الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعرف بـ اللام من حرف الكاف
6430 -
" الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: أرحني ولو إلى النار". (خط) عن ابن مسعود" (ض).
(الكافر يلجمه العرق) من الجمه أي يصير كاللجام في النهاية (1): يصل إلى أفواههم فيصير بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام (حتى يقول) من شدة ما هو فيه: (أرحني ولو إلى النار) فإنه أخف عليه من الحال الذي يجده ولا [3/ 263] يسيل جسمه بالعرق إلا عن بلاء عظيم نزل بجسده (خط)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وفيه بشر بن الوليد (3) قال الذهبي: صدوق لكنه لا يعقل كان قد خرف.
6431 -
"الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس". (حم خ ت ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(الكبائر) هي كلما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب واختلف في حدها على أقوال كثيرة والأقرب أنها كل ذنب رتب الشارع حداً عليه وصرح عليه بالوعيد. (الإشراك بالله) يحتمل أنها خبر مبتدأ محذوف ويحتمل الخبرية عن الكبائر هي وما بعدها ويعتبر الربط بعد العطف (وعقوق الوالدين) ولو كافرين وهو كل ما يتأذى به الوالدين (وقتل النفس) بغير حق (واليمين الغموس) في النهاية (4) هي اليمن الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها الحالف مال غيره، سميت غموساً؛ لأنها
(1) النهاية (4/ 234).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4295)، والضعيفة (4150).
(3)
انظر المغني (1/ 108).
(4)
انظر النهاية (3/ 386).
تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار وفعول للمبالغة وكلها تقع بالأفعال والأقوال إلا الأخير فإنه قول لا غير وهذه بعض الكبائر ولا ينافيها عد زيادة عليها كما في حديث: الكبائر سبع لما قد أسلفنا في نظائره. (حم خ ت ن)(1) عن ابن عمر) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
6432 -
"الكبائر سبع: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقذف المحصنة، والفرار يوم الزحف وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة". (طس) عن أبي سعيد (صح) ".
(الكبائر سبع) قيل: يا رسول الله ما هن؟ قال: (الإشراك بالله) بقول أو فعل أو اعتقاد (وعقوق الوالدين) قيل: الأصلين فيشمل الجدين وإن عليا وليس المراد أن الكبيرة عقوقهما معا بل ولو أحدهما (وقتل النفس التي حرم الله) قتلها (إلا بالحق) استثناء منقطع لأنه إذا كان بالحق كالقصاص فإنه ليس من الكبائر. (وقذف المحصنة) التي حصنها الله من الزنا، وإن فتحت الصاد وإن كسرت فالمراد التي أحصنت فرجها من الزنا (والفرار) الهرب (من الزحف) من الجيش في يوم قتال الكفار أو البغاة، قال الذهبي: وفرار الفار من سلطانه أعظم وزرًا من فرار الفار من عسكر خذلوا ثم انضم إلى بلد سلطانهم. (وأكل الربا) أي أخذه وتناوله على أي صفة كان. (وأكل مال اليتيم) الطفل الذي مات أبوه والمراد أيضاً استهلاكه ولو بغير الأكل (والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة) وهذا عند إيجاب الهجرة في أول الأمر قبل إسلام الأعراب وكان يعد من رجع إلى الأعرابية كالمرتد. (طس)(2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: والأمر بخلافه ففيه عبد السلام بن حرب أورده الذهبي في ذيل
(1) أخرجه أحمد (2/ 201)، والبخاري (6870)، والترمذي (3021)، والنسائي (7/ 89).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5709)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4606).
الضعفاء (1) وقال: صدوق وقال ابن سعد: في حديثه ضعف، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ساقه الذهبي في الضعفاء (2) وقال: متروك واهٍ.
6433 -
"الكبائر: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله". البزار عن ابن عباس".
(الكبائر) جمع كبيرة قال أبو البقاء: هي من الصفات العالية التي لا يكاد يذكر الموصوف معها. (الشرك بالله) كما سلف {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72](والإياس من روح الله) بفتح الراء من رحمته التي فيها الإعانة والتخلص من كل كرب. (والقنوط من رحمة الله) يحتمل أن القنوط بالنسبة إلى العباد والإياس بالنسبة إلى نفس الآيس (البزار (3) عن ابن عباس) قال: قال رجل: يا رسول الله ما الكبائر؟ فذكره، قال الزين العراقي في شرح الترمذي: إسناده حسن.
6434 -
"الكبائر: الإشراك بالله، قذف المحصنة، وقتل النفس المؤمنة، والفرار يوم الزحف، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين، وإلحاد بالبيت قبلتكم أحياء وأمواتاً". (هق) عن ابن عمر (صح) ".
(الكبائر: الإشراك بالله) أي مطلق الكفر وتخصيص الشرك لغلبته في الوجود (وقذف المحصنة) أي رميها بالزنا لا غيره من المعاصي ومثلها المحصن عند الجماهير، ونازع العلامة الجلال في ذلك في حاشيتة على الكشاف قائلاً إنه لا غضاضة على الرجل في رميه بالزنا بل بعض الجاهلية يجعلونه فخراً والظاهر أن الإجماع منعقد على خلاف قوله وقصة المغيرة وأبي بكرة وصاحبه معروفة دالة للجماهير (وقتل النفس المؤمنة) بغير حق (والفرار يوم الزحف) {إِلَاّ مُتَحَرِّفاً
(1) انظر المغني (2/ 393).
(2)
انظر المغني (1/ 71).
(3)
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3480)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4603).
لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: 16] والزحف اسم للجماعة الذين يزحفون: أي يمشون بمشقة (وأكل مال اليتيم) ولم يذكر نصاب في قدر الكبيرة من المال ولعله نصاب السرقة خمسة دراهم ويحتمل ما قل ولو درهماً (وعقوق الوالدين المسلمين) أو أحدهما (وإلحاد) أي ميل عن الحق (بالبيت) وهتك حرمته (قبلتكم) بدل من [31/ 264] البيت (أحياء وأمواتاً) حال من الضمير.
واعلم: أن هذه الأحاديث اشتملت على اثنتي عشرة كبيرة: (1) الإشراك. (2) وعقوق الوالدين. (3) قتل النفس. (4) اليمين الغموس. (5) قذف المحصنة. (6) الفرار من الزحف. (7) أكل الربا. (8) أكل مال اليتيم. (9) الرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة. (10) الإياس من روح الله. (11) القنوط من رحمة الله. (12) الإلحاد بالبيت.
وقد سردنا في إيقاظ الفكرة عدة من الكبائر التي وردت بها النصوص. (هق)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وفيه عبد العزيز بن سنان، قال في الميزان (2): لا يعرف ووثقه بعضهم، وقال البخاري: حديثه عن ابن عمر فيه نظر.
6435 -
"الكبر من بطر الحق وغمط الناس". (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(الكبر) على حذف مضاف أي ذو الكبر أو الكبر (من بطر الحق) أي دفعه وأنكره ويرفع من قبوله وفي النهاية (3): هو أن يجعل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً وقيل: هو أن يتحير عند الحق فلا يراه حقاً. (وغمط الناس) الغمط بالطاء المهملة بعد غين معجمة الاستهانة والاستحقار ويروى بالعين المعجمة وصاد مهملة، قال القاضي: والمعنى واحد فهذا حقيقة الكبر المنهي عنه شرعاً؛ لأن بطر الحق كبر على الله ورسوله وكتابه وغمط الناس احتقار لهم
(1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 409)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4603).
(2)
انظر الميزان (4/ 251).
(3)
انظر النهاية (1/ 120).
وهم عباد الله مثله أو خير منه. (د ك)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وهو في مسلم من جملة حديث.
6436 -
"الكُبَرَ الكُبَرَ". (ق د) عن سهل ابن أبي حثمة" (صح).
(الكبر الكبر) بضم الكاف وسكون الموحدة فيهما والنصب على الإغراء أي قدم الأكبر فالأكبر إرشاد إلى الأدب في تقديم الأسن قاله صلى الله عليه وسلم وقد حضره جماعة في شأن صاحب لهم وجدوه قتيلاً في خيبر ولم يعرف قاتله فبدأ أصغرهم يتكلم، فذكره (ق د)(2) عن سهل ابن أبي حثمة) الخزرجي صحابي مشهور.
6437 -
"الكذب كله إثم، إلا ما نفع به مسلم، أو دفع به عن دَيْنٍ". الروياني عن ثوبان (ح) ".
(الكذب كله إثم) أي يأثم فاعله (إلا ما نفع به مسلم) فإنه لا إثم فيه سواء دفع عن نفسه أو ماله (أو دفع به عن دَيْنٍ) لأنه بغير ذلك غش قبيح، قال الغزالي (3): الكذب من أمهات الكبائر وإذا عرف به الإنسان سقطت مروءته وارتفعت الثقة به وازدرته العيون واحتقرته النفوس، قال: ومن الكذب الذي لا إثم فيه ما اعتيد في المبالغة نحو جئتك ألف مرة وإن لم يبلغ ألفاً، قال: ومما يعتاد الكذب فيه ويتساهل به أن يقال كل الطعام فيقول: لا أشتهيه وذلك منهي عنه وهو حرام إن لم يكن فيه غرض صحيح. (الروياني (4) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه.
6438 -
"الكذب يسود الوجه، والنميمة عذاب القبر". (هب) عن أبي برزة".
(1) أخرجه أبو داود (4092)، والحاكم (4/ 201)، وأخرجه مسلم (91) عن عبد الله بن مسعود.
(2)
أخرجه البخاري (6898)، ومسلم (1669)، وأبو داود (4520).
(3)
إحياء علوم الدين (3/ 117).
(4)
أخرجه الروياني في مسنده (630)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4296): موضوع، وضعفه في الضعيفة (2174).
(الكذب يسود الوجه) في الدنيا بمقت الناس له وردهم لأقواله وفي الآخرة بالعذاب عليه، قال الراغب (1): الكذب عار لازم وذل وإثم وحق الإنسان أن يتعود الصدق ولا يترخص في أدنى كذب فمن استحلاه عسر عليه فطامه، وعوتب كذاب في كذبه فقال: لو تغرغرت به وتطعمت حلاوته ما صبرت عنه طرفة عين، قال البيهقي (2): الكذب مراتب أعلاها في القبح والتحريم الكذب على الله ثم على رسوله ثم كذب المرء على صحبه بلسانه فجوارحه وكذبه على والديه ثم الأقرب فالأقرب أغلظ من غيره. (والنميمة عذاب القبر) أي سبب له وأوردها عقيب الكذب إشارة إلى أن من الصدق ما يذم كالنميمة والغيبة والسعاية فإنها تقبح وإن كانت صدقاً، قال الراغب: الكذب إما أن يكون اختراع قصة لا أصل لها أو زيادة في قصة أو نقصان أو تحريفاً بتغيير عبارة فالاختراع يقال له الافتراء والاختلاف والزيادة والنقص يقال له ذنب وكل من أراد كذباً على غيره فإما أن يقول بحضرة المقول فيه وهو المعبر عنه بالبهتان أو في غيبته وهو الكذب. (هب)(3) عن أبي برزة) سكت عليه المصنف وقد أعله مخرجه البيهقي وقال عقب إخراجه: في هذا الإسناد ضعف.
6439 -
"الكرسي لؤلؤ، والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبعمائة سنة، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون". الحسن بن سفيان (حل) عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً".
(الكرسي) الذي ذكره الله في كتابه. (لؤلؤ) أصله من ذلك. (والقلم) الذي أقسم الله به. (لؤلؤ وطول القلم سبعمائة سنة) أي مسافة ذلك إذا مسح استغرقت مساحته
(1) مفردات القرآن (1/ 15).
(2)
شعب الإيمان (1/ 149).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (4813)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4297)، والضعيفة (1496): موضوع.
هذا الزمان قيل المراد التكثير لا التحديد كنظائره. (وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون) كأن المراد الذين يحاولون [3/ 265] علم الأشياء فإنهم لا يطيقون علم ذلك أو العالمون به صورة من الملائكة، هذا إن كسرت اللام جمع عالم وإن فتحت فواضح أنه لا يعلمه إلا الله، قال الإِمام الرازي (1): قد جاء في الأخبار الصحيحة أن الكرسي جسم عظيم تحت العرش وفوق السماء السابعة ولا امتناع من القول به فوجب إثباته. (الحسن بن سفيان (حل)(2) عن ابن الحنفية مرسلاً) قال الشارح: هذا تصريح من المصنف بأن أبا نعيم لم يروه إلا مرسلاً وهو ذهول عجيب فإنه إنما رواه عن ابن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين مرفوعاً ثم إن فيه عندهما عنبسة بن عبد الرحمن وقد مر قول الذهبي وغيره أنه متروك متهم.
6440 -
"الكرم: التقوي؛ والشرف: التواضع؛ واليقين: الغنى". ابن أبي الدنيا في اليقين عن يحيى بن كثير مرسلاً".
(الكرم) الذي يمدح به المتصف به. (التقوى) فإن من اتقى الله اتصف بكل خير وصار الكرم مقصوراً عليه. (والشرف: التواضع) قال العسكري: أراد أن الناس متساوون وأن أحسابهم إنما هي بأفعالهم لا بأنسابهم. (واليقين: الغنى) فإن العبد إذا أيقن أن له رزقاً قد قدر لا يتخطاه علم أن طلبه لما لا يقدر عناء. (ابن أبي الدنيا (3) في اليقين عن يحيى بن كثير مرسلاً).
6441 -
"الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم". (حم خ) عن ابن عمر (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) تفسير الرازي (3/ 451).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 180)، والديلمي في الفردوس (4938)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 647)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4298)، والضعيفة (4155): موضوع.
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين (22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4299)، والضعيفة (4158).
(الكريم) الجامع لكل ما يحمد من أنواع الخير والفضل والشرف. (ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم) وهذا من تتابع الإضافات والإضافات المتداخلة وقد قيل: إنها تخل بالبلاغة ورد ذلك القزويني بما هو معروف في تلخيص المفتاح، والكريم مبتدأ وابن الكريم الأول صفة له مرفوع وما بعده صفات لما قبله كل لفظ لما قبله. (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) خبر المبتدأ السابق فيوسف ابن ثلاثة كرماء رسل كرام أنبياء وهو في نفسه نبي يجمع في نفسه ونبوة الآباء وحسن الصورة وعلم الرؤيا ورياسة الدين والدنيا فهو أكرم الكرماء. (حم خ) عن ابن عمر (حم) (1) عن أبي هريرة) قال الشارح: ووهم الحاكم فاستدركه وعجب من الذهبي كيف أقره، وغلط فقال: رواه الشيخان والذي روياه إنما هو خبر "أكرم الناس أنا"(2).
6442 -
"الكِشْرُ لا يقطع الصلاة، ولكن يقطعها القَرْقَرَةُ"(خط) عن جابر (ض) ".
(الكِشْر) بفتح الكاف وسكون المعجمة في القاموس (3) كشر عن أسنانه يكشر كشراً الذي يكون في الضحك وغيره والاسم الكشرة بالكسر يقول الشارح: بكسر الكاف غير صحيح إلا أن يكون ثبت رواية الكشرة بالتاء فشرح عليها لكن الموجود فيما شرحه بغير تاء كغيره من النسخ. (لا يقطع الصلاة) لأنه مجرد ظهور الأسنان (ولكن يقطعها القَرْقَرَة) أي القهقهة فإنها تبطلها على خلاف بين الفقهاء هل شرط ظهور حرفين أم مطلقاً (خط)(4) عن جابر) رمز
(1) أخرجه أحمد (2/ 96)، والبخاري (3390) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (2/ 332)، والحاكم (2/ 377).
(2)
أخرجه البخاري (3175)، ومسلم (2378).
(3)
انظر القاموس (2/ 236).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 345)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4300)، والضعيفة (4156).
المصنف لضعفه؛ لأن فيه ثابت بن محمَّد الزاهد أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال: ضعف لغلطه ورواه عنه الطبراني في الصغير مرفوعاً وموقوفاً قال الهيثمي: رجاله موثقون.
6443 -
"الكلب الأسود البهيم شيطان". (حم) عن عائشة (صح) ".
(الكلب الأسود البهيم) الذي لا لون فيه آخر بل كله أسود. (شيطان) سمي شيطاناً لكونه أشد الكلاب عقراً وأخبثها وأقلها نفعاً، قال أحمد بن حنبل: لا يصح الصيد به ولا يؤكل صيده لأنه شيطان، وخالفه غيره في ذلك. (حم)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وليس كذلك فقد قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ثقة لكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.
6444 -
"الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها". (ت هـ) عن أبي هريرة، ابن عساكر عن علي (ح) ".
(الكلمة) قال القاضي: الكلمة هنا بمعنى الكلام. (الحكمة) قال الطيبي: جعل الكلمة نفس الحكمة مبالغة أي المحكمة التي يستحسنها العقل وتوافق الشرع. (ضالة المؤمن) مطلوبة يطلبها كما يطلب ضالته. (فحيث وجدها فهو أحق بها) بلفظها ويعمل بها فربما كانت عند من لا يعمل بها، قال بعضهم: الحكمة هاهنا كل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح، وفي الحديث حث على التقاط الحكمة من أي قائل. (ت هـ)(3) عن أبي هريرة،
(1) انظر المغني (1/ 121).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 157)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 44)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4611).
(3)
أخرجه الترمذي (2687)، وابن ماجة (4169)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 24)، وانظر العلل المتناهية (1/ 95)، وأخرجه القزويني في التدوين (4/ 95) عن علي، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4302): ضعيف جداً.
ابن عساكر عن علي) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه يريد من رواية إبراهيم بن المفضل عن سعيد المقبري قال: وإبراهيم بن المفضل مضعف وقال في العلل: يحيى بن إبراهيم ليس [3/ 266] حديثه بشيء.
6445 -
"الكَمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين". (حم ق ت) عن سعيد بن زيد (حم ق هـ) عن أبي سعيد وجابر، أبو نعيم في الطب عن ابن عباس، وعن عائشة (صح) ".
(الكَمْأة) بفتح الكاف وسكون الميم وبعدها همزة شيء أبيض كالشحم. (من المَنِّ) الذي أنزل علي بني إسرائيل أي هي مما منَّ الله به عليهم في التيه كان ينزل عليهم في سحرهم مثل السكر وهو الترنجبين وسبب الحديث أن جماعة من الصحابة قالوا: ما نرى الكمأة إلا الشجرة التي {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] والله ما نرى لها أصلاً في الأرض ولا فرعاً في السماء، وقال قوم: هي جدري الأرض فلا يأكلها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. (وماؤها شفاءٌ للعين) إذا خلط بالدواء وكالبوتيا لا مفرداً فإنه يؤذيها، وقال النووي (1): بل مطلقاً وقيل: إن كان الرمد حاراً فماؤها البحت شفاء وإلا فمخلوطاً، وقال الديلمي: أنا جربت ذلك أمرت أن يقطر في عين جارية بمائها وقد أعيى الأطباء علاجها فبرئت. (حم ق ت) عن سعيد بن زيد (حم ق هـ)(2) عن أبي سعيد وجابر، أبو نعيم في الطب عن ابن عباس، وعن عائشة).
(1) شرح مسلم (5/ 14).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 187)، والبخاري (4478)، ومسلم (2049)، والترمذي (2067) عن سعيد بن زيد، وأخرجه أحمد (3/ 48)، وابن ماجة (3453) عن أبي سعيد وجابر، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 63)(12481) عن ابن عباس.
6446 -
"الكَمْأةُ من المَنِّ، والمَنُّ من الجنة، وماؤها شفاءٌ للعين". أبو نعيم عن أبي سعيد (صح) ".
(الكَمْأةُ من المَنِّ، والمَنُّ من الجنة) وتنضج الكمأة من الجنة. (وماؤها شفاءٌ للعين) حكى إبراهيم الحربي عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكيا أعينهما فأخذ كمأة وعصراها واكتحلا بمائها فهاجت أعينهما ورمدا، قال ابن الجوزي: وحكى شيخنا ابن عبد الباقي أن رجلاً عصر ماء كمأة واكتحل به فذهب عينه، قال ابن حجر (1): والذي يزيل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة كغيرها خلق سليماً كالأصل من المضار ثم عرضت له آفات، من نحو جوار وامتزاج فالكمأة في الأصل نافع وإنما عرض له المضار بالمجاورة. (أبو نعيم (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
6447 -
" الكنود: الذي يأكل وحده، ويمنع رِفْدَهُ، ويضرب عبدَه". (طب) عن أمامة (ض) ".
(الكنود) الذي في الآية (الذي يأكل وحده) تيهاً وبخلاً وكبراً واستقذاراً للغير. (ويمنع رِفْدَهُ) بكسر فسكون عطاؤه وصلته. (ويضرب عبدَه) وأمته حيث لا يباح له الضرب قاله في تفسير الآية. (طب)(3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه الوليد بن مسلم قد سبق بيان حاله.
6448 -
"الكوثر نهرٌ من الجنة: حافتاه من ذهب، ومجراه على الدُّرِّ والياقوت، تُرْبته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأشد بياضاً من الثلج". (حم ت هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(1) انظر: فتح الباري (10/ 165).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب (256)، وانظر فيض القدير (5/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4303).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 245)(7958)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4304).
(الكوثر) الذي ذكره الله بإخباره أنه أعطاه رسوله رسوله صلى الله عليه وسلم. (نهرٌ في الجنة: حافتاه من ذهب) أي جانباه. (ومجراه) بفتح الميم. (على الدُّرِّ والياقوت تُرْبته) الذي يجري عليها. (أطيب) ريحاً. (من المسك) أو التي يخرج منها. (وماؤه أحلى من العسل) في طعمه ولا يلزم منه الاستغناء عن نهر العسل. (وأشد بياضاً من الثلج) فهو كامل اللون والطعم والريح والمجرى والجوانب. (حم ت هـ)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
6449 -
"الكوثر نهرٌ أعطانيه الله في الجنة: ترابه مسك أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، تَرِدُهُ طيرٌ أعناقها مثل أعناق الجُزُر، آكلها أنعم منها". (ك) عن أنس (صح) ".
(الكوثر نهرٌ أعطاه الله في الجنة) وهو النهر الذي يصب في الحوض كما في البخاري، قال القرطبي في التذكرة (2): الصحيح أن له حوضين أحدهما في الموقف والآخر داخل الجنة وكل منهما يسمى كوثراً ترده عليه الأمة (ترابه مسك أبيض) كأنه تحت الدر والياقوت، أبيض (من اللبن) في لونه. (وأحلى من العسل، تَرِدُهُ طيرٌ أعناقها مثل أعناق الجُزُر) جمع جزور. (آكلها) ما يأكله من الحيوانات. (أنعم منها) أشد نعمة ونظرة منها. (ك)(3) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
6450 -
"الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني". (حم ت هـ ك) عن شداد بن أوس (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (2/ 158)، والترمذي (3361)، وابن ماجة (4334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4615).
(2)
التذكرة للقرطبي (1/ 347).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 186)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4614).
(الكيس) العاقل، وقال الزمخشري (1): حسن التأني في الأمور. (من دان نفسه) حسبها وأذلها واستعبدها وقهرها أي جعل نفسه منقادة مطيعة لأوامر ربها. (وعمل لما بعد الموت) فإنه المحل الذي يجب أن يعمل له العاملون. (والعاجز) المقصر في الأمور. (من اتبع نفسه هواها) فلم يكفها عن الشهوات عجزاً عن حفظ نفسه فكيف بحفظ غيرها. (وتمنى على الله الأماني) الفارغة فهو مع تقصيره عن طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يستعد ولا يستر ولا يصدر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والجنة مع الإصرار وتركه التوبة والاستغفار، قال العسكري: فيه رد [3/ 267] على المرجئة وإثبات الوعيد، قال الحسن: أن قوماً ألهتهم الأماني حتى فارقوا الدنيا وما لهم حسنة ويقول أحدهم أني حسن الظن بربي وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل، قال الغزالي (2): الرَّجاء يكون على أصل والتمني لا يكون على أصل فالعبد إذا اجتهد في الطاعة يقول: أرجوا أن يتقبل الله مني هذا اليسير ويعفو عن هذا التقصير وأحسن الظن فهذا رجاء، وأما إذا غفل وترك الطاعة وارتكب المعاصي فلم ينال بوعد ولا وعيد ثم أخذ يقول أرجو منه الجنة والنجاة من النار فهذه أمنية لا طائل تحتها. (حم ت هـ ك)(3) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، قال الذهبي: لا والله أبو بكر واهٍ، أبو بكر بن أبي مريم الغساني راويه عن ضمرة عن شداد، قال أبو طاهر: مدار الحديث عليه وهو ضعيف جدًا.
6451 -
"الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة". (هب) عن أنس (ض) ".
(1) الفائق في غريب الحديث (1/ 405).
(2)
إحياء علوم الدين (3/ 343).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 124)، والترمذي (2459)، وابن ماجة (4260)، والحاكم (4/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4305)، والضعيفة (5319).
(الكيس من عمل لما بعد الموت) فإنه لا عاقل إلا من ينظر في العواقب ويعمل لها. (والعاري) حقيقة. (العاري من الدين).
من لم يكن حلل التقوى ملابسه
…
عارٍ وإن كان معموراً من الحلل
(اللهم لا عيش) حقيقة. (إلا عيش الآخرة) إذ هو الدائم الذي لا يفنى والباقي الذي لا يزول، والسالم عن كل كدر، والسرور الذي لا يخالطه ضجر، وهذا الدعاء إقرار بحقارة هذه الدار ونفي لعيشها عن حفظ استحقاق اسم العيش وطلب من الله العيش الذي لا فناء فيه ولا تنغيص يعتريه. (هب)(1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه ساقه البيهقي من حديث عون بن عمارة عن هشام، قال البيهقي: وعون ضعيف.
إلى هنا من حرف الكاف مائتا حديث واثنان وسبعون حديثاً
وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وسلم
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (10545)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4306).
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليه توكلي
الحمد لله الذي عرفنا شمائل المختار، ورزقنا الاطلاع على ما جمعه منها الأئمة الأخيار حتى صرنا بمعرفة شمائله كأنا رأيناه عيانا وكأنما شرفنا بصحبته ومرافقته أزمانا فتارة نقول عند قراءتها (1):
يا عين إن بعد الحبيب وداره
…
ونأت منازله وشط مزاره
فلك الهنا لقد ظفرت ببغية
…
إن لم تريه فهذه آثاره
وتارة يأخذنا الطلب لما شملته من كل معنى شريف منها ونستجليه فنقول:
يا ألطف مرسل كريم
…
ما ألطف هذه الشمائل
من يسمع لفظها تراه
…
مثل الغصن مع النسيم مائل
والصلاة والسلام على من هذه صفات شمائله وعلى آله المتصفين بصفات فضائله .. وبعد:
فإن الحافظ السيوطي جعل الله الجنة مأواه وكافأه عن الأمة بإنالته في دار الكرامة ما يهواه جمع الشمائل النبوية في حرف الكاف وأتى منها في الجامع الصغير بما هو كاف شاف، وقد من الله وله الحمد بشرح الجزء الأول من الجامع والثاني والثالث وتوضيح ما من الله به من إبانة الألفاظ والمباني والمباحث وقد اشتمل هذا الجزء على أحاديث الشمائل النبوية والأخبار المفيدة كل صفة له صلى الله عليه وسلم رضية والشمائل في التحقيق كتاب مستقل فحسن افتتاحها بالخطبة تعظيما لسيد الرسل صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً.
(1) الأبيات منسوبة إلى علاء الدين بن سلام كما في "نفحة الرياحنة".
باب "كان" قال الراغب (1): هي عبارة عمن مضى من الزمان، وفي كثير وصف الله ذاته الأزلية نحو {وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40] وما استعمل في جنس الشيء متعلقاً بوصف له هو موجود فتنبه بها على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك عنه نحو {وَكَان الإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67]، وإذا استعمل في الماضي جاز أن يكون المستعمل فيه بقي على حاله وأن يكون تغير نحو فلان كان كذا ولا فرق بين تقدم ذلك الزمان وقرب العهد به نحو كان آدم كذا وكان زيد هنا، قال القرطبي: وزعم بعضهم إن كان إذا أطلق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لدوام الكثرة والبيان فيه العرف وإلا فأصلها إن تصدق على من فعل الشيء ولو مرة.
قلت: قد بحث الأصوليون في كان يفعل فكأن البعض أشار إليه والمسألة مبسوطة هنالك وهي (الشمائل الشريفة)، أي هذه الكلمة المثبوت لها الدالة على الشمائل جمع شمال بالكسر الطبع، وأريد هنا صورته الظاهرة والباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها الخاصة بها ووجه إيراد المصنف لها في هذا الجامع مع أنه كله في المرفوع قول الحافظ ابن حجر: الأحاديث التي فيها صفته داخلة في المرفوع اتفاقاً.
6452 -
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مليحاً مقصداً". (م ت) في الشمائل عن أبي الطفيل (صح) ".
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض) دل على أن أشرف ألوان الإنسان البياض ولذا وصف نساء أهل الجنة به وشبهوا باللؤلؤ. (مليحاً) قال القرطبي (2): الملاحة أصلها في العينين. (مقصداً) بالتشديد وفتح الصاد اسم مفعول أي مقتصداً ليس
(1) المفردات (1279).
(2)
انظر: المفهم للقرطبي (19/ 53).
بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير، في النهاية (1) كأن خلقه يحق به القصد من الأمور، والمعتدل الذي لا يميل إلى الأمور في القول والفعل وهو الوسط بين الطرفين ونصبه على المصدر، قلت: إنه خبر بعد خبر لكان. (م ت)(2) في الشمائل) في كتابه الذي ألفه في الشمائل (عن أبي الطفيل)[3/ 269] ورواه عنه أبو داود في الأدب.
6453 -
"كان أبيض، كأنما صيغ من فضة، رجل شعر". (ت) فيها عن أبي هريرة (ح) ".
(كان) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا فيما يأتي جميعاً وهذا الإضمار من المصنف وإلا فإن الراوي مع تعدده لا يأتي به إلا صريحاً، ولعل مثل هذا التحويل يجوز. (أبيض كأنما صيغ) أي خلقه الله من الصبغ بمعنى الإيجاد في الأساس من المجاز فلان حسن الصيغة وهي الخلقة. (من فضة) لما يعلوه من الإضاءة ولمعان الأنوار والبريق، قال عمه أبو طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
…
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
(رجل الشعر) بفتح الراء وكسر الجيم وتسكن في الفتح (3): مسرح الشعر، وقيل: كأنه الذي مشط فيكسر، وأغفل في النهاية تفسيره. (ت)(4) فيها) الشمائل (عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
6454 -
"كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار". البيهقي في الدلائل عن علي".
(1) النهاية (4/ 67).
(2)
أخرجه مسلم (2340)، وأبو داود (4864)، والترمذي في كتاب الشمائل المحمدية (13).
(3)
انظر: فتح الباري (6/ 486).
(4)
أخرجه الترمذي في الشمائل (12)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4619)، وصححه في الصحيحة (2053).
(كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة) بالتخفيف من الإشراب وروي بالتشديد من التشريب والإشراب مداخلة نافذة سابغة كالشراب وهو الماء الداخل كلية الجسم للطافته ونفوذه. إن قلت: تقدم إنه كالفضة فتعارض هذا.
قلت: قدمنا أن المراد هنالك باعتبار البريق والأنوار التي تعلوه فذكر الإشراب للإعلام بأنه ليس أبيض ناصعاً بل متناسب اللون، وقال البيهقي: يقال إن المشرب منه حمرة إلى السمرة ما ضحى منه الشمس والريح، وأما ما يجب الثبات عليه فهو الأبيض الأزهر، قلت: يشهد له ما عند أحمد: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة. (وكان أسود الحدقة) بفتحات شديد سواد العين. (أهدب الأشفار) جمع شفر بالضم وبفتح حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر وهو الهدب بالضم والأهدب كثيره، ويقال لطويله أيضاً وليس الأشفار الأهداب كما يفهمه هذا التركيب ففي المصباح (1) عن ابن قتيبة أن العامة تجعل أشفار العين الشعر وهو غلط وفي المعرب لم يذكر أحد من الثقات الأهداب الأشفار فهو على حذف مضاف أو تسمية باسم الحال. (البيهقي (2) في الدلائل عن علي) ورواه عنه الترمذي أيضاً وقال: أدعج العينين بدل أسود الحدقة.
6455 -
"كان أبيض مشرباً بحمرة، ضخم الهامة، أغر، أبلج، أهدب الأشفار". البيهقي عن علي".
(كان أبيض مشرباً بحمرة، ضخم الهامة) عظم الرأس وعظمه ممدوح؛ لأنه أعون على الإدراكات ونيل الكمالات. (أغر) صبيح. (أبلج) مشرق يضيء، وقيل: الأبلج [من] نقي ما بين حاجبيه من الشعر فلم يقترنا والعرب تحب البلج وتكره الأقرن. (أهدب الأشفار) تقدم. (البيهقي (3) عن علي) كان عليه أن
(1) المصباح المنير (1/ 354).
(2)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 212، 213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4621).
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 213)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4620).
يقول فيه أي في الدلائل؛ لأنه قال الشارح: إنه أخرجه فيها.
6456 -
"كان أحسن وجهاً، وأحسنهم خلقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير". (ق) عن البراء (صح) ".
(كان أحسن) الناس (وجهاً) حتى من يوسف قال: المصنف: من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أوتي كل الحسن ولم يؤت يوسف إلا شطره. (وأحسنه) بالإفراد كما عرف في النحو أن اسم التفضيل المضاف يجوز فيه الأمران كقول أبي سفيان: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة. (خلقاً) بضم الخاء على الأفصح فالأول: إشارة للحسن الحسي والثاني: إلى الحسن المعنوي ذكره ابن حجر (1) وجزم القرطبي (2) بخلافه، فقال: الرواية بفتح الخاء وسكون اللام، قال: أراد حسن الجسم بدليل قوله: بعده (ليس بالطويل البائن) بالهمز وجعله بالباء وهم أي الظاهر طوله. (ولا بالقصير) وكان إلى الطول أقرب بدليل قوله: "البائن" وإطلاق القصر وأما وصفه بالمتردد فيأتي ويأتي إلى الطول ما هو. (ق)(3) عن البراء) ورواه جماعة منهم الخرائطي.
6457 -
"كان أحسن البشر قدماً". ابن سعد عن عبد الله بن بريدة مرسلاً (صح) ".
(كان أحسن البشر قدماً) بفتح القاف والدال معروفة وهذا تفصيل لبعض الأعضاء وإلا فهو أحسن الناس في كل جارحة ويأتي "كان في ساقه حموشة". (ابن سعد (4) عن عبد الله بن بريدة مرسلاً) قاضي مرو قال الذهبي: ثقة (1)، ورمز
(1) انظر: فتح الباري (6/ 571).
(2)
انظر: المفهم للقرطبي (19/ 53).
(3)
أخرجه البخاري (3549)، ومسلم (2337).
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4318)، والضعيفة (4241).
[3/ 270] المصنف لصحته.
6458 -
"كان أحسن الناس خلقاً". (م د) عن أنس".
(كان أحسن الناس خلقاً) بضم المعجمة بحيازته جميع المحاسن والمكارم وتكاملها فيه ولذا وصفه تعالى بأنه على خلق عظيم وأتى بكلمة على إشارة إلى أنه استعلى على معالى الأخلاق واستولى عليها وكمال الخلق دليل كمال العقل؛ لأنه الذي تقتبس منه الفضائل وتجتنب به الرذائل وتمام الحديث في مسلم (2): فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح ثم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم خلفه فيصلي بنا وكان بساطهم من جريد النخل. (م د (3) عن أنس) وتمام الحديث في بعض الروايات ذكره لفظ: "النغير"، وقوله صلى الله عليه وسلم لأخي أنس:"ما فعل النغير با أبا عمير".
6459 -
"كان أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس". (ق ت ن) عن أنس (صح) ".
(كان أحسن الناس) صورة إن كان أخبر الراوي بذلك عما رآه وإنه لم يرى أحسن منه كأن المراد بالناس من رآهم الراوي وأخبر عنهم من شاهدهم ولا يعرض فيه للماضين كيوسف عليه السلام ولكن قول ابن حجر: إن أحاديث الشمائل مرفوعة يقضي بأنه أحسن الماضين والموجودين والآتين. (وأجود الناس) قد اشتهر صلى الله عليه وسلم بذلك حتى قال بعض: إنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وقد أعطاه غنماً بين جبلين (وأشجع الناس) قلنا: وأثبتهم جأشاً وقد ثبتت شجاعته بالتواتر النقلي.
= (1) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 50)، وتاريخ الإِسلام (4/ 263).
(2)
مسلم (659).
(3)
أخرجه مسلم (2150)، وأبو داود (4773).
واعلم: أن هذه الصفات جمعت الثلاث القوى، القوة العقلية، والشهوية، والغضبية، والحسن تابع لاعتدال المزاج الناشئ عن صفات النفس التي بها جودة القريحة الدالة على العقل واكتساب الفضائل وتجنب الرذائل والجود وكمال القوة الشهوية والغضبية كمالها الشجاعة وهذه أمهات الأخلاق الفاضلة فلهذا اقتصر عليها. (ق ت ن)(1) عن أنس) وبقية الحديث في البخاري ولقد فزع أهل المدينة أي ليلاً فكان النبي صلى الله عليه وسلم أسبقهم على فرس استعاره لأبي طلحة، وقال: وجدناه بحراً وهذا ساقه في باب مدح الشجاعة في الحرب.
6460 -
"كان أحسن الناس صفة، وأجملها، كان ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بأكلها ليس له إخمص، إذا وضع ردائه عن منكبيه فكأنه سبيكة من فضة، وإذا ضحك يتلالأ". البيهقي عن أبي هريرة (صح) ".
(كان أحسن الناس صفة) أي صفة ذاته كما يشعر به بقية الحديث (وأجملها) أي أتمها في الجمال وفسر ذلك بقوله. (كان ربعة) بسكون الموحدة بين الطويل والقصير ولما كان إلى الطول أقرب قال: (إلى الطول ما هو) أي إلى صفة الطول وفي حديث أبي هريرة عند الهذلي في الزهريات قال ابن حجر (2): بإسناد حسن "كان ربعة وهو إلى الطول أقرب"(بعيد ما بين المنكبين) أي الذي بين منكبيه من البين والفرق بعيد، وهو من صفات تمام الخلقة. (أسيل الخدين) بالمهملة فمثناة: أي ليس لخديه نتوء ولا ارتفاع، أو أنهما قليلاً اللحم، رقيقاً الجلدة، قال ابن حجر (3): وقوله أسيل الخدين هو الحامل لمن قال: كان وجهه مثل السيف، وفي رواية الترمذي "سهل الخدين". (شديد سواد الشعر) الذي
(1) أخرجه البخاري (3040)، ومسلم (2307)، والترمذي (1687)، وابن ماجة (2772).
(2)
انظر: فتح الباري (6/ 569).
(3)
انظر: المصدر السابق (6/ 573).
على رأسه وغيره. (أكحل العينين) في القاموس (1): الكحل محركة: أن يعلو منابت الأشعار سواد خلقة، أو أن تسود مواضع الكحل. (إذا وطئ) على الأرض. (بقدمه وطئ بكلها) وهي وطئة ذي الوقار. (ليس له إخمص) أي لا يلصق قدمه بالأرض عند الوطء فسره به الشارح. (إذا وضع ردائه عن منكبيه فكأنه) أي منكبيه. (سبيكة فضة) من بياضه وإشراقه. (وإذا ضحك يتلالأ) أي يلمع ويضيء ولا يخفى أن هذه الصفات صفات من كملت ذاته، وسئل خالد بن الوليد عن صفته صلى الله عليه وسلم فقال للسائل: أما إني أفصل فلا فقال: أجمل قال الرسول: على قدر المرسل، وفي نظمنا الشمائل.
وربعة إلى الطويل ما هو
…
أكحل سبحان الذي سواه [3/ 271]
أشجعهم عريض أعلى الظهر
…
يضيء نور وجهه كالبدر
وجسمه تحسبه في الرؤية
…
كأنه سبيكة من فضة
(البيهقي (2) في الدلائل عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
6461 -
"كان أزهر اللون، كان عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ". (م) عن أنس" (صح).
(كان أزهر اللون) أي نيره وحسنه وفي الصحاح كغيره: الأبيض المشرق وفسر بالأبيض الممزوج بحمرة نظراً إلى حاصل المراد. (كان عرقه) ما يرشح من جلد الإنسان وغيره من الحيوان. (اللؤلؤ) في صفاءه وبياضه وفي خبر البيهقي (3) عن عائشة: "كان يخصف نعله، وكنت أغزل فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نوراً. (إذا مشى تكفأ) بالهمز وتركه أي مال يميناً
(1) القاموس المحيط (4/ 44).
(2)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 245)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4633).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (7/ 422).
وشمالاً. (م)(1) عن أنس) وروى معناه البخاري.
6462 -
"كان أشد حياء من العذراء في خدرها". (حم ق هـ) عن أبي سعيد (صح) ".
(كان أشد حياء) بالمد أي استحياء من ربه ومن الخلق. (من العذراء) البكر قيل لها عذراء؛ لأن عذرتها أي بشرة بكارتها باقية. (في خدرها) بيتها الذي تكون فيه قيل: والعذراء في الخلوة يشتد حياؤها أكثر مما تكون في غيرها؛ لأنها مظنة الفعل بها والحياء من أشرف الصفات وأحبها إلى الله، ومحل حيائه في غير الحدود ولذا قال لمن أقر بالزنا:"أنكتها" لا يكني كما في الصحاح في كتاب الحدود. (حم ق هـ)(2) عن أبي سعيد) وفي الباب عن أنس وغيره.
6463 -
"كان أصبر الناس على أقذار الناس". ابن سعد عن إسماعيل بن عياش مرسلاً".
(كان أصبر الناس) أكثرهم صبراً. (على أقذار الناس) أفعالهم القبيحة والصبر على أذى الناس من دلائل انشراح صدره واتساعه الذي امتن الله به عليه في قوله: {أَلمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]. (ابن سعد (3) عن إسماعيل بن عياش مرسلاً) عالم الشام في عصره صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم (4).
6464 -
"كان أفلج الثنيتين، إذا تكلم ريء كالنور يخرج من بين ثناياه".
(1) أخرجه مسلم (2330)، وأخرج معناه البخاري (3547).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 71)، والبخاري (3562)، ومسلم (2320)، وابن ماجة (4180).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4462)، الضعيفة (4219).
(4)
انظر: ميزان الاعتدال (1/ 240).
(ت) في الشمائل (طب)(صح) والبيهقي عن ابن عباس".
(كان أفلج الثنيتين) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات والفلج فرجة بين الثنايا كما في النهاية (1). (إذا تكلم ريء كالنور يخرج من بين ثناياه) قال الطيبي: ضمير يخرج إلى الكلام وهو أشبه في الظهور أو إلى النور فالكاف زائدة وحاصله أنه يخرج كلامه من بين ثناياه الأربع شبيهاً بالنور في الظهور وقيل الأنسب بأول الحديث يخرج من الفلج ما يشبه نور النجم أو نحوه فالضمير إلى المشبه المقدر وقيل يخرج من صفاء الثنايا تلألأت (ت) في الشمائل (طب)(2) والبيهقي عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته على الطبراني، قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف.
6465 -
"كان حسن السبلة". (طب) عن العذاه بن خالد".
(كان حسن السبلة) بفتح المهملة وما بعدها ما أسبل من مقدم اللحية على الصدر، قاله جار الله (3). (طب)(4) عن العداء) بفتح المهملة وتشديد الدال المهملة وآخره همزة (بن خالد) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
6466 -
"كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة". (ت) فيها عن أبي سعيد".
(كان خاتم النبوة في ظهره بضعة) بفتح الموحدة قطعة لحم. (ناشزة) بمعجمات مرتفعة من اللحم وفي رواية: "مثل السلعة" وأما ما ورد من أنها كأثر
(1) النهاية (3/ 468).
(2)
أخرجه الترمذي في الشمائل (14)، والطبراني في الكبير (11/ 416)(12181)، والبيهقي في الدلائل (1/ 240)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4463)، والضعيفة (4220): ضعيف جداً.
(3)
المصباح المنير (1/ 488).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 14)(19)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4465).
محجم أو كشامة سوداء أو خضراء أو مكتوب عليها محمَّد رسول الله فأنت المنصور، ونحو ذلك، قال ابن حجر: لم يثبت منها شيء قال المصنف وغيره: جعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه حيث يدخل الشيطان من خصائصه صلى الله عليه وسلم على الأنبياء، قال: وسائر الأنبياء كان خاتمهم في يمينهم. (ت)(1) فيها) أي في الشمائل (عن أبي سعيد).
6467 -
"كان خاتمه غدة حمراء، مثل بيضة الحمامة". (ت) عن جابر بن سمرة".
(كان خاتمه) أي خاتم النبوة. (غدة) بضم المعجمة وتشديد المهملة في المصباح (2) الغدة: لحم يحدث بين الجلد واللحم يتحرك بالتحريك. (حمراء) قال عصام فيه رد لرواية أنهما سوداء أو خضراء. (مثل بيضة الحمامة) قدراً وصورة لا لوناً وفيها روايات كالتفاحة كالسلعة وغيرها وكلها مقادير متقاربة كل رائي يقدرها على ما يراه. (ت)(3) عن جابر بن سمرة).
6468 -
"كان ربعة من القوم: ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط". (ق ت) عن ابن عباس (صح) ".
(كان ربعة) بفتح الراء وسكون الموحدة فمهملة. (من القوم) وقوله: (ليس بالطويل البائن) الذي يبين للناس بزيادة طوله، من بان إذا ظهر أو يفارقهم بها من باب إذا فارق. (ولا بالقصير) زاد البيهقي في روايته عن علي وهو إلى الطول
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (21)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4807)، والصحيحة (2093).
(2)
المصباح المنير (1/ 488).
(3)
أخرجه الترمذي (3644)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4808)، والصحيحة (2093).
أقرب تفسير [3/ 272] للربعة. (أزهر اللون) مشرقة نيره، وقال ابن حجر: أي أبيض مشرب بحمرة وقد ورد ذلك صريحاً في روايات أخر عند الحاكم والترمذي وغيرهما: "كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة"(1)، (ليس بالأبيض الأمهق) في القاموس (2): الأبهق: الأبيض الذي لا يخالطه حمرة. (ولا بالآدم) بالمد في القاموس (3): الأدمة في الإبل لون مشرب سواداً أو بياضاً أو هو البياض الواضح وفي الضياء لون مشرب بياضاً وفيها السمرة وقال القرطبي (4): ليس بشديد السمرة وإنما يخالطه بياضه الحمرة لكنها حمرة بصفاء فيصدق عليه أنه أزهر والعرب تطلق على من كان كذلك أسمر والمراد بالسمرة تخالط البياض ولذا جاء في حديث أنس: "كان أسمراً" خرجه أحمد والبزار (5)، قال ابن حجر: بإسناد صحيح، صححه ابن حبان. (وليس) شعره. (بالجعد) بفتح الجيم والعين. (القطط) بفتحتين الشديد الجعودة الشبيه بشعر السودان. (ولا بالسبط) بفتح فكسر أو سكون المسبط المسترسل الذي لا تكسر فيه فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة وهو خير الشعر. (ق ت)(6) عن ابن عباس). قال ابن عبد الحق كان ربعة من القوم من زيادات البخاري على مسلم.
6469 -
"كان شبح الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين". البيهقي عن أبي هريرة (صح) ".
(1) سبق تخريجه قريباً.
(2)
القاموس (1/ 1193).
(3)
القاموس (1/ 1398).
(4)
المفهم (4/ 244).
(5)
انظر فتح الباري (6/ 569).
(6)
أخرجه البخاري (3547)، ومسلم (2335)، والترمذي (3623).
(كان شبح الذراعين) بالمعجمة المفتوحة فموحدة ساكنة كما في القاموس (1) وقال الشارح: مفتوحة أي طويلهما. (بعيد ما بين المنكبين) عريض أعلا الظهر وما موصولة أو موصوفة لا زائدة لأن بين لازمة الظرفية فلا يخرج عنها والمنكب مجتمع رأس العضد والكتف، وسعة ما بينهما يدل على سعة الصدر وذلك علامة النجابة وفي نظم الشمائل:
شبح الذراعين إذا تكلما
…
يخرج منه النور أو تبسما
(أهدب أشفار العينين) تقدم (البيهقي (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
6470 -
"كان شعره دون الجمة، وفوق الوفرة". (ت) في الشمائل (هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان شعره) أي شعر رأسه. (دون الجمة) بضم الجيم وتشديد الميم، والجمة من شعر الرأس ما سقط على منكبيه والوفرة: الشعر إذا وصل ذلك إلى شحمة الأذن. (وفوق الوفرة) قال أبو شامة قد دلت صحاح الأحاديث على أن شعره إلى أنصاف أذنيه وفي رواية: "يبلغ شحمة أذنيه"، وفي أخرى:"بين أذنيه وعاتقه"، وفي أخرى:"قريبا من منكبيه"، وفي أخرى:"يضرب منكبيه" ولم يبلغنا في طوله أكثر من ذلك، وهذا الاختلاف باعتبار اختلاف أحواله. (ت) في الشمائل (هـ)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6471 -
"كان شيبة نحو عشرين شعرة"(ت) فيها (هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(كان شيبة) في رأسه ولحيته. (نحو عشرين شعرة) يحتمل أقل من العشرين
(1) القاموس (1/ 288).
(2)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 213، 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4616)، وصححه في الصحيحة (2095).
(3)
أخرجه الترمذي في الشمائل (24)، وابن ماجة (3635)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4617).
وروى ابن سعد قال ابن حجر: بإسناد صحيح عن حميد عن أنس: "لم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين"(1) وروى ابن سعد أيضاً بإسناد صحيح عن أنس: "ما عددت في رأسه ولحيته إلا أربع عشرة شعرة"(2)، وروى الحاكم عنه أيضاً: لو عددت ما أقبل من شيبة في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة" (3) وفي حديث الهيثم: "ثلاثون عدداً" وجمع بينها باختلاف الأزمان وبأن خبر ابن سعد إخبار عن عدة وما عداه إخبار عن الواقع فأنس لم يعد أربع عشرة وهو في الواقع سبع عشرة أو ثمان عشرة أو أكثر، وذلك كله نحو العشرين. (ت) فيها (هـ)(4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
6472 -
"كان ضخم الرأس واليدين والقدمين". (خ) عن أنس (صح) ".
(كان ضخم الرأس) عظيمه وتقدم بلفظ الهامة وهو دليل على كمال العقل والإدراك وليس المراد ضخامة رؤوس البلادة (واليدين) أي الذراعين كما جاء في رواية. (والقدمين) يعني ما بين الكتب إلى الركبة (خ)(5) عن أنس).
6473 -
"كان ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقب"(م ت) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان ضليع الفم) عظيمه، وقيل واسعه وهو بفتح الضاد المعجمة والعرب تمدح عظمه وتذم بصغره وقيل عظيمه مهزوله وذابله والمراد ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما، وقيل: هذا كناية عن قوة فصاحته وكونه يفتتح الكلام
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 431).
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (20185)، وعبد بن حميد في مسنده (1243)، وابن حبان في صحيحه (6293).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 432).
(4)
أخرجه الترمذي في الشمائل (39)، وابن ماجة (3630)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4818)، والصحيحة (2096).
(5)
أخرجه البخاري (5908، 5909).
ويختتمه بأشداقه. (أشكل العينين) في بياضهما حمرة على [3/ 273] الصحيح وذلك محمود، قيل: ولا ينافيه كونه أدعج. (منهوش العقب) بإعجام الشين وتهمل، العقب أي قليل لحم العقب ضعيفه وفي نظمه الشمائل:
كان ضليع الفم منهوش العقب
…
وأشكل العينين حقاً لا كذب
(م ت)(1) عن جابر بن سمرة).
6474 -
"كان ضخم الهامة عظيم اللحية". البيهقي عن علي (صح) ".
(كان ضخم الهامة) ضخامة الرأس دليل الرزانة والوقار وليس المراد الكبر المفرط الذي هو دليل البلاهة. (عظيم اللحية) هي بالكسر، في القاموس (2) واقتصر عليه وفي الكشاف: أن الفتح لغة، شعر الخدين والذقن والمراد غليظها كبيعها هكذا وصفه جمع منهم على وابن مسعود وغيرهما وفي رواية حميد عن أنس:"كان لحيته قد ملأت من هاهنا" إلى هاهنا ومر بعض الرواة يديه على عارضيه. (البيهقي في الدلائل (3) عن علي) رمز المصنف لصحته وروى الترمذي نحوه.
6475 -
"كان فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعرة شحمة أذنيه إذ هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية، في صفاء الفضة،
(1) أخرجه مسلم (2339)، والترمذي (3647).
(2)
القاموس (1/ 63).
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 216)، والترمذي (3635)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4820).
معتدل الخلق، بادنا، متماسكاً، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعاً، ويخطو تكفؤاً، ويمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدء من لقيه بالسلام". (ت) في الشمائل (طب هب) عن هند بن أبي هالة (ح) ".
(كان فخماً) بفاء مفتوحة فمعجمة ساكنة أفصح من كسرها عظيماً في نفسه. (مفخماً) اسم مفعول: معظماً في صدور الصدور وعيون العيون، وقيل: فخماً عظيم القدر عند صحبه مفخماً معظماً عند من لم يره قط وهو عظيم أبداً. (يتلألأ وجهه) يضيء ويتوهج. (تلألؤ القمر) بالنصب على المصدرية. (ليلة البدر) ليلة أربع عشرة وهي أحسن ما يكون ليلة البدر وأتم، إن قيل: هلا شبه بضوء الشمس فإنه أتم، قيل: عدل عنه لنكتة أبدع وهي أن نور القمر ظهور في كون مظلم وهو صلى الله عليه وسلم ظهر في عالم مظلم بالكفر والشرك وأحسن منه إن الشمس لا تخلو عن الإحراق بخلاف نور القمر فإنه نور محض لا إحراق فيه ولأنه مستفيد نوره من الوحي استفادة القمر نورها من الشمس. (أطول من المربوع) وتقدم أنه ربعة والمراد عند أول نظرة نظر ربعة فإذا تأمل ظهر أنه إلى الطول أقرب. (وأقصر من المشذب) بالمعجمات اسم مفعول -وقول الشارح: اسم فاعل سبق قلم أو غلط من الناسخ- وهو الطويل البائن مع نقص في لحمه وأصله من النخلة الطويلة التي شدت عنها جريدها أي قطع وحرق وفي حديث عائشة: "لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا أطاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم
وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطويهما فإذا فارقاه نسباً إلى الطول ونسب هو إلى الربعة" (1)، (عظيم الهامة) مخفف الميم. (رجل الشعر) كأنه مسرح وكأن شعره بأصيل خلقته مسرحاً (إن انفرقت عقيقته) أي شعر رأسه سمي عقيقة تشبيهاً بشعر المولود فإنه يسمى عقيقة لأنه يحلق كما في النهاية (2). (فرق) بالتخفيف أي جعل شعره نصفين نصفاً عن يمينه ونصفاً عن يساره. (وإلا) بأن كان مختلطاً. (فلا) يفرقه بل يتركه مختلطاً بحاله معقوصاً وفرة واحدة والمراد أنه لا يتكلف لذلك، وقوله:(يجاوز) استئناف لشعره. (شحمة أذنيه إذ هو وفره) بتشديد الفاء، وقيل: إنه كلام واحد وأتى الشارح في بيانه بما لا يفيد ولعله غلط من النساخ. (أزهر اللون) مشرقه نيره كما سلف. (واسع الجبين) ممتدة طولاً وعرضاً وذلك محبوب محمود. (أزج الحواجب) مدققها مع تقوس وغزارة قيل جمعهما للمبالغة في امتدادهما حتى كأنهما عده حواجب. (سوابغ) بالسين أفصح من الصاد وهو منصوب على أنه حال من المجرور وهي الحواجب وهي فاعلة في المعنى إذ المعنى أزجت حواجبه.
(من غير قرن) بفتح القاف والراء أي أن شقي حاجبيه لا يلتقيان (بينهما) أي الحاجبين (عرق) بكسر فسكون (يدره) يحركه نافراً. (الغضب) كان إذا غضب امتلأ ذلك العرق دماً كما يمتلئ الضرع لبناً فيظهر ويرتفع. (أقنى) بقاف ونون مخففة من القناء ارتفاع أعلا الأنف واحد يدأب وسطه (العرنين) طويل الأنف مع دقة أرنبته مع حدب في وسطه وهي أحسن صفات الأنف. (له) العرنين أو النبي وهو الأظهر. (نور يعلوه) يغلبه من حسنه وبهائه ورونقه. (يحسبه من لم يتأمله أشم) مرتفعاً قصبة الأنف [3/ 274]، قيل: هذا يدل على أن قناه كان
(1) انظر فتح الباري (6/ 571).
(2)
النهاية في غريب الحديث (3/ 533).
قليلاً وهذه جملة اعتراضية وما بعده من أخبار كان (كث اللحية) بالمثلثة في القاموس (1): من كثت اللحية كثاثة وكثوثة وكثيثاً: كثرت أصولها وكثفت وقصرت وجعدت. (سهل الخدين) هو مثل أسيل الخدين أي ليس فيهما نتوء ولا ارتفاع. (ضليع الفم) عظيمه أو واسعه (أشنب) أبيض الأسنان مع بريق وتحديد فيها، أو هو رونقها وماؤها أو بردها وعذوبتها. (مفلج الأسنان) مفرق ما بين الثنايا. (دقيق) بالمهملة ويروى بالراء. (المسربة) بضم الراء وفتح الميم وسكون المهملة الشعر وسط الصدر إلى البطن كان كالخيط منه صلى الله عليه وسلم سائلاً إلى السرة. (كأن عنقه جيد) بكسر فسكون. (دمية) بالمهملة بزنة عجمة ومثناة تحتية الصورة المنقوشة من نحو رخام أو عاج، شبه عنقه بعنقها لأنه يتأنق في صنعتها مبالغة في حسنها وخصها لأنها كانت مألوفة عندهم. (في صفاء الفضة) قال الزمخشري (2): وصف عنقه بالدمية في الاستواء والاعتدال وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال، وبالفضة في اللون والإشراق والجمال. (معتدل الخلق) متناسب الأعضاء خلقاً وحسناً. (بادناً) ضخم البدن لا مطلقاً بل بالنسبة إلى ما يأتي من كوثه شثن الكفين والقدمين، ولما كانت البدانة قد تكون من كثرة اللحم وإفراط السمن الموجب لرخاوة البدن وهو مذموم عقبه بقوله:(متماسكاً) في النهاية (3) معتدل الخلق كأن أعضاءه يمسك بعضها بعضاً، إن قيل: في رواية البيهقي: ضرب اللحم وهو ضعيف اللحم الممشوق المستدق فكيف يلائم قوله بادناً؟ قيل: القلة والكثرة والخفة والتوسط من الأمور النسبية المتفاوتة، فحيث قيل: بادناً أراد عدم النحولة والهزال، وحيث قيل: ضرب أريد عدم السمن التام. (سواء البطن والصدر) بالإضافة والتنوين كناية عن كونه
(1) القاموس (1/ 223).
(2)
الفائق (2/ 227).
(3)
النهاية (4/ 330).
خميص البطن والحشا. (عريض الصدر) في الشفا: واسع الصدر، وفي المواهب: رحب الصدر، قال البيهقي: كان بطنه غير منقبض فهو مساو لظهره، وصدره عريض فهو مساو لبطنه أو العريض بمعنى الوسيع أو هو مجاز عن احتمال الأمور. (بعيد ما بين المنكبين) تقدم. (ضخم الكراديس) بالمهملات في النهاية (1): رؤوس العظام واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد ضخم الأعضاء. (أنور المتجرد) أي ذو نور ما تجرد من جسمه والمراد جسمه كله كما تقدم أنه أظهر اللون. (موصول ما بين اللبة) بفتح اللام المنحر. (والسرة بشعر) يتعلق بموصول. (يجري) بالجيم والراء. (كالخط) وهو معنى دقيق المسربة الذي سلف آنفاً. (عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك) أي ليس عليهما شعر سوى ذلك. (أشعر الذراعين) تثنية ذراع في القاموس (2): من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى. (والمنكبين وأعالي الصدر) أي كان على هذه الثلاثة شعر غزير (طويل الزندين) تثنية زند بزنة فلس وهو ما انحسر عنه اللحم من الذراع. (رحب الراحة) واسعها، قال الزمخشري (3): رحب الراحة أي الكف دليل الجود، وصغرها دليل البخل. (سبط) بالمهلمة فموحدة محركات. (القصب) بفتح القاف وفتح المهملة جمع قصبة: كل عظم أجوف فيه مخ، أي ليس في ذراعيه وساقيه وفخذيه نتوء ولا تعقد. (شثن الكفين) بالمعجمة فمثلثة جليل المساس والكبد في أنامله غلظ بلا قصر، وذلك محمود في الرجال مذموم في النساء (والقدمين) ولا يعارضه حديث أنس عند البخاري "ما مسست حريراً
(1) النهاية (4/ 192).
(2)
انظر القاموس (3/ 24).
(3)
الفائق (2/ 230).
ولا ديباجاً ألين من كفه" (1) لأن المراد اللين في الجلد والغلظ في العظام، فيجتمع له نعومة البدن وقوته، قال ابن بطال (2): كانت كفه ممتلئه لحماً غير أنها مع ضخامتها لينة، (سائل الأطراف) بسين مهملة ولام ممتدها كما في النهاية (3) وفسره البيهقي وغيره بممتد الأصابع طوال غير منعقدة ولا متثنية وتؤيده رواية "كأن أصابعه قضبان فضة" [3/ 275] وروى أبو نعيم "شائل الأطراف" بمعجمة ولام أي مرتفعها، وهو قريب منه بالمهملة، وروى "سائن" بالمهملة ورى سائي بالمهملة والنون آخره آخر الحروف، وسائر بالراء قال الزمخشري (4): ومقصود الكل أنها غير متعقدة. (خمصان الأخمصين) بالخاء المعجمة والصاد المهملة فيهما في النهاية (5): الأخمص من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض عند الوطء والخمصان المبالغ فيه أي أن ذلك من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض، وسئل ابن الأعرابي عنه فقال: لم يرتفع جداً، ولم يسم أسفل القدم جدًّا فهو أحسن ما يكون، وإذا استوى أو ارتفع فهو ذم فيكون المعنى أن أخمصيه معتدل الخمص (مسيح القدمين) أملسهما مستويهما لينهما بلا تكثير ولا تشقق جلده. (ينبو عنهما الماء) يسيل ويمر سريعاً، إذا صب عليهما. (إذا زال زال تقلعاً) أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعاً بائناً متداركاً إحداهما بالأخرى مشية أهل الجلادة، وهو حال أو منصوب على المصدر، أي ذهاب يقلع، والقلع في الأصل انتزاع الشيء من أصله أو تحويله من محله وكلاهما يصلح أن يراد هنا أي ينزع رجله من الأرض أو يحولها بقوة.
(1) أخرجه البخاري (3368).
(2)
شرح ابن بطال لصحيح البخاري (17/ 187)، وفتح الباري (10/ 359).
(3)
انظر النهاية (2/ 252).
(4)
الفائق (2/ 227).
(5)
النهاية (4/ 326).
(ويخطو تكفؤا) بالهمز وتركه أي تمايلاً إلى قدام من قولهم: كفئت الإناء إذا قلبته. (ويمشي) تفنن في العبارة، وبعداً عن تكرر اللفظ. (هوناً) بفتح فسكون صفة لمصدر محذوف أي مشياً هيناً بلين ورفق. (ذريع) بالمعجة كفريع وزناً ومعنى. (المشية) بكسر الميم أي سريعاً مع سعة الخطوة فمع كون مشيه بسكينة كان يمد الخطوة كأن الأرض تطوى له. (إذا مشى كأنما ينحط من صبب) ينحدر من الأرض وأصله النزول من علو إلى سفل، ومنه صببت الماء والمراد أنه لا إسراع في مشيته ولا إبطاء وخير الأمور أوسطها. (وإذا التفتَ التفت جميعاً) أي شيئاً واحداً فلا يسارق النظر ولا يلوي عنقه، كالطائش الخفيف بل يقبل ويدبر جميعاً، قيل: ينبغي أن يخص بالتفاته وراءه، أما التفاته يمنة أو يسرة فبعنقه. (خافض الطرف) لا يرفعه، وقد فسره بقوله:(نظره إلى الأرض) حال السكون وحال التحدث. (أطول من نظره إلى السماء) لأنه كان دائم المراقبة متواصل الفكرة، والنظر إلى ما تحت أجمع للفكر وأتم للتأمل (جل نظره) بضم الجيم معظمه وأكثره (الملاحظة) النظر بشق العين مما يلي الصدغ أي نظره كذلك في حال الخطاب فلا ينافيه إذا التفت التفت جميعاً. (يسوق أصحابه) يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم كأنه يسوقهم تواضعاً؛ ولأن الملائكة تمشي خلفه كما ورد. (ويبدء) وفي لفظ يبدر. (من لقيه بالسلام) حتى الصبيان تأديباً لهم وتأنيساً.
(ت) في الشمائل (طب هب)(1) عن ابن أبي هالة) (2) ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ابن خديجة كان وصّافاً لحلية النبي صلى الله عليه وسلم قتل مع علي في الجمل، وقيل: مات في طاعون عمواس
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (162)، والطبراني في الكبير (22/ 155)(414)، والبيهقي في الشعب (1430)، والبغوي في شرح السنة (6/ 442)، والآجري في الشريعة (1/ 40)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4470).
(2)
انظر الإصابة (6/ 557).
وبقي مدة لم يدفن لكثرة الموتى حتى نادى مناد واروا ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك الناس موتاهم ورفعوه على الأصابع حتى دفن، رمز المصنف لحسنه ولعله لاعتضاده عنده وإلا ففيه جميع بن عمرو العجلي (1) قال أبو داود: أخشى أن يكون كذاباً، وتوثيق ابن حبان له متعقب بقول البخاري: فيه نظر، ولذلك جزم الذهبي بأنه واه وفيه رجل من تميم مجهول ومن ثمة قيل إنه خبر معلول.
6476 -
"كان في ساقه حموشة". (ت ك) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان في ساقيه حموشة) بالحاء المهلمة مفتوحة والشين المعجمة: دقيق الساقين، وذلك مما يمدح به، وقد أكثر أهل القيافة ذكر فوائد ذلك. (ت ك)(2) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته.
6477 -
"كان في كلامه ترتيل أو ترسيل". (د) عن جابر (صح) ".
(كان في كلامه) وفي رواية "في قراءته". (ترتيل) تأن وتمهل مع تبيين الحروف والحركات بحيث يتمكن السامع من عدها. (أو ترسيل) عطف تفسير بناء على أنه ثاني بأو أو أنه شك من الراوي، وقد اختلفا أي القراءتين أفضل الترتيل أو الحدر، قال ابن القيم (3): والصواب أن قراءة الترتيل [3/ 276] والتدبر أرفع قدرًا وثواب أكثر القراءة أكثر عدداً، فالأول كمن تصدق بجوهرة كبيرة والثاني كمن تصدق بدنانير كثيرة. (د)(4) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الزين العراقي: فيه راو لم يسم.
6478 -
"كان كثير العرق". (م) عن أنس (صح) ".
(كان كثير العرق) وكانت أم سليم تجمع عرقه وتجعله في الطيب لطيب
(1) انظر الميزان (2/ 152)، والمغني (1/ 136).
(2)
أخرجه الترمذي (3645)، والحاكم (2/ 662)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4474).
(3)
زاد المعاد (1/ 323).
(4)
أخرجه أبو داود (4838)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4823).
ريحه، (م) (1) عن أنس) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي أم سليم فيقيل عندها، فتبسط له نطعاً وكان كثير العرق، فكانت تجمعه فتجعله في الطيب.
6479 -
"كان كثير شعر اللحية". (م) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان كثير شعر اللحية) قال القرطبي (2): ولا يفهم أنه كان طويلها، لما صح أنه كان كث اللحية أي كثير شعرها غير طويلة. (م)(3) عن جابر بن سمرة).
6480 -
"كان كلامه كلاماً فصلاً، يفهمه كل من سمعه". (د) عن عائشة".
(كان كلامه كلاماً فصلاً) قيل: فاصلاً بين الحق والباطل، والأظهر أن المراد بين المعنى ظاهر الألفاظ لا يلتبس على أحد بل. (يفهمه كل من سمعه) لظهور حروفه وكلماته وإيضاحه وبيانه، وقد تقدم أنه أوتي جوامع الكلم. (د)(4) عن عائشة)، ورواه الترمذي إلا أنه قال: يحفظه من جلس إليه.
6481 -
"كان وجهه مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً". (م) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان وجهه مثل الشمس) في الإنارة. (والقمر) في الحسن والملاحة ويحتمل أن الواو بمعنى أو إذ الشمس تمنع من استيفاء الحظ من رؤيتها فالأليق القمر إذ كان البعض يقول: إنه كالشمس ويقول آخر كالقمر والكل صادق. (وكان مستديراً) تأكيداً للمماثلة والمشابهة ولئلا يذهب الوهم أن التشبيه بالنيرين في الإضائة والملاحة لا في الكيفية. (م)(5) عن جابر بن سمرة).
(1) أخرجه مسلم (2332).
(2)
المفهم (4/ 239).
(3)
أخرجه مسلم (2344).
(4)
أخرجه أبو داود (4839)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4826)، والصحيحة (2097).
(5)
أخرجه مسلم (2344).
6482 -
"كان أبغض الخلق إليه الكذب". (هب) عن عائشة (ح) " (1).
(كان أبغض) بالمعجمات. (الخلق) يحتمل ضم الخاء واللام أي الأخلاق وفتحها مع سكون اللام، أي أبغض صفات الخلق. (إليه الكذب) لكثرة ضرره وعموم ما يترتب عليه من الفساد، وتقدم فيه من الأحاديث والذم ما يكفي، والمراد أنه ما يتخلق به الخلق، وأبغض ما يتخلق هو به، فإنه ليس خلقه إلا الصدق، عرف بالصادق الأمين صغيراً. (هب)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقد قال مخرجه البيهقي بعد أن ساقه من حديث إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة، وعن محمَّد بن أبي بكرة عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة ما نصه، قال البخاري: هو مرسل، يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة، ولا يصح حديث ابن أبي مليكة، قال البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح انتهى، فأفاد ذلك أن فيه ضعفاً وانقطاعاً.
6483 -
"كان أحب الألوان إليه الخضرة". (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس (ض) ".
(كان أحب الألوان إليه الخضرة) من الثياب وغيرها؛ لأنها من صفات ثياب الجنة والخضرة أحسن الألوان وأكثرها إفراحاً للقلب وفي الخبر: "إن النظر إلى الخضرة والماء البخاري يقوي البصر"(3). (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب (4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف
(1) هذا الحديث والذي بعده متأخر في المخطوط ولكنا ذكرناه هنا مراعاة للترتيب الهجائي.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (4817)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4618)، والصحيحة (3095).
(3)
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (289).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 221)، والطبراني في الأوسط (5731، 8027)، وابن السني في =
لكن له شواهد.
6484 -
"كان أحب التمر إليه العجوة". أبو نعيم عن ابن عباس".
(كان أحب التمر إليه العجوة) قيل عجوة المدينة، وقيل: مطلقاً وهي أجود التمر وألينه وألذه ولها منافع كثيرة مر بيان بعضها. (أبو نعيم (1) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً أبو الشيخ باللفظ المذكور قال الزين العراقي: إسناده ضعيف.
6485 -
"كان أحب الثياب إليه القميص". (د ت ك) عن أم سلمة".
(كان أحب الثياب إليه) من المخيطة بتفصيل وتقطيع. (القميص) لما فيها من السترة فإنه أستر من الإزار والرداء واختلف هل كان الأغلب لبسه القميص أو الإزار والرداء على عادة العرب، قال الشارح: ويلوح أن لبسه له كان أكثر إلا أنه قال الحافظ العراقي: كان الأغلب من عادته وعادة العرب لبس الإزار والرداء. (د ت ك)(2) عن أم سلمة) ورواه عنها أيضاً النسائي في الزينة قال الصدر المناوي (3): فيه أبو تميلة يحيى بن واضح أدخله البخاري في الضعفاء لكن وثقه ابن معين.
6486 -
"كان أحب الثياب إليه الحبرة". (ق د ن) عن أنس (صح) ".
(كان أحب الثياب إليه) غير المفصلة [3/ 277] بتقطيع فلا ينافي ما سلف قريباً من أحبيته القميص. (الحبرة) بالمهملة فموحدة قرئ بزنة عنبة وهي برد يماني ذو ألوان من التحبير التحسين وما جاء في بعض الروايات أنها حمراء قد
= عمل اليوم والليلة (426)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4623).
(1)
أخرجه أبو نعيم في الطب (845)، وانظر فيض القدير (5/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4308)، والضعيفة (4162): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه أبو داود (4025)، والترمذي (1763)، والحاكم (4/ 213)، والنسائي في الكبرى (9668)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4625).
(3)
انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح للمناوي (4/ رقم 3469).
رده ابن القيم (1) في أوائل الهدي قيل: وهذا على ما فهم أنس من حاله ولعل البياض كان أحب إليه، قيل: قد يحب الشيء ولا يستعمله لخاصية في غيره. (ق د ن)(2) عن أنس).
6487 -
"كان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه". (خ هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان أحب الدين إليه) بكسر الدال أي التعبد (ما داوم عليه صاحبه) وإن قل كما يأتي والمراد المداومة العرفية فلا يرد أن المداومة تشمل جميع الأزمنة وذلك غير مقدور وإنما كان أحب إليه لأن المداوم يدوم له الإسعاد والإمداد وتدعوه طاعته إلى طاعات ولذا شرع لمن فاته ورده بالليل أن يأتي به في النهار لئلا تفوته المداومة وتارك العمل بعد أن فعله كالهاجر بعد الوصال. (خ هـ)(3) عن عائشة).
6488 -
"كان أحب الرياحين إليه الفاغية". (طب هب) عن أنس" (ض).
(كان أحب الرياحين) جمع ريحان وهو كل نبت طيب الريح إلا أنه غلب عند الإطلاق في عرف العامة إلى نبت مخصوص. (إليه الفاغية) بالغين المعجمة وهو نور الحناء وهي من أطيب الرياحين وأحسنها وعن ابن درستويه: الفاغية عود الحناء يغرس مقلوباً فيخرج بشيء أطيب من الحناء يسمى الفاغية، قال المصنف وفيه منافع من أوجاع الغضب والفالج والصداع وأوجاع الجنب والطحال ويمنع السوس من الثياب وغير ذلك. (طس هب)(4) من حديث عبد
(1) زاد المعاد (1/ 134).
(2)
أخرجه البخاري (5812، 1151)، ومسلم (2079)، وأبو داود (4025)، والنسائي (8/ 203).
(3)
أخرجه البخاري (43، 1151)، ومسلم (785)، وابن ماجة (4238).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 254)(734)، والبيهقي في الشعب (6074)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4309)، والضعيفة (1757).
الحميد بن قدامة عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال ابن القيم (1): الله أعلم بهذا الحديث فلا نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نعلم صحته، انتهى. وقال الذهبي في الضعفاء (2): عبد الحميد بن قدامة عن أنس في الفاغية قال البخاري: لا يتابع عليه.
6489 -
"كان أحب الشاة إليه مقدمها". ابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب (هق) عن مجاهد مرسلاً".
(كان أحب الشاة إليه) إذا أكلها. (مقدمها) لكونه أبعد من الأذى وأقرب من المرعى وأخف في المعدة وأسرع انهضاماً وهذا من طبه الذي لا يعرفه إلا أفاضل الأطباء؛ لأنهم شرطوا في جودة الأغذية نفعها تأثيرها في القوى وخفتها على المعدة وسرعة انهضامها. (ابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب (هق)(3) كلهم عن مجاهد مرسلاً).
6490 -
"كان أحب الشراب إليه الحلو البارد". (حم ت ك) عن عائشة" (صح).
(كان أحب الشراب إليه) ما يشربه من ماء وغيره فيشمل العسل كما يأتي. (الحلو البارد) فإنه كان يستعذب له الماء ويمزج تارة بالعسل أو المنقوع في تمر وزبيب، قال ابن القيم (4): الأظهر أنه يعمهما جميعاً ولا يشكل بأن اللبن كان أحب إليه لأن الكلام في شراب هو ماء أو فيه ماء وإذا جمع الماء هذين الوصفين
(1) انظر: زاد المعاد (4/ 318).
(2)
انظر المغني (1/ 369).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (2469)، وفي الطب (ق 70/ أ)، وأبو نعيم في الطب (869)، والبيهقي في السنن (10/ 7)، وعبد الرزاق (8771)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4310).
(4)
زاد المعاد (4/ 205).
الحلاوة والبرد كان من أعظم أسباب حفظ الصحة ونفع الروح والكبد والقلب نفذ الطعام إلى الأعضاء أتم تنفيذ وأعان على الهضم، وقال في العارضة (1): كان يشرب الماء البارد ممزوجاً بالعسل ليكون حلواً بارداً وكان يشرب اللبن ويصب عليه الماء حتى يبرد أسفله. (حم ت ك)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته كأنه تابع الحاكم في ذلك وتعقبه الذهبي فإنه من رواية عبد الله بن محمَّد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة وعبد الله هالك والصحيح إرساله.
6491 -
"كان أحب الشراب إليه اللبن". أبو نعيم في الطب عن ابن عباس (ض).
(كان أحب الشراب إليه اللبن) لكثرة منافعه ولكونه يقوم مقام طعام غيره لتركبه من الجبنية والسمنية والمائية وليس شيء من المائعات كذلك لكن ينبغي أن لا يكثر منه فإنه رديء للمحموم والمصروع وإدامته تؤذي الدماغ وتحدث ظلمة البصر والغشي ووجع المفاصل وسدد الكبد ونفخ [المعدة] ويصلحه العسل. (أبو نعيم (3) في الطب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
6492 -
"كان أحب الشراب إليه العسل". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة" (ض).
(كان أحب الشراب إليه العسل) الممزوج بالماء كما قيده وفي رواية أخرى، وفيه من حفظ الصحة ما لا يهتدي له الأفاضل الأطباء وقدمنا مراراً ذكر منافعه.
(1) انظر: عارضة الأحوذي (8/ 89).
(2)
أخرجه وأحمد (6/ 38)، والترمذي (1895)، والحاكم (4/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4627)، والصحيحة (3506).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الطب (745)، وانظر فيض القدير (5/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ([[4312]]).
(ابن السني وأبو نعيم (1) في الطب عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
6493 -
"كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان". (د) عن عائشة (صح) ".
(كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان)[3/ 278] أخذ منه أنه أفضل الصوم بعد رمضان إلا أنه تقدم أفضل الصوم إلى الله بعد رمضان المحرم وهو لا يحب إلا الأفضل ولعل وجه الجمع أن الإكثار في صوم شعبان أفضل لحديث عائشة أنه لم يكن يصوم في شهر أكثر من شهر شعبان، ويطلق الصوم أفضل في شهر محرم. (د)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم عنها بلفظه، وزاد:"ثم يصله برمضان" وقال: على شرطهما وأقره الذهبي.
6494 -
"كان أحب الصباغ إليه الخل". أبو نعيم عن ابن عباس".
(كان أحب الصباغ) اسم للصبغ أحب ما يصبغ به الطعام. (إليه الخل) بالمعجمة معروف أي كان أحب الإدام إليه ويأتي حديث "ما أفقر من أدم بيت فيه خل"(3)، ومن عجائب الشارح أنه قال: أنه كان أحب المصبوغ إليه ما صبغ بالخل إذا أضيف إليه نحو نحاس صبغ أخضر أو نحو حديد صبغ أسود انتهى بخطه، من الصبغ اللون وهو غلط واضح لا يخفى ولو كان من ذلك لما أخرجه في الطب. (أبو نعيم في الطب (4) عن ابن عباس) ورواه عنه أبو الشيخ بلفظه، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف.
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (853)، وفي الطب (ق 64/ ب) وأبو نعيم في الطب (773)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4311).
(2)
أخرجه أبو داود (2431)، والنسائي (4/ 199)، والحاكم (1/ 599)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4628).
(3)
أخرجه الطبراني (24/ 437 رقم 1068)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 313)، والبيهقي في الشعب (5944).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الطب (901)، وانظر فيض القدير (5/ 84)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4313)، والضعيفة (4234): ضعيف جداً.
9495 -
"كان أحب الصبغ إليه الصفرة". (طب) عن ابن أبي أوفى (صح) ".
(كان أحب الصبغ إليه) من الألوان المصبوغة إليه. (الصفرة) قيل: أراد به الخضاب؛ لأنه كان يخضب بها ويستحسنه ويحتمل أن المراد من الثياب، قيل: لا يعارضه النهي عن المزعفر والمعصفر؛ لأن الذي هنا المراد به في الأصل بخلاف ذلك ويدل على الثاني حديث أبي داوود عن ابن عمر أنه قيل له يصبغ بالأصفر، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شيء أحب إليه من الصفرة وكان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته، قال ابن عبد البر (1): لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالأصفر إلا ثيابه، وأخرج الطبراني عن قيس التميمي، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أصفر ورأيته يسلم على نسائه، وبهذا يعرف أن قول ابن العربي: لم يرد في لباس الأصفر حديث، ليس بصحيح. (طب)(2) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وهو شيء عجاب فقد، قال الهيثمي: فيه عبد ربه بن القاسم وهو كذاب.
9496 -
"كان أحب الطعام إليه الثريد من الخير، والثريد من الحيس". (د ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز) الثريد أن يثرد الخبز أي يفتت ثم يبل بمرق وقد يكون معه لحم وعليه:
إذا ما الخبز تأدمه بلحم
…
فذاك أمانة الله الثريد
(والثريد من الحيس) بالمهملتين بينهما مثناة تحتية طعام يتخذ من تمر وأقط قال:
التمر والسمن جميعاً والأقط
…
الحيس إلا أنه لم يختلط
(1) التمهيد (21/ 16).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما عزاه له الهيثمي في المجمع (5/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4314).
(د ك)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه عن رجل من أهل البصرة لم يسم عن عكرمة عن ابن عباس ثم قال أبو داود في بعض رواياته: أنه حديث ضعيف والحاكم أخرجه من رواية عمرو بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس، وقال: صحيح، وأقرَّه الذهبي فرمز المصنف على الحاكم بالتصحيح.
9497 -
"كان أحب العراق إليه ذراع الشاة"(حم د) وابن السني وأبو نعيم عن ابن مسعود (صح) ".
(كان أحب العراق) بضم المهملة فراء فقاف جمع عرق وهو العظم الذي عليه لحم، قال في النهاية (2): جمع نادر. (إليه ذراعي الشاة) وهو من الغنم والبقر ما فوق الذراع وذلك لأنه أحسن نضجاً وأسرع استمراء وأعظم ليناً وأبعد عن مواضع الأذى مع زيادة لذتها وعذوبة مذاقها. (حم د) وابن السني وأبو نعيم (3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته.
9498 -
"كان أحب العمل إليه ما دووم عليه وإن قل". (ت ن) عن عائشة وأم سلمة (صح) ".
(كان أحب العمل إليه) من العبادات والأعمال الصالحات. (ما داوم عليه وإن قل) تقدم في: أحب الدين اتقاء وبيان وجه الأحبية. (ت ن)(4) عن عائشة وأم سلمة) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه أبو داود (3783)، والحاكم (4/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4315).
(2)
النهاية (3/ 445).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 394)، وأبو داود (3780) والنسائي في الكبرى (4/ 153)، والطبراني في الأوسط (2461)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4629)، وحسنه في الصحيحة (2055).
(4)
أخرجه الترمذي (2856)، والنسائي في المجتبى (3/ 222)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4630).
6499 -
"كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ". (عد) عن عائشة، والنوقاني في كتاب البطيخ عن أبي هريرة (صح) ".
(كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ) وكان يأكل هذا بهذا لدفع ضرر كل منهما بالآخر وإصلاحه به إذ الرطب حار رطب في الثانية يقوي المعدة الباردة ويزيد في الباءة [3/ 279] والبطيخ بارد رطب مطف للحرارة الملتهبة. (عد)(1) عن عائشة، النوقاني في كتاب البطيخ عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
6500 -
"كان أحب اللحم إليه الكتف". أبو نعيم عن ابن عباس (ض) ".
(كان أحب اللحم إليه الكتف) كما سلف ولذا سمته اليهودية فيه لما أخبرت أنه يهواه فأخبره بسمها بعد نهشات ومات به شهيداً (أبو نعيم عن ابن عباس (2)) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: إسناده ضعيف إلا أنه في الصحيحين بمعناه: "وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه"(3).
6501 -
"كان أحب ما استتر به لحاجته هدف أو حائش نخل". (حم م د هـ) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(كان أحب ما استتر به لحاجته) لقضاء حاجته في نحو الصحراء (هدف) بفتح الهاء والدال ما ارتفع من الأرض أو بناء (أو حائش نخل) بحاء مهملة وشين معجمة نخل مجتمع ملتف كأنه لالتفافه يحوش بعضه بعضاً وفيه ندب الاستتار عند قضاء الحاجة والأكمل أن يغيب شخصه عن الناس وفيه جواز
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4316)، والضعيفة (1759): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 867)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (رقم 630)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4317)، والضعيفة (4235): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه البخاري (5104)، ومسلم (194) بمعناه.
الاستتار بالأشجار إذا لم تكن مثمرة أو مطلقاً ما لم يفسد ثمرها (حم م د)(1) عن عبد الله ابن جعفر).
6502 -
"كان أخف الناس صلاة في تمام". (م ت ن) عن أنس (صح) ".
(كان أخف الناس) لفظ مسلم: "من أخف الناس". (صلاة في تمام) قيد به دفعاً لمن يتوهم أنه ينقص منها حيث أخفها، قال ابن تيمية (2): التخفيف الذي كان يثقل تخفيف القيام والقعود وإن كان يتم الركوع والسجود ويطيلهما فلذلك كانت صلاته قريبة من السواء، وقال بعضهم: تحول عن بعض الأحوال وإلا فهو كان يطيل صلاته جداً أحياناً. (م ت ن)(3) عن أنس) ظاهره أنَّه انفرد به مسلم عن البخاري وليس كذلك فقد قال الزين في المغني (4): إنه متفق عليه.
6503 -
"كان أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه". (حم ع) عن أبي واقد".
(كان أخف الناس صلاة على الناس) أي أنهم كانوا يرون صلاته وإن طالت خفيفة لما يلتذون به من تلاوته ويتبركون به من ملازمته والمراد أنه كان يخففها رعاية لهم لاشتغالهم كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخففها .... الحديث"(5) أو معناه ويرشد إليه. (وأطول الناس صلاة لنفسه) وفيه أنه يندب للإمام التخفيف مع التمام لا كما يصنعه الناس في هذه الأزمنة من المسارعة في الركوع والسجود حتى يعجز المؤتم عن
(1) أخرجه أحمد (1/ 204)، ومسلم (342)، وأبو داود (2549)، وابن ماجة (340).
(2)
مجموع الفتاوى (23/ 70).
(3)
أخرجه مسلم (469)، والترمذي (237)، والنسائي (2/ 94).
(4)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 129).
(5)
أخرجه البخاري (677)، ومسلم (470).
متابعة إمامه فلا حول ولا قوة إلا بالله. (حم ع)(1) من حديث نافع بن حسن عن أبي واقد) بالقاف والمهملة اسمه الحارث المزني شهد بدراً، قال في المهذب (2): إسناده جيد قال أحمد: ونافع هذا لا أعلم عليه إلا خيراً.
6504 -
"كان إذا أتى مريضاً أو أتي به قال: "أذهب الباس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً". (ق هـ) عن عائشة".
(كان إذا أتى مريضاً) عائداً له. (أو أتي به) إليه شك من الراوي أو على حقيقته. (قال) داعياً له. (اذهب الباس) الشدة والعذاب وهو بغير همز هنا لتزاوج ما بعده وأصله الهمز. (رب الناس) فيه أنه لا بأس بالسجع إذا وقع بغير تكلف وتوسل إليه بربوبيته للناس لأن المالك أرحم من كل أحد مملوكه. (اشف أنت الشافي) أخذ منه جواز إطلاق ما ليس في القرآن عليه تعالى بشرط أن لا يوهم نقصاً وأن يكون له أصل في القرآن وفي القرآن: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]. (لا شفاء) بالمد مبني على الفتح والخبر محذوف أي لنا، وقوله:(إلا شفاؤك) بالرفع على البدلية من محل لا شفاء. (شفاء) منصوب لأنه مصدر "اشف". (لا يغادر) لا يدع ولا يترك. (سقماً) بسكون وبفتحتين، قال الطيبي: قوله: "شفاء" إلى آخره تكميل لقوله: "اشف" وتنكير سقماً للتعليل واستشكل الدعاء بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وأجور، وأجيب بأن الدعاء عبادة ولا ينافيهما. (ق هـ)(3) عن عائشة) وكذا النسائي عنها أيضاً.
6505 -
"كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من
(1) أخرجه أحمد 5/ 219، وأبو يعلى (1448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4636)، والصحيحة (2056).
(2)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4666).
(3)
أخرجه البخاري (5675، 5743، 5744. 5750)، ومسلم (2191)، والنسائي في الكبرى (4/ 358)، وابن ماجة (1619)
ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم". (حم د) عن عبد الله بن بسر (صح) ".
(كان إذا أتى باب قوم) ليدخل عليهم أو نحوه. (لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه) كراهة أن يقع نظره على ما لا يراد كشفه من داخل البيت وسواء كان الباب مفتوحاً أو مغلقاً للإطلاق والأظهر أنه على الأول. (ولكن) يستقبل. (من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم) ظاهره تكريره لإسماعهم ولو سمعوا من أول مرة لم يكرره وهذا إنما يكون في بيوت تهامة ونحوها التي تكون بغير حجاب وأهلها قريبون من الأبواب يسمعون [3/ 280] من بابه الخطاب وظاهره أن السلام يغني عن الاستئذان ويحتمل أنه يكون بعد سماعهم السلام يستأذن وهذه من الآداب التي هجرت. (حم د)(1) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: لحسنه وفيه كما قال ابن القطان: بقية وحاله معروف وعبد الرحمن بن عرق ذكره أبو حاتم (2) ولم يذكر له حالاً قال ابن القطان: فهو عنده مجهول.
6506 -
"كان إذا أتاه الفيء قسمة في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العَزَبَ حظاً". (د ك) عن عوف بن مالك (صح) ".
(كان إذا أتاه الفيء قسمة من يومه) الفيء بالهمز ولا يجوز إبدالها وهو الخراج والغنيمة وقسمته في يومه زهادة عن الدنيا، وإعطاء لكل مستحق حقه، وثقة بالله لا أنه يدخره لحاجته كما يفعله ملوك الدنيا (فأعطى الآهل) بالمد الذي له أهل اسم فاعل من تأهل إذا تزوج (حظين) بفتح المهملة لأنه أكثر حاجة (وأعطى العَزَبَ حظاً) بقدر حاجته وفيه ملاحظة الحاجات في
(1) أخرجه أبو داود (5186)، والضياء في المختارة (78)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (2172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4638).
(2)
انظر: الجرح والتعديل (5/ 270).
القسمة والعطايا، ولفظ المصابيح الأعزب، قال القاضي: وهو أفعل من العزوبة وما رأيته مستعملاً بهذا المعنى إلا في هذا الحديث وإنما المستعمل له العزب (د ك)(1) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لصحته قال الحافظ العراقي (2): أما حديث: "العطاء على مقدار العيلة" فلم أر له أصلاً.
6507 -
"كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشراً أخذ بيده". ابن سعد عن عكرمة مرسلاً".
(كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشراً) بكسر الموحدة وشين معجمة طلاقة وسروراً. (أخذ بيده) إيناساً له وليعرف ما عنده من بشره من نصرة الدين وقيام شعار الإِسلام وتأييد المؤمنين، قال ابن العربي: والأخذ باليد نوع من التودد والمعروف كالمصافحة. (ابن سعد (3) عن عكرمة مرسلاً).
6508 -
"كان إذا أتاه الرجل وله الاسم لا يحبه حوله". ابن منده عن عتبة بن عبيد".
(كان إذا أتاه الرجل) وكذا المرأة فقد حول عدة أسماء من النساء. (وله الاسم لا يحبه حوله) نقله إلى ما يحبه لأنه كان يحب الفأل الحسن وكان شديد الاعتناء بتحويل الأسماء القبيحة وكذلك كان يحول ما فيه تزكية للنفس وفي ذلك عدة قصص. (ابن منده (4) عن عتبة) بضم المهملة ومثناة فوقية وموحدة (بن عبد)(5) صحابي مشهور، أول مشاهده قريظة، عمر مائة سنة ورواه عنه
(1) أخرجه أبو داود (2953)، والحاكم (2/ 152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4642).
(2)
تخريج أحاديث الإحياء (1/ 176).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4320)، والضعيفة (4163).
(4)
أخرجه أبو بكر الشيباني في الآحاد والمثاني (1365)، والطبراني في الكبير (17/ 119 (293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4641)، والصحيحة (209).
(5)
انظر الإصابة (4/ 436).
الطبراني أيضاً قال الهيثمي: رجاله ثقات.
6509 -
"كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان". (حم ق د ن هـ) عن ابن أبي أوفى (صح) ".
(كان إذا أتاه قوم بصدقتهم) الواجب (قال) امتثالاً لأمر الله حيث قال: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
…
} الآية. [التوبة: 103]. (قال: اللهم صل على آل فلان) كناية عما ينسبون إليه اجعلها لهم طهراً وارحمهم، قيل: وهذا من خصائصه إذ يكره إفراد الصلاة على غير نبي أو ملك؛ لأنه صار شعاراً لهم أن ذكروا فلا يقال لغيرهم وإن كان معناه صحيح، قلت: والأظهر الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فيمن سلم صدقته إلى الإِمام. (حم ق د ن هـ)(1) عن ابن أبي أوفى) علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي.
6510 -
"كان إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال". ابن السني في عمل يوم وليلة (ك) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته) لا غيرها (تتم الصالحات) من خصال الدنيا والدين: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور: 21].
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
(وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال) من السراء والضراء، قال الحليمي: هذا على حسن الظن بالله تعالى وأنه لم يأت بمكروه إلا لخير علمه لعبده فيه وأراد به فكأنه قال: اللهم لك الخلق والأمر تفعل ما تريد وأنت على
(1) أخرجه أحمد (4/ 381)، والبخاري (1497، 4166، 6332، 6359)، ومسلم (1078)، وأبو داود (1590)، والنسائي (5/ 31).
كل شيء قدير. (ابن السني في عمل يوم وليلة (ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بأن فيه زهير بن محمَّد وله مناكير، قال ابن معين: ضعيف فأنى له الصحة وفيه نظم الشمائل:
إذا أتاه أي أمر يحمد
…
لمقتضى الحال على ما اشتدوا
6511 -
"كان إذا أتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة؟ فإن قيل: "صدقة" قال: لأصحابه: كلوا، وإن قيل: "هدية" ضرب بيده فأكل معهم". (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا أتي بطعام) زاد أحمد في رواية "من غير أهله". (سأل عنه) من أتى به. (أهدية) بالرفع على تقدير هذا وبالنصب على تقدير جئتم به. (أم صدقة) زكاة وفيه جواز الإتيان بها طعاماً ويحتمل صدقة النفل؛ لأنها غالب [3/ 281] ما يؤتى بها طعاما وفيه أنه لا يأكل صدقة النفل. (فإن قيل: "صدقة") فيه دليل على قبول خبر الآحاد؛ ولأن غالب من يأتي بالطعام واحد. (قال: لأصحابه: كلوا) أمر إباحة ولم يأكل. (وإن قيل: "هدية" ضرب بيده فأكل معهم) شبهه بالذهاب في الأرض سريعاً وعداه بالباء، قال البيضاوي: لأن الصدقة منحة لثواب الآخرة والهدية تمليك للغير إكراما ففي الصدقة نوع ذل للآخذ فلذا حرمت عليه بخلاف الهدية.
قلت: إلا أنه قد ثبت تحريم الهدية على الأمراء وهو صلى الله عليه وسلم إليه أمر الأمراء في عصره إلا أنه قد جعل هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم. (ق ن)(2) عن أبي هريرة).
6512 -
"كان إذا أتى بالسبي أعطى البيت جميعاً كراهية أن يفرق بينهم". (حم هـ) عن ابن مسعود".
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (326)، والحاكم (1/ 677)، وابن ماجة (3803)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4640)، والصحيحة (265).
(2)
أخرجه البخاري (2576)، ومسلم (1077)، والنسائي في الكبرى (2/ 59).
(كان إذا أتى بالسبي) سبى العدو وسبي أسره كاستباه فهو سبي أيضاً. (أعطى) من يريد إعطاعه من المسلمين. (أهل البيت جميعاً) مفعول أعطى الثاني والأول حذف وهو جائز في باب أعطيت (كراهية أن يفرق بينهم) مفعول له علة إعطائه أهل البيت جميعاً والمراد أنه يعطي الآباء والأمهات والأولاد من البنين والبنات بالعين كانوا أو لا كما هو ظاهر إطلاقه وقد جوز التفريق بينهم بالعين وذلك من رأفته صلى الله عليه وسلم وشفقته. (حم هـ)(1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لصحته.
6513 -
"كان إذا أتي بلبن قال: بركة". (هـ) عن عائشة".
(كان إذا أتي بلبن قال: بركة) أي هذا بركة من الله وزيادة في الخير وهذا زيادة على نعمة الإنعام فإن الله أنعم بها نعمة كاملة بلحومها ثم زاد الإنعام باللبن، ويحتمل النصب بزيادة بركة؛ لأن الشيء بالشيء يذكر فلما أعطاهم تعالى تلك البركة سأله غيرها. (هـ)(2) عن عائشة).
6514 -
"كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه، وإذا أتي بالتمر جالت يده". (خط) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أتي بطعام يأكل مما يليه) أريد به ما يقابل الفاكهة وقد أمر صلى الله عليه وسلم الآكل أن يأكل مما يليه وذلك لأن الأكل مما يلي الغير مكروه دال على الشره والنهمة وقد يستقذره أكيله وفيه سوء أدب مع كونه شيئاً واحدا ويؤخذ منه أنه إذا كان وحده لا يكره له الأكل من غير ما يليه إلا أنه صرح البغض بالكراهة. (إذا أتي بالتمر) أراد التمر وما في معناه من الفاكهة مطلقاً؛ لأن غالب فاكهة تلك الديار التمر. (جالت يده) بالجيم دارت في جوانبه فينال منه ما أحب لفقد العلة التي في
(1) أخرجه أحمد (1/ 389)، وابن ماجة (2248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4321).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5432)، والضعيفة (6414).
الطعام، وأخذ العراقي أن ندب أكل الآكل مما يليه فيما إذا كان الطعام لوناً واحداً أما إذا تعددت ألوانه رخص له في الأكل من أي جوانبه، قال ابن العربي: إذا كان الطعام لوناً واحداً لم يكن لجولان اليد فيه معنى إلا الشره والمجاعة، وإذا كان ذا ألوان كان جولانها لمعنى وهو اختيار ما استطاب منه. (خط) (1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته إلا أن مخرجه الخطيب قال بعد سياقه في ترجمة عبيد بن القاسم ما نصه: هذا كذب، وعبيد بن أخت سفيان كان يضع وله أحاديث مناكير.
6515 -
"كان إذا أتي بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال: اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان". ابن السني عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس، الحكيم عن أنس".
(كان إذا أتي بباكورة الثمرة) بالمثلثة أول ما يدرك من الفاكهة. (وضعها على عينيه) إكراماً لها (ثم على شفتيه وقال: اللهم كما أريتنا أوله) أبلغتنا إليه ودفعت عنه العاهات التي تعتري الثمار (فأرنا آخره، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان) لما بينهما من المناسبة في الحداثة، قال الطيبي: وجه المناسبة أن الصبي ثمرة الفؤاد باكورة الإنسان (ابن السني عن أبي هريرة (طب)(2) عن ابن عباس، الحكيم عن أنس) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجال الصغير رجال الصحيح.
6516 -
"كان إذا أتي بمدهن الطيب لعق منه ثم أدهن". ابن عساكر عن سالم
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 93) وقال الألباني في ضعيف الجامع (4324)، والضعيفة (1127).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (523) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 362)(1261) عن ابن عباس، وأخرجه الحكيم في نوادره (1/ 125) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4644).
بن عبد الله بن عمر والقاسم بن محمَّد مرسلاً".
(كان إذا أتي بمدهن) قال في المصباح (1): المدهن بضم الميم ما يجعل فيه الدهن المدهنة تأنيث المدهن، قال وهو من النوادر التي جاءت بالنص وقياسه الكسر والدهن بالضم ما يدهن به من زيت أو غيره والمراد هنا. (الطيب لعق منه) أولاً. (ثم أدهن) وفيه ندب ذلك. (ابن عساكر (2) عن سالم بن عبد الله بن عمر والقاسم [3/ 282] بن محمَّد مرسلاً).
6517 -
"كان إذا أتي بامرئ قد شهد بدراً والشجرة كبّر عليه تسعاً، وإن أتي به قد شهد بدراً ولم يشهد الشجرة أو شهد الشجرة ولم يشهد بدراً كبر عليه سبعاً وإذا أتي به لم يشهد بدراً ولا الشجرة كبر عليه أربع". ابن عساكر عن جابر".
(كان إذا أتي بامرئ) ميت ليصلى عليه. (قد شهد بدراً) الكبرى. (والشجرة) التي بايعهم صلى الله عليه وسلم تحتها عام الحديبية الحي ذكرها في القرآن. (كبر عليه تسعاً) فيه أن زيادة التكبير لزيادة الفضيلة. (وإذا أتي به قد شهد بدراً) فقط. (ولم يشهد الشجرة) كبَّر عليه سبعاً. (أو شهد الشجرة ولم يشهد بدراً كبر عليه سبعاً) لمساواة الشجرة لبدر في الفضيلة وفيه أن العازم على الجهاد كالمجهاد حقيقة فإن أهل الشجرة لم يقاتلوا وإنما بايعوا على ذلك. (وإذا أتي به) الضمير لامرئ المذكور أولاً مجردة هنا عن الصفة المذكورة هنالك وفيه صحة إعادة الضمير إلى الموصوف دون صفته. (لم يشهد بدرًا ولا الشجرة كبَّر عليه أربعاً) قالوا: وهذا آخر الأمرين في كل ميت وأنه ناسخ لما عداه، قال ابن عبد البر (3): انعقد الإجماع على أربع ولم يعلم من فقهاء الأمصار من قال بخمس إلا ابن أبي ليلى.
(1) المصباح المنير (1/ 202).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 202)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 193)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4326) ضعيف جداً.
(3)
انظر: التمهيد لابن عبد البر (6/ 334).
قلت: وقال به من الآل عليهم السلام أمة كبيرة، قال النووي (1): أجمع على أنها أربع، قال: لكن لو كبَّر خمساً لم تبطل صلاته (ابن عساكر (2) عن جابر) بن عبد الله سكت المصنف عليه وفيه محمَّد بن عمر المحرم قال في الميزان قال أبو حاتم واه، وابن معين ليس بشيء ثم أورد له هذا الخبر.
6518 -
"كان إذا اجتلى النساء أقعى وقبل" ابن سعد عن أبي أسيد الساعدي".
(كان إذا اجتلى النساء) بالجيم كشف عنهن لإرادة جماعهن يقال جلوت واجتليت السيف ونحوه كشفت صدأه وجلى الخبر للناس جلا بالفتح والمد وضح وانكشف ومنه النص الجلي. (أقعى) قعد على إليتيه مفضياً بهما إلى الأرض ناصباً فخذيه كما يقعى الأسد. (وقبل) المرأة التي يريد جماعها وأخذ منه أنه يسن تقديم الملاعبة والتقبيل ومص اللسان ويروى عن أم سلمة: "أنه كان يغطي رأسه ويخفض صوته ويقول للمرأة عليك السكينة". (ابن سعد (3) في الطبقات عن أبي أسيد الساعدي).
6519 -
"كان إذا اجتهد في اليمين قال والذي نفس أبي القاسم بيده". (حم) عن أبي سعيد (صح) ".
(كان إذا) حلف. (واجتهد في اليمين) أي بالغ فيها طاقته. (قال والذي نفس) أي روح (أبي القاسم) يريد نفسه أو ذاته وجملته. (بيده) بقدرته يتصرف فيها كيف يشاء، قال الطيبي إنه من أسلوب التجريد لأنه جرد من نفسه من سمي أبا
(1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 23).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 194)، وابن عدي في الكامل (6/ 142)، وانظر الميزان (6/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4322): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4327)، والضعيفة (2144).
القاسم وهو هو واصل الكلام نفسي ثم التفت من التكلم إلى الغيبة.
قلت: ولابدَّ للعدول من نكتة لم يذكرها وهي إظهار كمال التواضع والانقياد لمولاه لأنه يقول الذي نفس هذا الذي صار ذا كنية وشهرة بين الناس وأنه القاسم بينهم بقدرة الله وإرادته يقبضها إن شاء ويتركها إن شاء فكان في العدول هذه النكتة. (حم (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقد رواه أبو داود وابن ماجة وله ألفاظ.
6520 -
"كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن"(طب) عن حفصة".
(كان إذا أخذ مضجعه) أراد النوم في الموضع الذي يستقر فيه لينام. (جعل يده اليمنى) أي راحته. (تحت خده الأيمن) فينام على شقه الأيمن؛ لأنَّ النوم عليه أسرع إلى الانتباه لعدم استقرار القلب حينئذ؛ لأن محله الجانب الأيسر فيبقى معلقًا لا يستقر فلا يستغرق في النوم كما سلف مراراً (طب)(2) عن حفصة) سكت المصنف عليه، وقال الشارح: رمز لصحته وقد أخرجه الترمذي عن البراء بزيادة: "وقال رب قني عذابك يوم تبعث عبادك".
6521 -
"كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: باسمك اللهم أحيا، باسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحياناً بعد ما أماتنا وإليه النشور"(حم م ك) عن البراء (حم خ 4) عن حذيفة (حم ق) عن أبي ذر (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (3/ 48)، وأبو داود (3264)، وابن ماجة (2090)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4328).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 203)(347)، وأبو داود (5045)، والنسائي (4/ 203) عن حفصة وأخرجه الترمذي (3399)، والنسائي في الكبرى (6/ 188) عن البراء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4647)، والصحيحة (2754).
(كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده) وهو مقيد بما سلف من اليمين والأيمن. (ثم يقول: باسمك اللهم) أي بذكر اسمك أو بتوسلي به لا بغيره (أحيا) ما حييت. (باسمك أموت) أي عليه أموت، وقيل: لفظ اسم مقحم أي بك وذكر الموت والحياة بذكر النوم واليقظة؛ لأنهما مذكران بهما، وقيل: المراد باسمك الحي أحيا وباسمك المميت أموت اعتراف بأنه تعالى إذا اتصف بصفة كان عنها ما يقتضيه. (وإذا استيقظ) انتبه من نومه. (قال: الحمد لله الذي أحياناً بعد ما أماتنا) أيقظنا بعد نومنا ورد أرواحنا بعد قبضها فإن النوم هو الموت الأصغر. (وإليه النشور) الإحياء بعد الموت إليه لا إلى [3/ 283] غيره للإثابة والعقوبة وفيه أنه يختم عمله ويكون آخر قوله ذكر الله تعالى وأول قوله ذلك. (حم م ك) عن البراء (حم خ 4) عن حذيفة (حم ق)(1) عن أبي ذر).
6522 -
"كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: باسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندي الأعلى". (د ك) عن أبي الأزهر (صح) ".
(كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: باسم الله) أي مصاحباً لاسمه أو متبركاً به. (وضعت جنبي) وضع الجنب كناية عن وضع البدن كله. (اللهم اغفر لي ذنبي) ناسب أن يختم يومه بسؤال الغفران فيكون ختم صحيفة عمله طلب المغفرة. (واخسأ شيطاني) اجعله خاسئا مطروداً. (وفك رهاني) بزنة سهام هو ما يجعل وثيقة في الدين والمراد خلص نفسي من عقال ذنوبي فهو كاغفر لي إلا أن فيه الاعتراف بالإجرام وأنها قد رهنت نفسه في يدها وهو من قوله تعالى:
(1) أخرجه أحمد (4/ 302)، ومسلم (2711)، والحاكم (1/ 733) عن البراء، وأخرجه أحمد (5/ 397)، والبخاري (5953)، وأبو داود (5049)، والترمذي (3417)، والنسائي (6/ 214)، وابن ماجة (3880) عن حذيفة، وأخرجه أحمد (5/ 154)، والبخاري (6960)، ومسلم (2712) عن أبي ذر.
{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21]. (وثقل ميزاني) الكفة التي توضع فيها الحسنات وهو من إطلاق الكل على الجزء وإذا ثقلت الحسنات فقد نجى. (واجعلني في الندي) بفتح النون وكسر الدال المهملة وتشديد المثناة التحتية القوم المجتمعون في مجلس وأراد بهم الملائكة. (الأعلى) أي الملأ الأعلى. (د ك)(1) عن أبي الأزهر) بالزاي أوله والراء آخره، قال النووي في الأذكار: ويقال أبو زهير الأنماري الشامي وفي التقريب (2) صحابي لا يعرف اسمه رمز المصنف لصحته.
6523 -
"كان إذا أخذ مضجعه قرأ: "قل يا أيها الكافرون" حتى يختمها". (طب) عن عباد بن أخضر (ح) ".
(كان إذا أخذ مضجعه قرأ: "قل يا أيها الكافرون" حتى يختمها) يحتمل إذا أراد، ويحتمل إذا صار منه حقيقة وفي هذا وفيما قبله من الأذكار إلا أن حديث "كان إذا أخذ مضجعه
…
إلى ثم يقول" دليل أن القول وقد وضع خده على يمينه وإنما خص بالكافرون؛ لأنها براءة من الشرك كما في خبر آخر.
واعلم: أنها تعددت الروايات واختلفت فيما كان يقوله فيحتمل أنه كان يختلف الحال فيقول كل ليلة شيئاً ويحتمل أنه كان يقول جميع ما روي فكل روى ما سمع، ويحسن الجمع بين كل ما ورد هل يندب ذلك في يوم القيلولة أولاً: الظاهر أنه عام وإن كان الغالب في الليل. (طب)(3) عن عباد) بالتشديد للموحدة (بن الخضر) ليس بصحابي فكان عليه أن يقول مرسلاً، ورمز
(1) أخرجه أبو داود (5054)، والحاكم (1/ 724)، وانظر الأذكار (1/ 212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4649).
(2)
انظر التقريب (1/ 618).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 81)(3708)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 121)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4648): والصحيحة (589).
المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه يحيى الحماني، ويحيى الجعفي كلاهما ضعيف.
6524 -
"كان إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ثم أمرهم فحسوا، وكان يقول: إنه ليرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها". (ت هـ ك) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أخذ أهله) أصاب بعضهم (الوعك) الحمى (أمر بالحساء) بفتح المهملة ثم مهملة ممدود طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن. (فصنع) بالتعبير (ثم أمرهم) أي الموعوكين (فحسوا) فشربوا الحساء (وكان يقول) في بيان حكمة ذلك (إنه ليرتو) براء ساكنة بعد حرف المضارعة ومثناة فوقية مضمومة يشد ويقوى (فؤاد الحزين) زيادة فائدة وإلا فكلامه في السقيم أو لأنه يعتري السقيم الحزن أيضاً (ويسرو) بمهملة يكشف (عن فؤاد السقيم) تفرج عنه وتزيله (كما تسرو إحداكن) خاطبهن لأنهن غالب من يتولى العلاج علاج المرضى (إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها) يكشفه ويزيله وقد تقدمت منافع الحساء مراراً وظاهره أنه لا يستعمل لكل ألم بل للوعك فالمراد السقيم بالوعك (ت هـ ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي.
6525 -
"كان إذا أدهن صب في راحته اليسرى فبدأ بحاجبيه ثم عينيه ثم رأسه". الشيرازي في الألقاب عن عائشة".
(كان إذا أدهن) افتعل أي أراد الإدهان. (صب في راحته اليسرى) باطن كفه الأيسر. (فبدأ بحاجبيه) فدهنهما. (ثم عينيه ثم رأسه) والله أعلم بالحكمة في
(1) أخرجه الترمذي (2039)، وابن ماجة (3445)، والحاكم 4/ 227، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4649).
هذا الترتيب. (الشيرازي (1) في الألقاب عن عائشة).
6526 -
"كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض". (د ت) عن أنس وعن عمر (طس) عن جابر (صح) ".
(كان إذا أراد الحاجة) من تغوط أو بول أي قضاء الحاجة. (لم يرفع ثوبه) عن عورته. (حتى يدنو من الأرض) ولو كان خالياً عن الناس فإذا دنا من الأرض رفعه قليلاً قليلاً وهذا من آداب التخلي اتفاقاً. (د ت) عن أنس وعن ابن عمر (طس)(2) عن جابر) رمز المصنف لصحته على الطبراني وأبو داوود قد أعل روايته بأن عبد السلام رواه عن الأعمش وهو ضعيف، والترمذي قال أيضاً: سألت البخاري عن حديث أنس وابن عمر فقال: كلاهما مرسل قال العراقي: والحديث ضعيف من جميع طرقه انتهى، وقال الهيثمي: في رواية الطبراني الحسين بن عبد [3/ 284] الله العجلي، قيل: كان يضع الحديث.
6527 -
"كان إذا أراد الحاجة أبعد". (هـ) عن بلال بن الحارث (حم ن هـ) عبد الرحمن بن أبي قراد (صح) ".
(كان إذا أراد الحاجة أبعد) في المكان عن الناس بحيث لا يسمع لجارحة صوت ولا شم رائحة ذكره الفقهاء وقد بين مقدار البعد في حديث ابن السكن في سننه والطحاوي في تهذيب الآثار والطبراني في الأوسط والكبير بسند جيد كما قاله العراقي في شرح سنن أبي داوود بأنه إلى المغمس على ثلثي فرسخ من مكة أو نحو ميلين أو ثلاثة وهو مندوب بالاتفاق، قيل: وفي معنى الإبعاد اتخاذ
(1) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (18299)، وانظر فيض القدر (5/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4329).
(2)
أخرجه أبو داود (14)، والترمذي (14) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الأوسط (5118) عن جابر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 206)، وعلل الترمذي للقاضي أبي طالب (1/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4652).
الكنف في البيوت وضرب الحجاب وإرخاء الستور وإعماق الحفائر ونحو ذلك مما يوارى العورة ويمنع الريح، قال العراقي ويلحق بقضاء الحاجة كل ما يستحي منه كالجماع فيندب إخفاؤه بتباعد أو ستر قال وكذا إزالة القاذورات كنتف إبط وحلق عانة (هـ) عن بلال بن الحارث (حم ن هـ) (1) عبد الرحمن بن أبي قراد) رمز المصنف لصحته قال الحافظ مغلطاي (2): في شرح ابن ماجه هذا حديث ضعيف لضعف رواته ومنهم كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال أحمد مرة: منكر الحديث ومرة: لا يساوي شيئاً والنسائي والدارقطني متروك وأبو زرعة لا يساوي شيئاً إلا أنه تعضده رواية أحمد عن المغيرة: "كان إذا أراد البراز أبعد حتى لا يراه أحد".
6528 -
"كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً من الأرض أخذ عوداً فنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه". (د) عن في مراسله والحارث عن طلحة بن أبي قنان مرسلاً (صح) ".
(كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً) بالمهملة المفتوحة ثم زائين بعدها: المكان الصلب. (أخذ عودا فنكت) بالمتناة الفوقية نكت الأرض بالقضيب حتى يؤثر فيها بضربه. (به في الأرض حتى ينثر من التراب ثم يبول فيه) أي في المكان بعد نكته فيأمن من عودة الرشاش إليه فيتجنبه وهو معنى حديث أنه يرتاد لبوله مكانًا دمثاً. (د)(3) في مراسيله والحارث عن طلحة بن أبي قنان) بفتح
(1) أخرجه ابن ماجة (336) عن بلال بن الحارث، وأخرجه أحمد 3/ 443، والنسائي (1/ 71)، وابن ماجة (334) عن عبد الرحمن بن أبي قراد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1465)، والصحيحة (1159).
(2)
شرح ابن حبان (1/ 130).
(3)
أخرجه أبو داود في مراسيله (1)، والحارث (رقم 1)، وانظر الميزان (3/ 468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4331).
القاف والنون وبعد الألف نون العبدري مولاهم الدمشقي قال في التقريب (1): مجهول أرسل حديثاً يريد هذا (مرسلاً)، قال ابن القطان (2): طلحة لا يعرف بغير هذا وقال في الميزان طلحة لا يدرى من هو وتفرد عنه الوليد بن سلمان، قلت: والعجب أن المصنف رمز عليه بالصحة فيما رأيناه فيما قوبل على خطه.
6529 -
"كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة". (ق د ن هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أراد أن ينام) من ليل ونهار. (وهو جنب غسل فرجه) ذكره. (وتوضأ) وضوؤه. (للصلاة) أي كما يتوضأ للصلاة، قال ابن حجر (3): يحتمل أن يكون الابتداء بالوضوء قبل الغسل سنة مستقلة بحيث يجب غسل أعضاء الوضوء مع بقية الجسد ويحتمل الاكتفاء بغسلها في الوضوء عن إعادته وعليه فيحتاج إلى نية غسل الجنابة في أول جزء وإنما قدم أعضاء الوضوء تشريفا لها وليحصل له صورة الطهارة الصغرى والكبرى وإلى الثاني ذهب بعض قدماء الشافعية، ونقل ابن بطال الإجماع على عدم وجوب الوضوء مع الغسل ورد بأن داود يذهب إلى أن الغسل لا يجزئ عن الوضوء للمحدث انتهى.
قلت: وهو رأي طائفة كثيرة من أهل البيت عليهم السلام ثم بقي أن هذا الوضوء عند نومه فإذا أراد الاغتسال عند استيقاظه هل يبدأ بأعضاء الوضوء كما هو عادته في الاغتسال أم يفيض الماء على سائر جسده مكتفيا بذلك الوضوء؟ وقد روى ابن أبي شيبة: "إذا أجنب أحدكم من الليل ثم أراد أن ينام فليتوضأ فإنه نصف غسل الجنابة"(4)، قال ابن حجر: رجاله ثقات وفيه أنه يرفع
(1) انظر التقريب (1/ 283).
(2)
بيان الوهم والإيهام (693).
(3)
انظر: فتح الباري (1/ 360).
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة (663) عن شداد بن أوس.
الحدث عن أعضائه إلا أنه قد يقال المراد أنه يؤجر أجر نصف الاغتسال وفيه تأمل. (ق د ن هـ)(1) عن عائشة).
6530 -
"كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه ثم يأكل ويشرب". (د ن هـ) عن عائشة" (صح).
(كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة) ظاهره أنه لأجل الجنابة إلا أنه قد ثبت أنه كان إذا أراد أن ينام توضأ وضوءه للصلاة فيحتمل أن هذا الوضوء لأجل النوم لا لأجل الجنابة إلا إنه يدل أنه للجنابة أحاديث أخر منها ما قدمناه "إذا أجنب أحدكم
…
" الحديث. قال جماعة بوجوب الوضوء للمذكور وهو مالك وأتباعه (وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب) فيه أنه لا يكره الأكل والشرب للجنب (غسل يديه) [3/ 285] أي كفيه قيل: لأن أكل الجنب بدون ذلك يورث الفقر لحديث أبي نعيم عن شداد ابن أوس يرفعه "ثلاثة تورث الفقر أكل الرجل وهو جنب قبل أن يغسل يديه وقيامه عرياناً بلا مئزر وسترة والمرأة تشتم زوجها في وجهه" (2)(ثم يأكل ويشرب)(د ن هـ)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6531 -
"كان إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها". (خ د) عن ميمونة (صح) ".
(كان إذا أراد أن يباشر امرأة) ينال بشرتها التي تحت ثوبها (من نسائه) وليس
(1) أخرجه البخاري (288)، ومسلم (305)، وأبو داود (222)، والنسائي (1/ 138، 139)، وابن ماجة (584).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2493).
(3)
أخرجه أبو داود (223)، والنسائي (1/ 139)، وابن ماجة (593)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4659).
المراد الجماع. (وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها) أي أمرها بعقد الإزار بين سرتها وركبتها كالسراويل ونحوه لئلا يمس موضع الأذى قيل: والحديث مخصص لآية {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222].
قلت: سياق الآية دال على أن النهي عن القربان وهو كناية عن الجماع لمطلق القرب فلا تخصيص (1). (خ د ت)(2) عن ميمونة).
6532 -
"كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً". (د) عن بعض أمهات المؤمنين (صح) ".
(كان إذا أراد من الحائض شيئاً) أي مباشرة فيما دون الفرج. (ألقى على فرجها ثوباً) هو واضح في أن الاستمتاع المحرم إنما هو بالفرج فقط وهو دليل الحنابلة وحملوا الأول على الندب جمعا بين الأدلة. (د)(3) عن بعض أمهات المؤمنين) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر (4): إسناده قوي، وقال ابن عبد الهادي: انفرد بإخراجه أبو داود وإسناده صحيح.
6533 -
"كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه". (ق د هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه) ظاهره أنه يختص ذلك بالسفر، قال ابن حجر (5): ويقرع بينهن إذا أراد القسم فلا يبدأ بأيتهن شاء بل يقرع فمن خرجت بدأ بها وذلك منه صلى الله عليه وسلم عملا بالعدل وحذرا من الترجيح بلا مرجح وهذا في حقه
(1) ينظر: فتح القدير (1/ 344).
(2)
أخرجه البخاري (303)، وأبو داود (2167).
(3)
أخرجه أبو داود (272)، وانظر التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4663).
(4)
انظر: فتح الباري (1/ 404).
(5)
فتح الباري (9/ 311).
ليس واجبًا كما قال ابن أبي جمرة: إنه لا يجب القسم عليه ويجب في حق غيره من الأمة. (فأيتهن) بالتاء، وروي أنهن بدونها وهو للمؤنث قال الدماميني: إنه جائز أي إلحاق الهاء وحذفها عيدان يراد بها مؤنث. (خرج سهمها خرج بها معه) وفي رواية "أخرج" قال ابن حجر: الأولى الصواب وفيه دليل على جواز خروج النساء مع أزواجهنَّ في الجهاد ونحوه والعمل بالقرعة. (ق د هـ)(1) عن عائشة) وروي عن غيرها أيضاً.
6534 -
"كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد) قبل إحرامه ثم يحرم كما روته عائشة في حجة الوداع وفيه أنه من السنة وقال مالك وغيره: لا يسن والحديث رد عليه. (م)(2) عن عائشة).
6535 -
"كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم". (حل) عن ابن عباس (ض) ".
(كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة) بزنة رطبة وقد تسكن الحاء. (سقاه من ماء زمزم) لما فيه من الفضائل والمنافع وقد كان يحمل إلى المدينة كما في حديث الحديبية أنه طلب ذلك من سهيل بن عمرو. (حل)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: هذا غريب من هذا الوجه مرفوعاً والمحفوظ وقفه وفيه مقال من جهة محمَّد بن حميد الرازي قال: وخرجه
(1) أخرجه البخاري (2879)، ومسلم (2770)، وأبو داود (1382)، وابن ماجة (1970).
(2)
أخرجه مسلم (1190).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 304)، والفاكهي في تاريخ مكة (2/ 46)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (230)، وانظر: الميزان (2/ 402)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4332)، والضعيفة (4165).
الفاكهي في تاريخ مكة موقوفاً بسند على شرط الشيخين.
6536 -
"كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع". (خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا أراد أن يدعو على أحد) في صلاته. (أو يدعو لأحد) فيها. (قنت) بالدعاء. (بعد الركوع) ظاهره في أي صلاة وفي أي ركعة وظاهره أنه لا يقنت إلا لذلك لا غير. (خ)(1) عن أبي هريرة) قال الذهبي: وروى مسلم نحوه.
6537 -
"كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه". (د ت) عن عائشة" (ح).
(كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر) من اليوم الذي يريد اعتكافه. (ثم دخل معتكفه) فذلك أول وقت الاعتكاف لمن أراد اعتكاف يوم، وفيه أن الاعتكاف اليومي مؤقت بأول النهار وانتهاؤه الغروب؛ قيل: وأما اعتكافه صلى الله عليه وسلم العشر من رمضان فكان من الغروب ليلة الحادي والعشرين وإلا لما كان معتكفاً العشر بتمامها. (د ت)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، ورواه الشيخان في ضمن حديث طويل كأن المصنف لم يتنبه له.
6538 -
"كان إذا أراد أن يستودع الجيش قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم". (د ك) عن عبد الله بن يزيد الخطمي".
(كان إذا أراد أن يستودع الجيش) الخارجين من عنده للغزو وكذلك غيرهم من مريدي السفر كما تقدم. (قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم) قال الطيبي: أستودع الله هو طلب حفظ الوديعة وفيه نوع مشاكلة للتوديع جعل دينهم [3/ 286] وأمانتهم من الودائع؛ لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة
(1) أخرجه البخاري (4560)، ومسلم (675) بمعناه.
(2)
أخرجه أبو داود (2464)، والترمذي (791)، وأخرجه البخاري (2034)، ومسلم (1172) ضمن حديث طويل.
والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض أمور الدين فدعاء المصطفى لهم بالمعونة في الدين والتوفيق فيه، ولا يخلو المسافر عن الاشتغال بما يحتاج إليه إلى نحو أخذ وعطاء وعشرة للناس فدعى له بحفظ الأمانة وتجنب الخيانة ثم بحسن الاختتام فيكون مأمون العاقبة. (د ك)(1) عن عبد الله بن يزيد الخطمي) (2) بفتح المعجمة وسكون المهملة صحابي صغير شهد الحديبية ولىَّ الكوفة لابن الزبير.
6539 -
"كان إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها". (د) عن كعب بن مالك (صح) ".
(كان إذا أراد غزوة) يغزوها بنفسه لا يبعث جيش ليس فيهم فإنه يعينها إلا مثل الغزاة التي بعثهم فيها بكتاب مختوم وأمرهم ألا يفتحوه إلا في محل كذا. (ورَّى) بتشديد الراء أي سترها وكنى: (بغيرها) عنها من وريت الخبر تورية سترته وأظهرت غيره وأصله من وراء الإنسان خلاف أمامه لأن من ورى بشيء كأنه جعله وراءه وضبطه السيرافي في شرح كتاب سيبويه بالهمزة، وأهل الحديث لا يهمزونه كأنهم يسهلونها والحكمة في ذلك التعمية على العدو ولئلا يفطن فيستعد والحرب خدعة وكأن توريته أنه يريد غزوة خيبر مثلاً فيقول: كيف تجدون مياهها؟ موهمًا أنه يريد غزوة مكة وهو من المعاريض الجائزة، وفي صحيح البخاري:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما أراد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك"(3) الحديث. (د)(4) عن كعب بن مالك) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين قال العراقي: متفق عليه.
6540 -
"كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم
(1) أخرجه أبو داود (2601)، والحاكم (2/ 107)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4657).
(2)
انظر الإصابة (4/ 267).
(3)
أخرجه البخاري (2948).
(4)
أخرجه أبو داود (2637)، والبخاري (4418)، والبيهقي في السنن (9/ 105).
قني عذابك يوم تبعث عبادك، ثلاث مرات". (د) عن حفصة (ح) ".
(كان إذا أراد أن يرقد) صرح بالإرادة فيؤخذ منه تقييد ما أطلق إلا ما لا يتم فيه ذلك وفي رواية: ينام. (وضع يده اليمنى) راحتها. (تحت خده) أي الأيمن. (ثم يقول: اللهم قني عذابك) أجرني منه. (يوم تبعث عبادك) خصه؛ لأنه اليوم الذي يظهر فيه جزاء الأعمال يقول ذلك: (ثلاث مرات) ظاهره أنه لا يقوم بالسنة إلا من قاله ثلاثاً فيقول الشارح: الظاهر حصول أصل السنة بمرة واستكمالها وكمالها باستكمال الثلاث خلاف الظاهر، نعم لو استند إلى ذلك تقدم تقييد الحديث بالثلاث في رواية الترمذي كان لها وجه على أنه قد يقال إن إطلاقه قيده حديث أبي داود هذا. (د)(1) عن حفصة) ورواه الترمذي عنها بدون ذكر الثلاث وحسنه ورمز المصنف لحسنه.
6541 -
"كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي". (ت) عن أبي بكر (ض) ".
(كان إذا أراد أمرا) من أي الأمور التي يفعلها. (قال: اللهم خر لي) بالخاء المعجمة مكسورة والراء، من خار الله لك في الأمر جعل لك فيه الخير. (واختر لي) أي اجعله مختارا أي اجعل لي الخير في الذي أريده واجعله مختاراً فلا تكرار، وفيه أن هذا الذكر يقوم مقام الاستخارة وصلاتها وكأنه إذا عجله فعل أمر اكتفى بهذا. (ت)(2) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه زنفل بالزاي والنون والفاء بزنة جعفر العرفي نسبة إلى عرفة، قال الدارقطني: ضعيف وساق له هذا الحديث، وقال ابن حجر: بعد ما عزاه للترمذي: سنده ضعيف.
(1) أخرجه أبو داود (5045)، والترمذي (3398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4656)، والصحيحة (2754).
(2)
أخرجه الترمذي (3516)، وانظر فتح الباري (11/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4330)، والضعيفة (1515).
6542 -
"كان إذا أراد سفرا قال: اللهم بك أصول، وبك أحول، وبك أسير". (حم) عن علي (ح) ".
(كان إذا أراد سفرا قال) عند خروجه. (اللهم بك) لا بغيرك (أصول) على الأعداء. (وبك أحول) بالمهملة أكيد العدو وأحتال أو أتحول من مكاني متمسكا بك، قال الزمخشري (1): المحاولة طلب الشيء بحيلة والمصاولة المواثبة وهو من حال يحول حيلة بمعنى احتال. (وبك أسير) بأقدارك وبعينك، وفيه أنه ينبغي للعبد أن يجعل جميع حركاته مقرونة بمولاه تعالى. (حم) (2) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
6543 -
"كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه يأتيها من وراء الحجاب فيقول لها: يا بنية: إن فلان خطبك فإن كرهته فقولي: لا؛ فإنه لا يستحي أحد أن يقول: لا، وأن أحببت فإن سكوتك إقرار". (طب) عن عمر (ض) ".
(كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه) من أقاربه وبنات أصحابه. (يأتيها من وراء الحجاب) لأنه يستحي من مواجهتها بذلك أو مثله لأنه لا يواجهها. (فيقول لها: يا بنية) تصغير بلطف وإشفاق. (إن فلانًا قد خطبك) هذا إذا كانت مكلفة. (فإن كرهته فقولي: لا) خاطبها بهذا لئلا يظن أنه [3/ 287] لا يحل لها مخالفته. (فإنه لا يستحي أحد أن يقول: لا) أي لا ينبغي له ذلك. (وأن أحببت) التزوج. (فإن سكوتك إقرار) اكتفى في الرضا بالسكوت؛ لأنه محل حياء أن تصرح به بخلاف الرد فإنه طلب فيه لفظها، وفيه أنه لا بد من رضاء المرأة وإعلامها بالزوج سواء كان المزوج أبا أو غيره. (طب)(3) عن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه
(1) الفائق (1/ 334).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 150)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4334)، والضعيفة (4167).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 73)(88)، وابن عدي في الكامل (3/ 262)، البيهقي في السنن =
يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية، ورواه ابن عدي في الكامل وابن أبي حاتم في العلل وأبو الشيخ والفريابي في كتاب النكاح ورواه البيهقي عن ابن عباس وعكرمة المخزومي وغيرهما.
6544 -
"كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء، ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له". (حم د ت ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(كان إذا استجد ثوباً) لبس ثوبا جديدا أو طلب ذلك. (سماه باسمه) حال كونه: (قميصا أو عمامة أو رداء) بأن يقول: رزقني الله هذه العمامة كذا قرره البيضاوي. (ثم يقول) بعد لبسه: (اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه) إخبار اعتراف وشكر للنعمة، وقوله:(أسألك) جملة دعائية استئناف. (من خيره) قد حذف مفعول أسأل الذي يتعدى إليه بنفسه أي شيئاً من خيره ومن بيانية لا تبعيضية، فالمراد أسألك أمرا أو شيئاً الذي هو خيره. (وخير ما صنع له) فخيره أن يستعمله في طاعة الله وخير ما صنع له أن يلبسه قصد الستر لعورته والتجمل به بين العباد لا رياء ولا سمعة. (وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له) وهو خلاف ما ذكر في الخيرية وفيه ندب هذا الذكر لمن استجد ثوبا وقيل مطلقا لرواية ابن السني "إذا لبث ثوباً". (حم د ت ك)(1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن، وقال النووي: صحيح.
6545 -
"كان إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة". (خط) عن أنس".
= (7/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4333)، والضعيفة (6614).
(1)
أخرجه أحمد (3/ 30)، وأبو داود (4020)، والترمذي (1767)، والحاكم (4/ 132)، وقال في رياض الصالحين (1/ 434): حسن، وقال في الأذكار (ص: 21): حديث صحيح، وقال الحافظ في في الفتح (10/ 303)، وصححه الترمذي وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (245)، وابن بشران في أماليه (70)، والبيهقي في الدعوات الكبير (104)، والطبراني في الدعاء (398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4664).
(كان إذا استجد ثوباً) أي طلب ثوباً جديدا لقوله: (لبسه يوم الجمعة) لكونه عند أهل الإِسلام وأبرك الأيام. (خط)(1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وعنبسة أحد رواته مجروح، ومحمد بن عبيد الأنصاري روى عن الأثبات ما ليس من حديثهم فلا يجوز الإصحاح به.
6546 -
"كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة:* ويأتيك بالأخبار من لم تزود". (حم) عن عائشة (ض) ".
(كان إذا استراث) بالمهملة فمثناة فوقية فراء آخره مثلثة استفعل من الريث وهو الإبطاء. (الخبر) أي أمر يريده. (تمثل) قال على طريق المثال، وتمثل بشيء ضربه مثلاً. (ببيت طرفة) بالتحريك، ابن العبد شاعر جاهلي (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فقوله مثالا بأنه يأتيه بالخبر من لم يحسبه وصدر البيت:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
وكان يتمثل صلى الله عليه وسلم بأنصاف الأبيات. (حم)(2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
6547 -
"كان إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت". (د) عن ابن عمرو (ح) ".
(كان إذا استسقى) طلب من الله أن يسقيه الغيث عند حاجته (قال: اللهم اسق عبادك) تلطفاً في المسألة؛ لأن المالك ألطف بعباده من كل لطيف. (وبهائمك) جمع بهيمة وهي كل ذات أربع، ذكرهن لأنهن لا ذنب لهن فهن إلى الرحمة أقرب، وفي حديث عند ابن ماجة "لولا البهائم لم
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 136)، وانظر العلل المتناهية (2/ 682)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4335)، والضعيفة (6061): موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (6/ 31)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4665).
تمطروا" (1). (وانشر رحمتك) أطلق الرحمة على السحاب الممطرة؛ لأنها متسببة عنها ويحتمل أنه أريد نفس الرحمة ونشرها عبارة عن العموم بالإغاثة بها. (وأحيي بلدك الميت) شبه الأرض المجدبة بالميت؛ لأن حياتها بالماء فإذا فقدته فهي ميت. (د)(2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال في الأذكار: إسناده صحيح، وقال ابن القطان (3): فيه علي بن قادم وهو وإن كان صدوقا فهو مستضعف ضعفه يحيى، وقال ابن عدي: وقفت عليه أحاديث رواها عن الثوري وهذا منها، وقال في الميزان: حدث بأشياء لم يتابع عليها ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن محمَّد الحارثي، قال الشارح: وبه يعرف ما في تحسين المصنف له وتصحيح النووي.
6548 -
"كان إذا استسقى قال: اللهم أنزل في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها، وارزقنا وأنت خير الرازقين". أبو عوانة (طب) عن سمرة" (صح).
(كان إذا استسقى قال: اللهم أنزل في أرضنا بركتها) وهو الغيث الهني الذي وصفه الله في القرآن بأنه ماء مبارك. (وزينتها) أي نباتها كما سماه الله [3/ 288] تعالى بذلك في كتابه. (وسكنها) بفتح السين والكاف غياث أهلها الذي تسكن أنفسهم إليه. (وارزقنا وأنت خير الرازقين) فكان يتنوع في دعائه عند طلب
(1) أخرجه ابن ماجه (4019).
(2)
أخرجه أبو داود (1761)، وابن عدي في الكامل (4/ 913)، وانظر الميزان (4/ 314)، وقال النووي في خلاصة الأحكام (2/ 880 رقم 4113): إسناده حسن، وقال في الأذكار (ص: 177): إسناده صحيح، وانظر: التلخيص الحبير (2/ 232)، والبدر المنير (5/ 165)، قال ابن الملقن: رواه أبو داود متصلاً، ومالك "في الموطأ" مرسلاً، قال ابن أبي حاتم: والمرسل أصح، قلت: وفي إسناده مع ذلك علي بن قادم الخزاعي وهو صويلح أهـ. وقال الحافظ في التلخيص (ص 151): ورجح أبو حاتم إرساله أهـ وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4666).
(3)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 60).
الإغاثة. أبو عوانة (طب)(1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: قال ابن حجر: إسناده ضعيف.
6549 -
"كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". "د ت هـ ك) عن عائشة (ق هـ ك) عن أبي سعيد (طب) عن ابن مسعود وعن واثلة (صح) ".
(كان إذا استفتح الصلاة) قال الشارح: الذي وقف عليه في أصول مخرجيه "إذا ابتدأ". (قال) بعد تكبيرة الإحرام. (سبحانك اللهم وبحمدك) قال الطيبي: الواو للحال أي أسبح الله حال كوني متلبسا بحمده. (وتبارك اسمك) قال ابن الأثير (2): الاسم هنا صلة أي زائد، وقال الفخر الرازي: كما يجب تنزيه ذاته عن النقائض يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن الرفث وسوء الأدب. (وتعالى جدك) جلالك والجد الحظ. (ولا إله غيرك) رجح الافتتاح بهذا الذكر ابن القيم (3) في الهدي النبوي وذكر وجوها مرجحة لافتتاح الصلاة بها مع إشارته إلى أن غيره سندا أثبت منه. (د ت هـ ك) عن عائشة) رمز المصنف لصحته على الحاكم؛ لأنه صححه، وقال أبو داود: لم يروي عن عبد السلام غير طلق بن غنام وليس هذا الحديث بالقوي، وقال النووي في الأذكار (4) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بأسانيد ضعيفة، وقال الذهبي: أخرجه الترمذي من طريق حارثة ابن أبي الرجال وهو واهٍ. (ق هـ ك) عن أبي سعيد) قال الذهبي: فيه علي بن علي الرفاعي وفيه شيء، (طب) (5) عن ابن مسعود وعن واثلة) قال الهيثمي: في رواية
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 223)(6928)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4336)، والضعيفة (4168).
(2)
النهاية في غريب الحديث (2/ 1007).
(3)
زاد المعاد (1/ 194).
(4)
الأذكار (ص 112).
(5)
أخرجه أبو دواد (776)، والترمذي (243)، وابن ماجة (806)، والحاكم (1/ 360) عن عائشة، =
الطبراني عمرو بن الحسين وهو ضعيف، قال الشارح: قال الصدر المناوي (1): روي مرفوعاً عن عائشة وأبي سعيد وعمر والكل ضعيف، ورواه مسلم موقوفاً ووهم المحب الطبري حيث عزاه للسبعة الستة (2) وأحمد بأنه ليس في الصحيح بل ولا صحيح بل ضعيف، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه: فيه علة خفية وهي الانقطاع بين أبي الجوزاء وبين عبد الله وعائشة فإنه لم يسمع منها، وقال ابن حجر: رجاله ثقات لكن فيه انقطاع وأعله أبو داود وغيره، وقال الطيبي: حديث حسن، قال: وقد رماه في المصابيح بالضعف، وليس كما توهمه.
6550 -
"كان إذا استلم الركن قبَّله ووضع خدَّه الأيمن عليه". (هق) عن ابن عباس".
(كان إذا استلم الركن) الأيمن، والمراد الحجر نفسه (قبَّله) تشريفاً له وتعظيماً وحباً لأن الله تعالى يحبه (ووضع خدَّه الأيمن عليه) زيادة في إظهار محبته وشرفه (هق) (3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وقد قال البيهقي بعد إخراجه من حديث عبيد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد: عبيد الله ضعيف، ونقل تضعيفه في الميزان عن ابن معين والنسائي وابن المديني وأورد له هذا الحديث إلا أنه قال في المهذب (4): إنه قال أحمد: إنه صالح الحديث.
= وأخرجه مسلم (399)، وابن ماجة (804)، والحاكم (1/ 360) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 108)(10117) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 265)، والتلخيص الحبير (1/ 102، 229).
(1)
انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 573) بتحقيقنا، راجعه لأن فيه فوائد أخرى مهمة.
(2)
جاء في المخطوط السبعة الستة والصواب ما أثبتناه.
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (5/ 76)، وانظر الميزان (4/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4337)، والضعيفة (4169).
(4)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ رقم 7844).
6551 -
"كان إذا استنَّ أعطى السواك الأكبر، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه". الحكيم عن عبد الله بن كعب".
(كان إذا استنَّ) تسوك مشتق من السن وهو إمرار شيء فيه خشونة على آخر ومنه المس. (أعطى السواك) بعد استنانه به. (الأكبر) ليتبرك به، وفيه أنه لا كراهة في التسوك بسواك الغير إلا أن يقال زالت هنا لبركته صلى الله عليه وسلم فلا يجري في غيره وفيه أنه يخص الأكبر بالإكرام من أي أمر إلا ما يأتي من الشرب، والظاهر من الأكبر ألا يفتن. (وإذا شرب) ماءً أو لبناً. (أعطى الذي عن يمينه) تشريفاً له وفيه التفرقة بين السواك والشرب، قال ابن حجر: وظاهر تخصيص الشرب أنه لا يجزئ في الأكل لكن وقع في حديث أنس خلافه. (الحكيم (1) عن عبد الله بن كعب)، قال في التقريب (2) يقال له رؤية ولا رواية له اتفاقاً فالحديث مرسل.
6552 -
"كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة". (خ ن) عن أنس" (صح).
(كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة) أتى بها في أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر به والمراد صلاة الظهر. (وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة) أخرها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الجماعة، قال الشارح قال الإِمام البخاري يعني [3/ 289] هنا صلاة الجمعة أي قياساً على الظهر لا بالنص لأن أكثر الأحاديث تدل على أن الإبراد بالظهر، وقوله: أعني البخاري يعني الجمعة يحتمل قوله قول التابعي من فهمه وكونه من يفقهه فيرجح عنده إلحاقها بالظهر؛ لأنها إما ظهر وزيادة أو تدل على الظهر لكن الأصح عند الشافعي عدم الإبراد بها. (خ ن)(3) عن أنس) وقال الصدر المناوي (1): لم يخرجه أهل السنن
(1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 71)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4668).
(2)
انظر التقريب (1/ 319).
(3)
أخرجه البخاري (906)، والنسائي في الكبرى (1/ 465).
الأربع فذهل عن تخريج النسائي له.
6553 -
"كان إذا اشتدت الريحُ الشَّمْأَل قال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها". ابن السني (طب) عن عثمان بن أبي العاص (ح) ".
(كان إذا اشتدت الريحُ الشَّمال) بفتح المعجمة وهي تقابل الجنوب. (قال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها) وذلك؛ لأنها قد بعثت عذاباً على قوم فيستعيذ صلى الله عليه وسلم من شرها تعيذاً لله وإن كان تعالى قد أمنه أن يعذبهم وهو فيهم. (ابن السني (طب)(2) عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لحسنه وقد قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن إسحاق (3) وأبو شيبة (4) كلاهما ضعيف.
6554 -
"كان إذا اشتدت الريحُ قال: اللهم لَقِحا لا عَقيما". (حب ك) عن سلمة بن الأكوع (صح) ".
(كان إذا اشتدت الريحُ) يحتمل الإطلاق أو التقييد بالشمال والأول أقرب. (قال: اللهم لَقِحاً لا عَقيماً) كالعقيم من الحيوان وانتصابهما بفعل محذوف اجعلها حاملة للماء لا خالية عنه. (حب ك)(5) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي وفي الأذكار: إسناده صحيح.
9555 -
"كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده". (ق د هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا اشتكى) إذا وجد ألما يشكوه. (نفث) بالمثلثة آخره أخرج الريح
= (1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 992).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 47)(8346)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (421)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4338)، والضعيفة (4170).
(3)
انظر المغني (2/ 375).
(4)
انظر المغني (2/ 613).
(5)
أخرجه ابن حبان (3/ 288)(1008)، والحاكم (4/ 318)، وانظر الأذكار للنووي (1/ 400)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4670)، والصحيحة (2058).
من فمه مع شيء من ريقه، قال الزمخشري (1): النفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال: نفث الراقي ريقه وهو أقل من النفخ. (على نفسه) بدنه وذاته. (بالمعوذات) بكسر الواو الإخلاص واللتين بعدها سماها بها تغلبياً أو أراد الأخريين وجمع؛ لأن أقل الجمع اثنان أو باعتبار الآيات التي فيهما. (ومسح عنه بيده) قال الطيبي: الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار حال أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده، متجاوزاً عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهوى الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وفيه تفاؤل بزوال الألم وانفصاله كانفصال ذلك الريق وخص المعوذات لما فيها من الاستعاذة بالله واللجأ إليه من كل مكروه وقد قدمنا كلاماً فيهما نفيساً جداً في الجزء الأول. (ق د هـ)(2) عن عائشة) ورواه عنها النسائي أيضاً.
6556 -
"كان إذا اشتكى ورقاه جبريل قال: بسم الله يبريك، من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا اشتكى) أي مرض، قال الزركشي: الشكاية المرض، قلت: مجاز من إطلاق المسبب على السبب. (ورقاه جبريل) بين ذلك بقوله. (قال: بسم الله يبريك) قال القرطبي (3): الاسم هنا يراد المسمى فكأنه قال: يبريك الله، قلت: ويحتمل أن المراد تبرك الاسم نفسه. (من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد) خصه لعظمة أمره وخفاء شره كما خص العين. (وشر كل ذي عين) وتقدم الكلام في الحاسد والعين. (م)(4) عن عائشة).
(1) الفائق (4/ 9).
(2)
أخرجه البخاري (4439، 5016. 5735، 5751)، ومسلم (2192)، والنسائي في الكبرى (4/ 255)، وابن ماجة (3529).
(3)
المفهم (4/ 72).
(4)
أخرجه مسلم (2158).
6557 -
"كان إذا اشتكى اقتمح كفًّا من شونيز وشرب عليه ماء وعسلاً". (خط) عن أنس".
(كان إذا اشتكى اقتمح) استف، وفي رواية:"تقحم". (كفا) أي ملأ كف. (من شونيز) بضم المعجمة الحبة السوداء. (وشرب عليه) على أثره. (ماء وعسلاً) ماء ممزوجا بعسل؛ لأن في ذلك من حفظ الصحة وإزالة الأخلاط ما لا يهتدي إليه جهابذة الأطباء. (خط)(1) عن أنس) ورواه عنه بلفظه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد القطان ضعيف، قال العراقي: وفيه الوليد بن شجاع قال أبو حاتم: لا يحتج به.
6558 -
"كان إذا اشتكى أحد رأسه قال: اذهب فاحتجم وإذا اشتكى رجله قال: اذهب فاخضبها بالحناء". (طب) عن سلمة امرأة أبي رافع" (ض).
(كان إذا اشتكى أحد رأسه) أي شكى عليه وجع رأسه. (قال: اذهب فاحتجم) فإن للحجامة أثراً بينًا وشفاء لبعض أنواع الصداع، فلا يجعل كلام الثبوة الخاص الجزئي كلياً عاماً ولا الكلي العام جزئياً خاصاً. (وإذا اشتكى رجله قال: اذهب فاخضبها بالحناء) لأنه يحلل الأورام الحارة ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين فالمراد أنه إذا اشتكى أحد من أحد هذه العلل، ومن خواص الحناء العجيبة المجربة: أنه إذا بدا [2/ 290] جدري بالصبي وخضب به أسافل رجليه أمن على عينيه. (طب)(2) عن سلمى امرأة أبي رافع) رمز المصنف لضعفه.
6559 -
"كان إذا اشفق من الحاجة ينساها ربط في خنصره أو في خاتمه
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 342)، والطبراني في الأوسط (109)، وانظر العلل المتناهية (2/ 879)، والمجمع (5/ 87)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4339)، والضعيفة (4171): موضوع.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 298)(755)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4671).
الخيط". ابن سعد والحكيم عن ابن عمر (ض) ".
(كان إذا اشفق) خاف. (من الحاجة ينساها ربط في خنصره) بكسر الخاء والصاد كما في المصباح (1) مؤنث. (أو في خاتمه) الذي يلبس في الخنصر. (الخيط) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية للجنس فيذكرها بسببه، والذكر من الله تعالى، وربط الخيط سبب من الأسباب كحرز الأشياء بالأبواب والأقفال، وكأنه يرى الخيط فينكره فيذكر به ما ينساه. (ابن سعد والحكيم (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الزركشي: فيه سالم بن عبد الأعلى قال فيه ابن حبان: وضاع، وقال ابن أبي حاتم حديث باطل، وقال ابن شاهين: أحاديثه منكرة، وقال المصنف في الدرر (3): قال أبو حاتم: حديث باطل، ورواه بمعناه ابن عدي من حديث واثلة والحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر، قال الحافظ العراقي: كلاهما بسند ضعيف، وقال ابن شاهين: جميع أسانيده منكرة، ونقل الترمذي عن البخاري أنه منكر، وابن أبي حاتم عن أبيه أنه باطل، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طرق ثلاث ثم حكم بوضعه من جميع طرقه، وزاد المصنف طريقا رابعاً: رواية الطبراني عن محمَّد بن عبدوس بن عبد الجبار بن عاصم عن بقية عن أبي عبد مولى بني تميم عن سعيد المقبري عن رافع بلفظ "كان يربط الخيط في خاتمه يستذكر به ".
6560 -
"كان إذا أصابته شدة فدعا رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه"(ع)
(1) المصباح المنير (1/ 171).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 386)، والحكيم في نوادره (1/ 97)، وابن عدي في الكامل (3/ 342)، وابن حبان في المجروحين (1/ 343)، وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 282)(4431) عن رافع بن خديج، وانظر الموضوعات (3/ 241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4340): موضوع.
(3)
انظر: الدرر المنتثرة (ص: 22).
عن البراء (ح) ".
(كان إذا أصابته شدة) من أي أمر ينوبه (فدعا) لدفعها (رفع يديه) حال الدعاء. (حتى يرى بياض إبطيه) أي لو كان بلا ثوب ليرى، أو كان كم قميصه واسعاً، قيل بياض الإبط من خواصه صلى الله عليه وسلم، وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر، ورده العراقي بأنه لم ينبت ولا تثبت الخصائص بالاحتمال، ولا يلزم من بياض إبطيه ألا يكون له شعر فإن الإبط إذا نتف شعره بقي المكان أبيض وإن بقى فيه آثار الشعر.
قلت: ويحتمل أن المراد بياض ما حولي الإبط فإن الرفع لا يظهر معه باطن الإبط إلا بتأمل وقرب من رافعه، والمراد أنه يراه من لم يتأمل وحكمة رفع اليد إظهار الحاجة، واستدعاء الطلب، فإن ذلك دأب الطالب.
(ع)(1) عن البراء بن عازب) رمز المصنف لحسنه.
6561 -
"كان إذا أصابه رمد أو أحد أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: اللهم متعنى ببصري، واجعله الوارث مني وأرني منه ثأري، وانصرني على من ظلمني". ابن السني (ك) عن أنس (صح) ".
(كان إذا أصابه رمد) كأن المراد وجع العين بأي ألم، وذكر الرمد لأنه أغلب آلآمها، ويحتمل أنه له خاصة. (أو أحد أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: اللهم متعني ببصري، واجعله الوارث مني) أي اجعله يخلف أعضائي كلها في القوة، فإذا ضعف عوض ورثه قواه. (وأرني) في العدو. (ثأري) الثأر في الأصل طلب الدم بقتيل بتورية غيره، وأراد هنا: بصرني في العدو، ولما كان ذلك من ألذ ما يدركه البصر ذكره عند الدعاء ببقائه. (وانصرني على من ظلمني) فإن بذلك لذة القلب وأنواره وإشراقه فناسب أن ندعوا بإنارة القلب عند الدعاء ببقاء البصر
(1) أخرجه أبو يعلى (5763)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4341).
وإنارته، فالجامع بين الكل الإنارة والالتذاذ، ولذا قيل: أطيب الطيبات قتل الأعادي. (ابن السني (ك)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته والذهبي تعقب الحاكم وقال: فيه ضعفاء.
6562 -
"كان إذا أصابه غم أو كرب يقول: حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم". ابن أبي الدنيا في الفرج من طريق الخليل بن مرة عن فقيه أهل الأردن بلاغا".
(كان إذا أصابه غم) حزن، سمي غماً لأنه يغطي السرور. (أو كرب) هم، وفيه أن ذلك من لازم البشرية ولا ينافي تنصيب الاتكال عليه تعالى وكمال الثقة به. (يقول: حسبي الرب من العباد) هو كافيني منهم. (وحسبي الخالق من المخلوقين) توسل في الأول بصفة الربوبية، ثم ترقى إلى صفة الخالقية والإيجاد، ثم إلى صفة الرازقية فقال:(وحسبي الرازق من المرزوقين) فإنه إذا كان حسبه من هو مالك للعباد وخالق لهم ورازق فأنى يناله شر من هو مملوك ومربوب ومرزوق فإنهم أمثاله في الاحتياج فلا يخاف منهم من لجأ إلى مولاهم وجعله كافيه. (وحسبي الذي هو حسبي) أي المعلوم بذلك القائم به الذي لا يجهله أحدٌ [3/ 291]. (حسبي الله ونعم الوكيل) هو كافيني شرهم والوكيل في الانتصاف منهم. (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) وفي هذا التكرير من اللجأ إليه تعالى ما لا يخفى. (ابن أبي الدنيا (2) في
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (367)، والحاكم (4/ 459)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4342)، والضعيفة (4172): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج (121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4343).
كتاب الفرج من طريق الخليل بن مرة (1)) بضم الميم وتشديد الراء نزيل الرقة ضعيف عن (فقيه أهل الأردن) بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملة وتشديد النون من بلاد الفوارس ساحل الشام (بلاغا) قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
إلى آخره، ولم يسم الفقيه الشارح.
6563 -
"كان إذا أصبح وإذا أمسى يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك من فجأة الخير وأعوذ بك من فجأة الشر، فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى". (ع) وابن السني عن أنس (صح) ".
(كان إذا أصبح) دخل في الصباح وهو من بعد الفجر (وإذا أمسى) دخل في المساء وكأن المراد في أول الوقتين. (يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك من فجأة الخير) عاجله الآتي بغتة (وأعوذ بك من فجأة الشر) خصهما؛ لأنهما أعظم موقعا من الذي يأتي مع الارتقاب. (فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى) تعليل ليس المراد به الإخبار بفائدة الخبر ولا لازمه بل إظهار الاحتياج إلى الله والإعلام باعتقاد أنه ليس يعلم إلا ما علمه الله تعالى. (ع) وابن السني (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
6564 -
"كان إذا أصبح وإذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإِسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلماً وما كان من المشركين". (حم طب) عن عبد الرحمن بن أبزى (ح) ".
(كان إذا أصبح وإذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإِسلام) بكسر الفاء دينه الحق قال ابن عبد السلام في أماليه: "على" في مثل هذا يدل على أن الاستقرار
(1) انظر: الكاشف (1417).
(2)
أخرجه أبو يعلى (3371)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (39)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4344): ضعيف جداً.
والتمكن من ذلك المعنى لأن الجسم إذا علا على شيء تمكن منه واستقر عليه ومنه: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 5]. (وكلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة سميت به لأن من قالها فقد خلص عن مذمة الشرك وإباحة دمه وماله. (ودين نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم) قيل: الظاهر أنه قاله تعليماً لغيره ويحتمل أنه جرد من نفسه نفسا يخاطبها.
قلت: هذا الأظهر فإنه مأمور صلى الله عليه وسلم بالإيمان بنبوته وقال في الأذكار: لعله قاله جهراً ليتعلمه منه غيره.
(وملة أبينا إبراهيم حنيفاً) مائلاً إلى جهة الحق. (مسلماً وما كان من المشركين) أحوال من إبراهيم ومن لازمه أنها أحوال منبعثة واستفتاح صباحه بهذا تحديد لما هو عليه من الإيمان وتعبد لله سبحانه وإعلان بما انطوى عليه قلبه. (حم طب)(1) عن عبد الرحمن بن أبزى (2)) بفتح الهمزة فزاي مقصور، الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث استعمله على خراسان وكان عالمًا مرضياً اختلف في صحبته جزم ابن حجر بأنه صحابي صغير رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: الحق الرمز لصحته، فقد قال النووي في الأذكار بعد عزوه لابن السني (3): إسناده صحيح ومثله قال العراقي، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.
6565 -
"كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده أهله". (هـ) عن أم سلمة (ض) ".
(كان إذا اطلى) أصله اتطلى فقلبت التاء طاء وأدغمت أي تلطخ بالنورة. (بدأ
(1) أخرجه أحمد (3/ 407)، ولم أقف عليه في الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4674)، والصحيحة (2989).
(2)
أذكار (1/ 185).
(3)
انظر: الإصابة (4/ 282).
بعورته فطلاها بالنورة) أي والزرنيخ إلا أنه اقتصر عليها؛ لأنه يعلم أنها جزء واحد لا يستعمل إلا به للاطلاء. (وسائر) عطف على ضمير المفعول في قوله: طلاها أي وطلى سائر (جسده أهله) فاعل الفعل المحذوف آخر عن مفعوله أي بعض خلائله وفيه أن استعماله غير مكروه وتوقف المصنف في كونه سنة، قال لاحتياجه إلى ثبوت الأمر به كحلق العانة ونتف الإبط وفعله وإن كان دليلاً على السنة فقد يقال هذا من الأمور العادية التي يدل فعله على التشبيه وقد يقال فعله بيانا للجواز وقد يقال إنها سنة ومحله كله ما لم يقصد اتباعه صلى الله عليه وسلم في فعله فإن قصده كان مأجوراً قال وأما خبر "كان لا يتنور" فضعيف لا يقاوم هذا الحديث القوي إسناداً على أن هذا مثبت وذلك ناف والقاعدة عند التعارض يقدم المثبت (هـ)(1) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن كثير في مؤلفه: في الحمام إسناده جيد ورواه عنها البيهقي، قال في المواهب: رجاله ثقات لكن أعل بالإرسال، قال ابن القيم (2): وورد في المنورة عدة أحاديث هذا أمثلها، وأما حديث:"كان لا يتنور [2/ 292] وإذا كثر شعره حلقه" فجزم بضعفه غير واحد.
6566 -
"كان إذا اطلى بالنورة ولي عانته وفرجه بيده". ابن سعد عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً".
(كان إذا اطلى بالنورة ولي عانته) وفي رواية معاينه جمع معين، قال ابن الأثير (3): وهي بواطن الأفخاذ. (وفرجه بيده) لا يمكن أحداً يلمسه من أهله لفرط حيائه وإن كان جائزاً. (ابن سعد (4) عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت
(1) أخرجه ابن ماجة (3751)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4346).
(2)
زاد المعاد (4/ 364).
(3)
النهاية (3/ 636).
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 442)، وابن ماجه (3752)، وعبد الرزاق في المصنف =
مرسلاً) سكت عليه المصنف، وقال ابن كثير: إسناده جيد، وحبيب هو الأسدي كان ثقة مجتهدا ورواه ابن ماجه، والبيهقي عن أم سلمة، قال في الفتح: رجاله ثقات لكن أعل بالإرسال وأنكر أحمد صحته.
6567 -
"كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة". (حم ك) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته) من عياله أو خدمه. (كذب كذبة) واحدة وبالأولى الأكثر (لم يزل معرضا عنه) تأديباً له وإظهاراً لكراهته ما أتاه وفيه أن الإعراض والإهانة للعاصي عقوبة على ما يأتيه. (حتى يحدث توبة) من كذبه فإنه من أعظم الذنوب كما سلف. (حم ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي إلا أنه في الميزان قال يحيى بن سلمة العقيبي، قال العقيلي: حدث بمناكير ثم ساق هذا الخبر.
6568 -
"كان إذا اعتم أسدل عمامته بين كتفيه". (ت) عن ابن عمر" (ح).
(كان إذا اعتم) لف العمامة على رأسه. (سدل عمامته) أي طرفها. (بين كتفيه) أي خلفه، وفيه مشروعية العذبة، وفي الفتح: أن ابن عمر كان يفعله وسالم والقاسم، نسبه إلى الترمذي. (ت)(2) في اللباس عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب وفي الباب عن علي ولا يصح إسناده.
6569 -
"كان إذا اغتم أخذ لحيته بيده ينظر فيها". الشيرازي عن أبي هريرة".
= (1127)، وانظر فتح الباري (10/ 343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4345).
(1)
أخرجه أحمد (6/ 152)، والحاكم (4/ 98)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 9)، وانظر الميزان (7/ 221)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4675).
(2)
أخرجه الترمذي (1736)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4676)، وحسنه في الصحيحة (717).
(كان إذا اغتم) بالمعجمة والمثناة من فوق، من الغم. (أخذ لحيته بيده ينظر فيها) كأنه يسلي بذلك حزنه أو يكون أجمع للفكرة كذا قيل والله أعلم بحكمة ذلك. (الشيرازي (1) عن أبي هريرة).
6570 -
"كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت". (د) عن معاذ بن زهرة مرسلاً".
(كان إذا أفطر) من صوم. (قال) حاله. (اللهم لك صمت) لأجل طاعتك وامتثال أمرك لا غير. (وعلى رزقك) لا غيره. (أفطرت) فخصه بالعبادة وخصه بالشكر. (د)(2) عن معاذ بن زهرة مرسلاً) قال ابن حجر: معاذ هذا ذكره أبو داود في التابعين لكنه قال: معاذ أبو زهرة وثقه ابن أبي حاتم وعده ابن حبان في الثقات وعده الشيرازي في الصحابة وغلطه المستغفري، وهذا الحديث أخرجه أبو داود في السنن والمراسيل بلفظ واحد فيمكن كون الحديث موصولاً وإن كان معاذ تابعيا لاحتمال كون الذي بلغه له صحابي وبهذا الاعتبار أورده أبو داود في السنن والمراسيل.
6571 -
"كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله". (د ك) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ) مهموز مقصور العطش. (وابتلت العروق) خص ذهاب الظمأ مع أنه قد ذهب الجوع؛ لأن الالتذاذ بالماء في البلاد الحارة كالمدينة ومكة أشد؛ ولأنه أول ما يفطرون به والإخبار بذلك شكراً على النعمة بإنالة المستلذ بعد المنع عنه شرعاً. (وثبت الأجر) على الصوم لا يقال كان
(1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4347).
(2)
أخرجه أبو داود (2358)، وفي المراسيل (99)، والبيهقي في السنن (4/ 239)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4349).
الأولى تقديم ثبوت الأجر لأنا نقول قدم ما قد تحقق حصوله من الأمرين وتيقن، وثبوت الأجر متوقف على مشيئة الله ولذا قال:(إن شاء الله) أو لأنه سلك طريقه الترقي وفيه أن العبد لا يثق ولا يقطع بحصول الأجر على فعل من أفعال البر ويحتمل أن التقييد للثبوت لا لنفس حصول الأجر فإنه قد يحصل ثم تعقبه ما يبطله. (د ك)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو من حديث الحسين بن واقد، قال ابن حجر: حديثه حسن وهو عن مروان بن سالم قال الحاكم: احتج به البخاري.
6572 -
"كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، إنك أنت السميع العليم". (طب) وابن السني عن ابن عباس".
(كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، إنك أنت السميع) للدعاء. (العليم) بمن لك صام ولك أفطر ولا ينافي قوله: وثبت الأجر طلب التقبل إذ الدعاء مقيد أو لعدم جزمه بقبوله ولذا فيه الثبوت بالمشيئة. (طب) وابن السني) (2) من حديث عبد الملك بن هارون بن عبيدة عن أبيه عن جده (عن ابن عباس)، سكت عليه المصنف قال ابن حجر: غريب من هذا الوجه وإسناده واه جداً انتهى، ورواه الدارقطني من هذا الوجه، وتعقبه الغرياني، وقال عبد الملك:[3/ 293] المذكور تركوه وقال السعدي: دجال.
6573 -
"كان إذا أفطر قال: الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت" ابن السني (هب) عن معاذ".
(1) أخرجه أبو داود (2357)، والحاكم (1/ 584)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4678).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 146)(12720)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (482)، والدارقطني في السنن (2/ 185)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4350).
(كان إذا أفطر قال: الحمد لله الذي أعانني فصمت) إعلام بأنه لولا إعانة الله لما أتى بهذه الطاعة. (ورزقني فأفطرت) فلولا رزقه تعالى لما تم الإفطار.
(ابن السني (هب)(1) عن معاذ) هكذا نسخ الجامع وإذا أطلق معاذ فه وابن جبل إلا أنه قال الشارح: ابن زهرة أو أبي زهرة بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال ذلك قال ابن حجر: أخرجاه من طريق سفيان الثوري عن حصين عن رجل عن معاذ وهذا محقق الإرسال انتهى. فعلى هذا كان على المصنف أن يقول مرسلاً إلا أن في النفس من هذا النقل على هذا الحديث شيء فقد يتفق للشارح أو للنساخ عنه الغلط فينظر وهذه الأدعية تنوعت فينبغي جمعها عند الإفطار والاقتصار على أحدها تقوم به السنة.
6574 -
"كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة". (حم هق) عن أنس (ح) ".
(كان إذا أفطر عند قوم) أضافوه. (قال) في دعائه. (أفطر عندكم الصائمون) إخبار بمحبتهم للخير فإنه لا يضيف الصائم إلا محبة يحتمل أنه دعاء بأن لا يزال يفطر عندهم الصائمون فيتوفر أجرهم ويتسع رزقهم؛ لأنه إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه وخرج بذنوبهم. (وأكل طعامكم الأبرار) قال المظهر: دعاء وإخبار وهذا موجود في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أبر الأبرار.
قلت: فإن كان إخبار فظاهر وإن كان دعاء فهو سؤال بأن الله يجعل إطعامهم للأبرار ليكثر أجورهم وقد سلف "ولا يأكل طعامك إلا تقي". (وتنزلت عليكم الملائكة) أي بالرحمة والخير والبركة. (حم هق)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (481)، والبيهقي في الشعب (3902)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4348).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 201)، وأبو داود (3854)، والبيهقي في السنن (4/ 239)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4677).
ورواه عنه أيضاً أبو داود قال العراقي: بإسناد صحيح وتعقبه تلميذه ابن حجر.
6575 -
"كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة". (طب) عن ابن الزبير (ح) ".
(كان إذا أفطر عند قوم) فيه أن هذا الدعاء بخصوصه يقال لمن يفطر عندهم لا من يضيفونه ولو مفطراً. (قال: أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة) استغفرت لكم وكأنه كان هذا تارة والأولى أخرى. (طب)(1) عن ابن الزبير) رمز المصنف لحسنه.
6576 -
"كان إذا اكتحل اكتحل وترا، هذا استجمر استجمر وترا". (حم) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(كان إذا اكتحل اكتحل وتراً) يجعل في كل عين ثلاث مرات فالإيتار لكل عين وإن كان في مجموعهما شفعاً لما رواه الترمذي وحسنه "كان له مكحلة يكتحل كل عين ثلاثة أطراف"(2) وقيل بل يكتحل في عين ثلاثاً وفي أخرى اثنتين لما رواه الطبراني (3) من حديث ابن عمر قال العراقي: بسند ضعيف إنه كان إذا اكتحل جعل في اليمنى ثلاثاً وفي اليسرى مرودين فجعلهما وتراً، وقيل: بل في كل عين اثنتين ويقسم بينهما واحدا فسر الوتر بهذا ابن وضاح، ويأتي أنه كان يكتحل في كل ليلة (وإذا استجمر استجمر وتراً) قد سلف ذلك مراراً والمراد اتخاذ أحجار ثلاث فيمسح بكل واحدة والمراد هنا المسحات. (حم) (4) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال
(1) أخرجه ابن ماجة (1747)، وابن حبان في صحيحه (5296)، والبزار (2217)، وانظر: التلخيص الحبير (3/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4679)، وفي صحيح ابن ماجه.
(2)
أخرجه الترمذي (2048).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 364) رقم (13353).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 156)، والطبراني في الكبير (17/ 338)(932)، وانظر قول الهيثمي في المجمع =
الصحيح خلا ابن لهيعة.
6577 -
"كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعة الثلاثة"(حم م 3) عن أنس (صح) ".
(كان إذا أكل طعاماً) يلصق بالأصابع، قيل: أو مطلقاً محافظة على البركة. (لعق أصابعه الثلاثة) التي يباشر بها الأكل وهذا بعض الحديث وتمامه عند مسلم وغيره، وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمران نسلت القصعة وقال:"إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" وفيه رد على من كره لعق الأصابع، قال الخطابي: هم قوم أفسد عقولهم الترفة. (حم م 3)(1) عن أنس).
6578 -
"كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه". (تخ) عن جعفر بن أبي الحكم مرسلاً أبو نعيم في المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن يسار (طب) عن الحكم بن عمر".
(كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه) لما مر من الأمر بالأكل مما يلي الآكل فهو من الآداب لأنه ينافي الشره وسوء الطبع. (تخ)(2) عن جعفر بن أبي الحكم مرسلاً، أبو نعيم في المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن سيار) بالسين المهملة ثم بالمثناة تحتية ثقيلة فراء في نسخ الجامع (طب عن الحكم بن عمر) وقال الشارح: إنه الذي رآه بخط المصنف قال: والظاهر أنه سبق قلم؛ لأن الذي رأيته بخط
= (5/ 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4680).
(1)
أخرجه أحمد (3/ 290)، مسلم (2034)، وأبو داود (3845)، والترمذي (1803)، والنسائي (4/ 176).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 195) عن جعفر بن أبي الحكم، وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 212)(3163) عن الحكم بن عمرو، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ رقم 1354 و5/ رقم 1809)، وانظر الإصابة (2/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4683).
الحافظ ابن حجر سنان بنونين وهو الأنصاري الأوسي [3/ 294] له ولأبيه صحبة، وفي التقريب (1): صحابي له حديث مختلف في إسناده، انتهى.
قلت: راجعت التقريب فلم أر فيه الحكم بن رافع أصلاً فينظر في كلام الشارح (2).
6579 -
"كان إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعم وسقي وسوغه وجعل له مخرجا". (د ن حب) عن أبي أيوب (صح) ".
(كان إذا أكل أو شرب قال) بعده. (الحمد لله الذي أطعم وسقي) أطلق لم يذكر المفعول لإرادة العموم أي كل طاعم وشارب. (وسوغه) سهل دخوله في الحلق. (وجعل له مخرجاً) قال الطيبي ذكر نعما أربعاً الإطعام والسقي والتسويغ وسهولة المخرج فإنه خلق الأسنان للمضغ والريق للبلع، وجعل المعدة مقسماً للطعام ولها مخارج فالصالح منه ينبعث للكبد وغيره يندفع في الأمعاء كل ذلك فضل من الله ونعمة يجب القيام بواجبها من الشكر بالجنان والثناء باللسان والعمل بالأركان. (د ن حب)(3) عن أبي أيوب) الأنصاري رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: حديث صحيح.
6580 -
"كان إذا التقى الختانان اغتسل". الطحاوي عن عائشة (صح) ".
(كان إذا التقى الختانان) منه ومن المرأة (اغتسل) وإن لم ينزل وهو دافع لمفهوم حديث "إنما الماء من الماء" وكان هذا آخر الأمرين. (الطحاوي (4) عن
(1) بل فيه: رافع بن سنان الأوسي أبو الحكم (برقم 186).
(2)
ينظر: كلام الغماري في المداوي تحت رقم (2638).
(3)
أخرجه أبو داود (3851)، والنسائي (4/ 201)، وابن حبان (5220)، وقال النووي في الأذكار (581): إسناده صحيح وانظر: فتح الباري (9/ 581)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4681)، والصحيحة (705).
(4)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 55)، وأحمد (6/ 123، 227)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4684)، والصحيحة (2063).
عائشة) رمز المصنف لصحته.
6581 -
"كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أُدَدٍ، ثم يمسك ويقول: كذب النسابون، قال الله تعالى {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} ". ابن سعد عن ابن عباس".
(كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أُدَدٍ) بضم الهمزة ودالين مهملتين مفتوحة أولهما. (ثم يمسك) عما زاد. (ويقول: كذب النسابون) الذين يرفعون الأنساب فوق ذلك. (قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] وما وصفه الله بالكثرة فهو مما لا يكاد أن يحاط به وقد قال تعالى: {لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَاّ اللهُ} بعد قوله: {وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ} [إيراهيم: 9] وفيه أنه لا بأس بذكر ما علمه الإنسان من الأنساب وقد تقدم أنه سرد نسبه صلى الله عليه وسلم إلى نزار. (ابن سعد (1) عن ابن عباس) ورواه في مسند الفردوس لكن، قال السهيلي (2): الأصح أن هذا من قول ابن مسعود.
6582 -
"كان إذا نزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم؛ فإذا أقلع عنه رفع رأسه". (م) عن عبادة بن الصامت (صح) ".
(كان إذا نزل عليه الوحي) قيل: حامل الوحي على الإسناد المجازي والأولى حمله على الحقيقة من دون تكييف والوحي لغة الكلام الخفي، وعرفا إعلام الله نبيه الشرائع بوجه ما (نكس رأسه) أطرق كالمتفكر (ونكس أصحابه) إذا كانوا عنده (رؤوسهم؛ فإذا أقلع عنه رفع رأسه) وكان هذه بعض الصفات في بعض الحالات وإلا فقد ذكرت له صفات أخر. (م)(3) عن عبادة بن الصامت) وهو من أفراده.
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 56)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4351)، والضعيفة (111): موضوع.
(2)
انظر: الروض الأنف للسهيلي (1/ 31).
(3)
أخرجه مسلم (2335).
6583 -
"كان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه". (حم م) عنه (صح) ".
(كان إذا نزل عليه الوحي كرب) بدون حزن. (لذلك) لنزوله إما اهتماما بحفظه أو لشدة الأحكام التي تنزل ليبلغها أو لأن الأمة قد لا تأتي بما يأمرهم به. (وتربد وجهه) بالراء وتشديد الموحدة بضبط المصنف تغير لونه، ذكره ابن حجر قال: وهذا حيث لا يأتيه الملك في صورة رجل وإلا فلا. (حم م)(1) عنه عن عبادة) ولم يخرجه البخاري.
6584 -
"كان إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل". (حم ت ك) عن عمر (صح) ".
(كان إذا نزل عليه الوحي سمع) مغير الصيغة أي سمع من عنده. (عند وجهه) شيء. (كدوي النحل) أي من جانب وجهه وجهته يسمع صوتاً خفيفا كدوي النحل كأن الوحي يؤثر فيهم ولا يسمعونه سماعاً تاماً ولا يعلمون منه معنى أو سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم غطيطه وشدة تقشفه عند نزوله، ذكر معناه القاضي. (حم ت ك)(2) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذَّهبي بأن فيه يونس بن سالم وقال فيه تلميذه عبد الرزاق إنه لا شيء، انتهى، وقال النسائي حديثه منكر وأعله أبو حاتم وابن عدي والعقيلي بيونس المذكور وقالوا لم يروه غيره ولم يتابع عليه.
6585 -
"كان إذا انصرف استغفر ثلاثاً، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"(حم م 4) عن ثوبان" (صح).
(كان إذا انصرف) سلم (من صلاته) الظاهر الفريضة إذ الأصل في الإضافة
(1) أخرجه أحمد (5/ 317)، مسلم (2334).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 34)، والترمذي (3173)، والحاكم (1/ 717)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 460)، وابن عدي في الكامل (7/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4352).
العهد وهي المعهودة (استغفر ثلاثاً) قال أستغفر الله، كما قاله الأوزاعي راويه زاد في رواية "ومسح جبهته بيده اليمنى". (ثم قال) قيل: الظاهر أن التراخي غير مراد من ثم. (اللهم أنت [3/ 295] السلام) المختص بالتنزه عن النقائص والذنوب لا غيرك. (ومنك السلام) يرجى ويطلب لا من غيرك وذلك أن كل مخلوق يفتقر إلى السلامة من شرور الدارين ولا يكون ذلك إلا منه تعالى فهو السالم عن كل نقص وعيب المرجوة منه السلامة. (تباركت) تعاليت وعظم مجدك. (يا ذا الجلال) الذي يجله كل مخلوق ويعظمه ويمجده. (والإكرام) الذي يكرم بعبادته كل مخلوق {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] وإنما استغفر بعد أداء الفريضة؛ لأن العبد يقصر عن القيام بحق مولاه في أداء فرائضه وإن بالغ في ذلك فهو مفتقر إلى عفو الله ثم لما كانت الصلاة بها النجاة من شرور الدارين والسلامة والعبد قاصر عن الوفاء بحقها لنقصه وقصوره ناسب أن يأتي بعد الإتيان بها بوصف الرب بالسلامة وطلبها منه والإقرار بتعاليه واتصافه بالجلال والإكرام للإعلام بأنه غني عن العبد وعبادته. (حم م 4)(1) عن ثوبان).
6586 -
"كان إذا انصرف انحرف". (د) عن يزيد بن الأسود (ح) ".
(كان إذا انصرف) من صلاته بالسلام منها. (انحرف) مال عن القبلة لجانبه الأيمن أو الأيسر قيل والأفضل عن يمينه بأن يدخل يمينه في المحراب ويساره إلى الناس كما ذهب إليه أبو حنيفة أو عكسه كما عليه الشافعية، وفيه أنه حينئذ أفضل من الاستقبال للقبلة. (د)(2) عن يزيد بن الأسود)، شهد حنيناً كافراً ثم أسلم رمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه أحمد (5/ 275)، ومسلم (591)، وأبو داود (1513)، والترمذي (300)، والنسائي (1/ 397)، وابن ماجة (928).
(2)
أخرجه أبو داود (614)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4687).
6587 -
"كان إذا انكسفت الشمس أو القمر صلى حتى تنجلي". (طب) عن النعمان بن بشير (ح) ".
(كان إذا انكسفت الشمس أو القمر) لم يرو أنه وقع في عصره صلى الله عليه وسلم، كسوف القمر ولا صلاته إنما صلى لكسوف الشمس، نعم وقع الأمر بالصلاة إذا انكسف القمر هذا هو المشهور إلا أنه حكى ابن حبان في سيرته ومغلطاي والعراقي أن القمر خسف في السنة الخامسة فصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وكانت أول صلاة كسوف في الإِسلام. (صلى حتى تنجلي) وقد عرف كيفية الصلاة من أحاديث الأحكام. (طب)(1) عن النعمان بن بشير) رمز المصنف لحسنه.
6588 -
"كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة (ض) ".
(كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته) فيعرف بذلك كونه مهموماً قيل: يجوز أن يكون مسه لها تسليماً لله وتفويضاً لأمره فكأنه يوجه نفسه إلى مولاه. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (2) عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة). رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: إسناده حسن قال الشارح: لكن أورده في الميزان واللسان في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال قال ابن حبان: لا يحتج به ورواه البزار عن أبي هريرة أيضاً قال الهيثمي: وفيه رشد ضعفه الجمهور.
6589 -
"كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء قال: يا حي يا قيوم". (ت) عن أبي هريرة (ض) ".
(كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء) مستمداً الإغاثة من مولاه (وقال:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 210)(572)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4353).
(2)
أخرجه ابن السني في الطب (ق 21/ ب) وفي عمل اليوم والليلة (756)، وأبو نعيم في الطب (232)، وابن عدي في الكامل (1/ 224)، و (3/ 444) عن أبي هريرة وانظر الميزان (3/ 337)، واللسان (3/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4355)، والضعيفة (707).
سبحان الله العظيم) أنزهه عن كل قبح فما يصيبني هم إلا من تلقاء نفسي لا منه تعالى أو أنزهه عن كونه لا يفرج هذا الهم إلا هو (وإذا اجتهد في الدعاء) بالغ في الطلب (قال: يا حي يا قيوم) القيوم القائم بنفسه مطلقًا لا بغيره ويقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به، وأخذ الحليمي من الخبر أنه يندب أن ندعوا الله بأسمائه الحسنى (ت)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
6590 -
"كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى له". (حم م 3) عن أنس (صح) ".
(كان إذا أوى إلى فراشه) دخل فيه، قال القاضي آوى جاء لازما ومتعديا لكن الأكثر في المتعدي المد. (قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا) عام بعد خاص أو المراد به كفاية العدو (وآوانا) بالمد جعل لنا مأوى نأوي إليه ونسكن فيه ونحرز أنفسنا فيه أنفسنا ومتاعنا فيه (فكم ممن لا كافي له) يدفع عنه شر الأشرار. (ولا مؤوّى له) يأويه ويسكنه في مأوى بل تركهم يتأذون في الصحاري بالبرد والحر، وقيل معناه كم من منعم عليه لم يعرف قدر نعمة الله تعالى. (حم م 3)(2) عن أنس).
6591 -
"كان إذا أوحي إليه وُقِف لذلك ساعة كهيئة السكران". ابن سعد عن عكرمة مرسلا".
(كان إذا أوحي إليه) نزل عليه الوحي. (وُقِفَ) بضم الواو وكسر القاف أي سكن (لذلك ساعة كهيئة السكران) يعي ما يأتي إليه ثم يفيق فيخبرهم بما أوحي
(1) أخرجه الترمذي (3436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4356).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 167)، ومسلم (2715)، وأبو داود (5053)، والترمذي (3369)، والنسائي في الكبرى (10635).
إليه. (ابن سعد (1) عن عكرمة مرسلاً) (ح).
6592 -
"كان إذا بايعه الناس يلقنهم فيما استطعت". (حم) عن أنس (ح) ".
(كان [3/ 296] إذا بايعه الناس) بيعة الإِسلام أو على أمر خاص كبيعة الشجرة. (يلقنهم) يلقن كل واحد بقوله (فيما استطعت) أي يقيد ما يبايعونه عليه من الطاعة بالاستطاعة من كمال شفقته ورأفته بأمته وإعلاما لهم بأن الله لم يوجب على العبد من طاعته إلا ما يستطاع (حم)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
6593 -
"كان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار". (د ت هـ) عن صخر (ح) ".
(كان إذا بعث سرية) قوما يسرون إلى العدو وهم دون الجيش. (أو جيشا بعثهم من أول النهار) لأنه بورك له ولأمته في البكور فهو صلى الله عليه وسلم يبعثهم في الساعة المباركة ويأتي أنه "كان إذا خرج خرج يوم الخميس أو السبت أي في أول النهار". (د ت هـ)(3) عن صخر) بالمهملة والخاء المعجمة والراء بن وداعة العامري قال الترمذي: لا يعرف له غيره، رمز المصنف لحسنه. وفيه عمارة بن حديد قال الذهبي: عمارة لا يعرف.
6594 -
"كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا، ولا تنفروا، ويسروا، ولا تعسروا". (د) عن أبي موسى (صح) ".
(كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره) من جهاد أو نحوه. (قال: بشروا) من تدعونهم إلى الله بسعة رحمته وقبوله توبة من تاب إليه. (ولا تنفروا)
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4354)، وقال في الضعيفة (4176): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4690).
(3)
أخرجه أبو داود (2606)، والترمذي (1212)، وابن ماجة (2236).
المبارك وابن سعد (1) عن عبد العزيز بن أبي رواد) بفتح الراء وتشديد الواو، كان صدوقاً عابداً ربما رمي بالإرجاء مرسلاً.
6715 -
"كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة، وأكثر حديث النفس". (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة) بالمد انكسار نفس (وأكثر حديث النفس) بأحوال الموت والقبر وما بعدهما. (طب)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة.
6716 -
"كان إذا شهد جنازة علا كربه، وأقل كلامه، وأكثر حديث نفسه". الحاكم في الكنى عن عمران بن الحصين".
(كان إذا شهد جنازة علا كربه) بفتح فسكون ما يدهم الإنسان مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه. (وأقل كلامه) من ذكر وغيره. (وأكثر حديث نفسه) تفكرا في ما إليه كل حي يصير. (الحاكم (3) في الكنى عن عمران بن الحصين).
6717 -
"كان إذا صعد المنبر سلم". (هـ) عن جابر (ح) ".
(كان إذا صعد المنبر سلم) على الناس قائماً كما في الحديث وفيه رد على من لم يقل بسنية ذلك وهو أبو حنيفة ومالك. (هـ)(4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الزيلعي: [3/ 317] حديث واه
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (244)، وابن سعد في الطبقات (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4425)، والضعيفة (4205).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 106)(11189)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4426).
(3)
عزاه في الكنز (3/ 185) للحاكم في الكنى انظر فيض القدير (2/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4427).
(4)
أخرجه ابن ماجة (1109)، وانظر نصب الراية (2/ 205)، والتلخيص الحبير (2/ 63)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4745)، والصحيحة (2076).
(د)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6597 -
"كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار". (ن ك) عن عائشة".
(كان إذا تضور) بالضاد المعجمة وتشديد الواو والراء أي تقلب وتلوى. (قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض العزيز الغفار) في ضم القهار مع واحده سر شريف وهو الإعلام بأنه مع وحدته قهار لجميع من في السماوات والأرض فليست وحدته وحدة العباد وفي ضم الغفار مع العزة ذلك أيضاً وهو أن العزة تقضي بالبطش والعقوبة على من أساء فأفاد بأنه مع عزته يعفو ويصفح. (ن ك)(2) عن عائشة) سكت المصنف عليه وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال العراقي في أماليه: حديث صحيح.
6598 -
"كان إذا تعار من الليل قال: رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم". محمَّد بن نصر في الصلاة عن أم سلمة".
(كان إذا تعار من الليل) بالمثناة الفوقية فعين مهملة فراء مشددة: استيقظ ولا يكون إلا يقظة مع كلام. (قال: رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم) دلني على الطريق السوي وحذف مفعول الهداية الأول للتعميم. (محمَّد بن نصر (3) في فضل الصلاة عن أم سلمة) وفي الباب غيره.
6599 -
"كان إذا تغذى لم يتعشى، وإذا تعشى لم يتغذ"(حل) عن أبي سعيد".
(1) أخرجه أبو داود (4788)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4692).
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (7688)، والحاكم (1/ 724)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4693)، والصحيحة (2066).
(3)
أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4359)، والضعيفة (4179).
(كان إذا تغذى) أكل أكلة الغداة والغداء ما يؤكل قبل الزوال. (لم يتعش، وإذا تعشى لم يتغد) إيثاراً للخلو عن الطعام والبعد عن سنن المترفين وإيثارا لغيره من المحتاجين، وعند البيهقي من حديث عائشة:"ما شبع ثلاثاً تباعاً ولو شاء لشبع لكنه يؤثر على نفسه". (حل)(1) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وذكر عند الحافظ العراقي فقال: لم أجد له أصلاً وإنما [3/ 297] رواه البيهقي من فعل أبي جحيفة.
6600 -
"كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتي على قوم فسلم عليهم سلم ثلاثاً". (حم خ ت) عن أنس (صح) ".
(كان إذا تكلم بكلمة) يفيد بها غيره. (أعادها ثلاثا") من المرات. (ليفهم عنه) علة لوجه الإعادة وذلك؛ لأن من الحاضرين من يقصر فهمه وليبين لمن لم يفهم معناها وهذا من كمال الإبلاع الذي أمر به. (وإذا أتي على قوم) في طريق أو مجلس أو نحوه. (سلم عليهم) وهو من تمام الشرط. (سلم ثلاثاً) هو جواب الشرط، قال ابن القيم (2): هذا في السلام على جمع كثير لا يبلغهم سلام واحد فيسلم الثاني والثالث إن ظن أن الأول لم يحصل به السماع ولو كان هديه التسليم ثلاثاً كان أصحابه يسلمون عليه كذلك وسلم على من لقيه ثلاثاً وإذا دخل بيته سلم ثلاثاً ومن تأمل هديه علم أنه ليس كذلك وأن تكرار السلام كان أحيانا لعارض، ومثله قال النووي (3): في الأذكار والرياض. (حم خ ت)(4) عن أنس).
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 323)، وأخرجه البيهقي في الشعب (5644) عن أبي جحيفة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4360)، والضعيفة (250).
(2)
زاد المعاد (2/ 382).
(3)
الأذكار للنووي (1/ 544، 760).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 213)، والبخاري (95)، والترمذي (2723).
6601 -
"كان إذا تهجد يسلم بين الركعتين" ابن نصر عن أبي أيوب".
(كان إذا تهجد) تجنب الهجود وهو نوم الليل، قال الكرماني: ترك النوم للصلاة فإن لم يصل فليس بتهجد، قال أبو شامة: لعله أراد في عرف الفقهاء أما في اللغة فلا صحة لهذا الاشتراط إلا أن يثبت أن لفظ تهجد بمعنى ترك الهجود ولم يسمع إلا من جهة الشرع ولم تكن العرب تعرفه وهو بعيد.
(يسلم بين الركعتين) وتقدم حديث: "إن صلاة الليل مثنى" وكأن هذا في غير الإثبات وإلا فقد ثبت فيه أنه سرد خمسًا ونحوها. (ابن نصر (1) عن أبي أيوب) قال الشارح: إنه رمز لحسنه ولم نره فيما قوبل على خطه.
6602 -
"كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فنضح به فرجه". (حم د ن هـ ك) عن الحكم بن سفيان".
(كان إذا توضأ) فرغ من وضوئه. (أخذ كفا من ماء) ملئ كف منه (فنضح به فرجه) رشه به، قال البيضاوي: إنما فعله ليرتد البول، فإن الماء البارد يقطعه وقيل إنما كان يفعله دفعا للوسوسة وتقدم في الهمزة في:"أتاني جبريل" ذكر هذا. (حم د ن هـ ك)(2) عن الحكم) بن سفيان الثقفي، قال ابن عبد البر: له حديث واحد في الوضوء مضطرب الإسناد وهو هذا، وقال في الميزان: قاله يعني الحكم ابن سفيان غيره، وقد اضطرب فيه ألواناً.
6603 -
"كان إذا توضأ فضل ماء حتى يسيله على موضع سجوده". (طب) عن الحسن (ع) عن الحسين".
(كان إذا توضأ فضل ماء) بتشديد الضاد أي إبقاء فضلة من ماء وضوئه.
(1) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4695)، والصحيحة (2365).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 179)، وأبو داود (166)، والنسائي (1/ 86)، وابن ماجة (461)، والحاكم (1/ 277)، وانظر الميزان (2/ 336)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4697).
(حتى يسيله) بتشديد المثناة. (على موضع سجوده) يجريه عليه، ظاهره أن المراد على جبهته وأنه الاستنان المعروف إلا أنه قال الشارح: موضع سجوده من الأرض ويحتمل على بعد أن المراد جبهته، هذا كلامه ولا أظنه يصح إرادة محل سجوده من الأرض فإنه لم يأت في حديث واحد أنه كان يرشه. (طب) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لضعفه، (ع)(1) عن الحسين بن علي)، سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
6604 -
"كان إذا توضأ حول خاتمه". (هـ) عن أبي رافع (ض) ".
(كان إذا توضأ) في رواية للصلاة. (حرك (2) خاتمه) في رواية في أصبعه، أي أداره فيها عند غسل اليد التي هو فيها ليبلغ الماء إلى ما تحته، قال ابن حجر (3): هذا محمول على ما إذا كان واسعا بحيث يصل الماء إلى ما تحته بالتحريك. (هـ)(4) من حديث معمر بن محمَّد بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القيم ومغلطاي وغيرهما: حديث ضعيف ضعفه ابن عدي والدارقطني والبيهقي وعبد الحق وابن القطان وابن طاهر والمقدسي والبغدادي وابن الجوزي وغيرهم، ومحمد قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال الرازي: ذاهل منكر جدًا، ومعمر قال ابن معين: ما كان بثقة ولا مأمون،
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 85)(2739) عن الحسن بن علي، وأخرجه أبو يعلي (6782) عن الحسين بن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4364)، والضعيفة (2150).
(2)
في الأصل: "حول" والصواب والله أعلم كما أثبتناه.
(3)
فتح الباري (1/ 267).
(4)
أخرجه ابن ماجة (449)، والدارقطني (1/ 83)، والبيهقي في السنن (1/ 57)، وابن عدي في الكامل (6/ 450)، والجرح والتعديل (8/ 373)، وابن الجوزى في الضعفاء والمتروكين (3/ 133)، وابن حبان في المجروحين 2/ 249، والعلل المتناهية (2/ 691)، وانظر للتفصيل: البدر المنير (2/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4361).
وقال أبو حاتم عن بعضهم كذاب، وقال ابن حبان أكثر أحاديثه معلولة لا يجوز الاحتجاج به.
6605 -
"كان إذا توضأ أدر الماء على مرفقيه". (قط) عن جابر (ح) ".
(كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه) فيه أنه يجب إدخال المرفقين في غسل اليدين وهو مذهب الجماهير، وقال زفر وداود لا يجب والحديث حجة عليهما، قال ابن حجر: يمكن أن يستدل بإدخال المرفقين في غسل اليدين لفعله صلى الله عليه وسلم والحديث وإن كان ضعيفاً لكن يقويه ما في الدارقطني بإسناد حسن من [3/ 298] حديث عثمان في صفة الوضوء، وفيه "ثم غسل يديه إلى مرفقيه حتى مس أطراف العضدين" (1). (قط) (2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقال ابن جماعة وابن الملقن وابن حجر: ضعيف وفيه القاسم بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، قال الذهبي: متروك ومثله قال أبو حاتم، وقال أبو زرعة: منكر الحديث وقال العراقي: حديث ضعيف لضعف القاسم عند الجمهور ولضعف جده عبد الله عند بعضهم، قال ابن حجر: لا التفات لذكر ابن حبان للقاسم في الثقات وصرح بضعف الحديث المنذري وابن الجوزي وابن الصلاح والنووي وغيرهم.
6606 -
"كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء". (حم ك) عن عائشة (صح)(ت ك) عن عثمان (ت ك) عن عمار بن ياسر (ك) عن بلال (هـ ك) عن أنس (طب)
(1) أخرجه الدارقطني (1/ 83).
(2)
أخرجه الدارقطني (1/ 83)، والبيهقي في السنن (1/ 56)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 95)، والبدر المنير (1/ 669) وخلاصة الأحكام للنووي (رقم 177)، المجموع شرح المهذب (1/ 385)، والتلخيص الحبير (1/ 57)، وبلوغ المرام (48)، وفتح الباري (1/ 292)، وأطراف الغرائب (1567)، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (1/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4698)، والصحيحة (7206).
عن أبي أمامة وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة (طس) عن ابن عمر".
(كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء) أدخل الماء في خلالها بأصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم، قال ابن القيم (1): كان يخلل لحيته أحياناً وقد اختلف أئمة الحديث فيه فصحح الترمذي وغيره أنه كان صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته وقال أحمد وأبو زرعة: لا يثبت بتخليل اللحية حديث. (حم ك) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، (ت ك) عن عثمان) قال الترمذي: حسن صحيح عنه، (ت ك) عن عمار بن ياسر (ك) عن بلال (هـ ك) عن أنس (طب) عن أبي أمامة وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة (طس) (2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: بعض هذه الطرق رجاله موثقون وفي البعض مقال قال الشارح: أشار المصنف باستيعاب مخرجيه إلى رد قول أحمد وأبي زرعة لا يثبت في تخليل اللحية حديث.
6607 -
"كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي". (د ك) عن أنس" (صح).
(كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي) قال ابن الهمام: طرق هذا الحديث مستكثرة عن أكثر من عشرة من الصحابة وبعضها لا ينزل عن الحسن. (د ك)(3) عن أنس) رمز
(1) زاد المعاد (1/ 184).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 234)، والحاكم (1/ 250) عن عائشة وأخرجه الترمذي (31)، والحاكم (1/ 249) عن عثمان، وأخرجه الترمذي (29)، والحاكم (1/ 250) عن عمار، وأخرجه الحاكم (1/ 251) عن بلال، وأخرجه ابن ماجة (431)، والحاكم (1/ 250) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 278)(8070) عن أبي أمامة، و 23/ 298 (664) عن أم سلمة، وأخرجه في الأوسط (1363) عن ابن عمر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 232، 235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (469).
(3)
أخرجه أبو داود (145)، والحاكم (1/ 250)، وانظر بيان الوهم والإيهام (2251)، خلاصة الأحكام للندوي (167)، ونصب الراية للزيلعي (1/ 23)، والتلخيص الحبير (1/ 86)،=
المصنف لصحته لكن في المنار: فيه الوليد بن مروان مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث لكن له سند حسن رواه محمَّد بن يحيى الذهلي في العلل وتعقبه في الإِمام وقال: قوله في الوليد بن مروان مجهول على طريقته من طلب التعديل وقد روى عن الوليد هذا جماعة من أهل العلم.
6608 -
"كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها". (هـ) عن ابن عمر (ض) ".
(كان إذا توضأ عرك عارضيه) لأجل اللحية. (بعض العرك عركا خفيفاً ثم شبك) بالمعجمة وبموحدة تحتية مشددة. (لحيته بأصابعه من تحتها) ليصل الماء ما تحت الشعر. (هـ)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الواحد بن قيس قال يحيى: لا شيء، قال البخاري: كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب ثم أورد له أخبارا منها هذا، وفيه رد على ابن السكن تصحيحه له وقال ابن حجر: إسناده ضعيف.
6609 -
"كان إذا توضأ صلى ركعتين ثم خرج إلى الصلاة"(هـ) عن عائشة (ض) ".
(كان إذا توضأ صلى ركعتين تم خرج إلى الصلاة) فيه سنية ركعتين بعد الوضوء وأن الأفضل فعلهما في البيت قبل الخروج إلى المسجد. (هـ)(2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
6610 -
"كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره". (د ت هـ) عن المستورد".
= وصححه الألباني في صحيح الجامع (4696).
(1)
أخرجه ابن ماجة (432)، والدارقطني (1/ 106)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 31)، والتلخيص الحبحر (1/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4363).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4362).
(كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره). (د ت هـ)(1) عن المستورد).
6611 -
"كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه". (ت) عن معاذ (ض) ".
(كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه) قال ابن القيم (2): لم يكن صلى الله عليه وسلم يعتاد تنشيف أعضاءه ولا يصح عنه في ذلك حديث البتة بل الذي صح عنه خلافه وأما حديث معاذ يريد هذا ففيه الأفريقي ضعيف وذكر حديثا عن عائشة وضعفه أيضاً قال الترمذي: ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء. (ت)(3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه: حديث غريب فيه رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهما ضعيفان.
6612 -
"كان إذا تلا: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين، حتى يسمع من يليه من الصف الأول". (د) عن أبي هريرة (ح) ".
(كان إذا تلا) صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين) يمد ويقصر، (حتى يسمع) بضم حرف المضارعة وكسر الميم أي في الجهرية، (من يليه من الصف الأول) كأن المراد أنهم الذي يتحقق إسماعه إياهم وإلا فالظاهر أنه يسمعها من يسمع قراءته وقد جاء في آخر أنه يقولها حتى يرتج بها المسجد. (د) (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ولكن قال عبد الحق وغيره: إن فيه بشر بن رافع الحارثي ضعيف، وقال ابن القطان: وبشر يرويه عن أبي عبد الله بن عم أبي هريرة وهو لا يعرف حاله.
(1) أخرجه أبو داود (148)، والترمذي (40)، وابن ماجة (446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4700).
(2)
زاد المعاد (1/ 184).
(3)
أخرجه الترمذي (54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4365)، والضعيفة (4180).
(4)
أخرجه أبو داود (934)، وانظر بيان الوهم والإيهام (865)، والتلخيص الحبير (1/ 238)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4366)، والضعيفة (952).
6613 -
"كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة، وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله تعالى، وصلى ركعتين، وكسى الخلق". (خط) ابن عساكر عن ابن عباس".
(كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة) الظاهر أن المراد الكعبة، وقيل: أراد بيت الاعتكاف كذا في الشرح، (وإذا [3/ 299] جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله تعالى) وتقدم قريبا لفظ الحمد (وصلى ركعتين) شكرا لله على نعمة الكسوة وليكون أول عمل يعمل في الثوب الصلاة. (وكسى) الثوب. (الخلق) بفتح الخاء واللام بضبط المصنف، قال في المصباح (1): خُلُق الثوب بالضم إذا بلي فهو خلق بفتحتين أي يتصدق به ويعطيه أحد الفقراء ففيه ثلاث سنن للمكتسي: حمد الله، صلاة ركعتين، والتصدق بالأول. (خط) (2) ابن عساكر عن ابن عباس) أخرجه في ترجمة الربيع خادم المنصور عن المنصور عن أبيه عن جده قال الشارح: وبه يعرف حال السند.
6614 -
"كان إذا جاءه جبريل فقرأ جبريل: "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أنها سورة". (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان إذا جاءه جبريل) بالوحي (فقرأ جبريل: "بسم الله الرحمن الرحيم" علم) المصطفى صلى الله عليه وسلم بافتتاح جبريل بتبليغ ما جاءه بها. (أنها) أي الموحاة. (سورة) لما عرفه صلى الله عليه وسلم من كون البسملة تنزل أول كل سورة وفيه دلالة لمن قال: إنها آية من كل سورة. (ك)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه مثنى بن الصباح متروك كما قاله النسائي.
(1) المصباح المنير (1/ 196).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 414)، وابن عساكر في تاريخه (18/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4367)، والضعيفة (2381).
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 355)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4368)، والضعيفة (4182).
6615 -
"كان إذا جاءه مال لم يبيته ولم يقبله". (هق خط) عن الحسن بن محمَّد بن علي مرسلاً".
(كان إذا جاءه مال) من فيء أو غنيمة أو خراج. (لم يبيته) لم يتركه يبيت لديه بل يفرقه إن جاءه بعد الزوال. (ولم يقبله) يؤخره إلى القابلة إن جاءه أول النهار والمراد أنه يفرقه حال وصوله. (هق خط)(1) عن الحسن بن محمَّد بن علي مرسلاً).
6616 -
"كان إذا جرى به الضحك وضع يده على فيه". البغوي عن والد مرة الثقفي".
(كان إذا جرى به الضحك) غلبه. (وضع يده على فيه) حتى لا يبدو شيء من باطن فمه وليقلل ضحكه فإنه يكره الاستغراق فيه وكان ضحكه غالبه التبسم. البغوي (2) عن والد مرة الثقفي (3).
6617 -
"كان إذا جاءه أمر يسر به خر ساجداً شكراً لله". (د هـ ك) عن أبي بكرة (صح) ".
(كان إذا جاءه) لفظ الحاكم أتاه (أمر) عظيم كما يفيده التنكير (يسر به خر ساجداً) وقع على الفور هاويا إلى إيقاع السجود (شكرا الله) على إنعامه وتواضعا له وإقبالا عليه وإعراضاً عن السرور بالأمور العارضة وفيه سنية ذلك، ولا حجة لمن قال: لا يندب سجود الشكر. (د هـ ك)(4) عن) بكار بن عبد العزيز
(1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 357)، والخطيب في تاريخه (11/ 250)، وأبو يعلى الخليل بن أحمد في الإرشاد (1/ 339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4369).
(2)
أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4370)، وقال في الضعيفة (4183): ضعيف جدًا.
(3)
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (4183). وإنما هو الجعفي وليس الثقفي (والله أعلم).
(4)
أخرجه أبو داود (2774)، وابن ماجة (1394)، والحاكم (1/ 411)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4701).
بن (أبي بكرة) عن أبيه عن جده أبي بكرة، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: وبكار صدوق وللخبر شواهد، وقال عبد الحق: بكار ليس بالقوي وقال ابن القطان: لكنه مشهور مستور وقد غلب قبول المستورين وقول ابن معين ليس بشيء أراد قلة حديثه، نعم الخبر معلول بأبيه عبد العزيز فإنه لا يعرف انتهي. أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
6618 -
"كان إذا جلس مجلساً فأراد أن يقوم استغفر عشراً إلى خمس عشرة". ابن السني عن أبي أمامة".
(كان إذا جلس مجلسًا) مع أصحابه يتحدث. (فأراد أن يقوم استغفر) الله من ما عساه يتفق في المقام (عشراً) من العدد. (إلى خمس عشرة) وهذا يندب لمن قام من موقف لغط أو بقول كفارة المجلس تقدمت أو يجمع بينهما. (ابن السني (1) عن أبي أمامة الباهلي).
6619 -
"كان إذا جلس احتبى بيديه". (د هق) عن أبي سعيد (ح) ".
(كان إذا جلس) قال الشارح: لفظ أبي داود: "في المسجد"، ولفظ البيهقي في "مجلس" وإغفال المصنف لفظه مع ثبوته في الحديث بعينه غير مرضي. (احتبى بيديه) زاد البزار ونصب ركبتيه أي جمع ساقيه إلى بطنه مع ظهره بيديه عوضا عن جمعهما بالثوب وعلى التقييد بالمسجد فقد استثنى منه القعود بعد صلاة الفجر لما عند أبي داود بسند صحيح:"أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء"(2) أي بيضاء نقية قال ابن حجر (3): ويستثنى أيضاً من الاحتباء باليدين ما لو كان في المسجد ينتظر الصلاة وكذلك والإمام يخطب يوم الجمعة للنهي عنه في حديث جابر بن سمرة ولأنه مجلبة للنوم
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (454)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4372): موضوع.
(2)
أخرجه أبو داود (4850).
(3)
فتح الباري (11/ 66).
فتفوته سماع الخطبة وربما انتقض وضوؤه، وفيه أنه لا بأس بالاحتباء بين القوم وفي حديث:"الاحتباء حيطان العرب"(1). (د هق)(2) كلاهما من حديث عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن إسحاق الأنصاري عن ربيح بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده (عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقد تعقبه أبو داود بأن الغفاري منكر [3/ 300] الحديث وقال أيضاً الذهبي في المهذب (3): إنه ليس بثقة، وقال الصدر المناوي (4): ربيح قال أحمد: ربيح غير معروف ومن ثمة جزم العراقي بضعف سنده.
6620 -
"كان إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء". (د) عن عبد الله بن سلام (ح) ".
(كان إذا جلس يتحدث) جملة حالية وخبر كان. (يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء) انتظارا لما يوحى إليه وشوقاً إلى الرفيق الأعلى ذكره الطيبي. فإن قلت: ينافيه ما في عدة أخبار من أن نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء.
قلت: قد يقال إن ذلك يختلف باختلاف الأوقات فإذا كان مترقباً لنزول الوحي عليه رفع طرفه إلى السماء وإذا كان في غير هذه الحالة كان نظره إلى الأرض أكثر. (د)(5) عن عبد الله بن سلام) ورواه عنه البيهقي في الدلائل ورمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث (1/ 151) رقم (117).
(2)
أخرجه أبو داود (4846)، والبيهقي في السنن 3/ 236، والبزار (2206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4702)، والصحيحة (827).
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (2/ 5261).
(4)
انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (4/ رقم 3785)، بتحقيقنا. وقال الحافظ في التقريب (1891): ربيح مقبول.
(5)
أخرج أبو داود (4837)، والبيهقي في الدلائل (1/ 297)، والخطيب في تاريخه (2/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4374)، والضعيفة (1768).
6621 -
"كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه". (هب) عق أنس (ض) ".
(كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه) فخلع النعل حال الجلوس سنة ولو وحده. (هب)(1) عن أنس) وفيه الخضر بن أبان الكوفي، قال الذهبي: ضعفه الحاكم وجعفر بن سليمان ضعفه ابن القطان، وفي الكاشف (2): ثقة فيه شيء، ومن ثم رمز المصنف لضعفه.
6622 -
"كان إذا جلس جلس إليه أصحابه حَلَقَاً حَلَقَاً". البزار عن قرة بن إياس (ض) ".
(كان إذا جلس) يتحدث. (جلس إليه أصحابه حَلَقَاً حَلَقَاً) بفتحتين على غير قياس واحده حلقة بالسكون، والحلقة: القوم الذين يجتمعون مستديرين والمراد أنهم حلق مترادفه بعضهم خلف بعض وقعودهم كذلك لاستفادة ما يلقيه من العلوم والأحكام وفيه أنه ينبغي عند العالم إن كثر الأخذ عنه المستفيدون أن يقفوا على هذا التحليق. (البزار (3) عن قرة بن إياس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن سلام كذبه أحمد، وقال الشارح: سكوت المصنف عليه غير جيد ثم نقل كلام الهيثمي.
6623 -
"كان إذا حزبه أمر صلى". (حم د) عن حذيفة " (صح).
(كان إذا حزبه) بفتح المهملة فزاي مفتوحة فموحدة. (أمر) هجم عليه ونزل به هم أو غم وفي رواية: "حزنه" بالنون أوقعه في الحزن يقال حزنني الأمر وأحزنني وأنا محزون ولا يقال محزن ذكره ابن الأثير (4). (صلى) لما في الصلاة
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6283)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4373).
(2)
انظر الكاشف (1/ 294).
(3)
أخرجه البزار (3311)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 132)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (3471)، والضعيفة (2148) موضوع.
(4)
انظر: النهاية (1/ 951).
من الإعانة على دفع النوائب والأحزان إذ هي إقبال على الله تعالى وإعراضا عما سواه وهو تعالى مفرج كل كربة وكاشف كل هم وحزن وهل يصلي إلى أن ينجلي القلب عن كسوف الحزن أو يجزئ بالركعتين ونحوها. (حم د)(1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته.
6624 -
"كان إذا حزبه أمر قال: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". (حم) عن عبد الله بن جعفر، (ح).
(كان إذا حزبه) ضبطه كما سلف. (أمر قال) لدفعه. (لا إله إلا الله) يفزع إلى كلمة التوحيد التي بها تحقن الدماء والأموال وتدفع الكروب والأهوال. (الحليم) فلا يعاجل بالعقوبة. (الكريم) فيعطي ما يشاء وبحلمه وكرمه يعاذ المحزون. (سبحان الله رب العرش العظيم) نزهه عن كل قبيح وفيه إقرار بأن ما نزل من الأحزان بالعبد فهو من ذنوبه وشروره والرب منزه عنه. (الحمد لله رب العالمين) جاء بالتحلية بعد التخلية ليعلم أنه منزه عن القبيح محمود على اللسان وفي هذه الكلمات جلاء للقلب عن كل كرب، وغسل لأدرانه عن أحزانه فهو يفزع عند الهموم إلى أحد أمرين إما الصلاة أو هذا الذكر. (حم)(2) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه وهو في مسلم بنحوه من حديث ابن عباس.
6625 -
"كان إذا حلف على يمين لا يحنث، حتى نزلت كفارة اليمين". (ك) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا حلف على يمين) في القاموس (3): اليمين القسم فإطلاقها على المحلوف عليه من المجاز اللغوي. (لا يحنث) بأن يأتي المحلوف عليه إن
(1) أخرجه أحمد (5/ 388)، وأبو داود (1319)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4703).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 280)، ومسلم (2730) عن ابن عباس.
(3)
انظر القاموس (5/ 213).
احتاجه. (حتى نزلت كفارة اليمين) في الآية وتمام الحديث عند مخرجه الحاكم: "فقال لا أحلف على يمين فإذا غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني ثم أتيت الذي هو خير" وما كان للمصنف حذفه فإنه محل الفائدة. (ك)(1) عن عائشة) وقال: على شرطهما وأقره الذهبي، ورمز المصنف لصحته.
6626 -
"كان إذا حلف قال: والذي نفس محمَّد بيده"(هـ) عن رفاعة الجهني (ح) ".
(كان إذا حلف قال: والذي نفس محمَّد) روحه. (بيده) يتصرف فيها كيف يشاء وأتى باسمه العلم؛ لأن المقام مقام التواضع وحظ النفس ولأنه أدل على إرادة المتكلم بخلاف رسول الله ونحوه. (هـ)(2) عن رفاعة) بكسر الراء ابن عوانة بفتح المهملة وموحدة [3/ 303] الجهني رمز المصنف لحسنه.
6627 -
"كان إذا حم دعا بقربه من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل". (طب ك) عن سمرة (صح) ".
(كان إذا حم) أخذته الحمى التي هى حرارة بين الجلد واللحم. (دعا بقربة من ماء فأفرغها) صبها. (على قرنه) رأسه. (فاغتسل) وذلك دافع لألم الحمى في فصل الصيف في البلاد الحارة وقد قدمنا عن ابن القيم كلاما حسناً في هذا ونحوه. (طب ك)(3) عن سمرة) والبزار أيضاً ورمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي لكن قال ابن حجر في الفتح بعد عزوه لهما: في
(1) أخرجه الحاكم (4/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4704)، وحسنه في الصحيحة (2068).
(2)
أخرجه ابن ماجه (2090)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4705).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 227)(6947)، والحاكم (4/ 447)، وانظر فتح الباري (10/ 177)، وقول الهيثمي في المجمع (5/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4376)، والضعيفة (4184).
سنده راو ضعيف، وقال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني فيه إسماعيل بن مسلم وهو متروك.
6628 -
"كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم". (حم د ك هق) عن أبي موسى (صح) ".
(كان إذا خاف قوماً) فيه جواز الخوف على المعصوم كما خاف موسى عند إلقاء السحرة لسحرهم. (قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم) فلا يستطيعون إيقاع شر بنا يقال جعلت فلاناً في نحو العدو إذا جعلته قبالته وترسا يقاتل عنك ويحول بينك وبينه ذكره القاضي، وخص النحر لأن الأخذ به أقوى وأتم في الدفع عن المدفوع. (ونعوذ بك من شرورهم) قدم الجعل في النحور لأنه الأهم والمراد من الاستعاذة وجاء بها على طريقة التكميل وفيه أنه دعاء يندب عند لقاء من يخاف شره. (حم د ك هق) (1) عن أبي موسى) قال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي ورمز المصنف لصحته، وقال النووي في الرياض والأذكار: أسانيده صحيحة وقال العراقي: سنده صحيح.
6629 -
"كان إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه قال: اللهم بارك فيه، ولا تضره". ابن السني عن سعيد بن حكيم".
(كان إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه) قال الشارح: الظاهر أن هذا الخوف وهذا القول إنما كان يظهره في قالب التشريع للأمة وإلا فعينه الشريفة إنما تصيب بالخير الدائم والفلاح والإسعاد والنجاح. (قال: اللهم بارك فيه، ولا تضره) لا ينزل به مضرة عند استحسان العيون له. (ابن السني (2) عن سعيد بن
(1) أخرجه أحمد (4/ 414)، وأبو داود (1537)، والنسائي (5/ 188)، والحاكم (2/ 154)، والبيهقي في السنن (5/ 253)، انظر: الأذكار (319)، ورياض الصالحين (918)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4706).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4377).
حكيم) بن معاوية بن حيدة القشيري أخو بهز تابعي صدوق وكان على المصنف أن يقول مرسلاً.
6630 -
"كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك"(حم 4 حب ك) عن عائشة) (صح).
(كان إذا خرج من الغائط) محل قضاء حاجته. (قال: غفرانك) منصوب بإضمار الطلب والسؤال: أسألك غفرانك الذي يليق إضافته إليك لما قصرت فيه من الذكر عند التخلي فيندب أن يقول من قضى حاجته ذلك وظاهره مرة وقال القاضي وغيره مرتين وقال المحب الطبري: ثلاثاً فإن قيل: ترك الذكر حال التخلي مأمور به فلا حاجة إلى الاستغفار لتركه، قيل: لأن سببه من قبله أو أنه سأل المغفرة لعجزه عن شكر هذه النعمة من إذهاب الأذى وإبقاء الغذاء. (حم 4 حب ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن الجارود والنووي في مجموعه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عائشة هذا أي لا نعرفه من وجه صحيح فلا ينافي صحته ورواه البيهقي بزيادة "ربنا وإليك المصير" قال الأشبه أنه لا أصل لهذه الزيادة.
6631 -
"كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني". (هما عن أنس (ن) عن أبي ذر" (صح).
(كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى) بتسهيل خروجه. (وعافاني) من بقائه ومن صعوبة مخرجه أو من كل داء أو بإبقاء غذاه في بدني فإنه لا يبقى إلا مع العافية، وفيه ندب هذا الذكر عند ذلك. (هـ) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد قال ابن محمود شارح أبي داود في حديث ابن
(1) أخرجه أحمد (6/ 155)، وأبو داود (30)، والترمذي (7)، والنسائي في الكبرى (6/ 24)، وابن ماجة (300)، وابن حبان (4/ 291)(1444)، والحاكم (1/ 261)، وابن خزيمة (90)، والبيهقي في السنن (1/ 97)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4707).
ماجة: هذا إسماعيل بن مسلم المكي تركوه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث ضعيف لضعف رواته ومنهم إسماعيل منكر الحديث، قال المديني أجمعوا على تركه، وقال الفلاس: إنما يحدث عنه من لا تبصر له بالرجال. (ن)(1) عن أبي ذر) وقال ابن محمود: المذكور في إسناد النسائي مضطرب غير قوي، وقال الدارقطني: حديث غير محفوظ.
6632 -
"كان إذا خرج من الغائط قال: الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره". ابن السني عن أنس (ض) ".
(كان إذا خرج من الغائط قال: الحمد لله الذي أحسن إلى في أوله) في تناول الغذاء لإصلاح البدن. (وآخره) في إخرجه الفضلة من البدن. (ابن السني (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي فيه عبد الله بن محمَّد العدوي وهو ضعيف وجزم المنذري أيضاً بضعفه يقال إن هذا وما قبله كلها أحاديث ضعيفة ولهذا قال أبو حاتم أصح ما في الباب [3/ 302] حديث عائشة السابق.
6633 -
"كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، التكلان على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله". (هـ ك) وابن السني عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله) أتبرك أو استعين وعليه لا على غيره. (التكلان) بضم المثناة مشددة التوكل والاعتماد. (ولا حول ولا قوة) لي (إلا بالله) ففيه الاستعانة على لقاء الناس بالله والاعتماد عليه والإقرار بأنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله فليس لكل خارج من منزله أن يقوله. (هـ ك) وابن
(1) أخرجه ابن ماجة (301) عن أنس، وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 24)، انظر: شرح مغلطائي (1/ 70)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (4378).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (24)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4379)، والضعيفة (4197): موضوع.
السني (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي فيه ضعف.
6634 -
"كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل، أو فضل، أو نظلم، أو نجهل أو يجهل علينا". (ت) عن وابن السني عن أم سلمة (صح) ".
(كان إذا خرج من بيته) ظاهره ولو إلى مسجده. (قال: باسم الله، توكلت على الله) اعتمدت عليه في كل أمر. (اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل) بفتح أوله وكسر الزاي من الزلل الاسترسال من غير قصد يقال زلت رجله تزل إذا زلق وسمي الذنب بغير مصدر له تشبيها بزلة الرجل، قال الطيبي: الأولى حمله على الاسترسال في الذنب ليزدوج مع قوله. (أو نضل) بزنته نزل عن الحق من الضلالة. (أو نظلم) بفعل الظلم لغيرنا أو نظلم بظلمنا غيرنا. (أو نجهل) الحق الذي يجب علينا. (أو يجهل علينا) بأن يتعدى علينا من لا يعرف الحق لنا، قال الطيبي: من خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمور فيخاف العدل عن الصراط المستقيم فأما في الدين فلا يخلو أن يضل أو يضل وأما في الدنيا فإما بسبب التعامل معهم بأن يظلم أو يظلم وأما بسبب الخلطة والصحبة فأما أن يجهل أو يجهل عليه فاستفاد من ذلك كله بلفظ وجيز ومتن رقيق مراعيا للمطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية كقوله:
ألا لا يجهلن أحد علينا
…
فنجهل فوق جهل الجاهلينا (2)
(ت) عن وابن السني (3) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي:
(1) أخرجه ابن ماجة (3885)، والحاكم (1/ 700)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4380)، والضعيفة (4243).
(2)
الأبيات منسوبة إلى عمرو بن كلثوم (ت - 39 ق. هـ).
(3)
أخرجه أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (176)، وانظر: =
حسن صحيح وقال في الرياض: حديث صحيح.
6635 -
"كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، رب أعوذ بك من أن أزل، أو أضل، أو أظلِم، أو أُظلَمَ، أو أجهَلَ، أو يجهل علي". (حم ت هـ ك) عن أم سلمة، زاد ابن عساكر "أو أن أبغي أو يبغى علي". (صح) ".
(كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله أعوذ بك من أن أزل، أو أضل) بفتح فكسر فيهما وفي رواية "أعوذ بك من أن أزل أو أزل أو أضل أو أضل ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول فيهما. (أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي) بالبناء على ذلك فيهما، وتلك الرواية تناسب هذا وتقدم تفسيره وكأنه كان يقول تارة هذا اللفظ وتارة اللفظ الأول أو أن أحد الرواة عبر بالمعنى عما سمعه. (حم ت هـ ك) (1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح ورواه الترمذي وقال: حسن صحيح زاد ابن عساكر في رواية في تاريخه "أو أن أبغي أو يبغى علي".
6636 -
"كان إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا خرج يوم العيد) الفطر أو الأضحى. (في طريق رجع في غيره) قيل: يذهب في الطولى لطلب كثرة الأجر ويعود في القصرى ليشتغل بمهم آخر، وعد ابن القيم في الهدي لذلك حكمًا كثيرة وهذا ليس من أفعال الجبلة بل لا يقصد إليه إلا لسر وإن جهلنا حقيقته. (ت ك)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
= رياض الصالحين (ص: 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4708)، والصحيحة (3163).
(1)
أخرجه أحمد (6/ 318)، والترمذي (3427)، والنسائي في المجتبي (8/ 285)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (176)(1/ 700)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 408)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4709).
(2)
أخرجه الترمذي (541)، والبيهقي في السنن (3/ 308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4710).
6637 -
"كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أَجْهَلَ أو يُجْهَل علي، أو أبغي أو يبغى علي". (طب) عن بريدة".
(كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضلِّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أَجْهَلَ أو يُجْهَل علي، أو أبغي أو يبغى علي) هو كما سلف. (طب)(1) عن بريدة).
6638 -
"كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم". (هـ حب ك) عن جابر (صح) ".
(كان إذا خطب) وعظ الناس في جمعة أو غيرها (احمرت عيناه) لأنه صفة الغضبان (وعلا صوته) رفعه ليؤثر في خواطر السامعين (واشتد غضبه) قال عياض: يعني بشدة غضبه أن صفته صفة الغضبان قال: وهذا شأن المنذر المخوف ويحتمل أنه لنهي خولف فيه شرعه وهكذا تكون صفة الواعظ ليطابق فعله قوله (حتى كأنه منذر جيش) أي يكن ينذر قوما من جيش عظيم قصدوا الإغارة عليهم فإن المنذر كذلك يشتد غضبه خوفا على قومه ويرفع صوته ليبلغهم. (يقول) حال كون المنذر [3/ 3003] يقول (صبّحكم) أتاكم الجيش صباحاً (ومسّاكم) أتاكم مساء، قال الطيبي: شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة وتهالك الناس فيما يرديهم بحال من ينذر قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم ويقصد الإحاطة بهم بغتة بحيث لا يفوته منهم أحد فكما أن المنذر تحمر عيناه ويرفع صوته على مقاتلهم فكذلك حاله صلى الله عليه وسلم، قال النووي: لعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيماً، وفي المطامح: فيه دليل على إغلاظ
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 9)(11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4381).
العالم على المتعلم والواعظ على المستمع وشدة التخفيف وتمام الحديث عند ابن ماجه ويقول "بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصابعه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمَّد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (هـ حب ك)(1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وأخرجه مسلم بلفظه من حديث جابر بن سمرة.
6639 -
"كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا". (هـ ك هق) عن سعد القرظ (صح) ".
(كان إذا خطب في الحرب) للجمعة أو لعارض وهو الأكثر (خطب على قوس) يتكئ عليه (وإذا خطب في الجمعة) إذا لم تكن في حرب ويحتمل أن خطبة الحرب عبارة عن الخطب العارضة لتعليم البعوث وتجهيز الجيوش والجمعة مطلقا يخطب منها. (على عصا) فيه ندب الاتكاء عند الخطبة على شيء، قال ابن القيم: ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أنه قام الدين به وهو جهل قبيح لأن الوارد العصا والقوس ولأن الدين إنما قام بالوحي وأما السيف فلحق المشركين والمدينة التي كانت خطبته فيها إنما فتحت بالقرآن. (هـ ك هق)(2) عن سعد القرظ) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الطبراني في الصغير قال الهيثمي: وهو ضعيف.
6640 -
"كان إذا خطب يعتمد على عنزة أو عصا". الشافعي عن عطاء مرسلاً".
(1) أخرجه مسلم (867)، وابن ماجة (45)، وابن حبان (1/ 186)(10)، والحاكم (4/ 569).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1107)، والحاكم (3/ 703)، والبيهقي في السنن (3/ 206)، والطبراني في الكبير (6/ 39) و (5448)، وانظر: المعجم الصغير (1170)، والمجمع (2/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4384).
(كان إذا خطب يعتمد على عنزة) بالمهملة ونون وزاي مفتوحات وهي الرمح الصغير (أو عصا) عطف عام على خاص إذ العنزة عصي في آخرها سنان ويعبر عنها بعكاز في طرفها سنان وبحربة قصيرة والكل ظاهر في أن الاعتماد عند الخطبة على شيء من السنة (الشافعي (1) عن عطاء مرسلاً) عطاء بن أبي رباح تابعي.
6641 -
"كان إذا خطب المرأة قال: اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة". ابن سعد عن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم وعن عاصم بن عمر قتادة مرسلاً".
(كان إذا خطب المرأة) يريدها لنفسه. (قال) لمن يرسله إليها. (اذكر لها جفنة) بفتح الجيم وسكون الفاء القصعة العظيمة المعدة للطعام. (سعد بن عبادة) ترغيبا للمرأة ومعرفة معنى الحديث يقف على ذكره برمته وهو عند مخرجه وغيره أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان سعد بن عبادة يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو غيره وأكثر ذلك اللحم فكانت جفنته تدور في بيوت أزواجه فأمره صلى الله عليه وسلم بإخبار من يريد نكاحها بذلك ترغيباً لها بسعة الحال والسلامة عن مزوالة صنعة الطعام وفيه أنه لا بأس بترغيب المرأة بالأمور الدنيوية. (ابن سعد (2) عن أبي بكر ابن محمَّد بن عمرو بن حزم) قاضي المدينة (وعن عاصم بن عمرو بن قتادة مرسلًا) قال الذهبي: وثق وكان علامة، وقد أخرج الحديث الطبراني عن سهل بن سعد قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة من سعد صحفة فكان يخطب المرأة ويقول لك كذا وجفنة سعد تدور معي كلما درت، قال الهيثمي: فيه عبد المؤمن بن عباس بن سعد ضعيف.
(1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4385).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 162)، والطبراني في الكبير (6/ 122)(5701)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4382)، والضعيفة (4247).
6642 -
"كان إذا خطب فَرُدَّ، لم يعد، فخطب امرأة فأبت ثم عادت فقال: قد التحفنا لحافا غيرك". ابن سعد عن مجاهد مرسلاً".
(كان إذا خطب) امرأة. (فَرُدَّ) بامتناعها أو وليها. (لم يعد) إلى خطبتها ثانياً. (فخطب امرأة فأبت ثم عادت) بالإسعاد. (فقال: قد التحفنا) بالحاء المهملة والفاء (لحافاً) بكسر اللام فالمهملة وفاء كل ثوب يتغطى به كني به عن المرأة لكونها تستر الرجل من جهة الإعفاف وغيره كما سماها الله لباساً. (غيرك) أي تزوجت [3/ 304]، امرأة غيرك وهذا من شرف النفس وعلو الهمة.
يا صاح لو كرهت كفي مواصلتي
…
لقلت إذ كرهت وصلى لها بيني
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي
…
ولا أبالي حبيبا لا يباليني (1)
قال المصنف: هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم ثم هو يحتمل التحريم والكراهة قياسا على إمساك كارهته ولم أر من يعرض له قلت كأنه أراد بالكاره التي استعاذت منه عند دخوله عليها، (ابن سعد (2) عن مجاهد مرسلاً).
6643 -
"كان إذا خلا بنسائه ألين الناس، وأكرم الناس، ضحاكاً بساماً". ابن سعد وابن عساكر عن عائشة (ض) ".
(كان إذا خلا بنسائه ألين الناس) ألطفهم خلقاً (وأكرم الناس) أخلاقاً وبذلا للمطلوب منه. (ضحاكاً بساماً) كثير الضحك بابتسام حتى إنه من لطفه سابق عائشة يوما فسبقته كما رواه الترمذي في العلل، قال ابن القيم (3): كان من تلطفه بهم أنه إذا دخل عليهم في الليل سلم تسليما لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان.
(1) الأبيات منسوبة إلى صالح بن عبد القدوس (ت 160 هـ)، انظر: الإعلام للزركلي (3/ 192).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 160)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4383)، والضعيفة (2147): موضوع.
(3)
زاد المعاد (2/ 378).
(ابن سعد في طبقاته وابن عساكر (1) عن عائشة) وفيه حارثة بن أبي الرجال ضعفه أحمد وابن معين وقال البخاري منكر الحديث ذكره في الميزان وساق من مناكيره هذا الخبر ورمز المصنف لضعفه.
6644 -
"كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه". (4 حب ك) عن أنس (صح) ".
(كان إذا دخل الخلاء) بالفتح والمد المحل الذي يتخلى فيه لقضاء الحاجة ويقال الكنيف والحش والبراز بفتح الموحدة والغائط والمذهب والمرفق والمرحاض سمي خلاء لخلائه في غير أوقات قضاء الحاجة أو لأن داخله يخلو فيه بنفسه أو لأن الشيطان الموكل به سمي به. (وضع خاتمه) لما كان عليه محمَّد رسول الله، وفي لفظ التصريح بأن النقش سبب للخلع قيل وهذا أصل لوضع ما فيه اسم معظم عند الخلاء سواء كان في صحراء أو عمران قيل إلا أنه فيه عند دخول الخلاء وفي الصحراء عند قضاء الحاجة ولا يدل الفعل على غير الندب هنا فقول ابن حبان أنه يدل على عدم الجواز غير واضح إلا أن يريد به الكراهة فعبر عنها بعدم الجواز. (4 حب ك) (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط الشيخين ومثله في الاقتراح، وقال النووي: ضعفه أبو داود والنسائي والبيهقي والجمهور قال: وقول الترمذي حسن مردود انتهى ومثل به العراقي في ألفيته للمنكر والحاصل أنه اختلف فيه الأئمة بين مضعف ومصحح ومحسن، قيل: ففي إثبات الكراهة بمجرده نظر لأنها حكم شرعي.
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 365)، وابن عدي في الكامل (2/ 199)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 383)، وانظر الميزان (2/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4386).
(2)
أخرجه أبو داود (19)، والترمذي (1746)، والنسائي (8/ 178)، وابن ماجة (303)، وابن حبان (4/ 260)(1413)، وتمام الرازي في الفوائد (144)، والبيهقي (1/ 95)، والحاكم (1/ 298)، وانظر: خلاصة الأحكام للنووي (1/ رقم 329)، والمجموع (2/ 73)، والتلخيص الحبير (1/ 314)، والاقتراح (ص: 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4396).
6645 -
"كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". (حم ق 4) عن أنس" (صح).
(كان إذا دخل الخلاء) أي إذا أراد وهو بلفظ الإرادة في الأدب المفرد للبخاري قال ابن حجر (1) وهذا في الأمكنة المعدة لذلك بقرينة الدخول والخلاء تقدم أنه المحل المعد لذلك، قيل: ويكنى به عن إخراج الفضلة وإن أريد هنا يشمل الصحراء قيل ويوافقه أن الإتيان بالذكر لا يختص بالبنيان ويوافق الأول الدخول (قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث) بضم الفاء والعين وتسكن وإنكار الخطابي له خطأه فيه الأئمة من بعده ثم قيل: إنه بالسكون بمعناه على التحريك وعليه النووي وابن دقيق العيد، وقيل: بالسكون معناه الشر والمكروه والخبث في الأصل المكروه فإن كان من الكلام فالشتم أو من الملل فالكفر أو من الطعام فالحرام أو من الشراب فالضار. (والخبائث) قيل المعاصي، أو الخبث الشيطان والخبائث البول والغائط أو ذكور الشياطين وآبائهم واستعاذته صلى الله عليه وسلم مع عصمته تشريع للأمة قيل: والظاهر أنه كان يجهر به إذ لو لم يسمع لم ينقل وإخباره بها عن نفسه بعيد قال ابن العربي (2): إنما شرعت في هذا المحل الاستعاذة؛ لأنه محل خلوة والشيطان يتسلط فيها ما لا يتسلط في غيرها ولأنه موضع تنزه عنه ذكر الله والذكر مبعد للشيطان فإذا ترك اغتنم الشيطان [3/ 305] الفرصة فإذا قدمت الاستعاذة صرف الله كيده. (حم ق 4)(3) عن أنس).
6646 -
"كان إذا دخل الكنيف قال: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". (ش) عن أنس رضي الله عنه (صح) ".
(1) فتح الباري (1/ 244).
(2)
فيض القدير (5/ 126).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 101)، البخاري (142)، ومسلم (375)، وأبو داود (4)، والترمذي (5)، والنسائي (4/ 20)، وابن ماجة (298).
(كان إذا دخل الكنيف) بفتح الكاف وكسر النون محل قضاء الحاجة سمي به لما فيه من الستر إذ معنى الكنيف الساتر (قال: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) بالهمز لا بالياء وفي الحديث التسمية. (ش)(1) عن أنس) رضي الله عنه قال العراقي: فيه انقطاع والمصنف رمز لصحته.
6647 -
"كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا الجلال". ابن السني عن عائشة" (ض).
(كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا الجلال) العظمة التي لا تتناهى والعز الذي لا يضاهى وإنما أتي بهذا الذكر لأن عند دخول الخلاء يظهر نقص العبد وقذارته فيذكر بها عزة الرب وعظمته. (ابن السنى (2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
6648 -
"كان إذا دخل الغائط قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم". (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً، وابن السني عنه عن أنس (عد) عن بريدة".
(كان إذا دخل الغائط) المحل المطمئن لقضاء الحاجة (قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس) بكسر الفاء وسكون العين فيهما. (الخبيث المخبث) بضم فسكون فكسر قال الزمخشري (3): هو الذي أصحابه وأعوانه خبثاء كقولك للذي فرسه قوي مقوي (الشيطان الرجيم) المرجوم قال العراقي: ينبغي الأخذ بهذه الزيادة وإن كانت روايتها غير قوية، قال ابن حجر (4): قد روى هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بلفظ الأمر، قال: إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله أعوذ بالله من الخبث
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (5)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4714).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4389).
(3)
الفائق (1/ 348).
(4)
فتح الباري (1/ 244).
والخبائث وإسناده على شرط مسلم وفيه زيادة التسمية ولم أرها في غير هذا، وقال العراقي: هذا يدل لما قال أصحابنا من تقديم التسمية على الاستعاذة وفارق الصلاة؛ لأن الاستعاذة فيها للقراءة والتسمية هناك قراءة. (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً، وابن السني عنه عن أنس) من طريق إسماعيل بن مسلم، ضعفه أبو داود وغيره. (عد) (1) عن بريدة) بإسناد ضعيف ورواه ابن السني من حديث ابن عمر وروى ابن ماجة من حديث عبد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً:"لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم"(2).
6649 -
"كان إذا دخل المرفق لبس حذاءه وغطى رأسه". ابن سعد عن أبي حبيب بن عمر مرسلاً".
(كان إذا دخل المرفق) بكسر الميم وفتح الفاء الكنيف. (لبس حذاءه) بكسر المهملة والمد نعله ليصون رجله عما يصيبها. (وغطى رأسه) حياءاً من ربه ولأنه أجمع لمسام البدن وأسرع لخروج الفضلات. (ابن سعد (3) عن أبي حبيب) اسمه موسى بن صالح، ويقال: ابن أبي موسى الحمصي (مرسلًا) من حديث أبي بكر بن عبد الله قال الذهبي: ضعيف ورواه البيهقي عنه أيضاً وأبو داود موصولاً من حديث عائشة "كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه وإذا أتى أهله غطى رأسه"(4) وفيه أحمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع كذا قال الشارح
(1) أخرجه أبو داود في مراسيله (2)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (18) عن أنس، وأخرجه ابن عدي (2/ 386) عن بريدة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4392)، والضعيفة (4191).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 287)، وابن ماجة (299) عن أبي أمامة.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 383)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4393)، والضعيفة (4191).
(4)
أخرجه ابن ماجة (300)، والبيهقي في السنن (1/ 95).
وليس في التقريب ولا الخلاصة أحمد بن يونس إلا واحد هو أحمد بن عبد الله بن يونس ويقال ابن يونس نسبه إلى جده تميمي كوفي قال ابن حجر (1): ثقة حافظ من كبار العاشرة أخرج له الستة رمز عليه برمزهم.
6650 -
"كان إذا الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجز النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم، وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه" ابن السني عن ابن عمر (ض) ".
(كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجز النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم) والشيطان بدل مما قبله فهي أوصاف له في المعنى. (وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته) الضمير للطعام وإن لم يتقدم له ذكر لأنه معلوم. (وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه) ذكر بعض المحدثين المفسرين في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)} [الإسراء: 3] في نوح أنه كان إذا ذهب إلى الغائط قال: الحمد لله الذي رزقني لذته وأبقي فيَّ قوته وأذهب عني أذاه. (ابن السني (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من طريق إسماعيل بن نافع عن دريد بن نافع، قال العراقي: إسماعيل مختلف فيه ورواية دريد بن نافع عن عمر منقطعة، وللمنذري هذا حديث ضعيف.
6651 -
"كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، وقال: إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم"(د) عن ابن عمرو (ح) ".
(كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم) ذاته إذ الوجه يعبر به عن الذات. (وسلطانه القديم)[3/ 306] برهانه الدال على وحدانيته
(1) انظر: التقريب (1/ 81).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم الليلة (25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4388)، والضعيفة (4187).
وألهيته فإنه متقدم على جميع مخلوقاته عدد الاستعاذة معلقًا بها في كل لفظة بصفة أو بالذات زيادة في الاعتصام بمولاه. (من الشيطان الرجيم) أي بالاستعاذة عند ذلك؛ لأنه محل الطاعات والإقبال على الله تعالى والشيطان أحرص ما يكون على إفساد الطاعة، قال ظاهره النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن المقول كلام إبليس فالضمير له. (إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم) بقيته وكأنه عطف على مقدر أي ولى الشيطان أو فر أو أدبر وقال. (د) (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وفي الأذكار (2): إسناده جيد.
6652 -
"كان إذا دخل المسجد يقول: باسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك"(حم هـ طب) عن فاطمة الزهراء (ح) ".
(كان إذا دخل المسجد يقول: باسم الله والسلام على رسول الله) يريد نفسه لأن الإضافة عهدية ويحتمل أنها حسية والافتتاح بالسلام عليه يوافق مقام الدعاء لأنه بداية كل دعاء (اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك) لأن داخل بيت الله متعرض لرحمة الله. (وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) خص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن من دخل اشتغل بما يقربه إلى الله وثوابه مناسب طلب الرحمة ومن خرج انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله فناسب طلب الفضل. (حم هـ طب)(3) عن فاطمة الزهراء) رضي الله عنها رمز المصنف
(1) أخرجه أبو داود (466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4715).
(2)
انظر: الأذكار للنووي (820).
(3)
أخرج أحمد (6/ 283)، وابن ماجة (771)، والطبراني في الكبير (22/ 423)(1043)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4716).
لحسنه وقال مغلطاي (1): حديث فاطمة هذا حسن لكن إسناده ليس بمتصل.
6653 -
"كان إذا دخل المسجد صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك". (ت) عن فاطمة الزهراء (ح) ".
(كان إذا دخل المسجد صلى على محمَّد وسلم) فيه بيان أن المراد برسوله في الأول محمَّد وعلى أن المراد بالسلام على رسول الله هو الصلاة والسلام (وقال: رب اغفر لي ذنوبي) طلبه صلى الله عليه وسلم المغفرة تعبد وامتثال وتشريع وإلا فإن ذنوبه مغفورة. (وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) كما سلف (ت)(2) وأبو داود أيضاً من حديث فاطمة بنت الحسن عن جدتها فاطمة الزهراء، رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي وأبو داود: ليس بمتصل لأن فاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الزهراء رضي الله عنهما.
6654 -
"كان إذا دخل المسجد قال: باسم الله، اللهم صل على محمَّد وأزواج محمَّد" ابن السني عن أنس (ح) ".
(كان إذا دخل المسجد قال: باسم الله، اللهم صل على محمَّد وأزواج محمَّد) كأنه كان يأتي تارة بهذا اللفط وتارة بهذا، وفيه الصلاة على الأزواج. (ابن السني (3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
6655 -
"كان إذا دخل السوق قال: باسم الله اللهم إني أسألك من خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب يمينا فاجرة، أو صفقة خاسرة"(طب ك) عن بريدة (صح) ".
(1) انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 315).
(2)
أخرجه الترمذي (314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4714).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4716).
(كان إذا دخل السوق) أراد ذلك. (قال) عند الأخذ فيه. (باسم الله اللهم إني أسألك من خير هذه السوق) أنثها؛ لأن الحق تأنيثها كما صغرت على سويقة ووصفت بنافقة. (وخير ما فيها) أتى بكلمة ما مراداً بها الصفة فيعم العاجل وغيره. (وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها) والاستعاذة هنا لأن السوق معدن الشياطين من الإنس والجن. (اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينًا فاجرة) وصف لليمين بصفة صاحبها وإلا فالفجور لصاحبها لا لها والمراد التي لا بر فيها (أو صفقة خاسرة) هي مثله وفيه أن الغبن في الصفقات مما يستعاذ منه وإن لم يكن فاعله آثماً، فيه دخول السوق لكل فاضل وناقص وندب الدعاء المذكور. (طب ك) (1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته كأنه تبع للحاكم فإنه قال: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عمرو بن السماك وشعيب بن حرب مختلف فيه وقيل: لا يعرف، وقيل: متروك وفي طريق الطبراني كما قال الهيثمي: محمَّد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
6656 -
"كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك". (م د ن هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) قيل: لأجل السلام على أهله فإنه من أسماء الله، وقيل لتطييب الفم لأنه ربما يغير فمه عند مخاطبة الناس فإذا دخل بيته كان من حسن معاشرة أهله ذلك ولأنه ربما قبل أو ضاجع ولأنه كان يبدأ بصلاة النفل أول دخول بيته وفيه ندب السواك عند دخول المسجد كما صرح به النووي ومن قال -عياض والقرطبي- خص به دخوله بيته [3/ 307]؛ لأنه مما لا يفعله ذو مروعة بحضرة الناس مردود. (م د ن هـ)(2) عن عائشة) وحكى ابن
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5589)، والحاكم (1/ 723)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4391).
(2)
أخرجه مسلم (253)، وأبو داود (51)، والنسائي (1/ 13)، وابن ماجة (290).
منده الإجماع على صحته ورده مغلطاي (1) بأنه أراد إجماع العلماء قاطبة فمتعذر وإن أراد الأئمة المتعاصرين فغير صواب فإن البخاري لم يخرجه فأي إجماع مع مخالفته.
6657 -
"كان إذا دخل قال: هل عندكم طعام؟ فإذا قيل: لا، قال: إني صائم"(د) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا دخل بيته قال: هل عندكم طعام؟) فيه أنه لا يدخر طعام غده ولا يعرف ما في منزله شرف طباع وكرم نفس. (فإن قيل: لا، قال: إني صائم) وإن قيل نعم أمر بتقديمه إليه كما بينته رواية أخرى وهذا محمول على صوم النفل واستدل به على عدم تبييت النية فيه ودفع باحتمال أنه كان ينوي من الليل وأخباره المؤكدة تحتمل ذلك. (د)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6658 -
"كان إذا دخل الجبانة يقول: السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية، والأبدان البالية والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بالله مؤمنة، اللهم أدخل عليهم روحا منك وسلاما منا" ابن السني عن ابن مسعود".
(كان إذا دخل الجبانة) محل دفن الأموات سميت بذلك؛ لأنه يفزع ويجبن عند رؤيتها ويذكر الحلول بها، وقال ابن الأثير (3): الجبانة الصحراء وتسمى المقابر جبانة لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء باسم موضعه. (يقول: السلام عليكم) في خطابهم دليل حياتهم وأنهم يعرفون الزائر وعليه عدة أدلة وهذا سماع إدراك لا يترتب عليه أجر والسماع المنفي في قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] سماع القبول والامتثال وفيه أن تحية الموتى بلفظ:
(1) شرح سنن ابن ماجه (1/ 48).
(2)
أخرجه أبو داود (2455)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4719).
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 673).
تحية الأحياء، وحديث "فإن عليك السلام تحية الموتى" إخبار بما كان عليه الجاهلية لا تشريع ومنه: عليك سلام الله قيس بن عاصم.
(أيتها الأرواح الفانية) أجسادها أو الفانية بفناء أجسادها فإن الحق أن فناء الأرواح وموتها خروجها من أجسادها. (والأبدان البالية) التي أبلتها الأرض. (والعظام النخرة) المتفتتة يقال: نخر العظم إذا بلي وتفتت. (التي خرجت من الدنيا وهي بالله مؤمنة) صفة احترازية؛ لأنه يسلم على أهل الجبانة، وقد يكون فيهم الكافر ونحوه وسرد الصفات لوعظ السامع وإيقاظه وإعلامه بأنه عن قريب مثلها. (اللهم أدخل عليهم روحاً) بفتح فسكون: سعة واستراحة. (منك، وسلاماً منا) دعاء بالسلامة مقبولا وإنما نسب السلام إلينا مع أنه من الله تعالى كالروح لأنه تعالى أمرنا به فهو منا امتثالاً له تعالى صورة وفيه ندب التسليم على الموتى وقد ورد بألفاظ أخر. (ابن السني (1) عن ابن مسعود).
6659 -
"كان إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طهور إن شاء الله"(خ) عن ابن عباس (صح) ".
(كان إذا دخل على مريض يعوده قال) خطابا له: إلا بأس، طهور) بفتح الطاء أي مرضك مطهر لك من الذنوب. (إن شاء الله) دل على أنه دعاء لا خبر ويحتمل أنه إخبار بمشيئة الله وهي قيد للجملتين معا وفيه أنه يندب لعائد المريض أن يبشره بمغفرة ذنوبه وأنه لا بأس عليه من مرضه. (خ) (2) عن ابن عباس) قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعرابي يعوده فقال ذلك، فقال الأعرابي: قلت: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير تورده القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذا.
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (594)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4387)، والضعيفة (4186).
(2)
أخرجه البخاري (3616، 5656، 5662، 7470).
6660 -
"كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء، ويوم أزهر". (هب) وابن عساكر عن أنس (ض) ".
(كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان) ارزقنا البركة فيهما والخير والسعة (وبلغنا رمضان) لأنه شهر بورك فيه فلا يطلب إلا بلاغه ليفوز بأجر صيامه وقيامه. (وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء) كحمراء سعيدة صبيحة. (ويوم أزهر) نير مشرق، لفظ البيهقي:"ويوم الجمعة يوم أزهر" قال ابن رجب: فيه ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيراً. (هب) وابن عساكر (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال النووي في الأذكار: إسناده ضعيف، وقال مخرجه البيهقي عقيبه: تفرد به زياد النميري، وعنه زائدة بن أبي الرقاد (2) قال البخاري: زائدة عن زياد منكر الحديث، وبه جزم الذهبي في الضعفاء (3) وبه يعرف أن قول الإسماعيلي: إنه لم يصح في فضل رجب غير هذا خطأ.
6661 -
"كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير، وأعطى كل سائل"(هب) عن ابن عباس، وابن سعد عن عائشة".
(كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير) إكراماً للشهر بأن لا يضيق فيه على أحد. (وأعطى كل سائل [3/ 208] لأنه كان أجود ما يكون في رمضان. (هب)(4) عن ابن عباس)، سكت المصنف عليه وقد قال ابن الجوزي في رواية
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3815)، وأحمد (1/ 259)، والطبراني في الأوسط (3939)، انظر الأذكار (1/ 418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4395).
(2)
التاريخ الكبير (3/ 433)، والكاشف (1/ 2400)، والتقريب (1/ 213).
(3)
انظر: المغني (1/ 236).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (3629) عن ابن عباس، والخرائطي في مكارم الأخلاق (387)، وابن =
البيهقي: أبو بكر الهذلي قال ابن حبان: يروي عن الأثبات أشياء موضوعة، وقال غندر: كان يكذب، (ابن سعد عن عائشة).
6662 -
"كان إذا دخل رمضان شد مئزره، ثم لم يأتي فراشه حتى ينسلخ". (هب) عن عائشة (ح) ".
(كان إذا دخل رمضان شد مئزره) بكسر الميم، قال القاضي (1): المئزر الإزار ونظيره ملحفة ولحاف كناية عن الاجتهاد في العبادة وعدم قربان النساء. (ثم لم يأتي فراشه حتى ينسلخ) الشهر أي يمضي وهو إخبار عن اجتهاده في العبادة في رمضان تركه لشهواته وأنه ينبغي ذلك للمؤمن وفي أحاديث أخر تأتي بعضها أنه يجتهد في العبادة ويشد مئزره إذا دخل العشر من رمضان. (هب)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وفيه الربيع بن سليمان فإن كان صاحب الشافعي فثقة (3) وإن كان البصري الأزدي فضعيف، قال يحيى: ليس بشيء.
6663 -
"كان إذا دخل رمضان تغير لونه، وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء، وأشفق لونه"(هب) عن عائشة (ض) ".
(كان إذا دخل رمضان تغير لونه) عما كان عليه كما يعرض للخائف خشية أن يقصر فيه عن الوفاء بحقوق الله تعالى. (وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء) تضرع واجتهد فيه. (وأشفق لربه) أي خاف خشية لربه تعالى وفي الشرح: تغير
= سعد في الطبقات (1/ 377) عن ابن عباس وعائشه وانظر المجروحين لابن حبان (1/ 360)، والعلل المتناهية (2/ 530)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 227)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4396) ضعيف جداً، وفي السلسلة الضعيفة (3015).
(1)
قارن الأنوار (1/ 58).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (3624)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4398)، والضعيفة (2346).
(3)
التقريب (1/ 206).
حتى يصير كلون الشفق وشرح على لفقظ لونه بالواو والنون. (هب)(1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الباقي بن قانع قال الذهبي: قال الدارقطني: يخطئ كثيراً.
6664 -
"كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله". (ق د ن هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا دخل العشر) زاد ابن أبي شيبة: "الآخر من رمضان" والمراد الليالي. (شد مئزره) كما سلف. (وأحيا ليله) بترك النوم الذي هو أخو الموت فإحياؤه سهره والإيقاع على الليل مجاز عقلي بالاجتهاد في العبادة. (وأيقظ أهله) للصلاة والطاعة، وفيه إيقاظ النائم للنوافل. (ق د ن هـ)(2) عن عائشة)، الشيخان في الصوم وأبو داود والنسائي في الصلاة وابن ماجه في الصوم.
6665 -
"كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة وولده وولد ولده". (حم) عن حذيفة (صح) ".
(كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة) بركتها. (وولده وولد ولده) فينال بركتها من ذكر فضلا من الله لبركة الدعوة النبوية وأما إذا دعا على أحد فقد سأل الله أن يجعلها رحمة على المدعو عليه فينقلب دعاء له. (حم)(3) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
6666 -
"كان إذا دعا بدأ بنفسه". (طب) عن أبي أيوب (ح) ".
(كان إذا دعا) لغيره. (بدأ بنفسه) زاد أبو داود في روايته "وقال: رحمة الله علينا
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3625)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4397).
(2)
أخرجه البخاري (2024)، ومسلم (1174)، وأبو داود (1376)، والنسائي (3/ 217)، وابن ماجة (1768).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 385)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4400).
وعلى موسى" وهو سنة رسل الله عليهم السلام، قال نوح: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ
…
} [نوح: 28] "، وقال الخليل:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وذلك لأن تقديم الدعاء للنفس أتم في إخلاص الدعاء وأدخل في العبودية وأظهر في الافتقار وأدفع للإعجاب إن طلب منه الدعاء قال ابن حجر: وليس بدايته بنفسه مطرد، فقد قال: رحم الله لوطا، رحم الله يوسف، وقال في دعائه لابن عباس: اللهم فقه في الدين. (طب)(1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه، وقال البيهقي: إسناده حسن وقد أخرجه أبو داود أيضاً قال الشارح: كان بالعزو إليه أحق.
6667 -
"كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه". (د) عن يزيد (ح) ".
(كان إذا دعا فرفع يديه) جداً وجهه كما بينه رواية وفيه ندب رفعه حال الدعاء. (مسح وجهه بيديه) عند فراغه قيل: تفاؤلاً وتيمناً أن كفيه ملئتاً خيراً ففاض منه على وجهه فيتأكد للداعي أو للتبرك بأشرف أسماء الله التي كان أقرب الإعطاء إلى التلفظ بها يديه وفيه سنة مسح الوجه بهما بعد الفراغ من الدعاء وهو خاص بغير حال الصلاة. (د)(2) عن يزيد) رمز المصنف لحسنه.
6668 -
"كان إذا دعا جعل باطن كله إلى وجهه"(طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان إذا دعا جعل باطن كفه) أي كفيه. (إلى وجهه) وروى أيضاً أنه كان تارة يجعل بطون كفيه إلى السماء وتارة ظهورها وحمل الأول على أنه إذا أراد طلب مراد أو دفع ما يقع به ما يكره والثاني على الدعاء برفع ما وقع من البلاء، وروى مسلم أنه فعل الثاني في الاستسقاء، وأحمد: أنه فعله بعرفة، وحكمة رفعهما إلى
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 182)، وأبو داود (3984) عن أبي بن كعب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4720).
(2)
أخرجه أبو داود (1492)، وأحمد (4/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4399).
السماء أنها قبلة الدعاء ويأتي أنه إذا سأل جعل [3/ 309] باطن كفيه إليه وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليه. (طب)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: سنده ضعيف، والهيثمي: فيه الحسين بن عبد الله وهو ضعيف.
6669 -
"كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس؛ فإذا صعد المنبر استقل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس". (هق) عن ابن عمر (ح) ".
(كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده بقرب منبره من الجلوس) لأنه داخل عليهم آت من منزله. (فإذا صعد المنبر) بلغ الثالثة من درجاته. (استقبل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس) فيندب فعل ذلك لكل خطيب ويجب رد السلام عند الشافعية لدخوله في عموم الآية. (هق)(2) من حديث عيسى بن عبد الله الأنصاري عن نافع (عن ابن عمر)، رمز المصنف لحسنه وليس كذلك فقد ضعفه ابن حبان وابن القطان بعيسى المذكور وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
6670 -
"كان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا ذبح الشاة) للجنس (قال: أرسلوها) أرسلوا بعضها بقرينة المقام.
(إلى أصدقاء خديجة) برا بها بعد وناتها رحمها الله، وفيه حسن العهد وحفظ الوداد بحفظ محبي من مات. (م)(3) عن عائشة)، تمامه "قالت عائشة: فأغضبته
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 435)(12234)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 168) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4721).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 205)، وابن عدي في الكامل (5/ 253)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4401)، والضعيفة (4194).
(3)
أخرجه مسلم (2435).
يوماً فقلت خديجة، فقال: إني رزقت حبها.
6671 -
"كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه"(3 حب ك) عن أُبي (صح) ".
(كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه) فالبداية بالنفس هديه في الدعاء للغير سواء كان حاضراً أو غائباً حياً أو ميتا طلبه الدعاء أو دعا له ابتداء من تلقاء نفسه. (3 حب ك)(1) عن أُبي)، رمز المصنف لصحته قال الترمذي: حسن صحيح وقال أبو داود والحاكم: صحيح.
6672 -
"كان إذا ذهب المذهب أبعد". (4 ك) عن المغيرة" (صح).
(كان إذا ذهب المذهب) بفتح الميم وسكون العين محل الذهاب لقضاء الحاجة أو اسم له كما في النهاية (2) ونصبه بحرف في مقدر أو قيل: إنه مصدر ذهب ذهابا كناية عن قضاء الحاجة. (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح ويغيب شخصه عن الناس قيل وهذا في غير البول فإنه كان لا يبعد له كما في الطبراني عن عصمة بن مالك: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فانتهى في سباطة قوم فقال: "يا حذيفة استرني حتى بال"(3)، وقيل بل مطلقاً والبول من غير إبعاد نادر للحاجة والضرورة. (4 ك)(4) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته، وصحَّحه الترمذي والحاكم وحسنه أبو داود.
6673 -
"كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيباً نافعاً". (خ) عن عائشة (صح) ".
(1) أخرجه أبو داود (3984)، والترمذي (3385)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 391)، وابن حبان (3/ 9)(988)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4723).
(2)
النهاية في غريب الأثر (2/ 431).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 179 (472).
(4)
أخرجه أبو داود (1)، والترمذي (20)، والنسائي (1/ 968)، وابن ماجة (331)، والحاكم (1/ 140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4724)، والصحيحة (1159).
(كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيباً) الصيب: المطر الذي يصوب ينزل ويقع ونصبه بمقدر فإن حديث اسقنا، وقوله:(نافعاً) تتميم لدفع ما يوهمه الصيب من التفسير والفساد فهو من باب:
فَسَقى ديارَكِ غير مُفْسِدها
…
صوبُ الغمام وديمةٌ تَهمي
(خ)(1) عن عائشة)، ورواه النسائي وابن ماجه لكن بلفظ "سيباً" بالسين بدل الصاد، وقال العراقي: وسند الكل صحيح.
6674 -
"كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه"(د) عن قتادة مرسلاً".
(كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) قال الشارح: حذراً من شره لقوله لعائشة في ما رواه الترمذي: "استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق إذا وقب"(2)، قلت: المعروف أنه قاله لها في غير ليالي الهلال وهي الأولى والثانية والثالثة وأنه فيها لا يسمى غاسقاً فإنه بلفظ: "نظر- صلى الله عليه وسلم -إلى القمر فقال يا عائشة: استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب" قال أو أنه صرف وجهه عنه جنوحاً إلى قول أبيه عليه السلام (لا أحب الآفلين).
قلت: أو لأن أهل الجاهلية منهم من كان يعبد النيرين فصرف وجهه عنه لأنه قد عبد من دون الله إظهارا لأهل الجاهلية ما أتوه أو لحكمة مجهولة. (د)(3) عن قتادة مرسلاً) سكت المصنف عليه، وفيه هلال بن محمَّد بن سليم الراسبي، قال ابن حجر عن المنذري: هلال لا يحتج به قال وقد وجدت لهذا المرسل شاهدا مرسلاً أيضاً أخرجه مسدد في مسنده الكبير ورجاله ثقات ووجدت شاهداً موصولاً عند أبي نعيم وهو بعض حديث ورجاله ثقات.
(1) أخرجه البخاري (1032)، والنسائي (3/ 164)، وابن ماجة (3889) بلفظ "سيباً".
(2)
أخرجه الترمذي (3366)، وانظر فتح الباري (8/ 741).
(3)
أخرجه أبو داود (5093)، وفي المراسيل (528)، وانظر: الأذكار للنووي (ص: 160)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4402)، والضعيفة (3501).
6675 -
"كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك: ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا". (د) عن قتادة بلاغا، ابن السني عن أبي سعيد".
(كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد [3/ 310] أي بركة وصلاح معا ولا يصح رفعه هلال ونصبه: اللهم اجعله. (آمنت بالذي خلقك) قيل: يكرر ذلك. (ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا) ويسمي الماضي (وجاء بشهر كذا) ويسمي الآتي، قال الطيبي: إما أن يراد بالحمد الثناء على قدرته بأن مثل هذا الإذهاب العجيب وهذا المجيء الغريب لا يقدر عليه إلا الله أو يراد به الشكر على ما أولاه العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية والدنيوية، وقيل ما لا يحيى أو غير ذلك. (د) عن قتادة بلاغاً، ابن السني (1) عن أبي سعيد)، قال ابن القيم (2): فيه وفيما قبله لين، وقال العراقي (3): أسنده أيضاً الدارقطني في الأفراد والطبراني في الأوسط عن أنس، وقال أبو داود ليس في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث مسند صحيح.
6676 -
"كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، ثلاثا، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شره، ثلاث مرات". (طب) عن رافع عن خديج".
(كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، اللهم إني أسألك من خير هذا ثلاثًا) يقول ذلك ثلاثاً. (اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر) الذي قدر به فيه. (وأعوذ بك من شره) من شر القدر فإنه يشمل الشهر لأنه لا يجري
(1) أخرجه أبو داود (5092)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (641) عن أبي سعيد، والطبراني في الأوسط (311) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4407)، والضعيفة (3508).
(2)
زاد المعاد (2/ 316).
(3)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 288).
أمر إلا بقدر الله أو المذكور فيشمل الأمرين يقول ذلك: (ثلاث مرات) وكأنه يفصل بين الدعاءين فيكرر الأول ثم الثاني كما دل له ذكر ثلاثاً أولًا وآخراً وفيه ندب الدعاء عند ذلك وتنبيه على الدعاء عند ما له ظهور من تغير النبرات وتجدد الآيات. (طب)(1) عن رافع عن خديج)، قال الهيثمي: إسناده حسن.
6677 -
"كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والأيمان والسلامة والإِسلام، ربي وربك الله". (حم ت ك) عن طلحة (صح) ".
(كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا) قال القاضي (2): الإهلال رفع الصوت ثم نقل إلى رؤية الهلال؛ لأن الناس كانوا يرفعون أصواتهم إذا رأوه للإخبار عنه وبذلك سمي الهلال هلالا لأنه سبب إلى رؤيته ومنه إلى اطلاعه وهو في هذا الحديث بهذا المعنى أي أطلعه علينا وأرنا إياه مقترناً: (بالأمن والإيمان) قلت: ويجوز أن يراد به الزمان نفسه والمراد أدخله علينا مصاحبا بالأمن واليمن من سرور الدارين، والإيمان بكل ما أمرت بالإيمان به. (والسلامة والإِسلام) هو كالعطف التفسيري فإن كلا من اللفظين يلاقي الأولين وروعي جنس الاشتقاق فيهما جميعاً. (ربي وربك الله) قاله لأن من أهل الجاهلية من كان يعبد القمرين فرد قولهم وأخبر أنه مثله مربوب لا يضر ولا ينفع. (حم ت) في الدعوات، (ك) (3) في الأدب عن طلحة بن عبيد الله) قال الترمذي: حسن غريب ورمز المصنف لصحته، إلا أنه تعقب بأنه من رواية سليمان بن سفيان عند جميعهم وسليمان ضعفه ابن المديني وأبو حاتم
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 276)(4409)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4408)، والضعيفة (3507).
(2)
المفهم (2/ 163).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 162)، والترمذي (3451)، والحاكم (4/ 285)، وانظر الإصابة (3/ 537)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4726)، وصححه في الصحيحة (1816).
والدارقطني قال: لين ليس بثقة، وقال ابن حجر: صححه الحاكم وغلط في ذلك فإن فيه سليمان بن سفيان ضعفوه وإنما حسنه الترمذي لشواهده.
6678 -
"كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، ألله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، وأعوذ بك من سوء القدر، ومن شر يوم المحشر". (حم طب) عن عبادة بن الصامت" (ض).
(كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، الله أكبر) تعظيما للرب الذي أوجده (الحمد لله) على إدراكه (لا حول ولا قوة إلا بالله) استعانة على تكاليفه. (اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر) أراد به الزمان لأنه ظرف الخير والشر. (وأعوذ بك من شر القدر) الذي سبق به القلم وجرى به العلم (ومن شر يوم المحشر) ذكر بتجدد الهلال تجدد الأحوال على الإنسان وما تجري به الأقدار وأعظمها هول المحشر فاستعاذ من شره. (عبد الرزاق حم طب)(1) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم، وقال العراقي (2): أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وفيه من لم يسم، وقال ابن حجر: غريب ورجاله موثقون إلا أن فيه من لم يسم.
6679 -
"كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله". (طب) عن ابن عمر (ح) ".
(كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والتوفيق لما تحب وترضى) من الأعمال الصالحات. (ربنا وربك الله)
(1) أحمد (5/ 329)، والطبراني في الكبير (4/ 276)(4409)، وابن أبي شيبة (9727)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4403).
(2)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 288).
يتصرف فينا وفيك ويبدئ ويعيد. (طب)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات [3/ 311].
6680 -
"كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والسكينة والعافية، والرزق الحسن". ابن السني عن جدير السلمي".
(كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والسكينة) عدم القلق والاضطراب. (والعافية) تخصيص بعد التعميم لأنها من السلامة (والرزق الحسن) الحلال الذي لا يكثر فيطغى ولا يقل فيلهي. (ابن السني (2) عن حدير السلمي)، قال الذهبي (3): ليس له صحبة.
6681 -
"كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا، أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته". ابن السني عن عبد الله بن مطرف (ض) ".
(كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله) والمحمود عليه. (الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا) سمى الشهرين. (أسألك من خير هذا الشهر ونوره) منصوب وما بعده يأتي مفعولي السؤال أي النور القابض على البصائر والأبصار وغيره كائنه منه تعالى. (وبركته وهداه) ما قضيت فيه من الهدى. (وطهوره) تطهير الله فيه من الذنوب لمن تاب. (ومعافاته) الإضافة في الجميع
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 356)(13330)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4404).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4405)، وصححه في الصحيحة (1816).
(3)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 124)، وفيه: له صحبة، ويؤيد ذلك ما في أسد الغابة (229)، وقال الحافظ: مختلف في صحبته الإصابة (2/ 43).
لملابسة الظرفية وإلا فالحقيقة أن الضمائر له تعالى. (ابن السني (1) عن عبد الله بن مطرف) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء آخره الفاء، قال الذهبي: يروى له حديث لا يثبت، قاله البخاري: ورمز المصنف لضعفه.
6682 -
"كان إذا رأى سهيلا قال: لعن الله سهيلا؛ فإنه كان عشارا فمسخ". ابن السني عن علي (ض) ".
(كان إذا رأى سهيلاً) النجم المعروف. (قال: لعن الله سهيلاً) إيقاعاً للعن على الرجل لا النجم وكأنه كان اسمه سهيلاً. (فإنه كان عشاراً) نص على العلة. (فمسخ) العشار هو المكاس وفي رواية للدارقطني عن ابن عمر: "قال لما طلع سهيل قال: هذا سهيل كان عشارا باليمن فمسخه الله حيث ترون، وفي رواية لابن السني عنه أيضاً: لعن الله سهيلاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان عشاراً باليمن يظلمهم ويغصب أموالهم فمسخه الله شهاباً" والروايات في ذلك عديدة وفيه تحريم المكس وأن المسخ من العقوبات ولو إلى كوكب نير وإلى محل مرتفع فإن الإنسان أشرف منه. (ابن السني (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه؛ لأن مداره على جابر الجعفي وهو ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طرق منها هذه الطريق وقال مداره على جابر الجعفي وهو كذاب ورواه وكيع عن الثوري موقوفاً وهو الصحيح ورواه الطبراني في الكبير وفيه الجعفي أيضاً.
6683 -
"كان إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (646)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4406)، والضعيفة (3509).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (649، 650، 651)، وانظر الموضوعات (3/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4409).
وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، رب أعوذ بك من حال أهل النار". (هـ) عن عائشة (ح).
(كان إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) الأمور التي تصلح بها الدنيا والآخرة تتم بسبب إنعامه على عباده. (وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال) فإن المكروه في ضمنه محبوب يحمد الله عليه فإن كل ما يأتي من تلقائه فهو إنعام ثم ذكر بالمكروه أشد المكروهات فقال: (رب أعوذ بك من حال أهل النار) فإنه الحال الذي كل مكروه لديه يذهب باطلاً. (هـ)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه قال في الأذكار: إسناده جيد ورواه البزار من حديث علي وفيه عبد الله بن رافع وابنه محمَّد غير معروفين ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف قاله في المنار.
6648 -
"كان إذا راعه شيء قال: الله الله ربي لا شريك له"(ن) عن ثوبان (ح) ".
(كان إذا راعه شيء) أفزعه. (قال الله، الله) تأكيد لفظي يراد به زيادة التبرك والإيقاع في القلب. (ربي لا شريك له) ومن كان الله ربه فلا يهاب شيئاً ولا يفزعه شيء فإنه ناصره ودافع كل سوء عنه. (ن)(2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: فيه سهيل بن هاشم الشامي، في الميزان عن الأزدي منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر.
6685 -
"كان إذا رضي شيئًا سكت" ابن مندة عن سهيل بن سعد الساعدي
(1) أخرجه ابن ماجة (3803) عن عائشة، والبزار (533) عن علي، وانظر: الأذكار للنووي (ص: 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4727)، والصحيحة (256).
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (6/ 168)، وانظر الميزان (3/ 336)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4728)، والصحيحة (2070).
أخي سهل (ض) ".
(كان إذا رضي شيئاً) من الأقوال أو الأفعال. (سكت) عنه ومن ثمة كان سكوته تقريراً وكان أحد أقسام السنة وكان يعرف الرضا في وجهه. (ابن مندة (1) عن سهيل) مصغر (بن سعد الساعدي أخي سهل) مكبر وعرفه به لأنه أشهر من المصغر والمصنف رمز لضعفه.
5586 -
"كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير"(حم 4 ك) عن أبي هريرة".
(كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج) إذا الأولى شرطية وهذه ظرفية ورفيء بفتح الراء وتشديد الفاء وهمز قال القاضي: الترفية أن يقال للمتزوج بالرفاء والبنين والرفاء بالكسر والمد الالتئام والاتفاق من رفأت الثوب إذا أصلحته، أو السكون والطمأنينة من رفوت الرجل إذا أسكنته استعير للدعاء للمتزوج وإن كان بغير هذا اللفظ. (قال بارك الله لك) في هذا الأمر. (وبارك عليك)[3/ 412] جعل البركة كائنة عليك عامرة لك حتى تعلوك وأفرد لأن المدعوا له أصالة الرجل. (وجمع بينكما) ثناه لأن بالجمع يحصل المطلوب وهو التناسل. (في خير) يشمل أحوالها كلها، قال الزمخشري (2) معناه: أنه كان يضع الدعاء بالبركة موضع الترفية المنهي عنها واختلف في علة النهي عن ذلك اللفظ فقيل؛ لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله وقيل: لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين، وقيل: غير ذلك. (حم 4 ك في النكاح)(3) عن أبي
(1) أخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 212)، وانظر التمهيد (12/ 39)، والاستيعاب (2/ 669)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4411).
(2)
الفائق في غريب الحديث (2/ 71).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 381)، وأبو داود (2135)، والترمذي (1091)، والنسائي في الكبرى (6/ 73)، وابن ماجة (1906)، والحاكم (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =
هريرة)، قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وأقرَّه الذَّهبي، وفي الأذكار (1): أسانيده صحيحة بعد عزوه للأربعة.
6687 -
"كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه (ت ك) عن ابن عم"(صح).
(كان إذا رفع يديه في الدعاء) تلقاء وجهه (لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه) تفاؤلاً بحصول المراد وقيل الإمداد فذلك سنة بعدة أحاديث وضعفت أسانيدها قواه كثرتها واختلف كلام النووي (2) فقال في التحقيق: إنه سنة وقال في المجموع: لا يندب، تبعاً منه لابن عبد السلام فإنه قال لا يفعله إلا جاهل. (ت ك)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: صحيح غريب وجزم في الأذكار: بضعف سنده.
6688 -
"كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت" محمَّد بن نصر عن أبي هريرة (ح) ".
(كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت) القنوت لفظ مشترك بين معان ذكرها ابن القيم في الهدي (4) وأطال النفس في القنوت وسرد أحاديثه ونقل ذلك ناظم الهدي في شرحه له وأطال وضم إليه كلام الفتح
= (4729).
(1)
انظر: الأذكار (ص:283).
(2)
الأذكار للنووي (1/ 918)، وخلاصة الأحكام (1/ 462 رقم 1522)، والمجموع في شرح المهذب (3/ 501)، وقال ابن حجر: حسن، بلوغ المرام (1/ 312)، والعراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 488)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 67): أخرجه الحاكم في مستدركه فلم يصب، وذكره ابن الجوزي في العلل (2/ 840)، راجع للتفصيل: البدر المنير (3/ 640).
(3)
أخرجه الترمذي (3386)، والحاكم (1/ 719)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4412): ضعيف جداً.
(4)
زاد المعاد (1/ 256).
وأطاب ولا يحتمل هذا سوى الإشارة إليه وفيه وفي محله خلاف طويل ولو صح هذا تعين المحل صلاة الصبح ومحله منها بعد آخر ركوع أو قبله لاحتمال قوله أخر ركعة للأمرين لكن تقدم صحته وصحة نظائره اختلف في ذلك فقيل: يقنت في كل صلاة وقيل: لا يقنت رأسا في شيء من الصلوات، وقيل: في الفجر فقيل قبل الركوع وقيل بعده. (محمَّد بن نصر (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه الحاكم في كتاب القنوت بلفظ "كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في الركعة الثانية يرفع يديه ويقول اللهم اهدني فيمن هديت
…
" إلى آخره، قال الزين العراقي: وفيه المقبري ضعيف.
6689 -
"كان إذا رفع بصره إلى السماء قال: يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك" ابن السني عن عائشة (ح) ".
(كان إذا رفع بصره إلى السماء قال: يا مصرف القلوب) مقلبها (ثبت قلبي على طاعتك) قال الحليمي: هذا تعليم منه لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف مشفقين من سلب التوفيق غير آمنين من تضييع الطاعات وتتبع الشهوات. (ابن السني (2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
6690 -
"كان إذا رفعت مائدته قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه، الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفي ولا مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا"(حم خ د ت هـ) عن أبي أمامة (صح) ".
(كان إذا رفعت مائدته) التي فيها طعام الآكلين. (قال: الحمد لله حمدًا كثيراً طيباً) خالصًا من الرياء والسمعة وأنه يرى أنه قضى حق النعمة. (مباركاً فيه) يزيده الله من لديه بركة. (الحمد لله الذي كفانا) عن الجوع أو عن كل شيء
(1) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4730)، والصحيحة (2071).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4413)
يحتاج إليه. (وآوانا) في مسكن نسكن فيه. (غير مكفي) الرفع على خبرية ربنا أي ربنا غني غير محتاج إلى الطعام فيكفى وضبط بالنصب في نسخ صحاح على أنه صفة لحمد أي نحمد حمدا غير مكفي به أي لا يكتفى به بل يعود إليه مرة بعد أخرى ولا نتركه ولا نستغني عنه وربنا منصوب على النداء. (ولا مكفور) مجحود فضله ونعمته (ولا مودع) بفتح الدال مشددة أي غير معرض عنه عند الاستغناء عن الطعام. (ولا مستغن عنه) بالتنوين غير مرغوب عنه. (ربنا) يروى بالنصب وسلف توجيهه وبالرفع كذلك وفيه توجيهات وتقادير لإعرابه كثيره. (حم خ د ت هـ)(1) عن أبي أمامة) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
6691 -
"كان إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر"(هـ) عن وابصة (طب) عن ابن عباس وعن أبي برزة، وعن ابن مسعود (ح) ".
(كان إذا ركع سوى ظهره) جعله كالصفيحة الواحدة. (حتى لو صب عليه الماء لاستقر) لحسن استواءه وهو السنة في ذلك وعليه الجماهير خلافاً لمن اكتفى بأدنى انحناء. (هـ) عن وابصة (طب)(2) عن ابن عباس وعن أبي برزة، وعن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه قال مغلطاي (3) في شرح ابن ماجه: سنده ضعيف لضعف طلحة بن زيد (4)، قال الساجي والبخاري: منكر الحديث، وأبو نعيم: لا شيء، وأحمد وأبو داود: يضع الحديث، وابن حبان: لا يحل الاحتجاج به والأزدي ساقط وأخرجه الطبراني في سند قال الهيثمي: رجاله
(1) أخرجه أحمد (5/ 261)، والبخاري (5143)، وأبو داود (3849)، والترمذي (3456)، وابن ماجة (3284).
(2)
أخرجه ابن ماجة (872) عن وابصة، والطبراني في الكبير (12/ 167)(12781)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4732).
(3)
شرح ابن ماجه (6/ 84).
(4)
انظر المغني (1/ 316)، والمجروحين (1/ 383)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 64).
موثقون، وأبو يعلى بسند كذلك.
6692 -
"كان إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا"(د) عن عقبة بن عامر (ح) ".
(كان إذا ركع قال) في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) بتوفيقه لا بحولي وقوتي والواو للحال أو العطف جملة على جملة والإضافة الأوضح أنها للمفعول أي سبحت متلبسا بحمدي لك. (ثلاثاً) يكرر ذلك في ركوعه ثلاث مرات وهي أدناه (وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً) قال أبو داود: هذه الزيادة أعني قوله وبحمده أخاف أن لا تكون محفوظة إلا أنه بين الحافظ ابن حجر ثبوتها في عدة روايات ثم قال: وفيه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره هذه الزيادة، قال: وأصلها في الصحيح عن عائشة بلفظ: "كان يكثر أن يقول في ركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك"(1). (د)(2) عن عقبة بن عامر الجهني) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: حديث حجازي صحيح الإسناد وقد اتفق على الاحتجاج برواته غير إياس بن عامر وهو مستقيم وخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3).
6693 -
"كان إذا ركع فرج أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه"(ك هق) عن وائل بن حجر (صح) ".
(كان إذا ركع فرج أصابعه) المراد من اليدين لما عند ابن حبان "وفيه إذا
(1) أخرجه البخاري (784)، ومسلم (484).
(2)
أخرجه أبو داود (870)، وابن خزيمة (670)، والطبراني في الكبير (17/ رقم 890) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4734).
(3)
أخرجه البزار (2921)، وانظر: خلاصة الأحكام للنووي (1/ 397)، والمجموع (3/ 413)، والبدر المنير (3/ 608)، والتلخيص الحبير (1/ 476).
ركعت فدع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك" (1) كذا قيل: والتفريج وسط بحيث تفك كل واحدة عن الأخرى. (وإذا سجد ضم أصابعه) منشورة إلى القبلة وهذا في اليدين، قال القرطبي: حكمة ندب هذه الهيئة في السجود أنه أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض مع مغايرته لهيئة الكسلان، وقال ابن المنير (2): حكمته أن يظهر كل عضو بنفسه ويتمكن حتى يكون الإنسان الواحد في سجوده كأنه عدد ومقتضاه أن يستقل كل عضو بنفسه ولا يعتمد بعض الأعضاء على بعض وهذا ضد ما ورد في الصفوف من التصاق بعض الأفراد ببعض لأن المراد هناك إظهار الاتحاد بين المصلين حتى كأنهم واحد أفاده ابن حجر. (ك هق)(3) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: سنده حسن.
6694 -
"كان إذا رمى الجمار مشى إليه ذاهبا وراجعا"(ت) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا رمى الجمار) جمع جمرة وهي الحجر الصغيرة والمراد هنا مواضع الرمي بمنى وسمي الموضع جمرة لأنه يرمي بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يرمى بها من الجمرة وهي اجتماع القبيلة، وقيل: لغير ذلك والمراد إذا أراد رمي الجمار. (مشى إليه) ولم يركب وذكر الضمير نظرا إلى أنه محل وموضع بل يمشي (ذاهباً) إليها، (وراجعاً) منها فهو من سنن الرمي وذكر ابن القيم (4) أنه صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة يوم النحر راكباً، وذهبت الشافعية إلى أنه
(1) أخرجه ابن حبان (5/ 205)(1887).
(2)
انظر: فتح الباري (2/ 294).
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 350)، والبيهقي في السنن (2/ 112)، والطبراني في الكبير (22/ 19)(26)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4733).
(4)
زاد المعاد (2/ 264).
يرمي يوم النحر راكباً. (ت)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته فيما رأيناه مما قوبل على أصله، وقال الشارح لحسنه.
6695 -
"كان إذا رمى جمرة العقبة مضى ولم يقف"(هـ) عن ابن عباس" (ح).
(كان إذا رمى جمرة العقبة مضى) بعد رميه إياها. (ولم يقف) للدعاء كما كان يقف بعد رمي الجمرتين اللتين قبلها فإنه لما فرغ من رمي جمرة الخيف وقف داعياً رافعاً يديه بقدر سورة البقرة وكذلك وقف بعد فراغه من رمي الجمرة الوسطى داعياً قريباً من وقوفه الأول رافعا يديه أيضاً، قال ابن القيم (2): والحكمة في عدم وقوفه بعد رمي جمرة العقبة أنه فرع من العبادة فكأنه خرج من الصلاة وقبلها كان في العبادة فهو يدعوا فيها كما كانت أدعيته غالبها في نفس الصلاة لا بعدها وقيل بل لم يقف لضيق المكان. (هـ)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
6696 -
"كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتيها حتى تبرأ عينها" أبو نعيم في الطب عن أم سلمة".
(كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه) أزواجه (لم يأتها) لجماع أو لم يجامعها. (حتى تبرأ عينها) أما عناقه لها مع ذلك أو لأنه يحصل لها بالجماع حركات عنيفة تضر بالعين ويطول ألمها وهذا هو الأنسب بإخراج الحديث في الطب. (أبو نعيم (4) في الطب عن أم سلمة).
6697 -
"كان إذا زوج أو تزوج نثر تمراً"(هق) عن عائشة (ض) ".
(1) أخرجه الترمذي (900)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4735)، والصحيحة (2072).
(2)
زاد المعاد (2/ 263).
(3)
أخرجه ابن ماجة (3033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4736)، والصحيحة (2073).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الطب (277)، وانظر فيض القدير (5/ 141)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4414): موضوع.
(كان إذا زوج) غيره أي أوقع العقد لأي شخص. (أو تزوج) عقد لنفسه [3/ 314](نثر تمراً) لأنه الذي يكثر في المدينة وإلا فلو نثر في العقد زبيباً ونحوه، غيره لأخذ بالسنة وفيه أن النشار للحاضرين سنة. (هق)(1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
6698 -
"كان إذا سأل الله جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليه"(حم) عن السائب بن خلاد (ح) ".
(كان إذا سأل الله) جلب خير. (جعل باطن كفيه إليه) إلى نفسه إلى تلقاء وجهه. (وإذا استعاذ) من شر. (جعل ظاهرهما إليه) قيل: يجعل يديه كالترس الواقي للشر المطلوب الإعاذة منه.
قلت: ولأن الإنسان يبسط يديه ليتناول ما يحبه ويدفع بظهرهما ما يكرهه والحديث الذي مضى "كان إذا دعا جعل باطن كله إلى وجهه" خاص بدعاء الخير وفيه بيان مرجع ضمير إليه في هذا. (حم)(2) عن السائب بن خلاد) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: فيه ابن لهيعة، وقال الهيثمي: رواه أحمد مرسلاً بإسناد حسن، وكأن تحسين المصنف للمرفوعة لاعتضادها بالمرسلة.
6699 -
"كان إذا سأل السيل قال اخرجوا بنا إلى هذا الوادي الذي جعله الله طهورا فنتطهر منه ونحمد الله عليه" الشافعي (هق) عن يزيد بن الهاد مرسلاً".
(كان إذا سأل السيل) بالمطر الحادث. (قال اخرجوا بنا إلى هذا الوادي) محل السيل. (الذي جعله الله طهوراً) فيه استخدام بالضمير فإنه للسيل ويحتمل أنه أريد بالوادي السيل من إطلاق المحل على الحال بقرينة عود الضمير إليه ثم أطلق عليه الظهور. (فنتطهر منه ونحمد الله عليه) وذلك لأن
(1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 287)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4415).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 56)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 168)، والتلخيص الحبير (2/ 100)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4737).
مباشرة النعمة أكمل في حمد الله عليها فليس ذلك اقتداء به صلى الله عليه وسلم. الشافعي (هق)(1) عن بريدة مرسلاً)، قال الذهبي: إنه مع إرساله منقطع أيضاً.
6700 -
"كان إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه"(حم) عن جابر (صح) ".
(كان إذا سجد جافى) نحى كل يد عن الجنب الذي يليها (حتى نرى) بالنون كما في شرح البخاري للقسطلاني، وفي رواية بالياء التحتية، وفي أخرى "يبدوا". (بياض إبطيه) لكثرة تجافيه فذلك من سنن الصلاة للرجال، قال ابن جرير: من زعم أنه إنما فعله للازدحام وضيق المكان لا دليل عليه وتقدم الكلام على بياض إبطيه. (حم)(2) عن جابر وابن خزيمة) رمز المصنف لصحته، وقال أبو زرعة: صحيح، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ورواه البخاري بلفظ "كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يرى بياض إبطيه"، ومسلم بلفظ "كان إذا سجد فرج يديه عن إبطيه حتى لأرى بياض إبطيه"(3).
6701 -
"كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته" ابن سعد عن صالح بن خيران مرسلاً".
(كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته) وسجد على جبهته دون كور عمامته، قال ابن القيم (4): لم يثبت عنه سجود على كور عمامته في حديث صحيح ولا حسن وأما خبر عبد الرزاق "كان يسجد على كور عمامته"(5) ففيه متروك.
(1) أخرجه الشافعي في الأم (1/ 253)، والبيهقي في السنن (3/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4416).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 294)، وابن خزيمة (649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4738).
(3)
أخرجه البخاري (383)، ومسلم (495)، وانظر كلام الغماري في المداوي (5/ 117) رقم (2668).
(4)
زاد المعاد (1/ 215).
(5)
أخرجه عبد الرزاق (1564) وفي إسناده عبد الله بن محرب وهو متروك.
(ابن سعد (1) عن صالح بن خيران) بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة من تحت وراء ويقال بالحاء المهملة (مرسلاً)، قال الذهبي: الأصح أنه تابعي، وفي التقريب (2) أنه من الطبقة الرابعة.
6702 -
"كان إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر"(ق) عن كعب بن مالك" (صح).
(كان إذا سر) بأي أمر. (استنار وجهه) أنار وأضاء فانتهى للتأكيد. (كأنه قطعة قمر) قال البلقيني: عدل عن تشبيهه بالقمر إلى قطعة منه؛ لأن القمر فيه قطعة يظهر فيها سواد وهو المسمى بالكلف فلو شبه بالمجموع لدخلت هذه القطعة في المشبه به وغرضه التشبيه على أكمل وجه فلذلك قال: قطعة قمر يريد القطعة الصادقة الإشراق الخالية من شوائب الكدر.
وقال ابن حجر (3): بل المحل الذي يظهر فيه السرور جبينه فوقع التشبيه على بعض الوجه فتناسب تشبيهه ببعض القمر، قال ويحتمل أنه أراد بقطعة القمر نفسه والتشبيه وارد على عادة الشعراء وإلا فلا شيء يعدل حسنه، وفي الطبراني من حديث جبير بن مطعم "التفت بوجهه مثل شقة القمر"(4) وهو محمول على صفته عند الالتفات، وفي رواية له "كأنه دارة القمر". (ق)(5) عن كعب بن مالك).
6703 -
"كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات: سبحان ربك رب العزة عما
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4418)، والضعيفة (4200).
(2)
انظر التقريب (1/ 271)، والكاشف (1/ 494).
(3)
فتح الباري (6/ 574).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 136)(1575)، و (19/ 69)(133) عن كعب بن مالك.
(5)
أخرجه البخاري (3556)، ومسلم (2769).
يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين" (ع) عن أبي سعيد رضي الله عنه "(ح).
(كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات: سبحان ربك رب العزة عما يصفون) من قولهم إن له ولدًا وصاحبة وشريكاً. (وسلام على المرسلين) ناسب إرداف الثناء على الله تعالى بالثناء على رسله ثم أردفه بالثناء عليه تعالى وحمده تحلية بعد التخلية فقال. (والحمد لله رب العالمين) أخذ منه أنه يفصل بين الفرض والسنة بالذكر. (ع)(1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه.
6704 -
"كان إذا سلم لم يقعد إلا بمقدار أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"(م 4) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا سلم) من صلاته. (لم يقعد)[3/ 315] في مصلاه. (إلا بمقدار أن يقول: اللهم أنت السلام) تقدم تفسيره في الأسماء الحسنى. (ومنك السلام) السلامة لعبادك كأنه منك. (تباركت) تعاظمت وارتفعت شرفا وعزة وجلالة. (يا ذا الجلال) صاحب العظمة (والإكرام) والمراد أنه لا يمكث مستقبلا القبلة إلا بقدر ما يقول ذلك ثم يجعل يمينه للناس ويساره لقبلة فقد ثبت أنه كان إذا صلى أقبل على أصحابه ويكون ما سلف من حديث "سبحان ربك" إلى آخره يقوله بعد إقباله بوجهه على من خلفه، قال ابن الهمام: لم يثبت عن المصطفي صلى الله عليه وسلم الفصل بالأذكار التي يواظب عليها في المساجد في عصرنا من قراءة آية الكرسي والتسبيحات وأخواتها ثلاثاً وثلاثين وغيرها.
قلت: قد ورد الحث عليها سيما التسبيح وأخوته بعد فعل الصلاة، والسنة القولية أقوى من الفعلية ففاعله بعدها آتٍ بالسنة مأجور وأما هذه الهيئة من
(1) أخرجه أبو يعلى (1118)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4419)، والضعيفة (4201): ضعيف جداً.
قعود المصلين خلف الإِمام ورفع أحدهم صوته بالأذكار فهو مبتدع بخصوصه لا من حيث أنه ذكر داخل في جملة ما حث عليه من الاجتماع على ذكر الله تعالى وقد بيناه في محل آخر وكذلك رفع الإِمام يده بالدعاء ودعاؤهم خلفه غير معروف في السنة القولية والفعلية، وأما الحث على بقاء المصلى في مصلاه وإخباره صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تزال تصلي عليه ما دام في مصلاه فإن هذه المواجهة لأصحابه كائنة مع بقائه في مصلاه فما قيل قاله أبو زرعة: أنه قد يترك الشيء وهو يحب فعله خشية المشقة على الناس ومنه تركه البقاء في مصلاه في هذا فغير واضح. (م 4)(1) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري.
6705 -
"كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله"(حم) عن أبي رافع (ض) ".
(كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول) فقوله عقيب قول المؤذن لا أنه يسمعه ثم يقول وهذا خفي أخذه من هنا لكنه دل له غيره، (حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله) أي عند كل واحد من اللفظين الأوليين والآخرين وإنما اختصر الراوي، فيقول: كلمة الحوقلة أربع مرات وذلك أنه لما دعي إلى الصلاة والفلاح ناسب أن يأتي بكلمة التفويض واستدعاء الإعانة من الله وظاهره أنه يفردها ولا يقول كما قال المؤذن: وقيل: يجمع بين الحيعلة والحوقلة واختار ابن القيم الأول. (حم)(2) عن أبي رافع) رمز المصنف لضعفه ورواه البزّار والطبراني، قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد
(1) أخرجه مسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298)، والنسائي (3/ 69)، وابن ماجة (924).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 9)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4741)، والصحيحة (2075).
الله وهو ضعيف لكن روى عنه مالك.
6706 -
"كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: وأنا، وأنا". (د ك) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا سمع المؤذن يتشهد) ينطق بالشهادتين، (قال: وأنا، وأنا) قال الطيبي: إنه عطف على قول المؤذن أشهد على تقدير العامل في الإيجاب أي وأنا أشهد كما تشهد، والتكرير في أنا راجع إلى الشهادتين، وظاهره أنه يكفي ذلك من الإجابة، وبوب عليه ابن حبان بأن إباحة الاقتصار عند سماع الأذان على أنا وأنا، قلت: ويحتمل أنه كان يقول عند كل شهادة وأنا فيقولها أربع مرات فاقتصر الراوي لقرينة السياق. (د ك (1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6707 -
"كان إذا سمع المؤذن قال: "حي على الفلاح" قال: "اللهم اجعلنا مفلحين". ابن السني عن معاوية (ض) ".
(كان إذا سمع المؤذن قال) في أذانه: ("حي على الفلاح" قال: "اللهم اجعلنا مفلحين") فائزين بخير الدارين وكأنه تارة كان يقول كلمة الحوقلة وتارة هذا، أو كان يجمع بينهما (ابن السني (2) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي (3): فيه نصر بن طريف أبو جزء (4) القصاب متروك، والراوي عنه عبد الله بن واقد (5) قال البخاري: تركوه.
6708 -
"كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا
(1) أخرجه أبو داود (526)، والحاكم (1/ 321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4742).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (91)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4420)، والضعيفة (706): موضوع.
(3)
انظر: المقاصد الحسنة (ص: 152).
(4)
انظر المغني (2/ 696)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 159).
(5)
المغني (1/ 362)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 145).
بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك" (حم ت ك) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا سمع صوت الرعد) معروف المراد به غير الحقيقة. (والصواعق) مثله والمراد: إذا سمع كل واحد على حدة، أو سمعهما معاً. (قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك) ومعنى الجملتين متقارب والكل مسوق لدفع غضبه وسؤال رحمته. (وعافنا) من كل غضب وهلاك. (قبل ذلك) قبل المذكورين من غضبك وعذابك أي عافنا أبداً كما يقتضيه السياق وفيه ندب الدعاء عند المفزعات. (حم ت ك) (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال النووي في الأذكار (2) بعد نسبته للترمذي: في إسناده ضعيف [3/ 316]، قال الحافظ العراقي: وسنده حسن، وفي الخلاصة للبيهقي (3): وقال فيه الحجاج بن أرطأة قيل: وهو قصور منه، فالحديث في الترمذي من غير طريقه.
6709 -
"كان إذا سمع بالاسم القبيح حوله إلى ما أحسن منه". ابن سعد عن عروة مرسلاً".
(كان إذا سمع بالاسم القبيح) كمرة وحرب. (حوله إلى ما أحسن منه) كتبديله عاصية بجميلة، والعاصي بمطيع، وذلك لأن الفطرة السليمة تنفر عن القبيح وتميل إلى خلافه وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير، قال القرطبي: وهذه سنة ينبغي الاقتداء به فيها، وقد تقدم الكلام على هذا. (ابن سعد (4) عن عروة
(1) أخرجه أحمد (2/ 100)، والترمذي (3450)، والحاكم (4/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4421)، والسلسلة الضعيفة (1042).
(2)
الأذكار (ص: 404) رقم (463).
(3)
مراد المؤلف: كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإِسلام للنووي (2/ 889 رقم 3149)، وقال فيه: رواه البيهقي بإسناد ضعيف من رواية الحجاج بن أرطأة.
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 541)، وابن عدي في الكامل (4/ 19) عن عائشة، والطبراني في الأوسط (1/ 126) عن عروة مرسلاً، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4743).
مرسلاً) وقد رواه الطبراني في الصغير عن عائشة بزيادة بسند قال فيه الحافظ العراقي: رجاله رجال الصحيح.
6710 -
"كان إذا شرب الماء قال: "الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا". (حل) عن أبي جعفر مرسلاً"(ض).
(كان إذا شرب الماء قال: "الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته) بسببها وفضله. (ولم يجعله ملحا أجاجاً) مراً شديد الملوحة وهو بضم الهمزة وقد تكسر نادراً. (بذنوبنا) بسببها فإنها تقتضي أن لا يذوق لذة ولا طيباً. (حل)(1) عن أبي جعفر) محمَّد الباقر بن علي بن الحسين (مرسلاً)، رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه جابر بن زيد الجعفي وقد أخرجه الطبراني في الدعاء، قال ابن حجر: والحديث مع إرساله ضعيف من أجل جابر الجعفي.
6711 -
"كان إذا شرب تنفَّس ثلاثا، ويقول: هو أهنأ وأمْرَأ وأبرأ". (حم ق 4) عن أنس (صح) ".
(كان إذا شرب تنفَّس) خارج الإناء. (ثلاثاً) فيشرب ثلاث مرات ويسمي عند أول كل شربة ويحمد آخرها كما ورد به الحديث الآخر. (ويقول) بعد تمامه. (هو) الشرب ثلاث دفعات. (أهنأ) بالهمز المضمومة من الهناء. (وأمْرَأ) بالهمز قمعا للظمأ وأقوى للهضم. (وأبرأ) بالهمز أكثر برأ أي صحة للبدن فهو لتردده على المعدة الملتهبة دفعات أكثر نفعا من وروده عليها دفعة واحدة فإن هجوم البارد يفسد مزاج الكبد وفيه أن هذا الفعل لأمر عائد على صحة البدن مع ما يحصل من زيادة التسمية والحمد لله. (حم ق 4)(2) عن أنس).
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 137)، والطبراني في الدعاء (899)، وابن أبي الدنيا في الشكر (70)، انظر: ابن علان في الفتوحات الربانية (5/ 235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4422).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 211)، والبخاري (5631)، ومسلم (2028)، وأبو داود (3727)، والترمذي =
6712 -
"كان إذا شرب تنفَّس مرتين". (ت هـ) عن ابن عباس (ض) ".
(كان إذا شرب تنفَّس مرتين) لا ينافي الأول لأنه يكون قد شرب ثلاث مرات فأخبر عن المرتين اللتين بين الشرب وأما الثالثة فهي من ضرورة الواقع. (ت هـ)(1) عن ابن عباس) رمز لضعفه قال ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف.
6713 -
"كان إذا شرب تنفّس في الإناء ثلاثاً، يسمي عند كل نفس، ويشكر في آخرهن". ابن السني (طب) عن ابن مسعود (ض) ".
(كان إذا شرب تنفّس في الإناء ثلاثاً) ليس الإناء ظرفاً للتنفس بل التنفس خارجه كما عرف من غيره ففي تعليله تنفس لأجل الإناء وسبب كون الماء فيه لا أنه يتنفس فيه قال ابن العربي: إن التنفس في الإناء يعلق به روابح منكرة تفسد الماء والإناء وذلك يعرف بالتجربة. (يسمي عند كل نفس) وقد سمى في أوله لما عرف في غيره. (ويشكر في آخرهن) أي آخر كل نفس وأنث الضمير مراعاة للمعنى أي آخر الأنفاس الثلاثة والمراد آخر كل. ابن السني (طب)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني رجاله رجال الصحيح إلا المعلى فاتفقوا على ضعفه ومن ثمة قال ابن حجر: غريب ضعيف.
6714 -
"كان إذا شهد جنازة أكثر الصُّمات، وأكثر حديث نفسه". ابن المبارك وابن سعد عن عبد العزيز بن أبي رواد مرسلاً".
(كان إذا شهد جنازة أكثر الصُّمات) بالضم: السكوت. (وأكثر حديث نفسه) قيل: ويكره لمشيع الجنازة رفع الصوت بالذكر والقراءة ويذكر في نفسه. (ابن
= (2028)، والنسائي في الكبرى (4/ 199)، وابن ماجة (3416).
(1)
أخرجه الترمذي (1886)، وابن ماجة (3428)، وانظر فتح الباري (10/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4424)، والضعيفة (4204).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (473)، والطبراني في الكبير (10/ 205)(10475)، وانظر: فتح الباري (10/ 93)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4423): ضعيف جداً.
المبارك وابن سعد (1) عن عبد العزيز بن أبي رواد) بفتح الراء وتشديد الواو، كان صدوقاً عابداً ربما رمي بالإرجاء مرسلاً.
6715 -
"كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة، وأكثر حديث النفس". (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة) بالمد انكسار نفس (وأكثر حديث النفس) بأحوال الموت والقبر وما بعدهما. (طب)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة.
6716 -
"كان إذا شهد جنازة علا كربه، وأقل كلامه، وأكثر حديث نفسه". الحاكم في الكنى عن عمران بن الحصين".
(كان إذا شهد جنازة علا كربه) بفتح فسكون ما يدهم الإنسان مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه. (وأقل كلامه) من ذكر وغيره. (وأكثر حديث نفسه) تفكرا في ما إليه كل حي يصير. (الحاكم (3) في الكنى عن عمران بن الحصين).
6717 -
"كان إذا صعد المنبر سلم". (هـ) عن جابر (ح) ".
(كان إذا صعد المنبر سلم) على الناس قائماً كما في الحديث وفيه رد على من لم يقل بسنية ذلك وهو أبو حنيفة ومالك. (هـ)(4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الزيلعي: [3/ 317] حديث واه
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (244)، وابن سعد في الطبقات (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4425)، والضعيفة (4205).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 106)(11189)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4426).
(3)
عزاه في الكنز (3/ 185) للحاكم في الكنى انظر فيض القدير (2/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4427).
(4)
أخرجه ابن ماجة (1109)، وانظر نصب الراية (2/ 205)، والتلخيص الحبير (2/ 63)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4745)، والصحيحة (2076).
وسئل عنه ابن أبي حاتم، فقال: هذا موضوع، وقال ابن حجر حديث ضعيف جداً.
6718 -
"كان إذا صلى الغداة جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها". (حم م) عن أنس (صح) ".
(كان إذا صلى الغداة) صلاة الفجر. (جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء) يجيء كل خادم بإناء أهله ليبرك صلى الله عليه وسلم فيها. (فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها) تبريكاً منه عليهم فينال بركته كل أحد وفيه التبرك بآثار الصالحين لمثل هذا، وفيه قربه من الناس واتصال كل أحد به. (حم م)(1) عن أنس).
6719 -
"كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس". (حم م 3) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان إذا صلى الغداة) لفظ مسلم: "الفجر". (جلس في مصلاه) منحرفاً كما سلف. (حتى تطلع الشمس) يذكر الله كما في الطبراني وقد كثر حثه صلى الله عليه وسلم على القعود في هذا الوقت في المصلى قيل كان يقعد متربعًا وفي لفظ: "حتى تطلع عليه الشمس حسناء"(2) أي نقية بيضاء زائلة عنها الصفرة التي تخيل فيها عند الطلوع. (حم م 3)(3) عن جابر بن سمرة).
6720 -
"كان إذا صلى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه فقال: هل فيكم مريض أعوده؟ فإن قالوا: لا، قال: فهل فيكم جنازة أتبعها؛ فإن قالوا: لا، قال: من رأى منكم رؤيا يقصها علينا". ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ".
(كان إذا صلى بالناس صلاة الغداة) ففرغ منها. (أقبل عليهم بوجهه) وهو
(1) أخرجه أحمد (3/ 137)، ومسلم (2324).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 216)(1885).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 100)، ومسلم (670)، وأبو داود (1294)، والترمذي (585)، والنسائي في الكبرى (1/ 404).
قاعد. (فقال: هل فيكم مريض فأعوده؟ فإن قالوا: لا، قال: فهل فيكم جنازة فأتبعها؟ فإن قالوا: لا، قال: من رأى منكم رؤياً) مقصور يكتب بالألف كراهة اجتماع المثلين. (يقصها علينا) وسكت الراوي عما إذا قالوا: نعم، لأنه يعلم أنهم إذا قالوها عاد المريض وشهد الجنازة، قال القرطبي: إنما كان يسألهم عن الرؤيا لما كانوا عليه من الصلاح والصدق، وعلم أن رؤياهم صحيحة يستفاد منها، الاطلاع على كثير من علم الغيب وسن لهم الاعتناء بالرؤى، والتشوق لفوائدها، ويعلمهم كيفية التعبير ويستنكر الاطلاع على الغيب، قال ابن حجر (1): فيه أنه يسن قص الرؤى بعد الصبح والانصراف من الصلاة، قال: وفيه رد لما رواه عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم: لا تقصص رؤياك على امرأة، ولا تحدث بها قبل طلوع الشمس، وعلى من قال من أهل التعبير: إنه يستحب أن يكون تعبير الرؤيا من طلوع الشمس إلى الرابعة ومن العصر إلى قبيل المغرب، قال المهلب: تعبير الرؤيا بعد الصبح أولى من جميع الأوقات لحفظ صاحبها لها لقرب عهده، وبحضور ذهن العابر وقلة شغله بما يفكره فيما يتعلق بمعاشه. (ابن عساكر (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
6721 -
"كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن". (خ) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا صلى ركعتي الفجر) سنته. (اضطجع على شقه الأيمن) للاستراحة أو للفصل بين الفرض والنفل وهو مندوب وقال ابن حزم: واجب لورود الأمر به وإنه شرط في صحة الصلاة وبحث ابن القيم (3) في الهدي في ذلك ونقل عن
(1) فتح الباري (12/ 439).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 114)، وانظر فيض القدير (5/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4428).
(3)
زاد المعاد (1/ 298).
شيخه ابن تيمية تضعيف حديث الأمر. (خ)(1) عن عائشة)، ظاهره انفراده به عن مسلم وقد نسبه لهما الصدر المناوي (2).
6722 -
"كان إذا صلى صلاة أثبتها". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا صلى صلاة) نفلاً (أثبتها) داوم عليها ولم يتركها، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"أحب الأعمال إلى الله أدومها"(3) وكان هذا في غالب نوافله صلى الله عليه وسلم وإلا فإنه قد صلى الضحى وتركها (م)(4) عن عائشة).
6723 -
"كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه يقول: باسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن". (خط) عن أنس".
(كان إذا صلى) فرغ من صلاته أو إذا أراد لا أنه يفعله في أثناء صلاته. (مسح بيده اليمنى على رأسه) كأن المراد مقدمه أو كله (يقول: باسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم) ما يهمه من أمور الدين والدنيا (والحزن) كل ما يكون على فائت، وقيل الهم والغم والحزن من واد واحد وهو ما يصيب القلب من الألم بفوات محبوب إلا أن الغم أشدها والحزن أشملها. (خط)(5) عن أنس).
6724 -
"كان إذا صلى الغداة في سفره مشى عن راحلته قليلاً". (حل هق) عن أنس".
(كان إذا صلى الغداة في سفره مشى عن راحلته قليلاً) أي لا يركب عقيب
(1) أخرجه البخاري (626)، ومسلم (736).
(2)
انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 855) بتحقيقنا.
(3)
أخرجه البخاري (6464، 6467)، ومسلم (783).
(4)
أخرجه مسلم (835).
(5)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 480)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4429)، والضعيفة (660): ضعيف جداً.
صلاته بل يمشي، وتمام الحديث "وناقته تقاد" فتكون سنة فإنه ليس من أفعال الخيلة. (حل) من حديث سلمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس وقال غريب من حديث سليمان ويحيى. (هق) (1) عن أنس) ورواه الطبراني في الأوسط بلفظ:"كان إذا صلى الفجر مشى" قال العراقي: إسناده جيد.
6725 -
"كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف"(ك) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر) الأسود بيده أو بفمه أو بالمحجن. (والركن) المراد به اليماني. (في كل طواف) كل شوط يحلق فيه على البيت. (ك)(2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم، وأقرَّه الذهبي.
6726 -
"كان إذا ظهر في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة؛ وإذا دخل البيت في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة".
(كان إذا ظهر) الظهور ضد الخفاء ولا أعرف المراد هنا ولا تكلم عليه الشارح ولا رأيته في النهاية وتقدم نظيره وحمله الشارح على الاعتكاف (في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة) ويحتمل أن المراد بروزه للناس بروزاً مخصوصاً أو خروجه إلى الجهاد وهو بعيد (وإذا دخل البيت) إن أريد منزله فهو يدخله في أي وقت أو البيت العتيق فلم يدخله إلا مرة في الفتح أو معتكفه. (في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة) لأنها الليلة الغراء (ابن السني وأبو نعيم (3) في الطب عن عائشة) كأن وجه ذكره في الطب أنه ذكر فيه الفصلان
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 180)، والبيهقي في السنن (2/ 211)، والطبراني في الأوسط (6951)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4748)، والصحيحة (2077).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 626)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4751)، والصحيحة (2078).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (469)، وفي الطب (ق 12/ ب) وأبو نعيم في الطب أيضاً =
الصيف والشتاء.
6727 -
"كان إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس قبل الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده". (حم حب ك) عن أبي قتادة (صح) ".
(كان إذا عرس) بالتشديد نزل وهو مسافر آخر الليل للاستراحة (وعليه ليل) أي وفي الليل بقية واسعة كأنها دين عليه يقضي بقطعه. (توسد يمينه) اتخذ كله الأيمن وسادة له كما سلف. (وإذا عرس قبل الصبح) وقد قرب. (وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده) لئلا يتمكن من النوم ويستغرق فيه فإن هذا الصنيع أعون على الانتباه وفيه أنه يحسن ألا يتخذ الإنسان من الوطء ما يمنعه من أول الوقت. (حم حب ك)(1) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته وأخرجه الترمذي في الشمائل: وعزاه الحميدي والمزي لمسلم، واعترض بأنه لا يوجد فيه (2).
6728 -
"كان إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به". (حم م ت) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا عصفت الريح) اشتد هبوبها (قال: اللهم إني أسألك خيرها) خيرها بأن تكون لواقح. (وخير ما فيها) ما اشتملت عليه من الحكمة في إرسالها فقوله: (وخير ما أرسلت به) تفسير له ويحتمل من فيها الأعوان المرسلون معها، قال الطيبي: يحتمل الفتح على الخطاب ويحتمل بناؤه للمفعول. (وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به) فإنها ترسل بالخير والشر وفيه
= (رقم 138)، والبيهقي في الشعب (3044)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4430).
(1)
أخرجه أحمد (5/ 298)، وابن حبان (14/ 349)(6438)، والبيهقي في السنن (5/ 256)، والترمذي في الشمائل (249) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4752) والصحيحة (2225).
(2)
يراجع المداوي (5/ 119) رقم (2672).
ندب الدعاء والرجوع إلى الله عند مثل ذلك. (حم م ت)(1) عن عائشة).
6729 -
"كان إذا عطس حمد الله، فيقال له: يرحمك الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم". (حم طب) عن عبد الله بن جعفر (ح) ".
(كان إذا عطس) من باب ضرب وقيل: من باب قتل وهو الأشهر. (حمد الله) قال: الحمد لله رب العالمين وروي الحمد لله على كل حال. (فيقال له: يرحمك الله) يقوله من عنده بتعليمه لهم وفيه الدعاء له صلى الله عليه وسلم بالرحمة وقد يزاد على ذلك عافانا الله وإياكم من النار كما وردت به رواية. (فيقول) مجيباً عليهم: (يهديكم الله ويصلح بالكم) وتقدم غير مرة. (حم طب)(2) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه رجل حسن الحديث على ضعف فيه وبقية رجاله ثقات.
6730 -
"كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته". (د ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه) لئلا تظهر هيئته عند ذلك وفي رواية "خمر وجهه وفاه". (وخفض بها صوته) قيل: هذا نوع من الأدب بين يدي الجلساء. (د ت) وقال: حسن صحيح. (ك)(3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
6731 -
"كان إذا عمل عملا أثبته". (م د) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا عمل عملاً) دينياً أو دنيوياً (أثبته) أتقنه وأحكم عمله فإن الله يحب من العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه كما سلف لأن خلافه عمل العجلان وهو
(1) أخرجه أحمد (5/ 123)، ومسلم (899)، والترمذي (3449).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 204)، والطبراني في الكبير (3/ 292)(3441)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 56)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4754)، والصحيحة (2387).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 439)، أبو داود (5029)، والترمذي (2745)، والحاكم (4/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4755).
مذموم أو المراد المديني والإثبات المداومة عليه. (م د)(1) عن عائشة).
6732 -
"كان إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أجول، وبك أصول، وبك أقاتل". (حم د ت هـ حب) والضياء عن أنس (صح) ".
(كان إذا غزا) أراد الخروج له. (قال: اللهم أنت عضدي) معتمدي إذ العضد ما يعتمد عليه وثبوته في الحرب وغيره. (وأنت نصيري) ناصري، فعيل بمعنى فاعل. (بك أجول، وبك أصول، وبك أقاتل) فالكل من الأفعال مستعان فيه تعالى فهو الأمر بقتال العدو ومنه تطلب الإعانة على قتاله. (حم د ت هـ حب) والضياء (2) عن أنس رمز المصنف لصحته.
6733 -
" (كان إذا غضب احمرت وجنتاه". (طب) عن ابن مسعود، وعن أم سلمة".
(كان إذا غضب احمرت وجنتاه) وغضبه لا ينافي ما وصفه الله من الرأفة والرحمة لأنه ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله فغضبه على من انتهكها من جملة رحمته له لأنه يخاف عليه من غضب الله تعالى، وظهور الحمرة في وجنته لأنها تتصعد الحرارة من القلب فيظهر في الخد لأنه أرق اللحم. (طب)(3) عن ابن مسعود، وعن أم سلمة).
6734 -
"كان إذا غضب وهو قائم جلس، وإذا غضب وهو جالس اضطجع، فيذهب غضبه". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة".
(1) أخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1368).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 184)، وأبو داود (2632)، والترمذي (3584)، والنسائي في الكبرى (6/ 155)، وابن حبان (11/ 76)(4761)، والضياء في المختارة (2361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4757)، والصحيحة (1061، 2459).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 14)(9791)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4758)، والصحيحة (2079).
(كان إذا غضب وهو قائم جلس، هذا غضب وهو جالس اضطجع، فيذهب غضبه) لأن تحول الغضبان من حال إلى حال يذهب به الغضب لأن بتحول البدن تتحول صفة القلب. (ابن أبي الدنيا (1) في ذم الغضب عن أبي هريرة).
6735 -
"كان إذا غضب لم يجترئ عليه أحد إلا علي". (حل ك) عن أم سلمة (صح) ".
(كان إذا غضب لم يجترئ) من الجرأة وهي الإقدام. (عليه أحد إلا علي بن أبي طالب) رضي الله عنه وذلك لأنه كان عظيما عنده ولأنه تربى في حجره فهو أَنَس به. (حل ك)(2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه حسين الأشقر وثق واتهمه ابن عدي عن جعفر الأحول وجعفر تكلم فيه.
6736 -
"كان إذا غضبت عائشة عرك بأنفها وقال: يا عويش، قولي: اللهم رب محمَّد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن". ابن السني عن عائشة (ض) ".
(كان إذا غضبت عائشة عرك) بالعين المهملة والراء. (بأنفها وقال) ملاطفا لها ومداعباً ومعلماً: (يا عويش) تصغير شفقة مرخم يجوز ضم الشين وفتحها (قولي: اللهم رب محمَّد اغفر لي ذنبي) فإن كان بلاءً من الذنوب فطلاب غفرانها أقدم من كل مطلوب. (وتذهب غيظ قلبي) الذي يثور الغضب. (وأجرني من مضلات الفتن) أصله الفتن المضلة ثم صنع به ما صنع في لجين الماء من التقديم والتأخير لا التشبيه، والعائذات الطير، وفيه أنه يلقن الغضبان ما يزيل غضبه، ويعرك بأنفه وحكمته أن الغضب من صفات الذم وبه، فمسح الأنف يناسب
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4432).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 227)، والحاكم (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4431)، وزاد الألباني في الضعيفة (4206)، علة أخرى: وهي الانقطاع بين منذر الشوري واسم أبيه يعلى وأم سلمة.
إذلالها بعركها". (ابن السني (1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
6737 -
"كان إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الركعتين بعد الظهر". (هـ) عن عائشة" (ح).
(كان إذا فاته الأربع) التي كان يتحرى صلاتها (قبل الظهر صلاها بعد الركعتين) اللتين (بعد الظهر) قالوا: إنما أخرها عن الركعتين؛ لأن الموضع بعد الصلاة لها، وقد فات وقت الأربع فلا يفوت وقت الاثنتين فكان تقديمها أولى، وفيه دليل على قضاء النوافل. (هـ)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
6738 -
"كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين". (حم 4) والضياء عن أبي سعيد (ح) ".
(كان إذا فرغ من طعامه) من أكله (قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا) حمد عليه وإن كان لم يشرب لأن الشيء يذكر بنظيره وكل نعمة تقرن بنظيرتها (وجعلنا مسلمين) ترقى بذكر أعظم النعم، ولأن الطعام والشراب يشترك فيه الكافر والمؤمن والناطق البهيمي، فذكر النعمة الخاصة بهم بعد العامة. (حم 4) والضياء (3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: إنه حديث حسن، وقال في الميزان: غريب منكر.
6739 -
"كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ لأنه الآن يسأل". (د) عن عثمان (ح) ".
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (552)، وأحمد (6/ 301)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4433)، والضعيفة (4207).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1158)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4759).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 98)، وأبو داود (3850)، والترمذي (3397)، والنسائي في الكبرى (6/ 80)، وابن ماجة (3283)، والضياء في المختارة (1575)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، والميزان (8/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4436).
(كان إذا فرغ من دفن الميت) المسلم. (وقف عليه) هو وأصحابه صفوفاً. (فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت) اطلبوا له من الله تعالى أن يثبت لسانه وجنانه بجوابه الملكين. (لأنه الآن يسأل) عن إيمانه ونبيه، قال المظهر: فيه دليل على أن الدعاء نافع للميت وليس فيه دلالة على التلقين عند الدفن كما هو العادة، قال النووي: قال الشافعي والأصحاب: يسن عقيب دفنه أن يقرأ عنده شيء من القرآن فإن ختموا القرآن كله فهو حسن، قال ويندب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول البقرة وخاتمتها ويحسن أن يدعوا بقوله: اللهم هذا عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيراً وقد أجلسته لتسأله فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته في الدنيا اللهم ارحمه وألحقه بنبيه ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره. (د)(1) عن عثمان رمز) المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود وأقره المنذري.
6740 -
"كان إذا فرغ من طعامه قال: اللهم لك الحمد، أطعمت، وسقيت، أشبعت، وأرويت، ذلك الحمد، غير مكفور ولا مودع، ولا مستغنى عنك". (حم) عن رجل من بني سليم (ح) ".
(كان إذا فرغ من طعامه قال: اللهم لك الحمد، أطعمت [3/ 320] وسقيت) ولما كان يصدق الإطعام والسقي على ما لم يصل إلى حد الشبع والري قال و. (أشبعت وأرويت) لإفادة كمال النعمة (ذلك الحمد، غير مكفور) مجحود النعمة والعطية. (ولا مودع) بفتح الدال مثقلة غير متروك، قال ابن حجر: ويحتمل كسرها على أنه حال من القائل (ولا مستغنى) بفتح النون والتنوين. (عنك) وتقدَّم قريباً (حم)(2) عن رجل من بني سليم) له صحبة رمز
(1) أخرجه أبو داود (3221)، الأذكار (ص 368) رقم (419)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4760).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 236)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =
المصنف لحسنه، قال ابن حجر: فيه عبد الله بن عامر الأسلمي فيه ضعف من قبل حفظه وسائر رجاله ثقات.
6741 -
"كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه ومغفرته، واستعاذ برحمته من النار". (هق) عن خزيمة بن ثابت (ض) ".
(كان إذا فرغ من تلبيته) من حج أو عمرة. (سأل الله رضوانه) بكسر الراء وضمها رضاه وكأن المراد عقيب كل تدبية يقودها لا الفراغ منها بالكلية عند ندب تركها بعد نقص أفعالهما. (ومغفرته) قدم الرضوان؛ لأنه إذا رضي غفر. (واستعاذ برحمته) بأن يقول أعوذ برحمة الله. (من النار) وفيه أن عقيب التلبية موضع دعاء وطلب للخير واستعاذة من الشر قال الرافعي: استحب الشافعي ختم التلبية بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل بعدهما ما أحب، قال ابن الهمام: من أهم ما يسأل طلب الجنة بغير حساب. (هق)(1) عن خزيمة بن ثابت) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي: فيه صالح بن محمَّد بن زائدة وعبد الله الأموي فيه جهالة، قال ابن حجر (2): صالح مدني ضعيف.
6742 -
"كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده". (ع) عن أنس".
(كان إذا فقد) من باب ضرب. (الرجل من إخوانه) بأن لم يره. (ثلاثة أيام سأل عنه) فلا يسأل إلا بعد الثلاث. (فإن كان غائباً) أخبر أنه غائب. (دعا له، وإن كان شاهدا زاره) فيه زيارة الأكابر للأصاغر (وإن كان مريضاً عاده) فيعاد المريض بعد ثلاث وفيه أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عمن فقده من إخوانه بعد
= (4437)، والضعيفة (4209).
(1)
أخرجه البيهقي في السنن (5/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4435).
(2)
التقريب (1/ 273).
ذلك القدر. (ع)(1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه عباد بن كثير كان صالحاً لكنه متروك الحديث لغفلته.
6743 -
"كان إذا قال الشيء ثلاث مرات لم يراجع". الشيرازي عن أبي حدرد".
(كان إذا قال الشيء) يأمر به أو نحوه. (ثلاث مرات لم يراجع) بضم أوله وفيه جواز المراجعة بأدب ووقار فإنه من باب حسن الصحبة ومحض النصح.
(الشيرازي (2) عن أبي حدرد) بمهملات بينهن راء ورواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير بلفظه عن أبي حدرد، قال الهيثمي: رجاله ثقات وفيه قصة وهو: أن حدردا كان ليهودي عليه ثلاثة دراهم فاستعدى عليه فقال: يا محمَّد إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها، قال:"أعطه حقه"، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال:"أعطه حقه"، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال:"أعطه حقه"، قال والذي نفسي بيده ما أقدر عليها وقد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر وأرجو أن نغنم شيئاً فأقضيه قال:"أعطه" قال: وكان إذا قال الشيء: ثلاثاً لم يراجع فخرج به ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة ومئتزر ببردة فنزع العمامة وأبرز فيها ونزع البردة وقال أشتر هذه البردة.
9744 -
"كان إذا قال بلال: "قد قامت الصلاة" نهض فكبر". سمويه (طب) عن ابن أبي أوفى (ض) ".
(كان إذا قال بلال) المؤذن. ("قد قامت الصلاة") في الإقامة وكأن المراد عند أول اللفظين. (نهض فكبر) تكبيرة الإحرام فيه أنه لا يقوم عند الإقامة إلا
(1) أخرجه أبو يعلى (3429)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 259)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4384)، والضعيفة (1389):موضوع.
(2)
أخرجه الشيرازي كما في الكنز (18435)، وأحمد (3/ 423)، الطبراني في الأوسط (4512)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4439).
عند لفظها وأنه يكبر ولا يقول شيئاً قبل التكبير وذلك السنة والتوجه بعد التكبيرة. (سمويه (طب)(1) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحجاج بن فروخ: واه الحديث.
6745 -
"كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". (حم ق د ن هـ) عن حذيفة (صح) ".
(كان إذا قام من الليل) للصلاة كما فسرته رواية مسلم "إذا قام ليتهجد"، قيل: ويحتمل أن المراد مجرد القيام في مثل: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9]. (يشوص فاه) بفتح أوله وضم الشين المعجمة فاه. (بالسواك) يدلكه به وينظفه وينقيه وقيل: يغسله، قال ابن دقيق العيد: إن فسر يشوص بيدلك فحمل السواك على الآلة ظاهرا مع احتماله للدلك بأصبعه والباء للاستعانة أو يتغسل فيحتمل الحقيقة أي الغسل بالماء فالباء للمصاحبة ولكن إرادة المجاز وأن تكون تنقية الفم يسمى غسلا على مجاز المشابهة وأيضاً [3/ 321] فعلى حمله على الأسنان يكون إطلاق "فاه" مجازاً من إطلاق الكل على الجزء أو من مجاز الحذف أي بعض فاه ثم المراد لقام انتبه من النوم ولا فرق بين نوم الليل والنهار وقيل يختص بنوم الليل. (حم ق د ن هـ)(2) عن حذيفة) كلهم أخرجوه في الطهارة.
6746 -
"كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين) قال ابن الحربي: حكمته
(1) لم أقف عليه في الكبير، وانظر تحفة الأحوذي (3/ 166)، والمجمع (2/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4440).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 382)، والبخاري (245، 889، 1136)، ومسلم (255)، وأبو داود (55)، والنسائي في الكبرى (1/ 63)، وابن ماجة (286).
تنبيه القلب بمناجاة من دعاه إليه ومشاهدته ومراقبته. (خفيفتين) يخفف القراءة فيهما والأركان وذلك ادعاء للنشاط من الابتداء بالتطويل لأنه يلد للنفس نقلها من الأخف إلى الأثقل ومن الأقصر إلى الأطول. (م)(1) في الصلاة عن عائشة) ولم يخرجه البخاري.
6747 -
"كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا". (ت) عن أبي هريرة (ض) ".
(كان إذا قام إلى الصلاة) قصدها وتوجه إليها وقدم عليها مثل قوله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [المائدة: 6]. (يرفع يديه) حذوا منكبيه. (مداً) يَمُدّها مدًا أو أنه من باب قعد جلوسا ينتصب برفع وهذا الرفع عند تكبيرة الإحرام سنة اتفق عليها الأمة إلا القليل وقيل: بوجوبها وقد حققنا الكلام في ذلك في حاشية ضوء النهار، قيل وحكمته الإشارة إلى إطراح الدنيا والإقبال بكليته على العبادة وقيل الاستسلام والانقياد ليتناسب فعله قوله: الله أكبر، وقيل: استعظام ما دخل فيه وقيل إشارة إلى تمام القيام، وقيل: يستقبل بجميع بدنه، قال القرطبي: وهذا أنسبها وصح أيضاً رفعهما عند تكبيرة ركوعه وعند رفعه منه وعند قيامه من التشهد الأوسط. (الترمذي (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ورواه بنحوه وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
6748 -
"كان إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم". (هـ) عن ثابت (ح) ".
(كان إذا قام على المنبر) للخطبة (استقبله أصحابه بوجوههم) لأنه يستدبر القبلة وهم مواجهون لها، وهذا إجماع قيل فإن لم يستقبلهم كره فقط، ولا تبطل
(1) أخرجه مسلم (767).
(2)
أخرجه أبو داود (753)، والترمذي (240، 239)، وابن خزيمة (473)، وابن حبان (5/ 76)(1777)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4761).
الخطبة. (هـ)(1) عن ثابت) رمز المصنف لحسنه.
6749 -
"كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه". (طب) عن وائل بن حجر (ح) ".
(كان إذا قام في الصلاة) فرضاً أو نفلاً. (قبض) من باب ضرب. (على شماله بيمينه) وذلك بأن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى ويقبض الساعد والرسغ باسطا أصابعها أي الكف على الكف كما في رواية ويضعهما فوق صدره أو تحت سرته لأحاديث في ذلك وهي من سنن الصلاة التي كثرت روايتها وصحت. (طب)(2) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لحسنه.
6750 -
"كان إذا قام اتكأ على إحدى يديه". (طب) عنه (ض) ".
(كان إذا قام) ظاهره في صلاته لأن أصل السياق فيها لأنه قطعة من حديث، وقيل إنه خاص بقيامه في صلاته من جلسة الاستراحة وهي الجلسة بعد سجوده الثاني كان يقعد قليلاً للاستراحة فإذا انتهض منها. (اتكأ على إحدى يديه) وفي لفظ: على يديه كالعاجز، قيل: وهذا مندوب في حق كل أحد ولو شابا قويا وهي مسألة خلاف، فقيل: إنما تندب في حق العاجز لا غيره وتكلم في ذلك ابن دقيق العيد في شرح العمدة. (طب)(3) عنه وائل بن حجر) ورمز المصنف لضعفه.
6751 -
"كان إذا قام من المجلس استغفر الله عشرين مرة فأعلن". ابن السني عن عبد الله الحضرمي".
(كان إذا قام من المجلس) الذي يقعد فيه مع أصحابه. (استغفر الله عشرين مرة) لتكون كفارة لما وقع في المجلس من زيادة ونقصان وقد سلف عدد أكثر من هذا وسلف الدعاء الذي هو كفارة المجلس وكأنه كان يفعل هذا وهذا
(1) أخرجه ابن ماجة (1136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4762).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 9)(1)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4442).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 39)(95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4441).
ويرشد العباد إلى أي ذلك توسعة لأسباب الخير والغفران. (فأعلن) بالاستغفار وقاله جهراً لا سراً ليقتدى به السامعون ويبلغونه إلى الغافلين. (ابن السني (1) عن عبد الله الحضرمي) نسبة إلى حضر موت.
6752 -
"كان إذا قدم عليه من الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر عليه أصحابه بذلك". البغوي عن جندب بن مكيث".
(كان إذا قدم عليه من الوفد) جمع وافد كصحب وصاحب. (لبس) للقائهم. (أحسن ثيابه) تجملاً لهم ليكون أوقع في صدورهم وفيه ندب ذلك للأمراء ونحوهم. (وأمر عليه أصحابه) بكسر المهملة وتخفيف المثناة من تحت جلتهم كما في القاموس (2) أي أمر جملة أصحابه. (بذلك) بلبس أحسن ثيابهم لأن ذلك يرفع من قدره وقدر دينه واتباعه ويغيظ أعداءه ولا يعارضه حديث: "البذاذة من الإيمان" لأنه نهي لاعتياد خلافها فلا يناقض التجمل في الأعياد والجمع وعند لقاء الوفود، وقال الشارح: بل النهي عما كان على وجه الفخر والتعاظم وليس هذا من ذلك القبيل. [3/ 322]
قلت: وما ثمة نهي ظاهر من حديث: "البذاذة" وكأنه مشيراً إلى غيره وإن لم يذكره. (البغوي (3) عن جندب) بضم الفاء وفي الدال الفتح والضم (بن مكيث) بزنة عظيم بعد الكاف مثناة تحتية وآخره مثلثة.
6753 -
"كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه". (طب ك) عن أبي ثعلبة (صح) ".
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4443)، والضعيفة (1370).
(2)
انظر القاموس (1/ 365).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4444).
(كان إذا قدم من سفر) زاد في رواية البخاري "ضحى" بالضم والقصر وفي لفظ لمسلم "كان لا يقدم من سفرٍ إلا نهاراً في الضحى"(1).
(بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين) زاد البخاري "قبل أن يجلس" قيل: تبركاً به وليستا تحية المسجد وهل يندب لغير الأمراء الذين يأتيهم الناس فيسلمون عليهم قيل لا، قلت: وفي حديث جابر في شراء الجمل الحديث المشهور ما يشعر بأنه عام لكل قادم من سفر. (ثم يثني بفاطمة) يأتيها ثانيًا بعد إتيانه المسجد أولاً. (ثم يأتي أزواجه) كأنهن يجتمعن في محل واحد فلم يذكر بداية بإحداهن وتمام الحديث "فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين ثم أتى فاطمة فتلقته على باب القبة فجعلت تلثم فاه وعينه وتبكي فقال: ما يبكيك قالت: أراك شعثًا نصبًا قد اخلولقت ثيابك فقال لها: لا تبكي فإن الله عز وجل بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخله الله به عزًّا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل. (طب ك)(2) عن أبي ثعلبة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه يزيد بن سفيان أبو قرة وهو مقارب الحديث مع ضعف انتهى، وأما الصلاة في المسجد عند البداية من القدوم فرواها البخاري في نحو عشرين موضعاً.
6754 -
"كان إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته". (حم م د) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(كان إذا قدم من سفر تلقي) مبني للمجهول (بصبيان أهل بيته) سروراً بقدومه صلى الله عليه وسلم وتمام الرواية معناها أنه سبق عبد الله بن جعفر غيره من الصبيان فأركبه صلى الله عليه وسلم بين يديه ثم جاء أحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه صلى الله عليه وسلم خلفه
(1) أخرجه مسلم (716).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 225)(595)، والحاكم (3/ 169)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 262)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4445)، والضعيفة (4244).
فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة. (حم م د)(1) عن عبد الله بن جعفر).
6755 -
"كان إذا قرأ من الليل رفع طورًا وخفض طورا". ابن نصر عن أبي هريرة (ح) ".
(كان إذا قرأ من الليل) حال صلاته وغيره. (رفع) قراءته جهر بها. (طوراً) حيناً. (وخفض) بها. (طوراً) قال ابن الأثير: الطور الحالة قال:
فإن ذا الدهر أطوار دهارير
الأطوار الحالات المختلفة قال ابن جرير: فيه أنه لا شيء في إظهار العمل للناس لمن أمن على نفسه خطرات الشيطان والإعجاب والرياء. (ابن نصر (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه لكن قال ابن القطان: فيه زائدة بن نشيط لا يعرف حاله وأخرجه أبو داود في صلاة الليل عن أبي هريرة وسكت عليه هو والمنذري فهو صالح.
6756 -
"كان إذا قرأ: {أَليْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُّحْيِيَ الْمَوْتَى} قال: "بلى"، وإذا قرأ: {أَليْسَ الله بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} " قال: "بلى"". (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا قرأ: {أَليس ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُّحْييِ الْمَوْتَى}) من آخر سورة القيامة. (قال: "بلى") وفي رواية "بلى وعزة ربنا" وذلك لأن صورة الاستفهام يقتضي الجواب. اهذا قرأ: {أَليْسَ الله بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} قال: "بلى") وفي رواية: "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين" فيندب للقارئ وهل يندب للسامع
(1) أخرجه أحمد (1/ 203)، ومسلم (2428)، وأبو داود (2566).
(2)
أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 321)، والبيهقي في السنن (3/ 12)، والحاكم (1/ 454)، وابن خزيمة (1159)، وابن حبان (6/ 338)(2603)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4767).
ذلك الظاهر يعم. (ك هب)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي: قال الشارح: وهو عجيب ففيه يزيد بن عياض أورده الذهبي (2) في المتروكين وقال النسائي وغيره: متروك عن إسماعيل بن أمية قال الذهبي (3): فيه ضعف عن أبي اليسع، قال: لا يدري من هو والسند مضطرب.
6757 -
"كان إذا قرأ: "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "سبحان ربي الأعلى"". (حم د ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان إذا قرأ: "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "سبحان ربي الأعلى") يؤخذ أنه كلما مر القارئ بآية أمر أو تنزيه أو نحوه أن يفعل ما يفعله المخاطب فإنه مخاطب بذلك وعلى المخاطب أن يتلقى بخطاب من خاطبه أحسن تلق وتمثيل له أتم امتثال وأن الأوامر محمولة على ظاهرها فالتسبيح الإتيان بلفظ سبحان الله. (حم د ك)(4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
6758 -
"كان إذا قرب إليه الطعام قال: باسم الله، فإذا فرغ قال: اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت، اللهم ذلك الحمد على ما أعطيت". (حم) عن رجل (ح) ".
(كان إذا قرب إليه الطعام) ليأكل. (قال: باسم الله) عند ابتداء وضع يده في
(1) أخرجه الحاكم (2/ 554)، والبيهقي في الشعب (2096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4446)، وقال في الضعيفة (4245): ضعيف جدًا.
(2)
انظر المغني (2/ 752)، وضعفاء النسائي (1/ 110)، وضعفاء بن الجوزي (3/ 211).
(3)
انظر المغني (1/ 79).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 232)، وأبو داود (883)، والحاكم (1/ 395)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4766).
الإناء. (فإذا فرغ قال: اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت) بالإطعام والسقي أو عام لكل غناء. (وأقنيت) جعلت للعبد قنية يقتنيها من متاع الدنيا، مأخوذ من وأنه أغنى وأقنى. (وهديت) عبادك إلى كل فلاح ورشد. (واجتبيت) اخترت من يشاء لمن تشاء. (فلك الحمد كما أعطيت) يحتمل أن الكاف للسببية أي حمدا متسعا كاتساع إعطائك أو للتعليل أي لأجل إعطائك. (حم) (1) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه وأخرجه النسائي عن الرجل المذكور قال ابن حجر في الفتح: سنده صحيح، وقال النووي: في الأذكار إسناده حسن.
6759 -
"كان إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". مالك (حم ق د ت) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا قفل) بالقاف والفاء رجع. (من غزوة أو حج أو عمرة) قدم الغزو لكونه غالب أسفاره. (يكبر على كل شرف) بفتح الفاء والعين ما ارتفع. (من الأرض ثلاث تكبيرات) قال الطيبي: وجه التكبير على الأماكن العالية هو ندب الذكر عند تجدد الأحوال والتقلبات وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك في الزمن والمكان، وقال العراقي: مناسبة التكبير على المرتفع أن الاستعلاء محبوب للنفوس وفيه ظهور وغلبة فينبغي للمتلبس به أن يذكر عنده أن الله أكبر من كل شيء ويشكر الله على ذلك ويستمطر منه المزيد.
قلت: وتقدم توصية المسافر بالتكبير على كل شرف فهو عام لكل مسافر
(1) أخرجه أحمد (4/ 236)، والبيهقي في الشعب (6039)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، والأذكار للنووي ص (525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4768).
ولكل سفر. (ثم يقول: لا إله إلا الله وحده) نصب على الحال على التأويل المعروف. (لا شريك له) تأكيد لوحده لأن من كان منفردا بالإلهية لا شريك له عقلا لما عرف في علم الكلام ونقلاً لقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] ونحوها. (له الملك) لكل حيوان وجماد. (وله الحمد) قرن الملك بالحمد؛ لأن الغالب أن من كان له الملك من العباد لا يحمد لما لا يخلو عنه من الجور والكبرياء وغير ذلك من صفات البشرية بخلاف ملكه تعالى فإنه ملك ينضم إليه حمد الخلائق له. (وهو على كل شيء قدير) لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض. (آيبون تائبون) خبر مبتدأ أي نحن آيبون من السفر تائبون من الذنب. (عابدون ساجدون لربنا) يحتمل تعلقه بالأول أو بالثاني على التنازع على المذهبين ويحتمل تعلقه بقوله. (حامدون) وتقديمه للاختصاص. (صدق الله وعده) فيما وعد به من نصر دينه وإعلاء كلمته وطمس أثار الشرك وأهله. (ونصر عبده) أراد به نفسه صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى لم ينصر بشراً كما نصره في كل معركة حتى في أحد كما عرف من تحقيق القصة. (وهزم الأحزاب) الذين تحزبوا يوم الخندق. (وحده) بغير فعل أحد وخصه بالذكر بعد التعميم؛ لأنه من أعجب المواقف والنصر فيه من أعظم النصر كما عرف من سياق القصة. (مالك (حم ق في الحج، د ت في الجهاد)(1) عن ابن عمر).
6760 -
"كان إذا كان الرطب لم يفطر إلا على الرطب، وإذا لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر". عبد بن حميد عن جابر".
(كان إذا كان الرطب) وجد في زمانه. (لم يفطر) من صومه. (إلا على الرطب، وإذا لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر) قيل: لتقويته النظر الذي أضعفه
(1) أخرجه مالك (942)، وأحمد (2/ 21)، والبخاري (1797، 3995، 3084، 4416، 6385)، ومسلم (1344)، وأبو داود (2770)، والترمذي (950).
الصوم ولأنه يرق القلب. (عبد بن حميد (1) عن جابر).
6761 -
"كان إذا كان يوم عيد خالف الطريق". (خ) عن جابر (صح) ".
(كان إذا كان يوم عيد) وخرج فيه إلى الجنان. (خالف الطريق) فدخل من غير التي خرج منها وقد تقدم وجه حكمة ذلك وما قيل: فيه من الأقوال التي قال: فيها القاضي عبد الوهاب المالكي أكبرها دعاوى فارغه. (خ)(2) في صلاة العيد عن جابر).
6762 -
"كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين". (حم) عن أنس (ح) ".
(كان إذا كان مقيماً) المدينة. (اعتكف العشر الأواخر من رمضان) كما يأتي وقد سلف. (وإذا كان مسافراً) في رمضان كسفره في غزاة بدر وفتح مكة. (اعتكف من العام المقبل) المقبل في رمضانه. (عشرين) عشرًا قضاء الفائتة، وعشراً التي لذلك الشهر وفيه دليل على قضاء فائت الفعل وفي تأخيره إلى رمضان مأخذ لاشتراط الصوم فيه. (حم)(3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
6763 -
"كان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا". (في ت) عن مالك بن الحويرث (صح) ".
(كان إذا كان في وتر من صلاة) يا ركعة أولى أو ثالثة أو الثانية معلوم أنه يقعد فيها للتشهد الأوسط. (لم ينهض) إلى القيام. (حتى يستوي قاعداً) وهذه هي جلسة الاستراحة وهي قعدة خفيفة بعد كل سجدة يقوم عنها وهي سنة. (د ت)(4) عن مالك بن الحويرث) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه عبد بن حميد (1144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4770).
(2)
أخرجه البخاري (986).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4775)، والصحيحة (1410).
(4)
أخرجه البخاري (789)، وأبو داود (844)، والترمذي (287).
6764 -
"كان إذا كان صائماً أمر رجلاً فأوفى على شيء؛ فإذا قال: "غابت الشمس أفطر". (ك) عن سهل بن سعد (صح) (طب) عن أبي الدرداء".
(كان إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى) أشرف يقال أوفى. (على شيء) أشرف عليه، ولفظ الطبراني على بشر من الأرض أي يأمره ينتظر غروب الشمس. (فإذا قال:"غابت الشمس" أفطر) أفطر مسارعة إلى الفطر [3/ 324] ليحوز أجر المسارعة، وفيه أن ذلك يندب وأنه يقبل خبر الآحاد، ولفظ الطبراني "وإذا قال قد وجبت أفطر". (ك) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي. (طب)(1) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه الواقدي ضعيف.
6765 -
"كان إذا كان راكعا أو ساجدا قال: سبحانك وبحمدك أستغفرك ولأتوب إليك". (طب) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان إذا كان راكعاً أو ساجداً قال: سبحانك) في رواية "ربنا". (وبحمدك) سبحتك متلبساً بحمدك. (أستغفرك وأتوب إليك) فهذا من أذكار هذين الركنين مع غيره من التسبيح المعروف. (طب)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه.
6766 -
"كان إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم". (ك هق) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا كان قبل التروية) والتروية ثامن ذي الحجة؛ لأنهم كانوا يتروون من
(1) أخرجه الحاكم (1/ 599)، وابن حبان (8/ 277)(3510) عن سهل بن سعد، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4772)، والصحيحة (2081).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 155)(10302)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4771)، والصحيحة (2084).
الماء ويغترفونه لما بعده من أيام الحج. (بيوم خطب الناس) في اليوم السابع. (فأخبرهم بمناسكهم) يعلمهم إياه وقد علم أنه لم يحج إلا مرة واحدة فالخطبة هذه واحدة ويحتمل أنه كان يخطب بذلك في المدينة إلا أنه بعيد وجزم الشارح أن الخطبة في مكة عند باب الكعبة وأنه يسن ذلك للإمام ونائبه. (ك هق)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: تفرد به أبو قرة الزبيدي عن موسى وهو صحيح وأقره الذهبي.
6767 -
"كان إذا كبر للصلاة نشر أصابعه". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان إذا كبر) في (الصلاة) تكبيرة الإحرام. (نشر أصابعه) بسطها وقوفها مستقبلاً بها القبلة رافعا لهما إلى فروع أذنيه، وتقدم حديث رفع يديه مداً، فالمراد مد اليدين والأصابع وتفريعها وأخذ به الشافعي فقال تفريقها سنة. (ت ك)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
6768 -
"كان إذا كربه أمر قال: يا حي يا قيوم، برحمتك استغيث". (ت) عن أنس (ض) ".
(كان إذا كربه أمر) شق عليه وأهمه شانه (قال: يا حي يا قيوم) هما على أكثر الأقوال الاسم الأعظم. (برحمتك أستغيث) بصفة الرحمة أطلب الاستغاثة ولما كانت حياة القلب في خلوصه عما سوى الله تعالى وكان الكرب ينافي ذلك توسل باسمه الحي إلى إزالة ما يضاد حياة قلبه وبالقيوم إلى إقامته على نهج الفلاح. (ت)(3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
(1) أخرجه الحاكم (1/ 632)، والبيهقي في السنن (5/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4774)، والصحيحة (2082).
(2)
أخرجه الترمذي (239)، والحاكم (1/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4447).
(3)
أخرجه الترمذي (3524)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4777).
6769 -
"كان إذا كره شيئاً رؤي ذلك في وجهه". (طس) عن أنس (ض) ".
(كان إذا كره شيئاً) وساءه (رؤي ذلك) أي أثر الكراهة. (في وجهه) كأنه لغاية حيائه لا يصرح بما يكرهه ما لم تنتهك حرمة شرعية بل يظهر على وجهه بتلونه عما كان عليه وهذه من صفات ذوي الحياء والمروءة. (طس)(1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رواه بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي سعيد بلفظ "كان أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا رأي شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه".
6770 -
"كان إذا لبس قميصا بدأ بميامنه". (ت) عن أبي هريرة (ض) ".
(كان إذا لبس قميصاً) ونحوه. (بدأ بميامنه) أي أخرج اليد اليمنى من القميص، وقيل: بدأ بجانب يمين القميص، وقال العراقي: المراد جهة اليمين فيندب التيامن في اللبس كما يندب التياسر في النزع لخبر أبي داود عن ابن عمر "كان إذا لبس شيئاً من الثياب بدأ بالأيمن وإذا نزع بدأ بالأيسر"(2) وله من حديث أنس "كان إذا ارتدا أو ترجل بدأ بيمينه وإذا خلع بدأ بيساره" قال العراقي: وسندهما ضعيف. (ت)(3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: رجاله ثقات رجال الصحيح.
6771 -
"كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2756)، ورواه بمعناه البخاري (6102)، ومسلم (2320) عن أبي سعيد الخدري.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (24919).
(3)
أخرجه الترمذي (1766)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4779).
ينزعها عنه". ابن سعد عن أنس".
(كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام قام معه) الظاهر أن المراد الوقوف. (فلم ينصرف) تأدباً وحسن عشرة. (حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه) ولا يخفى ما في هذا من حسن الأدب وخير القلوب. (وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها) أي ناول النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يده. (فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه) زاد ابن المبارك في رواية عن أنس "ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه". (وإذا لقي أحداً من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياها) ليشاوره. (ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه) وهذه من أكمل محاسن الأخلاق وأتمها وأحبها إلى الله تعالى منافية لأخلاق المترفين [3/ 325]. (ابن سعد (1) عن أنس) وفي أبي داود بعضه.
6772 -
"كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه ودعا له"(ن) عن حذيفة (ح) ".
(كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه) مسح يده بيده أي صافحه. (ودعا له) اختلف مالك وابن عيينة في معانقة القادم وتقبيل يده، فذهب مالك إلى كراهيته عملاً بهذا، وقال ابن عيينة لا كراهة واحتج بأنه صلى الله عليه وسلم لما قدم جعفر من الحبشة خرج إليه صلى الله عليه وسلم وعانقه فقال مالك: ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن عيينة: ما نخصه بفهمنا في مناظرة دارت بينهما. (ن)(2) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه، وفي أبي داود والبيهقي "كان إذا لقي أحدًا من أصحابه بدأ بالمصافحة
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، والترمذي (2490)، وابن عدي في الكامل (5/ 90)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4780).
(2)
أخرجه النسائي (1/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4781).
ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته" (1).
6773 -
"كان إذا مر لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم". (طب) عن جندب (ض) ".
(كان إذا مر لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم) فالبداية بالسلام هو السنة ثم المصافحة. (طب)(2) عن جندب) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
6774 -
"كان إذا لم يحفظ اسم الرجل قال: يا ابن عبد الله". ابن السني عن جارية الأنصارية".
(كان إذا لم يحفظ اسم الرجل) وأراد خطابه. (قال: يا ابن عبد الله) فيسن ذلك في خطاب من جهل اسمه. (ابن السني (3) عن جارية الأنصارية) هو بالجيم.
6775 -
"كان إذا مر بآية خوف تعوذ، وإذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبح". (حم م 4) عن حذيفة" (صح).
(كان إذا مر بآية خوف تعوذ) مما يذكر فيها. (وإذا مر بآية رحمة سأل) سأل الله الرحمة. (وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبح) الله وهذا أدب للتالي ينبغي أن يحافظ عليه قال الحليمي: والمؤمنون أولى به منه صلى الله عليه وسلم لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهم من أمرهم على خطر. (حم م 4)(4) عن حذيفة).
6776 -
"كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال: ويل لأهل النار أعوذ بالله من
(1) أخرجه أبو داود (5213)، والبيهقي في السنن (7/ 99).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 176)(1172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 36)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4448) ضعيف جداً، وقال في الضعيفة (4211): منكر.
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4449).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 389)، ومسلم (772)، وأبو داود (871)، والترمذي (262)، والنسائي (2/ 176)، وابن ماجة (1351).
النار". ابن قانع عن أبي ليلى (ض) ".
(كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال: ويل لأهل النار) دعاء عليهم أو إخبار عن حالهم. (أعوذ بالله من النار) فليس ذلك للقارئ في الصلاة وغيرها عند الشافعية وفي غير الصلاة عند المالكية والحنفية، قالوا: ولو وقع ذلك في الصلاة لنقله الجم الغفير، وأجيب بأن الأصل العموم في الخبر والآحاد مقبولون، قال ابن حجر (1): أقصى ما تمسك به المانع حديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس فهو محمول على ما عدا الدعاء جمعا بين الأخبار. (ابن قانع (2) عن أبي ليلى) صحابي أنصاري اسمه بلال ورمز المصنف لضعفه.
6777 -
"كان إذا مر بالمقابر قال: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والصالحين والصالحات وإنا إن شاء الله بكم لاحقون". ابن السني عن أبي هريرة (ح) ".
(كان إذا مر بالمقابر) من أهل الإيمان. (قال: السلام عليكم أهل الديار) قيل سمى موضع القبور داراً تشبيهًا له بدار الأحياء لاجتماع الموتى فيها. (من المؤمنين والمؤمنات) والمسلمين والمسلمات فيه دليل على التغاير بين صفة الإِسلام والإيمان. (والصالحين والصالحات) تخصيص بعد التعميم. (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) قيل: الاستثناء بمجرد التبرك، وقيل: بل المراد لاحقون على الإيمان وتقدم غير هذا اللفظ في ذلك وكأنه كان بتعدد ما يقوله. (ابن السني (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: في أمالي الأذكار: إسناده ضعيف انتهى وقد ورد بمعناه في مسلم: "السلام عليكم أهل الديار من
(1) فتح الباري (11/ 567).
(2)
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4450).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (591)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 37)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4451)، والضعيفة (4212): موضوع.
المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية" (1).
6778 -
"كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان إذا مرض أحد من أهل بيته) آي مرض كان وفي لفظ مسلم "من أهله". (نفث عليه) نفخ نفخاً لطيفاً بلا ريق. (بالمعوذات) بكسر الواو لما فيهن من جمع معاني المستعاذ من شره وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة وفيه ندب الرقية بالقرآن والنفث معها. (م)(2) عن عائشة) وتمامه عنده "فلما مرض مرضه الذي مات منه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي".
6779 -
"كان إذا مشى لم يلتفت". (ك) عن جابر (صح) ".
(كان إذا مشى لم يلتفت) لأنه يواصل المشي ولا يتوانى ولأن التلفت في حال المشي صفة من لا وقار له. (ك)(3) عن جابر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الجبار بن عمر تالف.
6780 -
"كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة". (هـ ك) عن جابر (صح) ".
(كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة) قال أبو نعيم: لأن الملائكة يحرسونه من أعدائه، قلت: أو يمشون خلفه إعظاما له وإكراما من الله تعالى. (هـ ك)(4) عن جابر) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه مسلم (249).
(2)
أخرجه مسلم (2192).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4786)، والصحيحة (2086).
(4)
أخرجه ابن ماجة (246)، والحاكم (2/ 446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4787)، والصحيحة (2087).
6781 -
"كان إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه". ابن سعد عن ابن يزيد بن مرثد مرسلاً (ض) ".
(كان إذا مشى أسرع) أراد [3/ 326] بالإسراع الاقتصاد لا أنه يدب دبيب المتماوتين ولا يسرع إسراع الشطار بل كما أدبه الله تعالى بقوله {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: 19] كذا قيل لا أن قوله. (حتى يهرول الرجل) يسرع في مشيه دون الخبب. (وراءه فلا يدركه) يدل على أنه يسرع في مشيه حقيقة إلا أنه قد قيل: إنها تطوى له الأرض فيرى مشيه هونًا ويعجز من لحقه كما في حديث أبي هريرة عند الترمذي "ما رأيت أحدا أسرع من مشيته صلى الله عليه وسلم حتى كأن الأرض تطوى له حتى إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث"(1). (ابن سعد (2) عن ابن يزيد بن مرثد) بالراء فمثلثة مرسلاً رمز المصنف لضعفه.
6782 -
"كان إذا مشى أقلع". (طب) عن أبي عنبة (ض) ".
(كان إذا مشى أقلع) أي مشى بقوة كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً لا كمن يمشي مختالاً على زي النساء. (طب)(3) عن أبي عنبة) بكسر المهملة واحدة العنب رمز المصنف لضعفه.
6783 -
"كان إذا مشى كأنه يتوكأ". (د ك) عن أنس (صح) ".
(كان إذا مشى كأنه يتوكأ) قال الشارح: إن منه خبر ابن الزبير كان يوكئ بين الصفا والمروة سعياً أي يسعى سعياً شديداً. (د ك)(4) عن أنس) رمز المصنف
(1) أخرجه الترمذي (3648).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 379)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4452)، والضعيفة (4213).
(3)
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2498)، وابن عدي في الكامل (3/ 361)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4784).
(4)
أخرجه أبو داود (4863)، والحاكم (4/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4785)، والصحيحة (2083).
لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
6784 -
"كان إذا نام نفخ". (حم ق) عن ابن عباس (صح) ".
(كان إذا نام نفخ) كما يقع ذلك لبعض النائمين وهو اندفاع النفس بقوة. (حم ق)(1) عن ابن عباس)، وفي الحديث قصة طويلة.
6785 -
"كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة". (م د) عن عائشة" (صح).
(كان إذا نام من الليل) عن ورده. (أو مرض) فلم يأت بتهجده. (صلى) عوض الفائت. (من النهار اثنتي عشرة ركعة) كأنها عدة ما فاته وفيه أنه يندب قضاء فائت الليل بالنهار. (م د)(2) عن عائشة).
6786 -
"كان إذا نام وضع يده اليمنى تحت خده، وقال: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك". (حم ت ن) عن البراء (حم ت) عن حذيفة (حم هـ) عن ابن مسعود".
(كان إذا نام) أراد ذلك. (وضع يده اليمنى تحت خده) في أبي داود "الأيمن". (وقال: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) زاد في رواية يقول ذلك ثلاثاً، وتقدم من أذكاره عند النوم كثير وكأنه يجمع الكل من ذلك أو تارة يقول هذا وتارة هذا فروي كلٌّ ما علم وسمع. (حم ت ن) عن البراء (حم ت) عن حذيفة (حم هـ) (3) عن ابن مسعود) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن حجر: إسناده صحيح.
(1) أخرجه أحمد (1/ 343)، والبخاري (666، 5957)، ومسلم (763).
(2)
أخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1342).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 289)، والترمذي (3399)، والنسائي في الكبرى (10588) عن البراء بن عازب، وأخرجه أحمد (5/ 382)، والترمذي (3398) عن حذيفة، وأخرجه أحمد (1/ 400)، وابن ماجة (3877)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 102)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4790).
6787 -
"كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلى الظهر". (حم د ن) عن أنس (صح) ".
(كان إذا نزل منزلاً) في سفره لاستراحة أو نحوها (لم يرتحل حتى يصلى فيه الظهر) إذا أراد الرحيل في وقته فإن كان في وقت فرض غيره فالظاهر أنه كان لا يرتحل حتى يصليه وما أوهمه اللفظ من الاختصاص بالظهر غير مراد فقد أخرج الإسماعيلي وابن راهويه "أنه كان إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم ارتحل"(1)، وفي رواية للحاكم في الأربعين "فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر ثم يركب" (2) قال العلائي: هكذا وجدته بعد التتبع في نسخ كثيرة من الأربعين بزيادة العصر وسند هذه الزيادة جيد، وأخرج البيهقي بسند قال ابن حجر (3): رجاله ثقات "كان إذا نزل منزلاً في سفر فأعجبه أقام حتى يجمع بين الظهر والعصر ثم يرتحل فإذا لم يتهيأ له المنزل مد في السير فسار حتى ينزل فيجمع بين الظهر والعصر"(4). (حم د ن)(5) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
6788 -
"كان إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين". (طب) عن فضالة بن عبيد (ض) ".
(كان إذا نزل منزلاً في سفر) ظاهره سواء بات فيه أم لا. (أو دخل بيته) في الحضر. (لم يجلس حتى يركع ركعتين) فيندب ذلك لكل أحد. (طب)(6) عن
(1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 162).
(2)
أخرجه البخاري (1061)، ومسلم (704).
(3)
فتح الباري (8/ 644).
(4)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 162).
(5)
أخرجه أحمد (3/ 120)، وأبو داود (1205)، والنسائي (1/ 248)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4793).
(6)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 300)(770)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4454)، =
فضالة بن عبيد) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر في أماليه: سنده واهٍ، وقال شيخه العراقي في شرح الترمذي: فيه الواقدي.
6789 -
"كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك وتحدر جبينه كأنه جمان، وإن كان في البرد". (طب) عن زيد بن ثابت (صح) ".
(كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك) ثقلت ذاته. (وتحدر جبينه) عرقاً بالتحريك نصب على التمييز. (كأنه جمان) بضم الجيم مخفف الميم هو كبار الذر. (وإن كان) نزول الوحي. (في البرد) وذلك لشدة ما يلقى عليه من القرآن {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} [المزمل: 5] وللوجل من خوف التقصير بما أمر به من قول وشدة ما يأخذه من حفظه في قلبه وجمعه. (طب)(1) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته.
6790 -
"كان إذا نزل عليه الوحي صُدِعَ فيغلف رأسه بالحناء". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ض) ".
(كان إذا نزل عليه الوحي صُدِعَ) مغير صيغة أصابه صداع في رأسه. (فيغلف) بالغين المعجمة والفاء من الغلاف [3/ 327](رأسه بالحناء) تغطية بالطلاء به ليخف حرارة نفسه فإن نور النبوة إذا هاج اشتعل في القلب بورود الوحي فيلطف حرارته بذلك. (ابن السني وأبو نعيم (2) في الطب عن أبي هريرة) قال العراقي: قد اختلف في إسناده على الأحوص بن حكيم والمصنف رمز لضعفه.
= والضعيفة (1048) وقال: ضعيف جداً.
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 325)(11889)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4792).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (526) وفي الطب (ق 22/ أ) وأبو نعيم في الطب (241)، والطبراني في الأوسط (5629)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4453)
6791 -
"كان إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث". (ك) عن ابن مسعود (صح) ".
(كان إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) تقدم غير مرة هذا اللفظ والكلام فيه. (ك)(1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأنه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، وعبد الرحمن لم يسمع من أبيه.
6792 -
"كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين". (هق) عن أنس (صح) ".
(كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين) نفلاً كما سلف. (هق)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: حديث صحيح السند معلول المتن، أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة (3) بلفظ "الظهر" بدل ركعتين، قال الشارح: وظهر أن في رواية الأول وهما أو سقوطا والتقدير حتى يصلي الظهر ركعتين، وقد جاء صريحا في الصحيحين.
6793 -
"كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين". ابن السني عن أنس".
(كان إذا نظر وجهه في المرآة) الآلة، المرآة كالمسحاة ما تراءيت فيه المعروفة، وفيه أن النظر فيها سنة وأما وقت النظر فلم يذكر هل في كل يوم وفي أي حين منه والظاهر أنه عند الخروج إلى أصحابه أول النهار، وكان ابن عمر
(1) أخرجه الحاكم (1/ 689)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6040).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (5/ 253)، وانظر: فتح الباري (8/ 644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4455).
(3)
سبق تخريجه قريباً.
يكثر النظر في المرآة، فقيل له في ذلك فقال انظر إذا كان في وجهي زين وهو في وجه غيري شين فأحمد الله على ذلك. (قال: الحمد لله الذي سوى خلقي) بفتح فسكون خلقه سويا سالم الأعضاء. (فعدله) كالتفسير للتسوية أي قصيرة معتدلا مناسب الخلق من غير تفاوت فيه لم يجعل أحد العينين أوسع ولا بعض الأعضاء ناقصاً ولا إحدى يديه أطول من الأخرى وهو مشتق من الآية. (وأكرم صورة وجهي) حمد على الخاص بعد الحمد على العام. (فحسنها) جعلها صورة حسناء فإنه تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم حمد على صفة الخير كله فقال: (وجعلني من المسلمين) إذ الخير كله في نعمة الإِسلام التي ينال بها سعادة الدارين ولما حمد على نعمة التسوية والتعديل انجر الكلام إلى الحمد على نعمة الإِسلام فإن الشيء بالشيء يذكر ولأنه حمد على زينة الظاهر والإِسلام زينة الباطن والظاهر فالحمد عليها أولى. (ابن السني (1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً الطبراني في الأوسط قال العراقي: سنده ضعيف، والبيهقي في الشعب وفيه هاشم بن عيسى الحمصي أورده الذهبي في الضعفاء (2).
6794 -
"كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خَلْقِي وخُلُقِي، وزان مني ما شأن من غيري، هذا اكتحل جعل في عين اثنتين وواحدة بينهما، وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمنى، وإذا خلع خلع اليسرى وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء أخذا وعطاء". (ع طب) عن ابن عباس (ض) ".
(كان إذا نظر في المرآة) أي نظر وجهه حذف للعلم به أو نزل منزلة اللازم أي إذا وقع النظر ومن لازم نظرها نظر الوجه. (قال الحمد الذي حسن خلقي
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (165)، والطبراني في الأوسط (787)، والبيهقي في الشعب (4458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4459).
(2)
انظر المغني (2/ 706).
وخلقي) الثاني بضم فإنه ولامه تقدم بيان معناه إن قيل: الخلق غير مدرك بحاسة النظر حتى يكون سبباً للحمد عليه.
قلت: الخلق الظاهر إذا حسن فهو دليل حسن الخلق الباطن ولذا جاء: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" ولأنه صلى الله عليه وسلم قد علم حسن خلقه بإخبار الله له بذلك يشير إلى قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] والمؤكدان أن واللام، بذلك مؤكدا الجر في التأكيد فلما نظر إلى حسن وجهه انتقل إلى حسن خلقه. (وزان مني ما شأن في غيري) قد كان صلى الله عليه وسلم أكمل خلق الله حسناً والمراد أنه لم يجعله مكفوف البصر ولا ناقص أي عضو من الأعضاء وليس في هذا انتقاص للغير بل سبق الاعتراف بالنعمة. (وإذا اكتحل جعل في عين اثنتين) أي في كل عين اكتحالتين بالمرود (و) اكتحالة (واحدة بينهما) بين العينين ليكون الاكتحالات خمساً وتراً كما حث على ذلك في أحاديث وكأن هذه إحدى الصفات وإلا فالأكثر أنه كان يجعل لكل واحدة ثلاثاً وقد تقدم ذكر ذلك في شرح "كان إذا اكتحل اكتحل وتراً". (وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمين) لأن الإلباس إكرام واليمين أحق بتقديمه كما أن الخلع ليس بإكرام فتبدأ باليسرى فيه كما قال. [3/ 338] (وإذا خلع خلع اليسرى) أي نعلها وقيس عليه دخول الخلاء وقد ورد به نص وغيره. (وكان إذا دخل المسجد) وكل محل شريف قياسا عليه كبيت المؤمن ونحوه. (أدخل رجله اليمنى) لأنه موضع إكرام. (وكان يحب التيمن في كل شيء) من أفعاله. (طب) (1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عمر بن الحصين العقيلي وهو متروك ومثله، قال العراقي: ورمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه أبو يعلى (2611)، والطبراني في الكبير (10/ 314)(10766)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4458).
6795 -
"كان إذا نظر إلى البيت قال: "اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبرًا ومهابة". (طب) عن حذيفة بن أسيد (ض) ".
(كان إذا نظر إلى البيت) غلب على بيت الله العتيق وهو الكعبة (قال: "اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيماً) في قلوب العباد (وتكريما) منهم (وبراً) به منهم. (ومهابة) في قلوبهم (طب)(1) عن حذيفة بن أسيد) رمز المصنف لضعفه لأنه من رواية عمر بن يحيى الأيلي (2) عن عاصم بن سليمان (3) أحد المتروكين وعمر قال ابن حجر: فيه مقال وعاصم المذكور متهم بالكذب وقال الهيثمي: فيه عاصم بن سليمان.
6796 -
"كان إذا نظر إلى الهلال قال: اللهم اجعله هلال يمن ورشد، آمنت بالله الذي خلقك فعدلك، تبارك الله أحسن الخالقين" ابن السني عن أنس (ض) ".
(كان إذا نظر إلى الهلال) في الصحاح أنه اسم القمر ثلاث ليال من ابتداء رؤيته عند ابتداء رؤيته كما هو الظاهر. (قال: اللهم اجعله هلال يمن ورشد) أي اجعل زمانه وشهر رؤيته كذلك إذ الهلال نفسه يتفرع عنه جعل زمانه كذلك. (آمنت بالله الذي خلقك فعدلك) أوجده فسواه قيل: هو خطاب للهلال وإنه حي غير جماد، قال حجة الإِسلام وليس في الشريعة ما يدفعه.
قلت: وليس بنص في خطابه. (تبارك الله) كثر خيره وطاب. (أحسن الخالقين) فيحسن قول ذلك لكل راءٍ له. ابن السني (4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 181)(3053)، وفي الأوسط (رقم/ 6132)، وفي الدعاء (854)، وراجع: البدر المنير (6/ 174)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 3/ 238، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4456)، والضعيفة (4215): موضوع.
(2)
انظر اللسان (4/ 338).
(3)
انظر اللسان (3/ 218).
(4)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (642)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4457)، والضعيفة (4216): موضوع.
6797 -
"كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه، ومد يديه، وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان إذا هاجت ريح) ثارت نكرها لأن المراد مطلقها من أي جهة هاجت، وقال ابن المنير: أن الحديث مخصوص بغير الصبا من جميع أنواع الريح لحديث "نصرت بالصبا". (استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه) قعد عليهما عطف ساقيه إلى تحته قعدة الخائف المستوفز وهو قعود الصغير بين يدي الكبير تأدبا فتأدب صلى الله عليه وسلم عند إرادة دعاء ربه. (ومد يديه) تلقاء صدره. (وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح) الذي يحدثه بنفسها وحركة هبوبها. (وخير ما أرسلت به) مما ينشأ عنها وشره من رعد وبرق. (وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به) لأنها قد ترسل رحمة وقد ترسل نقمة. (اللهم اجعلها رحمة) تحدث بها الرحمة ولا تحدث إلا رحمة. (ولا تجعلها عذاباً) استشكل ابن العربي خوفه أن يعذبوا وهو فيهم مع الآية {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ثم أجاب بأن الآية نزلت بعد القصة وتعقبه ابن حجر بأن آية الأنفال كانت في المشركين من أهل بدر ولفظ "كان" في الحديث يشعر بالمواظبة على ذلك، وأجاب بأن في الآية احتمال تخصيص بالمذكورين أو بوقت دون وقت أو لغير ذلك. (اللهم اجعلها رياحاً) قال الزمخشري (1): العرب تقول أنها لا تلقح الشجر إلا من الرياح فالمعنى اجعلها لقاحا للسحاب. (ولا تجعلها ريحاً) أي عذاباً فإنه تعالى وصف الريح بأنها العقيم ووصف الرياح بأنه يرسلها بشرا بين يدي رحمته إن قيل الواقع حال الهبوب والاستعاذة ريح أو رياح فكيف سؤال الجعل؟
(1) انظر: الفائق (2/ 90 - 91).
قلت: السؤال قبل تحققها فإنه عند هبوبها فيدعوا بأن يجعلها المحبوبة. (طب)(1) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه لكنه قال الهيثمي فيه حسين بن قيس الملقب بخنش وهو متروك وقد وثقه حصين بن عمر وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى، ورواه ابن عدي من هذا الوجه وأعله بالحسين المذكور ونقل تضعيفه عن أحمد والنسائي وقد رواه الحافظ ابن حجر في الفتح (2) من حديث أنس ونسبه إلى أبي يعلى وقال صحيح الإسناد.
6798 -
"كان إذا واقع بعض أهله فكسل أن يقوم ضرب يده على الحائط فتيمم". (طس) عن عائشة (ض) ".
(كان إذا واقع بعض أهله فكسل أن يقوم) يغتسل أو يتوضأ لينام، أو يجامع مرة أخرى أو يأكل أو يشرب. (ضرب يده على الحائط فتيمم) فيه أنه إذا عجز الجنب عن غسل تيمم، قال الشافعي يسن الوضوء لإرادة [3/ 329] جماع ثان أو أكل أو شرب أو نوم فإن عجز عنه تيمم، وفيه دليل على أن إجزاء التيمم بأي تراب اتفق. (طس)(3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الوليد مدلس.
6799 -
"كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله تعالى". (حم) عن الشريد بن سويد (ح) ".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213)(11533)، وأبو يعلى (2456)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 135)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4461)، والضعيفة (4217): ضعيف جداً.
(2)
الباري (8/ 578).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (645)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4794).
(كان إذا وجد الرجل) أي الشخص فيشمل المرأة. (راقداً) نائماً في ليل أو نهار وخصه بعضهم بالليل والأول أوجه. (على وجهه ليس على عجزه) بفتح المهملة وضمها مع كل فتح الجيم وسكونها من كل. (شيء) مؤخره شيء سترة من ثوب ونحوه. (ركضه برجله) إيقاظاً له ليتحول عن هذه الرقدة ويستر عجزه والظاهر أن كل واحد سبب مستقل للإيقاظ. (وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله تعالى) ويقال: إنها نوم الشياطين وخص الهيئة بالذم لأن ستر العورة قد علم من غيره. (حم)(1) عن الشريد بن سويد) رمز المصنف لحسنه قال المناوي: وهو تقصير أو قصور فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
6800 -
"كان إذا ودع رجل أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول: أستودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك". (حم ت ن هـ ك) عن ابن عمر (صح) ".
(كان إذا ودع رجلاً) في سفره (أخذ) صلى الله عليه وسلم (بيده) أي بيد الرجل (فلا يدعها) يتركها (حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده) أدباً منه صلى الله عليه وسلم وإيناساً للرجل. (ويقول: أستودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك) تقدم شرحها في حرف الهمزة. (حم ت ن هـ ك)(2) عن ابن عمر رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
6801 -
"كان إذا وضع الميت في لحده قال: "باسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله"". (د ت هـ هق) عن ابن عمر (ح) ".
(1) أخرجه أحمد (4/ 388)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4460)، والضعيفة (4218).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 7)، وأبو داود (2600)، والترمذي (3442)، والنسائي (6/ 130)، وفي الكبرى (10/ 344)، وابن ماجة (2826)، والحاكم (2/ 106)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4795)، والصحيحة (14).
(كان إذا وضع الميت) يحتمل أنه على البناء للمجهول ويحتمل المعلوم (في لحده قال: "باسم الله) أي أضعه متلبسا أو نحوه (وبالله) كذلك (وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله) أضعه في لحده كائناً على ملته ومرتفعًا عليها والإضافة عهديه والمراد به هو صلى الله عليه وسلم فهذا يسن لمن وضع الميت في لحده أن يقوله على الاحتمالين أو لمن حضر وضعه (د ت هـ هق)(1) عن ابن عمر رمز المصنف لحسنه ورواه النسائي وغيره.
6802 -
"كان أرحم الناس بالصبيان والعيال". ابن عساكر عن أنس (ض) ".
(كان أرحم الناس) أشدهم راحمية. (بالصبيان) هم صغار بني آدم. والعيال) يروى باللام وهم أهل بيت الإنسان ومن يعوله وهو الثابت عن نسخ الجامع، ويروى بالدال المهملة، قال النووي: وكلاهما صحيح إلا أنه يكون هذا من عطف العام على الخاص، ففيه أنه ينبغي زيادة الرحمة لمن ذكر أما الصبيان فلعجزهم فهم أحق بزيادة الرحمة وأما العيال فهم ألصق به وأحق بزيادة رحمته. (ابن عساكر (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
6803 -
"كان أكثر أيْمانه لا، ومُصَرِّفِ القلوب". (هـ) عن ابن عمر (ح) ".
(كان أكثر أيْمانه) جمع يمين بمعنى القسم. (لا) قال الطيبي: أي نفي للكلام السابق. (ومُصَرِّفِ القلوب) وفي لفظ البخاري "ومقلب" وفي نسبة تقليب القلوب أو تصريفها إليه تعالى إشعار بأنه يتولى قلوب عباده ولا يكلها إلى أحد من خلقه، وتقليب القلوب تقليب إرادته ومحبوباته ومكروهاته لا تقلب ذاته،
(1) أخرجه أبو داود (3213)، والترمذي (1046)، والنسائي (10928)، وابن ماجة (1550)، والبيهقي في السنن (4/ 55)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4796).
(2)
أخرجه ابن عساكر (تاريخ دمشق)(4/ 88)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 23)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4797).
وإن احتمله اللفظ، وفيه أن الدواعي بخلق الله تعالى، قال النووي (1): يندب الحلف من غير تحليف إذا كان لمصلحة كتأكيد أمر مهم، وفي الحلف بهذه اليمين زيادة تأكيد لأن الإنسان قلبه الذي هو أعز الأشياء عليه بيد الله يقلبه كيف يشاء غلب عليه الخوف فارتدع عن الحلف على ما لا يتحققه. (هـ)(2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6804 -
"كان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقيل له في ذلك قال: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله: فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ". (ت) عن أم سلمة (ح) ".
(كان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك") قال الطيبي: أضاف القلب إلى نفسه تعريضا بأصحابه: لأنه مأمون العاقبة فلا يخاف على نفسه لاستقامتها لقوله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ} [يس: 3، 4]، وبأن أعراض القلوب من إرادة وغيرها تقع بخلق الله وجواز تسمية الله بما ثبت في الحديث وإن لم يتواتر، وجواز اشتقاق الاسم له من الفعل الثابت. (فقيل له في ذلك قال: إنه ليس آدمي) عام لكل ذكر وأنثى صغير وكبير. (إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله تعالى) تقدم الكلام عليه. (فمن شاء أقام) في طاعته وموافقة مراضيه. (ومن شاء أزاغ) عند أحمد "نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأل الله أن يهب لنا من رحمته إنه هو الوهاب" قال الغزالي: إنما كان ذلك أكثر دعائه لاطلاعه [3/ 330] على عظيم صنع الله في عجائب القلب وتقلبه، فإنه هدف للمصائب من كل جانب، فإذا أصابه شيء وتأثر أصابه من جانب آخر ما يضاده فيتغير وصفه وعجائب صنع الله في القلب لا
(1)
(2)
أخرجه ابن ماجة (2092)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4800)، والصحيحة (2090).
يهتدي إليها إلا المراقبون لقلوبهم والمراعون لأحوالهم مع الله تعالى فينبغي للعبد أن يكثر من هذا الدعاء أناء ليله ونهاره. (ت)(1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وفيه عندهم ضعف.
6805 -
"كان أكثر دعائه يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كلل شيء قدير". (حم) عن ابن عمرو (ح) ".
(كان أكثر دعائه يوم عرفة) في عرفة أو غيرها فإنه دعاء لليوم لا للبقعة. (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) في شيء من الهيبة، وكمال صفاته، وهي حال مؤكدة. (له الملك، وله الحمد) هما قرينتان في صفاته تعالى يختص بهما، فإنه لا يجتمع الملك والحمد لغيره إذ غالب من ملك الملك لا يحمد عند العباد. (بيده الخير) يسوقه لمن يشاء ويصرفه عمن يشاء، قال ابن الكمال: اليد مجاز عن القوة المنصرفة، وتقدم لنا كلام في الصفات (2). (وهو على كل شيء قدير) هذا من أجل الثناء على الله تعالى وأشرفه وأشمله وخص به يوم عرفة لأنه من أفضل الأيام فيكثر فيه أفضل الذكر. (حم)(3) عن ابن عمرو) بفتح المهملة حيث أطلق فهو عبد الله بن عمرو بن العاص رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله موثقون، وقال الحافظ ابن حجر: إن فيه محمَّد بن أبي حميد أبو إبراهيم الأنصاري المدني غير قوي عندهم.
(1) أخرجه الترمذي (3522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4801)، والصحيحة (2091).
(2)
أثباتها كما جاءت بدون تأويل ولا تكييف.
(3)
أخرجه أحمد (2/ 210)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4464)، والضعيفة (4221).
6806 -
"كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس، فقيل له، فقال: الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فَيُغْفَر لكل مسلم إلا المتهاجرين فيقول: أَخِّروهما". (حم) عن أبي هريرة (ح) ".
(كان أكثر ما يصوم) نفلاً. (الإثنين والخميس، فقيل له) أي سئل عن وجه تخصيصهما. (فقال: إن الأعمال) التي من العباد من خيرها وشرها. (تعرض) على الرب تعالى أو على أحد ملائكته المقربين، والعارض يحتمل أنهما كاتبا اليمين والشمال أو غيرهما. (كل اثنين وخميس) أي فيحب أن تعرض أعماله وهو صائم كما صرح به في أثر آخر. (فَيُغْفَر لكل مسلم) مما يستحق ذلك. (إلا المتهاجرين) بلفظ التثنية لقوله:(فيقول: أَخِّروهما) عن الغفران حتى يصطلحا، وفيه دلالة أن التهاجر أعظم الذنوب، وفيه ندب صوم هذين اليومين، وكالصوم الإكثار من الأعمال الصالحة فيهما لأن العلة عرض الأعمال وهو يقتضي الإكثار من صالح الأعمال فيهما، ويجتنب المهاجرة لعظم الإثم فيها. (حم (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
6807 -
"كان أكثر صومه السبت والأحد، ويقول: هما يوما عيد المشركين، فأحب أن أخالفهم". (حم (صح) طب ك هق) عن أم سلمة".
(كان أكثر صومه السبت والأحد) إن قلت كيف التلفيق بينه وبين ما قبله؟ قلت: هذه الأكثرية بالنسبة إلى ما عدا الإثنين والخميس كما أن الأكثرية في صوم يوم الخميس والإثنين بالنسبة إلى ما عدا السبت والأحد وله نظائر، وفيه أنه لا يكره صومهما، وزعم الحليمي أنه يكره ورد عليه بهذا. (ويقول: هما يوما عيد للمشركين) السبت لليهود والأحد للنصارى، وفيه أنها تزول كراهة إفراد السبت بالصوم الثابتة بالنص إذا ضم إليه الأحد، فعند الطبراني من حديث أبي
(1) أخرجه أحمد (2/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4804).
أمامة: "لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة
…
" الحديث (1).
(فأحب أن أخالفهم) بصومهما إن قيل إفرادهما بالصوم تعظيم لهما سيما واليهود يصوم يوم السبت؟. قلت: هم يرفهون عن أنفسهم فيهما وإن صاموا حتى وإنهم يدعون الأعمال ويريحون النفوس والأبدان عن الحركات، ولئن سلمنا فهو صلى الله عليه وسلم عظم اليومين معاً، ولا طائفة منهم تعظمهما معاً، بل كل طائفة تعظم يوماً لا غير، وأما تعظيم اليومين معا فلا، فالجمع بينهما فيه حصلت المخالفة للمشركين، وفيه أنه ينبغي مخالفة أهل الشرك في كل شيء وأن أهل الكتابين يسمون مشركين. (حم طب ك هق)(2) عن أم سلمة) رمز المصنف للصحة على أحمد، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان، وقال الشارح: قال الذهبي: منكر، ورواته ثقات، وذكره ابن حجر في بلوغ المرام بألفاظ متقاربة وعزاه للنسائي قال وصححه ابن خزيمة.
6808 -
"كان أكثر دعوة يدعو بها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار". (حم ق د) عن أنس (صح) ".
(كان أكثر دعوة يدعو بها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة) قيل: هي الكفاف من مطعم ومشرب، وملبس ومأوى وزوجة بلا سرف. (وفي الآخرة حسنة) رحمتك التي تدخلنا بها الجنة. (وقنا عذاب النار) قال الطيبي: إنما كان يكثر من هذا الدعاء؛ لأنه من جوامع الكلم التي [3/ 331] تحوز جميع الخيرات الدنيوية
(1) انظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 198).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 323)، والنسائي في الكبرى (2/ 146)، وابن خزيمة (2167)، والطبراني في الكبير (23/ 402)(964)، والحاكم (1/ 602)، والبيهقي في السنن (4/ 303)، وابن حبان (8/ 381)(3661)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 3/ 198)، والتلخيص الحبير (2/ 216)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4803).
والأخروية، وبيان ذلك أنه كرر الحسنة ونكرها، وقد تقرر في علم البيان أن النكرة إذا أعيدت كانت الثانية غير الأولى، فالمطلوب بالأولى الحسنات الدنيوية من الاستقامة والتوفيق والوسائل التي بها اكتساب الطاعات بحيث تكون مقبولة عنده تعالى، وبالثانية ما يترتب عليها من الثواب والرضوان في العقبى. (حم ق د)(1) عن أنس)، وكان أنس يكثر الدعاء بها.
6809 -
"كان بابه يُقْرَعُ بالأظافير". الحاكم في الكنى عن أنس (ض) ".
(كان بابه) الذي يدخل عليه منه. (يُقْرَعُ) بتغيير صيغته يقرعه من يريد الدخول عليه ونحوه. (بالأظافير) مهابة له وتأدباً وتلطفاً في القرع، ولقرب المنزل من الباب، قال الزمخشري (2): ومن هذا وأمثاله تقتطف ثمرة أولو الألباب، وتقتبس محاسن الآداب، كما حكي عن أبي عبيد ومكانه من العلم والزهد، وثقة الرواية ما لا يخفى أنه قال: ما دققت باباً على عالم قط، حتى يخرج وقت خروجه، هذا وأما قول السهيلي: إنهم إنما قرعوه بالأظافيرة لأنه لم يكن للباب حلق، فردوه لأنهم إنما فعلوه إجلالاً وتوقيراً؛ نعم إن بعد الباب قرعه بما يسمع من داخل المنزل بحسب الحاجة. (الحاكم (3) في الكنى عن أنس) رمز المصنف لضعفه، ورواه البخاري في التاريخ وأبو نعيم عن يزيد عن عمير بن سويد عن أنس، قال فى الميزان: عن ابن حبان: عمير لا يجوز أن يحتج به، ورواه بلفظه البزار، قال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد ضعيف، ورواه البيهقي في الشعب عن أنس بلفظه:"إن أبوابه كانت تقرع بالأظافير".
(1) أخرجه أحمد (3/ 101)، والبخاري (6389)، ومسلم (2690)، وأبو داود (1519).
(2)
الكشاف (ص: 836).
(3)
أخرجه البخاري في الأدب (1080)، والتاريخ (715)، والبيهقي في الشعب (1530)، والبزار كما في كشف الأستار (978)، وانظر الميزان (5/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4805).
6810 -
"كان تنام عيناه ولا ينام قلبه". (ك) عن أنس (صح) ".
(كان تنام عيناه) كغيره. (ولا ينام قلبه) كغيره فيبقى إدراكه لما رد عليه كإدراكه في اليقظة ورؤياه وحي إن قيل: قد نام في الوادي حتى فاتته الصلاة ولو كان قلبه يقظاناً لما فاتته، أجيب: بأنه يجوز أن إدراك الوقت من خواص العين ورؤيتها لا القلب وقيل بل لأن قلبه كان مستغرقا حينئذ بالوحي. (ك)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم على شرط مسلم ورده الذهبي بأنه من رواته يعقوب بن محمَّد الزهري ويعقوب لم يخرج له مسلم.
6811 -
"كان خاتمه من ورق، وكان فصّه حَبَشِيًّا". (م) عن أنس (صح) ".
(كان خاتمه من ورق) بكسر الراء: فضة. (وكان فصّه حَبَشِيًّا) بالمهملة فمعجمة بعد الموحدة نسبة إلى الحبشة يحتمل أنه أراد به الجزع أو العقيق لأنه معدنهما الحبشة أو اليمن أو نوعا آخر ينسب إليهما، وذكر ابن البيطار في المفردات أنه صنف من الزبرجد، وفيه سنية اتخاذ الخاتم الفضة وكأنه غير الخاتم الذي كان فيه نقش اسمه صلى الله عليه وسلم كما يدل له الحديث الثاني أي للتعدد. (م)(2) عن أنس) وفي لفظ عنده "كان يجعل فصه مما يلي كفه".
6812 -
"كان خاتمه من فضة فصه منه". (خ) عن أنس (صح) ".
(كان خاتمه من فضة فصه منه) قيل: الضمير للخاتم والمراد أنه متصل به لا منفصل عنه وكأن هذا القائل يريد أنه الأول وأن كلمة من تبعيضية.
قلت: والأظهر أن الضمير للفضة ذكر باعتبار المذكور وذلك للبعد أن الفص منفصل عن الخاتم حتى يحمل على أنه أريد ذلك، قيل وهو الذي كان
(1) أخرجه الحاكم (2/ 468)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4806)، والصحيحة (3557)، وأخرجه مسلم (763) من حديث ابن عباس.
(2)
أخرجه مسلم (2094).
بيد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم سقط عليه في بئر أريس (خ)(1) عن أنس) ذكره في باب اللباس.
6813 -
"كان خلقه القرآن"(حم م د) عن عائشة (صح) ".
(كان خلقه القرآن) بالخاء المعجمة مما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك، وقال القاضي: كان خلقه جميع ما حصل في القرآن من كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحلى به، وكلما استهجنه ونهى عنه تجنبه، وتخلى عنه فكان القرآن بيان خلقه. (حم م د)(2) عن عائشة) ووهم الحاكم فاستدركه.
6814 -
"كان (3) رأيته سوداء، ولواؤه أبيض"(هـ ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان (4) رأيته) التي تسمى العقاب كما قاله ابن القيم. (سوداء) غالب لونها السواد بحيث يرى من بعد سوداء لا أنها خالصة السواد ذكره القاضي والطيبي، وفي أبي داود أنها كانت صفراء، قال الحافظ: يجمع بينهما باختلاف الأوقات، وفي العلل للترمذي أنها مربعة. (ولواؤه أبيض) قال ابن القيم (5): وربما جعل فيه السواد والراية للعلم الكبير واللواء للعلم الصغير [3/ 332] فالراية هي التي يتولاها صاحب الحرب، ويقاتل عليها وإليها يميل المقاتلة واللواء علامة كبكبة الأمير، تدور معه حيث دارت، وقال ابن العربي: اللواء ما يعقد في طرف الرمح، وتكون عليه والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح، وفيه ندب
(1) أخرجه البخاري (5870).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 216)، ومسلم (746)، وأبو داود (1342).
(3)
هكذا جاء في الأصل والصواب كما في الفيض (كانت رأيته).
(4)
هكذا جاء في الأصل والصواب كما في الفيض (كانت رأيته).
(5)
زاد المعاد (3/ 582).
ذلك للأمراء في الحروب، وهل هو أصلي أم من زمنه صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف عن أنس أنه قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله أكرم أمتي بالألوية"(1) ما يشعر أنه خاص بها. (هـ ك)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته ورده الذهبي بأن فيه يزيد بن حبان أخو مقاتل بن حبان وهو مجهول الحال، وقال البخاري: عنده غلط ظاهر، ورواه الطبراني من هذا الوجه، وزاد فيه مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله".
6815 -
"كان ربما اغتسل يوم الجمعة وربما تركه أحياناً"(طب) عن ابن عباس (صح) ".
(كان ربما اغتسل يوم الجمعة وربما تركه أحياناً) ففيه دليل أنه غير واجب وتقدمت عدة أحاديث في تأكيد سنيته بل في إيجابه، وهذا الحديث لا يقاومها، قيل: وفي قوله أحيانا دليل أن تركه هو الأقل. (طب)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن معاوية النيسابوري وهو ضعيف لكنه صدوق.
6816 -
"كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن بريدة (ض) ".
(كان ربما أخذته الشقيقة) بمعجمة فقافين بينهما تحتية وهي وجع أحد شقي الرأس. (فيمكث) يلبس في منزله. (اليوم واليومين لا يخرج) لصلاة ولا لغيرها،
(1) عزاه الحافظ في فتح الباري (6/ 127) إلى أبي يعلى وقال: سنده ضعيف، وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 423).
(2)
أخرجه ابن ماجة (2818)، والحاكم (3/ 215)، والطبراني في الكبير (2/ 22)(1161)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4812).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 242)(12999)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4467): موضوع.
قال بعضهم: الشقيقة في شرايين الرأس وحدها، وتختص بالموضع الأضعف من الرأس وعلاجه شد العصابة، ولذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أخذته عصب رأسه، وذكر ذلك ليتأسى به الأليم من الأمة. (ابن السني وأبو نعيم (1) في الطب عن بريدة) رمز المصنف لضعفه.
6817 -
"كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث". (عد هق) عن ابن عمر (ض) ".
(كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة) ظاهره إذا كان لحاجة لقوله: (من غير عبث) لأنه جائز ولا ينافي الخشوع، وأما حديث أنه صلى الله عليه وسلم "رأى رجلاً يعبث في الصلاة بلحيته فقال: أما هذا فلو خشع قلبه لخشعت جوارحه" (2) فهو واضح أنه في العبث. (عد هق)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وفيه عيسى بن عبد الله الأنصاري قال في الميزان عن ابن حبان: لا ينبغي أن يحتج بما انفرد به، ثم ساق له هذا الخبر.
6818 -
"كان رحيما بالعيال". الطيالسي عن أنس (صح) ".
(كان رحيمًا) رقيق القلب متفضلاً محسناً. (بالعيال) بمن يعوله ويمونه، وقد سردت صفات معاملته لأهله في شمائله صلى الله عليه وسلم. (الطيالسي (4) عن أنس) رمز
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (170)، وفي الطب (ق 22/ أ)، وأبو نعيم في الطب (240)، والحاكم (3/ 39)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4466)
(2)
أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 172)، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 401): وسنده ضعيف وأنه من قول سعيد بن المسيب رواه ابن أبي شيبة في المصنف (6787) وفيه راوٍ لم يسم وقال الألباني في الإرواء (373): موضوع. وقال العراقي في طريح التثرب (3/ 157): وقد تتحرك اليد مع وجود الخشوع.
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 253)، والبيهقي في السنن (2/ 265)، وانظر الميزان (5/ 381)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4468)، والضعيفة (4237).
(4)
أخرجه الطيالسي (2115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4814).
المصنف لصحته وقال الشارح: لحسنه.
6819 -
"كان رحيما، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده". (خد) عن أنس (ض).
(كان رحيماً) بكل أحد من العباد، وفي لفظ لمسلم وأبي داود "كان رحيماً رقيقاً" (1) ولذا عما عن أهل مكة وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ولا ينافيه أنه نبي الملحمة؛ لأنه كان رحمة للعاملين حتى من قتله من الكفار فقد خفف عنه العذاب بتعجيله إذ طول بقاءه لا يحمل إلا المعاصي التي بها زيادة عذابه. (وكان لا يأتيه أحد إلا وعده) إن جاء طالباً ولم يكن مطلوبه عنده، وفي الترمذي "أنه جاءه سائل فقال: ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قبضته فقال عمر: يا رسول الله قد أعطيته، فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره قول عمر فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا فتبسم فرحاً بقول الأنصاري، وعرف في وجهه السرور، وقال بهذا أمرت" (2)، (وأنجز له إن كان عنده) كأن المعنى وأنجز له؛ لأن الإنجاز مقابل العدة. (حل)(3)(4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال: روى البخاري الجملة الأولى منه.
6820 -
"كان شديد البطش". ابن سعد عن محمَّد بن علي مرسلاً ".
(كان شديد البطش) قد أعطي قوة أربعين في البطش والجماع، وفي نجر عن علي عند أبي الشيخ "كان أشد الناس بطشاً" وفي مسلم عن البراء "لكنا والله إذا
(1) أخرجه مسلم (674).
(2)
أخرجه الضياء في المختارة (88)، والخرائطي فيما مكارم الأخلاق (1/ 118).
(3)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (278)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4815).
(4)
هكذا جاء الأصل.
حمى البأس نتقي به، وإن الشجاع منا الذي يحاذى به" (1) وشدة البطش من كمال الخلقة والقوة. (ابن سعد (2) عن محمَّد بن علي مرسلاً) ورواه أبو الشيخ من رواية أبي جعفر معضلاً.
6821 -
"كان طويل الصمت" قليل الضحك". (حم) عن جابر بن سمرة (ح) ".
(كان طويل [3/ 333] الصمت) لا ينطق إلا في حاجة، صمته تفكر. (قليل الضحك) إن ضحك ضحك تبسماً وإن استغرق في الضحك بدت نواجذه. (حم)(3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة.
6822 -
"كان فراشه نحوا مما يوضع للإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه". (د) في بعض آل أم سلمة (ح) ".
(كان فراشه) في يقظته ونومه. (نحوا مما يوضع للإنسان في قبره) كأن المراد أنه كان مقدار فراشه مقدار اللحد لا يزيد على قدر بدنه. (وكان المسجد عند رأسه) أي مسجده صلى الله عليه وسلم يجعله من تلقاء رأسه، قال حجة الإِسلام: فيه إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يتذكر بنومه أنه مضطجع في اللحد كذلك وحيدا فريدا ليس معه إلا عمله ولا يجزى إلا بسعيه وأنه لا ينبغي أن يستجلب النوم بوطائه ومهاده. (د)(4) عن بعض آل أم سلمة) رواه في اللباس، وأخرجه ابن ماجة في الصلاة، ورمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه مسلم (1776).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 419)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4469)، والضعيفة (4222): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه أحمد (5/ 86، 88)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4822).
(4)
أخرجه أبو داود (5044)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4472).
6823 -
"كان فراشه مِسْحا". (ت) في الشمائل عن حفصة (ح) ".
(كان فراشه) الذي يقعد عليه ويرقد. (مِسْحاً) بكسر الميم فسكون المهملة ثم مهملة قال في شرح الشمائل: فراش خشن من صوف، وتمام الحديث عند مخرجه الترمذي يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة.
قلت: لو ثنيته أربع ثنيات كان أوطأ فثنيناه له أربع ثنيات، فلما أصبح قال: ما فرشتموه الليلة، قلنا هو فراشك إلا ما ثنيناه أربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك، قال ردوه كحاله الأول، فإنه منعني وطاؤه صلاتي الليلة". (ت)(1) في الشمائل عن حفصة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس بجيد، فقد قال العراقي: إنه منقطع.
6824 -
"كان فرسه يقال له: "المُرْتَجِزُ" وناقته: "القصواء" وبغلته: "الدُّلدُلُ" وحماره: "عُفَيْرُ "ودرعه: ذات الفضول" وسيفه: "ذو الفقار". (ك هق) عن علي" (صح).
(كان فرسه) يطلق على الذكر والأنثى. (يقال له) أي يسمى ويدعى. ("المُرْتَجِزُ") اسم فاعل بالجيم والزاي، قال في القاموس (2): المرتجز من المُلاءَة فرس النبي صلى الله عليه وسلم سمي به لحسن صهيله اشتراه من سواد بن الحارث بن ظالم، قال ابن القيم: كان أشهب. (وناقته) يقال لها: ("القصواء") بفتح القاف والمد، قيل: هي العضباء أيضاً، وقيل: غيرها. (وبغلته: "الدُّلدُلُ") بمهملتين بزنة قنفذ، قيل: سميت به؛ لأنها تضطرب في مشيتها من شدة الجري، يقال: دلدل في الأرض: ذهب. (وحماره) يقال لها (عُفَيْرُ) بالمهملة والفاء والراء آخره، مصغر أعفر. (ودرعه) يقال له:(ذات الفضول) جمع فضل بالفاء والمعجمة.
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4471)، وقال في الضعيفة (4223): ضعيف جداً.
(2)
القاموس: (2/ 176).
(وسيفه) يقال له: ("ذو الفقار") قال في القاموس (1): بالفتح سيف العاص بن منبه قُتل يوم بدر كافراً فصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم صار إلى علي عليه السلام وفي هذا دليل على ندب تسمية ما يختص به الإنسان من الحيوانات والجمادات وكان عدة خيله أربعاً وعشرين. (ك هق)(2) عن علي) رمز المصنف لصحته.
6825 -
"كان فيه دعابةُ قليلةُ". (خط) وابن عساكر عن ابن عباس".
(كان فيه دعابةُ) بضم المهملة. (قليلةُ) مزاح يسير، قال الزمخشري (3): الدعابة كالمزاحة، ودعب يدعب كمرح يمرح، وفي المصباح (4): دعب يدعب كمرح يمرح لفظاً ومعنى، والدعابة بالضم اسم لما يستملح جليله، وفيه ندب ذلك وأنه لا يحط من قدر ذي الشأن، وتقدم شيء من مزاحه في الجزء الأول في شرح "إني لأمزح ولكن لا أقول إلا حقا" ونحوه. (خط) وابن عساكر (5) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه.
6826 -
"كان قراءته المدُّ، ليس فيها ترجيعُ". (طب) عن أبي بكرة (ح) ".
(كان قراءته) للقرآن. (المدُّ) وفي لفظ "كان قراءته مدًّا" قال القاضي: أي ذا مد يمد ما كان في قراءته من حروف المد واللين. (ليس فيها ترجيعٌ) بأن يمد غير المدود، ويهمز غير المهموز، كذا قال الشارح وفي النهاية (6): الترجيح ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت،
(1) القاموس: (ص: 588).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 665)، والبيهقي في السنن (10/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4473).
(3)
الفائق في غريب الحديث (1/ 425).
(4)
المصباح المنير (1/ 194).
(5)
أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 320)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 217) مختصره) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4475).
(6)
النهاية (2/ 134).
وقد عارضه حديث صفة قراءته يوم الفتح أنه كان يرجع فقيل ذلك حيث كان راكباً بحركة مركوبه به وتقدم في حرف الهمزة مع القاف ذم من رجعه ترجيع الغناء وفي شرح الشمائل المد إشباع الحروف الذي بعد ألف أو واو أو ياء من غير إفراط في ذلك، والترجيع هنا تقارب ضروب الحركات في الصوت. (طب) (1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: ليس كما ظن فقد قال الهيثمي وغيره: [3/ 334] فيه عمرو بن دحية وهو ضعيف، وقال مرة أخرى: فيه من لم أعرفه، وفي الميزان: عمر المذكور تفرد به وهو متهم بالوضع.
6827 -
"كان قميصه فوق الكعبين، وكان كمه مع الأصابع". (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان قميصه) في طوله. (فوق الكعبين) إلى أنصاف ساقيه كما في رواية. (وكان كمه) أي القميص. (مع الأصابع) أصابع اليدين مساوياً لها لا يطول عليها، قال ابن القيم (2): وهذه الأكمام التي هي كالإخراج لم يلبسها هو ولا أصحابه البتة، وكما هي مخالفة لسنته في جوازها نظر؛ لأنها من الخيلاء. (ك)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.
6828 -
"كان كُمُّ قميصه إلى الرُّسْغِ". (د ت) عن أسماء بنت يزيد (ح) ".
(كان كُمُّ قميصه) في قدره. (إلى الرُّسْغِ) بالراء مضمومة ثم بالمهملة فالمعجمة وهو ما بين الكف إلى الساعد، وفي القاموس (4): الرسغ بالضم
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4747)، وابن عدي في الكامل (7/ 83)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 266، 7/ 169)، والميزان (7/ 137)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4476) موضوع.
(2)
زاد الميعاد (1/ 34).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 217)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4477).
(4)
القاموس (3/ 106).
وبضمتين الموضع المستدق بين الحافر وموصل الوظيف من اليد والرجل أو مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم، وجمع بين هذا وما قبله بأنه كان يلبس هذا في السفر؛ لأنه أعون على سرعة الحركة والبطش (د ت)(1) عن أسماء بنت يزيد) رمز المصنف لحسنه، قال العراقي: فيه شهر بن حوشب مختلف فيه، وجزم غيره بضعفه.
6829 -
"كان كثيراً ما يُقَبِّلُ عُرْفَ فاطمةَ". ابن عساكر عن عائشة".
(كان كثيرا ما يُقَبِّلُ عُرْفَ فاطمةَ) بضم المهملة وسكون الراء ففاء، قيل:(أعلا الرأس) مأخوذ من عرف الديك. قلت: لم يذكره النهاية (2) ولا القاموس (3) بهذا المعني بل ذكر من معانيه شعر عنق الفرس فيحتمل أن المراد هنا الرقبة وقد جاء في غيره أنه كان يمص لسانها وذلك من حبه لها وكرامتها عليه. (ابن عساكر (4) عن عائشة) سكت عليه المصنف.
6830 -
"كان له بُرْدٌ يلبسه في العيدين والجمعة". (هق) عن جابر".
(كان له بُرْدٌ) بضم فسكون زاد في رواية: أخضر. (يلبسه في العيدين والجمعة) تجملا به، وكان يتجمل به لوفود العرب أيضاً، قال الغزالي (5): وكأن هذا عبادة؛ لأنه مأمور بدعوة الخلق وترغيبهم في الاتباع واستمالة قلوبهم، ولو سقط عن أعينهم لم يرغبوا في اتباعه، فكان يجب عليه أن يظهر لهم محاسن أحواله لئلا تزدريه أعينهم، فإن أعين العوام تمتد إلى الظاهر، وأخذ منه الرافعي أنه يسن
(1) أخرجه أبو داود (4027)، والترمذي (1765)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4479).
(2)
النهاية (3/ 442).
(3)
القاموس (ص 1081).
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 273)، وانظر فيض القدير (5/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4478).
(5)
الإحياء (3/ 300).
للإمام أن يزيد يوم الجمعة في الهيئة واللباس ويتعمم ويرتدي، وأيده ابن حجر بخبر الطبراني عن عائشة "كان له ثوبان يلبسهما في الجمعة فإذا انصرف طويناهما إلى مثله"(1). (هق)(2) عن جابر) ورواه عنه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه.
6831 -
"كان له جَفْنَةٌ لها أربعُ حِلَقٍ". (طب) عن عبد الله بن بسر (ض) ".
(كان له جَفْنَةٌ) قال الشارح: بضم الجيم وفتحها، وفي القاموس (3): ما تفيد أنه بالفتح لا غير هي القصعة التي يؤكل فيها الطعام. (لها أربعُ حِلَقٍ) بفتح المهملة وكسرها، وكانت معدة للأضياف. (طب)(4) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة رمز المصنف لضعفه.
6832 -
"كان له حَرْبةٌ يمشي بها بين يديه، فإذا صلى ركزها بين يديه". (طب) عن عصمة بن مالك (ح) ".
(كان له حَرْبةٌ) بفتح المهملة وسكون الراء: رمح صغير يشبه العكاز. (يمشي بها بين يديه) إعدادا لها للحاجة التي منها. (فإذا صلى) ظاهره في مسجد أو غيره. (ركزها بين يديه) سترة قيل: وذلك إذا كان في غير محل مبني وكان له حراب غيرها، وفيه إن إعداد ذلك سنة، وظاهر الركز أنه بطولها. (طب)(5). عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لحسنه، وقال الشارح: إنه قال الهيثمي: وغيره: إنه ضعيف جزم به ولم يوجهه.
(1) انظر فتح الباري (2/ 498).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4480).
(3)
القاموس (4/ 209).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (18182)، وأخرجه أبو داود (3773)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (615)، وانظر فيض القدير (5/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4828) وانظر السلسلة الصحيحة (2105).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 183)(485)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4481).
6833 -
"كان له حمارٌ اسمه "عُفَيْرُ" (حم) عن علي (طب) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان له حمارٌ اسمه "عُفَيْرُ" تقدم ضبطه وأنه بالمهملة وضبطه عياض بالمعجمة ووهموه في ذلك وأنه تصغير أعفر كسويد تصغير أسود، والعفرة: حمرة يخالطها بياض، قال ابن حجر: وهو غير الحمار الذي يقال له: يعفور، وقيل: بل هما واحد والأول أصح لأن عفيرا أهداه له المقوقس ويعفور أهداه له فروة بن عمر، وقيل بالعكس ذكره الدمياطي، وقال ابن القيم (1): كان له حمار أشهب أهداه له المقوقس ملك القبط، وحمار آخر أهداه له فروة الجذامي. (حم عن علي، طب (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقد قال الهيثمي: إسناده حسن.
6834 -
"كان له خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بها بعد الوضوء". (ت ك) عن عائشة" (صح).
(كان له خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بها بعد الوضوء) فقيل إن التنشيف بعد الوضوء لا بأس به، وقيل: إنه مكروه لما ورد من أن ميمونة أتته بمنديل فرده، وبما أخرجه الترمذي من أن ماء الوضوء يوزن، وأجاب الأولون بأنها [3/ 335] واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال، وبأنه إنما رده مخافة مصيره عادة ومنع دلالته على الكراهة، فإنه لولا أنه كان يتشنف لما أتته به وإنما رده لعذر كاستعجال أو لشيء رآه فيه من وسخ أو تغيير ريح، وأما نفض اليد من ماء الوضوء فقد ورد في حديث ضعيف "لا تنفضوا أيديكم فإنها مراوح الشيطان" قال ابن الصلاح والنووي: لم أجده، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء وابن أبي حاتم في
(1) زاد المعاد (1/ 128).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 111) عن علي، والطبراني في الكبير (10/ 148)(10274) عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4829).
العلل (1).
(ت ك)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو عجيب فقد قال الترمذي: بعد إخراجه: ليس بالقائم ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء، وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم (3) ضعيف عندهم، قال يحيى: أبو معاذ هذا لا يساوي فلساً، والبخاري: منكر الحديث، والنسائي: متروك، وابن حبان: يروي الموضوعات وينفرد بالمعضلات ولا يجوز الاحتجاج به، وجزم بضعف الحديث ابن القيم في الهدى وعلله بأن سليمان فيه، وابن حجر في تخريج أحاديث الهداية.
6835 -
"كان له سُكَّةٌ يتطيب منها". (د) عن أنس (ح) ".
(كان له سُكَّةٌ) بضم المهملة وتشديد الكاف في القاموس (4): السكُ بالضم إنه طيب يتخذ من الرامك كصاحب شيء أسود يخلط بالمسك مدقوقا منخولا معجونا بالماء، ويعرك شديداً، ويمسح بدهن الخيرى لئلا يلصق بالإناء ويترك ليلة ثم يسحق المسك ويلقمه ويعرك شديدا ويقرص ويترك يومين ثم يثقب بمسلة وينظم في خيط قنب ويترك سنة وكلما عتق طابت رائحته، انتهى ولم يذكر أنه بالتاء. (يتطيب منها) وفيه سنة العناية في الطيب وأنه لا ينافي الزهادة. (د)(5).
(1) أخرجه الديلمي (1029)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 36 رقم 73)، وابن حبان في المجروحين (1/ 203) وابن الجوزي في العلل (1/ 348) وانظر: البدر المنير (2/ 263، 265) والتلخيص الحبير (1/ 296) والفتح (1/ 362 - 363) وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (903): موضوع.
(2)
أخرجه الترمذي (53) والحاكم (1/ 256) والبيهقي في السنن (1/ 185) وانظر الدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 55) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4830) والصحيحة (2099).
(3)
انظر المغني (1/ 277)، وضعفاء النسائي (1/ 48)، وابن الجوزي (2/ 16).
(4)
القاموس (3/ 306).
(5)
أخرجه أبو داود (4162)، والترمذي في الشمائل (425)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4831).
عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه الترمذي عن أنس أيضاً في الشمائل.
6836 -
"كان له سيفُ مُحلِّى: قائمته من فضة، ونعله من فضة، وفيه حِلقُ من فضة، وكان قوس يسمى: "ذا السداد" وكان له كنانة تسمى: "ذا الجُمَع" وكان له ذِراع مُوشحةُ بنحاس تسمى: "ذات الفضول" وكان له حَربة تسمى: "النَّبعاء" وكان له مِجنٌّ يسمى: "الذَّقَنُ" وكان له فرسٌ أشقر يسمى: "المُرْتَجِز" وكان له فرسٌ أدهم يسمى: "السّكْب" وكان له سَرْجٌ يسمى: "الدَّاج" وكان له بغلة شهباء تسمى: "دلدل" وكان له ناقة تسمى: "القصواء" وكان له حمار يسمى: "يعفور" وكان له بساط يسمى: "الكَزَّ" وكان له عَنَزةٌ تسمى: "النَّمِرَ" وكان له رَكوةٌ تسمى: "الصادر" وكان له مرآة تسمى: "المُدِلّةُ" وكان له مقراض يسمى: "الجامع" وكان له قضيب شوحظ يسمى: "الممشوق". (طب) عن ابن عباس".
(كان له سيفٌ مُحلِّى: قائمته) أي مقبضه (من فضة، ونعله من فضة) في القاموس (1): إنه حديدة في أسفل غمد السيف. (وفيه حِلقٌ من فضة) وكان يسمى ذا الفقار؛ لأن فيه حفر متساوية، قال الأصمعي: دخلت على الرشيد فقال: أريكم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار فجاء به فما رأيت سيفا أحسن منه، إذا نصب لم ير فيه شيء، وإذا بطح عد فيه سبع فقر، وإذا صفيحته يمانية يحار الطرف فيه من حسنه. (وكان له قوس تسمى) بالمثناة الفوقية بضبط المصنف. ("ذا السداد") بالمهملات الاستقامة، سمي به تفائلا بإصابة ما يرمى عنها. (وكان له كنانة) للسهام في القاموس (2): كنانة السهام بالكسر جعبة من جلد لا خشب فيها أو بالعكس. (تسمى: "ذا الجُمَع") بفتح الجيم فيما قوبل على خط المصنف، أي لجمع السهام وقال الشارح: إنه بضمها بضبط المصنف. "وكان
(1) انظر: القاموس (ص: 1374).
(2)
انظر القاموس 4/ 264.
له دِرْعٌ مُوشحةٌ تسمى: "ذات الفضول") بالمعجمة قال في النهاية (1): بفضلة كان فيها وسعة. (وكان له حَربة تسمى: "النَّبعاء") بالنون المفتوحة ثم الباء الموحدة الساكنة فعين مهملة وألف ممدودة مهموزة. (وكان له مِجنٌّ) بكسر الميم وسكون الجيم ترس. (يسمى: "الذَّقَنُ") تقدم ضبطه بفتح الذال المعجمة والقاف، ضبط كذا فيما قوبل على خط المصنف. (وكان له فرسٌ أشقر يسمى:"المُرْتَجِز") تقدم ضبطه وأنه سمي بذلك لحسن صوته. (وكان له فرسٌ أدهم أسود يسمى: "السّكْب") بفتح المهملة وسكون الكاف، قال الزمخشري (2): سمي به لأنه كثير الجري، وأصل السكب الصب فاستعير لشدة جريه، وكان أغر محجلاً طلق اليمين وهو أول ما ملكه، وأول فرس غزا به. (وكان له سَرْجٌ يسمى:"الدَّاج") لم أر من تكلم عليه. (وكان له بغلة تسمى: "دلدل") تقدم ضبطها، قيل: لم يرو أنها كانت له بغلة غيرها، وفي الهدي إنه كانت له بغلة أخرى يقال لها فضة، وذكر بغلتين غيرهما فكانت أربعاً. (وكانت له ناقة تسمى:"القصواء") تقدم ضبطها، وفي النهاية (3) القصواء الناقة التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء وإنما هذا لقب لها وأطال في ذكرها [3/ 336] ورد من نوقه صلى الله عليه وسلم وهل هي واحد تعددت أسماؤها أم نوق كثيرة. (وكان له حمار يسمى:"يعفور") وهو غير عفير والحديث الذي يذكر أنه حين فتح خيبر وجده وكلمه صلى الله عليه وسلم بكلام كثير وبقي معه وكان يرسله إلى أصحابه صلى الله عليه وسلم فيقرع الباب على الصحابي برأسه فيخرج فيومئ إليه أنه يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لما مات صلى الله عليه وسلم تردى في بئر جزعا عليه، قال ابن حبان: إنه خبر باطل وإسناده
(1) النهاية (3/ 456).
(2)
الفائق في غريب الحديث (2/ 190).
(3)
النهاية (4/ 75).
ليس بشيء وقال ابن الجوزي لعن الله واضعه (1). (وكان له بساط يسمى: "الكَزَّ") بزاي معجمة بخط المصنف، وفي الهدي النبوي فسطاط، وقال شارح الجامع: من رواه كذلك تصحيف. (وكانت له عَنَزةٌ) بفتح المهملة والنون فزاي: حربة صغيرة. (تسمى: "النِّمِرَ") بالنون مكسورة. (وكان له رَكوةٌ) بالراء المفتوحة وسكون الكاف: هي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء كما في النهاية (2). (تسمى: "الصادر") لأنه يصدر عنها بالري (وكان له مرآة تسمى: "المُدِلّةُ") بضم الميم وكسر المهملة. (وكان له مقراض يسمى: "الجامع") كأنه من أسماء الأضداد وإلا فهو الذي يفرق الشعر والظفر عن البدن. (وكان له قضيب) فعيل بمعنى مفعول أي مقضوب مقطوع من شجرة. (شوحظ) أي من شوحظ فالإضافة بمعنى من. (يسمى "الممشوق"). (طب)(3) عن ابن عباس سكت المصنف عليه وقال الهيثمي: فيه علي بن عروة متروك، وقال شيخه العراقي: إن علي بن عروة الدمشقي أحد رجاله نسب إلى الوضع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
6837 -
"كان له فرسٌ يقال له: "اللَّحيفُ"". (خ) عن سهل بن سعد (صح) ".
(كان له فرسٌ يقال له: "اللَّحيفُ") بالحاء المهملة والخاء المعجمة والتكثير والتصغير، وقيل إنه بالجيم، وعلى كونه بالمهملة هو فعيل بمعنى فاعل كأنه لطول ذنبه يلحف الأرض يغطيها به، وبالخاء المعجمة رواه البخاري، قال في
(1) انظر: ابن حبان في المجروحين (2/ 108) والميزان (4/ 34) واللسان (5/ 376).
(2)
انظر: النهاية (2/ 634).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 111)(11208)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 272)، والمجروحين (2/ 108)، والموضوعات (1/ 214)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4482)، والضعيفة (4225): موضوع.
النهاية (1): ولم نتحققه. (خ)(2) عن سهل بن سعد) ذكر الواقدي أنه أهداها له سعد بن البراء، وقيل: ربيعة بن البراء.
6838 -
"كان له فرسٌ يقال له: "الظَّرِبُ" وآخر يقال له: "اللِّزازُ"". (هق) عنه (صح) ".
(كان له فرسٌ يقال له: "الظَّرِبُ") بفتح المعجمة وكسر الراء وموحدة وهو الجبل الصغير شبه به الفرس لقوته، ويقال: ظربت حوافر الدابة أي اشتدت وصلبت كما في النهاية (3). (وآخر يقال له: "اللِّزازُ") بلام مكسورة، ثم زائين بينهما ألف في النهاية (4) سمي به لشدة تلوزه واجتماع خلقه ولزنة الشيء لصوبه كأنه يلتزق بالمطلوب بسرعته. (هق)(5) عنه أي عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: لحسنه.
6839 -
"كان له قَدَحٌ قواريرُ يَشربُ فيه". (هـ) عن ابن عباس (ض) ".
(كان له قَدَحٌ قواريرُ) أي من زجاج جمع قارورة سمي بذلك؛ لأنه يقر فيها الشراب، قال في المشارق: إناء يسع ما يروي رجلين وثلاثة، وقال ابن الأثير (6): هو إناء بين إناءين لا كبير ولا صغير يشرب فيه أهداه إليه النجاشي. (هـ)(7) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
(1) النهاية (4/ 455).
(2)
أخرجه البخاري (2700).
(3)
انظر النهاية (2/ 102).
(4)
انظر النهاية (4/ 25).
(5)
أخرجه البيهقي في السنن (10/ 25)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4483)، والضعيفة (4226).
(6)
النهاية (4/ 39).
(7)
أخرجه ابن ماجة (3435)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4485) والسلسلة الضعيفة (4228).
6840 -
"كان له قَدَحٌ من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل"(د ن ك) عن أمية بن رقية (ح) ".
(كان له قَدَحٌ من عيدان) بفتح المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح المهملة جمع عيدانه وهي النخلة السحوق المتجردة. (تحت سريره) توضع تحته، وقال ابن قتيبة: إنه كان سريره خشبات مشدودة بالليف بيعت في زمن بني أمية بأربعة آلاف درهم. (يبول فيه بالليل) ولا يعارض هذا ما عند الطبراني في الأوسط (1) بإسناد قال العراقي: جيد "لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول" لأن المراد بانتقاعه طول مكثه، وما في الإناء لا يطول مكثه بل يريقه الخدم في الحال، ثم يعود تحت السرير لما يحدث، قال الولي العراقي: والظاهر أن هذا كان قبل اتخاذ الكنيف في البيوت، وأما بعد اتخاذها فإنه يبول فيها من ليل أو نهار. (د ن ك)(2) عن أميمة بن رقيقة) بالتصغير فيهما رمز المصنف لحسنه وحسنه النووي.
6841 -
"كان له قَصْعَةٌ يقال لها: "الغراء" يحملها أربعة رجال". (د) عن عبد الله بن بسر (ح) ".
(كان له قَصْعَة) بفتح القاف وفي المصباح (3): بالفتح معروفة عربية وقيل معربة. (يقال لها: "الغراء") تأنيث الأغر من الغرة البياض في الوجه وقيل غير ذلك. (يحملها أربعة رجال) لعظمها وكأن المراد عند امتلائها بالطعام وهذا
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2077).
(2)
أخرجه أبو داود (24)، والنسائي (1/ 31)، والحاكم (1/ 272)، والبيهقي في السنن (1/ 99)، وابن أبي حاتم في الآحاد والمثاني (5/ 497 رقم 3342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4832).
(3)
المصباح المنير (2/ 506).
بعض من الحديث [3/ 337] وفيه زيادة عند أبي داود. (د)(1) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لحسنه.
6842 -
"كان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة: ثلاثة في هذه، وثلاثة في هذه". (ت هـ) عن ابن عباس (ح) ".
(كان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة) عند النوم. (ثلاثة في هذه) الإشارة إلى العين باعتبار معرفة ذلك بالسياق، والمراد اليمنى. (وثلاثة في هذه) اليسرى وهذا يبين ما أجمل في غيره من بيان الإيتار، قال البيهقي: وهذا أصح ما في الاكتحال وفي أحاديث أخر أن الإيتار بالنسبة إلى العينين. (ت هـ)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الترمذي: سألت عنه البخاري فقال: هو حديث محفوظ، وقال الصدر المناوي (3): فيه عباد بن منصور ضعفه الذهبي.
6843 -
"كان له مِلْحفةٌ مصبوغة بالوَرْسِ والزعفران يدور بها على نسائه، فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء". (خط) عن أنس (ض) ".
(كان له مِلْحفةٌ) قيل: بكسر الميم الملاءة التي تلتحف بها المرأة، وفي القاموس (4): بكسر الميم ما يلتحف به. (مصبوغة بالوَرْسِ) بالفتح فسكون آخره مهملة نبت أصفر يزرع باليمن ويصبغ به. (والزعفران يدور بها) أي يلبسها حتى يدور بها (على نسائه) كان ذلك للتجمل، وفيه حل لباس المزعفر،
(1) أخرجه أبو داود (3773)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4833)، والصحيحة (2105).
(2)
أخرجه الترمذي (2048)، وابن ماجة (3499)، وانظر علل الترمذي (1/ 287)، وفيض القدير (5/ 108)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4486)، والضعيفة (1598): ضعيف جدًا.
(3)
انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (4/ رقم 3590).
(4)
انظر القاموس (4/ 215).
ويعارضه حديث الشيخين "نهى أن يتزعفر الرجل"(1) وبه أخذ جماعة وقالوا: هذا الحديث لا يقاوم حديث الشيخين، وأما المورس فأخذ جماعة بجواز لبسه لهذا الحديث وغيره، فقد صح أنه كان يصبغ ثيابه بالورس حتى عمامته وألحقه جماعة بالمزعفر في الحرمة. (فإذا كانت) وجدت (ليلة هذه) الإشارة إلى ما في الذهن من إحدى نسائه (رشها (2) بالماء) قيل: لحر الحجاب فيقصد تبريدها، وقيل: بل بما مطيب تنشيطًا له في الوقاع. (وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء)(خط)(3) في ترجمة نوح القومسي (عن أنس بن مالك) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمَّد بن ليث قال الذهبي (4): لا يعرف، ونوفل بن إسماعيل قال الذهبي (5): منكر الحديث وعمارة بن زاذان (6) ضعفه الدراقطني وغيره.
6844 -
"كان له مؤذنان: بلال وابن مكتوم الأعمى". (م) عن ابن عمر (صح) ".
(كان له مؤذنان) يعني بالمدينة يؤذنان في وقت واحد. (بلال) مولى أبي بكر. (وابن أم مكتوم) اسمه عمرو بن قيس بن زائدة أو عبد الله بن زائدة شهر بكنيته واسم أم مكتوم عاتكة. (الأعمى) فيه أنه لا بأس بذكر مثل هذه الصفة تعريفاً لا تنقصاً، وكان له مؤذن ثالث أبو محذورة بمكة، ورابع سعد القرظ بقباء، وأذن له زياد بن الحارث الصدائي لكنه لم يكن راتبا، وفيه جواز أذان الأعمى، قال ابن
(1) أخرجه البخاري (5508).
(2)
هكذا جاء في الأصل.
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 319)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4835)، والصحيحة (2101).
(4)
انظر المغني (2/ 558).
(5)
انظر المغني (2/ 558).
(6)
انظر الميزان (5/ 212)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 203).
حجر: روى الدارمي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر نحواً من عشرين رجلاً فأذنوا" (1). (م)(2) عن ابن عمر).
6845 -
"كان لنعله قِبَالان". (ت) عن أنس (صح) ".
(كان لنعله قِبَالان) بكسر القاف، والقبال زمام يجعل بين الأصابع الوسطى والتي تليها أي كان لكل واحدة من نعاله زمامان. (ت)(3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وقد أخرجه سلطان المحدثين في صحيحه فسبحان الله!
6846 -
"كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسا". (طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(كان من أضحك الناس) أي من أكثرهم ضحكاً أي تبسماً لما تقرر أنه كان ضحكه التبسم وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم. (وأطيبهم نفساً) كان طيب النفس منشرح الصدر متسع الخاطر قليل الاكتراث وهذه كلها صفات أولي الكمال والحلم. (طب)(4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه لكن قال الهيثمي: إن فيه علي بن زيد الألهاني، ضعيف.
6847 -
"كان من أفكه الناس". ابن عساكر عن أنس".
(كان من أفكه الناس) من الفكاهة المزاحة أي من أمزح الناس إذا خلى وتقدم أنه كان يمزح ولا يقول إلا حقا وهو من كرم طباعه وحسن خلقه ولين
(1) أخرجه الدارمي (1196).
(2)
أخرجه مسلم (380).
(3)
أخرجه البخاري (2940، 5519)، والترمذي (1772).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 208)(7838)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4487).
جانبه. (ابن عساكر (1) عن أنس) ورواه الطبراني وزاد "مع نسائه" قال العراقي: وفيه ابن لهيعة.
6848 -
"كان مما يقول للخادم: ألك حاجةُ". (حم) عن رجل (ح) ".
(كان مما يقول للخادم) أي خادمه أي كان من جملة خطابه له سؤاله هل له حاجة إلطاف بالخادم ففي الكلام حذف بقرينة السياق وما موصولة صفة لمحذوف ويقول صلتها والعائد محذوف أي يقوله، وقوله:(ألك حاجةٌ) مقول القول وفيه بيان لطف طباعه وكرم أخلاقه. (حم)(2) عن رجل) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: والذي في مسند أحمد عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم[3/ 338] رجل أو امرأة فما كان للمصنف الاقتصار على رجل لأن الخادم يطلق على الذكر والأنثى.
قلت: والخطب هين لأنه صحابي على أي لفظ وقع ومعرفة عينه لا يشترط نعم كان عليه أن يقول عن رجل خدمه أو نحوه مما يفيد أنه صحابي فإن إبهامه يوهم أنه غير صحابي وعبارة أحمد صريحة في أنه خادمه صلى الله عليه وسلم كما سمعت.
واعلم: أن تمام الحديث عند أحمد "حتى كان ذات يوم قال: يا رسول الله حاجتي قال: وما حاجتك قال أن تشفع لي يوم القيامة قال ومن دلك على هذا قال ربي عز وجل قال: أما لا بد فأعني بكثرة السجود" قال العراقي: رجاله رجال الصحيح كما قال تلميذه الهيثمي.
6849 -
"كان ناقته تسمى: "العضباء" وبغلته: "الشهباء" وحماره: "يعفور" وجاريته: "خضراء"". (هق) عن جعفر بن محمَّد عن أبيه مرسلاً".
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/ 372)، والطبراني في الأوسط (6361)، والصغير (870)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4488).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 500)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4836)، والصحيحة (2102).
(كان ناقته تسمى: "العضباء") بالمهلمة فالمعجمة ممدودة في النهاية: هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء: أي مشقوقة الأذن، وقال بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن وهي التي كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن حقا على الله أن لا يرفع شيئاً في هذه الدار إلا وضعه"، والأول أكثر، وقال الزمخشري (1) هو منقول من قولهم: ناقة عضباء: وهي قصيرة اليد. (وبغلته) أحد بغاله. (الشهباء وحماره: "يعفور") كما تقدم ذلك. (وجاريته: "خضراء") بفتح المعجمة وكسر الصاد والمعجمة وقيل بسكونها وهي خادمته صلى الله عليه وسلم. (هق)(2) عن جعفر بن محمَّد عن أبيه محمَّد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين مرسلاً).
6850 -
"كان وسادته التي ينام عليها بالليل من أَدَمٍ حشوها ليف". (حم د ت هـ) عن عائشة (ح) ".
(كان وسادته) بكسر الواو مخدته. (التي ينام عليها بالليل من أَدَمٍ) بفتحتين جمع أئمة أو أديم وهو الجلد المدبوغ. (حشوها ليف) هو ورق النخل، وفيه كمال زهده في الدنيا وإعراضه عن زخرفها والترفه فيها (حم د ت هـ)(3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
6851 -
"كان لا يأخذ بالقَرْفِ، ولا يقبل قول أحد على أحد"(حل) عن أنس".
(كان لا يأخذ) أحدا من العباد. (بالقَرْفِ) بفتح القاف وسكون الراء ففاء التهمة. (ولا يقبل قول أحد على أحد) بل لا يقبل إلا ما كان عن بينة ووجه
(1) الفائق في غريب الحديث (2/ 173).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (10/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4489).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 295)، ومسلم (2082)، وأبو داود (4146)، والترمذي (2469)، وابن ماجة (4151).
صحيح، ويعارضه حديث "أنه حبس في تهمة" ويجاب أنها إذا قويت الأمارة خرجت عن الوهم إلى الظن الذي يجوز العمل عليه، أو أن المراد أنه كان في حق نفسه لا يقبل التهمة وأما في حق غيره فيعمل بها، ويستوثق حتى تقوم البينة وهو نوع من التبين المأمور في قوله تعالى:{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]. (حل)(1) عن أنس) سكت عليه المصنف ومخرجه ساقه من حديث الربيع بن صبيح عن ثابت، ثم قال: وحديث الربيع عن ثابت غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
6852 -
"كان لا يؤذن له في العيدين". (م ت) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان لا يؤذن له في العيدين) فإنه خص الأذان بالصلوات الخمس لاجتماع الناس لها عند سماع النداء، وأما صلاة العيدين فكل في الغالب يتأهب لها ولا يفتقر إلى دعاية ولا يشرع فيها الصلاة جامعة ولا غيره، ولم تأت الصلاة جامعة إلا في دعاء الناس لصلاة الكسوف نداء من ليس في المسجد لذلك بخلاف ما يفعله الناس اليوم من النداء بالصلاة جامعة في نفس الجبانة عند القيام إلى الصلاة فإنه بدعة من جهتين فما قاله الشارح من ندبية ذلك في العيدين عند الشافعية، ينظر في وجهه فإن الندب حكم لا يكون إلا عن دليل، قال ابن القيم في الهدي (2): وكان إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شيء من ذلك. (م د ت)(3) عن جابر بن سمرة).
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4490)، والضعيفة (4229).
(2)
زاد المعاد (1/ 425).
(3)
أخرجه مسلم (887)، والترمذي (532)، ورد في الأصل "م د ت" ولم نجده في أبي داود، ولا يوجد رمز "د" في الفيض ولا التيسير.
6853 -
"كان لا يأكل الثوم ولا البصل ولا الكراث من أجل أن الملائكة تأتيه وأنه يكلم جبريل". (حل خط) عن أنس".
(كان لا يأكل الثوم ولا البصل ولا الكراث) بزنة غراب جمعاً، وكذلك كل ذي رائحة كريهة. (من أجل أن الملائكة تأتيه) وهم يتأذون من الروائح الخبيثة ولذا نهى من أكل من هذا شيء عن قربان المسجد لأن المسجد بيت الملائكة فيؤذيهم بريحه. (وأنه يكلم جبريل) خصه لأنه يختص بخطابه فقربه منه أشد وتأذيه به أكثر وكان غيره من الملائكة الذين يأتونه [3/ 339] لزيارته وتبليغ السلام وغيره مثله. (حل خط) (1) عن أنس) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه الخطيب: تفرد به محمَّد بن إسحاق البكري بهذا الإسناد وهو ضعيف وكان فيه تساهل كثير، وأورده الذهبي في الضعفاء (2) وقال: ضعفه ابن الجوزي.
6854 -
"كان لا يأكل الجَراد، ولا الكُلْوتَين ولا الضب من غير أن يحرمها". ابن صصري في أماليه عن ابن عباس".
(كان لا يأكل الجَراد، ولا الكُلْوتَين) قيل: لقربها من محل البول من الضأن. (ولا الضب) قد علله بأنه يعافه لأنه لم يكن من طعام أهله أي لم يعتاده. (من غير أن يحرمها) بل أكل الضب على مائدته وهل تكره هذه الأشياء التي لم يأكلها عيافة، الظاهر أنه لا كراهة بخلاف ما فيه أذيه الملائكة كالمذكورات في الحديث الأول فإنها تكره، أو تحرم فإن أذية المسلم محرمة فكيف بالملك؟ (ابن صصري (3) في أماليه عن ابن عباس).
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 332)، والخطيب في تاريخه (2/ 265)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4491).
(2)
انظر المغني (2/ 553).
(3)
أخرجه ابن الصرصري في أماليه (256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4492).
6855 -
"كان لا يأكل متكئا، ولا يطأ عقبه رجلان". (حم) عن ابن عمرو (ح) ".
(كان لا يأكل متكئاً) مائلا إلى أحد شقيه معتمدا عليه وحده، قيل: لأن ذلك فعل المتكبرين، وقد روي عن أنس بسند ضعيف أنه كان "إذا قعد على الطعام استوفر على ركبته اليسرى وأقام اليمنى كما يفعل العبد"(1) وروى أبو الشيخ بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يجثو على ركبتيه وكان لا يتكأ"(2). (ولا يطأ عقبه رجلان) لا يكون له من يمشي خلفه من الاتباع كالسلطان فيكون موطأ العقب لأن من كان ذا مال أو سلطان اتبعه الناس ومشوا خلفه. (حم)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6856 -
"كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها: للشاة التي أهديت له". (طب) عن عمار بن ياسر (ض) ".
(كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها) الذي جاء بها. (أن يأكل منها: للشاة) أي لأجل قصة الشاة. (التي أهديت له) يوم خيبر فأكلوا منها فمات بعض أصحابه، وفيه التحرز من الضرر وجواز إنزاله بمن يريد إنزاله بالإنسان. (طب)(4) عن عمار بن ياسر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخزومي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني، وفيه من لم أعرفه وذكره في موضع آخر، وقال: رجاله ثقات.
(1) انظر البيان والتعريف (1/ 7).
(2)
أخرجه الضياء في المختارة (1265).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 165)، وأبو داود (3770)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4840)، والصحيحة (2104).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وعزاه له الهيثمي في المجمع (5/ 21)، وأخرجه البزار (1413)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4493)، والضعيفة (4232).
6857 -
"كان لا يتطير، ولكن يتفاءل". الحكيم والبغوي عن بريدة (ض) ".
(كان لا يتطير) أي يسيء الظن بالشيء ولا يرى الأسباب مؤثرة في المكروهات كما كانت تعتقده العرب. (ولكن يتفاءل) إذا سمع كلاما حسناً يتيمن به إحساناً للظن بربه، قال القرطبي (1): إنما كان يعجبه الفأل لأنه ينشرح له القلب ويحسن بالظن بالله. (الحكيم والبغوي (2) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القطان: فيه أوس بن عبد الله بن بريدة منكر الحديث.
6858 -
"كان لا يتعار من الليل إلا أجرى السواك على فيه". ابن نصر عن ابن عمر (ض) ".
(كان لا يتعار) بالعين المهملة يتنبه (من الليل إلا أجرى السواك على فيه) لشدة ولوعه بالنظافة وإزالة الرائحة التي تغير الفم عند النوم. (ابن نصر (3) عن ابن عمر) ورواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي: سنده ضعيف، ورمز المصنف لضعفه.
6859 -
"كان لا يتوضأ بعد الغسل". (حم ت ن هـ ك) عن عائشة " (صح).
(كان لا يتوضأ بعد الغسل) هو حجة من يقول تدخل الطهارة الصغرى تحت الكبرى؛ لأنه كان يبدأ بالوضوء ثم يفيض الماء على سائر بدنه فكان يجتزئ به كما ورد في صيغة اغتساله. (حم ت ن هـ ك)(4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
(1) المفهم (4/ 125) وفيه: تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأصل فيحسن.
(2)
أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 305)، وأبو داود (3920)، والبيهقي في الشعب (1170)، انظر: بيان الوهم والإيهام (409) وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4112).
(3)
أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 283)، والطبراني في الكبير (12/ 438)(13598)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 126)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4842).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 68)، والترمذي (107)، والنسائي (1/ 137)، وابن ماجة (579)، والحاكم (1/ 255)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4843).
5860 -
"كان لا يتوضأ من موطئ". (طب) عن أبي أمامة".
(كان لا يتوضأ من موطئ) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الطاء مهموز ما يوطئ من الأذى في الطريق أراد لا يعيد الوضوء منه لا أنهم كانوا لا يغسلونه وقيل: بل المراد أنه كان لا يغسل رجله من طين الطريق. (طب)(1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف، وقد قال الهيثمي: فيه أبو قيس محمَّد بن سعيد ضعيف جداً.
6861 -
"كان لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه"(طب) عن النعمان بشير".
(كان لا يجد) كأن المراد أحياناً. (من الدقل) بفتح المهملة وفتح القاف رديء التمر إذا لم يجد منه. (ما يملأ بطنه) فبالأولى إن لم يجد من الطيب، قال الزمخشري (2): الدقل تمر رديء لا يتلاصق فإذا نثر تفرق وانفردت كل تمرة عن أختها وفي الحديث إعلام بما كان عليه من التقلل من الدنيا والزهد فيها. (طب)(3) عن النعمان بن بشير) ورواه عنه الحاكم وزاد في آخره: "وهو جائع" وقال: على شرط مسلم وأقره الذهبي.
6862 -
"كان لا يجيز على شهادة الإفطار إلا رجلين". (هق) عن ابن عباس وابن عمر (ح) ".
(كان لا يجيز) من الإجازة وهو الإمضاء أي لا يمضي ويقبل. (على شهادة الإفطار) وهي شهادة هلال شوال فإضافتها إلى الإفطار لأنه مسبب عنها وإلا فهي شهادة الهلال لا شهادة الصوم وهو هلال رمضان فيكتفي بالواحد. (إلا رجلين) وظاهره أنه [3/ 340] لا يقبل رجلا وامرأة وإن الإعلام بالشهر من
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 120)(7549)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 285)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4494): موضوع.
(2)
الفائق في غريب الحديث (2/ 4).
(3)
أخرجه الترمذي (2372)، والحاكم (4/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4844).
باب الشهادة لا الخبر وفي المسألة خلاف معروف. (هق)(1) عن ابن عباس وابن عمر) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد قال ابن حجر: فيه حفص بن عمرو الأيلي ضعيف ورواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: وفيه حفص المذكور وهو ضعيف جداً ورواه الدارقطني أيضاً وقال: تفرد به حفص وهو ضعيف الحديث.
6863 -
"كان لا يحدث حديثا إلا تبسم". (حم) عن أبي الدرداء (ح) ".
(كان لا يحدث) يحتمل أنه مبني للمعلوم وهو الأقرب ويحتمل خلافه. (حديثاً إلا تبسم) من حسن خلقه ولطف طباعه والتبسم كما قيل بمنزلة السنة من النوم قال في الكشاف (2) وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام لم يكن إلا تبسما وفيه أنه ينبغي التبسم عند الحديث لأنه من البشر والطلاقة. (حم)(3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، ولكنه قال الهيثمي: فيه حبيب بن عمرو قال الدراقطني: مجهول.
6864 -
"كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم يوم النحر حتى يذبح". (حم ت هـ ك) عن بريدة (صح) ".
(كان لا يخرج) من منزله. (يوم الفطر) إلى صلاة العيد. (حتى يطعم) بفتح حرف المضارعة. (ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح) ولا ذبح إلا بعد صلاة العيد وكان أول ما يأكل من لحم أضحيته كما زاده في رواية: "فيأكل من نسيكته"، قال الشارح: إنه يحرم الأكل قبل صلاة عيد الفطر ثم نسخ فكان صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 212)، والدارقطني (2/ 156)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 187)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4495): موضوع.
(2)
الكشاف (2/ 90).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 198)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 131)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4496).
تبين بأكله ذلك نسخه. (حم ت هـ ك)(1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته وفيه ثواب بن عبيد الله (2) قال البخاري: لا أعرف له إلا هذا الحديث وأنكر أبو زرعة وأبو حاتم توثيقه.
6865 -
"كان لا يدخر لغد". (ت) عن أنس (صح) ".
(كان لا يدخر) شيئاً من الأقوات وغيرها. (لغد) ملكاً فلا ينافي أنه كان يدخر لعياله قوت سنة فإنه كان خازناً قاسماً فلما وقع المال بيده قسم لعياله مثل ما قسم لغيرهم فإن له حقاً في ما أفاء الله على المسلمين ونساؤه لا تطمئن نفوسهن إلا بما دخره عندهن (3) فلم يكلفهن ما ليس في وسعهن ويحتمل أنه كان لا يدخر في ابتداء الأمر فلما وسع الله عليه وعلى أصحابه وقيل أهل الحاجات ادخر ذلك. (ت)(4) عن أنس) رمز المصنف لصحته إلا إنه من رواية قطن بالقاف بن نسير بالنون ومهملة مصغر قال ابن عدي: كان قطن هذا يسرق الحديث وهذا يعرف بسرقه قال الذهبي: هذا ظن ووهم وإلا فقطن مكثر عن جعفر وقال المناوي: سند الحديث جيد.
6866 -
"كان لا يدع أربع قبل الظهر وركعتين قبل الغداة". (خ د ن) عن عائشة (صح) ".
(كان لا يدع) يترك أربعاً صلاة. (أربع) ركعات. (قبل الظهر) وتقدمت في حديث الترمذي قبل الظهر ليس فيها تسليم، الحديث في أربع من الهمزة.
(1) أخرجه أحمد (5/ 360)، والترمذي (542)، وابن ماجة (1756)، والحاكم (1/ 433)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4845).
(2)
انظر المغني (1/ 123).
(3)
جاء في الأصل عندهم والصواب ما أثبتناه.
(4)
أخرجه الترمذي (2362)، وابن عدي في الكامل (6/ 52)، وانظر الميزان (2/ 139)، وفيض القدير (5/ 110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4846).
(وركعتين قبل الغداة) صلاة الفجر، فإنه واظب عليه سفرًا وحضرًا. (خ د ن)(1) عن عائشة).
6867 -
"كان لا يدع قيام الليل، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً". (د ك) عن عائشة (صح) ".
(كان لا يدع قيام الليل) التهجد فيه. (وكان إذا مرض أو كسل) عن الصلاة فيه قائماً. (يصلى قاعداً) محافظة على قيام الليل وأجره في صلاته قاعدا كأجره في صلاته قائماً. (د ك)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6868 -
"كان لا يدع ركعتي الفجر: في السفر ولا في الحضر، ولا في الصحة ولا في السقم". (خط) عن عائشة (ض) ".
(كان لا يدع ركعتي الفجر) هي راتبة صلاة الفجر (في السفر) مع أنها تقصر فيه الفريضة. (ولا في الحضر) بالأولى. (ولا في الصحة ولا في السقم) تأخيره من باب الترقي والحديث حث على فعلها وأنها لا تترك بحال، ويفهم منه أنه قد يترك غيرها من النوافل في سفره ومرضه، قال ابن القيم (3): إنه كان يحافظ على الوتر وركعتي الفجر في السفر لا غيرهما من الرواتب. (خط)(4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: فيه عبد الله بن رجاء قال الذهبي (5): ضعفه أحمد والنسائي، وقابوس بن أبي ظبيان أورده الذهبي في الضعفاء (6) أيضاً، وقال النسائي وغيره غير قوي.
(1) أخرجه البخاري (1182)، وأبو داود (1253)، والنسائي (3/ 251).
(2)
أخرجه أبو داود (1307)، والحاكم (1/ 452)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4849).
(3)
زاد المعاد (1/ 298).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 285)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4497).
(5)
انظر المغني (1/ 338).
(6)
انظر المغني (2/ 517).
6869 -
"كان لا يدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان لا يدع صوم أيام البيض) تقدم ذكرها مراراً. (في سفر ولا حضر) ولا يعارضه "ليس من البر الصيام في السفر؛ لأنه إخبار عن الذي يضر به الصوم. (طب)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
6870 -
"كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان لا يدفع الناس عنه) كما يفعله ملوك الدنيا تكبراً وتجبرًا. (ولا يضربوا عنه) هو مرفوع بالنون إلا أنها حذفت تخفيفا لمشابهته صورة المجزوم. (طب)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
6871 -
"كان لا يُرَاجَع بعد ثلاث". ابن قانع عن زياد بن سعد (ح) ".
(كان لا يُرَاجَع بعد ثلاث) في مطلب ديني أو دنيوي، وقد نهى الله تعالى عن سؤاله وعن الإبرام [3/ 341] عليه وأخذ منه أن المفتي والمدرس لا يراجع فوق ثلاث، وأنه لا بأس بالمراجعة ثلاثاً. (ابن قانع (3) عن زياد بن سعد) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي: إسناده حسن، وزياد بن سعد قال ابن الأثير: جعله ابن قانع من الصحابة والمشهور بالصحبة أبوه وجده (4).
6872 -
" كان لا يرد الطيب". (حم خ ت ن) عن أنس (صح) ".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 11)(12320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4848).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 268)(10628)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4850) والصحيحة (2107).
(3)
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 237)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4851) والصحيحة (2108).
(4)
انظر: أسد الغابة (1/ 388)، والإصابة (3/ 656).
(كان لا يرد الطيب) إن أتاه به أحد لأنه كما في مسلم "خفيف المحمل طيب الريح" ولا منة في قبوله، وأخذ من العلة أن المراد بالطيب الريحان، بل نص في خبر مسلم الآتي "من عرض عليه الريحان فلا يرده
…
" الحديث. ووجهه أنه هو الذي يتسامح به ويخف مؤنته بخلاف نحو مسك وعنبر وغالية كما نبه عليه ابن القيم. (حم خ) في الهبة (ت ن)(1) ابن القيم) في الاستئذان عن أنس ولم يخرجه مسلم بهذا اللفظ بل بمعناه (2).
6873 -
"كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك". (ش د) عن عائشة (صح) ".
(كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ) بالرفع عطف على يرقد لا جواباً للنفي (إلا تسوك) يحتمل أنه لأجل النوم وهو الأقرب، وقيل: لأجل الوضوء؛ لأن تمام الحديث عند مخرجه "قبل أن تتوضأ" لكن قال العراقي: إنه صادق مع تقدمه قيل بزمان كثير فلا يدل ذلك على أنه لأجل الوضوء هذا معنى كلامه. (ش د)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال النووي: في إسناده ضعف، والمنذري: فيه علي بن زيد بن جدعان لا يحتج به، والعراقي فيه أيضاً أم محمد الراوية عن عائشة وهي امرأة زيد بن جدعان مجهولة عيناً وحالاً تفرد عنها ابن زوجها علي.
6874 -
"كان لا يركع بعد الفريضة في موضع يصلي فيه الفرض". (قط) في
(1) أخرجه أحمد (3/ 133)، والبخاري (2582، 5929)، والترمذي (2789)، والنسائي في الكبرى (2/ 41).
(2)
أخرجه مسلم بمعناه (253): خفيف المحمل من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه طيب الريح.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (1791)، وأبو داود (57)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 63)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4853).
الأفراد عن ابن عمر".
(كان لا يركع بعد الفريضة) أطلق الركوع على الصلاة كلها من باب إطلاق الجزء على الكل. (في موضع يصلي فيه الفرض) بل ينتقل إلى موضع آخر، أو إلى بيته واتفقوا على ندب ذلك. (قط)(1) في الأفراد عن ابن عمر).
6875 -
"كان لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو سكت". (ك) عن أنس (صح) ".
(كان لا يسأل شيئًا) أي لا يسأله أحد شيئًا (إلا أعطاه) إن كان عنده. (أو سكت) إن لم يكن عنده كما في رواية "أو يعده كما في أخرى، وفيه أنه ينبغي للمسئول ألا يجب السائل بالمنع. (ك)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
6876 -
"كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني". (ن) عن ابن عمر (صح) ".
(كان لا يستلم) تقدم تفسير الاستلام. (إلا الحجر) الأسود (والركن اليماني) فلا يسن استلام غيرهما من الأركان لهذا الحديث وغيره، قال الشارح: فإن فعل فحسن، قلت: لا حسن في البدعة. (ن)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
6877 -
"كان لا يصافح النساء في البيعة". (حم) عن ابن عمر (ح) ".
(كان لا يصافح النساء) لا يضع كفه في كف الواحدة منهن بل يبايعها بالكلام فقط، قال العراقي: هذا هو المعروف، ومن زعم أنه كان يصافحهن بحائل فلم يصح به نقل، والظاهر أنه كان يمتنع منه لتحريمه عليه، وإذا كان هذا مع عصمته وانتفاء الريبة فبالأولى غيره. (في البيعة) على الإِسلام ويؤخذ منه أنه
(1) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (3414 أطراف الحديث) وانظر فيض القدير (5/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4498).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4854)، والصحيحة (2109).
(3)
أخرجه النسائي (5/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4855).
يصافح الرجال، وأنه ينبغي ذلك للإمام عند بيعته. (حم)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: إسناده حسن.
6878 -
"كان لا يصلي المغرب حتى يفطر، ولو على شربة من الماء". (ك هب) عن أنس" (صح).
(كان لا يصلي المغرب) وهو صائم. (حتى يفطر، ولو على شربة من الماء) إن لم يجد غيرها فقد كان يفطر بتمرات فإن لم يجد فبالماء فالسنة المسارعة إلى الإفطار عند تحقق الغروب. (ك) في الصوم (هب)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
6879 -
"كان لا يصلي قبل العيد شيئاً؛ فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين". (هـ) عن أبي سعيد (ح) ".
(كان لا يصلي قبل العيد شيئاً) ظاهره لا في المصلاة وهي الجبانة ولا في المسجد إن صلى العيد فيه فإنها تسقط التحية هذا محتمل وهل يكره الصلاة قبل صلاة العيد في محلها؟ الظاهر الكراهة وعليه الحنفية ولا في منزله أيضاً ويحتمل أن النفي للأول لأنه الذي يطلع عليه المخبر غالبا وبدليل قوله: (فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين) لعلها صلاة المنزل لا خاصة بالعود من صلاة العيد. (هـ)(3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه تبعاً لابن حجر حيث قال: في تخريج الهداية: إسناده حسن لكن قال غيره: فيه الهيثم بن جميل أورده
(1) أخرجه أحمد (2/ 213)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 266)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4856)، والصحيحة (530).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 597)، والبيهقي في الشعب (3899)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4858).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1293)، وانظر فتح الباري (2/ 476)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4859).
الذهبي في الضعفاء (1) وقال حافظ: له مناكير، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل أورده فيهم أيضًا (2) وقال: كان أحمد وابن راهويه لا يحتجان به.
6880 -
"كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة، ولا الركعتين بعد المغرب، إلا في أهله". الطيالسي عن ابن عمر (ح) ".
(كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة) هما ركعتا الظهر وراتبتها، وقد أخرج البخاري:"أنه كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين". (ولا الركعتين بعد المغرب، إلا في أهله) في منزله فهذا هو السنة في هاتين النافلتين. (الطيالسي (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6881 -
"كان لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء". (هـ) عن سلمى (ض).
(كان لا يصيبه قرحة) بفتح القاف وقد تضم وسكون الراء: هي الجراحة. (ولا شوكة) سواء جرحته أم لا. (إلا وضع عليها الحناء) لأنه قابض يابس مبرد فهو في غاية المناسبة للقروح ونحوها وهذا من طبه صلى الله عليه وسلم. (هـ)(4) عن سلمى) قال الشارح هذا الاسم في الصحب كثير فكان القياس تمييزه.
قلت: معرفة عين الصحابي ليست بضرورية بعد الحكم بعدالة الكل. رمز المصنف لضعفه.
6882 -
"كان لا يضحك إلا تبسماً". (حم ت ك) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان لا يضحك إلا تبسماً) كما سلف وأما ضحكه أحياناً حتى بدت نواجذه
(1) انظر المغني (2/ 716).
(2)
انظر المغني (1/ 354).
(3)
أخرجه الطيالسي (1836)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4857).
(4)
أخرجه ابن ماجة (3502)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4860).
فنادر بالنسبة إلى الغالب الذي يوجه النفي إليه. (حم ت ك)(1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه الحجاج بن أرطأة لين.
6883 -
"كان لا يطرق أهله ليلا". (حم ق ن) عن أنس (صح) ".
(كان لا يطرق أهله ليلاً) لا يقدم عليهم من سفر على غفلة وتمام الحديث "وكان يأتيهم غدوة أو عشية" فيكره قدوم الليل على الأهل، ظاهره ولو قدم إليهم الخبر بقدومه. (حم ق ن)(2) عن أنس).
6884 -
"كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة"(د ك) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان لا يطيل الموعظة) هي اسم من الوعظ، والوعظ الأمر بالطاعة والوصية بها (يوم الجمعة) في خطبته لئلا يمل الناس عن الإقبال إلى الصلاة، وقد ثبت أن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه، وتمام الحديث عند أبي داود "إنما هن كلمات يسيرات" وأما في غير الجمعة إذا خطبهم فقد يطيل كما ثبت في حديث حذيفة أنه خطبهم من بعد العصر حتى كادت الشمس أن تغرب. (د ك)(3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم صحيح.
6885 -
"كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". (د) عن ابن عباس (صح) ".
(كان لا يعرف) مبني للمعلوم وهو النبي صلى الله عليه وسلم. (فصل) بالمهملة. (السورة)
(1) أخرجه أحمد (5/ 97، 105)، والترمذي (3645)، والحاكم (2/ 662)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4861)، والصحيحة (2086).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 125)، والبخاري (1800)، ومسلم (1928)، والنسائي في الكبرى (9146).
(3)
أخرجه أبو داود (1107)، والحاكم (1/ 426)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4863)
من القرآن عن أختها. (حتى ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم") فإذا نزلت علم أن السورة قد انقضت ونزلت أخرى، وفيه حجة لمن ذهب إلى أنها آية من كل سورة لأنه وصفها بالإنزال، ومن زعم أنه ليس كل منزل قرآن رده الغزالي بأنه ما من منصف إلا يرد هذا التأويل واستيفاء المقوي له في ذلك في أصول الفقه. (د) (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم وصححه وقال الذهبي: أما هذا فثابت، وقال الهيثمي رواه البزار عن ابن عباس بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح.
6886 -
"كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث". (هـ) عن أنس (ض) ".
(كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث) تمضي من أيام مرضه أي مرض كان قال الزركشي: يعارضه أنه عاد زيد بن أرقم من رمد به قبل الثلاث، وفيه دليل على عيادة من به رمد وما يقوله بعض العوام أنه لا يعاد الأرمد لا دليل عليه. (هـ)(2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال في الميزان: قال أبو حاتم: هذا باطل موضوع، وقال المصنف في الدرر (3): ضعفه البيهقي في الشعب وقال إنه منكر، وقال ابن حجر: هذا ضعيف جداً انفرد به سلمة بن علي وهو متروك، وسئل عنه أبو حاتم فقال: حديث باطل إلا أن له شاهداً أورثه بعض قوة وهو خبر "لا يعاد مريض إلا بعد ثلاث" وفيه راو متروك ومن ثمة حكم ابن الجوزي بوضعه.
(1) أخرجه أبو داود (788)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4864).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1437)، والبيهقي في الشعب (9216)، وانظر الميزان (6/ 426)، وفتح الباري (10/ 113)، والموضوعات (3/ 205)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4499)، والضعيفة (145، 146): موضوع.
(3)
انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث (ص: 22)، وقال: أخرجه ابن عدي من حديث أبي هريرة وهو منكر.
6887 -
"كان لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل سبع تمرات"(طب) عن جابر بن سمرة (ح) ".
(كان لا يغدوا) من منزله إلى مصلاه. (يوم) عيد. (الفطر حتى يأكل سبع تمرات) قيل: ليعلم نسخ تحريم الأكل قبل صلاته فإنه كان محرما أول الإِسلام، قال جماعة: فيندب ذلك ويكره تركه وأكل التمرات بهذا العدد يتم به التأسي فإن أكل غيرها أو شرب فقد فعل المندوب. (طب)(1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه ورواه بمعناه البخاري ولفظه "كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا"(2) إلا أنه علق الجملة الثانية.
6888 -
"كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس: المرآة، والمكحلة، والمشط، والسواك، والمدْريُّ". (عق) عن عائشة ".
(كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس) من الآلات. (المرآة) لينظر فيها. (والمكحلة) لأنه يكتحل كل ليلة عند النوم. (والمشي) لتسريح شعره. (والسواك، والمدْريُّ) بكسر الميم وراء وألف مكسورة ويقال المدراة شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح [3/ 343] به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له وفي ذلك إشعار بأنه كان يتعهد نفسه بالترجيل وغيره وذلك من سننه المؤكدة، إلا أنه لا يفعله كل يوم بل نهى عنه وإنما كان يفعله عند الحاجة، ذكر معناه العراقي. (عق)(3) عن عائشة)
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 247)(2039)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4865) دون قوله سبع، وقال في الضعيفة (4228): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه البخاري (910).
(3)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 115)، وابن عدي في الكامل (7/ 147)، وابن حبان في المجروحين (3/ 148)، وانظر العلل المتناهية (2/ 688)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4501)، والضعيفة (4249).
سكت عليه المصنف وفيه يعقوب بن الوليد الأزدي، قال في الميزان: كذبه أبو حاتم ويحيى، وحرق أحمد حديثه وقال: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث وقد روي من حديث أبي سعيد ومن حديث أم سعد الأنصارية، قال العراقي: وسندهما ضعيف، وقال في موضع آخر: طرقه كلها ضعيفة وأعله ابن الجوزي من جميع طرقه.
6889 -
"كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث". ابن سعد عن عائشة".
(كان لا يقرأ القرآن) كله. (في أقل من ثلاث) تقدم تحقيق التقدير في حرف الهمزة مع القاف القرآن وحرم قراءته في أقل من ثلاث، ابن حزم ذكره في كتابه المحلى. (ابن سعد (1) عن عائشة) قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه ولم أره فيما قوبل على خطه.
6890 -
"كان لا يقعد في بيت مُظلم حتى يضاء له بالسراج". ابن سعد عن عائشة (ض) ".
(كان لا يقعد في بيت مُظلم) في الليل. (حتى يضاء له بالسراج) ويطفئه عند النوم، وفي خبر الطبراني عن جابر "أنه كان يكره السراج عند الصبح" (2). (ابن سعد (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه جابر الجعفي قال ابن حبان: جابر قد تبرأنا من عهدته.
8691 -
"كان لا يقوم من مجلس إلا قال: "سبحانك اللهم ربي، وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" وقال: لا يقولهن أحد حيث يقوم من
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4866)، والصحيحة (2466).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (8523)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 208): فيه خديج بن معاوية وهو ضعيف.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 387)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4502): موضوع.
مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس". (ك) عن عائشة (صح) ".
(كان لا يقوم من مجلس) فيه جماعة. (إلا قال: "سبحانك اللهم ربي، وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) هي كلمات كفارة المجلس وقد تقدمت ببعض مغايرة في لفظها. (وقال) عطف على قال: وتفيد أنه يقول: هذا أيضاً في كل مجلس. (لا يقولهن أحد حيث يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس) قال عياض: كان السلف يواظبون عليه ويقولون: ذلك كفارة المجلس، وظاهره أنه يغفر له كل شيء كان فيه حتى الغيبة والنميمة ويحتمل أنه أريد غير حقوق المخلوقين فإنه قد علم خروجها من إطلاقات الغفران وغير الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة إلا أن يصحب هذا القول ندم وعزم على عدم العود فهو توبة وفيه دليل على أن الاستغفار وإن لم يصحبه أجزأ التوبة يؤجر فاعله ويحتمل أنه أريد هنا لا يقولهن تائباً. (ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6892 -
"كان لا يكاد يدع أحدا من أهله في يوم عيد إلا أخرجه". ابن عساكر عن جابر".
(كان لا يكاد يدع أحدا من أهله) ذكرا أو أنثى. (في يوم عيد إلا أخرجه) إلى المصلى يحضر صلاة العيد وأخذ منه بعض المحققين أنها آكد من صلاة الجمعة بهذا قال الطيبي: إلا أنه ليس بمندوب في زمننا هذا لكثرة الفساد وفيه تأمل لأنها لا تسقط الطاعات بالمعاصي. (ابن عساكر (2) عن جابر).
6893 -
"كان لا يكاد يُسأل شيئاً إلا فعله). (طب) عن طلحة"(ض).
(كان لا يكاد يُسأل شيئاً إلا فعله) أي لا يطلبه أحد شيئاً إلا أعطاه إياه وتقدم
(1) أخرجه الحاكم (1/ 674)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4867).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4503).
معناه مراراً. (طب)(1) عن طلحة) رمز المصنف لضعفه.
6894 -
"كان لا يكاد يقول لشيء: "لا" فإذا سئل فأراد أن يفعل قال: "نعم" وإذا لم يرد أن يفعل سكت". ابن سعد عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً".
(كان لا يكاد يقول لشيء: "لا") رد السائلة. (فإذا) هو. (سئل فأراد أن يفعل قال: "نعم") في إجابة سائله. (وإذا لم يرد أن يفعل سكت) فلذا لم يكد أن يقول "لا" وفيه أنه لا بأس بالسكوت في جواب السائل، أما "لا" في قوله تعالى" {قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فهو إعلام بعدم الوجدان إقناعا لهم وإطابة لقلوبهم وتأنيساً لهم، إنما الموضع قول "لا" مع إمكان المطلوب وتيسّره. (ابن سعد (2) عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً).
6895 -
"كان لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه". (هـ) عن ابن عباس".
(كان لا يكل طهوره) بفتح الطاء ماؤه وبضمها فعله وقيل: المراد الأول لأنه لا يأمن غيره أن يتساهل في ماء طهوره والأقرب أنه بضم الطاء والمراد الفعل. (إلى أحد) بل كان يتولى غسل أعضاءه بنفسه. (ولا صدقته التي يتصدق بها) أي لا يكلها إلى غيره بل: (يكون هو الذي يتولاها) في الإخراج. (بنفسه) لأن غيره قد يفعل ما لا يريده ولأن ذلك أتم في التواضع. (هـ)(3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وأعله مغلطاي (4) في شرح ابن ماجه بأن فيه علقمة بن أبي جمرة مجهول ومطهر بن الهيثم متروك وأطال في بيانه.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 116)(212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4868).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 368)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4869).
(3)
أخرجه ابن ماجة (362)، وانظر مصباح الزجاجة (1/ 54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4504)، والضعيفة (4250) ضعيف جداً.
(4)
انظر: شرح سنن أبي ماجه (1/ 186 - 187)
6896 -
"كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة، ولا يكون في الذاكرين إلا كان أكثرهم ذكراً". أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر عن ابن مسعود (ض).
(كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة) فإنه أحق خلق الله بالعبادة وأعرفهم بها وبشأنها. (ولا يكون في الذاكرين إلا كان أكثرهم ذكراً)[3/ 344] لله تعالى أخرج الترمذي عن ابن مسعود قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال قائماً حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به؟ قال: هممت أن أقعد وأدعه. (أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه.
6897 -
"كان لا يلتفت وراءه إذا مشى، وكان ربما تعلق رداءه بالشجرة فلا يلتفت حتى يرفعوه عليه". ابن سعد والحكيم وابن عساكر عن جابر (ض) ".
(كان لا يلتفت وراءه إذا مشى) إذ التلفت فعل ذوي السخف والطيش. (وكان ربما تعلق رداءه بالشجرة فلا يلتفت) لأخذه. (حتى يرفعوه عنه) زاد الطبراني في روايته عن جابر "لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون قد أمنوا التفاته صلى الله عليه وسلم" وبه يعرف أن تركه الالتفات كان صوباً لأصحابه عن تعبير ما هم فيه ومحبة لإدخال المسرة عليهم ولا يقال أنه يعارض حديث "أنه لا يدع أحداً يمشي خلفه" لأن المراد أنه غالب أحواله أو أنه لا يقصد ذلك واتفق ذلك من أصحابه. (ابن سعد والحكيم وابن عساكر (2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 112)، وابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق (1/ 238)، والخطيب في تاريخه (10/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4505).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 417)، والحكيم في نوادره (1/ 122)، وابن عساكر كما في مختصر تاريخ دمشق (1/ 219)، والطبراني في الأوسط (3216)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 17)، والمجروحين لابن حبان (2/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4870).
وقال الشارح أنه قال الهيثمي: إسناده حسن.
قلت: المذكورون من مخرجه ليسوا من أهل الكتب التي جمع في كتابه فلعله أخرجه أحد من أهل كتبه فينظر.
6898 -
"كان لا يُلهيه عن صلاة المغرب طعام ولا غيره". (قط) عن جابر (ح) ".
(كان لا يُلهيه) يشغله. (عن) فعل (صلاة المغرب طعام ولا غيره) فحديث "إذا حضر العشاء والعشاء فابدؤا بالعشاء" مخصوص به لأنه كان يحب تعجيل المغرب، إلا أن في شرح العمدة لابن دقيق العيد (1) في شرح "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤا بالعشاء" أنه ينبغي أن يحمل على المغرب ويترجح بما زاد في بعض الروايات "إذا وضع العشاء وأحدكم صائم فابدؤا به قبل أن تصلوا" وهو صحيح وكذلك صح "فابدؤا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب".
قلت: فالمراد بالحديث هنا أنه لا يلهيه طعام إذا لم يحضر لا إذا حضر جمعاً بين الأحاديث، أو إذا لم يكن صائماً وهو أقرب والمراد طعام يشغل وقتا تعبد به فلا يرد تقديمه الإفطار على فعلها إذا كان صائماً.
(قط)(2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه.
6899 -
"كان لا يمنع شيئا يُسأله". (حم) عن أبي أسيد الساعدي (ح) ".
(كان لا يمنع) السائل. (شيئا يُسأله) قال ابن القيم (3): كان فرحه بما يعطيه أكثر من الأخذ. (حم)(4) عن أبي أسيد الساعدي) رمز المصنف لحسنه، قال
(1) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 104).
(2)
أخرجه الدارقطني (1/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4507)، والضعيفة (4252).
(3)
طريق الهجرتين (ص 89).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 497)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 13)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4871).
الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد ففيه انقطاع.
6900 -
"كان لا ينام حتى يستن". ابن عساكر عن أبي هريرة".
(كان لا ينام) من ليل أو نهار. (حتى يستن) يستاك كأنه لأنه يوحى إليه وهو نائم فتعبد لذلك. ابن عساكر (1) عن أبي هريرة) ورواه أبو نعيم في المعرفة بلفظ "ما نام ليلة حتى يستن" وفيه أنه خاص بنوم الليل.
6901 -
"كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه؛ فإذا استيقظ بدأ بالسواك". (حم) ومحمد بن نصر عن ابن عمر (ح) ".
(كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه؛ فإذا استيقظ بدأ بالسواك) كما سلف غير مرة فيعده بقربة لذلك. (حم)(2) ومحمد بن نصر عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: سنده ضعيف.
6902 -
"كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر". (حم ن ك) عن عائشة" (صح).
(كان لا ينام) في ليله. (حتى يقرأ بني إسرائيل){سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [الإسراء: 1]. (والزمر) سورة تنزيل، والمراد أنه لا يوقع النوم إلا بعد قراءتهما دخل وقته أو لا والله أعلم. ما الحكمة في تخصيص هاتين السورتين؟ (حم ت ك)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب.
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 74)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 5653)، وانظر فيض القدير (5/ 190)، والإصابة (5/ 783)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4508)، والضعيفة (4253).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 117)، وأبو يعلى (5749)، وابن عدي في الكامل (6/ 243)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 98)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4872)، والصحيحة (2111).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 98، 122)، 189، والنسائي (6/ 179)، وفي الكبرى (10548)، والترمذي=
6903 -
"كان لا ينام حتى يقرأ: "ألم تنزيل السجدة" و"تبارك الذي بيده الملك". (حم ت ن ك) عن جابر (صح) ".
(كان لا ينام حتى يقرأ: "ألم تنزيل السجدة" و"تبارك الذي بيده الملك") كأنه كان تارة يقرأ هاتين السورتين وتارة ما تقدم أو يجمع بين الأربع. (حم ت ن ك)(1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: إنه على شرط مسلم، وقال البغوي: غريب، وقال الصدر المناوي: فيه اضطراب.
6904 -
"كان لا ينبعث في الضحك". (طب) عن جابر بن سمرة (ح) ".
(كان لا ينبعث في الضحك) لا يسترسل فيه وإن كان كثير التبسم، وأخرج البخاري أنه صلى الله عليه وسلم ما رؤي مستجمعاً ضاحكاً قط وتقدم أن كثرة الضحك تميت القلب وكان صلى الله عليه وسلم[3/ 345] أحرص الناس على حياة قلبه. (طب)(2) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه.
6905 -
"كان لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين". (ك) عن أنس (صح) ".
(كان لا ينزل منزلاً) ظاهره في سفر ولا حضر والأول أقرب. (إلا ودعه بركعتين) ليكون ما يترك فيه عملاً صالحاً فيندب ذلك لكل من رحل عن منزل سكنه. (ك)(3) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده
= (2920)، والحاكم (2/ 472)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4874).
(1)
أخرجه أحمد (3/ 340)، والترمذي (2892)، والنسائي (6/ 178)، وفي الكبرى (10542)، والحاكم (2/ 446)، وانظر فيض القدير (5/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4873)، والصحيحة (585).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 244)(2025)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4509) ضعيف جداً.
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 315 - 316)(2/ 10)، وانظر تغليق التعليق (2/ 436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4510)، وانظر كلامه على قول المناوي في الرد على قول ابن حجر، والضعيفة (1047).
الذهبي بأن فيه أبو حفص الفلاس عبد السلام قال الذهبي: لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه وقال مرة فيه: أنه لين، وقال ابن حجر: إنه حسن غريب وقول ابن حجر إنه صحيح غلطوه فيه.
6906 -
"كان لا ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء". (هـ) عن ابن عباس (ح) ".
(كان لا ينفخ في طعام ولا شراب) بل إن كان حاراً صبر عليه وإن كان فيه قذاة أماطها بنحو عود أو أصبع. (ولا يتنفس في الإناء) كما سلف مراراً. (هـ)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً الطبراني.
6907 -
"كان لا يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه". (حم خد د ن) عن أنس (صح) ".
(كان لا يواجه أحداً في وجهه) يعني من المؤمنين لا من المشركين فقد كان يواجههم بما يكرهونه (بشيء يكرهه) تأدباً وحسن خلق بل كان إذا كره أمراً قال: ما بال أقوام يفعلون كذا فينبغي للمؤمن التخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم. (حم خد د ن)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الحافظ العراقي لما عزاه لهؤلاء جميعا وسنده ضعيف.
6908 -
"كان لا يولي واليا حتى يعممه ويرخي لها عذبة من جانب الأيمن نحو الأذن". (طب) عن أبي أمامة".
(كان لا يولي والياً) على عمل من أعماله. (حتى يعممه) تجملاً له وتحسينا لهيئته. (ويرخي لها عذبة من جانب الأيمن نحو الأذن) ففيه ندب العذبة وقد
(1) أخرجه ابن ماجة (3288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4511)، والضعيفة (4254).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 133) والبخاري في الأدب المفرد (437) وأبو داود (4182) والنسائي (3/ 313)، في الكبرى (10065) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4512)، والضعيفة (4255).
ورد أنه أرخى صلى الله عليه وسلم لنفسه عذبة خلف ظهره كما تقدم في هذا الحرف، فكأن هذا أحد الهيئتين المندوبة وأنه يوافق الندب في أي الموضعين كانت. (طب) (1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وقال العراقي وتبعه الهيثمي: إن فيه جميع بن ثوب ضعيف (2).
6909 -
"كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم". (ع طب ك) عن سهل بن حنيف (صح) ".
(كان يأتي ضعفاء المسلمين) من الفقراء ونحوهم. (ويزورهم) في غير مرض تلطفا بهم ومراعاة لحالهم. (يعود مرضاهم ويشهد جنائزهم) تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم وطلباً للأجر وجبر للخواطر. (ع طب ك)(3) عن سهل بن حنيف)، رمز المصنف لصحته.
6910 -
"كان يؤتى بالتمر فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه". (د) عن أنس (ض) ".
(كان يؤتى بالتمر) ليأكله. (فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه) فأكل ما أخرج منه الدود لا بأس به ولا يعارضه الحديث الآتي: "نهى أن يفتح التمر" لأنه تمر لا دود فيه، وجوز الشافعية أكل دود نحو الفاكهة معها حياً وميتاً إن عسر تمييزه ولا يجب غسل الفم منه. (د)(4) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه.
6911 -
"كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم ويدعو لهم". (ق د) عن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 144)(7641)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 120)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4513)، والضعيفة (4256): ضعيف جداً.
(2)
انظر: المغني (1/ 36).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (9246)، والطبراني في الكبير (6/ 84)(5586)، والحاكم (2/ 506)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4877)، والصحيحة (2112).
(4)
أخرجه أبو داود (3832)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4875)، والصحيحة (2113)
عائشة (صح) ".
(كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم) يدعو لهم بالبركة قيل يقول: بارك الله عليكم. (ويحنكهم ويدعو لهم) أي يضع في حنكهم نحو التمر بعد مضغه له وفيه ندب ذلك من الصالحين. (ويدعو لهم) لأولاد المؤمنين. (ق د)(1) عن عائشة).
6912 -
"كان يأخذ بالرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، ويأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه". (طس ك) أبو نعيم في الطب عن أنس (صح) ".
(كان يأخذ الرطب بيمينه) عند الأكل. (والبطيخ بيساره) فيأكل الرطب بالبطيخ ليكسر حر هذا برد هذا والعكس، وفيه جواز الأكل باليدين قال العراقي: ويشهد له ما رواه أحمد (2) عن أبي جعفر قال: آخر ما رأيت رسول الله في إحدى يديه رطبات وفي الأخرى قثاء يأكل بعضاً من هذه وبعضاً من هذه، قال ولا يلزم من هذا الحديث لو ثبت أكله بشماله فلعله كان يأكل بيده اليمنى من الشمال رطبة رطبة فيأكل مع ما في يمينه ولا مانع من ذلك قال الحافظ: وأما أكله السكر بالبطيخ كما قاله العراقي (3) فلم أر له أصلا إلا في خبر متصل ضعيف وكذلك أكله الخبز بالبطيخ لا أصل له إنما ورد أكله العنب بالخبز في خبر رواه ابن عدي ضعيف (وكان البطيخ أحب الفاكهة إليه) صلى الله عليه وسلم. (طس ك) أبو نعيم (4) في الطب عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: تفرد به يوسف
(1) أخرجه البخاري (6355)، ومسلم (286)، وأبو داود (5106).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 204)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 291).
(3)
تخريج أحاديث الإحياء (2/ 291).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7907)، والحاكم (4/ 134)، وأبو نعيم في الطب (833)، والبيهقي في الشعب (5995)، وابن عدي في الكامل (7/ 153)، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 35 رقم 6451) من طريق أبي يعلى، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4514).
بن عطية، قال الذهبي: وهو واه، قال الحافظ العراقي بعد عزوه لهؤلاء جميعاً: وفيه يوسف بن عطية الصفار متروك (1).
6913 -
"كان يأخذ القرآن من جبريل خمسا خمسا". (هب) عن عمرو (ض) ".
(كان يأخذ القرآن) عند نزوله. (من جبريل خمساً خمساً) أي خمس آيات خمس اَيات أي بتلقنه كذلك هذا الأظهر، وقيل: يحتمل السور ويحتمل الأحزاب، قلت: وهو بعيد. (هب)(2) عن عمر [3/ 346] رمز المصنف لضعفه.
6914 -
"كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته". (ع) عن سلمة بن الأكوع (ض) ".
(كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته) تطيباً للعباد وللملائكة محبة منه للطيب كما قال: "حبب إلي من دنياكم" وفيه أنه ليس منافياً للزهد في الدنيا. (ع)(3) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لضعفه.
6915 -
"كان يأخذ من لحيته من عرضها ومن طولها"(ت) عن عمرو (ض) ".
(كان يأخذ من لحيته) بالمقراض ونحوه. (من طولها وعرضها) زاد في سياق ابن الجوزي في الحديث: "كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها بالسوية" فلعله سقط من قلم المصنف لفظ: "بالسوية" وذلك للقرب من اليد ويحيط من جميع الجوانب؛ لأن الاعتدال محبوب والطول المفرط قد يشوه الخلقة ويطلق ألسنة المغتابين من الناس، قال النخعي: عجبت للعاقل كيف لا يأخذ من لحيته فيجعلها بين اللحيين فإن التوسط في كل شيء حسن ولذلك، قيل: كلما طالت
(1) انظر: المغني (2/ 763).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (1958)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4515).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 5)(6220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4516).
اللحية تشمر العقل كما حكاه الغزالي.
قال الشاعر (1):
ما أحد طالت له لحية
…
فزادت اللحية في هيئته
إلا وما ينقص من عقله
…
مقدار ما يزاد في لحيته
إن قلت: قد سلف أحاديث "احفوا الشوارب واعفوا اللحى" وإعفاء اللحى عدم الأخذ منها.
قلت: ليس إحفاء الشارب استئصاله والمبالغة في أخذه فإعفاء اللحية ترك المبالغة في الأخذ منها فلا ينافيه الأخذ منها طولا وعرضا قليلاً. (ت)(2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي: غريب وفيه عمر بن هارون قال الذهبي: ضعفوه وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت المتهم به عمر بن هارون البلخي قال العقيلي: لا يعرف إلا به، وقال يحيى: كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال البخاري: لا أعرف لعمر بن هارون حديثا ليس له أصل غير هذا.
6916 -
"كان يأكل البطيخ بالرطب". (د) عن سهل بن سعد (ت) عن عائشة (طب) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(كان يأكل البطيخ) بكسر الموحدة ويقال الطبيخ بتقديم الطاء. (بالرطب) والبطيخ نوعان أخضر وأصفر وكأن المراد يأكل ما وقع له منهما بذلك ليكسر حر هذا برد الآخر وقد تكلم ابن القيم على ذلك في الهدى (3): ويأتي تعليله بذلك نصاً. (هـ) عن سهل بن سعد (ت) عن عائشة (طب)(4) عن عبد الله بن جعفر)
(1) الأبيات منسوبة إلى المأمون العباسي.
(2)
أخرجه الترمذي (2762)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 194)، وانظر العلل المتناهية (2/ 686)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4517)، والضعيفة (288): موضوع.
(3)
زاد المعاد (4/ 263).
(4)
أخرجه أبو داود (3836) عن سعل بن سعد، والترمذي (1843) وأبو نعيم في الطب (813) =
رمز المصنف لصحته وهو كما قال، قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح.
6917 -
"كان يأكل الرطب ويلقي النوى على الطبق". (ك) عن أنس (صح) ".
(كان يأكل الرطب ويلقي النوى على الطبق) ففيه أنه لا بأس في ذلك إلا أنه يعارضه ما يأتي من حديث: "نهى أن يلقى النواة على الطبق الذي يؤكل منه الرطب والتمر"(1)، قال الشارح: ولعل المراد هنا الطبق الموضوع تحت إناء الرطب لا الطبق الذي فيه الرطب.
قلت: وهو خلاف ما يظهر ولعله يقال النهي خاص بغيره صلى الله عليه وسلم لأنه يتأذى بما لعله يلصق بالنواة من فضلة ريق الآكل ويقذره جليسه بخلافه صلى الله عليه وسلم فإنها تهوى النفوس بما اتصل به وتتبرك بفضلة ريقه وبما لابسه وبه يجتمع الحديثان وكأن هذا غالب فعله وإلا فقد أخرج أبو بكر الرافعي في فوائده، قال العراقي: بسند ضعيف: "إنه صلى الله عليه وسلم أكل الرطب يوما بيمينه وكان يحفظ النوى بيساره فمرت به شاة، فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل من كفه اليسرى، ويأكل هو بيمينه حتى فرغ وانصرفت الشاة". (ك)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهم وأقره الذهبي.
6918 -
"كان يأكل العنب خرطا". (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(كان يأكل العنب خرطاً) بالمعجمة مفتوحة يقال خرط العنقود واخترطه إذا
= و (832) عن عائشة، والطبراني في الكبير (6/ 162)(5859) عن عبد الله بن جعفر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4878)، والصحيحة (57).
(1)
انظر فيض القدير (5/ 194).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 134)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4519)، والضعيفة (4258): ضعيف جداً.
وضعه في فيه فأخذ حبة في فيه ثم يخرج عرجونه عارياً منه، قاله في النهاية (1) وفيها أنه روي بالصاد المهملة وفسره بهذا، وقال: والمروي: خرطاً بالطاء. (طب)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه داود بن عبد الجبار، قال العقيلي: داود ليس بثقة ولا يتابع عليه وفي الميزان عن النسائي: متروك، وعن البخاري: منكر الحديث وساق له مناكير هذا منها وقال العراقي في تخريج الإحياء: طرقه ضعيفة وأخرجه البيهقي من طريقين ثم قال: ليس فيه إسناد قوي، ورواه ابن عدي من طريق أخرى عن ابن عباس أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المؤلف في مختصرها ولم يتعقبه إلا بأن العراقي اقتصر على تضعيفه.
6919 -
"كان يأكل الخربز بالرطب، ويقول هما الأطيبان". الطيالسي عن جابر (ح) ".
(كان يأكل الخربز) بخاء معجمة مكسورة فراء فموحدة فزاي: نوع من البطيخ الأصفر ومن زعم أن المراد الأخضر لأن في الأصفر نوع من الحرارة رده ابن حجر بأن في الأصفر بالنسبة إلى الرطب برداً وإن كان فيه طرف حرارة. (بالرطب ويقول هما الأطيبان) أي من أنواع الفاكهة فأكل الطيبات لا ينافي الزهادة في شهوات الدنيا. (الطيالسي (3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه.
6920 -
"كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة". (حم طب) عن سلمان، ابن سعد عن عائشة وعن أبي هريرة (صح) ".
(1) النهاية (2/ 62).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 149)(12727)، والبيهقي في الشعب (5966)، وابن عدي في الكامل (6/ 84)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 33)، وانظر الموضوعات (3/ 27)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4520)، والضعيفة (108): موضوع.
(3)
أخرجه الطيالسي (1762)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4518)، والضعيفة (4257).
(كان يأكل الهدية) بعد قبولها وكان يثيب عليها لما في الهدية من الإكرام وهي من جوالب المحبة لحديث: "تهادوا تحابوا"(ولا يأكل الصدقة) ظاهره العموم لصدقة النفل والفرض وذلك لما فيها من الذلة، قال الشارح: كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم تحريم صدقة الفرد والنفل.
قلت: قد حرمتا على آله سيما صدقة الفرض فلا اختصاص إلا أن يريد بالنسبة إلى الأنبياء قبله فالله أعلم. (حم طب) عن سلمان، ابن سعد (1) عن عائشة وعن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: إنه متفق عليه بلفظه عن أبي هريرة فلعله ذهل عنه المصنف وإلا فإنه لا يعدل عندهم إلى غير الصحيحين إن كان الحديث فيهما.
6921 -
"كان يأكل القثاء بالرطب". (حم ق 4) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(كان يأكل القثاء) القثاء بكسر القاف وقد تضم والباء في (بالرطب) قال الكرماني للمصاحبة أو للملابسة ووجهه أن الرطب حار رطب في الثانية يقوي المعدة الباردة وينفع الباءة لكنه سريع العفن معكر للدم مصدع مورث للسدد ووجع المثانة والأسنان، والقثاء بارد رطب في الثانية منعش للقوى ومطفئ للحرارة الملتهبة ففي كل منهما إصلاح للآخر وإزالة لأكثر ضرره.
فائدة: في كيفية أكله لهما. قال ابن حجر: أخرج الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: رأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة وذا مرة" (2) وفي سنده ضعف. (حم ق 4)(1) عن عبد الله بن
(1) أخرجه أحمد (5/ 442)، والبخاري (2585)، والطبراني في الكبير (6/ 222)(6065) عن سلمان، وابن سعد (1/ 388، 4/ 77) عن عائشة، وأخرجه البخاري (2576) عن أبي هريرة بمعناه.
(2)
أخرجه الطبراني في الصغير (1035)، وانظر فتح الباري (9/ 573).
جعفر) وأما حديث ابن عباد عن عائشة: "كان يأكل القثاء بالملح" فقد قال العراقي: فيه متروك.
6922 -
"كان يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها". (حم م د) عن كعب بن مالك (صح) ".
(كان يأكل بثلاث أصابع): الوسطى والمسبحة والإبهام، كما عينها في بعض الأخبار، وفيه أنه لا يأكل بأكثر منها ولا بأقل وقد ورد: لا تأكل بأصبع فإنه أكل الملوك ولا بإصبعين فإنه أكل الشياطين" (2) أخرجه الدارقطني في الإفراد بسند ضعيف. (ويلعق يده) يعني أصابعه. (قبل أن يمسحها) فيه ندب الأكل بالثلاث ولعق اليد ومسحها، وقد روي الطبراني في كيفية لعق الأصابع عن كعب بن عجرة: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث بالإبهام والتي تليها والوسطى، ثم رأيته يلعق أصابعه الثلاث قبل أن يمسحها الوسطى ثم التي تليها" (3) وهذا إذا كان الطعام للأصابع به تلوث لا إذا كان يابساً وفيه مأخذ أنه لا غسل بعد الطعام إذ لو كان لقدمه على المسح صيانة للخرقة عن آثار الطعام. (حم م د)(4) عن كعب بن مالك) ولم يخرجه البخاري.
6923 -
"كان يأكل البطيخ، بالرطب، ويقول: يكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا". (د هق) عن عائشة (صح) ".
(كان يأكل البطيخ بالرطب) إن كان زمانه فإن لم يكن زمانه أكله بالتمر.
= (1) أخرجه أحمد (1/ 203)، والبخاري (5440)، ومسلم (2043)، وأبو داود (3835)، والترمذي (1844)، والنسائي في الكبرى (4/ 167)، وابن ماجة (3325).
(2)
أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (2686 أطراف الغرائب)، وانظر الميزان (7/ 392)، واللسان (7/ 72)، والعلل المتناهية (2/ 653).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (24467)، وهناد في الزهد (805).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 386)، ومسلم (2032)، وأبو داود (3848).
(ويقول) مفيدا للسامع. (يكسر حر هذا) أي الرطب. (ببرد هذا) أي البطيخ. (وبرد هذا بحر هذا) قيل: والمراد بالبطيخ الأصفر بدليل لفظ "الخربز" بدل البطيخ في الرواية المارة وكان يكثر وجوده بالحجاز بخلاف الأخضر، وقال ابن القيم: المراد الأخضر، قال العراقي: فيه نظر، والحديث دال على أن كل منهما فيه حرارة وبرودة لا أن الحرارة في أحدهما والبرودة في الآخر.
قلت: كأنه يريد من البطيخ الأخضر والأصفر وكان الأولى الاقتصار على ذكر البرودة لأن التعليل ناظرًا إليها فيهما فقط وإن كانا لا يخلوان عن حر حرارة ووجه جمعه بين ما ذكر تدبير الغذاء لحفظ الصحة كما قاله ابن القيم. (د هق)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال ابن القيم (2): في البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها غير هذا الحديث الواحد.
6924 -
"كان يأكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة". (طب) عن عامر بن ربيعة (ض) ".
(كان يأكل بثلاث أصابع) تقدم بيانها [3/ 348](ويستعين بالرابعة) قيل: وربما كان يأكل بكفه كلها قال ابن العربي في العارضة: ويدل على الأكل بالكف كلها أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعرق العظم، وينهش اللحم ولا يمكن ذلك عادة إلا بالكف كلها، قال العراقي (3): فيه نظر لأنه يمكن بالثلاث، سلمنا لكن كان يمسك بكفه كلها ليأكل بها سلمنا لكن محل الضرورة لا يدل على عموم الأحوال.
قلت: لا يخفى أنه لم يدع ابن العربي ولا من استدل له عموم الأحوال بل في
(1) أخرجه أبو داود (3836)، والبيهقي في السنن (7/ 281)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4879)، والصحيحة (57).
(2)
زاد المعاد (4/ 263).
(3)
فيض القدير (5/ 196).
قوله ربما دليل على خلاف ذلك. (طب)(1) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لضعفعه، قال زين الدين العراقي: ورويناه عنه في الغيلانيات، وفيه القاسم بن عبد الله العمري هالك (2)، قال: وفي مسند بن أبي شيبة عن الزهري مرسلاً: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بالخمس"(3).
6925 -
"كان يأكل مما مست النار، ثم يصلي ولا يتوضأ". (طب) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يأكل مما مست النار، ثم يصلي) ولا يتوضأ الوضوء الشرعي وكان هذا آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم فهو ناسخ لأحاديث الوضوء مما مست النار، قال ابن القيم (4): إلا من لحوم الإبل فالحكم باق. (طب)(5) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.
6926 -
"كان يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيا شديدا"(حم) عن أنس (ح).
(كان يأمر بالباءة) أي بالنكاح واختلف هل المراد هنا الوطء أو العقد وقرر الشارح أن المراد الوطء لتصريح الأحاديث الحث على التزويج بأن المراد تكثير الأمة، قلت قوله:(وينهى عن التبتل) فإن التبتل الانقطاع عن الشهوات إلى التعبد فهو أقرب بإرادة العقد الذي من لازمه الوطء في الغالب إلا أنه قال
(1) عزاه في مجمع الزوائد (5/ 25) للطبراني في الكبير وكنز العمال (18200)، وانظر الفيض القدير (5/ 196)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4521)، والضعيفة (4246): موضوع.
(2)
انظر: المغني في الضعفاء (2/ 519).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (24465).
(4)
انظر: بدائع الفوائد (4/ 936)، وإعلام الموقعين (2/ 15).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 324)(10792)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4883). والصحيحة (2116).
الشارح: المراد هنا بغض الرجل للنساء وعدم التلذذ بهن. (نهياً شديداً) تمامه عند مخرجه ويقول: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" وكان التبتل من شريعة النصارى فنهى عنه أمته، والظاهر في الطلاق لفظ: بامرأته أمر إيجاب لأنه الفرد الكامل من الأوامر ولا يحمل على الندب إلا لقرينة فيؤخذ بهذا في كل ما يأتي. (حم)(1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق حفص بن عمر ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح ذكره الهيثمي.
6927 -
"كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهن أن تنام أن تحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتكبر ثلاثاً وثلاثين". ابن منده عن جابر".
(كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهن أن تنام) أي يأمر كل واحدة منهن تريد النوم، وظاهره في ليل أو نهار، ولا تختص نساؤه بذلك بل يندب لكل أحد. (أن تحمد الله ثلاثا وثلاثين) أي تقول الحمد لله تكرر هذا اللفظ ذلك العدد. (وتسبح ثلاثاً وثلاثين) تقول سبحان الله كذلك. (وتكبر ثلاثا وثلائين) بلفظ الله أكبر كذلك، وفي الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم علمه فاطمة ابنته رضي الله عنها لما جاءت تطلبه خادماً وتشكوا إليه من مشقة عمل البيت طحنا واغترافا للماء فأرشدها إلى ذلك عوضًا عن الخادم، وثبت أن عليا كرم الله وجهه قال: ما تركته ليلة من الليالي أو نحو هذا اللفظ فقال له ابن الكواء ولا ليلة الهزبر فقال: قاتلكم الله يا أهل الكوفة ولا ليلة الهزبر. (ابن منده (2) عن جابر).
6928 -
"كان يأمر بالهدية صلة لما بين الناس". ابن عساكر عن أنس".
(1) أخرجه أحمد (3/ 158)، والطبراني في الأوسط (5099)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4522).
(2)
أخرجه ابن منده كما في الكنز (18257)، وانظر الإصابة (2/ 116)، وفيض القدير (5/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4890).
(كان يأمر بالهدية) أي يحب أن يهادي الناس بعضهم بعضاً. (صلة بين الناس) علة للأمر بها وأنه يحصل بها التواصل بين الناس وهو مقصود للشارع كما أن التهاجر منهي عنه. (ابن عساكر (1) عن أنس) سكت المصنف عليه وقد أخرجه البيهقي في الشعب بلفظه عن أنس أيضاً وفيه سعيد بن بشير، قال الذهبي: وثقه شعبة وضعفه غيره وأخرجه الطبراني في الكبير أيضاً، قال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير قد وثقه جمع وضعفه آخرون.
6929 -
"كان يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف". (د ك) عن أسماء (صح) ".
(كان يأمر بالعتاقة) مصدر عتق عتقاً وعتاقة. (في صلاة الكسوف) لأنها من أفضل القربة ينبغي فعلها عند رؤية أعظم الآيات ليعتق الله عباده مكافأة على اعتاقهم. (د ك)(2) عن أسماء بنت أبي بكر) رمز المصنف لصحته ورواه البخاري عنها أيضاً في مواضع وكأن المصنف ذهل عنه.
6930 -
"كان يأمر أن نسترقي من العين". (م) عن عائشة (صح) ".
(كان يأمر أن نسترقي) بالنون للمتكلم مع غيره. (من العين) وقد علمهم رقيتها وهي الاستغسال كما سلف في باب العين المهملة تحقيق كيفيته والحث على الرقية لا ينافي حديث السبعين ألفاً الذين لا يرقون ولا يسترقون بما أسلفناه من أن لا يسترقون [3/ 349] غير ثابته كما قاله ابن تيمية (3)، وقد رقى صلى الله عليه وسلم نفسه بالمعوذات، والحسنين أيضاً بها. (م)(4) عن عائشة).
(1) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 43) والطبراني في الكبير (1/ 260)(757)، والبيهقي في الشعب (8975)، وانظر قول المجمع (9/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4523)، والضعيفة (4259).
(2)
أخرجه أبو داود (1192)، والحاكم (1/ 483)، وأخرجه بمعناه البخاري (1064).
(3)
مجموع الفتاوى (28/ 123)، والرد على البكري (2/ 299).
(4)
أخرجه البخاري (5738)، مسلم (2159).
6931 -
"كان يأمر بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر"(ت) عن ابن عمر (ح) ".
(كان يأمر بإخراج الزكاة) زكاة الفطر بعد صلاة الصبح. (قبل الغدو للصلاة) لصلاة العيد. (يوم الفطر) فإنه تعالى قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 14، 15]، وفي بعض التفاسير المراد زكاة الفطر وصلاة العيد لأن شرعيتها لإغناء الفقراء في ذلك اليوم فتخرج في أوله لينتفعوا به ولقد طال الأمر وتنوسيت الشرائع حتى صار عرف كثير من جهات اليمن قبضها مع الزكاة وهي تأخر أشهرا عن يوم الفطر، قال الشافعي: يحرم تأخير آدائها بلا عذر. (ت)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6932 -
"كان يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين". (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(كان يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين) إلى الجبانة يحضرن الصلاة والوعظ كما سلف واختلف السلف في وجوب الخروج على النساء يوم العيدين إلى الجبان فأوجبه جماعة، منهم: أبو بكر لما أخرجه أحمد مرفوعاً: "حق على كل ذات نطاق الخروج في العيدين" قال ابن حجر (2): إسناد حديث أحمد لا بأس به، ومنهم من حمله على الندب قال الشارح (3): ونص الشافعي على استثناء ذوي الهيئات والشابة.
قلت: وحديث الكتاب يرده فليس في الدنيا ذوي هيئات أشرف من نسائه صلى الله عليه وسلم ولا شابة خير من بناته وفي الأحاديث أن من لا عذر لها من الحيض صلت ومن
(1) أخرجه الترمذي (677)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4885).
(2)
فتح الباري (2/ 470).
(3)
فيض القدير (5/ 196).
لها عذر حضرت تسمع الوعظ فهو عام لكل مرأة. (حم)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
6933 -
"كان يأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم". (طب) عن عتبة بن عبد (ح) ".
(كان يأمر بتغيير الشعر) بالصبغ غير الأسود. (مخالفة للأعاجم) وتقدم تعليله بأنه مخالفة لليهود ولا بعد في أن يكون مخالفة للجميع. (طب)(2) عن عتبة بن عبد)، رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الأحوص بن حكيم ضعيف.
6934 -
"كان يأمر بدفن الشعر والأظافر". (طب) عن وائل بن حجر (ض) ".
(كان يأمر بدفن الشعر) الذي يحلق أو يسقط عن البدن. (والأظفار) التي تقلم لأنها جزء من الآدمي وهو مخترم فيدفن بعضه كما يدفن كله وظاهره أنه إذا لم يدفنه صاحبه دفنه غيره من المسلمين. (طب)(3) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لضعفه.
6935 -
"كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والعلقة، والمشيمة". الحكيم عن عائشة".
(كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم) الخارج من بدنه. (والحيضة) عطف خاص على عام ولأنها قد تكون صفرة أو كدرة. (والسن) ولو من الصبي. (والعلقة) الدودة التي تخرج من البطن ونحوه.
(1) أخرجه أحمد (1/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4888)، والصحيحة (2115).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 129)(316)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 162)، وحسنه الألباني في صحيع الجامع (4887).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 32)(73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4524)، والضعيفة (2357).
(والمشيمة) التي تخرج في الولادة. (الحكيم (1) عن عائشة) ظاهر كلام المصنف أنه أخرجه الحكيم بسنده كما هي قاعدة ما يطلقه المصنف، قال الشارح: وليس كذلك بل ذكره بغير سند فقال وعن عائشة فساقه كما رأيته في كتاب النوادر فينظر.
6936 -
"كان يأمر من أسلم أن يختتن، ولو كان ابن ثمانين سنة". (طب) عن قتادة الرهاوي (ح) ".
(كان يأمر من أسلم) قال الشارح: من الرجال وكأنه ما ورد في حق النساء ذلك أو كأنه كان يفعل في الجاهلية كما سلف في حديث: "اخفضي ولا تنهكي" الحديث تقدم في الهمزة مع الخاء المعجمة. (أن يختتن، وإن كان ابن ثمانين سنة) فيه دليل على وجوبه فإنه لولا الوجوب لما أباح تأليم الخاتن وليس من باب التداوي فما هو إلا لوجوبه، وتقدم أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين. (طب)(2) عن قتادة الرهاوي)، بفتح الراء نسبة إلى الرها بلدة قال الشارح رمز المصنف لحسنه.
6937 -
"كان يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض". (م د) عن ميمونة (صح) ".
(كان يباشر نساءه) يلصق بشرته ببشرة المرأة. (فوق الإزار) للتلذذ والاستمتاع (وهن حيض) جمع حائضة وفيه جواز التمتع بالحائض فيما بين السرة والركبة. (م د)(3) عن ميمونة) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 186)، والرافعي في التدوين (1/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4525)، وقال في الضعيفة (3263): منكر.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 14)(20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4889) دون قوله "ولو كان ابن ثمانين سنة"، وأورده في الضعيفة (4260).
(3)
أخرجه مسلم (294)، وأبو داود (267).
6938 -
"كان يبدأ بالشراب إذا كان صائما، وكان لا يعب، يشرب مرتين أو ثلاثا". (طب) عن أم سلمة (ض) ".
(كان يبدأ بالشراب إذا كان صائماً) كأن المراد بالبداية الإفطار به وقد ثبت أنه كان يفطر بالتمر كما يأتي قريباً فإذا لم يجده فبالماء فيحتمل أنه كان إذا أفطر بالتمر يشرب بعده الماء فهو بداية بالنسبة إلى الطعام. (وكان) إذا شرب. (لا يعب) بضم المهملة لا يشرب بلا تنفس، قوله:(يشرب مرتين أو ثلاثاً) تفسير لعدم العب وهو كذا في النسخ من دون ألف وتقدم نظيره وأنه من يصنع المحدثون ذلك في المنصوب وقد تقدم أنه كان يفعل ذلك ويقول: [3/ 350]"هو أهنأ وأمرأ وأروى"، وفيه أن الشرب اثنتين سنة أيضاً. (طب)(1) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
قلت: قد نقلنا كلام أئمة الحديث في يحيى المذكور (2) في كتابنا: الروضة الندية ورجحنا عدم ضعفه، وقال الهيثمي في موضع آخر: رواه الطبراني بإسنادين وشيخه في أحدهما أبو معاوية الضرير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
6939 -
"كان يبدأ إذا أفطر بالتمر". (ن) عن أنس (ح) ".
(كان يبدأ إذا أفطر) من صومه. (بالتمر) إن لم يجد رطبا وإلا قدمه عليه كما جاء في رواية أخرى. (ن)(3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
6940 -
"كان يبدو إلى التلاع". (د حب) عن عائشة (ح) ".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 332)(766)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155، 5/ 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4528).
(2)
ينظر: الكامل في الضعفاء (7/ 238 - 239) ورجح أنه غير ضعيف.
(3)
أخرجه النسائي 2/ 253، وفي الكبرى (3318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4892)، والصحيحة (2117).
(كان يبدو) أي يخرج إلى البادية. (إلى التلاع) بكسر المثناة الفوقية: جمع تلعة وهي ما ارتفع من الأرض وما انهبط منها فهو من أضداد ومسيل الماء وما اتسع من فوة الوادي والقطعة المرتفعة من الأرض كما في القاموس (1) وكأن المراد هنا مسيل الماء أنه كان يخرج إليه عند مجيء الماء كما في رواية أخرى. (د حب)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه ورواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد.
6941 -
"كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين". (طس حل) عن ابن عمر".
(كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء تتطهر منه، والمراد هنا نحو الحياض والبرك المعدة لوضوء المسلمين. (فيؤتى) إليه. (بالماء) منها. (فيشربه يرجو) بشربه منه نيل:(بركة أيدي المسلمين) وفيه تشريف للمسلمين عجيب وتعظيم عظيم، وفيه أنه لا يتقذر ماءًا ستعمله المسلمون في طاعة بل يتبرك به. (طس حل)(3) عن ابن) عمر سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون ومنهم عبد العزيز بن أبي رواد ثقة نسب إلى الإرجاء.
6942 -
"كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير". (حم ت هـ) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً) خاوي البطن جائعا هو: (وأهله لا يجدون
(1) القاموس المحيط (3318).
(2)
أخرجه أبو داود (2478)، وابن حبان (2/ 310)(550)، والبخاري في الأدب المفرد (580)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4893).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (794)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 203)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4894)، والصحيحة (2118).
عشاء) ما يتعشون به في الليل. (وكان أكثر خبزهم خبز الشعير) زهدا في الدنيا وتقللا منها، وقد ثبت أيضاً أنها ما كانت لهم مناخل ينخلون بها الشعير بل ينفخونه نفخاً. (حم ت هـ)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته في ما رأيناه مقابل على خطه، وقال الشارح: لحسنه وفيه أبو العلاء البصري ثقة لكنه تغير بآخر أمره.
6943 -
"كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم". (خ) عن عمر (صح) ".
(كان يبيع نخل بني النضير) بزنة كريم قبيلة من يهود المدينة خوله الله أموالهم ونخيلهم أي يبيع ما يأتيه من تمر ذلك النخيل ورطبه وكان: (يحبس يمسك لأهله قوت سنتهم) وذلك لا ينافي التوكل ولا التقلل من الدنيا ولا يعارضه حديث أنه كان لا يدخر شيئا لغد؛ لأن هذا طعام لغيره في الحقيقة قد أخرجه وصيره لهم وإن كانت نفقته لازمة له. (خ)(2) عن عمر).
6944 -
"كان يتبع الحرير من الثياب فينزعه". (حم) عن أبي هريرة".
(كان يتبع) بتشديد المثناة الفوقية. (الحرير من الثياب) التي له وظاهره ولو كان خياطاً خيطت به. (فينزعه) منها لا لتحريم ذلك فإنه كان لا يقتني الثوب الذي فيه الحرير ما يحرمه من الحرير بل كان هذا يستبرأ مما يحل إلا أنه ينزعه زهدا في الدنيا وكراهة لما حرم الله كثيره وإن كان مباحاً. (حم)(3) عن أبي هريرة).
(1) أخرجه أحمد (1/ 255)، والترمذي (2360)، وابن ماجة (3347)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4895)، والصحيحة (2119).
(2)
أخرجه البخاري (5357).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 320)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4529)، والضعيفة (4261).
6945 -
"كان يتبع الطيب في رباع النساء". الطيالسي عن أنس (ح) ".
(كان يتبع) بزنة الأول من التتبع. (الطيب في رباع النساء) لم يذكره في النهاية، وقال الشارح: في منازلهن وأماكن أمانتهن ومواضع خلوتهن والرباع كسهام جمع ربع كسهم محل القوم ومنزلهم وديار إقامتهم ويطلق على القوم مجازاً. (الطيالسي (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
6946 -
"كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله". (طس) عن أبي هريرة (ض) ".
(كان يتبوأ) يطلب موضعا يصلح: (لبوله) ومثله حديث "كان يرتاد" لقوله: (كما يتبوأ لمنزله) أي كما يطلب موضعا يصلح للسكنى، وفيه أنه يندب لقاضي الحاجة أن يتحرى أرضا لينة من نحو تراب أو رمل لئلا يعود عليه الرشاش فينجسه، فإن لم يجد إلا صلبة لينه بنحو عود، وفيه أنه لا بأس بذكر البول وعدم الكناية عنه وإن كان من كلام الراوي. (طس)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: فيه يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين، وقال الهيثمي: لم أر من ذكرهما وبقية رجاله ثقات.
6947 -
"كان يتحرى صيام الإثنين والخميس". (ت ن) عن عائشة (ح) ".
(كان يتحرى صيام الاثنين والخميس) تقدم تحليله في النص بأنهما يومان تعرض فيهما [3/ 351] الأعمال. (ت ن)(3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وأعله ابن القطان (4) بأن الراوي عنها أي عائشة
(1) أخرجه الطيالسي (2042)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4530)، والضعيفة (4262).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (3064)، وابن عدي في الكامل (3/ 253)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 204)، وضعفه الألباني في الضعيفة (2459).
(3)
أخرجه الترمذي (745)، والنسائي (4/ 204)، وابن ماجة (1739)، وأحمد (6/ 89)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4897).
(4)
انظر: الوهم والإيهام (رقم 271).
ربيعة الجرشي مجهول، قال ابن حجر: أخطأ فيه وهو صحابي إلا أنه قال الحافظ العراقي: أنه اختلف في صحبته، وقال أبو حاتم: لا صحبة له.
6948 -
"كان يتختم في يمينه". (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ) عن عبد الله بن جعفر (صح) ".
(كان يتختم في يمينه) كان هذا أكثر أحواله وتختم في يساره وهو في اليمين أفضل عند الشافعي وعكس مالك، قال العراقي في شرح الترمذي وتبعه تلميذه الحافظ ابن حجر (1): ورد التختم في اليمين من رواية تسعة من الصحابة وفي اليسار من رواية ثلاثة كذا قالاه، قال الشارح: لكن يعكر عليه نقل العراقي نفسه التختم في اليسار عن الخلفاء الأربعة وابن عمر وعمر بن حريث، قال البخاري: والتختم في اليمين أصح شيء في هذا الباب واليمين أحق بالزينة وكونه صار شعار الروافض لا أثر له. (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ (2) عن عبد الله بن جعفر).
6949 -
"كان يتختم في يساره"(م) عن أنس (د) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يتختم في يساره) بهذا أخذ مالك وحمله غيره على بيان الجواز. (م) عن أنس (د)(3) عن ابن عمر).
6950 -
"كان يتختم في يمينه ثم حول في يساره". (عد) عن ابن عمر، وابن عساكر عن عائشة" (ض).
(1) فتح الباري (10/ 326).
(2)
أخرجه البخاري (1464)، والترمذي (1741) عن ابن عمر، وأخرجه مسلم (2094)، والنسائي (8/ 193) عن أنس، وأخرجه أحمد (1/ 205)، والترمذي (1741)، وابن ماجة (3647) عن عبد الله بن جعفر.
(3)
أخرجه مسلم (2095) عن أنس، وأبو داود (4227) عن ابن عمر.
(كان يتختم في يمينه ثم حول في يساره) قال البغوي في شرح السنة (1): وكان ذلك آخر الأمرين، وتعقبه الطبري بأن ظاهره النسخ وليس ذلك مراداً، قال في الفتح (2): لو صح هذا الحديث كان قاطعاً للنزل لكن سنده ضعيف، وقال في التخريج: هذه رواية ضعيفة اعتمدها البغوي وجمع بها بين الأخبار. (عد) عن ابن عمر ابن عساكر (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه ورواه أبو الشيخ عن ابن عمر وهو ضعيف من كل وجوهه.
6951 -
"كان يتختم بالفضة". (طب) عن عبد الله بن جعفر (ح) ".
(كان يتختم بالفضة) ويقال: إنه تختم أولا بالذهب ثم تركه ونهى عنه. طب) (4) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه.
6952 -
"كان يتخلف في المسير فيرجى الضعف ويردف ويدعو لهم". (د ك) عن جابر (صح) ".
(كان يتخلف في المسير) يتأخر فيه إذا كان في سفر. (فيزجي) بالزاي والجيم. (الضعف) يسوقه ليلحق بالرفاق. (ويردف) على ظهر دابته من لا دابة له. (ويدعو لهم) بالإعانة ونحوها فهذه الآداب ينبغي أن يراعيها من كان أميراً في رفقته عند السفر. (د ك)(5) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي.
(1) انظر: شرح السنة (6/ 60 - 61).
(2)
فتح الباري (10/ 326).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 237)، والطبراني في الأوسط (4536)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 224) مختصر تاريخ دمشق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4532)، والضعيفة (4263).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 101)(2798)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4898).
(5)
أخرجه أبو داود (2639)، والحاكم (2/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4901)، والصحيحة (2120).
6953 -
"كان يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان يتعوذ من جهد البلاء) بفتح الجيم والبلاء بالفتح والمد: الحالة الشاقة: اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، تقدم في الدعوات. (ودرك الشقاء) بسكون الراء إدراك الشقاء واللحاق به أي الشقاوة والهلاك والسبب المؤدي إلى ذلك. (وسوء القضاء) المفضي وإلا فحكم الله كله حسن لا سوء فيه. (وشماتة الأعداء) فرحهم ببلية تنزل بمن يعادونه، فهذه أمهات الشر التي ينبغي الاستعاذة منها. (ق ن)(1) عن أبي هريرة).
6954 -
"كان يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر". (د ن هـ) عن عمر (ح) ".
(كان يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل) فهما قرينتان، سوء الجبن يمنع من نكاية الأعداء، والبخل يمنع من إخراج ما وجب. (وسوء العمر) عدم البركة فيه وكثرة مشاقه ونحو ذلك من الرد إلى أرذله والبقاء كلا على الناس. (وفتنة الصدر) بفتح المهملتين في ما ضبط على خط المصنف أي الانقلاب من السفر والعوذ من المقصد، وقال الشارح بسكون الدال: ما ينطوي عليه الصدر من نحو حسد وغل وعقيدة زائغة (وعذاب القبر) التعوذ منه يعود من ملابسة موجباته. (د ن هـ)(2) عن عمر) رمز المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود.
6955 -
"كان يتعوذ من: الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سولهما". (ت ن هـ) والضياء عن أبي سعيد (صح) ".
(1) أخرجه البخاري (6347، 6616)، ومسلم (2707)، والنسائي (8/ 269).
(2)
أخرجه أبو داود (1539)، والنسائي (8/ 272)، وابن ماجة (3844)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4533).
(كان يتعوذ من: الجان) وهم الشياطين بقوله: أعوذ بالله من الجان. (وعين الإنسان) فيه أنه يختص إصابة العين بالإنسان فغيره من الخلائق لا يعين. (حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما) في الاستعاذة. (وترك ما سواهما) مما كان يتعوذ به من الكلام فإنهما قد اشتملا على الاستعاذة من شرور الدنيا والآخرة، وقد تكلمنا عل بعض أسرارهما في الجزء الأول، وقد تكلم ابن القيم رحمة الله عليهما بكلام شاف واف في كتابه: بدائع الفوائد (1). (ت ن هـ) والضياء (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن غريب.
6956 -
"كان يتعوذ من موت الفجأة، وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت". (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(كان يتعوذ من موت الفجأة) بالضم والمد ويفتح ويقصر: البغتة. (وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت) ليستعد بالوصية [3، 352] والتثبت والتوبة، والمراد أنه يحبه لنفسه ولغيره. (طب)(3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه.
6957 -
"كان يتفاءل، ولا يتطير، وكان يحب الاسم الحسن". (حم) عن ابن عباس (ح) ".
(كان يتفاءل) بالهمزة إذا سمع كلمة حسنة حملها على معنى يوافق. (ولا يتطير) ولا يتشائم بل إذا رأى ما يكره قال: "اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك". (وكان يحب الاسم الحسن) لأن محبة الحسن من كل شيء هو ما في طباع ذوي الكمال، وقد كان يحول الاسم القبيح لا تشاءما به بل
(1) انظر: بدائع الفوائد (2/ 425).
(2)
أخرجه الترمذي (2058)، والنسائي (8/ 271)، وابن ماجة (3511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4902).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 132)(7602)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4543): موضوع.
لأن القبيح مكروه غير محبوب (حم)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن سالم وهو ضعيف جداً بغير كذب.
6958 -
"كان يتمثل بالشعر: ويأتيك بالأخبار من لم تزود"(طب) عن ابن عباس (ت) عن عائشة (صح) ".
(كان يتمثل بالشعر) فيقوله. (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) إما بتقدير يقول كما قدرناه أو هو يدل من الشعر إلى تزوده، وفي رواية:"كان أبغض الحديث إليه الشعر غير أنه تمثل مرة ببيت أخي قيس بن طرفة فقال: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فجعل آخره أوله فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: "ما أنا بشاعر (2) وهي رواية، قيل: ليس لها إسناد، وعلى صحتها بأنها لا تعارض حديث الكتاب لأنه قد يقوله تارة على أصله وتارة على خلافه. (طب) وكذا البزار عن ابن عباس (ت) (3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجال الطبراني والبزار رجال الصحيح.
6959 -
"كان يتمثل بهذا البيت: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا". ابن سعد عن الحسن مرسلاً".
(كان يتمثل بهذا البيت) ولا يقيمه على أصله فلعل أصله: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا، وكان يقول:(كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً) زاجراً ورادعاً؛ لأن الإسلام زاجر عن القبائح والشيب يريد الموت ويديره فهو زاجر
(1) أخرجه أحمد (1/ 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4904)، والصحيحة (777).
(2)
انظر: عمدة القاري (4/ 178)، وفيض القدير (5/ 202).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 288) رقم (11763)، والبخاري في الأدب المفرد (793) عن ابن عباس وأخرجه الترمذي (2848)، وأحمد (3116، 146، 156) عن عائشة وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 235، 236)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (9036)، والصحيحة (2057).
عن الغي والقبح فمن اجتمعا له فقد حصل له الزاجران. (ابن سعد (1) عن لحسن مرسلاً).
6960 -
"كان يتنور في كل شهر، ويقلم أظفاره في كل خمسة عشر يوما". ابن عساكر عن ابن عمر".
(كان يتنور) يستعمل النورة لإزالة الشعر يقال: اتنار وتنور وانتور إذا أطلى بالنورة كما في القاموس. فما نقله الخفافي في الريحانة أن قولهم تنور تحريف إنما يقال ذلك إذا أبصر النار غير صحيح لما سمعت عن القاموس (في كل شهر) مرة ويقلم أظفاره يزيلها بمقراض ونحوه. (في كل خمسة عشر يوماً) قال الغزالي (2): قيل إن النورة في كل شهر مرة يطفئ الحرارة وينقي اللون ويزيد في الجماع وقد ورد أنه كان يفعلها كل أسبوع وتارة كل أسبوعين. (ابن عساكر (3) عن ابن عمر).
6961 -
"كان يتوضأ عند كل صلاة". (حم خ 4) عن أنس (صح) ".
(كان يتوضأ عند كل صلاة) من الفرائض وهذا أغلبي وإلا فقد يصلي الصلوات كلها بوضوء واحد، وفي لفظ الترمذي:"كان يتوضأ لكل صلاة" ظاهرا وغير ظاهر، قال الطحاوي: إنه محمول على الفضيلة دون الوجوب أو هو مما خص به صلى الله عليه وسلم أو كان يفعله وهو واجب عليه ثم نسخ، قال الشارح: الأصح الأخير بدليل حديث الترمذي (4): "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 382)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4535)، والضعيفة (3085).
(2)
إحياء علوم الدين (1/ 140).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 267)، وانظر فيض القدير (5/ 203)، وضعفه الألباني ي ضعيف الجامع (4536).
(4)
أخرجه الترمذي (61) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
كان عام الفتح صلى الصلوات كلها بوضوء واحد" فقال عمر: "إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته، قال عمدا فعلته" قال الترمذي: حديث صحيح.
قلت: لا يدل على أنه كان الوضوء لكل صلاة واجباً، عليه كما قاله ذلك القائل بل يدل على أنه يتوضأ لكل صلاة إما وجوبا أو ندبًا إلا أن يقال إذا وقع منه فعل تردد بين إيجابه وندبه تعين حمله على الوجوب لأنه الأكثر أجراً وحمل فعله عليه يتعين فنقول كان على ذلك القائل التصريح بهذه المقدمة (حم خ 4)(1) عن أنس).
6962 -
"كان يتوضأ مما مست النار". (طب) عن أم سلمة".
(كان يتوضأ مما مست النار) تقدم القول بأنه منسوخ في غير لحوم الإبل. (طب (2) عن أم سلمة) سكت عليه المصنف في ما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز عليه بالصحة ومستنده، قول الهيثمي: رجاله موثقون.
6963 -
"كان يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ"(حم هـ) عن عائشة صح) ".
(كان يتوضأ ثم يقبل) بعض نسائه. (ويصلي ولا يتوضأ) فهو دليل أنه لا نقض بالملامسة (حم هـ)(3) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وحكى الدميري تضعيفه عن البيهقي وضعفه مغلطاي في شرح ابن ماجه (4).
6964 -
"كان يتوضأ واحدة واحدة، واثنتين اثنتين، وثلاثاً ثلاثاً كل ذلك
(1) أخرجه أحمد (3/ 132، 133، 154، 194)، والبخاري (214)، وأبوداود (171)، والترمذي (58، 60)، والنسائي (1/ 93) عن بريدة وابن ماجة (509).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 387)(924)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 48)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4908)، والصحيحة (2121).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 266)، وابن ماجة (503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4906).
(4)
انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 232).
يفعل" (طب) عن معاذ (ح) ".
(كان يتوضأ واحدة واحدة) يغسل كل عضو مرة مرة مقتصراً عليها في أعضائه كلها (واثنتين اثنتين) كذلك [3/ 353](وثلاثاً ثلاثاً، كل ذلك يفعل) وهي منتهى الوضوء وهى وضوؤه صلى الله عليه وسلم ووضوء الأنبياء قبله كما ورد ذلك، قال ابن القيم (1): وربما غسل بعض الأعضاء واحدة وبعضها اثنتين أو ثلاثاً، قال النووي (2): أجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة وعلى أن الثلاث سنة وقد جاءت الأحاديث الصحيحة مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثاً وبعض الأعضاء ثلاثا وبعضها مرتين واختلافها دليل على الجواز ذلك كله وأن الثلاث هي الكمال والواحدة تجزئ.
قلت: بل دليل على الندبية لما فوق الواحدة في عضو أو أعضاء لا بمجرد الجواز، وفي جامع الترمذي:"الوضوء يجزئ مرة مرة ومرتين مرتين أفضل وأفضله ثلاث"(3)(طب)(4) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه ولكن قال الهيثمي: فيه محمد بن سعيد المصلوب: ضعيف جداً.
6965 -
"كان يتيمم بالصعيد فلم يمسح ووجهه إلا يديه مرة واحدة"(طب) عن معاذ (ض) ".
(كان يتمم بالصعيد) تقدم أنه: ما صعد على وجه الأرض من تراب أو غيره، وآية المائدة ووجود (من) التبعيضية فيها قيد إطلاقه بالتراب (فلم يمسح يديه ووجهه إلا مرة واحدة) فلا يندب تكرير مسح الأعضاء كما ندب في الوضوء
(1) زاد المعاد (1/ 184).
(2)
شرح مسلم للنووي (3/ 106).
(3)
أخرجه الترمذي (44) وقال: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 68 (125)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4909)، والصحيحة (2122).
بالماء والأصل وجوب الترتيب كالوضوء فتقديم اليدين ليس فيه دليل أنه يسقط لأن الواو لا تقتضيه فلا يعارض الأصل (طب)(1) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه محمد بن سعيد المصلوب: كذاب يضع الحديث، قال الشارح: فكان ينبغي للمصنف حذفه مع ما قبله.
قلت: لأنه ليس على شرطه على ما في خطبته إلا أنه وقع له كثيرا مخالفة هذا الشرط.
6966 -
"كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها"(حم م ت هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان يجتهد) في العبادة (في العشر الأواخر) من رمضان (ما لا يجتهد في غيرها) فإنه كان يعتكف فيها ويخصها بأنواع الطاعة لأنها ختام الشهر المبارك فيختمها بصالح الأعمال (حم م ت هـ)(2) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري.
6967 -
"كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشماله لما سوى ذلك"(حم) عن حفصة (صح) ".
(كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه) بضم الواو الفعل وفي رواية: "وصلاته" والمراد أعمال صلاته التي منها وضوؤه. (وثيابه) أي لبسها بمعنى أنه يبدأ بلبس الشق الأيمن (وأخذه) من الغير (وعطائه) إياه أخذ منه أنه ما هو من قبيل التكريم والتشريف كما عدده ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الظفر ونحوه كأن الندب فعله باليمين والبداية بها (وشماله لما سوى ذلك) بكسر السين وضمها مع القصر فيهما وفتح الشين مع المد بمعنى غير
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 68)(126)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4537): موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (6/ 82)، ومسلم (1175)، والترمذي (796)، والنسائي في الكبرى (2/ 270)، وابن ماجة (1767).
ذلك وأخذ منه أنه ما كان مثل خروج من مسجد ونحوه ندب أن يبدأ باليسرى (حم)(1) عن حفصة) رمز المصنف لصحته وقال ابن محمود شارح أبي داود: وهو حسن لا صحيح لأن فيه أبا أيوب الأفريقي لينه أبو زرعة ووثقه ابن حبان، وقال المنذري واليعمري: فيه الأفريقي وفيه مقال، وقال النووي: سنده جيد، وقال العراقي: إشارة المنذري إلى تضعيفه غير معمول بها لأن المقال في أبي أيوب غير قادح لكن فيه آخر وهو الاختلاف في سنده وقال ابن سيد الناس هو معلل.
6968 -
"كان يجعل فصه مما يلي كفه"(هـ) عن أنس وعن ابن عمر (صح).
(كان يجعل فصه) أي الخاتم (مما يلي كفه) قال ابن العربي: لا أعلم وجهه، وقال النووي: وجهه أنه أبعد عن الزهو والدجب، وزاد العراقي: وبأنه أحفظ للنفس الذي عليه من أن يحاكي فيوضع على صورة نقشه وختم به من شأنه ما يشاء من أهل النفاق فيتم له ما أريد موهما أنه من النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من نقش خاتمه أو يصيبه صدمة أو عود صلب فيزيل النقش الذي وضع الخاتم لأجله (هـ)(2) عن أنس وعن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو في مسلم عن ابن عمر بلفظ: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب ثم ألقاه ثم اتخذ خاتماً من ورق ونقش فيه "محمد رسول الله" وقال: لا ينقش أحد على نقش خاتمي وكان إذا لبسه جعل فصه مما يلي باطن كفه.
6969 -
"كان يجل العباس إجلال الولد للوالد"(ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يجل) من أجله عظمه (العباس إجلال الولد للوالد) ويقول: "عم
(1) أخرجه أحمد 6/ 287، وأبو داود (32)، والبيهقي في الشعب (2786)، انظر: خلاصة الأحكام (387) وشرح سنن أبي داود للعيني (1/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4912).
(2)
أخرجه مسلم (2094)، وابن ماجة (3646) عن أنس، ومسلم أيضاً (2091) عن ابن عمر.
الرجل صنو أبيه" كما سلف (ك)(1) عن ابن عباس) أخرجه في المناقب وقال: صحيح وأقره الذهبي، ورمز المصنف لصحته.
6970 -
"كان يجلس القرفصاء". (طب) عن إياس بن ثعلبة (ض) ".
(كان يجلس) أحياناً فإنه قد ثبت: "كان يجلس متربعا"(القرفصاء)[3/ 354] بضم القاف والفاء وتفتح وتكسر وتمد وتقصر والراء ساكنة كيف كان والمراد يقعد محتبياً بيديه (طب)(2) عن إياس بكسر) الهمزة آخره مهملة بن ثعلبة رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه محمد بن عمر الواقدي ضعيف.
6971 -
"كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير"(طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان يجلس على الأرض) من غير حائل. (ويأكل على الأرض) من غير مائدة ولا خوان، كلا أمره كله سهلا لا يتكلف شيئاً ولا يعد لأحواله عدد المطرفين، ويمشي على الأرض وكأن هذه طرائق السلف عدم تكلف شيء من العوائد التى صارت الآن شرائع إن لم تفعل أنكرت ويحدث بها في المواقف (ويعتقل الشاة) أي يجعل رجله بين قوائمها ليحلبها (ويجيب دعوة المملوك) لا يترفع عنه وفيه مأخذ لكون المملوك له مال يملكه (على خبز الشعير) تواضعاً وحسن خلق، وفي رواية:"على خبز الشعير والإهالة السنخة" أي المتغيرة وهذه الأخلاق ينبغي للمؤمن التخلق بها (طب)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
(1) أخرجه الحاكم 3/ 367، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4538)، والضعيفة (4264).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 273)(794)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 11)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4914)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2124).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 67)(12494)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4915)، والصحيحة (2125).
6972 -
"كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم ثم يقوم فيخطب"(د) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يجلس إذا صعد المنبر) على المنبر بعد أن يسلم على الناس قائماً كما وردت به أحاديث أخر (حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب) ففيه أنه لا يخطب إلا قائماً. (ثم يجلس) بين الخطبتين (فلا يتكلم) كأنها جلسة للاستراحة (ثم يقوم) ثانياً (فيخطب) الخطبة الثانية ففيه أنه يشرع القيام حال الخطبة والفصل بينهما بقعده فلو لم يقعد كانتا واحدة وهذا هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه (د)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وفيه عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال المنذري: فيه مقال. قلت: في التقريب (2): ضعيف عابد.
6973 -
"كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في السفر"(حم خ) عن أنس (صح) ".
(كان يجمع بين الظهر والعصر) في وقت أحديهما (والمغرب والعشاء) كذلك (في السفر) قيده في رواية: "كان إذا جد به السفر" فيحمل هذا المطلق على المقيد وقيل لا يحمل بل يبقى على إطلاقه والذي في غيره: "أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قبل أن تزول الشمس أَخّر الظهر حتى ينزل للعصر فيصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زوال الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً، وكذلك في المغرب والعشاء" قال الحاكم: رواته أئمة ثقات وبه يفسر إجمال الحديث هذا وقد دل على جواز الجمع في السفر وقد حققنا الأوقات وأدلتها في رسالتنا اليواقيت في المواقيت (حم خ)(3) عن أنس).
(1) أخرجه أبو داود (1092)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4913).
(2)
انظر: تقريب التهذيب (3489).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 138)، والبخاري (1108، 1110).
6974 -
"كان يجمع بين الخربز والرطب"(حم ت) في الشمائل (ن) عن أنس" (صح).
(كان يجمع) الأكل (بين الخربز والرطب) كما سلف قريباً، إن قيل: مثل هذه الأحاديث المخبرة لنوع مأكوله ونحوه ما فائدة ذكرها.
قلت: لم أر من ذكر فائدة ذلك ويظهر أنها فوائد كثيرة منها: أن أكل الطيبات لا ينافي الزهادة ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله فلا تميل نفسه ولا يحب إلا ما هو شريف في نوعه محبوب للطباع السليمة ومنها أن من أكل من النوع الذي أكله محبة له صلى الله عليه وسلم لحب ما يحبه ورغبة فيما رغب فيه كان سببًا لصلاح قلبه وإشراق أنوار الإيمان فيه ووفق إلى فعل كل خير ومنها بيان منافع الأشياء مثل أكله البطيخ بالرطب وتعليله بأن يرد هذا إلى آخره ومنها غير ذلك وقد تأسى به أصحابه في حب ما يحبه من المأكولات (حم ت) في الشمائل (ن)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر في الفتح (2): سنده صحيح.
6975 -
"كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار فى الصلاة ليحفظوا عنه"(حم ن هـ ك) عن أنس (صح) ".
(كان يحب أن يليه) من الولى: القرب تقرب منه. (المهاجرون والأنصار في الصلاة) فيكونوا في الصفوف الأول (ليحفظوا عنه) الأفعال والأقوال في صلاته فيبلغوها عنه قال ابن حجر (3): ويعرف حبه للشيء إما بإخباره بذلك أو بالقرائن وفيه أنه ينبغي أن يلي الإمام أولوا الأحلام كما ورد به الحديث وهل حبه للشيء دليل ندبه؟
(1) أخرجه أحمد (3/ 183)، والترمذي في الشمائل (192)، والنسائي (4/ 167)، وفي الكبرى (6726)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4916)، والصحيحة (58).
(2)
انظر: فتح الباري (9/ 573).
(3)
فتح الباري (1/ 523).
قلت: لم أجد فيه شيء وأقل أحواله أنه كان من أفعال البر الندب وإن كان من أفعال الطبائع، مثل:"كان يحب الدباء" فمحل تأمل الأظهر عدم الندبية.
(حم ن هـ ك)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه (2) سنده صحيح.
6976 -
"كان يحب الدباء"(حم ت) في الشمائل (ن هـ) عن أنس (ح) ".
(كان يحب الدباء [3/ 355] بضم المهملة وتشديد الباء الموحدة والمد ويقصر: القرع وزاد هو والنسائي: "ويقول إنها شجرة أخي يونس وهو اليقطين" أيضا ومن قال إنه القرع اليابس فقد وهم كما قاله الحافظ (3)، والدباء واحده دباءة أو دبة ذكره الجوهري في المقبل على أن همزته منقلبة قال الزمخشري (4): ولا يدرى منقلبة عن واو أو ياء وذكره القاموس (5) في الياء (حم ت) في الشمائل (ن هـ)(6) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو في لفظ ابن ماجه "القرع" وزاد هو والنسائي ما سلف وأما حديث: "إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين" فقال الحافظ العراقي (7): لا يصح.
(1) أخرجه أحمد (3/ 100)، والنسائي (5/ 84)، وفي الكبرى (8311)، وابن ماجة (977)، والحاكم (1/ 339)، وانظر تحفة الأحوذي (2/ 18)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4924)، والصحيحة (1409).
(2)
انظر: شرح سنن ابن ماجه لمغلطائي (تحت حديث رقم 174).
(3)
انظر: فتح الباري (9/ 525).
(4)
الفائق (1/ 407).
(5)
القاموس المحيط (ص 106).
(6)
أخرجه أحمد (3/ 177)، والترمذي في الشمائل (193)، والنسائي (4/ 155)، وفي الكبرى (6664)، وابن ماجة (3302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4920)، والصحيحة (2127).
(7)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 293) وليس فيه: لا يصح.
6977 -
"كان يحب التيامن ما استطاع: في طهوره وتنعله، وترجله، وفي شأنه كله"(حم ق 4) عن عائشة (صح) ".
(كان يحب التيامن) لفظ مسلم "التيمن" أي الأخذ باليمين، قيل: لأنه كان يحب الفأل الحسن وأصحاب اليمين أهل الجنة (ما استطاع) ذلك لأنه لو عجز عنه وقال ابن حجر (1): يحتمل أنه أخبر ربه عما لا يستطيع فيه التيمن شرعا كفعل الأشياء المستقذرة باليمين كالاستنجاء والتمخط؟
(في طهوره) بالضم للفعل، قال ابن دقيق العيد: التيمن في الطهور البداية باليد اليمنى والرجل اليمنى في الوضوء وبالشق الأيمن في الغسل (وتنعله) لبسه النعال فيبدأ في لبسه بالرجل اليمنى (وترجله) بالجيم مشط شعره يبدأ بالجانب الأيمن من مشط رأسه وخلفه ولا يقال إنه من باب الإزالة أعني الحلق فيبدأ فيه بالأيسر بل هو من باب الزينة والعبادة، زاد أبو داود:"وسواكه"(وفي شأنه كله) تعميم بعد التخصيص قال ابن دقيق العيد: عام مخصوص؛ لأن لدخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيه باليسار وكذلك ما شابهها؛ قال الشارح: تأكيد الشأن بقوله كله يدل على التعميم لأن التأكيد يرفع المجاز.
قلت: بناء على أن العام المخصص مجاز وفيه نزاع في الأصول ثم التأكيد لا يمنع من التخصيص فقد قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ} [الحجر: 30، 31]، واعلم: أن في رواية "في شأنه كله" بدون واوٍ، قال الطيبي: إنه بدل من قوله "في تنعله" بإعادة العامل ولعل ذكر التنعل لتعلقه بالرجل والترجل لتعلقه بالرأس والطهور لكونه مفتاح العبادة فنبه على جميع الأعضاء فيكون كبدل كل من كل ثم فيه دليل على أن تقديم اليد اليمنى والرجل اليمنى في الوضوء ليس بواجب وإن قيل بأن الترتيب واجب لأنهما كالعضو
(1) انظر: فتح الباري (1/ 523).
الواحد (حم ق 4)(1) عن عائشة).
6978 -
"كان يحب أن يخرج إذا غزا يوم الخميس"(حم خ) عن كعب بن مالك (صح) ".
(كان يحب أن يخرج) من وطنه (إذا غزا يوم الخميس) فإنه يوم مبارك وقد دعا صلى الله عليه وسلم ربه أن يبارك لأمته في سبتها وخميسها، وفي البخاري: أنه صلى الله عليه وسلم قلما يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس ومحبته له لا تستلزم المواظبة عليه فقد خرج يوم السبت، ففيه أنه ينبغي تحرى خروج يوم الخميس اقتداء به صلى الله عليه وسلم قيل: إنما أحب الخروج فيه لأنه وافق الفتح له فيه أو لتفاؤل به على أنه يظفر بالخميس الذي هو الجيش (حم خ)(2) عن كعب بن مالك).
6979 -
"كان يحب أن يفطر على ثلاث تمرات، أو شيء لم تصبه النار"(ع) عن أنس (ح) ".
(كان يحب أن يفطر) من صوم (على ثلاث تمرات) قيل: لما فيه من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم (أو شيء لم تصبه النار) فقد كان يفطر بالماء إذا لم يجد التمر وباللبن ونحوه مما لم تمسه النار ولم يذكر وجه حكمة ذلك (ع (3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه إلا أن فيه عبد الواحد بن زياد قال ابن حجر: عبد الواحد قال البخاري منكر الحديث ومثله قال الهيثمي.
6980 -
"كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ". أبو نعيم في الطب عن
(1) أخرجه أحمد (6/ 94، 130)، والبخاري (168، 426، 5380، 5854، 5926)، ومسلم (268)، وأبوداود (4140)، والترمذي (608)، والنسائي (1/ 78، 8/ 185)، وابن ماجة (401).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 456، 455)، والبخاري (2949).
(3)
أخرجه أبو يعلى (3305)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 199)، والمجمع (3/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4540)، وقال في الضعيفة (996): ضعيف جداً.
معاوية بن يزيد العبسي".
(كان يحب من الفاكهة العنب) لما فيه من المنافع واللذة وقد ذكره الله تعالى في ستة مواضع من كتابه الكريم وهو من أفضل الفواكه يؤكل رطبا ويابسا وأخضرا ويانعا وهو فاكهة مع الفواكه وقوت مع الأقوات وإدام مع الأدم ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربه كما قاله ابن القيم (1). (والبطيخ) وينبغي أكله قبل الطعام كما قاله بعض الأطباء: أكله قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلاً. أبو نعيم (2) في الطب عن معاوية قال الشارح: الذي رأيته في أصول صحيحة أمية بدل معاوية فليحرر [1/ 356] ابن زيد العبسي بالمهملتين بينهما موحدة سكت عليه المصنف وقال العراقي: سنده ضعيف.
6981 -
"كان يحب الحلواء والعسل". (ق 4) عن عائشة (صح) ".
(كان يحب الحلواء) بالمد على الأشهر فيكتب بالألف ويقصر فيكتب بالياء وهي مؤنثة، قال الأزهري وابن سيده (3): اسم لطعام عولج بحلاوة، لكن المراد هنا كما قاله النووي (4): كل حلو وإن لم يدخله صنعة وقد يطلق على الفاكهة وفي فقه اللغة أن حلواه صلى الله عليه وسلم التي كان يحبها المجيع كعظيم بر يعجن بلبن فإن ثبت فهو المراد هنا (و) عطف العسل عليه من عطف الخاص على العام إعلاما بشرفه على التفسير الأول ومنافع العسل عديدة قد قدمنا منها طرفاً.
فائدة: لم يصح أنه صلى الله عليه وسلم عرف السكر، وخبر أنه حضر أملاك أنصاري وفيه سكر
(1) زاد المعاد (4/ 311).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 808)، وفيه: معاوية بن يحيى عن أمية بن زيد العبسي (ق 66/ ب) وابن عدي في الكامل (5/ 127)، وانظر فيض القدير (5/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4541)، والضعيفة (4265).
(3)
لسان العرب مادة: حلا (14/ 191).
(4)
شرح النووي على مسلم (10/ 77).
قال السهيلي: غير ثابت. (ق 4)(1) عن عائشة) وفيه قصة طويلة في الصحيح.
6982 -
"كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها"(حم د) عن أبي سعيد (صح) ".
(كان يحب العراجين) بالمهملة والدال والجيم جمع عرجون وهو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق فعلون من الانعراج الانعطاف، قاله في النهاية (2). (ولا يزال في يده منها) فاعل يزال منها لأنه بمعنى بعضها ويحتمل أنه ضمير يعود إلى العراجين باعتبار مفردها لأن الرواية بالمثناة التحتية وعلى هذا فمن في منها ابتدائه أي لا يزال العرجون في يده كانتا من العراجين ولم يذكر الحكمة في محبته لها وكأنه ما فيها من اللون واتساق الشماريخ المذكرة بحسن خلق الله والله أعلم. (حم د)(3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
6983 -
"كان يحب الزبد والتمر"(د هـ) عن ابني بسر (ح) ".
(كان يحب الزبد) بالزاي والموحدة ومهملة بزنة فعل ما يستخرج من لبن الغنم والبقر بالمخض. (والتمر) قال الشارح: يحب الجمع بينهما في الأكل لأن الزبد حار رطب والتمر حار في الثانية وهل هو رطب في الأولى أو يابس فيه قولان كما قاله ابن القيم (4) وقال الشارح: إن التمر بارد يابس وفي جمعه بينهما إصلاح كل منهما بالآخر ولا يخفى أنه وهم منه قال النووي (5): فيه جواز أكل شيئين من فاكهة وغيرها معا وجواز أكل طعامين معاً وجواز التوسع في
(1) أخرجه البخاري (5431)، ومسلم (1474)، وأبو داود (3715)، والترمذي (1831)، والنسائي (4/ 370)، وفي الكبرى (7526)، وابن ماجة (3323).
(2)
النهاية في غريب الأثر (3/ 432).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 9)، وأبو داود (480)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4922).
(4)
زاد المعاد (4/ 290).
(5)
فتح الباري (9/ 573).
المطاعم ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك ثم لا يخفى أنه قد أكل التمر مع الزبد وأكله مع الخبز وأكله منفردا فما في هذا الحديث يحتمل أنه أراد الجمع بينهما أو مطلق أكلهما ولو منفردين إلا أنه لم يأت؛ أنه أكل الزبد منفرداً. (د هـ)(1) عن ابني) بلفظ التثنية (بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة وهما عبد الله وعطية صحابيان سُلَمِيان كما في التقريب والخلاصة وتصحف على الشارح فقال عن أبي بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة ثم قال: وابن بشر في الصحابة اثنان سلمانيان هما عبد الله وعطية فكان ينبغي تميزه ولا يخفى أنه صحف بسراً وشرح على ابن بلفظ الإفراد وهو غير موجود كذلك في نسخ الجامع بل بلفظ التثنية على أنه قد سلف أنه لا افتقار إلى معرفة عين الصحابي هذا والمصنف رمز لحسنه.
6984 -
"كان يحب القثاء"(طب) عن الربيع بنت معوذ".
(كان يحب القثاء)(طب)(2) عن الربيع بنت معوذ).
6985 -
"كان يحب هذه السورة: (سبح اسم ربك الأعلى) "(حم) عن علي (صح) ".
(كان يحب هذه السورة: (سبح اسم ربك الأعلى) وذلك لما اشتملت عليه من صفات الرب تعالى والعدة بأنه تعالى يقرئه فلا ينسى ما قرأه وأنه ييسره لليسرى وكون ما اشتملت عليه اشتمل عليه صحف إبراهيم وموسى (حم)(3)
(1) أخرجه أبو داود (3837)، وابن ماجة (3334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4921).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 274)(697)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4539)، والضعيفة (5411).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 96)، والبزار (775، 776)، وابن عدي في الكامل (2/ 533)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4542)، وقال في الضعيفة (4266): ضعيف جداً.
وكذا البزار عن علي) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الحافظ: سنده ضعيف وبين تلميذه الهيثمي وجه ضعفه فقال: فيه ثور ابن أبي فاختة وهو متروك.
6986 -
"كان يحتجم"(ق) عن أنس" (صح).
(كان يحتجم) قد تقدم في الحجامة أحاديث وأمره بها وأثنى عليها وحجمه ابن طيبة وغيره. (ق)(1) عن أنس).
6987 -
"كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء"(د هـ) عن أبي كبشة (ح) ".
(كان يحتجم على هامته) على رأسه يفيد لألم الرأس فالمراد به ما عدا نقرته لحديث الديلمي عن أنس مرفوعاً: "الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك"(2) إلا أن فيه ابن واصل متهم وتقدم في حجامة الرأس عدة أحاديث في حرف الحاء. (وبين كتفيه) ويفيد لألم الظهر. (ويقول: من أهراق) من أراق أبدلت الهمزة هاء كما هو معروف. (من هذه الدماء) كأن الجمع إشارة إلى أنه لا يهرقها إلا عند وفرتها. (فلا يضره أن لا يتداوى [3/ 357] لشيء) من الآلام. (بشيء) من الأدوية وتقدم حديث الحجامة تنفع من كل داء. (د هـ)(3) عن أبي كبشة) رمز المصنف لحسنه.
6988 -
"كان يحتجم في رأسه ويسميها أم مغيث"(خط) عن ابن عمر (ض) ".
(كان يحتجم في رأسه) فيما عدا نقرة الرأس لما تقدم، قال معمر: احتجمت
(1) أخرجه البخاري (2280)، ومسلم (1577).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2780).
(3)
أخرجه أبو داود (3859)، وابن ماجة (3484)، انظر صحيح الجامع (4926)، وانظر الضعيفة (1867).
أي في نقرة الرأس فذهب عقلي حتى كنت ألقن الفاتحة ولفظ الطبراني في هذا الحديث: "في مقدم رأسه"(ويسميها أم مغيث) لأنها تغيث الأليم وتنفعه قال ابن حجر (1)(2): وكان يأمر صلى الله عليه وسلم من شكا إليه وجعا في رأسه بالحجامة في وسط رأسه، وفي رواية لابن جرير ويسميها المغيثة، وسماها في رواية المنقذة وفي أخرى النافعة. (خط)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي ضعيف.
6989 -
"كان يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين"(ت ك) عن أنس (طب ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يحتجم في الأخدعين) في القاموس (4) الأخدع عرق في المحجمتين وهو شعبة من الوريد (والكاهل) كصاحب مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق وهو الثلث الأعلى وفيه ست فقرات وقيل ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب ذكره في القاموس (5). (وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة وإحدى وعشرين) وتقدم "احتجموا لخمس عشرة
…
الحديث" وذكر الكاهل ونحوه لا ينافي ما مر من حجامة ما ذكر لأنه كان يتبع بالحجامة محل الألم فتختلف أماكنها باختلافه وقد اتفق الأطباء على حسن تحري هذه الأيام لإخراج الدم وهذه في تعين الأيام وأما الأوقات في ساعات اليوم فلا أعرف فيها أثر إلا أنه
(1) جاء في الأصل (ابن جرير) والصواب ما أثبتناه.
(2)
فتح الباري (10/ 154).
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 94)، والطبراني في الأوسط (7817)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4928).
(4)
انظر القاموس (3/ 17).
(5)
انظر القاموس (4/ 47).
يحمد حال الخلو عن الطعام. (د ت) عن أنس (طب ك)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن غريب وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي في موضع وقال في آخر: لا صحة له.
6990 -
"كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه"(ق د) عن عائشة (صح) ".
(كان يحدث حديثاً) لا يسرع فيه ولا يخلله السكتات فيقطعه بل يبالغ في إفصاحه وبيانه بحيث (لو عده العاد لأحصاه) لو عد كلماته أو حروفه لأدرك ذلك لوضوح ألفاظه وفصاحتها وبيانها ومنه يؤخذ أنه يحسن الإبانة للحديث والإبلاع في إفصاحه والأناة في التحدث ويتعين ذلك على مدرس العلوم ونحوها (ق د)(2) عن عائشة) قال عروة كان أبو هريرة يحدث ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة وعائشة تصلي فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفاً إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا إلى آخره.
6991 -
"كان يحفي شاربه"(طب) عن أم عياش مولاته (ح) ".
(كان يحفي شاربه) يبالغ في قصته وفي رواية لابن الأثير يلحف وتقدم "احفوا الشارب" الحديث (طب)(3) عن أم عياش) بالمثناة التحتية وآخره معجمة مولاته أي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التقريب (4) أنها مولاة رقية بنت النبي فالإضافة
(1) أخرجه أبو داود (3810)، والترمذي (2051)، وابن ماجه (3483) والحاكم (4/ 234) عن أنس وفي الأصل هكذا:(د ت) وهو الصواب والله أعلم، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 96)(12587)، والحاكم (4/ 234) عن ابن عباس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4927)، وصححه في الصحيحة (908).
(2)
أخرجه البخاري (3567، (3568)، ومسلم (2493)، وأبو داود (3654).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 185)(5033)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 167)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4543)، والضعيفة (5455): ضعيف جداً.
(4)
انظر التقريب (1/ 757).
إليه هنا لأن ما كان لابنته كان له أو أنها منه في الأصل وهبها لابنته رمز المصنف لحسنه لكن قال الهيثمي فيه عبد الكريم بن روح متروك (1).
6992 -
"كان يحلف: "لا ومقلب القلوب" (حم خ ت ن) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يحلف: "لا ومقلب القلوب) أعراضها أو إراداتها لا ذواتها ويحتمل أن المراد ذواتها بأثلاثها في تحت أطباق البر أتم إعادتها بعد ذلك والكل من آيات الله ودلائل قدرته (حم خ في التوحيد وغيره ت ن في الإيمان وغيره)(2) عن ابن عمر) ورواه عنه أيضاً ابن ماجه في الكفارة.
6993 -
"كان يحمل ماء زمزم"(ت ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يحمل ماء زمزم) من مكة إلى المدينة ويهديه لأصحابه وكان يستجمله من أهل مكة تبركا به بشرفه وما يقال أنه إذا خرج ماء زمزم من مكة بدلته الملائكة بغيره غير صحيح. (ت ك)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
6994 -
"كان يخرج إلى العيدين ماشياً، ويرجع ماشياً"(هـ) عن ابن عمر (ح) ".
(كان يخرج إلى العيدين) أي إلى محل صلاتهما. (ماشياً) تواضعاً وأخذاً بالأفضل في المشي إلى محلات الطاعة. (ويرجع ماشياً) ويخالف بين الطريقين فيرجع من غير التي خرج منها كما يأتي لحكم عديدة سلف ذكرها. (هـ)(4) عن
(1) انظر: المغني (2/ 401).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 25، 67، 68)، والبخاري (6628، 7391)، وأبو داود (3263)، والترمذي (1540)، والنسائي (7/ 2)، وابن ماجة (2092).
(3)
أخرجه الترمذي (963)، والحاكم (1/ 660)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4931)، والصحيحة (883).
(4)
أخرجه ابن ماجة (1295)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4932).
ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
6995 -
"كان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيا في طريق آخر"(هـ) عن أبي رافع (ح) ".
(كان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة) ولا الصلاة جامعة ولا غير ذلك من البدع التي اعتادها الناس. (ثم يرجع ماشياً في طريق أخرى) غير التي خرج منها فهذه هيئات ينبغي المحافظة عليها اقتداء به صلى الله عليه وسلم عند من يقول بالتأسي وإن لم يعرف الوجه. (هـ)(1) عن أبي رافع) رمز المصنف لحسنه ورواه البزار عن سعد مرفوعاً قال الهيثمي: [3/ 358] فيه خالد بن إياس متروك.
6996 -
"كان يخرج في العيدين رافعاً صوته بالتهليل والتكبير". (هب) عن ابن عمر (ض) ".
(كان يخرج في العيدين) إلى الجبان: باب المدينة الشرقي، قال ابن شيبة: بينه وبين المسجد ألف ذراع، قال ابن القيم (2): إنه صلى الله عليه وسلم لم يصل العيد بالمسجد إلا مرة واحدة لمطر بل كان يفعلها في المصلى دائمًا ومذهب الحنفية أنه الأفضل مطلقاً وقالت الحنابلة والمالكية إلا بمكة وقالت الشافعية: إلا في المساجد الثلاثة لشرفها. (رافعا صوته بالتهليل والتكبير) وهذه سنة هجرها الناس سيما الأمراء وفيه رد على من زعم أنه لا يرفع الصوت بالذكر لقوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف: 205]،. (هب)(3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه ابن ماجة (1300)، والبزار (3880)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4933).
(2)
زاد المعاد (1/ 425).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (3714)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4934).
6997 -
"كان يخطب قائماً ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ آيات، ويذكر الناس"(حم م د ن هـ) عن جابر بن سمرة (صح) ".
(كان يخطب قائماً) وأول من خطب قاعداً معاوية. (ويجلس بين الخطبتين) قيل:
قدر سورة الإخلاص. (ويقرأ آيات) في نفس الخطبة سواء كانت الأولى أو الأخرى. (ويذكر الناس) بنعم الله عليهم وبطشه بأعدائهم وبالجنة والنار، وكان يخطب في غير الجمعة إذا أراد إعلامهم بأمر أو بعث جيش أو نحوه فهذا هديه في الخطبة التذكير وتلاوة آيات الله وحمد الله، وخلط الناس الحق بالباطل فأكثروا من ذكر ملوكهم والثناء عليهم وغير ذلك فإنا لله وإنا إليه راجعون. (حم م د ت هـ)(1) عن جابر بن سمرة).
6998 -
"كان يخطب بقاف كل جمعة"(د) عن بنت الحارث بن النعمان" (صح).
(كان يخطب بقاف) يقرأها في الخطبة لما فيها من الوعظ وذكر الموت والجنة والنار وغير ذلك (كل جمعة) قيل يحمل على الجمع التي سمعها الراوي أو على الأغلب.
(د)(2) عن بنت الحارث بن النعمان) صحابية مشهورة وهي أم هشام بنت حارثة بن النعمان النجارية رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم عنها أيضًا بلفظه في الصلاة.
6999 -
"كان يخطب النساء ويقول: لك كذا وكذا، وجفنة سعد تدور معي إليك كلما دارت"(طب) عن سهل بن سعد (ح) ".
(1) أخرجه أحمد (5/ 86)، ومسلم (862)، وأبو داود (1093) والنسائي (3/ 115، 186، 191، 192)، وابن ماجة (1106).
(2)
أخرجه أبو داود (1100)، ومسلم (873).
(كان يخطب النساء) أراد التزوج بمن يريد منهن (ويقول) لمن يخطبها. (لك كذا وكذا) من مهر ونفقة وكسوة. (وجفنة سعد) ابن عبادة قد مر الكلام فيها (تدور معي إليك كلما دارت) ترغيباً لها في النكاح وفيه أنها ترغب المرأة في خطبتها بالنفقة ونحوها (طب)(1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه.
7000 -
"كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم"(حم) عن عائشة (ح) ".
(كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله) بالمعجمة ثم المهملة يخرزها (ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) من الاشتغال بمهنة النفس وإصلاح حال المنزل. (حم)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: رجاله رجال الصحيح.
7001 -
"كان يدخل الحمام، ويتنور" ابن عساكر عن واثلة (ض) ".
(كان يدخل الحمام) قال ابن القيم (3): لم يصح في الحمام حديث ولا دخل الحمام قط، ولعله ما رآه بعينه وهو بعيد (وكان يتنور) يطلي بالنورة كما سلف كل شهر. (ابن عساكر (4) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه.
7002 -
"كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم". مالك (ق 4) عن عائشة وأم سليم (صح) ".
(كان يدركه الفجر وهو جنب من) جماع (أهله) زاد في رواية "في رمضان من غير حلم" وأرادت بالتقييد الجماع من غير احتلام الرد على من زعم أن فاعل
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 122)(5701)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4544).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 121)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4937).
(3)
زاد المعاد (1/ 167).
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 175)، وانظر فيض القدير (5/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4545)، وقال في الضعيفة (1801): ضعيف جداً.
ذلك عمداً يفطر (ثم يغتسل) بعد الفجر. (ويصوم) بياناً لصحة صوم الجنب، وأما حديث أبي هريرة "من أصبح جنباً فلا يصم" فهو منسوخ، وقد ثبت الإجماع على صحة صوم من أصبح جنبًا كما قاله النووي. (مالك (ق 4)(1) عن عائشة وأم سليم).
7003 -
"كان يدعى إلى خبز الشعير، والإهالة السنخة". (ت) في الشمائل عن أنس (ح) ".
(كان يدعى) يضاف مدعوا (إلى خبز الشعير) كأن المراد أنه يعلمه الداعي له بذلك فيجيبه ولا يأنف ولا يستحقره (والإهالة) بكسر الهمزة دهن اللحم أو كل دهن يؤتدم به يختص بدهن الشحم والإلية (السنخة) بفتح المهملة فنون ساكنة فخاء معجمة المتغيرة الريح، وتمام الحديث "فيجيب" وكأنه سقط من قلم المصنف فإنه من ألفاظ مخرجه وفيه أنه يجيب الإنسان من دعاه على خشن الطعام والإدام. (ت)(2) في الشمائل عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
7004 -
"كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا اله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم". (حم ق ت هـ عن ابن عباس (طب) وزاد "اصرف عني شر فلان" (صح) ".
(كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا اله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم) تقدمت ألفاظه قال الطيبي: صدر الثناء بذكر الرب لتناسب كشف الكرب؛ لأنه مقتضى
(1) أخرجه مالك (638)، والبخاري (1926، 1932)، ومسلم (1109)، وأبو داود (2388)، والترمذي (779)، والنسائي (2/ 183)، وفي الكبرى (2949، 2950، 2956، 2960) وابن ماجة (1704)، وأحمد (6/ 308).
(2)
أخرجه الترمذي في الشمائل (361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4939)، والصحيحة (2129).
التربية قال أئمة الحديث: هذا حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند العظائم، قال ابن جرير: كان السلف يدعون به ويسمونه: دعاء الكرب وهو وإن كان ذكرًا لكنه بمنزلة الدعاء لخبر: "من شغله ذكري [3/ 359] عن مسألتي
…
" (حم ق ت هـ) عن ابن عباس (طب) (1) عنه وزاد "اصرف عني شر فلان" ويسميه بعينه.
فائدة: قال ابن بطال (2) عن أبي بكر الرازي قال: كنت بأصبهان عند أبي نعيم وهثاك شيخ يسمى أبا بكر عليه مدار الفتيا فسعي به إلى السلطان فسجن فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وجبريل عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح فقال لي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "قل لأبي بكر يدعوا بدعاء الكرب الذي في صحيح البخاري حتى يفرج الله عنه" فأصبحت فأخبرته فدعا به فلم يكن إلا قليلاً حتى أخرج.
7005 -
"كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار"(ن خ) عن أنس (صح) ".
(كان يدور على نسائه) كناية عن جماعهن. (في الساعة الواحدة من الليل والنهار) وتمام الحديث عند البخاري "وكن إحدى عشرة" هذا لفظه ثم ظاهره إن القسم لم يكن واجباً عليه وعورض بحديث "هذا قسمي فيما أملك
…
" الحديث. وأجيب بأنه كان ذلك قبل وجوب القسم عليه ورد بأنها دعوى بلا دليل، هذا وقد أشكل قوله في الحديث "وكن إحدى عشرة" بأنه لم يجتمع عنده صلى الله عليه وسلم هذا العدد في آن واحد من نسائه، وأجيب عنه بأنه أريد الزوجات والسراري وهو يشملهن اسم النساء (خ ن)(3) عن أنس).
(1) أخرجه أحمد (1/ 254)، والبخاري (6345، 6346، 7426، 7431)، ومسلم (2730)، والترمذي (3435)، وابن ماجة (3883)، والطبراني في الكبير (12/ 158)(12750).
(2)
شرح ابن بطال تحت حديث رقم (6346).
(3)
أخرجه البخاري (268)، والنسائي في الكبرى (9033).
7006 -
"كان يدير العمامة على رأسه، ويغرزها من ورائه، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه". (طب هب) عن ابن عمر (ض) ".
(كان يدير العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه) ويجعل طرفها الآخر مغروزاً من تلقاء ظهره. (ويرسل لها ذؤابة) عذبه (بين كتفيه) وتقدم أنه يعمم من يوليه ويرخي له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن وفيه مشروعية العذبة بين الكتفين أو من الجانب الأيمن ولم يأت في حديث إرسالها من الجانب الأيسر وجاء في قدر طولها أربع أصابع وأكثر ما ورد ذراع وبينهما شبر، قال الشارح: وقوله في القاموس كانت طويلة ممنوع إلا أن يريد طولاً نسبيًا.
قلت: لم أجده في القاموس لا في تحت ذؤابة ولا عذبة ولا عمامة فينظر.
فائدة: اعلم أنه لم يتحرر كما قاله بعض الحفاظ: شيء في طول عمامته وعرضها وما وقع للطبري أنه سبعة أذرع ولغيره نقلا عن عائشة أنها سبعة في عرض ذراع وأنها كانت في السفر بيضاء وفي الحضر سوداء من صوف، وقيل: عكسه وأن عذبتها كانت في السفر من غيرها وفي الحضر منها فلا أصل له (طب هب)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: بعد عزوه إلى الطبراني: رجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة.
7007 -
" كان يذبح أضحيته بيده". (حم) عن أنس (صح) ".
(كان يذبح أضحيته بيده) قال القاضي: هي ما يذبح يوم النحر على وجه القربة وفيه أربع لغات: ضم الهمزة وكسرها جمعها أضاحي وضحية جمعها ضحايا وأضحى جمعها أضحى.
قلت: في القاموس (2): الأضحية الشاة يضحى بها جمعها أضاحي كالضحية
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 379)(14503)، والبيهقي في الشعب (6252)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4546).
(2)
القاموس المحيط (ص 168).
جمعها ضحايا كالأضحاة جمعها أضحى. ولا يخفي ما بين الكلامين سميت بذلك لذبحها وقت الضحى بيده فهي السنة أن يذبح المضحي بيده ويجوز التوكيل للقادر إلا أنها قالت المالكية: ولا أجر له في ذلك ويكره عند الأكثر (حم)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
7008 -
"كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه"(م د ت هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان يذكر الله) الذكر اللساني فإنه الذي يظهر للراوي ومعلوم أن ذكره صلى الله عليه وسلم بلسانه لا يفارقه ذكره بقلبه (على كل أحيانه) بأي ذكر من تلاوة وغيرها ماشيا وراكبا وقاعدا أو غير ذلك كما قال تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]، وهو ألا ينسى ذكره تعالى على حال، قال العراقي: على هنا بمعنى في كما في: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} [القصص: 15]، أي في حين.
قلت: لك أن تقول هي للاستعلاء على بابها أي متمكناً من الذكر تمكن من تعلق على الشيء بحيث لا يفارقه واعلم أن هذا مخصوص بحال الجنابة لحديث: "أنه كان لا يحجبه عن القرآن شيء ليس إلا الجنابة"(2). وقد أخذ جماعة لجواز القراءة للجنب بهذا العموم منهم الطبري ولك أن تقول هذا يخص به قراءة القرآن وينفي غيره من الذكر جائزاً للجنب والأكمل أن لا يذكر الله إلا على طهارة فقد تيمم من الجدار لرد السلام وقال: "كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة" أو نحو هذا. (م د ت هـ)(3) عن عائشة) وعلقه البخاري [3/ 360] في
(1) أخرجه أحمد (3/ 118)، وابن ماجة (3155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4942).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 107)، والنسائي في المجتبى (265)، وابن خزيمة (208)، والضياء في المختارة (597).
(3)
أخرجه البخاري تعليقا باب الحائض تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت (1/ 116)، وباب هل يتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا (1/ 227)، ومسلم (373)، وأبو داود (18)، والترمذي =
الصلاة، وذكر الترمذي في العلل أنه سأله عنه فقال: صحيح.
7009 -
"كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء" البيهقي في الدلائل عن ابن عباس (عد) عن عائشة (ح) ".
(كان يرى) بعينه. (بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء) قوة وضعها الله في بصره ونورا قذفه في إدراكه كما أنه كان يرى من وراء ظهره كما يرى من أمامه. (البيهقي) أتى بلفظه؛ لأنه لم يضع له إلا رمزين (هب) للشعب و (هق) للسنن بالإتيان بلفظه متعين في الدلائل عن ابن عباس (عد)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وضعفه ابن دحية في كتابه الآيات البينات، وقال السهيلي: ليس بقوي، وقال ابن الجوزي في حديث عائشة: لا يصح، وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة قال العقيلي: يحدث بما لا أصل له وذكره في الميزان مع عدة أحاديث وقال هذه موضوعة وقال الشارح: ورمز المصنف لحسنه لعله لاعتضاده.
7010 -
"كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده: يعظمه ويفخمه، ويبر قسمه". (ك) عن عمر (صح) ".
(كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده) وقوله: (يعظمه، ويفخمه، ويبر قسمه) كالتفسير لحق الوالد على ولده وفي الحديث قصة: وهي أن عمر لما خرج يستسقي بالعباس قال: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس
…
الحديت، فاقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم واتخذوا العباس وسيلة إلى الله فما برحوا حتى سقاهم الله، وفيه أنه يحسن الاقتداء بأهل الخير والصلاح وبيت النبوة ويتقرب
= (3384)، وابن ماجة (302).
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 219)، والخطيب في تاريخه (4/ 271)، وانظر العلل المتناهية (1/ 173)، والميزان (4/ 179)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4547): موضوع.
إلى الله تعالى بهم (ك)(1) عن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه داود بن عطاء متروك إلا أنه قال: صح نحوه من حديث أنس.
7011 -
"كان يرخي الإزار من بين يديه، ويرفعه من ورائه" ابن سعيد عن يزيد بن أبي حبيب مرسلاً".
(كان يرخي الإزار من بين يديه) إلى القدر الذي أذن فيه وهو نصف الساق (ويرفعه من ورائه) حال مشيه لئلا يصيبه قذر ونحوه، هكذا قيده الشارح (ابن سعد (2) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلاً).
7012 -
"كان يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار"(ك) عن أنس (صح) ".
(كان يردف خلفه) من شاء من آله وأصحابه تواضعاً وجبراً لهم وربما أردف خلفه وأركب أمامه فكانوا ثلاثة على دابة وأردف الرجال، وأردف بعض نسائه.
(ويضع طعامه) عند الأكل (على الأرض) يحتمل أنه بلا حائل من طبق ونحوه ويحتمل أنه يراد أنه لا حائل للطبق من الآلات (ويجيب دعوة المملوك) قدمنا أنه ظاهر في ملكه، وقيده الشارح بالمأذون أو العتيق وسمي مملوكاً مجازاً، ونقل عن المصنف أنه قال: المراد بالدعوة النداء بالأذان قال وهو بعيد مناف للقياس أو هذا معدود في سياق تواضعه وليس في إجابة الأذان إذا كان المؤذن عبدا ما يحسن عده من التواضع بل الحر فيه والعبد سواء.
قلت: الذي ألجأ المصنف إلى هذا الذي يكاد أن يكون تحريفا المحاماة على المذهب كما ألجأ الشارح إلى التقييد والقول بأن العبد يملك أقرب دليلاً كما
(1) أخرجه الحاكم (3/ 377)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4548): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4944)، والصحيحة (1238).
بيناه في محله (ويركب الحمار) كل ذلك تواضع وكسر للنفس وليقتدي به العباد. (ك)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه مسلم الملائي (2) عن أنس ومسلم متروك.
7013 -
"كان يركب الحمار عرياً ليس عليه شيء" ابن سعد عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً".
(كان يركب الحمار عرياً) بضم المهملة وسكون الراء فسره بقوله: (ليس عليه شيء) يحول بينه وبين ظهره وفيه دليل على طهارة عرق الحمار، وكان يفعل ذلك تواضعاً، قال ابن القيم (3): كان أكثر مراكبه الخيل والإبل (ابن سعد (4) عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً".
7014 -
"كان يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص، ويلبس الصوف ويقول: "من رغب عن سنتي فليس مني". ابن عساكر عن أبي أيوب (ض) ".
(كان يركب الحمار ويخصف) يخرز وهو بكسر المهملة. (النعل ويرقع القميص) يسد ما فيه من خلل (ويلبس الصوف) رداء وإزاراً أو عمامة (ويقول: "من رغب عن سنتي فليس مني) من أهل طريقتي وفيه ندب خدمة الإنسان نفسه وقد كان ذلك سنة الأنبياء قبله (ابن عساكر (5) عن أبي أيوب) رمز المصنف لضعفه ورواه أبو الشيخ قال العراقي: فيه يحيى بن يعلى الأسلمي ضعفوه.
(1) أخرجه الحاكم (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4945).
(2)
انظر: المغني (2/ 656).
(3)
زاد المعاد (1/ 153).
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 370)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4549).
(5)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 77)، وأبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 358)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4946).
7015 -
"كان يركع قبل الجمعة أربعاً، وبعدها أربعا، لا يفصل في شيء منهن". (هـ) عن ابن عباس (ض) ".
(كان يركع قبل الجمعة أربعاً) ولعل هذه هي الأربع التي كان يتحراها قبل الظهر وتقدم قريباً في: "كان لا يدع
…
". (وبعدها أربعاً) كأنه يفعلها في منزله بعد عوده من الصلاة (لا يفصل) بالتسليم ظاهره ولا القعود (في شيء منهن) وقد أطال ابن القيم البحث في الصلاة بعد الجمعة وقبلها في الهدي (1)، وقال الشارح: إن لفظ "وبعدها أربعا" ليس في رواية ابن ماجة [3/ 361] وإنما هذه الزيادة للطبراني كما قاله ابن حجر وغيره، وقاله الهيثمي: فما كان للمصنف أن ينسب ذلك إلى ابن ماجة (هـ) (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه سكت عليه فأوهم سلامته من العلل وليس كما أوهم، فإن ابن ماجة رواه عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطأة عن عطية العوفي عن ابن عباس، قال الزيلعي: مبشر معدود من الوضاعين وحجاج وعطية ضعيفان، قال النووي في الخلاصة (3): هذا حديث باطل اجتمع هؤلاء الأربعة فيه وهم ضعفاء ومبشر وضاع صاحب أباطيل، وقال الحافظ العراقي ثم ابن حجر قال: سنده ضعيف جداً، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بلفظ: "كان يركع قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعًا لا يفصل بينهن" وفيه الحجاج بن أرطأة وعطية العوفي وكلاهما ضعيف ثم قال الشارح: وقد أساء المصنف التصرف
(1) انظر: زاد المعاد (1/ 411).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1129)، والطبراني في الكبير (12/ 129)(12674)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 195)، والزيلعي في نصب الراية (2/ 206) والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4550): ضعيف جدا، وقال في الضعيفة (5291): منكر.
(3)
ذكره النووي في الخلاصة في الموضعين (1/ 546 رقم 1851): وقال: رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف جداً، وفي كلامه الذي نقله المؤلف هو في (2/ 813 رقم 2872).
حيث عدل إلى هذه الطريق المعلولة واقتصر عليه مع وروده من طريق مقبول وقد رواه الخلعي في فوائده من حديث علي رضي الله عنه، قال الزين العراقي: وإسناده جيد.
7016 -
"كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤسهم"(ن) عن أنس (ح) ".
(كان يزور الأنصار) لا لمرض فإنه يزورهم وغيرهم. (ويسلم على صبيانهم) فيه مشروعية السلام على الصبيان ورد على من منع ذلك ويأتي كان يسلم على الصبيان (ويمسح) على (رؤسهم) إلطافاً بهم وشفقة وإكراما والمراد أنه كان يعتني بهم أكثر من غيرهم وإلا فهذه معاملته لكل أحد، قال ابن حجر (1): الاستدلال به على مشروعية السلام على الصبيان أولى من استدلال البعض بأنه مر على صبيان فسلم عليهم فإنها واقعة حال قال ابن بطال في التسليم الصبيان تدريب لهم على محاسن الأخلاق وطرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب (ن)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه أيضا الترمذي، قال الشارح: قال جدي في أماليه: هذا حديث صحيح ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه قال: فرمز المصنف لحسنه غير جيد بل الأولى لصحته.
7017 -
"كان يستاك بفضل وضوءه". (ع) عن أنس (ض) ".
(كان يستاك بفضل وضوءه) بفتح الواو قيل: أي يبقي به فمه، وفي مصنف ابن أبي شيبة عن جرير:"كان يستاك ويأمر أن يتوضأ بفضل سواكه"(3) وعن
(1) فتح الباري (11/ 33).
(2)
أخرجه النسائي (5/ 92)، وابن حبان (2/ 205)(459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4947)، والصحيحة (2112).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1817).
إبراهيم: "كان لا يرى بأسا بالوضوء من فضل السواك"(ع)(1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه أيضاً الدارقطني قال ابن حجر: فيه يوسف بن خالد السمتي متروك (2) وروى من طريق آخر عن الأعمش وهو منقطع.
7018 -
"كان يستاك عرضا، ويشرب مصا، ويتنفس ثلاثاً، ويقول: "هو أهنأ وأمرأ وأبرأ"". البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن بهز (هق) عن ربيعة بن أكثم".
(كان يستاك عرضاً) في عرض أسنانه ظاهراً وباطناً زاد أبو نعيم: "ولا يستاك طولاً" وعورض بأنه قد ورد استياكه طولاً وجمع بينهما بأنه في اللسان والحلق طولا وفيما عداهما عرضًا، قلت: كانه يريد بالحلق منتهى الفم. (ويشرب مصاً) من غير عب (ويتنفس) حال الشرب خارج الإناء. (ثلاثاً، ويقول: "هو) أي الشرب بالمص والتنفس وخصه الشارح بالأخير ولا وجه له بل هو ظاهر في الكل. (أهنأ وأمرأ) بالهمز من مرئ الطعام إذا لم يثقل عن المعدة وانحدر عنها بلذة ونفع. (وأبرأ) أي يقوي الهضم ويسلم حرارة المعدة من أن يهجم عليها البارد دفعة واحدة.
البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب) كلهم (عن بهز) بفتح الموحدة وسكون الهاء والزاي آخره، ذكره البغوي في الصحابة قال البغوي: لا أعلم روي بهز إلا هذا وهو منكر، (هق)(3) عن ربيعة) بن أكثم بالثاء
(1) أخرجه أبو يعلى (4020)، والدارقطني (1/ 40)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 70)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4551)، والضعيفة (4268): ضعيف جداً.
(2)
انظر: المغني (2/ 762).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 47)(1242)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 105)، وابن السني في الطب (ق 11/ ب) وأبو نعيم في الطب (رقم 741)، وابن حبان في المجروحين (1/ 208)، وابن عبد البر في التمهيد (1/ 395) عن بهز بن حكيم، وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 40)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 229) عن ربيعة بن أكثم، وانظر كشف الخفا (1/ 134)، =
المثلثة وهو أيضًا من طريق بهز فإنه رواه علي بن ربيعة القرشي عن بهز عن ابن المسيب عن ربيعة بن أكثم، قال في الإصابة: إسناده إلى ابن المسيب ضعيف، وقال ابن السكن: لم يثبت حديثه، قال السخاوي (1): سنده ضعيف جدا بل قال ابن عبد البر ربيعة قتل بخيبر فلم يدركه سعيد، قال في التمهيد: لا يصحان من جهة الإسناد وقال الحافظ العراقي: الكل ضعيف ..
7019 -
"كان يستحب أن يفطر إذا أفطر على لبن". (قط) عن أنس (ح) ".
(كان يستحب أن يفطر إذا أفطر) من صومه أن يفطر: (على لبن) كأن المراد إذا فقد التمر والرطب والماء أو أنه [3/ 362] كان يفعل هذا مرة وهذا مرة أو باعتبار ما يحضره من ذلك. (قط)(2) عن أنس رمز المصنف لحسنه.
7020 -
"كان يستجمر بألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة". (م) عن ابن عمر" (صح).
(كان يستجمر) بالجيم والراء من المجمرة أي يتبخر (بألوة) بضم الهمزة وفتحها وتشديد الواو وهي العود الهندي. (غير مطراة) المطراة التي يعمل عليها غيرها من أنواع الطيب (وبكافور يطرحه مع الألوة) ويخلطه بها ثم يتبخر بالجميع. (م)(3) عن ابن عمر).
7021 -
"كان يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك"(د ك) عن عائشة (صح) ".
=والإصابة (1/ 330)(2/ 278)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4552)، والضعيفة (941).
(1)
انظر: المقاصد الحسنة (ص: 107)، وخلاصة الأحكام (1/ 88 رقم 99).
(2)
أخرجه الدارقطني (2/ 170)، والضياء في المختارة (1584)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4553)، والضعيفة (4269).
(3)
أخرجه مسلم (2254).
(كان يستحب الجوامع) لفظ الحاكم: "يعجبه" وهي: (من الدعاء) وهي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو تجمع الثناء على الله وآداب المسألة (ويدع ما سوى ذلك) ولذلك كان يكثر من الدعاء بـ "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" كما سلف لجمعها بين خيري الدنيا والآخرة (د ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال النووي في الأذكار والرياض: إسناده جيد.
7022 -
"كان يستحب أن يسافر يوم الخميس"(طب) عن أم سلمة (ح) ".
(كان يستحب) أي يحب فالسين ليست للطلب بل للتأكيد فهو أبلغ من: يحب. (أن يسافر يوم الخميس) لغزو أو لغيره وتقدم أنه كان يخرج للغزو يوم الخميس قال ابن حجر (2): محبته لذلك لا تقتضي المواظبة عليه، وقد خرج في بعض أسفاره يوم السبت. (طب)(3) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه خالد بن إياس وهو متروك.
7023 -
"كان يستحب أن يكون له فروة مدبوغة يصلي عليها". ابن سعد عن المغيرة".
(كان يستحب أن يكون له فروة مدبوغة) في المصباح: الفروة التي تلبس، وفي القاموس: الفروة لبس معروف ومثلهما في النهاية (4). (يصلي عليها) فيه ندب الصلاة على ذلك وأنه لا ينافي الخشوع وهل يدل ذلك على الندب للأمة قد
(1) أخرجه أبو داود (1482)، والحاكم (1/ 539)، انظر: الأذكار (ص 893)، ورياض الصالحين (1466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4949).
(2)
انظر: فتح الباري (6/ 113).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 260)(543)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 211)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4950).
(4)
انظر النهاية (3/ 442) والقاموس المحيط (ص: 1702).
قدمنا كلاما في "يحب" والظاهر أن هذا وفى ما قبله يدل على ذلك. (ابن سعد (1) عن المغيرة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه يونس بن الحارث الطائفي قال في الميزان: له مناكير هذا منها.
7024 -
"كان يستحب الصلاة في الحيطان". (ت) عن معاذ".
(كان يستحب الصلاة في الحيطان) قال أبو داود: بمعنى البساتين وفي النهاية (2): الحائط البستان من النخل إذا كان عليها حائط وهو الجدار قال الحافظ العراقي: استحبابه الصلاة فيها إما لقصد الخلوة فيها أو لحلول البركة في ثمارها ببركة صلاته فإنه يجلب الرزق بشهادة: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ
…
} [طه: 132] أو إكراماً للمزور بالصلاة في مكانه أو لأن ذلك يحبه كل منزل نزله سفراً وحضراً.
قلت: ليس الكلام في صلاته إذا زار قوماً في حوائطهم ولا في تحية المنزل فإنها عامة للحائط وغيره والأظهر أنه لما يجد القلب من الروح والانبساط عند الخضرة وجري الماء إن كان فينضاف إلى روح الصلاة كما قال: "أرحنا بالصلاة يا بلال"(3) فيكمل الإقبال على الذكر والخشوع وهذا أمر وجداني يجده الإنسان من نفسه، ثم قال الحافظ: إن الظاهر أن المراد بالصلاة التي يستحبها فيها هي النفل لا الفرض بدليل الأخبار الواردة في فضل فعله في المسجد والحث عليها ويحتمل أن المراد للصلاة إذا حضرت ولو فرضاً. (ت)(4) عن
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 467)، والطبراني في الكبير (20/ 416)(999)، وانظر الميزان (7/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4555).
(2)
انظر النهاية (1/ 462).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 364)، وأبو داود (4985).
(4)
أخرجه الترمذي (334)، وابن عدي في الكامل (2/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4554)، والضعيفة (4270).
معاذ) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن جعفر وقد ضعفه يحيى وغيره، قال الزين العراقي: وإنما ضعف من جهة حفظه دون أنه اتهم بالكذب وقال الفلاس: صدوق منكر الحديث وكان يحيى لا يحدث عنه، وقال ابن حبان: كان من المعتقدين المجابين الدعوة لكن ممن غفل عن صناعة الحديث فلا يحتج به، وقال البخاري (1) منكر الحديث وضعفه أحمد.
7025 -
"كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا"، وفي لفظ:"يستسقى له الماء العذب من بئر السقيا". (حم د ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يستعذب له الماء) أى يطلب له الماء العذب؛ لأن غالب مياه المدينة الملوحة. (من بيوت السقيا) بضم المهملة وسكون القاف فمثناة تحتية مقصورة بينها وبين المدينة يومان وقيل قرية جامعة بين مكة والمدينة.
(وفي لفظ: "يستسقى له الماء العذب من بئر السقيا") لأن الشراب كلما كان أحلى وأبرد كان أنفع للبدن وينعش الروح والقوى والكبد وهذه البئر انبطها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخرجه الطبراني وابن منده عن شريح بن سدرة بن علي السلمي عن أبيه عن جده: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا القاح القاف والمهملة موضع قرب المدينة في صدر الوادي فبحث بيده في البطحاء فنديت ففحص بيده فانبعثت المياه [3/ 363] فسقى وسقي كل من كان معه فقال: "هذه سقيا سقاكم الله فسميت. (حم د ك)(2) عن عائشة رمز المصنف لصحته، قال الحاكم على شرط [مسلم](3) وأقره الذهبي وختم به أبو داود كتاب الأشربة
(1) انظر الميزان (2/ 228)، والمغني (1/ 157).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 100)، وأبو داود (3735)، والحاكم 4/ 154، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4951).
(3)
بياض بالأصل وفي المطبوع من الحاكم "على شرط مسلم".
ساكتاً عليه.
7026 -
"كان يستعط بالسمسم، ويغسل رأسه بالسدر". ابن سعد عن أبي جعفر مرسلا".
(كان يستعط) في القاموس (1) سعطه الدواء كمنعه ونصره وأسعطه إياه وأخذه وأدخله في أنفه فاستعط والسعوط كصبور ذلك الدواء (بالسمسم) أي يدهنه (ويغسل رأسه بالسدر) بكسر فسكون: ورق شجر النبق المطحون -قيده به الشارح ولا وجه له إلا أن يكون حكاية للواقع لا أنه من مسمى السدرة- وفيه شرعية الأمرين لقوة الدماغ ونظافة الشعر (ابن سعد (2) عن أبي جعفر مرسلاً).
7027 -
"كان يستغفر للصف المقدم ثلاثاً، وللثاني مرة"(حم هـ ك) عن عرباض (صح) ".
(كان يستغفر) الله (للصف المقدم ثلاثاً) يطلب له الغفران ثلاث مرات. (وللثاني) كأن المراد ما بعد الأول مطلقا ويحتمل الثاني حقيقة (مرة) ولا يستغفر لغيرهما تأديبا على التقصير بالتأخر والأول أوضح (حم هـ ك)(3) عن عرباض) رمز المصنف لصحته قال الحاكم صحيح على الوجوه كلها ولم يخرجا للعرباض.
7028 -
"كان يستفتح دعاءه بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب"(حم ك) عن سلمة بن الأكوع (صح) ".
(كان يستفتح دعاءه) يبتدأه ويجعل فاتحته: (ب سبحان ربي الأعلى) اسم تفضيل (العلي) صفة مشبهة (الوهاب) قال القاضي: كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستفتح
(1) انظر القاموس: (2/ 364).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4556).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 126)، وابن ماجة (996)، والحاكم (1/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4952).
دعاؤه بالثناء على الله إذا أراد أن يدعوا فأشار بذلك إلى أن من شرط السائل أن يتقرب إلى المسئول منه قبل طلب الحاجة بما يوجب الزلفى لديه ويتوسل بشفيع له بين يديه ليكون أطمع في الإسعاف وأحق بالإجابة فمن عرض السؤال قبل الوسيلة فقد استعجل (حم ك)(1) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عمر بن راشد ضعيف قال الشارح: إن لفظ سلمة: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى" فغيره المصنف إلى ما نرى وفي مجمع الزوائد لفظه عن سلمة بن الأكوع الأسلمى قال: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب" رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن راشد اليمامي وثقه غير واحد وبقية رجال أحمد ثقات رجال الصحيح انتهى.
7029 -
"كان يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين"(ش طب) عن أمية بن عبد الله (ح) ".
(كان يستفتح ويستنصر) يطلب الفتح والنصر على العدو من ربه تبارك وتعالى. (بصعاليك المسلمين) الصعلوك من لا مال له ولا أعمال والمراد بدعائهم لأن قلوبهم منكسرة وظهورهم عن تكاليف الأموال والجاه خفيفة (ش طب)(2) عن أمية بن عبد الله) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: رواته رواة الصحيح وهو مرسل انتهى وفي تاريخ ابن عساكر أن أمية هذا تابعي ثقة ولّاه
(1) أخرجه أحمد، والحاكم (1/ 676)، والطبراني في الكبير (7/ 20)(6253)، وعبد بن حميد (387)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4557)، والضعيفة (4271).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (4133)، والطبراني في الكبير (1/ 292)(857)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 68)، والضياء في المختارة (1508)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 49)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 107)، وقال الحافظ في الإصابة (1/ 133): ليست له صحبة ولا رواية، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4558).
عبد الملك خراسان قال الذهبي في مختصره: والحديث مرسل، وقال ابن حبان: أمية هذا يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم وفي الاستيعاب لا يصح عندي صحبته.
7030 -
"كان يستمطر في أول مطرة ينزع ثيابه كلها إلا الإزار". (حل) عن أنس".
(كان يستمطر في أول مطرة) أول ما تمطر في السنة ويحتمل أنه بسكون العين وتاء التأنيث للوحدة ويحتمل أنه بتحريكها وهاء الضمير ويعود إلى السحاب وإن لم يذكر القرينة أو إلى السماء أي يطلب أن يصيب المطر بدنه كما أفاده: (ينزع ثيابه) فيصيب المطر جسده الشريف (إلا الإزار) الساتر للسرة وما تحتها. (حل)(1) عن أنس).
7031 -
"كان يسجد على مسح". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان يسجد) في صلاته (على مسح) بكسر الميم وسكون المهملة وهو شيء ينسج من شعر. (طب)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
7032 -
"كان يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه". (حم) عن عائشة (صح) ".
(كان يسلت) يمسح. (المني من ثوبه) إن رآه فيه. (بعرق الإذخر) إذا كان رطبا بدليل ما يأتي، أصل السلت (3): القطع والقشر وسلت القصعة لحتها ومسحه كراهة لبقاء لونه ويخصص الإذخر لطيب رائحته فيزيل زهمه. (ثم
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 377)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4559)، والضعيفة (4272).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 295)(11785)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4560)، والضعيفة (4273).
(3)
الفائق (2/ 193).
يصلي فيه) في ثوبه. (ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه) استدل به على طهارة المني أو على أن إزالته بالمسح والحت يكفي لتطهيره وقد أبنا الحق في المسألة في حواشي شرح العمدة. (حم)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7033 -
"كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا". (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً) وهي [3/ 364] تطلق عند العرب على الذكر والأنثى فكأنه صلى الله عليه وسلم خصص أحد النوعين بالاسم وغلب هذا في العرف الآخر حتى لا يطلق الفرس إلا على الأنثى. (د ك)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
7034 -
"كان يسمى التمر واللبن: الأطيبان". (ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يسمى التمر واللبن: الأطيبان) كذا في النسخ وكان الوجه الأطيبين مفعول ثان ليسمي قيل فهو على الحكاية كأن المراد كان يسميهما قائلاً هما الأطيبان وظاهر عبارة الشارح ونسخته أنهما الأطيبين على الوجه لكن لم يرد ذلك في النسخ بل لفظها الأطيبان. (ك)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ورده الذهبي بأن فيه طلحة بن زيد بن هشام عن أبيه عن عائشة وطلحة ضعيف.
7035 -
"كان يشتد عليه أن يوجد منه ريح". (د) عن عائشة (ح) ".
(كان يشتد عليه أن يوجد منه الريح) ريح النكهة التي تتغير لا ريح الدبر؛ لأنه نتن في حديث البخاري: أنه شرب عسلاً عند زينب ومكث عندها فتواطئت
(1) أخرجه أحمد (6/ 243)، ابن خزيمة (294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4953).
(2)
أخرجه أبو داود (2546)، والحاكم (2/ 157)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4954)، والصحيحة (2131).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 119)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4561): موضوع.
عائشة وحفصة، فقالتا: إنا نجد منك ريح مغافير، فقال: لا ولكني شربت عسلاً عند زينب فلن أعود أبدا فلا تخبرن أحداً وكان يشتد عليه أن توجد منه ريح ففيه أنه ينبغي لمن أحب التخلق بأخلاقه تنظيف فمه وغيره عن الريح الكريهة. (د)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وهو في الصحيحين بالقصة.
7036 -
"كان يشد صلبه بالحجر من الغرث". ابن سعد عن أبي هريرة (ض) ".
(كان يشد صلبه) يقويه. (بالحجر) يربطه على بطنه. (من الغرث) بمعجمة فراء مفتوحات فمثلثة: الجوع، وذلك زهدا منه في الدنيا ولذاتها وإيثارا للخلو منها على الامتلاء. (ابن سعد (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
7037 -
"كان يشرب الماء أو اللبن ثلاثة أنفاس: يسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره". ابن السني عن نوفل بن معاوية (ض) ".
(كان يشرب الماء أو اللبن ثلاثة أنفاس: يسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره) وفي حديث أبي هريرة حسنه ابن حجر: "كان يشرب ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله، فإذا أخّره حمد الله يفعل ذلك ثلاثاً" فهو يبين حديث الكتاب قال ابن القيم (3): للتسمية في الأول والحمد في الآخر تأثير عجيب في نفع الطعام والشراب ودفع مضرته، قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل إذا سمى الله في أوله وحمد الله في آخره وكثرت عليه الأيدي وكان من حل، وأما حديث:"إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد"(4) فهو محمول على ترك
(1) أخرجه البخاري (6972)، ومسلم (1474)، وأبو داود (3714).
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 400)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4562)، وحسنه في الصحيحة (1615).
(3)
زاد المعاد (4/ 210).
(4)
أخرجه الحاكم (4/ 155).
التنفس في الإناء كذا قال زين الدين. (ابن السني (1) عن نوفل بن معاوية) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ "كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله فإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاث مرات، قال الهيثمي: فيه عتيق بن يعقوب لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
7038 -
"كان يشير في الصلاة". (حم د) عن أنس (صح) " (2).
(كان يشير) يومئ بيده أو رأسه يأمر وينهى ويرد السلام. (في الصلاة) وذلك فعل قليل لا يضر ذكره ابن الأثير (3) ويحتمل أن المراد الإشارة بأصبعه عند الدعاء كما في حديث ابن الزبير عند أبي داود "كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها ولا يجاوز بصره إشارته" قال النووي (4): سنده صحيح. (حم د)(5) عن أنس رمز المصنف لصحته.
7039 -
"كان يصافح النساء من تحت الثوب". (طب) عن معقل بن يسار (ض) ".
(كان يصافح النساء) قال الشارح: أي في بيعة الرضوان كما هو مصرح به هكذا في الخبر عند الطبراني ولا أدري لم حذفه المصنف (من تحت الثوب) قيل: إنه مخصوص به لعصمته فلا يجوز لغيره وتقدم: "كان لا يصافح النساء" فهذا خاص
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (474)، والطبراني في الكبير (1/ 205)(10475) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (/ 130) صححه الألباني في صحيح الجامع (4956)، والصحيحة (1277).
(2)
هذا الحديث ساقط من الأصل.
(3)
النهاية (2/ 1265).
(4)
خلاصة الأحكام (1701) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(5)
أخرجه أحمد (3/ 138)، وأبو داود (943)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4957)، والصحيحة (3181).
ببيعة الرضوان إن صح (طب)(1) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه.
7040 -
"كان يصغي للهرة الإناء فتشرب، ثم يتوضأ بفضلها". (طس حل) عن عائشة (ض) ".
(كان يصغي) يميل (للهرة الإناء فيه الماء فتشرب، ثم يتوضأ بفضلها) لطهارتها وفيه أنه لا كراهة للوضوء من فضل الهرة. (طس حل)(2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه على أبي نعيم؛ لأنه قال ابن حجر وجماعة: إنه ضعيف وأما رواية الطبراني فقال الهيثمي: رجاله موثقون.
7041 -
"كان يصلي في نعليه". (حم ق ت) عن أنس (صح) ".
(كان يصلي) إذا أطلق فالمراد الفرض. (في نعليه) أي عليهما أو والأرجل في نعليه، قال ابن تيمية (3): فيه أن الصلاة فيهما سنة وكذا كل ملبوس للرجل فصلاة الفرض والنفل والجنازة فيهما سنة حضراً أو سفراً وسواء كان يمشي في الأزقة أو لا فإن المصطفى [1/ 365]صلى الله عليه وسلم وصحبه كانوا يمشون في طرق المدينة ويصلون فيهما بل كانوا يخرجون بها إلى الخشوش حيث يقضون الحاجة وقال ابن بطال: هذا محمول على ما إذا لم يكن فيهما نجاسة.
قلت: قد ثبت الأمر بتفقدها عند باب المسجد ليزال نجاستها ثم قال: وهي من الرخص، قال ابن دقيق العيد (4): والحديث دليل على جواز الصلاة في النعال ولا ينبغي أن يؤخذ منه الاستحباب لأن ذلك لا يدخل في المعنى المطلوب من
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2855)، وفي الكبير (20/ 201)(454)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4563).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7949)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 308)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4958).
(3)
اقتضاء الصراط (1/ 84).
(4)
انظر شرح مسلم للنووي (5/ 42)، وإحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 161)، وفيض القدير (4/ 67).
الصلاة وهو وإن كان من ملابس الزينة لكن ملابسة الأرض التي تكثر فيها النجاسات مما يقصر به عن هذه الرتبة وإذا تعارضت مراعاة التحسين ومراعاة إزالة النجاسة قدمت الثانية لأنها من باب دفع المفاسد والأخرى من جلب المصالح إلا أن يرد دليل بإلحاقه بما يتحمل به فيرجع إليه، هذا خلاصة ما قاله. (حم ق ت)(1) عن أنس).
7042 -
"كان يصلي الضحى ست ركعات". (ت) في الشمائل عن أنس (صح) ".
(كان يصلي الضحى ست ركعات) قال ابن حجر (2): لا تعارض بينه وبين خبر عائشة: "ما صلى الضحى قط"(3) وقولها: "ما كان يصليها إلا أن يجيء من مغيبة"(4) إذ يحمل الإنكار على المشاهدة والإثبات على المشاهدة أو يحمل الإنكار على صنف مخصوص كثمان ركعات على الصحيح والإثبات على أربع أو ست أو وقت دون وقت. (ت)(5) في الشمائل عن أنس رمز المصنف لصحته.
7043 -
"كان يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله"(حم م) عن عائشة (صح) ".
(كان يصلي الضحى أربعاً، ثم يزيد ما شاء الله) إلى اثنتى عشرة ركعة ولا يجاوزها وقد جاءت في عددها أربع وست وثماني وقد تمسك البعض بأنها لا تنحصر في عدد مخصوص (حم م)(6) عن عائشة.
(1) أخرجه أحمد (3/ 100)، والبخاري (386، 5850)، ومسلم (555)، والترمذي (400).
(2)
فتح الباري (3/ 54).
(3)
أخرجه البخاري (1076)، ومسلم (718).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 171).
(5)
أخرجه الترمذي في الشمائل (275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4960).
(6)
أخرجه أحمد (6/ 168)، ومسلم (719).
7044 -
"كان يصلي على الخمرة"(خ د ن هـ) عن ميمونة (صح) ".
(كان يصلي على الخمرة) بالخاء المعجمة فالراء شيء منسوج يعمل من سعف النخل ويرمل بالخيوط وهي صغيرة على قدر ما يسجد عليه المصلي وهي قدر ما يوضع عليه الكفان والوجه وفيه أنه لا بأس بالسجادة صغرت أو كبرت ولا خلاف فيه، إن قيل قد أخرج ابن أبي شيبة أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض (1).
قلت: حمل على كراهة التنزيه، قال زين الدين العراقي: قد صلى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الخمرة والحصير والبساط والفروة المدبوغة.
(خ (2) د ن هـ) (3) عن ميمونة).
7045 -
"كان يصلي على راحلته حيثما توجهت به، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة". (حم ق) عن جابر (صح) ".
(كان يصلي) في السفر كما في لفظ البخاري والمراد النفل. (على راحلته) هي اسم يقع على الذكر والأنثى وأنها للذكر للمبالغة (حيثما توجهت به) من جهة القبلة أو غيرها فإنه يعفى عن الاستقبال في النفل على الراحلة (فإذا أراد أن يصلي المكتوبة) التي كتب الله وجوبها على عباده (نزل فاستقبل القبلة) ففيه أنها لا تصح الصلاة المفروضة على الراحلة وإن أمكن القيام واستقبال القبلة وقالت الشافعية: إذا كانت واقفة مقيدة صح أداء الفرض عليها (حم ق)(4) عن جابر)
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (4058).
(2)
في الأصل (حم).
(3)
أخرجه البخاري (382)، وأبو داود (656)، والنسائي في الكبرى (1/ 268)، وابن ماجة (1028) وورد في الأصل "حم" بدل "خ ".
(4)
أخرجه أحمد (3/ 330)، والبخاري (400، 1094، 1099، 4140)، ومسلم (700)، وأبو داود (1227) عن جابر، وأبو داود (1224) عن ابن عمر.
ورواه أبو داود والنسائي عن ابن عمر.
7046 -
"كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته". مالك (ق د ن) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يصلي قبل الظهر ركعتين) نافلة (وبعدها ركعتين) كذلك وهي من النوافل الراتبة فلا تعارض أحاديث أنه كان يصلي أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها وأربعاً قبل العصر (وركعتين بعد المغرب في بيته) هي راتبة المغرب ويسن فعلها في البيت تقدم فيها الكلام وهذا بناء على أن "في بيته" متعلق بالأخير قيل إنه يعود إلى الكل (وبعد العشاء ركعتين) ظاهره أنه يصليها في المسجد (وكان لا يصلي بعد الجمعة) نافلة (حتى ينصرف) عن المسجد. (فيصلي ركعتين في بيته) ظاهره أنه متعلق بالأخير، قال العراقي: لعل قولها "في بيته" متعلق بجميع المذكورات فقد ذكر أن التقييد بالظرف يعود للمعطوف عليه أيضاً.
قلت: فعلى هذا كل هذه الرواتب يفعل في بيته فإن الظرف الأول قيد نافلة الظهر قبلا وبعدا ونافلة بعد المغرب والظرف الأخير قيد نافلة العشاء والجمعة والأظهر أن الأول قيد لنافلة المغرب لقرينة أنه كان لا يفعلها إلا في منزله حتى قيل: لا تصح إلا في المنزل والظرف الآخر قيد لنافلة الجمعة لأنه الأقرب ولأنه قد طال الفصل [3/ 366] بين نافلة العشاء وبينه (مالك (ق د ن)(1) عن ابن عمر).
7047 -
"كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر". (ق د) عن عائشة (صح) ".
(كان يصلي من الليل) قيل من ابتدائه أي ابتداء صلاته في الليل، ويحتمل
(1) أخرجه مالك (398)، والبخاري (937)، ومسلم (882)، وأبو داود (1252)، والنسائي (2/ 119).
الظرفية أي في بعض الليل (ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر) أحد عشر (وركعتا الفجر) فهذا مجموع الثلاث عشرة وهذا أحد أعداد وتره وقد ذكرت له أعداد أخر وهذا أكثر الأعداد في الوتر، ووقته ما بين العشاء والفجر (ق د)(1) عن عائشة ورواه عنها النسائي في الصلاة.
7048 -
"كان يصلي قبل العصر ركعتين". (د) عن علي (صح) ".
(كان يصلي قبل العصر ركعتين) هي نافلة العصر ووردت أربع ركعات والكل سنة ينبغي المحافظة عليها (د)(2) عن علي) رمز المصنف لصحته وفيه عاصم بن ضمرة قال المنذري: وثقه ابن معين وضعفه غيره وقال النووي: إسناد الحديث صحيح.
7049 -
"كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك"(حم ن هـ ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يصلي بالليل) المراد بعد قيامه من النوم (ركعتين ركعتين) المراد أربع يفصل بينها بالتسليم (ثم ينصرف) عن مصلاه (فيستاك) قال العراقي: مقتضاه: لو صلى صلوات ذات تسليمات كالضحى والتراويح يستحب أن تستاك لكل ركعتين وبه صرح النووي، قال أبو شامة: كان يتسوك لكل ركعتين.
قلت: ظاهر هذا الحديث أنه يستاك بعد الأربع التي يركعها، نعم أخرج أبو نعيم بسند جيد من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان يستاك بين كل ركعتين من صلاة الليل" (3).
(1) أخرجه البخاري (1140)، ومسلم (738)، وأبو داود (1360)، والنسائي (1/ 166) وفي الكبرى (394).
(2)
أخرجه أبو داود (1272)، خلاصة الأحكام (1821)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4568).
(3)
انظر فيض القدير (5/ 224).
قلت: المراد إن صلاها ثنائية وإلا فقد يسرد صلاته أكثر من ذلك، أخرج الطبراني في الكبير عن أبي أيوب قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك من الليل مراراً"(1)، وأخرج فيه أيضا عن ابن عمر:"ربما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستاك من الليل أربع مرات" وفي سندها ضعف (2) وفيه ندب السواك لمن أراد الصلاة وإن لم يحدث وضوءاً (حم ن هـ ك)(3) عن ابن عباس رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرطهما وقال ابن حجر: إسناده صحيح.
7050 -
"كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة". (حم د ك) عن المغيرة (صح) ".
(كان يصلي على الحصير) فرضا ونفلاً وهو ما ينسج من ورق النخل إلا إنه عورض بما أخرجه أبو يعلى وابن أبي شيبة وغيرهما من رواية شريح أنه سأل عائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير والله سبحانه تعالى يقول: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8]، قالت:"لم يكن يصلى عليه"(4) ورجاله كما قال العراقي ثقات، وأجيب بأن نفيها متوجه إلى المداومة أو إلى علمها ومن علم صلاته على الحصير مقدم على النافي وبأن حديثها وأن رجاله ثقات ففيه شذوذ ونكارة فإن القول بأن المراد في الآية الحصير التي تفرش مرجوح مهجور والجمهور على أنه من الحصر أي ممنوعون عن الخروج منها أفاده الزين العراقي قال ابن جحر: وفيه ندب الصلاة على الحصير ونحوها مما يقي بدن المصلي عن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 178)(4066).
(2)
قال ابن الملقن في البدر المنير (1/ 712) بعد أن عزاه للطبراني في المعجم الكبير وفي إسنادها موسى بن مطير قال غير واحد: متروك.
(3)
أخرجه أحمد (1/ 218)، والنسائي (1/ 163)، وابن ماجة (288)، والحاكم (1/ 244)، وانظر فتح الباري (2/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4961).
(4)
أخرجه أبو يعلى (4448)، وانظر: فتح الباري لابن رجب (3/ 126)، وشرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 331).
الأرض وقد حكاه الترمذي عن أكثر أهل العلم (والفروة المدبوغة) تقدم قريباً ذلك (حم د ك)(1) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في المهذب بعد عزوه لأبي داود قال: فيه يونس بن الحارث ضعيف، وقال العراقي: أخرجه أبو داود من رواية بن عون عن أبيه عن المغيرة وابن عون اسمه محمد بن عبد الله الثقفي ثقة وأبوه لم يرو عنه فيما علمت غير ابنه عون، قال فيه أبو حاتم: مجهول وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المقاطيع وهذا يدل على انقطاع بينه وبين المغيرة.
7051 -
"كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال". (د) عن عائشة (صح) ".
(كان يصلي بعد العصر وينهى عنها) ركعتين كما تبت في الأحاديث وهما ركعتاه بعد الظهر فاتتاه فقضاهما بعد العصر وكان إذا عمل عملا أثبته فهما خاصتان به. (ويواصل) في الصوم وقد صرح لأصحابه بالعلة وأنه ليس كأحدهم إنه يبيت يطعمه ربه ثم يسقيه فهو من خصائصه وهل النهي عن الوصال للتحريم أو للتنزيه فيه كلام تضمنته حاشيتنا على ضوء النهار [3/ 367](د)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن ذكوان مولى عائشة، قال ابن حجر: ينظر في عنعنة محمد بن إسحاق.
7052 -
"كان يصلي على بساط". (هـ) عن ابن عباس (ح) ".
(1) أخرجه أحمد (4/ 254)، وأبو داود (659)، والحاكم (1/ 389)، وانظر علل الدارقطني (7/ 134)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 300)، وقال النووي في خلاصة الأحكام (942): في إسناده مجهول، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4565).
(2)
أخرجه أبو داود (1280). وانظر التلخيص الحبير (1/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4564).
(كان يصلي على بساط) أي حصير كما قاله العراقي في شرح أبي داود وسبقه إليه أبوه في شرح الترمذي حيث قال في سنن أبي داود ما يدل على أن المراد بالبساط الحصير، قال ابن القيم (1): كان يسجد على الأرض كثيرا وعلى الماء والطين وعلى الخمرة المتخذة من خوص النخل وعلى الحصير المتخذ منه وعلى الفروة المدبوغة كذا في الهدي ولا ينافيه إنكاره في إغاثة اللهفان ملازمة السجادة وقوله لم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سجادة قط ولا كانت السجادة تفرش بين يديه فمراده السجادة من صوف على الوجه المعروف والاعتياد لذلك فإنه كان يصلي على ما اتفق (هـ)(2) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال مغلطاي في شرح ابن ماجة فيه زمعة ضعفه كثيرون ومنهم من قال متماسك ورواه الحاكم من حديث زمعة أيضا عن سلمة بن همام عن عكرمة عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بساط" قال الحاكم: صحيح احتج مسلم بزمعة فتعقبه الذهبي فقال قلت: قرنه بآخر وسلمة ضعفه أبو داود.
7053 -
"كان يصلي قبل الظهر أربعاً إذا زالت الشمس لا يفصل بينهن بتسليم، ويقول: أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس"(هـ) عن أبي أيوب (ح) ".
(كان يصلي قبل الظهر أربعاً) هي سنة الظهر القبلية كما قاله البيضاوي. (إذا زالت الشمس لا يفصل بينهن بتسليم) كما سلف ويحتمل ولا قعود لتشهد أوسط ويحتمل خلافه واستدل به الحنفية على أنها تصلى بتسليمه وردوا به على الشافعية القائلين تصلى بتسليمتين. (ويقول: أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس) زاد الترمذي في الشمائل فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" زاد
(1) زاد المعاد (1/ 215).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1030)، والحاكم (1/ 390)، وأحمد (1/ 273)، وانظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 330)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4964).
البزار في روايته "وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه" وهى صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وقد أخذ منه أن للجمعة سنة قبلها ورد بأن هذه سنة الزوال ورده العراقي بأنه قد حصل في الجملة استحباب أربع بعد الزوال كل يوم سوى الجمعة وغيرها وهو المراد (هـ)(1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أحمد والنسائي والترمذي وقال ابن حجر: في إسنادهم جميعا عبيدة بن معيقيب وهو ضعيف وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه وضعفه.
7054 -
"كان يصلي بين المغرب والعشاء". (طب) عن عبيد مولاه (ح) ".
(كان يصلي بين المغرب والعشاء) لم يذكر هنا عدد ما يصليه وتأتي أحاديث في ذكر ذلك منها: "من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة" ويأتي غيره (طب)(2) عن عبيد مولاه مولى النبي صلى الله عليه وسلم رمز المصنف لحسنه وقد قال الذهبي عن ابن عبد البر رواه عن عبيد سليمان التيمي وسقط بينهما رجل وقال الهيثمي: رواه الطبراني وأحمد من طرق مدارها كلها على رجل لم يسم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
7055 -
"كان يصلي والحسن والحسين يلعبان ويقعدان على ظهره". (حل) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان يصلي والحسن والحسين يلعبان عنده ويقعدان على ظهره) من كمال
(1) أخرجه ابن ماجة (1157)، وأحمد (5/ 419) عن أبي أيوب، والنسائي (1/ 146) عن علي، والترمذي (478) عن أنس، والبزار (675)، وانظر نصب الراية (2/ 42)، والدراية (1/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4967).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 58)(103)، وأحمد (5/ 431)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 221، 230)، وانظر التمهيد (9/ 263)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4957)، والصحيحة (3181).
لطفه وشفقته وبره ولا ينافي في ذلك خشوع قلبه وإقباله على ربه وفيه أنها لا تبطل الصلاة بمثل ذلك وفيه أن ثياب الأطفال محمولة على الطهارة ما لم تظهر عين النجاسة. (حل)(1) عن ابن مسعود قال الشارح رمز المصنف لحسنه ولم أره في ما قوبل على خطه.
7056 -
"كان يصلي على الرجل يراه يخدم أصحابه" هناد عن علي بن أبي رباح مرسلا".
(كان يصلي على الرجل) صلاة الجنازة ويحتمل أن المراد الدعاء وهو أقرب. (يخدم أصحابه) فيكافئه بالدعاء له على ذلك. (هناد (2) عن علي) بصيغة التصغير بضبط المصنف وغيره يقال: إنه قيل لأبيه لما ولد وسماه عليا أن بني أمية يقتلون من اسمه علي فقال هو علي بن رباح قال في التقريب (3) علي ثقة مشهور مرسلاً.
7057 -
"كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر به". (حم) عن علي (ح) ".
(كان يصوم يوم عاشوراء) هو عاشر المحرم وقيل يوم تاسع يوم مبارك فيه أظهر [3/ 368] الله كليمه موسى على عدوه فرعون، وفيه استوت السفينة على الجودي وفيه أخرج يوسف من السجن (ويأمر به) أمر إيجاب قبل فرض رمضان ثم صار بعده مندوباً (حم) (4) عن علي رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير.
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4569)، وصححه في الصحيحة (4002).
(2)
أخرجه هناد في الزهد (788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4566).
(3)
انظر التقريب (1/ 401).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4571).
7058 -
"كان يصوم يوم الإثنين والخميس". (هـ) عن أبي هرير" (ح).
(كان يصوم الإثنين والخميس) لما سلف من أنهما يومان تعرض فيهما الأعمال قال الغزالي: من صامهما مضافا لرمضان فقد صام ثلث الدهر؛ لأنه صام من السنة أربعة أشهر وأربعة أيام وهو زيادة على الثلث فلا ينبغي للإنسان أن ينقص من هذا العدد فإنه خفيف على النفس كثير الأجر (هـ)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه الأربعة إلا أبا داود واللفظ لفظ النسائي وقال الترمذي: حسن غريب.
7059 -
"كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام، وقلما كان يفطر يوم الجمعة". (ت) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان يصوم من غرة كل شهر) بضم المعجمة وتشديد الراء (ثلاثة أيام) قال العراقي: يحتمل أنه يريد بالغرة أوله ويحتمل أن يريد الأيام الغراء البيض وقال القاضي: غرر الشهر أوائله قال: ولا منافاة بين هذا الخبر وخبر عائشة أنه لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم لأن هذا الراوي حدث بغالب ما اطلع عليه من أحواله فحدث بما عرف وعائشة حدثت بما عرفت من أحواله. (وقلما كان يفطر يوم الجمعة) مع صومه لما قبله أو بعده فلا يعارضه حديث النهي عن إفراده بالصوم لحديث: "لا تصوموا يوم الجمعة مفرداً" وغيره يأتي أو أن جواز إفراده من خصائصه كالوصال وأما قول القاضي إنه يحتمل أن المراد كان يمسك قبل الصلاة ولا يتغدى إلا بعد أداء الجمعة فبعيد جداً (ت)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحافظ
(1) أخرجه ابن ماجة (1740)، والترمذي (747)، والنسائي (4/ 202، 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4970).
(2)
أخرجه الترمذي (742)، وأبو داود (2450)، وابن حبان 8/ 403 (3641)، وانظر علل الدارقطني (5/ 59)، والتلخيص الحبير (2/ 215)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4972).
العراقي: قد صححه أبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وابن حزم وضعفه ابن الجوزي واعترضوه وفي رفعه اختلاف.
7060 -
"كان يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر، والخميس والإثنين من الجمعة الأخرى"(حم د ن) عن حفصة (ح) ".
(كان يصوم تسع ذي الحجة) ظاهره ويوم عرفة وقد كان يصومه في غير عرفة. (ويوم عاشوراء) وقال: "إن عشت إلى قابل لأصومن التاسع" ولم يعش إليه (وثلاثة أيام من كل شهر) وفسرها بقوله (أول اثنين من الشهر، والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى) يحتمل أن المراد من آخر جمعة في الشهر ويحتمل الأخرى عن أول وقد صام فيه الاثنين وهذه بعض الأيام التي كان يتحرى صومها فقد ثبت صوم غيرها كما سلف ولا ينافي هذا تحريه بصوم كل خميس واثنين لأن هذا ذكر خاص فيهما لا ينافي العام (حم د ن)(1) عن حفصة) رمز المصنف لحسنه لكن قال الزيلعي: هو حديث ضعيف، قال المنذري: اختلف فيه على هبيرة راويه فمرة قال عن حفصة وتارة عن أم سلمة وتارة عن أحد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: لا ضير في ذلك فهو انتقال من ثقة إلى ثقة.
7061 -
"كان يصوم من الشهر السبت والأحد والإثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس"(ت) عن عائشة (ح) ".
(كان يصوم من الشهر السبت) السبت في اللغة القطع سمي به اليوم لأنه انقطع خلق العالم فيه وحديث: "لا تصوموا يوم السبت" يأتي يحتمل لا تفردوه وهنا قد ضم إليه يومين بعده ويحتمل أنه من خصائصه.
(1) أخرجه أحمد (6/ 423)، وأبو داود (2437)، والنسائي (4/ 220)، وانظر نصب الراية (2/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4570).
(والأحد) سمي به لأنه أول أيام الأسبوع (والإثنين) لأنه ثاني أيام الأسبوع. (ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس) قيل أراد بذلك أن يبين سنة صوم جميع أيام الأسبوع، قال وإنما لم يصم السنة متوالية لأن لا يشق على أمته الاقتداء به (ت) (1) عن عائشة رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن، قال عبد الحق: العلة المانعة له من تصحيحه أنه روي مرفوعًا وموقوفاً وذا علة عنده، وقال ابن القطان (2): فيه خيثمة ينبغي أن ينظر في سماعه من عائشة فإني لا أعرفه.
7062 -
"كان يضحي بكبشين أقرنين أملحين، وكان يسمي ويكبر". (حم ق ن هـ) عن أنس (صح) ".
(كان يضحي بكبشين) هو فحل الضأن في أي سن كان (أقرنين) أي لكل واحد منهما قرنان معتدلان وقيل طويلان، وقيل: الأقرن الذي لا قرن له. (أملحين) تثنية أملح بالمهملة [3/ 369] وهو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر والإغراء والذي في حلل صوفه طبقات سوداء، والأبيض الخالص كالملح وإخبار هذه الصفة لحسن منظره وكثرة شحمه ولحمه (وكان) عند التضحية (يسمي ويكبر) يقول بسم الله والله أكبر وفيه بيان المراد من آية {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] (حم ق ن هـ)(3) عن أنس) زاد الشيخان فيه "يذبحهما بيده".
7063 -
"كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله"(ك) عن عبد الله بن هشام (صح) ".
(1) أخرجه الترمذي (746)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4971).
(2)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 206).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 99)، والبخاري (5554)، ومسلم (1966)، وأبو داود (2794)، والنسائي (7/ 231) وابن ماجة (3120).
(كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله) فيه صحة تشريك الرجل لأهله في ضحيته وكفاية الشاة الواحدة عن الرجل وأهله وبه قال: جمع من علماء الأمة وقيل لا يجزئ إلا عن ثلاثة وقيل لا يجزئ عن اثنين قالوا: لأن كل واحد مخاطب فكيف يجزئ عنه ضحية غيره؟ وأجيب بأنه قام النص بذلك وليس وراءه مذهب (ك)(1) عن عبد الله بن هشام) رمز المصنف لصحته.
7064 -
" كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد". (هـ) عن أنس (ح) ".
(كان يضرب في الخمر) حداً لشاربها (بالنعال والجريد) وأجمعوا على إجزاء الضرب بهما فيها ولم يذكر هنا مقدارًا معينا هنا لكنه ثابت في حديث مسلم يأتي لفظه في قدر النعال والجريد (هـ)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو في صحيح مسلم عن أنس، ولفظه:"كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين" وما كان للمصنف العدول عن الصحيح ولا حذف العدد.
7065 -
"كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وربما مس لحيته وهو يصلي"(هق) عن عمرو بن حريث".
(كان يضع اليمنى على اليسرى) أي الكف اليمنى على الكف اليسرى. (في الصلاة) حال قيامه فيها لأنه أتم في الخشوع وأبعد عن العبث، وهل توضع فوق الصدر أو تحت السرة؟ فيه خلاف وبه فسر قوله تعالى:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، ضع يدك على نحرك في أحد التفاسير وقد عورض بشيء لا يقاومه من الآثار. (وربما مس لحيته وهو يصلي) قال القسطلاني: فيه أن تحريك اليد في الصلاة لا ينافي الخشوع (هق)(3) عن عمرو بن حريث
(1) أخرجه الحاكم (3/ 516، 4/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4572)، والضعيفة (4276).
(2)
أخرجه مسلم (1706)، وابن ماجة (2570).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (2/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4975).
المخزومي نزيل الكوفة.
7066 -
"كان يضمر الخيل"(حم) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يضمر الخيل) من التضمير وهو أن يعلف الفرس حتى يسمن ثم يرده إلى القلة ليشتد لحمه كذا ذكره جمع وقيل: هو أن تُشد عليها سروجها وتُجلَّل بالأجلّة حتى تعرق تحتها فيذهب رَهَلُها ويشتد لحمها (1) فيقوى على الجري وهو جائز اتفاقاً (حم)(2) عن ابن عمر رمز المصنف لصحته.
7067 -
"كان يطوف على جميع نسائه في ليلة بغسل واحد". (حم ق 4) عن أنس (صح) ".
(كان يطوف على جميع نسائه) أي يجامع جميع نسائه فالطواف كناية عن الجماع عند الأكثر وقول الإسماعيلي: يحتمل إرادة تجديد العهد بهن يأباه السياق (في ليلة بغسل واحد) قال معمر: لكن لا يشك أنه كان يتوضأ بين ذلك في حديث أبي رافع عند أبي داود: أنه طاف على نسائه واغتسل عند كل
…
الحديث، قال ابن سيد الناس: كان يفعل هذا مرة وهذا مرة، وقد جاء في البخاري كما سلف "وهن إحدى عشرة" وفي غيره "جاء وهن تسع" ولا منافاة فإنه في حديث البخاري ضم مارية وريحانة إلى التسع وهن سراري فأطلق عليهما لفظ النساء تغليبا ورواية التسع وجهها واضح.
واعلم أن ظاهر كان يطوف: أنه كان يدوام على ذلك وفي الحديث المتفق عليه ما يؤخذ منه بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادة الإحرام ولفظه عن عائشة "كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا" وتقدم أن هذا مما يدل على أن القسم غير واجب عليه وهو قول جماعة من
(1) انظر: النهاية (3/ 210).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 86)، وأبو داود (2576)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4976)، والصحيحة (2133).
الشافعية وتقدم ما قيل في التأويل (حم ق 4)(1) عن أنس).
7068 -
"كان يعبر على الأسماء". البزار عن أنس (ح) ".
(كان يعبر) الرؤيا من عبر مخففاً وجاء مشدداً (على الأسماء) أي باعتبار ما يفهم من الأسماء من حسن وقبح وقد سرد ابن القيم في الهدي شيئا من ذلك إن قلت: قد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤياه أن بقرا تنحر بأنه يقتل جماعة من أصحابه كيف وجهه؟
قلت: قد ذكر في البدائع (2) أن وجه تعبيره صلى الله عليه وسلم رؤياه أن بقرا تنحر بقتل جماعة من أصحابه أنه بجامع أن الأرض تعمر بالبقر وبالرجال فيفسر أحدهما بالآخر وذكر وجهين وزيفهما ولك أن تقول أن هذا الحكم أعني أخذ التعبير من الأسماء أغلبي.
(البزار (3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: [3/ 375] فيه من لم أعرفه.
7069 -
"كان يعجبه الرؤيا الحسنة"(حم ن) عن أنس (ح) ".
(كان يعجبه الرؤيا الحسنة) الإعجاب في مثل هذا يلاقي المحبة فهو في قوة كان يحب كذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"(4) وفسر به البشرى الصالحة وتمام الحديث عند أحمد (5): "وربما قال: هل رأى منكم أحد رؤيا فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان أعجب
(1) أخرجه أحمد (3/ 99)، والبخاري (284)، ومسلم (309)، وأبو داود (218)، والترمذي (140)، والنسائي (1/ 143)، وابن ماجة (589).
(2)
انظر: إعلام الموقعين (1/ 191)، ومدارج السالكين (1/ 403).
(3)
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3524)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4574).
(4)
أخرجه البخاري (6987، 6988)، ومسلم (2264).
(5)
أخرجه أحمد (3/ 135) و (3/ 257)، وأخرجه كذلك عبد بن حميد في مسنده (1275).
لرؤياه فقالت امرأة رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت وجبة ارتجت بها الجنة فنظرت فإذا قد جيء بفلان وفلان حتى عدت اثني عشر رجلًا وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك فجيء بهم وعليهم ثياب بيض تشخب أوداجهم دما فقيل اذهبوا بهم إلى الأرض البيدخ أو قال نهر البيدخ يغمسون فيه فغمسوا به فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر تم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها فأتت تلك السرية فقالوا أصيب فلان وفلان حتى عدوا الاثنى عشر الذين عدتهم المرأة" (حم ن)(1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال أو أعلى منه فقد قال الهيثمي: رجاله أحمد رجال الصحيح.
7070 -
"كان يعجبه الثفل". (حم ت) في الشمائل (ك) عن أنس (صح) ".
(كان يعجبه الثفل) بالمثلثة مضمومة وتكسر وبالفاء وفسر بالثريد وبما يقتات وبما يعلق بالقدر وبطعام فيه شيء من حب أو دقيق قيل: والمراد هنا الثريد قال:
تقسم بالله وإن لم تسأل
…
ما ذاق ثفلا منذ عام أول
(حم ت) في الشمائل (ك)(2) عن أنس بن مالك) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: هذا الحديث قد خولف في رفعه.
7071 -
"كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع "يا راشد يا نجيح". (ت ك) عن أنس (صح) ".
(كان يعجبه إذا خرج لحاجته) أي حاجة كانت. (أن يسمع "يا راشد) محبة للفأل فاعل من الرشد (يا نجيح) من النجاح فيتفاءل على نجاح حاجته، فائدة:
(1) أخرجه أحمد (3/ 135)، والنسائي في الكبرى (4/ 382)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4982)، والصحيحة (2135).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 220)، والترمذي في الشمائل (177)، والحاكم (4/ 129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4979).
قال في فتح الباري: الفأل الحسن شرطه ألا يقصد فإن قصد لم يكن حسنا بل يكون من أنواع الطيرة. (ت ك)(1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
7072 -
"كان يعجبه الفاغية". (حم) عن أنس (ح) ".
(كان يعجبه الفاغية) بالفاء والغين المعجمة فمثناة تحتية نور الحناء وقيل: نور الريحان وقيل نور كل نبت أي يعجبه ريحها لطيبه ولطفه. (حم)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
7073 -
"كان يعجبه القرع". (حم حب) عن أنس (صح) ".
(كان يعجبه القرع) هو الدباء وقد سلف وهو بسكون الراء وقد تفتح وهو بارد رطب يغذي غذاء يسيراً سريع الانحدار وسبب إعجابه له ما فيه من زيادة العقل والرطوبة وما خصه الله به من إنباته على يونس عليه السلام حتى وقاه وتربى في ظله فكان كالأم الحاضنة له. (حم حب)(3) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم.
7074 -
"كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه وأحب كناه"(ع طب) وابن قانع والبارودي عن حنظلة بن حذيم (ح) ".
(كان يعجبه أن يدعى الرجل) أي يدعون من يريد نداءه (الرجل بأحب أسمائه) إليه. (وأحب كناه) لما فيه من جبر خاطره وترويح قلبه وجلب الألفة والمودة التي يحبها الله بين أهل الإيمان وهذا عكس ما نهى عنه من التنابذ
(1) أخرجه الترمذي (1616)، والحاكم (3/ 204)، وانظر فتح الباري (10/ 215)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4978).
(2)
أخرجط أحمد (3/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4579).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 108)، وابن حبان (12/ 103)(5293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4986)، والصحيحة (2129).
بالألقاب. (ع طب) وابن قانع والبارودي (1) عن حنظلة بن حذيم) بكسر المهملة وسكون المعجمة وفتح التحتية صحابي صغير قدم مع أبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات.
7075 -
"كان يعجبه البطيخ بالرطب". ابن عساكر عن عائشة.
(كان يعجبه الطبيخ) يأكله. (بالرطب) كما سلف مراراً. (ابن عساكر (2) عن عائشة).
7076 -
"كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن ويجعلهن وترا: ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا". ابن عساكر عن جابر".
(كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب) موجوداً (وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن) أي طعامه أي بالرطب إن وجد أو بالتمر ويأتي ما يقيد الترتيب في إفطاره بين الرطب والتمر والماء. (ويجعلهن وترا: ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً) ففيه أنه يبدأ بأيهما فطرا ويختم بهما طعامه أكلا. (ابن عساكر (3) عن جابر).
7077 -
"كان يعجبه التهجد من الليل". (طب) عن جندب (ح) ".
(كان يعجبه التهجد من الليل) تقدم تفسير التهجد وقد كان قيام الليل واجباً عليه صلى الله عليه وسلم. (طب)(4) عن جندب) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه أبو بلال
(1) أخرجه أبو يعلى (4526)، والطبراني في الكبير (4/ 13)(3449)، والبخاري في الأدب المفرد (819)، وابن قانع في الصحابة (1/ 204)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4583)، والضعيفة (4280).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 246)، وانظر فيض القدير (5/ 230)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4576).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 346)، والخطيب في تاريخه (3/ 354)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4585)، وقال في الضعيفة (1749) ضعيف جدا.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 175)(1720)، والأوسط (5654)، وضعفه الألباني فى ضعيف الجامع (4577)، وقال في الضعيفة (4277): ضعيف جدا.
الأشعري ضعفه الهيثمي وغيره.
7078 -
"كان يعجبه أن يدعو ربه وأن يستغفر ثلاثاً". (حم د) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان يعجبه أن يدعو ربه) في أي مطلب. (وأن يستغفر) عطف خاص على عام فإنه من [3/ 371] الدعاء (ثلاثاً) قيد لهما فيحسن تكرير الدعاء كذلك؛ لأنه أدل على التواضع والإقبال على الله. (حم د)(1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه.
7079 -
"كان يعجبه الذراع". (د) عن ابن مسعود (ح) ".
(كان يعجبه) في اللحم. (الذراع) للجنس لا أن المراد معين لما يأتي وتمامه عند الترمذي دسُم في الذراع وذلك لأنه ألطف اللحم وأحسنه وأشهاه وأبعده عن موضع الأذى. (د)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه.
7080 -
"كان يعجبه الذراعان والكتف". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ح) ".
(كان يعجبه الذراعان والكتف) وفيه أن إعجاب الطيبات ومحبتها لا ينافي الزهادة في الدنيا. (ابن السني (3) وأبو نعيم) في الطب عن أبي هريرة رمز المصنف لضعفه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: لحسنه.
7081 -
"كان يعجبه الحلو البارد". ابن عساكر عن عائشة (ض) ".
(كان يعجبه الحلو البارد) في الشراب أو فيه وفي غيره. (ابن عساكر (4) عن
(1) أخرجه أحمد (1/ 394)، وأبو داود (1524)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4584).
(2)
أخرجه أبو داود (3781)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4981).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (640)، وفي الطب (ق 70/ أ)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4578).
(4)
أخرجه الترمذي (1895)، وأحمد (6/ 38)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 285 مختصرة) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4980)، والصحيحة (2134).
عائشة) رمز المصنف لضعفه.
7082 -
"كان يعجبه الريح الطيبة". (د ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يعجبه الريح الطيبة) من كل شيء فإنه لشرافة نفسه لا يحب إلا ما شرف ولا يعجبه إلا ما يستلذ. (د ك)(1) عن عائشة رمز المصنف لصحته.
7083 -
"كان يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة". (هـ) عن أبي هريرة (ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يعجبه الفأل الحسن) الكلمة الحسنة يسمعها (ويكره الطيرة) أي يكره من يعتقدها ويقول بها كما سلف. (هـ) عن أبي هريرة (ك)(2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
7084 -
"كان يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس". (طب) عن ابن أوفى".
(كان يعجبه أن يلقى العدو) في الحرب (عند زوال الشمس) لأنه وقت تفتح فيه أبواب السماء وينظر الله تبارك وتعالى فيه بالرحمة إلى خلقه كما تقدم ولذا كان يحافظ على الأربع الركعات في ذلك الوقت وفيه أيضا تفاؤل لزوال العدو وهلاكه. (طب)(3) عن ابن أبي أوفى) سكت المصنف عليه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح إنه رمز لحسنه.
7085 -
"كان يعجبه النظر إلى الأترج، وكان يعجبه النظر إلى الحمام
(1) أخرجه أبو داود (4074)، والحاكم (4/ 209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4983)، والصحيحة (2136).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3536) عن أبي هريرة، والحاكم (1/ 86) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4985).
(3)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 587)، وقال الهيثمي: عن طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهي ضعيفة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4987).
الأحمر". (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة (ض)، ابن السني وأبو نعيم عن علي، أبو نعيم عن عائشة".
(كان يعجبه النظر إلى الأترج) كأن المراد إلى ثمره ويحتمل إلى شجره. (وكان يعجبه النظر إلى الحمام) بالتخفيف. (الأحمر) قال أبو موسى: قال هلال بن العلاء: هو التفاح، قال وهذا التفسير لم أره لغيره وقد تبعه على هذا التفسير ابن الأثير (1). (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة) رواه عنه أبو سفيان الأنماري رمز المصنف لضعفه قال ابن حبان: أبو سفيان يروي الطامات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وقال الهيثمي: فيه أبو سفيان الأنماري ضعيف، (ابن السني وأبو نعيم عن علي) من رواية عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه وعنه ولده أحمد قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: له عن آبائه أشياء موضوعة ثم ساق له هذا الحديث وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، (أبو نعيم (2) عن عائشة).
7086 -
"كان يعجبه النظر إلى الخضرة، والماء الجاري". ابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس".
(كان يعجبه النظر إلى الخضرة) من الألوان كخضرة الرياض وخضرة النبات، وخصه الشارح بالأول والعموم أقرب وإن كان قرينة بالماء الجاري يؤيد الأول وإنما أعجبه ذلك لما فيه من الأفراح ولأن نبات أهل الجنة في الجنة خضر ومن ثمة كره اللون الأحمر لأنه من لون أهل النار (والماء الجاري) لما فيه
(1) انظر: النهاية (1/ 446).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 339)(850)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (563) وفي الطب (ق 19/ ب) عن أبي كبشة، وابن السني (562)، وابن حبان في المجروحين (2/ 122)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 222) عن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 67)، والموضوعات (3/ 9)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4580)، والضعيفة (1393): موضوع.
أيضا من تقوية النظر والأفراح (ابن السني وأبو نعيم (1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه القاسم بن مطيب (2) ضعفوه قال ابن حبان: كان يخطئ على قلة روايته وقال العراقي: إسناده ضعيف.
7087 -
"كان يعجبه الإناء المنطبق". مسدد عن أبي جعفر مرسلاً".
(كان يعجبه الإناء المنطبق) الذي له غطاء ينطبق عليه وذلك لأنه قد أمر صلى الله عليه وسلم بتغطية الآنية بالليل فالذي له غطاء يعين على ذلك (مسدد (3) عن أبي جعفر مرسلاً).
7088 -
"كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده". (ك) عن أبي سعيد (صح).
(كان يعجبه العراجين) جمع عرجون تقدم (أن يمسكها بيده) لأنه كان ينتفع بها فإنه حت بها نخامة وجدها بالمسجد (ك)(4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
7089 -
"كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب من صفر". ابن سعد عن زينب بنت جحش".
(كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب) بكسر الميم فسكون المعجمة الأولى وفتح المعجمة الثانية، قال ابن حجر (5): المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثيات من أي جنس كان، وقد يطلق على الإناء الصغير صغر أو كبر (من صفر) نحاس وقيل نوع جيده وفيه رد على من كره الوضوء في النحاس وأنه لا بأس
(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (564)، وفي الطب النبوي (ق 12/ ب)، وأبو نعيم في الطب (135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4581).
(2)
انظر ضعفاء ابن الجوزي (3/ 16)، والمجروحين (2/ 213).
(3)
أخرجه مسدد كما في الكنز (18220)، وانظر فيض القدير (5/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4575).
(4)
أخرجه الحاكم (1/ 387)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4984).
(5)
فتح الباري (1/ 301).
بالوضوء فيه بل يحسن ذلك كما يرشد إليه: يعجبه. (ابن سعد (1) عن زينب بنت جحش).
7090 -
"كان يعد الآي في الصلاة". (طب) عن ابن عمرو (ض) ".
(كان يعد الآي [3/ 372] جمع آية من آيات القرآن. (في الصلاة) الظاهر أن المراد عد الآيات التي يقرؤها بعد الفاتحة بأصابعه إما لخوف النسيان حيث يريد قراءة عدة معينة أو لتنال الأصابع أجر العبادة. (طب)(2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه.
7091 -
"كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل" ابن سعد عن إبراهيم مرسلاً".
(كان يعرف) يدرك (بريح الطيب إذا أقبل) كأن ريح الطيب ذاتي له وإن لم يمس طيبا وكان إذا سلك طريقا عرف بطيبه أنه سلكها، وأما حديث "إنه خلق الورد من عرقه" فقال ابن حجر: إنه كذب. (ابن سعد (3) عن إبراهيم مرسلاً).
7092 -
"كان يعقد التسبيح". (ت ن ك) عن ابن عمرو (صح) ".
(كان يعقد التسبيح) يعده بعقد أصابعه ليعرف قدر العدد الذي شرع نحو التسبيح والتحميد والتكبير عقيب الصلوات فإنه عدد معين لا يتجاوز أو مطلق الذكر لتحوز أنامله أجر العبادة فقد أخرج الترمذي عن بعض الصحابيات قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات"(4) الحديث، قال الترمذي: هذا حديث
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4582)، والضعيفة (4279).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 253)(3186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4586).
(3)
أخرجه ابن سعد (1/ 399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4988)، وحسنه في الصحيحة (2137).
(4)
أخرجه الترمذي (3583).
غريب (ت ن ك)(1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته.
7093 -
"كان يعلمهم من الحمى والأوجاع كلها أن يقولوا: باسم الله الكبير، وأعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعَّار، ومن شر حر النار". (حم ت ك) عن ابن عباس (صح) ".
(كان يعلمهم) أي أصحابه وإن لم يتقدم لهم ذكر لكن القرينة منادية بذلك (من الحمى) أي لأجل إذهابها ومثله، فمن تعليلية وفي الكلام مضاف مقدر. (من الأوجاع كلها أن يقولوا: باسم الله الكبير، وأعوذ بالله العظيم) خص هنا من صفاته تعالى الكبير والعظيم لأن الألم يضعف البدن والقلب بقوة سلطان الألم والألم يدفع بضده فتذكر هاتين الصفتين يقوي القلب ويضعف سلطان الألم. (من شر كل عرق نعَّار) بالنون فمهملة مشددة آخره راء من نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا وخرج نعار ونعور إذا صوت دمه عند خروجه، ولما كانت الحمى من فيح جهنم وكان حظ المؤمن من النار أردف ذلك بقوله:(ومن شر حر النار) كالإشارة إلى أن هذا هو أصل الألم والإعلام بأنه أشد الآلام وأنها تقرن الاستعاذة منه عند الاستعاذة من آلام الدنيا. (حم ت ك)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وهكذا نسخ الجامع، وقال الشارح بعد عزوه لابن ماجه: ما لفظه ظاهر صنيعه أنه لم يخرجه من الستة غيره والأمر بخلافه فقد خرجه الترمذي وقال: غريب انتهى، وهذا شرح على شيء غلط فإن نسخ الجامع كلها ليس فيها هنا رمز ابن ماجه بل رمز الترمذي من الستة.
7094 -
"كان يعمل في بيته عمل البيت، وأكثر ما يعمل الخياطة". ابن سعد
(1) أخرجه أبو داود (1502)، والترمذي (3411)، والنسائي (3/ 79)، والحاكم (1/ 547)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4989).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 300)، والترمذي (2075)، وابن ماجة (3526)، والحاكم (4/ 414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4587).
عن عائشة".
(كان يعمل) في بيته (عمل البيت) يقم منزله ويحلب شاته ويخرز نعله. (وأكثر ما يعمل الخياطة) لثيابه وثياب أهله. (ابن سعد (1) عن عائشة).
7095 -
"كان يعود المريض وهو معتكف". (د) عن عائشة (ح) ".
(كان يعود المريض وهو معتكف) تمامه عند أبي داود مخرجه فيمر كما هو لا يعرج يسئل عنه فالمعتكف إذا مر بالمريض سائلاً عنه غير معرج عنده لم يضر باعتكافه بل تتم له فضيلة الاعتكاف والعيادة. (د)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وفيه ليث بن أبي سليم قال الذهبي: قال أحمد: مضطرب الحديث، لكن حدث عنه الناس وقال أبو حاتم: وأبو زرعة لا يشتغل به هو مضطرب وفي التقريب (3) صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك.
7096 -
"كان يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه". (ت ك) عن أنس (صح) ".
(كان يعيد الكلمة) يحتمل المفردة ويحتمل الجملة يكررها على السامعين (ثلاثا لتعقل عنه) أي احفظوها عنه ويعقلوا معناها، قيل الأولى للاستماع والثانية للوعي والثالثة للمفكرة أو الأولى إسماع والثانية تنبيه والثالثة أمر، والظاهر أن هذا لم يكن يفعله دائما بل في بعض الأحيان فقد كان يخطب خطبه على المنبر ولا يكرر كلماتها كذلك، أو المراد كلمات القرآن إذا أخذها عنه أحد لأنه لا يتم حفظها إلا بذلك أقل الأحوال. (ت ك)(4) عن أنس رمز المصنف لصحته.
7097 -
"كان يغتسل بالصاع، ويتوضأ بالمد". (ق د) عن أنس " (صح).
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4588)، والضعيفة (4282).
(2)
أخرجه أبو داود (2472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4589).
(3)
انظر التقريب (5685).
(4)
أخرجه الترمذي (7716)، والحاكم (4/ 304)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4990).
(كان يغتسل بالصاع) أي يملأ به ماء وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثا رطل برطل بغداد عند الحجازيين وثمانية عند العراقيين وقد يزيد عليه وقد ينقص كما في مسلم فليس ذلك بتحديد لا يتجاوز (ويتوضأ بالمد) وهو رطل وثلث وهو ملء راحتي الإنسان المتوسط وهو ربع الصاع قيل وقد اتفقوا على أن المقدار المجزئ [3/ 373] في الوضوء والغسل غير مقدر إلا أن الأولى الاتباع وعدم الابتداع فإنه يفتح باب الوسوسة في الطهارة المذمومة. (ق د)(1) عن أنس أخرجاه في الغسل.
7098 -
"كان يغتسل هو والمرأة من نسائه من إناء واحد". (حم خ) عن أنس" (صح).
(كان يغتسل هو والمرأة) عطف على فاعل يغتسل مستتر ولذا أكد: (من نسائه) أزواجه أو إمائه والمراد الغسل من الجنابة كما صرح به في مسلم. (من إناء واحد) بين في رواية البخاري أنه قدح يقال له الفرق بفتح الراء وفي رواية مسلم أنه إناء يسع ثلاثة أمداد، واستشكل ذلك وجمع بينهما بأن المراد أنه يتفرد كل واحد من المغتسلين بثلاثة أمداد أو أنه أريد بالمد الصاع، وفيه جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته والعكس وجواز تطهر المرأة والرجل من إناء واحد في حالة واحدة من جنابة وغيرها وجواز تطهر الرجل بفضل المرأة وقد صرح به في رواية الطحاوي:"يغترف قبلها وتغترف قبله"(2). (حم خ)(3) عن أنس) ورواه مسلم بلفظ آخر "وفيه من الجنابة".
7099 -
"كان يغتسل يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة". (حم هـ طب) عن الفاكه بن سعد (ض) ".
(1) أخرجه البخاري (201)، ومسلم (325)، وأبو داود (95).
(2)
شرح معاني الآثار (1/ 26).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 130)، والبخاري (264)، ومسلم (324).
(كان يغتسل) لا لجنابة بل لأجل النوم ولو لم يكن جنباً (يوم الجمعة) لصلاتها كما سلف غير مرة. (ويوم الفطر، ويوم النحر) وإن لم يصل بالغسل (ويوم عرفة) وذلك لشرف هذه الأيام وكونها أياما يغفر الله فيها الذنوب ويغسل الأبدان عن أدرانها بمياه غفرانه ناسب غسل الأبدان غسلاً حسيا فيندب الغسل هذه الأيام. (حم هـ طب)(1) عن الفاكه (2) اسم فاعل من فكه (ابن سعد) له صحبة رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف وأفاد ابن حجر أيضا أن ابن ماجه لم يذكر في متنه لفظ الجمعة.
7100 -
"كان يغسل مقعدته ثلاثا". (هـ) عن عائشة" (ض).
(كان يغسل مقعدته) دبره قيل: له نحو من ثلاثين اسماً يغسلها (ثلاثاً) كأن المراد بعد إنقائها بالأحجار أو بالغسل إذ الثلاث لا تنقيها إن كان ذلك للاستنجاء، وقيل إنه كان يفعله لغيره تنظيفا وإزالة للعرق، قال ابن عمر: فعلناه فوجدناه طهورا ودواء. (هـ)(3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال مغلطاي: ورواه الطبراني في الأوسط بسند أصح من هذا.
7101 -
"كان يغير الاسم القبيح". (ت) عن عائشة (ح) ".
(كان يغير) من التغيير التبديل. (الاسم القبيح) لفظه إلى لفظ حسن فغير من قال اسمه حرب إلى سلم ونحوه من أسماء عدة وقد يغير الاسم لا لقبحه بل لكونه تزكية مثل تغييره برة إلى زينب ونحوه وفيه ندب ذلك في الأسماء من
(1) أخرجه أحمد (4/ 78)، وابن ماجة (1315)، والطبراني في الكبير (18/ 320)(828)، وانظر الدراية (1/ 50)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4590).
(2)
انظر الإصابة (5/ 351).
(3)
أخرجه ابن ماجة (356)، وأحمد (6/ 210)، والطبراني في الأوسط (7855)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4993)، وقال في الضعيفة (4283): ضعيف جداً.
آدمي أو غيره وذلك أنه يؤخذ الفأل الحسن من الاسم ليحسن كما قيل (1):
اعتبر الأرض بأسمائها
…
واعتبروا الصاحب بالصاحب
(ت)(2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه.
7102 -
"كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء". (حم د ت) عن أنس (ح) ".
(كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي) كما سلف وكان يفعل ذلك وتراً. (فإن لم يكن يوجد رطبات فتمرات فإن لم يكن) يوجد (تمرات حسا حسوات من ماء) فهو سنته وهديه تقديم الإفطار على المغرب والرطب على التمر والماء وقد تقدم وجه الحكمة في ذلك غير مرة. (حم د ت)(3) عن أنس رمز المصنف لحسنه.
7103 -
"كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه". (حل) عن عائشة" (ض).
(كان يفلي) من فلى مخففاً (ثوبه) يتتبع ما فيه من هوام البدن، والقول بأنه لم يكن القمل يؤذيه ولا الذباب يعلوه لا يعارضه إذ قد تعلق به القمل من مخالطة غيره أو يكون في بدنه ولا يؤذيه. (ويحلب شاته) وتقدم يعتقل. (ويخدم نفسه) هذا الحديث تفسير لحديث:"يعمل عمل البيت"(حل)(4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
(1) الأبيات منسوبة إلى عبد الغني النابلسي (ت 1143).
(2)
أخرجه الترمذي (2839)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4994)، والصحيحة (207).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 164)، وأبو داود (2356)، والترمذي (696)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4995).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4996)، والصحيحة (671).
7104 -
"كان يقبل الهدية، ويثيب عليها". (حم خ د ت) عن عائشة" (صح).
(كان يقبل الهدية) إذ قبولها من أخلاق الكرام، وأما رده لهدية الصعب بن جثامة من الحمار الوحشي الذي صاده فقد أبان صلى الله عليه وسلم وجه رده بأنه لأنه حرم لا يحل له صيد البر (ويثيب عليها) يكافئ ويجازي وقبول الهدية مندوب وأوجب بعض المالكية الإثابة عليها وهو الوجه ممن يعرف أنه لم يرد إلا الإثابة (حم خ د ت)(1) عن عائشة) وتقدم أحاديث في ذلك.
7105 -
"كان يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك"(طب) عن عمرو بن العاص (ض) ".
(كان يقبل بوجهه وحديثه) إقبال بشاشة وإظهار وداد. (على شر القوم) وإن كان الإقبال بالوجه والحديث لا يخش إلا بمن فقدت شريته لكن يفعل ذلك مع الشر. (يتألفه بذلك) فهي [3/ 374] استئنافية بيانية وتمام الحديث عند مخرجه من حديث عمرو "وكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر؟ قال: أبو بكر، قلت: أنا خير أم عمر؟ قال: عمر، قلت أنا خير أم عثمان؟ قال: عثمان، فلما سألت صدعني فوددت أني لم أكن سألته". (طب)(2) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي إسناده حسن، وقد أخرجه الترمذي بلفظه عن عمرو أيضاً".
7106 -
"كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ". (حم د ن) عن عائشة (ح) ".
(كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ) ففيه أن اللمس لا ينقض الوضوء، وأن الملامسة في الآية مراد بها الجماع، وأجاب من جعله ناقضا بأنه
(1) أخرجه أحمد (6/ 90)، والبخاري (2585)، وأبو داود (3536)، والترمذي (1953).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (9/ 15)، وأخرجه الترمذي في الشمائل (270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4592)، والضعيفة (1461).
خص به صلى الله عليه وسلم أو منسوخ، ورد بأن الأصل عدم الأمرين فالدليل على مدعيهما، وقال عبد الحق: لا أعلم للحديث علة بوجوب ترك الاحتجاج به (1)(حم د ن)(2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر في تخريج الرافعي: سنده جيد قوي.
قلت: في هامش الجامع المقابل على خط المصنف ما لفظه: حاجب بن سليمان المنبجي بنون فموحدة تحتية فجيم شيخ النسائي وثقه النسائي، وقال الدراقطني: كان يحدث من حفظه ولم يكن له كتاب، وهم في حديثه عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة "قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ" والصواب عن وكيع بهذا الإسناد" أنه كان يقبل وهو صائم" انتهى، وفي التقريب (3) أنه صدوق يهم.
7107 -
"كان يقبل وهو صائم"(حم ق 4) عن عائشة" (صح).
(كان يقبّل نساءه) المراد بعض نسائه إذ من التعبد تقييد الكل اللهم إلا على التوريع (وهو صائم) ففيه أنه لا بأس بالقبلة للصائم وذهبت الظاهرية إلى أن القبلة للصائم سنة من السنن وقربة من القرب اقتداء به صلى الله عليه وسلم، وكرهه آخرون وقالوا إنه كان صلى الله عليه وسلم يملك إربه، فأبيحت له من غير كراهة بخلاف غيره، والجمهور أنها تكره إن حركت شهوته، وتباح لغيره (حم ق 4)(4) عن عائشة ولفظ الشيخين "كان يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملكهم لإربه".
(1) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 381).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 281)، وأبو داود (2382)، والنسائي (/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4997)، والصحيحة (1000).
(3)
انظر التقريب (1004)، والكاشف (840).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 40)، والبخاري (1928)، ومسلم (1106)، وأبو داود (2382)، والترمذي (729)، والنسائي (2/ 208)، وابن ماجة (1685).
7108 -
"كان يقبل وهو محرم". (خط) عن عائشة".
(كان يقبل وهو محرم) بحج أو عمرة قيل: وما كان يفعل ذلك إلا لغير شهوة لا لشهوة فإنه حرام (خط)(1) عن عائشة).
7109 -
"كان يقسم بين نسائه فيعدل وهو يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك"(حم 4 ك) عن عائشة (صح) ".
(كان يقسم بين نسائه) في المبيت ونحوه (فيعدل) لا يفضل إحداهن، وإن كانت إليه أحب من الأخرى حتى كان يطاف به في ثوبه وهو مريض يقسم بينهن كما أخرجه ابن سعد عن علي (وهو يقول: اللهم هذا قسمي) بفتح القاف. (فيما أملك) القسمة فيه (فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) من إلقاء الحب لإحداهن أكثر من غيرها، قال القاضي: يريد ميل النفس وزيادة المحبة لواحدة منهن فإنه بحكم الطبع ومقتضى الشهوة لا باختياره وقصده، وقال ابن جرير: فيه أن من له نسوة فلا حرج عليه في إيثار بعضهن على بعض في المحبة إذا سوى بينهن في القسمة والحقوق الواجبة إن قيل كيف سأل الله ألا يلومه فيما لا يملكه وعدل الله قاض بذلك، قلت: مبالغة في إظهار العبودية (2)(حم 4 ك)(3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال النسائي: وروى مرسلاً قال الترمذي: وهو أصح.
7110 -
"كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم"(قط هق) عن عائشة (ح) ".
(كان يقصر في السفر) الرباعية إلى اثنتين (ويتم) أحيانًا فدل على أن القصر
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4591)، والضعيفة (4284).
(2)
بياض بالأصل بمقدار نصف سطر.
(3)
أخرجه أحمد (6/ 144)، وأبو داود (2134)، والترمذي (1145)، والنسائي (7/ 63)، وابن ماجة (1971)، والحاكم (2/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4593).
رخصة (ويفطر ويصوم) فدل على أن الإفطار رخصة أيضاً وحديث "ليس من البر الصيام في السفر" محمول على من يضعفه ذلك (قط هق)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال الدارقطني: إسناده صحيح، وأقره ابن الجوزي وارتضاه الذهبي، وقال البيهقي: في السنن إن له شواهد ثم عد جملة، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، قال الشارح بعد سرد هذا: فقول ابن تيمية (2): إنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجازفة عظيمة وتعصب مفرط.
قلت: قد نقل ابن القيم في الهدي كلام ابن تيمية [1/ 375] على الحديث وأنه قال أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أنه يروى "كان يقصر" بالمثناة التحتية أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتم بالمثناة الفوقية أي عائشة ومثله تصوم ويفطر إخبارًا أنها كانت تأخذ بالعزيمة والمصطفى صلى الله عليه وسلم بالرخصة ثم قال ابن القيم (3): قال شيخنا ابن تيمية: هذا باطل ما كانت أم المؤمنين لتخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع أصحابه فتصلي خلاف صلواتهم كيف والصحيح عنها أن الله فرض ركعتين ركعتين فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر فكيف يظن بها مع ذلك أن تصلي خلاف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ثم قال ابن القيم: إنه قد ثبت عنها أنها أتمت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وتأولت وذكر تأويلها بما يطول من أحبه فليطالعه.
7111 -
"كان يقطع قراءته آية آية "الحمد لله رب العالمين" ثم يقف "الرحمن الرحيم" ثم يقف". (ت ك) عن أم سلمة" (صح).
(كان يقطع قراءته) في صلاته وغيرها (آية آية) بيان التقطيع وزاده بيانا بقوله.
(1) أخرجه الدارقطني (2/ 189)، والبيهقي في السنن (3/ 141)، وانظر تلخيص الحبير (2/ 44)، والدارية (1/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4594).
(2)
الفتاوى الكبرى (2/ 128).
(3)
زاد المعاد (1/ 424).
("الحمد لله رب العالمين" ثم يقف "الرحمن الرحيم" ثم يقف") فذهب البيهقي وغيره في أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت لما بعدها ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء قال ابن القيم (1) رحمه الله: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع ومثله قال البيهقي (ت ك)(2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الترمذي حسن غريب ليس إسناده بمتصل.
7112 -
"كان يقلس له يوم الفطر". (حم هـ) عن قيس بن سعد (ض) ".
(كان يقلس) بالقاف والمهملة مبني للمجهول وهو اللعب بالسيوف أو الضرب بالدفوف (له) أي بلغت لأجله. (يوم الفطر) وفي رواية: أنه كان يحول وجهه ويستحي ويغطي بثوب وفيه إباحة ذلك في الأعياد. (حم هـ)(3) عن قيس بن سعد) رمز المصنف لضعفه.
7113 -
"كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يروح إلى الصلاة"(هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(كان يقلم أظفاره) من يديه ورجليه (ويقص شاربه) محفياً له كما سلف (يوم الجمعة) ظاهره كل جمعة وأنه حد لذلك (قبل أن يروح في الصلاة) تجميلاً لهيئته وتحسيناً لذاته إلا أنه قد عارضه حديث البيهقي عن ابن عباس مرفوعاً "المؤمن يوم الجمعة كهيئة المحرم لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى
(1) زاد المعاد (3/ 189).
(2)
أخرجه أبو داود (4001)، الترمذي (2923)، وأحمد (6/ 302)، والحاكم (2/ 252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5000).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 422)، وابن ماجة (1302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4595)، والضعيفة (4285).
تنقضي الصلاة" (1)، وخبره عن ابن عمر "المسلم يوم الجمعة محرم فإذا صلى فقد حل" (2) وأجيب بضعف الخبرين وضعف هذا أيضا فهي لا تفتقر إلى التأويل وأما حديث أبي هريرة في مسند الفردوس "من أراد أن يأمن الفقر وشكاية العين والبرص فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصر يده اليمنى" (3) فضعيف أيضا، قال الحافظ ابن حجر (4): المعتمد أنه يسن متى احتاج إليه ولم يثبت في القص على يوم الخميس حديث ولا في كيفية ولا في تعيين يوم وما عزي إلى علي من النظم باطل. (هب)(5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: قال الإمام أحمد: في هذا الحديث من يجهل، وقال ابن القطان (6): فيه إبراهيم بن قدامة الجمحي لا يعرف البتة، وفي الميزان: هذا خبر منكر.
7114 -
"كان يقول لأحدهم عند المعاتبة: ما له ترب جبينه"(حم خ) عن أنس (صح) ".
(كان يقول لأحدهم) المخاطبين (عند المعاتبة) وفي رواية: المعتبة قال الخليل: العتاب مخاطبة إدلال ومذاكرة الموجب. (ما له ترب جبينه) يحتمل أن المراد جر لوجهه فأصاب التراب جبينه ويحتمل أنه دعاء له بالعبادة والأقرب
(1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (5865).
(4)
انظر: فتح الباري (10/ 346).
(5)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244)، وانظر شرح الزرقاني (4/ 358)، والتلخيص الحبير (2/ 69)، والميزان (1/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4596)، والضعيفة (1112).
(6)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 181).
الأول وهذا من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم (حم خ)(1) عن أنس).
7115 -
"كان يقوم إذا سمع الصارخ": (حم ق ت ن) عن عائشة (صح) ".
(كان يقوم) يهب من نومه. (إذا سمع الصارخ) الديك أي وقت سماعه فإذا لمجرد الظرفية قال ابن ناصر وأول ما يصرخ نصف الليل غالبا، وقال ابن بطال: ثلثه وهذا الوقت هو أفضل أوقات الليل وقت التنزل الإلهي وكان هذا أحد عاداته أو غالبها وله عادات أخر. (حم ق د ن)(2) عن عائشة).
7116 -
"كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه"(ق ت ن هـ) عن المغيرة (صح) ".
(كان يقوم من الليل) أي يتهجد قائماً (حتى تتفطر قدماه) تنشق من طول القيام وفي الترمذي في رواية: "فقيل له لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ [3/ 376] قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً" فأخبر أن عبادته شكر لمولاه على غفرانه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (ق ت ن هـ)(3) عن المغيرة.
7117 -
"كان يكبر بين أضعاف الخطبة يكثر التكبير في خطبة العيدين"(هـ ك) عن سعد القرظي (صح) ".
(كان يكبر) يقول الله أكبر. (بين أضعاف الخطبة) تضاعيفها ظاهره كل خطبة وقوله. (يكثر التكبير في خطبة العيدين) استئناف للإعلام بأنه يفعل ذلك فيهما أكثر من غيرهما ويحتمل أن قوله: يكبر التكبير إلى آخره بيان لقوله كان
(1) أخرجه أحمد (3/ 126)، والبخاري (6031).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 147، 203)، والبخاري (6461)، ومسلم (741)، والترمذي (459)، والنسائي (3/ 208)، وابن ماجة (474).
(3)
أخرجه البخاري (4836، 4837)، ومسلم (2819)، والترمذي (412)، والنسائي (1/ 418)، (6/ 462)، وابن ماجة (1419).
يكبر والمراد بالخطبة خطبة العيدين وهو الأقرب لأنه المنقول عنه في غير هذا، وقوله بين تضاعيف قد يؤخذ منه أنه لا يفتتحهما بالتكبير كما يفعله الناس هذه الأزمنة وقد قال ابن القيم (1): إنه صلى الله عليه وسلم لم يفتتح خطبته إلا بالتحميد في عيد وغيره. (هـ ك)(2) ابن سعد القرظ) رمز المصنف لصحته.
7118 -
"كان يكبر يوم عرفة من صلاة الغداة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق"(هق) عن جابر (ح) ".
(كان يكبر يوم عرفه من صلاة الغداة) يحتمل بعد الصلاة فقط وعليه عمل الأكثر. (إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق) ويحتمل أن المراد أنه يكثر ذلك في هذه الأيام في غالب الساعات لا يخص به عقب الصلوات والتكبير إذا أطلق فالمفهوم منه: الله أكبر الله أكبر والتكرير مفاد لصيغة فعل، قيل: والحكمة في تخصيص هذه الأيام بالتكبير أن العيد وأيامه محل فرح وسرور وطمع النفس يجاوز الحد لما جبلت عليه من الشره تارة غفلة وتارة لعبا شرع لها التكبير ليذهب غفلتها ويكسر سورتها، (هق) (3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال ابن حجر: فيه اضطراب وضعف وروي موقوفا على علي وهو صحيح.
7119 -
"كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي"(ك هق) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته) رافعاً به صوته. (حتى يأتي المصلي) وهو مبين لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]، قال الحاكم: هذه سنة تداولتها العلماء وصحت بها
(1) زاد المعاد (1/ 425).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1287)، والحاكم (3/ 703)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4597).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 315)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 87)، وفتح الباري (2/ 462)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4598): ضعيف جدًا.
الرواية وذهب الحنفية إلى أنه لا يندب الجهر بالتكبير وما في الآية مراد به حال الصلاة. (ك هق)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته إلا أن فيه موسى بن محمد عن البلقاوي عن الوليد بن محمد قال البيهقي: الوليد ضعيف لا يحتج به، وموسى منكر الحديث، وقال الذهبي في التلخيص: هما متروكان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هذا حديث منكر، وقال ابن حجر: الوليد وموسى كذبهما غير واحد لكن موسى أوهى، وقال عبد الحق: موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي الدمياطي كذاب (2).
7120 -
"كان يكتحل بالإثمد وهو صائم"(طب هق) عن أبي رافع (ض) ".
(كان يكتحل بالإثمد) الكحل الأسود المعروف. (وهو صائم) ففيه أنه لا يفطر الصائم وإن وصل إلى الجوف وهو مذهب الشافعي وقال ابن العربي: العين غير نافذة إلى الجوف بخلاف الأذن ذكره الأطباء وقال مالك وأحمد: يكره فإن وجد طعمه بالحلق أفطر لعدم صحة الحديث. (طب هق)(3) عن أبي رافع) (4) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمد بن عبد الله بن أبي رافع رواه عنه حبان بن علي قال البيهقي محمد غير قوي قال الذهبي وكذا حبان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: حديث منكر، وقال في محمد: منكر الحديث ومثله قال البخاري: وقال الهيثمي في محمد وأبيه كلام كثير وأورده في الميزان في ترجمة
(1) أخرجه الحاكم (1/ 437)، والبيهقي في السنن (3/ 279)، وانظر نصب الراية (2/ 209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5004).
(2)
انظر الميزان (6/ 559) وبيان الوهم والإيهام (2/ 57).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 317)، والبيهقي في السنن (4/ 262)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 190)، والدراية (1/ 281)، والميزان (6/ 247)، ونصب الراية (2/ 457)، وفتح الباري (10/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4599)، والضعيفة (1541).
(4)
جاء في الأصل (عن رافع). والصواب ما أثبتناه.
محمد ونقل تضعيفه عن جمع، وقال في الفتح: في سنده مقال وفي تخريج الهداية: سنده ضعيف.
7121 -
"كان يكتحل كل ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة"(عد) عن عائشة (ض) ".
(كان يكتحل كل ليلة) وخص الليل لأن عند النوم يلتقي الجفنان وتسكن حرارة العين ويتمكن الكحل من السراية في تجاويف العين وطبقاتها ويظهر تأثيره في المراد من الانتفاع (ويحتجم كل شهر) كأن المراد مع الحاجة إليه لا أنه لازم. (ويشرب الدواء) المسهل وكان يشرب السناء (كل سنة) لأنه أقل أحوال زيادة الأخلاط (عد)(1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه قال العراقي: فيه سيف بن محمد (2) كذبه أحمد وابن معين.
7122 -
"كان يكثر القناع"(ت) في الشمائل (هب) عن أنس (ح) ".
(كان يكثر القناع) اتخاذ القناع وهو بكسر القاف والمراد هنا تغطية الرأس وأكثر الوجه بردا أو لغيره لنحو برد أو حر (ت) في الشمائل (هب)(3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
7123 -
"كان يكثر القناع ويكثر دهن الرأس ويسرح لحيته"(هب) عن سهل بن سعد".
(كان [3/ 377] يكثر القناع ويكثر دهن رأسه) قال ابن القيم (4): الدهن يسد
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 434)، والرافعي في التدوين (1/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4600)، والضعيفة (4286): موضوع.
(2)
انظر المغني (1/ 292).
(3)
أخرجه الترمذي في الشمائل (32، 121)، والبيهقي في الشعب (6464)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4601).
(4)
زاد المعاد (4/ 282).
مسام البدن ويمنع ما تخلل منه والدهن في البلاد الحارة كالحجاز من أعظم أسباب حفظ الصحة وصلاح البدن وهو كالضروري لهم (ويسرح لحيته) بالمشط وقد زاد البيهقي لفظ "بالماء" وقد أخرج أبو داود حديث النهي عن التسريح كل يوم فالإكثار قد يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة قاله الزين العراقي، قلت: يسرح معطوف على يكثر فليس بمدلول للكثرة فلا يحتاج إلى توجيه الجمع بينه وبين حديث أبي داود إذ لا تعارض (هب)(1) عن سهل بن سعد) قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف.
7124 -
"كان يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته"(ن ك) عن ابن أبي أوفى (ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(كان يكثر الذكر) لله تعالى بكل أنواعه (ويقل اللغو) القلة هنا بمعنى العدم أي لا يلغو أصلا إن أريد به باطل الكلام ويجوز أن يراد به الهزل والدعابة فالقلة على بابها (ويطيل الصلاة) قد وصف صلاته ابن القيم في "كتاب الصلاة" حتى كأنها مشاهدة وقد ألف فيها الناس إلا أنه أحسنهم جمعاً (ويقصر الخطبة) فإن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه فاعل ذلك وهو صلى الله عليه وسلم أفقه الخلق (وكان لا يأنف) من الأنفة (ولا يستكبر) كالعطف التفسير ليأنف. (أن يمشي مع الأرملة) أخرج البخاري: "أن الأمة كانت تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت"(2). (والمسكين والعبد حتى يقضي له) لمن مشى معه. (حاجته) أخرج مسلم والترمذي عن أنس أنها جاءت إليه صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إن لي إليك حاجة
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6465)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4602)، والضعيفة (2356).
(2)
أخرجه البخاري (6072).
فقال: اجلسي في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضي حاجتك" (1) وفيه تواضعه صلى الله عليه وسلم وقربه من الناس (ن ك) عن ابن أبي أوفى (ك)(2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورواه الترمذي في العلل عن ابن أبي أوفى وذكر أنه سأل عنه البخاري فقال: هو حديث تفرد به الحسن بن واقد.
7125 -
"كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف"(عم) عن أبي حسن المازني (ح) ".
(كان يكره نكاح السر) في المصباح: السر ما يكتم (حتى يضرب عليه بدف) ليشتهر ويعرف أمره، وفيه ندب الدف للنكاح لأن كراهة خلافه تقتضي محبته ولا يحب إلا مأجورًا عليه من واجب أو مندوب كما قاله ابن القيم وابن عبد السلام (3) أن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لشيء، دليل على مشروعيته التى هي أعم من الإيجاب والندب فيرجع إلى القرائن في المقامات ويأتي عن ابن القيم (4) أن كراهية الكي لا تقتضي المنع منه (عم)(5) عن أبي حسن المازني) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي بعد أن نسبه إلى أحمد، نفسه لا إلى ابنه: فيه الحسين بن عبد الله بن ضمرة وهو متروك.
7126 -
"كان يكره الشكال من الخيل"(حم م 4) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) أخرجه مسلم (2326)، والترمذي (2953).
(2)
أخرجه النسائي (2/ 108)، والحاكم (2/ 671) عن ابن أبي أوفى، وأخرجه الحاكم (2/ 671) عن أبي سعيد الخدري، وانظر علل الترمذي (1/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5005).
(3)
انظر: مجموع الفتاوى (32/ 102، 126، 158)، وإعلام الموقعين (3/ 91).
(4)
زاد المعاد (4/ 58).
(5)
أخرجه أحمد (4/ 77)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4617).
(كان يكره الشكال) بكسر المعجمة (من الخيل) وهو الذي له ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة شبه ذلك بالشكال فسمي به وكرهه لأنه كالمشكول الذي لا يطيق المشي أو لأنه جربه فما وجد فيه نجابة أو من جهة لفظه لإشعاره بخلاف ما يراد من الخيل فإن كان مع ذلك أغر زالت عنه الكراهة كما حكاه في شرح مسلم عن بعضهم، إلا أنه توقف فيه الزين العراقي. (حم م 4)(1) عن أبي هريرة ولم يخرجه البخاري.
7127 -
"كان يكره ريح الحناء"(حم د ن) عن عائشة (ح) ".
(كان يكره ريح الحناء) ولا ينافيه أمره بالاختضاب واختضابه كما سلف لأن الكراهة لريحه أمر طبيعي لا شرعي ولا ينافي الاحتياج إليه لنفعه. (حم د ن)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
7128 -
"كان يكره التثاؤب في الصلاة"(طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(كان يكره التثاؤب في الصلاة) قال القاضي: إنه تفاعل من الثوباء بالمد: فتح الحيوان فاه لما عراه من تمطي وتمدد لكسل وامتلاء وهي جالبة للنوم الذي من حبائل الشيطان فإن به يدخل على المصلي ويخرجه عن صلاته وقد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم يكره التثاؤب مطلقاً (طب)(3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وأعله الزين العراقي في شرح الترمذي بأن عبد الكريم بن أبي المخارق أحد رجاله ضعيف ومثله قال تلميذه الهيثمي.
(1) أخرجه أحمد (2/ 250)، ومسلم (1875)، وأبو داود (2547)، والترمذي (1968)، والنسائي (6/ 219)، وابن ماجة (2790).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 57)، وأبو داود (4164)، والنسائي (8/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4614)، والضعيفة (4290).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 131)(7598)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4603).
7129 -
"كان يكره أن يرى الرجل جهيراً رفيع الصوت وكان يحب أن يراه خفيض الصوت"(طب) عن أبي أمامة".
(كان يكره أن يرى الرجل جهيرا رفيع الصوت) عاليه (وكان يحب أن يراه خفيض الصوت) لأن الجهورية غالبها يكون عن قلة حياء وعدم [3/ 378] مبالاة بالمخاطب وذلك وصف مذموم وقد أمر تعالى الصحابة تقدم رفع أصواتهم عنده ومدح الذين يغضون أصواتهم عند رسوله تأديباً لهم (طب)(1) عن أبي أمامه) سكت المصنف عليه وقد أعله الهيثمي بأن فيه موسى بن علي الخشني ضعيف.
7130 -
"كان يكره رفع الصوت عند القتال"(طب ك) عن أبي موسى (صح) ".
(كان يكره رفع الصوت عند القتال) بأن ينادي بعضهم بعضاً أو يفعل بعضهم فعلاً له أثر فيصبح على سبيل الفخر والعجب ولأن الساكت أهيب وأرعب ولذا كان أمير المؤمنين كرم الله وجه يوم صفين يأمرهم بغض الأصوات. (طب ك)(2) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي ورواه أبو داود عن أبي موسى أيضا بلفظه قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن لا صحيح.
7131 -
"كان يكره أن يرى الخاتم"(طب) عن عبادة بن عمرو (ض) ".
(كان يكره أن يرى) مبني للمجهول (الخاتم) اللام للعهد خاتم النبوة كان
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 177)(7736)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 114)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4610)، والضعيفة (2273).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (9/ 153)، والحاكم (2/ 126)، وانظر فتح الباري (6/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4613).
بين كتفيه تقدمت صفته وإنما كره رؤية العباد له لأنه صلى الله عليه وسلم كان كثير الحياء والستر يكره أن يبدو منه ما لا يرى في المهنة غالباً (طب)(1) عن عبادة) بتشديد الموحدة بن عمرو رمز المصنف لضعفه.
7132 -
"كان يكره الكي، والطعام الحار، ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة ألا وأن الحار لا بركة له"(حل) عن أنس (ض) ".
(كان يكره الكي) ويقول إنه آخر الدواء فكأنه كان يكره البداية به وقد كوى جابر في أكحله وكوى أسعد بن زرارة وغيره قال ابن القيم (2): كراهته له لا تقتضي المنع عنه والثناء على تاركيه في خبر السبعين ألفاً إنما يدل على أن تركه أفضل وكان يكره أكل (الطعام الحار ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة) خير كثير (ألا) كلمة تنبيه (وأن الحار لا بركة له) لا زيادة في الخير ولا نمو ولا يستمرئ به الآكل ولا يلتذ. (حل)(3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خط المصنف ومال الشارح لحسنه وكأنه لشواهد منها: ما رواه البيهقي من حديث أبي هريرة، قال الحافظ العراقي: بسند صحيح قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بطعام سخن فقال: ما دخل بطني طعام ساخن منذ كذا وكذا قبل يوم" (4) ولأحمد بسند جيد والطبراني والبيهقي أن خولة بنت قيس قدمت له حريرة فوضع يده فيها فوجد حرها فأحرقت أصابعه فقال: حس"(5).
(1) أخرجه الضياء في المختارة (301)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، والإصابة (4/ 749)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4609).
(2)
زاد المعاد (4/ 58).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 252)، وانظر الإصابة (1/ 332)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4606)، والضعيفة (1598): ضعيف جداً.
(4)
أخرجه ابن ماجة (4150)، والبيهقي في السنن (7/ 280).
(5)
أخرجه أحمد (6/ 410).
7133 -
"كان يكره أن يطأ أحد عقبه ولكن يمين وشمال"(ك) عن ابن عمرو (صح) ".
(كان يكره أن يطأ أحد عقبه) أي يمشي خلفه وكان يقول دعوا ظهري للملائكة (ولكن يمين وشمال) مرفوعاً على خبرية محذوف أي ولكن هم أي المشاة يمين وشمال في المشي لا خلفه وتقدم كان يسوق أصحابه قدامه وذلك لأنه أبعد عن الكبر وأتم في التواضع وكان تارة كان يجعلهم يمينا وشمالا وأخرى قدامه (ك)(1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الشارح لحسنه وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
7134 -
"كان يكره المسائل ويعيبها، فإذا سأله أبو رزين أجابه وأعجبه"(طب) عن أم سلمة (ح) ".
(كان يكره المسائل) السؤال عن المسائل التي لم تحدث إلا المسائلة نفسها. (ويعيبها) إذا عرف التعنت أو عدم الأدب في إظهار الأسئلة (فإذا سأله أبو رزين) هو بفتح الراء وقول الشارح بضمها غلط أو سبق قلم أو غلط من الناسخ واسم أبي رزين لقيط بن عامر إذ الظاهر أن المراد به العقيلي (أجابه وأعجبه) كأنه يحسن أدبه وجودة طلبه وحرصه على الفوائد ولخفته عليه وفيه أنه لا عيب على الإقبال على بعض الطلبة دون بعض لأمر يقتضي ذلك من حسن التلقي وجودة الإدراك. (طب)(2) عن أبي رزين) هو الراوي فقوله: وإذا سأله أبو رزين من وضع الظاهر موضع المضمر وأصله إذا سألته وكأنه من تصرف الحاكي ويحتمل أنه من أبي رزين إظهارا لنعمة الله عليه حيث جعل رسول الله يقبل عليه بالخطاب والجواب، والمصنف رمز لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
(1) أخرجه الحاكم (4/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5009)، والصحيحة (1239).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 208)(472)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 160)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5007).
7135 -
"كان يكره سورة الدم ثلاثاً ثم يباشر بعد الثلاث"(طب) عن أم سلمة" (ح).
(كان يكره سورة الدم) بفتح السين المهملة وسكون الواو وهي الحدة. (ثلاثاً) أي ثلاث ليال والمراد دم الحيض كما دل له (ثم يباشر) الحائض من نسائه (بعد الثلاث) لأن في أوله يكون ذا رائحة ظاهرة الكراهة فإذا انكسرت سورته انكسر ريحه والمراد من المباشرة ما سلف أنها [3/ 379] من فوق الإزار ثم الظاهر أنها كراهة لا تقتضي التحريم بل مجرد إباء نفس لا غير (طب)(1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الذهبي: فيه مجهول.
7136 -
"كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام"(طب) عن سلمى (ح) ".
(كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام) أي يؤكل منه وقد ورد بهذا اللفظ في رواية ويقول دعوا وسط القصعة وكلوا من جوانبها فإن البركة تنزل في وسطها والكراهة للتنزيه وحملها جماعة على التحريم وهو عام في كل طعام غير الفواكه. (طب)(2) عن سلمى) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله ثقات ومثله قال شيخه الحافظ العراقي: في شرح الترمذي.
7137 -
"كان يكره أن يؤكل حتى تذهب فورة دخانه"(طب) عن جويرية (ح) ".
(كان يكره أن يؤكل حتى تذهب فورة دخانه) لما تقدم غير مرة أن الحار لا بركة فيه وأنه لا يحبه وفيه أنها تذهب كراهة الحار بتبريده (طب)(3) عن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 365)(864)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4615)، والضعيفة (4291).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 297)(754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 124)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5008)، وصححه في الصحيحة (3125).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 66)(172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 19)، وضعفه =
جويرية) تصغير جارية والظاهر إذا أطلقت أنها أحد منكوحاته صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال الشارح المراد هنا مذكر وأنه أحد ولد عبد القيس رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية إسناده حسن.
7138 -
"كان يكره العطسة الشديدة في المسجد"(هق) عن أبي هريرة".
(كان يكره العطسة الشديدة) وإن كان مطلق العطاس مما يحبه الله ثم الكراهة لها. (في المسجد) لا في غيره وقيل بل مكروهة مطلقاً إلا أنها في المسجد أشد كراهة وزاد في رواية أنها: "من الشيطان"(هق)(1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: أنه رمز لحسنه وإنها مجازفة فإن فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال الذهبي في المهذب: ضعيف وفي الميزان عن أبي حاتم: أنه منكر الحديث ثم أورد له هذا الخبر.
7139 -
"كان يكره أن يرى المرأة ليس في يدها أثر حناء أو خضاب"(هق) عن عائشة (ح) ".
(كان يكره أن يرى المرأة) كأن المراد من نسائه أو مطلقاً (ليس في يدها أثر حناء أو) أثر (خضاب) وذلك لأنه من الزينة المعتادة للحريم ففي تركه شبه بالرجال وفيه شرعية خضاب الأيدي ومثلها الأرجل للنساء بالحناء والسواد وأما الرجل فيحرم بالسواد ويحل بالحناء وقيل يحرم، واختاره النووي وكلام الرافعي قاض بحله. (هق)(2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه.
7140 -
"كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه"(حم) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً".
= الألباني في ضعيف الجامع (4608)
(1)
أخرجه البيهقي في السنن (2/ 290)، وفي الشعب (9356)، وانظر الميزان (7/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4604)، والضعيفة (4287).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (7/ 311)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4611).
(كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه) يكره أن يزيد النعل على قدر القدم لأنه زيادة على الحاجة ولأنه يتعب الرجل وقد يخرجها (حم)(1) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً) قال الشارح: في التابعين اثنان بخاري وخراساني كان ينبغي تمييزه، قلت: هما ثقتان كما في التقريب (2): فكأنه يقول المصنف لا يضر جهالة العين بعد ذلك.
7141 -
"كان يكره أن يأكل الضب"(خط) عن عائشة".
(كان يكره أن يأكل الضب) لكونه ليس من طعام أهله فلا يعتاد أكله كما صرح به وأكل على مائدته وهو ينظر (خط)(3) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه شعيب بن أيوب أورده الذهبي في الذيل ووثقه الدارقطني وقال أبو داود: إني لا أخاف الله في الرواية عن شعيب.
7142 -
"كان يكره من الشاة سبعا المرارة والمثانة والحيا والذكر والأنثيين والغدة والدم وكان أحب الشاة إليه مقدمها"(طس) عن ابن عمر (هق) عن مجاهد مرسلا (عد هق) عنه عن ابن عباس (ض) ".
(كان يكره من الشاة سبعا المرارة) هي ما توجد في جوف الحيوان فيها ماء أحضر والناس يسمونها النفس قال الليث: المرارة لكل ذي روح إلا البعير فلا مرارة له وقال القتيبي: أراد المحدث أن يقول الأَمرّ وهي المصارين فقال المرارة، قال في النهاية بعد نقله (4)، وليس بشيء (والمثانة) بالمثلثة ونون بعد
(1) أخرجه أحمد في الزهد (1/ 132)، وعبد الرزاق (1521)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4612).
(2)
انظر: تقريب التهذيب (2080)، والكاشف (1690)، و (1691).
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 318)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4607)، والضعيفة (4288).
(4)
النهاية (4/ 669).
الألف في النهاية (1): هي العضو الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف. (والحيا) في النهاية (2) الحيا ممدود: الفرج من ذوات الخف والظلف (3)(والذكر والأنثيين والغدة) بضم المعجمة وتشديد المهملة هي معروفة وهي كل عقدة في الجسم طاف بها شحم وكل قطعة صلبة بين العصب.
(والدم) المراد غير المسفوح إذ هو حرام وغاية ما ذكر معه مكروه لا محرم، قال الخطابي: قد يجوز أن يفرق بين القرائن التي يجمعها نظم واحد بدليل يقوم على بعضها فتحكم بها بخلاف حكم صواحباتها ورده أبو شامة فإنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالدم المحرم بالإجماع لأنه قد انفصل عن الشاة يعني بعد ذبحها والسبع موجودة فيها وأيضاً فمنصبه صلى الله عليه وسلم يجل عن أن يوصف بأنه كره شيئاً منصوصاً [3/ 380] على تحريمه على كافة الناس وإنما المراد أنه كره من الشاة ما كان من أجزائها دمًا منعقداً مما يحل أكله لكونه دماً غير مسفوح كما في خبر: "أحل لنا ميتتان ودمان" فكأنه أشار بالكراهة إلى الطحال والكبد. (وكان أحب الشاة إليه مقدمها) لأنه أبعد عن الإيذاء وأخف وأنصح والمراد بمقدمها الذراع والكتف وادعى بعضهم تقديم كل متقدم فيفضل الرأس على الكتف. (طس) عن ابن عمر، رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه يحيى الحماني ضعيف هق عن مجاهد مرسلاً فيه واصل بن أبي جميل قال ابن القطان (4): واصل: لم تثبت عدالته (هق) عن مجاهد مرسلاً (عد هق)(5) عنه عن ابن عباس) فيه عمرو بن
(1) النهاية (1/ 472).
(2)
النهاية (1/ 1106).
(3)
المصدر السابق (1/ 1106).
(4)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 87 - 88).
(5)
أخرجه الطبراني في الأوسط (9480) عن ابن عمر، والبيهقي في السنن (10/ 7) عن مجاهد مرسلاً، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 36)، وابن عدي في الكامل (5/ 12)، والبيهقي في السنن (10/ 7) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4616)، والضعيفة=
موسى بن دحية، قال البيهقي: عمرو ضعيف ولا يصح وصله وجزم عبد الحق بضعف سنده ومثله الحافظ العراقي.
7143 -
"كان يكره الكليتين لمكانهما من البول" ابن السني في الطب عن ابن عباس".
(كان يكره أكل الكليتين لمكانهما من البول) لقربهما منه قال في التهذيب: هما لحمتان حمراوان لاصقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين فهما مجاوران لتكون البول وتجمعه. (ابن السني (1) في الطب عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الحافظ العراقي (2): سنده ضعيف.
7144 -
"كان يكسو بناته خمر القز والإبريسم" ابن النجار عن ابن عمر (ض) ".
(كان يكسو بناته خمر) بضم المعجمة والميم جمع خمار مثل كتاب وكتب والخمار: ما تغطي به المرأة رأسها. (القز) بفتح القاف فزاي مشددة (والإبريسم) قال الليث: القز: هو ما يعمل منه الإبريسم ولذا قيل: القز والإبريسم مثل الحنطة والدقيق، وفيه جواز لبس الحرير للحريم. (ابن النجار (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
7145 -
"كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة"(هق) عن جابر (ض) ".
(كان يلبس برده الأحمر) الإضافة للعهد بأنه برد معروف به ووصفه بالأحمر قال ابن القيم (4): إنه لخطوط حمر كن فيه لا أنه أحمر مصمت فإنه منهي عنه ثم
= (4292).
(1)
أخرجه ابن السني في الطب (235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4605).
(2)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 295).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (24703)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4618).
(4)
زاد المعاد (1/ 425).
ساق أحاديث النهي، قال في المطامح: كأنه يرد عليه من أنكر لباس الأحمر فهو متعمق جاهل وإسناده لمالك باطل قال: ومن مجازفات ابن العربي أنه أفتى بقتل رجل عاب لبس الأحمر لأنه عاب لبسة لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل بفتياه، قال الشارح: وهو تهور غريب وإقدام على سفك دماء المسلمين عجيب. (في العيدين والجمعة). (هق)(1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وقد رواه الطبراني (2) عن ابن عباس بلفظ "كان يلبس يوم العيد بردة حمراء" قال الهيثمي: رجاله ثقات.
7146 -
"كان يلبس قميصاً قصير الكمين والطول"(هـ) عن ابن عباس (ح) ".
(كان يلبس قميصا قصير الكمين والطول) أي قصير الطول وسيأتي بيان قدر كميه وطوله (هـ)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الزين العراقي: إنه ضعيف.
7147 -
"كان يلبس قميصا فوق الكعبين مستوى الكمين بأطراف أصابعه" ابن عساكر عن ابن عباس (ض) ".
(كان يلبس قميصا فوق الكعبين) يحتمل إلى نصف الساق أو أدنى. (مستوى الكمين بأطراف أصابعه) إلا أنه أخرج البزار عن أنس، قال الهيثمي: رجاله ثقات "كان كم رسول الله إلى الرسغ" قال الحافظ العراقي: يجمع بينهما بأنه
(1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 247) عن جابر، والطبراني في الأوسط (7609) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4620)، والضعيفة (2455).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (ح 7609)، وانظر مجمع الزوائد (2/ 198)، وقال: رجاله ثقات.
(3)
أخرجه ابن ماجة (3577)، وعبد بن حميد (639)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4624)، والضعيفة (2458).
كان له قميصان أحدهما كمه إلى الرسغ والآخر المذكور، قال الشارح: فيه نظر لما أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء أنه لم يكن لرسول الله إلا قميص واحد ويحتمل أنه كان أول الأمر إلى أطراف أصابعه ثم قطع منه بعد ذلك حتى صار إلى الرسغ. (ابن عساكر (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
7148 -
"كان يلبس قلنسوة بيضاء"(طب) عن ابن عمر (ض) ".
(كان يلبس قلنسوة بيضاء) هي معروفة من ملابس الرأس. (طب)(2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه كما قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: فيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وضعفه جمهور الأئمة وبقية رجاله ثقات ومثله قال تلميذه الهيثمي.
7149 -
"كان يلبس قلنسوة بيضاء لاطئة" ابن عساكر عن عائشة (ض) ".
(كان يلبس قلنسوة بيضاء) زاد أبو الشيخ في روايته "شامية". (لاطئة) لاصقة (برأسه) غير مرتفعة قال الزين العراقي أجود إسناد في القلانس ما رواه أبو الشيخ عن عائشة قالت: كان يلبس في السفر القلانس ذوات الأذان وفي الحضر المشمرة يعني الشامية" (3) وفيه ندب اتخاذ القلانس (ابن عساكر (4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 195)، وانظر عون المعبود (11/ 49)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4623)، والضعيفة (2457): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (6259)، وابن عدي في الكامل (4/ 209)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 243)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4621)، والضعيفة (2538).
(3)
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (299).
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 193)، وابن سعد في الطبقات (5/ 218)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4622).
7150 -
"كان يلبس القلانس: تحت العمائم وبغير العمائم ويلبس العمائم بغير قلانس وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضرية ويلبس ذوات الآذان في الحرب وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي، وكان من خلقه أن يسمي سلاحه، ودوابه، ومتاعه" الروياني وابن عساكر عن ابن عباس (ض) ".
(كان يلبس [3/ 318] القلانس: تحت العمائم) ويجعل عليها العمامة. (وبغير العمائم ويلبس العمائم بغير قلانس) كان حاله صلى الله عليه وسلم أنه لا يتكلف لشيء من الملابس وغيرها (وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضرية ويلبس ذوات الآذان في الحرب) هي قلانس يجعل ما يقي الآذان متصلاً بها (وكان ربما نزع قلنسوته) سواء كان عليه عمامة أم لا. (فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي) فيؤخذ منه أنه قد يصلي ليس على رأسه شيء. (وكان من خلقه أن يسمي سلاحه، ودوابه، ومتاعه) وتقدم النص على تسمية كل ذلك وأنه يبينه (الروياني) بالمثناة من تحت وراؤه مضمومة (وابن عساكر (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
7151 -
"كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران"(ق د) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يلبس النعال السبتية) بكسر المهملة المدبوغة والتي خلق شعرها من السبت القطع وكان طول نعله شبرا وأصبعين وعرضها مما يلي الكعبين سبعة أصابع وبطن القدم خمس وفوقها ست ورأسها محدد وعرض ما بين القبالين أصبعان ذكره العراقي. (ويصفر لحيته) يصبغها بالصفرة. (بالورس والزعفران)
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 285)، وانظر عون المعبود (11/ 88)، وتحفة الأحوذي (5/ 393)، وفيض القدير (5/ 247)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4619): ضعيف جدًا.
وقد حث على تغيير الشعر بالصفرة وإن كان الشيب قليلاً فإنه كان قليل الشيب صلى الله عليه وسلم. (ق د)(1) عن ابن عمر).
7152 -
"كان يلحظ في الصلاة يميناً وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره"(ت) عن ابن عباس (ض) ".
(كان يلحظ) وفي لفظ يلتفت. (في الصلاة يمينا وشمالاً) واللحظ كذلك بلا التفات وإلا لقال يلتفت فتفسيرهم اللحظ بالالتفات فيه نوع تسامح إلا أن قوله. (ولا يلوي عنقه خلف ظهره) قرينة على أنه يلويه يميناً وشمالاً قال ابن القيم (2): إنه كان يفعل ذلك لعارض أحياناً ولم يكن من فعله الراتب. (ت)(3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي غريب، وقال ابن القطان: إنه صحيح وإن كان غريباً وقال ابن القيم (4): لا يثبت بل هو باطل سنداً ومتناً ولو ثبت لكان حكاية فعل لمصلحة تعلق بالصلاة، وأخرجه النسائي بلفظه عن ابن عباس قال ابن حجر: صححه ابن حبان والدارقطني والحاكم وأقره على تصحيحه الذهبي قال ابن حجر: لكن رجح الترمذي إرساله.
7153 -
"كان يلصق صدره ووجهه بالملتزم"(هق) عن ابن عمرو (ح) ".
(كان يلصق صدره ووجهه بالملتزم) تبركاً وتيمنا به وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وسمي به لأن الناس يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم وصح
(1) أخرجه البخاري (5851)، ومسلم (1187)، وأبو داود (4210).
(2)
زاد المعاد (1/ 232).
(3)
أخرجه الترمذي (587)، والنسائي (3/ 9)، وابن خزيمة (485)، وابن حبان (6/ 66)(2288)، وانظر الدارية (1/ 183)، وعلل الترمذي (1/ 98)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5011).
(4)
زاد المعاد (1/ 232).
أنه ما دعا به ذو عاهة إلا بريء. (هق)(1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال الذهبي: فيه مثنى بن الصباح لين.
7154 -
"كان يليه في الصلاة الرجال ثم الصبيان ثم النساء"(هق) عن أبي مالك الأشعري" (ض).
(كان يليه) يدنو منه (في الصلاة الرجال) ويأمر أن يليه ذووا الأحلام كما سلف (ثم الصبيان) بكسر الصاد جمع صبي وحكي ضمها. (ثم النساء) لنقصهن (هق)(2) عن أبي مالك الأشعري رمز المصنف لضعفه.
7155 -
"كان يمد صوته بالقراءة مدا"(حم ن هـ ك) عن أنس (صح) ".
(كان يمد صوته بالقراءة مداً) في الصلاة وغيرها وليس المراد تمطيط الكلام وزيادة الكلمات على جوهرها بل المراد بيانها ومد ما هو ممدود منها وتقدم ذلك. (حم ن هـ ك)(3) عن أنس رمز المصنف لصحته.
7156 -
"كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم"(خ) عن أنس (صح) ".
(كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم) تدريباً لهم على الآداب الدينية وتأنيساً وإطراحاً لرد الكبرياء. (خ)(4) عن أنس وأخرجه أيضاً مسلم من رواية أنس.
7157 -
"كان يمر بنساء فيسلم عليهن"(حم) عن جرير (ح) ".
(كان يمر بنساء فيسلم عليهن) قال الشارح: حتى الشواب وذوات الهيئة؛
(1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 164)، والدارقطني (2/ 289)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 269)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5012).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (3/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4625).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 131)، والنسائي (2/ 179)، وابن ماجة (1353)، والحاكم (1/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5013).
(4)
أخرجه البخاري (5893)، ومسلم (702).
لأنه كالمحرم لهن ولا يسوغ لغير المعصوم، وقال ابن القيم (1): الصواب في المسألة يسلم على العجائز وذوات المحارم دون غيرهن (حم)(2) عن جرير رمز المصنف لحسنه.
7158 -
"كان يمسح على وجهه بطرف ثوبه في الوضوء"(طب) عن معاذ (ض) ".
(كان يمسح على وجهه) قال الشارح: الذي وقفت عليه في أصول صحيحة يمسح وجهه (بطرف ثوبه في الوضوء) لينشف به وتقدم الكلام في التنشيف، وذهبت الشافعية إلى كراهته لضعف هذا الخبر" (طب)(3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف أخرجه الترمذي وقال: غريب وإسناده ضعيف.
7159 -
"كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان" ابن عساكر عن ابن عباس".
(كان يمشي مشيا يعرف فيه) أي بسببه. (أنه ليس بعاجز) لأنه يمشي مشي أهل الجلادة والهمة مع سكينة ووقار قال أبو هريرة: كنا نجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث [3/ 382](ولا كسلان) كما هي سيرة أهل الترافة وعدم النشاط وقد تقدم كلام في مشيه صلى الله عليه وسلم. (ابن عساكر (4) عن ابن عباس).
7160 -
"كان يمص اللسان" الترقفي في جزئه عن عائشة".
(كان يمص اللسان) لسان حليلته وكذا بناته فقد ورد أنه مص لسان فاطمة
(1) زاد المعاد (2/ 375).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 200)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5015).
(3)
أخرجه الترمذي (54)، والطبراني في الكبير (20/ 68)(127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4626).
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 61)، وانظر فيض القدير (5/ 248)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5016)، وصححه في الصحيحة (2140).
رضي الله عنها ولم يرو في غيرها من بناته (الترقفي)(1) بمثناة مفتوحة فراء ساكنة فقاف مضمومة ففاء نسبة إلى ترقف، قال السمعاني (2): أظنها من أعمال واسط، قلت: في القاموس (3) ترقف كبنصر اسم امرأة أو بلد ومنه العباس بن الوليد انتهى يريد هذا المذكور فإنه العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترقفي صدوق حافظ روى عن الغرياني قال السمعاني: كان ثقة، في جزئه عن عائشة.
7161 -
"كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء"(حم ت ن هـ) عن عائشة (صح) ".
(كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء) يحتمل على أن لا يمسه بالغسل وإلا فإنه كان لا ينام وهو جنب حتى يتوضأ فقد ثبت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب والمصطفى صلى الله عليه وسلم أجل قدرا من أن يبيت على حال لا يقرب منزله فيه الملائكة (حم ت ن هـ)(4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، ونقل البيهقي عن الحفاظ الطعن فيه وقال ابن حجر: قال أحمد: ليس بصحيح ومثله قال شيخه الحافظ العراقي.
7162 -
"كان ينام حتى ينفخ، ثم يقوم فيصلي، ولا يتوضأ"(جم) عن عائشة (صح) ".
(كان ينام حتى ينفخ) من نومه قال وكيع: يعني وهو ساجد. (ثم يقوم فيصلي) أي يتم صلاته (ولا يتوضأ) لأن عينه تنام ولا ينام قلبه ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن وضوءه لا ينتقض بالنوم (حم)(5) عن عائشة) رمز المصنف لصحته
(1) أخرجه الترقفي في جزئه (برقم
…
) بتحقيقنا، وانظر فيض القدير (5/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4627).
(2)
الأنساب (1/ 457).
(3)
انظر القاموس (3/ 146).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 43)، والترمذي (118)، والنسائي (5/ 322)، وابن ماجة (581)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5019).
(5)
أخرجه أحمد (6/ 135)، وابن ماجة (474)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5018).
وأخرجه ابن ماجه بسند صحيح قال مغلطاي في شرحه (1): على شرط الشيخين.
7163 -
"كان ينام أول الليل ويحيي آخره". (هـ) عن عائشة".
(كان ينام أول الليل) بعد صلاة العشاء إلى تمام نصفه الأول. (ويحيي) بالعبادة. (آخره) وتقدم أنه كان يقوم عند سماع الصارخ وذلك من أنفع النوم لأنه يهب من نومه وقد أخذت الأعضاء حقها من الراحة والسكون فيقوم نشطا إلى الطاعة ويقوم للعبادة في أفضل أوقات الليل وينام في الوقت الذي كره الحديث والسمر فيه وهو بعد صلاة العشاء (هـ)(2) عن عائشة) وقد أخرجه الشيخان في الصلاة بزيادة من حديث عائشة.
7164 -
"كان ينحر أضحيته بالمصلى"(خ د ن هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(كان ينحر أضحيته بالمصلى) عقيب صلاته إظهار لشعائر الله وإرشاد للعباد بنحو ضحاياهم فينبغي إظهارها إحياء للسنة فيسن للإمام نحو ضحيته في المصلى وهل يسن لغيره ذلك الظاهر أنه لا يسن إذ لو سن لفعله أصحابه. (خ د ن هـ)(3) عن ابن عمر).
7165 -
"كان ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلمه الرجل في الحاجة فيكلمه، ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي"(حم 4 ك) عن أنس (صح) ".
(كان ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلمه الرجل في الحاجة) يريدها منه صلى الله عليه وسلم. (فيكلمه) يجيب عليه. (ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي) فالكلام بعد الخطبة قبل الصلاة لا ضير فيه قيل لكن يشترط إن لا يطول الفصل لأنه يشترط الموالاة بين الخطبة والصلاة. (حم 4 ك)(4) عن أنس رمز المصنف لصحته.
(1) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (4/ 254).
(2)
أخرجه البخاري (1146)، ومسلم (739)، وابن ماجة (1365).
(3)
أخرجه البخاري (982)، وأبو داود (2811)، والنسائي (3/ 193)، وابن ماجة (3161).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 119، 213) وأبو داود (1120) والترمذي (517) والنسائي في الكبرى =
7166 -
"كان ينصرف من الصلاة عن يمينه"(ع) عن أنس (ح) ".
(كان ينصرف من الصلاة) إذا فارق موضع صلاته. (عن يمينه) إذا لم يكن له حاجة إليه وإلا انصرف إلى جهة حاجته كما ثبت في رَوايا أخر (ع)(1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.
7167 -
"كان ينفث في الرقية". (هـ) عن عائشة (ح) ".
(كان ينفث في الرقية) النفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وذلك أنه كان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ ما يريد أن يقرأ وكان يفعل ذلك ويقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذات ويمسح بكفيه ما استطاع من بدنه ففيه سببية الرقية والنفث. (هـ)(2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
7168 -
"كان يوتر من الليل، وأوسطه وآخره"(حم) عن أبي مسعود (صح) ".
(كان يوتر) يصلي وتره (من) أول (الليل) تارة لكن بعد النوم (وأوسطه وآخره) تبين بذلك أن الليل كله وقت الإيثار وإن كان إيثار آخر الليل أفضل (حم)(3) عن أبي مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
7169 -
"كان يوتر على البعير"(ق) عن ابن عمر (صح) ".
(كان يوتر على البعير) في السفر وتقدم أنه كان يتنفل عليه فعلى القول بأن الوتر فرض في حقه أنه يصح الفرض على البعير وقد فعله على البعير دليل على
= (5642) وابن ماجة (1117)، والحاكم (1/ 427)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4628).
(1)
أخرجه أبو يعلى (4042)، وأحمد (3/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5021).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3528)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5022).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 272)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5024).
أنه غير واجب عليه للإجماع بأنه لا يصح الفرض على البعير فيه تأمل. (ق)(1) عن ابن عمر).
7170 -
"كان يلاعب زينب بنت أم سلمة، ويقول: يا زوينب، يا زوينب مراراً". الضياء عن أنس (صح) ".
(كان يلاعب زينب بنت أم سلمة) ربيبته صلى الله عليه وسلم وهي زينب بنت أبي سلمة. (ويقول) لها: [3/ 383](يا زوينب، يا زوينب) يقول ذلك بالتصغير (مراراً) تلطفاً بها وترفقاً وحسن خلق ومشياً مع كل أحد بما ينبسط إليه ويرتاح إليه (الضياء (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
7171 -
"كان آخر كلامه: الصلاة، الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"(د هـ) عن علي (صح) ".
(كان آخر كلامه: الصلاة، الصلاة) بالنصب على الإغراء، قال ابن مالك: معنى الإغراء: إلزام المخاطب العكوف على ما يحمد العكوف عليه على احفظوها بالمواظبة عليها واحذروا تضيعها وخافوا ما يترتب عليه من العذاب. (واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) راقبوه في ذلك بالعمل بما آمركم به قيل: أراد بهم المماليك وأنه قرن التوصية بهم بالتوصية بالصلاة إعلاما بأن وجوب حقه على سيده كوجوب الصلاة وقيل أراد الزكاة والأولى أنه أراد الأعم الشامل لهما فأراد بالصلاة العبادات البدنية ونبه بها عليها وخصها لأنها أشرف العبادات البدنية، وأراد بما ملكت أيمانكم الحقوق المالية (د هـ)(3) عن علي) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه البخاري (999)، ومسلم (700).
(2)
أخرجه الضياء في المختارة (1733)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5025)، والصحيحة (2141).
(3)
أخرجه أبو داود (5156)، وابن ماجة (2698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4616).
7172 -
"كان آخر ما تكلم به أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب" (هق) عن أبي عبيدة بن الجراح (صح) ".
(كان آخر ما تكلم به) مما يوصي به أمته وخلفاءه فلا ينافيه أن آخر كلامه "الرفيق الأعلى" ثم إنه آخره في ذكر أحوال العباد وأهل الكتابين فلا ينافيه ما قبله (أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى) لعنهم الله.
(اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال البيضاوي: لما كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لهم نهى أمته عن مثل فعلهم أما من اتخذ مسجداً لجوار الصالح أو صلى في مقبرة استظهاراً بروحه أو وصول أثر من عبادته لا لتعظيمه فلا حرج، ألا ترى أن قبر إسماعيل بالحطيم وذلك المحل أفضل للصلاة فيه، والنهي عن الصلاة في المقبرة يختص بالمنبوشة، انتهى.
قلت: هذا الكلام لا دليل عليه بل الأحاديث ناهية عن الصلاة في المقابر مطلقا بل ذلك كان أول عبادة الأصنام وقد بحثه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1) بما لا مزيد عليه.
(لا يبقين دينان بأرض العرب) وفي لفظ: "بجزيرة العرب" وهو ظاهر في وجوب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وعليه أئمة الإِسلام إلا الأقل، والشافعي وغيره خصوا ذلك بالحجاز وهي: مكة والمدينة واليمامة لحديث: "أخرجوهم من الحجاز" والحق أنه لا ينفي الأمر بإخراجهم من الجزيرة كلها، غايته أنه أفرد الأمر بالإخراج من الحجاز زيادة في تطهيره عنهم، وقال ابن جرير الطبري: يجب على الإِمام إخراج الكفار من كل مصر غلب عليه الإِسلام حيث لا ضرورة بالمسلمين، وإنما خص أرض العرب لأن الدين
(1) إغاثة اللهفان (1/ 185).
يومئذ لم يتعداها، قال: ولم أر أحداً من أئمة الهدى خالف في ذلك.
قلت: قد جمعنا في ذلك رسالة وسعينا أشد السعي في إخراجهم من صنعاء اليمن في سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف حرصاً منا على تنفيذ وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم لكن على غير طائل (1). (هق)(2) عن أبي عبيدة بن الجراح) رمز المصنف لصحته.
7173 -
"كان آخر ما تكلم به: "جلال ربي الرفيع، فقد بلغت ثم قضى". (ك) عن أنس (صح) ".
(كان آخر ما تكلم به) حقيقة: ("جلال ربي الرفيع) بالنصب على أنه مفعول لأختار جلال (فقد بلغت) بالتشديد أي ما أرسلت به وأديت ما حملته فأختار جلال مالكي، قال السهيلي: وجه اختيار هذه الكلمة أنها تتضمن التوحيد والذكر بالقلب حتى يستفاد منه الرخصة لغيره في النطق وأنه لا يشترط الذكر باللسان وأصل الحديث في الصحيحين عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: "إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير فلما نزل به ورأسه في حجري غشي عليه تم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت تم قال: "اللهم الرفيق الأعلى" (3) فعلمت أنه لا يختارنا وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح. (ثم قضي) هذا من كلام الراوي، قال في الروض الأنف: إن هذا الذي كان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم متضمن معنى التوحيد الذي يجب أن يكون آخر كلام المؤمن لأنه قال الرفيق الأعلى وهم الذين أنعم الله عليهم وهم أهل لا إله إلا الله. (ك)(4) عن أنس) رمز المصنف [3/ 384] لصحته.
فائدة: ذكر السهيلي عن الواقدي: أن أول كلمة تكلم بها المصطفى صلى الله عليه وسلم: "جلال
(1) جاء في المخطوط (على خير حائل) ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (6/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4617).
(3)
أخرجه البخاري (4463)، ومسلم (2444).
(4)
أخرجه الحاكم (3/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4307)، والضعيفة (4159).
ربي الرفيع"، لكن روى عنه أن أول ما تكلم به لما ولدته أمه حين خروجه من بطنها: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً".
آخر الشمائل من حرف الكاف والحمد لله عدة أحاديث هذه الأحرف
سبعمائة حديث وخمسة وعشرون حديثًا، وإلى هنا فرغ رقم الجزء
الثالث من التنوير شرح الجامع الصغير وكان الفراغ من رقمه
صباح يوم الاثنين لعله خامس وعشرين من شهر جمادي
الآخرة سنة سبعة وخمسين ومائة وألف سنة من الهجرة
النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والحمد
لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم، وذلك بعناية سيدي الوالد العلامة
عز الدين محمَّد بن إسماعيل الأمير
حفظه الله وحماه وبلغه من الدارين
ما يهواه وصلى الله على محمَّد
وآله وسلم.
وكاتبه مستمد ممن اطلع عليه الدعاء له
سيما بالمغفرة ولوالديه وللمؤمنين،
نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة (1).
(1) وفي آخره القراءة الآتية: فرغ عن قراءة هذا الربع يوم الربوع: (20/ ربيع آخر/ 1297)، على يد الفقير: سالم بن محمَّد بن عبد الرحمن بن شيخ الحسيني. وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم.