الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للأصول النافعة والأعمال الصالحة، وترغيباً في أصناف الخيرات والإِحسان إِلى المخلوقات، وترهيباً من الأعمال الضارة والأخلاق السيئة.
وكان الغالب على خطبه الاختصار والاقتصار على ما يحصل به المقصود. ويقول: «إِن طول صلاة الرجل وقصَرَ خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة» .
وكانت مواعظه على نوعين:
نوع يعظ الناس وعظاً مطلقاً ويُرغب في الخير ويرهب من الشر، ويشوّق إِلى ما أعد الله للطائعين من الكرامة، ويحذِّرهم مما أعدّ الله للعاصين من الإهانة؛ ليثير في القلوب الإيمان، والرغبة في الخير والرهبة من الشر.
ونوع من وعظه يُفصِّل ما يحتاج الناس إلى تفصيله، ويوضحه لهم توضيحا.
فالنوع الأول: وعظ وإيقاظ وتذكير.
والنوع الثاني: تبيين وتعليم وتفصيل.
وكان يراعي في وقت حال ما يحتاج الناس إِلى بيانه، لا يتكلف السجع ولا التعمق. بل جُلُّ قصده صلى الله عليه وسلم إِبلاغ المعاني النافعة بأوضح العبارات وأقصرها. ولقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم. وكان يردد اللفظ أو المعنى حسب ما يحتاج المقام إِلى ترديده وهذا أولى ما يعتمده الخطيب، ولا بأس مع ذلك بمراعاة تحسين الألفاظ من غير تكلف (1) .
[أهم ما يمكن استخلاصه من النصوص الشرعية من صفات الخطبة وأساليبها]
ولعل أهم ما يمكن أن أستخلصه من النصوص الشرعية من صفات
(1) مجموعة مؤلفات ابن سعدي، الخطب 187 - 188.
الخطبة وأساليبها ما يلي:
* إِن التأسي في خطبة الجمعة برسول الله صلى الله عليه وسلم بنصوص الكتاب والسنة والسعي في تحقيق مقاصدهما وهدايتهما من أهم ما يلزِم الخطيب أخْذه بعين الاعتبار عند إعداده للخطبة موضوعاً وغاية وأسلوبا.
* الاهتداء بالكتاب والسنة يوجب على المرء الرجوع إِليهما والاستنباط منهما ودراستهما والعناية بهما.
* يتلخص من النصوص الشرعية الواردة بشأن خطبة الجمعة والموضوعات الأخرى ذات العلاقة:
إِن خطبة الجمعة مناسبة أسبوعية ثابتة يتعين على المسلمين العناية بها والمحافظة عليها والتأسي فيها شكلاً ومضموناً بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأن وظيفة خطبة الجمعة تتركز في ثلاثة أمور، هي:
* الوعظ والتذكير.
* تعليم المسلمين دينهم عقيدة وشريعة وأخلاقاً.
* إِرشاد الناس وتوجيههم إِلى ما فيه مصالحهم في حياتهم وأحوالهم المتجدد المتعددة.
وأن الخطبة هذه دعوة إِلى الله تعالى، فمن واجب القائمين بها أن يهتدوا فيها بالحكمة والأحكام المتعلقة بالدعوة متمسكين في ذلك بنصوص الكتاب والسنة الواردة في الموضوع وبمقاصدها وهدايتها.
* ومن الفقه عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجعل الخطيب خطبته في يوم