الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ والْخَمْسُونَ]
أَخْبَرَنَا
أَبُو نَصْرٍ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، يُعْرَفُ بدانكفاد
، فِي كِتَابِهِ مِنْ أَصْبَهَانَ إِلَيْنَا فِي ذي الحجة، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ [الْحَسَنِ] الدَّشْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دحيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، قال: حدثنا عبيد الله بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيدٍ، رضي الله عنه، قَالَ:
[بَيْنَمَا] راعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ، إِذْ عَرَضَ ذئبٌ لشاةٍ مِنْ شِيَاهِهِ، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَ الذِّئْبِ وَبَيْنَ الشَّاةِ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّاعِي: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رزقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟! فَقَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ مِنْ ذئبٍ مقعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يَتَكَلَّمُ بِكَلامِ الإِنْسَانِ؟! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنِّي، رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ الناس بأبناء ما قد سبق، فساق الراعي شياه، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زاويةٍ، ثُمَّ دخل على
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثُه بِحَدِيثِ الذِّئْبِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ لِلرَّاعِي: قُمْ فَأَخْبِرْهُمْ، قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((صَدَقَ الرَّاعِي، أَلا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلامَ السِّبَاعِ لِلإِنْسِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ، وَيُكَلِّمُ الرَّجُلَ شِرَاكُ نَعْلِهِ، وَعَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَتُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بما أخذت أَهْلُهُ بَعْدَهُ)) .
هَذَا حديثٌ حسنٌ مشهورٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ: شَيْبَانُ بْنُ فروخٍ، وعبيد الله بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُمَا.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ أُهْبَانَ بْنَ أوسٍ [الأَسْلَمِيَّ] هُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جعفرٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَمْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ [أوسٍ] ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ عمروٍ، عَنْ أُهْبَانَ بْنِ أوسٍ [الأَسْلَمِيِّ] ، أَنَّهُ كَانَ فِي غنمٍ لَهُ، الْقِصَّةَ بِطُولِهَا.
وَرَوَى ذَلِكَ وَلَمْ يُسَمِّ الرَّاعِيَ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بن
مَالِكٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمروٍ، وَأَبُو سعيدٍ الْخُدْرِيُّ -وَالَّذِي سُقْنَا حَدِيثَهُ- وَسَلَمَةُ بْنُ نفيلٍ.
وَمُكَلِّمُ الذِّئْبِ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ أُهْبَانُ بْنُ أوسٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو مسلمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عُقْبَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو عُتْبَةَ أُهْبَانُ بْنُ أوسٍ الأَسْلَمِيُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَهْبَانُ، وَالْوَاوُ تَنُوبُ عَنِ الْهَمْزَةِ وَتُبْدَلُ مِنْهَا، كَمَا قَالُوا: فِي وجوهٍ أُجُوهٌ، وَأُفْتِنَ وُفْتِنَ.
وأسلمٌ مِنْ خُزَاعَةَ، وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ عَنْ أَبِي عبيدٍ: قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ أَخَوَاهُ عامرٌ وَأَهْبَانُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أُهْبَانُ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَهْبَانُ يُعَدُّ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا الْكُوفَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِمَّنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مَاتَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَإِمْرَةِ الْمُغِيرَةِ.