المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: الصلب: - موسوعة الملل والأديان - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الأديان لغة واصطلاحا:

- ‌المبحث الثاني: الفرق بين الدين والمذهب:

- ‌المبحث الثالث: تقسيم الأديان:

- ‌المبحث الأول: علم الأديان في القرآن الكريم وكتابة المسلمين فيه:

- ‌المبحث الثاني: باعث التدين:

- ‌المبحث الثالث: بيان أن التوحيد سبق الشرك:

- ‌الفصل الثالث: واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه

- ‌المبحث الأول: تعريف اليهودية:

- ‌المبحث الثاني: سبب التسمية:

- ‌المبحث الثالث: أسماء اليهود:

- ‌المطلب الأول: النشأة:

- ‌المطلب الثاني: انتقال يعقوب عليه السلام بأولاده من بادية فلسطين إلى مصر:

- ‌المطلب الثالث: خروج بني إسرائيل من مصر:

- ‌المطلب الرابع: ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج:

- ‌المطلب الخامس: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين:

- ‌المطلب السادس: استيلاء الأجنبي عليهم:

- ‌المطلب السابع: تشتتهم في الأرض:

- ‌المطلب الثامن: تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث:

- ‌أولا: مسألة: ادعاء اليهود أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌ثانيا: مسألة: كذب اليهود المعاصرين في ادعائهم أنهم نسل بني إسرائيل:

- ‌المبحث الأول: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: السفارد Sephardim:

- ‌ثانيا: الإشكناز Ashkenazim:

- ‌ثالثا: اليهود الغربيون Western Jews:

- ‌رابعا: اليهود الشرقيون Oriental Jews:

- ‌خامسا: اليهود المستعربة Arabized Jews:

- ‌سادسا: الصابرا: جيل ما قبل عام 1967م

- ‌المطلب الثاني: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية:

- ‌تمهيد: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية

- ‌أولا: اليهود المتخفون Crypto-Jews:

- ‌ثانيا: البرتغاليون The Portuguese:

- ‌ثالثا: يهود المارانو: تاريخ وعقيدة The Marranos History and Doctrine:

- ‌رابعا: جديد الإسلام Jedid al-Islam:

- ‌خامسا: تشويتاس Chuetas:

- ‌سادسا: الرومانيوت Romaniot:

- ‌سابعا: يهود الهند Indian Jews:

- ‌ثامنا: بنو إسرائيل: Bene Israel:

- ‌تاسعا: يهود كوشين Cochin Jews:

- ‌عاشرا: يهود مانيبور Mainpur Jews:

- ‌حادي عشر: اليهود البغدادية Baghdadi Jews:

- ‌ثاني عشر: يهود القوقاز The Jews of the Caucasus:

- ‌ثالث عشر: يهود جورجيا Georgian Jews:

- ‌رابع عشر: يهود بخارى Bukhara Jews:

- ‌خامس عشر: يهود الجبال (يهود التات، يهود داغستان):

- ‌سادس عشر: يهود الخَزَر Khazar Jews:

- ‌سابع عشر: الكرمشاكي (تاريخ يهود شبه جزيرة القرم)

- ‌ثامن عشر: اليهود الأكراد Kurdish Jews:

- ‌تاسع عشر: يهود الصين (يهود كايفنج):

- ‌عشرون: اليهود الزنوج Negro Jew:

- ‌واحد وعشرون: العبرانيون السود

- ‌اثنان وعشرون: الفلاشاه: تاريخ وهوية

- ‌تمهيد: الفرق اليهودية

- ‌المبحث الأول: الفريسيون:

- ‌المبحث الثاني: الصدوقيون:

- ‌المبحث الثالث: المتعصبون:

- ‌المبحث الرابع: الكتبة أو النَّساخ:

- ‌المبحث الخامس: القراءون:

- ‌المبحث السادس: السامريون:

- ‌المبحث السابع: السبئية:

- ‌المبحث الثامن: الحسيديم:

- ‌المبحث التاسع: الإصلاحيون:

- ‌المبحث العاشر: الأرثوذكسية:

- ‌المبحث الحادي عشر: المحافظون:

- ‌المبحث الثاني عشر: العنانية:

- ‌المبحث الثالث عشر: العيسوية:

- ‌المبحث الرابع عشر: اليوذعانية:

- ‌المبحث الخامس عشر: الموشكانية أصحاب موشكان:

- ‌المبحث السادس عشر: الغيورون (قنَّائيم)

- ‌المبحث السابع عشر: الأسينيون:

- ‌المبحث الثامن عشر: عصبة حملة الخناجر: Sicarii

- ‌المبحث التاسع عشر: الفقراء (الإبيونيون): Ebionites

- ‌المبحث العشرون: القبالة Kabbale؛ الكابالا:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: المغارية Maghariya:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: المعالجون (ثيرابيوتاي): Therapeutae

- ‌المبحث الثالث والعشرون: المستحمون في الصباح (هيميروبابتست): Hemerobaptists

- ‌المبحث الرابع والعشرون: عبدة الإله الواحد (هبسستريون) Hypsisterion:

- ‌المبحث الخامس والعشرون: البناءون (بنائيم): Banaaim

- ‌المبحث الأول: التوراة والكتب الملحقة بها:

- ‌المطلب الأول: تعريفه:

- ‌المطلب الثاني: تدوين التلمود:

- ‌المطلب الثالث: تقديس اليهود له:

- ‌المطلب الرابع: مبادئه وخطره على غير اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريفها:

- ‌المطلب الثاني: ظروف تدوينها:

- ‌المطلب الثالث: الغرض منها:

- ‌الفصل الخامس: تاريخ التوراة:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: أدلة التحريف من القرآن الكريم والتوراة:

- ‌المطلب الأول: الاختلاف في عدد الأسفار:

- ‌المطلب الثاني: الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة:

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف بالمقارنة مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم:

- ‌المطلب الرابع: الزيادة والإضافات:

- ‌المبحث الأول: تعريف هذه الأسفار:

- ‌المبحث الثاني: نقد التوراة المحرفة وما يتبعها من الأسفار:

- ‌المبحث الثالث: ما تثبته النصارى بخلاف نص التوراة وتكذيبهم لنصوصها التي بأيدي اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: وصفهم الله عز وجل بالتعب:

- ‌المبحث الثاني: وصفهم الله عز وجل بالجهل:

- ‌المبحث الثالث: وصفهم الله عز وجل بالندم:

- ‌المبحث الرابع: وصفهم الله عز وجل وتعالى وتقدس بالبكاء وذرف الدموع:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: نوح عليه السلام:

- ‌المبحث الثاني: لوط عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: يعقوب عليه السلام:

- ‌المبحث الرابع: هارون عليه السلام:

- ‌المبحث الخامس: داود عليه السلام:

- ‌المبحث السادس: سليمان عليه السلام:

- ‌الفصل العاشر: أهم مواسم اليهود وأعيادهم:

- ‌الفصل الحادي عشر: بداية انحراف اليهود:

- ‌المبحث الأول: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الثاني: الإله عند اليهود:

- ‌المبحث الثالث: اليوم الآخر لدى اليهود:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصيام:

- ‌المطلب الأول: الزواج:

- ‌المطلب الثاني: الطلاق:

- ‌المطلب الثالث: المأكل والمشرب:

- ‌المبحث السادس: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: زعمهم بأنهم شعب الله المختار:

- ‌المبحث الثاني: زعمهم نقاء الجنس اليهودي:

- ‌المبحث الثالث: زعمهم أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌الفصل الرابع عشر: من أوصاف اليهود وأخلاقهم:

- ‌المبحث الأول: مواقف اليهود مع المسلمين قديماً وحديثاً:

- ‌المبحث الثاني: أهداف اليهود:

- ‌المبحث الثالث: وسائل اليهود ومخططاتهم:

- ‌الفصل السادس عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: تاريخ الصهيونية:

- ‌المبحث الثالث: أهداف الصهيونية:

- ‌المبحث الرابع: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌تمهيد:

- ‌أ - سبب حرص الصهاينة على فلسطين:

- ‌ب- وعد بلفور:

- ‌ج- الوعود البلفورية:

- ‌المطلب الثاني: خطط اليهود المستقبلية:

- ‌المطلب الثالث: اللوبي اليهودي والصهيوني (أو جماعات الضغط الصهيونية)

- ‌المطلب الرابع: تاريخ موجز للحركة الصهيونية:

- ‌أولا: المرحلة التكوينية:

- ‌ثانياً: مرحلة الولادة في مطلع القرن العشرين:

- ‌ثالثاً: الاستيطان في فلسطين:

- ‌رابعاً: أزمة الصهيونية:

- ‌المبحث التاسع: اليهود في العصر الحديث:

- ‌المبحث الأول: التعريف:

- ‌المبحث الثاني: أصلها:

- ‌المبحث الثالث: هل يصح إطلاق المسيحية على النصرانية

- ‌المبحث الرابع: نشأتها وتاريخها:

- ‌المبحث الخامس: التعريف بالمسيح عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: المسيح عليه السلام من خلال مصادر النصارى:

- ‌المطلب الثاني: تلاميذ المسيح عليه السلام بعد رفعه:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: الغنوصية:

- ‌الفرع الثاني: المونتانية:

- ‌الفرع الثالث: البنويون:

- ‌الفرع الرابع: الانتحالية أو الوحدوية:

- ‌أولا: السابليوسية:

- ‌ثانيا: الآريوسية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الرهبانية والديرية وتأثير الفلسفة على النصرانية:

- ‌المبحث الثامن: الكنيسة في عصر النهضة:

- ‌المبحث التاسع: الكنيسة والماسونية:

- ‌المبحث العاشر: الكنيسة في خدمة الاستعمار الغربي:

- ‌الفصل الثاني: عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: المرحلة الأولى:

- ‌المبحث الثاني: المرحلة الثانية:

- ‌المبحث الأول: التبشير:

- ‌المبحث الثاني: بداية الانحراف:

- ‌المبحث الثالث: الاضطهاد:

- ‌المبحث الأول: العهد الذهبي للنصارى:

- ‌المبحث الثاني: مرحلة الانفصال السياسي:

- ‌المبحث الثالث: نشأة البابوية:

- ‌المبحث الرابع: بداية الصراع والتنافس على الزعامة الدينية بين الكنيستين:

- ‌المبحث الخامس: انفصال الكنيسة مذهبيًّا:

- ‌المبحث السادس: نشأة الكنيسة اليعقوبية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الكنيسة المارونية:

- ‌المبحث الثامن: انفصال الكنيسة إداريًّا:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الكتاب المقدس:

- ‌المطلب الأول: إسناد وتاريخ الأناجيل الأربعة إجمالا:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالاً:

- ‌المطلب الثاني: تاريخ الأناجيل الأربعة تفصيلاً:

- ‌أولاً: إنجيل متى:

- ‌ثانياً: إنجيل مرقص:

- ‌ثالثاً: إنجيل لوقا:

- ‌رابعاً: إنجيل يوحنا:

- ‌المطلب الثالث: الأناجيل الأربعة متناً:

- ‌المطلب الرابع: الأغلاط في الأناجيل:

- ‌المطلب الخامس: إنجيل برنابا:

- ‌تمهيد:

- ‌1 - مجمع نيقية سنة (325) م:

- ‌2 - مجمع القسطنطينية:

- ‌3 - مجمع أفسس سنة (431) م:

- ‌4 - مجمع خلقيدونيه سنة (451) م:

- ‌5 - المجمع السابع سنة (754، 787) م:

- ‌6 - المجمع الثامن سنة (869) م:

- ‌7 - المجمع الثاني عشر الذي عقد سنة (1215) م:

- ‌8 - مجمع روما عام (1769) م:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التثليث:

- ‌المطلب الأول: استدلالات النصارى على التثليث:

- ‌المطلب الثاني: إبطال ونقض ما استدلوا به على التثليث:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات الوحدانية وإبطال التثليث من العهد القديم والأناجيل:

- ‌المبحث الثاني: الأقانيم الثلاثة تعريفها وأدلتهم عليها وبيان بطلان تلك الأدلة:

- ‌المطلب الأول: الأقنوم الأول: الأب:

- ‌المطلب الثاني: الأقنوم الثاني: الابن:

- ‌المطلب الثالث: الأقنوم الثالث: الروح القدس:

- ‌المطلب الرابع: إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: الاتحاد: (التجسد):

- ‌المطلب الأول: الصلب:

- ‌المطلب الثاني: الفداء:

- ‌المطلب الثالث: بيان بطلان دعوى النصارى في الصلب والفداء:

- ‌المبحث الخامس: أهم الأفكار والمعتقدات الأخرى:

- ‌المطلب الأول: الخطيئة والخلاص:

- ‌المطلب الثاني: التثليث:

- ‌المطلب الثالث: التوسط والتحليل والتحريم:

- ‌المبحث السابع: دعوى محاسبة المسيح الناس:

- ‌المبحث الثامن: قول النصارى في البعث والجنة والنار:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصوم:

- ‌المطلب الأول: التعميد:

- ‌المطلب الثاني: العشاء الرباني أو القربان المقدس:

- ‌المطلب الثالث: الاعتراف للقس، وصكوك الغفران:

- ‌المطلب الرابع: الزواج عند النصارى:

- ‌المطلب الخامس: حمل الصليب وتقديسه:

- ‌المطلب السادس: تقديس يوم الأحد:

- ‌المطلب السابع: الأسرار السبعة:

- ‌المطلب الثامن: التنظيم الكهنوتي:

- ‌المطلب التاسع: الهرطقة ومحاربتها:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: البشارة الأولى:

- ‌المطلب الثاني: البشارة الثانية:

- ‌المطلب الثالث: البشارة الثالثة:

- ‌المطلب الرابع البشارة الرابعة:

- ‌المطلب الأول: بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون:

- ‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

- ‌الفرع الثاني: نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران:

- ‌المطلب الثالث: المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان:

- ‌المطلب الرابع: البشارة بالملكوت:

- ‌المطلب الخامس: النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت:

- ‌المطلب السادس: البشارة بـ (محماد) مشتهى الأمم:

- ‌المطلب السابع: البشارة بإيلياء:

- ‌المطلب الثامن: الأصغر في ملكوت الله:

- ‌المطلب التاسع: المسيح يبشر بالبارقليط:

- ‌الفصل العاشر: تحريفات النصارى ومزاعمهم:

- ‌المطلب الأول: الاضطهادات:

- ‌المطلب الثاني: ضياع الإنجيل وانقطاع السند:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: ادعاؤه أن المسيح ابن الله:

- ‌الفرع الثاني: ادعاؤه أن الغاية من مجيء المسيح عليه السلام هو الصلب وتكفير الخطايا:

- ‌الفرع الثالث: ادعاؤه أن دعوة المسيح عليه السلام كانت عامة لجميع بني البشر:

- ‌الفرع الرابع: إلغاؤه لشريعة موسى عليه السلام، ودعواه أن الإنسان ينجو بالإيمان المجرَّد بدون عمل

- ‌الفرع الخامس: إلغاؤه للختان:

- ‌الفرع السادس: التأثر بالوثنيات والفلسفات الوثنية:

- ‌الفرع السابع: تدخل الإمبراطور قسطنطين:

- ‌الفرع الثامن: المجامع النصرانية:

- ‌المبحث الثاني: الرد على شبهات النصارى في ادعائهم الإيمان، وأن القرآن قد أثنى على دينهم، وحكم لهم بالنجاة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثالث: نفي الألوهية عن عيسى عليه السلام من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الرابع: بشرية عيسى- عليه السلام وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الخامس: نبوة عيسى عليه السلام ورسالته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: نماذج من انحرافات النصارى، من القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من انحرافات النصارى، من السنة:

- ‌المبحث الأول: علاقة النصارى باليهود وعداؤهم للإسلام:

- ‌المبحث الثاني: عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم:

- ‌الفصل الثاني عشر: النصارى في التاريخ الإسلامي:

- ‌الفصل الثالث عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: الملكانية:

- ‌المطلب الثاني: النسطورية:

- ‌المطلب الثالث: اليعقوبية:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الكنيسة الأرثوذكسية المصرية:

- ‌الفرع الرابع: الانفصال الرسمي:

- ‌الفرع الخامس: الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية:

- ‌الفرع السادس: أهم الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السابع: العبادات والشعائر:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: تأكيد سيطرة الكنيسة الغربية:

- ‌الفرع الرابع: العصور المظلمة:

- ‌الفرع الخامس: القرون الوسطى:

- ‌الفرع السادس: بعث الأمة الكاثوليكية:

- ‌الفرع السابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: أهم الكنائس البروتستانتية:

- ‌الفرع الرابع: الصهيونية المسيحية:

- ‌الفرع الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: أماكن الانتشار:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الخامس: طريقتهم في العمل:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الهيكل التنظيمي:

- ‌الفرع الرابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السادس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب العاشر: الأبرشانية Congregationalism:

- ‌المطلب الحادي عشر: أخوة بلايموث Plymouth Brethern:

- ‌المطلب الثاني عشر: السريان:

- ‌المطلب الثالث عشر: البروتستنتية المتحررة Liberal Protestantism:

- ‌المطلب الرابع عشر: أنغليكان:

- ‌المطلب الخامس عشر: كيبتاوالا Kibtawala:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالتنصير:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: هل جاء المسيح بديانة عالمية

- ‌المبحث الخامس أسباب انتشار التنصير في البلاد الإسلامية:

- ‌المبحث السادس: الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك:

- ‌المطلب الأول: بيان أنواع الوسائل والطرق إجمالا:

الفصل: ‌المطلب الأول: الصلب:

‌المطلب الأول: الصلب:

الصلب هوالتعليق على خشبة الصليب.

واليهود والنصارى يعتقدون أن المسيح عليه السلام مات مصلوباً.

ويزعم اليهود أن المسيح كفر بالله؛ لهذا حملوا عليه وطالبوا بدمه، وزعموا أنه مات مصلوباً.

والموت على الصليب يستلزم اللعنة عندهم، فقد ورد في سفر التثنية (21/ 22):(وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنها في ذلك اليوم؛ لأن المعلق ملعون من الله).

أما النصارى فهم يعتقدون كذلك أن المسيح مات مصلوبا، إلا أنهم يعللون ذلك بأنه صلب فداء للبشر؛ لتخليصهم من خطيئة أبيهم آدم عليه السلام، وهي أكله من الشجرة التي نهي عنها، فانتقلت تلك الخطيئة إلى أبنائه، وأغضبت الله عليهم أيضاً، فكان لابد من وسيط يتحمل هذا الإثم، ويرضى بأن يموت على الصليب، وهذا الوسيط المخلص في زعمهم لابد أن يكون ذا وضع متميز خال من الإثم والخطأ، ولا يكون هذا إلا ابن الله - الذي هو الله في زعمهم- ثم لابد أن يكتسب الخطيئة عن طريق الجسد، فهذا ما جعله يتجسد في صورة عيسى، ويخرج من بطن مريم ثم يموت على الصليب فداء للبشر، فيرضى الله بذلك عن بني آدم، وترتفع عنهم تلك الخطيئة؛ لأنهم يزعمون أن الله جلَّ وعلا منذ وقع آدم في الخطيئة، وهو غضبان على بني آدم بسبب الخطيئة، ولابد بناء على عدله أن يعذبهم، وهو بناء على رحمته يحب أن يرحمهم، فأنزل ابنه ليكون الوسيط والفداء الذي يقع عليه العدل، فيعذب على الصليب حتى الموت، فيكون موته فداء لبني آدم، فيمكن بعد ذلك رحمة بني آدم؛ لأن العقاب قد حلَّ بالوسيط المخلص، فكان بهذا المسيح هو الذي جمع بين عدل الله ورحمته، وفتح باب رحمة الله لخلقه مرة أخرى.

فتبين أن هنا أمران وهما: الصلب، والفداء فنبين ما يتعلق بكل واحد منهما:

الصلب:

أ- قصة الصلب إجمالا كما وردت في الأناجيل:

يعتقد النصارى كما سبق بيانه أن المسيح مات مصلوباً. وقصة الصلب كما وردت في الأناجيل باختصار هي: أن المسيح عليه السلام طلبه اليهود ليقتلوه؛ لأنه في زعمهم كفر بالله، فدلَّهم على مكانه أحد أتباعه- وهو يهوذا الإسخريوطي- بعد أن أغروه بالمال، فقبضوا عليه ليلة الجمعة بعد أن كان قد فرغ من صلاة طويلة تضرع وتوسل فيها إلى الله عز وجل أن لا يذيقه هذه الكأس، ثم ساقوه إلى دار رئيس كهنة اليهود الذي تحقق من أنه مستحق للقتل، ثم حمل إلى دار الوالي الروماني الذي حكم عليه بالصلب بناء على رغبة اليهود، فصلب الساعة الثالثة صباحاً من يوم الجمعة ومات على الصليب الساعة التاسعة مساء، أي: وقت العصر، بعد أن صاح:(إلهي إلهي لماذا تركتني).

ثم أُنِزْل من الصليب في تلك الليلة، وأُدِخْل قبرا بقي فيه تلك الليلة، ثم نهار السبت، ثم ليلة الأحد، ولما جاؤوا إليه صباح الأحد وجدوا القبر خاليا، وقيل لهم: إنه قام من قبره ثم إنه ظهر لهم في الجليل وكلمهم، وبقي معهم أربعين يوماً، ثم ارتفع إلى السماء وهم ينظرون إليه، هذا ما ورد في الأناجيل عن قصة الصلب اجمالاً.

ب- اختلاف المعلومات الواردة في الأناجيل عن الصلب:

إذا نظرنا إلى قصة الصلب في الأناجيل نجدها مختلفة في أكثر نقاطها، وإليك بيان الاختلافات الموجودة في رواية هذه القصة:

1 -

ذكر لوقا: أن ملكاً من الملائكة تراءى للمسيح يقوي عزيمته في آخر صلاة صلاها. ولم يذكر ذلك الآخرون.

2 -

ذكر لوقا: أن المسيح صلى مرة واحدة، ولم يوقظ تلاميذه إلا مرة واحدة، أما متَّى ومرقص، فذكرا أن ذلك تكرر ثلاث مرات، ويوحنا لم يذكر من ذلك شيئاً.

ص: 304

3 -

أن الأناجيل الثلاثة متَّى ومرقص ولوقا ورد فيها: أن العلامة بين يهوذا الذي دلَّ اليهود على مكان المسيح، واليهود الذين جاؤوا للقبض على المسيح هي أن من يقبله فهو المسيح، ويوحنا ذكر أن المسيح خرج إليهم وسألهم عمن يطلبون، فقالوا: يسوع. فقال لهم: أنا هو.

4 -

أن يوحنا ذكر: أن اليهود لما قبضوا على المسيح ساقوه إلى حنان الذي كان حماً لرئيس الكهنة قيافا، أما الأناجيل الأخرى فلم تذكر ذلك، بل ذكرت أنهم ذهبوا به مباشرة إلى قيافا رئيس كهنة اليهود.

5 -

ذكر يوحنا: أن بطرس وتلميذاً آخر تبعا المسيح إلى رئيس الكهنة بعد أن قبض عليه، أما الآخرون فلم يذكروا سوى بطرس الذي خرج بعد ذلك، ولم يشاهد المحاكمة.

6 -

سؤال رئيس الكهنة للمسيح وقت المحاكمة حسب مرقص: (أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء).

وفي متَّى: (أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ قال له يسوع: أنت قلت. وأيضا أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء).

وفي لوقا أن الجماعة سألوه: (إن كنت أنت المسيح فقل لنا، فقال لهم: إن قلت لكم لا تؤمنون، وإن سألتكم لا تجيبوني ولا تطلقوني. ولكن من الآن يكون ابن البشر جالسا عن يمين قدرة الله. فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون: إني أنا هو).

وفي يوحنا أن رئيس الكهنة سأل المسيح عن تلاميذه وعن تعليمه، فأجابه، وليس في شيء منها قوله السابق عن نفسه.

7 -

الأناجيل الثلاثة ذكرت: أن المسيح لما ذهب به اليهود إلى بيلاطس الوالي الروماني، فسأله عما يتهمونه به من أنه ملك اليهود، لم يجبه المسيح بشيء حتى تعجب منه بيلاطس.

أما أنجيل يوحنا فيذكر كلاماً بين المسيح وبيلاطس.

8 -

الأناجيل الثلاثة ذكرت أن الصليب الذي صلب عليه المسيح سخر له رجل اسمه (سمعان القيرواني) لحمله.

أما أنجيل يوحنا فيذكر أن المسيح هو الذي حمل صليبه.

9 -

ذكر لوقا: أن المسيح التفت إلى الجموع وهو في طريقه إلى الصليب، وحذَّرهم مما سيقع لهم في الأيام القريبة من الأمور الخطيرة العظيمة. ولم يذكر ذلك أي من الأناجيل الأخرى.

10 -

إن علة صلب المسيح حسب لوقا مكتوبة على الصليب هكذا (هذا هو ملك اليهود) باليونانية واللاتينية، والعبرانية.

وفي مرقص (ملك اليهود) ولم يذكر اللغات التي كتب بها.

وفي متَّى (هذا هو يسوع ملك اليهود) ولم يذكر اللغات.

وفي يوحنا (يسوع النصارى ملك اليهود) باليونانية واللاتينية والعبرانية.

11 -

أن مرقص ومتَّى ذكرا: أن اللصين اللذين صلبا مع المسيح كانا يعيرانه مع الناس.

أما لوقا فقد ذكر: أن أحدهما عيَّره، أما الآخر فردَّ عليه، ودافع عن المسيح، ولم يذكر يوحنا ذلك.

12 -

ذكر يوحنا: أنه كان يقف عند الصليب أم المسيح وأخت أمه ومريم المجدلية مع التلميذ الذي يحبه المسيح، ويعني نفسه.

وأما لوقا ومرقص ومتَّى فقد ذكروا: أن نساء من بعيد كن ينظرن إليه، من بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويسى وسالومة وأخر كثيرات، ولم يذكروا حضور أي تلميذ من تلاميذه الصلب.

13 -

في متَّى ومرقص: أن المسيح صرخ في الساعة التاسعة وقال: (ألوى ألوى لما شبقتني. الذي تفسيره (إلهي إلهي لماذا تركتني؟).

وفي لوقا قال: (ونادى يسوع بصوت عظيم قائلا: يا أبت في يديك أستودع روحي).

وفي يوحنا أنه لم يصرخ وإنما قال: (قد أكمل، ونكس رأسه، وأسلم الروح).

ص: 305

14 -

الاختلاف في الأحداث بعد الصلب حيث قال متَّى: (انشق حجاب الهيكل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبر بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين).

وفي مرقص (انشق حجاب الهيكل إلى اثنين).

وفي لوقا (أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل).

ويوحنا لم يذكر من ذلك شيئا.

15 -

الاختلاف في عدد ووقت الذين جاؤوا صباح الأحد لمشاهدة القبر الذي فيه المسيح ووجدوه خاليا - وقد سبق ذكر ذلك.

فهذه الاختلافات العديدة بينهم في رواية أعظم حادث في حياة المسيح- حسب معتقد النصارى- وهو: الصلب، إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أنه ليس لديهم علم مؤكد ومحقق في هذا الأمر، وأن ذلك كله من باب الظن والخرص الذي لا يغني من الحق شيئا، ولو كان عندهم فيه شيء مدون، أو رواة ثقات عاينوا وشاهدوا الأحداث لما اختلفوا فيه. وإن من دلالة صدق الرواة لحدث من الحوادث اتفاقهم على رواية الخبر وتفاصيل وقائعه، وإن من دلالة كذب الرواة أو عدم علمهم به اختلافهم في رواية الخبر وتباين كلامهم عنه. وهذا حقيقة حال النصارى في هذا الحادث الذي قامت النصرانية المحرفة كلها عليه، كما سبق بيانه، فإنهم ليس عندهم علم به مؤكد، إن يظنون إلا ظنا. وانظر واستمع إلى دقة كلام الله عز وجل في تعبيره عن الواقعة وعن رواتها حيث قال عز وجل: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء:157 - 158]

فأكَّد الله جلَّ وعلا عدم صلبه، وأنه رفعه إليه، وبيَّن أن الأمر قد شُبِّه على اليهود الذين زعموا أنهم صلبوه، كما أن الذين اختلفوا فيه- وهم النصارى الضالون- علمهم فيه غير مؤكد؛ إذ هم متبعون للظن في قولهم وزعمهم، ويؤكد ذلك ويبينه أن الأناجيل الثلاثة متَّى، ومرقس، ولوقا، قد ذُكر فيها: أن التلاميذ حال القبض على المسيح تركوه وفروا جميعاً، فهم لم يعاينوا القبض عليه، ولا محاكمته، ولا رفعه على الصليب، ولا موته، ولا دفنه، ولا قيامته من القبر، وأن الذي شاهد الصلب مجموعة من النساء كن ينظرن إليه من بعيد.

أما رواية إنجيل يوحنا بأن التلميذ الذي يحبه المسيح كان حاضراً وقت المحاكمة وعند الصلب، وكذلك أم المسيح كانت موجودة وقت الصلب، فهي رواية غير صحيحة لاشك لمخالفتها لرواية الأناجيل الثلاثة الأخرى. كما أن إنجيل يوحنا هو أقل الأناجيل نصيباً من الصحة - كما سبق بيانه في فصل المصادر.

جـ - حقيقة نهاية المسيح عليه السلام على الأرض ومجيئه مرة أخرى:

الحق بالنسبة للمسيح عليه السلام أن الله عز وجل أنجاه من أعدائه اليهود، وهذا الذي يتناسب مع سؤال المسيح وتضرعه إلى الله أن يعبر عنه هذه الكأس، فقد استجاب الله له ورفعه إليه، قال الله تعالى:

ص: 306

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِما أنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. [آل عمران:52 - 55]

وقوله: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ المراد به من الاستيفاء وهو القبض، أو النوم، على معنى قول الله عز وجل: وَهُوَ

الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، أو أن فيها تقديما وتأخيراً، تقديره رافعك إليَّ ومتوفيك.

وقال عز وجل رادًّا على اليهود ادعاءاتهم على المسيح وأمه مبيناً الحق فيما يتعلق بنهاية المسيح عليه السلام: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. [النساء: 156 - 158].وقد دلت السنة على أن المسيح عليه السلام سينزل آخر الزمان، وفي هذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام:((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لايقبله أحد)) (1).

وقد أجمع المسلمون على هذه العقيدة وهي أن المسيح عليه السلام سينزل آخر الزمان بناء على تواتر الأحاديث في ذلك، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع من العقلانيين في هذه الأزمان المتأخرة ممن زعموا أن هذه عقيدة يهودية دخلت على المسلمين، وتابعهم على ذلك كثير من الكتاب الذين ليس لهم علم بهذه الأمور سوى التقليد. والحق أن هذه العقيدة ثبتت بالأدلة الصحيحة من السنة، وأجمع علماء الإسلام عليها، مما لاحاجة لنا معه إلى قول أحد من الناس وتخرصاته.

ومما يجدر ذكره هنا أن النصارى يعتقدون رجعة المسيح قبل يوم القيامة، وأنه سيحاسب الناس ويضم أتباعه إليه.

ومن النصوص الدالة على ذلك عندهم ماورد في سفر أعمال الرسل (1/ 15) بعد رفع المسيح إلى السماء قولهم: (أيها الرجال الجليليون، مابالكم واقفين تنظرون إلى السماء، إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء).

وكذلك اليهود يؤمنون بأن مسيحاً سيأتي آخر الزمان، وينتصر به اليهود على أعدائهم، واليهود منذ زال ملكهم وهم ينتظرون ذلك المسيح الذي يعيد إليهم ملكهم.

وإن في ذلك أمراً عجيباً له دلالات عجيبة غريبة، نشير إلى ما يبدو منها مما فيه تأييد للوحي والحق، فأقول:

(1) رواه البخاري (2222) ومسلم (155)

ص: 307

إن مما لاشك فيه ولا مرية أن المسيح عليه السلام قد رفعه الله إلى السماء، كما ذكر الله عز وجل ذلك في القرآن، وسوف ينزل آخر الزمان كما ثبت في السنة، وهما المصدران اللذان لم تشُبهما شائبة التحريف، ولم يطلهما تغيير ولاتبديل، وكما ارتفع المسيح عليه السلام بشراً، سيعود بشراً ليس إلهاً ولا ابن إله، كما زعم النصارى، ونزوله عليه السلام من علامات الساعة الكبرى، أي: الأمارات الدالة على قرب قيام الساعة.

ومما لاشك فيه ولامرية أيضاً أن هناك رجلا آخر سيسبق مجيء المسيح عيسى عليه السلام ألا وهو المسيح الدجال، وهو مسيح الضلالة والغواية، والدعوة إلى الكفر، ونصير الكفار، فهما مسيحان سيأتيان في وقت متقارب جدًّا إذا ظهر أولهما لحقه الآخر، هذا مما ثبت لدينا نحن المسلمين بالأدلة القاطعة الثابتة، فإلى أيهم سينتمي الناس؟.لاشك أن المسلمين الصادقين سينتمون إلى مسيح الهداية والخير عيسى بن مريم عليه السلام، بل إن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام سينزل عليهم في جماعتهم عند إقامة الصلاة، فقد ورد في حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة)) (1) وقال: ((فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة)) (2).

أما اليهود والمنافقون والكفار فإنهم ينضمون إلى مسيح الضلالة، المسيح الدجال. أما أنحياز اليهود إليه فلأنه يهودي منهم، فقد ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ابن صياد قال لأبي سعيد رضي الله عنه: يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم:((إنه يهودي))؟ يعني الدجال. (3) وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة)) (4) كما أن قتله يكون بين اليهود في فلسطين بباب لد.

فهذا فيه دلالة واضحة على أن المسيح الدجال هو الزعيم والملك الذي ينتظره اليهود بفارغ الصبر.

(1) رواه مسلم (1923) من حديث جابر.

(2)

رواه مسلم (156)

(3)

رواه مسلم (2927)

(4)

رواه مسلم (2944)

ص: 308

وإن من عجيب قدر الله جلَّ وعلا أن اليهود كانوا قبل مجيء المسيح عيسى عليه السلام ينتظرون مسيحاً، إلا أن آمالهم كانت متعلقة بشخصية محاربة يملكون بها الدنيا، ويعيدون لأنفسهم بها ما سلف من مجدهم، وما أندثرمن عزهم بسبب كفرهم، ويرفعون عن أنفسهم تسلط الرومان، الذين كانوا متسلطين عليهم في ذلك الزمان، فلما جاءهم المسيح عيسى بن مريم عليه السلام نبيًّا كريماً ذا خصال حميدة وخلال كريمة، يدعو إلى التوبة والإيمان، والتقوى والإحسان، والعفو عن الظالم، والصبر على البلاء، نفروا منه نفوراً شديداً، وكرهوه وكرهو دعوته عليه الصلاة والسلام، فسعوا بناء على ذلك إلى قتله تخلصاً منه، حيث خيب آمالهم في تملك الدنيا، وإخراجهم من الذل الذي كانوا فيه، إلا أن الله سبحانه بكريم فضله وعظيم إنعامه أنقذ عبده ورسوله منهم وأنجاه ورفعه إليه، وحاق بالذين حاولوا قتله البلاء العظيم، فبعده بمدة وجيزة حلَّ باليهود عذاب أليم وبلاء شديد، تشتتوا بسببه في أنحاء الارض شذر مذر. ثم إن مما سيكون من عجيب القدر والتقدير أن الذي هو أمل اليهود في السيطرة على العالم، وزعيمهم الذي سيخُضِع العالم لهم سيأتي ولا قِبَل لأحد من الناس به، إلا أن الله عز وجل ادَّخر له عيسى ابن مريم عليه السلام الذي لم يقبله اليهود؛ لأنه لم يحقق لهم أطماعهم، ولم يستجب لأهوائهم، حيث سيكون على يديه الكريمتين هلاك ملك اليهود، ورجائهم في السيطرة والغلبة، فبعد ظهور المسيح الدجال واتباع اليهود وأهل الضلالة له، ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، كما قال عليه الصلاة والسلام:((فينزل - يعني عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه. فيطلبه – أي: المسيح عيسى عليه السلام يطلب ويلحق المسيح الدجال- حتى يدركه بباب لدٍّ في فلسطين فيقتله .. )) (1). فيكون بذلك دمار اليهود النهائي، ودمار ملكهم على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أولاً، ثم سائر المؤمنين من بعده، حيث ستكون مقتلة عظيمة يقتل بها جميع اليهود في فلسطين، والمسيح الدجال من أعظم البلايا والفتن على بني الإنسان، فإنه ما من نبي إلا حذَّر أمته منه، فقد روى عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال:((إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذره قومَه، لقد أنذره نوح قومَه، ولكن أقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه، تعلموا أنه أعور، وإن الله تبارك وتعالى ليس بأعور)) (2).وللدجال طاقات ومقدرة وقوة يفتن بها الناس، ويدعو الناس إلى عبادة نفسه، حيث سيزعم أنه رب وإله، فمن تابعه نال مما معه من لذة الدنيا ومتعها، ومن خالفه أصابه بلاء وعناء، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام في بيان سرعته في السير في الأرض وماأُعْطِيَ من قوة:((قلنا: يارسول الله، وما إسراعه في الأرض؟، قال: (كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمرُّ بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك. فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل)) (3).

فلهذه الفتن التي تكون معه يتبعه المنافقون وأهل الأهواء والكفار.

أما النصارى ..... والله أعلم أن أكثرهم سيكون من أتباع مسيح الضلالة المسيح الدجال، وأنه سيكون فتنة عظيمة لهم. وذلك أن النصارى ينتظرون مسيحاً هو الرب والإله في زعمهم، فإذا جاء المسيح الدجال فإنه يدَّعي الربوبية ومعه جنة ونار- كما ورد في الحديث- فمن آمن به أدخله جنته، ومن لم يؤمن به أدخله ناره، وماجنته إلا نار الآخرة وما ناره إلا جنة الآخرة.

ثم إن النصارى يظنون أنه سيكون في هذه الدنيا حساب وإدانة للناس من قبل المسيح عيسى في زعمهم، فهذه كلها دلائل تشير إلى أنهم سيفتنون به إلا من عصمه الله منهم، واستبان له حقيقة ذلك الدجال بما جعل الله في خلقته من القبح والنقص، وما سيكون لاشك في دعوته وديانته من الفساد والانحراف والكفر. ولكن أنَّى للنصارى أن يتبينوا الفساد في الديانة، وهم على ديانة غاية في الانحراف، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

‌المصدر:

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد العزيز الخلف – بتصرف - ص 304

(1) رواه مسلم (2937)

(2)

رواه البخاري (3057) ، ومسلم (169)

(3)

رواه مسلم (2937).

ص: 309