المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما جاء في توصيات مؤتمر رسالة المسجد المنعقد برابطة العالم الإسلامي] - أسلوب خطبة الجمعة

[عبد الله الرحيلي]

الفصل: ‌[ما جاء في توصيات مؤتمر رسالة المسجد المنعقد برابطة العالم الإسلامي]

يومين) قيل له: فإذا طلبناها في ساعة؟ قال: (فأنا مستعد الآن) إِن الإيجاز يتطلب الموازنة والاختيار والمحور والإِثبات.

أما الكلام المرسل فالجهد العقلي فيه أقل، والحقيقة أن خمسة دقائق تستوعب علما كثيرا، وعشر دقائق وخمس عشرة دقيقة تستوعب خطبة أو محاضرة جيدة (1) .

[ما جاء في توصيات مؤتمر رسالة المسجد المنعقد برابطة العالم الإسلامي]

بمكة المكرمّة

وقد جاء في توصيات مؤتمر رسالة المسجد المنعقد برابطة العالم الإسلامي، بمكة المكرمّة، في الفترة من 15 رمضان 1395 - 20 رمضان 1395 هـ فيما يتعلق بخطبة الجمعة ما يلي:

أولا: ينبغي أن تهدف خطبة الجمعة إلى تحقيق الأغراض التالية: (أ) الوعظ والتذكير بالله تعالى وبحسابه وجزائه في الآخرة وبالمعاني الربانية التي تحيا بها القلوب، والدعوة إِلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(ب) تفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع العناية بسلامة الأخلاق والآداب من الغلو والتفريط.

(ج) تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإِسلام، وردّ الشبهات والأباطيل التي يثيرها خصومه لبلبلة الأذهان، بأسلوب مقنع حكيم، بعيد عن المهاترات والسباب، ومواجهة الأفكار الهدامة والمضللة بتقديم الإِسلام الصحيح باعتباره منهج الأمة الأصيل الذي ارتضاه الله لها، وارتضته لنفسها دينا، مع إِبراز خصائصه من الشمول والتوازن والعمق والإِيجابية.

(1)(توجيهات للدعاة) ، محمد الغزالي، ضمن بحوث مؤتمر رسالة المسجد ص 551 - 555، بتصرف بالحذف والاختصار وإصلاح الأخطاء المطبعية.

ص: 19

(د) ربط الخطبة بالحياة، وبالواقع الذي يعيشه الناس، وذلك بالتركيز على علاج أمراض المجتمع، وتقديم الحلول لمشكلاته مستمدة من الشريعة الإِسلامية الغراء، مع إِعطاء عناية لشؤون المرأة والأسرة المسلمة نظراً لما تتعرض له من فتنة يحرك تيارها أعداء الإسلام.

(هـ) مراعاة المناسبات المختلفة التي تتكرر على مدار العام مثل رمضان والحج وغيرهما، مما يشغل أذهان المستمعين ويشوقهم إِلى معرفة تنير لهم الطريق بشأنه.

(و) تثبيت معنى أخوة الإسلام ووحدة أمته الكبرى، ومقاومة النزعات والعصبيات العنصرية والمذهبية والإقليمية وغيرها المفرقة للأمة الواحدة، والاهتمام بقضايا المسلمين داخل العالم الإسلامي وخارجه، حتى لا ينفصل المسلم فكريا وشعوريا عن إِخوانه المسلمين في كل مكان.

(ز) إِحياء روح الجهاد والقوة في نفوس الأمة، وإِشعال جذوة الحماس لحماية حرمات الإِسلام ومقدساته، وأوطانه، وصون دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم والدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته، والعمل لإزالة الطواغيت المعوقين لسير دعوته.

ثانيا: يجب أن تتنزه خطبة الجمعة عن أن تتخذ أداة للدعاية لشخص أو حزب أو نظام، وأن تكون خالصة لله تعالى ولدينه، وتبليغ دعوته وإعلاء كلمته {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]

ثالثا: ينبغي ألا تفرض على الخطيب خطبة موجهة من قبل السلطان،

ص: 20

يرددها ترديداً آليا لا روح فيه، وأن تترك له الحرية لاختيار موضوعه وإِعداده وأدائه بالطريقة التي يرضاها عقله وضميره، وفقاً لما درسه من كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

رابعاً: على العلماء والدعاة الأكفاء أن يضعوا أمثلة رفيعة لموضوعات إسلامية متنوعة، تشتمل على المواد الأساسية لبناء الخطبة في صورة أدلة وشواهد من الكتاب والسنة والسيرة والتاريخ الإِسلامي، والأقوال المأثورة، والشعر البليغ لتكون في أيدي الخطباء في شتى الأقطار الإِسلامية؛ ليستعين بها من يحتاج إِليها في إعداد الخطبة.

خامسا: يجب أن يعتمد في إِعداد الخطبة على مصادر المعرفة الإِسلامية الموثقة وأن يترفع عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والإِسرائيليات المدسوسة والحكايات المكذوبة، والمبالغات المذمومة لكل ما لا يسنده نقل صحيح، أو عقل صريح.

سادساً: يجب أن تكون لغة الخطبة في البلاد العربية هي الفصحى السهلة المفهومة وأن تبعد عن العامية، وعن تكلف الأسجاع، والألفاظ الغريبة على الأسماع.

أما في غير البلاد العربية، فيكفي أن تكون مقدمة الخطبة وأركانها باللغة العربية، وأما موضوع الخطبة فيجب أن يكون باللغة التي يفهمها الحاضرون.

سابعا: ينبغي أن يكون أداء الخطبة طبيعيا، بعيداً عن التغني والتشدق والصياح وكل مظاهر التكلف المنفر.

ص: 21