الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد المال
فوائد المال تنقسم إلى دنيوية ودينية: أما الدنيوية، فالخلق يعرفونها، ولذلك تهالكوا في طلبها. وأما الدينية فتنحصر في ثلاثة أنواع:
أحدها: أن ينفقه على نفسه، إما في عبادة، كالحج والجهاد، وإما في الاستعانة على العبادة، كالمطعم، والملبس، والمسكن، وغيرها من ضرورات المعيشة، فإن هذه الحاجات إذا لم تتيسر، لم يتفرغ القلب للدين والعبادة، وما لا يتوصل إلى العبادة إلا به، فهو عبادة، فأخذ الكفاية من الدنيا للاستعانة على الدين من الفوائد الدينية، لا يدخل في هذا التوسع والزيادة على الحاجة، فإن ذلك من حظوظ الدنيا.
النوع الثاني: ما يصرفه إلى الناس، وهو أربعة أقسام:
أحدها: الصدقة وفضائلها كثيرة مشهورة.
القسم الثاني: المروءة، نعني بها صرف المال إلى الأغنياء والأشراف في ضيافة وهدية، وإعانة ونحو ذلك، وهذا من الفوائد الدينية، إذ به يكتسب العبد الإخوان والأصدقاء.
القسم الثالث: وقاية العرض نحو بذل المال لدفع هجو الشعراء، وثلب السفهاء، وقطع ألسنتهم، وكف شرهم، فهو من الفوائد الدينية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة" وهذا لأنه يمنع العتاب من معصية الغيبة، ويحرز مما يثير كلامه من العداوة التي تحمل في الانتقام على مجاوزة حدود
الشريعة.
القسم الرابع: ما يعطيه أجراً على الاستخدام، فإن الأعمال التي يحتاج إليها الإنسان لمهنة أسبابها كثيرة، ولو تولاها بنفسه ضاعت أوقاته، وتعذر عليه سلوك الآخرة بالفكر، والذكر، اللذين هما أعلى مقامات السالك، ومن لا مال له يفتقر إلى أن يتولى خدمة نفسه بنفسه، فكل ما يتصور أن يقوم به غيرك، ويحصل بذلك غرضك، فإن تشاغلك به غبن؛ لان احتياجك إلى التشاغل بما لا يقوم به غيرك من العلم والعمل والذكر والفكر أشد.
النوع الثالث: ما لا يصرفه الإنسان إلى معين، لكن يحصل به خيراً عاماً، كبناء المساجد والقناطر، والوقوف المؤبدة. فهذه جملة فوائد المال في الدين، سوى ما يتعلق بالحظوظ العاجلة ومن الخلاص من ذلك السؤال، وحقارة الفقر، والعز بين الخلق والكرامة في القلوب، والوقار (1).
أخي المسلم:
كان السلف يخشون النعم أن تكون استدراجاً لهم، ولهذا قال بعضهم: من سأل الله الدنيا فإنما يسأل طول الوقوف للحساب (2).
وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يوضع لي في كل نفق مالاً (3).
(1) منهاج القاصدين ص 214 وما بعدها.
(2)
الإحياء 2/ 224.
(3)
صفة الصفوة 1/ 639.
والكنز ورأس المال في هذه الدنيا، ما قاله علي بن الحسين: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس (1).
نصيبك مما تجمع الدهر كله
…
ردان تلوى فيهما وحنُوط
أخي المسلم:
الدراهم أربعة: درهم اكتُسِب بطاعة الله وأُخرج في حق الله، فذاك خير الدراهم، ودرهم اكتسب بمعصية الله، وأُخرج في معصية الله، فذاك شرُّ الدراهم، ودرهم اكتسب بأذى مسلم وأُخرج في أذى مسلم، فهو كذلك، ودرهم اكتسب بمُباح وأُنفق في شهوة مباحة، فذاك لا له ولا عليه.
هذا أصول الدراهم، ويتفرع أُخَر: منها درهم اكتسب بحق وأُنفق في باطل، ودرهم اكتسب بباطل وأنفق في حق، فإنفاقه كفارته، ودرهم اكتسب من شبهة فكفارته أن ينفق في طاعة. وكما يتلق الثواب والعقاب، والمدح والذم بإِخراج الدرهم، فكذلك يتعلق باكتسابه. وكذلك يسأل عن مستخرجه ومصروفه من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟ (2).
قال ميمون بن مهران: لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام جزءاً من الحلال (3).
(1) حلية الأولياء 3/ 135.
(2)
الفوائد ص 222.
(3)
الورع لإمام أحمد بن حنبل ص 44.
قال زبير بن الحارث: ألف بعرة أحب إليّ من ألف دينار (1).
والدنيا على كبرها في أعيننا إلا أنها في الواقع حقيرة صغيرة.
قال أبو الدرداء: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن براء (2).
لقد ورث الإمام البخاري تركة عظيمة من أبيه العلامة إسماعيل، ولم يكن إسماعيل في تجارته كسائر الناس من التجار الذين قد لا يتورعون عن بعض الأمور، أو يقع من عمالهم ومساعديهم شيء من التساهل والخطأ، فيقعون في أمور يلزم اجتنابها والحذر منها، وهكذا تصبح الأموال المكتسبة منها موضع شك وارتياب، ولكن إسماعيل كان حذراً في تجارته، محتاطاً في اكتسابه فقد كان مجتنباً بعيداً كل البعد عن جميع مواضع الشبهات، وقد قال ذلك لأحيد بن حفص، وكان من أخص تلاميذه، عند وفاته:
لا أعلم من مالي درهماً من حرام، ولا درهماً من شبهة (3).
وتعجب أبو حفص لهذا القول الذي يدل على أن إسماعيل كان مبالغاً في الاحتياط واتقاء الشبهات، وفي الوقت نفسه كان يريد أن يوضح لوارثه الذي كانت الأقدار تيهئه ليكون إمام الدنيا، ويلقب بإمام المحدثين، أن لا يقع في قلبه أدنى شك فيجتنبه، أو
(1) السير 5/ 296.
(2)
السير 2/ 350.
(3)
مقدمة الفتح 479.
يتنازل عنه، بل يستفيد منه في مشاكله؛ لأنه طاهر وطيب من كل وجه.
وقال محمد بن أبي حاتم عن الإمام البخاري: إنه كان يعطي هذا المال مضاربة، وهى نوع من أنواع التجارة؛ لكي يتفرغ لخدمة العلم النبوي، وكان الله سبحانه وتعالى قد أغناه من كل جهة.
وكان سمحاً، رحيماً، قد اُعطى حظاً وافراً منهما، فذات مرة قطع له أحد الغرماء خمسة وعشرين ألفاً، فقيل له بأن الغريم قد وصل إلى آمل، وبإمكانك أن تأخذ منه الدراهم، فقال لهم: لا ينبغي لي أن أتعبه.
قال محمد بن أبي حاتم: فلما عرف الغريم جهودنا انتقل إلى خوارزم، فقلنا له: استعن بكتاب الوالي إلى حاكم خوارزم (لأن الغريم ليس بعيداً، وبإمكانهم أن يلحقوه بكل سهولة) فقال لهم: إن أخذت منهم كتاباً طمعوا، ولن أبيع ديني بدنياي.
قال محمد بن حاتم: وكان لأبي عبدالله غريم قطع عليه مالاً كثيراً، فبلغه أنه قدم آمل ونحن بفربر، فقلنا له: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك، فقال: ليس لنا أن نروعه.
ثم بلغ غريمه، فخرج إلى خوارزم فقلنا: ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكشاني، عامل آمل؛ ليكتب إلى خوارزم في أخذه، فقال: إن أخذت منهم كتاباً طمعوا مني في كتاب، ولست أبيع ديني بدنياي.
فجهدنا فلم نأخذه حتى كلمنا السلطان عن أمره، فكتب إلى والي خوارزم، فلما بلغ أبا عبدالله ذلك وجد وجداً شديداً، وقال لا
تكونوا أشفق عليَّ من نفسي، وكتب كتاباً، وأردف تلك الكتب بكتب وكتب إلى بعض، فرجع غريمه، وقصد ناحية مرو فاجتمع التجار وأخبروا السلطان، فأراد التشديد على الغريم، فكره ذلك أبو عبدالله، وصالح غريمه على أن يعطيه كل سنة عشرة دراهم شيئاً يسيراً، وكان المال خمس وعشرين ألفاً، ولم يصل من ذلك إليَّ درهم ولا إلى أكثر منه (1).
وكان يهدف الإمام البخاري من تجارته هذه (أي المضاربة) أن ينفع خلق الله، فكان يساعد أهل العلم، وطلبة العلم، والشيوخ المحدثين، وكان ينفق من دخله خمسمائة درهم على الفقراء والمساكين، وطلبة العلم، وأصحاب الحديث كل شهر، فكان يعين طلبة العلم، ويشجعهم على الانهماك في طلب العلوم النبوية، ويحسن إلى أهل العلم كثيراً، ولم يكن يعرف الترف والبذخ في حياته في المأكل والمشرب، فكان الصبر والاحتمال قد أصبحا
طبيعةً له.
هب أنك قد ملكت الأرض طُراً
…
ودان لك البلاد فكان ماذا؟
أليس غدًا مصيرك تُرب؟
…
ويحثو التراب هذا ثم هذا
قال الحسن: إذا أراد الله بعبد خيراً أعطاه من الدنيا عطية، ثم
(1) الطبقات الكبرى للسبكي 2/ 226.
يمسك فإذا نفد أعاد عليه، وإذا هان عليه عبد بسط له الدنيا بسطاً.
وقال أبو حازم سلمة بن دينار: إن وقينا شر ما أعطينا لم ننل ما فاتنا (1).
وعن حميد الطويل قال: خطب رجل إلى الحسن، وكنت أنا السفير بينهما، قال: فكأن قد رضيته يوماً اثنى عليه بين يديه، فقلت: يا أبا سعيد وأزيدك أن له خمسين ألف درهم، قال: له خمسون ألف ما اجتمعت حلال، قلت: يا أبا سعيد إنه كما علمت ورع مسلم، قال: إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق، لا والله، لا أجري بيننا صهراً أبدا (2).
وحال الناس مع الأموال، وزيادتها ونقصانها عجيب، ومن أعجب العجيب أنه يهتم بالنقص من ماله، ولا يهتم بالنقص مما هو أعظم من أموال الدنيا!
قال يحيى بن معاذ: عجبت ممن يحزن على نقصان ماله. كيف لا يحزن على نقصان عمره؟ ! (3).
وعندما مرض قيس بن سعد بن عبادة، استبطأ إخوانه، فقيل له: إنهم يستحون مما لك عليهم من الدين، فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر منادياً: من كان عليه لقيس حقٌ فهو منه في حل، قال: فانكسرت درجته بالعش؛ لكثرة من
(1) صفة الصفوة 2/ 158.
(2)
حلية الأولياء 2/ 156.
(3)
صفة الصفوة 4/ 95.
عاده (1).
وكتب غلامٌ لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز: أن قصب السكر أصابته آفة، فاشتر السكر فيما قبلك.
قال: فاشتراه من رجل فلم يأت عليه إلا قليل، فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفاً، فأتى صاحب السكر، فقال: يا هذا إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك، فأقلني فيما اشتريت منك، فقال الآخر: فقد أعلمتني الآن وطيَّبته لك. قال: فرجع فلم يحتمل قلبه، قال فأتاه فقال: يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه، فأحب أن يسترد هذا البيع، قال فما زال به حتى ردَّ عليه (2).
قال سلمة الفراء: كان رأس مال عتبة الغلام فلساً يشتري به خوصاً -الخوص: ورق المقل والنخل والنارجيل وما شاكلها، واحدته خوصة- يعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فيتصدق بفلس ويتعشى بفلس، وفلس رأس ماله.
أخي المسلم:
دع التهافت في الدنيا وزينتها
…
ولا يغرنك الاكثار والجشع
واقنع بما قسم الرحمن وارض به
…
إن القناعة مال ليس ينقطع
(1) منهاج القاصدين ص 221.
(2)
الورع لابن أبي الدنيا ص 105.
وخل عنك فضول العيش أجمعها
فليس فيها إذا حققت منتفع (1)
ولو تأمل الناس اليوم في كلمات يسيرة لهانت الدنيا ..
قال شميط بن عجلان: إنما بطنك يا بن آدم شبر في شبر فلِمَ يدخلك النار (2)؟
لا يومك ينساك
…
ولا رزقك يعدوكا
ومن يطع في الناس
…
يكن للناس مملوكا
فليكن سعيك لله
…
فإن الله يكفيكا (3)
كان داود الطائي قد ورث عن أمِّه أربعمائة درهم، فمكث يتقوتها ثلاثين عاماً، فلما نفذت جعل ينقض سقوف الدويرة (تصغير الدار* فيبيعها حتى باع الخشب، والبواري (مفردها البورية): وهى الحصير المنسوج من القصب واللبن حتى بقى في نصف سقفه، وجاءه صديقٌ له فقال: يا ابا سليمان لو أعطيتني هذه فأبضعها لك؛ لعلنا نستفضل لك فيها شيئاً ينتفع به، فما زال به حتى دفعها إليه، ثم فكر فيها فلقيه بعد العشاء الآخرة فقال: أرددها
(1) مكاشفة القلوب ص 285.
(2)
الإحياء 3/ 254.
(3)
طبقات الحنابلة ص 419.
عليّ فقال: ولم ذاك يا أخي؟ قال: أخاف أن يدخل فيها شيء غير طيب فآخذها (1).
تقنع بما يكفيك واستعمل الرضى
…
فإنك لا تدري أتصبح أم تمسي (2)
قال الحسن: بئس الرفيقان، الدينار والدرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك (3).
وقال مالك بن دينار: وددت أن الله عز وجل جعل رزقي في حصاة أمصها، لا ألتمس غيرها حتى أموت (4).
وقال محمد بن سوقة: أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين بهما لعذاب الله؛ أحدنا يزاد الشيء من الدنيا فيفرح فرحاً ما علم أنه فرحه بشيءٍ زاده قط في دينه، وينقص الشيء من الدنيا فيحزن عليه حزناً ما علم أنه حزنه على شيء نقصه قط في دينه (5).
قال الشافعي: ما فزعت من الفقر قط، طلب فضول الدنيا عقوبة، عاقب بها الله أهل التوحيد (6).
عجبت لمن يخاف حُلول فقر
…
ويأمن ما يكون من المنون
(1) صفة الصفوة 3/ 139.
(2)
التذكرة ص 55.
(3)
السير 4/ 576.
(4)
حلية الأولياء 2/ 370.
(5)
صفة الصفوة 3/ 117.
(6)
السير 10/ 97.
أتأمن ما يكون بغير شك
وتخشى ما ترجحه الظنونُ (1)
قال أبو صالح حمدون بن احمد: كفايتك تساق إليك من غير تعب ولا نصب، وإنما التعب في الفضول (2).
وما يدري الفقير متى غناه
…
ولا يدري الغني متى يعيل
قال عطاء بن مسلم: عاش داود الطائي عشرين سنة بثلاثمائة درهم (3).
خذ القناعة من دنياك، وارض بها
…
لو لم يكن لك إلا راحة البدن (4)
أخي المسلم:
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
…
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت
…
أن السلامة تركُ ما فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف
…
ولا الفرار من الأحداث ينجيها
(1) جنة الرضا 1/ 63.
(2)
صفة الصفوة 4/ 122.
(3)
السير 7/ 424.
(4)
موارد الظمآن 3/ 493.
وكل نفس لها زرو يصبِّحها
من المنية يوماً أو يمسيها
قال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند احد أهون منه عند الزهري، كأنها بمنزلة البعر (1).
وعن النعمان بن حميد قال: دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن، وهو يعمل الخوص، فسمعته يقول: اشتري خوصاً بدرهم، فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهماً فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدق بدرهم (2).
العيش ساعات تمرّ وخطوب أيام تكرّ
اقنع بعيشك ترضه واترك هواك تعيش حرّ
فلرب حتف ساقه ذهب وياقوت ودرّ (3)
قال سفيان الثوري: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا اجترَّ الطبيب الداء إلى متى يداوي غيره؟ (4).
وفي الحكم المنثورة: بشر مال البخيل بحادث، أو وارث (5).
كان المسور بن مخرمة قد احتكر طعاماً كثيراً، فرأى سحاباً في الخريف فكرهه، فقال: ألا أراني كرهت ما ينفع المسلمين؟ فإلى،
(1) تذكرة الحفاظ 1/ 109.
(2)
صفة الصفوة 1/ 541.
(3)
الإحياء 3/ 25.
(4)
تذكرة الحفاظ 1/ 204.
(5)
مكاشفة القلوب ص 124.
أن لا يربح فيه شيئاً، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر: جزاك الله خيراً (1).
المرء يجمع، والزمان يفرق
…
ويظل يرقع والخطوب تمزق
كان حماد بن سلمة في سوقه، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جيوبه وقام (2).
سهرت أعين ونامت عيون
…
لأمور تكون أو لا تكون
فاطرد الهم ما استطعت عن الـ
…
ـنفس فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك بالأمس ما كا
…
ن سيكفيك في غدٍ ما يكون
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما ضُرب الدينار، والدرهم، أخذه إبليس ووضعه على عينيه وقال أنت ثمرة قلبي وقُرة عيني بك أطغي، وبك أكفر، وبك أدخل الناس النار، رضيت من ابن آدم بحب الدنيا أن يعبدني (3).
وقال بعض البلغاء: خير الأموال، ما أخذته من الحلال، وصرفته في النوال، وشر الأموال، ما أخذته من الحرام وصرفته في
(1) جامع العلوم والحكم ص 132.
(2)
شذرات الذهب 1/ 262.
(3)
صفة الصفوة 1/ 757.
الآثام (1).
كان الليث بن سعد يستغل عشرين ألف درهماً في كل سنة وقال: ما وجبت عليَّ زكاة قط.
وقال حسان بن أبي سنان: لولا المساكين ما اتَّجرت (2).
وقال يونس بن عبيد: إنما درهمان، درهم أمسكت عنه حتى طُلب لك فأخذته، ودرهم وجب لله تعالى عليك فيه حق فأديته (3).
(1) أدب الدنيا والدين ص 214.
(2)
حلية الأولياء 3/ 116.
(3)
حلية الأولياء 3/ 17.