المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النسخ المعتمدة في التحقيق - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر - مقدمة

[السخاوي]

الفصل: ‌النسخ المعتمدة في التحقيق

‌النسخ المعتمدة في التحقيق

تعرف لهذا الكتاب أربع نسخ مخطوطة، موزعة في أمصار شتى، وقد تيسر لي بفضل اللَّه عز وجل الحصول عليها جميعًا، وهذه النسخ كلها كتبت في عصر المؤلف. كما أن للكتاب مختصرين، تيسر لي اقتناؤهما كذلك. وهذا وصف موجز للنسخ المعتمدة.

1 -

نسخة محفوظة في مكتبة أحمد الثالث بتركيا، ورقمها 2991، وتقع في 345 ورقة، في كل منها 29 سطرًا، وقد كتبت هذه النسخة سنة 895 هـ، فهي آخر نسخة كتبت في حياة المصنف رحمه الله، ويمكن القول: إنها النسخة المعتمدة، نظرًا لتأخرها عن مثيلاتها وللزيادات الكثيرة الموجودة فيها، كما أنها قرئت من قبل أحد العلماء العارفين، ويبدو أنه قابلها على نسخة أخرى، حيث نجد إشارات لذلك في هوامش النسخة، كما كان يدون بعض مطالعاته عليها، ويرقم للمكان الذي انتهى إليه في المطالعة بعبارة "بلغ"، أو"بلغ مطالعة". وهذا العالم هو محمد بن أحمد المظفري، حيث دون تملُّكَه لهذه النسخة على لوحة العنوان. والمظفري هذا هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه، وهو من تلامذة المؤلف، فقد ترجمه في كتابه "الضوء اللامع" 7/ 76، فقال: إنه ولد سنة تسع وسبعين [وثمانمائة] بسويقة المظفر وحفظ القرآن، وقرأ عليه الكثير من مؤلفاته ومؤلفات غيره. قال: وله همة ورغبة في الاشتغال.

قلت: وهمته العالية هذه دعته إلى اقتناء كتب شيخه ومطالعتها، خصوصًا هذا الكتاب، فنجد أنه ملك هذه النسخة التي نصفها، وكان عنده

ص: 34

أيضًا نسخة (ب) الآتي وصفها، حيث طالعها أكثر من مرة كما دون ذلك على الصفحة الأولى منها.

وفي ظني أن هذه النسخة منقولة من النسخة (ح) الآتي وصفها؛ لأنها تتطابق معها في كثير من المواضع، حتى في الزيادات الملحقة بخط المصنف في الهامش، بينما لا نجد ذلك في النسختين الأخريين، وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز (أ).

2 -

النسخة الثانية محفوظة في مكتبة الأحقاف بتريم برقم 2035، وتقع في 253 ورقة، في كل واحدة 29 سطرًا، وتنقص من البداية ورقة واحدة، وكذا بها نقص من آخرها من أواخر الباب العاشر مع الخاتمة. وقد حصلت عليها بمعاونة شيخنا القاضي إسماعيل بن علي الأكوع جزاه اللَّه خير الجزاء.

وهذه النسخة في غاية النفاسة، حيث كتبت في عصر المؤلف وأظنها بخط عز الدين بن فهد المكي، حيث قرأها على المصنف كما دون ذلك على كثير من أوراقها. وعز الدين ابن فهد هو عبد العزيز بن عمر بن محمد، المعروف كأسلافه بابن فهد، ولد سنة 850 هـ، وقرأ على المصنف الكثير من مؤلفاته، وتوفي سنة 920 هـ. انظر ترجمته في الضوء اللامع 4/ 224، وشذرات الذهب 8/ 100، وعليها خطُّه في كثير من المواضع بالإضافات والإلحاقات المتكررة التي لا نجد كثيرًا منها في النسخة (ب) مثلًا، وبعضها لا نجدها في النسخة (ط)، إلا أننا نجد هذه الزيادات في النسخة (أ) السابق ذكرها، ويبدو أن الأولى نقلت عن هذه، واللَّه أعلم.

كما نجد على الورقة الأولى من هذه النسخة مجموعة تملكات لبعض علماء اليمن وأعيانهم، مثل المتوكل على اللَّه إسماعيل، حيت دون تملكه عليها بعبارة: الحمد للَّه. من كتب أمير المؤمنين المتوكل على اللَّه إسماعيل ابن أمير المؤمنين رضوان اللَّه عليه.

والمتوكل على اللَّه هذا هو إسماعيل بن القاسم بن محمد، المولود سنة 1019 والمتوفى سنة 1087 هـ تولى الإمامة باليمن سنة 1054 هـ، وكان عالمًا محققًا في الفقه الهادوي الزيدي، ألف مجموعة من الكتب، وكان له رغبة

ص: 35

كبيرة في جمعها، حيث حوت مكتبته أكثر من ثلاثين ألف كتاب (1).

وجاء عقب تملك المتوكل على اللَّه عبارة: الحمد للَّه، وهو في يد الفقير إلى اللَّه الغني الراجي من فضله اللطف التوفيق إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل الصديق، غفر اللَّه لهم وأحسن خاتمته.

وإسماعيل الصديق هذا ذكره شيخنا العلامة القاضي إسماعيل بن علي الأكوع عرضًا في هامش ترجمة الشيخ أحمد بن الإمام محمد بن علي الشوكاني، المتوفى سنة 1281 هـ "من كتاب هجر العلم ومعاقله في اليمن" 4/ 2288، فقال: لم يعقب سوى بنت، يعني الشوكاني، وعلق في الهامش فقال: تزوجت بالقاضي إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن يحيى الصديق، المتوفى سنة 1289 هـ، وأنجبت له فيما أنجبت بنتًا اسمها صفية، تزوج بها القاضي علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن ناصر الشجني، وأنجبت له فيما أنجبت بنتًا سميت تقية، تزوجت بالقاضي حسين بن عبد اللَّه المجاهد، وأنجبت له ابنًا وبنتين، كبراهما والدتي رحمها اللَّه.

وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز (ح).

3 -

نسخة ثالثة محفوظة في الخزانة العامة بالرباط، ورقمها 1500، وتقع في مجلدين الأول فيه 140 ورقة، والثاني فيه 117 ورقة في كل منها 29 سطرًا، وكتبت سنة 890 هـ على الأرجح، إذ إن كلمة (تسعين) غير واضحة في الأصل، وخمنتها تخمينًا وأظنها الصواب، واللَّه أعلم. ومما يرجح ذلك أن بها نقصًا عن النسخة (أ) المكتوبة سنة 895 هـ، كما أن بها زيادة عن النسخة (ب) الآتي وصفها، والتي كتبت قبل ذلك. وقد رمزت لها بالرمز (ط). وهي كثيرة الشبه بالنسخة الباريسية، مع زيادات عنها.

وقد كتبت هذه النسخة بالخط الفارسي الجميل، إلا أن بها نقصًا في عدة مواضع، أولها في البداية، حيث تنقص بمقدار ورقة واحدة، وكذا بها

(1) انظر ترجمته في البدر الطالع 1/ 146، وهجر العلم ومحاقله في اليمن 2/ 1075 و3/ 1244.

ص: 36

نقص في عدة مواضع منه بمقدار كراستين. ومن النقص ما استكمل بخط مغاير، وأثرت الأرضة على النص في كثير من المواضع. وقد أشرت إلى ذلك في موضعه من الكتاب. كما أن أوراقها قد انفرط عقدها واختل ترتيبها، ثم جمعت وتم تجليدها على حالتها هذه، مما أتعبني غاية التعب في إعادة ترتيبها وإعادة كل ورقة في موضعها الصحيح.

وتمتاز هذه النسخة بوجود بعض الحواشي والتعليقات المكتوبة في هامش بعض صفحاتها، وقد أثبت بعضها في تعليقات الكتاب.

4 -

نسخة محفوظة بمكتبة باريس الوطنية برقم 2105، ومنها مصورة فيلمية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، وعدد أوراقها 298، في كل منها 31 سطرًا، ورمزت لها بالرمز (ب).

وقد قرئت هذه النسخة على المصنف، أو قام بقراءتها بنفسه، حيث أضاف في هوامشها الكثير من المعلومات غير الموجودة في المتن، ورغم ذلك، فإننا نجد بها نقصًا كثيرًا عن النسخ السابقة، وذلك لأنها أول النسخ كتابة عن أصل المؤلف كما يبدو، ويدل على ذلك اختلاف بعض العبارات بينها وبين النسخة السابقة، مثل قوله في هذه النسخة:"منهم جماعة بقيد الحياة الآن"، وقد حذفت هذه العبارة من النسخ الأخرى، وكقوله:"حين كتابتي هذه الأحرف سنة سبع وسبعين ثم. . . في سنة تسع وسبعين"، وهذه العبارة غير موجودة في نسخة باريس، وكثيرًا ما يذكر عقب ذكره أحد الأعلام عبارة "نفع اللَّه به" بينما نجد العبارة في النسخ الأخرى "رحمه الله"، أي أن المذكور كان حيًّا حال كتابة هذه النسخة، بينما كان قد توفي عند كتابة النسخ الأخرى.

وهذه الإضافات التي كان يلحقها المؤلف رحمه الله ناشئة عن ما كان يتحصل عليه من معلومات وأخبار تخص موضوع كتابه، فيضيفها باستمرار على نسخته أو على نسخ تلامذته الذين قاموا بنسخ الكتاب وقراءته عليه. وهي ليست مقتصرة على هذا الكتاب وحده، بل نجده -وكأي مؤلف آخر- يضيف إلى كتابه ما يستجد من معلومات، ويحذف منه ما لا يراه مناسبًا؛ يقول رحمه الله في كتابه "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام"

ص: 37

3/ 1218 في حوادث سنة سبع وتسعين وثمانمائة: وتجدد لي من التصانيف جزء في ختم سيرة ابن سيد الناس، وتبييض مؤلفي التوبيخ لمن ذم التاريخ في كراريس، ومسودة ثانية، لمؤلفي في الفِرَق، وهو مجلد ضخم لم أستوف إلى الآن فيه الغرض.

فها هو يكتب كتابًا للمرة الثانية، ورغم ذلك لم يستوف فيه الغرض، ولو مد اللَّه في عمره لأضاف إليه الشيء الكثير، وكذا الأمر بالنسبة لباقي مؤلفاته.

ونستطيع ترتيب النسخ الأربع حسب تسلسلها الزمني في الكتابة كما يأتي:

1 -

نسخة باريس، والمرموز لها بالرمز (ب).

2 -

نسخة الرباط، والمرموز لها بالرمز (ط).

3 -

نسخة الأحقاف، والمرموز لها بالرمز (ح).

4 -

نسخة أحمد الثالث، والمرمز لها بالرمز (أ).

ويوجد للكتاب مختصران، تيسر لي بفضل اللَّه الحصول عليهما:

الأول: من تأليف شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد الحلبي السفيري (1)، وهو أحد علماء القرن العاشر الهجري، توفي سنة 956 هـ، وكان عالمًا بالحديث، له شرح صحيح البخاري، منه مجلدان في المكتبة التيمورية في مصر، وكتاب تحفة الأخيار في حكم أطفال المسلمين والكفار. وهو من تلامذة الحافظ السيوطي والكمال ابن شريف كما يتضح من مختصره هذا. وهذا المختصر أسبق في التأليف من المختصر الآخر الآتي ذكره.

والنسخة محفوظة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة، وهي بخط ولد المصنف، وتقع في 190 ورقة، في كل منها 17 سطرًا.

(1) مترجم في شذرات الذهب 8/ 312، الكواكب السائرة 2/ 56، الأعلام للزركلي 6/ 317.

ص: 38

الثاني: من اختصار عبد اللَّه بن زين الدين بن أحمد البصروي، المتوفى سنة 1170 هـ (1)، وسماه "جمان الدرر من ترجمة الحافظ بن حجر".

ومن كتابه هذا نسخة في دار الكتب المصرية رقمها 276 تاريخ، وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة، ونسخة ثانية -وهي التي توفَّرت لي- محفوظة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض رقمها 1379، وهي ناقصة من أثناء الباب الثامن إلى نهاية الكتاب. وتقع في 132 ورقة، في كل ورقة 25 سطرًا.

ومختصر البصروي هذا جاء بعد مختصر السفيري؛ لتأخره عنه في الوفاة، وقد انتقد السفيريَّ في أشياء حذفها من أصل الكتاب، وأمور أخرى أثبتها كان حقها الاختصار كما قال.

ولا يخلو هذان المختصران من فوائد عزيزة لا توجد في أصل الكتاب، أضافاها من كتب الحافظ ابن حجر، ومن كتب غيره، وقد أثبت بعض هذه الفوائد تعميمًا للفائدة.

ملاحظات على المطبوع:

سبق أن طبع الجزء الأول من هذا الكتاب سنة 1406 هـ/ 1986م في وزارة الأوقات المصرية، بتحقيق كل من الدكتور حامد عبد المجيد والدكتور طه الزيني، وأشرف على التحقيق فضيلة الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف حينئذٍ، وروجع هذا الجزء من قبل لجنة مكونة من اثني عشر أستاذًا، ذكرت أسماؤهم في الصفحة "هـ" من الكتاب.

ورغم هذا العدد الكبير من المحققين والمشرفين والمراجعين، إلا أنه وقعت في التحقيق أخطاء كثيرة، سواء في قراءة النص أو في التعليقات والهوامش، نلخصها فيما يأتي:

1 -

نقص بعض العبارات من المطبوع، مع وجودها في المخطوط،

(1) مترجم في معجم المؤلفين 6/ 56، سلك الدرر 3/ 86، الأعلام 4/ 88.

ص: 39

كما في الصفحات 8، 25، 32، 65، 68، 388، 390، 42، 439، 443، 451، وغيرها، وكذا حذف الأرقام التي أثبتها المؤلف فوق أسماء شيوخ الحافظ ابن حجر، حيث قال:"فرقمت علو كل اسم بالقلم الهندي محله منهما، وأخرجت منهما دون العشرين نفسًا إلى ذكر الطلبة مع الرقم عليهم أيضًا، وكذا زدت طائفة قليلة لم يذكرهم، رقمت عليهم (زاي) ". إلا أننا لا نجد هذه الرقوم في المطبوع!

2 -

إضافة عبارات غير موجودة في المتن، ونقلوها من مصادر أخرى، كالمجمع المؤسس والمعجم المفهرس، كلاهما لابن حجر، وتكرر ذلك كثيرًا في ضبط شيوخ الحافظ في الصفحات 135 - 177، وكذا الأمر في سرد مروياته في الصفحات 178 - 203، وفي غيرها من المواضع من هذا الجزء.

3 -

التحريفات الكثيرة في كتابة النص، منها ما هو من أخطاء الطباعة، وأكثرها ناتج عن خطأ في قراءة المخطوط وعدم الدقة في المقابلة، بل إننا نجد أنهم أثبتوا فروقًا بين النسخ لا تصح، مثل إثباتهم لفروق بين النسختين (أ) و (ب) لقصيدة وردت ص 383 - 385 بينما هذه القصيدة لم ترد في النسخة (ب) أصلًا.

4 -

أخطاء في قراءة النص، بنيت عليه أخطاء في كتابة التعليق، فورد قول المؤلف في حديثه عن لقب شيخ الإسلام ص 16: ونحوه أن شيخنا صاحب الترجمة أرسل له (يقصد صالح البلقيني) سؤالًا، ففتحه بقوله: ما يقول الفقهاء؟ فأرسل إلى نقيبه القزويني فقال: يقول لكم القاضي، أي فرق بين وصف المفتي وبين فقيه الكتَّاب؟ فأجابه بقوله: كنت مستعجلًا وابتذلت هذه اللفظة. فكتبوا في الهامش: ابتذلت هذه اللفظة: "لم أصن لساني عنها بسبب العجلة"، والصواب أن الكلام يتم عند قوله:"كنت مستعجلًا"، ثم يستأنف الكلام بقوله: وابتُذِلَت هذه اللفظة. . .

ومن الأخطاء والتحريفات العجيبة: ما ورد ص 26 عند نقل المؤلف ما نقل عن من سأل الإمام أحمد فيمن يطلق عليه لقب الحافظ، فقال بيده

ص: 40

كذا، يروح عنه ويسره. فعلق المحققون في الهامش: في (ب) ثمنه بدل عنه، ويكون المعنى على (عنه) يروح عنه يكون مستريحًا مسرورًا، وعلى الثاني لا يمكن إلا إذا جعلنا الحاء في يروح جيمًا، والمعنى يزيد ثمنه وترتفع قيمته ويكون ميسرًا! وهذا خطأ فاحش، إذ العبارة الصحيحة: فقال بيده كذا، يروِّح يمنة ويسرة.

ومثله ما ورد في ص 202 في سند حديث المخلص: "بسماع الأول له للمغير وعليه على أبي النُّون الدبوسي، فكتبوا في الهامش تعليقًا على كلمة المغير: هو أبو الحسن علي بن أبي عبد اللَّه بن المغير! وهذا خطأ فاحش أيضًا، إذ العبارة الصحيحة، وكما وردت في المخطوط "بسماع الأول للمقروء عليه على أبي النون الدبوسي".

5 -

أخطاء الواقعة في تراجم الأعلام الواردين في النص، مثال ذلك: ص 18، قال السخاوي: كما أخبرني الإمام خاتمة المسندين العز أبو محمد القاضي. .، فعرفوا العز في الهامش بأنه العز بن عبد السلام، المتوفى سنة 660 هـ، والعجب كيف يكون المتوفى في هذه السنة شيخ السخاوي المولود سنة 831 هـ؟! بل العز المذكور هو عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم، المتوفى سنة 859 هـ، وقد ترجمه السخاوي في الضوء اللامع 4/ 198 - 203.

وما ورد ص 34 عند قول الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ: لم أر من أطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني وأبو حازم العبدوي. فعرفوا العبدوي بأنه أحمد بن علي العبدوي، المتوفى سنة 678 هـ. وما كنا ندري أن اللَّه مد في عمره حتى يعيش بعد الدارقطني أكثر من مائتي سنة! بل هو عمر بن أحمد بن عبدويه أبو حازم النيسابوري العبدوي. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/ 333.

وأيضًا ما ورد ص 42 تعريفه للحافظ أبي نعيم المستملي، فقالوا في الهامش: المستملي: إبراهيم بن أحمد البلخي، المعروف بالمستملي من أهل بلخ، له معجم في شيوخ الحديث. وفاته 376! وهذا خطأ فاحش أيضًا، فأبو نعيم المستملي هو الزين رضوان بن محمد العقبي (ت 852)

ص: 41

شيخ المصنف وتلميذ الحافظ ابن حجر، وقد ورد ذكره كثيرًا في هذا الكتاب، انظر ترجمته في الضوء اللامع 3/ 226.

* * *

وبعد، فهذه ترجمة عالم كبير كتبها تلميذ مخلص وفيٌّ لشيخه، أقدمها لمحبي تراثنا الإسلامي الحافل بالكنوز، راجيًا أن ينفعني اللَّه بها ومن قرأها. وقد بذلت فيها الوسع كي تخرج خالية من عيوب النقص والتحريف، وحاولت قدر المستطاع عدم إثقال الحواشي إلا ما ندر، حيث أثبتُّ المهم من الفروق بين النسخ المعتمدة في التحقيق، وكذا وضحت بعض العبارات الغامضة، ووضعت عددًا من الفهارس التفصيلية للكتاب ليسهل الانتفاع به.

وقبل أن أضع القلم، لا بد من إزجاء الشكر لمن أسدى إلي معروفًا في تحقيق هذا الكتاب، فإنه من لا يشكر الناس لا يشكر اللَّه كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم. والشكر كل الشكر إلى من سهرت معي ليالي طوالًا في قراءة النص ومقابلته معي على الأصول الخطية، كل الشكر مقرون بالدعاء إلى زوجتي أم مالك، التي ما فتئت تساعد في كل كتاب قمت على تحقيقه، فلها مني الشكر الجزيل، ومن اللَّه خير الجزاء والمثوبة.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد للَّه رب العالمين.

وكتب

أبو مالك إبراهيم باجس عبد المجيد

يوم السبت 22/ 7/ 1418 هـ

الموافق 22/ 11/ 1997 م

ص: 42

صفحة العنوان من نسخة أحمد الثالث (أ)

ص: 43

الصفحة الأولى من نسخة أحمد الثالث (أ)

ص: 44

الصفحة الأخيرة من نسخة أحمد الثالث (أ)

ص: 45

صفحة العنوان من نسخة الأحقاف (ح)

ص: 46

الصفحة الأولى الموجودة من نسخة الأحقاف (ح)

ص: 47

الصفحة الأولى الموجودة من نسخة الرباط (ط)

الصفحة الأخيرة من نسخة الرباط (ط)

ص: 48

صفحة العنوان من نسخة باريس (ب)

ص: 49

الصفحة الأولى من نسخة باريس (ب)

الصفحة الأخيرة من نسخة باريس (ب)

ص: 50