المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكلام على الشرط السابع: القبول المنافي للرد - التنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة

[إبراهيم الخريصي]

الفصل: ‌الكلام على الشرط السابع: القبول المنافي للرد

غضبه وعقابه.

وتأمل قصة أبي طالب لعنه الله؛ فإنه قد صدق بالنبي صلي الله عليه وسلم، وعلم وتيقن صدق ما جاء به، ولكنه لم ينقد لأوامر الله تعالى فلم ينفعه ذلك ومحبته له، بل هو كافر مشرك خالد مخلد في نار جهنم والعياذ بالله؛ إلا أنه يخفف عنه العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة لأبي طالب في تخفيف العذاب فقط؛ حيث إنه حماه وذاد عنه بنفسه وأهله، وكان يحوطه وينصره، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه1. نسأل الله العافية.

فلانقياد شرط، فإذا انتفى الشرط؛ انتفى المشروط.

1 كما رواه البخاري ومسلم مرفوعًا

ص: 39

‌الكلام على الشرط السابع: القبول المنافي للرد

السابع: القبول المنافي للرد

أي: الشرط السابع: القبول المنافي للرد.

فلا بد من قبول هذه الكلمة بالقلب واللسان، فمن لم يقبلها وردها واستكبر عنها؛ فهو كافر؛ كما ردها كفار قريش عنادًا واستكبارًا ولم يقبلوها.

وقد قص الله علينا في كتابه من أنباء ما قد سبق من إنجائه لمن قبل هذه الكلمة، وانتقامه ممن ردها وأباها، وكذلك أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب، وما أعده لمن ردها من العذاب، والآيات في ذلك كثيرة معلومة خصوصًا عند ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وما حصل لأممهم عندما يقبلونها أو يردونها، جزاء وفاقًا، وما ربك بظلام للعبيد.

فالمقصود: أن القبول شرط من الشروط السبعة التي لا تصح هذه الكلمة والشهادة إلا باجتماعها كلها.

ص: 39

وبهذا الشرط تمت الشروط مجملة، ثم تأتي مفصلة بأدلتها من الكتاب والسنة إن شاء الله تعالى.

ص: 40