الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأسلوب الخطبة يرتبط بأساليب الدعوة ومناهجها؛ لأن ما يقال في ذلك يقال في أسلوب الخطبة.
والكتاب والسنّة هما مَصْدر الإِسلام اللذان يَتَجّه لهما المسلم في تلقي أحكام هذا الدين.
[تحديد أسلوب الخطبة]
[أين نجد تحديد أسلوب الخطبة]
أين نجد تحديد أسلوب الخطبة؟ إذا كان الكتاب والسنّة هما مصدرا الإِسلام الأساسان، وفيهما كل شيء لهداية البشرية، كما قال تعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] فإننا ملزمون بالصدور عنهما في كل شيء.
ولكنا - للأخذ عن القرآن والحديث - نحتاج إِلى أمرين لا بدّ منهما، وهما:
* الوقوف على النصوص الواردة في الموضوع أو المتعلقة به.
* والتدبر لتلك النصوص، وفهمها وعقْل معناها.
إِذاً لا بد لنا من معرفة النص الشرعيّ فهماً صحيحاً، وهذا يستلزم أن نتبّع المنهج السديد الموصل إِلى الفهم الصحيح.
فعلينا إذاً أن نتجه الآن إِلى الكتاب والسنة - تحقيقاً لهذه المعاني - لنعرف ماذا فيهما عن أسلوب الخطبة.
[طريقة تحديد نصوص الكتاب والسنة في الموضوع]
(طريقة تحديد نصوص الكتاب والسنة في الموضوع) للأخذ بالكتاب والسنّة في هذا الموضوع يتعين علينا أن نحدد المداخل التي عن طريقها نقف على نصوص الكتاب والسنة في هذا الموضوع، أو التي نتوصل بها إِلى تحديد النصوص الشرعية في الموضوع.
ولعل هذه المداخل تنحصر في الآتي:
1 -
الوقوف على الآيات والأحاديث التي تناولت أسلوب الخطبة وأسلوب الدعوة ومنهجها تناولاً مباشراً أو وردت في موضوع الخطبة بصفة عامة.
* وأدخلنا أسلوب الدعوة ومنهجها؛ لأن الخطبة فرع من فروع الدعوة، أو وسيلة من وسائلها.
2 -
تتبع أساليب القرآن الكريم، واستنباط الأساليب القرآنية المؤثرة من كتاب الله، أو التعرف على الجوانب التأثيرية فيه - وكل كتاب الله مؤثر - وذلك في شتى الموضوعات، فإِن هذا جانب من جوانب هدايات القرآن الواجب علينا الاهتداء به فيها، إِنه جانب التأسي بأسلوب القرآن الكريم الذي هو أحسن الحديث.
3 -
الوقوف على خطب النبي صلى الله عليه وسلم وأساليبه في الخطاب بصفة عامة، ودراسة سمات ذلك، واستخراج مواطن القدوة والأسوة الحسنة لنا في كلامه وفي خطبه صلى الله عليه وسلم، فإِن هذا من هديه صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الهدْي! .
4 -
الوقوف على الآيات والأحاديث الأخرى المتصلة بالموضوع، التي تبدو لا علاقة لها به بالنظرة السريعة، في حين أنها في صميم الموضوع، من نحو قوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] وقوله تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54]
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. . .»
وقوله: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ» وقوله: «الدين النصيحة. .» وقوله: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وغيرها من النصوص العامة التي يتعين على المسلم الالتزام بها في أحواله كلها، أو في دعوته الآخرين، ومن أحواله تلك أو دعوته الخطبةُ وأسلوبه فيها.
5 -
الوقوف على الآيات والأحاديث النبوية بخصوص اللسان والكلام، ولا سيما الأحاديث التي يوجه فيها النبي صلى الله عليه وسلم المسلم توجيهاً مباشرا فيما يخص الكلام والخطبة.
ومثل ذلك الأحاديث التي اشتملت على وصف النبي صلى الله عليه وسلم في خطَبه؛ إِذ هذه الأحاديث في وصفه، فيها القدوة العملية في رسول الله، كما أن تلك الأحاديث القولية المشتملة على توجيهه المباشر في هذا الموضوع أو على نقْل خُطَبِه، فيها الأسوة في قوله وخطابه صلى الله عليه وسلم.
وأختم هذه الفقرة بملاحظة مهمة لمن يتّجه إِلى حصر الأحاديث النبوية في هذا الموضوع. ألا وهي: إِن كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الواردة عنه من خُطِبه، وِإن لم يذْكر ذلك في الحديث؛ فينبغي ملاحظة هذا في أمرين:
* في حصر الخطب النبوية.
* في دراسة الخطب النبوية ودراسة أساليبها.
ومما يستدل به على الخطب المروية بهذه الطريقة التي لا تصريح فيها بأنها من خُطَبه صلى الله عليه وسلم ما يلي: