السختيانى: كما مضى في رواية حماد بن سلمة عند المؤلف وابن حبان وابن عبد البر؛ وفاتنا: أنها أيضًا: عند أبى دود [2398]، وأبى عوانة [رقم 2836]، وغيرهما.
وقد خولف حماد في سنده عن أيوب خاصة، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" مع سائر طرق الحديث عن أبى هريرة، وكذا شواهده عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
واللَّه المستعان.
6039 -
صحيح: أخرجه داود [2212]، وابن حبان [5737]، والنسائى في "الكبرى"[8374]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 100]، وابن عساكر في تاريخ [6/ 180] و [69/ 184]، والطبرى في "تفسيره"[21/ 64/ طبعة الرسالة]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 15702/ طبعة المكتبة العصرية]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 331]، والكلابذى في "بحر الفوائد"[ص 337/ الطبعة العلمية]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان [وقرن معه خالد الحذاء عند الخرائطى]، عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به نحوه .... وهو عند الطبرى مختصرًا بذكر الثلاث كذبات فقط، دون سياق قصة الكذبة الثالثة، وانتهى سياق أبى داود عند قوله: (وأنت أختى في الإسلام
…
) وعنده مكانها: (إنك أختى في كتاب الله) وزاد: (فلا تكذبينى عنده
…
).
أما سياق ابن أبى حاتم فقد انتهى عند قوله: (ومعه سارة
…
) وأما سياق أبى الشيخ وأبى نعيم والكلاباذى: فقد انتهى عند قول إبراهيم عليه السلام: (قال: أختى
…
) وقول ابن سيرين في آخره: ليس عند الجميع سوى ابن حبان وحده، وهو عنده من قول أبى هريرة، فكأن ابن سيرين أخذه منه! وزاد هو والنسائى والخرائطى في آخره من قول إبراهيم عليه السلام:(فقال: مهيم؟! فقالت: قد كفى الله كيد الكافر، وَأَخدَمَنِى هاجر) لفظ النسائي.=
النساءِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْجَبَّارَ أَنَّ فِي عَمَلِكَ رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مَا رَأَى الرَّاؤُونَ أَجْمَلَ مِنْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَرْأَةِ؛ مَنِ الْمرْأَةُ الَّتِى مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِى، قَالَ: فَابْعَثْ بِهَا إِلَيَّ، فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولًا، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ سَأَلَنِى عَنْكِ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِى، وَأَنْتِ أُخْتِى فِي الإِسْلامِ، وَسَأَلَنِى أَنْ أُرْسِلَكِ إِلَيْهِ، فَاذْهَبِى إِلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ سيَمْنَعُهُ مِنْكِ، قَالَ: فَذَهَبَتْ إِلَيْهِ مَعَ رَسُولِهِ، وَلَمَّا أَدْخَلَهَا عَلَيْهِ وَثَبَ إِلَيْهَا، فَحُبِسَ عَنْها، فَقَالَ لَهَا: ادْعِى إِلَهَكِ الَّذِى تَعْبُدِينَ أَنْ يُطْلِقَنِى، وَلا أَعُودُ فِيمَا تَكْرَهِينَ،
= قلتُ: وسنده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد وهم ابن كثير في "تفسيره"[5/ 349/ طبعة دار طيبة]، وعزاه للشيخين من هذا الطريق، وهى غفلة مكشوفة، بل أخرجاه من طريق آخر عن ابن سيرين: فرواه جرير بن حازم عن أيوب السختيانى عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو سياق المؤلف إلا أنه زاد في آخره: (فأتته وهو يصلى، فأومأ بيده: مهيا، قالت: رد الله كيد الكافر - أو الفاجر - في نحره، وأخدم هاجر) قال أبو هريرة: (تلك أمكم يا بنى ماء السماء).
أخرجه البخارى [3179]- ولفظ الزيادة له -[ورقم 4796]، ومسلم [2271]، والبيهقى في "سننه"[14921]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 616]، واللالكائى في "كرامات الأولياء"[رقم 35/ طبعة دار طيبة]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[ص 337]- وعنده إشارة - وغيرهم من طريق جرير به.
قلتُ: قد اختلف في سنده على أيوب على ثلاثة ألوان، فرواه عنه جرير كما مضى؛ ورواه عنه حماد بن زيد فأوقفه على أبى هريرة، ورواه عنه ابن علية فأرسله، وكل ذلك محفوظ على التحقيق، وَرَفْعُه صحيح عن أبى هريرة كما يقول الدارقطنى في "العلل"[8/ 106]، فله عنه طريق آخر صحيح أيضًا
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
• تنبيه مهم: روى هذا الحديث جماعة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة فقالوا في أوله: (إن إبراهيم لم يكذب إلا في ثلاث: ثنتين في ذات الله
…
) كما وقع عند أبى داود والنسائى وابن حبان وجماعة كما مضى تخريج هذا الطريق؛ ثم جاء مخلد بن الحسين المهلبى وخالف الجماعة في هذا الحرف، فرواه عن هشام عن اين سيرين عن أبيه هريرة مرفوعًا: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، كلهن في الله
…
). =
فَدَعَتِ اللَّهَ فَأَطْلَقَهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِى جَاءَ بِهَا: أَخْرِجْهَا عَنِّى فَإِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِى بِإِنسِيَّةٍ، إِنَّمَا أَتَيْتَنِى بِشَيْطانَةٍ، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَاسْتَوْهَبَهَا منْهَا، فَوَهَبَتْهَا لَهُ"، قال محمدٌ: فهى أمكم يا بنى ماء السماء، يعنى العرب.
= كذا قال: (كلهن في الله)، ومخلد هذا ثقة عاقل شريف، وكانت أمه تحت هشام بن حسان؛ لكن رواه عنه (مسلم بن أبى مسلم الجرمى) عند المؤلف؛ فجاء بعض مُحَدِّثى عصرنا من الأفاضل: وحمل تبعة الوهم في ذلك الحرف على أكتاف مسلم هذا، وأنه قد غلط فيه على مخلد بن الحسين، وأيَّد ذلك بكون مسلم هذا قد اختلف فيه! وهو من رجال "اللسان"[6/ 32]، فتعصيب الوهم برقبته أولى من تعصيبه برقبة شيخه الثقة المأمون.
كذا قال هذا المحدث الفاضل! وهو كما قال، لكن يعكر عليه، أن عمرو بن عليّ الفلاس قد روى هذا الحديث عن عبد الوهاب الثقفى عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا:(إن إبراهيم لم يكذب قط، إلا ثلاث كذبات، كل ذلك في ذات الله .... ) هكذا أخرجه البزار في "مسنده" كما في "البداية" لابن كثير [1/ 150 - 151 طبعة مكتبة المعارف].
وهذا اللفظ هو قريب من رواية مسلم عن مخلد التى عند المؤلف، فبرئت بذلك ذمة مسلم من تبعة الوهم في ذلك الحرف، وصحَّت الروايتين جميعًا، أعنى رواية من قال: (ثنتين في ذات الله
…
) والرواية الماضية، اللَّهم إلا أن يقال: قد تكون تلك الرواية التى عند البزار قد وهم فيها من دون عبد الوهاب الثقفى عليه، فإن أبا داود قد رواه عن أبى موسى الزمن عن عبد الوهاب الثقفى عن هشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة بلفظ (إن إبراهيم لم يكذب قط؛ إلا ثلاثًا: ثنتان في ذات الله
…
) مثل رواية الجماعة عن هشام.
وأخشى أن يكون الحافظ البزار هو الواهم في روايته على من فوقه من الثقات، فقد وصفه الدارقطنى بكثرة الخطأ، كما في ترجمته من "تاريخ مدينة السلام"[4/ 334]، نعم: يؤيد ثبوت تلك الرواية: (كلهن في الله): أن ابن إسحاق قد روى الحديث فقال: حدثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن إبراهيم لم يكذب إلا ثلاثًا في ذات الله) أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" وعنه صاحبه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" بإسناد مستقيم إلى ابن إسحاق به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح، حدّث به ابن إسحاق في كتابه "المغازى" كما أشار أبو الشيخ =
6040 -
حَدَّثَنَا بشر بن سيحان، حدّثنا حرب بن ميمون، حدّثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا، فأخرج إليه صُبَرًا من تمرٍ، فقال: ما هَذَا يَا بِلالُ؟! " قال: تمرٌ ادخرته يا رسول الله، قال: "أَمَا خِفْت أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟ " أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخَافَن مِنْ ذِى الْعَرْشِ إِقلالًا".
= الحافظ؛ ورواية ابن إسحاق في "المغازى"، فوق روايته في غيرها على التحقيق، وقد نص عليه جماعة من النقاد؛ فالحاصل: أن الأقرب عندى: ثبوت الروايتين جميعًا عن هشام بن حسان، يعنى قوله:(كلهم في الله) وقوله: (ثنتان في ذات الله)، وَيُنْظَر في الجمع بينهما على وجه سائغ غير مستكره، ولا أنشط له الآن، وإن كانت الرواية الثانية أصح؛ لثبوتها أيضًا في رواية جرير عن أيوب عن ابن سيرين
…
الماضى تخريجها قريبًا
…
والحمد للَّه على كل حال.
6040 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير"[1/ رقم 1025]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 280] و [6/ 274]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 332]، وغيرهم من طريق بشر بن سيحان عن حرب بن ميمون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
وهو عند القطيعى ورواية لأبى نعيم: بالجملة الأخيرة منه فقط، وهى:(أنفق بلال، ولا تخشى من ذى العرش إقلالًا).
قال أبو نعيم: "غريب من حديث هشام، تفرد به حرب".
قلتُ: وحرب بن ميمون هذا: هو صاحب الأغمية كما وقع منسوبًا في رواية عند أبى نعيم؛ وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، بل قال عنه سليمان بن حرب:(هذا أكذب الخلق) وضعفه الجماعة أيضًا، بل قال الحافظ في "التقريب":(متروك الحديث مع عبادته) وهو مترجم في "التهذيب"(تمييزًا) عن (حرب بن ميمون الأنصارى البصرى الأكبر) ذلك الثقة الصدوق من رجال مسلم والترمذى وابن ماجه في (التفسير) وقد فرق بينهما غير واحد من النقاد، وميزوا الأول صاحب الأغمية بـ (الأصغر)، والثانى الثقة بـ (الأكبر)، وقد غفل الإمام من كل هذا، وظن أن (حرب بن ميمون) صاحب هذا الحديث: هو الأكبر الثقة، وجود سند الحديث في "الصحيحة"[6/ 347]، ولم يفعل شيئًا، والإسناد منكر جدًّا من هذا الوجه، وله طرق أخرى عن ابن سيرين به
…
وكلها مناكير.
والمحفوظ: عن ابن سيرين في هذا الحديث مرسل، وفى الباب عن بلال وابن مسعود وعائشة، وكلها مناكير أيضًا، وقد غلط مَنْ حَسَّن بعض أسانيد هذا الحديث، أو قواه بطرقه وشواهده،=
6041 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم الغنم بين أصحابه من الصدقة، تقع الشاة بين الرجلين، فيقول أحدهما: دع لى نصيبك أتزوج به.
6042 -
حَدَّثَنَا بشر بن سيحان، حدّثنا حرب بن ميمون، حدّثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَان أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَعَرَضَتْ لَهُ حَاجَةٌ، فَإِنَّ التَّسْبِيحَ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقَ لِلنِّسَاءِ".
= وقد أطلق الحافظ العراقى أن الحديث ضعيف من جميع طرقه، كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[3/ 61]، ونحوه في تخريج أحاديث "الإحياء"[4/ 128] ولا يصح في هذا الباب حديث قط، إنما المحفوظ فيه: مراسيل عن ابن سيرين وأبى حصين الأسدى وغيرهما، واللَّه المستعان.
6041 -
ضعيف: هذا إسناد مذكر مثل الذي قبله، قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [4/ 42]:"هذا إسناد فيه مقال، بشر بن سيحان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أغرب" وباقى رجال الإسناد رجال الصحيح".
قلتُ: وهذه غفلة مكشوفة جدًّا، وحرب بن ميمون في سنده ليس من رجال أحد الستة أصلًا، وهو العبدى أبو عبد الرحمن العابد المعروف بـ (الأصغر) شيخ ضعيف عندهم، بل كذبه سليمان بن حرب كما سبق في الحديث الماضى؛ وهو آفة الإسناد دون بشر بن سيحان ذلك الصدوق الصالح؛ وكأن البوصيرى قد خال (حرب بن ميمون) أبا الخطاب الأنصارى مولى النضر المعروف بـ (الأكبر) ذلك الثقة المشهور، فهو المحتج به في "صحيح مسلم" وهو غير (حرب بن ميمون العبدى) صاحب هذا الحديث، وقد فرق بينهما غير واحد من النقاد.
ثم جاء النور الهيثمى وقال في "المجمع"[4/ 517]: "رواه أبو يعلى، وفيه حرب بن ميمون العبدى، وهو ضعيف، ووثقه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: كذا قال، والرجل لم يوثقه إلا من تساهل البتة، فكيف بإمام المتعنتين أبى حاتم؟! وإنما قال عنه "شيخ" وهذه الكلمة في إفادتها ضعف الرجل أظهر عشرين مرة من توثيقه، والهيثمى ليس دقيقًا في نقل عبارات الأئمة في "الجرح والتعديل"، بل لا يعتمد عليه في هذا أصلًا، كما بينته في غير هذا المكان، والله المستعان.
6042 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5955].
6043 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا ابن مباركٍ، وعباد بن العوام، عن هشامٍ، عن محمدٍ، عن أبى هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يصلى الرجل مختصرًا.
6044 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا عبدة، عن ابن إسحاق، عن المغيرة بن أبى لبيد، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ ترْسِلْهَا تَأْكلْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ فِي رِبَاطِهَا، وَدَخَلَتْ مُومِسَةٌ الجَنَّةَ، مَرَّتْ بِكلْبٍ عَلَى طَوى يُرِيدُ المَاءَ وَلا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ظَمْآنَ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا - أَوْ مُوزَجَهَا - فَرَبَطَتْهُ فِي نِطَاقِهَا - أَوْ خِمَارِهَا - ثُمَ نَزَعَتْ لَهُ فَسَقَتْهُ حَتَّى أَرْوَتْهُ".
6045 -
حَدَّثَنَا أبو إبراهيم الترجمانى، حدّثنا صالحٌ المرى، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نتنازع في القَدَرِ، فغضب حتى احمرَّ وجهه، فكأنما فقئ على وجهه حب الرمان، ثم أقبل علينا، فقال:"أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟! أَبِهَذَا أرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ؟! إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمَّا تَنَازَعُوا فِي هَذَا الأَمْرِ، إِنِّي عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلا تَنَازَعُوا فِيهِ".
6043 - صحيح: أخرجه البخارى [1162]، ومسلم [545]، والنسائى [890]، والترمذى [383]، وأبو داود [947]، وأحمد [2/ 331، 339]، والدارمى [1428]، وابن خزيمة [908]، وابن حبان [2285]، والحاكم [1/ 396]، وابن أبى شيبة [4598]، وابن الجارود [220]، والبيهقى في "سننه"[3379، 3380]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 247]، وأبو عوانة [رقم 1546، 1547، 1548، 1549]، وجماعة من طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
ولفظ أبى داود وابن الجارود وغيرهما: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة).
قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد رواه غير واحد عن ابن سيرين به
…
والله المستعان.
6044 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5935].
6045 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6035].
6046 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا أبو خالدٍ، عن هشامٍ، عن محمدٍ، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا تَعُدُّونَ الرَّقوبَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذى لا وَلَدَ لَهُ، قَالَ: بَلْ هُوَ الَّذِي لا فَرَطَ لَهُ.
6047 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا قرة، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، وأبو بكرٍ، وعمر، ومن هو خيرٌ منهما، وسجد في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وأبو بكرٍ، وعمر، ومن هو خيرٌ منهما.
6048 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن معاذ بن معاذٍ العنبرى، حدّثنا أبى، حدّثنا عوفٌ، عن
6046 - حسن: أخرجه الترمذى [2133]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 372]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[1/ رقم 52]، وابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1983]، وعليّ بن عمر الحربى في، "الفوائد المنتقاة"[رقم 41]، والبيهقى في القضاء والقدر [رقم 377]، وغيرهم من طرق صالح بن بشير المرى عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المرى، وصالح المرى له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها".
قلتُ: وهذا الحديث منها، وصالح لم يكن بصالح في حفظه، وأقل ما يقال فيه:"ضعيف منكر الحديث" وقد تركه جماعة؛ وما هو مما يطاق له تفرده عن هشام بن حسان أصلا، وحديثه هذا أنكره عليه ابن حبان في "المجروحين" لكن في الباب عن جماعة من الصحابة:
أصحها - نحو هذا السياق - حديث عبد الله بن عمرو قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال: بهذا أمرتم؟! أو لهذ خلقتم؟! تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم) أخرجه ابن ماجه [85]، وجماعة كثيرة، وسنده حسن صالح. وفى الباب عن أنس بن مالك، وقد مضى الكلام عليه [برقم 3121]، والله المستعان.
6047 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 6032].
6048 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5996].
محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلا بِأُمَّهَاتِكُمْ، وَلا بِالأَنْدَادِ، وَلا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ".
6049 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد بن الجعد، حدّثنا قتادة، أن محمد بن سيرين، حدثه، أن أبا هريرة حدثه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قضى في المصراة، إذا اشتراها الرجل حلبها، فهو بالخيار إن شاء أمسك، وإن شاء ردها، ومعها صاعًا من تمرٍ.
6050 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد بن الجعد، حدّثنا قتادة، أن محمد بن سيرين،
6049 - صحيح: أخرجه أبو داود [3248]، والنسائى [3769]، وابن حبان [4357]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4575]، والبيهقى في "سننه"[19613]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 367]، وفى "الاستذكار"[5/ 205]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 228]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن معاذ العنبرى عن أبيه عن عوف الأعرابى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا معاذ".
قلتُ: وظاهر سنده الصحة، رجاله كلهم ثقات أثبات رجال الشيخين؛ لكن خولف عوف الأعرابى في وَصْله، خالفه أيوب السختيانى، فرواه عن ابن سيرين به مرسلًا بالنهى عن الحلف إلا باللَّه فقط، هكَذا أخرجه عبد الرزاق [15921، 16034].
وهذا الوجه هو الذي صححه الدارقطنى في "العلل"[10/ 57]، لكن يظهر لى صحة الوجهين جميعًا، وابن سيرين كان كثير التوقيف في الرواية! وقد عُهِدَ منه إرسال ما وصله، وربما أوقفه ولم يرفعه، ويكون كل ذلك ثابتًا عنه برواية "الثقات" من أصحابه؛ كما مضى مثيل ذلك في الحديث الماضى [رقم 6039]، فقد رواه عنه أيوب على ثلاثة ألوان، تارة عنه عن أبى هريرة به موصولًا، وتارة يوقفه ولا يرفعه، وتارة يرسله، وكل ذلك محفوظ عن أيوب عنه، فكأنه سمعه موصولًا وموقوفًا، ثم كان يفتر فيرسله.
وحديثنا هنا من هذا القبيل إن شاء الله؛ فيحمل الوجه المرسل: على أن ابن سيرين كان يفتى به الناس، فإذا جلس للرواية: أقام إسناده، وشَيَّد بنيانه، هذا ما عندى؛ وللحديث شواهد ثابتة، لكن دون هذا التمام: والله المستعان.
6050 -
صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 245]، من طريق المؤلف به
…
=
حدثه، أن أبا هريرة حدثه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قضى أن العجماء جبارٌ، والمعدن جبار، والبئر جبارٌ، وفى الركاز الخمس.
= قال ابن عدى: "لا أعلم روى هذا الحديث عن قتادة غير حماد بن الجعد".
قلتُ: وحماد هذا ضعيف عندهم، وهو من رجال "التهذيب" لكن الحديث صحيح ثابت، وله طرق عن ابن سيرين به
…
منها:
1 -
ما رواه قرة بن خالد عن بن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام؛ فإن ردها رد معها صاعًا من طعام لا سمراء).
أخرجه مسلم [1524]، والترمذى [1252]، وابن الجارود [621]، والبيهقى في "سننه"[10512]، وفى "المعرفة"[رقم 3533]، وأبو عوانة [رقم 4960]، وجماعة غيرهم.
2 -
ورواه حماد بن سلمة عن هشام بن حسان وحيب بن الشهيد وأيوب السختيانى ثلاثتهم عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو اللفظ الماضى: أخرجه أبو داود [3444]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 74]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2400]، والبيهقى في "سننه"[10502]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 19]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 213]، وفى "الاستذكار"[6/ 534]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به.
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وتحرف (هشام بن حسان) عند الطحاوى إلى (هشام بن عروة) وفد توبع عليه حماد عن هشام وأيوب:
1 -
أما هشام: فرواه عنه جماعة عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو اللفظ الماضى أيضًا: أخرجه ابن ماجه [2239]، وأحمد [2/ 507]، والدارمى [2553]، والمؤلف [برقم 6065]، وابن الجعد [2995]، وابن الجارود [566]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 253 - 204]، وأبو عوانة [رقم 4962، 4963]، و [رقم 5490]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان به .. ولفظ ابن الجارود قريب من لفظ المؤلف مع قوله:(لا سمراء).
قلتُ: وسنده حجة! لكن رواه بعضهم عن هشام فأوقفه على أبى هريرة، كعبد الرزاق في المصنف [14859]، والوجهان محفوظان.
2 -
وأما أيوب: فرواه عنه ابن عينة بلفظ (من اشترى شاة مصراة فهو بخير النظرين، إن شاء أمسكها، وإن شاء ردها وصاعًا من تمر، لا سمراء). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه مسلم [1524]- واللفظ له - والنسائى [4489]، وأحمد [2/ 248]، والحميدى [1029]، وابن الجارود [565]، وأبو عوانة [رقم 4961]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة به.
قلتُ: وهكذا رواه معمر وحماد بن سلمة عن أيوب مرفوعًا، وخالفهم حماد بن زيد وابن عليّة، فروياه عن أيوب فأوقفاه على أبى هريرة، والوجهان محفوظان، وهكذا رواه جماعة آخرون عن ابن سيرين عن أبى هريرة به مرفوعًا وموقوفًا، وكل ذلك صحيح.
وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبى هريرة به نحوه
…
يأتى منها حديث ابن عيينة عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا: (لا تلقوا الركبان للبيع، ولا تصروا الإبل والغنم، من ابتاع من ذلك شيئًا فهو بخير النظرين؛ فإن شاء أمسكها، وإن شاء ردها ومعها صاع تمر) أخرجه المؤلف [برقم 6267]، والنسائى [4487]- واللفظ له - وأحمد [2/ 242]، والشافعى [رقم 468/ ترتيبه]، والحميدى [1028]، والبيهقى في "المعرفة"[3530]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة به.
قلتُ: وسنده حجة، وقد توبع عليه ابن عيينة:
1 -
تابعه مالك على نحوه
…
وزاد في أوله: (لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا، ولا بيع حاضر لباد
…
).
أخرجه في "الموطأ"[1366]، ومن طريقه البخارى [2043]، ومسلم [1515]، وأبو دود [3443]، وابن حبان [4970]، والشافعى [918]، والمؤلف [برقم 6345]، والبيهقى في "سننه"[10494، 10683]، وفى "المعرفة"[رقم 3529]، والبغوى في "شرح السنة"[8/ 115]، وأبو عوانة [رقم 4899]، وجماعة من طرق عن مالك به
…
ولفظ الزيادة لمالك في "الموطأ" وقوله: (ولا تناجشوا) ليس عند أبى داود، وليست الزيادة كلها عند ابن حبان والشافعى ومن طريقه البيهقى في "المعرفة".
2 -
وتابعه عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه به
…
جمع الزيادة الماضية: عند المؤلف [برقم 6321]، وسنده صحيح إليه
…
واللَّه المستعان.
وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" ولله الحمد.
6051 -
حدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا أبو خالدٍ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"غُفِرَ لِرَجُلٍ أَخَّرَ غُصْنًا عَنْ طَرِيقٍ".
6052 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن الحسن الأسدى، حدّثنا أبو هلالٍ، حدّثنا محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ الْمُؤمِنِ فسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".
6051 - صحيح: هذا إسناد جيد؛ رجاله رجال "الصحيح"، وأبو خالد: هو الأحمر: سليمان بن حيان الصدوق المتماسك، وشيخه: هو هشام بن حسان الإمام الحافظ؛ وللحديث طريق أخرى عن أبى هريرة بها نحوه في سياق أتم
…
منها:
1 -
ما رواه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدنى عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا: (بينما رجل يمشى في طريق، إذ أبصر بعض شوك؛ فقال: والله لأرفعن هذا، لا يصيب أحدًا من المسلمين، فرفعه، فغفر الله له).
أخرجه المؤلف [برقم 6485]- واللفظ له - وأحمد [2/ 485]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 550] وغيرهم من طريقين عن العلاء به.
قلتُ: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم.
2 -
ومنها: ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أبى رافع الصائغ عن أبى هريرة مرفوعًا: (إن شجرة كانت تؤذى المسلمين، فجاء رجل فقطعها؛ فدخل الجنة) أخرجه مسلم [1914]- واللفظ له - وأحمد [2/ 304، 343، 416]، وابن راهويه [32]، والمؤلف [برقم 6424]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به.
قلتُ: وسنده صحيح حجة
…
وله طرق أخرى ثابتة أيضًا.
6052 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3940]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 5723]، وابن أبى شيبة [13242]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[1/ رقم 591]، وفى "ذم الكذب"[رقم 129]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 143]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 173]، والعقيلى [4/ 50]، والطبرانى أيضًا في "الدعاء"[رقم 2048]، وغيرهم من طريق محمد بن الحسن بن الزبير الأسدى المعروف بـ (التل) عن أبى هلال محمد بن سليم الراسبى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به. =
6053 -
حَدَّثَنَا زهير بن حربٍ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن محمدٍ، عن أبى هريرة، قال: نادى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيصلى أحدنا في ثوبٍ واحدٍ؟ قال:"إِذَا وَسَّعَ الله عَلَيْكُمْ، فَأَوْسِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فِي إِزَارٍ وَقَمِيصٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَبَاءٍ - قَالَ: وَأحْسَبُهُ - فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ".
= قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن سيرين: إلا أبو هلال؛ تفرد به محمد بن الحسن، ولا يروى عن أبى هريرة إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: بل رُوِىَ من طرق أخرى عن أبى هريرة، إلا أنها كلها مناكير، مثل هذا الطريق الذي يقول عنه البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [2/ 269]:"هذا إسناد حسن، أبو هلال اسمه محمد بن سليم مختلف فيه، وكذلك محمد بن الحسن".
كذا، ومحمد بن الحسن: إلى الضعف أقرب، وقد أنكر عليه العقيلى وابن عدى هذا الحديث، وساقاه في ترجمته، وشيخه أبو هلال له مناكير أيضًا، ولا يحتمل له التفرد عن مثل ابن سيرين أصلًا، وقد روى منخل بن حكيم هذا الحديث عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبى هريرة به مثله
…
عند الخطيب في "تاريخه"[3/ 397]، وأبى نعيم في "الحلية"[8/ 359]، من طريق داود الخريبى عن منخل به.
قلتُ: وهذا غير محفوظ أيضًا، ومنخل هذا أورده ابن عدى في "الكامل"[6/ 427]، وقال:(ليس بالمعروف) ونقل عن ابن معين قوله: "لا أعرفه".
قلتُ: لكن الحديث صحيح ثابت، وقد مضى من حديث ابن مسعود [برقم 4991، 5276، 4988، 5119، 5332، 5346].
6053 -
صحيح: أخرجه مسلم [515]، وأحمد [2/ 230]، والسراج في "مسنده"[1/ 162، 164]، وابن حبان [1714]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل ابن علية عن أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
وهو عند مسلم وأحمد والسراج بالفقرة الأولى منه فقط، وزادوا:(فقال: أو كلكم يجد ثوبين؟!).
قلتُ: في سياق المؤلف وعنه ابن حبان إدراج، فقوله: (إذا وسع الله عليكم
…
إلخ) كله مدرج من قول عمر بن الخطاب، بين ذلك حماد بن زيد في روايته هذا الحديث عن أيوب عن =
6054 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأَسْلَمُ وَغِفَارُ، وَشىْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ أَوْ شَىْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ - خَيْرٌ عَنْدَ اللَّهِ، قَالَ: أحْسَبُهُ قَالَ؟ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَسَدٍ، وَغَطَفَانَ، وَهَوَازِنَ، وَتَمِيمٍ".
6055 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "فِي الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُ إِياهُ"، وَقَالَ: بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا وَيُزَهِّدُهَا.
= ابن سيرين عن أبى هريرة به مثل سياق المؤلف إلا أنه زاد عقب الفقرة الأولى: (أو كلكم يجد ثوبين؟!) ثم قال: (ثم سأل رجل عمر؟! فقال: إذا وسع الله فأوسعوا
…
) وساق الحديث: هكذا أخرجه البخارى [358]، والبيهقى في "سننه"[3092]، وفى "الآداب"[رقم 585]، وهكذا رواه حماد بن سلمة عن عاصم الأحول وأيوب وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان كلهم عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحو رواية حماد عن أيوب الماضية: أخرجه ابن حبان [2306].
وقد نَبَّه على هذا الإدراج: الحافظ في "الفتح"[1/ 476]، والسخاوى في "المقاصد"[ص 97]، وللمرفوع منه: طرق كثيرة عن أبى هريرة به مع الزيادة المشار إليها، وقد مضى بعضها [برقم 5883، 5888]
…
والله المستعان.
6054 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5980].
6055 -
صحيح: أخرجه البخارى [6037]، ومسلم [852]، والنسائى [1432]، وابن ماجه [1137]، وأحمد [2/ 230، 284]، وابن خزيمة [1737]، وابن حبان [2773]، والطيالسى [2498]، والحميدى [986]، وابن الجارود [282]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 165]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 8]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 18]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 913]، وأبو عوانة [رقم 2548]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 1916]، والفخر بن البخارى في "مشيخته"[رقم 131]، وغيرهم من طرق عن أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به .. وهو عند بعضهم بنحوه
…
وليس عند ابن البخارى وابن حبان والطيالسى وابن الجارود: قول أبى هريرة في آخره: (وقال بيده يقللها ويزهدها). =
6056 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: قال أبو هريرة: لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال: فإذا هو آخذٌ بيد رجلٍ، قال: صدق الله ورسوله، قد سألنى عنها رجلٌ، وهذا الثاني - أو رجلان وهذا الثالث.
6057 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا يحيى بن يمان، عن هشامٍ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف، الدرهم بالدرهمين، وأبو بكرٍ، وعمر، وعثمان.
6058 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا حمادٌ، عن أيوب، وحبيبٍ، وهشامٍ، عن محمدٍ، وقتادة، عن أبى هريرة، أنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى
= قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن ابن سيرين، وكذا له طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
سيأتي منها رواية الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبى هريرة قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الساعة التى في الجمعة على المنبر يقللها بإصبعه) أخرجه المؤلف [برقم 6668]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2702] و [9/ رقم 9346]- واللفظ له - وغيرهما من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، والحكم فيه كلام معروف! وفد قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن الحكم بن أبان إلا حفص بن عمر العدنى".
قلتُ: كلا، بل تابعه موسى بن عبد العزيز العدنى عند المؤلف، وقد استوفينا طرق الحديث في "غرس الأشجار".
6056 -
صحيح: أخرجه مسلم [135]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 358، 359، 360، 631]، وأبو عوانة [رقم 234]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 347، 348]، وغيرهم من طرق عن أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به نحوه.
قلتُ: وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به.
6057 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6034].
6058 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6039].
كنت صائمًا، فأكلت وشربت ناسيًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهُ أَطْعَمَكَ وَسَقَاكَ، أَتِم صَوْمَكَ".
6059 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا شبابة، عن أبى بكرٍ الهذلى، عن محمد بن
6059 - باطل: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[3/ 323]، وابن عساكرفى "تاريخه"[61/ 230]، والبزار "مسنده"[2/ رقم 2095/ كشف الأستار]، وغيرهم من طريق شبابة بن سوار عن أبى بكر الهذلى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
ولفظ البزار: (ما رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهلية؛ إلا قصيدتين للأعشى: إحداهما في أهل بدر، والأخرى في عامر وعلقمة).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 108]، وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [6/ 48]:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبى بكر الهذلى" وقال صاحبه الهيثمى في "المجمع"[8/ 227]: "رواه كله البزار وأبو يعلى باختصار، وفى إسنادهما من لا تقوم به حجة".
قلتُ: يعنى أبا بكر الهذلى، ذلك الإخبارى التالف، وهو متروك عندهم، بل كذبه غندر، وفى ترجمته: ساق له ابن عدى هذا الحديث، ثم قال في ختامها [3/ 325]:"وفى حديثه ما لا يحتمل، ولا يتابع عليه" وهو من رجال ابن ماجه وحده، وتابعه عليه من هو مثله في السقوط والضعف، أعنى سليمان بن أرقم البصرى، فرواه عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال:(رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شعر جاهلى إلا قصيدتين للأعشى، زعم أنه أشرك فيهما).
أخرجه البزار في "مسنده"[2/ رقم 2096/ كشف]، ورواه سليمان بن مرة أخرى فاضطرب في متنه، فقال: عن ابن سيرين عن أبى هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن شعر الجاهلية) ثم قال سليمان: (فذكرت ذلك للزهرى: فقال: عفا عنه إلا في قصيدتين، كلمة أمية التى ذكره فيها أهل بدر، وكلمة الأعشى التى يذكر فيها الحوض) فجعله من قول الزهرى موقوفًا عليه، هكذا أخرجه يحيى بن سعيد الأموى في "مغازيه" كما في "البداية" لابن كثير [3/ 343]، ومن طريقه ابن عدى في "الكامل"[3/ 254]، وقال ابن كثير:"هذا حديث غريب، وسليمان بن رقم هذا متروك".
قلتُ: والحديث ظاهر البطلان.
سيرين، عن أبى هريرة، قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شعر الجاهلية إلا قصيدة أمية بن أبى الصلت في أهل بدرٍ، وقصيدة الأعشى في ذكر عامرٍ وعلقمة.
6060 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن حبيبٍ، وهشامٍ، وأيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة - أحسبه قال -: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الْفَأْرَةُ يَهودِيّةٌ، وَإِنَّهَا لا تَشْرَبُ أَلْبَانَ الإِبل".
6061 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا زياد بن الربيع اليحمدى، عن هشامٍ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قَال النبي صلى الله عليه وسلم:"الْفَأْرَةُ مَسْخٌ، وَعَلامَةُ ذَلكَ أَنَّها تَشْرَبُ أَلْبَانَ الشَّاةِ، وَلا تَشْرَبُ أَلْبَانَ الإبلِ".
6062 -
حَدَّثَنَا خليفة بن خياطٍ، حدّثنا عون بن كهمسٍ، حدّثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال:"خَيْرُ أهْلِ الْمشْرِقِ عَبْدُ القَيسِ".
6060 - ضعيف بهذا اللفظ: مضى الكلام عليه [برقم 6031].
6061 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6031].
6062 -
حسن: قلتُ: هكذا رواه المؤلف عن خليفة بن خياط، وقد خالفه أحمد بن الحسين بن نصر أبو جعفر الحذاء، فرواه عن خليفة بإسناده به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1615]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 855]، كلاهما قالا: أخبرنا أحمد بن الحسين به.
قلتُ: وأحمد هذا وثقه الدراقطنى كما في "سؤالات حمزة السهمى له"[ص 146/ رقم 144]، وليس هو في قوة المؤلف أصلًا، فكأن الموقوف أصح، وقد قال الطبراني عقب روايته:"لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا عون" وقال الهيثمى في "المجمع"[10/ 18]: "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 106]: "رواه أبو يعلى الموصلى، ورجاله ثقات".
قلتُ: خليفة بن خياط فيه كلام معروف! إلا أنه صدوق متماسك؛ وأما شيخه (عون بن كهمس) روى عنه جماعة؛ وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[8/ 515]، وتابعه الذهبى على توثيقه في "الكاشف" أما الحافظ فلم يلتفت إلى هذا التوثيق، وقال عنه في "التقريب": =
6063 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسَمُّوا بِاسْمِى، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِى".
= "مقبول" يعنى إذا توبع، وإلا قَلَيِّن، والأقرب أنه شيخ صدوق؛ لكنه قليل الرواية، فلذلك لم يعرفه الإمام أحمد، وهو من رجال أبى داود وحده، فالإسناد حسن كما قال العراقى في "محجة القرب في فضل العرب"[ق 49/ 1]، كما في "الصحيحة"[رقم 1843]، وهو موقوف كما مضى؛ وقد صح الحديث مرفوعًا أيضًا. فراجع الصحيحة [رقم 1843]، للإمام.
6063 -
صحيح: أخرجه البخارى [3346، 5834]، ومسلم [2134]، وأبو دود [4965] وابن ماجه [3735]، والدارمى [2693]، وعبد الرزاق [19866]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 295]، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 80]، والبيهقى في "الشعب"[2/ 1409]، وفى "سننه"[19102]، وفى "المعرفة"[رقم 5909]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 329]، وأحمد [2/ 248، 260، 392، 395، 491] و [2/ 270، 499]، وابن أبى شيبة [25924]، والحميدى [1144]، وجماعة من طرق عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به.
قلتُ: وله طرق أخرى كثيرة عن أبى هريرة به
…
يأتى منها: ما رواه شريك عن سلم عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به مثله
…
أخرجه المؤلف [برقم 6102]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 40]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1879/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طريقين عن شريك به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وشريك إمام فقيه، إلا أنه ضعيف الحديث مضطرب، وقد اضطرب في متنه هنا، كما شرحنا في "غرس الأشجار" لكنه توبع على هذا اللفظ كما يأتى، وهو المحفوظ بلا ريب؛ وشيخه (سلم بن عبد الرحمن) هو النخعى الكوفى الثقة المشهور؛ وقد تصحف اسمه عند المؤلف إلى (سالم) وليس بشئ، وروى عنه شعبة هذا الحديث بإسناده به مثله .. إلا أنه سماه:(عبد الله بن يزيد النخعى) وهذا من أغلاط شعبة في أسماء الرجال، كما نص عليه الإمام أحمد في "العلل"[3/ 386]، رواية ابنه عبد الله، ومثله الدارقطنى في "العلل" أيضًا [11/ 211/ 212].
ورواية شعبة: عند أحمد [2/ 457، 460]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 336] وابن راهويه [180]، وابن الجعد [رقم 699]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 156]، والمزى في "تهذيبه"[16/ 312]، وغيرهم من طرق عن شعبة به. =
6564 -
حَدَّثَنَا أبو ياسرٍ عمارٌ المستملى، حدّثنا يوسف بن عطية، قال: سمعت محمد بن سيرين يحدث، عن أبى هريرة، قال: إن نبيًا من الأنبياء كان في غزاةٍ، فقال تحت شجرة فلدغته نملةٌ، فلما ارتحل أمر بما تحت الشجرة أن يحرق، فأوحى الله إليه: أفلا نملةً واحدةً؟!
6065 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا ابن علية، حدّثنا أيوب، وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة - قال هشام: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ بِالخيَارِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ شَاءَ رَدَّهَا وَمَعَهَا صاعًا مِنْ تَمْرٍ لا سَمْرَاءَ".
6066 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ".
6067 -
حَدَّثَنَا صالح بن مالك، حدّثنا أبو عبيدة الناجى، حدّثنا محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع على امرأةٍ جاثمةٍ على قبرٍ تبكى، فقال
= قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد استوفينا طرقه وشواهده مع أحاديث الباب في كتابنا: "غرس الأشجار" والله المستعان.
6064 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5848].
6065 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6049].
6066 -
صحيح: أخرجه مسلم [2246]، وأحمد [2/ 395، 491، 499، 272]، والبيهقى في "سننه"[6283]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2034، 2035، 2036، 2037]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 308] و [7/ 334]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 152 - 153]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 258]، والمؤلف في "معجمه"[رقم 118]، وكذا الإسماعيلى في "معجمه"[رقم 80]، وعبد الرزاق [20936]، وجماعة من طرق عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
وزاد ابن منده: (فإن الله هو الدائم
…
).
قلتُ: وله طرق أخرى عن أبى هريرة به مثله ونحوه.
6067 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[3/ 368]، من طريق المؤلف به.=
لها: "يَا أَمَةَ الله، اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِي"، فقالت: يا عبد الله، إنى الحرَّى الثكلى، فقال:"يَا أَمَةَ اللهِ، اتَقِى اللَّهَ وَاصْبِرِي"، قالت: يا عبد الله، لو كنت مصابًا عذرتنى، فقال:"يَا أمَةَ الله، اتَّقى اللَّهَ وَاصبِرِي"، قالت: يا عبد الله، قد أسمعت فانصرف عنى، قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعه رجلٌ من أصحابه فوقف على المرأة، فقال لها: ما قال لك الرجل الذاهب؟ قالت: قال لى كذا وكذا، قال: فهل تعرفينه؟ قالت: لا، قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: فوثبت مسرعةً، وهى تقول: أنا أصبر، أنا أصبر يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الصَّبْرُ عنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى، الصَّبرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى".
6068 -
وَبهِ عن أبى هريرة، أن امرأةً أتت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعها ابن لها مريضٌ، فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفى ابنى هذا، قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَل
= قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 79]: (رواه أبو يعلى
…
وفيه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجى، وهو ضعيف) وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [2/ 130]:(رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف أبى عبيدة بكر بن الأسود).
قلتُ: هكذا جزم الرجلان بكون (أبى عبيدة الناجى) هو (بكر بن الأسود) ذاك الضعيف المشهور، وهو من رجال "اللسان"[2/ 47]، لكن أشار ابن عدى عقب روايته: إلى أن (با عبيدة الناجى) هذا: هو سعيد بن زربى الخزاعى البصرى، وهو يكنى بأبى عبيدة أيضًا، إلا أنه لم يوصف بـ (الناجى) ثم أسند ابن عدى هذا الحديث من طريق بشر بن الوليد عن سعيد بن زربى عن ابن سيرين عن أبى هريرة به نحوه ....
وسعيد هذا: شيخ واه، من رجال الترمذى وحده، فسواء كان هو المراد في هذا الإسناد أو صاحبه قبله؛ فالإسناد ساقط بأحدهما ولا بد، والحديث منكر بهذا السياق، لكن جاء الحافظ في "الطالب"[رقم 824]، وقال:(حديث حسن، فإن أبا عبيدة - يعنى الناجى - وإن كان فيه مقال؛ فإن للأصل شاهدًا قويًا من حديث أنس - رضى الله عنه - أخرجه البخارى وغيره) كذا قال، وغفل عن كون سياقه هنا فيه ألفاظ لم تأت في حديث أنس ولا غيره إلا من هذا الطريق الواهى، وقد مضى حديث أنس [برقم 3458، 3504].
6068 -
ضعيف بهذا اللفظ: هذا إسناده منكر كالذى قبله، وقال الهيثمى في "المجمع" [3/ 93]:"رواه أبو يعلى، وفيه أبو عبيد الناجى، وهو ضعيف". =
لَكِ فَرَطٌ؟ " قالت: نعم يا رسول الله، قال: "فِي الجاهِلِيَّةِ أَوْ فِي الإِسْلامِ؟ " قالت: بك في الإسلام، قال: "جُنَّةٌ حَصِينَةٌ، جُنَّةٌ حَصِينَةٌ، جُنَّةٌ حَصِينَةٌ".
= قلتُ: ومع ضعفه فقد خولف سنده، خالفه عبد الرزاق، فرواه عن هشام عن ابن سيرين عن امرأة يقال لها:(رجاء) قالت: (كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها؛ فقالت: يا رسول الله: ادع الله لى فيه بالبركة؛ فإنه قد توفى لى ثلاثة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت؟! قالت: نعم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنة حصينة .. ).
هكذا أخرجه أحمد [5/ 83]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 708]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[6/ رقم 3303]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 7008]، وابن منده في (المعرفة) كما في "الإصابة"[7/ 643]، وابن الأثير فى "أسد الغابة"[1/ 1349]، من طرق عن عبد الرزاق بإسناده به
…
وعند الطبراني وقع تسمية المرأة بـ (رحماء) بدل: (رجاء).
قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 86]، بعد أن عزاه لأحمد والطبرانى:(ورجاله رجال الصحيح) وقال الحافظ في "الإصابة"[7/ 642]: (رجاله ثقات).
قلتُ: بل ظاهر سنده الصحة، لولا أن عبد الرزاق قد خولف فيه أيضًا، خالفه يزيد بن هارون، ذلك الضابط المتقن، فرواه عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: (حدثتنى امرأة كانت تأتينا يقال لها: مارية أنها دخلت على عبيد الله بن معمر: وعنده رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدث ذلك الرجل: عبيدة الله بن معمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتته بصبى لها
…
) وساق الحديث نحو لفظ عبد الرزاق، ثم قال ابن سيرين:(ثم خرجت - يعنى المرأة - من عند عبيد اللَّه - يعنى ابن معمر - فأتتنا وحدثتنا به)، هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [11889]- واللفظ له - وأحمد [5/ 83]، من طريق يزيد بن هارون به
…
إلا أن أحمد سَمَّى المرأة (ماوية) بالوو، بدل (مارية).
قلتُ: وهذا أصح من رواية عبد الرزاق؛ وهو المحفوظ عن ابن سيرين؛ وسنده مغموز، لجهالة حال (مارية) أو:(ماوية) شيخة ابن سيرين فيه، وللحديث طرق أخرى وشواهد ثابتة، لكم دون هذا السياق جميعًا.
نعم لذلك السياق: شاهد نحوه من مراسيل أبى قلابة الجرمى: عند عبد الرزاق [20137]، وفى النفس من تقويته به، وقد وجدت الحافظ قد قال في "المطالب"[رقم 831]، بعد أن ساق الحديث لمن طريق المؤلف:(هذا إسناد حسن، فإن أبا عبيدة - يعنى الناجى - وإن كان فيه مقال" لكن جاء من وجه صحيح عن أبى زرعة - يعنى ابن عمرو - عن أبى هريرة). =
6069 -
حَدَّثَنَا قاسم بن أبى شيبة، حدّثنا حفصٌ، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن يزيد بن الحكم، عن عثمان بن أبى العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقَدِ اسْتَجَنَّ جُنَّةً حَصِينَةً، مَنْ سَلَفَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ فِي الإسْلامِ".
6070 -
حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن محمد، عن أبى هريرة، قال - لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النَّاسُ مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ خِيَارُهُمْ فِي الجاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسلامِ إِذَا فَقُهُوا".
= قلتُ: وهذا الوجه المشار إليه: هو دون سياقه هنا، ففى تحسينه به نظر عريض، وراجع الماضى [برقم 5882].
6069 -
ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8345]، وابن عساكر في "تاريخه"[65/ 162]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 859/ كشف الأستار]، من طريق حفص بن غياث عن عبد الرحمن بن إسحاق عن يزيد بن الحكم الثقفى عن عثمان بن أبى العاص به
…
وعند الطبراني: (من صلبه .. ) بدل: (أولاد) وعند البزار: (بجنة كثيفة
…
) بدل (جُنَّة حصينة).
قال البزار: (لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وعبد الرحمن - يعنى ابن إسحاق - كوفى، يقال له: أبو شيبة
…
وليس حديثه حديث حافظ).
قلتُ: بل هو شيخ منكر الحديث ليس بشئ، كما قاله الإمام أحمد وغيره، وقد ضعفوه جميعًا، لا أعلم بينهم في ذلك خلافًا، وهو من رجال الترمذى وأبى داود، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[3/ 86]، فقال:"فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، وهو ضعيف".
قلتُ: وشيخه (يزيد بن الحكم) لم يوثقه أحد نعرفه أصلًا، وهو مترجم في "الجرح والتعديل"[9/ 257]، والحديث أصله صحيح ثابت، لكن دون هذا اللفظ أيضًا، فراجع حديث أبى هريرة الماضى [برقم 5882].
* تنبيه: الحديث من طريق حفص بن غياث: عند الفسوى في "المعرفة" أيضًا [1/ 114/ الطبعة العلمية]
…
والله المستعان.
6070 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [92]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 196]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1701]، وغيرهم من طرق عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة =
6071 -
حَدَّثَنَا المعلى بن مهديٍ، حدّثنا عمران بن خالدٍ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ فَأَكَلَ أَو شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمُهُ اللهُ وَسَقَاهُ".
6072 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئرُ جُبَارٌ، وَالمعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِى الرِّكَازِ الخُمُسُ".
6073 -
حَدَّثَنَا زكريا، حدّثنا هشيمٌ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتلقى الجلَب.
= به
…
وليس عند البيهقى قوله: (في الخير والشر) وعند القضاعى مكانها: (كمعادن الذهب والفضة).
قلتُ: قد اختلف في رفعه ووقفه على ابن سيرين، كما شرحه الدارقطنى في "العلل"[10/ 47 - 48]، ثم قال:"والصواب المرفوع" وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبى هريرة به
…
يأتى بعضها [برقم 6471].
6071 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6039].
6072 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6050].
6073 -
صحيح: أخرجه مسلم [1519]، وابن ماجه [2178]، والنسائى [4501]، وأحمد [2/ 487]، والدارمى [2566]، والبيهقى في "سننه"[10699، 10700]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 9]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 8]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 202]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 322]، وفى "الاستذكار"[6/ 527]، وأبو عوانة [رقم 4908]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به
…
وزاد الجميع: (فمن تلقاه، فاشترى منه، فإذا أتى سيده السوق فهو بالخيار) لفظ النسائي، ولفظ ابن ماجه:(لا تلقوا الأجلاب، فمن تلقى منه شيئًا؛ فاشترى، فصاحبه بالخيار؛ إذا أتى السوق).
قلتُ: وقد توبع عليه هشام عن ابن سيرين: تابعه أيوب السختيانى عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتلقى الجلب؛ فإن تلقاه إنسان، فابتاعه، فصاحب =
6074 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ شِدَّةَ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ - أَوْ مِنْ فَيْحِ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ - فَأَبْرِدوا بِالصَّلاةِ".
6075 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبئْرُ جُبَارٌ، وَالمعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرَكازِ الخُمُسُ".
6076 -
حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، حدّثنا عبد الله بن بكرٍ، حدّثنا هشامٌ، عن
= السلعه فيها بالخيار إذا ورد السوق) أخرجه الترمذى [1221]- واللفظ له - وأبو داود [3437]، وأحمد [2/ 403]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6362]، وعبد الرزاق [رقم 14879]، وعنه ابن الجارود [571]، والبيهقى في "سننه"[10710، 10702]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 9]، وأبو عبد الله الدقاق في معجم شيوخه [رقم 13]، وتمام في "الفوائد"[1/ رقم 380]، والمؤلف [برقم 6078] وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 323 - 322]، و [18/ 188]، وفى "الاستذكار"[6/ 527]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 718]، وأبو عوانة [رقم 4909]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 269]، وجماعة من طريقين عن أيوب به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب".
قلتُ: وقال الذهبى في "سير النبلاء"[13/ 208 - 209]، بعد أن أخرجه من طريق أبى داود قال:"هذا حديث غريب صحيح، وأخرجه الترمذى من طريق عبيد الله بن عمرو، وهو من أفراده".
قلتُ: كلا، بل توبع عليه عبيد الله عن أيوب: تابعه معمر عند (عبد الرزاق) وعنه جماعة.
6074 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5871].
6075 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6050].
6076 -
صحيح: أخرجه مسلم [282]، وأبو داود [69]، وأحمد [2/ 362]، والدارمى [730]، والبيهقى في "سننه"[1069]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 14]، وأبو بكر الباغندى في جزء فيه ستة مجالس من "أماليه"[رقم 32]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 649]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة به. =
محمد، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الماءِ الدَّائِم، ثمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ".
6077 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الموصلى، حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن عبد الله بن عونٍ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، عن نبى الله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس:"أَنْهاكُمْ عَنِ النَّقِيرِ، وَالحنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالمُزَفَّتِ، وَالمزَادَةِ المجْبُوبَةِ، وَلَكِنِ اشْرَبْ في سِقائِكَ وَأَوْكِهِ".
6078 -
حَدَّثَنَا عيسى بن سالمٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتلقى الجلب، فإن تلقاه إنسانٌ فابتاع، فصاحب السلعة بالخيار، إذا ورد السوق.
6079 -
حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثنا عوفٌ، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوت بَينَهُمَا ثَلاثَةُ أَوْلادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الحنثَ، إِلا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ"، قال:"يُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الجَنَّةَ، فَيَقولُونَ: حَتَّى يَجِئَ أَبَوَانَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَبَوَاكُمْ".
6080 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة،
= قلتُ: وقد توبع عليه هشام مرفوعًا، ورواه عنه بعضهم فأوقفه، وهكذا رواه أيوب وغيره عن ابن سيرين عن أبى هريرة موقوفًا ومرفوعًا، والوجهان صحيحان. كما أوضحنا في "غرس الأشجار".
6077 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5944].
6078 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6073].
6079 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5882].
6080 -
صحيح: أخرجه البخارى [2597، 1353]، ومسلم [1032]، وأبو داود [2865]، والنسائى [2542، 3611]، وابن ماجه [2706]، وأحمد [2/ 250، 415، 447]، =
عن أبى هريرة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم؟ قال:"أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْعَيْشَ، وَلا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذَا، وَلِفُلانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ".
= وابن حبان [2312، 3335]، وابن راهويه [170]، والبيهقى في "سننه"[7621]، وفى "الشعب"[3/ 3469]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 172 - 173]، وفى "تفسيره"[1/ 186، 187]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 190]، ووكيع القاضى في "أخبار القضاة"[3/ 40]، وجماعة من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وعند البخارى وابن حبان والطحاوى والبغوى قوله: (تأمل الغنى) بدل (العيش)، هو رواية لمسلم، أما أبو داود فعنده (تأمل البقاء) وهو رواية لمسلم والنسائى وأحمد، وهو لفظ البيهقى أيضًا، وعند أبى داود:(وأنت صحيح حريص) بدل: (صحيح شحيح) وهو رواية البخارى، وعند ابن راهويه في أوله: (قال راجل: يا رسول الله: كيف أتصدق؟!
…
) بدل: (أي الصدقة أعظم؟!) وعند ابن ماجه ووكيع القاضى ورواية للمؤلف [برقم 6092]: (قال: نبئنى يا رسول الله عن مالى كيف أتصدق فيه؟! قال: نعم واللَّه لتنبأن، أن تصدق وأنت صحيح شحيح
…
إلخ) وقال في آخره عندهم: (وهو لهم وإن كرهت).
قلتُ: هكذا رواه جماعة عن عمارة بن القعقاع؛ وتابعهم شريك القاضى عن ابن ماجه ووكيع القاضى ورواية للمؤلف [برقم 6092]، لكنه زاد في أوله عند ابن ماجه والمؤلف:(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله نبئنى: ما حق أناس منى بحسن الصحبة؟! فقال: نعم وأبيك لتنبأن، أمك، قال: ثم من؟! قال: ثم أمك، قال: ثم من؟! قال: ثم أمك، قال: ثم من؟! قال: ثم أبوك .... ).
قلتُ: وهذه الزيادة وحدها: عند البخارى [5626]، ومسلم [2548]، وأحمد [2/ 391]، وابن راهويه [172]، وجماعة كثيرة من طرق عن عمارة بن القعقاع بإسناده به نحوه
…
وليس عند البخارى ومسلم قوله: (نعم وأبيك لتنبأن)، وفى رواية لمسلم زاد:(ثم أدناك أدناك) وهى رواية للمؤلف أيضًا [برقم 6094]، ونحو هذه الزيادة عند ابن ماجه [3658]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 964]، وغيرهما من الطريق الماضى به
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
6081 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كبَّر في الصلاة سكت هنيةً قبل أن يقرأ القرآن، فقلت: يا رسول الله، بأبى أنت وأمى، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: أقول: "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ خَطَايَاي، كمَا بَاعدْتَ بَيْنَ المشْرِقِ وَالمغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِى مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِى مِنْ خَطَايَايَ بِالماءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ".
6082 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس منى بحسن الصحبة؟ قال: "أُمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "ثُمَّ أُمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "أُمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "ثُمَّ أَبُوكَ".
6083 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ
6081 - صحيح: أخرجه البخارى [711]، ومسلم [598]، وأبو داود [781]، والنسائى [60، 895]، وابن ماجه [850]، وأحمد [3/ 231، 494]، والدارمى [1244]، وابن خزيمة [465]، وابن حبان [1775، 1776، 1778]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 336]، وابن أبى شيبة [29208]، وابن راهويه [161]، وابن الجارود [320]، والبيهقى في "سننه"[2895]، وأبو عوانة [رقم 1598، 1599]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 39 - 40]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1222]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه.
قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
6082 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6080].
6083 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [4847]، ومسلم [1831]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قلتُ: وقد توبع عليه عمارة على نحوه: تابعه أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمى عن أبى زرعة عن أبى هريرة به ....
أخرجه أبو عبد الله البخارى [2908]، ومسلم [1831]، وأحمد [2/ 426]، وابن حبان [4848]، وابن أبى شيبة [33530]، وابن راهويه [187]، والبيهقى في "سننه" [17985، =
الْقِيامَةِ، عَلى رَقَبَتهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقُول: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءُ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجئُ يَوْمَ الْقِيَامَة، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهَا حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لكَ منَ اللهِ شَيئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِه نَفْسٌ لَهَا صياحٌ، يقُولُ: يا رَسُولَ الله أَقُولُ: لا أَمْلكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَلا أُلفينَّ أَحَدَكمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقيامَة، عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ، تخفقُ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ: لا أَمْلكُ مِن اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتكَ".
6084 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمرَةٍ يَدْخُلونَ الجَنَّة على صُورَةِ الْقَمرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، والَّذِينَ يلُونَهُمْ عَلَى صُورَةِ أَشدُّ كوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّماءِ
= - 17986]، والطبرى في "تفسيره"[7/ 356، 357، 358/ طبعة الرسالة]، وأبو عوانة [رقم 7077، 7078، 7079، 7080، 7081، 7082]، والمؤلف [برقم 6098]، وأبو إسحاق الفزارى في "السير"[رقم 239]، وغيرهم من طرق عن أبى حبان التيمى بإسناده به نحوه
…
والفقرة الرابعة: ليست عند البخارى وابن حبان، والفقرة الثانية والأخيرة: ليستا عند ابن أبى شيية، وزادوا جميعًا في أوله:(قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظم أمره .. ) لفظ البخارى.
قلتُ: وهذه الزيادة ثابتة في رواية عمارة بن القعقاع أيضًا عند مسلم وحده، وقد كنا أغفلنا التنبيه على ذلك سابقًا.
6084 -
صحيح: أخرجه البخارى [3149]، ومسلم [2834]، وابن حبان [7437]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[رقم 246]، وابن راهويه [177]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 74]، وفى "شرح السنة"[15/ 210 - 211]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 323]، وغيرهم من طريقين عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وزاد الجميع: (ولا يتفلون) بعد قوله: (ولا يتغوطون). =
إِضَاءَةً، لا يَبُولُونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الحور الْعِيْنُ، أَخْلاقُهُمْ عَلَى خَلْقٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبيهمْ آدَمَ، ستُّونَ ذرَاعًا في السَّمَاء".
6085 -
وَعَنْ أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَقُومُ السَاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرآهَا النَّاسُ، قَدْ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا حِينَ لا يَنْفَعُ نَفسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا".
= قلتُ: هكذا رواه جرير بن عبد الحميد وعبد الواحد بن زياد كلاهما عن عمارة به
…
وهو المحفوظ عنه، وخالفهما: محمد بن فضيل، فرواه عن عمارة فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
، وجعل شيخ عمارة (أبا صالح) بدل (أبى زرعة بن عمرو).
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [35996]، وعنه ابن ماجه [4333]، وأحمد [2/ 231]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ 3273]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[246]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل بإسناده به
…
إلا ابن أبى شيبة، فإن سياقه انتهى عند وله:(في السماء إضاءة).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عمارة إلا محمد بن فضيل".
قلتُ: وهو ثقة ضابط؛ إلا أنه غلط فيه، كما أشار إلى ذلك الإمام أحمد قبل روايته في "المسند"[2/ 231]، وجزم به ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 755/ طبعة عتر]، وقال:"الصحيح خلافه؛ وأنه عن أبى زرعة" يعنى ابن عمرو بن جرير راويه عن أبى هريرة، وهو كما قال.
إِذا عرفت هذا: فاعلم أنه وقع عند ابن ماجه هكذا: (محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة) وهذا عندى خطأ لا أدرى ممن هو؟! لأن ابن ماجه يرويه من طريق ابن أبى شيبة، ووهو في "المصنف":(عن ابن فضيل عن أبى صالح عن أبى هريرة) على الصواب؛ وهكذا هو عند أبى نعيم في "صفة الجنة" من طريق ابن أبى شيبة، فكأن ما وقع غلط من الناسخ أو غيره، ومن ظن أنه ربما كان من ابن ماجه نفسه، فقد أبعد، والله أعلم.
6085 -
صحيح: أخرجه البخارى [4359]، ومسلم [157]، وأبو داود [4312]، وأحمد [2/ 231]، والنسائى في "الكبرى"[11177]، وابن راهويه [176]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 1021]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 402]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به. =
6086 -
وبإِسناده، عن أبى زرعة قال دخلت أنا وأبو هريرة دارًا تبنى بالمدينة لسعيد، أو لمروان، قال: فتوضأ أبو هريرة وغسل يديه حتى بلغ إبطيه وغسل رجليه حتى بلغ ركبتيه، فقلت: ما هذا يا أبا هريرة، قال: إنه منتهى الحلية قال ورأى مصورًا يصور في الدار فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَمَنْ أُظْلَمُ مِمَنْ ذَهَب يَخْلُقُ كَخَلْقِى! فَلْيَخْلُقوا حَبَّةَ وَلْيخْلُقُوا ذَرَّةً!! ".
= قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة
…
منها:
1 -
ما رواه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدنى عن أبيه عن أبى هريرة به مثله
…
أخرجه مسلم [157]، وأحمد [12/ 372]، وابن حبان [6838]، والطبرانى في "الصغير"[1/ رقم 174]، والطبرى في "تفسيره"[12/ رقم 14210، 14236]، طبعة الرسالة، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 1022]، وأبو عوانة [رقم 319]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 285]، وغيرهم من طرق عن العلاء به.
2 -
ومنها: ما رواه فضيل بن غزوان عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة مرفوعًا: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض).
أخرجه مسلم [108]، وأحمد [2/ 445]، والمؤلف [برقم 6170، 6172]، وابن أبى شيبة [37596]، وابن راهويه [218]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 1023]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام"[6/ رقم 695]، والطبرى في "تفسيره"[2/ رقم 14247/ طبعة الرسالة]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 558]، وأبو عوانة [رقم 318]، والبيهقى في "الاعتقاد"[رقم 186]، وغيرهم من طرق عن فضيل بن غزوان به.
6086 -
صحيح: أخرجه البخارى [5609، 7120]، ومسلم [2111]، وأحمد [2/ 232]، وابن حبان [5809]، وابن أبى شيبة [25211]، وابن راهويه [163]، والبيهقى في "سننه"[14345]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 283]، وأبو بكر الإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[10/ 386]، والبغوى في "تفسيره"[6/ 375]، وفى "شرح السنة"[12/ 129]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وهو عند مسلم والبيهقى والبغوى وابن حبان وابن راهويه: بقصة التصوير فقط، وهو رواية للبخارى أيضًا، وكذا المؤلف [برقم 6101]، وزادوا جميعًا سوى ابن راهويه وابن حبان -: =
6087 -
حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سَأَلَ النَّاسَ أَموَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَكْثِرْ".
6088 -
وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكمْ وَالْوِصَالَ" ثلاث مرات، قالوا: يا رسول الله، إنك تواصل، قال:"لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِىَ إِنِّي أَبيتُ يُطعِمُنِى رَبِّى وَيَسْقِينى، اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تطِيقونَ".
= (أو ليخلقوا شعيرة) لفظ مسلم؛ وهو عند أحمد وابن أبى شيبة والبخارى بتقديم قصة التصوير على قصة الوضوء، وقصة الوضوء عند ابن أبى شيبة مختصرة بلفظ:(ثم دعا بوضوء فتوضأ) وليس عند البخارى قوله: (وغسل رجليه حتى بلغ ركبتيه)، وعند أحمد:(هذا مبلغ الحلية) بدل: منتهى (الحلية).
قلتُ: قد غلط بعضهم على أبى زرعة بن عمرو، وروى عنه قصة الوضوء وحدها: فرفع قول أبى هريرة في آخره، كما شرحنا ذلك في كتابنا:"غرس الأشجار" مع طرقه وشواهد
…
وللَّه الحمد.
6087 -
صحيح: أخرجه مسلم [1041]، وابن ماجه [1838]، وأحمد [2/ 231]، وابن حبان [3393]، وابن أبى شيبة [10673]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 525]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 20]، والبيهقى في "سننه"[7660]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 44]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 2322]، وابن الجوزى في التلبيس [ص 479]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة .... والله المستعان.
6088 -
صحيح: أخرجه مسلم [1103]، وأحمد [2/ 231]، وابن أبى شيبة [9595]، وابن راهويه [168]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 33]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 2482]، والفريابى في الصيام [رقم 30]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[ص 335]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وفى سياق أبى الشيخ اختصار. =
6089 -
وعن أبى هريرة قال أتى جبريل النبي فقال: يَا رَسُولَ الله، هَذِهِ خَدِيجَةُ أتَتْكَ بإنَاءِ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإذَا هِيَ أتَتْكَ فَاقْرَأ عَلَيْهَا مِنْ رَبِّهَا الَسَّلامِ، وَبَشِّرْهَا بِبَيتِ فِي الجُنَّةِ مَنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
6090 -
حَدَّثَنَا أبو بكر، حدّثنا وكيعٌ، عن عيسى بن المسيب، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْهِرُّ سَبُعٌ".
= قلتُ: وله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
وللَّه الحمد.
6089 -
صحيح: أخرجه البخارى [3609، 7058]، ومسلم [2432]، وأحمد [2/ 230]، وابن حبان [7009]، والحاكم [3/ 204]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 10]، وابن أبى شيبة [32287]، والنسائى في "الكبرى"[8358]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 2989]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 346]، وأبو منصور ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"[رقم 4]، وأبو القاسم في "تاريخ دمشق"[50/ 11]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1340]، والبغوى في "شرح السنه"[14/ 155]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 430]، وفى "الدلائل"[رقم 642]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وهو باختصار عند النسائي في أوله، وليس عند ابن حبان قوله:(إدام) وزاد البخارى ومسلم وأحمد والنسائى وابن بشران والبغوى وأبو القاسم وأبو منصور [ابنا عساكر]، والبيهقى في "الدلائل" قوله:(ومنى) بعد قوله: (فاقرأ عليها من ربها السلام
…
).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
قلتُ: بلى قد أخرجاه بهذه السياقة يا أبا عبد الله، وهكذا أوهام الحاكم التى خرجت عن حد الاعتدال، كأنه ما كان ينظر في "الصحيحين" ويتكل على حافظه الخوَّان، والله المستعان.
6090 -
منكر: أخرجه أحمد [2/ 442]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 63]، وابن أبى شيبة [343]، وابن راهويه [178]، والحاكم [1/ 292]، والبيهقى في "سننه"[1108] و [1121]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 190]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 252]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 386]، وغيرهم من طرق عن وكيع عن عيسى بن المسيب البجلى عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به .. ولفظ الحاكم والبيهقى ورواية للدارقطنى:(السنور سبع). =
6091 -
حَدَّثَنا أبو بكرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن طلق بن معاوية، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: أتت امرأةٌ بصبيٍ لها، فقالت: يا نبى الله، ادع الله، ادع الله، فلقد دفنت ثلاثةً، فقال:"دفَنْتِ ثَلاثَةً" فقالت: نعم، فقال:"قَدِ احْتظرْتِ بحظارٍ شديد من النَّار".
6092 -
حَدَّثَنا أبو بكرٍ، حدّثنا شريك بن عبد الله، عن عمارة بن القعقاع، وابن شبرمة، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أنبئنى من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال:"نَعَمْ وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ: أُمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "ثُمَّ أمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "ثُمَّ أُمُّكَ"، قال: ثم من؟ قال: "ثُمَّ أَبُوكَ"، قال: تنبئنى يا رسول الله، مالٌ أتصدق به؟ قال: "نَعَمْ وَاللَّهِ لَتُنَبَّأَنَّ: تَصَدَّقْ وَأَنتَ
= قلتُ: هذا إسناد منكر، وحديث منكر، مداره على عيسى بن المسيب، وقد ضعفوه إلا من لم يَخْبُر حاله، وحديثه هذا أنكره عليه جماعة، وقد اضطرب في وقفه ورفعه أيضًا، وشذ الحاكم وقال. (هذا حديث صحيح، وعيسى بن المسمِب تفرد عن أبى زرعة، إلا أنه صدوق، ولم يُجْرَح قط).
قلتُ: وهذا من مجازفاته التى لا تطاق، وقد رددنا عليه ردًا مشبعًا مع ذكر كلمات النقاد حول هذا الحديث في كتابنا:"غرس الأشجار".
6091 -
صحيح: أخرجه مسلم [2636]، والنسائى [1877]، وأحمد [2/ 419]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 144، 147]، وابن أبى شيبة [11878]، والبيهقى في "سننه"[6933]، وفى "الشعب"[7/ رقم 9746]، وفى "الآداب"[رقم 749]، وابن راهويه [رقم 169]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1079]، وابن حبان في "الثقات"[6/ 491]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 460]، والخطيب في "الكفاية"[ص 63]، وغيرهم من طريقين عن طلق بن معاوية النخعى عن أبى زرعة بن عيرو عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى، وطلق وثقه ابن حبان وتبعه الذهبى في "الكاشف" وذكره ابن خلفون أيضًا في "الثقات" وروى عنه جماعة من الكبار؛ واحتج به مسلم في "صحيحه" وما تكلم فيه أحد، فقول الحافظ عنه "مقبول" غير مقبول على اصطلاحه.
6092 -
صحيح: صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6080].
صَحِيحٌ، شَحِيحٌ، تَأْمُل الْعَيْشَ، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَاهُنَا، وهاهنا، قُلْتُ: مَالى لِفُلانٍ، وَمَالِى لِفُلانٍ، وَهُوَ لَهُمْ وَإِنْ كَرِهْتَ".
6093 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا شعبة، عن أبى التياح، قال: سمعت أبا زرعة يحدث، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تَهْلِكْ أُمَّتِى عَلَى يَدَيْ هَذَا الحيِّ مِنْ قُرَيْشٍ"، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ! ".
6094 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن أبيه، عن عمارة، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، من أحق الناس منى بحسن الصحبة؟ قال:"أُمَّكَ، ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ".
6095 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا أبو
6093 - صحيح: أخرجه البخارى [3409]، ومسلم [2917]، وأحمد [2/ 301]، والدولابى في "الكنى"[رقم 724]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2317]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبى التياح يزيد بن حميد عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الخلال في "علله"[رقم 84/ منتخب ابن قدامة]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2797]، وقد كان الإمام أحمد ينكر متن هذا الحديث، يعنى على مَنْ يَتذرَّع به في ترك الجمع والجماعات، وبعض الواجبات، وإلا فالحديث ثابت سندًا ومتنًا، وكلام أحمد: قد وجَّهه الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" وراجع لمعنى الحديث: "الفتح"[13/ 10].
6094 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6080].
6095 -
حسن: أخرجه ابن حبان [2908]، والحاكم [1/ 495]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9855]، وفى "الآداب"[رقم 735]، وغيرهم من طرق عن يونس بن بكير عن يحيى بن أيوب البجلى عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه أبو عبد الله الذهبى بقوله: "قلتُ: يحيى وأحمد ضعيفان، وليس يونس بحجة".
قلتُ: أما أحمد: فهو ابن عبد الجبار راويه عن يونس بن بكير عند الحاكم، وهو ضعيف كما =
زرعة، حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ المنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِياهَا".
6096 -
حَدَّثَنَا حسين بن الأسود، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا عمارة، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلِمَتَانِ خَفيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الميزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ".
= قال الذهبى، لكن سماعه لـ"مغازى ابن بكير" صحيح محتج به؛ وهو من رجال "التهذيب".
وأما شيخه يونس: فهو مختلف فيه، وليس بالحجة كما يقول الذهبى، إلا أنه لا يزال متماسكًا، وحديثه في رتبة الحسن كما صرح به الذهبى نفسه في ترجمته من "الميزان" وحديثه عند مسلم في الشواهد لا الأصول، كما قاله الذهبى في "النبلاء"[9/ 248]، وأما شيخه (يحيى بن أيوب البجلى) فقد وثقه أبو داود وابن حبان والبزار، وقال الفسوى:"ليس به بأس" ونحوه قال الحافظ في ترجمته من "التقريب" واختلف فيه قول ابن معين، فمرة ضعفه، ومرة قال:"صالح الحديث" فمثله حسن الحديث على الأقل، فتضعيف الذهبى له في تعقبه للحاكم، ليس بجيد، بل وثقه الذهبى نفسه في "الكاشف"، فكأنه رجع عن تليينه، فإن كتابه (تلخيص المستدرك) كان من أوائل ما ألف.
إِذا عرفت هذا: علمت أن إسناد الحديث: حسن صالح، وليس صحيحًا كما يقول الحاكم، ولا ضعيفًا، كما يريد الذهبى في تعقبه على صاحب "المستدرك"، وأحمد بن عبد الجبار: راويه عن يونس بن بكير عند الحاكم، لم ينفرد به عنه؛ بل تابعه عليه أبو كريب بن العلاء الحافظ عند المؤلف هنا: وعنه ابن حبان، وكذا تابعه عقبة بن مكرم الثقة المأمون: عند المؤلف أيضًا كما يأتى [برقم 6100]، وللحديث شواهد لا يثبت منها شئ، مضى بعضها [برقم 923]
…
والله المستعان.
* تنبيه: الحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[2/ 292]، وقال:"رواه أبو يعلى، وفى رواية له: "يكون له عند الله المنزلة الرفيعة" ورجاله ثقات" وأورده المنذرى بصيغة الجزم: في "الترغيب"[4/ 143].
6096 -
صحيح: أخرجه البخارى [6043، 6304]، ومسلم [2694]، والترمذى [3467]، وابن ماجه [3806]، وأحمد [2/ 232]، وابن حبان [831، 841]، وابن أبى شيبة =
6097 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة بن عمرو بن جريرٍ، عن أبى هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كثر إلى الصلاة مكث هنيةً قبل أن يقرأ، فقلت له: بأبى وأمى يا رسول الله، ما تقول في سكتتك هذه بين التكبير والقراءة؟ فقال:"اللَّهُمَّ بَاعدْ بَينى وَبيْنَ خَطَايَايَ، كَما باعَدْتَ بَيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ، اللّهُمَّ نَقِّنِى مِنْ خطاياي، كما يُنقَّى الثَّوْبُ الأبْيضُ مِن الدَّنسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِى مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالماءِ وَالْبَرَدِ".
6098 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ أبو حيان التيمى، عن أبى زرعة بن عمرو بن جريرٍ، عن أبى هريرة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، فذكر الغلول فعظَّم أمره، ثم قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقيَامَة، عَلَى رَقبَته بَعِيرٌ لَهُ رغَاءٌ، فَيَقُولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَغِثْنِى، فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِه شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، فَيَقولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِى، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحدَكُمْ يَجِيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِى،
= [29413، 35026]، والنسائى في "الكبرى"[10666]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1692]، وابن عساكر في "تاريخه"[66/ 239]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 42]، وفى "تفسيره"[6/ 265] و [8/ 28/ طبعة دار طيبة]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 1043]، وفى "الاعتقاد"[رقم 179]، وفى "الدعوات"[رقم 117]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 1789]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 5464/ أطرافه]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب صحيح".
قلتُ: إنما كان غريبًا لتفرد عمارة به عن أبى زرعة، كما جزم به الدارقطنى عقب روايته في "الأفراد"، وهو كما قال
…
واللَّه المستعان.
6097 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6081].
6098 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6083].
أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنى، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا، قَدْ أَبْلغتُك، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدكمْ يجِئُ يَوْمَ الْقيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخفِقُ، يَقُولُ: يا رَسُولَ الله، أغثْنى، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ منَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يوْم الْقيَامَةِ، على رَقَبَتهِ صَامتٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغثْنى، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَك مِن اللهِ شَيئًا، قد أبْلَغْتُكَ".
6099 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، أنه حدثهم أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بابن لها مريضٍ، ليدعو له بالشفاء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِن مَاتَ آجَرَك اللَّهُ فِيهِ"، قالت: قدمت ثلاثةً في الإسلام.
6100 -
حَدَّثَنا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن أبى زرعة بن عمرو بن جريرٍ، قال: قال أبو هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ المنزلة الرقيعة ما ينالها بِعملٍ، فما يزال اللَّهُ يَبتَلِيهِ بِما يَكْرَهُ، حَتَّى يبَلِّغهُ إِيَاهَا".
6101 -
حَدَّثنا أحمد بن عمران الأخنسى، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا عمارة بن
6099 - حسن بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [2/ 536]، من طريق أبى أحمد الزبيرى عن يحيى بن أيوب البجلى عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه .. ولفظه:(جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بولد لها مريض يدعو له بالشفاء والعافية، فقالت: يا رسول الله: قد مات لى ثلاثة، قال في الإسلام؟! قالت: في الإسلام، لم يبلغوا الحنث يحتسبهم إلا احتظر بحظير من النار) هكذا.
قلتُ: وهذا إسناد صالح كالذى قبله؛ وقد توبع عليه يحيى بن أيوب: تابعه طلق بن معاوية في سياق أحسن كما مضى [برقم 6091].
6100 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 6095].
6101 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6086].
القعقاع، عن أبى زرعة، قال: دخلت مع أبى هريرة دار مروان فإذا فيها تماثيل، فقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ خَلَقَ خَلْقًا كخَلْقِى، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً! ".
6102 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا شريكٌ، عن سلمٍ، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسَمُّوا باسْمِى، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي".
6103 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عونٍ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، قال: نبئت عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ فِي الدُّنْيَا قُوتًا".
6102 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6063]
6103 -
صحيح: دون قوله: (في الدنيا): أخرجه أبو بكر الدينورى في "القناعة"[رقم 58]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 114]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: هكذا رواه أبو معاوية عن الأعمش، وخولف فيه، خالفه أبو أسامة حماد بن أسامة ووكيع ومحاضر بن المورع كلهم رووه عن الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
، فَجوَّدوه بذكر شيخ الأعمش، وهذا هو المحفوظ عنه:
1 -
ورواية وكيع: عنده في "الزهد"[115]، ومن طريقه مسلم [1055]، والترمذى [2361]، وابن ماجه [4139]، وأحمد [2/ 446، 481]، وابن أبى شيبة [34378]، وأبو بكر الدينورى في القناعة [60]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2350]، وحماد بن إسحاق في "تركة النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 20]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ رقم/ 698 مؤسسة الريان]، وغيرهم من طرق عن وكيع بلفظ:(اللَّهم اجعل رزق آل محمد قوتًا).
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
2 -
ورواية أبى أسامة: عند مسلم [1055]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1454] و [7/ رقم 10349]، وفى "سننه"[2684، 13086]، وفى "الدلائل"[رقم 294، 2338]، وابن حبان [6343]، وابن راهويه [125]، وأبى بكر الدينورى في القناعة [رقم 61] وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 338]، وأبى الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[845]، وقاسم السرقسطى =
6104 -
حَدَّثَنَا وهبٌ، أخبرنا خالدٌ، عن أبى حيان، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا بِلالُ، مَا أَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً فِي الإِسْلامِ؟ " قال بلالًا: ما عملت في الإسلام عملا أرجى عندى منفعةً أنى لم أتطهر بطهورٍ من ليلٍ أو نهارٍ إلا صليت بذلك الطهور لربى ما كتب لى أن أصلى، قال:"فإِنِّى سمِعْت اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ".
= في "غريب الحديث"[ج 2/ 5/ 2]، كما في "الصحيحة"[رقم 130]، وغيرهم من طرق عن أبى أسامة بإسناده به
…
وعند الجميع سوى البيهقى -: (كفافًا) بدل: (قوتًا). وليس عندهم (في الدنيا) كما عند المؤلف هنا، وليس يصح ذلك الحرف في هذا الحديث، لما علمته من ضعف إسناد المؤلف، والحديث محفوظ دون قوله:(في الدنيا).
3 -
ورواية محاضر: عند ابن حبان [6344]، وأبى بكر الدينورى في "القناعة"[رقم 59]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2338]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 351]، من طريق عباس الدورى عن محاضر به مثل لفظ وكيع.
قلتُ: وقد توبع عليه الأعمش على هذا الوجه: تابعه فضيل بن غزوان عن عمارة: عند البخارى [6095]، ومسلم [1055]، وأحمد [2/ 232]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10349]، وأبى بكر الدينورى في "القناعة"[رقم 62]، وأبى الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 847]، وأبى نعيم في "الأربعين على مذهب الصوفية"[رقم 17]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 244]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن أبيه به
…
ولفظ البخارى ومن طريقه البغوى: (اللَّهم ارزق آل محمد قوتا)، وهو عند الباقين مثل لفظ وكيع، وهو المعتمد كما قاله الحافظ في "الفتح"[11/ 293]، وعند أبى الشيخ:(اللَّهم اجعل عيشى) بدل: (رزق) وعند عند أحمد: (بيتى) بدل (محمد).
قلتُ: قد أغفلنا التنبيه على أن لفظ حديث أبى أسامة عند قاسم السرقسطى هكذا: (اللَّهم اجعل رزقى ورزق آل محمد كفافًا).
* تنبيه: عزا السيوطى هذا الحديث في "الجامع الصغير" إلى مسلم وجماعة بزيادة (في الدنيا) ولا أصل لها عند من عزا إليهم، إنما وقعت في رواية المؤلف هنا؛ وسنده ضعيف كما علمت.
والحديث محفوظ دونها كما مضى
…
والله المستعان.
6104 -
صحيح: أخرجه البخارى [1098]، ومسلم [2458]، وأحمد [2/ 333، 439]، =
6105 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر في السماء فإذا ملكٌ ينزل، فقال له جبريل: إن هذا الملك ما نزل مذ خُلق قبل الساعة، فلما نزل، قال: يا محمد أرسلنى إليك ربك أملكًا أجعلك، أم عبدًا رسولا؟ قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال:"لا بَلْ عبْدًا رَسُولًا".
6106 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيع، وأبو أسامة، قالا: حدّثنا جرير بن أيوب البجلى، عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ".
= وابن خزيمة [1208]، وابن حبان [7085]، والنسائى في "الكبرى"[8236]، وابن راهويه [174]، وابن عساكر في "تاريخه"[10/ 453، 454]، و البغوى في "شرح السنة"[4/ 147]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2704]، وغيرهم من طرق عن أبى حيان عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
مع تقديم وتأخير، وزادوا جميعًا في أوله -: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر
…
) لفظ البخارى.
قلتُ: وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمى.
6105 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 231]، وابن حبان [6365]، وابن أبى الدنيا في "التواضع والخمول"[رقم 125]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 72 - 73]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2462/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه.
قال البزار: "لا نعلم يروى عن أبى هريرة إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: وهو صحيح على شرطهما
…
وقد قصَّر الإمام في "الصحيحة"[3/ 3]، وصححه على شرط مسلم وحده، وللحديث شواهد أيضًا
…
واللَّه المستعان.
6106 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 446]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1537]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 197]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 104]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2682/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن جرير بن أيوب البجلى عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وعند أحمد: (غريضًا) بدل: (غضًا). =
6107 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالحِنْطَةُ بِالحنْطَةِ، وَالْمِلْحُ بالْمِلْحِ، مِثلًا بِمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَهُوَ رِبًا، إِلا مَا اخْتَلَفَ أَلْوَانُهُ".
6108 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، عن
= قلتُ: وهذا إسناد تالف، قال الهيثمى في "المجمع" [9/ 470]: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
…
وفيه جرير بن أيوب البجلى، وهو متروك" وقال البزار عقب روايته:"جرير ليس بالحافظ".
قلتُ: قد تركه النسائي وجماعة، وقال البخارى:(منكر الحديث) بل قال أبو نعيم: "كان يضع الحديث" راجع "اللسان"[2/ 101]، وقد ساق له العقيلى هذا الحديث في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال عقبه:(وله غير حديث، ولا يتابع على شئ منها، وهذا يروى بغير هذا الإسناد بإسنادٍ صالح).
قلتُ: هو كما قال، فقد صح الحديث من طرق عن ابن مسعود به
…
مضى بعضها [برقم 16، 5058، 5059]،
…
والله المستعان.
6107 -
صحيح: أخرجه مسلم [1588]، والنسائى [4559]، والبيهقى في "سننه"[10283]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[6/ 393]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 140]، وأبو عوانة [رقم 5400، 5401، 5402]، وغيرهم من طرق عن فضيل بن غزوان عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
وزادوا جميعًا: (والشعير بالشعير) وزاد ابن عساكر وأبو عوانة في رواية له في أوله: (الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم وزنًا بوزن
…
).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الطحاوى في "المشكل"[11/ 106]، مع الزيادة الأولى، وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 1016]، وانظر الآتى [برقم 6375، 6376]. والله المستعان.
6108 -
صحيح: أخرجه البخارى [2405، 4108]، ومسلم [2525]، وابن حبان [6808] وابن راهويه [171]، وابن الجارود [975]، والبيهقى في "سننه"[12925]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 65 - 66]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 301، 3070/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه. =
أبى هريرة؛ ومغيرةُ، عن الحارث العكلى، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: لا أزال أحب بنى تميمٍ بعد ثلاثٍ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِى عَلَى الدَّجَّالِ"، وكانت على عائشة نسمةً من بنى إسماعيل، فقدم سبى خولان، فقالت عائشة: يا رسول الله، ألا أبتاع منهم؟ قال:"لا"، فلما قدم سبى بلعنبر، قال:"ابْتَاعِى، فَإِنَّهُمْ وَلَدُ إِسمَاعِيلَ"، وجاءت صدقات بنى تميمٍ، فقال:"هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا".
6109 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر في الصلاة يسكت بين التكبير والقراءة.
6110 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ الأزدى، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن عمارة، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ
= قلتُ: ولجرير فيه شيخ آخر: فرواه عن مغيرة بن مقسم عن الحارث العكلى عن أبى زرعة عن أبى هريرة به نحوه
…
أخرجه البخارى ومسلم وابن الجارود [974]، والبغوى وغيرهم
…
واللَّه المستعان.
6109 -
صحيح: مضى سابقًا في سياق أتم [برقم 6081].
6110 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[11236]، وابن حبان [573]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8997]، وابن أبى الدنيا في "الإخوان"[رقم 5]، والطبرى في "تفسيره"[15/ رقم 17713/ طبعة الرسالة]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن أبيه فضيل بن غزوان عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه
…
وعندهم: (من غير أموال ولا أنساب) بدل: (من غير أرحام ولا أنساب
…
).
قلتُ: ورجاله ثقات كما قال العراقى في "المغنى"[2/ 123]، بل ظاهر سنده الصحة أيضًا، لكن أعله البيهقى عقب روايته، فقال:"كذا قال، وهو وهم، والمحفوظ عن أبى زرعة عن عمر بن الخطاب، وأبو زرعة عن عمر مرسل" يعنى منقطع، ثم أخرجه هو وأبو داود [3527]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج الكشاف"[2/ 130]، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن عمر بن الخطاب به نحوه
…
وزاد في أوله: (ما هم بأنبياء ولا شهداء
…
). =
عِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ"، قيل: من هم؟ لعلنا نحبهم، قال: "هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلا أَنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لا يَخَافُونَ إِنْ خَافَ النَّاسُ، وَلا يَحْزَنُونَ إِنْ حَزِنَ النَّاسُ، ثُمَّ قَرَأَ:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} [يونس: 62] ".
= قلتُ: وتوبع عليه جرير على هذا الوجه: تابعه قيس بن الربيع عن عمارة بإسناده به نحوه
…
عند البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8999]، وأبى نعيم في "الحلية"[1/ 5]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 436]، والواحدى في "الوسيط" والطيالسى في (مسنده) كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعى [2/ 130]، وغيرهم من طرق عن قيس به.
قلتُ: وقيس ليس بعمدة، فالتعويل على رواية جرير وحده، وما فضيل بن غزوان بدون جرير في الحفظ والضبط، بل جرير كان قد تغير حفظه بآخرة قليلًا، فإن كان مسلك البيهقى في توهيم فضيل في إسناد الوجه الأول، هو مخالفة جرير - ومعه قيس بن الربيع - له، فلا يستقيم ذلك عندى، اللَّهم إلا إذا غلب على الظن سلوك فضيل بن غزوان الجادة في روايته، ولعله كذلك إن شاء الله، فالحديث معلول من هذا الوجه.
ثم نظرت: فإذا الغفلة قد أخذتنى، ولم أتيقظ إلى أن فضيل بن غزوان: قد تابعه ابنه محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع به مثل رواية أبيه: هكذا وقع عند المؤلف وعنه ابن حبان، والإسناد صحيح إليه به
…
، ولم يفطن لهذا الإمام الألبانى في "الصحيحه"[رقم 3464]، وتبعته على ذلك دون قصد، وليس هذا اختلافًا على محمد بن فضيل في سنده، لأن واصل بن عبد الأعلى بن واصل قد روى هذا الحديث فقال: عن محمد بن فضيل عن أبيه وعمارة بن القعقاع - (كلاهما) - عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
هكذا رواه النسائي في "الكبرى".
وهذا ظاهر في كون محمد بن فضيل قد سمع الحديث من أبيه عن عمارة، وسمعه من عمارة نفسه أيضًا، فهو من المزيد
…
إذا عرفت هذا: صعب الجزم بترجيح رواية جرير بن عبد الحميد - ومن تابعه - على رواية فضيل وابنه، فلعل الوجهين كلاهما محفوظان عن القعقاع إن شاء الله؛ وقد رد الإمام الألبانى على البيهقى ترجيحه لرواية جرير، في "الصحيحة" إشارة.
وفى الباب شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه في سياق أتم، ولا يصح منها شئ قط، لكن بعضها يُقوِّى بعض، وهى صالحة للاستشهاد بها في هذا المقام، منها حديث ابن عمر =
6111 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن بن سهمٍ الأنطاكى، حدّثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا عيسى بن يزيد، عن جرير بن يزيد، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَدٌّ يُقَامُ فِي الأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا".
= عند الحاكم [4/ 188]، وصححه، وزعم الإمام في "الصحيحة" أن الذهبى وافقه على ذلك، ثم قال:"وهو كما قالا" وليس بشئ، وفى الإسناد جهالة والد (زياد بن خيثمة الكوفى) كأن الحاكم والإمام قد ظناه (خيثمة بن عبد الرحمن بن أبى سبرة) الثقة المشهور، وليس به، وفى الباب أيضًا عن أبى مالك الأشعرى: عند أحمد [5/ 343]، وجماعة كثيرة، وحسن سنده الذهبى في "العلو "[ص 101/ رقم 243/ طبعة أضواء السلف]، وفى تحسينه نظر، وراجع "الصحيحة"[رقم 3464]، للإمام
…
واللَّه المستعان.
6111 -
منكر: أخرجه النسائي [4904]، وأحمد [2/ 362، 402]، وابن ماجه [2538]، وابن حبان [4398]، و ابن الجارود [801]، و البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7381]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 212]، والمزى في "تهذيبه"[23/ 59]، وغيرهم من طرق عن ابن المبارك - وهذا في "مسنده"[رقم 157]- عن عيسى بن يزيد الأزرق عن جرير بن يزيد البجلى عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به
…
نحوه
…
وعند النسائي وابن الجارود وابن المبارك وراية لأحمد قال: (ثلاثين صباحًا) بدل: (أربعين) وفى رواية لأحمد: (ثلاثين أو أربعين) بالشك.
قلتُ: هذا إسناد منكر، وجرير بن يزيد: شيخ شامى منكر الحديث، كما قاله أبو زرعة الرازى، ولا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات" وقد اضطرب جرير في وقْفه ورفْعه أيضًا، والوجه الموقوف هو الذي صوبه النسائي في "الكبرى"[4/ 335]، وصححه الدارقطنى في "العلل"[11/ 213]، وهو لا يصح موقوفًا ولا مرفوعًا.
وقد غلط محمد بن قدامة المصيصى في هذا الحديث غلطًا بينًا، فرواه عن ابن علية عن يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبى زرعة عن أبى هريرة به نحوه
…
، أخرجه ابن حبان وغيره.
قلتُ: فصار ظاهر سنده الصحة، وليس بشئ، فقد خولف فيه ابن قدامة، خالفه من هو أوثق منه وأحفظ، أعنى عمرو بن زرارة الثقة المأمون الحافظ، فرواه عن ابن علية عن يونس فقال: عن جرير بن يزيد عن أبى زرعة عن أبى هريرة به موقوفًا، فعاد الحديث إلى الإسناد الأول، وهو الصواب بلا ريب، وللحديث شواهد تالفة عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد خرجناها مع استيفاء الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.
6112 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشامٌ، حدّثنا ابن شبرمة، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هامةَ، ولا صَفَرَ"، قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله، إن النقبة من الجرب تكون بعجز البعير أو بذنبه فيشمل ذلك كله جربًا! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟ خَلَقَ الله كلَّ دَابَّةٍ قَكَتَبَ، رِزْقَهَا، وَمَوْتَهَا، وأَجَلَهَا".
6112 - ضعيف بهذا التمام: أخرجه أحمد [2/ 327]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 308]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 169 - 170]، و الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1255]، وابن راهويه [193]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 168]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 294]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن شبرمة عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة به نحوه
…
وهو عند ابن راهويه بالفقرة الأولى منه فقط، وهذه الفقرة ليس منها عند الطحاوى سوى قوله:(لا عدوى) وهى كلها ليست عند البغوى، وزاد هو وأحمد في أوله:(لا يعدى شئ شيئًا) زاد أحمد: (ثلاثًا) وليس عند البغوى قوله: (خلق الله كل دابة
…
إلخ).
قلتُ: وسنده ظاهره الصحة، رجاله رجال "الصحيح" لكن ابن شبرمة قد خولف في سنده، خالفه ابن أخيه عمارة بن القعقاع، فرواه عن أبى زرعة فقال: عن صاحب له عن ابن مسعود به
…
، كما مضى [برقم 5182]، وهذا هو الذي صوبه أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 2313]، فراجع ما علقناه عليه هناك.
وللحديث طرق أخرى وشواهد دون هذا التمام، ذكرنا بعضها ثمة، فانظره
…
وأرانى هناك: قد ضعفت الحديث بهذا التمام، فإنى لم أقف على شاهد معتبر للفقرة الأخيرة، والجزء الذي فيه (مسند ابن مسعود) ليس بيدى الآن، ونسيت أن أقيد حكمى عليه كى أثبته هنا، فإن كنت قد ذكرت شواهد معتبرة لسائر فقرات الحديث؛ فبها ونعمت، وإلا فهو ضعيف بهذا التمام، وأصله صحيح من طريق آخر عن أبى هريرة ثابت في (الصحيحين) واللَّه المستعان.
* تنبيه: الحديث أيضًا: أخرجه ابن حبان [6119]، وأبو عبيد في "الغريب"[ق 1/ 56]، وأبو حفص الكنانى في "الأمالى"[1/ 9/ 2]، كما في "الصحيحة"[3/ 143]، كلهم من طريق ابن شبرمة به.
6113 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: دخل عيينة بن حصنٍ الفزارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه يقبَّل حسنًا أو حسينًا، قال: فقال: يا رسول الله، لقد ولد لى عشرة ما قبلت أحدًا منهم! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ".
6114 -
حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثنى عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهبًا يخطب الناس على المنبر فقال: إحفظوا منى ثلاثا إياكم وهَوى متبعًا، وقرين سوء وإعجاب المرء بنفسه.
6115 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد الصمد أنه سمع وهَبَا يقول: إن لكل شيء طرفين ووسطًا، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان، وقال: عليك بالأوساط من الأشياء.
6116 -
حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن
6113 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5892].
6114 -
صحيح: أخرجه أحمد في "الزهد"[ص 620/ رقم 2235/ طبعة دار ابن رجب]، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 58]، وابن عساكر في "تاريخه"[63/ 387]، من طريق إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وإسماعيل وعبد الصمد: ثقتان من رجال "التهذيب" وقال الهيثمى في "المجمع"[10/ 389]: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات" وهو كما قال.
6115 -
صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 45]، وابن عساكر في "تاريخه"[63/ 394]، من طريقين عن إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل عن وهب به.
قلتُ: وسنده صحيح كالذى قبله؛ وقد قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 209]: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات"[8/ 209]، وله طريق آخر يرويه جعفر بن سليمان الضبعى عن عيسى بن سنان أبى سنان القسملى عن وهب به مثله
…
أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1171/ طبعة دار الفاروق]، وأبو سنان ضعفوه.
6116 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5952].
أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذى نابٍ من السباع، والمجثمة، والحمار الإنسى يوم خيبر.
6117 -
حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حدّثنا ابن أبى عديٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى - أَو ثنْتَيْنِ - وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى - أَوْ ثنْتَينِ - وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً".
6118 -
وَعَنْ أبى هريرة، قال: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحًا في المسجد، فقال:"مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الخبِيثَةِ فَلا يَدْخُلْ مَسْجِدَنَا"، يعنى: الثوم.
6119 -
حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حدّثنا ابن أبى عديٍ، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلم يرمون، فقال: "ارْمُوا
6117 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5910].
6118 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 5916].
6119 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [4695]، والحاكم [2/ 103]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1702/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وهو عند البزار حتى قوله: (كان راميًا) وحسب.
قلتُ: وسنده حسن صالح، قال الهيثمى في "المجمع" [5/ 489]:"رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ لكن أعله البزار، قال عقب روايته:"رواه غير واحد عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة مرسلًا" كذا، ولم أقف عليه كذلك، وقد رواه عنه موصولًا: يزيد بن هارون والفضل بن موسى وابن أبى عدى وغيرهم؛ نعم: قد خولف فيه محمد بن عمرو، فأخرجه الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2989]، من طريق هشام بن عمار عن عبد الله بن يزيد البكرى عن سليمان بن راشد البصرى [كذا، وصوابه: المصرى]، عن أبى سلمة عن حمزة بن عمرو الأسلمى به نحوه.
بَنى إِسمَاعيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُم كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأَدْرَعِ"، فأمسك القوم قسيَّهم، وقالوا: من كنت معه غلب، قال: "ارمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ".
6120 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن أطفال المشركين، فقال:"الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَاملينَ".
6121 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصارى، حدّثنا محمد بن
= قلتُ: وهذه مخالفة ساقطة، وهشام كان قد تغير حفظه حتى صار يتلقن، وشيخه البكرى يقول عنه أبو حاتم:"ضعيف الحديث ذاهب الحديث" كما في ترجمته من "الجرح والتعديل"[5/ 201] .. وسليمان بن راشد شيخ مجهول!
والمحفوظ عن أبى سلمة هو الأول بلا ريب؛ وللفقرة الأولى من الحديث: طريق آخر عن أبى هريرة، إلا أنه ضعيف معلول، راجع عنه:"الصحيحة"[3/ 423]، و"علل الدارقطنى"[9/ 196]، وللحديث شاهد من رواية سلمة بن الأكوع به نحوه
…
عند البخارى [2743، 3193، 3316]، وأحمد [4/ 50]، وابن حبان [4693]، وجماعة كثيرة
…
والله المستعان.
6120 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 471]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم/ 209/ ظلال]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 98 - 99] و [18/ 125]، والفريابى في "القدر"[رقم 169]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وعند الفريابى: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللاهين).
قلتُ: وسنده صالح، وللحديث طرق عن أبى هريرة به
…
منها: ما رواه الزهرى عن عطاء بن يزيد الليثى عن أبى هريرة قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذرارى المشركين، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين) أخرجه البخارى [1318، 6225]- واللفظ له - ومسلم [2659]، والنسائى [1949]، وأحمد [2/ 259، 268، 393، 518]، وابن حبان [131]، والطيالسى [2382]، وعبد الرزاق [20077]، و البغوى في "شرح السنة"[1/ 153]، وغيرهم، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
6121 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [7490]، والحاكم [4/ 647]، وأحمد كما في "الإصابة"[1/ 106]، والطبرى في "تفسيره"[11/ رقم 12822]، وابن حزم في "جمهرة الأنساب" =
عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرِضِتْ عَلَيَّ النَّارَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفَ وَهوَ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَن سَيَّب السَّائِبَةَ، وَغَيَّرَ عَهْدَ إِبرَاهِيمَ، وَأَشبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ الجوْنِ"، قال: فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرنى شبهه؟ قال:"لا، إِنَّكَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كافِرٌ".
6122 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا عمرو بن أبى خليفة، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اعْتَرَضَ لِيَ الشَّيْطَانُ فِي صَلاتِى، فَأَخَذْتُ بِحَلْقِهِ فَخَنَقْتُهُ، فَإِنِّى لأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى ظَهْرِ كَفِّى، وَلَوْلا دَعوةُ أَخِى سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ".
= [ص 223]، والدارقطنى في "المؤلف والمختلف"[1/ 129]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به نحوه
…
وزاد أحمد: "وبحر البحائر، وحمى الحامى، ونصب الأوثان
…
".
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم).
قلتُ: بل هو حسن فقط؛ للكلام المعروف في محمد بن عمرو، ثم إن مسلمًا ما أخرج له إلا في المتابعات وحسب، كما جزم المزى وغيره؛ وقد بالغ ابن حزم - كعادته - وزعم أن الحديث - من هذا الطريق - في غاية الصحة.
نعم: لهذا السياق طريق آخر: يرويه محمد بن إسحاق في "سيرته" عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة به نحوه .... أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[1/ 38]، وابن أبى عاصم [رقم 81]، وأبو عروبة بن أبى معشر الحرانى [رقم 29]، كلاهما في "الأوائل" والطبرى في "تفسيره"[11/ رقم 12820 طبعة الرسالة]، وابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة"[1/ 107]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق به.
قلتُ: وهذ إسناد صالح أيضًا، وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند الطبرى وابن منده وأبى عروبة، وهكذا هو في "سيرة ابن إسحاق"[1/ 201/ تهذيب ابن هشام]، وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة بأوله دون هذا التمام
…
والله المستعان.
6122 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5951].
6123 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا ابن أبى عدي، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُل، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
6124 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعةٍ، وعن لبستين، وأن يحتبى الرجل ليس بينه وبين السماء شيءٌ، وأن يشتمل أحدكم الصماء على أحد عاتقيه.
6123 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [34]، وأحمد [2/ 501]، وابن حبان [28]، والشافعى [1186]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1385]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 16]، وابن الأعرابى [رقم 1520]، وابن المقرئ [رقم 522]، كلاهما في "المعجم"، والطبرانى في "طرق حديث من كذب عليَّ متعمدًا"[رقم 71، 72]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به
…
وهو عند ابن الأعرابى وابن المقرئ ورواية للطبرانى بلفظ: (من كذب عليَّ متعمدًا).
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ لكن خولف فيه محمد بن عمرو - وهو صدوق متماسك - خالفه حصن بن عبد الرحمن الدمشقى، فرواه عن أبى سلمة فقال: عن عائشة به
…
، ونقله إلى (مسند عائشة).
هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[1/ 206]، والطبرانى في "طرق حديث" من كذب عليَّ متعمدًا" [رقم 176]، وابن عساكر في "تاريخه" [14/ 360]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [رقم 1592]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن حصن به.
قلتُ: والأول أصح؛ وحصن هذا لا يعرف حاله! كما قال ابن القطان الفاسى، وهو من رجال "التهذيب" وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبى هريرة به .. ، وهو حديث صحيح متواتر.
6124 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1231]، والنسائى [4632]، وأحمد [2/ 432، 475] و [2/ 503]، وابن حبان [4973]، وابن الجارود [600]، والبيهقى في "سننه"[10660]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 388، 389]، والبغوى في "شرح السنة"[8/ 142]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1485]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به
…
وهو عند الجميع - سوى أحمد والبغوى - بالفقرة الأولى منه فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الترمذى: "حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح" وقال البغوى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قالا؛ وسنده هنا حسن صالح؛ ومحمد بن عمرو صدوق محدث عالم؛ ولفظ الفقرة الأخيرة عند البغوى هكذا: (وعن الصماء اشتمال اليهود) وهو رواية لأحمد، وفى رواية أخرى لأحمد:(أن يشتمل أحدكم الصماء في ثوب واحد).
وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به
…
نحوه دون الفقرة الأولى بتمامها، منها: رواية حفص بن عاصم عن أبى هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين، وعن لبستين، وعن صلاتين، نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن اشتمال الصماء، وعن الاحتباء في ثوب واحد يفضى بفرجه إلى السماء، وعن المنابذة والملامسة).
أخرجه البخارى [559]، وجماعة؛ وهو مخرج في "غرس الأشجار" وللنهى عن (بيعتين في بيعة) شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وكذا لسائر الحديث شواهد ثابتة، وهى مخرجة في المصدر المشار إليها آنفًا
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
* تنبيه مهم: روى هذا الحديث: يزيد بن هارون وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردى ويحيى القطان ومحمد بن عبد الله الأنصارى وعبدة بن سليمان وعبد الوهاب بن عطاء ومعاذ بن معاذ غيرهم، كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة بإسناده: (نهى عن بيعتين في بيعة
…
) وخالفهم يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، فرواه عن محمد بإسناده به بلفظ:(من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا) فخالفهم في متنه.
هكذا أخرجه أبو داود وابن حبان والبيهقى وجماعة؛ وقول الجماعة عن محمد بن عمرو أصح بلا ريب عندى، وابن أبى زائدة وإن كان حافظا كبير الشأن؛ إلا أنه لا يسلم من الوهم والخطأ، بل قال عنه أبو زرعة:"يحيى قلما يخطئ فإذا أخطأ أتى بالعظائم" فكأن هذا من ذاك، على أنه رواه مرة أخرى مثل لفظ الجماعة عن محمد بن عمرو: كما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 388]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 553].
وهذا يؤيد غلطه في الرواية الأولى؛ وقد أبعد من زعم أن الغلط ممن دونه، أو أن محمد بن عمرو قد اضطرب في لفظه، وقد بسطنا الكلام على هذا جدًّا في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وللَّه الحمد.
6125 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا عمرو بن خليفة، عن محمد بن عمرٍو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرع في غزوة بنى المصطلق.
6126 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا أبو أسامة، عن مفضل بن يونس، عن الأوزاعى، عن أبى يسارٍ القرشى، عن أبى هاشمٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى مخنثًا قد خضب رجليه بالحناء، فقال:"مَا بَالُ هَذَا؟! " فقيل: يا رسول الله، يتشبه بالنساء؟ قال:
6125 - صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 165]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم/ 2663] كشف الأستار، من طريقين عن عمرو [وعند البزار:(عمر) وهو خطأ)]، بن خليفة البكراوى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة به.
قال البزار: (لا نعلمه يروى عن أبى هريرة إلا بهذا الإسناد).
قلتُ: وهو إسناد مغموز؛ محمد بن عمرو حديثه حسن كما يقول الهيثمى في "المجمع"[9/ 369]، بعد أن عزا الحديث للمؤلف والطبرانى؛ وإنما الشأن في الراوى عنه:(عمرو بن خليفة البكراوى)، فإنه وإن ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 229]، إلا أنه قال:"ربما كان في بعض روايته بعض المناكير" ولهذا ذكره الحافظ في "اللسان"[4/ 363]، ولم يتابع عليه عن (محمد بن عمرو) وليس هو بـ (عمر بن أبى خليفة العبدى البصرى) المترجم في "التهذيب"، كما ظن ذلك حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [10/ 508]، واستجاز لنفسه أن يغيره من سند المؤلف (عمرو بن خليفة) إلى (عمر بن أبى خليفة) ومثله صنع المعلق على (الطبعة العلمية).
ووصف الرجل بـ (البكراوى) عند البزار والطبرانى؛ يمنع جزمًا: أن يكون هو (عمر بن أبى خليفة) لأنه عبدى بصرى مشهور. فانتبه، والحديث صحيح على كل حال: فيشهد له حديث عائشة الماضى [برقم 4397، 4927، 4935]، والله المستعان لا رب سواه.
6126 -
ضعيف: أخرجه أبو دود [4928]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 54]، والبيهقى في "سننه"[16764]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2798]، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة [2/ رقم 963]، والمزى في "تهذيبه"[28/ 427]، وغيرهم من طريق مفضل بن يونس عن الأوزاعى عن أبى يسار القرشى عن أبى هاشم عن أبى هريرة به.
قلتُ: وعلقه ابن الجوزى من هذا الطريق في "المتناهية"[2/ 752]، ثم قال:"قال الدارقطنى: أبو هاشم وأبو يسار مجهولان، ولا يثبت الحديث". =
فأمر به، فَنُفِىَ إلى النقيع، قالوا: يا رسول الله، نقتله؟ قال:"إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْتُلَ الْمُصَلِّينَ"، وَالنقيع: ناحية في المدينة، وليس بالبقيع.
6127 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا حجاج بن محمدٍ، عن إسرائيل،
= قلتُ: هو كما قال؛ أما أبو هاشم: فلم يرو عنه سوى أبى يسار القرشى وحده، وقد قال ابن القطان الفاسى:(هو مجهول الحال) ووافقه عليه الذهبى في "الميزان" والحافظ في "التقريب" وأما أبو يسار القرشى: فقد نص أبو حاتم على جهالته، واعترضه المنذرى في "الترغيب"[3/ 76]، قائلًا:"وليس كذلك، فإنه قد روى عنه الأوزاعى والليث، فكيف يكون مجهولًا؟! " وأخذ ذلك منه الذهبى في "الميزان" وهو اعتراض ضعيف، كما بيناه في "غرس الأشجار" والحديث ضعف سنده: النووى في "الخلاصة"[1/ 247]، وفى المجموع [1/ 295] و [3/ 13]، والعراقى في "طرح التثريب"[2/ 187]، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 745]، وغيرهم، وللفقرة الأخيرة منه شواهد كثيرة .. مضى بعضها [برقم 90]، واللَّه المستعان.
6127 -
صحيح لغيره: دون قول أبى هريرة في آخره: أخرجه الطبرنى في "الأوسط"[4/ 4263]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8176]، من طريقين عن إسرائيل بن يونس عن أبى يحيى القتات عن مجاهد عن أبى هريرة به
…
وعندهما قول أبى هريرة في آخره مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبى يحيى القتات إلا إسرائيل، ولا رواه عن مجاهد إلا أبو يحيى".
قلتُ: والقتات هذا: قد اختلف في اسمه على ألوان، وهو شيخ ضعيف عندهم؛ وقد صح في الإمام أحمد أنه قال:"روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جدًّا" وقد أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 467]، بشيخ الطبراني، وغفل عن العلة القادحة.
لكن للحديث شواهد تقويه إن شاء الله، أصحها حديث حارثة بن وهب الخزاعى مرفوعًا:(ألا أخبركم بأهل الجنة؟! كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟! كل عتل جواظ مستكبر) أخرجه البخارى [4634، 5723، 6281]، ومسلم [2853]، وجماعة كثيرة، وقد مضى [برقم 1477]، وقد مضى نحو هذا السياق من حديث أنس أيضًا [برقم 3987]، لكن بشطره الأول فقط، وزاد:(ذو طمرين لا يؤبه له) ولتلك لجملة: =
عن أبى يحيى القتات، عن مجاهد، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنَبِّئُكَ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ " قلتُ: بلى يا رسول الله، قال:"كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِى طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ " قلتُ: بلى يا رسول الله، قال:"كُلُّ جظٍ جَعْظٍ مُسْتَكْبِرٍ"، قال: قلتُ لأبى هريرة: ما الجظ؟ قال: الضخم، قال: قلتُ: ما الجعظ؟ قال: العظيم في نفسه.
6128 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا حميدٌ الرؤاسى بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن مجاهد، عن أبى هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ، والمزفت، والدباء.
6129 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن عمر بن ذرٍ، عن مجاهدٍ، عن أبى هريرة، قال: بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئنا فاستأذنَّا.
= شواهد عن جماعة من الصحابة؛ منهم معاذ بن جبل وحذيفة وعائشة وثوبان وابن مسعود وغيرهم، وكلها ضعيفة، لكن يقوى بعضها بعضًا؛ بل لتلك الجملة وحدها: طريق آخر يرويه حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا: (رب أشعث ذى طمرين لو أقسم على الله لأبره) أخرجه ابن حبان [6483]، وسنده جيد؛ وهو من هذا الطريق عند مسلم [1854]، وجماعة بلفظ:(رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره).
وله طريق آخر: يرويه إبراهيم بن حمزة الزبيرى عن عبد العزيز بن أبى حازم عن كثير بن زيد المدنى عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبى هريرة مرفوعًا: (رب أشعث أغبر ذى طمرين تنبو عنه أعين الناس؛ لو أقسم على الله لأبره) أخرجه الحاكم [4/ 364]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 7]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 124]، وسنده فيه ضعف وانقطاع، وله طريق ثالث نحوه أيضًا
…
واللَّه المستعان.
6128 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5944].
6129 -
صحيح: أخرجه البخارى [5892، 6087]، والترمذى [2477]، وأحمد [2/ 515]، والحاكم [3/ 17]، والبيهقى في "سننه"[4136، 13262، 17451]، وفى "الشعب"[6/ 8832]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 285]، وهناد في "الزهد"[2/ 764]، وجماعة كثيرة من طرق عن عمر بن ذر عن مجاهد بن جبر عن أبى هريرة به نحوه في سياق طويل =
6130 -
حَدَّثنا بشر بن هلال الصوافٍ، قال: حدّثنا عبد الوارث، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَامَ يَوْمًا تَطَوّعًا، ثمَ أُعْطيَ ملْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا، لَمْ يَسْتَوْفِ ثَوَابَهُ دُونَ يَوْمِ الحسَابِ".
6131 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حدّثنا سفيان، عن زياد بن سعدٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة: شهدتُ أبَا هريرة خَيَّرَ غلامًا بين أبيه وأمه، وَقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير غلامًا بين أبيه وأمه.
= ولفظ البخاري في الموضع الأول: (عن أبي هريرة قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنًا في قدح؛ فقال: أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إلى، قال: فأتيتهم فدعوتهم؛ فأقبلوا فأستأذنوا؛ فأذن لهم فدخلوا).
قلتُ: ورواية المؤلف هنا بالمعنى مع اختصار مخل.
6130 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4869]، من طريق بشر بن هلال عن عبد الوارث بن سعيد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة به.
قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"[3/ 18]: "رواه أبو يعلى الموصلى بسندٍ فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف".
قلتُ: وكان قد اختلط أيضًا، وهذا الحديث من مناكيره، وقد أغرب الهيثمي في "المجمع"[3/ 423]، وقال: "فيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس
…
".
قلتُ: أما كونه ثقة، فدليل على معرفة الهيثمي بالرجال، وراجع ترجمة الليث من "التهذيب وذيوله" وأما كونه "مدلس"، فما علمنا أحدًا سبق الهيثمي إلى ذلك، إلا أن يعنى بقوله:(الإرسال الخفى) والحديث ذكره الذهبي من منكرات الليث في ترجمته من "الميزان"[3/ 423]، وهو كذلك، واللَّه المستعان.
6131 -
صحيح: أخرجه الترمذي [1357]، وابن ماجه [2351]، والشافعي [1377]، وسعيد بن منصور [2275]، والبيهقي في "سننه"[15535]، وفي "المعرفة"[رقم 4999]، والبغوي في "شرح السنة"[9/ 331]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن هلال بن أبي ميمونة عن أبي ميمونة الفارسي المدني عن أبي هريرة به مثله .. وزاد ابن ماجه:(وقال: يا غلام: هذه أمك وهذا أبوك). =
6132 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا حجاج بن محمد، عن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالدِ، عن عبد الله بن رافعٍ مولى أم سلمة، عن أبي هريرة، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال:"خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وخَلَقَ فيهَا الجبَالَ يَوْمَ الأَحَد، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الإثْنيْن، وَخَلَقَ المكْروهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْم الأَرْبعَاء، وَبَثَّ الدَّوَابَّ يَوْم الخميسِ خَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يوْمَ الجُمُعَة، آخرَ الخلقِ مِنْ آخرِ ساعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الجُمْعَة".
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه أحمد [2/ 246]، والحميدي [1083]، والطحاوي في "المشكل"[7/ 208، 209]، وغيرهم، ولكن في سياق أطول بمعناه.
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح، وأبو ميمونة اسمه سليم".
قلت: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد توبع عليه ابن عيينة وزياد بن سعد معًا، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
6132 -
منكر: أخرجه مسلم [2789]، وأحمد [2/ 327]، وابن خزيمة [1731]، وابن حبان [6161]، والنسائي في "الكبرى"[11010]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 114]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 188]، والبيهقي في "سننه" 174831]، وفي "الأسماء والصفات"[رقم 36، 812/ طبعة الحاشدي]، وفي "القضاء والقدر"[رقم 96]، وابن منده في "التوحيد"[1/ 72]، وابن البخاري في "مشيخته"[رقم 1068]، وأبو الشيخ في "العظمة"[4/ رقم 8751]، والمزى في "تهذيبه"[3/ 469]، وغيرهم من طرق عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة به مثله
…
وزادوا جميعًا - سوى النسائي وابن حبان - في آخره: (فيما بين العصر إلى الليل).
قلتُ: ومن هذا الطريق مع الزيادة: أخرجه الطبري في "تفسيره"[15/ رقم 17971] و [21/ 433/ طبعة الرسالة]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1476]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[رقم 304/ طبعة المكتبة العصرية].
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"[1/ 215/ طبعة دار طيبة]: "هذا الحديث من غرائب "صحيح مسلم" وقد تكلم عليه عليّ بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعًا، وقد حرر ذلك البيهقي". =
6133 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا مبشرٌ، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِن عَذَاب جَهنم، ومِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالممَاتِ، وَمِنْ شَرِّ المسِيحِ الدَّجَّالِ".
= قلتُ: إعلال ابن المديني نقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" وهو إعلال قوى جدًّا؛ وإعلال البخاري: ذكره في ترجمة أيوب بن خالد من "تاريخه"[1/ 413]، وهو إعلال قوى أيضًا؛ ولا ريب في تقديمه على تصحيح مسلم وغيره له، وقد تكلف جماعة من المتأخرين كالمعلمى والألبانى وغيرهما؛ الدفاع عن الحديث ومناقشة إعلال الحفظ له.
والحق: أنه حديث منكر سندًا ومتنًا، كما شرحناه في مكانٍ آخر، وبسطنا هناك علله مع الرد على تكلف المصححين له من المتأخرين، وأنا على يقين من كون مسلم لو كان علم بإعلال شيخه له، ما أدخله في "صحيحه" أصلًا، فكيف وقد سُبِقَ البخاري بإعلال هذا أيضًا؟! سبقه صاحبه على بن عبد الله بن المديني، وهو أعلم أهل الدنيا بعلم العلل، لا يدانيه في ذلك أحمد ولا ابن مهدى وابن معين ولا أضرابهم؛ فضلًا عن تلامذة هؤلاء ومن بعدهم، فالحديث محلول جدًّا، وعلنه مما لا تنجبر البتة، واللَّه المستعان.
• تنبيه مهم: سقط (ابن جريج، وإسماعيل بن أمية) من سند المؤلف في الطبعتين.
6133 -
صحيح: أخرجه مسلم [588]، وأبو داود [983]، والنسائي [1310]، ابن ماجه [909]، وأحمد [2/ 237، 477]، وابن خزيمة [721]، وابن حبان [1967]، وابن الجارود [207]، والبيهقي في "سننه"[2702] و [2703]، وفي "إثبات عذاب القبر"[رقم 190]، وأبو عوانة [رقم 2043]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 201 - 202]، والسراج في "مسنده"[1/ 271]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1483]، وجماعة من طرق عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وعند أبي داود وابن ماجه وابن حبان والبغوي ورواية لمسلم وأحمد: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير) لفظ ابن ماجه، وزاد النسائي وابن الجارود وابن المنذر في آخره:(ثم يدعو لنفسه بما بدا له).
قلتُ: واختلف في سنده على الأوزاعي على لون غير محفوظ، وله فيه إسناد آخر صحيح عنه؛ وللحديث طرق أخرى: قد استوفيناها في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.
6134 -
حَدَّثَنَا هاشم بن الحارث، حدّثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قَاتِلُوا النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا فَعَلُوهَا فَقَدْ حَقَنُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله".
قال: وسمعته، يقول:"لِلضَّيْفِ عَلَى مَن نَزَلَ بِهِ مِنَ الحقِّ ثَلاثٌ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَعَلَى الضَّيْفِ أَنْ يَرْتَحِلَ لا يُؤثِمُ أَهْلَ مَنْزِلِهِ".
6134 - صحيح: دون الشطر الثاني من الفقرة الثانية: أخرجه إبراهيم الحربي في إكرام الضيف [رقم 113]، وابن راهويه [304]، وابن حبان في "الثقات"[4/ 257]، والدولابى في "الكنى"[رقم 1386]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 321]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1930/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن الليث بن أبي سليم عن زياد عن أبي هريرة به
…
وهو عند البزار والحربى والدولبى والخرائطي: بالفقرة الثانية فقط، وهو عند ابن راهويه وابن حبان: بالفقرة الأولى فقط.
قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 322]: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: ولا يوافق الهيثمي على هذا أصلًا، والليث ضعيف مختلط، ولم يصفه أحد بالتدليس قبل الهيثمي، وقد اضطرب في اسم شيخه على ألوان، فتارة يقول:(عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة) هكذا بالشك، كما عند المؤلف؛ وتارة لا يشك ويقول:(عن زياد أبي المغيرة) كما عند الخرائطى والدولابى، وإبراهيم الحربي، وتارة يقول:(عن زياد بن الحارث) كما رواه عنه ابن طهمان عند البخاري في "تاريخه"[3/ 376]- إشارة - وتارة يقول: (عن زياد) ولا ينسبه، كما وقع عند الباقين، ومن هنا جاء ضعف الليث، وسواء كان شيخه هذا أو ذلك أو ذاك أو ذا، فهو شيخ مجهول لا يُعْرَف، ونكرة لا تُتَعرَّف، نعم؛ لكن للحديث شواهد ثابتة لفقراته جميعًا دون قوله:(وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله)، فهى ضعيفة لتفرد الليث بها.
فللفقرة الأولى: طريق آخر صحيح يرويه الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به
…
أخرجه الشيخان.
ويشهد للفقرة الثالثة: حديث أبي سعيد الخدري الماضي [برقم 1019]، وهو حديث صحيح ثابت. =
قال: وسمعته، يقول: يعني "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ فِيهِ: فَإمَّا أَنْ يُعْطِيَهُ إِياهُ، وَإما أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ بِهِ مَأْثَمًا، مَا لَمْ يَدْعُ بإِثمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ".
6135 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، حدّثنا على بن هاشمٍ، حدّثنا عبد السلام بن عجلان، عن أبي يزيد المديني، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ"، يَعْنِى: الْبَعِيرَ الشَّرُودَ.
= ويشهد للفقرة الثانية: طريق آخر صحيح عن أبي هريرة به .. مضى [برقم 5890]، لكن دون قوله:(وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله) وهى زيادة منكرة؛ لتفرد الليث بها، واللَّه المستعان.
6135 -
ضعيف: أخرجه الدارقطني في "سننه"[3/ 23]، والبيهقي في "سننه"[10528]، و [رقم 10529]، والحسن بن سفيان في "مسنده"، وابن شاهين في "الصحابة"، وابن مردويه في (تفسيره) كما في "الإصابة"[1/ 318]، وابن عدي في "الكامل"[5/ 183]، وأبو نعيم في "المعرفة"[1134]، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"[130]، وغيرهم من طرق عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المديني عن أبي هريرة به
…
وهو في سياق أتم عند بعضهم.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ وعبد السلام بن عجلان وإن كان قد ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 127]، إلا أنه قال:"يخطئ ويخالف" وهذه عادته فيمن يتردد في حالهم، فإنه يذكرهم في "الثقات" ثم يغمزهم، كما نبه على ذلك المعلمي اليمانى في تعليقه على "الفوائد المجموعة" وهذا الرجل قال عنه أبو حاتم:"شيخ بصري، يكتَب حديثه" يعنى للاعتبار؛ وقد توقف غيره في الاحتجاج به كما يقول الذهبي في "الميزان".
وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[4/ 142]، ومثله الحافظ في "الإصابة"[1/ 318]، وقال عن عبد السلام:"ضعيف" وقبله عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه " وقال عن عبد السلام: "ليس بمشهور" كما في فيض القدير [4/ 174].
والحديث: ضَعف سنده المناوي في "التسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 160/ طبعة مكتبة الشافعي].
وأبو يزيد المديني: شيخ بصرى لا يعرف له اسم، لكن روى عنه أيوب السختياني والكبار، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقواه الإمام أحمد؛ ومشاه أبو زرعة، واحتج به البخاري في "صحيحه" فقول الحافظ عنه:"مقبول" غريب جدًّا، واللَّه المستعان.
6136 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبو داود، حدّثنا أبان بن عبد الله البجلى، عن مولًى لأبى هريرة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فأتيته بماءٍ فاستنجى، ومسح يده بالتراب، ثم غسل يده.
6137 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا أبو داود، عن عمران القطان،
6136 - ضعيف: أخرجه أحمد [2/ 358]، والدارمي [678]، والبيهقي في "سننه"[523]، وابن عدي في "الكامل"[1/ 387]، وغيرهم من طرق عن أبان بن عبد الله البجلي عن مولى لأبى هريرة به نحوه
…
في سياق أتم.
قلت: وهذا إسناد ضعيف معلول، وأبان بن عبد الله: مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وشيخه مجهول لا يعرف! ووقع عند البيهقي:(قال: وأظنه قال: أبو وهب قال: سمعت أبا هريرة) وأبو وهب هذا مجهول الجهالتين أيضًا.
وقد اضطرب أبان في سنده، فعاد ورواه عن إبراهيم بن جرير عن أبيه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الغيطة، فقضى حاجته؛ فأتاه جرير بإداوة من ماء؛ فاستنجى منها، ومسح يده بالتراب) أخرجه ابن ماجه [359]- واللفظ له - وابن خزيمة [89]، والطبراني في "الكبير"[2/ رقم 2393]، والبيهقي في "سننه"[522]، والنسائي [51]، وجماعة من طرق عن أبان بن عبد الله به.
قلت: وهذا منكر جدًّا، والحديث محفوظ عن جرير دون قضية مسح اليد بالأرض، وقد خولف أبان في هذا الطريق، خالفه شريك القاضى، فرواه عن إبراهيم بن جرير فقال: عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة به نحوه شى سياق أتم، أخرجه أبو داود [521]، وجماعة كثيرة؛ وشريك ضعيف الحفظ هو الآخر، وقول جرير هو الأشبه بالصواب - مع اضطرابه فيه - كما قال النسائي، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار".
ويغنى عن هذا الحديث: ما ثبت في حديث عائشة وميمونة رضي الله عنهما في صفة غسله صلى الله عليه وسلم من الجنابة - أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن غسل فرجه: (ضرب بيده الأرض فمسحها ثم غسلها .. )
لفظ حديث ميمونة عند البخاري [272]، وهو مخرج مع حديث عائشة في "غرس الأشجار" وانظر الماضي [برقم 4865].
6137 -
منكر: أخرجه الطيالسي [2457]، وعنه أحمد [2/ 362]، والثعلبى في "تفسيره"[9/ 299/ طبعة إحياء التراث العربى]، من طريقين عن عمران بن داور القطان عن قتادة عن أبي مراية عن أبي هريرة به. =
عن قتادة، عن أبي مراية، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تُصَلِّى الملائِكَة عَلَى نَائِحَةً وَلا مُرِنَّةٍ".
6138 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا وهيبٌ، عن خثيم بن عراك بن مالكٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيْسَ فِي عَبْدِ الْمُسْلِمِ وَلا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ".
= قلتُ: وهذا إسناد منكر، وفيه ثلاث علل:
الأولى: عمران القطان: قد مشاه بعضهم، والتحقيق: أنه ضعيف الحافظ، كثير المخالفة للناس، لاسيما في روايته عن قتادة خاصة، فتراه يأتي عنه بما لا يتابع عليه، وهو من رجال "السنن".
والثانية: قتادة إمام في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا.
والثالثة: أبو مراية اسمه: عبد الله بن عمرو البصري؛ ما روى عنه سوى رجلين فقط، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" ومثله مجهول الصفة، وهو من رجال "التعجيل"[ص 519]، ولا يحفظ هذا المتن إلا من ذاك الوجه، وقد عرفتَ ما فيه، ثم تجد المنذرى يقول في "ترغيبه" [4/ 184]:(رواه أحمد وإسناده حسن إن شاء الله) وترى البوصيري يشطح جدًّا، ويقول في "إتحاف الخيرة" [2/ 151]:"رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح" أما صاحبه الهيثمي فإنه قال في "المجمع"[3/ 100]: (رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو مراية، ولم أجد من وثقه، ولا من جرحه، وبقية رجاله ثقات".
ونجيب عليه: بكون إمامه في توثيق الأغمار والمجاهيل: قد أورد أبا مراية في "ثقاته"[5/ 31]، فكيف فاته الوقوف عليه فيه؛ وعمران القطان: وإن تسامحنا بشأنه؛ فليس بثقة على الإطلاق، فأيش دعواه:"وبقية رجاله ثقات"؟! فكأنه على عادته في تقديم التعديل مطلقًا في الرواة المختلف فيهم، وهذا مذهب طريف، ينفرد أبو الحسن به، فانتبه يا عبد الله ولا تكن من الغافلين.
• تنبيه: قد سقط (قتادة) من إسناد المؤلف في الطبعتين.
6138 -
صحيح: أخرجه البخاري [1395]، ومسلم [982]، والنسائي [2472]، وأحمد [2/ 407، 432]، وابن أبي شيبة [10137، 36386]، والبيهقي في "سننه"[7191، 7192]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 135]، وجماعة كثيرة من طرق عن خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة به.
6139 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد، حدّثنا وهيبٌ، عن عبيد الله بن عمر، عن رجلٍ، عن مكحولٍ، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: ليس في الخيل والرقيق صدقةٌ إلا صدقة الفطر.
6140 -
حَدَّثَنَا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن جريجٍ، أخبرني أبو الزبير، عن ابن عمٍ لأبى هريرة، عن أبي هريرة، أن ماعز بن مالك، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
= قلتُ: وقد توبع عليه خثيم: تابعه جماعة عن أبيه به
…
ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار" وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة به
…
منها: ما رواه: أسامة بن زيد الليثى عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مثله
…
أخرجه الدارقطني في "سننه"[2/ 127]، والمؤلف [برقم 6563]، من طريقين عن أسامة بن زيد به.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات؛ ومن هذا الطريق: أخرجه الطبري أيضًا في "تهذيب الآثار"[رقم 1220]، واللَّه المستعان.
6139 -
صحيح: أخرجه أبو داود [1594]، ومن طريقه البيهقي في "سننه"[7194]، من طريق عبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله بن عمر العمري عن رجل عن مكحول الشامي عن عراك بن مالك عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، وقد اختلف في سنده على عبيد الله العمري على ألوان، ذكرها الدارقطني في "العلل"[11/ 131]، وشرحناها في "غرس الأشجار" مع الاختلاف في سنده على مكحول أيضًا، والمحفوظ عنه أنه يرويه عن سليمان بن يسار عن عراك عن أبي هريرة به دون الاستثناء، هكذا رواه عنه أيوب بن موسى عند مسلم [982]، وجماعة كثيرة، والحديث مع الاستثناء: قد ثبت في رواية مخرمة بن بكير عن أبيه عن عراك بن مالك عن أبي هريرة به
…
عند مسلم وابن خزيمة والبيهقي والدارقطني وأبى عوانة وجماعة، وكذلك ثبت الاستثناء في رواية جعفر بن ربيعة عن عراك: عند جماعة أيضًا؛ وقد بسطنا طرق الحديث مع ألفاظه وزياداته في "غرس الأشجار"
…
واللَّه المستعان.
6140 -
ضعيف بهذا السياق والتمام: أخرجه أبو داود [4429]، والبيهقي في "سننه"[16775]، والنسائي في "الكبرى"[7164]، وغيرهم من طريق أبي عاصم النبيل عن ابن جريج عن أبي الزبير المكى عن ابن عمّ لأبي هريرة به نحوه. =
فقال: يا رسول الله، إنى قد زنيت، فأعرض عنه، حتى قالها أربعًا، فلما كان في
الخامسة، قال:"زَنَيْتَ؟ " قال: نعم، قال:"وَتَدْرِى مَا الزِّنَى؟ " قال: نعم، أتيت منها
حرامًا ما يأتي الرجل من امرأته حلالًا، قال:"مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ؟ " قال: أريد أن
تطهرنى، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَدْخَلْتَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا، كَمَا يَغِيبُ
الْميلُ فِي الْمُكْحُلَة، وَالْعَصَا فِي الشيْءِ؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال: فأمر برجمه،
فرجم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين، يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا، ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رُجِمَ رَجْمَ الكلب؟! فسسار النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، مرَّ بجيفة حمارٍ، فقال:"أَيْنَ فُلانٌ وَفُلانٌ انْزِلا، فَكُلا مِنْ جِيفَة هَذَا الحمَارِ"، قَالا: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ الله، وَهَلْ يُؤْكَلُ هَذَا؟ قَالَ:"فَمَا نِلْتُمَا مِنْ أَخَيكُمَا آَنِفًا أَشَدُّ أَكْلا مِنْهُ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدَهِ إِنَّه الآنَ فِي أَنْهارِ الجَنَّةِ يَتَقَمَّصُ فِيهَا".
6141 -
حَدَّثَنَا محمد بن بشارٍ، حدّثنا ابن أبي عديٍ، وعبد الرحمن، عن شعبة،
= قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات سوى (ابن عم لأبى هريرة) فهو مبهم لم يسم، نعم رواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير أن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول
…
وساق الحديث بطوله نحوه
…
أخرجه عبد الرزاق [13340]، ومن طريقه أبو داود [4428]، والنسائي في "الكبرى"[7165]، وابن حبان [4399]، والدارقطني في "سننه"[3/ 196]، وابن الجارود [814]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف أيضًا، و (عبد الرحمن بن الصامت) قد صمت النقاد عن توثيقه، سوى ابن حبان وحده، فإنه ذكره في "ثقاته" على عادته في توثيق من لم يعرف، والرجل لم يرو عنه سوى أبي الزبير وحده، ولا يعرف إلا بهذا الحديث كما يقول البخاري، وقد أصاب الحافظ النباتى حيث قال عنه في "ذيل الكامل":"من لا يعرف إلا بحديث واحد؛ ولم يشهر حاله، فهو في عداد المجهولين) وجزم الذهبي بجهالته في "الكاشف" وقال في "الميزان": "لا يدرى من هذا" وقد اختلف في اسم أبيه على أقوال، كما ذكرناه في "غرس الأشجار".
وأصل الحديث في "الصحيحين" عن أبي هريرة: دون هذا السياق والتمام جميعًا.
6141 -
صالح: أخرجه أبو داود [4942]، والترمذي [1923]، وأحمد [2/ 442، 461، 461، 539] وابن حبان [رقم 462، 466]، والحاكم [4/ 277]، والطيالسي [رقم 2529]، =
قال: كتب به إلى منصورٌ وقرأته عليه، قال: حدثني أبو عثمان مولى المغيرة بن شعبة، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب هذه الحجرة الصادق الصدوق، يقول:"لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ".
6142 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا مبشرٌ، عن الأوزاعي، قال: حدثني
= والطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2453]، وابن أبي شيبة [25360]، وابن راهويه [283]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"[رقم 889]، والقضاعي في "الشهاب"[2/ رقم 772]، وابن أبي الدنيا في "العيال"[رقم 256]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 241]، وأبو الشيخ في ""الطبقات""[3/ 293]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 183]، والبيهقي في "الشعب"[7/ 11051]، وفي "الآداب"[رقم 31]، والبغوي في "شرح السنة"[13/ 38]، والدولابى في "الكنى"[1/ 5]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 440]، والمزي في "تهذيبه"[34/ 71]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن أبي عثمان مولى المغيرة بن شعبة عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح إن شاء الله؛ وأبو عثمان مولى المغيرة: قد روى عنه جماعة من الثقات؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به في "صحيحه" وصحح له الحاكم؛ وحَسَّن له الترمذي أيضًا، فمثله في رتبة الصدوق؛ وقد اختلف في اسمه، فقيل:(سعيد) وقيل (عمران) وهو والد موسى بن أبي عثمان التبان المدني كما جزم به المزي وغيره، وقد قال الترمذي عقب روايته:"هذا حديث حسن" وفي نسخة "حسن صحيح" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ وأبو عثمان هذا هو مولى الغيرة، وليس بالنهدى، ولو كان النهدى؛ لحكمت بصحته على شرط الشيخين".
قلتُ: ولو فعلت؛ لرددناه عليك البتة، إذ لم يحتج صاحبا "الصحيح" برواية منصور بن المعتمر عن أبي عثمان النهدى أصلًا، فكيف يكون لو كان على شرطهما؟! فواعجبًا لأبى عبد الله النيسابوري! تراه يهم حتى في الاحتمال، والحديث قال عنه ابن الجوزي في "شرح الشهاب" والذهبى في "المهذب":"إسناده صالح" كما نقله عنهما المناوي في "الفيض"[6/ 422]، وبالغ المناوي وصحح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 962].
6142 -
صحيح: أخرجه أبو داود [5097]، وابن ماجه [3727]، والنسائي في "الكبرى"[10767، 17680]، والطبراني في "الدعاء"[رقم 971، 972، 973، 974]، وأحمد=
الزهري، قال: حدثني ثابتٌ الزرقى، أن أبا هريرة، قال: أخذت الناس ريحٌ بطريق مكة، وعمر حاجٌ، فاشتدت عليهم، فقال لمن حوله: ما الريح؟ فلم يرجع إليه شيئًا، فبلغني الذي سأل عنه عمر، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين، أخبرنا بأنك سألت عن الريح، وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"الرِّجع مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتى بالرَّحْمَة، وَتَأْتِى بِالْعَذَابِ، فَلا تَسُبوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرهَا، وَاسْتَعِيذوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا".
6143 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا الحسن بن السكن البصري، عن الأعمش
[2/ 267، 518]، وابن حبان [1007، 5732]، والحاكم [4/ 318]، والبخاري في "الأدب الفرد"[رقم 720، 906]، والشافعي [363]، وعبد الرزاق [2004]، وابن أبي شيبة [26311، 29218]، وأبو الشيخ في "العظمة"[4/ 1313]، والبيهقي في "سننه"[6256]، وفي "الشعب"[4/ رقم 5233]، وفي "الدعوات"[رقم 300]، وفي "المعرفة"[رقم 2098]، وأبو عوانة [رقم 2510، 2511]، والبغوي في "شرح السنة"[4/ 391 - 392]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 937]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 7]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 192/ الطبعة العلمية]، وغيرهم من طرق عن الزهري عن ثابت بن قيس الزرقى المدني عن أبي هريرة به نحوه
…
وهو عند أبي داود وابن ماجه وغيرهمها بالمرفوع منه فقط، دون القصة في أوله.
قلت: وهذا إسناد قوى؛ وثابت بن قيس الزرقي وثقه النسائي وابن حبان، وقال أبو عبد الله بن منده:"مشهور من أهل المدينة" وقد انفرد الزهري بالرواية عنه، وقال الحاكم عقب روايته:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخ" ووهم كعادته، وثابت بن قيس لم يخرج له أحد الشيخين أصلًا، وقد اختلف في سند الحديث على الزهري على ألوان، والمحفوظ عنه هو الماضي؛ وبذلك جزم حمزة الكناني الحافظ فيما نقله عنه أبو الحجاج المزي في "تحفة الأشراف"[رقم 13223].
والحديث حسَّن سنده: النووي في "الأذكار" وفي "الرياض" وفي "الخلاصة" وفي "المجموع" وصححه المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 83/ طبعة مكتبة الشافعي]، وللمرفوع منه: شواهد أيضًا
…
واللَّه المستعان.
6143 -
منكر: أخرجه البيهقي في "الشعب"[3/ رقم 2908]، وابن عدي في "الكامل"[2/ 327]، العقيلي [1/ 244]، والبزار في "مسنده" [1/ 252 - 253 وعقب رقم 521/ كشف=
عن أبي ظبيان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ شَىْءٍ صَفْوَةٌ، وَصَفْوَة الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى".
= الأستار]، وغيرهم من طرق عن سويد بن سعيد عن الحسن بن السكن عن الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب عن أبي هريرة به.
قلت: هذا إسناد منكر جدًّا، وفيه علتان:
الأولى: سويد بن سعيد هو أبو محمد الحدثاني، الشيخ الصدوق الصالح؛ إلا أنه عمى وتغير حتى صار يتلقن ما ليس من حديثه، فتناوله النقاد؛ حتى أقذع ابن معين القول فيه، ولم يخرج له مسلم إلا ما توبع عليه، أو ما كان من صحيح حديثه، وبه أعله المناوي في "الفيض"[5/ 285]، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه محمد بن بكار عن الحسن بن السكن بإسناده به بلفظ:(صفوة الإيمان: الصلاة، وصفوة الصلاة: التكبيرة الأولى) أخرجه البيهقي التى في "الشعب"[3/ رقم 3909]، بإسناد مستقيم إليه به.
والثانية: الحسن بن السكن: وهو شيخ منكر الحديث كما قاله الإمام أحمد وأبو حاتم، وحديثه هذا أنكره عليه العقيلي وابن عدي وغيرهما؛ وبه أعله الحافظ في "التلخيص"[2/ 28]، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"[2/ 46]، وقبلهما حكى البزار عن علي بن عمرو الفلاس أنه أنكر هذا الحديث على الحسن بن السكن، وأنه لم يكن يرضاه، وكذا أنكر عليه الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان"[1/ 493].
ثم جاء الهيثمي، وزعم في "المجمع"[2/ 273]، أن الحسن بن السكن هذا: ذكره ابن حبان في "الثقات" وليس بشيء، لأن المترجم في "الثقات"[8/ 178]، متأخر الطبقة عن صاحبنا هنا، وإن وافقه في الاسم واسم الأب.
والحديث ضعفه غير واحد؛ وجازف السيوطي وحسَّن سنده في (الجامع الصغير) ورده عليه المناوي في "الفيض"[5/ 285]، وفي "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 578/ طبعة مكتبة الشافعي].
وللحديث شاهد ساقط من رواية عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعًا عند أبي نعيم في "الحلية" وابن عدي في "الكامل" وقد تكلمنا عليه في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وللَّه الحمد.
6144 -
حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا إسرائيل، عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]، قال:"يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ائْتِنَا بِهَذَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي هَذَا، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ، فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا، إِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ هَذَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُؤْتَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ يُسَوَّدُ وَجْهُهُ، وَيُزَادُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَيَلْبَسُ تَاجًا مِنَ النَّارِ، فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا! اللَّهُمَّ لا تَأْتِنَا بِهَذَا، فَيَأْتِيهِمْ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ أَخِّرْهُ، فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ، فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا".
6145 -
حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدّثنا حجاج بن محمدٍ، عن ابن جريجٍ، عن
6144 - ضعيف: أخرجه الترمذي [3166]، وابن حبان [7439]، والحاكم [2/ 265]، والبزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"[5/ 99 - 100/ طبعة مكتبة دار طيبة]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 15 - 16]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل بن يونس عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: ما هو بحسن ولا صحيح، بل حديث ضعيف معلول، فقد خولف فيه إسرائيل، خالفه الثوري الإمام، فرواه عن السدي بإسناده به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا ذكره أبو حاتم الرازي كما في "العلل"[2/ 89]، ثم قال:"والثوري أحفظ" وهو كما قال؛ ثم مدار الحديث موقوفًا ومرفوعًا على والد السدي: (عبد الرحمن بن أبي كريمة) وهو شيخ مغمور، تفرد عنه ابنه بالرواية؛ كما انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" فالحديث لا يثبت من الوجهين جميعًا، واللَّه المستعان.
6145 -
باطل: أخرجه ابن ماجه [1615]، والطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5262]، والبيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9895]، وفي إثبات "عذاب القبر"[رقم 154]، وابن عدي في "الكامل"[1/ 220، 221، 222] و [6/ 346]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 106]،=
إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا، وَوُقِىَ فَتَّانِى الْقَبْرِ، وَغُدِىَ وَرِيح عَلَيْهِ بِرِزْقٍ مِنَ الجَنَّةِ".
= وابن عساكر في "تاريخه"[54/ 171] و [61/ 221]، والحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 252]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 134]، والآبنوسى في "مشيخته"[رقم 140]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 367]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به
…
وهو عند الأبنوسي والطبراني وابن عساكر ورواية لابن عدي: بالفقرة الأولى منه فقط.
قلتُ: قد اختلف في سنده على ابن جريج على ألوان، والمحفوظ عنه هو الوجه الماضي؛ و (إبراهيم بن محمد) هو ابن أبي يحيى الأسلمي ذلك الشيخ الساقط المشهور، ولوهائه: كان ابن جريج يدلسه أحيانًا، فيرويه عن موسى بن وردان مباشرة بلا واسطة، وكان أكثر حاله ينسبه إلى جد غير مشهور، فيقول:(عن إبراهيم بن محمد بن عطاء) وربما قال: (عن إبراهيم بن أبي عطاء) وكان ربما كَنَّاه بكنية غير معروف بها، فيقول:(عن أبي الليث) وأبو الليث هو نفسه إبراهيم بن محمد، كما جزم ابن الجوزي في "الموضوعات" ثم أعله بإبراهيم هذا، وساق كلام النقاد بشأنه.
• وحاصله: أن إبراهيم بن محمد الأسلمى متروك غير مرغوب فيه، وقد كذبه ابن معين وغيره بخط عريض، وقد شرحنا حاله في غير هذا المكان؛ وحديثه هذا: أنكره عليه ابن عدي وابن حبان وجماعة؛ وقد غلط إبراهيم في متنه أيضًا، فنقل ابن الجوزي في "الموضوعات"[3/ 217]، عن الإمام أحمد أنه قال:"إنما هو: من مات مرابطًا، وليس هذا الحديث بشيء" يعنى بلفظ: (من مات مريضًا) ومثله قاله أبو حاتم وأبو زرعة كما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل"[1/ 358].
ويؤيده: أن ابن لهيعة قد رواه عن موسى بن وردان عن أبي هريرة بلفظ (من مات مرابطًا) كما أخرجه أححمد [2/ 404]، وجماعة؛ وقد صح الحديث بهذا اللفط؛ لكن زعم إبراهيم بن محمد أنه حديث ابن جريج باللفظ الماضي (من مات مرابطًا)، فَغيَّره ابن جريج إلى (من مات مريضًا) كذا أسنده البيهقي في "الشعب" وابن عدي في "الكامل" إلى إبراهيم به
…
، وإبراهيم غير مصدق في هذا أصلًا، كما أشار ابن الجوزي في "الموضوعات"[3/ 217]،=
6146 -
قَالَ: وحدثنيه ابن أبي روادٍ، ومحمد بن ربيعة الكلابي جميعًا، قالا: حدّثنا ابن جريجٍ، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
6147 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا ضمامُ، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَكثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَينَكُمْ وَبيْنَهَا".
= والحديث باللفظ الأول: (من مات مريضًا) له طريق آخر واه عن أبي هريرة به مرفوعًا، وكذا له شاهد بلفظه من حديث أنس أيضًا، وكل ذلك شبه لا شيء، وهو باطل بهذا اللفظ البتة.
6146 -
باطل: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[2/ 319]، من طريق الحسن بن زياد اللؤلؤى عن ابن جريج عن موسى بن وردان عن أبي هريرة بالفقرة الأولى منه فقط.
قلتُ: والحسن بن زياد وإن كان واهيًا؛ إلا أنه قد توبع عليه عند المؤلف؛ وقد قال ابن عدي عقب روايته: "وهذا الحديث يرويه ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن موسى بن وردان، ويقول: إبراهيم بن عطاء، هكذا يسميه، فإذا روى ابن جريج عن موسى هذا الحديث يكون قد دلسه".
قلتُ: وهو كما قال؛ وكان ابن جريج يدلس إبراهيم لسقوطه عندهم، ولم يسمعه من موسى بن وردان أصلًا، وإلا لقال:"سمعت" وانظر ما قلناه قبله .... واللَّه المستعان.
6147 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم 1143]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 38]، وابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 52 - 53]، وأبو القاسم حمزة الكنانى في "جزء البطاقة"[ص 47]، وابن عساكر في "تاريخه"[61/ 225]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 104]، وأبو المظافر محمود المشيعي في "مسموعه من أبي عبد الله الغرناطي" كما في "تاريخ قزوين"[2/ 20]، وغيرهم من طرق عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به
…
وزاد الجميع: (ولقنوها موتاكم).
قال المنذري في "الترغيب"[2/ 268]: (رواه أبو يعلى بإسناد جيد قوى).
قلتُ: ما هو بهذا ولا ذاك، وكيف وشيخ أبي يعلى:(سويد بن سعيد) ذلك الذي عَمِىَ وتغير حتى صار يتلقن ما ليس من حديثه؟! وقد كان صحيح الرواية قبل ذلك؛ ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه؛ وشيخه (ضمام بن إسماعيل) مختلف فيه، وثقه جماعة ومشوه؛ لكن قال الدارقطني:"متروك" وقال الأزدي: "يتكلمون فيه، وفي حديثه لين" كما نقله عنه مغلطاي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الإكمال" وقول الدارقطني: نقله عنه البرقانى في سؤالاته [ص 38/ رقم 237]، وقال ابن حبان بعد أن ذكره في ثقاته [6/ 486]، "وكان يخطئ" وذكره ابن عدي في "الضعفاء" وأنكر عليه هذا الحديث، وساقه في ترجمته مع غيره، ثم قال:"وهذه الأحدايث التى أمليتها لضمام بن إسماعيل، لا يرويها غيره، وله غيرها الشئ اليسير".
• فالحاصل: أن ضمام هذا الشيخ صالح الحديث إن شاء الله؛ وحديثه في رتبة الحسن؛ اللَّهم إلا إذا خولف؛ أو جاء بما ينكر عليه، وحديثه هنا: أنكره عليه أبو أحمد الجرجانى! وساقه في ترجمته من "الكامل" وقال ما قال مما ذكرناه آنفًا؛ وترى الذهبي يجازف ويقول في ترجمة ضمام من "ميزانه"[2/ 329]"صالح الحديث؛ لينه بعضهم بلا حجة" هذا مع كونه ينقل في آخر ترجمته عن الدارقطني قوله: "متروك"، وهذا شديد غاية، كأن الدارقطني لم يصبر على تلك الأخبار التى ينفرد بها ضمام دون متابع، وقد مضى قول الأزدي وابن عدي في ضمام، على أنا لا نهدر توثيق من وثقه؛ بل نقول عن الرجل:"صدوق يخطئ" أو "صدوق له أوهام" أو نقول كما يقول الحافظ عنه في "التقريب": (صدوق ربما أخطأ) أما أن نهدر قول كل من تكلم فيه، مع وضوح عبارة أكثرهم في كونه كان يخطئ وينفرد بما لا يتابع عليه، فلا يكون ذلك إلا إخسار في "الميزان"، وليس الرجل بالذى يقال عنه تلك العبارة:"لينه بعضهم بلا حجة".
ثم يقول الذهبي: "وقد أورده ابن عدي في كامله، وسرد له أحاديث حسنة" كأنه يعنى: (حسنة) عنده هو، وإلا فإن ابن عدي لم يكن يرضاها من طريق ضمام أصلًا، وعادة ابن عدي في "كامله" أنه يسوق للراوى بعضًا (مما يضعف من أجله؛ أو يلحقه بروايته اسم الضعف) كما نصَّ هو على ذلك في مقدمة كتابه [1/ 2]، ولا يكون ضمام عنده إلا ضعيف الحديث، وعبارته في آخر ترجمته تدل على ذلك؛ وأبو أحمد الجرجانى إمام كبير حافظ ناقد؛ من حذاق هذا الشأن؛ فإذا لم يخالفه من هو أتقن منه في جرح الرواة تعديلهم؛ يكون قوله هو المتبع؛ لا سيما وقوله في النقلة رصين جدًّا؛ لكونه قائمًا على سبر مروياتهم؛ وغربلة أحاديثهم؛ وعَرْضها على أحاديث الثقات عنده؛ بخلاف بعضهم ممن يسايرون غيرهم في الجرح والتعديل دون ممارسة عملية لأخبار النقلة عن كثب ومعرفة.
• فالحاصل: أنَّا خالفنا أبا أحمد وغيره بشأن حال (ضمام بن إسماعيل) لكون الرجل قد مشاه جماعة من الكبار، ثم اعتمدنا قول ابن عدي وصنيعه في إنكار ما تفرد به هذا الشيخ مما أورده له في ترجمته من "الكامل" وما عداه - مما لم ينكر عليه - سبيله الاستقامة إن شاء الله. =
6148 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا ضمام، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَهَادُوا تَحَابُوا".
= وهذا الحديث مع الثلاثة الآتية، مما أنكره ابن عدي على ضمام؛ فينبغى التوقف عن قبولها؛ لكونه قد انفرد بها ولم يتابع عليها من ممن يقبل خبره؛ وكون الناقد يستنكر للراوى حديثًا أو ينكره عليه؛ يعنى أنه يراه قد أخطأ فيه ولم يحفظه، وضمام ممن يجوز عليه هذا؛ وقد خَبرْنا ذلك في كلام من تكلم فيه بحجة، وإن كره ذلك الذهبي، والحديث أعله العراقي بموسى بن وردان، لكونه مختلفًا فيه هو الآخر، كما نقله عنه المناوي في "الفيض"[2/ 89]، ثم تعقبه بقوله:"ولعله بالنسبة لطريق ابن عدي، أما طريق أبي يعلى فقد قال الهيثمي - يعنى "المجمع" [10/ 87]: "رجاله رجال "الصحيح"، غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة، وبذلك يُعْرَف أن إطلاق رمز المصنف - يعنى به السيوطي - لضعفه؛ غير جيد).
قلتُ: بل تعقيبك أنت ليس بجيد!! ثم إن (موسى بن وردان) لا يزال رابضًا في سند أبي يعلى أيضًا، وليست آفة الحديث منه على التحقيق؛ وإن ضعفه غير واحد، ثم رأيت المناوي ضعف سند الحديث في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 405]، وسبقه السيوطي إلى تضعيف الحديث في "الجامع الصغير" ونحوهما العراقي كما مضى.
6148 -
ضعيف؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"[رقم 594]، والبيهقي في "الشعب"[6/ رقم 8976]، وفي "سننه"[11726]، وفي "الآداب"[رقم 81]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 245]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1577]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 104] وابن عساكر في "تاريخه"[61/ 225، 227]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 17، 18]، وفي "الاستذكار"[8/ 292 - 293]، والنسائي في "الكنى" كما في "نصب الراية"[4/ 161]، والحاكم في "المستدرك" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيرى [3/ 121]، والدولابي في "الكنى"[2/ 466، 648]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 313]، وغيرهم من طرق عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الدارقطني في الأفراد [2/ رقم 5463/ أطرافه]، وقال:"تفرد به ضمام بن إسماعيل ختن أبي قبيل عن موسى بن وردان" وقد مضى في الحديث قبله: أن موسى وضمام مختلف فيهما، والتحقيق: أنهما صدوقان، وحديثهما في رتبة الحسن إن شاء الله؛ اللَّهم إلا إذا خولفا، أو جاء أحدهما بما ينكر عليه، وهذا الحديث خاصة؛ قد أنكره ابن عدي والدارقطني على ضمام؛ فذكره له الثاني في كتابه:"الأفراد والغرائب" وَرْأيُه في ضمام =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شديد، قد ذكرناه في الكلام على الحديث الماضي؛ وأما ابن عدي: فإنه ساقه في ترجمته من كتابه "الكامل" وقال في ختامها: "وهذه الأحاديث التى أمليتها لضمام بن إسماعيل لا يرويها غيره
…
" وهذا ظاهر في كونها ينكرها عليه، وهذا ما فهمه الزيلعى في "نصب الراية" [4/ 161]، حيث قال: (رواه ابن عدي في "الكامل" وأعله بضمام بن إسماعيل، وقال: إن أحاديثه لا يرويها غيره
…
".
فالحديث ضعيف من هذا الوجه على التحقيق؛ وهو الذي جزم به ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير"[2/ 118]، ومثله صاحب "المختصر" كما نقله عنه الشوكانى في "الفوائد المجموعة"[ص 84]، وقبلهما أشار المنذري إلى ذلك في "الترغيب"[3/ 292]، فقال بعد أن ذكر بعض طرق الحديث المعضلة:(وقد أسند من طرق فيها مقال) وقال العراقي في "المغنى"[2/ 118]: "أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة، وضعفه ابن عدي" وقد مشى جماعة على ظاهر إسناده من هذا الوجه: وجَوَّدوه، فأشار ابن عبد البر إلى تحسينه في "التمهيد"[21/ 12]، وقال ابن طاهر المقدسى في "تخريج أحاديث الشهاب":"وأصح ما ورد في هذا الباب: هذا الحديث" نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير"[7/ 117]، وجرَّد سنده العراقي في "المغنى"[2/ 41]، وتبعه المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 928 طبعة مكتبة الشافعي]، وحَسَّن سنده الحافظ في "بلوغ المرام"[رقم 935]، وفي "التلخيص"[3/ 163]، وتبعه على ذلك جماعة؛ وقبلهم قال السخاوي في "المقاصد" [ص 271]:"وهو حديث جيد".
وهذا كله فيه نظر، نعم: رجال إسناد الحديث هنا: مقبولون، وحديثهم صالح في الجملة؛ لكن محل ذلك أن لا تكون تلك الأحاديث من جملة ما أنكرها النقاد عليهم، وخالفهم فيها من كان أثبت منهم، وهذا الحديث خاصة: قد أنكره الدارقطني وابن عدي على ضمام بن إسماعيل، كما مضى بيان ذلك قريبًا؛ فالإسناد معلول كما ترى، ثم إن فيه علة أخرى، فقد اختلف على ضمام في سنده، فرواه عنه سويد بن سعيد وعمرو بن خالد الحنظلي ومحمد بن بكير الحضرمي وأبو الشريك يحيى بن يزيد المرادي وعبد الواحد بن يحيى وغيرهم كلهم على الوجه الماضي؛ وخلفهم جميعًا: يحيى بن عبد الله بن بكير، فرواه عن ضمام فقال: عن أبي قبيل المعافري عن عبد الله بن عمرو به مرفوعًا، هكذا أخرجه القضاعي في "الشهاب"[1/ رقم 657]، والحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 125].
قال ابن طاهر المقدسى في "تخريج أحاديث الشهاب" كما في "البدر المنير"[7/ 117]: =
6149 -
وَبِهِ عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يَا بَنِي قُصَيٍّ، يَا بَنِي هَاشمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنَا النَّذِيرُ، وَالموْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الموْعِدُ".
6150 -
وَعَنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَزَالُ الملَيْلَةُ وَالصُّدَاعُ
= "قول الجماعة أولى؛ وإن كان يحيى بن بكير ثقة؛ فيحتمل أن يكون عند ضمام فيه طريقان: عن أبي قبيل وموسى" كذا قال، والأولى من احتماله أن يقال: لعل ضمامًا! قد اضطرب في سنده أيضًا، والحديث ضعيف على كل حال؛ وفي الباب شواهد لا يصح منها شيء مثل لفظه هنا أصلًا، ومن قواه بها؛ فقد تساهل جدًّا، وكلها مناكير على التحقيق؛ واللَّه المستعان لا رب سواه.
6149 -
ضعيف: أخرجه البيهقي في "الشعب"[7/ 10578]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 258] و [4/ 387]، والقضاعي في "الشهاب"[1/ 333]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 104]، وابن أبي داود في "البعث"[3]، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"[18]، وفي "الأهوال"[رقم 2]، وغيرهم من طرق عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به.
قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 392]: "رواه أبو يعلى؛ ورجاله رجال الصحيح، غير ضمام بن إسماعيل، وهو ثقة".
قلتُ: بل هو دون الثقة بلا تردد، وكيف يكون ثقة مَنْ تَركَه الدارقطني، وتكلم فيه غير واحد؟! نعم: هو صدوق متماسك إن شاء الله، وحديثه في رتبة الحسن؛ إلا إذا خولف أو جاء بما ينكر عليه، وهذا الحديث خاصة: قد أنكره عليه ابن عدي، وساقه مع غيره في ترجمته من "الكامل" وقال في ختامها: "وهذه الأحاديث التى أمليتها لضمام بن إسماعيل: لا يرويها غيره
…
" وقد لَيِّن سنده العراقي في "المغنى" [4/ 200]، وقول الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح" غلط منه بلا شك، فإن موسى بن وردان لم يخرج له أحد الشيخين أصلًا، واللَّه المستعان.
• تنبيه: ليس عند ابن أبي الدنيا قوله: (يا بنى قصى، يا بنى هاشم) وليس عند القضاعي قوله: (يا بنى عبد مناف) وليس عند ابن عدي قوله: (يا بنى هاشم).
• تنبيه آخر: رأيت للحديث طريقًا آخرًا عن أبي هريرة به نحوه في سياق أتم عند الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 86]، وسنده مو ضوع، واللَّه المستعان.
6150 -
ضعيف: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[4/ 104]، والحربى في "غريب الحديث"[1/ 330]، من طريق سويد بن سعيد عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به.
قال المنذري في "الترغيب"[4/ 151]: "رواه أبو يعلى، ورواته ثقات". =
بِالْعَبْدِ وَالأَمَةِ، وَإِنَّ عَلَيْهِمَا مِنَ الخطَايَا مِثْلَ أُحُدٍ، فَمَا يَدَعُهُما وَعَلَيْهِمَا مِتْقَالُ خَرْدَلَةً".
6151 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا قران بن تمامٍ، عن محمد بن أبي حميدٍ، عن
= قلتُ: ومثله قاله الهيثمي في "المجمع"[3/ 29]، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"[4/ 129]، وهذا تساهل منهم جميعًا، لأن رجال الإسناد مختلف فيهم.
1 -
أما سويد بن سعيد: فقد كان صدوقًا ثقة في نفسه، ثم عمى وتغير حتى صار يتلقن ما ليس من حديثه، فسقط حديثه كله، لا ما كان قد حدث به قديمًا؛ وسبيل معرفة ذلك لا يدرك بعد، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه وحسب، وقد قال الإمام في "الضعيفة" [رقم 2433]:(فأخشى أن يكون هذا الحديث مما تلقنه).
قلتُ: هذا بعيد عندي؛ فقد توبع الرجل عليه، ثابعه رجلان:
الأول: هانئ بن المتوكل الإسكندرانى: على نحوه
…
عند البيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9903]، لكن هانئ هذا قد تكلموا فيه بما تراه في "اللسان"[6/ 186].
والثانى: محمد بن خلاد الإسكندراني: على مثله عن ضمام بن إسماعيل بإسناده به
…
عند البيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9904]، ومحمد هذا: ثقة مشهور؛ غامر الذهبي وأورده في "الميزان" قائلًا: "لا يدرى من هو؟! " وقد تعقبه الحافظ في "اللسان"[5/ 155]، بذكر من وثقه من الأئمة؛ ولم يغمزه أحد سوى قول ابن يونس عنه في "تاريخه":"يروى مناكير" وهذا لا يُوجِب ضَعْفَه، لاسيما وقد وثقه جماعة؛ فكأنه (صدوق له أوهام) فحديثه قوى في الجملة؛ فالإسناد ثابت إلى ضمام بن إسماعيل إن شاء الله.
2 -
3 - وأما ضمام وموسى بن وردان: فكلاهما متكلم فيه، إلا أنهما صدوقان متماسكان إن شاء الله؛ لكن أنكر ابن عدي هذا الحديث على ضمام بن إسماعيل، وساقه له مع غيره في ترجمته من "الكامل" فهو آفة الحديث عندي، وله شاهد من حديث أبي الدرداء به نحوه مرفوعًا، عند أحمد وجماعة؛ وسند ضعيف معلول، راجع الكلام عليه في "الضعيفة"[2433].
6151 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 458]، وابن عدي في "الكامل"[6/ 196]، والعقيلي [1/ 308]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 310]، وعنه ابن مردويه في "جزء فيه أحاديث ابن حيان"[رقم 48]، والطبري في "تفسيره"[22/ 307/ طبعة الرسالة]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 27]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 73]، وأبو =
موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل، فقال: يا رسول الله، ما أعجز - أو قال: ما أضعف - فلانًا؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغْتَبْتُمْ صَاحِبِكَمْ وَأَكَلْتُمْ لحْمَهُ".
6152 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ".
6153 -
حَدَّثَنَا سويدٌ، حدّثنا عاصم بن هلالٍ أبو النضر، عن محمد بن جحادة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الأغر، قال: أشهد على أبي هريرة، وأبى سعيدٍ، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"خَمْسٌ مَنْ قَالهُنَّ صَدَّقَهُ اللَّهُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لا إِلَهَ إلا اللَهُ الملِكُ الحقُّ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَر، لا إلهَ إِلا اللَّهُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ تَكَلَّمَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ فِي مَرَضِهِ، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ".
= الشيخ أيضًا في "التوبيخ والتنبيه"[رقم 186]، وغيرهم من طرق عن محمد بن أبي حميد الأنصاري الملقب بحماد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، ومحمد بن أبي حميد: ساقط الحديث عندهم، قال بن معين:"ضعيف ليس بشيء" وقال السعدي: "واهى الحديث" وقال النسائي: "ليس بثقة" وقال البخاري والساجي وأبو حاتم وغيرهم: "منكر الحديث" وقال أحمد: "أحاديثه مناكير" وضعفه سائر النقاد؛ وهو من رجال "التهذيب".
وحديثه هذا: أنكره عليه ابن عدي، وساقه في ترجمته من "الكامل" وبه أعله: الهيثمي في "المجمع"[8/ 177]، والبوصيري في "الإتحاف"[6/ 23].
6152 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5935].
6153 -
ضعيف: هذا حديث قد اختلف في سنده ومتنه على أبي إسحاق على ألوان، والمحفوظ فيه: موقوفًا على أبي هريرة
…
، وقد مضى الكلام عليه [برقم 1258]، وراجع "علل الدارقطني"[11/ 302 - 303].
6154 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا حسين بن علي، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلمٍ، أنه شهد على أبي هريرة، وأبى سعيد، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لا إلَهَ إِلا الله وَاللَّه أَكْبَرُ، يَقُولُ الله: صَدَقَ عَبْدِى، لا إِلَهَ إِلا أَنَا وَحْدِى، وَإِذَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الحمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِى، لا إِلَهَ إِلا أَنَا وَلِىَ الْمُلْكُ وَالحمْدُ، قَالَ: وَإِذَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، قَالَ: يَقُولُ: صَدَقَ عَبْدِى، لا إِلَهَ إِلا أَنَا وَلا قُوَّةَ إِلا بِى"، قال أبو إسحاق: ثم قال الأغر شيئًا لم أفهمه، فقلت لأبى جعفرٍ: أي شيء قال؟ [فقال]: "فَمَنْ رزِقَهنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّه النَّار".
6155 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا فليحٌ، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبى عبد الله الأغر صاحب أبي هريرة، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَنْزلُ اللَّه حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخرُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كلَّ لَيْلَةٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يشْكُو أُعْطِهِ؟ وَمَنْ يَدْعُنِى أَسْتَجِبْ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرْ أَغْفِرْ لَهُ؟ "، فلذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله.
6156 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حدّثنا وكيعٌ، عن أفلح بن حميدٍ، عن أبي بكر بن عمرو بن حزمٍ، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاة الجمَاعَة تَزيدُ عَلَى صَلاةِ الْفَذِّ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً".
6157 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيقٍ، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلمٍ، عن أبي هريرة، وأبى سعيدٍ، قالا: قال رسول
6154 - ضعيف: انظر قبله.
6155 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5937].
6156 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5857].
6157 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1525، 1283].
الله صلى الله عليه وسلم: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الملائِكَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ".
6158 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق المسيبى، حدّثنا أنس بن عياض، عن يونس، عن ابن شهابٍ، أخبرني أبو عبد الله الأغر، أنه شهد أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذكرَ، وَمَثلُ الْمُهَجِّر كمَثَلِ الَّذِي يُهْدِى بَدَنَةً، وَكَالَّذِى يُهْدِى الْبَقَرَةَ، وَكَالَّذِى يُهْدِى الْكَبْشَ، ثمَّ كَالَّذى يُهْدِى الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِى يُهْدِى الْبَيْضَةَ".
6159 -
حَدَّثَنَا محمد بن بشارٍ، حدّثنا محمد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق يحدث، عن الأغر أبي مسلمٍ، أنه شهد على أبي هريرة وأبى سعيدٍ، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الملائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".
6158 - صحيح: أخرجه البخاري [887]، ومسلم [850]، والنسائي [1385]، وأحمد [2/ 280، 505، 512]، والدارمي [1544]، والبيهقي في "سننه"[5654، 9932]، وفي "المعرفة"[رقم 1797]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 130]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1739]، والشافعي في "سننه"[رقم 153/ رواية الطحاوي]، والطحاوي في "المشكل"[6/ 179، 180]، وغيرهم من طرق عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة به نحوه.
قلتُ: هكذا رواه معمر وابن أبي ذئب ويونس الأيلى وجماعة، ورواه يزيد بن الهاد ويحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري فقالا:(عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وأبى عبد الأغر ثلاثتهم عن أبي هريرة به ..... ) وهذا صحيح ثابت عن الزهري، وما عداه: فهو خطأ وأوهام، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.
6159 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1252].
6160 -
حَدَّثَنَا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلمٍ، قال: أشهد على أبي سعيدٍ وأبي هريرة، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ، إِلا حَفَّتْ بِهِمُ الملائِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وغَشيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عنْدَهُ".
6161 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن معاذ بن معاذٍ العنبرى، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن أبى بكر بن حفص، عن الأغر أبي مسلمٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تَوَصَّؤوا مِمَّا أنْضَجتِ النَّارُ".
6160 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1252].
6161 -
صحيح: أخرجه أبو داود [194]، وأحمد [2/ 458]، وابن حبان [1148]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد المدني عن الأغر سلمان أبي عبد الله عن أبي هريرة به .... ولفظ ابن حبان:(توضأ مما مست النار) وعند أبي داود: (الوضوء مما أنضجت النار).
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ لكن اختلف فيه على شعبة، فرواه عنه القطان وغندر ومعاذ العنبرى ثلاثتهم على الوجه الماضي؛ وخالفهم عبد الصمد بن عبد الوارث، فرواه عن شعبة فقال: عن أبي بكر بن حفص عن الأغر عن رجل آخر! عن أبي هريرة به .... ، وزاد فيه رجلًا مبهمًا بين الأغر وأبي هريرة، هكذا أخرجه أحمد [4/ 28]، عن عبد الصمد به.
قلتُ: وقد خولف الإمام أحمد فيه عن عبد الصمد، خالفه عبدة بن عبد الله الصفار - وهو ثقة مشهور - فرواه عن عبد الصمد عن شعبة عن أبي بكر بن حفص: أن الأغر ورجلًا آخر حدثاه عن أبي هريرة به
…
، فقرن هذا الرجل الآخر مع (الأغر) في سنده، هكذا أخرجه ابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 61].
فيبدو لى: أن عبد الصمد قد اضطرب في سنده ولم يضبطه، والصحيح: ما رواه الجماعة عن شعبة؛ ولأبى بكر بن حفص فيه إسناد آخر؛ وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة به
…
يأتي بعضها [برقم 6605]، وله شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد مضى بعضها؛ واستيفاء طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" بعون الله وتوفيقه.
6162 -
حَدَّثَنَا عباد بن موسى، حدّثنا يوسف بن زيادٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن زيادٍ، عن الأغر بن مسلمٍ، ويكنى أبا مسلمٍ، عن أبي هريرة، قال: دخلت يومًا السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إلى البزارين، فاشترى سراويلَ بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وزانٌ يزن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتَّزِنْ وَأَرْجِحْ"، فقال الوزان: إن هذه لكلمةٌ ما سمعتها من أحدٍ، فقال أبو هريرة: فقلت له: كفى بك من الرهق والجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك!، فطرح الميزان، ووثب إلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يقبِّلها، فحذف رسول الله صلى الله عليه وسلم يده منه، فقال:"مَا هَذَا؟ إِنَّما يَفْعَلُ هَذَا الأعَاجِم بِمُلُوكهَا، ولسْتُ بِملكٍ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ منْكُمْ"، فوزن وأرجح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل، قال أبو هريرة:
6162 - باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6594]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 51]، والعقيلي [4/ 453]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2275]، وابن العديم في "بغية الطلب"[2/ 485]، والمعافى النهرواني في "الجليس الصالح"[4/ 164 - 165/ طبعة عالم الكتب]، والدارقطني في (الأفراد) كما في "المقاصد"[ص 416]، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"[3/ 46 - 47]، وابن بشران في "الأمالى"[2/ 53 - 54]، والحافظ محمد بن ناصر في "التنبيه"[16/ 1 - 2]، كما في "الضعيفة"[1/ 204]، وابن عدي كما في "اللالئ المصنوعة"[2/ 223]، وغيرهم من طرق عن يوسف بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقى عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة به نحوه
…
وهو عند العقيلي مختصر بشطر من أوله حتى قوله: (اتزن وأرجح) وانتهى سياق ابن الأعرابى عند قوله: (إلا أن يكون ضعيفًا).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي هريرة إلا الأغر، ولا عن الأغر إلا عبد الرحمن بن زياد" وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: الحمل فيه على يوسف بن زياد؛ لأنه مشهور بالأباطيل، ولم يحدث عن الإفريقى غيره - يعنى بهذا الحديث" - وقال السخاوي في "فتاويه الحديثية"[ق 86/ 1]، كما في الضعيفة [رقم 89]:"سنده ضعيف جدًّا، واقتصر شيخنا في "فتح البارى" على ضعف رواته؛ ولشدة ضعفه جزم بعض العلماء بأنه صلى الله عليه وسلم لم يلبس السروايل" وقال في "المقاصد"[ص 416]: "هو ضعيف؛ بل بالغ ابن الجوزي فذكره في "الموضوعات" وضَعَّف سنده العراقي وابن حجر كما نقله عنهما المناوي في "الفيض" [4/ 188]، وقال هو في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [2/ 171/ طبعة مكتبة الشافعي]: "إسناده ضعيف جدًّا، بل قيل: موضوع". =
فذهبت لأحمله عنه، فقال:"صَاحِبُ الشَّىْءِ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجِزُ عَنْهُ، فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمْسْلِمُ"، قال: قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال:"أَجَلْ فِي السَّفَرِ وَالحضَرِ، وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنِّى أُمِرْت بِالسَّتْرِ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَسْتَرَ مِنْهُ".
= قلتُ: وآفة الحديث تتردد بين رجلين، أو هي منهما معًا:
الأول: عبد الرحمن بن زياد الإفريقى، والكلام فيه طويل الذيل، وحاصله: أنه ضعيف صاحب مناكير، وكان يدلس عن محمد بن سعيد المصلوب أحاديث بواطيل، كما أشار ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" وأنكر عليه هذا الحديث، وبه وحده: أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"[رقم 5456]، وهو قصور منه بلا ريب.
الثاني: وأما يوسف بن زياد البصري: فهو ساقط الحديث جدًّا، وقد قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما:"منكر الحديث" وقال الدارقطني: "وهو مشهور بالأباطيل" وقال النسائي: "ليس بثقة" وضعفه الساجى وجماعة، وهو من رجال "اللسان"[6/ 321]، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به" ثم ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الضعفاء".
وبه وحده: أعله الهيثمي في "المجمع"[5/ 212]، وهو قصور منه هو الآخر، وبيوسف والإفريقى معًا: أعله الذهبي في "تلخيص الموضوعات"[ص 263]، ومثله السيوطي في "الحاوي"[2/ 45]، وكذا الشوكانى في "نيل الأوطار"[2/ 102]، وقد مضى عن الدارقطني: أن يوسف بن زياد قد تفرد به عن الإفريقى، ولم يروه أحد عنه، نقله عنه ابن الجوزي في (الموضوعات) لكن نوزع الدارقطني في تلك الدعوى، فردها عليه السيوطي كما نقله عنه المناوي في "الفيض"[4/ 188]، بكون يوسف لم ينفرد به، بل تابعه عليه حفص بن عبد الرحمن عند البيهقي في "الشعب"[5/ رقم 6244]، وفي "الآداب"[رقم 509].
قلتُ: ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[1/ 205] من طريق فتح بن الحجاج عن حفص به.
قلتُ: وفتح بن الحجاج: هو أبو نوح الفقيه النيسابوري المعروف، له ترجمة في تاريخ الذهبي [19/ 226/ طبعة دار الكتاب العربى]، "وإكمال ابن ماكولا"[2/ 238].
وأما حفص بن عبد الرحمن! فقد قال عنه محدث الديار المصرية: محمد عمرو عبد اللطيف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "تكميل النفع"[الحديث رقم 18]: "لم أهتد إليه" وقبله قال الإمام في "الضعيفة"[رقم 89]: "لم أعرف ابن عبد الرحمن هذا؟! ".
قلتُ: وهذه غفلة منهما بلا ريب، وحفص هذا: لا يكون إلا ابن عبد الرحمن بن عمر بن فروح أبو عمر الفقيه القاضى النيسابورى الشيخ الصالح؛ وهو من رجال "التهذيب" قال الحافظ: (صدوق عابد رمى بالإرجاء) وهو وإن لم يذكروا في ترجمته روايته عن (عبد الرحمن الإفريقي) غير أنه مشهور بالرواية عن تلك الطبقة؛ ولا تنس أن الراوي عنه نيسابوري مثله، وقد جازف المناوي في "الفيض"[4/ 188]، وزعبم أن حفصًا هذا قال عنه ابن حبان:"يروى الموضوعات عن الثقات" كذا، وهذا لا حقيقة له البتة، إنما قال ذلك ابن حبان عن (عبد الرحمن الإفريقي) فلعله اشتبه على المناوي، أما حفص بن عبد الرحمن: فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"[8/ 199]، وَمشَّاه غير واحد أيضًا.
• والحاصل: أن الحديث باطل جدًّا من هذا الوجه؛ ويشبه أن يكون الحمل فيه على الإفريقي، كأنه سمعه من محمد بن سعيد المصلوب - الكذاب المعروف - ثم دلسه عنه، وقد برئت ذمة (يوسف بن زياد) بمتابعة (حفص بن عبد الرحمن) له عن الإفريقي به
…
وشيخ الإفريقي (مسلم أبو الأغر) ثقة مشهور من رجال مسلم؛ وقد وقع في اسمه اختلاف عند بعضهم، كأن ذلك من سوء حفظ الراوي عنه (عبد الرحمن الإفريقي) وقد سمى أباه (مسلمًا) كما عند المؤلف وغيره، ولم يقل هذا أحد سواه، واللَّه المستعان.
ولشطر الحديث الأول: شاهد من رواية سويد بن قيس عند الترمذي والنسائي وجماعة، وقد خرجناه في "غرس الأشجار".
• تنبيهان:
الأول: قد تصحف (الأغر أبي مسلم) عند المعافى النهرواني إلى (الأعرابى مسلم) ولم ينتبه له المعلق عليه، (طبعة عالم الكتب) ووقع عند ابن العديم:(عن الأعرج)، كذا، وهذا قريب من الذي قبله، وصوابه:(عن الأغر).
والثانى: وقع عند العقيلي في "الضعفاء"[4/ 452/ الطبعة العلمية]، و [1/ 155/ طبعة دار الصميعى]، زيادة (عن الأوزاعي) بين عبد الرحمن الإفريقي وشيخه، وهى زيادة لا معنى لها، وما دَخْلُ الأوزاعي وهذا الحديث الساقط؟! ثم بَدَا لى أن ذلك محرف أيضًا عن (الأغر) فانظر بلواء التصحيف! واللَّه المستعان.
6163 -
حَدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا النضر بن شميلٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت الأغر، قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يُصَدِّقُ الْعَبْدُ في خَمْسٍ يَقُولهنَّ، إِذَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله لا شريكَ لهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِى، وَإِذَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِى، وَإِذَا قال: لا إلهَ إِلا اللَّهُ والحمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِى، وَإِذَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله لَهُ الْمُلْكُ ولهُ الحمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِى".
6164 -
قَالَ أبو إسحاق: وحدثنى أبو جعفرٍ، عن الأغر، عن أبي هريرة، أنه قال:"إِذا قَالَهُنَّ فِي مَرَضِهِ، ثُمَّ مَاتَ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ".
6165 -
حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، قال: أخبرني محمدٌ، عن أبي سلمة، عن ابن قارظ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"صَلاةٌ - فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَّلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا المسْجِدَ الحرَامَ".
6163 - ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 128].
6164 -
ضعيف: هذا جزء من الذي قبله، فراجع [رقم 1258].
6165 -
صحيح: أخرجه إسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 209]، والسراج في "مسنده"[1/ 228]، وأحمد [2/ 473]، من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن قارظ عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ سوى محمد بن عمرو: ففيه كلام معلوم، إلا أنه صدوق متماسك، وابن قارظ: هو إبراهيم بن عبد الله، أو عبد الله بن إبراهيم المدني، ولمحمد بن عمرو في هذا الحديث: أسانيد متنوعة، منها الآتى، وقد تابعه الزهري عن أبي سلمة به
…
وقد سمعه أبو سلمة من أبي هريرة أيضًا مباشرة دون واسطة، وقد شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" ومضى بعض ذلك سابقًا، وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة به
…
يأتي جملة منها [برقم 6167، 6525].
6166 -
قَالَ محمدٌ: أخبرني سلمان الأغر، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل هذا.
6167 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع العتكي، حدّثنا عبد الواحد المدني، ابن أبي سلمان الأغر، قال: حدثني جدى سلمان الأغر، أردت الكَريَّ إلى بيت المقدس، فرأيت أبا هريرة، فقال: الزم مسجدك هذا، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"صلاةٌ فِي مَسْجِدِى هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا المسْجِدَ الحرَامَ، وَمَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".
6166 - صحيح: أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 209]، والسراج في "مسنده"[1/ 228]، وأحمد [2/ 473]، وأبو جعفر بن البختري في "جزء من أماليه"[رقم 10/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[3/ 149، 369]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن سلمان أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وابن علقمة صدوق صالح، وشيخه الأغر: ثقة متفق عليه؛ والحديث رواه جماعة عن سلمان الأغر عن أبي هريرة به
…
منهم: الزهري وأبو بكر بن عمرو بن حزم وزيد بن رباح وعبيد الله بن سلمان الأغر وغيرهم؛ وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وانظر الآتى.
6167 -
صحيح: هذا إسناد حسن صالح؛ وعبد الواحد المدني: هو ابن سلمان الأغر: ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"[6/ 21]، ثم نقل عن أبيه أنه قال:"ما أعلم أحدًا روى عنه غير أبي الربيع الزهراني - وهو شيخ المؤلف هنا - وأرى حديثه مستقيمًا، ما أرى به بأسًا".
وقد تابعه جماعة عن أبيه به مثله .... دون شطره الثنى، كما مضى الإشارة إلى ذلك في الحديث قبله؛ أما شطره الثاني، فصحيح ثابت من حديث أبي هريرة أيضًا: وله طرق متضافرة عنه: منها ما رواه حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة به
…
أخرجه البخاري [1138، 1789، 6216، 6940]، ومسلم [1391] وأحمد [2/ 236، 376، 401، 438، 465] و [3/ 4]، وابن حبان [3750]، وعبد الرزاق [5243]، وابن أبي شيبة [31659]، وجماعة كثيرة، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار" وله شواهد ثابتة أيضًا عن جماعة من الصحابة. =