الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
إجابة الدعوة:
إذا رأى الداعية من نفسه أن عنده قدرة أن يفيد ويتحدث فالأولى بحقه الإجابة، وإجابة الدعوة من حق المسلم على أخيه وبخاصة مع خلوها من المنكرات التي لا يمكنه تغييرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خمس تجبُ للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز» (1) ولكن على الداعية عدم الاستئثار بالحديث وقطع الناس بعدم التحدث مع بعضهم البعض فإن الأصل في إقامة المناسبات الاجتماعية التلاقي بعد طول فراق والمؤانسة بين الأقارب والأصحاب، والاستئثار من الداعية يوجد عند بعض المدعوين عدم رغبة بتحدثه للسبب المذكور.
حتى يكون للداعية ذلك الأثر الفاعل بالمدعوين، فلا بد أن يكون الاتصال بينهم وبينه ميسورا، إذ انعزال الداعية وأخذه بالمثالية التامة من المحافظة على الوقت بالتحصيل العلمي الشخصي، يجعل المدعوين يستعيضون عنه بغيره، فعلى هذا ما فائدة العلم الذي حصّله إن لم يوصله إلى غيره.
(1) رواه مسلم كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام،4 / 1704حديث رقم 2172.
كما أن المدعو يعرض له مشكلات يحتاج معها إلى قادر يساعده على تجاوزها، وهل أولى من الدعاة القيام بهذه المهمة، فهم أطباء القلوب، ولكن يبقى دور الداعية في تربية المدعوين على احترام المواعيد والاعتناء بها، مع عذره لجاهل، أو غريب جاء لساعات يلقى فيها الداعية ثم يعود إلى بلده.