الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي فضل الخشوع ووعيد من تركه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.) رواه أبو داود رقم 425 وهو في صحيح الجامع 3242
وقال عليه الصلاة والسلام في فضل الخشوع أيضا: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يُقبل عليهما بقلبه ووجهه [وفي رواية: لا يحدّث فيهما نفسه] غفر له ما تقدّم من ذنبه [وفي رواية إلا وجبت له الجنة] ) البخاري ط. البغا رقم 158 والنسائي 1/95 وهو في صحيح الجامع 6166
وعند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى قسمين، الأول: جلب ما يوجد الخشوع ويقويه. والثاني دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه. وهو ما عبّر عنه شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في بيانه لما يعين على الخشوع فقال:
- والذي يعين على ذلك شيئان: قوة المقتضى وضعف الشاغل.
أما الأول: قوة المقتضى:
فاجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله وما يفعله، ويتدبر القراءة والذكر والدعاء، ويستحضر أنه مناجٍ لله تعالى كأنه يراه. فإن المصلي إذا كان قائما فإنما يناجي ربه.
والإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) . ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد، وهذا يكون بحسب قوة الإيمان.
والأسباب المقوية للإيمان كثيرة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(حبب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) وفي حديث آخر قال: (أرحنا بالصلاة يا بلال) ولم يقل: أرحنا منها.
أما الثاني: زوال العارض:
فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه، وتدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة، وهذا في كل عبد بحسبه، فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات، وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها. مجموع الفتاوى 22/606-607