الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
أخبرنا سيدنا الشيخ الإمام الحافظ رشيد الدين بقية السلف قدوة الخلف أبو الحسين يحيى ابن الإمام أبي الحسن علي بن عبد الله القرشي -أثابه الله تعالى رضوانه- قال:
الحمد لله مخترع الخلائق بقدرته، ومصرفهم على وفق إرادته، ومقدر أرزاقهم وآجالهم بحكمته، الذي فضل العلماء على بريته، ورفع بالعلم درجات أهله وحملته، وخصهم بحفظه وضبطه ومعرفته، ونفع به من أخلص له في قصده ونيته.
وصلى الله على محمد نبيه وآله وصحابته وسلم عليه وعليهم أجمعين إلى يوم الدين.
وبعد.
فإن بعض أصحاب الحديث -كثرهم الله تعالى- ذاكرني بشيء من أحوال الشيخ الحافظ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن عبد العزيز المنيعي البغوي ثم البغدادي محدث العراق في زمانه، والمقدم على أقرانه فذكرنا ما رزقه الله تعالى من طول العمر وقدم السماع وكثرة الحديث والفهم والدراية ولقاء الحفاظ والأكابر من أهل النقل كأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبي خيثمة وأبي بكر وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن الجعد وأبي الأحوص البغوي وأبي نصر التمار وخلف بن هشام البزار وهدبة بن خالد وغيرهم
ممن تقدمت وفاتهم، وروى عنهم الأئمة الكبار كالبخاري ومسلم وأبي داود وغيرهم وعمره الله تعالى حتى تفرد بالرواية عن جماعةٍ جمةٍ من شيوخه لم يبق في الدنيا من يروي عنهم غيره وانتشر حديثه في الآفاق وكثر الرواة عنه إلى غير ذلك من أحواله، فحداني ذلك على أن أجمع شيوخه والرواة عنه وترتيب أسماءهم على حروف المعجم، فشرعت في ذلك ثم تذكرت أن صاحبنا الحافظ أبا بكر ابن نقطة البغدادي -رحمه الله تعالى- كان قد ذكر أن الحافظ أبا محمد ابن الأخضر البغدادي قد جمع شيوخه فقط فشرعت في جمع الرواة عنه فوجدتهم خلقاً لا يحصرهم عد ولا يحدهم حد فوقع الاختيار على ذكر من روى عنه أو سمع منه من حفاظ الحديث وأعيان الرواة، فاستخرت الله تعالى وعلقت في هذا المجموع ما تيسر لي جمعه منهم ورتبت أسماءهم على ترتيب حروف المعجم وذكرت ما انتهى إلي علمه من مولدهم ووفاتهم ونبذةً من أسماء شيوخهم ورواتهم وما تيسر من حديث أكثرهم عنه، ولم أستوعب جميع من يدخل في هذا الباب لاتساعه والله تعالى يحسن العون على بلوغ ما أردته ويعصم من الخطأ والزلل فيما أوردته إنه جوادٌ كريمٌ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله العلي العظيم.