المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌القسم الأول ما كان الاكتفاء فيه بجميع الكلمة عارياً من الملابس - الشفاء في بديع الاكتفاء

[النواجي، شمس الدين]

الفصل: ‌ ‌القسم الأول ما كان الاكتفاء فيه بجميع الكلمة عارياً من الملابس

‌القسم الأول

ما كان الاكتفاء فيه بجميع الكلمة عارياً من الملابس التورية، وهو المذكور في عامة كتب في عامة كتب البديعيين ولم يعرف المتقدمون سواه في ذلك قول أبي الطيب أحمد المتنبي:

أتى الزمانُ بنوه في شبيبتهِ

فسرهم وأتيَناه على الهرم

أي فساءنا.

وقوله:

بما بجفنيك من سقمٍ صلي دَنِفَا

يهوى الحياةَ وأما إن صددتِ فلا

أي فلا يهواها.

ومنه ما كتبه بعض الغواني على عصابتها:

ما أحسنَ الصبرَ وأما على

أن لا أرى وَجهك يوماً فَلا

أي فلا يحسن وبعده:

لو أن يوماً منك أو ساعةً

تُباعُ بالدنْيا، إذا ما غَلا

ومنه ما كتبت به على كتابي المسمى (الغزلان في وصف الحسان من الغلمان):

ص: 47

أيا مرتع الغُزلان ى زلت أهلاً

ويا منزل الأحباب حييت منزلا

يحن فؤادي نحوَ سكان رامةٍ

وتطمع عَيني أن تُرَاكَ فكَيف لا

فالمحذوف في جميع هذه الأبيات معلوم. ومتى ذكر الشاعر تمامه في البيت الذي بعده كان عيباً من عيوب القافية ويسمى التضمين والتتميم.

كقول النابغة:

وهم وردوا الجفارَ على تميم

وهم أصحابُ يوم عكاظَ إني

شهدت لهم مواطنَ صادقاتٍ

شهدت لهم بصدقِ الودَ مِني

وكقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

ماذا الذي في الحبِّ يُلحي أما

واللهِ لو حملتُ منهُ كَمَا

حملتُ في الحبّ رخيمَ لمَا

ملت على الحب فَدَعْني وما

أطلب إلي لست أرَى بمَا

قلتُ ألا أنني بينما

أنا في باب القصرِ في بعض مَا

أطلب من قصرهم إذا رَمَى

شبهُ غزال بسهام فَمَا

أخطأ سهماه ولكنما

عيناه سهمَان له كُلَّما

أرادَ قَتلي بِهمَا سلما

فالتضمين موجود في جميع هذه الأبيات، ما عدا الأخير، ولو

ص: 48

جعله اكتفاء لكان ألطف في المعنى، وأعذب في الذوق، وأوقع في النفس، ولنرجع إلى ما كنا فيه. قال أمير المؤمنين عبد الله بن المعتز:

زاحَمَ لمي لمه فالتويا

وافقَ كَفي كفه فاستويا

وطالما ذاقَا الهوى فاكتويا

يا قرةَ العين ويا مَوتي ويَا

الشيخ سعد الدين بن عربي:

رعاك اللهُ من زمنٍ تقضَّى

كأني قد رأيتُ به مَنَامَا

فيما ما كَان أحسَنه زمانَا

ويا ما كانَ أطيَبه ويا ما

القاضي ناصح الدين بن الأرجاني من أبيات:

في دمه الله ذلك الركبُ إنَّهم

ساروا وفيهم حياةً المغرمِ الدنِفِ

فإنْ أعشْ بعدهم فرداً فيا عَجبي

وإن أمت هَكذا وجداً فَيَا أسفِ

شهاب الدين التلعفري:

يا راشقاً أسهماً من لحظِ مقلتِهِ

فغير فؤادي ليس من هدفِ

قد كنتُ قبل النوى أشكو الصدود فوا

لَهَفي على الصدِّ في يومي ويا أسفي

أبو بكر بن حجة:

غصن هذا مثمر بالحَسَن واعحبي

وهو الذي لثمار الصبر قد قَطفَا

دينارُه اليوسفيُّ مذ غَابَ عن نظري

وصرت يعقوب حزن صحتُ يا أسفي

ص: 49

أبو الفتح الكاتب:

يقولون تبْ والكأسُ في كفِّ أغيدٍ

وصوتُ المثاني والمثالثِ عالي

فقلت لهم لو كنت أضمرتُ توبةً

وعانيتُ هذا في المنامِ بدا لي

ويحكى هنا حكاية ظريفة، وهي أن مروان بن الحكم منع الخمر في أيام خلافته، وأمر أصحاب الشرطة أن يدوروا ليلاً فمن وجدوه سكران أحضروه بين يديه، فبينما هم ذات ليلة إذ وجدوا شاباً لم يرَ أحسن منه سكران وهو ينشد:

البدرُ يكملُ كلَّ شهرٍ مرةً

وجمالُ وجهكِ كلَ يومٍ كاملُ

وحلولُه في برجِ قلبٍ واحدٍ

ولك القلوبُ جميعهُنّ منازلُ

فلما فرغ من إنشاده قالوا له: أليس قد بلغك نداء أمير المؤمنين بترك السكر، قال: إني رجل غريب كما قدمت، وما علمت بما ذكرتموه. فحذروه وتركوه ومضوا. فلما

ص: 50

كانت الليلة الثانية وإذا به سكران أكثر من الليلة الأولى وهو يقول:

يقولون تُبْ والكأسُ في كف أغيدٍ

وصوتُ المثاني والمثالثِ عالي

فقلتُ لهم لو كنت أضمرت توبةً

وعنيت هذا في المنامِ بدا لي

فأحاطوا به أيضاً، وقالوا أليس تقدم معك بالأمس ما يغني عن إعادة القول؟ قال: فإني بت وأنا سكران، وملت إلى النسيان فإن عاقبتم فلكم الفضل وأن عفوتم فلكم

الأجر. فحذروه أن لا يعود ومضوا فلما كانت في الليلة الثالثة وإذا به سكران أكثر مما قبلها وهو يقول:

يا مَن لصبٍ كئيب دَابَ من أسَفٍ

أضحتْ حَشَاه بنارٍ الهجرِ تلتهبُ

يموت وَجداً ولكن دونَ وصلِكم

تعطفوا فلكم يبكي وينتحبُ

فامسكوه وأحضروه بين يدي مروان، فضرب الحد، فلما فرغوا من جلده ثمانين، قال: أصلح الله الأمير إني عبد وقد جلدتني جلد الأحرار فأعطني حق جنايتك علي، فقال: أعطوه حق جنايتنا عليه. فقال: أصلح الله أمير المؤمنين أن رأى أن يعطيني حق جنايته على شرب الخمر لمن يريد فليفعل فاستظرفه وجعله من جلسائه.

وقال عبد الله بن سلمة بن جندب:

قل للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ

ماذا فعلتِ بزاهدِ متعبدِ

قد كان شمَّرَ للصلاةِ ثِيابَه

حتى وقفت له بباب المسجدِ

ولهذه الأبيات حكاية أظرف من التي قبلها، وهي أن عبد الله بن سلمة بن جندب ذكر يوماً عند المهدي فاستظرفه فقيل له ما يعجبك من ظرفه قال: قدم تاجر عراقي إلى المدينة ببز كان معه، فباعه كله إلا خمراً سوداً فلم يبع منها شيء لكسادها، وعزم على ردها لبلده فقال له جندب: ماذا عليك أن نفقتها لك؟ قال: جميع الربح. قال: لا ولكن أقنع بنصفه. قال: نعم. فذهب ابن جندب إلى بيته ونظم هذين البيتين:

(قل للمليحة في الخمار) إلى آخرها وصاغ لهما لحناً وغناه حكم

ص: 51

الوادي فلم يبق في المدينة حرة ولا غيرها اشترت خماراً أسوداً حتى طلب خمار بزنته ذهب فلم يوجد فربح التاجر أضعافاً فأوفى له بالشرط.

وقال ابن الفارض من قصيدة:

وقالوا شربت الإثمَ كلا وإنما

شربت التي في تركها عندي الإثمُ

هنيئاً لأهل الدين كم سكروا بها

وما شربوا منها ولكنهم هموا

ولبعضهم:

والروض يبدي زهرَه متبسماً

فكأنه ببكا الحمامِ قد استَفَا

قم فاسقني بسلافةٍ متداركاً

دمعي فقلبي بالهموم على شفا

ولبعضهم:

وذي هيفٍ يغريهِ بتاليته صمتُهُ

إذا سمعته ردَّ الجوابَ تكلفَا

وطرف محلى عن شفائي مقامهِ

فهلا صابر بات منه على شفَا

ولابن القيرواني شهاب الدين الحاجري من أبيات:

إن شاَء قلبي النومَ منها هجَرها

فلأطعن بالوصلِ منها في غدِ

ولأعصين عواذلي في حبِّها

إن لم أنل منها الرضى فكأن قدِ

الشيخ جمال الدين بن نباتة:

رفقاً بناظري القريحِ فَقَدَ كفا

ما قد جَرى من عبرةٍ وتسهيدِ

وحشاشة لم يبق فيها للأسى

فالهم إلا لمحةً وكأنَّ قدِ

ومن وقوع الاكتفاء في الحشو قول صفي الدين الحلي:

وليلةٍ زارني فقيه

في رشدِه ليس بالفقيه

ص: 52

رأى بيمناي كأسَ خمرٍ

فظل ينأى ويتقيه

فقلت هلا فقال كلا

فقلت لم لا فقال إيه

فماذا تعني فقلت إني

أنزه الكأس عن سفيه

وقول الشيخ زين الدين بن الوردي:

نمتُ وإبليسُ أتى بحيلةٍ منتدبه

فقال: ما قولك في حشيشة منتخبه

فقلت: لا قال: ولا خمرة كرم مذهبه

فقلت: لا. قال: ولا مليحة مطيبه

فقلت: لا. قال: ولا آلة لهو مطربه

فقلت لا قال فنم ما أنت إلا حطبه

فعارضه الصفي الحلي فقال ولم يخرج عن الاكتفاء:

وليلةٍ طالَ سُهادي بها

فجاء لي إبليس عند الرقادْ

فقال لي: هل لك في شفقةِ

كبسية تطرد عنك السهادْ

فقلت: نعم قال: وفي قهوةٍ

عتقها العاصر من عهدِ عادْ

قلت: نعم قال: وفي مطربٍ

إذا شدا يطرب منه الجمادْ

قلت: نعم قال: وفي طفلةٍ

في وجنتيها للحياء اتقادْ

قلت: نعم قال: وفي شادنٍ

قد كحلت أجفانه بالسهادْ

قلت: نعم قال: فنم آمناً

يا كعبة العشقِ وركن الفسادْ

يقرأ لدين الحمامي:

رب ليلٍ ضمني مجلسُ

للشرب في حضرته في مَلا

ص: 53

قام بكأس الراح لي خدمة

وقال لي: سرك ذاك؟ قلت: لا

القاضي السعيد بن سناء الملك:

رأيت طرفك يوم البين حين هَمى

والدمع لغزُ وكحلُ الجفون لمى

فأكفف ملامك عني حينَ الثُمُه

فما شككت بأني قد لَثمت فَمَا

لومك كان يعلم مع علمي بقسوته

تألم القلبُ من دجوِ الكلام لَما

وقال الشيخ سعد الدين محمد بن عربي فقال:

أما لقدٍ من ماءِ الشلبيبة مرتو

فيا حضرة الممشوق لم تشتكي الظمَا

حمى تفسره عني تصادم لحظهِ

فلو رمت تقبيلا لذاك اللما لَمَا

الشيخ سراج الدين الوارق:

قال لي: ريقُ شهدٍ

قلتُ ذا من فيك أحلى

ما يرى واردُه الظمآن

يزداد إلا عبرةً مكتفياً مقتبسا

اختياري أن لا أفارق مغَناك

ولا أسعى سواه محّلا

ولقد شئت لو ساعدَ الدهرُ

علمته وما تساوي إلا

وجه يفوق الهلال حسنا

ويخجل البدر أن تحلا

يقول في الحال من رآه

أشهد أن لا إله إلا

ويقول ابن سناء الملك من قصيدة:

دنوت وفقد أبدى الكرى منه ما أبدأ

فقبلته في الخد تسعين أو إحدى

ولبعض الشعراء:

ما أحسن بعض الناس مرسَلا

ضرب كل الناس قَتلا

ص: 54

أمرت جفونك بالهوى

من كان يعرفه ومن لا

لم يبق غير حشاشة

في مهجتي وأخاف أن لا

ولبعض الشعراء:

وبمهجتي من لا أسميه

وأكتم لئلاً

ولبست فضل قناعة

بيدي قمر تجلا

ولثمته في خده تسعين

أو تسعين إلا

ولبعض الشعراء في مطلع قصيدة (أهلاً بضيفكم وسهلاً).

لو كنت للإعفاء أهلاً

وقد حلف المها على أن لا

أن لم تزوروا فاجمعوا

بخيالكم في النوم شملا

ولقد قنعت بوعدكم

فترى أفوز بذلك أم لا

راموا عظامي عن هوى

عذبنه كهلا وطفلا

فوضعت طوقي في يدي

وقلت خلوني وإلا

وقلت لمن استدعى لبعض الأصحاب:

شهر الصيام تَقَضَّى

وشهر شوال هلا

وقد جلسنا جميعاً

إلى المدام فَهَلا

حسنه مولاي خيب ظني

وكان ظني أن لا

وقلت إنك تأتي

إذا حضرنا فلم لا

وختمه بقولي:

هذي كناية عبد

الآن قولاً وفعلا

وقد نصحتك جهدي

فإن حضرت وإلا

ص: 55

الصاحب بهاء الدين زهير يستدعي أيضاً:

أما تقدر أنا

فلم تأخرت عنا

وما الذي كان حتى

حللت ما قد عقدنا

سيف الدين المنشد من أبيات:

بين أكناف المصلى

قمرُ ثَمَّ تجلى

لا تلمني في هواه

استمع نصحي وإلا

طاف بالراح علينا

فرأينا الشمسَ تَجلى

نلتُ بكر خندريس

نطقت معنىً وشكلا

لست أدري من سَناهاً

هي في الكاسات أم لا

عيسى العالية من قصيدة:

قد ضن بالسلام علي

وقدماً كان يمنحني الوصلا

كأن حسودي فيه حين خلا به

أسر له زوراً وعاهده ألا

ابن نباتة:

ولقد كلمت فما يقال لقدِه

حزت الجمالَ جميعه إلا

ولبعضهم:

لام العذول على من

كالبدرِ حين تجَلى

دع يا عذولي ملامتي

والله ما أنت إلا

القاضي محب الدين:

أخلانا إلا ما جد إنْ رحلتم

ولم ترعوا لنا عهداً وإلاّ

ص: 56

نودعكم ونودعكم قلوياً

لعل الله يجمعنا وإلاّ

وجمع الوادعي بين تضمينين واكتفائين في بيت واحد فقال:

يا لائمي في هواهَا

أفرطتَ في اللومِ جهلاً

ما يعلم الشوق إلا

ولا الصبابة إلا

وكذلك الشيخ أبو الحسن النحوي:

يا جاهلاً عابَ شعري

فكذا قلبي وآلم

عليَّ نحتُ القوافي

وما علي إذا لم

ولكن الشيخ صلاح الدين يطارف في هذا التضمين حيث أتى به تورية بإشارة التصحيف مع بديع الاكتفاء وكان محله في القسم الثاني ولكن ذكره أنسب فقال:

إنكَ من هجا شعرا

أوتيانه بزحاف

وقل إذا ما هجوه

عليَّ نحت القوافي

وجمع ابن نباتة بين اكتفائين فقال:

أفدي التي تاجها وفاتها

كأنه همزة على ألفِ

أذكر ثغراً لها فاسكر من

ورد خديها فارتع في

وكذلك شيخ الشيوخ الأنصاري وبالغ فقال:

أيَّ آسادِ عرين نظرتْ

فسبتها أيَّ غزالٍ وأيّ

ص: 57

صادني منها غزيزاً أغيدُ

فيه ما يشغل عندَ وي

قد أضنيتَ جسمي

قال: قد. قلت: كي

يذهب روحي

قال: لي

وقال صاحبنا القاضي مجد الدين بن مكناس في مطلع قصيدة:

يا عذولي في فؤادي منك كيّ

وبذلت الروحَ والعصيانَ لي

والسابق في هذه الحلبة إلى الغابة الشيخ شرف الدين بن الفارض حيث قال:

أي ليالي الوصل هل من عودةِ

ومن التعليل قول الصب أيّ

وبأي الطرق أرجَو رجعها

وبما أمضي ولا أدري بأي

ومن وقوع الاكتفاء في حشو البيت قول الشاب الظريف:

رأى رضاباً عن تسليه

أولو العشق سلو

ما ذاقه وشاقه هذا

وما كيف ولو

ومثله قول البهاء زهير يصف ليلة أنس:

ولي ليلةُ طُرقتْ بالسعود

فحدثْ بما شئتَ عن ليلتي

فما كان أحسنَ من مجلس

ولا كانَ أرفعَ من همتي

بشمس الضحى ويبدو الدَّجى

على يميني وعلى يسرتي

وبتُّ عن خبري لا تسلْ

بذاك الذي وبتلك التي

ص: 58

ومثله قول الشيخ برهان الدين القيراطي:

بمكارم الأخلاق كن متخلقاً

ليفوح مسكُ ثيابكِ العطرُ الشذي

وأنفع صديقك إنْ صدقت صداقة

وادفع عدوك بالتي فإذا الذي

وتبعه عليه شيخنا الشيخ شمس الدين الجروي:

شيطانُنا المغويَّ عدوُّ فاعتصم

بالله منه والتجئْ وتعوذ

وعدوك الإنسي دارِ ودارهِ

تملكه وادفعْ عدَوك بالتي

الشيخ شرف الدين بن الفارض:

هو الحب إن لم يقض لم يقض مأرباً

فاختر ذاك أو خلتي

ودع عنك دعوى الحب واختر لغيره

فؤادك وادفع عنه غيك بالتي

ابن صاحب تكريت في مطلع قصيدة:

أترى يعود الشملُ بعد تشتًّتِ

فلقدْ أطلتُ إلى الديار تلفتي

هيهات ما قد فاتَ ليس براجعٍ

أترى تعودُ ليالينا التي

ابن سناء الملك:

وطبي حكا ريمَ الفلاني نفارهِ

فما باله لم يحكهِ في التَلفَّتِ

يدافعني عن وصله بتهجم

فما ضره لو كان يدفع بالتي

ابن أبي حجلة وقد زاد النيل زيادة مفرطة:

ص: 59

يا ربَ إن النيلَ زاد زيادةً

أدت إلى هدم وفرطٍ تَشتتِ

ما ضره لو جاء على عاداتهِ

في وقعهِ أو كانَ يدافعُ بالتي

سعد الدين بن كتاب المرج في المعنى:

تأملْ يا ملكَ الأنهارِ قد سرتْ

منك الأماني شراباً طبيباً رغداً

وقد دخلت القُرى يلقي منافعها

فعمها بعد فرط النفع منك إذا

فقال أيذكر عني أنني ملك

وثلثي ماشياً إن الملوك إذا

ويحكى أن الأمير بدر الدين الخازندار كان أحضره إلى البلاد تاجر وكان يحسن إليه وهو في رقه فلما باعه وصار إلى ما صار إليه افتقر نكتب إليه رقعة فيها:

كنا جميعين في بؤسٍ نكابدُه

والقلب والطرف منا في أذىً وقذى

واليوم أقبلت الدنيا عليك بما

تهوي فلا تنسني أن الكريم إذا

أشار بذلك إلى قول إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب:

أولى البرية طرأ أن تواسيه

عند السرور الذي وأساك في الخزن

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا

من كان يألفهم في المنزل الخشن

ويحكى أن الصاحب جمال الدين بن مطروح كتب إلى بعض الرؤساء رقعة على يد صديق لم يسمع فيها عنده فكتب إليه الرئيس هذا

ص: 60

الأمر على ما فيه مشقة فكتب

ابن مطروح في جوابه: (لولا المشقة) ففهم الرئيس مراده وقضى حاجته والإشارة في ذلك إلى قول المتنبي:

لولا المشقة سادَ الناسُ كلُّهم

الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتّالُ

الشيخ زين الدين بن الوردي مورياً مكتفياً لكن التورية في غير القافية فلهذا ذكرناها في هذا القسم.

ماذا تقولون في محب

عن غير أبوابكم تخلَّى

وجاءكم زائراً عفيفاً

عن مالك هل يجوز أم لا

القاضي مجد الدين بن مكناس في مطلع قصيدة:

يا غصناً في الرياض مالا

حمَّلتني في هواك مالا

عبد الله القرشي في مليح اسمه علي:

محب قد براه السقمَ حتى

غدا يكايده عليلا

إذا طلب الوصال لكي يداوي

يقول لي علي لا

ولبعضهم على سبيل التورية:

يا شاذلي دمعُ عيني أضحى إليهم رسولي

قلبي لديكم عليل ردوا علي لي

سعد الدين محمد بن عربي في مليح اسمه أيوب:

يلوم على حبِّه العاذلون

ولا يسمع العذال فيه ولا

يسمى بأيوب من هُمْتُ بِهِ

ولكن عاشقه المبتلى

وكتب البهاء زهير إلى الصاحب جمال الدين بن العديم يسأله

ص: 61

حاجه:

دعوتُك لما أن بدت لي حاجةَ

وقلت كريمُ مثله من تَفَضلا

إذا لم يكن إلا تحمل حاجة

فمنك وأما من سواك فلا ولا

الشيخ برهان الدين القيراطي من أبيات:

وإلى الخطة نسبت سهام لحاظه

لما رمى ولكم أصابت مقتلا

زرق الأسنة لا تحاكي سودها

قالوا ولا بيض الظبا قلنا ولا

وقد نظمت هذه القافية تورية كما ستقف عليها في القسم الذي يليه.

جمال الدين بن مطروح:

وبمهجتي رشأُ أطالت عذلي

فيه الملام وقد حوى ما قد حوى

قالوا أفيه سوى رشاقةِ قدِّه

وفتور عينيه وهل موت سوى

سعد الدين محمد بن عربي:

تُرى يسمحُ الدهرُ الضنينُ بقربكم

وأحفى بكم يا جيرةَ العَلمِ الفردِ

إذا لم يكن لي عندكم يا أحبتي

محلُ ولا قدرُ فإنَّ لكم عندي

جمال الدين بن مطروح في مطلع قصيدة:

هزوا القدود فأخجلوا سمرَ القَنا

وتقلدوا عوضَ السيوفِ الأعينا

وتقدموا للعاشقين فكلهم

طلب الأمان لنفسه إلا أنا

القاضي سعد الدين بن سناء الملك:

قتلت بطرف ظل يعدي سقمه

أرأيتم من ضنَّ حتى بالضَّنا

يا عاذلين جهلتم فضل الهوى

فعذلتم فيه ولكني أنا

غيره فإذا المنية

فسوف تصادفه أينما

الصلاح الصفدي:

يا من إذا أتاه أهلُ المودة أو لم

أنا محبك حقاً إن كنتَ في القوم أو لم

ص: 62

غيره:

قال لي العاذل: لم لا تنتهي

عن هواه؟ قلت: يا عاذلُ لم

قوله:

قال لي: تهوى سواه قلت لما

قال: هل تعشقه؟ قلت: نعم

شيخ الشيوخ الأنصاري مضمناً مكتفياً:

صلي ودعي بُعادك عن محبٍ

يذكرك أنسُ والليل ساكن

فما إن شبت من كبر ولكن

للكشك ريح غليظ

محرك للسواكن

أصلاه ذر وبر

أقم الحدود ولكن

القاضي فخر الدين بن مكانس مضمناً مكتفياً:

لنا فرسُ نلاقي منه رفقاً

كبرِّ الوالدين إذا ثَمِلَنا

يرانا حين نركبه سُكارى

يميل على جوانبه كأنا

مولانا قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر:

خليلي ولي العمرُ منا ولم نَتبْ

وننوي فعال الصالحين ولكنَا

فحتى متى نبني قصوراً مشيدةً

وأعمارنا منا تهد ولا تُبنى

ولآخر:

قسماً به ما أنت يا بدر الدجى

إلا حكيت جماله لكنما

ص: 63

أبو بكر بن حجة مضمناً:

صهباءُ ريقتُه رشفتُ سُلافَها

فتقلبت وعجزتُ أن أتكلما

فإذا سئلت أقل لمن هو سائلُ

إني لأفهم ما تقول وإنما

وقال أيضاً:

يا من يقول بأن رشف لمى الحبائب لم يرق

وغداً يعنفني به دع عنك تعنيفي

وذُقْ

الشيخ جمال الدين:

اسقني الخمرة صرفَا

كي تحت ألحت حتا

ودع العذال فيها

يضربون الماء حتى

ابن أبي حجلة في فانوس مضمناً (كلام غير موجود بتاتاً).

أعز من حمى كليب، لما أسن المهلهل وخرف وكان له عبدان يخدمانه فملا منه وخرج يريد بهما سفرا، فأناخا به في بعض الفلوات وعزما قتله فلما عرف بذلك كتب بسكين على رجل ناقته وقيل أوصاهما إذا وصلا إلى قومه أن يقولا:

مبلغ الحيين أنْ مهلهلاً

لله دركما ودر أبيكما

ثم رجعا إلى قومه فقالا مات وأنشدا قوله ففكر بعض ولده وقال أن مهلهلاً لا يقول هذا الشعر الذي لا معنى له وإنما أراد:

ص: 64

من مبلغ الحيين أن مهلهلاً

أمسى قتيلاً في الفلاة مجندلا

للهِ دُرُكما ودرُ أبيكما

لا يُفلت العبدان حتى يُقتلا

فضربوا العبدين فأقرا بقتله. فأنظر كيف اكتفى بصدر البيتين اعتماداً على استحضار نيتهما.

ويحكى أن رجلاً سأل رئيساً حاجة فكتب إليه يعتذر (لولا المشقة) ولم يزد على ذلك فلما ورد عليه قضى حاجته فسئل عن ذلك فقال أنه يشير إلى قول أبي الطيب:

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلُّهم

الجودُ يعدمُ والإقدامُ قتّالُ

وقال آخر أيضاً مضمناً:

يتبادلان فينصفان

وليس بينهما ارتيابُ

فيصيب هذا ماء هذا

كالبحر يمطرهُ السحابُ

أبو بكر بن حجة من أبيات:

رسائل دمعي فيه صبُ مبردُ

ألم تره لمل بدا كيف أسبلا

وريقته يا صاح في الذوق خمرةُ

فلو ذاقا عمر لأنشدها ألا

الشيخ ظهير الدين بن البارزي:

غدا أسوداً بالشعر أبيضَ وجهه

فأصبح من بعد التنعم في ضنكِ

على وجهه أضحى بخطى عذارِه

تناديهما عيناه حزناً قفا نبكِ

ابن مطروح من أبيات:

بانتْ أباريقُ المُدامِ لدليمٍ

تقهقه من فرط المسرة والضحكِ

فقم ننهب اللذاتِ قبلَ فواتِها

ودعني من قول ابن حجر قفا نبكِ

ص: 65

سيف الدين بن المسند يصفه نفسه بالبراعة:

شعارُ يبلغ بل بلاغةُ شاعرٍ

معانيه بل ألفاظهُ حلوةُ السبك

لقد ترك الضحاك في الناس ضحكةً

وأبكى الذي قد قالَ قِدْماً قفا نبكِ

شرف الدين بن الوردي في مليح مغن:

رب مغنٍ ذكر لفظه

مؤنث يسلب منا الفؤاد

وكلما أنث في لفظه

وبان لي أنشدت بانت سعاد

الشيخ شرف الدين بن الفارض:

أهوى رشا هواه للروح غدا

ما أحسن فعله ولو كان إذا

لم أنس قد قلت له الوصل متى

مولاي إذا شيء قال إذا

ابن نباتة:

بروحي معسول اللما يتحجب

إذا لم يزر لم يهن عيشي ولا إذا

إذا ذقت منا حلاوة ريقه

أتانا رقيب بليغ المن بالأذى

وله وأبدع في التضمين:

قالت: إذا غمضت جفونك فارتقبْ

طيفي فقلت لها: نعم لكن إذا

وسمعتُ عن ريحٍ يوسفَ قبلها

حتى انثنت ورنت فقلت: هما اللذا

ص: 66

ابن سناء الملك:

ما أبعدَ الدارَ وأدنى الجَوى

لما نأى الأهلُ وجفَ القطين

بانَ عليها الذالُ من بعدهم

وزادَ حتى كادَ أنْ لا يبين

فإن يقل أين الذين اعتدوا

يقل صداها لك أين الذين

الشيخ برهان الدين بن رقاعة مكتفياً مقتبساً:

خيالُ طه مُذ سَرى

لكهف قلبي المحتذي

عوذته لما سَبا

قلبي بسبحان الذي

ومثله قول الشيخ زين الدين الوردي:

عوادةُ عوادةُ

بالنعم الملذذي

قالت لنا أوتارُها

أنطقنا الله الذي

شهاب الدين بن طوغان المقري المعروف بالأوحدي:

إني إذا ما نابني

أمر نفى تلذذي

واشتد منه جزعي

وجهت وجهي للذي

ومثله قول الآخر:

أفديه من حذرها وردة

وفوقه خالُ له حالك

ص: 67

تبسم ليبدي كؤوس الطلا

ختامه مسكُ وفي ذلك

ومثله قول القاضي مجد الدين بن مكانس:

أسهيت أبصارنا

وبدرُكَ في أُفقِه

وثغرُك يا قاتلي

يكاد سَنا بِرقِه

الشيخ جمال الدين بن نباتة في مطلع قصيدة:

تذكرْ مصراً والأخلاء والدهَرا

سقى اللهُ ذاكَ السفحَ والناسَ والعصرَا

وقالتْ جفوني في الشام أبغ لذة

فقالَ لها ما الزمان اهبطوا مصرا

وقول بعضهم:

إذا زارَ من أهوى وأنجزَ موعدي

تلوت معيداً والذي جاء بالصدق

وأنْ صدَّ عني معرضاً فلشقوتي

أقولُ وجاءت سكرة الموت بالحقِّ

وقول القاضي لفاضل:

أما المشيب فإنه قد أبرَقَا

وكأنني بسحابهِ قد أغدقَا

كأنَّ الهوى خلُ الصِبا وصديقه

حتى تلا شيبي وأن يتفرقا

وأخذ منه من قال:

لما رأيتُ مخاللي ومؤانسي

لعظيم ودي بالقطيعةِ فَرَّقَا

فارقتهُ وخلعتُ من يده يدي

وبلوتُ لي وله أن يتفَرقَا

ص: 68

البهاء زهير:

عندي حديثُ أريدُ ألا أذكَره

وأنت فهمُ دون الناسِ فحوَاه

يا من أكابد فيه ما أكابدُه

مولاي أصبر حتى يحم اللهُ

وقول الآخر:

ولم أنس ما شهدته من جماله

وقد زرت في بعض الليالي معلاه

ويقرأ في المحراب والناسُ حوله

ولا تقتلوا النفس التي حرم الله

فقلت تأمل ما تقول فإنَّها

فعالك يا من تقتل الناسَ عيناه

وقول الآخر يهجو معذوراً:

أبصرته قُصر في مشيه

لما بدت في خده الحية

قد كتب الشعر على خده

أو كالذي مر على قرية

وقول ابن الصاحب:

تخال أنَّ حُبابَ الكأسِ أجنحةُ

للنمل فوق عيون النحلِ تزدحمُ

ظنت سلمانها الساقي فمذ مزجت

قرأ الحباب بها لا يحطمنكم

وقول سعد الدين بن عربي:

وجنةٍ حمراَء تحكي عندما

ما رآها أحدُ إلا افتتن

قلت لما عاينتها مقلتي

صبغة اللهِ ومن

ص: 69

وقول الآخر:

عن دمي خدك هذا العندمى

سله وأحكم بيننا يا مؤتمن

قالَ: ما هذا دمُ قلت: فما

قال: هذا صبغة الله ومَن

وتلطف من قال:

يا ذوات الخالِ قلبي مفتتن

آه من خالِ بقلبي قَدْ سَكَن

جاءه كالسائل دمعي وإذا

صدق السائلُ لا أفلحَ من

وأجاد من قال:

حكى الغزالُ مقلةً ولفتةً

من ذا رآه مقبلاً ولا افتتن

أحسن خلق الله نطقاً وفماً

إن لم يكن أحق بالحسن فمن

ولجامعه محمد النواحي عفا الله عنه:

لا تأسفن على المالِ الحرام ولا

تكن للحلال قط منبعثا

فالطيب الأصل يبدو يانعاً خَضِرا

نباته الرطبُ مهلاً والذي خَبُثا

وبلغ الصاحب بهاء الدين ذهبي أن صديقاً اسمه يحيى شرب دواء فكتب إليه وتلطف إلى الغاية:

سلمتَ من كلِّ ألم

ودمتَ موفورَ النِّعمِ

في صحةٍ لا تنتهي

شبابُها إلى الهَرم

يحيى بك الجودُ كما

يموت يا يحيى العدم

وبعد ذا قل لي ما

كان من الأمن وكم

وقال:

لا أوحشَ اللهُ من مولىً فضائلُه

عندي تذكرني ما لستُ أنساه

ص: 70

قلبي مقيمُ عليه لا يفارقُه

فكيف قولي له لا أوحشَ الله

وقال جمال الدين مطروح:

لم أنسها ويدي مكان وشاحها

وسألتها عن خَصرِها قالت فني

ودخلت جنةَ وَصلها

متنزهاً يا ليتَ قومي يعلمون أنني

وله أيضاً من قصيدة:

فلو أضحى على تلفي مصرّاً

لقلت معذبي بالله زدني

ولا تسمحْ بوصلِك لي فإني

أغارُ عليك منك فكيف مني

وأعجبُ ما أحدثُ عنه أني

قبلت به ولا يَدري بأني

ابن القيسراني:

أهيمُ إلى العذب من ريقه

إذا هيَّم العاشقين العذيبُ

شهدت عليه وما ذقتُه

ولكنْ من الغيبِ غيبُ

سعد الدين محمد بن عربي:

تُرى يسمح الدهرُ الضنينُ بقربكم

وأحفى بكم يا جيرةَ العِلم الفَردِ

إذا لم يكن لي عندكم يا أحبتي

محلُّ ولا قدرُ فإنَّ لكم عِندي

ابن سناء الملك من قصيدة:

قمنا ولا خطرةُ إلا على خطرِ

دانٍ ولا خطوة إلا إلى الأجلِ

حتى وصلنا إلى ميقاتِ مأمنه

يا صاحبيَّ فلو أبصرتما عَملي

أواصل الهم من ضرع إلى قدمٍ

وأوصل الضم من مدر إلى كَفَل

ص: 71

ابن نباتة من أبيات:

يا نديمي في المُدامِ فداءُ

لكما في المدامةِ العاذلان

خلقا البيت بالكؤوس سروراً

أشرباها صفراَء كالزعفرانِ

واسقياني فإن تشكيتُ داءً

فاسقياني إن شئتما تشفياني

وإذا ما قلتُ بالكأس سكراً

فادفناني في بعض تلك الدِنانِ

وانضحا من دمي عليه فقد كان

ندمي من نداه لو تعلماني

الصاحب جمال الدين بن مطروح:

أنظرتَ أم فوقت سهماً

فلقد أصبتَ القلبَ لمَا

لا يا معذبَ مهجتي

والله ما أجرمتُ جُرْما

يا عاذلي وأخو الصبابةِ

لا تلبث أصمَ أعمى

لو كنت بالثناءِ وقد

زارَ الحبيبُ عجبتُ مما

القاضي فخر الدين بن مكانس من قصيدة خمرية:

عذرُها لا يطاقُ في عاشقيها

فالحذارَ الحذارَ منها وممَا

لا يغرَّنك نارها إذا أضاءت

في ضرام فتلك أما وإما

منها وهو مطلعها وكان محلها في القسم الذي بعده لما فيه من لطف التورية مع بديع الاقتباس.

سعى العس المر أسف ألمي

بخدودٍ من نارِها يعصي ألما

لا تقل زينب وهند وسعدى

وسعاد فإنما هي اسما

آخر:

إني محتاجُ لما

صار فوق الخَد لامَا

وحبيب عاد فيه

عاذراً من كان لَاما

وعدُه مثلُ سرابٍ

جئته يوماً فلَاما

ص: 72

قيل هل زارك من

تهواه يوماً قلت لَاما

ابن الوردي:

إذا كرهتَ منزلاً

فدونَك التحَولا

وإنْ جفاك صاحبُ

فكن به مستبدِلا

لا تحمل إهانةً

من صاحبٍ وإن عَلا

فمن أتى فمرحباً

ومن تولى فإلى

أبو بكر بن حجة:

تطلبتُ منه قتلته وهو نافرُ

فقال وقتلي حبنا لن يُقبَلا

فقلت له ما الوصل عدني إلى غدٍ

فبعدك مات الصبر قال نم إلى

سعد الدين محمد بن عربي:

ما أضمرَ القلبُ شيئاً غير حيهم

يوماً ولا فاه مني بالسلو فمُ

قالوا تقلبك والأجفان قد قبلوا

فقلت إنهم قلبي وإنهم

ابن الوردي في بخيل:

وزرته يوماً فصادفتُه

يكتب أسماء الطفيليه

فخفت أن يكتبني فيهم

فقال كل قلت على نيه

القاضي ناصح الدين الأرجاني:

ما عبيد الله ممن

نال بالعي الخسارة

هو لم يعزل ولكن

ولقد تكفي الإشارة

آخر:

أبا جعفر لست بالملقن

ومثلك من قال قولاً يفي

ص: 73

فإن أنت أنجزتَ لي موعدي

وإلا هجرتَ وأدخلت في

وقد علم الناسُ ما بعدَه

لفظَ الحديثِ ولا تكتفِ

ابن سناء الملك من قصيدة:

سلوا ملاحتها محاسنَ وجهِها

فتريك معجزاتهِ في الزخرفِ

وتقول من هذا وقد سفكت دمي

ظلما وتسأل عن فؤادي وهو في

الشيخ شرف الدين بن الفارض من قصيدة:

كل البدور إذا تَجلى مقبلاً

يصبو إليه كل قدٍ أهيفِ

إنْ قلت عندي فيك صبابةُ

قال الملاحة وكل الحسن في

منها:

إن زار يوماً يا حشاي تقلعي

كلفاً به، أو بان يا عين اذرفي

ما للنوى ذنب ومن أهوى معه

إن غاب عن إنسان عيني فهو في

وأولها:

(قلبي يحدثني بأنك متلفي) فهي دائرة كالحلقة

ص: 74