المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الرقية الشرعية من الكتاب والسنة تأليف: علي بن محمد ناصر الفقيهي ‌ ‌مقدمة الحمد - الرقية الشرعية من الكتاب والسنة

[علي بن محمد بن ناصر الفقيهي]

الفصل: الرقية الشرعية من الكتاب والسنة تأليف: علي بن محمد ناصر الفقيهي ‌ ‌مقدمة الحمد

الرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تأليف: علي بن محمد ناصر الفقيهي

‌مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالين. القائل: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء".

أما بعد: فإن التداوي مشروع، وفد ذكر البخاري ذلك في صحيحه "كتاب" الطب، ثم أورد فيه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"

ثم أعقبه بعدد من الأبواب ذكر فيها أنواعا من الأدوية - كالعسل وحبة السوداء، والأثمد، والحجامة وغيرها.

ثم اتبعها بذكر الرقية المشروعة بفاتحة الكتاب والمعوذات ورقية النبي صلى الله عليه وسلم.

كما ذكر في كتاب المرضى قصة المرأة السوداء التي كانت تصرع وشكت إلى النبي ذلك، وقد خيرها بين الصبر ولها الجنة، أو الدعاء لها - فاختارت الصبر، وطلبت الدعاء منه ألا تتكشف فدعا لها. وقد رجح ابن حجر أن الصرع الذي يصيبها من الجن - لا من الأخلاط. ولا ينكر تلبس الجن بالإنس إلا المبتدعة كالمعتزلة، وكثير من الأطباء.

وحيث حدث في الآونة الأخيرة فتح عيادات باسم الرقية الشرعية وحيك لها دعايات بكثرة الجن التي أطلقت على الإنس، والمعروف قبل هذه العيادات أن من صرع قدم إلى إمام المسجد أو القاضي أو أي قارىء للقرآن ليرقاه من ذلك المس.

ولم يعرف عن السلف أن أحدا تفرغ لهذا العمل وعمل لنفسه هذه الدعايات التي نسمعها.

وقد أوهنت هذه الدعات ضعاف الإيمان فمن أحس بنفسه شيئا رحل من

ص: 5

بلده إلى البلد التي فيها تلك العيادة، حتى إنك إذا زرت تلك العيادات. تجد أمامها أعدادا من الناس كلهم يشكون الجن وما عملوه بهم.

وكما قلت - لا ينكر تلبس الجن بالإنس إلا أصحاب الباع. ولكن فتح هذا الباب لا فتح لإبليس إدخال الوساوس على ضعاف الإيمان -.

والرقية المشروعة بكتاب الله- بل بالفاتحة والمعوذات، ونحن في عصر انتشر فيه التعليم فحفاظ القرآن في كل مدينة وقرية وبادية.

والحفاط على عقيدة المسلم واجب العلماء والمسؤولين.

فلو منع فتح هذه العيادات التي دخلت فيها الرقية الممنوعة مع الرقية المشروعة ووجه الناس إلى أنه من أصيب بمس أو عين أو حمة- أن يتوجه إلى أقرب الناس إليه في قريته ويطلب منه الرقية بالقرآن وما ثبت في السنة، ولا حاجة - لشد الرحل من بلد إلى بلد - وقد بين ابن القيم رحمه الله أنه يشترط في إفادة الرقية شرطان:

الأول: أن الراقي صاحب تقوى ودين.

والثاني: أن يكون المرقي صادق النية واليقين في أن في كتاب الله شفاء.

وفي هذه الرسالة الصغيرة بيان للرقية المشروعة من الكتاب والسنة نسأل الله أن ينفع بها. وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

كتبه: علي بن محمد ناصر الفقيهي

ص: 6