الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يُحْمَلَ مَرْكَبِي ، وَيَلِينَ مَطْعَمِي ، وَتُحْمَلَ عَلَائِقُ سَوْطِي ، وَقِبَالَةُ نَعْلِي ، فَذَاكَ الْكِبْرُ؟ فَقَالَ:«لَا ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تُبْطِرَ الْحَقَّ ، وَتَغْمِصَ النَّاسَ» وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ
وَصِيَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَازُورِيُّ بِالرَّمْلَةِ قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ السَّافِرِيُّ ، نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ
⦗ص: 33⦘
أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ ، إِنْ أَنْتَ قَبِلْتَهَا عَنِّي: إِنَّ لِلَّهِ عز وجل حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلَهُ بِالنَّهَارِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ عز وجل حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلَهُ بِاللَّيْلِ ، وَإِنَّهُ عز وجل لَا يَقْبَلُ النَّافِلَةَ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ ، أَلَمْ تَرَ إِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فِي الْآخِرَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا ، وَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا حَقٌّ أَنْ يَثْقُلَ ، أَلَمْ تَرَ إِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فِي الْآخِرَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا ، وَخَفَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا بَاطِلٌ أَنْ يَخِفَّ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَنْزَلَ آيَةَ الرَّجَاءِ عِنْدَ آيَةِ الشِّدَّةِ ، وَآيَةَ الشِّدَّةِ عِنْدَ آيَةِ الرَّجَاءِ ، لِكَيْ يَكُونَ الْعَبْدُ رَاغِبًا رَاهِبًا ، لَا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، لَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عز وجل غَيْرَ الْحَقِّ. فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ ، وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ. وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي هَذِهِ فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ الْمَكِّيُّ ، نا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
⦗ص: 34⦘
دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبِي: " فِي أَيِّ شَيْءٍ كَفَّنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ. قَالَ: انْظُرِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَاغْسِلُوهُمَا - وَكَانَا مُمَشَّقَيْنِ - وَابْتَاعُوا لِي ثَوْبًا ثَالِثًا ، وَلَا تُغْلُوهُ. قُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّا مُوسِرُونَ ، مُوَسَّعٌ عَلَيْنَا. قَالَ: يَا بُنَيَّةُ إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ وَالصَّدِيدِ "
حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه لَمَّا حُضِرَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه ، فَدَعَاهُ لِيُوصِيَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ
⦗ص: 35⦘
: " اعْلَمْ أَنَّ لِلَّهَ عز وجل فِي النَّهَارِ حَقًّا لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهَ عز وجل فِي اللَّيْلِ حَقًّا لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ. وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَيْنَ يَقَعُ عَمَلِي مِنْ عَمِلِ هَؤُلَاءِ؟ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئِ أَعْمَالِهِمْ فَلَمْ يُثَرِّبْهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ عَمَلًا ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل رَدَّ عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ أَعْمَالِهِمْ فَلَمْ يَقْبَلْهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَنْزَلَ آيَةَ الرَّخَاءِ عِنْدَ آيَةِ الشِّدَّةِ ، وَآيَةَ الشِّدَّةِ عِنْدَ آيَةِ الرَّخَاءِ ، لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا ، لِئَلَّا يُلْقِيَ بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، وَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ. وَاعْلَمْ أَنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَاعْلَمْ أَنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا ، وَخِفَّةِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. فَإِنْ أَنْتَ قَبِلْتَ وَصِيَّتِي هَذِهِ ، فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ - وَلَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ - وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي هَذِهِ ، فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَكْثَرَ بُغْضًا إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَسْتَ بِمُعْجِزِهِ "
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الْهَرَوِيُّ ، نا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الزَّيَّاتُ ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحٍ زَحْمَوَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ مَحْفُوظٍ أَبُو
⦗ص: 36⦘
سَعْدٍ النَّهْدِيُّ ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَتَبَ أَبِي رحمه الله وَصِيَّتَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا حِينَ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ ، وَيَنْتَهِي الْفَاجِرُ ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ ، إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَإِنْ يَعْدِلْ فَذَلِكَ ظَنِّي بِهِ ، وَرَجَائِي فِيهِ ، وَإِنْ يَجُرْ وَيُبَدِّلْ فَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ: وَالذي كَتَبَ وَصِيَّةَ أَبِي بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا