الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سجود التلاوة]
سجود التلاوة سجود التلاوة سببه أن يمر الإنسان بآية فيها سجدة. والسجدات في القرآن الكريم معلومة، ومعلم عليها في هامش المصاحف، فإذا مر الإنسان بسجدة فإنه يتأكد في حقه أن يسجد لله عز وجل، بل قال بعض العلماء: إن سجود التلاوة واجب. لكن الصحيح ليس بواجب، ولأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب ذات يوم في جمعة، فقرأ آية السجدة في سورة النحل فسجد، ثم قرأها في جمعة أخرى ولم يسجد ثم قال رضي الله عنه:" إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء، والاستثناء هنا منقطع، أي أن معنى قوله إلا أن نشاء. لكن إن شئنا سجدنا ". وليس معنى " إلا أن نشاء " فرضا يفرضه علينا لأن الفرائض لا تعلق بالمشيئة. وقد فعل ذلك عمر رضي الله عنه بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد مع حرص الصحابة رضي الله عنهم على إنكار ما يكون منكرا، فإقرار الصحابة في إقرار هذا المجمع
العظيم من أمر صدر من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدل على أن سجود التلاوة ليس بواجب وهو الصحيح، وسواء كان الإنسان في صلاة أو في غير صلاة.
كيفية سجود التلاوة: أما كيفيته أن يكبر الإنسان ويسجد كسجود الصلاة على الأعضاء السبعة ويقول: " سبحان ربي الأعلى "" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي " ويدعو بالدعاء المشهور: " اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت. سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته. اللهم اكتب لي بها أجرا، وارفع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود ".
ثم يقوم بلا تكبير ولا تسليم.
أما إذا سجد في الصلاة فإنه يكبر إذا سجد ويكبر إذا رفع، لأن جميع الواصفين لصلاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، في تكبيره، يذكرون أنه يكبر. كلما رفع وكلما خفض.
فإن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يسجد للتلاوة في الصلاة كما صح ذلك من حديث أبي هريرة «أنه قرأ، صلى الله عليه وسلم، في صلاة العشاء: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1] فسجد فيها» .
والذين يصفون صلاة النبي، صلى الله عليه وسلم، في التكبير لا يستثنون من هذا سجود التلاوة، فدل هذا على أن سجود التلاوة في الصلاة. كسجود صلب الصلاة؛ لأنه يكبر إذا سجد وإذا رفع، ولا فرق أن يكون السجدة في آخر آية قرأها أو في أثناء قراءته. فإنه يكبر إذا سجد ويكبر إذا رفع ثم يكبر للركوع عند ركوعه ولا يضر توالى التكبيرتين باختلاف سببيهما.
وما يفعله بعض الناس إذا قرأ السجدة في الصلاة فسجد كبر للسجود دون الرفع منه، فإنني لا أعلم له أصلا، والخلاف الوارد في التكبير عند الرفع من سجود التلاوة إنما هو في السجود المجرد الذي يكون خارج الصلاة أما إذا كان السجود في إثناء الصلاة فإنه يعطى حكم السجود صلب الصلاة، أي يكبر إذا سجد ويكبر إذا قام من السجود.