الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خرجه الملاء في سيرته.
ذكر من رأى عمر في منامه بعد موته:
عن عبد الله بن عبد الله بن العباس قال: كان العباس خليلًا لعمر، فلما أصيب جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام قال: فرآه بعد حول وهو يمسح العرق عن وجهه فقال: ما فعلت? فقال: هذا أوان فرغت، لولا أني لقيت رءوفًا رحيمًا. خرجه في الصفوة.
وعن عمرو بن العاص قال: ما كان شيء أحب إلي أن أعلمه من أمر عمر، فرأيت في المنام قصرًا فقلت: لمن هذا? قالوا: هو لعمر بن الخطاب، فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل، فقلت: كيف صنعت? قال: متى فارقتكم؟ قلت: من اثنتي عشرة سنة، قال: إنما انقلبت الآن من الحساب.
الفصل الثاني عشر: في ذكر ولده
وكان له ثلاثة عشر ولدًا، تسعة بنين وأربع بنات، ذكر البنين عبد الله وكان يكنى أبا عبد الرحمن، أسلم مع إسلام أبيه بمكة صغيرًا وهاجر مع أبيه وأمه وهو ابن عشر، ذكره الخجندي، وشهد المشاهد كلها بعد بدر وأحد.
قال الدارقطني: واستصغر يوم أحد، وشهد الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة، وشهد المشاهد بعد الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: شهد بدرًا فاستصغره النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجزه، وأجازه في السنة الأخرى يوم أحد، ذكره الطائي وقال: والأول أصح. وكان رضي الله عنه عالمًا مجتهدًا عابدًا لزومًا للسنة فرورًا من البدعة ناصحًا للأمة، رئي في الكعبة ساجدًا يقول في سجوده: يا رب تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك، وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إن عبد الله بن عمر رجل
صالح" ويقال: إنه ما خرج من الدنيا حتى صار مثل أبيه. قال سالم بن أبي الجعد: ما أدركت أحدًا مالت به الدنيا إلا مال بها إلا عبد الله بن عمر.
قال سفيان الثوري: كان من عادة ابن عمر أنه إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به، وكأن رقيقه عرفوا ذلك فربما شمر أحدهم ولزم المسجد وأقبل على الطاعة فإذا رآه ابن عمر على تلك الحالة أعتقه، فقيل له: إنهم يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له. قال نافع: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد عليه، ذكر ذلك كله الطائي وبقي إلى زمان عبد الملك بن مروان.
قال أبو اليقظان: وزعموا أن الحجاج دس له رجلًا قد سم زج رمحه فرجمه في الطريق وطعنه في ظهر قدمه، فدخل عليه الحجاج فقال: يا أبا عبد الرحمن من أصابك? قال: أنت أصبتني، قال: ولم تقول هذا رحمك الله? قال: حملت السلام في بلد لم يكن يحمل فيه السلام، فمات فصلي عليه عند الردم ودفن في حائط أم خرمان. قلت: هذا الحائط لا يعرف اليوم بمكة ولا حواليها، وإنما بالأبطح موضع يقال له: الخرمانية فلعله هو، نسب إلى أم خرمان. وقال غير أبي اليقظان: مات بمكة ودفن بفج وهو موضع قريب من مكة، وهو ابن أربع وثمانين سنة وله عقب.
قال الدارقطني: وتوفي سنة ثلاث وسبعين.
وروى عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وزيد بن الخطاب وزيد بن ثابت وأبي أمامة الأنصاري وأبي أيوب الأنصاري وأبي ذر الغفاري وأبي سعيد الخدري وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعامر بن ربيعة وبلال وصهيب وعثمان بن طلحة ورافع بن خديج وعبد الله بن مسعود وكعب بن عمرو وتميم الداري وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن
عباس وغيرهم من الصحابة.
وروي أيضًا عن عائشة وحفصة وامرأته صفية بنت أبي عبيد الله، وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عباس، وكان فقيهًا ورعًا شديد التتبع لآثار النبي صلى الله عليه وسلم ليقتدي به فيها، ذكر ذلك الدارقطني، وعبد الرحمن الأكبر: شقيقه أمهما زينب بنت مظعون، وزيد الأكبر: أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: إنه رمي بحجر في حرب بين حيين فمات ولا عقب له، ويقال: إنه مات هو وأمه أم كلثوم في ساعة واحدة فلم يرث أحدهما من الآخر، وصلى عليهما عبد الله بن عمر، فقدم زيدًا وأخر أم كلثوم فجرت السنة بذلك فكان فيهما حكمان، وعاصم: أمه أم كلثوم جميلة بنت عاصم بن ثابت حمي الدبر، وهي التي كان اسمها عاصية فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جميلة، وكان عاصم فاضلًا خيرًا توفي سنة سبعين وله عقب أخوه لأمه: عبد الرحمن بن زيد بن حارثة الأنصاري يروي عن ثوبان، وعمر بن عبد العزيز: ابن ابنته أم عاصم بنت عاصم، وزيد الأصغر وعبيد الله: أمهما مليكة بنت جرول الخزاعية.
وقال الدارقطني: أم كلثوم بنت جرول، فلعل ذلك كنيتها. وكان عبيد الله شديد البطش، لما قتل عمر جرد سيفه فقتل ابنة أبي لؤلؤة، وقتل الهرمزان، وقتل في وقعة صفين مع معاوية وله عقب، وأخواهما لأمهما: عبيد الله بن أبي جهم بن حذيفة وحارثة بن وهب الخزاعي وله صحبة، وعبد الرحمن الأوسط: أمه لهية أم ولد وعبد الرحمن الأصغر: أمه أم ولد، يكنى أحد الثلاثة أبا شحمة، ويلقب آخر منهم مجبرًا، فأما أبو شحمة فهو الذي ضربه عمر في الحد فمات ولا عقب له، وأما مجبر فكان له عقب فبادوا ولم يبق منهم أحد، ذكره ابن قتيبة. وقال الدارقطني: عبد الرحمن الأوسط هو أبو شحمة المجلود في الحد وقطع به، وذكر أن أمه أم ولد يقال لها: لهية، وعبد الرحمن الأصغر يقال له: أبو
المجبر، وعياض بن عمر: أمه عاتكة بنت زيد.
ذكر البنات:
وهن أربع: حفصة: زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي كيفية تزويجها من كتاب1 مناقب أمهات المؤمنين، وهي شقيقة عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، ورقية، شقيقة زيد الأكبر: تزوجها إبراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام، فماتت عنده، ولم تلد له، وفاطمة: أمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، تزوجها ابن عمها عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فولدت له عبد الله، ذكره الدارقطني، وزينب: أمها فكيهة أم ولد، تزوجها عبد الله بن عبد الله بن سراقة العدوي، وروت عن أختها حفصة، ذكر ذلك كله ابن قتيبة، وصاحب الصفوة، والله أعلم.
والحمد لله أولا وآخرًا، والصلاة والسلام على سيد الورى. تم الجزء الثاني، ويليه الجزء الثالث في مناقب الشيخين عثمان وعلي رضي الله عنهما.
1 يعني المؤلف كتابا مستقلا عن هذا الكتاب له في موضوع مناقب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.