المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: أهمية علم المقالات في القرآن والسنة - مقدمات في علم مقالات الفرق

[محمد بن خليفة التميمي]

الفصل: ‌المطلب الأول: أهمية علم المقالات في القرآن والسنة

‌المبحث الثاني: أهمية علم المقالات

‌المطلب الأول: أهمية علم المقالات في القرآن والسنة

المطلب الأول: أهمية هذا العلم في القرآن والسنة

المتأمل في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية يجد أن هناك عناية بجانب المقالات الباطلة، فقد أوردت النصوص عدداً من المقالات المخالفة لمنهج الحق وبينت زيفها، وحذرت منها، وذمت أصحابها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر

أولاً: ما جاء في القرآن الكريم:

ا - ما جاء عن مقالات اليهود

قوله تعالى {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} 1.

وقال تعالى {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} 2.

وقال تعالى {وقالت اليهود عزير ابن الله} 3

ب - ما جاء عن مقالات النصارى

قال تعالى {وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يظاهئون قول الذين كفروا من قبل} 4

1 الآية 181 من سورة آل عمران

2 الآية 64 من سورة المائدة

3 الآية 30 من سورة التوبة

4 الآية 30 من سورة التوبة

ص: 13

وقال تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} 1

وقال تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} 2

وقال تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً} 3

ج - ما جاء عن مقالات منكري البعث

وقال تعالى {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} 4.

وقال تعالى {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} 5.

د - ما جاء في مقالات منكري وجود الله

قال تعالى {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين} 6

1 الآية 72 من سورة المائدة

2الآية 73 من سورة المائدة

3 الآية 171 من سورة النساء

4 الآيتان 78-79.من سورة يس

5 الآية 24 من سورة الجاثية

6 الآية 258 من سورة البقرة

ص: 14

ثانياً: ما جاء في السنة النبوية:

1 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية - وكانت أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أتتا أرض الحبشة - فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها.

فرفع رأسه فقال: "أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" 1

2 -

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك" 2

3 -

وعن عائشة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قالا: "لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا 3

1 أخرجه البخاري في صحيحه "واللفظ له " كتاب الجنائز، باب بناء المسجد على القبر؛ انظر فتح الباري (3/208) ح 1341

وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور (2/66)

2 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور (2/67 ـ68)

3 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب حدثنا أبو اليمان؛ انظر فتح الباري (1/532) ح 435،436

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور (2/67)

ص: 15

4 -

وعن ابن عباس: سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله" 1

5 -

وعن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى {اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة بل أنتم قوم تجهلون} 2 لتركبن سنن من كان قبلكم" 3

تلك بعض الإشارات عما حواه كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر مقالات اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم من أهل الباطل مما يؤكد ضرورة الاهتمام بتلك المقالات بقصد بيان زيغها وفسادها والرد عليها والتحذير منها ومن الوقوع فيها.

1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب حديث الأنبياء، باب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} انظر فتح الباري (6/478) ح 3445

2 الآية 138 من سورة الأعراف

3 أخرجه أحمد في مسنده (5/218) والترمذي في السنن (4/475) ح 2180، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السة (ص 37) رقم 76 وصححه الألباني

ص: 16