الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد
فسبحان من جعل الجسم يسمح للحيوان المنوي بالبقاء فلا يقتله. وسبحان من أودع السائل القلوي (بقدر) حتى يحافظ على رحلة الحيوان المنوي ليصل آمنا للقرار المكين. (للرحم).
…
(يا ربِّ ولدًا)
عندما وهبت امرأة عمران ما في بطنها لخدمة بيت الله كانت تأمل أن يكون
ولداً. لأن خدمة البيت تحتاج للولد. واعتذرت لله في قولها (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى) 36 آل عمران".
ومعلوم أن الخالق يعلم ما وضعت، ولكنه التحسر على ما فاتها من تحقيق
أملها في الولد. أما قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ)(37 آل عمران) فمن كلام الله ومعناها التعظيم، فهو - سبحانه - أعلم بأي أنثى وضعت، فهي أنثى - عند الله - ليست كأحد من نساء العالمين. لقد اصطفاها الله وطهَّرها واصطفاها على نساء العالمين.
. فهي طهر بين اصطفاءين. وما عرفنا هذا المقام لأي امرأة.
هذه مريم عندنا. لا يكاد بيتٌ من بيوت المسلمين يخلو من هذا الاسم الحبيب
تيمناً بها.
فهل في بيت أحد من أتباع السيد المسيح اسم فاطمة. أو عائشة؟؟!!!
واسم السيد المسيح عندنا كذلك. لقد نفعنا الله ببركة كل النبيين.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور " إنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ مِنْهَا بِنَفَاسَةِ مَا وَضَعَتْ، وَأَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مُطْلَقِ الذَّكَرِ الَّذِي سَأَلَتْهُ، فَالْكَلَامُ إِعْلَامٌ لِأَهْلِ الْقُرْآنِ بِتَغْلِيطِهَا، وَتَعْلِيمٌ بِأَنَّ مَنْ فَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَى اللَّهِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَقَّبَ تَدْبِيرَهُ "
فالولد هبة الله.
والأنثى هبة الله.
والله سبحانه في مقام الهبة قدم الأنثى على الذكر (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ)(49 الشورى). وهى الآية الوحيدة من عشرين آية جمعت الذكر والأنثى والتي قدم فيها القرآن الأنثى.
فاقبل هبة الله. وتذكر أن أبناء فاطمة هم الذين حملوا شرف آل البيت إلى يوم الناس هذا. وهم الذين نصلي عليهم في كل صلاة.
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)(40 الأحزاب).
يخطر لي أن بالآية الكريمة معجزتان يدركهما من يتذوّق لغة القرآن الكريم.
* الأولى: أن الآية نزلت في السنة الخامسة من الهجرة، وقد عاش النبي
صلى الله عليه وسلم بعدها خمس سنوات وهو زوج لتسع نساء. كان يمكن أن يملأن بيت النبي صلى الله عليه وسلم أطفالا يصبحوا بعد ذلك رجالاً وهذا يتعارض مع ظاهر الآية.
فمن منعهن من الحمل، حتى سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم مات في حياته قبل أن يبلغ مبلغ الشباب.
- والمعجزة الثانية: مر على نزول الآية أكثر من أربعة عشر قرناً ولم تثبت
النبوة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ما أخبرت به الآية (وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)
فسبحان من جعل القرآن معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
***