المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما روى مالك عن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير - مسند الموطأ للجوهري

[الجوهري، أبو القاسم]

فهرس الكتاب

- ‌الْجُزْءُ الأَوْل مِنْ مُسْنَدِ حَدِيثِ مُوَطَّأِ مَالِكٍ

- ‌بَابُ: مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ لِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام: 83]

- ‌بَابُ: الْعِلْمِ قَبْلَ الْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} [محمد: 19]

- ‌بَابُ: فَضْلِ الْمَدِينَةِ وَعَالِمِهَا وَقَوْلِ الْعُلَمَاءِ فِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رحمه الله

- ‌بَابُ: مُحَمَّدٍ

- ‌بَابُ: فَضَائِلِ الزُّهْرِيِّ رحمه الله

- ‌الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ مُسْنَدِ حَدِيثِ مُوَطَّأِ مَالِكٍ

- ‌بَابُ: الأَلِفِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ

- ‌بَابُ: الثَّاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدُ الدِّيلِيِّ

- ‌بَابُ: الْجِيمِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌بَابُ: الْحَاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ابْنِ أَبِي حُمَيْدٍ طَرْخَانُ

- ‌بَابُ: الْخَاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

- ‌بَابُ: الذَّالِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي سُلَيْمٍ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ

- ‌بَابُ: الرَّاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ

- ‌بَابُ: الزَّايِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ: السِّينِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ حَلِيفِ بَنِي سَالِمٍ

- ‌بَابُ: الشِّينِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ اللَّيْثِيِّ

- ‌بَابُ: الصَّادِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

- ‌بَابُ: الضَّادِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ

- ‌بَابُ: الطَّاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَيْلِيِّ

- ‌الْجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ مُسْنَدِ حَدِيثِ مُوَطَّأِ مَالِكٍ

- ‌بَابُ: الْعَيْنِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ

- ‌بَابُ: الْفَاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى الْمَهْرِيرِ

- ‌بَابُ: الْقَافِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الأَجْدَعِ

- ‌بَابُ: الْمِيمِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ مَوْلًى لآلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌الْجُزْءُ الرَّابِعُ مِنْ مُسْنَدِ مُوَطَّأِ مَالِكٍ

- ‌بَابُ: النُّونِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَافِعِ بْنِ شُرَحْبِيلَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌بَابُ: الْهَاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

- ‌بَابُ: الْوَاوِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ

- ‌بَابُ: الْيَاءِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بنِ فَهْدِ بْنِ خَالِدٍ

- ‌بَابُ: الْكُنَى

- ‌مَنْ رَوَى عَنْهُمْ مَالِكٌ بِكُنَاهُمْ وَلَمْ يُوقَفْ لَهُمْ عَلَى اسْمٍ صَحِيحٍ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

- ‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ يُقَالُ: إِنَّهُ مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ

- ‌بَابُ: مَا قَالَ فِيهِ مَالِكٌ: أَنَّهُ بَلَغَهُ خَمْسَةُ أَحَادِيثَ

الفصل: ‌ما روى مالك عن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ الثِّقَةُ

‌بَابُ: الأَلِفِ

‌مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ

حَدِيثًا وَاحِدًا.

268 -

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِقَالٍ الصَّقَلِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فِهْرٍ الْمَصْرِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُوريُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ ثِقَةٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ ثِقَةٌ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ثِقَةٌ، وَهُمْ إِخْوَةٌ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ.

269 -

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 255

مُحَمَّدُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ جَامِعٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَرَّ بِامْرَأَةٍ وَهِيَ فِي مِحَفَّتِهَا، فَقِيلَ لَهَا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ كَانَ مَعَهَا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ» .

وَهَذَا مُرْسَلٌ فِي الْمُوَطَّأِ، عَنْ كُرَيْبٍ، غَيْرَ

ص: 256

ابْنِ وَهْبٍ، وَابْنِ الْقَاسِمِ، وَمَعْنٍ، وَأَبِي مُصْعَبٍ، فَإِنَّهُمْ أَسْنَدُوهُ، فَقَالُوا: عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَرَوَاهُ سَحْنُونٍ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، مُرْسَلا.

مَا رَوَى مَالِكٌ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ مِنْ بَنِي عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَلَيْسَ بِقَدِيمٍ الْوَفَاةِ، وَقَدْ كَانَ عُمِّرَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

ص: 257

قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ وَائِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ.

قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ ثِقَةٌ، وَأَبُو عَبْلَةَ اسْمُهُ شِمْرُ بْنُ يَقْظَانَ.

حَدِيثًا وَاحِدًا

270 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا رَأَى الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلا أَدْحَرُ، وَلا أَحْقَرُ، وَلا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلا لِمَا يَرَى مِنَ تَنْزِيلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلا مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ.

قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ عليه السلام وَهُوَ يَزَعُ الْمَلائِكَةَ ".

قَوْلُهُ عليه السلام: «أَدْحَرُ» : مُبَاعِدٌ مِنَ الْخَيْرِ.

ابْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ مَالِكٌ: يَزَعُ الْمَلائِكَةَ: يَكُفُّهُمْ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: يَكُفُّ: يَأْمُرُ وَيَنْهَى وَهُوَ الْوَازِعُ لأَنَّهُ يَكُفُّ هَذَا أَنْ يَتَقَدَّمَ وَيَمْنَعَ هَذَا أَنْ يَتَأَخَّرَ، وَيَأْمُرُ هَذَا أَنَّ يَتَقَدَّمَ.

ص: 258

وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

مَا رَوَى مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

حَدِيثًا وَاحِدًا

271 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَوْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«صَلاةُ أَحَدِكُمْ وَهُوَ قَاعِدٌ مِثْلُ نِصْفِ صَلاتِهِ وَهُوَ قَائِمٌ» .

ص: 259

مَا رَوَى مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

حَدِيثًا وَاحِدًا

272 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا عَلِيٌّ، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:«أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ حَرَامٌ» .

ص: 260

مَا رَوَى مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ: زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، يُكْنَى أَبَا يَحْيَى، ثَمَانِيَةَ عَشْرَ حَدِيثًا.

وَتُوُفِّيَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَغِيرٌ يُحَنِّكُهُ.

إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، ثَلاثَةَ عَشْرَ حَدِيثًا

273 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:«كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَخْرُجُ الإِنْسَانُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَيَجِدُهُمْ يُصَلُّونَ الْعَصْرَ» .

ص: 261

هَذَا حَدِيثٌ مَوْقُوفٌ.

وَقَدْ رَوَاهُ فِي غَيْرِ الْمُوَطَّأِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكٍ مُسْنَدًا

274 -

وَبِهِ، قَالَ:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ ".

وَأَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، يَعْنِي ابْنَ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ نَحْوَهُ.

ص: 262

وَقَالَ فِيهِ «فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ»

275 -

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ " دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا لأُصَلِّيَ لَكُمْ.

قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لَبِسَ فَنَضَحَتْهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ "

276 -

وَبِهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَرَامِ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أَمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ

ص: 263

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكٌ عَلَى الأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلُ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» شَكَّ إِسْحَاقُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.

فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

كَمَا قَالَ فِي الأُولَى.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.

قَالَ: أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ.

قَالَ: فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ زَمَانَ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا، فَمَاتَتْ حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ "

277 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ، قَالَ أَبُو مُوسَى يَعْنِي يُونُسَ، قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ «أُمُّ حَرَامٍ إِحْدَى خَالاتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَقِيلَ عَنْهُ، وَلِذَلِكَ اسْتَجَازَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم النَّوْمُ فِي حِجْرِهَا وَأَنْ تَفْلِيَ رَأْسَهُ» .

ص: 264

قَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ: وَقَبْرُهَا بِقُبْرُسَ.

وَقِيلَ: إِنَّ أَهْلَ قُبْرُسَ يَسْتَسْقُونَ بِهِ وَيُسَمُّونَهُ قَبْرَ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ.

قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: ثَبَجُ هَذَا الْبَحْرُ يُرِيدُ هُوَلَ الْبَحْرِ.

وَيُقَالُ: ثَبَجُ الْبَحْرِ: وَسَطُهُ

278 -

وَبِهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ، وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخِ تَمْرٍ، فَجَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ.

فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا.

قَالَ: فَقُمْتَ إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا فَضَرَبْتُهَا بَأَسْفَلِهِ حَتَّى تَكَسَّرَتْ ".

قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: الْفَضِيخُ: الْبُسْرُ يُفْضَخُ فَيُنْبَذُ.

وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

ص: 265

وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، يُكْنَى: أَبَا الْمُنْذِرِ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ زَمَنَ عُمَرَ رضي الله عنه، وَقِيلَ: زَمَنَ عُثْمَانَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ

279 -

وَبِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَفِي مُدِّهِمْ يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ»

280 -

وَبِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ لَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ.

قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّبِعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ يَوْمَئِذٍ ".

وَالدُّبَّاءُ: الْقَرْعُ

ص: 266

281 -

وَبِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سَلِيمٍ، لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَنَا مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ.

فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَرَدَّتْنِي بَبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتَنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» .

قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: لِطَعَامٍ؟.

قُلْتُ: نَعَمْ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ حَوْلَهُ: انْطَلِقُوا، فَانْطَلَقُوا وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ أَبُوُ طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ، قَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ؟، فَجَاءَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدْمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَخَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَخَرَجُوا ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ.

حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلا "

ص: 267

282 -

وَبِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

283 -

وَبِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ:" كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيِّ الْمَدِينَةِ مَالا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثَ أَرَاكَ اللَّهُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ أَوْ رَايِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتُ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي

ص: 268

الأَقْرَبِينَ.

فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ".

فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ عَلَى أَقَارِبَهِ وَبَنِي عَمَّهِ.

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُصْعَبٍ: " ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ.

قَوْلُهُ عليه السلام: «رَابِحٌ» : أَيْ نَفِيسٌ كَرِيمُ كَثِيرُ الرِّبْحِ فَطُوبَى ذَلِكَ إِذَا جُدْتَ بِهِ.

وَقِيلَ: كُلُّ مَا انْتَفَعَ بِهِ بَعْدَهُ فِي الدُّنْيَا رَابِحٌ عَلَيْهِ الأَجْرُ فِي الآخِرَةِ

284 -

وَبِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَ بِرِدَائِي جَبْذًا شَدِيدًا، قَالَ أَنَسٌ: حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ.

قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ ".

ص: 269

وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ بُكَيْرٍ: فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ.

وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَ: ابْنِ وَهْبٍ، وَلا ابْنِ الْقَاسِمِ، وَلا الْقَعْنَبِيِّ، وَلا ابْنِ عُفَيْرٍ، وَلا أَبِي مُصْعَبٍ فِي الْمُوَطَّأِ وَهُوَ عِنْدَ مَعْنٍ، وَابْنِ بُكَيْرٍ، وَابْنِ بُرْدٍ، وَمُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، وَهُوَ عِنْدَ الْقَعْنَبِيِّ خَارِجَ الْمُوَطَّأِ

285 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ.

ح وَأَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَتَّانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الطَّحَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:" دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِي قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلاثِينَ صَبَاحًا، يَدْعُو عَلَى رِعْلَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ أَنَسٌ: أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل فِي الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةٍ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ ".

وَلَيْسَ هَذَا أَيْضًا عِنْدَ ابْنِ وَهْبٍ، وَلا ابْنِ الْقَاسِمِ، وَلا الْقَعْنَبِيِّ، وَلا ابْنِ عُفَيْرٍ فِي الْمُوَطَّأِ.

وَهُوَ عِنْدَ: أَبِي مُصْعَبٍ، وَمَعْنٍ، وَابْنِ بُكَيْرٍ،

ص: 270

وَابْنِ بُرْدٍ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ الصُّورِيِّ، وَمُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، وَهُوَ عِنْدَ الْقَعْنَبِيِّ خَارِجَ الْمُوَطَّأِ

286 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِمَامُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ.

ح وَأَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو.

ح وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ، قَالا: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لا شَيْءَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقَلِيلُ الصَّلاةِ، قَلِيلُ الصِّيَامِ، إِلا إِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» .

اللَّفْظُ لِمُؤَمَّلٍ وَللْحَسَنِ.

وَهَذَا فِي الْمُوَطَّأِ عِنْدَ مَعْنٍ، وَابْنِ بُرْدٍ، وَلا أَعْلَمُهُمَا عِنْدَ غَيْرِهِمَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زُفَرَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، حَدِيثًا وَاحِدًا

287 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ

ص: 271

إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ، يَقُولُ:" هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا، وَيَقُولُ: إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ".

إِسْحَاقُ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ الشِّفَاءِ، حَدِيثَيْنِ

288 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ الشِّفَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَهُوَ بِمِصْرَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَابِيسِ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْبَوْلِ أَوِ الْغَائِطِ فَلا يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرُهَا بِفَرْجِهِ» .

ص: 272

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُصْعَبٍ: فَلا يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِفَرْجِهِ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: " الْكَرَابِيسُ: الْكُنُفُ

289 -

وَبِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَافِعَ بْنَ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ الشِّفَاءِ أَخْبَرَهُ قَالَ: " دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَنَا أَبُو سَعِيدٍ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تِمْثَالٌ أَوْ صُورَةٌ» .

شَكَّ إِسْحَاقُ لا يَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ.

ص: 273

إِسْحَاقُ، عَنْ حُمَيْدَةَ ابْنَةِ عُبَيْدَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدِيثًا وَاحِدًا

290 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ ابْنَةِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ، فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءَهُ، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا حَتَّى شَرِبَتْ.

قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ» .

ص: 274

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُصْعَبٍ: دَخَلَ عَلَيْهَا، وَفِيهَا: فَأَصْغَى لَهَا الإِنَاءَ وَفِيهَا: أَوِ الطَّوَّافَاتِ.

وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الأَنْدَلُسِيِّ: عَنْ خَالَتِهَا كِبْشَةَ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يُرِيدُ أَنَّهَا تُخَالِطُ النَّاسَ فِي قَرْيَتِهِمْ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: جَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ الْمَمَالِيكَ أَلا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} [النور: 58]، وَقَالَ عز وجل:{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} [الواقعة: 17] فَهَؤُلاءِ الْخَدَمُ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصْغَى لَهَا الإِنَاءَ: أَيْ أَمَالَهُ.

مَا رَوَى مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ السَّخْتِيَانِيِّ مَوْلَى عَمَّارِ بْنِ شَدَّادٍ، مَوْلَى لِعَنَزَةَ، ثُمَّ انْتَمُوا إِلَى بَنِي جُهَيْنَةَ، يُكْنَى: أَبَا بَكْرٍ.

مَاتَ

ص: 275

فِي الطَّاعُونِ الْجَارِفِ بِالْبَصْرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

وَقِيلَ: ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَخْتِيَانِيًّا لأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الْجُلُودَ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ النَّاسِ وَخِيَارِهِمْ تَثَبُّتًا: أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ

ذِكْرُ فَضْلِهِ رحمه الله:

291 -

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْغَزَّالُ، قَالَ " كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ، فَجَاءَهُ أَيُّوبُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ.

فَلَمَّا مَضَى أَيُّوبُ، قَالَ الْحَسَنُ: هَذَا سَيِّدُ الْفِتْيَانِ ".

292 -

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ قَالَ " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا حَدَّثَهُ أَيُّوبُ بِالْحَدِيثِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الصَّدُوقُ ".

293 -

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ

ص: 276

يَقُولُ: «مَا قَدِمَ إِلَيْنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَفْضَلُ مِنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَمِنْ ذَلِكَ الرُّؤَاسِيُّ يَعْنِي مِسْعَرًا لأَنَّ رَأْسَهُ كَانَ كَبِيرًا» .

294 -

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ " أَرَى الرَّجُلَ رُبَّمَا جَلَسَ إِلَى أَيُّوبَ فَيَكُونُ لِمَا رَأَى مِنْهُ أَشَدَّ انْتِفَاعًا مِنْهُ لَوْ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثًا.

295 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُهْزَاذَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ «يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عز وجل» .

296 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ مَالِكٌ رحمه الله «مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَجُلٍ إِلا وَأَيُّوبُ أَفْضَلُ مِنْهُ» .

297 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَعْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

ص: 277

مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلُوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ:«مَا رَأَيْتُ فِي الْعَامَّةِ خَيْرًا مِنْ أَيُّوبَ» .

298 -

وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَعْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ " سُئِلَ مَالِكٌ مَتَى سَمِعْتَ مِنْ أَيُّوبَ؟ فَقَالَ: حَجَّ حَجَّتَيْنِ، فَكُنْتُ أَرْمُقُهُ وَلا أَسْمَعُ مِنْهُ غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَكَى حَتَّى أَرْحَمَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا رَأَيْتُ وَإِجَلالَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبْتُ عَنْهُ ".

أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ لَيْلَةٍ.

299 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، ثَنَا يَحْيَى، ثَنَا يَحْيَى، ثَنَا مَالِكٌ.

ح أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ.

فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ.

ثُمَّ قَالَ: أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ ".

فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ.

فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ

ص: 278

كَبَّرَ فَسَجَدْ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مَثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ثُمَّ رَفَعَ وَسَلَّمَ "

300 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ:" دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسَدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي.

قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ.

قَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ، يَعْنِي إِزَارَهُ.

قَالَ الْبَرْقِيُّ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ: الشِّعَارُ مِمَّا يَلِي الْجِلْدَ تَحْتَ الثِّيَابِ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي: يُقِيمُهَا مِنْهُ شِبْهَ الْمِئْزَرِ.

ص: 279

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أُمُّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةُ اسْمُهَا نُسَيْبَةُ

301 -

وَبِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلا أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، لا تَسْتَطِيعُ أَنْ نُرْكِبَهَا عَلَى البَعِيرِ، لا تَسْتَمْسِكُ إِنْ رَبَطْتُهَا، خِفْتُ أَنْ تَمُوتَ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ:«نَعَمْ»

302 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ لا يَبْلُغُ الْحَلَبَ فَيَحْلِبُ فَيَشْرَبُ ويَسْقِيهِ إِلا حَجَّ بِهِ مَعَهُ.

فَبَلغَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ مَا قَالَ الشَّيْخُ، وَقَدْ كَبُرَ الشَّيْخُ، فَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ:" إِنَّ أَبِي قَدْ كَبُرَ لا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، أَفَأَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ ".

ص: 280

هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

مَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الأَعْوَرِ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَيُّوبُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الأَعْوَرِ مِنْ بَنِي جُمَحَ.

حَدِيثًا وَاحِدًا

303 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ.

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي لا أُرْوَى مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَبِنِ الْقَدَحَ عَنْ فِيكَ ثُمَّ تَنَفَّسْ» .

قَالَ: فَإِنِّي أَرَى الْقَذَاةَ فِيهِ.

قَالَ: فَأَهْرِقْهَا.

ص: 281

حَبِيبٌ، قَالَ مَالِكٌ، يَقُولُ: أَخِّرْهُ عَنْ سَقْيَتِكَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: الْقَذَاةُ عُودٌ أَوْ شَيْءٌ يَقَعُ فِيهِ يَتَأَذَّى بِهِ الشَّارِبُ

ص: 282