الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
«أَيُّكُمْ يَعْرِفُ الْقُسَّ بْنِ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ؟» ، قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْرِفُهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «فَمَا فَعَلَ» ؟ ، قَالُوا: هَلَكَ، قَالَ:" فَمَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، اجْتَمِعُوا وَاسْتَمِعُوا وَعُوا: مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا، مِهَادٌ مَوْضُوعٌ، وَسَقْفُ مَرْفُوعٌ، وَنُجُومٌ تَمُورُ، وَبِحَارٌ لا تَغُورُ، أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضَا لَيَكُونَنَّ سَخَطًا، إِنَّ للَّهِ لَدِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ؟ أَرَضَوْا بِالْمُقَامِ فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا "، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:«أَيُّكُمْ يَرْوِي شِعْرَهُ؟» فَأَنْشَدُوهُ:
فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِيـ
…
ـنَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ
لَمَا رَأَيْتُ مَوَارِدًا
لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا
…
يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
لا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّي لا مَحَالَةَ
…
حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ
وُلِدَ شَيْخُنَا ابْنُ الْبُخَارِيِّ فِي آخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسَةِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ طَبَرَزَذَ، وَالْكِنْدِيِّ، وَحَنْبَلٍ وَابْنِ الزَّنْفِ وَخَلْقٍ بِـ «دِمَشْقَ» وَ «بَغْدَادَ» وَ «مِصْرَ» وَ «حَلَبَ» .
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَابْنُ الْمَعْطُوشِ وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَالصَّيْدَلانِيُّ، وَالْخُشُوعِيُّ، وَخَلائِقُ.
حَضَرْتُ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَأَنَا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ الْجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْ «فَوَائِدِ الصَّقَلِيِّ» ، وَجُزْءَ مِنْ «فَوَائِدِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ» ، وَكِتَابَ «حَيَاةِ الأَنْبِيَاءِ فِي قُبُورِهِمْ» لِلْبَيْهَقِيِّ، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وَمَاتَ رحمه الله فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِقَاسَيُونَ.