المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التعليم: لتعليم بأنواعه سواء في الدراسة النظامية أو حلقات القرآن، أو - من وسائل الدعوة

[محمد الثويني]

الفصل: ‌ ‌التعليم: لتعليم بأنواعه سواء في الدراسة النظامية أو حلقات القرآن، أو

‌التعليم:

لتعليم بأنواعه سواء في الدراسة النظامية أو حلقات القرآن، أو الدروس العلمية الأخرى في المساجد، والمعلم أيا كان طلابه فإنه إن راعى الحال والمقام وخاطبهم بما يعرفون كان لخطابه الدعوي أثر عليهم تربية واجتهادا حتى ولو كانوا طلاب صفوف أولية.

قال عمرو بن العاص لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة، بعد أن قضى طوافه وجلس إليهم وقد نحّوا الفتيان عن مجلسهم:" لا تفعلوا! أوسعوا لهم، وأدنوهم وألهموهم، فإنهم اليوم صغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قومٍ أصبحنا كبارَ آخرين ".وقد علق الإمام ابن مُفلح رحمه الله على هذه العبارة قائلا:

- (وهذا صحيح لا شك فيه، والعلم في الصغر أثبت، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعا من مراعاتهم والاعتناء بهم) . (1)

(1) الآداب الشرعية والمنح المرعية 1 / 244

ص: 19

والمعلم الناجح هو الذي يسعى لفتح أذهان الطلاب وربطهم بخالقهم عن طريق أي مناسبة تعرضُ له في شرحه وتقريره أيا كانت مادته، وهذا من أساسيات التعليم وأهدافه كما أن هذا من بركة الرجل إن وفق إليه قال ابن القيم رحمه الله (

فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحه لكل من اجتمع به، قال تعالى إخبارا عن المسيح عليه السلام:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} (1) أي معلما للخير داعيا إلى الله مذكرا به، مرغبا في طاعته، فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة وسحقت بركة لقائه والاجتماع به

) . (2)

(1) سورة مريم آية 31.

(2)

رسالة إلى كل مسلم ص 5، 6.

ص: 20