الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أحكام سجود السهو]
أحكام سجود السهو لسجود السهو ثلاثة أسباب:
الزيادة.
والنقص.
والشك.
الزيادة: مثل أن يزيد الإنسان في صلاته ركوعا فيركع في الركعة الواحدة ركوعين، أو سجودا فيسجد ثلاث مرات أو قياما، فيقوم للركعة الخامسة مثلا في الرباعية ثم يذكر فيرجع، فإذا كان سجود السهو من أجل هذا فإنه يكون بعد السلام، بمعنى أنك تستشهد وتسلم ثم تسجد سجدتين وتسلم، هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام حين صلى خمسا فذكروه بعد السلام فسجد بعد السلام.
ولا يقال: إن النبي عليه الصلاة والسلام سجد بعد السلام هنا ضرورة أنه لم يعلم إلا بعد السلام. هو كذلك، لكننا نقول: لو كان الحكم يختلف عما فعل لقال
لهم عليه الصلاة والسلام: إذا علمتم بالزيادة قبل أن تسلموا فاسجدوا لها قبل السلام، فلما أقر الأمر على ما كان عليه، علم أن سجود السهو للزيادة يكون بعد السلام.
ويدل لذلك أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما سلم من ركعتين من صلاة الظهر أو العصر ثم ذكروه أتم صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم، وذلك لأن السلام في أثناء الصلاة زيادة فسجد النبي عليه الصلاة والسلام لها بعد السلام، وكما أن هذا مقتضى الأثر فإنه مقتضى النظر أيضا فإنه إذا زاد في الصلاة وقلنا يسجد للسهو قبل أن يسلم صار في الصلاة زيادتان، وإذا قلنا إنه يسجد بعد السلام صار فيها زيادة واحدة وقعت سهوا.
النقص: وهذا سجوده قبل السلام مثل أن يقوم عن التشهد الأول ناسيا، أو أن ينسى أن يقول سبحان ربي الأعلى في السجود، أو أن ينسى أن يقول سبحان ربي العظيم في الركوع فهذا يسجد قبل أن يسلم؛ لأن
الصلاة الآن نقصت لترك هذا الواجب، فكان مقتضى الحكمة أن يسجد للسهو قبل أن يسلم ليجبر النقص قبل أن يفارق الصلاة.
وقد دل لذلك حديث عبد الله بن بحينة «أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى بهم الظهر فقام من الركعتين ولم يجلس، فلما قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر صلى الله عليه وسلم وهو جالس فسجد سجدتين ثم سلم» .
الشك: الشك في الزيادة أو النقص، شك هل صلى أربعا أو ثلاثا فهذا له حالان:
الحالة الأولى: أن يغلب على ظنه أحد الأمرين إما الزيادة أو النقص فيبني على غالب ظنه ويسجد للسهو بعد السلام كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم يسلم ثم يسجد سجدتين» . . هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام أو معناه.
الحالة الثانية: إذا شك في الزيادة أو النقص بدون أن يترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على اليقين وهو الأقل، ثم يتم عليه ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، هكذا، جاءت السنة عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
ومن مبطلات الصلاة أيضا الصلاة بالثياب التي تصف البشرة كما في إجابة السؤال التالي:
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو الإجابة على هذا السؤال: -
كثير من الناس يصلون بثياب خفيفة تصف البشرة ويلبسون تحت هذه الثياب سراويل قصيرة لا تتجاوز منتصف الفخذ فيشاهد منتصف الفخذ من وراء الثوب، فما حكم صلاة هؤلاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حكم صلاة هؤلاء حكم من صلى بغير ثوب سوى السراويل القصيرة لأن الثياب الشفافة التي تصف
البشرة غير ساترة ووجودها كعدمها وبناء على ذلك فإن صلاتهم غير صحيحة على أصح قولي العلماء وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وذلك لأنه يجب على المصلي من الرجال أن يستر ما بن السرة والركبة، وهذا أدنى ما يحصل به امتثال قول الله عز وجل:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] فالواجب عليهم أحد أمرين: إما أن يلبسوا سراويل تستر ما بين السرة والركبة وإما أن يلبسوا فوق هذه السراويل القصيرة ثوبا ضيقا لا يصف البشرة. وهذا الفعل الذي ذكر في السؤال خطأ وخطير، فعليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى منه وأن يحرصوا على إكمال ستر ما يجب ستره في صلاتهم. نسأل الله تعالى لنا ولإخواننا المسلمين الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه. إنه جواد كريم.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 5 رمضان عام 1408 هـ.
ملخص أحكام سجود السهو المسألة حالتها موضع السجود 1 - في السلام قبل تمام الصلاة: إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة ناسيا إذا ذكر بعد مُضي زمن طويل استأنف الصلاة من جديد، وإن ذكر بعد زمن قليل كخمس دقائق فإنه يكمل صلاته ويسلم منها يسجد بعد السلام للسهو سجدتين ويسلم مرة ثانية 2 - في الزيادة في الصلاة: إذا زاد المصلي في صلاته قياما أو ركوعًا أو سجودًا إن ذكر بعد الفراغ من الزيادة فليس عليه إلا السجود للسهو، وإن ذكر في أثناء الزيادة وجب عليه الرجوع عن الزيادة. يسجد للسهو بعد السلام ويسلم مرة ثانية 3 - في ترك الأركان: إذا ترك ركنًا من أركان الصلاة غير تكبيرة الإحرام ناسيًا فإن وصل إلى مكانه من الركعة التي تليها لغت الركعة التي تركه منها وقامت التي تليها مقامها، وأن لم يصل إلى مكانه من الركعة التي تليها وجب عليه الرجوع إلى محل الركن المتروك وأتى به وبما بعده. في كلتا الحالتين يجب عليه سجود السهو ومحله بعد السلام 4 - في الشك في الصلاة: إذا شك في عدد الركعات هل صلى ركعتين أو ثلاثًا فلا يخلو من حالتين. الحالة الأولى: أن يترجح عنده أحد الأمرين فيعمل بالراجح ويتم عليه صلاته ثم يسلم.
الحالة الثانية: أن لا يترجح عنده أحد الأمرين فإنه يبني على اليقين وهو الأقل ثم يتم عليه يسجد للسهو بعد السلام في الحالة الأولى.
يسجد للسهو قبل السلام في الحالة الثانية. 5 - في ترك التشهد الأول ناسيًا وحكم الواجبات حكم التشهد الأول. 1 - إن لم يذكر إلا بعد أن استتم قائما فإنه يستمر في صلاته ولا يرجع للتشهد.
2 -
إن ذكر بعد نهوضه وقبل أن يستتم قائما فإنه يرجع ويجلس ويتشهد ويكمل صلاته.
3 -
إن ذكر قبل أن ينهض فخذيه عن ساقيه فإنه يستقر جالسا ويتشهد ثم يكمل صلاته ولا يسجد للسهو لأنه لم يحصل منه زيادة ولا نقص.
يسجد للسهو قبل السلام.
1 -
إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة متعمدا بطلت صلاته.
2 -
إذا زاد المصلي في صلاته قياما أو قعودا أو ركوعا أو سجودا متعمدا بطلت صلاته.
3 -
إذا ترك ركنا من أركان الصلاة: فإن كان تكبيرة الإحرام فلا صلاة له سواء تركها عمدا أو سهوا لأن صلاته لم تنعقد. وإن كان الركن المتروك غير تكبيرة الإحرام فتركه عمدا بطلت صلاته.
4 -
إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة متعمدا بطلت صلاته.
5 -
إذا كان سجود السهو بعد السلام فلابد من التسليم مرة ثانية بعده.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الورقة في سجود السهو اطلعت عليها فوجدتها صحيحة
قال ذلك كاتبه
محمد الصالح العثيمين
في 11 / 6 / 1410