المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الخاتمة] الخاتمة وقبل أن أطوي صفحات هذا البحث الموجز أودُّ أن - منبر الجمعة أمانة ومسؤولية

[عبد الله بن محمد آل حميد]

الفصل: ‌ ‌[الخاتمة] الخاتمة وقبل أن أطوي صفحات هذا البحث الموجز أودُّ أن

[الخاتمة]

الخاتمة وقبل أن أطوي صفحات هذا البحث الموجز أودُّ أن أشير إِلى عدد من النتائج الهامَّة على النحو الآتي:

أولا: مما لا يختلف عليه اثنان أن منبر الجمعة أمانة ومسئولية ينبغي أن لا يتصدر لها إِلا أولو العزم من الرجال الذين يبتغون وجه الله تعالى في دعوتهم، ويصبرون على ما يلاقون من النقد ولكن ينبغي أن تتسع صدورهم لتقبُّل الملاحظات والتوجيهات.

ثانيا: أهمية مراعاة أحوال وظروف المجتمع، ومشاعر الناس من قبل الخطيب في كل كلمة يتلفظ بها.

ثالثا: من المعروف أنه كلما سار الخطيب على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق وعدم التجريح، والإيجاز غير المخل، واستيفاء الموضوع كلما كان ذلك أدعى لقبول الناس ومحبتهم له. وبالعكس فكلما أطال الخطيب، وتعمَّد التقريع والتهجم على الناس وتشتيت أذهانهم بالانتقال

ص: 49

من موضوع إِلى آخر كلما كان ذلك مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأدعى لكراهية الناس لذلك الخطيب وانفضاضهم عن مسجده.

رابعا: لو أدرك كل خطيب جمعة الأهداف السامية منها في تأليف القلوب، وتوحيد صفوف المسلمين، وعدم إِثارة الفتنة، وأنها فرصة للاجتماع والتعارف الأسبوعي لحرص على الأخذ بهذه الأهداف، ولما تورَّط بعض الخطباء ممَّن لم يتفهموا هذه الأهداف والأسرار في التشهير والتجريح لأشخاص بأعيانهم من فوق أعواد منابرهم فتسببُّوا في إِثارة الفتنة وقد كانت نائمة، وفي الإِضرار بأنفسهم. وقد كانوا في غنى عن ذلك لو أنهم أحسنوا الاختيار والتناول لموضوعات خطبهم.

فاللهَّم وفقنا جميعا لما تحبّ وترضى، وأعنَّا على أمور الدنيا والدين، وارزقنا علما نافعا، ورزقا واسعا، وقلبا خاشعا، واحفظ علينا نعمك الظاهرة والباطنة في

ص: 50

هذا البلد المبارك مهبط الوحي، وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ووفق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وأيدهم بنصرك وحفظك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهمَّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ص: 51