الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الشيخ السادس عشر]
أخبرك الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ مُفْتِي أَصْبَهَانَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رُسْتُمَ الشَّافِعِيُّ
، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْكُمْ مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ سبعٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّيَّانُ، قِرَاءَةً عليه وأنا أسمع، سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّشِيدَ قوله التَّاجِرُ، حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وهبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نفيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلا قَوْلَ اللَّهِ عز وجل فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فإنه مني} ، وقال عيسى بن مريم:{إن تعذبهم فإنهم عبادك} الآيَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي
وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: اذْهَبْ إِلَى محمدٍ -وَرَبُّكَ أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى محمدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ.
انْفَرَدَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ صَحِيحِهِ، فَأَخْرَجَهُ فِي الإِيمَانِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَفْصِ بْنِ حَيَّانَ الْفَقِيهِ -وَدَعْوَتُهُ في الصدف وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَلا مِنْ مَوَالِيهِمْ -عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهبٍ الْفَقِيهِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.
شَيْخُنَا هَذَا، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثمانٍ وستين وأربعمائة، وتوفي في صفر، سنة إحدى وستين وخمسمائة، سَمِعَ أَبَا عَمْرٍو عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، وَأَبَا الْمُظَفَّرِ مَحْمُودَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ [مُحَمَّدِ] بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدَ، الْمَعْرُوفَ بِالْكَوْسَجِ، وَأَبَا الْحَسَنِ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْغَازِيَ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الذَّكْوَانِيَّ، وَأَبَا حفصٍ عُمَرَ بن
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السِّمْسَارَ، وَآخَرِينَ، وَخَرَّجَ لَهُ الْفَوَائِدَ فِي عَشَرَةِ أجزاءٍ، وَهُنَاكَ ذِكْرُ شُيُوخِهِ، كَانَ يُفْتِي وَيُدَرِّسُ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ فِي الْجَامِعِ، ثُمَّ فِي مَنْزِلِه لَمَّا أَنْ ضَعُفَ عَنِ الْخُرُوجِ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سنةٍ، وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ الْخَاشِعِينَ للَّهِ.