المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالا: - موسوعة الملل والأديان - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الأديان لغة واصطلاحا:

- ‌المبحث الثاني: الفرق بين الدين والمذهب:

- ‌المبحث الثالث: تقسيم الأديان:

- ‌المبحث الأول: علم الأديان في القرآن الكريم وكتابة المسلمين فيه:

- ‌المبحث الثاني: باعث التدين:

- ‌المبحث الثالث: بيان أن التوحيد سبق الشرك:

- ‌الفصل الثالث: واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه

- ‌المبحث الأول: تعريف اليهودية:

- ‌المبحث الثاني: سبب التسمية:

- ‌المبحث الثالث: أسماء اليهود:

- ‌المطلب الأول: النشأة:

- ‌المطلب الثاني: انتقال يعقوب عليه السلام بأولاده من بادية فلسطين إلى مصر:

- ‌المطلب الثالث: خروج بني إسرائيل من مصر:

- ‌المطلب الرابع: ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج:

- ‌المطلب الخامس: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين:

- ‌المطلب السادس: استيلاء الأجنبي عليهم:

- ‌المطلب السابع: تشتتهم في الأرض:

- ‌المطلب الثامن: تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث:

- ‌أولا: مسألة: ادعاء اليهود أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌ثانيا: مسألة: كذب اليهود المعاصرين في ادعائهم أنهم نسل بني إسرائيل:

- ‌المبحث الأول: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: السفارد Sephardim:

- ‌ثانيا: الإشكناز Ashkenazim:

- ‌ثالثا: اليهود الغربيون Western Jews:

- ‌رابعا: اليهود الشرقيون Oriental Jews:

- ‌خامسا: اليهود المستعربة Arabized Jews:

- ‌سادسا: الصابرا: جيل ما قبل عام 1967م

- ‌المطلب الثاني: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية:

- ‌تمهيد: الجماعات اليهودية المنقرضة والهامشية

- ‌أولا: اليهود المتخفون Crypto-Jews:

- ‌ثانيا: البرتغاليون The Portuguese:

- ‌ثالثا: يهود المارانو: تاريخ وعقيدة The Marranos History and Doctrine:

- ‌رابعا: جديد الإسلام Jedid al-Islam:

- ‌خامسا: تشويتاس Chuetas:

- ‌سادسا: الرومانيوت Romaniot:

- ‌سابعا: يهود الهند Indian Jews:

- ‌ثامنا: بنو إسرائيل: Bene Israel:

- ‌تاسعا: يهود كوشين Cochin Jews:

- ‌عاشرا: يهود مانيبور Mainpur Jews:

- ‌حادي عشر: اليهود البغدادية Baghdadi Jews:

- ‌ثاني عشر: يهود القوقاز The Jews of the Caucasus:

- ‌ثالث عشر: يهود جورجيا Georgian Jews:

- ‌رابع عشر: يهود بخارى Bukhara Jews:

- ‌خامس عشر: يهود الجبال (يهود التات، يهود داغستان):

- ‌سادس عشر: يهود الخَزَر Khazar Jews:

- ‌سابع عشر: الكرمشاكي (تاريخ يهود شبه جزيرة القرم)

- ‌ثامن عشر: اليهود الأكراد Kurdish Jews:

- ‌تاسع عشر: يهود الصين (يهود كايفنج):

- ‌عشرون: اليهود الزنوج Negro Jew:

- ‌واحد وعشرون: العبرانيون السود

- ‌اثنان وعشرون: الفلاشاه: تاريخ وهوية

- ‌تمهيد: الفرق اليهودية

- ‌المبحث الأول: الفريسيون:

- ‌المبحث الثاني: الصدوقيون:

- ‌المبحث الثالث: المتعصبون:

- ‌المبحث الرابع: الكتبة أو النَّساخ:

- ‌المبحث الخامس: القراءون:

- ‌المبحث السادس: السامريون:

- ‌المبحث السابع: السبئية:

- ‌المبحث الثامن: الحسيديم:

- ‌المبحث التاسع: الإصلاحيون:

- ‌المبحث العاشر: الأرثوذكسية:

- ‌المبحث الحادي عشر: المحافظون:

- ‌المبحث الثاني عشر: العنانية:

- ‌المبحث الثالث عشر: العيسوية:

- ‌المبحث الرابع عشر: اليوذعانية:

- ‌المبحث الخامس عشر: الموشكانية أصحاب موشكان:

- ‌المبحث السادس عشر: الغيورون (قنَّائيم)

- ‌المبحث السابع عشر: الأسينيون:

- ‌المبحث الثامن عشر: عصبة حملة الخناجر: Sicarii

- ‌المبحث التاسع عشر: الفقراء (الإبيونيون): Ebionites

- ‌المبحث العشرون: القبالة Kabbale؛ الكابالا:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: المغارية Maghariya:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: المعالجون (ثيرابيوتاي): Therapeutae

- ‌المبحث الثالث والعشرون: المستحمون في الصباح (هيميروبابتست): Hemerobaptists

- ‌المبحث الرابع والعشرون: عبدة الإله الواحد (هبسستريون) Hypsisterion:

- ‌المبحث الخامس والعشرون: البناءون (بنائيم): Banaaim

- ‌المبحث الأول: التوراة والكتب الملحقة بها:

- ‌المطلب الأول: تعريفه:

- ‌المطلب الثاني: تدوين التلمود:

- ‌المطلب الثالث: تقديس اليهود له:

- ‌المطلب الرابع: مبادئه وخطره على غير اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريفها:

- ‌المطلب الثاني: ظروف تدوينها:

- ‌المطلب الثالث: الغرض منها:

- ‌الفصل الخامس: تاريخ التوراة:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: أدلة التحريف من القرآن الكريم والتوراة:

- ‌المطلب الأول: الاختلاف في عدد الأسفار:

- ‌المطلب الثاني: الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة:

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف بالمقارنة مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم:

- ‌المطلب الرابع: الزيادة والإضافات:

- ‌المبحث الأول: تعريف هذه الأسفار:

- ‌المبحث الثاني: نقد التوراة المحرفة وما يتبعها من الأسفار:

- ‌المبحث الثالث: ما تثبته النصارى بخلاف نص التوراة وتكذيبهم لنصوصها التي بأيدي اليهود:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: وصفهم الله عز وجل بالتعب:

- ‌المبحث الثاني: وصفهم الله عز وجل بالجهل:

- ‌المبحث الثالث: وصفهم الله عز وجل بالندم:

- ‌المبحث الرابع: وصفهم الله عز وجل وتعالى وتقدس بالبكاء وذرف الدموع:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: نوح عليه السلام:

- ‌المبحث الثاني: لوط عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: يعقوب عليه السلام:

- ‌المبحث الرابع: هارون عليه السلام:

- ‌المبحث الخامس: داود عليه السلام:

- ‌المبحث السادس: سليمان عليه السلام:

- ‌الفصل العاشر: أهم مواسم اليهود وأعيادهم:

- ‌الفصل الحادي عشر: بداية انحراف اليهود:

- ‌المبحث الأول: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الثاني: الإله عند اليهود:

- ‌المبحث الثالث: اليوم الآخر لدى اليهود:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصيام:

- ‌المطلب الأول: الزواج:

- ‌المطلب الثاني: الطلاق:

- ‌المطلب الثالث: المأكل والمشرب:

- ‌المبحث السادس: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: زعمهم بأنهم شعب الله المختار:

- ‌المبحث الثاني: زعمهم نقاء الجنس اليهودي:

- ‌المبحث الثالث: زعمهم أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:

- ‌الفصل الرابع عشر: من أوصاف اليهود وأخلاقهم:

- ‌المبحث الأول: مواقف اليهود مع المسلمين قديماً وحديثاً:

- ‌المبحث الثاني: أهداف اليهود:

- ‌المبحث الثالث: وسائل اليهود ومخططاتهم:

- ‌الفصل السادس عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث الأول: التعريف بهم:

- ‌المبحث الثاني: تاريخ الصهيونية:

- ‌المبحث الثالث: أهداف الصهيونية:

- ‌المبحث الرابع: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌تمهيد:

- ‌أ - سبب حرص الصهاينة على فلسطين:

- ‌ب- وعد بلفور:

- ‌ج- الوعود البلفورية:

- ‌المطلب الثاني: خطط اليهود المستقبلية:

- ‌المطلب الثالث: اللوبي اليهودي والصهيوني (أو جماعات الضغط الصهيونية)

- ‌المطلب الرابع: تاريخ موجز للحركة الصهيونية:

- ‌أولا: المرحلة التكوينية:

- ‌ثانياً: مرحلة الولادة في مطلع القرن العشرين:

- ‌ثالثاً: الاستيطان في فلسطين:

- ‌رابعاً: أزمة الصهيونية:

- ‌المبحث التاسع: اليهود في العصر الحديث:

- ‌المبحث الأول: التعريف:

- ‌المبحث الثاني: أصلها:

- ‌المبحث الثالث: هل يصح إطلاق المسيحية على النصرانية

- ‌المبحث الرابع: نشأتها وتاريخها:

- ‌المبحث الخامس: التعريف بالمسيح عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: المسيح عليه السلام من خلال مصادر النصارى:

- ‌المطلب الثاني: تلاميذ المسيح عليه السلام بعد رفعه:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: الغنوصية:

- ‌الفرع الثاني: المونتانية:

- ‌الفرع الثالث: البنويون:

- ‌الفرع الرابع: الانتحالية أو الوحدوية:

- ‌أولا: السابليوسية:

- ‌ثانيا: الآريوسية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الرهبانية والديرية وتأثير الفلسفة على النصرانية:

- ‌المبحث الثامن: الكنيسة في عصر النهضة:

- ‌المبحث التاسع: الكنيسة والماسونية:

- ‌المبحث العاشر: الكنيسة في خدمة الاستعمار الغربي:

- ‌الفصل الثاني: عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: المرحلة الأولى:

- ‌المبحث الثاني: المرحلة الثانية:

- ‌المبحث الأول: التبشير:

- ‌المبحث الثاني: بداية الانحراف:

- ‌المبحث الثالث: الاضطهاد:

- ‌المبحث الأول: العهد الذهبي للنصارى:

- ‌المبحث الثاني: مرحلة الانفصال السياسي:

- ‌المبحث الثالث: نشأة البابوية:

- ‌المبحث الرابع: بداية الصراع والتنافس على الزعامة الدينية بين الكنيستين:

- ‌المبحث الخامس: انفصال الكنيسة مذهبيًّا:

- ‌المبحث السادس: نشأة الكنيسة اليعقوبية:

- ‌المبحث السابع: نشأة الكنيسة المارونية:

- ‌المبحث الثامن: انفصال الكنيسة إداريًّا:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الكتاب المقدس:

- ‌المطلب الأول: إسناد وتاريخ الأناجيل الأربعة إجمالا:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالاً:

- ‌المطلب الثاني: تاريخ الأناجيل الأربعة تفصيلاً:

- ‌أولاً: إنجيل متى:

- ‌ثانياً: إنجيل مرقص:

- ‌ثالثاً: إنجيل لوقا:

- ‌رابعاً: إنجيل يوحنا:

- ‌المطلب الثالث: الأناجيل الأربعة متناً:

- ‌المطلب الرابع: الأغلاط في الأناجيل:

- ‌المطلب الخامس: إنجيل برنابا:

- ‌تمهيد:

- ‌1 - مجمع نيقية سنة (325) م:

- ‌2 - مجمع القسطنطينية:

- ‌3 - مجمع أفسس سنة (431) م:

- ‌4 - مجمع خلقيدونيه سنة (451) م:

- ‌5 - المجمع السابع سنة (754، 787) م:

- ‌6 - المجمع الثامن سنة (869) م:

- ‌7 - المجمع الثاني عشر الذي عقد سنة (1215) م:

- ‌8 - مجمع روما عام (1769) م:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التثليث:

- ‌المطلب الأول: استدلالات النصارى على التثليث:

- ‌المطلب الثاني: إبطال ونقض ما استدلوا به على التثليث:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات الوحدانية وإبطال التثليث من العهد القديم والأناجيل:

- ‌المبحث الثاني: الأقانيم الثلاثة تعريفها وأدلتهم عليها وبيان بطلان تلك الأدلة:

- ‌المطلب الأول: الأقنوم الأول: الأب:

- ‌المطلب الثاني: الأقنوم الثاني: الابن:

- ‌المطلب الثالث: الأقنوم الثالث: الروح القدس:

- ‌المطلب الرابع: إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام:

- ‌المبحث الثالث: الاتحاد: (التجسد):

- ‌المطلب الأول: الصلب:

- ‌المطلب الثاني: الفداء:

- ‌المطلب الثالث: بيان بطلان دعوى النصارى في الصلب والفداء:

- ‌المبحث الخامس: أهم الأفكار والمعتقدات الأخرى:

- ‌المطلب الأول: الخطيئة والخلاص:

- ‌المطلب الثاني: التثليث:

- ‌المطلب الثالث: التوسط والتحليل والتحريم:

- ‌المبحث السابع: دعوى محاسبة المسيح الناس:

- ‌المبحث الثامن: قول النصارى في البعث والجنة والنار:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: الصلاة:

- ‌المطلب الثاني: الصوم:

- ‌المطلب الأول: التعميد:

- ‌المطلب الثاني: العشاء الرباني أو القربان المقدس:

- ‌المطلب الثالث: الاعتراف للقس، وصكوك الغفران:

- ‌المطلب الرابع: الزواج عند النصارى:

- ‌المطلب الخامس: حمل الصليب وتقديسه:

- ‌المطلب السادس: تقديس يوم الأحد:

- ‌المطلب السابع: الأسرار السبعة:

- ‌المطلب الثامن: التنظيم الكهنوتي:

- ‌المطلب التاسع: الهرطقة ومحاربتها:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: البشارة الأولى:

- ‌المطلب الثاني: البشارة الثانية:

- ‌المطلب الثالث: البشارة الثالثة:

- ‌المطلب الرابع البشارة الرابعة:

- ‌المطلب الأول: بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون:

- ‌الفرع الأول: موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله:

- ‌الفرع الثاني: نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران:

- ‌المطلب الثالث: المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان:

- ‌المطلب الرابع: البشارة بالملكوت:

- ‌المطلب الخامس: النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت:

- ‌المطلب السادس: البشارة بـ (محماد) مشتهى الأمم:

- ‌المطلب السابع: البشارة بإيلياء:

- ‌المطلب الثامن: الأصغر في ملكوت الله:

- ‌المطلب التاسع: المسيح يبشر بالبارقليط:

- ‌الفصل العاشر: تحريفات النصارى ومزاعمهم:

- ‌المطلب الأول: الاضطهادات:

- ‌المطلب الثاني: ضياع الإنجيل وانقطاع السند:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: ادعاؤه أن المسيح ابن الله:

- ‌الفرع الثاني: ادعاؤه أن الغاية من مجيء المسيح عليه السلام هو الصلب وتكفير الخطايا:

- ‌الفرع الثالث: ادعاؤه أن دعوة المسيح عليه السلام كانت عامة لجميع بني البشر:

- ‌الفرع الرابع: إلغاؤه لشريعة موسى عليه السلام، ودعواه أن الإنسان ينجو بالإيمان المجرَّد بدون عمل

- ‌الفرع الخامس: إلغاؤه للختان:

- ‌الفرع السادس: التأثر بالوثنيات والفلسفات الوثنية:

- ‌الفرع السابع: تدخل الإمبراطور قسطنطين:

- ‌الفرع الثامن: المجامع النصرانية:

- ‌المبحث الثاني: الرد على شبهات النصارى في ادعائهم الإيمان، وأن القرآن قد أثنى على دينهم، وحكم لهم بالنجاة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثالث: نفي الألوهية عن عيسى عليه السلام من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الرابع: بشرية عيسى- عليه السلام وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌المبحث الخامس: نبوة عيسى عليه السلام ورسالته من خلال القرآن والأناجيل:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: نماذج من انحرافات النصارى، من القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من انحرافات النصارى، من السنة:

- ‌المبحث الأول: علاقة النصارى باليهود وعداؤهم للإسلام:

- ‌المبحث الثاني: عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم:

- ‌الفصل الثاني عشر: النصارى في التاريخ الإسلامي:

- ‌الفصل الثالث عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: الملكانية:

- ‌المطلب الثاني: النسطورية:

- ‌المطلب الثالث: اليعقوبية:

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الكنيسة الأرثوذكسية المصرية:

- ‌الفرع الرابع: الانفصال الرسمي:

- ‌الفرع الخامس: الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية:

- ‌الفرع السادس: أهم الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السابع: العبادات والشعائر:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: تأكيد سيطرة الكنيسة الغربية:

- ‌الفرع الرابع: العصور المظلمة:

- ‌الفرع الخامس: القرون الوسطى:

- ‌الفرع السادس: بعث الأمة الكاثوليكية:

- ‌الفرع السابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الثامن: الجذور الفكرية والعقدية:

- ‌الفرع التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: أهم الكنائس البروتستانتية:

- ‌الفرع الرابع: الصهيونية المسيحية:

- ‌الفرع الخامس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع السادس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: أماكن الانتشار:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الخامس: طريقتهم في العمل:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الهيكل التنظيمي:

- ‌الفرع الرابع: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع السادس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الفرع الأول: التعريف:

- ‌الفرع الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الفرع الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌الفرع الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الفرع الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب العاشر: الأبرشانية Congregationalism:

- ‌المطلب الحادي عشر: أخوة بلايموث Plymouth Brethern:

- ‌المطلب الثاني عشر: السريان:

- ‌المطلب الثالث عشر: البروتستنتية المتحررة Liberal Protestantism:

- ‌المطلب الرابع عشر: أنغليكان:

- ‌المطلب الخامس عشر: كيبتاوالا Kibtawala:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالتنصير:

- ‌المبحث الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المبحث الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المبحث الرابع: هل جاء المسيح بديانة عالمية

- ‌المبحث الخامس أسباب انتشار التنصير في البلاد الإسلامية:

- ‌المبحث السادس: الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك:

- ‌المطلب الأول: بيان أنواع الوسائل والطرق إجمالا:

الفصل: ‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالا:

‌الفرع الأول: إسناد الأناجيل الأربعة وتاريخها إجمالاً:

قبل الحديث عن تاريخ الأناجيل الأربعة لدى النصارى لا بد من بيان أن الكتب الدينية لها مكانة عظيمة لدى أتباعها، ولها دور خطير في الحياة؛ إذ يعتمد عليها في توضيح الطريق إلى سعادة الدنيا وفوز الآخرة. فلهذا يجب أن تكون الكتب ثابتة الإسناد إلى أصحابها الذين هم رسل الله، والمبلغون عن الله عز وجل، فإذا لم تكن كذلك فإنها تفقد قيمتها؛ إذ تكون عرضة للتحريف والتبديل من قبل أصحاب الأهواء والمقاصد الخبيثة، أو من قبل العوارض البشرية كالنسيان، وقلة العلم، والوهم ونحو ذلك.

فصحة الإسناد بعدالة رواة الأخبار وضبطهم، وعدم انقطاعه، هو السبيل الذي يمكن به وصول هذه الكتب إلى الناس سليمة صحيحة كاملة، فيتعرَّف الناس على الحق من خلالها.

وإذا نظرنا في كتب الحديث عند أهل الإسلام- والتي تتضمن أقوال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وجميع ما يتعلق به- عرفنا الجهد العظيم الذي بذله أولئك الأئمة في المحافظة على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سليماً صحيحاً، حيث يستطيع المسلم في القرن الخامس عشر الهجري أن يعرف صحة الحديث من عدمه.

وإذا بحثنا في التاريخ لدى النصارى عن إسناد لهذه الأناجيل إلى من تنسب إليه لا نجد من ذلك شيئاً البتة لا قليلاً ولا كثيراً. ورسائل بولس، وكذلك الرسائل الأخرى، وأعمال الرسل ليس في شيء منها إشارة إلى واحد من هذه الكتب الأربعة، الأمر الذي يترتب عليه أن هذه الكتب لم تكن معروفة في ذلك الزمن، ولم يطَّلع عليها أحد منهم، وفي هذا دلالة قوية على أن نشأة هذه الكتب وظهورها كان متأخراً عن هذه الرسائل، بخلاف إنجيل الله أو إنجيل المسيح فقد ورد ذكره في كلام بولس مراراً عديدة، كما ورد ذكره في إنجيل مرقص، وأعمال الرسل مما يدل على وجوده وأنه معروف معلوم.

وقد حاول النصارى أن يجدوا لهذه الكتب إسناداً أو إخباراً عنها في كلام متقدميهم يتفق مع الزمن الذي يزعمون أنها كتبت فيه، وهو الربع الأخير من القرن الأول الميلادي على أكثر تقدير. إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، مما اضطرهم إلى الاعتراف بأن هذه الكتب لم تعرف إلا بعد موت من تنسب إليه بعشرات السنين، فتكون نسبتها إلى أولئك الناس نسبة لا تقوم على أدنى دليل، وإليك بعض كلام النصارى في هذا الأمر:

يقول القس (فهيم عزيز) الأستاذ بكلية اللاهوت الإنجيلية: (لكن قانونية أسفار العهد الجديد لم تتم في وقت واحد ولم يكفها جيل أو جيلان، بل استمرت مدة طويلة، ولم تقف الكنائس المختلفة موقفاً موحداً من الأسفار المختلفة، بل اختلفت آراؤها من جهة بعض الأسفار، واستمرت في ذلك حقبة طويلة، فلهذا يلزم تتبع هذا التاريخ الطويل لقانونية أسفار العهد الجديد.

الكنيسة الأولى: يوم الخمسين (100) م:

من المعلوم جيداً أنه لم تكن في تلك الفترة كتب مقدسة تسمى العهد الجديد، ولكن الكنيسة لم تمكث بدون مصادر إلهية تستند عليها في كل شيء من وعظ وتعاليم وسلوك ومعاملات، وقد كان لها في هذا المجال ثلاثة مصادر).

ثم ذكر أن المصادر الثلاثة هي: العهد القديم، المسيح، الرسل، ثم قال:

(ثانياً: (100 - 170) م، ظهور الكتب القانونية في العهد الجديد:

كانت أول مجموعة عرفتها الكنيسة من العهد الجديد هي مجموعة رسائل بولس. فهي أول ما جمع من كل كتب العهد الجديد، ولقد كتب بولس رسائله إلى كنائس وأفراد لظروف خاصة ومواقف محددة .. ).

ص: 258

ثم قال: (أما المجموعة الثانية: فهي مجموعة الأناجيل الأربعة، وقد ظهرت هذه المجموعة متأخرة بعض الوقت عن مجموعة كتابات بولس. ومع أن تاريخ اعتبارها كتباً قانونية مقدسة متساوية في ذلك مع كتب العهد القديم لا يزال مجهولاً، لكن الاقتباسات العديدة التي وجدت في كتابات آباء الكنيسة الرسوليين وشهاداتهم تلقي بعض الضوء على هذه الحقيقية الجوهرية في العصر المسيحي، ويلاحظ الدارس الأمور الآتية:

أن بولس لم يشر في كتاباته إلى أي من الأناجيل المكتوبة، ولا إلى أي كتاب عن حياة المسيح أو أقواله .. ). ثم ذكر المصنف سبع نقاط أخرى أورد في بعضها اقتباسات لمتقدمين من النصارى تتوافق في بعضها مع ما ورد في بعض الأناجيل بدون النص على اسم الإنجيل. وأهم ما ذكره من الملاحظات هي قوله في الملاحظتين السابعة والثامنة:

7 -

أما جاستن أو يوستينوس الشهيد الذي كان سامريًّا يونانيًّا، وتحوَّل إلى المسيحية، ودرس في روما، واستشهد حوالي (165) م، فيؤخذ من كتاباته أنه قد عرف الأناجيل الأربعة مرتبطة معاً، مع أنه لم يكشف النقاب عمن جمعها، ولا في أي مكان جمعت، وهو يصفها عندما يذكرها في دفاعه ضد الوثنيين بأنها الذكريات، ولكنه عندما كان يكتب للمسيحين كان يقول عن الرسل:(هم أولئك الذين كتبوا ذكرياتهم عن كل الأشياء التي تختص بيسوع المسيح المخلص). ثم يقول مرة أخرى: (الذكريات التي عملها الرسل التي تسمى الأناجيل.

8 -

أما الشاهد الأخير فهو (الديا طسرن) الذي كتبه (تاتيان)، وأراد أن يجمع فيه الأناجيل الأربعة معاً في إنجيل واحد، وقد أضاف تاتيان هذا بضعة كلمات للمسيح لا توجد في هذه الأناجيل، ولكنها أخذت من كتب أبوكريفية أخرى، وهو بذلك يشهد أن الأربعة الأناجيل وجدت معاً، ولكن إضافاته مجرد اقتباسات لا تدلُّ على أنه كان يعتبر أن هناك كتباً أخرى تضارعها في سلطانها وقداستها). وبعد هذا النقل عن أحد القسس المتعمقين والمتخصصين في دراسات العهد الجديد، ننقل كلام مجموعة من المتخصصين النصارى عن أناجيلهم وذلك في المدخل إلى العهد الجديد قالوا في التعريف بتاريخ وقانونية العهد الجديد ما يلي:(لقد سيطرت على المسيحيين الأوائل فكرة تناقلتها الألسن شفاهاً - تعلن انتهاء هذا العالم سريعاً وعودة المسيح ثانية إلى الأرض؛ ليدين الناس، وكان من بين نتائج هذا المعتقد أن توقف التفكير في تأليف كتابات مسيحية تسجل أخبار المسيح وتعاليمه، فتأخر لذلك تأليف الأناجيل؛ إذ لم يشرع في تأليف أقدمها - وهو إنجيل مرقس الذي لم يكن قط من تلاميذ المسيح - إلا بعد بضع عشرات من السنين، لقد كانوا يؤمنون بنهاية العالم وعودة المسيح سريعاً إلى الأرض: قبل أن يكمل رسله التبشير في مدن إسرائيل، وهي عملية لا تستغرق أكثر من عدة أشهر أو بضع سنين على أكثر تقدير ..... (الحق أقول لكم: لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان) متى (10/ 23)).

- وقبل أن يموت عدد من الذين وقفوا أمامه يستمعون إلى تعاليمه ومواعظه. وهي فترة يمكن تقديرها دون خطأ يذكر في حدود خمسين عاماً على أقصى تقدير: (الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته) متى (16/ 28)

ص: 259

- وهو يعود ثانية إلى الأرض قبل أن يفنى ذلك الجيل الذي عاصر المسيح، وهي فترة لا تتجاوز أقصى ما قدرناه، أي: خمسين عاماً: ....... (الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله) متى (24/ 24). ومعلوم أن ذلك كله لم يحدث؛ إذ لا يزال الكون قائماً، وبنو آدم يعيشون في عالمهم الدنيوي حتى يأتي أمر الله، هذا - ولما بردت الحمية التي أثارتها فكرة عودة المسيح سريعاً إلى الأرض، ظهرت الحاجة ماسة إلى تدوين الذكريات عنه وعن تعاليمه، ومن هنا كانت النواة لتأليف أسفار- ما صار يعرف فيما بعد باسم - العهد الجديد، وهي الأسفار التي لم يعترف بشرعيتها إلا على مراحل وعلى امتداد أكثر من ثلاثة قرون.

إن كلمة (قانون) اليونانية مثل كلمة (قاعدة) في العربية قابلة لمعنى مجازي يراد به قاعدة للسلوك أو قاعدة للإيمان، وقد استعملت هنا للدلالة على جدول رسمي للأسفار التي تعدها الكنيسة ملزمة للحياة وللإيمان. ولم تندرج هذه الكلمة بهذا المعنى في الأدب المسيحي إلا منذ القرن الرابع، كانت السلطة العليا في أمور الدين تتمثل عند مسيحي الجيل الأول في مرجعين. أولهما: العهد القديم، وكان الكتبة المسيحيون الأولون يستشهدون بجميع أجزائه على وجه التقريب استشهادهم بوحي الله.

وأما المرجع الآخر الذي نما نموًّا سريعاً، فقد أجمعوا على تسميته: الرب. ولكن العهد القديم كان يتألف وحده من نصوص مكتوبة، وأما أقوال الرب وما كان يبشر به الرسل، فقد تناقلتها ألسنة الحفاظ مدة طويلة، ولم يشعر المسيحيون الأولون إلا بعد وفاة آخر الرسل بضرورة كل من: تدوين أهم ما علَّمه الرسل، وتولى حفظ ما كتبوه. ويبدو أن المسيحيين حتى ما يقرب من السنة (150) م، تدرجوا من حيث لم يشعروا بالأمر -إلا قليلاً جدًّا- إلى الشروع في إنشاء مجموعة جديدة من الأسفار المقدسة، وأغلب الظن أنهم جمعوا في بدء أمرهم رسائل بولس واستعملوها في حياتهم الكنسية، ولم تكن غايتهم قط أن يؤلفوا ملحقاً بالكتاب المقدس، بل كانوا يَدَعُون الأحداث توجِّههم، فقد كانت الوثائق البولسية مكتوبة، في حين أن التقليد الإنجيلي كان لا يزال في معظمه متناقلاً على ألسنة الحفاظ. ولا يظهر شأن الأناجيل طوال هذه المدة ظهوراً واضحاً كما يظهر شأن رسائل بولس.

ص: 260

أجل لم تخل مؤلفات الكتبة المسيحيين الأقدمين من شواهد مأخوذة من الأناجيل أو تلمح إليها، ولكنه يكاد أن يكون من العسير في كل مرة الجزم: هل الشواهد مأخوذة من نصوص مكتوبة كانت بين أيدي هؤلاء الكتبة، أم هل اكتفوا باستذكار أجزاء من التقليد الشفهي؟ ومهما يكن من أمر، فليس هناك قبل السنة (140) م، أي شهادة تثبت أن الناس عرفوا مجموعة من النصوص الإنجيلية المكتوبة، ولا يذكر أن لمؤلَفٍ من تلك المؤلفات صفة ما يلزم، فلم يظهر إلا في النصف الثاني من القرن الثاني شهادات ازدادت وضوحاً على مرِّ الزمن بأن هناك مجموعة من الأناجيل، وأن بها صفة ما يلزم، وقد جرى الاعتراف بتلك الصفة على نحو تدريجي. فيمكن القول أن الأناجيل الأربعة حظيت نحو السنة (170) م، بمقام الأدب القانوني، وإن لم تستعمل تلك اللفظة حتى ذلك الحين. لم يوضع (لم يستقر) الجدول التام للمؤلفات العائدة إلى القانون إلا على نحو تدرجي، وكلما تحقق شيء من الاتفاق، فهكذا يجدر بالذكر ما جرى بين السنة (150) م، والسنة (200) م، إذ حدد على نحو تدرجي أن سفر أعمال الرسل مؤلف قانوني، وقد حصل شيء من الإجماع على رسالة يوحنا الأولى. ولكن ما زال هناك شيء من التردد في بعض الأمور: فإلى جانب مؤلفات فيها من الوضوح الباطني ما جعل الكنيسة تتقبَّلها تقبُّلها لما لابد منه، هناك عدد كبير من المؤلفات الحائرة يذكرها بعض الآباء ذِكْرَهم لأسفار قانونية، في حين أن غيرهم ينظر إليها نظرته إلى مطالعة مفيدة ذلك شأن: الرسالة إلى العبرانيين، ورسالة بطرس الثانية، وكل من رسالة يعقوب ويهوذا.

وهناك أيضاً مؤلفات جرت العادة أن يستشهد بها في ذلك الوقت على أنها من الكتاب المقدس، ومن ثم جزء من القانون، لم تبق زمناً على تلك الحال، بل أخرجت آخر الأمر من القانون، ذلك ما جرى لمؤلَّف: هرماس، وعنوانه (الراعي)، وللديداكي ورسالة إكليمنضس الأولى، ورسالة برنابا، ورؤيا بطرس، وكانت الرسالة إلى العبرانيين، والرؤيا، موضوع أشد المنازعات، وقد أنكرت صحة نسبتها إلى الرسل إنكاراً شديداً مدة طويلة. ولم تقبل من جهة أخرى إلا ببطء: رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية، ورسالة يهوذا. ولا حاجة إلى أن نتتبع تتبعاً مفصلاً جميع مراحل هذا التطور الذي أدَّى خلال القرن الرابع إلى تأليف قانون هو في مجمله القانون الذي نعرفه اليوم).

من خلال هذا البيان والنقل المطول عن النصارى أنفسهم في حديثهم عن كتبهم يتلخص لنا ما يلي:

1 -

أن الله أنزل كتاباً على المسيح سماه الإنجيل، ودعا المسيح عليه السلام الناس إلى الإيمان به، وذكره أوائل النصارى، كما ذكره بولس في رسائله.

2 -

أن النصارى لا يعرفون شيئاً عن مصير ذلك الإنجيل، ولا أين ذهب!!.

3 -

أنه كانت هناك روايات شفوية ووثيقة مشتركة متداولة كان يتناقلها الحواريون ودعاة النصارى الأوائل، ويعتقد أنها كانت المصدر الأساسي لأوجه الاتفاق بين الأناجيل. وتلك الروايات الشفوية لا يبعد أن يكون الإنجيل الأصلي من ضمنها، إلا أن النصارى لم يدوِّنوه مجموعة واحدة، كما أنهم لم يميزوه عن غيره من الروايات، مما جعله غير محدد، ولا يستطيع أحد الجزم والاعتقاد بشيء من النصوص أنها منه، وهذا تصديق قول الله عز وجل: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ

[المائدة:14].

ص: 261

4 -

أن المتقدمين من النصارى لم يشيروا إلى الأناجيل الأربعة، ولم يذكروها ألبته، فبولس- على كثرة رسائله- لم يذكرها في رسائله أبداً، وكذلك لم يذكرها سفر أعمال الرسل الذي ذكر دعاة النصارى الأوائل، وهذا يدلُّ على أن هذه الكتب لم تكن موجودة في ذلك الزمن، وأنها أُلِّفت وكتبت بعد ذلك.

5 -

أن أول من ذكر مجموعة من الكتب المدونة ذكراً صريحا هو جاستن الذي قتل عام (165) م، وهذا لا يدل صراحة على الأناجيل الأربعة نفسها، وأما أول محاولة التعريف بها ونشرها فكانت عن طريق (تاتيان) الذي جمع الأناجيل الأربعة في كتاب واحد سماه (الدياطسرن) في الفترة من (166 - 170) م، وهذا هو التاريخ الذي يمكن أن يعزى إليه وجود هذه الكتب، وهو تاريخ متأخر جدًّا عن وفاة من تعزى إليهم هذه الكتب؛ إذ إنهم جميعاً ماتوا قبل نهاية القرن الأول، مما يدلُّ على أنهم برءاء منها، وأنها منحولة إليهم.

6 -

أنه حتى بعد هذا التاريخ- وهو (170) م، إلى القرن الرابع الميلادي- لم تكن الأناجيل الأربعة وحدها هي الموجودة، بل كانت هناك أناجيل كثيرة موجودة منتشرة ربما تبلغ مائة إنجيل، ولم يكن لأيٍّ منها صفة الإلزام والقداسة، وذلك أمر تكون الأناجيل الأربعة معه عرضة للتحريف والتغيير خلال تلك الفترة أيضاً.

7 -

أن النصارى لا يعرفون بالضبط تاريخ إعطاء هذه الكتب صفة الإلزام والقداسة، وإنما يرون أنه خلال القرن الرابع الميلادي أخذت كتبهم صفة القداسة بشكل متدرج، يعني: رويداً رويداً.

8 -

أن النصارى لا يملكون السند لكتبهم، ولا يعرفون مصدرها الحقيقي، ولا تعدو أن تكون كتباً وجدوها منحولة إلى أولئك الناس الذين نُسبت إليهم فنسبوها إليهم، واعتقدوا صحة ذلك بدون دليل، وهذا أمر لا يمكن أن يعطي النفس البشرية القناعة المناسبة لما تراد له هذه الكتب في الأصل من تجنب سخط الله وبلوغ رضوانه.

9 -

أننا نعجب غاية العجب من زعم النصارى: أن هذه الكتب حقيقية وصادقة، وتنقل بأمانة وإخلاص كلام المسيح، وتروي أخباره. كيف تجرؤوا على مثل هذا الكلام، وكيف قبله أتباعهم مع أنهم لا يملكون الدليل على ذلك، وكل دعوى عريت عن الدليل فهي باطلة.

قال الله عز وجل: قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَاّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلَاّ تَخْرُصُونَ

[الأنعام:148]. وكل من تحدث في دين الله بلا علم فهو ضال مضل، قال عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج:3]. وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ [الحج:8 - 9]. ولأن دعاويهم عارية عن الدليل فهي نابعة من الهوى، فلهذا سمى الله عز وجل ما عند اليهود والنصارى من دين أهواء في قوله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة:120]. ولكن ذلك العجب يذهب، وتلك الدهشة تزول إذا علمنا أن للآباء والكبراء والسادة من أهل الضلالة الذين يسعون إلى المحافظة على مكاسبهم الدنيوية الدور الأكبر في إضلال العوام والدهماء الذين لا يستخدمون ما وهبهم الله من عقل وسمع وإدراك، وإنما يتابعون وينقادون انقياد الأعمى، وفي هذا يقول الله عز وجل: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى ما أنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ [المائدة:104].

وقال عز وجل: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [الأحزاب:66 - 68]. والواجب على الإنسان أن لا يخضع للتقليد فيما تتعلق به نجاته وسعادته أو هلاكه وشقاوته، بل يتحقق من الأمر، ويتأكد من صحته، ويسأل الله الهداية والتسديد والرشد إلى أن يصل إلى الحق والنور الذي لن يخطئه بإذن الله تعالى إذا أخلص الطلب، واجتهد في الدعاء، وتحرَّر من الأهواء والتقليد والعصبية.

‌المصدر:

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد العزيز الخلف – ص 203

ص: 262