الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقوال العلماء فيه وثناؤهم عليه
قال الخطيب: البغدادي كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث.
وقال الأزهري: كان الدَّارَقُطْنِيّ ذكيًّا إذا ذوكر شيئًا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر.
وقال أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري كان الدَّارَقُطْنِيّ أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظًا ورد بغداد إلا مضى إليه، وسلم له، يعني فسلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.
وقال عبد الغني الأزدي أحسن الناس كلامًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ في وقته.
وقال البرقاني: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرًا إذا حكى عن الدَّارَقُطْنِيّ شيئًا، يقول قال أستاذي، وسمعت أستاذي، فقلت له في ذلك، فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ.
قال البرقاني: وما رأيت بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من عبد الغني بن سعيد.
وقال الأزهري: بلغني أن الدَّارَقُطْنِيّ حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءًا كان معه وإسماعيل يملي، فقال: له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال: له الدَّارَقُطْنِيّ فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قال تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال: لا، فقال: الدَّارَقُطْنِيّ: أملى ثمانية عشر حديثًا، فعدت الأحاديث فوجدت كما قال، ثم قال أبو الحسن الحديث الأول منها عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا، ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث بمتونها على ترتيبها في الاملاء حتى أتى على آخرها، فتعجبت الناس منه - أو كما قال.
وقال البرقاني: سمعت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ يقول كتبت ببغداد من أحاديث السوداني أحاديث تفرد بها، ثم مضيت الى الكوفة لأسمع منه، فجئت وعنده أبو العباس بن عقدة، فدفعت إليه الأحاديث في ورقة، فنظر فيها أبو العباس ثم رمى بها واستنكرها، وأبى أن يقرأها، وقال هؤلاء البغداديون يجيؤنا بما لا نعرفه، قال أبو
الحسن ثم قرأ أبو العباس عليه فمضى في جملة ما قرأه حديث منها، فقلت له هذا الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر، وهذا أيضًا من جملتها، ثم مضى ثالث، فقلت وهذا أيضًا منها، وانصرفت وانقطعت عن العود إلى المجلس لحمى نالتني، فبينما أنا في الموضع الذي كنت نزلته، إذا بداق يدق على الباب، فقلت من هذا؟ فقال: ابن سعيد، فخرجت وإذا بأبي العباس، فوقعت في صدره أقبله، وقلت يا سيدي لم تجشمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلا بعد انصرافك، وجعل يعتذر إلي، ثم قال ما الذي أخرك عن الحضور؟ فذكرت له، أني حممت، فقال: تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني في المجلس - أو كما قال -.
وقال أبو محمد رجاء بن محمد بن عيسى سألت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، فقلت له رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال: لي قال الله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم"، فقلت له لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخًا لم ير مثله.
فقال: لي إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع في فلا.
وقال الحاكم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ - وسئل عن الدَّارَقُطْنِيّ - فقال: ما رأى مثل نفسه.
وقال محمد بن أبي الفوارس، وقد سأل أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ عن علة حديث، أو اسم فيه فأجابه، ثم قال له يا أبا الفتح، ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقال القاضي أبو الطيب الطبري حضرت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، وقد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرًا لاستفاد من هذه الأحاديث.
قال الخطيب: البغدادي حدثني الخلال، قال كنت في مجلس بعض شيوخ الحديث سماه الخلال ونسيت، وقد حضره أبو الحسين بن المظفر، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، وغيرهم من أهل العلم، فحلت الصلاة، فكان الدَّارَقُطْنِيّ إمام الجماعة، وهناك شيوخ أكبر أسنانًا منه، فلم يقدم أحد غيره.
وقال الحاكم: صار الدَّارَقُطْنِيّ أوحد عصره، في الحفظ والفهم والورع وإمام القراء والنحويين، وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ.
قال الخطيب: قرأت بخط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ
جعلناك فيما بيننا ورسولنا
…
وسيطًا فلم تظلم ولم تتحوب
فأنت الذي لولاك لم يعرف الورى
…
- ولو جهدوا - ما صادق من مكذب
وكان رحمه الله تعالى يشعر أنه المدافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحامل لواءها، فقد قال يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدًا يقدر يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حي.
وقال السمعاني كان أحد الحفاظ المتقنين المكثرين، وكان يضرب به المثل في الحفظ.
وقال الذهبي: الإمام الحافظ المجود شيخ الإسلام، علم الجهابذة.
وقال أيضًا وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه، والاختلاف، والمغازي، وأيام الناس، وغير ذلك.
وقال أيضًا الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان.
وقال أيضًا أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
وقال ابن كثير الحافظ الكبير أستاذ هذه الصنعة، وقبله وبعده، إلى زماننا هذا، سمع الكثير وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل، والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، ونسيج وحدهء وإمام دهره
…
وكان من صغره موصوفًا بالحفظ الباهر، والفهم الثاقب، والبحر الزاخر.
وقال السبكي الإمام الجليل أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ البغدادي الحافظ المشهور الاسم، صاحب المصنفات، وإمام زمانه، وسيد أهل عصره، وشيخ أهل الحديث.
وقال ابن خلكان الحافظ المشهور، كان عالمًا حافظًا فقيهًا.
أصبح الدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله تعالى يضرب به المثل في الحفظ والعلم، فإذا أراد العلماء أن يثنوا على حافظ شبهوه بالدَّارَقُطْنِيّ، قال ابن ماكولا يصف شيخه الخطيب البغدادي ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر من يجري مجراه.
وقال المؤتمن الساجي ما أخرجت بغداد بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من الخطيب.
وقال أبو إسحاق الشيرازي الخطيب يشبه بالدَّارَقُطْنِيّ، ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في الخطيب أيضًا هذا دارقطني عهدنا.
ولقد كان الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى يعرف قيمة الدَّارَقُطْنِيّ حق المعرفة، قال أبو نصر محمد بن سعيد المؤدب، عن أبيه أنه قال قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي
إياه: أنت الحافظ أبو بكر؟ فقال: انتهى الحفظ إلى الدَّارَقُطْنِيّ، أنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
وقال محمد بن طاهر المقدسي وكان رحمه الله في زمانه بمنزلة يحيى بن معين في زمانه، أخذ عنه حفاظ عصره معرفة الحديث، وسألوه عن الرجال، ودونوا ذلك
…
فلا نعلم أحدًا أخذ هذا العلم إلا عنه.
وقال ابن العماد الحنبلي: الإمام الكبير، شيخ الإسلام، إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه، وكان يدعى فيه أمير المؤمنين.
* * *