الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرد على الفصل الأول
قال فى ص 12:
قال وهو يرد على من قال أن مسألة الحساب بدعة لا تجوز، قال كعادته: لا أدرى ما تقولون!! وقال إن الحافظ حكى ان الحدبث له محملان أحدهما: أن المراد بالتشبيه التقريب ولا يراد به حقيقة الأمر، والثانى: انه يحمل على ظاهره فيقدم حديث ابن عمر لصحته ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار قريباً.
الرد: 2 - سبق لنا الرد على هذا مراراً وتكراراً، وإيضاح أن الحديث له محملان حكاهما الحافظ، لكنه صحح منهما قولاً واحداً وهو أن الحديث للتشبيه. وراجع الفتح 2 / 48، 11 / 358،359، وراجع أيضاً تحت عنوان: أخطاء فى مقدمة كتاب عمر أمة الإسلام.
قال فى ص 16:
زمن المسلمين قبل إضافة نصف اليوم الزيادة الذين عملوا "قريباً" من "صلاة العصر" إلى "الليل" أطول من زمن النصارى الذين عملوا من " الظهر" إلى قريباً من "صلاة العصر".
الرد:
3 -
أضاف المؤلف هنا لفظة جديدة وهى " قريباً "، وقد أتى بها من حديث ذكر انه رواه الطبرانى باسناده عن سمرة بلفظ " فعملوا -أى النصارى - حتى كانوا قريباً من العصر " قال والحديث فى اسناده مساتير وثقهم ابن حبان وتردد حكم الهيثمى عليه فحسنه بمجمع الزوائد فى عدة مواضع وقال عند هذا الحديث 10 / 7 فيه من لم أعرفهم. هكذا نقل لنا المؤلف (أمين) .
وعندما بدأت أراجع ما نقله المؤلف - كعادتى معه - فلم أجد كلام الهيثمى هذا فى الموضع المذكور 10 / 7!!!!!
وإذا سلمنا بأن الهيثمى قد قال ذلك، فهل يصلح الاحتجاج بهذا الحديث؟ مع العلم بأن توثيق ابن حبان للمساتير هو مذهب خاص به ومعلوم لأى طالب علم أن ابن حبان قد تساهل فى ذلك، ولم يوافقه على مذهبه هذا الأئمة والحفاظ والعلماء، لانه يعتبر أن المستور ثقة (1)) ، وليس الأمر كذلك
كما أن حكم الهيثمى على الحديث بأن اسناده حسن - بافتراض حدوثه - ليس معناه أن الحديث حسن، لأن هناك فرقاً كذلك بين صحة الإسناد وبين صحة الحديث، حيث يشترط بالإضافة إلى صحة السند سلامته من الشذوذ، وسلامته من العلة، والهيثمى إنما عادته فى كتابه مجمع الزوائد أن يجكم على الأسانيد فقط دون اطلاق الحكم على الحديث بالكلية، وهذا من دقة صنعه، فإن الحكم بالسلامة من العلل ومن الشذوذ يحتاج إلى جهد كبير وعلم غزير ووقت كثير (وقد تكلمت عن ذلك أيضاً فى موضع آخر من هذا البحث) .
فمن الواضح أن المؤلف (أمين) يتعلق بأى كلمة أو لفظة من هنا أو هناك ليثبت لنا صحة أقواله، حتى ولو اعتمد على حديث ضعيف أو على قول غير صحيح السند لصحابى أو تابعى أو حتى تجد انه ينقل عن القمص فلان..وعن القسيس علان!!!!! وما عدا ذلك من الأقوال فيتركها حتى ولو كانت صحيحة السند لقائليها لأن ذلك لا يتفق مع ما يؤلفه.
قال فى ص 16:
فإن قال قائلهم لغة الأرقام - التى استخدمها المؤلف - ليست معهودة فى دين الله، وما استخدمها العلماء من قبل. قال المؤلف (أمين) : قال الله تعالى {بَل لّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ} ، {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً} وقوله {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ} . انظر ياعبد الله إلى الآيات وغيرها كثير مما لغتها القرآن .....
الرد: 4 - إن من أنكر على المؤلف الأرقام، هو بالقطع لا يعنى مجرد ذكر الأرقام فقط، وإنما يعنى الإعتماد على هذه الأرقام فى الحسابات وبالتالى الاعتقادات. وهو واضح جداً، فسبحان الله!!
قال فى ص 18:
إنك أمام بحث "خطير " لا تجده إلا فى هذا المكان.
الرد: 5 - نعم، هذا الكلام لم يقله أحد من قبلك، فلتفرح بذلك يا أخ أمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون!! أين هذا من قول الإمام أحمد: إياك أن تقول قولاً ليس لك فيه سلف.
والآن ستقول: لم أقل بدعاً من القول، فإن سلفى فلان وفلان.
فنقول لك: إذاً لماذا تقول: لا تجده إلا فى هذا المكان؟؟!!
قال فى ص 19:
طريقة طرح المدد ويمكن أن نسميها: طريقة الإمام السيوطى، وانتهى المؤلف بعد فاصل طويل من الجمع والطرح إلى أن عمر الأمة بحساب الإمام السيوطى تساوى 1500 سنة.
الرد: 6 - كيف وإذا كان السيوطى نفسه قد أشار إلى أن الدجال سيخرج فى المائة الثانية عشرة من الهجرة، وهذا ما سبق نقل الرد عليه من كلام الصنعانى ورشيد رضا، ولا داعى للتكرار هنا، فراجعه ثم.
قال ص 21:
" صح عن أبى هريرة موقوفاً قال فى قوله سبحانه {لا بثين فيها أحقاباً} ، قال: الحقب ثمانون عاماً اليوم منه كسدس الدنيا ". ثم قال فى الهامش: روى الفقرة الأولى منه الحاكم فى المستدرك 2 / 556 عن عبد الله ابن مسعود وصححه ووافقه الذهبى.
الرد: 7 - الحديث فى المستدرك برقم 3980 (2 / 512) حدثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما الذهبى فلم يثبت موافقته للحاكم لأن هذا الحديث ساقط من المستدرك كما قال محقق المستدرك (مصطفى عبد القادر عطا) ، وأما أبو بلج فهو الكوفى ثم الواسطى الكبير، قال ابن حجر صدوق ربما أخطأ، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال يخطئ، وقال أحمد روى حديثاً منكراً. (وانظر التهذيب 12 /47) .
قال فى ص 21:
ثبت عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يقولون " مدة الدنيا سبعة الآف سنة "
ثم قال المؤلف (أمين) بالحرف الواحد: (الراجح ما رواه أبو هريرة موقوفاً وله حكم الرفع) .
(1) وانظر الرسالة الكتانية، وكذا كلام ابن حبان نفسه
الرد: 8 - أثر ابن عباس هذا اسناده كالآتى: قال ابن اسحق حدثنا محمد بن أبى محمد حدثنا عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يقولون ....
وفى اسناد هذا الحديث محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت قال الحافظ ابن حجر: {مجهول تفرد عنه ابن اسحاق، وقال الذهبى: لا يُعرف} (تقريب التهذيب، تهذيب التهذيب)
والراوى عنه هنا هو ابن اسحاق والذى تفرد بالرواية عنه، قال يعقوب بن شَيْبَة: سمعتُ محمد بن عبد الله بن نُمَيْر وذُكِرَ ابن إسحاق فقال: إذا حدث عن من سَمِعَ منه من المعروفين فهو حسن الحديث صَدُوق، وإنما أُتي من انه يُحَدّث عن المجهولين أحاديث باطلة. (تهذيب الكمال)
- لاحظ قول ابن عباس - رضى الله عنهما - أن يهوداً كانوا يقولون. وكفى.
9-
أما قولك رواه أبو هريرة موقوفاً وله حكم الرفع، فأنى لك هذا؟ ثم أنى لك هذا؟
فإن الحقب مختلف فى تحديده وتفسيره، فلماذا تأخذ قولاً دون غيره، فإن هذا تحكم بلا دليل، فقد حكى القرطبى ثمانية أقوال فى تفسير الحقب، وقال أن الأرجح منها هو معنى انها: أزماناً ودهوراً، وحكى الطبرى فى تفسيره ثلاثة أقوال، وحكى ابن كثير سبعة أقوال.
قال القرطبى ((1) فى تفسير قوله تعالى: {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب، وهي لا تنقطع، فكلما مضى حُقُب جاء حُقُب. والحُقُب بضمتين: الدهر والأحقاب الدهور. والحِقْبة بالكسر: السّنة والجمع حِقَب قال متمم بن نُويرة التميمي:
وكنا كنَدْمانَيْ جَذيمة حِقبةًمِن الدّهرِ حتى قيل لنْ يتصدّعَا
فلما تفرّقنا كأنّي ومالِكاً لِطولِ اجتماعٍ لم نبِتْ ليلة معَاً
والحُقُب بالضم والسكون: ثمانون سنة. وقيل: أكثر من ذلك وأقل، على ما يأتي، والجمع: أحقاب. .. ثم قال:
والحُقُبُ: ثمانون سنة في قول ابن عمر وابن مُحَيصن وأبي هريرة، والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً، واليوم ألف سنة من أيام الدنيا قاله ابن عباس. وروى ابن عمر هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو هريرة: والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً كل يوم مثل أيام الدنيا. وعن ابن عمر أيضاً: الحُقُب: أربعون سنة. السّدّيّ: سبعون سنة. وقيل: انه ألف شهر. رواه أبو أمامة مرفوعاً. بشير بن كعب: ثلثمائة سنة. الحسن: الأحقاب لا يَدرِي أحدكم هي، ولكن ذكروا انها مائة حُقُب، والحُقُب الواحد منها سبعون ألف سنة، اليوم منها كألف سنة مما تعدون. وعن أبي أمامة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الحُقُب الواحد ثلاثون ألفَ سنة» ذكره المهدويّ. والأوّل الماورديّ. وقال قُطرب: هو الدهر الطويل غير المحدود. وقال ابن عمر رضي الله عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لا يخرُج من النار من دخلها حتى يكون فيها أحقاباً، الحُقُب بضع وثمانون سنة، والسنة ثلثمائة وستون يوماً، كلّ يوم ألفُ سنة مما تَعُدّون، فلا يتكلنّ أحدكم على انه يخرج من النار» . ذكره الثعلَبيّ. القُرظيّ: الأحقاب: ثلاثة وأربعون حُقُباً كل حُقُب سبعون خَريفاً، كل خريف سبعمائةِ سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم ألف سنة.
قلت: هذه أقوال متعارضة، والتحديد في الَاية للخلود، يحتاج إلى توقيف يقطَع العُذْر، وليس ذلك بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما المعنى ـ والله أعلم ـ ما ذكرناه أوّلاً أي لابثين فيها أزماناً ودهوراً، كلما مضى زمن يعقبه زمن، ودهر يعقبه دهر، هكذا أبد الَابدين من غير انقطاع. وقال ابن كَيْسان: معنى {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} لا غاية لها انتهاء، فكانه قال أبداً.
وقال الطبرى فى تفسير قوله تعالى: {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً}
وأما الأحقاب فجمع حُقْب، والحِقَب: جمع حِقْبة، كما قال الشاعر:
عِشْنا كَنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةًمِنَ الدّهْرِ حتى قيلَ لَنْ نَتَصَدّعا
فهذه جمعها حِقَب، ومن الأحقاب التي جمعها حُقُب قول الله:{أوْ أمْضِيَ حُقُبا} فهذا واحد الأحقاب.
وقد اختلف أهل التأويل في مبلغ مدة الحُقُب، فقال بعضهم: مدة ثلاث مئة سنة. ذكر من قال ذلك:
27869ـ حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن سُويد، عن بشير بن كعب، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: بلغني أن الحُقُب ثلاث مئة سنة، كلّ سنة ثلاث مئة وستون يوما، كل يوم ألف سنة.
وقال آخرون: بل مدة الحُقْب الواحد: ثمانون سنة. ذكر من قال ذلك:
(1) تم نقل ماجاء فى تفاسير القرطبى والطبرى وابن كثير بواسطة برنامج (القرآن الكريم - نحو موسوعة شاملة للتلاوة والتفاسير) وكذا بعض ما نقلناه من تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والتقريب والبخارى وفتح البارى بواسطة برنامج (مكتبة الحديث الشريف - نحو موسوعة شاملة للسنة النبوية الشريفة) من إصدار شركة العريس للكمبيوتر، مع تصحيح ما فيها من الأخطاء المطبعية.
27870ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قال: ثني عمار الدّهْنيّ، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجَرِيّ: ما تجدون الحُقُب في كتاب الله المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهرا، كل شهر ثلاثون يوما، كل يوم ألف سنة.
27871ـ حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: انه قال: الحُقُب: ثمانون سنة، والسنة: ستون وثلاث مئة يوم، واليوم: ألف سنة.
27872ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي سنان، عن ابن عباس، قال: الحُقْب: ثمانون سنة.
27873ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، قال: حدثنا الأعمش، عن سعيد، بن جُبير، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: الحقب: ثمانون سنة، السنة: ثلاث مئة وستون يوما، اليوم: سنة أو ألف سنة «الطبري يشكّ» .
27874ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا وهو ما لا انقطاع له، كلما مضى حُقُبٌ جاء حُقُب بعده. وذُكر لنا أن الحُقُبَ ثمانون سنة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: أحْقابا قال: بلغنا أن الحُقب ثمانون سنة من سِني الَاخرة.
27875ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس لابِثِينَ فِيها أحْقابا لا يعلم عدّة هذه الأحقاب إلاّ الله، ولكن الحُقُبَ الواحد: ثمانون سنة، والسنة: ثلاث مئة وستون يوما، كلّ يوم من ذلك ألف سنة.
وقال آخرون: الحُقُب الواحد: سبعون ألف سنة. ذكر من قال ذلك:
27876ـ حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عن سالم، قال: سمعت الحسن يُسْألُ عن قول الله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: أما الأحقاب فليس لها عدّة إلاّ الخلود في النار ولكن ذكروا أن الحُقُب الواحد سبعون ألف سنة، كلّ يوم من تلك الأيام السبعين ألفا، كألف سنة مما تَعُدّون.
27877ـ حدثنا عمرو بن عبد الحميد الَامُلِيّ، قال: حدثنا أبو أُسامة، عن هشام، عن الحسن، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: أما الأحقاب، فلا يَدرِي أحد ما هي، وأما الحُقُب الواحد: فسبعون ألف سنة، كلّ يوم كألف سنة. انتهى كلام الطبرى.
وقال ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: {لا بثين فيها أحقاباً} أي ماكثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان، وقد اختلفوا في مقداره فقال ابن جرير عن ابن حميد عن مهران عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب الله المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهراً كل شهر ثلاثون يوماً كل يوم ألف سنة، وهكذا روي عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس وسعيد بن جبير وعمرو بن ميمون والحسن وقتادة والربيع بن أنس والضحاك، وعن الحسن والسدي أيضاً سبعون سنة كذلك، وعن عبد الله بن عمرو: الحقب أربعون سنة كل يوم منها كألف سنة مما تعدون، رواهما ابن أبي حاتم.
وقال بشير بن كعب: ذكر لي أن الحقب الواحد ثلثمائة سنة، كل سنة اثنا عشر شهراً، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً كل يوم منها كألف سنة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، ثم قال ابن أبي حاتم: ذكر عن عمرو بن علي بن أبي بكر الأسفيدي، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{لا بثين فيها أحقاباً} قال: فالحقب شهر، الشهر ثلاثون يوماً والسنة اثنا عشر شهراً، والسنة ثلثمائة وستون يوما، كل يوم منها ألف سنة مما تعدون، فالحقب ثلاثون ألف ألف سنة، وهذا حديث منكر جداً، والقاسم هو والراوي عنه وهو جعفر بن الزبير كلاهما متروك. وقال البزار: حدثنا محمد بن مرداس، حدثنا سليمان بن مسلم أبو العلاء قال: سألت سليمان التيمي: هل يخرج من النار أحد؟ فقال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً» قال: والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلثمائة وستون يوماً مما تعدون، ثم قال: سليمان بن مسلم بصري مشهور، وقال السدي {لا بثين فيها أحقاباً} سبعمائة حقب، كل حقب سبعون سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم كألف سنة مما تعدون. انتهى كلام ابن كثير.
ثم من قال ان قول أبى هريره هذا له حكم الرفع غيرك؟؟ من؟؟
ثم قال المؤلف (أمين) فى ص 22 وحتى يزيد الطين بلة:
يمكن الجمع بين القولين (قول ابن عباس وقول أبى هريرة) بأن يحمل قول أبى هريرة بأن عمر الدنيا (ستة الاف سنة) أى دون الزيادة ودون يوم القيامة، والزيادة مقدارها نصف يوم (خمسمائة سنة) ويوم القيامة مقداره نصف يوم (خمسمائة سنة)، ويحمل قول ابن عباس (سبعة الاف سنة) على فنائها. وذكر فى الهامش: عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم:" يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة ". ثم قال فى ص 23 جملة عمر الدنيا (على طريقة السيوطى) = 7 الاف سنة.
الرد: 10 - هل يا أخ (أمين) نصف يوم مقداره خمسين ألف سنة = 500 سنة!!
انظر!! وتأمل!! وتعجب!!!!! ثم بعد ذلك تصف من يخالفك ويعارضك بانهم لا يحسنون الحساب!!
فهل يكفى ذلك؟؟ لا
11 -
حملك لقول ابن عباس على فناء الدنيا!!!!
فهل تستطيع الآن القول بمثل هذا التحديد الذى طالما تبرأت منه؟؟ ولكن، ها أنت ذا تستمر وتستمر حتى تنزلق، ونحن لا يهمنا من أراد أن ينزلق بإرادته، ولكننا نكتب لإخواننا القراء الذين قد ينزلقون معك، وبدون قصد منهم.
فلقد كان المؤلف (أمين) - وما يزال - يتخبط بين تحديد لعمر أمة الإسلام وبين تحديد فناء الدنيا (يوم القيامة)، وعندما يقول له قائل: لا تحدد عمر الدنيا فإن ذلك علمه عند الله وحده كما أخبر بذلك القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة؛ فيقول مسرعاً: أنا لا أحدد فناء الدنيا وإنما أنتم تريدون أن تشغبوا وتكذبوا و..و..الخ إنما أنا أحدد فقط عمر الأمة وهناك فرق بين هذا وذاك، ولكنكم أنتم أصحاب الأفق الضيق ومن المبتدئين فى طلب العلم وهذا مضحك جداً..إلى آخر (قاموس المصطلحات الأمينية) .
فالآن يقول المؤلف (أمين) : (قول ابن عباس يحمل على فناء الدنيا) .
هل هذا تحديد أم لا؟
والعجيب.. أن المؤلف (أمين) كتب هذا الكلام بعد نقله للآية الكريمة: {قل إنما علمها عند الله} وقال انظر تفسير الألوسى، وألم يقرأ كلام الألوسى فى تفسيره، وفى نفس الموضع الذى يرشدنا إليه المؤلف ويقرأ رد العلامة الألوسى على كلام السيوطى، بل ويصفه بانه منهدم
بل إن هذه الطريقة فى الحساب وصل بها (المؤلف) من خلق آدم وحتى انقضاء الحساب، وليس لبدء القيامة فقط، حيث قال بالحرف الواحد فى ص 26:
" وحيث أن جملة عمر الدنيا (من بعثة آدم إلى انقضاء الحساب =.. "
هذا والله كلامه بنصه فراجعه قبل أن يغير الطبعات والصفحات -كما فعل فى طبعات كتاب عمر أمة الإسلام!!!
قال فى هامش ص 22:
حديث سعد بن أبى وقاص: " إنى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم. قيل لسعد: كم نصف يوم: قال: خمسمائة عام " - صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم فى الحلية وهو فى صحيح الجامع برقم 2481 و 1811 قال العلامة الألبانى: " صحيح " وقال زهير الشاويش: فى المشكاة برقم 5514. وأورده من حديث " أبى ثعلبة " فى صحيح الجامع أيضاً برقم 5524، وقال الألبانى صحيح اهـ.
ادعى بعض الطلبة - كذباً - أن الشيخ الألبانى ضعف هذا الحديث. وأقول أيها الكاذب ان العلامة الألبانى لم يضعف الحديث بل صححه فى عدة مواضع من صحيح الجامع، وكذلك فى سلسلة " الصحيحة " لغيره.
الرد: 12- أولاً: الحديث الذى صححه الشيخ الألبانى -حفظه الله - بلفظ (إنى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم.) ، وأما زيادة الـ 500 سنة - وهى مربط الفرس والتى ذكر المؤلف الحديث من أجلها ولولاها لانهدمت حساباته - هذه الزيادة لم يصححها الشيخ أبداً فى أى من المراجع التى أشرت، فهل قرأتها يا أستاذ (أمين) ، فإنك لو قرأت فى السلسلة الصحيحة فى المجلد الرابع لعلمت أن هذه الزيادة (الـ 500 سنة) ضعفها الشيخ ولم يصححها بسبب انها وردت من طريق فيه انقطاع، ومن طريق آخر فيه راو ضعيف، هذا بالإضافة انها تروى مرة من قول سعد، مرة أخرى من قول راشد (من التابعين) .
ثانياً: كنت قد اكتشفت هذا الخطأ الذى وقع فيه المؤلف بادعائه أن الحديث صححه الألبانى، وكتبت ذلك فى ورقات صغيرة ولم أطبعها، وعرضتها على الشبخ أسامة القوصى -حفظه الله - فكتب عليها بخطه: بحث جيد..الخ، ثم أخذ بعض الأخوة صورة من هذه الورقات وصار كل واحد منهم يصورها من أخيه، وقد أرسلت من هذا البحث الصغير نسخة للمؤلف (أمين) من بعض الأخوة، ولم أتلق رداً حتى ظننت أن البحث لم يصله، فإذا بالشيخ الفاضل (أمين) يرد على بحثى -بعد طول زمان - بكلامه السابق ذكره.
13 -
ثالثاً: أما وصفك لى بالكذب، فلن أرد عليك فيه، حتى ولن انتصر لنفسى فى ذلك، وإنى أدعو الله عز فى علاه أن يرزقنى الصدق فى القول والعمل. ولكن لن أقبل منك أن تشتم هكذا علناً، مع كون ان الحديث لم يصححه الألبانى بزيادة الـ500 سنة أبداً، وموعدنا يوم التناد.
وحتى يزداد يقين القراء، ويطمئن قلبهم لصحة ما نقلناه عن هذا الحديث - وبخاصة اننى لم ولن أدافع عن نفسى - واننى أدافع فقط وأذُب عن القرآن والسنة الصحيحة ثم عن أهل العلم ثم عن المسلمين عامة بقد ما استطيع من جهد المقل، فهذه صورة من كلام الشيخ الألبانى فى السلسلة الصحيحة - حيث انها غير موجودة لدى كثير من الأخوة القراء - والتى يتضح منها تضعيف الشيخ لزيادة الـ 500 سنة، وتصحيحه للحديث إنما هو بدون هذه الزيادة، وحسبنا الله ونعم الوكيل
الصورة من المجلد الرابع من السلسلة الصحيحة ط. دار المعارف بالرياض
قال فى ص 24:
روى الحاكم ونقله السيوطى فى الدرر 2 / 248 عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " كان عمر آدم ألف سنة ". قال ابن عباس: وبين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وابراهيم ألف سنة وبين ابراهيم وموسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة.
ثم قال فى الهامش: صحت الفقرة الأولى منه عند الحاكم من حديث ابن عباس موقوفاً وصححه الحاكم ووافقه الذهبى وقال على شرط البخارى.
الرد: 14 - هذا الحديث ورد فى المستدرك 2 / 422 ح 3654 ولفظه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فلما اختلفوا بعث الله النبيين والمرسلين وأنزل كتابه فكانوا أمة واحدة ". وقال الحاكم هذا الحديث صحيح على شرط البخارى ولم يخرجاه.
ولاحظ أن لفظ الحديث ليس فيه أن بين آدم ونوح ألف سنة، وإنما قال عشرة قرون.
قال ابن الأثير فى النهاية 4 / 51 فى معنى القرن " خيركم قرنى ثم الذين يلونهم " يعنى الصحابة ثم التابعين، والقرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط فى أعمار أهل زمان. مأخوذ من الاقتران، وكانه المقدار الذى يقترن فيه أهل ذلك الزمان فى أعمارهم وأحوالهم. وقيل القرن أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة وقيل هو مطلق من الزمان.
وقال ابن منظور فى لسان العرب: الأمة تأتى بعد الأمة، قيل مدته عشر سنين وقيل عشرون وقيل ........، قال الأزهرى: والذى يقع عندى والله أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبى أو كان فيها طريقة من أهل العلم قلت السنون أو كثرت والدليل على هذا قول النبى صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرنى - يعنى أصحابى - ثم الذين يلونهم - يعنى التابعين - ثم الذين يلونهم - يعنى الذين أخذوا عن التابعين.
وفى المصباح المنير: القرن: الجيل من الناس، قيل ثمانون سنة وقيل سبعون، ثم نقل عن الزجاج مثل الذى سبق نقله من لسان العرب عن الأزهرى.
وفى مختار الصحاح: القرن ثمانون سنة وقيل ثلاثون سنة، والقرن فى الناس أهل زمان واحد.
15-
أما الذى ورد من الحديث مرفوعاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فرواه الحاكم 2 / 598 ح 4172: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا ابراهيم بن محمد السلمى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " كان عمر آدم ألف سنة " وسكت عنه الحاكم والذهبى.
الرد: 16 - على بن زيد: ضعيف
ويوسف بن مهران: قال أحمد لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا على بن زيد، وكذا قال أبو داود وقال المزى - كما فى تهذيب الكمال - روى عنه على بن زيد ولم يذكر أحداً روى عنه غيره، وقال الحافظ ابن حجر لين الحديث. ((1)
قال فى ص 24
نقل المؤلف (أمين) ما كتبه ابن كثير فى البداية والنهاية: عن أبى زرعة الدمشقى قال حدثنا عبد الله بن صالح حدثنى معاوية بن صالح عمن حدثه قال: أنزلت التوراة على موسى لست ليال.."
الرد: 17 - عبد الله بن صالح: صدوق كثير الغلط
معاوية بن صالح: صدوق له أوهام
عمن حدثه: مجهول، لا يعتد به
فالسند ضعيف أو ضعيف جداً.
ثم قال فى ص 24 أيضاً:
وهو موافق أيضاً لما رواه ابن عساكر فى تاريخ دمشق، ونفله عنه ابن منظور فى مختصره للتاريخ: عن أيوب بن عتبة قال كان بين آدم ونوح
…
ثم قال: أثر أيوب بن عتبة هذا موافق لحديث ابن عباس فى المدة بين ابراهيم وموسى عليهما السلام بل وموافق لكل المدد المذكورة فيه، وتلك المدد موافقه للمذكور بكتب أهل الكتاب من حيث الجملة.
(1) تم الإستعانة فى ترجمة رواة هذا الحديث وأحاديث أخرى غيره ببرنامج مشكاة السنة النبوية الإصدار الأول، والذى تم إعداده بواسطة مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة،وكذا ببرنامج موسوعة الحديث الشريف (الكتب التسعة) إصدار شركة صخر للكمبيوتر، جزى الله العاملين على هذه الأعمال الطيبة خير الجزاء. آمين
الرد: 18- إذا اتفق الكل فلأن المنبع واحد، وهو كلام أهل الكتاب، وما قاله أناس من المسلمين فهو من نقلهم أيضاً عن أهل الكتاب. وهل تدرون من هو أيوب بن عتبة؟ ولماذا لم يُعرف به المؤلف (أمين) ؟
أيوب بن عتبة: هو من الذين عاصروا صغار التابعين
قال الإمام أحمد: ضعيف
وقال البخارى: هو عندهم لين
وقال مسلم: ضعيف
وقال النسائى: مضطرب الحديث، ضعيف
وقال أبو داود: منكر الحديث
وقال الترمذى عن البخارى: ضعيف جداً،لا أحدث عنه، كان لايعرف صحيح الحديث من
سقيمه.
وقال يحيى بن معين ليس بشئ، ضعيف
وقال ابن المدينى: ضعيف
وقال ابن حبان: كان يخطأ كثيراً، ويهم، حتى فحش الخطأ منه.
ثم بعد كل هذا ينقل عنه (المؤلف) ليؤكد رواية أخرى -السابق ذكرها - ضعيفة نقلها عن مجهول
قال فى ص 25: المدة بين طلوع الشمس من مغربها إلى قيام الساعة = 120 سنة، ثم نقل أثراً عن عبد الله بن عمرو فى ذلك.
الرد: 19- قد أوضحنا الرد على ذلك فى موضع آخر، فلا داعى للإعادة، والخلاصة أن ذلك لم يصح مرفوعاً، وأن سنده ضعيف.
قال فى ص 25 أيضاً: المدة بين النفختين قال صلى الله عليه وسلم "بين النفختين أربعون "متفق عليه عن أبى هريرة. وعند ابن مردويه وابن أبى داود فى " البعث " ورواية ابن المبارك فى الزهد عن الحسن زيادة " أربعون عاماً ".
الرد: 20 - هذا الحديث رواه البخارى برقمى 4841، 4935 (الفتح 8 / 414، 558) عن أبى هريرةَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين النفختين أربعون) .
قالوا: يا أبا هريرة، أربعونَ يوماً؟
قال: أَبَيتُ.
قال: أربعون سنةً؟
قال: أبَيتُ، قال: أربعونَ شهراً؟
قال: أبَيتُ، ويَبلى كلّ شيءٍ من الإنسان، إلا عَجْب ذَنَبه، فيه يُركّبُ الخَلق» .
وكذا أيضاً رواه مسلم فى صحيحه.
وقال الحافظ فى الفتح (8 / 414) لدى شرحه لهذا الحديث:
{قوله: (أبيت) بموحدة أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندي في ذلك توقيف،
ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش في هذا الحديث فقال: «أعييت» من الإعياء وهو التعب، وكأنه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه،
وزعم بعض الشراح أنه وقع عند مسلم أربعين سنة ولا وجود لذلك، نعم أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش في هذا الإسناد «أربعون سنة» وهو شاذ.
ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: «ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة» ذكره في أواخر سورة ص، وكأن أبا هريرة لم يسمعها إلا مجملة فلهذا قال لمن عينها له:«أبيت» .
وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: «بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت»
وقال ابن التين: ويحتمل أيضاً أن يكون علم ذلك لكن سكت ليخبرهم في وقت، أو اشتغل عن الإعلام حينئذٍ.
ووقع في «جامع ابن وهب» أربعين جمعة، وسنده منقطع} . انتهى كلام الحافظ من الفتح.
والآن .... نسأل الأخ (أمين) : لماذا لم ينقل الحديث كاملاً ليبين للناس أن راوى الحديث نفسه رفض رفضاً قاطعاً أن يبين ما المقصود بالأربعين، وبالرغم من الالحاح عليه، وبالرغم من أن هذه الرواية متفق على صحتها؟؟!!!! ولماذا نقل بدلاً من ذلك رواية شاذة واعتمد عليها فيما يريد أن يُعلمه للناس من الدين؟!!! وهل بعد اثبات أن الـ 120 عاماً لم ترد، وأن الـ 40 لا ندرى أهى عاماً أو شهراً أو أسبوعاً أو يوماً أو
…
أو
…
هل بعد كل ذلك ما زال يتمسك بصحة حساباته؟؟!! والآن
…
ننتقل إلى خطأ آخر..
قال فى ص 27: طريقة الإمام ابن رجب الحنبلى
وبعد نقله لكلام ابن رجب والذى مختصره أن
مدة الأمم الثلاث (أمة موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام) كيوم تام،ومدة ما بقى من الأمم فى أول الدنيا كليلة هذا اليوم، وانه كان بين آدم ونوح 1000 سنة وبين نوح وابراهيم 1000 سنة وبين ابراهيم وموسى 1000 سنة، وأن مدة عمل بنى اسرائيل إلى ظهور عيسى كنصف النهار الأول ومدة عمل أمة عيسى كما بين الظهر والعصر ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس. وإلى هنا ينهى كلام الحافظ ابن رجب.
ثم يقول المؤلف (أمين) :
مدة أعمار الأمم قبل موسى (ليل اليوم) = 3000 سنة
مدة أعمار الأمم الثلاثة = 3000 سنة
مدة اليهود من ذلك النصف = 1500 سنة
عمر النصارى والمسلمين النصف الآخر = 1500 سنة
وبطرح عمر أمة النصارى = 600 سنة (أثر سلمان عند البخارى)
إذن عمر أمة الإسلام = 1500 - 600 = 900 سنة
ثم أضاف مدة نصف يوم 900 + 500 = 1400 سنة بحساب ابن رجب #
الرد: 21 - الـ 500 سنة سبق الرد عليها، وانها زيادة ضعيفة السند، ولم تثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم
22 -
لماذا نسمى هذه الطريقة بطريقة ابن رجب؟؟ فابن رجب لم يحسب ولم يضف الـ500 سنة، ولم يقل أن هذا الحديث معناه أن عمر الأمة ينتهى عام كذا
23 -
لا حظ كلام ابن رجب جيداً، تجده يستخدم حرف الكاف، وهو يستخدم فى اللغة للتشبيه -كما هو معلوم، فهو القائل كنصف النهار، عيسى كما بين الظهر والعصر ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس.
ولا يلزم فى اللغة تساوى المشبه بالمشبه به من كل وجه، فإذا قلت مثلاً أن فلاناً كالأسد، فإنك تعنى شجاعته فقط، ولا تعنى انه من الحيوانات وله ذيل و..
فمن قال ان ابن رجب يحمل الحديث على الحساب؟! فهو من ذلك برئ، وإنما هذه طريقة المؤلف (أمين)
24 -
وهى المفاجأة:
ابن رجب نفسه قال فى شرحه للبخارى ح 557 (1) :
" وأخذ بقاء ما بقى من الدنيا على التحديد من هذه النصوص لا يصح
ثم قال: وإنما خرج هذا من النبى صلى الله عليه وسلم على وجه التقريب للساعة بغير تحديد لوقتها."
فهل مازال المؤلف مصمماً على أن هذه طريقة ابن رجب؟!!
بل ان الحافظ ابن رجب قال أيضاً (4 / 342) لدى شرحه لهذا الحديث أنه قد يقال:
(كنى عن كثرة العمل وقلته بطول المدة وقصرها، وفيه بعد)
بل واقرأ ما يلى ثم تعجب:
قال ابن رجب أيضاً فى نفس المرجع 4 / 334:
(مدة الماضى من الدنيا إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ومدة الباقى منها إلى يوم القيامة لا يعلمه على الحقيقة إلا الله عز وجل وما يذكر فى ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علماً) . انتهى كلام ابن رجب بنصه وحروفه!!!!!!!
وسبب تعجبى أن الأخ (أمين) ينقل عن ابن رجب كلاماً ولا ينقل باقيه، مع أن ما تركه يهدم ما نقله، فهل كان يظن أننا سنصدق كل ما يقال لنا؟؟!!! أم كان سيظن أننا لن نراجع مثل هذا الكلام العجيب من مصادره الأصلية؟!!
وهكذا نجد فى كل الطرق التى ساقها المؤلف (أمين) وسماها من قبل نفسه طريقة الإمام فلان أو الحافظ كذا، فانه لم يوافقه أحد منهم ولم يقولوا بهذا الكلام!! كما أنك تجدد فى هذه الحسابات شيئاً عجيباً (وكأن المؤلف أمين يستخف بنا ويظن أننا لا نستطيع أن نحسب (2)) ، فهو مرة لا يضيف الـ 500 سنة، ومرة أخرى يضيفها
قال فى ص 30: الطريقة الرابعة: طريقة النصف سبع:
وحتى لا يطول النقل نذكر أن المؤلف اعتبر قوله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير باصبعين يمدهما (خ، م) أن ذلك معناه نسبة تقدم البعث على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى. وهو قول البيضاوى وغيره
ثم قال: قال ابن رجب فى شرحه وقد ذكر ابن جرير الطبرى أن فضل ما بين السبابة والوسطى نحو نصف سبع
ثم قال فى ص 32: الفارق بين السبابة والوسطى - كما قالوا نصف سبع (1 ÷ 14) ، وعلى ذلك تكون المدة من البعثة إلى انتهاء عمر أمة الإسلام قدرها 13 جزء.
ثم قال: ان قيمة الجزء، وهو المدة التى يمكثها الناس بعد طلوع الشمس من مغربها 120 سنة (وقال فى الهامش أثر صحيح سبق تخريجه - يعنى ص 25 من كتابه عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً عليه -)
إذن عمر أمة الإسلام = 120 × 13 = 1560 سنة تقريباً
الرد: 25- قال ابن رجب فى فتح البارى له (4 / 337) :
(أنا الآن فى قريب رأس الثمانمائة من الهجرة وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم على التحديد لا يصلح (3) . وقد ذكر غيره أن المسبحة ستة أسباع الوسطى طولاً فيكون بينهما من الفضل سبع كامل، وذلك ألف سنة على تقدير أن تكون الدنيا بسبعة الاف سنة، وأن بعثة النبى صلى الله عليه وسلم فى آخرها ألفاً وهذا أيضاً لا يصح، ولا يبلغ الفضل بينهما سبعاً كاملاً) .
26 -
كيف نجعل هنا نهاية عمر الأمة هو طلوع الشمس من مغربها؟ ! ألم تكن من قبل حتى إرسال الريح اللينة؟ !
ثم يبرر المؤلف ذلك ويقول الفارق بسيط!
فنقول يعنى كم سنة؟
لا يستطيع أحد أن يحدد ذلك.
27 -
فى حسابك هذا عمر الأمة = 1560 سنة أى أكثر من 1500 سنة، فى حين أن حسابات المؤلف السابقة كانت أكثر من 1400 سنة.
28 -
بما أن إرسال الريح اللينة تكون بعد طلوع الشمس من مغربها أى أن عمر أمة الإسلام يكون أكثر من 1500 سنة وحتى إرسال الريح
29 -
لماذا لم نضف فى هذه المعادلة الـ 500 سنة والتى تمثل نصف اليوم، فمرة يضيفها ومرة يحذفها!!!!! فمتى نضيفها ومتى نحذفها؟؟!! مع ملاحظة أننا هنا إذا أضفنا الـ 500 سنة يكون عمر الأمة 2060 سنة
30 -
ما هو قولكم فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم “ أنا وكافل اليتيم كهاتين “ هل يعنى ذلك أن الفرق بين كافل اليتيم والنبى صلى الله عليه وسلم = نصف سبع = 120 سنة
(1) وهو المسمى أيضاً (فتح البارى) 4 / 338 ط. مكتبة الغرباء الأثرية – المدينة المنورة.
(2)
ولعله لو رجع إلى ملفات الجامعة لوجد أن منا من حصل على إمتياز فى الرياضة البحتة.
(3)
قلت وملذا كان سيقول لو عاش إلى زمانننا هذا فى القرن الخامس عشر؟؟!!!
31 -
وهو الأهم: هل يمكننا الاعتماد على أثر عن أحد الصحابة الكرام - رضى الله عنهم أجمعين فى هذا التحديد بالرغم من عدم ورود ذلك عن النبى الأمين صلى الله عليه وسلم؟؟
وأثر عبد الله بن عمروانه قال: (يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة)، والحديث سنده عند أبى شيبة (8 / 670) ط. دار الفكر كالآتى:
وكيع عن اسماعيل عن أبى خيثمة عن عبد الله بن عمرو
وأيضاً اسناده عند نعيم فى الفتن هو نفس الإسناد السابق.
وهذا إسناده فىه كلام كثير، فقد توفى عبد الله بن عمرو بن العاص فى الفترة من عام 63 هـ إلى 69 هجرياً، فى حين أن أبا خيثمة ولد عام 100هـ وتوفى فى الفترة من 72 إلى 177 هجرياً، وهذا يعنى أن السند ضعيف لانقطاعه بين عبد الله بن عمرو بن العاص (الصحابى) وبين الراوي أبى خيثمة (من أتباع التابعين) ثم بعد هذا يقول المؤلف (أمين) الأثر صحيح، ولم يبين لنا - كعادته -كيف تم تصحيح هذا الأثر؟! ومن الذى صححه؟؟!!
وحتى إذا سلمنا جدلاً بصحة هذا الأثر إلى عبد الله بن عمرو فإننا نعلم أن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما يروى كثيراً عن أهل الكتاب، ولعل ذلك منه، وانه وجد زاملتين فى معركة اليرموك فكان يحدث منهما، وانه لا حجة لأحد بعد المعصوم صلى الله عليه وسلم.
قال القاضى عياض {فيما نقله الصنعانى عنه فى كتابه (رسالة شريفة) ص 40} :
حاول بعضهم فى تأويله أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى، وأن جملتها سبعة الآف. .. وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه، ومجاوزة هذا المقدار ولو كان ثابتاً لم يقع خلافه.
ثم قال الصنعانى معقباً ص 40: وإذا علمت انه قد بطل حمل حديث " بعثت أنا والساعة
…
على ما ذكر، تعين حمله على ما قاله القاضى عياض:" انه على اختلاف ألفاظه إشارة إلى قلة المدة بينه صلى الله عليه وسلم وبين الساعة، ومثله قاله القرطبى فى " المفهم ". انتهى كلام الصنعانى.
قال فى ص 33: الطريقة الخامسة طريقة الحافظ ابن حجر:
ثم نقل عن ابن حجر أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار تقريباً، ثم قال المؤلف (أمين) :
وباعتبار أن عمر الدنيا = 7000 سنة
اذن عمر الدنيا = 1÷ 5 × 7000 = 1400 سنة تقريباً
الرد: 32 - هل قام ابن حجر بهذا الحساب بنفسه وتوصل إلى هذه النتيجة أم قلت أنت ذلك ثم تنسبها لابن حجر كسابقتها؟!!
33 -
من قال لك أن ابن حجر يوافق على أن الدنيا 7000 سنة، وهذا لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم
34 -
لماذا لم تضف نصف اليوم (الـ 500 سنة) هنا أيضاً؟! فإذا أضفنا الـ 500 سنة فسيكون عمر الأمة 1900 سنة!!
ثم قال فى ص 34: الطريقة السادسة: طريقة أخرى لابن حجر:
ونقل فيها قول الحافظ أن اليهود أطول زماناً، وكذا قوله: قد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبى صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفى سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة سنة وقيل أقل..) ، ثم قال ان عمر أمة اليهود = 1500 سنة تقريباً
إذن عمر أمة الإسلام أقل من 1500 سنة
الرد: 35 - هل قال ابن حجر أن عمر الأمة أقل من 1500 سنة؟! لا، لم يقل ذلك، أما قوله بانه اتفق أهل النقل فقد سبق نقل الردود عليه وتوضيح ذلك.
36 -
لماذا أيضاً لم تضف النصف يوم (الـ 500 سنة) ؟ !
37 -
إذا كان عمر الأمة أقل من 1500 سنة ونحن الآن فى عام 1418هـ، فعلى ذلك فإن انتهاء الأمة سيكون فى مدة الثمانين سنة القادمة تقريباً من الآن على أكثر تقدير بزعمكم!! وأنت تقول أن انتهاء الأمة يكون عند ارسال الريح اللينة، فهل ظهور المسيح الدجال وظهور المهدى ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وظهور الدابة و
…
و...الخ سيكون فى الثمانين سنة القادمة؟!!
قوله ص 36: الطريقة السابعة (التواطؤ) :
وهو يعنى انه بسبب تواطؤ ستة طرق على تقدير تقريبى لعمر أمة الإسلام يدور حول الـ 1500 سنة، فإن هذا يولد تلقائياً طرية سابعة سماها المؤلف (أمين) : التواطؤ، وقال انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام
الرد: 38 - إذا كانت كل الطرق السابقة ليست صحيحة أصلاً، ولم يتكلم بها ابن حجر ولا ابن رجب، فكيف تقول انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام؟ !
ثم من قال انه إذا توافرت لدى أحد ستة طرق فى الاثبات فإن هذا يولد تلقائياً طريقة سابعة؟!!!!!
أم أن المقصود هو محاولة زيادة عدد الطرق لتصل إلى رقم 7 بأى طرق؟؟
فهل يعنى هذا الرقم شيئاً بالنسبة لك أو لغيرك؟؟
ألا وهو- مرة أخرى - 7 طرق
الله أعلم!!!