المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله: - موسوعة الملل والأديان - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الأديان لغة واصطلاحا:

- ‌المبحث الثاني: الفرق بين الدين والمذهب:

- ‌المبحث الثالث: تقسيم الأديان:

- ‌المبحث الأول: علم الأديان في القرآن الكريم وكتابة المسلمين فيه:

- ‌المبحث الثاني: باعث التدين:

- ‌المبحث الثالث: بيان أن التوحيد سبق الشرك:

- ‌الفصل الثالث: واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه

- ‌المبحث الأول: تعريف اليهودية:

- ‌المبحث الثاني: سبب التسمية:

- ‌المبحث الثالث: أسماء اليهود:

- ‌المطلب الأول: النشأة:

- ‌المطلب الثاني: انتقال يعقوب عليه السلام بأولاده من بادية فلسطين إلى مصر:

- ‌المطلب الثالث: خروج بني إسرائيل من مصر:

- ‌المطلب الرابع: ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج:

- ‌المطلب الخامس: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين:

- ‌المطلب السادس: استيلاء الأجنبي عليهم:

- ‌المطلب السابع: تشتتهم في الأرض:

- ‌المطلب الثامن: تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث:

- ‌أولا: مسألة: ادعاء اليهود أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌ثانيا: مسألة: كذب اليهود المعاصرين في ادعائهم أنهم نسل بني إسرائيل:

- ‌المبحث الأول: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: السفارد Sephardim:

- ‌ثانيا: الإشكناز Ashkenazim:

- ‌ثالثا: اليهود الغربيون Western Jews:

- ‌رابعا: اليهود الشرقيون Oriental Jews:

- ‌خامسا: اليهود المستعربة Arabized Jews:

- ‌سادسا: الصابرا: جيل ما قبل عام 1967م

- ‌المطلب الثاني: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية:

- ‌تمهيد: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية

- ‌أولا: اليهود المتخفون Crypto-Jews:

- ‌ثانيا: البرتغاليون The Portuguese:

- ‌ثالثا: يهود المارانو: تاريخ وعقيدة The Marranos History and Doctrine:

- ‌رابعا: جديد الإسلام Jedid al-Islam:

- ‌خامسا: تشويتاس Chuetas:

- ‌سادسا: الرومانيوت Romaniot:

- ‌سابعا: يهود الهند Indian Jews:

- ‌ثامنا: بنو إسرائيل: Bene Israel:

- ‌تاسعا: يهود كوشين Cochin Jews:

- ‌عاشرا: يهود مانيبور Mainpur Jews:

- ‌حادي عشر: اليهود البغدادية Baghdadi Jews:

- ‌ثاني عشر: يهود القوقاز The Jews of the Caucasus:

- ‌ثالث عشر: يهود جورجيا Georgian Jews:

- ‌رابع عشر: يهود بخارى Bukhara Jews:

- ‌خامس عشر: يهود الجبال (يهود التات، يهود داغستان):

- ‌سادس عشر: يهود الخَزَر Khazar Jews:

- ‌سابع عشر: الكرمشاكي (تاريخ يهود شبه جزيرة القرم)

- ‌ثامن عشر: اليهود الأكراد Kurdish Jews:

- ‌تاسع عشر: يهود الصين (يهود كايفنج):

- ‌عشرون: اليهود الزنوج Negro Jew:

- ‌واحد وعشرون: العبرانيون السود

- ‌اثنان وعشرون: الفلاشاه: تاريخ وهوية

- ‌تمهيد: الفرق اليهودية

- ‌المبحث الأول: الفريسيون:

- ‌المبحث الثاني: الصدوقيون:

- ‌المبحث الثالث: المتعصبون:

- ‌المبحث الرابع: الكتبة أو النَّساخ:

- ‌المبحث الخامس: القراءون:

- ‌المبحث السادس: السامريون:

- ‌المبحث السابع: السبئية:

- ‌المبحث الثامن: الحسيديم:

- ‌المبحث التاسع: الإصلاحيون:

- ‌المبحث العاشر: الأرثوذكسية:

- ‌المبحث الحادي عشر: المحافظون:

- ‌المبحث الثاني عشر: العنانية:

- ‌المبحث الثالث عشر: العيسوية:

- ‌المبحث الرابع عشر: اليوذعانية:

- ‌المبحث الخامس عشر: الموشكانية أصحاب موشكان:

- ‌المبحث السادس عشر: الغيورون (قنَّائيم)

- ‌المبحث السابع عشر: الأسينيون:

- ‌المبحث الثامن عشر: عصبة حملة الخناجر: Sicarii

- ‌المبحث التاسع عشر: الفقراء (الإبيونيون): Ebionites

- ‌المبحث العشرون: القبالة Kabbale؛ الكابالا:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: المغارية Maghariya:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: المعالجون (ثيرابيوتاي): Therapeutae

- ‌المبحث الثالث والعشرون: المستحمون في الصباح (هيميروبابتست): Hemerobaptists

- ‌المبحث الرابع والعشرون: عبدة الإله الواحد (هبسستريون) Hypsisterion:

- ‌المبحث الخامس والعشرون: البناءون (بنائيم): Banaaim

- ‌المبحث الأول: التوراة والكتب الملحقة بها:

- ‌المطلب الأول: تعريفه:

- ‌المطلب الثاني: تدوين التلمود:

- ‌المطلب الثالث: تقديس اليهود له:

- ‌المطلب الرابع: مبادئه وخطره على غير اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريفها:

- ‌المطلب الثاني: ظروف تدوينها:

- ‌المطلب الثالث: الغرض منها:

- ‌الفصل الخامس: تاريخ التوراة:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: أدلة التحريف من القرآن الكريم والتوراة:

- ‌المطلب الأول: الاختلاف في عدد الأسفار:

- ‌المطلب الثاني: الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة:

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف بالمقارنة مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم:

- ‌المطلب الرابع: الزيادة والإضافات:

- ‌المبحث الأول: تعريف هذه الأسفار:

- ‌المبحث الثاني: نقد التوراة المحرفة وما يتبعها من الأسفار:

- ‌المبحث الثالث: ما تثبته النصارى بخلاف نص التوراة وتكذيبهم لنصوصها التي بأيدي اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: وصفهم الله عز وجل بالتعب:

- ‌المبحث الثاني: وصفهم الله عز وجل بالجهل:

- ‌المبحث الثالث: وصفهم الله عز وجل بالندم:

- ‌المبحث الرابع: وصفهم الله عز وجل وتعالى وتقدس بالبكاء وذرف الدموع:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: نوح عليه السلام:

- ‌المبحث الثاني: لوط عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: يعقوب عليه السلام:

- ‌المبحث الرابع: هارون عليه السلام:

- ‌المبحث الخامس: داود عليه السلام:

- ‌المبحث السادس: سليمان عليه السلام:

- ‌الفصل العاشر: أهم مواسم اليهود وأعيادهم:

- ‌الفصل الحادي عشر: بداية انحراف اليهود:

- ‌المبحث الأول: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الثاني: الإله عند اليهود:

- ‌المبحث الثالث: اليوم الآخر لدى اليهود:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصيام:

- ‌المطلب الأول: الزواج:

- ‌المطلب الثاني: الطلاق:

- ‌المطلب الثالث: المأكل والمشرب:

- ‌المبحث السادس: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: زعمهم بأنهم شعب الله المختار:

- ‌المبحث الثاني: زعمهم نقاء الجنس اليهودي:

- ‌المبحث الثالث: زعمهم أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌الفصل الرابع عشر: من أوصاف اليهود وأخلاقهم:

- ‌المبحث الأول: مواقف اليهود مع المسلمين قديماً وحديثاً:

- ‌المبحث الثاني: أهداف اليهود:

- ‌المبحث الثالث: وسائل اليهود ومخططاتهم:

- ‌الفصل السادس عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: تاريخ الصهيونية:

- ‌المبحث الثالث: أهداف الصهيونية:

- ‌المبحث الرابع: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌تمهيد:

- ‌أ - سبب حرص الصهاينة على فلسطين:

- ‌ب- وعد بلفور:

- ‌ج- الوعود البلفورية:

- ‌المطلب الثاني: خطط اليهود المستقبلية:

- ‌المطلب الثالث: اللوبي اليهودي والصهيوني (أو جماعات الضغط الصهيونية)

- ‌المطلب الرابع: تاريخ موجز للحركة الصهيونية:

- ‌أولا: المرحلة التكوينية:

- ‌ثانياً: مرحلة الولادة في مطلع القرن العشرين:

- ‌ثالثاً: الاستيطان في فلسطين:

- ‌رابعاً: أزمة الصهيونية:

- ‌المبحث التاسع: اليهود في العصر الحديث:

- ‌المبحث الأول: التعريف:

- ‌المبحث الثاني: أصلها:

- ‌المبحث الثالث: هل يصح إطلاق المسيحية على النصرانية

- ‌المبحث الرابع: نشأتها وتاريخها:

- ‌المبحث الخامس: التعريف بالمسيح عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: المسيح عليه السلام من خلال مصادر النصارى:

- ‌المطلب الثاني: تلاميذ المسيح عليه السلام بعد رفعه:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: الغنوصية:

- ‌الفرع الثاني: المونتانية:

- ‌الفرع الثالث: البنويون:

- ‌الفرع الرابع: الانتحالية أو الوحدوية:

- ‌أولا: السابليوسية:

- ‌ثانيا: الآريوسية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الرهبانية والديرية وتأثير الفلسفة على النصرانية:

- ‌المبحث الثامن: الكنيسة في عصر النهضة:

- ‌المبحث التاسع: الكنيسة والماسونية:

- ‌المبحث العاشر: الكنيسة في خدمة الاستعمار الغربي:

- ‌الفصل الثاني: عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: المرحلة الأولى:

- ‌المبحث الثاني: المرحلة الثانية:

- ‌المبحث الأول: التبشير:

- ‌المبحث الثاني: بداية الانحراف:

- ‌المبحث الثالث: الاضطهاد:

- ‌المبحث الأول: العهد الذهبي للنصارى:

- ‌المبحث الثاني: مرحلة الانفصال السياسي:

- ‌المبحث الثالث: نشأة البابوية:

- ‌المبحث الرابع: بداية الصراع والتنافس على الزعامة الدينية بين الكنيستين:

- ‌المبحث الخامس: انفصال الكنيسة مذهبيًّا:

- ‌المبحث السادس: نشأة الكنيسة اليعقوبية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الكنيسة المارونية:

- ‌المبحث الثامن: انفصال الكنيسة إداريًّا:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الكتاب المقدس:

- ‌المطلب الأول: إسناد وتاريخ الأناجيل الأربعة إجمالا:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالاً:

- ‌المطلب الثاني: تاريخ الأناجيل الأربعة تفصيلاً:

- ‌أولاً: إنجيل متى:

- ‌ثانياً: إنجيل مرقص:

- ‌ثالثاً: إنجيل لوقا:

- ‌رابعاً: إنجيل يوحنا:

- ‌المطلب الثالث: الأناجيل الأربعة متناً:

- ‌المطلب الرابع: الأغلاط في الأناجيل:

- ‌المطلب الخامس: إنجيل برنابا:

- ‌تمهيد:

- ‌1 - مجمع نيقية سنة (325) م:

- ‌2 - مجمع القسطنطينية:

- ‌3 - مجمع أفسس سنة (431) م:

- ‌4 - مجمع خلقيدونيه سنة (451) م:

- ‌5 - المجمع السابع سنة (754، 787) م:

- ‌6 - المجمع الثامن سنة (869) م:

- ‌7 - المجمع الثاني عشر الذي عقد سنة (1215) م:

- ‌8 - مجمع روما عام (1769) م:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التثليث:

- ‌المطلب الأول: استدلالات النصارى على التثليث:

- ‌المطلب الثاني: إبطال ونقض ما استدلوا به على التثليث:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات الوحدانية وإبطال التثليث من العهد القديم والأناجيل:

- ‌المبحث الثاني: الأقانيم الثلاثة تعريفها وأدلتهم عليها وبيان بطلان تلك الأدلة:

- ‌المطلب الأول: الأقنوم الأول: الأب:

- ‌المطلب الثاني: الأقنوم الثاني: الابن:

- ‌المطلب الثالث: الأقنوم الثالث: الروح القدس:

- ‌المطلب الرابع: إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: الاتحاد: (التجسد):

- ‌المطلب الأول: الصلب:

- ‌المطلب الثاني: الفداء:

- ‌المطلب الثالث: بيان بطلان دعوى النصارى في الصلب والفداء:

- ‌المبحث الخامس: أهم الأفكار والمعتقدات الأخرى:

- ‌المطلب الأول: الخطيئة والخلاص:

- ‌المطلب الثاني: التثليث:

- ‌المطلب الثالث: التوسط والتحليل والتحريم:

- ‌المبحث السابع: دعوى محاسبة المسيح الناس:

- ‌المبحث الثامن: قول النصارى في البعث والجنة والنار:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصوم:

- ‌المطلب الأول: التعميد:

- ‌المطلب الثاني: العشاء الرباني أو القربان المقدس:

- ‌المطلب الثالث: الاعتراف للقس، وصكوك الغفران:

- ‌المطلب الرابع: الزواج عند النصارى:

- ‌المطلب الخامس: حمل الصليب وتقديسه:

- ‌المطلب السادس: تقديس يوم الأحد:

- ‌المطلب السابع: الأسرار السبعة:

- ‌المطلب الثامن: التنظيم الكهنوتي:

- ‌المطلب التاسع: الهرطقة ومحاربتها:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: البشارة الأولى:

- ‌المطلب الثاني: البشارة الثانية:

- ‌المطلب الثالث: البشارة الثالثة:

- ‌المطلب الرابع البشارة الرابعة:

- ‌المطلب الأول: بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون:

- ‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

- ‌الفرع الثاني: نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران:

- ‌المطلب الثالث: المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان:

- ‌المطلب الرابع: البشارة بالملكوت:

- ‌المطلب الخامس: النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت:

- ‌المطلب السادس: البشارة بـ (محماد) مشتهى الأمم:

- ‌المطلب السابع: البشارة بإيلياء:

- ‌المطلب الثامن: الأصغر في ملكوت الله:

- ‌المطلب التاسع: المسيح يبشر بالبارقليط:

- ‌الفصل العاشر: تحريفات النصارى ومزاعمهم:

- ‌المطلب الأول: الاضطهادات:

- ‌المطلب الثاني: ضياع الإنجيل وانقطاع السند:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: ادعاؤه أن المسيح ابن الله:

- ‌الفرع الثاني: ادعاؤه أن الغاية من مجيء المسيح عليه السلام هو الصلب وتكفير الخطايا:

- ‌الفرع الثالث: ادعاؤه أن دعوة المسيح عليه السلام كانت عامة لجميع بني البشر:

- ‌الفرع الرابع: إلغاؤه لشريعة موسى عليه السلام، ودعواه أن الإنسان ينجو بالإيمان المجرَّد بدون عمل

- ‌الفرع الخامس: إلغاؤه للختان:

- ‌الفرع السادس: التأثر بالوثنيات والفلسفات الوثنية:

- ‌الفرع السابع: تدخل الإمبراطور قسطنطين:

- ‌الفرع الثامن: المجامع النصرانية:

- ‌المبحث الثاني: الرد على شبهات النصارى في ادعائهم الإيمان، وأن القرآن قد أثنى على دينهم، وحكم لهم بالنجاة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثالث: نفي الألوهية عن عيسى عليه السلام من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الرابع: بشرية عيسى- عليه السلام وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الخامس: نبوة عيسى عليه السلام ورسالته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: نماذج من انحرافات النصارى، من القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من انحرافات النصارى، من السنة:

- ‌المبحث الأول: علاقة النصارى باليهود وعداؤهم للإسلام:

- ‌المبحث الثاني: عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم:

- ‌الفصل الثاني عشر: النصارى في التاريخ الإسلامي:

- ‌الفصل الثالث عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: الملكانية:

- ‌المطلب الثاني: النسطورية:

- ‌المطلب الثالث: اليعقوبية:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الكنيسة الأرثوذكسية المصرية:

- ‌الفرع الرابع: الانفصال الرسمي:

- ‌الفرع الخامس: الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية:

- ‌الفرع السادس: أهم الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السابع: العبادات والشعائر:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: تأكيد سيطرة الكنيسة الغربية:

- ‌الفرع الرابع: العصور المظلمة:

- ‌الفرع الخامس: القرون الوسطى:

- ‌الفرع السادس: بعث الأمة الكاثوليكية:

- ‌الفرع السابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: أهم الكنائس البروتستانتية:

- ‌الفرع الرابع: الصهيونية المسيحية:

- ‌الفرع الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: أماكن الانتشار:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الخامس: طريقتهم في العمل:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الهيكل التنظيمي:

- ‌الفرع الرابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السادس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب العاشر: الأبرشانية Congregationalism:

- ‌المطلب الحادي عشر: أخوة بلايموث Plymouth Brethern:

- ‌المطلب الثاني عشر: السريان:

- ‌المطلب الثالث عشر: البروتستنتية المتحررة Liberal Protestantism:

- ‌المطلب الرابع عشر: أنغليكان:

- ‌المطلب الخامس عشر: كيبتاوالا Kibtawala:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالتنصير:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: هل جاء المسيح بديانة عالمية

- ‌المبحث الخامس أسباب انتشار التنصير في البلاد الإسلامية:

- ‌المبحث السادس: الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك:

- ‌المطلب الأول: بيان أنواع الوسائل والطرق إجمالا:

الفصل: ‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

وينزل موسى عليه السلام عن جبل الطور بعد ما كلمه ربه، فيقول مخاطباً بني إسرائيل: (قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى، فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.

وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه) (التثنية 18/ 17 - 22).

والنص كما هو واضح يتحدث عن نبي عظيم يأتي بعد موسى عليه السلام، ويذكر صفات هذا النبي، والتي نستطيع من خلالها معرفة من يكون.

ويزعم النصارى أن هذا النبي قد جاء، وهو عيسى عليه السلام، فقد قال بطرس في سياق حديثه عن المسيح (فإن موسى قال للآباء: إن نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب، وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبؤوا بهذه الأيام) (أعمال 3/ 22 - 26)، فبطرس يرى نبوءة موسى متحققة في شخص المسيح.

لكن النص دال على نبينا صلى الله عليه وسلم؛ إذ لا دليل عند النصارى على تخصيصه بالمسيح، بينما يظهر في النص عند تحليله أدلة كُثر تشهد بأن المقصود به هو نبينا صلى الله عليه وسلم؛ إذ يذكر النص التوراتي أوصاف هذا المبعوث المبشر به:

1 -

أنه نبي (أقيم لهم نبيًّا)، والنصارى يدَّعون للمسيح الإلهية، بل يدَّعي الأرثوذكس أنه الله نفسه، فكيف يقول لهم: أقيم نبيًّا، ولا يقول: أقيم نفسي، أو أقيم إلهاً.

2 -

أنه من غير بني إسرائيل، بل هو من بين إخوتهم أي: أبناء عمومتهم (من وسط إخوتهم)، وعمومة بني إسرائيل هم بنو عيسو بن إسحاق، وبنو إسماعيل بن إبراهيم.

ومن المعهود في التوراة إطلاق لفظ (الأخ) على ابن العم، ومن ذلك قول موسى لبني إسرائيل:(أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عيسو)(التثنية 2/ 4)، وبنو عيسو بن إسحاق - كما سلف- هم أبناء عمومة لبني إسرائيل، وجاء نحوه في وصف أدوم، وهو من ذرية عيسو (وأرسل موسى رسلاً من قادش إلى ملك أدوم، هكذا يقول أخوك إسرائيل: قد عرفت كل المشقة التي أصابتنا)(العدد20/ 14)، وفي موضع آخر (لا تكره أدوميا لأنه أخوك)(التثنية 23/ 7). فسماه أخاً، وأراد أنه من أبناء عمومة إسرائيل.

ومثله سمى (سفر الأيام) الملك صدقيا أخاً للملك يهوياكين، فقال:(أرسل الملك نبوخذ ناصر فأتى به) أي: الملك يهوياكين (إلى بابل مع آنية بيت الرب الثمينة، وملك صدقيا أخاه على يهوذا وأورشليم)(الأيام (2) 36/ 10)، وهو في الحقيقة عمه، كما نص عليه سفر الملوك، فقال:(ملّك ملك بابل متّنيا عمه عوضاً عنه، وغيّر اسمه إلى صدقيا)(الملوك (2) 24/ 17 - 18)، فاستخدم لفظ الأخ، ومراده العم، مما يؤكد صحة هذا الاستخدام في قوله:(إخوتهم)، ومراده أبناء عمومتهم.

وعليه فهذا النبي يحتمل أن يكون من العرب تحقيقاً للبركة الموعودة في نسل إسماعيل، وقد يكون من بني عيسو بكر إسحاق. لكن أحداً من بني عيسو لم يدع أنه النبي المنتظر.

ص: 340

3 -

هذا النبي من خصائصه أنه مثل موسى الذي لم يقم في بني إسرائيل نبيٌّ مثله (ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه)(التثنية: 34/ 10)، وقد جاء في النسخة السامرية من التوراة ما تعريبه:(ولا يقوم أيضاً نبي في بني إسرائيل كموسى الذي ناجاه الله)(التثنية 34/ 10).

وهذه الخصلة، أي: المثلية لموسى متحققة في نبينا صلى الله عليه وسلم، ممتنعة في أخيهما المسيح عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، حيث نرى الكثير من أمثلة التشابه بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، والتي لا نجدها في المسيح، من ذلك ميلادهما الطبيعي، وزواجهما، وكونهما صاحبا شريعة، وكل منهما بعث بالسيف على عدوه، وكلاهما قاد أمته، وملك عليها، وكلاهما بشر، بينما تزعم النصارى بأن المسيح إله، وهذا ينقض كل مثل لو كان.

وقد وصف المسيحُ النبي القادم بمثلية موسى، صارفاً إياه عن نفسه فقال:(لا تظنوا أني أشكوكم إلى الأب، يوجد الذي يشكوكم، وهو موسى الذي عليه رجاؤكم؛ لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني؛ لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي)(يوحنا 5/ 45 - 47)، فسماه موسى المرجو أو المنتظر؛ لمشابهته له.

وعن هذا الذي يشكو بني إسرائيل يقول المسيح: (أجاب يسوع: أنا ليس بي شيطان، لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني، أنا لست أطلب مجدي، يوجد من يطلب ويدين)(يوحنا 8/ 49 - 50).

4 -

من صفات هذا النبي أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، والوحي الذي يأتيه وحي شفاهي، يغاير ما جاء الأنبياء قبله من صحف مكتوبة (وأجعل كلامي في فمه)، وقد كان المسيح عليه السلام قارئاً (انظر لوقا 4/ 16 - 18).

5 -

أنه يتمكن من بلاغ كامل دينه، فهو (يكلمهم بكل ما أوصيه به). وهو وصف منطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان من أواخر ما نزل من القرآن عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3].

وقد وصفه المسيح في نبوءة البارقليط، التي يأتي شرحها، فقال:(وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم)(يوحنا 14/ 26).

ولا يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو ذلك النبي الذي يبلغ كل ما يوصيه به ربه، فقد رفع المسيح عليه السلام، ولديه الكثير مما يود أن يبلغه إلى تلاميذه، لكنه لم يتمكن من بلاغه، لكنه بشَّرهم بالقادم الذي سيخبرهم بكل الحق؛ لأنه النبي الذي تكمل رسالته، ولا يحول دون بلاغها قتله أو إيذاء قومه، يقول عليه السلام:(إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به)(يوحنا 16/ 12 - 13).

ص: 341

6 -

أن الذي لا يسمع لكلام هذا النبي فإن الله يعاقبه، (ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي، أنا أطالبه)، وقد فسرها بطرس، فقال:(ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب)، فهو نبي واجب السمع والطاعة على كل أحد. ومن لم يسمع له تعرض لعقوبة الله، وهو ما حاق بجميع أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنتقم الله من كل من كذَّبه من مشركي العرب والعجم، وقد قال المسيح عنه في نبوءة الكرامين - ويأتي شرحها-:(ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه)(متى 21/ 44)، فهو الحجر الصلب الذي يفني أعداءه العصاة، والذي بشر بمقدمه النبي دانيال (وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً، ومَلِكها لا يُترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد، لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب)(دانيال 2/ 21 - 45).

وأما المسيح عليه السلام فلم يكن له هذه القوة وتلك المنعة، ولم يتوعد حتى قاتليه، فكيف بأولئك الذين لم يسمعوا كلامه، فقد قال لوقا في سياق قصة الصلب:(فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم؛ لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون)(لوقا 23/ 34)، فأين هو من خبر ذاك (الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه).

7 -

من صفات هذا النبي أنه لا يقتل، بل يعصم الله دمه عن أن يتسلط عليه السفهاء بالقتل، فالنبي الكذاب عاقبته (يموت ذلك النبي)، أي: يقتل، فالقتل نوع منه، ولأن كل أحد يموت، وهنا يزعم النصارى بأن المسيح قتل، فلا يمكن أن يكون هو النبي الموعود.

وبالرجوع إلى التراجم القديمة للنص نرى أن ثمة تحريفاً وقع في الترجمة، فقد جاء في طبعة (1844) م (فليقتل ذلك النبي)، ولا يخفى سبب هذا التحريف.

8 -

يتحدث عن الغيوب ويصدق الواقع كلامه، وهذا النوع من المعجزات يكثر في القرآن والسنة- مما يطول المقام بذكره - ويكفي هنا أن أورد نبوءة واحدة مما تنبأ به صلى الله عليه وسلم، فكان كما أخبر.

ففي عام (617) م كادت دولة الفرس أن تزيل الإمبرطورية الرومانية من خارطة الدنيا، فقد وصلت جيوش كسرى أبرويز الثاني إلى وادي النيل، ودانت له أجزاء عظيمة من مملكة الرومان، ففي سنوات معدودة تمكن جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعض مصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً، مما يؤذن بنهاية وشيكة للإمبرطورية الرومانية، وأراد هرقل أن يهرب من القسطنطينية، لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلب الصلح الذليل من الفرس.

ووسط هذه الأحداث، وخلافاً لكل التوقعات أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي: فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قوله: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ [الروم: 2 - 5].

ص: 342

وكان كما تنبأ، ففي عام (623، 624، 625) م، استطاع هرقل أن يتخلص من لهوه ومجونه، وشنَّ ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس من بلاد الشام، وفي عام (627) م، واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية، واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان، وأعادوا لهم الصليب المقدس الذي كان قد وقع بأيديهم، فمن ذا الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه النبوءة العظيمة؟ إنه النبي الذي تنبأ عنه موسى عليه السلام. يقول المؤرخ إدوار جِبن:(في ذلك الوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة، لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعاً؛ لأن السنين الاثنتي عشر الأولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الإمبرطورية الرومانية). (1)

روى الترمذي عن ابن عباس في قول الله تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:2 - 3]. قال: ((كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، لأنهم وإياهم أهل الأوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل الكتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما أنهم سيغلبون. فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا جعلته إلى دون العشر.

قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر. قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:2 - 3].)) (2).

وهكذا ظهر لكل ناظر منصف أن النبي الذي تنبَّأ عنه موسى لم تتحقق أوصافه في المسيح العظيم عليه الصلاة والسلام، وتحققت في أخيه محمد صلى الله عليهما وسلم تسليماً كثيراً.

ومما يؤكد ذلك أن هذه الصفات مجتمعة لم تتوافر في غيره من الأنبياء، فإن اليهود لا يقولون بمجيء هذا المسيح فيما سبق، بل ما زالوا ينتظرونه.

إذ لما بعث يحيى عليه السلام ظنَّه اليهود النبي الموعود، وأقبلوا عليه يسألونه (النبي أنت؟ فأجابهم: لا) (يوحنا 1/ 21)، أي: لست النبي الذي تنتظره اليهود.

ثم أراد تلاميذ المسيح أن تتحقق النبوءة في المسيح، فذات مرة لما رأوا معجزاته (قالوا: إن هذا بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم).

وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده ((يوحنا 6/ 14 - 15)، فقد أراد تلاميذ المسيح تنصيبه ملكاً ليحققوا النبوءة الموجودة لديهم عن النبي المنتظر الذي يملك ويحقق النصر لشعبه، فلما علم المسيح عليه السلام أنه ليس النبي الموعود هرب من بين أيديهم.

ويرى النصارى أن ثمة إشكالاً في النص التوراتي (التثنية 18/ 17 - 22) يمنع قول المسلمين، فقد جاء في مقدمة سياق النص أن الله لما كلم موسى قال: (يقيم لك الرب إلهك نبيًّا من وسطك من إخوتك مثلي

قد أحسنوا في ما تكلموا: أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك) (التثنية 18/ 15 - 18)، فقد وصفت النبي بأنه (من وسطك) أي: من بني إسرائيل، ولذا ينبغي حمل المقطع الثاني من النص على ما جاء في المقطع الأول، فالنبي (من وسطك) أو كما جاء في بعض التراجم (من بينك) أي: أنه إسرائيلي.

لكن التحقيق يرد هذه الزيادة التي يراها المحققون تحريفاً، بدليل أن موسى لم يذكرها، وهو يعيد خبر النبي على مسامع بني إسرائيل، فقال:(قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك)(التثنية 18/ 17 - 18)، ولو كانت من كلام الله لما صح أن يهملها.

كما أن هذه الزيادة لم ترد في اقتباس بطرس واستفانوس للنص، كما جاء في أعمال الرسل قال بطرس:(فإن موسى قال للآباء: إن نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به)(أعمال 3/ 22).

وقال استفانوس: (هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل: نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون)(أعمال 7/ 37)، فلم يذكرا تلك الزيادة، ولو كانت أصلية لذكرت في سائر المواضع.

(1)((تاريخ سقوط وانحدار الإمبراطورية الرومانية))، إدوار جبن (5/ 74).

(2)

رواه الترمذي (3193) وأحمد (1/ 267)(2495) والحاكم (2/ 445)(3540) قال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ومثله قال الذهبي ووافقهما الألباني

ص: 343