الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل على الجنين نفقات تخصم من ماله
؟
قد يكون الجنين وارثا لأموال كثيرة وله أم فقيرة أو أخ فقير. فهل تلزمه نفقة
أهله الفقراء سدًّا لحاجتهم،
الحنابلة يقولون نعم. وغيرهم من الأئمة الأربعة يقولون لا.
(الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبه الزحيلي جـ 4 ص: 119).
…
الحمل من نطفة الزوج بعد موته
ليس من باب الخيال العلمي ولا من باب شعل وقت الفقهاء بعد أن بينوا أحكام
الله في كل شيء. ولكنها مسألة حدثت ورفعت للقصاء، وتناولتها الصحف في مصر
بألسنةٍ حدادٍ وكانت الشيوعية أيامها على الأبواب، واستغلت الصحف قول أحد المحامين
لعل عفريتا حمل الزوح من أوربا إلى مصر فحملت زوجته منه حملا شرعيا ثم أعاده
من غير توقيع ضابط المطار على جواز سفره.
كان الأمر كما يقول المثل المصري "حزينة واشتهت مصيبة لتشبع فيها لطما
على الخدود، وشقًّا للثياب". هذا ما أرادته الجريدة التي نشرت الخبر - يومها.
وقريب من مسألة العفريت - مع اختلاف في القصد ما قاله ابن الكمال - من علماء الأحناف قال.
بجواز أن يكون الزوج من أهل الكرامات من الأولياء. والعرش قد انتقل
لسيدنا سليمان. والكرامة شقيقة المعجزة. ولكن هذا الصنف من الأولياء لا يتصور
منهم أن يطوي الله لهم الأرض فينام مع زوجته وبعد أن تحمل ينكر حملها منه، ويرفع الأمر للقضاء. كان هذا في حوالي 1963.
وعادت القضية للبحث مرة ثالية بحادثة جديدة. وقد تغير الحال في مصر -
والحمد لله وناقشتها جريدة (عقيدتي) بأدب كبير، وعلماء كرام.
امرأة ترفع الأمر للقضاء تطالب بإثبات نسب ولدها الذي حملت به من نطفة
حصلت عليها من زوجها قبل موته، وتم تلقيحها بهذه النطفة بعد موت الزوج. فالنطفة
أخذتها من زوجها أثناء قيام الزوجية. كان الزوج حيا بدليل حياة النطفة واستعملتها بعد
موته. وكان رأي المؤيدّين لطلبها الذين يثبتون نسب الطفل.
أولاً: أن التلقيح الصناعي المقبول شرعا لابد أن يتم بين نطفة رجل وبويضة امرأة
بينهما عقد زواج قائم.
ثانيا: التيقن من عدم اختلاط النطفة في المعمل بنطفة أخرى - على قدر الطاقة.
ثالثا: عدم كشف عورة المرأة إلا للضرورة بهذه الشروط يثبت النسب والميراث لكل
من الطفل والأب والأم. (الحماية القانونية للجنين د/ مفتاح أقزيط ص: 84).
قلت في رسالتي "الجنس ضرورة وضرر".
الصورة العلمية لهذا الحمل أن المرأة استطاعت أن تحصل على نطفة زوجها
قبل موته. واحتفظت بالنطفة بوسيلة علمية ضمنت حياة الحيوانات المنوية التي
استخدمتها بعد موت الزوج.
لو صحَّ هذا الفهم فاستخدام النطفة بعد نهاية الأجل وموت الزوج يثبت به
نسب المولود عند الأحناف. لحرص الإمام الأعظم على صحة نسب المولود ولو تم
الحمل لامرأة في أقصى المشرق على رجل في أقصى المغرب، ولم تستطع المرأة أن
تثبت حضور الزوج إليها، وحصول الحمل منه. وعلل ابن الكمال وجهة نظر الإمام
بما يمكن أن يحدث من كرامات الأولياء.
والأقرب كما قلت أن الإمام حريص على ثبوت نسب الولد لحاجته إلى النسب
، (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
: الولد للفراش " ولا يثبت بهذا الحمل ميراث لأن الميراث فيه حقوق للناس فلا يثبت
لجنين إلا إذا ثبت حدوث الحمل في الحياة الزوجية. بأن تضعه الأم في مدّة الحمل
الشرعي. وناقشث في رسالة "لجنس ضرورة وضرر " ما توهمه بعض العلماء
وناقشت ادعاءه أن الحمل قد يستمر عدة سنوات، وقلت هذه دعوى تحتاح إلى دليل
يثبتها. أو مشاهدة تؤكدها.
وبعد: إنَّ دعوى الحمل من نطفة زوج ميت تثبت النسب للمولود حفاظا عليه
، ولا تثبت الميراث إغلاقا لهذا الباب من المزاعم والادعاءات وحفظا لحقوق الورثة.
وقد راجعت القوانين الشرعية فيما تيسر لي لبعض البلاد العربية.
القانون العراقي
النسب يثبت إذا كان اللقاء ممكنا. (المادة 51 من القانون العراقي للأحوال
القانون المصري
(مادة 15) تشترط إمكان التلاقي، فإذا لم يثبت التلاقي فثبوت النسب متوقف على إقرار الزوج في حياته وموافقة الورثة في موته.
الطب الشرعي في مصر يحدد أطول الحمل قرّر الطب الشرعي في مصر أن أطول مدّة للحمل هي سنة شمسية 365 يوما وبه أخذ القانون السوري.
فلا تسمع دعوى ثبوت نسب بعد عام وفاة الزوج.