المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو حازم عن أبي هريرة - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٨

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌أبو حازم عن أبي هريرة

‌أبو حازم عن أبي هريرة

6168 -

حَدَّثَنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى مجهودٌ، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذى بعثك بالحق ما عندي إلا ماءٌ، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذى بعثك بالحق ما عندي إلا ماءٌ، فقال:"مَنْ يُضيفٌ هَذَا اللَّيْلَةَ؟ "فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا، إلا قوت صبيانى، قال: فعلليهم بشيءٍ، فإذا دخل ضيفنا أصبحى السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه، قال: فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا اللَّيْلَةَ".

=• تنبيه: وقع اضطراب في سند المؤلف من طبعة حسين الأسد، فعنده:(عن عبد الواحد المدني عن ابن أبي سلمان الأغر قال: حدثني جدى سلمان الأغر .... ) كذا عنده، ووقع سنده على الصواب في الطبعة العلمية [5/ 369]، إلا أن فيه زيادة مقحمة هناك، وهى قوله: (حدثنا عبد الواحد المدني عن ابن سلمان الأغر

) فحرف (عن) لا معنى لها، والإسناد مستقيم دونها، واللَّه المستعان.

6168 -

صحيح: أخرجه البخاري [3587، 4607]، ومسلم [2054]، والترمذي [3304]، والنسائي في "الكبرى"[11582]، وابن أبي شيبة [34705]، والبيهقي في "سننه"[7591]، وفي "الشعب"[3/ رقم 3478]، وفي "الأسماء والصفات"[2/ رقم 279/ طبعة الحاشدى]، وأبو عوانة [رقم 6779، 6780]، والثعلبى في "تفسيره"[9/ 278 - 279/ طبعة الحلبى]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[ص 201 - 202/ الطبعة العلمية]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 94، 95]، والطبري في "تفسيره"[23/ 284 - 285/ طبعة الرسالة]، والبغوي في "تفسيره" ح 8/ 76 - 77/ طبعة دار طيبة]، وإبراهيم الحجربي في "إكرام الضيف"[رقم 78]، وابن حبان [5286]، وغيرهم من طرق عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به

وهو عند جماعة بنحوه

وزاد الجميع - =

ص: 362

6169 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أبيه، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحنْطَةُ بِالحنْطَةِ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ وَالملْحُ بِالملْحِ، يَدًا بِيَدٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى، إِلا مَا اخْتَلَفَ أَلْوَانُهُ".

= سوى ابن حبان - في آخره قوله: فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر: 9]، وهو عند الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة وأبي عوانة ورواية لمسلم مختصرًا، ولفظ الترمذي: (عن أبي هريرة: أن رجلًا من الأنصار بات به ضيف، فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه، قال لامرأته: نومى الصبية وأطفئى السراج وقربى للضيف ما عندك؛ فنزلت هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وفي رواية لمسلم: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضيفه، فلم يكن عنده ما يضيفه، فقال: ألا رجل يضيف هذا رحمه الله؟! فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فانطلق به إلى رحله

) قال مسلم: (وساق الحديث نحو حديث جرير - يعنى ابن عبد الحميد، وهو طريق المؤلف هنا - وذكر فيه نزول الآية

).

قلتُ: وهذا اللفظ رواية أيضًا للطبرى والخطيب: لكن باختصار يسير دون سياق حديث جرير هنا. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد توبع عليه فضيل بن غزوان: تابعه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة به نحو سياق المؤلف مع زيادة الآية في آخره .. ، أخرجه ابن حبان [7264]، وأبو عوانة [رقم 8396]- وليس عنده الآية - والمؤلف أيضًا [6182]، ولكن في سياق أطول من سياقه هنا، وسنده حسن؛ ويزيد بن كيسان مختلف فيه: إلا أنه حسن الحديث على التحقيق.

ورأيت الحاكم [4/ 145]، قد أخرجه بإسناد جيد إلى عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به نحو سياقه هنا

ثم قال: "هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه".

قلتُ: بل أخرجاه، ولكن من طريق آخر عن أبي حازم به كما مضى

واللَّه المستعان.

6169 -

صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة [25603]، وأحمد [2/ 232]، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق"[2/ 168]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 311]، وغيرهم من طريق محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه عن أبي هريرة به

زاد ابن أبي شيبة وابن عبد البر: (كيل بكيل) وهذه الفقرة عند أحمد ومن طريقه ابن الجوزي: بدل قوله: (يدًا بيد) وليس عند ابن أبي شيبة: ذكر التمر ولا الملح.

ص: 363

6170 -

حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعي، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا أبي، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا: الدَّابَة، وَالدَّجَّالُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا".

6171 -

حَدَّثَنَا واصل بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أبيه، عن أبي حازمٍ،

= قلتُ: وسنده صحيح على شرطهما؛ وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه

واستيفاء تخريجه في "غرس الأشجار".

6170 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6085].

6171 -

صحيح: أخرجه مسلم [1013]، والترمذي [2208]، وابن حبان [6697]، والبغوي في "تفسيره"[8/ 498/ طبعة دار طيبة]، وفي "شرح السنة"[15/ 35]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2266]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن أبيه بن غزوان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

قلتُ: كأن غرابته؛ لتفرد محمد بن فضيل به عن أبيه، وقد توبع عليه فضيل بن غزوان: تابعه سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة به نحوه

في سياق أتم في أوله، ولفظه:(تلقى الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة، فلا ينتفع بها بعد ذلك اليوم، فيمر بها الرجل فيضربها برجله، فيقول: في هذه كان يقتل من كان قبلنا، وأصبحت اليوم لا ينتفع بها).

أخرجه في المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"[رقم 4637]، وعنه ابن حبان في "صحيحه"[6853]، من طريق عبد الغفار بن عبد الله الموصلي عن علي بن مسهر عن سعد بن طارق به.

قلت: وهذا إسناد مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، سوى (عبد الغفار بن عبد الله) ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 421]، وقال:"حدثنا عنه الحسن بن إدريس الأنصاري والمواصلة".

قلتُ: وتوثيقه لهذه الطبقة معتمد على التحقيق، وهذا الطريق يأتي عند المؤلف [برقم 6203]، لكن مختصرًا دون موضع الشاهد.

ص: 364

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَقِئُ الأَرْضُ أَفْلاذَ كَبِدِهَا أَفالَ الأسطُوَان منَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَب، قَالَ: فَيَجِئ السَّارِقُ، فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدَيَّ، وَيَجئ الْقَاتِلُ، فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُتِلْتُ، ويَجِئُ الْقَاطِعُ، فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِى، وَيدْعُونَهُ لا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا".

6172 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أبيه فضيل بن غزوان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ".

6173 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: أصابنى جهدٌ شديدٌ، فلقيت عمر بن الخطَّاب، فاستقرأته آيةً من كتاب الله، فدخل داره وفتحها عليَّ، قال: فمشيت غير بعيدٍ فخررت لوجهى من الجهد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسى، فقال:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ" فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: فأخذ بيدى، قال: فأقامنى وعرف الذي بى، فانطلق بى إلى رحله، فأمر لى بعسٍ من لبن، فشربت منه، ثم قال:"عُدْ يَا أَبَا هُرَيْرَة"، فعدت فشربت منه، ثم قال:"عُدْ يا أَبَا هُريْرَة"، فعدت فشربت، حتى استوى بطنى فصار كالقدح، قال: ورأيت عمر فذكرت له الذي كان من أمرى، قال: فقلت له: تولى ذلك من كان أحقَّ به منك يا عمر، واللَّه لقد استقرأتك الآيات ولأنا أقرأ لها منك، قال عمر: واللَّه لأن أكون أدخلتك أحب إليَّ من أن يكون لى حمر النعم.

6172 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6085].

6173 -

صحيح: أخرجه البخاري [5060]، وابن حبان [7151]، والطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3271]، وابن عساكر في "تاريخه"[67/ 322 - 323]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه عن أبي حازم سلمان الأشجعى عن أبي هريرة به نحوه.

قلتُ: وله طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه.

ص: 365

6174 -

حَدَّثَنَا محمد بن عباد المكي، حدّثنا مروان، عن يزيد، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين، قال:"إِنِّى لمْ أُبْعَثْ لعَّانًا، إِنَّما بعثْتُ رَحْمَةً".

6174 - صحيح: أخرجه مسلم [2599]، والبخاري في "الأدب المفرد"[321]، من طرق عن مروان بن معاوية الفزارى عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قلتُ: هكذا رواه محمد بن عباد المكي وابن أبي عمر العدني عبد اللَّه بن محمد المسندي ثلاثتهم عن مروان بن معاوية به

وتابعهم:

1 -

يحيى بن معين: على مثله إلا أنه قال: (ولم أبعث عذابًا) بدل: (لعانًا)، أخرجه البيهقي في "الشعب"[2/ رقم 1403]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 112]، وابن عساكر في "تاريحه"[4/ 91 - 72]، من طرق عن يحيى بن معين به.

2 -

وعليّ بن المديني: على مثل رواية ابن معين: عند ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 91]، لكن الإسناد إليه مغموز.

3 -

ورواه يحيى بن صاعد عن العباس عن مروان بإسناده به مثل رواية ابن معين: أخرجه أبو بكر أحمد بن جرير السلماني في "حديث أبي عليّ اللحيني"[5/ 6]، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا العباس به.

قلتُ: هذا الطريق: ذكره الإمام في "الضعيفة"[رقم 3220]، ثم قال:"العباس الراوي عنه ابن صاعد في الطريق الأولى: لم أعرفه" ثم احتمل أنه ربما كان محرفًا من (عباد) وهو ابن الوليد الغبرى المترجم في "التهذيب" ثم قال الإمام: "وهو صدوق؛ وإلا فمجهول لم أعرفه".

قلت: وسواء كان هذا ذاك أو غيره، فقد تابعه يحيى بن معين على مثل روايته بلفظها كما مضى؛ وبذلك يزول ما زعمه الإمام في (الضعيفة) أن قوله:(ولم أبعث عذابًا) شاذ أو منكر، وأن المحفوظ هو قوله:(لم أبعث لعانًا) كذا زعم، ولو وقف على متابعة يحيى بن معين؛ لجزم بكون اللفظين جميعًا محفوظين بلا ريب، والحديث توبع عليه مروان بن معاوية: تابعه هياج بن بسطام عن أبي حازم عن أبي هريرة به

مثل لفظ المؤلف بالمرفوع منه فقط مع تقديم وتأخير، أخرجه العقيلي في "الضعفاء"[4/ 466]، في ترجمة (هياج) وهو شيخ تألف الحديث، روى له ابن ماجه وحده، وأنكر عليه العقيلي هذا الحديث، وقال عقب روايته:"لا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه، والحديث من غير هذا الطريق معروف بإسناد صالح". =

ص: 366

6175 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: ما أشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثًا تباعًا من خبز البر حتى فارق الدنيا صلى الله عليه وسلم.

= قلتُ: ربما كان يريد طريق مروان بن معاوية الماضي، أو بعض طرقه الأخرى عن أبي هريرة به نحوه

ولم أجده عنه من طريق آخر: إلا بنحو الفقرة الثانية فقط، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله أيضًا، راجع "الصحيحة"[1/ 803]، وللفقرة الثانية: شاهد من حديث (كرز بن سامة أو أسامة) عند أبي نعيم وابن عبد البر وجماعة في "الصحابة" راجع "الإصابة"[5/ 588]

واللَّه المستعان.

6175 -

صحيح: أخرجه مسلم [2976]، والترمذي [2358]، وأحمد [2/ 434]، واين حبان [6346]، والبيهقي في "سننه"[13087]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 402]، والطبري في "تهذيب الآثار"[رقم 625، 2510]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 112 - 116]، وابن راهويه [220]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به

وليس عند ابن راويه قوله: (حتى فارق الدنيا) ووقع عند أحمد ومسلم والبيهقي: (من خبز حنطة) بدل (خبز البر) وهو رواية لابن عساكر؛ ولفظ الترمذي: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثًا تباعًا من خبز البر حتى فارق الدنيا) ومثله عند البيهقي وابن بشران وابن عساكر ومسلم في رواية له، إلا أنهم زادوا في أوله من قول أبي حازم قال:(رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يشير بأصابعه مرارًا يقول: والذى نفسى بيده .... ) لفظ البيهقي.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".

قلتُ: وسنده صالح، ويزيد بن كيسان صدوق متماسك، وقد توبع عليه: تابع:

1 -

عبد الحميد بن سليمان الخزاعى عن أبي حازم عن أبي هريرة أنه قال: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكسر اليابسة حتى فارق الدنيا، وقد أصبحتم تهذرون الدنيا، ونقر بإصبعه) أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[1/ 403]، والخطابي في "غريب الحديث"[2/ 420]، من طريقين عن سعيد بن منصور عن عبد الحميد به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وعبد الحميد ضعيف عندهم، وهو من رجال الترمذي وابن ماجه.

2 -

وأبو سفيان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام =

ص: 367

6176 -

حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا ليلة القدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَيُّكمْ يَذكرُ لَيَالِيَنَا الصَّهْبَاءَ بِحُنَيْنٍ حِينَ طَلَعَ الْقَمَر وَهُوَ مِثْل شِقِّ جَفْنَةٍ".

6177 -

حَدَّثنا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي

= تباعًا من خبز حنطة) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 113]، من طريق حاجب بن أحمد عن أبي الأزهر عن علي بن عبيدة عن أبي سفيان به.

قلتُ: وأبو سفيان هذا لم أميزه بعد، والطريق إليه مغموز أيضًا.

3 -

وفضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض) أخرجه البخاري [5059]- واللفظ له - وابن حبان [6345]، والطبراني في "الأوسط"[3/ 3268]، ووكيع في "الزهد"[154]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 112]، وغيرهم من طرق عن فضيل به

وزاد ابن حبان: (رلا الأسودين: التمر والماء).

قلتُ: وله طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه

وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا

واللَّه المستعان.

• تنبيه: الحديث من الطريق الأول: أخرجه ابن ماجه [3343]، بلفظ: (والذى نفسى بيده: ما شبع نبى الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعًا من خبز الحنطة حتى توفاه الله عز وجل.

6176 -

حسن: أخرجه مسلم [1170]، والبيهقي في "سننه"[8336]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2673]، وغيرهم من طرق عن مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به

وليس عند مسلم والبيهقي قوله: (ليالينا الصهباء بحنين) وعند أبي نعيم: (ليالينا الصهباوات بخيبر) كذا عنده (خيبر) بدل (حنين) وإحداهما محرفة من الأخرى.

قلت: وسنده حسن صالح؛ ويزيد بن كيسان فيه كلام، إلا أنه لا يزال متماسكًا، وللحديث شاهد نحوه من رواية ابن مسعود به

مضى عند المؤلف [برقم 5393].

6177 -

حسن: أخرجه ابن ماجه [3180]، وأبو عوانة [8306]، وغيرهم من طريق مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به نحو هذا السياق.

قلت: وسنده حسن، وهو عند مسلم وجماعة مطولًا، وسيأتي تمام تخريجه قريبًا [برقم 6181].

ص: 368

حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: أخذ رجلٌ من الأنصار الشفرة، والنبي صلى الله عليه وسلم في بيت الأنصاري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِياكَ وَالحلُوبَ".

6178 -

حَدَّثَنَا الحارث، حدّثنا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى طالبٍ حين حضره الموت: "قُلْ؛ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْفَعُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قال: يا ابن أخى، لولا أن تعيرنى قريشٌ لأقررت عينك بها، فنزلت:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56].

6178 - حسن: أخرجه مسلم [25]، والترمذي [3188]، وأحمد [2/ 434، 441]، وابن حبان [6270]، والبيهقي في "الشعب"[1/ رقم 91]، وفي "الاعتقاد"[رقم 99]، وفي "القضاء والقدر"[رقم 118، 296]، وابن راهويه [208]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 401]، وأبو عوانة [رقم 24، 25]، والطبري في "تفسيره"[4/ 100/ طبعة دار طيبة]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 228/ طبعة الحلبى]، وابن خزيمة في "التوجيد"[1/ رقم 530]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 38، 39]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[9/ رقم 17050/ طبعة المكتبة العصرية]، والثعلبى في "تفسيره"[7/ 254/ طبعة إحياء التراث العربى]، وابن عساكر في "تاريخه"[66/ 331]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 490 - 491]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان".

قلتُ: ويزيد مختلف فيه، إلا أنه حسن الحديث كما يقول الذهبي في "الكاشف" واحتجاج مسلم به يُقوِّيه، وقال ابن منده:(هذا حديث ثابت صحيح، أخرجه الجماعة إلا البخاري، ولم يخرج ليزيد بن كيسان).

قلتُ: وليس مراده بـ (أخرجه الجماعة) يعنى أصحاب الكتب الستة، على اصطلاح المتأخرين، بل مراده: مشاهير المحدثين ونحو ذلك؛ والحديث عزاه ابن كثير في "البداية"[3/ 124]، للنسائى، فوهم ولا بد، فليس هو في "الكبرى" ولا "الصغرى" أصلًا، يدلك عليه: أن صاحب "تحفة الأشراف" عزاه لمسلم والترمذي وحسب.

ص: 369

6179 -

وَعَنْ أبي هريرة، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعنا وجبةً فزعنا لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ هَذَا حَجَرٌ أقْذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهَذَا حِينَ سَقَطَ فِيهَا فَسَمِعْتُمْ".

6180 -

حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ الأزدي، حدّثنا عبد الرحيم، حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احْشِدُوا فَإِنِّي سَأقْرَأ عَلَيْكمْ ثُلُثَ الْقْرْآنِ"، فحشدوا فقرأ علينا:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، حتى ختمها، ثم دخل، فقال بعضنا: قد كان النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"سَأَقْرَأ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" ولم يقرأ ما هذا إلا لخبرٍ جاءه من السماء، قال: ثم خرج إلينا، فقال:"إِنَّهَا ثُلُثُ الْقُرآْنِ".

6179 - حسن: أخرجه مسلم [2844]، وأحمد [2/ 371]، وابن حبان [7469]، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"[رقم 13]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 918]، والبيهقي في "البعث والنشور"[رقم 465]، وغيرهم من طريقين عن يزيد بن كيسان عن سلمان أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ويزيد صدوق متماسك. وللحديث طرق أخرى وشواهد دون هذا السياق جميعًا، واللَّه المستعان.

6180 -

حسن: أخرجه مسلم [812]، والترمذي [2900]، وأحمد [2/ 429]، والبيهقي في "الشعب"[2/ رقم 2567]، وابن راهويه [221]، وأبو عوانة [رقم 3945، 3946، 3947]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 1839]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 154]، والخطيب في "الجامع"[/ 58 - 59]، وعنه السمعانى في "أدب الإملاء"[ص 48 - 47]، وابن الضريس في "فضائل القرآن"[رقم 242]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة به

وهو عند بعضهم بنحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو حازم الأشعى اسمه سلمان".

قلتُ: والراوى عنه: يزيد بن كيسان: هو اليشكرى الكوفي الشيخ الصدوق المتماسك؛ وقد تكلم فيه بعضهم، إلا أنه حسن الحديث؛ وقد توبع عليه باختصار: تابعه بشير بن سلمان الكندي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: (خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: احشدوا؛ فإني =

ص: 370

6181 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فإذا هو بأبي بكرٍ وعمر، فقال:"ما أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ " قالا: الجوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَأَنَا وَالَّذِى

= سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} حتى ختمها)، أخرجه مسلم [812]، والبيهقي في "الشعب"[2/ رقم 2536]، وأبو عوانة [رقم 3948]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 1840]، وابن الضريس في "فضائل القرآن"[رقم 250]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 842]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 152]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن بشير بن سلمان بإسناده به

واللفظ للبيهقى؛ وهو عند أبي عوانة وابن الضريس: بالمرفوع منه فقط.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مليح؛ وبشير ثقة معروف، وهو من رجال الجماعة إلا البخاري؛ وقد رواه عنه أيضًا: أبان بن تغلب، ولكن في سياق أتم من سياق ابن فضيل: عند ابن الأعرابى في المعجم [رقم 2237]، لكن الإسناد إليه لا يثبت هناك، وللمرفوع من الحديث: شواهد كثيرة

وهو حسن بسياقه هذا هنا.

6181 -

حسن بهذا اللفظ والسياق: أخرجه مسلم [2038]، والطبراين في "الكبير"[19/ رقم 571]، والبيهقي في "الشعب"[4/ رقم 4602]، والحربى في "إكرام الضيف"[رقم 98]، والحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك"[رقم 1169]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 340 - 341]، وأبو عوانة [رقم 8303]، وغيرهم من طريقين عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعى عن أبي هريرة به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح، ويزيد بن كيسان: مضى غير مرة: أنه صدوق متماسك؛ ومن هذا الطريق: أخرجه ابن ماجه وغيره، ولكن مختصرًا ببعض فقراته وحسب، كما مضى بيان ذلك قريبًا [برقم 6177]، وقد توبع عليه يزيد بن كيسان: تابعه بشير بن سلمان عن أبي حازم عن أبي هريرة به نحوه في سياق أطول

لكن دون بعض ألفاظه هنا: أخرجه أبو عوانة [رقم 8305]- وساق طرفًا من أوله فقط - وابن خزيمة كما ذكره البيهقي في "الدلائل"[عقب رقم 317]، وللحديث: طرق كثيرة عن أبي هريرة، وشواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه في سياق أتم

لكن دون بعض ألفاظه هنا، مضى بعضها [برقم 78، 250]، والحديث هنا: حسن بلفظه وسياقه.

ص: 371

بَعَثَنى بالحقِّ مَا أَخْرَجَنِى إِلا الَّذِي أَخْرَجَكُمْ، قُومُوا"، قال: فقاموا معه، فأتى بيت رجلٍ من الأنصار، فإذا هو ليس ثَمَّ، وإذا المرأة، فلما نظرتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، قالت: مرحبًا وأهلًا.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيْنَ أَبُو فُلانٍ؟ " قالت: انطلق يستعذب لنا من الماء، قال: فبينما هم كذلك، إذ جاء الأنصاري وعليه قربةٌ، فلما نظر إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كبَّر، ثم قال: الحمد للَّه، ما أجد من الناس اليوم أكرم أضيافًا!، قال: فانطلق فقطع لهم عذقًا فيه بسرٌ وتمرٌ، فوضعه بين أيديهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لَوْلا اجْتَنيْتَ"، فقال الأنصاري: يا رسول الله، تخيروا على أعينكم، وأخذ المدية فانطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""إِياكَ وَالحلُوبَ"، قال: فذبح لهم فأكلوا من ذلك العذق ومن تيك الشاة، وشربوا من الماء.

فقال لهم نبى الله: "وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقيَامَةِ، أخرجكم من بُيُوتِكمُ الجُوعُ، ثُمَّ لم ترجِعُوا حتى أصبْتُمْ هذا، هذا مِن النَّعِيمِ".

6182 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن ضيفًا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يومَّا، فأرسل إلى نسائه:"هَلْ عِنْدَكُمْ منْ شَيْءٍ؟ فَقَدْ نَزَلَ بِى ضَيْفٌ اللَّيْلَةَ"، فأرسلن إليه: لا والذى بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء، قال: فبينما هو كذلك إذ جاء رجلٌ من الأنصار، فقال نبى الله:"أَعِنْدَكَ شيءٌ تذهب بِضَيْفِنا هذِهِ اللَّيْلَةَ؟ " قال الأنصاري: نعم يا نبى الله، قال: فانطلق بالضيف، قال: فلما أتى منزله قال للمرأة: أعندك شيءٌ؟ قالت: نعم، خبزةٌ لنا، قال: فكأنك تصلحين المصباح، فأطفئيه، وضعى الخبز، فجعل يدخل يده مع الضيف هو وامرأته، ويرفعون أيديهم إلى أفواههم ولا يأكلون شيئًا، وخلوا بين الضيف والخبز فأكلها، فلما أصبح انطلق الضيف إلى حاجته، قال الأنصاري: بلغ ساعتى التى آتى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى من بعيدٍ، قال:"مَا صَنَعْتَ بضَيْفكَ اللَّيْلَة؟! " قال: فظننت أن الضيف شكاني إلى رسول الله، فقلت: يا رسول

6182 - حسن بهذا السياق والتمام: مضى الكلام عليه [برقم 6168].

ص: 372

الله، فقلت: كذا وكذا، قال:"أَتَانِى جِبْرِيلُ عليه السلام فَأَخْبَرَنِى أَنَّ رَبَّكَ عَجبَ ممَّا صَنَعتَ بِضَيْفِكَ - أوْ قَالَ: ضَحِكَ".

6183 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"وَالَّذِي نَفْسِى بيَدِهِ، لا تَفْنَى هَذِه الأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى المرْأَةِ فَيَفْتَرِشهَا فِي الطَّرِيقِ، فَيَكُونَ خِيَارَهُمْ يَوْمَئِذٍ منْ يَقُولُ: لَوْ وَارَيتهَا وَرَاءَ هَذَا الحائِطِ! ".

6183 - حسن بهذا اللفظ: قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 331]: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة"[8/ 32]: "رواه مسدد موقوفًا، ورواه أبو يعلى مرفوعًا، ورواتهما ثقات".

قلت: أما طريق مسدد فلم أقف عليه، ورجال إسناد المؤلف: رجال "الصحيح" كما قاله الهيثمي؛ أما يزيد بن كيسان: فقد مضى غير مرة: أنه صدوق متماسك؛ فيه كلام لا ينزل بحديثه عن درجة القبول؛ وشيخه أبو حازم: هو سلمان الأشجعي التابعى المشهور؛ وأما شيخ المؤلف: هو (داود بن رشيد) فثقة نبيل.

وأما شيخه: (خلف بن خليفة) فهو أبو أحمد الأشجعي الثقة المشهور؛ لكن نص غير واحد من النقاد على كونه قد اختلط أو تغير بآخرة، وقال مسلمة الأندلسي:"من سمع منه قبل التغير فروايته صحيحة".

قلتُ: لم يميز أحد سماع من سمع منه قبل اختلاطه وبعده، والذى يبدو لى من كلامهم: أن اختلاطه كان قبل موته؛ وسماع الأكثرين منه إنما كان قبل تغيره إن شاء الله؛ وقد احتج به مسلم في "صحيحه" من رواية ابن أبي شيبة ومحرز بن عون ويحيى بن أيوب المقابرى كلهم عنه

وهؤلاء من أقران (داود بن رشيد) راوى الحديث عنه هنا، وقد زعم الحاكم في "المدخل" أن مسلمًا إنما أخرج له في "الشواهد"، وليس كما قال، بل أخرج له حديثًا في "الأصول"[برقم 475].

• والحاصل: أن سند الحديث هنا: صالح إن شاء الله؛ وفي الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه دون لفظه هنا، فراجع "الصحيحة"[481]، و"الفتح"[13/ 84].

ص: 373

6184 -

حَدَّثَنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبو خالد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتَاكمْ لا إِلَه إِلا اللَّهُ".

6184 - صحيح: أخرجه مسلم [917]، وابن ماجه [1444]، وابن أبي شيبة [10857]، وابن الجارود [513]، والبيهقي في "سننه"[6391]، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين"[ورقم 7]، والطبراني في "الدعاء"[رقم 1145]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 2054]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2854]، وأبو عروبة الحراني في جزء من حديثه [رقم 7]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 157]، والذهبى في "سير النبلاء"[16/ 333 - 334]، وغيرهم من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان عن سلمان أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة به.

قلتُ: هذا إسناد حسن صالح، وأبو خالد الأحمر وشيخه: صدوقان مشهوران، لكن أعله أبو الفضل الجارودى الحافظ، فقال في رسالته "علل أحاديث في صحيح مسلم" [رقم 19]:"هذا غلط فيه أبو خالد الأحمر .... " ثم ذكر أن أصل الحديث إنما وقع في قصة أبي طالب لما قاله له النبي صلى الله عليه وسلم: (قلت: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة)، يعنى وغلط أبو خالد في لفظه وسياقه، فجاء به على هذا النحو.

قلتُ: ويعكر عليه أن أبا خالد الأحمر لم ينفرد به عن يزيد على هذا اللفظ، بل تابعه عليه مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد بن كيسان بمثله سواء

عند ابن منده في التوحيد [ص 289/ رقم 200/ طبعة دار الفضيلة]، من طريق أبي مسعود الرازي عن ابن أبي شيبة عن مروان به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى مروان؛ إلا أننى أخشى ألا يكون محفوظًا، فقد خولف فيه أبو مسعود الرازي - وهو حافظ إمام له غرائب - خالفه الإمام مسلم وابن ماجه وبقى بن مخلد وعبيد بن غنام وإسماعيل بن قتيبة وأبو بكر بن أبي عاصم وغيرهم، كلهم رووه عن ابن أبي شيبة فقالوا: عن أبي خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان به.

قلتُ: وهذا أصح عندي؛ والحديث صحيح على كل حال، فله طرق أخرى عن أبي هريرة، وشواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد أطلنا تخريجه في "غرس الأشجار" ومضى من تلك الشواهد: حديث أبي سعيد الخدري [1096، 1177، 1239]، مثل لفظه هنا، وسنده صحيح محفوظ، وهو ثابت في "صحيح مسلم" أيضًا.

ص: 374

6185 -

حَدَّثَنَا الحارث بن سريج، حدّثنا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتى الفجر فصلاهما بعدما طلعت الشمس.

6186 -

حَدَّثَنَا أبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عليّ بن هاشمٍ، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن رجلا تزوج امرأةً من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَلا نَظَرْتَ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْينِ الأَنْصَارِ شيْئًا؟! "، قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ.

6185 - صحيح: أخرجه مسلم [680]، والنسائي [623]، وابن ماجه [1155]، وأحمد [2/ 428]، وابن خزيمة [999، 988، 1118، 1252]، وابن حبان [1459، 2651]، وابن راهويه [198]، والبيهقي في "سننه"[2997، 4331]، وأبو عوانة [رقم 2092]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 1360] و [رقم 1361]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1085، 2690، 2718]، والسراج في "مسنده"[1/ 464]، والطحاوي في شرح "المشكل"[10/ 13 - 14]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 251]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به نحوه في سياق أطول.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ويزيد: صدوق متماسك، وقد توبع عليه: تابعه بشير بن سلمان أبو إسماعيل الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: (عرسنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلم نستيقظ حتى آذتنا الشمس؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته، ثم ليتنح عن هذا المنزل، ثم دعا بماء فتوضأ، فسجد سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى).

أخرجه ابن أبي شيبة [4737] و [36098]، وعنه المؤلف [برقم 6208]، وابن الجارود [240]، من طريق محمد بن فضيل عن أبي إسماعيل به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وبشير ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا البخاري، وللحديث: طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه في سياق أتم، وفي الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا، وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

6186 -

صحيح: أخرجه مسلم [1424]، والنسائي [3246، 3247]، وأحمد [2/ 286، 299]، وابن حبان [4041، 4044]، والدارقطني في "سننه"[3/ 253]، وسعيد بن منصور [523]، والبيهقي في "سننه"[13264، 14132]، والحميدي [1172]، ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء"[4/ 389]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 14]، وأبو عوانة [رقم 4034،=

ص: 375

6187 -

حَدَّثَنُا هاشم بن الحارث، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابتٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يساوم الرجل على سوم أخيه، ونهى عن التناجش، ونهى أن يُتلقى الجلَب، ونهى أن تسأل

= 4035، 4145]، والبغوي في "تفسيره"[6/ 386/ طبعة دار طيبة]، والثعلبى في "تفسيره"[8/ 57]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سليمان الأشجعي عن أبي هريرة به .. وهو عند جماعة بنحوه .. وليس عند الجميع [سوى مسلم والبيهقي وأبي نعيم في رواية لهم [قوله:(قال: قد نظرت)] وفي رواية لمسلم والبيهقي وأبي نعيم: نحوه في سياق أطول.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ويزيد بن كيسان وإن ضعفه بعضهم؛ إلا أنه صدوق متماسك؛ لكن أنكر العقيلي عليه هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال عقب روايته:(لا يتابع عليه) كذا، وليس كما قال؛ بل تابعه عليه بشير بن سلمة أبو إسماعيل الكفوى على نحوه عن أبي حازم عن أبي هريرة به في سياق أتم: عند الطحاوي في "المشكل"[13/ 36]، بإسناد صحيح عن ابن عيينة عن بشير أبي إسماعيل به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وبشير ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا البخاري، وقد توبع عليه ابن عيينة عن أبي إسماعيل به نحوه في سياق أطول: عند الحاكم [2/ 193]، بإسناده الصحيح إلى زهير بن معاوية عن أبي إسماعيل الأسلمى به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة".

قلتُ: بل هو على شرط مسلم وحده، فإن البخاري لم يحتج بأبى إسماعيل أصلًا، ولا أخرج بتلك الترجمة حديثًا قط، ثم قال الحاكم:"إنما أخرج مسلم من حديث شعبة عن أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة: أن رجلًا تزوج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا نظرت إليها؟! فقط".

قلتُ: وهذا الطريق ليس عند مسلم البتة، بل هو من أوهام الحاكم المعروفة، ثم قال:"وأبو إسماعيل هذا: هو بشير بن سلمان [بالوصل: سليمان، وهو خطأ] وقد احتج جميعًا به".

قلت: ما زال الرجل يصر على تلك الدعوى، ولا نزال نحن - نصر على أن أبا إسماعيل لم يخرج له البخاري شيئًا في "صحيحه" فضلًا عن أن يحتج به، واللَّه المستعان لا رب سواه.

6187 -

صحيح: أخرجه مسلم [1020]، وأبو عوانة [4897] و [4898]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[2283]، والبيهقي في "سننه"[7589]، وغيرهم من طريق عبيد اللَّه بن عمر الرقى عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به

=

ص: 376

المرأة طلاق أختها، ونهى أن يمنع الماء مخافة أن يُرعى الكلأ، ونهى أن يبيع حاضرٌ لبادٍ، ومن منح منحةً غدت بصدقةٍ، وراحت بصدقةٍ، صبوحها وغبوقها.

6188 -

حَدَّثَنَا هاشمٌ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابتٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ مَشَىَ مَعَ جنَازَةٍ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَمَنْ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ يُفرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ"، قلنا: وما القيراط يا رسول الله؟ قال: "مِثْلُ أُحُدٍ".

= وهو عند مسلم والبيهقي وأبي نعيم: بالفقرة الأخيرة منه فقط، ولفظ مسلم والبيهقي في أوله: (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى .. فذكر خصلًا وقال

) ثم ذكرا الفقرة الأخيرة فقط.

قلتُ: وقد توبع عليه ابن أبي أنيسة: تابعه شعبة عن عدي بن ثابت بإسناده مرفوعًا: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التلقى، وأن يتباع المهاجر من الأعرابى، وأن تشترط المرأة طلاق أختها، وأن يستام الرجل على سوم أخيه، ونهى عن النجش، وعن التصرية).

أخرجه البخاري [2577]- واللفظ له - ومسلم [1515]، والنسائي [4491]، وابن راهويه [226]، والبيهقي في "سننه"[10487، 10676]، وأبو عوانة [رقم 4894، 489]، وغيرهم من طرق عن شعبة به

وليس عند مسلم وابن راهويه: الفقرة الثانية من السياق الماضي.

قلتُ: وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة به مفرقًا بفقراته

وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

6188 -

صحيح: أخرجه الطحاوي في "المشكل"[3/ 178]، من طريق على بن معبد بن شداد عن عبيد الله بن عمرو الرقى عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قلتُ: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى عليّ بن معبد، فهو من رجال الترمذي والنسائي، وقد توبع عليه عدي بن ثابت، تابعه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا:(من صلى على جنازة فله قيراط؛ فإن اتبعها حتى توضع في القبر، فله قيرطان؛ قال: قلتُ: يا أبا هريرة: ما القيراط؟! قال: مثل أحد).

أخرجه أحمد [2/ 474]- واللفظ له - ومسلم [2150]، والبيهقي في "سننه"[6540]،=

ص: 377

6189 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن حمزة الزيات، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قالَ اللَّهُ: اذْكُرْنِى فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نفْسِى، وَاذْكُرْنِى فِي مَلإٍ مِن النَّاسِ أَذْكُرْك فِي مَلإٍ" يَعْنِى خَيْرٍ مِنْهُمْ.

= وأبو عوانة [رقم 2118]، والفخر بن البخاري في "مشيخته"[رقم 674، 675]، وغيرهم من طريق يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان به.

قلتُ: وهذا إسناد حسن؛ ويزيد صدوق متماسك، وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه

يأتي بعضها [برقم 6453، 6640، 6659].

6189 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [810]، والطبراني في "الدعاء"[رقم 1864]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 166]، والذهبى في "سير النبلاء"[17/ 450]، وغيرهم من طريق معاوية بن هشام عن حمزة بن حبيب الزيات عن عدي بن ثابت عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قال الذهبي: "تفرد به معاوية".

قلتُ: وهو شيخ صدوق من رجال الجماعة إلا البخاري، ومن فوقه ثقات مشاهير، فالإسناد حسن، لكن اختلف على معاوية في سنده، فرواه عنه أبو كريب محمد بن العلاء على الوجه الماضي، وخالفه حسين بن عبد الأول، فرواه عن معاوية فقال: عن حمزة عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا، وجعل شيخ حمزة فيه (حبيب بن أبي ثابت) بعد أن كان:(عدي بن ثابت)، هكذا ذكره والدارقطني في "العلل"[8/ 237]، ثم قال:"وقول أبي كريب أصح".

قلتُ: وهو كما قال، وحسين بن عبد الأول مختلف فيه، راجع ترجمته في "الميزان" و"لسانه"[2/ 294]، وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة.

منها: ما رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به نحوه في سياق أتم، وزاد في أوله: (أنا عند ظن عبدي بى

) أخرجه البخاري [6970]، ومسلم [2675]، والترمذي [3603]، وابن ماجه [3822]، والنسائي في "الكبرى"[7730]، وأحمد [2/ 251، 413]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش به

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". =

ص: 378

6190 -

حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، وعدَّةٌ، قالوا: حدّثنا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطوبَى لِلْغُرَبَاءِ".

6191 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بنى أمية، عن أبي حازمٍ، وسعيد المقبرى، عن أبي هريرة، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، عليَّ حجة الإسلام وعليَّ دينٌ، قال:"فَاقْضِ دَيْنَكَ".

6190 - صحيح: أخرجه مسلم [145]، وابن ماجه [3986]، والآجرى في "الغرباء"[رقم 4]، وأبو عوانة [رقم 298]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 370]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 423]، والبيهقي في "الزهد"[213]، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"[31]، وفي "تاريخ الخطيب"[11/ 307]، وابن حزم في "الإحكام"[4/ 547] و [8/ 1077]، وغيرهم من طرق عن مروان بن معاوية الفزارى عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة به.

قلتُ: وسنده صالح؛ ويزيد بن كيسان مختلف فيه، إلا أنه لا يزال متماسكًا؛ ويقويه احتجاج مسلم به؛ وللحديث: طرق أخرى عن أبي هريرة به .. وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا. وهو حديث صحيح ثابت .. وراجع "الصحيحة"[1273]، للإمام.

6191 -

قوى: قال الهيثمي في "المجمع"[4/ 232]: (رواه أبو يعلى، وفيه [أبو] عبد الله مولى بن أمية، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح) وقال حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [11/ 54]: "رجاله ثقات غير أبي عبد الله مولى بنى أمية، ما وجدت له ترجمة فيما لد من مصادر".

قلتُ: والرجل شامى معروف، اسمه (ناصح) ترجمه ابن عساكر في "تاريخه"[61/ 395 - 386]، ثم أسند عن أبي زرعة الرازي توثيقه؛ وهو مترجم أيضًا في "التهذيب وذيوله" (تمييزا!) وقال الحافظ في "التقريب":"ثقة" وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

والحديث من طريق المؤلف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[61/ 385 - 376]، ثم رواه من طريق آخر ضعيف عن الوليد عن ناصح مولى بنى أمية عن المقبرى وحده عن أبي هريرة به.=

ص: 379

6192 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، [عن الليث]، عن يونس، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسْتَجار عَبْدٌ مِن النَّارِ سبع مرَاتٍ في يَوْمٍ، إِلا قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبَ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّى فَأَجِرْهُ، وَلا يَسْأَلٌ اللَّهَ عَبْدٌ الجَنَّةَ فِي يَوْمٍ سَبع مَرَاتٍ، إِلا قَالَتِ الجنَّةُ: يَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا سَأَلَنِى فَأَدْخِلْهُ".

= قلتُ: والوليد في سنده: هو ابن مسلم الإمام المعروف، وقد ثبت عله التدليس، لكنه لم يكن مكثرًا منه إلا عن الأوزاعي وحده! لاسيما تدليس التسوية، أما روايته عن غير الأوزاعي: فالأصل: أنها مستقيمة؛ حتى يثبت خلاف ذلك. واللَّه المستعان.

6192 -

منكر: أخرجه ابن راهويه [213]، والبخاري في "تاريخه"[2/ 79]- معلقًا - وأبو نعيم في "صفة الجنة"[ص [9/ رقم 68/ طبعة دار المأمون]، والضياء في "صفة الجنة"[3/ 89/ 1]، كما في "الصحيحة"[6/ 22]، والبيهقي في "الدعوات"[رقم 270]، والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "حادي الأرواح"[ص 63]، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن الليث بن أبي سليم عن يونس بن خباب عن أبي حازم عن أبي هريرة به نحوه

وهو عند أبي نعيم بشطره الثاني فقط، وهو عند البخاري مختصرًا بطرف من أوله وحسب.

قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 269]: "رواه البزار، وفيه يونس بن خباب؛ وهو ضعيف".

قلت: تساهل الهيثمي بشأن الرجل، وقد قال صاحبه البوصيري في "إتحاف الخيرة"[6/ 169]، بعد أن عزاه للمؤلف:"فيه يونس بن خباب، قال فيه البخاري: "منكر الحديث" واتفقوا على ضعفه" وقال الجوزجانى: "كذاب مفترٍ" وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث؛ ليس بالقوى" وتركه غير واحد؛ بل نقل ابن الجوزي تكذيبه عن يحيى القطان أيضًا، وقد مشاه من لم يخبر حاله! وكان الرجل مع سقوطه في الرواية؛ ساقط العدالة أيضًا، قال أبو داود:"يونس بن خباب شَتَّام لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقال ابن معين: "كان يشتم عثمان" وقال الدارقطني: "كان رجل سوء، فيه شيعية مفرطة، كان يسب عثمان" وقال أبو أحمد الحاكم: "تركه يحيى - يعنى القطان - وعبد الرحمن - يعنى ابن مهدى - وأحسنا في ذلك؛ لأنه كان يشتم عثمان، ومن سب أحدًا من الصحابة فهو أهل أن لا يروى عنه".

قلتُ: ووصفه بالغلو والوقيعة غير واحد؛ وقد صح ذلك عنه من طرق، فلا رضي الله عنك يا يونس، كأن حبك لعليّ رضي الله عنه لا يتم إلا بنهشك عرض عثمان، فواللَّه لأنت الشيخ الضال المعثَّر، ما لك وهؤلاء الجِلَّة جميعًا؟! هلا ترحمت عليهم، وعافيت نفسك بإيثار السكوت =

ص: 380

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وإلجام لسانك عن تناولهم بما يقذف بك حيث لا تحب؟! هلا دريت أن من تسعى للذب دونه وعنه هو خصيمك يوم القيامة أيها المفلس؟! وهل ظننت أن مثل: عليّ رضي الله عنه يُسَرُّ بما اقترفته في حق أخيه عثمان؟! تاللَّه لقد خسرت حب الرجلين جميعًا، ومالك في أحدهما من نصيب! وليس لحم عثمان رضي الله عنه مما تستطيع أنياب أمثالك من السفلة أن تقضمه، بل هو علقم حنظل في حلوق كل شيعى غال أو رافضى بغيض، وقد جرَّد الله لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالًا ذوى ألَسُن حداد؛ ومطارق شداد، وعُتَد وعتاد؛ يذبون بها عن حريمهم؛ ويطوون بساط كل متجرئ عليهم؛ ويدرأون بها في نحر كل متسلط إليهم؛ أو جاهل بعلياء منازلهم؛ فليجرب كل مجرم متهور حظه من هؤلاء الرجال ما شاء.

وهذا الساقط - أعنى يونس بن خباب - مع كونه آفة الحديث، فقد اضطرب في سنده على ألوان كما يأتي؛ والراوى عنه: ليث بن أبي سليم لم يكن في الحديث بالليث؛ وهو ضعيف مضطرب الحديث على التحقيق، وهو وشيخه من رجال "التهذيب" وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير؛ وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وقد عاد الليث: ورواه عن يونس بن خباب فقال: عن أبي علقمة عن أبي هريرة به نحوه مرفوعًا، وأسقط منه (أبا حازم) وأبدله بـ (أبي علقمة)! هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[4/ رقم 3175/]، كشف الأستار] بإسناد صحيح إلى الليث به.

قلتُ: وهذا من يونس بن خباب، اضطرب فيه كما أشرنا سابقًا؛ وقد توبع الليث على هذا الوجه عن يونس، تابعه:

1 -

منصور بن المعتمر: عند البزار [4/ 3175/ كشف]، والدارقطني في "العلل"[11/ 189 - 190]، من طريق الأشجعي عن الثوري عن منصور به.

قلتُ: وهذا سند صحيح إلى منصور؛ إن كان الأشجعي قد ضبطه عن الثوري، واسمه (عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن) ثقة مشهور، وقد خولف فيه الثوري، خالفه شيبان النحوى، فرواه عن منصور عن يونس عن أبي علقمة عن أبي هريرة به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[11/ 190]، وشيبان ثقة حجة؛ فأشبه أن يكون يونس قد اضطرب فيه كعادته.

2 -

وتابعه: شعبة عن يونس عن أبي علقمة عن أبي هريرة به نحوه مرفوعًا: عند الطيالسي [2579]، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة"[ص 92/ رقم 69/ طبعة دار المأمون]، قال: حدثنا شعبة به. =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهكذا رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة: كما ذكره الدارقطني في "العلل"[11/ 189]، ثم قال:"ووقفه غيره" يعنى عن شعبة، وهو كما قال؛ فرواه آدم بن أبي إياس عن شعبة بإسناده به موقوفًا على أبي هريرة، إلا أنه قال:(عن علقمة الأنصاري) بدل: (أبي علقمة) هكذا أخرجه البخاري في "تاريخه"[2/ 79]- إشارة.

والوجهان عندي محفوظان عن شعبة: إنما يضطرب يونس فيه كل مرة.

3 -

4 - وهكذا رواه شعيب بن صفوان وعمرو بن مجمع كلاهما عن يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة به مرفوعًا: ذكره الدارقطني في "العلل"[11/ 189].

5 -

وتابعهم: إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي: عند البزار في "مسنده"[4/ رقم 3175/ كشف]، من طريق إبراهيم بن يوسف - وهو الكندي - عن أبي يحيى التيمي به.

قلتُ: ووقع عنده: (إبراهيم بن يوسف أبو يحيى التيمي) كذا! وهو خطأ بلا ريب، وكم في (الكشف) من أغلاط تحتاج إلى ضبط وكشف!.

هكذا رواه هؤلاء عن يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعًا، وخالفهم: واصل مولى أبي عيينة، فرواه عن يونس قال:(حدثني علقمة بين زمزم والمقام عن أبي هريرة موقوفًا) هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[11/ 190].

فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف على يونس في سنده، ولون رابع، فقال البخاري في "تاريخه" [2/ 79]:"ويقال: عن أبي داود وشاذان عن شعبة .... عن يحيى بن يعلى عن يونس عن أبي علقمة عن أبي الدرداء" ثم قال البخاري: (أبو الدرداء لا يصح ههنا) وهذا إشارة منه إلى عدم ثبوت هذا اللون، وكما اختلف على يونس في سنده، فقد اختلف عليه في (شيخه) أيضًا، رواه عنه الليث فقال:(عن أبي حازم) ورواه عنه الأكثرون فقالوا: (عن أبي علقمة) ورواه آدم عن شعبة عن يونس فقال: (عن علقمة الأنصاري).

فهذه ثلاثة ألوان كلها مضت؛ ولون رابع، فرواه عنه عمرو بن قيس الملائى فقال:(عن يزيد بن علقمة) وأوقفه على أبي هريرة، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[11/ 190]، ثم قال بعد أن ساق أكثر الاختلاف فيه على يونس:"والأشبه بالصواب من ذلك: قول من قال: عن أبي علقمة عن أبي هريرة" يعنى به موقوفًا أو مرفوعًا، والأشبه عندي: أن يونس بن خباب: قد اضطرب فيه على أكثر تلك الوجوه إن لم يكن جميعها، وقد مضى أنه شبه لا شيء، وقول =

ص: 382

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحافظ عنه بـ "التقريب": "صدوق يخطئ، ورُمى بالرفض" فيه تساهل لا يخفى، والأولى أن يقال:(متروك رافضى خبيث) وقد صح عنه تناوله لأمير المؤمنين عثمان - رضى الله عنه - وهذا وحده كاف لسقوط عدالته البتة، فدعك من قول من أحسن الظن به، ولم يقف على دخائله، وكل من: يبلغ به حبه لعليّ بن أبى طالب - رضى الله عنه - إلى الطعن في غرمائه عنده - من الصحابة، فهو رافضى بغيض.

نعم: قد توبع هذا اليونس في روايته على اللون الثالث! فرواه الطيالسى [2579]- طبعة دار المعرفة - و [رقم 2702/ طبعة دار هجر]، قال: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت أبا علقمة، قال شعبة: وحدثنى يونس بن خباب [في طبعة المعرفة (قباب)] سمع أبا علقمة عن أبى هريرة، ولم يرفعه يعلى إلى أبى هريرة، قال: قال: من قال أسأل الله الجنة

إلخ.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 169]: (إسناد الطيالسى الأول: على شرط مسلم).

قلتُ: بل رجاله رجال مسلم؛ وليس على شرطه؛ وظاهره أنه مقطوع على أبى علقمة، وهكذا جزم به العلق على "مسند الطيالسى"[4/ 305/ طبعة دار هجر]، وهكذا نقل الحافظ في "المطالب"[رقم 3511]، والبوصيرى في "الإتحاف": إسناد الطيالسى كما هنا، لكن نقل ابن القيم في "حادى الأرواح"[ص 64]، إسناد الطيالسى الثاني، وفيه:(عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ).

وهذا مرفوع، وهكذا خرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" من طريق يونس بن حبيب - وهو راوى مسند الطيالسى - عن الطيالسى بإسناده به مرفوعًا.

قلتُ: وهذا الإسناد ظاهره الوقف على أبى هريرة: في مطبوعة "مسند الطيالسى" وعنه الحافظ في "المطالب" و"الإتحاف" فالذى أراه: أن الأصح: هو ما نقله ابن القيم في "حاديث الأرواح" ويؤيده: رواية أبى نعيم السابقة؛ ويكون (ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قد سقط من "مسند الطيالسى" وكأنه سقْطٌ قديم، بدلالة نقل الحافظ والبوصيرى لإسناده كما مضى، وعليه يكون المراد من قول الطيالسى:"ولم يرفعه يعلى إلى أبى هريرة" يعنى بروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما اكتفى بقوله: (عن أبى علقمة قال قال أبو هريرة

) وذكره موقوفًا عليه.

* فالحاصل: أن الحديث عند الطيالسى له إسنادان:

الأول: منهما موقوف. =

ص: 383

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والثانى: مرفوع؛ وإن أوهمت عبارة الطيالسى: أن الأول مقطوع، والثانى موقوف، وعلى كل حال فالخطب هَيِّن، فسواء كان الإسناد الثاني: مرفوعًا أو موقوفًا؛ فمداره على (يونس بن خباب) وقد كشفنا لك دخيلته سابقًا.

أما الإِسناد الأول: فسواءً كان مقطوعًا أبى موقوفًا: فهو مستقيم إن شاء الله؛ ويعلى بن عطاء ثقة مشهور؛ ومثله (أبو علقمة) وهو الفارسى المصرى المترجم في "التهذيب وذيوله"؛ ويعلى ابن عطاء معروف الرواية عنه، وكلاهما من رجال مسلم في "صحيحه".

* فالحاصل: أن الحديث لا يصحّ مرفوعًا، بل هو منكر جدًّا! والأشبه أنه من قول أبى هريرة أو أبى علقمة، والثابت في هذا الباب: إنما هو حديث أنس الماضى [برقم 3682، 3683].

• تنبيه مهم: قد سقط (الليث بن أبى سليم) من سند المؤلف في الطبعتين، ويبدو أنه سقْطٌ قديم، فقد روى الضياء هذا الحديث في كتابه "صفة الجنة" من طريق المؤلف به .. كما هنا، وقد نبَهَّ المعلق على "صفة الجنة" لأبى نعيم [ص 91/ طبعة دار المأمون]، إلى هذا السقط عند أبى يعلى ومن طريقه الضياء، ويؤيد كونه سقطًا قديمًا: أن جماعة قد نقلوا إسناد أبى يعلى كما هو هنا، دون ذكر الليث فيه، منهم ابن القيم في "حادى الأرواح" والحافظ في "المطالب" والبوصيرى في "الإتحاف"، بل وجازف ابن القيم وقال:"وإسناده على شرط الصحيحين" ومثله قاله المنذرى في "الترغيب"[4/ 243]، وكذا المناوى في "الفيض"[6/ 144].

وقبل هؤلاء جميعًا: قال الضياء عقب روايته: (هذا الحديث عندى: على شرط الصحيحين) وهذه غفلة منهم جميعًا عن ذلك السقط المشار إليه - وسيأتى التدليل عليه - ثم لم يذكر أحد منهم: من يكون يونس في سنده؟! وهل صح سماعه من أبى حازم أم لا؟! ومن يكون جرير الراوى عنه عند المؤلف؟! هل هو (ابن حازم) أم (ابن عبد الحميد) وكذلك أغفلوا تعيين أبى حازم! هل هو (سلمان الأشجعى؟!) أم (سلمة بن دينار)؟! أم سواهما؟!

ومفاد دعواهم: أن تلك الترجمة (جرير عن يونس عن أبى حازم عن أبى هريرة) قد احتج بها البخارى ومسلم، وكذا برواتها، وهذا يلزمه الإجابة على ما سبق؟! وأين هو؟! نعم: جاء الإمام الألبانى: وانتصر لصحة إسناد أبى يعلى على شرط الشيخين، ثم انتدب نفسه لترجمة رواة إسناده وتمييزهم، فقال في "الصحيحة" [رقم 2506]:

1 -

أبو حازم هو سلمان الأشجعى الكوفى، وهو ثقة بلا خلاف). =

ص: 384

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وأصاب في هذا بلا مناقشة، ثم قال.

2 -

يونس: هو ابن يزيد الأيلى،

كذا زعم، ثم قال: "جرير: هو ابن حازم

" كذا زعم، ثم قال: "أبو خيثمة: هو زهير بن حرب".

قلتُ: فأين له برواية أبى خيثمة عن جرير بن حازم؟! إنما يروى أبو خيثمة عن (جرير بن عبد الحميد) وهو مذكور في (مشايخه) من ترجمته في "التهذيب" ومتى رأيت أبا خيثمة يروى عن جرير ولا ينسبه، فاعلم أنه ابن عبد الحميد وحسب، ليس سواه أحد، وهو المراد في الإسناد هنا بلا جدال أصلًا.

إنما غر الإمام الألبانى: أنه رأى (جرير بن حازم) مذكور في تلامذة (يونس بن يزيد الأيلى) في ترجمة الثاني من "التهذيب" وكذا رآه في مشايخ الأول أيضًا، وهو معروف بالرواية عنه، ولكن من أين للإمام أن (يونس) في سنده هو (ابن يزيد الأيلى) وهم لم يذكروه في تلاميذ (أبى حازم الأشجعى) ولا ذكروا (أبا حازم) في مشيخة يونس، فأنى له الجزم بذلك؟! بل يونس في سنده: هو ابن خباب: كما جزم به الحافظ في "المطالب" ومثله البوصيرى في (الإتحاف) وكذا وقع منسوبًا عند جماعة أيضًا

ثم إن الإمام جعل يشنع جدًّا على حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [11/ 55]، وكذا على المعلق على "صفة الجنة"[ص 91 - 92]، لأبى نعيم، لكونهما قد جزما بكون يونس في سنده (هو ابن خباب) ثم أعلاه به، ولم يرض الإمام ذلك، ولَجَّ في الوهم زاعمًا أن يونس بن خباب قد تابع يونس الأيلى على روايته عن أبى حازم، وأن حسين الأسد قد خلط بينهما خلطًا قبيحًا، بل وأخطأ خطأ فاحشًا، ثم جعل يقول: (والواجب في مثل هذا: التأنى والتحرى في شأنهما - يعنى يونس الأيلى وابن خباب - حتى يتمكن من التعرف على شخصيتهما، وإلا وقع في الخطأ ولا بد، كما حصل للمشار إليه ذلك

).

كذا قال، وهو الواقع في الخطأ هنا لا محالة، ثم جعل يفذلك خطأ حسين الأسد فيخلطه بين رجلين كلاهما تابع الآخر على رواية هذا الحديث عن أبى حازم، ثم قال بعد أن أثبت متابعة يونس الأيلى ليونس بن خباب أو العكس، قال: (وهذا هو الراجح؛ لأنَّ جرير بن حازم من المعروف من ترجمته أنه يروى عن يونس بن يزيد الأيلى كما تقدم، [كذا، ومن أين له أن يونسًا في سنده هو الأيلى يا عباد الله؟!] فهذا هو ملحظ أولئك الحفاظ الذين صرحوا بصحة =

ص: 385

6193 -

حَدَّثَنَا أحمد بن منيعٍ، حَدَّثَنَا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّى أَنْ أَستَغْفِرَ لأُمِّى فَلَمْ يَأْذَن لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي".

= الحديث، وأنه على شرط "الصحيحين"، فهل خفى هذا على ذاك المعلق - يعنى حسينًا الأسد - فوقع في الخطأ، أم أصابه غرور بعض الشباب بما عندهم من علم ضحل بهذا الفن الشريف؟! ذلك ما لا أدريه؟!).

ثم جعل ينعى أيضًا المعلق على "صفة الجنة" لأبى نعيم؛ بأشد مما نعى به على حسين الأسد، وهكذا تجد للإمام - آحيانًا - نقدًا لا يطاق، ويكون المنتَقَد هو على الجادة؛ والإمام هو المخطئ فيما قال وبحث، ولم يفعل الإمام فيما قاله شيئًا، وانحرف به قلمه إلى ما كان طَيُّه أولى به، وليس ليونس بن يزيد الأيلى في هذا الحديث شئ أبدًا، إنما الحديث شئ حديث (يونس بن خباب) وأنا أقسم على ذلك ولا أحنث إن شاء الله؛ وكأن ذنب يونس الأيلى: أن اسمه وافق اسم الثاني، وأين الثاني من الأول؟! ثم إن الإسناد قد سقط منه (الليث بن أبى سليم) بين جرير ويونس.

يدلك عليه: أن جميع من أخرجه: قد رووه من طرق عن جرير عن الليث عن يونس به

وهذا هو الصواب؛ لأن جريرًا لم يلحق ابن خباب، وما عُرِفَ بتدليس حتى يحتمل تدليسه الليث فيه، ولا يقال: لعله اختلف على جرير في سنده، فهذا بعيد عندى، ولو سلم ذلك - على تكلفه - لكان رواية الجماعة عن جرير عن الليث عن يونس به .... ؛ أصح من رواية المؤلف هنا، وقد نص المزى وغيره في ترجمة (يونس بن خباب) على رواية الليث عنه؛ وقد وقع منسوبًا عند جماعة أيضًا.

إذا صح لك هذا: اندفع عندك تصحيح من صحح هذا الإسناد التالف على شرط الشيخين، غفلة عن السقوط المشار إليه، وكذا غفلة عن كون (يونس) في سنده: هو ابن خباب ذلك الساقط الرافضى الخبيث، والله المستعان لا رب سواه.

6193 -

صحيح: أخرجه مسلم [976]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 2189]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2307]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 114]، والبيهقى في "سننه"[رقم 13857]، وأبو نعيم أيضًا في "أخبار أصبهان"[1/ 133]، وغيرهم من طريق مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به. =

ص: 386

6194 -

حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حَدَّثَنَا يزيد بن كيسان، حَدَّثَنَا أبو حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أصابنى الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئًا -، فقال:"أَلا رَجُلٌ يضِيفُ هَذَا الليلَةَ؟ " فقام رجلٌ فذهب إلى أهله، فقال لأهله: ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئًا، فقالت: واللَّه ما عندى إِلَّا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوِّميهم، وتعالى فأطفئى السراج فنطوى بطوننا الليلة، ففعلتْ، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَقَدْ عَجِبَ اللَّه أَوْ ضَحِكَ اللَّهُ مِنْ فلانٍ وَفُلانَةَ"، فأنزل الله:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].

= قلتُ: وهذا إسناد صالح، ويزيد بن كيسان صدوق صالح، وفيه كلام لا ينزل بحديثه عن درجة القبول؛ وقد توبع عليه مروان بن معاوية، تابعه:

1 -

محمّد بن عبيد الطنافسى عن يزيد بن كيسان عن أبى حازم عن أبى هريرة قال: (زار النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبر أمه؛ فبكى وأبكى من حوله؛ فقال: استأذنت ربى في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لى، واستأذنته في أن أزور قبرها؛ فأذن لى؛ فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت).

أخرجه مسلم [976]- واللفظ له - وأبو داود [3234]، والنسائى [2034]، وابن ماجة [1572]، وأحمد [2/ 441]، وابن حبان [3169]، والحاكم [1/ 531] وابن أبى شيبة [11807]، والبيهقيّ في "سننه"[6949، 6984]، وفى "المعرفة"[رقم 2360]، وفى "الدلائل"[رقم 103]، والبغوى في "تفسيره"[4/ 101/ طبعة دار طيبة]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2357]، وابن راهويه [205]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 463]، وغيرهم من طرق عن محمّد بن عبيد به.

قال البغوى: "هذا حديث صحيح".

2 -

وتابعه أيضًا: الوليد بن القاسم الهمدانى: على نحو رواية محمّد بن عبيد: عند ابن الشجرى في "الأمالى"[ص 300/ طبعة عالم الكتب]، وللحديث شاهد صحيح من رواية بريدة بن الحصيب عند: الترمذى وأحمد وجماعة

وهو مخرج في "غرس الأشجار".

6194 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6168].

ص: 387

6195 -

حَدَّثَنَا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز، عن أبيه، عن جده، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا فِي الجَنَّةِ شَجَرَةٌ إلا سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ".

6196 -

حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تُجِبْهُ، فَبَاتَتْ عَاصِيَةً، لَعَنَتْهَا الملائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ".

6195 - ضعيف: أخرجه الترمذى [2525]، وابن حبان [7410]، وابن أبى داود في البعث [رقم 66]، ومن طريقه الفخر بن البخارى في "مشيخته"[رقم 984]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 180]، وفى "صفة الجنة"[رقم 400/ طبعة دار المأمون]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 108]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 45]، والدارقطنى في "الأفراد"[5/ رقم 5441/ الطبعة العلمية]، والمزى في "تهذيبه"[9/ 453]، وغيرهم من طريق زياد بن الحسن بن الفرات عن أبيه عن جده عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب" وقال الدارقطنى: "تفرد به الحسن بن الفرات القزاز عن أبيه، ولم يروه عنه غير ابنه زياد".

قلتُ: وزياد هذا: ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 248]، لكن قال أبو حاتم الرازى:"منكر الحديث" وقال الدارقطنى: "لا بأس به، ولا يحتج به"، يعنى بنفى البأس عنه: الكذب والوهاء ونحو ذلك وهو آفة هذا الطريق: وبه أعله ابن القطان الفاسى في "بيان الوهم"[2/ 327]، وساقه له الذهبى في ترجمته من "الميزان"[2/ 88]، وأبوه:(الحسن بن الفرات) وجده (فرات بن أبى عبد الرحمن القزاز) ثقتان من رجال "الصحيح" ولا يصح في هذا الباب شئ مرفوع.

6196 -

صحيح: أخرجه البخارى [3065، 4897]، ومسلم [1436]، وأبو داود [2141]، وأحمد [2/ 439، 480]، وابن حبان [472، 4173]، وابن أبى شيبة [17133]، وابن راهويه [200]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 52، 544]، وأبو عوانة [رقم 4296، 4297]، والبغوى في "شرح السنة"[9/ 157]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 3362]، والبيهقيّ في "سننه"[14485]، وفى "الآداب"[رقم 46]، وابن عساكر في "تاريخه"[54/ 418]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

وهو عند جماعة بنحوه

=

ص: 388

6197 -

حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَةِ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: إمَامٌ كذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَالشَّيْخُ الزَّانِى".

= وعند أبى داود وأحمد وابن أبى شيبة والبيهقيّ ومسلم وابن راهويه وابن أبى الدنيا وغيرهم: بدل قوله: (فباتت عاصية) قال: (فبات غضبان عليها) لفظ مسلم وغيره، وهو رواية للبخارى والمؤلف وابن حبان.

قلتُ: فإن قيل: قد عنعنه الأعمش في جميع طرقه!.

قلنا: قد راه عنه شعبة عند البخارى وغيره؛ فأمنا بذلك غائلة تدليسه، وقد توبع الأعمش على نحوه عن أبى حازم، وكذا له طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه

وقد اسوفينا تخريجه في "غرس الأشجار بتخريجه منتقى الأخبار" .. وللَّه الحمد.

6197 -

صحيح: أخرجه مسلم [107]، وابن راهويه [201]، وابن طهمان في "مشيخه"[رقم 122]، والبيهقيّ في "سننه"[16418]، وفى "الشعب"[4/ رقم 5405] و [6/ رقم 8155]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 168]، وأبو عوانة [رقم 114]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 289]، وأبو القاسم التيمى في "المحجة"[1/ رقم 148]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 130، 462]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 202]، وابن منده في "الإيمان"[2/ 619، 620، 621]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

وزاد الجميع: قوله: (ولا يزكيهم) بعد قوله: (يوم القيامة).

قال البغوى: "هذا حديث صحيح".

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أحمد [2/ 480]، مع الزيادة الماضية؛ لكن تحَّرف عنده:(أبو حازم) إلى (أبى صالح)! وهو على الصواب في طبعة الرسالة [16/ 168].

فإن قيل: لم يذكر الأعمش فيه سماعًا من أبى حازم!

قلنا: بلى قد صرح بالسماع عند الفسوى في "المعرفة"[3/ 260/ الطبعة العلمية]، وهو هناك مختصرًا بطرف من أوله فقط، وللحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به

منها: ما رواه عبد الرحمن بن إسحاق المدنى المعروف بـ (عباد) عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الشيخ الزانى، والإمام الكذاب، والعائل المزهو) أخرجه المؤلف [6597]. =

ص: 389

6198 -

حَدَّثَنَا محمّد بن عباد، حَدَّثَنَا سفيان، عن منصور، عن أبى حازم، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مِن حَجَّ الْبَيْتَ لَمْ يَرْفَثْ وَلَمْ يَفْسُقْ وَجَعَ كيَوْمِ وَلَدَتْه أُمُّهُ".

= وابن حبان [7337]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 203]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن به.

قلتُ: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم رجال (الصحيح) وعبد الرحمن: فيه كلام معروف؛ لكنه متماسك، وقد توبع عليه:

1 -

تابعه إسماعيل بن يعلى الثقفى أبو أمية: على مثله إِلَّا أنه قال: (وعائل مختال) بدل: (والعائل المزهو)، أخرجه ابن عدى في "الكامل"[1/ 316]، وأبو أمية هذا: ساقط الحديث عندهم! راجع ترجمته من "اللسان"[1/ 445]، والإسناد إليه لا يثبت أيضًا.

2 -

وتابعه عبيد الله بن عمر العمرى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع والحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزانى، والإمام الجائر) أخرجه النسائي [2576]، وابن حبان [5558]، والبيهقيّ في "الشعب"[4/ رقم 4853] و [6/ رقم 7365]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 324]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 229]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 358]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عبيد الله به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ وقد صححه السيوطى في (الجامع الصغير) وقبله: صححه العراقى والذهبى كما نقله عنهما المناوى في "الفيض"[1/ 470]، واستيفاء تخريج هذا الحديث وطرقه وشواهده في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

6198 -

صحيح: أخرجه البخارى [1723، 1724]، ومسلم [1350]، والنسائى [2627]، وابن ماجة [2889]، والترمذى [811]، وأحمد [2/ 248، 410، 484، 494]، والدارمى [1796]، وابن خزيمة [2514]، وابن حبان [3694]، والطيالسى [2519]، وابن أبى شيبة [12640]، وعبد الرزاق [8800]، وابن راهويه [194، 195]، والحميدى [1004]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 896]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 3141، 3142]، وجماعة من طرق عن منصور بن المعتمر عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

وعند الترمذى: (غفر له ما تقدم من ذنبه) قوله: (كما ولدته أمه) وهو لفظ شاذ ليس بالمحفوظ، كما بينه الإمام في "الضعيفة"[رقم 4586].

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح". =

ص: 390

6199 -

حَدَّثَنَا محمّد بن عبادٍ، حَدَّثَنَا سفيان، عن منصورٍ، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قيل لسفيان: رفعه؟ قال: "لعَلَّهُ - لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".

= قلتُ: ولمنصور فيه شيخ آخر يرويه عن أبى حازم أيضًا عن أبى هريرة به .. وهذا وجه ملحوظ عنه أيضًا، وقد توبع منصور عليه عن أبى حازم عن أبى هريرة به

كما شرحناه في "غرس الأشجار".

6199 -

صحيح: أخرجه ابن خزيمة [2387]، والحاكم [1/ 565]، والبيهقيّ في "سننه"[12939]، والذهبى في "سير النبلاء"[5/ 411]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن منصور بن المعتمر عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلتُ: هو كما قال؛ وقد شك فيه سفيان عند المؤلف والبيهقيّ، لكن جزم به عند الباقين؛ وهو الأصح؛ لأنَّ رواة الجزم عنه: هم أثبت الناس فيه؛ منهم الحميدى: وقد علق روايته البيهقيّ في "سننه" لكن خولف ابن عيينة في سنده، خالفه إسرائيل، فرواه عن منصور فقال: عن سالم بن أبى الجعد عن أبى هريرة به

، فأبدل (أبا حازم) بـ (سالم بن أبى الجعد).

هكذا أخرجه البزار في (مسنده) كما في "نصب الراية"[2/ 288]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 118]، من طريق إسرائيل به.

قال البزار: "وهذا الحديث: رواه ابن عيينة عن منصور عن أبى حازم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - والصواب حديث إسرائيل

".

قلتُ: ثم جاء الثورى وخالف الكل، ورواه عن منصور فقال: عن سالم بن أبى الجعد به مرسلًا، ليس فيه (أبو هريرة) هكذا أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "الطالب"[رقم 981]، من طريق يحيى القطان عن سفيان به.

قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن منصور إن شاء الله، فإن الثورى أثبت الثلاثة في منصور، بل هو الثبت مطلقًا، لكن جاء محمود بن محمّد الواسطى وروى هذا الحديث عن وهب بن بقية عن خالد بن عبد الله الطحان عن حصن بن عبد الرحمن عن أبى حازم عن أبى هريرة به

، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 7859]، وتوبع عليه محمود الواسطى عن وهب به مثله

تابعه محمّد بن عبدوس ثنا وهب به

عند القضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 885]. =

ص: 391

6200 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حَدَّثَنَا أبو خالدٍ الأحمر، عن محمّد بن عجلان، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وُقِىَ شَرَّ مَا بَيْنَ لحْيَيْهِ وَبَيْنَ رِجْلَيْهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ".

= قلتُ: ومحمود وابن عبدوس كلاهما ثقتان مشهوران، ومن فوقهما أثبات من رجال (الصحيح) فالإسناد: ظاهره الصحة كما ترى، لكن نص الدارقطنى في "العلل"[11/ 185]، على أن حصينًا رواه عن أبى حازم عن أبى هريرة موقوفًا، فكأنه اختلف على حصين فيه، وأجدنى مطمئنًا إلى ترجيح وَقْفِه من هذا الوجه، لكن ليس عندى ما أجزم به على صحة ما ينقدح في صدرى.

وعلى كل حال: فللحديث طريق آخر: يرويه أبو بكر بن عياش عن أبى حصين عثمان بن عاصم الأسدى عن سالم بن أبى الجعد عن أبى هريرة به

أخرجه النسائي [2597]، وابن ماجة [1839]، وأحمد [2/ 337، 389]، وابن حبان [3290]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 118]، والمؤلف [برقم 6401]، وابن أبى شيبة [10664، 36507]، وابن الجارود [364]، والبيهقيّ في "سننه"[12940]، وابن معين في جزء من "حديثه"[رقم 32]، وأبو عروبة الحرانى في جزء من "حديثه"[رقم 15]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1720/ طبعة دار الفاروق]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1828]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 14]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 308]، وفى "ذكر من اسمه شعبة"[رقم 26/ طبعة مكتبة "الغرباء"]، وغيرهم من طرق عن أبى بكر بن عياش به.

قلت: وسنده ظاهره السلامة، لكن اضطرب فيه ابن عياش، وقد جزم الإمام أحمد بكون سالم بن أبى الجعد لم يسمع من أبى هريرة، كما نقله عنه ابن عبد الهادى في "التنقيح"[2/ 187]، وابن الملقن في "البدر المنير"[7/ 362]، وللحديث: طريق ثالث عن أبى هريرة به

عند ابن حبان في مقدمة المجروحين [1/ 87]، لكن سنده لا يثبت، وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا .. وهو حديث ثابت إن شاء الله وقد استوفينا الكلام عليه في كتابنا الكبير "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

6200 -

صحيح: أخرجه الترمذى [2409]، وابن حبان [5703]، والحاكم [رقم 8141/ طبعة الحرمين]، وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 14]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 465]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 63 - 64]، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغى في "ثواب =

ص: 392

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأعمال" "ثواب الأعمال" كما في "تاريخ قزوين" [1/ 103]، وغيرهم من طرق عن محمّد بن عجلان عن أبى حازم عن أبى هريرة به .. وهو عند بعضهم بنحوه

وزاد ابن عدى في أوله: (من وقاه الله شر إبليس دخل الجنة

) لكن طريق ابن عدى إلى ابن عجلان: غير محفوظ، ومثله تلك الزيادة.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب" وقبل ذلك قال: "أبو حازم الذي روى عن أبنى هريرة اسمه: سلمان مولى عزة الأشجعية، وهو كوفى، وأبو حازم الذي روى عن سهل بن سعد هو أبو حازم الزاهد مدنى امسه: سلمة بن دينار".

قلت: وسند الحديث قوى مستقيم؛ وابن عجلان ثقة إمام على التحقيق؛ وشيخه أبو حازم: هو سلمان الأشجعى كما يشير إليه كلام الترمذى الماضى؛ ثم رأيت الدارقطنى قد ذكر هذا الحديث في "علله"[8/ 237]، ونص على أن سعيد بن أبى أيوب رواه عن ابن عجلان فقال: عن أبى حازم عن أبى صالح عن أبى هريرة به

فإن صح هذا؛ فأخشى أن يكون ابن عجلان قد اضطرب فيه، لكن الأقرب: أن ذلك من أوهام سعيد بن أبى أيوب على ابن عجلان، وسعيد وإن كان ثقة صدوقًا، إِلَّا أنه خولف فيه، خالفه أبو خالد الأحمر وخالد بن الحارث المصرى، ومعدان بن عيسى ثلاثتهم عن ابن عجلان بالإسناد الأول، وقول الثلاثة أولى من قول الواحد؛ لاسيما خالد بن الحارث وحده أتقن وأثبت من سعيد بن أبى أيوب، لكن ما زال القلق يعاودنى بشأن اضطراب ابن عجلان فيه، ولا يُطمأن إلى كون الوجهين محفوظين، وقد ذكر الدارقطنى وجهًا آخر من الاختلاف على ابن عجلان في سنده، إِلَّا أنه ضعيف، ثم أغرب وقال:"وأبو حازم هذا: هو سلمة بن دينار لم يسمع من أبى هريرة شيئًا، والحديث يرويه أبو حازم عن سهل بن سعد".

قلتُ: وهذا يخالف ما أشار إليه الترمذى من كون أبى حازم الذي يروى هنا عن أبى هريرة: هو سلمان الأشجعى؛ نعم: كأن ابن عجلان قد روى عن الرجلين جميعًا؛ إِلَّا أنه بالرواية عن أبى حازم الأشجعى أشهر، ويبدو لى: أن أبا حازم هنا: هو سلمة بن دينار المدنى كما قال الدارقطنى آنفًا؛ فإن صح هذا؛ فقد خولف ابن عجلان في سنده، خالفه عمر بن عليّ المقدمى، فرواه عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعًا به

نحوه

أخرجه البخارى [6109، 6422]، والترمذى [2408]، وأحمد [5/ 333]، وابن حبان [5701]، والحاكم [4/ 399]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 5960]، والمؤلف [7555] =

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ، والبيهقيّ في "سننه"[16448]، وفى "الشعب"[4/ رقم 4913، 5407]، وفى الآداب [رقم 290]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 252]، وابن أبى الدنيا في "الورع"[رقم 134]، وفى "الصمت"[رقم 3]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 62، 63]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 313]، وغيرهم من طرق عن عمر بن على بإسناده مرفوعًا:(من يتكفل لى ما بين لحييه، وما بين رجله أتكفل له بالجنة) لفظ الترمذى، وهو رواية لابن عبد البر؛ ولفظ أحمد في أوله: (من توكل لى ما بين

).

ومثله عند الحاكم وابن حبان وابن أبى الدنيا ورواية للبخارى والبيهقيّ في "الشعب" ولفظ البيهقيّ في "سننه": (من يضمن لى

) ومثله عند المؤلف، وهو رواية لابن عبد البر، والبخارى ومن طريقه البغوى، وهو لفظ البيهقيّ أيضًا في (الآداب) ولفظ الطبراني وأبى نعيم: (من يحفظ لى

إلخ).

قال الترمذى: "حديث سهل: حديث حسن صحيح غريب من حديث سهل بن سعد".

قلتُ: إنما استغربه؛ لكون عمر بن على المقدمى قد تفرد به عن أبى حازم؛ وكذلك استغربه البخارى أيضًا، كما نقله عنه الترمذى في "العلل"[رقم 393]، وساق هناك حديث أبى هريرة الماضى من طريق ابن عجلان عن أبى حازم، ونقل عن البخارى أنه قال:"هو حديث أبى خالد" يعنى معروفًا من حديث أبى خالد الأحمر عن ابن عجلان؛ وسكون البخارى والترمذى عن هذا الطريق: يدل على كونه محفوظًا عندهما، لكن يبقى الكلام في تعيين (أبى حازم) الذي روى عنه ابن عجلان هذا الحديث! فإن كان هو (سلمة بن دينار) فقد خولف فيه ابن عجلان كما مضى آنفًا، والقول قول من خالفه، زيادة على كون (سلمة بن دينار) لم يسمع من أبى هريرة كما جزم به الدارقطنى، وكذا جزم به غيره أيضًا، راجع "جامع التحصيل"[ص 187]، للعلائى، وإن كان (أبو حازم) هو (سلمان الأشجعى) كما يدل عليه تعقيب الترمذى عقب روايته؛ فالإسناد مستقيم كما ذكرنا قبل.

وللحديث طريق آخر واه عن أبى هريرة به مثل لفظ حديث سهل بن سعد عند الطبراني أبى نعيم: أخرجه الحاكم [4/ 397]، وقد جازف وصحح سنده على عادته. وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا

واللَّه المستعان لا رب سواه.

• تنبيه: وقع سقط في أول سنده عند الحاكم، فانتبه.

ص: 394

6201 -

حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عاصمٍ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرٍو، عن زيد بن أبى أنيسة، عن عدى بن ثابتٍ، عن أبى حازمٍ الأشجعى، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مشَى إلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرْضًا مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خطْوَتَاهُ: إحدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً".

6202 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبد الله بن الزُّبَير، حَدَّثَنَا على بن مسهر، عن سعد بن طارقٍ، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَبْلُغُ حِلْيَة الجَنَّةِ مَبْلَغَ الْوُضُوءِ"، وَذَلِكَ أنَّ أبَا هُرَيْرَةَ تَوَضَّأ ذَاتَ يَوْمٍ، فَبَلَغَ الْوُضُوءُ إِلَى إِبْطِهِ.

6201 - صحيح: أخرجه مسلم [666]، وابن حبان [2044]، وابن راهويه [197]، وأبو عوانة [رقم 1145]، والسراج في "مسنده"[1/ 211، 386]، وابن شاهين في "الترغيب"[رقم 88]، والبيهقيّ في "سننه"[4747]، وفى "الشعب"[4/ رقم 2620/ طبعة مكتبة الرشد]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 1492]، وابن عساكر في في "المعجم"[رقم 1235]، والذهبى في "التذكرة"[1/ 241 - 242]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقى عن زيد بن أبى أنيسة عن عدى بن ثابت عن أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة به.

قلتُ: قد قال الذهبى عقب روايته: "هذا حديث غريب من الأفراد، أخرجه مسلم وحده عن شيخ له عن زكريا بن عدى عن عبيد الله، وكأنه قد تفر به عن زيد" وهو كما قال؛ وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه

يأتى بعضها [برقم 6637].

6202 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [6202]، من طريق المؤلف به

إِلَّا أنه لم يذكر فعل أبى هريرة الموقوف عليه، ولفظ المرفوع.

2 -

وتابعه أيضًا: خلف بن خليفة عن سعد بن طارق أبى مالك الأشجعى عن أبى حازم الأشجعى قال: (كنت خلف أبى هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى بلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟! فقال: يا بنى فروخ أنتم ههنا؟! لو علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلى صلى الله عليه وسلم يقول: تبلغ "الحلية" من المؤمن حيث يبلغ الوضوء) أخرجه مسلم [250]- واللفظ له - والنسائى [149]، وأحمد [2/ 371]، والبهقى في "سننه"[260]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 426]، وأبو نعيم في "المستخرج"[584]، وأبو عوانة [رقم 666]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 183، 1129]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 181]، وغيرهم من طرق عن خلف بن خليفة به. =

ص: 395

6203 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار، حَدَّثَنَا على بن مسهرٍ، عن سعد بن طارق، عن أبى حازمٍ؛ عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حمْرَاءَ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَمَا يُنْكَرُ النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ مِنْهَا مَاتَ شيْخُ بَنِي فُلانٍ، مَاتَتْ عَجُوزُ بَنِي فُلانٍ".

6204 -

حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا أبو داود الحفرى، حَدَّثَنَا ابن أبى زائدة، عن سعد بن طارقٍ، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: إن هذه الأمة أمةٌ مرحومةٌ، لا

= قلتُ: وخلف بن خليفة: صدوق صالح من الثقات؛ إلا أنه قد اختلط بآخرة، لكنه توبع عليه كما مضى. وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به مرفوعًا وموقوفًا نحوه

وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" والله المستعان.

6203 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [6853]، من طريق المؤلف به

إلا أنه زاد في آخره زيادة أخرى؛ وتلك الزيادة ثابتة عند المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "المطالب"[رقم 4637].

قلت: وسنده صحيح مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، سوى (عبد الغفار) شيخ أبى يعلى، وهو (عبد الغفار عبد الله بن الزبير الموصلى) مضى أن ابن أبى حاتم قد ترجمه في "الجرح والتعديل"[6/ 54]، وكذا ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 421]، وقال: (حدثنا عنه الحسين بن إدريس الأنصارى والمواصلة

) وهذا توثيق منه مقبول على الرأس والعينين، زيادة على كونه قد احتج به في "صحيحه" كما مضى

والله المستعان لا رب سواه.

6204 -

صحيح: هذا إسناد صحيح مليح؛ رجاله كلهم ثقات رجال (الصحيح) وأبو داود الحفرى: هو عمر بن أبى زيد، وشيخه: هو يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعى.

والراوى عنه: هو أبو مالك الأشجعى، وقد اختلف في سنده على أبى مالك! فرواه عنه يحيى بن أبى زائدة على الوجه الماضى به موقوفًا على أبى هريرة، وخالفه سعيد بن مسلمة الأموى، فرواه عن أبى مالك فقال: عن أبى حازم عن أبى هريرة مرفوعًا: (أمتى أمة مرحومة قد رفع عنهم العذاب إلا عذابهم أنفسهم بأيديهم) هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 6909]، عن محمد بن على بن حبيب الطرائفى الرقى عن علي بن ميمون، ثنا سعيد بن مسلمة الأموى به. =

ص: 396

عذاب عليها إِلَّا ما عذبت هي أنفسها، قال: قلت: وكيف تعذب أنفسها؟! قال: أما كان يوم النهر عذابٌ؟ أما كان يوم الجمل عذابٌ؟ أما كان يوم صفين [عذابٌ]؟!

6205 -

حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا أبو داود، عن ابن أبى زائدة، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَسْرَع قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَأَوْشكَ أَنْ يَمُرَّ المارُّ بِالنَّعْلِ، فَيَقُولُ: هَذَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ".

6206 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حَدَّثَنَا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن أبى مالكٍ

= قلتُ: وهذا ليس بشئ، والمحفوظ عن أبى مالك هو الوجه الأول الموقوف، وسعيد بن مسلمة شيخ منكر الحديث كما قال البخارى وأبو حاتم والساجى وابن حبان وغيرهم؛ وهو من رجال الترمذى وابن ماجة وحدهما، وأين هو من يحيى بن أبى زائدة الإمام الثقة الضابط؟! وأيضًا: فالطريق إليه مغموز هو الآخر، فإن (محمّد بن عليّ بن حبيب) وإن روى عنه جماعة، إِلَّا أنه لم يُؤْثَر توثيقه عن أحد قط نعرفه، بل ما وقفنا له على ترجمة أصلًا، وهذا الوجه المرفوع: ذكره الهيثمى في "المجمع"[7/ 457]، وعزاه للطبرانى في "الأوسط" ثم أعله بـ (سعيد بن مسلمة) وقد ورد الحديث من طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه مرفوعًا، ولا يصحّ منها شئ قط، والموقوف هو المحفوظ

فاعلمه.

6205 -

صحيح: أخرجه أحمد [2/ 336]، والبزار في "مسنده" كما في "الأحكام الكبرى" لعبد الحقّ الإشبيلى [4/ 492]، من طريق أبى داود الحفرى عمر بن سعد عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن سعد بن طارق أبى مالك الأشجعى عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به نحوه

وعندهما: (تمر المرأة بالنعل

) بدل: (يمر المار

).

قال البزار: "تفرد به بعضهم عن بعض".

قلتُ: وكلهم ثقات مشاهير من رجال "الصحيح" والإسناد مستقيم لا علة له؛ وقد قال البوصيرى في الإتحاف [7/ 114]: "رواه أبو بكر بن أبى شيبة وأبو يعلى الموصلى، ورواته ثقات" وقال الهيثمى في "المجمع"[9/ 60]: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وقال: "هذه" بدل: "هذا" ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح".

6206 -

صحيح: أخرجه أبو داود [929]، والحاكم [1/ 396]، وعنه البيهقيّ في "سننه"[2/ 260]، وغيرهم من طريق معاوية بن هشام الأسدى عن الثورى عن سعد بن طارق أبى مالك =

ص: 397

الأشجعى، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة - قال: أراه رفعه، قال:"لا إغْرَارَ فِي تَسْبِيحٍ ولا صلاةٍ".

6207 -

حَدَّثَنَا هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدى، وهارون بن معروفٍ، قالا: حدثّنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى يحدث، عن أبى حازمٍ، عن أبى

= الأشجعى عن سلمان أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (لا غرار في تسليم ولا صلاة).

قلت: وهذا إسناد جيد؛ رجاله كلهم ثقات أثبات سوى معاوية بن هشام، ففيه كلام؛ غير أنه صدوق متماسك صالح الحديث؛ إِلَّا أنه شك في رفعه، لكنه توبع عليه - دون شك - عن الثورى: تابعه ابن مهدى عن الثورى بإسناده به مرفوعًا بلفظ (لا غرار في صلاة ولا تسليم) أخرجه أحمد [2/ 461]، وعنه أبو داود [928]، والحاكم [1/ 396]، وعنه البيهقيّ في "سننه"[3224]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 257]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 127]، والجصاص في "أحكام القرآن"[5/ 375]، وغيرهم من طرق عن ابن مهدى به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد صحح سنده النووى في "الخلاصة"[1/ 511]، وفى "المجموع"[4/ 104]، ومثله المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 968/ طبعة مكتبة الشافعي] .. واللَّه المستعان.

• تنبيهان:

الأول: فاتنا أن ننبه على أن لفظ أحمد: (لا إغرار في صلاة ولا تسليم) بدل: (لا غرار

).

والثانى: سقط قوله (حَدَّثَنَا) بين: (أبو كريب) و: (معاوية بن هشام) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد

فانتبه.

6207 -

صحيح: هذا إسناد لست أستسيغه؛ لأنَّ المحفوظ المعروف عن معتمر بن سليمان: أنه يرويه عن أبيه عن نعيم بن أبى هند عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

، هكذا بزيادة:(ابن أبى هند) بين سليمان التيمى وأبى حازم، وأكاد أجزم بكون (نعيم) قد سقط من إسناد المؤلف في الطبعتين، وليس يجئ عندى أن يكون ذلك من قبيل الاختلاف فيه على معتمر بن سليمان، هذا ما لست أشمه هنا، لكن ليس لدى برهان ملموس على ما ينقدح في صدرى، ويتوقد في سويداء قلبى. =

ص: 398

هريرة، قال: قال أبو جهلٍ: هل يعفر محمدٌ وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: فبالذى نحلف به، لو رأيت ذاك لأطأن على رقبته، قال: فقيل له: هو ذاك يصلى!، فأتاه، زعم ليطأ على رقبته! قال: فما فَجِئَهُ منه إِلَّا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه، فانتهى إليه أصحابه فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟! قال: إن بينى وبينه لخندقًا من نارٍ وأجنحةً! فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ، لَوْ دَنَا مِنِّى لاخْتَطَفَتْهُ الملائكَةُ عُضْوًا عُضْوًا"، قال: فأنزل الله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} [العلق: 9، 10]، {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)} [العلق: 13] ، يعنى أبا جهلٍ، {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)} إلى آخر الآيات [العلق: 14] ، {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)} [العلق: 17] قومه {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 18] قال: الملائكة {كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 19] ، وأمره بالذى أمره به، قال هريمٌ: قال المعتمر: قال: هذا أبى ذكره عن أبى هريرة أم لا، حين ذكر:{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} [العلق: 9، 10]

= وعلى كل حال: فدعك من كل هذا، فالحديث محفوظ من رواية المعتمر عن أبيه عن نعيم بن أبى هند عن أبى حازم عن أبى هريرة به

هكذا رواه عنه مسدد ومحمد بن عبد الأعلى وعبد اللَّه بن معاذ وعارم ويعقوب الدورقى وزكريا بن عدى وغيرهم، ورواياتهم عند مسلم [2797]، والنسائى في "الكبرى"[11683]، وأحمد [2/ 370]، وابن حبان [6571]، وأبى القاسم الأصبهانى في "دلائل النبوة"[ص 65، 192]، والبغوى في "تفسيره"[8/ 479]، والثعلبى في "تفسيره"[10/ 246]، والبيهقيّ في "الدلائل"[رقم 496]، وغيرهم من طرق عن معتمر به

نحوه، وقد انتهى سياق النسائي عند المرفوع منه فقط.

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الطبرى في "تفسيره"[24/ 526/ طبعة الرسالة]، لكن وقع عنده خطأ في إسناده، وهو على الصواب في طبعة دار هجر [24/ 538/ تحقيق التركى]، ولم ينتبه له المعلق على "مسند أحمد"[14/ 426/ طبعة الرسالة]، فأوهم أن سليمان التيمى قد توبع عليه عن نعيم بن أبى هند، وليس بشئ، وفى الباب عن ابن عباس به نحوه مختصرًا، فراجع "الصحيحة"[رقم 3296].

ص: 399

6208 -

حَدَثَنا أبو بكر بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا محمّد بن فضيل، عن أبى إسماعيل، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: عرَّسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتً ليلةٍ، فلم نستيقظ حتى آذتنا الشمس، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"لِيَأْخُذْ كلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، ثُمَ يتَنَحَّى عَن هَذِه المنَازلِ"، ثُمَّ دَعَا بِالْماءِ فَتَوَضَّأ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أقِيمَتِ الصَّلاةُ.

6209 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا يحيى بن زكريا، عن أبى مالكٍ الأشجعى، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَرِدُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، سِيمَا أُمَّتِى لَيْسَ لأَحَدٍ غَيْرُهَا".

6210 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا ابن أبى عبيدة، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغى.

6208 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6185].

6209 -

صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [42]، وعنه ابن ماجة [4282]، وابن ماجة [1048، 7243] وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 261]، وغيرهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن سعد بن طارق أبى مالك الأشجعى عن سلمان أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مليح، وقد توبع عليه ابن أبى زئدة:

1 -

تابعه مروان بن معاوية الفزارى: على نحوه في سياق أتم: عند مسلم [247]، وعنه البغوى في "الأنوار"[رقم 7]، وأبى عوانة [رقم 358]، وأبى نعيم في "المستخرج على مسلم"[580]، والبيهقيّ في "البعث والنشور"[رقم 134]، وغيرهم من طرق عن مروان به.

2 -

ومحمد بن فضيل: على نحو سياق مروان: عند مسلم [247]، وأبى نعيم في "المستخرج"[رقم 579].

3 -

وأبو خالد الأحمر: على نحو سياق مروان: عند أبى عوانة [رقم 359] "، بإسناد صحيح إليه به.

قلتُ: وللحديث طريق أخرى عن أبى هريرة به نحوه.

6210 -

صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[4699]، من طريق ابن أبى عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به.

ص: 400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وابن أبى عبيدة: هو محمّد بن عبد الملك؛ وأبوه: هو عبد الملك بن فعن الكوفى؛ وهما ومن فوقهما ثقات مشاهير من رجال "الصحيح" وقد توبع عليه عبد الملك:

1 -

تابعه أسباط بن محمّد: على مثله عن الأعمش عند أبى عوانة [رقم 4491، 4276]، والذهبى في "التذكرة"[4/ 1474/ ترجمة أبى عامر العبدى] من طريقين عن أسباط به.

قلتُ: وأسباط شيخ صدوق من رجال الجماعة.

2 -

وتابعه شريك بن عبد الله النخعى عن الأعمش عن أبى صالح وأبى حازم كلاهما عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (لا يحل مهر لزانية، ولا ثمن الكلب) أخرجه الحاكم [2/ 39]، من طريق أبى غريب عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".

قلتُ: كلا، وليس عبد الرحمن بن شريك من رجال مسلم أصلًا، بل ولا أخرج له أحد من الستة، اللَّهم إِلَّا البخارى في "الأدب المفرد" وهوشيخ ضعيف على التحقيق، وأبوه إمام فقيه كبير الشأن؛ إِلَّا أنه كان كثير الأوهام، واسع الخطو في الخطأ والخلط، ولم يخرج له مسلم إِلَّا ما توبع عليه من حديثه؛ أو ما شاركه الثقات فيه.

3 -

ومحمد بن فضيل بلفظ: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وعسب الفحل) وفى لفظ: (وعسب التيس) أخرجه ابن ماجة [2160]، والترمذى في "علله"[رقم 207]، والنسائى في المجتبى [4675]، - وسقط عنده:"أبو هريرة" - وفى "الكبرى"[4698]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 53]، وفى "المشكل"[11/ 222]، وغيرهم من طرق عن ابن فضيل بإسناده به

وهو عند الطحاوى بالنهى عن ثمن الكلب فقط.

قال الترمذى: "سألت محمدًا عن هذا الحديث! فقال: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير ابن فضيل".

قلتُ: معذرة، بل توبع عليه كما مضى؛ وابن فضيل ثقة حافظ صاحب حديث؛ لكن تجد أبا حاتم الرازى يصر على أنه انفرد بروايته عن الأعمش على هذا الوجه، كما نقله عنه ولده في "العلل"[رقم 2834]، فَيُسْتَدْرك عليه بمثل ما اسْتُدْرك به على البخارى قبله، ثم زاد أبو حاتم على البخارى قوله:(وأخشى أنه - يعنى ابن فضيل - أراد أبا سفيان عن جابر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) يعنى فغلط ورواه عن الأعمش عن أبى حازم عن أبى هريرة.

والحامل لأبى حاتم على هذا: أن جماعة من أصحاب الأعمش الأثبات: قد رووه عنه فقالوا: =

ص: 401

6211 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، وعثمان، قالا: حَدَّثَنَا ابن إدريس، عن حسن بن فراتٍ، عن أبيه، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بَنِي إسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤهُمْ، كلَّمَا ذَهَبَ نَبِىٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإنَّهُ لَيْسَ كائِنٌ فِيكمْ" يَعْنِى نَبيًا.

قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: "تَكُون خُلَفَاءُ وَتَكثُرُ"، قالوا: كيف نصنع؟ قال: "أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، وَأَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَسَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِي عَلَيْهِمْ"، وفى حديث عثمان:"يَسُوسُهُمُ الأَنياءُ".

= عن أبى سفيان عن جابر بن عبد الله بن مرفوعًا، كما مضى هذا الوجه [برقم 2275]، لكن الأمر أكبر من هذا، فقد اختلف في سنده على الأعمش كثيرًا، وكذا في وقفه ورفعه، حتى قال الترمذى:"هذا حديث في إسناده اضطراب" ودعوى الاضطراب فيه بعيدة، والتحقيق: أن ثمَّ ألوانًا من الاختلاف فيه على الأعمش محفوظة ثابتة؛ والباقى لا يصحّ عنه؛ كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وراجع علل الدارقطني [11/ 197 - 198]، وما علقناه على الحديث الماضى [برقم 2275] وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وهو ثابت من حديث جابر وأبى هريرة جميعًا؛ وكذا عن غيرهم من الصحابة

واللَّه المستعان.

6211 -

صحيح: أخرجه البخارى [3268]، ومسلم [1842]، وابن ماجة [2871]، وأحمد [2/ 297]، وابن حبان [4555، 6249]، وابن أبى شيبة [37260]، وابن راهويه [222]، والبيهقيّ في "سننه"[16325] وعلى بن محمّد الحميدى في جزء من"حديثه"[رقم 14]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1078/ ظلال]، وأبو عوانة [رقم 7126، 7127، 7128، 7129، 7130، 7131]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 56]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 472]، وابن عساكر في "المعجم"[1148]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 302]، وغيرهم من طرق عن فرات بن أبى عبد الرحمن القزاز عن سلمان أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة به نحوه.

قلتُ: من هذا الطريق أخرجه الخلال في "السنة"[1/ رقم 7/ طبعة دار الراية]، وكذا البيهقيّ في "الدلائل"[رقم 2615]

واللَّه المستعان.

ص: 402

6212 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثَلاثٌ لا يُكلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يزَكِّيهِم، وَلا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: ملِكٌ كَذابٌ، وَالْعَائِلُ الْمسْتَكْبِرُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِى".

6213 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى حازيم، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا الملائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ".

6214 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا جرير، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قًط، كان إذا اشتهى أكله، وإن كره تركه.

6212 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 6197].

6213 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 6196].

6214 -

صحيح: أخرجه البخارى [3370 ، 5093]، ومسلم [2064]، وأبو داود [3763]، والترمذى [2031]، وابن ماجة [3259]، وأحمد [2/ 474، 479، 481]، وابن حبان [6436، 6437]، وابن راهويه [216]، وابن الجعد [740]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 131]، والبيهقيّ في "سننه"[14398]، وفى "الشعب"[5/ رقم 5867]، وفى "الدلائل"[رقم 265]، والبغوى [11/ 290]، وأبو عوانة [رقم 8436، 8437، 8438، 8439، 8440، 8441، 8442، 8443، 8444]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 63، 64، 247]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به.

قلتُ: قد اختلف في سنده على الأعمش، إِلَّا أن المحفوظ عنه هو ذلك الوجه، وبه جزم أبو حاتم كما في "العلل"[رقم 1544، 2227]، وكذا الدرقطنى في "علله"[193 - 11 - 197]، ونحوه في "الإلزامات"[ص 145]، وقبلهما أشار ابن معين إلى هذا في "تاريخه"[3/ 451/ رواية الدورى].

وقد قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن صحيح".

فإن قيل: لم يذكر الأعمش في هذا الحديث سماعًا من أبى حازم، وهو إمام في التدليس.

قلنا: بلى قد صرح بالسماع من رواية وضاح اليشكرى عنه عند أبى عوانة [رقم 8441]، وكذا رواه شعبة عنه عند جماعة كثيرة.

ص: 403

6215 -

حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعى، حَدَّثَنَا ابن فضيلٍ، حَدَّثَنَا سالم بن أبى حفصة، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ الحسَنَ وَالحسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِى، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِى".

6215 - صحيح: أخرجه أحمد [2/ 531]، والحاكم [3/ 187]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2646]، وعبد الرزاق [6369]، والبيهقيّ في "سننه"[6685]، والطحاوى في "المشكل"[9/ 214]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1674/ طبعة دار الوطن]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن سالم بن أبى حفصة عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به.

قلتُ: قد اختلف في سنده على الثورى، والمحفوظ عنه لونان:

اللون الأول: هو ذا.

والثانى: روايته عن أبى الجحاف عن أبى حازم عن أبى هريرة به

وهذا اللون يأتى الكلام عليه قريبًا.

وما عدا ذلك عن الثورى: فخطأ وأوهام، كقول من رواه عنه فقال: عن أبّى بن أبى ثابت عن أبى حازم عن أبى هريرة به .. ، كما عند الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2649]، وقائل ذلك: هو سيف بن محمّد الثورى ذلك الساقط الله الهابط، وقد كذبوه وهجروه، وهو من رجال الترمذى وحده، وقد تلون فيه هذا الساقط، فراجع "علل الدارقطنى"[11/ 191 - 192].

وقد توبع الثورى على الوجه الأول عن سالم بن أبى حفصة:

1 -

تابعه إسرائيل بن يونس على مثله: عند الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2648]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 152]، وعلقه الرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 438]، وغيرهم من طريقين عن إسرائيل به.

قلتُ: والإسناد ثابت إلى إسرئيل.

2 -

ورواه على بن عابس عن سالم بن أبى حفصة وكثير النواء عن أبى حازم عن أبى هريرة به

أخرجه الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2651]، من طريق إبراهيم بن محمّد بن ميمون عن عليّ بن عابس به.

قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، وإبراهيم متكلم فيه، راجع ترجمته في "اللسان"[1/ 107]، وعليّ بن عابس: شيخ ضعيف صاحب مناكير، وهو من رجال الترمذى وحده. =

ص: 404

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 3 - وتابعهم محمّد بن فضيل على مثله: عند ابن عدى في "الكامل"[3/ 344]، من طريق المؤلف عن عبد الرحمن بن صالح عن ابن فضيل به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى ابن فضيل .. وهو ثقة حافظ مشهور

وقد قال الحاكم عقب روايته الطريق الأول: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلتُ: هيهات واللَّه، وما كان سالم بن أبى حفصة في إسناد فيصح فط، وهو شيخ مختلف فيه، والتحقيق: أنه ساقط العدالة، ليس بأهل أن يروى عنه أصلًا، وقد كان شيعيًا محترقًا، فقال العقيلى:"ترك لغلوه؛ وبحق ترك".

قلتُ: إى وربى؛ وقد صح عن هذا المجرم أنه كان يطوف حول الكعبة ويقول: (لبيك قاتل نعثل، لبيك مهلك بنى أمية) شهد عليه بذلك عبد الله بن إدريس وحسين بن عليّ الجعفى وهما ثقتان عدلان مأمونان؛ وقول سالم (لبيك قاتل نعثل) يعنى عثمان - رضى الله عنه - فقد كانوا يشبهونه بيهودى يسمى (نعثلًا) فانظر إلى ذلك الشيخ الأحمق! يتقرب إلى الله بمقتل عثمان - رضى الله عنه - فتبًا لسالم سائر الدهر! والكلام فيه طويل الذيل، وقد بسطناه في مواضع مضت، وفى غيرها أيضًا.

فإن قلت: الرجل قد شهد له غير واحد بكونه كان صدوقًا في الحديث.

قلنا: نعم، ولكن ضعفه غير واحد أيضًا؛ ثم لو كان ثقة بلا خلاف، لما زاده ذلك رفعة لحاله عندنا، وكل من يتناول الصحابة أو بعضهم - ولم يثبت عنه الرجوع والتوبة - فهو ساقط أبدًا، وإن كان حافظًا محدثًا لم يُحفظ عليه في الحديث غلطة، مع توثيق أهل الدنيا له، وهذام ذهب جماعة من النقاد، قد ذكرنا نصوص كلامهم في موضع آخر ..

وقد أنكر الذهبى هذا الحديث - من هذا الطريق - على سالم هذا في ترجمته من "الميزان"[3/ 164]، لكن سالمًا لم ينفرد به عن أبى حازم، بل تابعه عليه جماعة:

1 -

فرواه الثورى عن أبى الجحاف داود بن أبى عوف الكوفى عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

أخرجه أحمد في "مسنده"[2/ 288]، وفى فضائل الصحابة [2/ رقم 1359]، والنسائى في "الكبرى"[8168]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2647]، وابن راهويه [211، 212]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 82]، والمزى في "تهذيبه"[8/ 437]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 151، 152]، وغيرهم من طرق عن الثورى به. =

ص: 405

6216 -

حَدَّثنا أبو هشامٍ، حَدَّثَنَا ابن فضيلٍ، حَدَّثَنَا أبو مالكٍ الأشجعى، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، وعن ربعي، عن حذيفة، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَضَلَّ اللّه عَنِ الجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا ليَوْمِ الجمُعَةِ، فَجَعَلَ الجمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ

= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن ماجة [143]، وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [1/ 62]:"هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".

قلتُ: بل هو دون الصحيح وفوق الحسن، وأبو الجحاف: مختلف فيه، والتحقيق أنه شيخ قوى الحديث متماسك، ولم يثبت عنه أنه كان غاليًا في التشيع، ومن دونه وفوقه ثقات.

2 -

ورواه أبو غريب عن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبى ثنا عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد الطائى عن طلحة بن مصرف عن أبى حازم عن أبى هريرة به

أخرجه الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2650]، من طريقين عن أبى غريب به

بالفقرة الأولى منه فقط.

قلت. وهذا إسناد صالح؛ ورجاله كلهم ثقات مشاهير، سوى يحيى بن عبد الرحمن وشيخه، فهما مقبولان من رجال (السنن).

3 -

ورواه أبو العباس بن عقدة عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن أرطاة بن حبيب عن أيوب بن واقد عن يونس بن خباب عن أبى حازم عن أبى هريرة به

أخرجه الخطيب في "تاريخه"[1/ 141].

قلتُ: وهذا إسناد ساقط، ابن عقدة ليس بعمدة، وأيوب بن واقد واه عندهم، وهو من رجال الترمذى وحده، ويونس بن خباب شيخ منكر الحديث تالف جدًّا، وهو من رجال "السنن".

4 -

ورواه أبو نعيم الملائى عن سلم الحذاء عن الحسن بن سالم بن أبى الجعد عن أبى حازم عن أبى هريرة به

علقه البخارى في "تاريخه"[4/ 159]- إشارة - ووصله الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2645]، من طريق الفضل بن دكين به.

قلتُ: وهذا إسناد حسن في المتابعات؛ وسلم وشيخه لا يُحْفَظ فيهما توثيق معتمد.

وللحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا

وهو حديث صحيح

واللَّه المستعان.

6216 -

صحيح: أخرجه مسلم [195، 856]، والنسائى [1368]، وابن ماجة [1083]، والبيهقيّ في "الشعب"[3/ رقم 2967]، وفى "فضائل الأوقات"[رقم 1/ 248]، والحاكم =

ص: 406

الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ فِي الدُّنْيَا، الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، المقْضِيُّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الخلائِقِ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيَقُولُ الْمؤْمِنُونَ حِينَ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ: مَنْ يَسْتَفْتِحُ لَنَا الجَنَّةَ؟ فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، اسْتَفْتِحْ لَنَا الجَنَّةَ، فَيَقولُ: وَهَلْ أَخرَجَكُمْ مِنَ الجنَّةِ إلا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَم؟! لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اعْمِدُوا إلَى أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، خَلِيلِ رَبِّهِ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا إبرَاهِيمُ، اسْتَفْتِحْ لَنَا الجَنَّةَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، إنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءِ وَرَاءَ، اعْمِدُوا إلَى أَخِى مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إلَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ عِيسَى فَيَأتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا فَيَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَتُرْسَلُ مَعَهُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقِفانِ بِجَنَبَتَي الصِّرَاط يَمِينِهِ وَشِمَالِه، فَيَمُرّ أَوَّلُكمْ كَمَرِّ الْبَرْق كيْفَ يَمُرُّ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي طَرْفَةٍ، ثمَّ يَمُرّ كمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ يَمُرُّ كمَرِّ الطَيْرِ، ثُمَّ كَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِى بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ، وَنَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، يَقُولُ: سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ النَّاسِ، حَتَّى يَجِئَ الرَّجُلُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمُرَّ إلا زَحْفًا، وَفِى حَافَتَي الصِّرَاطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ تَأْخُذُ مَنْ أُمرَتْ بِهِ، فَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ".

والذى نفس أبى هريرة بيده، إن قعر جهنم تسعين خريفًا.

= [4/ 631]، وابن خزيمة في "التوحيد"[1/ رقم 203، 351]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 883]، وأبو عوانة [رقم 440، 2504، 2541]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 1928]، وغيرهم من طرق عن محمّد بن فضيل عن سعد بن طارق أبى مالك الأشجعى عن سلمان أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة، وعن ربعى عن حذيفة به نحوه

وهو عند مسلم مفرقًا؛ وعند البغوى والحاكم وابن منده وابن خزيمة وابن أبى داود: دون ثلثه الأول حتى قوله: (يوم القيامة على الخلائق)، وهو عند الآخرين: بذلك الثلث فقط دون السياق الطويل بعده.

قال البغوى: "هذا حديث صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

ص: 407

6217 -

حَدَّثَنَا شجاع بن مخلدٍ، حَدَّثَنَا وهب بن جريرٍ، حَدَّثَنَا هشامٌ الدستوائي، عن عباد بن أبى علي، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ويْلٌ لِلأُمَرَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، وَيْلٌ لِلأُمَنَاءِ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَن ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا، يَتَذَبْذَبُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُوا عَمَلًا".

6218 -

حَدَّثَنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حَدَّثَنَا حسين بن على، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعى، عن أبى حازمٍ، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَان يؤْمنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا يُؤْذِيَنَّ جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُحْسِن قِرَى ضَيْفِهِ" قيلَ: يَا رَسُولَ الله، مَا قرَى الضَّيْف؟ قَالَ: "ثَلاثٌ فَمَا كَانَ بَعْدَهُ فَهُوَ صدقَةٌ، مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الَآخِرِ فَيشْهدْ بِخَيْرٍ أوْ لِيسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا

6217 - منكر بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 4745].

6218 -

صحيح: أخرجه البخارى [4890]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[9/ 162]، ومسلم [1468]، وابن راهويه [214]، والبيهقيّ في "سننه"[14499]، وإبراهيم الحربى في "إكرام الضيف"[رقم 11]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[رقم 3447]، والخرائطى [رقم 219، 306، 462]، والطبرانى [رقم 228]، كلاهما في "مكارم الأخلاق" وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 298]، وابن الأبار في "معجم أصحاب القاضى أبى عليّ الصدفى"[ص 9/ طبعة دار صادر]، والطبرانى أيضًا في "الصغير"[2/ رقم 740] وغيرهم من طريق حسين بن عليّ الجعفى عن زائدة بن قدامة عن ميسرة الأشجعى عن أبى حازم سلمان الأشجعى عن أبى هريرة به

وهو عند الطبراني في "الصغير" بالفقرة الرابعة فقط، وهو عنده والخرائطى في "مكارم الأخلاق" بالفقرة الأولى فقط، لكن لفظ الخرائطى:(فليكرم جاره) بدل: (فلا يؤذين جاره) وفى رواية له: بالفقرة الرابعة فقط، وهو عند الحربى: بالفقرة الثانية منه فقط، وهو رواية للخرائطى أيضًا؛ وهو عند ابن منده دون قوله: (واستوصوا بالنساء

إلخ)، وهو عند أبى نعيم: بالفقرة الأخيرة المتعلقة بالنساء مع قوله في أوله: (من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت) وهو سياق مسلم والبيهقيّ، وهو عند البخارى بالفقرة الأخيرة مع الأولى فقط، ومثله البغوى.

قال الطبراني: "لم يروه عن ميسرة لا زائدة، تفرد به الجعفى". =

ص: 408

بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإن المرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ، وَإن أَعْوَجَ شَىْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلاهُ، فَإنْ أَقَمْتَهُ كسَرْتَهُ، وَإن تَرَكْتَهُ [لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ] وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".

6219 -

حَدَّثَنَا الحسن بن حمادٍ، حَدَّثَنَا معاوية بن هشامٍ، عن الوليد بن عبد الله بن جميعٍ، عن أبى الطفيل، عن أبى هريرة، قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، قال:"افْتَحْ كِسَاءَكَ"، قال: ففتحته، قال:"ضُمَهُ"، قال: فما نسيت بعدُ شيئًا.

6220 -

حَدَّثَنَا نصر بن علي الجهضمى، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، عن بشر بن

= قلتُ: وثلاثتهم ثقات مشاهير؛ وميسرة الأشجعى: قد اختلف في اسم أبيه، فقيل:(عمار) وقيل: (تمام) والأول هو المشهور؛ وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه مفرقًا

يأتى جملة منها

واللَّه المستعان لا رب سواه.

6219 -

صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 75]، وابن عساكر في "تاريخه"[67/ 332]، من طريق الحسن بن حماد الوراق عن معاوية بن هشام عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبى الطفيل عن أبى هريرة به.

قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ ومعاوية وشيخه صدوقان يحتج بحديثهما على الصواب؛ وما قيل فيهما لا ينزل بهما عن درجة القبول؛ وكلاهما احتج بهما في "صحيح مسلم" فَيُجْتَنَب من أخبارهما ما تيقَّن أنهما قد أخطآ فيه وحسب، نعم: قد ساق ابن عدى هذا الحديث في ترجمة (ابن جميع) من (كامله)، وتبعه الذهبى في "الميزان"[4/ 337]، لكن لأصل الحديث: طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة به نحوه

يأتى بعضها [برقم 6229، 6248]، وأصح من الآتى: ما رواه ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال: (قلتُ: يا رسول الله: إنى أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه، قال: ابسط رداءك، فبسطه، قال: فغرف بيديه ثم قال: ضمه، فضمته فما نسيت شيئًا بعده).

أخرجه البخارى [119، 3448]- واللفظ له - والترمذى [3835]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 362]، وجماعة غيرهم

وللَّه الحمد.

6220 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [934]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 13]، وابن ماجة [853] ، والمزى في "تهذيبه"[34/ 27]، وغيرهم من طرق عن صفوان بن عيسى عن بشر بن رافع عن أبى عبد الله ابن عم أبى هريرة عن أبى هريرة به

نحوه

=

ص: 409

رافع، عن أبى عبد الله ابن عم أبى هريرة، عن أبى هريرة، قال: ترك الناس {آمِينَ} ، إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 7]، قال:{آمِينَ} ، حتى يسمع الصف الأول.

6221 -

حَدَّثَنَا نصر بن علي، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافعٍ، عن أبى

= وزاد ابن ماجة والمزى في آخره من قول أبى هريرة: فيرتج بها المسجد) وعند أبى داود ومن طريقه ابن عبد البر قال: (حتى يسمع من يليه من الصف الأول).

قال البوصيرى: في "مصباح الزجاجة"[1/ 134]: "هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله لا يعرف حاله! وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات".

قلتُ: وقبله قال ابن القطان الفاسى في "بيان الوهم" كما في "نصب الراية"[8/ 271]: "بشر بن رافع أبو الأسباط الحارثى ضعيف، وهو يروى هذا الحديث عن أبى عبد الله ابن عم أبى هريرة، وأبو عبد الله هذا لا يعرف له حال، ولا روى عنه غير بشر، والحديث لا يصحّ من أجله".

قلتُ: وبهذا أعله الحافظ في "التلخيص"[1/ 238]، وقبله اكتفى عبد الحقّ الإشبيلى بإعلاله بـ (بشر بن رافع) وحده، وتابعه على ذلك: الشمس بن عبد الهادى في "التنقيِح"[1/ 261]، ذلك بجيد، وقد مال مغلطاى في "الإعلام"[1/ 1445]، إلى تمشية حال (أبى عبد الله ابن عم أبى هريرة) وهو ظاهر تصرف ابن الملقن أيضًا في "البدر المنير"[3/ 587]، وقد رددنا عليهما في "غرس الأشجار" والرجل: مجهول الحال البتة، ولم يؤثر فيه توثيق يُعوَّل عليه، والراوى عنه: شيخ منكر الحديث على التحقيق، ومع كل هذا: فقد حسن السيوطى سند الحديث في "الجامع الصغير"، ورده عليه المناوى في "الفيض"[5/ 117]، وفى "التيسير"[2/ 477]، وضعف سنده في الثاني، وللحديث طريق آخر، وشواهد لكن دون تمامه هنا، وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك أوهام جماعة ممن تكلموا عليه وخَرَّجوه. واللَّه المستعان.

6221 -

صحيح: أخرجه ابن ماجة [814]، من طريق صفوان بن عيسى عن بشر بن رافع عن أبى عبد الله ابن عم أبى هريرة عن أبى هريرة .... بالمرفوع منه فقط، دون ذكر أبى بكر وعمر وعثمان. =

ص: 410

عبد الله ابن عم أبى هريرة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بـ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2].

6222 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حَدَّثَنَا قزعة بن سويد، عن عمرو بن دينارٍ، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ قَالَ: لا إلَهَ إلا اللَّهُ، مُوقِنًا، دَخَلَ الجَنَّةَ".

= قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 130]: "هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله الدورسى ابن عم أبى هريرة مجهول الحال، وبشر بن رافع ضعفه أحمد، وقال ابن حيان: يروى شياء موضوعة".

قلتُ: وبالثانى منهما: أعله ابن عبد البر، فذكر الحديث في رسالته "الإنصاف"[2/ 163/ ضمن مجموع الرسائل المنيرية]، ثم قال:"وبشر بن رافع: عندهم منكر الحديث، قد اتفقوا على إنكار حديثه، وطرح ما رواه، وترك الاحتجاج به، لا يخلتف علماء الحديث في ذلك".

قلتُ: ولكن للحديث طرق أخرى عن أبى هريرة بالمرفوع منه فقط، وقد استوفيناها في "غرس الأشجار" وأصحها: طريق عبد الواحد بن زياد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد للَّه رب العالمين، ولم يسكت).

أخرجه مسلم [599]- واللفظ له - وابن خزيمة [1603]، والبيهقيّ في "سننه"[2902]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 200]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 1330]، والسراج في "مسنده"[1/ 291]، وغيرهم من طرق عن عبد الواحد به.

قلتُ: وسنده مستقيم؛ وقد استدركه الحاكم [1/ 336]، فوهم جدًّا على عادته، وقد صح الحديث مثل سياق المؤلف هنا: من رواية أنس بن مالك كما مضى [برقم 3031، 3093، 3128، 3131، 3522، 3874]، وقد استوفينا أحاديث الباب في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

6222 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 778]، من طريق عبيد الله القواريرى عن قزعة بن سويد عن عمرو بن دينار عن أبى هريرة به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا قزعة بن سويد؛ تفرد به القواريرى". =

ص: 411

6223 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا قزعة، عن الحجاج بن الحجاج، عن سلمة بن جنادة، عن حنشٍ، عن أبى هريرة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسًا، فجاء رجلٌ فدخل بجذعٍ من المعز سمينٍ سيدٍ، وجذعٍ من الضأن مهزولٍ خسيسٍ، فقال: يا رسول الله، هذا جذعٌ من الضأن مهزولٌ خسيسٌ، وهذا جذعٌ من المعز سمينٌ سيدٌ وهو خيرهما، أفأضحى به؟ قال:"ضَحِّ بِهِ، فَإن لِلَّهِ الخَيْرَ".

**.

= قلتُ: ما تفرد به عبيد الله أصلًا، بل تابعه بشر بن الوليد الكندى عند المؤلف؛ وكذلك رواه يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد قالا: حَدَّثَنَا قزعة بن سويد به مثله سواء: أخرجه عنهما الخطيب في "تاريخه"[4/ 21]، لولا أن الطريق إليهما مغموز!

ومدار الحديث على (قزعة بن سويد) وهو ضعيف مضطرب الحديث، ولم يرو له سوى الترمذى وابن ماجة وحدهما، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"؛ وفى الإسناد علة أخرى، وهى أن عمرو بن دينار لم يسمع من أبى هريرة، كما نص عليه أبو زرعة الرازى، ونقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[6/ 231]، وفى "المراسيل"[ص 144].

وللحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة - بعضها ثابت - لكن دون هذا اللفظ هنا، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وبعضها قريب من لفظه، وكلها يشهد لمعناه بلا ريب، مضى منها حديث أنس بن مالك مرفوعًا [برقم 3228]، بلفظ:(من مات وهو يشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه، دخل الجنة) وفى لفظ آخر مضى [برقم 3899، 3941]: (بشر الناس أنه من قال: لا إله إِلَّا الله دخل الجنة) وفى لفظ ثالث مضى [برقم 4202]: (اعلم أنه من شهد أن لا إله إِلَّا الله دخل الجنة) وكل ذلك صحيح ثابت

وللَّه الحمد.

6223 -

ضعيف: أخرجه الحاكم [4/ 253]، من طريق أبى العباس يعقوب بن محمّد [كذا، وهو مقلوب، وصوابه: محمّد بن يعقوب، وهو الأصم]، عن الربيع بن سليمان - وهو المرادى - عن قزعة بن سويد عن الحجاج بن الحجاج - وهو الباهلى الأحول - عن سلمة بن جنادة عن حنش بن الحارث عن أبى هريرة به نحوه باختصار يسير؛ إِلَّا أنه قال في آخره:(ضح به؛ فإن الله أغنى). =

ص: 412