المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: النشأة: - موسوعة الملل والأديان - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الأديان لغة واصطلاحا:

- ‌المبحث الثاني: الفرق بين الدين والمذهب:

- ‌المبحث الثالث: تقسيم الأديان:

- ‌المبحث الأول: علم الأديان في القرآن الكريم وكتابة المسلمين فيه:

- ‌المبحث الثاني: باعث التدين:

- ‌المبحث الثالث: بيان أن التوحيد سبق الشرك:

- ‌الفصل الثالث: واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه

- ‌المبحث الأول: تعريف اليهودية:

- ‌المبحث الثاني: سبب التسمية:

- ‌المبحث الثالث: أسماء اليهود:

- ‌المطلب الأول: النشأة:

- ‌المطلب الثاني: انتقال يعقوب عليه السلام بأولاده من بادية فلسطين إلى مصر:

- ‌المطلب الثالث: خروج بني إسرائيل من مصر:

- ‌المطلب الرابع: ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج:

- ‌المطلب الخامس: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين:

- ‌المطلب السادس: استيلاء الأجنبي عليهم:

- ‌المطلب السابع: تشتتهم في الأرض:

- ‌المطلب الثامن: تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث:

- ‌أولا: مسألة: ادعاء اليهود أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌ثانيا: مسألة: كذب اليهود المعاصرين في ادعائهم أنهم نسل بني إسرائيل:

- ‌المبحث الأول: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: السفارد Sephardim:

- ‌ثانيا: الإشكناز Ashkenazim:

- ‌ثالثا: اليهود الغربيون Western Jews:

- ‌رابعا: اليهود الشرقيون Oriental Jews:

- ‌خامسا: اليهود المستعربة Arabized Jews:

- ‌سادسا: الصابرا: جيل ما قبل عام 1967م

- ‌المطلب الثاني: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية:

- ‌تمهيد: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية

- ‌أولا: اليهود المتخفون Crypto-Jews:

- ‌ثانيا: البرتغاليون The Portuguese:

- ‌ثالثا: يهود المارانو: تاريخ وعقيدة The Marranos History and Doctrine:

- ‌رابعا: جديد الإسلام Jedid al-Islam:

- ‌خامسا: تشويتاس Chuetas:

- ‌سادسا: الرومانيوت Romaniot:

- ‌سابعا: يهود الهند Indian Jews:

- ‌ثامنا: بنو إسرائيل: Bene Israel:

- ‌تاسعا: يهود كوشين Cochin Jews:

- ‌عاشرا: يهود مانيبور Mainpur Jews:

- ‌حادي عشر: اليهود البغدادية Baghdadi Jews:

- ‌ثاني عشر: يهود القوقاز The Jews of the Caucasus:

- ‌ثالث عشر: يهود جورجيا Georgian Jews:

- ‌رابع عشر: يهود بخارى Bukhara Jews:

- ‌خامس عشر: يهود الجبال (يهود التات، يهود داغستان):

- ‌سادس عشر: يهود الخَزَر Khazar Jews:

- ‌سابع عشر: الكرمشاكي (تاريخ يهود شبه جزيرة القرم)

- ‌ثامن عشر: اليهود الأكراد Kurdish Jews:

- ‌تاسع عشر: يهود الصين (يهود كايفنج):

- ‌عشرون: اليهود الزنوج Negro Jew:

- ‌واحد وعشرون: العبرانيون السود

- ‌اثنان وعشرون: الفلاشاه: تاريخ وهوية

- ‌تمهيد: الفرق اليهودية

- ‌المبحث الأول: الفريسيون:

- ‌المبحث الثاني: الصدوقيون:

- ‌المبحث الثالث: المتعصبون:

- ‌المبحث الرابع: الكتبة أو النَّساخ:

- ‌المبحث الخامس: القراءون:

- ‌المبحث السادس: السامريون:

- ‌المبحث السابع: السبئية:

- ‌المبحث الثامن: الحسيديم:

- ‌المبحث التاسع: الإصلاحيون:

- ‌المبحث العاشر: الأرثوذكسية:

- ‌المبحث الحادي عشر: المحافظون:

- ‌المبحث الثاني عشر: العنانية:

- ‌المبحث الثالث عشر: العيسوية:

- ‌المبحث الرابع عشر: اليوذعانية:

- ‌المبحث الخامس عشر: الموشكانية أصحاب موشكان:

- ‌المبحث السادس عشر: الغيورون (قنَّائيم)

- ‌المبحث السابع عشر: الأسينيون:

- ‌المبحث الثامن عشر: عصبة حملة الخناجر: Sicarii

- ‌المبحث التاسع عشر: الفقراء (الإبيونيون): Ebionites

- ‌المبحث العشرون: القبالة Kabbale؛ الكابالا:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: المغارية Maghariya:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: المعالجون (ثيرابيوتاي): Therapeutae

- ‌المبحث الثالث والعشرون: المستحمون في الصباح (هيميروبابتست): Hemerobaptists

- ‌المبحث الرابع والعشرون: عبدة الإله الواحد (هبسستريون) Hypsisterion:

- ‌المبحث الخامس والعشرون: البناءون (بنائيم): Banaaim

- ‌المبحث الأول: التوراة والكتب الملحقة بها:

- ‌المطلب الأول: تعريفه:

- ‌المطلب الثاني: تدوين التلمود:

- ‌المطلب الثالث: تقديس اليهود له:

- ‌المطلب الرابع: مبادئه وخطره على غير اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريفها:

- ‌المطلب الثاني: ظروف تدوينها:

- ‌المطلب الثالث: الغرض منها:

- ‌الفصل الخامس: تاريخ التوراة:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: أدلة التحريف من القرآن الكريم والتوراة:

- ‌المطلب الأول: الاختلاف في عدد الأسفار:

- ‌المطلب الثاني: الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة:

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف بالمقارنة مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم:

- ‌المطلب الرابع: الزيادة والإضافات:

- ‌المبحث الأول: تعريف هذه الأسفار:

- ‌المبحث الثاني: نقد التوراة المحرفة وما يتبعها من الأسفار:

- ‌المبحث الثالث: ما تثبته النصارى بخلاف نص التوراة وتكذيبهم لنصوصها التي بأيدي اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: وصفهم الله عز وجل بالتعب:

- ‌المبحث الثاني: وصفهم الله عز وجل بالجهل:

- ‌المبحث الثالث: وصفهم الله عز وجل بالندم:

- ‌المبحث الرابع: وصفهم الله عز وجل وتعالى وتقدس بالبكاء وذرف الدموع:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: نوح عليه السلام:

- ‌المبحث الثاني: لوط عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: يعقوب عليه السلام:

- ‌المبحث الرابع: هارون عليه السلام:

- ‌المبحث الخامس: داود عليه السلام:

- ‌المبحث السادس: سليمان عليه السلام:

- ‌الفصل العاشر: أهم مواسم اليهود وأعيادهم:

- ‌الفصل الحادي عشر: بداية انحراف اليهود:

- ‌المبحث الأول: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الثاني: الإله عند اليهود:

- ‌المبحث الثالث: اليوم الآخر لدى اليهود:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصيام:

- ‌المطلب الأول: الزواج:

- ‌المطلب الثاني: الطلاق:

- ‌المطلب الثالث: المأكل والمشرب:

- ‌المبحث السادس: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: زعمهم بأنهم شعب الله المختار:

- ‌المبحث الثاني: زعمهم نقاء الجنس اليهودي:

- ‌المبحث الثالث: زعمهم أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌الفصل الرابع عشر: من أوصاف اليهود وأخلاقهم:

- ‌المبحث الأول: مواقف اليهود مع المسلمين قديماً وحديثاً:

- ‌المبحث الثاني: أهداف اليهود:

- ‌المبحث الثالث: وسائل اليهود ومخططاتهم:

- ‌الفصل السادس عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: تاريخ الصهيونية:

- ‌المبحث الثالث: أهداف الصهيونية:

- ‌المبحث الرابع: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌تمهيد:

- ‌أ - سبب حرص الصهاينة على فلسطين:

- ‌ب- وعد بلفور:

- ‌ج- الوعود البلفورية:

- ‌المطلب الثاني: خطط اليهود المستقبلية:

- ‌المطلب الثالث: اللوبي اليهودي والصهيوني (أو جماعات الضغط الصهيونية)

- ‌المطلب الرابع: تاريخ موجز للحركة الصهيونية:

- ‌أولا: المرحلة التكوينية:

- ‌ثانياً: مرحلة الولادة في مطلع القرن العشرين:

- ‌ثالثاً: الاستيطان في فلسطين:

- ‌رابعاً: أزمة الصهيونية:

- ‌المبحث التاسع: اليهود في العصر الحديث:

- ‌المبحث الأول: التعريف:

- ‌المبحث الثاني: أصلها:

- ‌المبحث الثالث: هل يصح إطلاق المسيحية على النصرانية

- ‌المبحث الرابع: نشأتها وتاريخها:

- ‌المبحث الخامس: التعريف بالمسيح عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: المسيح عليه السلام من خلال مصادر النصارى:

- ‌المطلب الثاني: تلاميذ المسيح عليه السلام بعد رفعه:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: الغنوصية:

- ‌الفرع الثاني: المونتانية:

- ‌الفرع الثالث: البنويون:

- ‌الفرع الرابع: الانتحالية أو الوحدوية:

- ‌أولا: السابليوسية:

- ‌ثانيا: الآريوسية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الرهبانية والديرية وتأثير الفلسفة على النصرانية:

- ‌المبحث الثامن: الكنيسة في عصر النهضة:

- ‌المبحث التاسع: الكنيسة والماسونية:

- ‌المبحث العاشر: الكنيسة في خدمة الاستعمار الغربي:

- ‌الفصل الثاني: عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: المرحلة الأولى:

- ‌المبحث الثاني: المرحلة الثانية:

- ‌المبحث الأول: التبشير:

- ‌المبحث الثاني: بداية الانحراف:

- ‌المبحث الثالث: الاضطهاد:

- ‌المبحث الأول: العهد الذهبي للنصارى:

- ‌المبحث الثاني: مرحلة الانفصال السياسي:

- ‌المبحث الثالث: نشأة البابوية:

- ‌المبحث الرابع: بداية الصراع والتنافس على الزعامة الدينية بين الكنيستين:

- ‌المبحث الخامس: انفصال الكنيسة مذهبيًّا:

- ‌المبحث السادس: نشأة الكنيسة اليعقوبية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الكنيسة المارونية:

- ‌المبحث الثامن: انفصال الكنيسة إداريًّا:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الكتاب المقدس:

- ‌المطلب الأول: إسناد وتاريخ الأناجيل الأربعة إجمالا:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالاً:

- ‌المطلب الثاني: تاريخ الأناجيل الأربعة تفصيلاً:

- ‌أولاً: إنجيل متى:

- ‌ثانياً: إنجيل مرقص:

- ‌ثالثاً: إنجيل لوقا:

- ‌رابعاً: إنجيل يوحنا:

- ‌المطلب الثالث: الأناجيل الأربعة متناً:

- ‌المطلب الرابع: الأغلاط في الأناجيل:

- ‌المطلب الخامس: إنجيل برنابا:

- ‌تمهيد:

- ‌1 - مجمع نيقية سنة (325) م:

- ‌2 - مجمع القسطنطينية:

- ‌3 - مجمع أفسس سنة (431) م:

- ‌4 - مجمع خلقيدونيه سنة (451) م:

- ‌5 - المجمع السابع سنة (754، 787) م:

- ‌6 - المجمع الثامن سنة (869) م:

- ‌7 - المجمع الثاني عشر الذي عقد سنة (1215) م:

- ‌8 - مجمع روما عام (1769) م:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التثليث:

- ‌المطلب الأول: استدلالات النصارى على التثليث:

- ‌المطلب الثاني: إبطال ونقض ما استدلوا به على التثليث:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات الوحدانية وإبطال التثليث من العهد القديم والأناجيل:

- ‌المبحث الثاني: الأقانيم الثلاثة تعريفها وأدلتهم عليها وبيان بطلان تلك الأدلة:

- ‌المطلب الأول: الأقنوم الأول: الأب:

- ‌المطلب الثاني: الأقنوم الثاني: الابن:

- ‌المطلب الثالث: الأقنوم الثالث: الروح القدس:

- ‌المطلب الرابع: إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: الاتحاد: (التجسد):

- ‌المطلب الأول: الصلب:

- ‌المطلب الثاني: الفداء:

- ‌المطلب الثالث: بيان بطلان دعوى النصارى في الصلب والفداء:

- ‌المبحث الخامس: أهم الأفكار والمعتقدات الأخرى:

- ‌المطلب الأول: الخطيئة والخلاص:

- ‌المطلب الثاني: التثليث:

- ‌المطلب الثالث: التوسط والتحليل والتحريم:

- ‌المبحث السابع: دعوى محاسبة المسيح الناس:

- ‌المبحث الثامن: قول النصارى في البعث والجنة والنار:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصوم:

- ‌المطلب الأول: التعميد:

- ‌المطلب الثاني: العشاء الرباني أو القربان المقدس:

- ‌المطلب الثالث: الاعتراف للقس، وصكوك الغفران:

- ‌المطلب الرابع: الزواج عند النصارى:

- ‌المطلب الخامس: حمل الصليب وتقديسه:

- ‌المطلب السادس: تقديس يوم الأحد:

- ‌المطلب السابع: الأسرار السبعة:

- ‌المطلب الثامن: التنظيم الكهنوتي:

- ‌المطلب التاسع: الهرطقة ومحاربتها:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: البشارة الأولى:

- ‌المطلب الثاني: البشارة الثانية:

- ‌المطلب الثالث: البشارة الثالثة:

- ‌المطلب الرابع البشارة الرابعة:

- ‌المطلب الأول: بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون:

- ‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

- ‌الفرع الثاني: نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران:

- ‌المطلب الثالث: المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان:

- ‌المطلب الرابع: البشارة بالملكوت:

- ‌المطلب الخامس: النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت:

- ‌المطلب السادس: البشارة بـ (محماد) مشتهى الأمم:

- ‌المطلب السابع: البشارة بإيلياء:

- ‌المطلب الثامن: الأصغر في ملكوت الله:

- ‌المطلب التاسع: المسيح يبشر بالبارقليط:

- ‌الفصل العاشر: تحريفات النصارى ومزاعمهم:

- ‌المطلب الأول: الاضطهادات:

- ‌المطلب الثاني: ضياع الإنجيل وانقطاع السند:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: ادعاؤه أن المسيح ابن الله:

- ‌الفرع الثاني: ادعاؤه أن الغاية من مجيء المسيح عليه السلام هو الصلب وتكفير الخطايا:

- ‌الفرع الثالث: ادعاؤه أن دعوة المسيح عليه السلام كانت عامة لجميع بني البشر:

- ‌الفرع الرابع: إلغاؤه لشريعة موسى عليه السلام، ودعواه أن الإنسان ينجو بالإيمان المجرَّد بدون عمل

- ‌الفرع الخامس: إلغاؤه للختان:

- ‌الفرع السادس: التأثر بالوثنيات والفلسفات الوثنية:

- ‌الفرع السابع: تدخل الإمبراطور قسطنطين:

- ‌الفرع الثامن: المجامع النصرانية:

- ‌المبحث الثاني: الرد على شبهات النصارى في ادعائهم الإيمان، وأن القرآن قد أثنى على دينهم، وحكم لهم بالنجاة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثالث: نفي الألوهية عن عيسى عليه السلام من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الرابع: بشرية عيسى- عليه السلام وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الخامس: نبوة عيسى عليه السلام ورسالته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: نماذج من انحرافات النصارى، من القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من انحرافات النصارى، من السنة:

- ‌المبحث الأول: علاقة النصارى باليهود وعداؤهم للإسلام:

- ‌المبحث الثاني: عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم:

- ‌الفصل الثاني عشر: النصارى في التاريخ الإسلامي:

- ‌الفصل الثالث عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: الملكانية:

- ‌المطلب الثاني: النسطورية:

- ‌المطلب الثالث: اليعقوبية:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الكنيسة الأرثوذكسية المصرية:

- ‌الفرع الرابع: الانفصال الرسمي:

- ‌الفرع الخامس: الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية:

- ‌الفرع السادس: أهم الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السابع: العبادات والشعائر:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: تأكيد سيطرة الكنيسة الغربية:

- ‌الفرع الرابع: العصور المظلمة:

- ‌الفرع الخامس: القرون الوسطى:

- ‌الفرع السادس: بعث الأمة الكاثوليكية:

- ‌الفرع السابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: أهم الكنائس البروتستانتية:

- ‌الفرع الرابع: الصهيونية المسيحية:

- ‌الفرع الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: أماكن الانتشار:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الخامس: طريقتهم في العمل:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الهيكل التنظيمي:

- ‌الفرع الرابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السادس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب العاشر: الأبرشانية Congregationalism:

- ‌المطلب الحادي عشر: أخوة بلايموث Plymouth Brethern:

- ‌المطلب الثاني عشر: السريان:

- ‌المطلب الثالث عشر: البروتستنتية المتحررة Liberal Protestantism:

- ‌المطلب الرابع عشر: أنغليكان:

- ‌المطلب الخامس عشر: كيبتاوالا Kibtawala:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالتنصير:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: هل جاء المسيح بديانة عالمية

- ‌المبحث الخامس أسباب انتشار التنصير في البلاد الإسلامية:

- ‌المبحث السادس: الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك:

- ‌المطلب الأول: بيان أنواع الوسائل والطرق إجمالا:

الفصل: ‌المطلب الأول: النشأة:

‌المطلب الأول: النشأة:

يُعَدُّ الخليل إبراهيم عليه السلام الأب المشترك للعرب، واليهود، والنصارى. والخليل هو إبراهيم بن تارِخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر ابن شالخ بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح عليه السلام (1).

اختلف في مكان ولادة الخليل عليه السلام.

قال ابن كثير: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ولد إبراهيم بغُوطة دمشق، في قرية يقال لها: برزة، في جبل يقال له: قاسيون).ثم قال: والصحيح أنه ولد ببابل (2).

وتذكر كتب التواريخ أن إبراهيم عليه السلام تزوج سارة، وكانت عاقراً لا تلد، وأن تارخ انطلق بابنه إبراهيم وامرأته سارة وابن أخيه لوط بن هاران فخرج بهم من أرض الكلدانيين إلى أرض الكنعانيين، أي: من العراق إلى بيت المقدس فلسطين.

وقد حصل له من البلاء، والجهاد في سبيل الله ما يطول ذكره.

ولما وصل إلى بيت المقدس، ومكث فيها عشر سنين قالت له سارة: إن الرب حرمني الولد؛ فادخل على أَمَتي هذه - تعني هاجر -لعل الله يرزقنا منها ولداً.

فلما وهبتها له دخل بها إبراهيمُ عليه السلام فحملت ووضعت إسماعيل عليه السلام، وكان للخليل حينئذ ست وثمانون سنة.

ثم أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة، فخر له ساجداً؛ فولد له إسحاق بعد إسماعيل بثلاث عشرة سنة، فحمد الله إبراهيم كما قال عز وجل عنه: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم: 39].

ثم انتقل بعد ذلك إبراهيم من أرض كنعان بابنه إسماعيل إلى واد غير ذي زرع عند موقع البيت فيما عرف باسم مكة.

وكان ذلك بسبب أمر الله عز وجل، وقيل: بسبب غيرة سارة عليها السلام.

ويقال: إن إسماعيل كان إذ ذاك رضيعاً؛ فلما تركه وأُمَّه هناك، وولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر، وتعلقت بثيابه، وقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا؟

فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: فإذاً لا يضيعنا (3).

جاء في (صحيح البخاري) عن ابن عباس رضي الله عنهما ((أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً، لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفَّى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذاً لا يضيعنا. ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ حتى بلغ يَشْكُرُونَ [إبراهيم37:].

(1) انظر ((البداية والنهاية)) لابن كثير (1/ 324)

(2)

انظر ((البداية والنهاية)) (1/ 325).

(3)

([18]) انظر ((البداية والنهاية)) (1/ 356).

ص: 24

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت، وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى- أو قال: يتلبط - فانْطَلَقَتْ؛ كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً، فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس: قال النبي: فذلك سعي الناس بينهما.

فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً، فقالت: صه؛ تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أَسْمَعْتَ إن كان عندك غواث. فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بِعَقِبِه- أو قال بجناحه- حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء- لكانت زمزم عيناً معيناً.

قال: فشربت، وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة؛ فإن ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام

وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله.

وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول؛ فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جُرْهم- أو أهل بيت من جرهم- مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائراً عائفاً، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء. فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا، فأخبروهم بالماء، فأقبلوا.

قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء.

قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي: فألفى ذلك أم إسماعيل، وهي تحب الأنس.

فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشبَّ الغلام، وتعلم العربية منهم، وأنْفَسهم وأعجبهم حين شبَّ، فلما أدرك زوَّجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضيق وشدة. فشكت إليه.

قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له: يغيِّر عتبة بابه.

فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك، فأخبرته، وسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنَّا في جهد وشدة.

قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيِّر عتبةَ بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك؛ الحقي بأهلك. فطلَّقها، وتزوَّج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد، فلم يجده فدخل على امرأته، فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا.

قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة. وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء.

قال النبي: ولم يكن لهم يومئذ حَبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه.

قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه.

قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومُرِيه يثبِّت عتبة بابه.

فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك، فأخبرته، فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام،

ص: 25

ويأمرك أن تثبِّت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً. وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة] 127: قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (1).

ثم حصل لإبراهيم ما حصل من البلاء بذبح ابنه وغير ذلك من البلايا.

وبعد أن بلغ إبراهيم عليه السلام مائة سنة رزقه الله تعالى بإسحاق.

وكان عمر سارة آنذاك تسعين سنة.

قال الله تعالى: وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ [الصافات: 112 - 113].

قال ابن كثير: وذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج رفقا بنت ثبوائيل في حياة أبيه كان عمره أربعين، وأنها كانت عاقراً، فدعا الله فحملت، فولدت غلامين توأمين: أولهما سمَّوه عيصو، وهو الذي تسميه العرب العيص، وهو والد الروم. والثاني خرج وهو آخذ بعقب أخيه؛ فسمَّوه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينسب إليه بنو إسرائيل (2).

ومما جاء في سيرة يعقوب عليه السلام أنه رحل من بيت المقدس إلى خاله لابان بأرض حران؛ فلما قدم على خاله إذا له ابنتان اسم الكبرى: لَيّا، ويقال لها: ليئة، واسم الصغرى: راحيل؛ فخطب إليه راحيل، وكانت أحسنهما وأجملهما؛ فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين؛ فلما مضت المدة عمل خاله لابان طعاماً، وجمع الناس عليه، وزفَّ إليه ليلاً ابنته الكبرى ليا، وكانت ضعيفة العينين، وليست بذات جمال.

فلما أصبح يعقوب، قال لخاله: لم غدرت بي وإنما خطبت إليك راحيل؟ فقال: إنه ليس من سننا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزوجكها؛ فعمل سبع سنين، وأدخلها عليه مع أختها، وكان ذلك سائغاً في ملتهم، ثم نسخ في شريعة التوراة، وهذا وحده دليل كافٍ على وقوع النسخ؛ لأن فعل يعقوب عليه السلام دليل على جواز هذا وإباحته؛ لأنه معصوم (3).

وبعد ذلك وهب خالُه لابان لكل واحدة من ابنتيه جارية؛ فوهب لليا جارية اسمها زلفا، وقيل: زلفة، ووهب لراحيل جارية اسمها بلها، وقيل: بلهة.

وقد جبر الله تعالى ضعفَ ليا بأن وهب لها أولاداً؛ فكان أول من ولدت ليعقوب: روبيل، ثم شمعون، ثم لاوي، ثم يهوذا.

وكانت راحيل لا تحبل؛ فوهبت ليعقوب جاريتها بلها؛ فوطئها؛ فحملت وولدت له غلاماً سمَّته دان، وحملت وولدت غلاماً ثانياً سمَّته يفثالي، وقيل: اسمه ثفيالي، أو نفتالي. فعمدت عند ذلك ليا؛ فوهبت جاريتها زلفا من يعقوب عليه السلام فولدت له جاد، وأشير، ثم حملت ليا، فولدت غلاماً خامساً وسمته أيساخر، ويقال: إنه يساكر.

ثم حملت وولدت غلاماً سادساً سمَّته زابلون، أو زوبلون، ثم حملت وولدت بنتاً سمَّتها دنيا، فصار لها سبعة من يعقوب.

(1) رواه البخاري (3364).

(2)

((البداية والنهاية)) (1/ 447).

(3)

([21])((البداية والنهاية)) (1/ 449).

ص: 26

ثم دعت راحيل الله تعالى وسألته أن يهب لها غلاماً من يعقوب؛ فسمع الله نداءها، وأجاب دعاءها؛ فحملت، وولدت غلاماً عظيماً شريفاً، حسناً جميلاً سمَّته يوسف.

كل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه، ثم طلب يعقوب من خاله أن يأذن له بالرحيل؛ فأذن له ورحل إلى فلسطين عند أبيه إسحاق عليهما السلام. وبعد رجوعه إليها حملت زوجته راحيل؛ فولدت غلاماً وهو بنيامين إلا أنها جهدت في طلقها به جهداً شديداً، وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في بيت لحم (1).

وبعد ذلك مرض إسحاق، ومات عن مائة وثمانين سنة، ودفنه ابناه: العيص، ويعقوب مع أبيه الخليل عليهم السلام.

وهكذا استقر يعقوب هو وأبناؤه الأسباط الاثنا عشر في فلسطين.

ومن ذرية الأسباط يتكون نسب بني إسرائيل.

ثم حصل ما حصل بين يوسف وإخوته، وبعد ذلك دعا يوسف والده وإخوته إلى مصر، فنزحوا من فلسطين، ومات يعقوب في مصر، فذهب به يوسف وإخوته وأكابر أهل مصر إلى فلسطين، فلما وصلوا حبرون دفنوه في المغارة التي اشتراها الخليل. ثم رجعوا إلى مصر، وعزى إخوة يوسفَ يوسفَ، وترققوا له؛ فأكرمهم، وأحسن منقلبهم؛ فأقاموا بمصر، ثم حضرت يوسف الوفاة؛ فأوصى أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر؛ فيدفن عند آبائه، فحنطوه، ووضعوه في تابوت، فكان بمصر حتى أخرجه موسى عليه السلام فدفنه عند آبائه، كما يقول ابن كثير فيما نقله عن نصوص أهل الكتاب (2).

وبعد ذلك تناسل الأسباط، وكثروا، وأبوا أن يندمجوا مع المصريين؛ فعزلوا أنفسهم عنهم، وتواصوا فيما بينهم أن يكون لكل سبط نسله المعروف المميز عن بقية الأسباط، وذلك ليضمنوا الاحتفاظ بنسبهم؛ اعتزازاً به، وتعالياً على غيرهم، باعتبار أنهم من ذرية الأنبياء. وهذه العزة التي عاشها اليهود في مصر، مع الشعور المصاحب لهم من التعالي بنسبهم، جعل مقامهم في مصر قلقاً مضطرباً (3).

وبعد ثلاثة قرون أو تزيد اضطهدهم الفراعنةُ حكامُ مصر واستعبدوهم، فبعث الله موسى نبيًّا فيهم، ورسولاً إليهم وإلى فرعون.

وقد بيَّن لنا القرآن الكريم سيرة موسى عليه السلام مع فرعون، حيث منَّ الله على بني إسرائيل ونجَّاهم من سوء العذاب الذي كان فرعون يسومهم به، ونصرهم عليه بقيادة موسى عليه السلام حيث إنهزم فرعون وأهلكه الله بالغرق.

وكان جديراً ببني إسرائيل بعد هذا النصر أن يحمدوا الله ويطيعوه، إلا أنهم أبوا إلا الكفر والذلة والمسكنة، فآذوا موسى عليه السلام وتعنَّتوا حين أُمِرُوا أن يدخلوا فلسطين، الأرض المقدسة.

وقد أكرمهم الله وأنزل عليهم المنَّ والسلوى، ولما ذهب موسى لمناجاة ربه استضعفوا هارون، وعبدوا العجل الذهب، وتعنَّتوا على موسى بعد عودته، وقالوا له: لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة:55].

ورفع الله فوقهم الطور؛ تهديداً لهم، فاستسلموا؛ خوفاً، وأعطوا مواثيقهم، ولكنهم نقضوا، واعتدوا فيالسبت؛ فمسخهم الله قردة وخنازير (4).

وتوالت عليهم الآيات والعبر، كقصة البقرة، والخسف، وغيرها، ولكن قست قلوبهم، ولم تنفعهم الآيات والعبر؛ فهي كالحجارة أو أشد قسوة.

ثم توالت بعد ذلك غطرستهم، وتبجحهم، وعنادهم، وتحريفهم، وتبديلهم مع كليم الله ومَنْ بعده من الأنبياء عليهم السلام.

(1)((البداية والنهاية)) (1/ 447،455)، و ((التحرير والتنوير)) (1/ 732).

(2)

((البداية والنهاية)) (1/ 504).

(3)

([24])((حقيقة اليهود)) (ص1).

(4)

انظر ((حقيقة اليهود)) (ص3).

ص: 27

ثم بعث الله فيهم عيسى عليه السلام، وبدلاً من أن يصححوا خطأهم وانحرافهم، ويكفوا عن خبثهم وتزييفهم أجمعوا على قتله عليه السلام، ولكن الله عز وجل نجَّاه منهم، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ [النساء: 157] ولم يكتفوا بما فعلوه بالمسيح عليه السلام في حياته، وإنما دوَّنوا افتراءات كثيرة على المسيح عليه السلام واتهموا أمه مريم عليها السلام بالبهتان، وعاثوا في الأرض فساداً (1).

واستمروا على جرمهم بعد رفع عيسى عليه السلام وأخذوا يكيدون لأتباعه، ويطاردونهم، ويعملون على تحريف الإنجيل، حتى تمكنوا من ذلك بالسر والعلن، وأخذوا يعيثون في الأرض فساداً حتى حقدت عليهم الأمم والشعوب؛ فشردوا في الأرض أكثر من مرة، فتفرَّقوا قبل الإسلام بالشام ومصر والعراق وجزيرة العرب، في يثرب وخيبر ونجران واليمن.

وفي كل أرض يحلون بها يكون ديدنهم التفريقَ بين الناس - كما فعلوا مع الأوس والخزرج في المدينة- واحتكارَ التجارة، والربا، وإشاعة الرذيلة والبغاء، وأكل أموال الناس بالباطل.

واستمروا على هذه الحالة إلى أن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا قبل بعثته يستفتحون على الذين كفروا، ويخبرونهم بأنه سوف يخرج نبي، وأنهم سوف يحاربون مع هذا النبي، فلما ظهر النبي، كذَّبوه، وآذوه، واستهزؤوا به، وسحروه، وهموا بقتله، وألَّبوا عليه المشركين، وبدؤوا يبثون سمومهم داخل الصف المسلم، وظهر فيهم النفاق، واستمرَّ كيدهم للإسلام والمسلمين إلى اليوم؛ حيث أسهموا إسهاماً كبيراً في إثارة الفرقة ونشر الفرق الضالة كالشيعة، والجهمية، والباطنية، والمعتزلة بمختلف طوائفها، والصوفية بمختلف طرقها إلى اليوم، والشيوعية الحمراء، وغيرها من الفرق والطوائف التي لا تحصى. كل هذه الفرق والطوائف إما من صنعهم، أو من تشجيعهم، ومساندتهم، وصدق الله تعالى إذ يقول: وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا [المائدة:33]، ويقول: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة: 217](2).

‌المصدر:

رسائل في الأديان والفرق والمذاهب، لمحمد الحمد ص65 - 75

من المعلوم أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، ويعقوب هو الذي ينتسب

إليه بنو إسرائيل، وكان يسكن في منطقة فلسطين، متنقلاً في مناطق عدة فيها، وكان توطنها هو وأبناؤه من بعد إبراهيم الخليل عليه السلام يعيشون فيها حياة البداوة، قال عز وجل فيما حكاه من كلام يوسف عليه السلام: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ [يوسف: 100]. قال ابن كثير: مِنَ الْبَدْوِ أي: من البادية، قال ابن جريج وغيره:(وكانوا أهل بادية وماشية).

(1)((حقيقة اليهود)) (ص3).

(2)

انظر ((الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة)) (ص27 - 29).

ص: 28