الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنتُ أظن ذاك، وإذا بالكتبة الكبار (وبعضهم في زمن الأجداد) يتحدثون عن فقدان طعم العيد، ولم يكن قد بلغتهم ملهيات زماننا هذا
…
فوجدتُ مثلاً:
الرافعي المصري (ت 1356 هـ) رحمه الله في «وحي القلم» ـ ط. دار القلم ـ (1/ 64)
والإبراهيمي الجزائري (ت 1385 هـ) رحمه الله في «آثاره»
…
(4/ 291)
وحسن الزيات المصري (ت 1388 هـ) رحمه الله في مقالين في مجلته «الرسالة» في (1351 ـ 1352 هـ) تقريباً، ونشرها في كتابه «وحي الرسالة» (1/ 17، 105)
وأبا تراب الظاهري الحجازي (ت 1423 هـ) رحمه الله في «الموزون والمخزون» (ص 204)
وعلي الطنطاوي الدمشقي الحجازي في (ت 1420 هـ) رحمه الله
…
«من حديث النفس» (ص 89)، وغيرهم من الأعلام الكبار، يندبون العيد، وتغيره، ويبكون عليه! !
يذكر الرافعي أن أعيادنا تجئ كالحة عاطلة ممسوحةَ من المعنى، أكبرُ عملها تجديدُ الثياب، وتحديدُ الفراغ، وزيادةُ ابتسامة على النفاق! فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم، لا اليوم نفسه
…
(1)
ويدعو الأكابر إلى «تغيير النظرة الكالحة الممسوحة المعنى إلى النظرة الباسمة المليئة بالفرحة المغيرة للنفوس والأخلاق» (2)
ولم يذكروا سبباً إلا تغيُّرَ الناس
…
... فهذا العلامة الإبراهيمي (ت 1385 هـ) رحمه الله يقول:
…
(وأصبحوا يلقون أعيادهم بهمم فاترة، وحس بليد، وشعور بارد، وأسِرَّةٍ عابسة، وكأنها عملية تجارية تتبع الخصب والجدب، وتتأثر بالعسر واليسر، والنَّفاق والكساد؛ لاصبغة روحية ذاتية تؤثر ولا تتأثر)! !
وكأنه يُلفت للسبب في ذلك بقوله: (لاننكر أن عوائد الناس تابعة لأحوال الناس رقياً وانحطاطاً؛ فالأمة الراقية ترقى في عاداتها في الغالب؛ لأن عاداتها تتشعب من مقوماتها
…
). (3)
(1). «وحي القلم» (1/ 64).
(2)
. البشير الإبراهيمي.
(3)
«آثاره» (4/ 295).